You are on page 1of 20

‫مقدمة‪:‬‬

‫تعتمد كل الدول على بعضها البعض إلشباع حاجاتها من السلع والخدمات‪ ،‬هذه الحقيقة تميز‬
‫العالقات اإلقتصادية بين الدول منذ عصور‪،‬حيث أنه ال تستطيع أي دولة أن تعيش في معزل‬
‫عن العالم متبعة في ذلك سياسة اإلكتفاء الذاتي بصورة شاملة ولفترة طويلة من الزمن‪.‬‬

‫ونتيجة لتطور نظم المعلومات واإلتصاالت الدولية فقد تزايدت أهمية التجارة الخارجية بإعتبارها‬
‫أهم محددات النمو اإلقتصادي وتحقيق الرفاهية للشعوب ‪.‬من هنا نطرح االشكالية التالية‪:‬‬

‫ماهي التجارة الدولية؟‬


‫المبحث األول‪ :‬مدخل للتجارة الدولية‬

‫التجارة الدولية أحد فروع علم اإلقتصاد التي تختص بدراسة اإلعتماد المتبادل بين دول‬
‫العالم‪ ،‬وتزايد هذا اإلعتماد المتبادل بصورة مستمرة مع تزايد درجة عولمة اإلقتصاد واألسواق‪.‬‬

‫ويتخذ اإلعتماد المتبادل بين دول العالم ثالثة أشكال‪ ،‬وهي تبادل السلع المادية مثل‪ :‬القطن‪،‬‬
‫المنسوجات‬

‫اآلالت والسيارات ‪،‬وتبادل الخدمات مثل‪ :‬خدمات النقل‪ ،‬التأمين‪ ،‬السياحة والتعليم‪ ،‬و تبادل‬
‫المعامالت المالية و النقدية مثل‪ :‬اإلستثمارات األجنبية المباشرة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف التجارةالدولية‬

‫لقد تعددت تعاريف التجارة الخارجية وسوف نحاول األخذ بأهمها فيما يلي ‪:‬‬

‫تعرف التجارة الخارجية على أنها ﴿أحد فروع علم اإلقتصاد التي تختص بدراسة المعامالت‬
‫اإل قتصادية الدولية ممثلة في حركات السلع والخدمات ورؤوس األموال بين الدول المختلفة ‪,‬فضال‬

‫عن سياسات التجارة التي تطبقها دول العالم للتأثير في حركات السلع والخدمات ورؤوس األموال‬
‫‪1‬‬
‫بين الدول المختلفة﴾‬

‫كما تعرف على أنها‪﴿:‬عملية التبادل التجاري في السلع والخدمات وغيرها من عناصر‬
‫‪2‬‬
‫اإلنتاج المختلفة بين عدة دول بهدف تحقيق منافع متبادلة ألطراف التبادل‪﴾.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف اللغوي‬

‫ويقتصر معنى التجارة بالمعنى اللغوي على كلمة تقليب المال كما عرف العالمة ابن خلدون‬

‫التجارة‬

‫‪_1‬حممد امحد السرييت ‪،‬التجارة اخلارجية‪ ،‬الدار اجلامعية‪،‬االسكندرية‪،9882،‬ص‪80‬‬

‫‪ _2‬محدي عبد العظيم‪ ،‬اقتصادايت التجارة الدولية‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬القاهرة‪،9888،‬ص‪31‬‬


‫في مقدمته المشهورة بأنها {محاولة الكسب بتنمية المال بشراء السلع بالرخيص وبيعها بالغالء }‬

‫وبالتالي يكون ابسط األعمال التجارية هو شراء سلعة بثمن أكبر ويكون الفرق هو الربح ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف اإلصطالحي‬


‫ٍفاصطالح التجارة الخارجية يشير ٍالى نظرية جزئية للعالقات اإلقتصادية بين‬
‫‪1‬‬
‫دول معينة ودول أخرى أو مجموعة من الدول‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التعريف االقتصادي‬

‫وهو ينصب على عملية الوساطة والتوسط بين المنتج والمستهلك‪ ,‬وينجم عن ذلك‬
‫خروج نوعين من‬

‫األعمال عن نطاق التجارة‪ ،‬حيث يقوم المستهلك بشراء السلعة التي يهدف إلستهالكها و‬
‫‪2‬‬
‫اإلنتفاع بها‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬التعريف القانوني‬

‫هو تحويل المنتجات من حالتها األولية ٍالى سلع بقصد بيعها بعد ٍاعادة صنعها‬
‫وهي ماتسمى بالصناعات التحويلية‪ ,‬وأيضا يشمل النشاط المتعلق بالصناعة والنقل‬
‫البحري والجوي‬

‫‪3‬‬
‫والبنوك وما يلحق بها من حرف تجارية‪ ،‬كالسمسرة والوكالة بالعمولة والتأمين وغيرها‪.‬‬

‫وبالرغم من أن التجارة سواء الداخلية أو الخارجية هي نتيجة لقيام التخصص وتقسيم‬


‫العمل‪ ،‬فقد جرت عادة الكثير من اإلقتصاديين الذين يتعرضون لموضوع التجارة‬
‫الخارجية على تأكيد الفوارق بينها وبين التجارة الداخلية ٍاستنادا ٍالى الفوارق التالية ‪:‬‬

‫‪_1‬يوسف مسعداوي ‪،‬دراسات في التجارة الدولية‪،‬ط‪،6‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع الجزائر‪،6182‬ص‪81‬‬

‫‪_2‬بوكنوة نورة ‪،‬تمويل التجارة الخارجية في الجزائر ‪،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية‪،6186/6188‬ص‪54‬‬

‫‪_3‬بوكنوة نورة‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪،‬ص‪54‬‬


‫‪ )1‬تتم التجارة الداخلية داخل الحدود الجغرافية للدولة‪ ،‬بينما تتم التجارة الخارجية بين دول‬
‫العالم المختلفة‪.‬‬

‫‪ )2‬تتم التجارة الداخلية من خالل نظام ٍاقتصادي سياسي واحد‪ ،‬بينما تتم التجارة الخارجية‬
‫في ظل أنظمة ٍاقتصادية سياسية مختلفة‪.‬‬

‫‪ )3‬تختلف الظروف السوقية والعوامل المؤثرة فيها في التجارة الداخلية عنها في التجارة‬
‫الخارجية‪.‬‬

‫‪ )4‬وجود فرص للتكتالت اإلقتصادية في حال التجارة الخارجية‪.‬‬

‫‪ )5‬سهولة نقل عوامل اإلنتاج داخل الحدود الجغرافية للدولة الواحدة وصعوبة نقلها في‬
‫حال التجارة الخارجية‪.‬‬

‫‪ٍ )6‬اختالف األنظمة والقوانين اإلقتصادية والسياسية واإلجتماعية المنظمة للتجارة الداخلية‬
‫عن المنظمة للتجارة الخارجية‪.‬‬

‫‪ٍ )7‬استخدام عملة واحدة في حال التجارة الداخلية وتعدد العمالت المستخدمة في حال‬
‫التجارة الخارجية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أسباب قيام التجارة الدولية‬

‫ترجع أسباب قيام التجارة الخارجية ٍالى جذور المشكلة اإلقتصادية أو مايسمى بمشكلة الندرة‬
‫النسبية حسب المدرسة الرأسمالية‪ ,‬حيث أن دولة ما ال تستطيع أن تكتفي ذاتيا بصورة شاملة‬
‫ولمدة طويلة‪ ,‬أن تنتج كل ما تحتاجه‪ .‬ألن الظروف البيئية والجغرافية واإلقتصادية ال تمكنها من‬
‫ذلك‪ .‬وهذا ما يتطلب من كل دولة أن تتخصص في ٍانتاج السلع التي تؤهلها ٍامكانياتها إلنتاجها‪،‬‬
‫ثم تبادلها بمنتجات دول أخرى ال تستطيع ٍانتاجها داخل حدودها‪ ،‬أو تستطيع ٍانتاجها ولكن بتكلفة‬
‫ونفقة مرتفعة يصبح عندها اإلستيراد من الخارج أفضل‪ .‬ومن هنا تبدو أهمية التخصص وتقسيم‬
‫‪1‬‬
‫العمل بين الدول ترتبط ٍارتباطا وثيقا بظاهرة قيام التجارة‪ ،‬ومن هنا سوف نتطرق ألهم األسباب‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬عدم التوزيع المتكافئ لعناصر اإلنتاج بين الدول المختلفة‪:‬‬

‫يعتبر هذا سببا جوهريا ورئيسيا‪ ،‬حيث أنه ينتج عن السبب عدم قدرة الدولة على تحقيق‬
‫اإلكتفاء الذاتي من السلع المنتجة محليا‪ ،‬فكل دولة تتخصص في ٍانتاج السلعة التي تتمتع بها‬
‫بميزة نسبية‪ ،‬وتحصل البلدان األخرى جزئيا أو كليا على حاجاتها من السلع التي ال تتمتع بها‬
‫بميزة نسبية‪ ،‬وتعود الفائدة على كل البالد طالما أن معدل التبادل يختلف عن ذلك المعدل الذي‬
‫كان سائدا قبل قيام التجارة‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تفاوت التكاليف وأسعار عوامل اإلنتاج و األسعار المحلية لكل دولة‬

‫هذا ما يؤدي ٍالى ٍانخفاض تكاليف اإلنتاج للسلعة في دولة ما‪ ،‬من خالل تحقيق وفورات‬
‫الحجم‪ ,‬مقارنة مع ٍارتفاع هذه التكاليف إلنتاج نفس السلعة في دولة أخرى‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ٍ :‬اختالف مستوى التكنولوجيا المستخدمة في اإلنتاج من دولة إلى أخرى‬

‫من الممكن أن التكنولوجيا سببا منفصال لقيام التجارة الخارجية‪ ،‬ويمكن القول أن التجارة‬
‫مبنية على تغيرات في عامل اإلنتاج المتوافر نسبيا وهو‪-‬التكنولوجيا‪ -‬حيث تصف الظروف‬
‫اإلنتاجية بالكفاءة العالية في ظل ٍارتفاع مستوى التكنولوجيا‪ ،‬على عكس من ذلك في حال‬
‫ٍانخفاض مستوى هذه التكنولوجيا‪ ،‬حيث يخضع اإلنتاج لسوء الكفاءة اإلنتاجية وعدم اإلستغالل‬
‫األمثل للموارد اإلقتصادية‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الفائض في اإلنتاج المحلي والسعي اٍلى زيادة الدخل الوطني‬

‫‪_8‬رشاد العصار‪،‬عليان شريف‪،‬حسام داود‪،‬التجارة الخارجية‪ ،‬دار المسيرة للنشر و التوزيع‪،‬عمان‪،‬األردن‪،6111 ،‬ص‪82‬‬

‫‪_1‬قريصة صبحي تادرس‪ ،‬النقود و البنوك و العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪،8811،‬ص‪181‬‬
‫يتطلب البحث عن أسواق خارجية لتسويق اإلنتاج بشرط توفر كافة الظروف المالئمة للطلب‬
‫على اإلنتاج عالميا‪.‬‬
‫وأما فيما يخص السعي ٍالى زيادة الدخل الوطني يتمثل في اإلعتماد على الدخل المتحقق‬
‫من التجارة الخارجية‪ ،‬وهذا بهدف رفع مستوى المعيشة محليا ‪،‬وتحقيق الرفاهية اإلقتصادية ‪.‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬اٍختالف الميول واألذواق‬

‫الناتج عن التفضيل النوعي للسلعة ذات المواصفات اإلنتاجية المتميزة‪ ،‬حيث أن المستهلكين‬
‫في كل دولة يسعون للحصول على السلعة ذات المواصفات العالية من الجودة لتحقيق أقصى‬
‫‪1‬‬
‫منفعة ممكنة منها‪.‬‬

‫الفرع السادس‪:‬االسباب االستراتيجية و السياسية‬


‫و المتمثلة في تحقيق النفوذ السياسية من خالل الندرة النسبية للسلعة المنتجة والمتاجرة بها‬
‫‪2.‬‬
‫عالميا‬

‫يمكن الخالص الى ان التجارة الخارجية وموضوع تحديد أسباب قيامها أثار تفكير مجموعة‬
‫مختلفة من المفكرين واإلقتصاديين وقد كان عمل كل واحد فيهم تكملة لعمل اآلخر‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬نظريات قيام التجارة الدولية‬

‫تعددت مفاهيم التجارة الخارجية من مفكر آلخر ومن وقت آلخر ولكل منهم طريقة خاصة‬
‫في شرح مفهومها‪ ،‬والتي تتناسب مع مقتضيات عصره‪.‬‬

‫ومن خالل هذا المطلب سنتطرق ٍالى النظريات الكالسيكية في التجارة الخارجية حيث ٍاقتصرنا‬
‫على نظريات (آدم سميث‪ ,‬دافيد ريكاردو)‪،‬وكذلك النظريات النيوكالسيكية المتمثلة (نظرية هكشر‬
‫_اولين ) و لغز ليونيتيف ‪،‬والنظريات الحديثة (الفجوة التكنولوجية ودورة حياة المنتج)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬النظريات الكالسيكية في التجارة الخارجية‬

‫‪_8‬حسام علي داود‪،‬وآخرون ‪ ،‬اقتصاديات التجارة الخارجية‪ ،‬ط‪،8‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪،‬عمان‪،6116،‬ص‪81‬‬

‫‪_6‬فليح حسن خلف‪،‬اإلقتصاديات الدولية‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع‪،‬عمان‪،6115،‬ص ص‪81_82‬‬


‫أوال‪ :‬نظرية الميزة المطلقة آدم سميث(‪)3271_3271‬‬

‫أول ٍاقتصادي كالسيكي حاول تفسير أسباب قيام التجارة الخارجية بين الدول هو العالم‬
‫اإلقتصادي الشهير آدم سميث في كتابه (أبحاث حول طبيعة وأسباب ثروة األمم ) الذي صدر‬
‫عام ‪ 1776‬في نيويورك‪ ،‬حيث ٍاستخدم سميث مفهوم الفرق المطلق في التكاليف اإلنتاجية بين‬
‫‪1‬‬
‫الدول أو ما أصبح يعرف بالميزة المطلقة الذي يعتبر سببا لقيام التجارة الخارجية‪.‬‬

‫و بين آدم سميث في كتابه { أن ثروة األمة ال تقاس بقدرتها على تجميع المعادن النفيسة ولكن‬
‫تقاس بقدرتها على االنتاج ‪ }.‬ولذلك ٍفان أي جهود تبذل لزيادة ثروة األمة ‪،‬يجب أن تنصب‬
‫على زيادة قدرتها االنتاجية‪ .‬وعليه ٍاستنتج أن كل الد ول تستفيد من التجارة الخارجية الحرة‪،‬‬
‫وذلك من خالل تخصص كل دولة في ٍانتاج السلعة أو السلع التي لها في ٍانتاجها ميزة مطلقة ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫بالمقارنة مع ظروف ٍانتاج هذه السلعة أو السلع في البلدان األخرى‪.‬‬

‫وأوضح أن التجارة تتيح للبلد اإلستفادة من مزايا تقسيم العمل ألنها توسع من حجم السوق‬

‫‪,‬كما بين في فكرته الشهيرة اليد الخفية أن الدولة ‪،‬يجب أن ترفع يدها عن النشاط اإلقتصادي‬

‫حيث تعتبر الدولة من من وجهة نظره منتج سيئ‪ ،‬وأنه يجب ترك الحرية لألفراد في ٍاتخاذ‬

‫‪2‬‬
‫ق ارراتهم الخاصة باألنشطة اإلنتاجية التي يرغب كل منهم في توظيف موارده المتاحة فيها‪.‬‬

‫‪_8‬عليان الشريف‪،‬وآخرون ‪،‬التجارة الخارجية‪،‬ط‪،8‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪،‬عمان‪،‬االردن‪ ،6111‬ص ‪68‬‬

‫‪_6‬يوسف مسعداوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص ص ‪65_61‬‬

‫‪-8‬عبد الرحمان يسري‪ ،‬اإلقتصاد الدولي‪ ،‬دار الجامعية ‪،‬اإلسكندرية‪ ،6114 ،‬ص‪61‬‬

‫‪ -6‬سامي عفيفي حاتم ‪،‬التجارة الخارجية بين التنظير و التنظيم‪،‬الدار المصرية اللبنانية‪،‬القاهرة‪،8888،‬ص‪86‬‬

‫‪-1‬رشاد العصار ‪،‬و آخرون ‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪68‬‬

‫‪ _⁴‬يوسف مسعداوي ‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪42‬‬


‫ويركز آدم سميث في نظريته على النفقة المطلقة وليست النسبية لكل سلعة على حدى‪ ،‬ويكفي‬

‫شرط ٍاختالف النفقات المطلقة لكل سلعة في الدولتين لقيام التجارة الخارجية‪ ،‬وتحقيق النفع‬

‫المتبادل على كل الدول المشتركة في التجارة الخارجية‪².‬‬

‫يفترض آدم سميث قدرة عناصر اإلنتاج على التنقل بين دول العالم مختلفة تماما‪ ،‬كما هو الحال‬
‫داخل الدولة الواحدة‪.‬‬

‫وقد ٍافترض آدم سميث أن كل دولة يمكن أن تنتج سلعة واحدة على األقل أو مجموعة من‬
‫السلع بتكلفة حقيقية أقل مما يستطيع شركاؤها‪ ،‬وبالتالي ٍفان كل دولة ستكسب أكثر فيما ٍاذا‬
‫تخصصت بتلك السلعة التي تتمتع فيها بميزة مطلقة‪ ،‬ومن ثمة تقوم بتصدير مثل هذه السلعة‬
‫‪3‬‬
‫وتستورد السلع األخرى‪.‬‬

‫كما ٍاعتبر سميث أن التكلفة الحقيقية تقاس بمقدار وقت العمل الالزم إلنتاج السلعة‪،‬‬
‫وحسب هذا المفهوم ٍفان السلع ستبادل بعضها وفقا لعدد ساعات العمل المستخدمة في ٍانتاجها‪⁴.‬‬

‫ثالثا‪ :‬نظرية القيم الدولية لجون ستيوارت ميل {‪:} 3021_ 3011‬‬

‫قام ميل بإستكمال النقص في نظرية ريكاردو‪ ,‬الذي ساهم في اإلجابة عن التساؤالت السابقة‪,‬‬
‫إذ ألف كتابه "مبادئ اإلقتصاد السياسي" في سنة ‪ٍ 1141‬‬
‫‪,‬فاهتم بدراسة موضوع القيم الدولية أو‬
‫بعبارة أخرى النسبة التي يتم على أساسها مبادلة سلعة بسلع أخرى‪ ,‬فكان له دور كبير في تحليل‬
‫قانون النفقات النسبية في عالقته بنسبة التبادل في التجارة الدولية‪ ,‬وفي إبراز أهمية طلب كل من‬
‫البلدين في تحديد النقطة التي تستقر عندها نسبة التبادل الدولية أو معدل التبادل الدولي‪,‬‬
‫فبالنسب ة لهذه الطريقة الطلب المتبادل من جانب كل دولة على منتجات الدولة األخرى هو الذي‬
‫يحدد معدل التبادل الدولي‪ ,‬وطبقا لها فإن معدل التبادل الذي يحقق التوازن في التجارة الدولية‬
‫هو ذلك المعدل الذي يجعل قيمة الصادرات والواردات لكل دولة متساوية ‪,‬فهناك مكسب ينتج‬
‫عن قيام التجارة الخارجية وتوزيع هذا المكسب بين الدولتين يخضع للعديد من العوامل‬
‫اإلقتصادية والسياسية ‪,‬فكلما إقترب معدل التبادل الدولي كثي ار من معدل التبادل المحلي لدولة‬
‫ولقد ركز "ميل" في‬ ‫ما‪,‬كان نصيبها من مكسب التجارة الخارجية ضئيال والعكس صحيح‪.‬‬
‫نظريته هذه على إختالف الكفاءة النسبية للعمل في الدولتين‪ ,‬بدال من التركيز على التكلفة‬
‫النسبية للعمل في كل منهما كما فعل "ريكاردو"‪ ,‬فهذا األخير لكي يوضح مفهوم النفقة النسبية‬
‫فإنه يثبت كمية اإلنتاج إلظهار اإلختالف في التكلفة‪ ,‬بينما "ميل" فيقوم بتثبيت كمية العمل‬
‫‪1‬‬
‫ليظهر الفرق في اإلنتاج والمردودية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬النظرية النيوكالسيكية في تفسير التجارة الخارجية‬

‫جاءت النظرية النيوكالسيكية تطوي ار إلسهامات النظرية الكالسيكية وتشمل مايلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬نظرية الميزة النسبية لعوامل اإلنتاج {نظرية هكشر _أولين}‬

‫تعود صياغة هذه النظرية إ لى مساهمة كل من اإلقتصادي السويدي "هكشر" سنة‬


‫‪،1111‬ثم من بعده تلميذه "اولين" سنة ‪،1133‬ثم طورها من بعدهما اإلقتصادي "بول سام‬
‫‪2‬‬
‫ويلسون" سنة ‪1141‬‬

‫ولقد قام هكشروأولين بتحليل فروض النظرية الكالسيكية مع ما وجه لها من نقد‪ ،‬وطرحا فكرة‬
‫اإلختالف في الوفرة النسبية لعوامل اإلنتاج حيث ترى هذه النظرية أن سبب قيام التجارة‬
‫الخارجية هو التفاوت بين الدول في مدى وفرة عوامل اإلنتاج المختلفة في كل منها‪ ،‬وهذا‬
‫التفاوت من شأنه أن يخلق إختالفا في أسعار عوامل اإلنتاج‪ ،‬وبالتالي في أسعار المنتجات‪،‬‬
‫نظ ار إلختالف ما تحتاجه السلع من عوامل اإلنتاج‪ ،‬مما يبرر قيام التجارة بين مختلف الدول‪،‬‬
‫وتقوم نظرية هكشر_أولين على مجموعة من اإلفتراضات المبسطة للواقع هي‪:‬‬

‫‪_1‬عائشة خلوفي ‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪8‬‬

‫‪_ 8‬جمال جويدان الجمل ‪،‬ا لتجارة الدولية‪ ،‬مركز الكتاب األكاديمي‪,‬عمان‪,‬األردن‪،6112,‬ص ‪11‬‬
‫‪ )1‬أن العالم يتكون فقط من دولتين {أ‪،‬ب} يقومان بإنتاج سلعتين هما {س‪،‬ص} ويعتمدان‬
‫على عنصرين من عناصر اإلنتاج هما العمل ورأس المال‪.‬‬

‫‪ )2‬إستخدام دولتين لنفس الفن اإلنتاجي‪.‬‬

‫بإحتياجها الى رأس‬ ‫‪ )3‬السلعة )س( تحتاج الى قدر أكبر من عنصر العمل مقارنة‬
‫المال‪.‬بينما السلعة )ص( على العكس تحتاج إلى قدر أكبر من رأس المال مقارنة‬
‫بإحتياجها من عنصر العمل ويمكننا القول إن السلعة )س( تتميز بإرتفاع نسبة العمل‬
‫على رأس الما ل أو إنخفاض نسبة رأس المال على العمل مقارنة بالسلعة )ص(‪.‬‬

‫‪ )4‬أن السلعتين (س) و (ص) يتم إنتاجهما في ظل ظروف ثبات الغلة‪ ,‬والمقصود بذلك أن‬
‫زيادة المستخدمة من كافة عناصر اإلنتاج {العمل‪،‬رأس المال} بنسبة معينة تؤدي إلى‬
‫زيادة حجم اإلنتاج من السلعة بنفس النسبة‪.‬‬

‫‪ )5‬التخصص غير الكامل في الدولتين بعد التجارة بمعنى سيادة ظروف تزايد ظروف تزايد‬
‫تكلفة الفرصة البديلة التي تمنع الدولتين من توجيه كافة عناصر اإلنتاج إلنتاج سلعة‬
‫واحدة من السلعتين ‪.‬‬

‫‪.1‬‬
‫‪ )6‬تماثل األذواق في الدولتين‬

‫ثانيا‪ :‬نظرية ليونتياف‬

‫في عام ‪ 1154‬قام ليونتيف بإختبار مدى صالحية نظرية هكشر وأولين بالنسبة لإلقتصاد‬
‫تماما مع ما توصلت إليه النظرية‬ ‫األمريكي‪ ،‬وكانت النتائج المتحصل عليها متعارضة‬
‫السويدية‪ ،‬لهذا سميت هذه النتائج بلغز ليونتيف‪.‬‬

‫حيث إعتمد على إختبار النظرية الحديثة للتجارة الخارجية لمعرفة ما إذا كانت تتفق مع‬
‫نظرية وفرة عوامل اإلنتاج على صادرات وواردات الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬على أساس أنها‬

‫‪_1‬محمد سيد عابد‪ ،‬التجارة الدولية‪ ،‬مكتبة االشعاع الفنية‪،‬االسكندرية‪ 6118،‬ص ص‪58،51‬‬
‫تتمتع بوفرة في رأس المال وندرة في عنصر العمل‪ ،‬كما إستخدم "ليونتيف" في هذا اإلختبار‬
‫أسلوب تحليل المنتج وذلك لحساب رأس المال والعمل الالزم لإلنتاج في عدد من الصناعات‬
‫األمريك ية‪ ،‬ووصل إلى نتيجة أن التجارة الخارجية فيها تقوم على أساس تخصصها في‬
‫‪1‬‬
‫الصناعات المستخدمة للعمل بكثافة أكبر من رأس المال‬

‫ولقد وردت نتائج دراسات "ليونتيف" العديد من المحاوالت في تفسير التجارة الدولية من خالل‬
‫تحديد األسباب األخرى لإلختالف بين الدول‪،‬غير تلك القائمة على أساس الوفرة أو الندرة في‬
‫ويتضح مما سبق أن نظريات الفكر الكالسيكي والنيوكالسيكي تنقصها‬ ‫عوامل اإلنتاج‪.‬‬
‫العناصر الديناميكية إذ عجزت هذه النظريات من أن تضع نموذجا قاد ار على تقديم تفسير‬
‫ألسباب قيام التجارة الدولية في ظل التغيرات التي عرفها اإلقتصاد العالمي‪.2‬‬

‫من هيمنة الشركات المتعددة الجنسيات على التجارة الدولية‪،‬تنامي ظاهرة التكامل اإلقليمي وتزايد‬
‫عدد التكتالت اإلقتصادية‪ ،‬ظهور الثورة المعلوماتية والتكنولوجية‪ ،‬ومواكبة منها لهذه التطورات‬
‫ظهرت اتجاهات جديدة في تفسير التجارة الدولية تعمل على إدخال العناصر الديناميكية في‬
‫التبادل الدولي كالنظريات الحديثة‪ ،‬نـذكر منها نظرية الفجوة التكنولوجية ودورة حياة المنتوج‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬النظريات الحديثة في التجارة الخارجية‬

‫أوال‪ :‬نظرية الفجوة التكنولوجية‪:‬‬

‫إضافة الى مساهمة الموارد وم دى توافرها في قيام التجارة الدولية وتخصص الدول‪ ،‬فإن‬
‫التفاوت التكنولوجي بين األمم يعتبر ايضا احد المحددات للتجارة الدولية‪.‬‬

‫ووفقا لنموذج الفجوة التكنولوجية ‪،‬الذي وضعه بوسنر في سنة ‪،1161‬فإن جزءا كبي ار من التجارة‬
‫الدولية بين الدول الصناعية مبني على تقديم سلع جديدة وخطوات إنتاجية جديدة‪.‬‬

‫‪_ 6‬فيروز سلطاني ‪،‬دور السياسات التجارية في تفعيل االتفاقات االقيييية والدولية‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة ماجستير‪ ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر ‪،‬بسكرة ‪ 6181/6186‬ص ص‪81،88‬‬

‫‪_3‬سامي عفيفي حاتم المرجع السابق ص‪. 818‬‬


‫وقد الحظ بوسنر أن الدول ذات التشابه في عوامل اإلنتاج‪ ،‬تقوم بالتبادل التجاري فيما بينها‬
‫‪،‬وهذا ما يؤدي الى وجود تناقض مع نتائج نظرية هكشر وأولين حيث بإبتكار طرق جديدة في‬
‫اإلنتاج وسلع جديدة يمكن لبعض الدول ان تكون مصدرة‪ ،‬بغض النظر عن تفوقها في عوامل‬
‫إنتاجها‪ ،‬بحيث أن التفوق التكنولوجي يعطي للدولة المخترعة سلطة إحتكارية مؤقتة على السوق‬
‫العالمي وتزول هذه الميزة اإلحتكارية بشيوع التكنولوجيا الجديدة‪ ،‬وقيام بعض الدول األخرى‬
‫‪1‬‬
‫بإنتاج سلع مقلدة‪.‬‬

‫ويشير أيضا بوسنر الى وجود نوعين من فترات اإلبطاء في عملية اإلنتشار الدولي‬
‫للتكنولوجيا الحديثة وهما‪:‬‬

‫_فترة إبطاء المنتوج‪ :‬ويطلق عليها ايضا فجوة تأخر الطلب وهي تشير الى الفجوة الزمنية‬
‫بين اللحظة التي يقدم فيها اإلبتكار الجديد ألول مرة واللحظة التي يتعرف عليها المنتحون في‬
‫الدول األخرى على حاجتهم لإلستجابة مع التغيرات الحديثة‪.‬‬

‫_فترة إبطاء التقليد‪ :‬وهي تشير الى الفجوة الزمنية بين انتاج السلعة الجديدة ألول مرة‬
‫(اإلنتاج األصلي) وإنتاج الدول األخرى لها (اإلنتاج المقلد)‪،‬وعند هذه اللحظة تبدأ صادرات‬
‫الدولة المبتكرة في التراجع‪ ،‬ويحل محلها اإلنتاج المحلي المقلد في البلدان األخرى‬

‫ويختلف المدى الزمني للفجوتين‪ ،‬حيث تكون فترة إبطاء التقليد أطول زمنا من فترة إبطاء‬
‫الطلب‪ ،‬و الفجوة الزمنية بينهما يطلق عليها الفجوة التكنولوجية وهي التي تفتح المجال أمام‬
‫التجارة الدولية في هذه السلعة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظرية دورة حياة المنتوج‪:‬‬

‫إن تعميم وتوسيع نموذج الفجوة التكنولوجية تم عن طريق مايسمى بنموذج دورة حياة المنتوج‬
‫التى طورها فيرنون سنة ‪، 1166‬فحسب هذا النموذج وفي الوهلة األولى من انتاج منتوج جديد‪،‬‬
‫فإنه في الغالب يستلزم توفر يد عاملة ماهرة إلنتاجه ‪،‬وبعد أن يصل المنتوج الى مرحلة النضج‬

‫‪_1‬يوسف مسعداوي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪25‬‬


‫ويلقى القبول من طرف المستهلكين ‪،‬فسيصبح معتمدا ويستطاع إنتاجه‪ ،‬بتقنيات إنتاجية كبيرة‪،‬‬
‫ويصبح أقل إحتياجا لليد العاملة الماهرة ‪،‬وبعدها ستنتقل الميزة النسبية في المنتوج من الدولة‬
‫المتقدمة صاحبة السبق في إنتاجه الى دولة اقل تطو ار والتي تتوفر على ارخص‪ .‬وهذا ربما‬
‫سيكون مصاحبا بإستثمار األجنبي المباشر من الدولة األكثر تطو ار الى الدولة األقل تطورا‪.‬‬

‫و عليه تمر عملية ٍانتاج السلع منذ ٍاكتشافها بعدة مراحل يعتمد في ٍانتاجها على نوعيات مختلفة‬
‫‪1‬‬
‫من العوامل مما قد يقضي ٍاستيراد دولة لسلعة كانت هي المصدر لها في فترات سابقة‪.‬‬

‫إن دورة حياة المنتوج الجديد أو الصناعة الجديدة تمر بثالثة مراحل رئيسية وهي‪:‬‬

‫_مرحلة المنتوج الجديد‪ :‬تتميز المرحلة من دورة حياة المنتوج‪ ،‬بأن نشاط البحث والتطوير يحتل‬
‫مكانة بالغة األهمية في إخراج المنتوج الى الوجود‪.‬‬

‫_مرحلة المنتوج الناضج‪ :‬بعد ظهور المنتوج الجديد بفترة قصيرة في الدولة األم صاحبة‬
‫اإلختراع‪ ،‬فإن قد ار من الطلب يبدأ في الظهور بصورة متزايدة في الدول المتطورة‪ ،‬األمر الذي‬
‫يشجع الشركات األم على إنشاء وحدات إنتاجية في هذه الدول قصد إشباع الطلب المتزايد‪.‬‬

‫_مرحلة المنتوج النمطي‪ :‬يرى أصحاب المناهج التكنولوجية في التجارة الخارجية‪ ،‬أن المرحلة‬
‫الثالثة لدورة المنتوج تتميز بتطورات هامة تؤدي في نهاية األمر الى تطابق خصائص دورة‬
‫المنتوج في مرحلتها النمطية مع خصائص سلعة مع خصائص سلعة هكشر وأولين‬

‫‪_2‬يوسف مسعداوي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪21‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬أهمية التجارة الدولية و العوامل المؤثرة فيها‬

‫لقد أصبحت التجارة الخارجية من أهم األنشطة التي تعتمد عليها كل الدول‪ ،‬فال توجد دولة‬
‫واحدة تعيش مكتفية ذاتيا وذلك للدور الذي تلعبه في الحياة اإلقتصادية واإلجتماعية و السياسية‪،‬‬
‫إذ يمكن من خالل هذا الدور تحديد المالمح األساسية للدولة‪ ،‬والمظاهر واألشكال األساسية‬
‫لعالقتها مع الدول األخرى‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أهمية التجارة الدولية‬

‫يتمثل الدور الهام للتجارة الخارجية في المجاالت التالية‪:‬‬

‫الفرع االول‪ :‬المجال اإلقتصادي‪:‬‬

‫في هذا المجال تسعى التجارة الخارجية الى تحقيق مايلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تساعد في الحصول على مزيد من السلع والخدمات بأقل تكلفة نتيجة مبدأ التخصص‬
‫‪1‬‬
‫الدولي الذي تقوم عليه‬

‫ثانيا‪ :‬تعتبر منفذا لتصريف فائض اإلنتاج عن حاجة السوق‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تشجيع الصادرات يساهم في الحصول على مكاسب في صورة رأس مال أجنبي يلعب‬
‫دو ار في زيادة اإلستثمار‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تعتبر مؤش ار على قدرة الدول اإلنتاجية والتنافسية في السوق الدولية ‪،‬وإرتباط هذا المؤشر‬
‫باإلمكانيات اإلنتاجية المتاحة وقدرة الدولة على التصدير ومستويات الدخول فيها‪ ،‬كذلك قدرتها‬
‫‪2‬‬
‫على اإلستيراد وإنعكاس ذلك كله على رصيد الدولة من العمالت‬

‫‪_1‬عبد المطلب عبد الحميد ‪،‬النظريات اإلقتصادية ‪،‬دار الجامعية‪،‬اإلسكندرية‪،6111،‬ص‪111‬‬

‫‪_6‬جغيور اسماء‪ ،‬الدور اليستندي في تيويل التحارة الخارجية ‪،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر‪ ،‬جامعة‪ ،‬إقتصاد دولي ‪،‬جامعة ‪ 61‬أوت‬
‫‪،8844‬سكيكدة‪، 6186/6188 ،‬ص ص ‪52،51‬‬
‫خامسا‪ :‬نقل التكنولوجيا والمعلومات األساسية التي تعيد بناء اإلقتصاديات المتينة‪ ،‬وتعزيز عملية‬
‫التنمية الشاملة‪.‬‬

‫سادسا‪:‬تحقيق توازن السوق‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المجال اإلجتماعي‬

‫في هذا المجال تسعى التجارة الخارجية الى تحقيق مايلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬زيادة الرفاهية األفراد عن طريق توسيع قاعدة اإلختيارات فيما يخص مجال اإلستهالك‪.‬‬

‫في البنية اإلجتماعية الناتجة عن التغيير في البنية‬ ‫ثانيا‪ :‬تحقيق التغيرات الضرورية‬
‫اإلقتصادية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬إمكانية الحصول على أفضل ما توصلت إليه العلوم والتقنيات المعلوماتية و بأسعار‬
‫رخيصة نسبيا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫رابعا‪ :‬التأثر المتزايد للتجارة الخارجية على حياتنا اليومية‬

‫الفرع الثالث‪ :‬المجال السياسي‬

‫في هذا المجال تسعى التجارة الخارجية الى‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعزيز البنى األساسية الدافعية في الدول من خالل إستيراد أفضل ما توصلت إليه العلوم و‬
‫التكنولوجيا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إقامة العالقات الودية وعالقات الصداقة مع الدول األخرى المتواصل معها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬العولمة السياسية التى تسعى إلزالة الحدود وتقصير المسافات‪ ،‬فهي تحاول أن تجعل العالم‬
‫بمثابة قرية كونية جديدة‪ ،‬وبذلك تكون قد إستفادت من التكنولوجيا الحديثة ومسالك التجارة‬
‫‪1‬‬
‫الخارجية العابرة للحدود‬

‫‪_1‬جغيور اسماء‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪51‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬العوامل المؤثرة في التجارة الدولية‬

‫تتأثر التجارة الخارجية بعوامل أساسية منها‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مستوى التنمية اإلقتصادية‬

‫حيث أن هذا العامل يلعب دو ار هاما في مجال التجارة الخارجية إذ أن الجمود و التاخر‬
‫اإلقتصادي لدولة ما يجعلها أكثر حرصا على وضع سياسة تقييدية للتجارة الخارجية عكس ماهو‬
‫الحال عليه في إقتصاد متطور ومتقدم وذو قاعدة إقتصادية قوية‪ ،‬حيث أنه يتسم بمرونة في‬
‫سياسة التجارة الخارجية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أوضاع اإلقتصاد المحلي والعالمي‬

‫فهذه األوضاع تؤثر في اإلقتصاد المحلي والعالمي‪ ،‬فاإلقتصاد المحلي لكي ترتقي صناعته‬
‫الداخلية فهو بحاجة الى سالح خام ووسيط‪ ،‬لذا تلجأ الدولة الى التجارة الخارجية إلستيراد ما‬
‫تحتاجه هذه الصناعات‪ ،‬كما أن للطلب اإلستهالكي دو ار في تحديد سياسة التجارة الخارجية‬
‫للدولة من حيث إستيراد كميات من سلع ما ذات إستهالك واسع‪.‬‬

‫أما عن اإلقتصاد العالمي والدولي‪ ،‬فإن تغيير الطلب بالزيادة مثال من شأنه تشجيع الدولة‬
‫على زيادة حجم الصادرات من ناحية وكذا ضبط إستهالكها من جهة أخرى‪.‬‬

‫كما أن هناك عوامل أخرى تتفاوت أهميتها بتفاوت الظروف‪ ،‬عوامل مترابطة ومتفاعلة يمكن‬
‫إرجاع أهمها الى‪:‬‬

‫_سوء توزيع الموارد الطبيعية بين الدول‪ :‬تحتوي العديد من الدول على بعض مصادر الثروة‬
‫كالمواد األولية النفط والفحم‪ ،‬وتزداد أهميتها بإعتبارها منتجة لهاته المواد وبالتالي تتخصص هاته‬
‫الدول في إنتاج المنتجات الصناعية‪.‬‬

‫‪_2‬رعد حسن الصرن ‪،‬أساسيات التجارة الخارجية ‪،‬دار الرضا للنشر‪،‬ج‪،8‬بدون بلد للنشر‪،6111،‬ص‪41‬‬
‫_حجم الدول‪ :‬الذي يؤثر على درجة تكامل الموارد الطبيعية والبشرية وتوفر مزايا اإلنتاج الكبير‬
‫الذي يتطلب السلعة في األسواق‪.‬‬

‫_العامل السياسي‪ :‬الذي يلعب دو ار هاما في تحديد األفق المفتوح أمام الدول في مجال التجارة‬
‫الخارجية‪.‬‬

‫_الشركات متعددة الجنسيات‪ :‬نتاج لقوى إحتكارات القلة التي تسيطر على حجم كبير من التجارة‬
‫الدولية لسيطرتها على العديد من التكتالت الدولية‪ ،‬وأسواق التصدير واإلستيراد والفروع اإلنتاجية‬
‫التابعة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة وهذه الظاهرة لها إنعكاسات واضحة على هيكل التجارة‬
‫‪1‬‬
‫الدولية قد تؤدي الى مظاهر الجنوح اإلحتكاري على مستوى أسواق البلد األم‬

‫المطلب الثالث‪ :‬سياسات التجارة الدولية‬

‫يخضع نشاط التجارة الخارجية في مخ تلف بلدان العالم الى مجموعة من التشريعات و‬
‫اللوائح‪ ،‬التي تصدر من قبل أجهزة الدولة التي تعمل على تقييد النشاط التجاري أو تحريره من‬
‫العقبات التي تواجهه على المستوى الدولي أو اإلقليمي‪ ،‬فكل هذه التشريعات واللوائح المنظمة‬
‫‪2‬‬
‫لحركة التبادل التجاري للدولة‪ ،‬بغية تحقيق أهداف يمكن تسميتها ب "السياسة التجارية"‬

‫وعليه فالسياسة التجارية يقصد بها مجموعة التنظيمات واإلجراءات التي تستخدمها الدولة‬
‫للتأثير على مسارات تجارتها الخارجية‪ ،‬ولهذه السياسة أهداف محددة‪ ،‬وأدوات تساعدها على‬
‫‪3‬‬
‫تحقيق هذه األهداف ويمكن إجمال أهداف السياسة التجارية فيما يلي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األهداف اإلقتصادية‬

‫‪ )1‬حماية الصناعة الوطنية من المنافسة األجنبية‪ ،‬خصوصا الصناعات الناشئة من خالل‬


‫توفير البيئة المالئمة لنموها وتطورها‪.‬‬

‫‪_8‬حمشة عبد الحميد ‪ ،‬دور تحرير التجارة الخارجية في ترقية الصادرات خارج اليحروقات في ظل التطورات الدولية الراهنة‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شهادة الماجستير ‪،‬جامعة خيضر ‪،‬بسكرة ‪،6181/6186‬ص ص‪86،81‬‬

‫‪_2‬السيد محمد أحمد السريتي‪ ،‬إقتصاد التجارة الخارجية‪ ،‬دار الرؤية‪،‬القاهرة‪ ،6118،‬ص‪28‬‬

‫‪_3‬محمد دياب‪ ،‬التجارة الدولية في عصر العولية‪ ،‬دار المنهل اللبناني‪ ،‬بيروت‪ ،6181 ،‬ص‪618‬‬
‫‪ )2‬العمل على إصالح العجز في ميزان المدفوعات وإعادته الى التوازن‪.‬‬

‫‪ )3‬زيادة الموارد المالية لل دولة‪ ،‬وإستخدام هذه الموارد في تمويل النفقات العامة للدولة‪.‬‬

‫‪ )4‬حماية اإلقتصاد الوطني من التقلبات الخارجية‪ ،‬كالتضخم و اإلنكماش وغير ذلك‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األهداف السياسية واإلستراتيجية‬

‫‪ )1‬توفير أكبر قدر من اإلستقرار و األمن في الدولة من الناحية اإلقتصادية و الغذائية‬


‫‪1‬‬
‫والعسكرية‪.‬‬

‫‪ )2‬العمل على توفير إحتياجات الدولة من مصادر الطاقة وغيرها من السلع اإلستراتيجية‬
‫خصوصا في فترة األزمات والحروب‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬األهداف اإلجتماعية‬

‫وتتمثل في حماية مصالح بعض الفئات اإلجتماعية كمصالح المزارعين أو المنتجين‬


‫الصغار‪ ،‬ورفع مستوى التشغيل‪،‬و إعادة توزيع الدخل لصالح فئات إجتماعية معينة‪ ،‬إضافة الى‬
‫حماية الصحة العامة من خالل منع إستيراد بعض السلع المضرة أو المخالفة للمعايير الصحية‪.‬‬

‫ولتحقيق هذه األهداف تستعمل الدول عدة أدوات ووسائل منها الرسوم الجمركية‪ ،‬اإلعانات‪،‬‬
‫تراخيص اإلستيراد‪ ،‬نظام الحصص‪،‬باإلضافة الى القيود الجمركية‪.‬‬

‫ولقد تعددت السياسات التجارية من حيث نطاق تطبيقها الى‪:‬‬

‫أوال‪ :‬السياسات التجارية الوطنية‪:‬‬

‫والتي تتمثل في السياسات التي تتخذها الدولة بمفردها للتأثير على تجارتها الخارجية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬السياسات التجارية اإلقليمية‪:‬‬

‫‪_1‬محمد سيد عابد‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪611‬‬


‫الت ي تتخذها مجموعة من الدول لتحقيق مصالح تجارية أو إقتصادية مشتركة مثل السياسات‬
‫المتخذة في إطار اإلتفاقيات الثنائية أو التكتالت اإلقتصادية اإلقليمية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬سياسات التجارة الدولية‪:‬‬

‫وهي السياسات التي تتخذ في إطار منظومة عالمية لتنظيم التبادل التجاري للمجتمع الدولي‬
‫عامة‪ ،‬وأشهرها إتفاقية المنظمة العالمية للتجارة‪،‬والتي تهدف الى تحرير التجارة العالمية من‬
‫مختلف القيود التي تعيق حركتها‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫تعتبر التجارة الدولية أهم صورة للعالقات اإلقتصادية التي يجري بمقتضاها تبادل السلع‬
‫والخدمات بين الدول في شكل صادرات وواردات‪ ،‬ويرجع سبب تفسير أسباب قيام التجارة‬
‫الخارجية الى أسباب متعلقة بمحدودية الموارد اإلقتصادية قياسا باإلستخدامات المختلفة في‬
‫إشباع الحاجات اإلنسانية المتجددة والمتداخلة والمتزايدة‪.‬‬

‫كما تعد التجارة الدولية من أهم القطاعات‪ ،‬فهي تعبر عن قدرة الدولة اإلنتاجية و التنافسية‬
‫في السوق الدولي من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى تعبر عن قدرتها على إستيراد‪ ،‬مما يؤثر على‬
‫الميزان التجاري من خالل دخول العملة الصعبة‬

You might also like