Professional Documents
Culture Documents
مطبوعة بعنوان
مقدمة
تقدم هذه المطبوعة مدخال تعريفيا باالقتصاد وأبرز عناصره المكونة ،وتتضمن تحليال لطبيعة
المفاهيم المرتبطة بهذه العناصر .كما تشرح أبرز المجاالت التي تميز العمليات االقتصادية كاإلنتاج
والتوزيع واالستهالك وغيرها ،وفق أسس منهجية حول كيفية تفسريها بطريقة تخدم الطلبة وتستجيب
لمقتضيات البرامج التي تعتمدها الو ازرة في هذا المجال.
معظم األسئلة التي يطرحها الطلبة رجاؤنا أن تجيب هذه المطبوعة عليها ،وبشرح مبسط من دون التنازل
عن المضمون ،كي ال يقعوا في فخ "قوة المعرفة" الذي يتجاوز قدراتهم على الفهم ،والتالي يبتعد بهم عن
إدراك المقصود من دراسة المفاهيم والعالقات االقتصادية.
يحتاج الطلبة إلى دعم معارفهم لفهم الواقع االقتصادي بكل جزئياته ،كي يكتسبوا مهارات ال غنى عنها في
زمن اقتصاد المعرفة واإلشارات ،في سوق تعتبر المادة الرمادية أغلى سلعة في أكبر سوق يدفع دورة
الحياة نحو آفاق أوسع في مجاالت الثروة والرفاهية.
إن كل المفاهيم الحالية لالقتصاد تستمد حقيقتها وحتى زخمها من مفاهيم مختلفة على بعد المكان وعمق
الزمان من ثالث عناصر الرؤية والكفاءة والفعالية.
إنه ال يستطيع شبابنا التمكن من وسائل االندماج االجتماعي ،حتى يطوروا قدراتهم العلمية في مجتمعات
سوف لن تعاصر المراحل القادمة بدون إرادة التمكين وأدوات التكوين ،وليس بعد ذلك حياة في هذا العالم
المفعم باألفكار واالبتكار.
لعل بداية الغيث قطرة ،والطريق الطويل يبدأ بخطوة ،وها هي البداية لتكوين حياة مادية راقية تطبع حياة
طالبنا وطالباتنا ،في اقتصاد يساهمون في بنائه ،ومجتمع ينتظر منهم حلوال ناجعة لمشاكله االقتصادية
واالجتماعية.
1
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
التقسيم المنهجي
ارتأيت أن أقسم هذه المطبوعة من الناحية المنهجية إلى عشر محاضرات تستجيب لكثير من
المقاييس العلمية ،وتراعي ما جاء في البرامج المعتمدة ،حسب التقسيم االتي:
2
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
-عرف آدم سميث Adam Smithفي كتابه ثروة األمم علم االقتصاد بأنه "العلم الذي يبحث في الكيفية التي تمكن األمة
من أن تغتني".
-وعرفه ألفرد مارشال Alfred Marshallفي كتابه مبادئ االقتصاد بأنه "العلم الذي يدرس سلوك بني اإلنسان في
أعمال حياتهم التجارية اليومية ،أي في كيفية حصول اإلنسان على الدخل وطريقة استخدامه لهذا الدخل".
-وعرفه روبنز Robbinsبأنه "العلم الذي يدرس السلوك اإلنساني كعالقة بين أهداف وبين وسائل نادرة ذات استعماالت
عديدة".
-وقد أشار سامو يلسون Samuelssonإلى أن علم االقتصاد وهو "العلم الذي يتعلق بدراسة عملية اإلنتاج والتبادل بين
األفراد ،وبدراسة تطورات مستويات األسعار والتشغيل واإلنتاج ،وبدراسة مصادر الثروة وتوزيعها واالستثمار وأسعار
الفائدة ،وكيفية تنظيم العالقات االقتصادية بين األفراد والدول".
-علم االقتصاد هو "العلم الذي يدرس كيفية الوصول إلى االستغالل األمثل للموارد االقتصادية المتاحة من أجل تلبية
أكبر قدر من الحاجات اإلنسانية غ ير المحدودة ،وهو يساعد في ترشيد الق اررات االقتصادية للمنتجين والمستهلكين
والحكومة والقطاع الخارجي ،وفي أسواق السلع والخدمات وأسواق عناصر اإلنتاج ،والسوق النقدي.
يعرف العلم عموما بأنه مجموعة من المعارف المنسقة والمستخلصة من دراسة الحقائق والظواهر الطبيعية واالجتماعية.
وتهدف المعرفة العلمية إلى إدراك القوانين الموضوعية التي تعبر عن محتوى وجوهر هذه الحقائق والظواهر المختلفة.
وتتبلور المعرفة العلمية عادة في مجموعة من المصطلحات والفرضيات والنظريات .وقد جرت العادة على تصنيف العلوم
إلى علوم طبيعية وعلوم اجتماعية إنسانية.
3
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
إن علم االقتصاد يندرج إذن في نظام العلوم االجتماعية ،ومجاله المعرفة المتعلقة بمجموع الظواهر المكونة للنشاط
االقتصادي ،أي النشاط الخاص باإلنتاج وتوزيع المنتجات في المجتمع .إن هذه العملية (أي اإلنتاج) تتجسد في عالقة
مزدوجة ،عالقة بين اإلنسان والطبيعة من جهة ،وبين اإلنسان واإلنسان من جهة أخرى .هذه تجري ضمن أربع دوائر
تشمل اإلنتاج والتبادل والتوزيع واالستهالك.
يستخدم االقتصاديون المنهج العلمي لفهم الحياة االقتصادية .هذا ينطوي على مراقبة الشؤون االقتصادية واالعتماد على
اإلحصائيات والتاريخية سجل .لظواهر معقدة مثل آثار يستشهد الموازنة أو أسباب التضخم ،التاريخية قدمت األبحاث
منجما غنيا بالرؤى.
في كثير من األحيان ،يعتمد االقتصاد على التحليالت والنظريات والمناهج التي تسمح لالقتصاديين بإجراء تعميمات
واسعة ،مثل تلك المتعلقة بمزايا التجارة الدولية والتخصص أو مساوئ التعريفات والحصص وغيرها.
باإلضافة إلى ذلك ،طور االقتصاديون تقنية متخصصة تعرف باسم االقتصاد القياسي ،والتي تطبق أدوات إحصائية
لدراسة للمشكالت االقتصادية .باستخدام االقتصاد القياسي يمكن لالقتصاديين التدقيق عبر كثير من البيانات الستخراج
العالقات البسيطة.
-المنهج االستنباطي :فيه يتم استخالص النتائج من االفتراضات أي أننا نتدرج من العام إلى الخاص للوصول إلى
القوانين االقتصادية .ويستخدم هذا المنهج في النظرية االقتصادية وفى االقتصاد الرياضي.
-المنهج االستقرائي :فيه يتم استخالص النتائج العامة من حاالت جزئية أي أننا نتدرج من الخاص إلى العام .ويقوم على
المالحظة وجمع البيانات واختبار الفروض .ويستخدم هذا المنهج في االقتصاد التطبيقي.
-المنهج الحديث :يجمع بين منهجي االستنباط واالستقراء ويستخدم في االقتصاد القياسي.
رابعا-األعوان االقتصاديون
-0األسر
4
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
-9الشركات (المؤسسات)
-3المؤسسات المالية:
-الفئة األولى :المؤسسات المالية (مثل البنوك ،بنوك االدخار ،إلخ) التي جمع المدخرات (مثل ودائع األسر) وتقديم
القروض.
-الفئة الثانية :شركات التأمين التي تجمع أقساط التأمين وتعويض المؤمن عليه.
-4اإلدارة العامة)(AP
-تنتج السلطات العامة سلع وخدمات غير سوقية (وهي مجانية أو شبه مجانية).
-تقوم السلطات العمومية بإعادة توزيع الدخل واألصول (في شكل عالوات عائلية ،إعانات البطالة وتعويضات الرعاية
الصحية ،وغيرها).
-5بقية العالم
-وكالء يضمنون تبادالت السلع والخدمات ،رأس المال والعمل مع بقية العالم.
5
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
تكمن المشكلة االقتصادية في الندرة النسبية للموارد االقتصادية المتاحة على اختالف أنواعها وأحجامها الضرورية
الموارد االقتصادية يضطر .ونظر المحدودية إلشباع الحاجات اإلنسانية المتعددة والمتجددة
المتعاملون إلى االختبار والمفاضلة بين تلك األهداف والتضحية بالبعض اآلخر وهذا ما أطلق عليه "تكلفة الفرصة
البديلة".
العمومية :ذات بعد مكاني بحيث تمتد إلى كل األماكن وال ينفرد بها مكان دون أخر.
الندرة النسبية :الموارد محدودة ولها استخدامات متعددة وبديلة ،والحاجات متزايدة باستمرار.
االختيار والتضحية :المقارنة والمفاضلة بين الحاجات المختلفة لترتيب أولوياتها بالنسبة للفرد والمجتمع.
ماذا ننتج؟ السلع التي يتعين على المجتمع إنتاجها وتحديدها نوعا وكما حسب رغبات المجتمع.
كيف ننتج؟ حصر كل الموارد المتاحة لإلنتاج وتخصيصها على االستخدامات المختلفة وتحديد األسلوب الفني والتقني
األمثل إلنتاج السلع والخدمات المطلوبة.
لمن ننتج؟ الكيفية التي يتم بها توزيع اإلنتاج على أفراد المجتمع بعدالة حسب مدى مساهمة الفرد في عملية اإلنتاج.
-0ندرة الموارد
يراد بالمورد االقتصادي الشيء النافع أو أي شيء قابل إلشباع حاجة إنسانية بطريـق مباشـر أو غيـر مباشـر ويكـون تحـت
التصـرف ليسـتخدم فـي هـذا اإلشـباع.
-الموارد الحرة :وهي التـي توجـد بكميـات وفيـرة تكفـي إلشـباع حاجـات النـاس جميعـا فهـي ال تتصـف بخاصـية النـدرة
النسبية وال تشكل أي مشكلة اقتصادية لذا يحصل عليها الفرد دون بذل أي جهد أو تقديم أي مقابل.
6
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
-الموارد االقتصادية :وهي التي تتميز بكون الكميات المتاحة منها محدودة وتعتبر نادرة نسبيا بالنسبة إلـى الحاجـات.
وتتمثل الموارد االقتصادية التي تدخل في العملية اإلنتاجية وتسمى أيضا بعناصر اإلنتاج.
-9تطور الحاجات
الحاجة هي شعور شخصي بالرغبة في الحصول على شيء معين ويرافق هذا الشعور عادة إحساس بالحرمان وبعدم
الرضى ،أو األلم األمر الذي يدفع بصاحب هذه الحاجة إلى تلبيتها.
تنشؤ الحاجات من المتطلبات الناشئة عن الطبيعة (االحتياجات األساسية) أو من الحياة االجتماعية كاحتياجات اإلنجاز
(التدريب والتعليم) ،ثم من متطلبات الراحة التي يسببها اإلعالن واإلشهار وغيره.
والحاجات متغيرة جدا وفقا لألفراد والمجتمعات (حسب المستوى والبيئة الطبيعية ،التقاليد االجتماعية والثقافية) و وفقا
للتاريخ (العديد من احتياجاتنا اليوم ال يمكن تصوره قبل 100سنة) .واالقتصاد ال يصدر حكما قيمية عليها ،بل ينظر
إ ليها كما هي في الواقع ،ربما كان مفهوم الحاجة غير موضوعي ومثير للتساؤل (مثال :هل الدردشة على اإلنترنت
حاجة "حقيقية"؟) ،مما يجعل عدد الحاجات غير محدود.
أ-خصائص الحاجات
-القابلية للتعدد :فهي عديدة ومتنوعة وتتنوع باستمرار تبعاً لتقدم الحضارة وتتغير بتغير العادات في المجتمعات ،وتشمل
حتى الكماليات.
-القابلية لإلشباع :فالمنفعة تميل إلى التناقص مع استمرار االشباع ،ومقدار من المال يكفي إلشباع هذه الحاجة (عدا
النقود).
-الزيادة السكانية السريعة التي تؤدي مع افتراض ثبات أنواع الحاجات على حالها إلى زيادة كمية الحاجات المطلوب
إشباعها .
-التقـدم التكنولـوجي الهائـل التـي تعرفـه البشـرية خاصـة منـذ مطلـع القـرن العشـرين حيـث أن زيـادة معـدالت التقـدم
التكنولـوجي وسرعته أدت إلى ظهور حاجات جديدة لم تكن معروفة بل قد أدت إلى جعل الكثير من الحاجات التي كانت
في وقت سابق تعتبر كمالية أصبحت ضرورية .
7
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
-عامـل الدعايـة واإلعـالن واإلشـهار والتـي أدت إلـى خلـق حاجـات جديـدة وذلـك عـن طريـق أثرهـا فـي تنميـة عامـل الـذوق
لـدى اإلنسان وهذا بغض النظر عن اتفاق الحاجة مع القيم االجتماعية ومصلحة المجتمع وعدمه .
-قابلية الحاجة اإلنسانية للتكرار مع مرور الزمن ممـا يعنـي دوريـة الحاجـة .فالحاجـة الواحـدة إذا مـا تـم إشـباعها فـي وقـت
معـين فإنها تعود وتفرض نفسها دوريا بعد فترة قصيرة أو طويلة.
-أثر المحاكا ة والتقليد وذلك من خالل قيام األفراد بتقليد أنماط استهالك قائمة لدى أفراد أو جماعات أو دول أخرى ومـرد
هـذا تطور وسائل اإلعالم بأنواعها.
ثالثا-االختيار
منطق العقالنية يعني التوفيق بين االستعماالت البديلة المتاحة ،أي االختيار بين أي الحاجات التي يجب على المجتمع
أن يقوم بإشباعها وأي الحاجات التي يضحي بها ويتخلى عن إشباعها.
فالدولة مطالبة دائما بأن تقتصد في استخدام مواردها المحدودة وأن تنتقي طريقة االستخدام المثلى التي تؤدي إلى تحقيق
أعلى إشباع ممكن ألفرادها (حسب قانون تكلفة الفرصة البديلة).
الرأسمالية تؤكد االعتماد على جهاز الثمن (آلية االسعار) في عالج المشكلة االقتصادية حسب القواعد التالية:
-الحرية االقتصادية( :دعه يعمل دعه يمر) Laisser faire laisser passer.
-الرقابة على النشاط االقتصادي بواسطة جهاز الثمن،أي تلك الحركات التلقائية من تفاعل قوى السوق (العرض والطلب).
أ-مشكلة سلوكية
ب-مشكلة مؤسسية
-عدم تمكن الدولة من أداء وظيفتها في إعادة التوزيع من خالل تطبيق الزكاة وتصفية الربا.
8
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
-جانب إمكانيات اإلنتاج :أي األساليب الفنية والعلمية التي تساعد على استغالل الموارد ويكون ذلك بزيادة البحث
ال علمي والتقدم الفكري والتقني .وزيادة الجهد البشري عن طريق العمل والتدريب وهذا بدوره يساعد على زيادة استغالل
الموارد.
-العمل المنتج المستمر وطلب العلم والمعرفة واجراء البحوث واكتشاف موارد جديدة.
تعرف األزمة االقتصادية بأنها فقدان التوازن االقتصادي بين العرض والطلب إال أن هناك فروق جوهرية بينها وبين
المشكلة االقتصادية:
-1مؤقتة -1الديمومة
-2الخصوصية -2العمومية
-5أسبابها تختلف من دولة إلى أخرى ومن -5أسبابها عامة في الدول واألنظمة.
نظام إلى آخر.
9
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
أوال-المفاهيم
-0تعريف اإلنتاج:
اإلنتاج هو مجموع السلع والخدمات التي نحصل عليها باستخدام عناصر اإلنتاج المختلفة في مكان وزمان معينين "
وعناصر اإلنتاج ثالث :الطبيعة وهي موضوع العمل ،والعمل وهو جهد اإلنسان الذي نجريه على الطبيعة ليستخرج منها
منافع ،وسيلة العمل وهي رأس المال.
-9عالقات اإلنتاج
هي العالقات االجتماعية بين مختلف المتعاملين االقتصاديين التي تنشأ أثناء عملية اإلنتاج.
-السلع االستهالكية :عبارة عن كمية السلع التي نستهلكها وينتهي أثرها ،وبعضها محدد بفترة زمنية.
-السلع االستثمارية :عبارة عن السلع التي تعمر طويال في حياة المجتمع ،وتستعمل في الحصول على منتجات جديدة
«اآلالت والتجهيزات».
-بعض االقتصاديين يعتبرون الخدمات قطاعا إنتاجيا ألنها تؤثر على العملية اإلنتاجية بصفة غير -مباشرة ،ويعبرون
عن كمية اإلنتاج بكتلة األجور التي يتحصل عليها العمال.
-4عناصر اإلنتاج
أ-األرض أو الطبيعة :وتشمل كافة الموارد الطبيعية التي لم يتدخل اإلنسان في إيجادها ،سواء كانت ثروات طبيعية فوق
سطح األرض كاألنهـار والغابـات والمحاصـيل الزراعيـة أو ثـروات طبيعيـة فـي بـاطن األرض كالمعـادن فـي بـاطن األرض
مثل الغاز والنفط والفحم.
ب-العمـل :المـوارد البشـرية ويشـمل كافـة المجهـودات التـي تسـاهم فـي العمليـة اإلنتاجيـة سـواء كانـت مجهـودات وأعمـال
بدنيـة أي يغلب عليها المجهود البدني مثل أعمـال البنـاء والز ارعـة والنظافـة ،أو أعمـال ومجهـودات ذهنيـة يغلـب عليهـا
المجهـود الـذهني كعمل الطبيب واألستاذ.
ج-رأس المال :ويشمل األموال واألصول التي يساهم اإلنسان في إنتاجها وايجادها .وينقسم رأس المال إلى:
11
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
-رأسمال متداول :وهو رأس المال الذي يستخدم لمرة واحدة في اإلنتاج كالنقود والمواد الخام المستخدمة في إنتاج السلع
والوقود الذي تستخدمه اآلالت في المصانع والسلع الوسيطية والشبه مصنعة التي تدخل في إنتاج سلع أخرى.
-رأسمال ثابت :ويشمل األصول اإلنتاجية الثابتة التي تستخدم أكثر من مرة في العملية اإلنتاجية أي رأس المال الذي
يستخدم لتحويل رأس المال المتداول من شكله الخام إلى منـتج منتهـى التصـنيع وهـذا مثـل اآلالت والمنشـآت والمصـانع
والمبـاني والوحـدات اإلنتاجية.
د-التنظيم :يقصد به العملية التي من خاللها يتم التأليف والمزج بين عناصـر اإلنتـاج بنسـب معينـة أي تنسـيق العمليـة
اإلنتاجيـة مـن أجل إنتاج سـلع وخـدمات أخـرى مـع تحمـل المخـاطرة فـي العمليـة اإلنتاجيـة ،ويسـمى الشـخص الـذي يقـوم
بـالتنظيم :المـنظم.
-0قطاعات اإلنتاج:
أ-قطاع إنتاج السلع الرأسمالية "إنتاج وسائل اإلنتاج" أي أن هذا القطاع مهمته الحصول على السلع االستثمارية التي
تستخدم في العملية اإلنتاجية كرؤوس األموال ،والتجهيزات.
ب-قطاع إنتاج سلع االستهالك الوسيط :تتجلى في القطاعات اإلنتاجية التي تنتج سلعا تستهلك أثناء العملية اإلنتاجية
مثل البترول ،الطاقة.
ج-قطاع إنتاج سلع االستهالك النهائي :عبارة عن القطاعات التي تنتج سلعا تؤدي إلى اإلشباع المباشر لمختلف الرغبات
مثل المواد الغذائية وغيرها.
الطريقة األولى :تقتضي جمع إنتاج القطاعات االقتصادية ،غير أن هذه الطريقة توصلنا إلى نتائج خاطئة ألن اإلنتاج
ينتج مرة واحدة ويتداول عدة مرات وبالتالي يحسب عدة مرات.
الطريقة الثانية (القيمة المضافة) :القي مة المضافة هي عبارة عن القيمة الزائدة التي تم خلقها في المجتمع وبعبارة أخرى
هي الفرق بين قيمة المنتجات والتكاليف التي انفقت من أجل صنع هذا اإلنتاج وتحسب من العالقات التالية:
-3الدورة اإلنتاجية :يتم توظيف عناصر إنتاج مختلفة " عمال ،مواد أولية ،رؤوس أموال " وتنسيقها بطريقة علمية
محكمة للحصول على العائد المالي ،وهذا العائد المحصل عليه ينقسم إلى قسمين مختلفين :قسم لتغطية التكاليف وآخر
في شكل أرباح يعيد عملية اإلنتاج مرة أخرى.
11
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
أوال-التبادل
-0مفهوم التبادل
التبادل عملية وسيطيه بين التوزيع واالستهالك ،إذ تسمح للمتعاملين االقتصاديين بتبادل المنافع والحصول على مداخيل،
وباألحرى فإنها العملية األساسية في النشاط االقتصادي إذ تمكن المنتجين من بيع السلع والخدمات للحصول على مداخيل
مختلفة لتغطية نفقات العملية اإلنتاجية .والمستهلكين لدفع مبالغ معتبرة إلشباع مختلف الرغبات ،وذلك باستعمال السلع
التي يرغبون الحصول عليها.
-9أهمية التبادل
-سير الدورة االقتصادية "التيارات السلعية والنقدية بين مختلف المتعاملين االقتصاديين".
-معرفة القنوات المختلفة للتوزيع ومدى قدرتها على إيجاد اقتصاد وطني متكامل.
-3تطور التبادل
أ-المبادلة بضاعة-بضاعة :بفضل االختراعات وتطور قوى اإلنتاج أصبح المنتج ينتج أكثر مما يستهلك ،مما أوجد
فائضا من السلع يتبادله مع غيره من األشخاص للحصول على سلع أخرى واشباع منافع جديدة.
ب-المبادلة بضاعة-نقد-بضاعة :نتيجة لتعذر العالقة بضاعة-بضاعة اهتدى اإلنسان إلى إيجاد وسيلة للمبادلة تتمثل
في النقود.
ج-المبادلة نقد-بضاعة-نقد أكبر :منذ تطور الحرفيين من منتجين إلى أرباب عمل تكونت المصانع ،حيث يوظفون
أموالهم إلنتاج السلع وبيعها لتحقيق أرباح طائلة.
د-المبادلة نقد-نقد أكبر :في االقتصاديات المعاصرة تطورت الشركات من الناحية االقتصادية والقانونية وأصبحت
شركات أموال "مساهمة" أسهمها مطروحة في األسواق المالية للتعامل من طرف المتعاملين االقتصاديين ،وذوي رؤوس
12
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
األموال الضخمة لتصبح العالقة :نقود مقابل نقود أكبر ،كما أن الدولة أصبحت تطرح األسهم والسندات لبيعها ،وذلك
باتباع إجراءات مختلفة في السياسة االقتصادية.
تعرف النقود على أنها" أي كل شيء يلقى قبوال عاما كوسيط للتبادل ومقياس للقيمة ".
أ-تطور النقود
-النقود السلعية :إن اإلنسان القديم كان يتبادل سلعة مقابل سلعة "المقايضة" ،لكن سرعان ما ظهرت الصعوبات مثل
صعوبات توافق الرغبات ونسب التبادل والتخزين.
-النقود المعدنية :استخدمت لسهولة نقلها وصعوبة تزويرها ،قابلة للتجزئة ،وندرتها في الطبيعة ،كالفضة والذهب.
-النقود االئتمانية :تتكون باألساس من النقود الورقية ،وبصفة هامشية النقود المعدنية الصغيرة ،ويصدرها البنك المركزي.
وتصدر وفق عمليات التغطية ،المكشوف بدون ضمان ،طريقة سقف اإلصدار ،نظام االحتياطي النسبي ،نظام السعر
اإللزامي ونظام الصرف بالذهب.
-النقود الكتابية " أشباه النقود " :عبارة عن األرصدة الدائنة للحسابات الجارية التي تنتقل من فرد آلخر عن طريق األوراق
التجارية (الشيك -الكمبيالة-السند ألمر).
ب-وظـائـف النقــــود
-وسيط التبادل :تستخدم كواسطة بين البائع والمشتري ،وللنقود قوة شرائية ثابتة عامة ألنها وسيلة القتناء كل السلع وفي
كل األوقات.
-مقياس للقيمة :تعتبر وسيلة تعبير على قيمة المواد والخدمات الموجودة في السوق ،وهي أداة ووحدة محاسبية مثل دينار،
دوالر وغيرها.
-وسيلة لالدخار واالئتمان :أصبحت النقود أداة لالدخار في شكل ودائع للطلب وألجل معين ،أو في شكل أسهم وسندات،
وتقوم بوظيفة أداء المدفوعات اآلجلة ،خاصة إذا كانت قوتها الشرائية ثابتة.
-أداة التدخل في التوازن االقتصادي :تقوم النقود بتمويل االستثمارات وتؤثر على توزيع المداخيل ،وترجع ملكية النقود
والتحكم في كميتها للسلطة االقتصادية وتسييرها حسب مقتضيات النشاط االقتصادي.
ثانيا-التوزيع
-0تعريف التوزيع :يعني توزيع الدخل القومي والثروة على قوى اإلنتاج في المجتمع ،تبعا لمذهبية النظام االقتصادي
وفي ظل القيم والتقاليد والتطلعات الحضارية للمجتمع.
13
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
أ-البعد الجماعي في التوزيع :يعني المساواة والقضاء على أغلب مظاهر التفاوت في توزيع الثروة والدخل بين أفراد
المجتمع ،لكنه يعيق العملية اإلنتاجية بصفة عامة لغياب الحوافز.
ب-البعد الفردي في التوزيع :وتقضي بإقرار االختالف في توزيع الثروة والدخل بين أفراد المجتمع ،وهذا يؤدي إلى تفاوت
طبقي واستغالل للطبقة الضعيفة .والتوفيق بين البعدين يخلق حالة من االتزان بين كفاءة اإلنتاج والعدالة االجتماعية.
-3أنواع التوزيع
أ-التوزيع الوظيفي :يقصد به توزيع اإلنتاج على عوامل اإلنتاج األربعة :األرض(الريع) ،العمل(األجر) ،رأس المال(الفائدة)،
التنظيم(الربح).
ب-التوزيع الشخصي :تقسيم المجتمع إلى مجموعات وأحجام متميزة حسب الدخل ،بغض النظر عن مساهمة كل واحد في
العملية اإلنتاجية.
أ-النظام الرأسمالي :التفاوت في التوزيع شرط ضروري لتطور المجتمع ،لذلك فهو يتبنى التوزيع الوظيفي.
ب-النظام االشتراكي :يكون التوزيع تبعا لكمية العمل المبذول ونوعيته في العملية اإلنتاجية (البعد الجماعي للتوزيع).
-التوزيع حسب الملكية :تحكمه قاعدة االستحالف التي تقتضي أن الملكية المطلقة هلل سبحانه وتعالى يحدد لإلنسان طرق
التصرف في هذه الملكية وفق ضوابط ومحددات.
-توزيع مرتبط بشكل اإلنتاج ويخضع آللية السوق ،حيث التوزيع يحدد اإلنتاج وليس العكس.
-توزيع م رتبط بالحاجة :وهذا الصنف من التوزيع ال يشترط أن يختص بالذين يملكون أو الذين يعملون بنشاط اقتصادي،
وانما شرطه األساسي الحاجة ،وهو ضمن الخصائص المميزة لإلسالم.
-الريع :ذلك المال الذي يدفع لمالك األراضي الزراعية مقابل استغاللها لندرتها أو لقيمتها االستعمالية العالية.
-األجر :ثمن العمل ،أو دخل العامل في شكل دخل نقدي أو عيني ،ويختلف بين النظم االقتصادية.
-الفائدة :في الرأسمالية ثمن الستخدام رأس المال أو ثمن التنازل عن السيولة ،أو ثمن عدم االكتناز ،وهو تضحية ادخارية.
-الربح :هو العائد الذي يحصل عليه المنظم من المشروع ،غير ثابت ويخضع ظروف العرض والطلب واألسواق.
14
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
االستهالك هو إنفاق الدخل على السلع والخدمات التي يمكن استعمالها في فترة قصيرة كاستهالك المواد الغذائية والمالبس
والسيارات ويعني االستهالك عادة اإلنفاق االستهالكي على السلع االستهالكية فهما ،وطبقا لهذا المفهوم فان الدخل الذي
ال ينفق يذهب إلي االدخار ومن ثم يمكن استهالكه في المستقبل.
-0االستهالك المستقل عن مستوي الدخل (التلقائي):وهو ذلك الجزء من االستهالك الذي ال يرتبط بالدخل الشخصي
للمستهلك والذي البد أن يحصل عليه الفرد حتى وان كان دخله صفرا ،وذلك إما بالسحب من مدخراته إن وجدت أو
باالقتراض وهذا القسم يمثل الحد األدنى الضروري من االستهالك الالزم للحياة.
-9االستهالك المعتمد على مستوي الدخل:وهو الجزء من االستهالك الذي يرتبط بدخل المستهلك ،فكلما زاد دخله
ازدادت أنواع وكميات السلع والخدمات التي يستهلكها ،وبالتالي تعتبر عالقة طرديه موجبه بين الدخل واالستهالك.
ثالثا-تصنيف االستهالك
-0االستهالك النهائي واالستهالك الوسيط :يقصد باالستهالك النهائي قيام العائالت واإلدارات باالستعمال المباشر
والنهائي للسلع والخدمات .ويعتبر هذا النوع من االستهالك غير منتج .أما االستهالك الوسيط فيقصد به استعمال
المؤسسات للمواد والمنتجات والخدمات مرة أخري وهو استهالك منتج.
-9االستهالك الفوري واالستهالك التدريجي :االستهالك الفوري هو استعمال النهائي للسلع والخدمات مرة واحدة مثل :
تناول الطعام مرة أو استعمال المواد األولية .االستهالك الفوري هو صفة اغلب الخدمات مثل خدمة النقل .أما االستهالك
التدريجي فهو االستعمال المتكرر للسلع والخدمات عدة مرات أي استهالك السلع والخدمات بصوره تدريجية وليست فورية
مثل :استعمال المباني واللباس.
-3االستهالك الفردي واالستهالك الجماعي :االستهالك الفردي على سبيل المثال دواء وصفه الطبيب لشخص مريض
يخصه شخصيا دون سواه ،بينما التنزه في الحدائق العامة فهو مسموح لجميع الناس .ولهذا نقول إن تناول الدواء هو
استهالك فردي في حين التنزه في الحديقة هو استهالك جماعي ،فهنالك سلع وخدمات تستهلك بصوره فردية أو جماعية.
ب-االستهالك العام :وهو استخدام األفراد للخدمات التي يقدمها لهم قطاع الخدمات الحكومية مجانا أو بمقابل رمزي.
15
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
-0العوامل الشخصية:
هنالك عوامل رئيسية تؤدي إلي ميل األفراد إلي اإلقالع عن اإلنفاق من دخولهم أهمها:
-إليجاد ظروف في المستقبل مثل إيجاد ظروف أحسن عندما يكبر اإلنسان في السن أو التعلم ألفراد األسرة وما شابهه.
-للتمتع باستهالك حقيقي أكبر والرغبة في المستقبل والرغبة في المعيشة في مستوى أفضل.
-تكوين ثروة لخلفه من بعده ،واإلقالع عن اإلنفاق لمجرد الشبع ،أو لمجرد الشح .وال شك أن عكس هذا يؤدي إلي زيادة
اإلنفاق وهذه الحوافز أطلق عليها اسم حوافز االحتياطي وبعد النظر والتقدير للمستقبل وباالستثمارات.
-9العوامل االقتصادية
أ-الضرائب :يتأثر الدخل الممكن التصرف فيه لألفراد بمستوي الضرائب الشخصية ،وأن أي زيادة في معدالت الضرائب
تقلل من الدخل الممكن للتصرف للمستهلكين مما يجعلهم يخفضون استهالكهم ،وان أي تخفيض للضرائب يؤدي إلى زيادة
استهالكهم الجاري .
ب-توقع الظروف االقتصادية في المستقبل :فإذا توقع الناس ارتفاع دخلهم في المستقبل فانهم سوف ينفقون جزء أكبر
من دخلهم الحالي .وعلى العكس فان التشاؤم بالنسبة للمستقبل يجعل العائالت تخفض من إنفاقها الحالي.
ج-السياسة المالية :ويقصد بها السياسات التي تتبعها الدولة للتأثير علي عرض النقود وسرعة تداولها ،وتؤدي إلي إعادة
توزيع الدخل مما يؤثر على االستهالك ،وان سياسة الدين العام تؤثر على االستهالك لتأثيرها على الدخل الحقيقي الذي
يحصل عليه المجتمع.
د-الثروة :تدخل الثروة ضمن محددات لالستهالك ،وهي تلعب أدوا ار عدة في فرضية فريدمان عن الدخل الدائم .
الدخل المتاح :يتأثر االستهالك بالدخل المتاح الذي يلعب دو ار هاما في االستهالك ،ويمكن تعريف الدخل المتاح :أنه
الدخل الذي يمكن التصرف فيه بعد استقطاع الضرائب مضافا إليه تحويالت من الحكومة.
ه-االدخار :االدخار يؤثر على االستهالك فاالدخار يزيد في سن الشباب ويصل االدخار إلي القمة في منتصف العمر،
وبعدها يأخذ في النقصان في سن الشيخوخة.
و-التضخم :التضخم يؤثر على االستهالك حيث توجد عالقة عكسية بين االستهالك والتضخم
ز-حجم السكان .مما ال شك أن الزيادة السكانية بشكل عام تعني زيادة االستهالك .والبعد السكاني لالستهالك ال يتوقف
عند عامل الزيادة السكانية ،بل يتعداه إلى التوزيع العمري للسكان والبعد التعليمي والثقافي وغيره.
16
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
أوال :االدخار
-0تعريف االدخار
االدخار هو الجزء غير المنفق من الدخل على االستهالك .وعليه فإن الدخل المتاح يمثل مجموع الدخول التي تتاح ألفراد
القطاع العائلي ،ويتم توجيه الجزء األكبر منه لإلنفاق االستهالكي ،بينما يتجه الجزء المتبقى من الدخل المتاح لالدخار،
أي أن االستهالك واالدخار يمثالن مكونيين مكملين يرتبطان بالدخل المتاح بعالقة طردية في حالة تغير الدخل المتاح،
بينما يرتبط االستهالك واالدخار ببعضهما بعالقة عكسية في ثبات الدخل المتاح.
-9أنواع االدخار:
أ-االدخار االختياري :وهو االدخار الحر الذي يقوم به الفرد طوعا واستجابة ِإلرادته ورغبته نتيجة لموازنته بين وضعيتين:
وضع إِقدامه على إِنفاق دخله ووضع إِمساكه عن هذا ِ
اإلنفاق .وتتم تنميته عن طريق إيجاد الوعي االدخاري لدى
المواطنين ،ودعم الثقة باالدخار ،وتطوير المؤسسات االدخارية وتوسيعها وتحسين خدماتها.
ب-االدخار ِ
اإلجباري :وهو ادخار يجبر عليه األفراد نتيجة لمقتضبات قانونية أو لق اررات حكومية أو ق اررات الشركات .وقد
انتشر االدخار ِ
اإلجباري في االقتصاد الحديث.
وينشأ االدخار عن ثالثة مصادر أساسية وهي ادخار العائالت مثل الودائع وبوالص التأمين ودفعات التقسيط والتقاعد
وغيرها .وادخار المؤسسات ويشمل األرباح السنوي غير الموزعة ،وادخار الدولة الذي يعبر عن فائض ميزانية الدولة.
-3دوافع االدخار
أ-القدرة االدخارية :هي قدرة الفرد على تخصيص جزء من دخله من أجل المستقبل ،وهي تحدد بالفرق بين حجم الدخل
وحجم ِ
اإلنفاق ،ويتوقف هذا األخير على نظام معيشة الفرد وسلوكه.
ب-الرغبة االدخارية :فهي مسألة نفسية تربوية تقوى وتضعف تبعا للدوافع التي تدعو لالدخار ومقدار تأثر الفرد والطبقات
االجتماعية بهذه الدوافع.
ج-الدخل :يعد الدخل عامال أساسيا في زيادة االدخار أو انخفاضه ،فِإذا زاد الدخل بنسبة معينة فِإن االستهالك سيزداد،
ولكن االدخار سيزداد بنسبة أكبر من نسبة االستهالك.
د-معدل الفائدة :يختلف االقتصادی ونفی ما بينهم حول تأثير معدل الفائدة على تكو ن االدخار ،ففريق منهم يرى أن
انخفاض معدل الفائدة يساهم في ارتفاع حجم االدخار نتيجة للزيادة التي يحدثها االنخفاض في حجم االستثمار وفي
الدخل القومي ،ويرى فريق آخر أن انخفاض معدل الفائدة يؤثر سلباً على االدخار إِذ يثبط من عزيمة أصحاب الدخول
في تأجيل استهالكهم وتكوين االدخار.
17
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
ه-النظام الماليِ :إذا عمدت الدولة إِلى زيادة الضرائب على الدخول انخفض حجم مدخرات األفراد ،وعلى العكس إِذا
عمدت الدولة إِلى تخفيض الضرائب فقد يؤدي ذلك إِلى زيادة القدرة على االدخار.
و-درجة االستقرار االجتماعي :تؤثر التوقعات التي تحدث في أوقات األزمات االقتصادية والحروب في حجم االدخار
تأثي ار سلبيا.
ز-النظام االقتصادي :ففي ظل الرأسمالية تتكون المدخرات من ادخار أصحاب رؤوس األموال الكبيرة بالدرجة األولى.وفي
االشتراكية فإن القاعدة الشعبية يرتفع نصيبها تدريجيا في الدخل القومي فتزداد قدرتها على االدخار.
ثانيا :االستثمار
-0تعريف االستثمار
سلسلة من النفقات تليها سلسلة من اإليرادات وذلك في فترات زمنية متعاقبة ،وهذا االستثمار قد يكون مادي كالمباني
والمعدات واآلالت وغيرها ،أو غير مادي كاألسهم والسندات.
االستثمار ذو عالقة مزدوجة ،عالقة تمويلية تنشأ عندما تســتخدم مــدخرات المجتمــع ك ـرأس مــال نقــدي لإلنفاق علــي شراء
السلع اإلنتاجية كرأس حقيقي.وعالقة إنتاجية تنشأ عن االستثمار الحقيقــي عنهــا كعنصــر إنتــاجي مــن عناصــر اإلنتاج
األربعة ،والعالقة بينهمــا عالقة إنتاجية.
-9أهميةاالستثمار
-زيادة اإلنتاج واإلنتاجية مما يؤدي إلى زيادة الدخل القومي ورفع مستوى المعيشة.
-فتح مجال التصدير وخلق أسواق دولية جديدة مما يسمح بالتوسع االستثماري.
-3أنواع االستثمار
-االستثمارات المحلية :تشمل مجاالت االستثمار المحلية جميع الفرص المتاحة لالستثمار في السوق المحلي ،بغض
النظر عن أداة االستثمار المستخدمة مثل :العقارات ،األوراق المالية والذهب ،والمشروعات التجارية-.االستثمارات
الخارجية أو األجنبية :تشمل مجاالت االستثمار جميع الفرص المتاحة في االستثمار في األسواق األجنبية ،مهما كانت
أدوات االستثمار المستخدمة .وتتم االستثمارات الخارجية من قبل األفراد والمؤسسات المالية إما بشكل مباشر أو غير
مباشر.
18
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
-االستثمارات الحقيقية أو االقتصادية :يعتبر االستثمار حقيقيا أو اقتصاديا عندما يكون للمستثمر الحق في حيازة أصل
حقيقي كالعقار ،السلع ،الذهب وغيرها .واألصل الحقيقي يقصد به كل أصل له قيمة اقتصادية في حد ذاته ،ويترتب على
استخدامه منفعة اقتصادية إضافية تظهر على شكل سلعة أو على شكل خدمة.
-االستثمار المالي :يشمل االستثمار في سوق األوراق المالية حيث يترتب على عملية االستثمار فيها حيازة المستثمر
ألصل مالي غير حقيقي يتخذ شكل سهم ،أو سند ،أو شهادة إيداع ،يعطي األصل المالي حقا ماليا لمالكه أو لحامله،
ويكون عادة مرفقا بمستند قانوني ،كما يترتب لحامله الحق في الحصول على جزء من عائد األصول الحقيقية للشركة
المصدرة للورقة المالية.
-9محددات االستثمار
أ-العوامل المباشرة
-سعر الفائدة :مستوى االستثمار الكلي يتحدد بالتغيرات في سعر الفائدة ،فكلما ارتفع سعر الفائدة انخفض حجم
االستثمار الكلي والعكس صحيح.
-معدل التغير في الدخل :ارتفاع مستوى الدخل القومي يؤدي إلى ارتفاع مستوى االستثمار.
-رأس المال :عالقة موجبة ،ويتحقق رأس المال عن طريق القيام بعملية االدخار ،وعن طريق القروض الخارجية.
-الحوافز :التشجيع والتسهيالت واالمتيازات والضمانات ،وهي مرتبطة بقانون االستثمار وبالواقع االقتصادي.
-الطلب الكلي :تؤدي زيادة الطلب الكلي على السلع والخدمات إلى زيادة حجم االستثمارات.
ينخفض االستثمار. ينخفض االدخار انخفاض مستوى الدخل الحقيقي االرتفاع المستمر في األسعار
-الضرائب :زيادة األعباء الضريبية تؤدي إلى تقليل الحافز على االستثمار.
-القروض :رفع الفائدة على القروض حسب الرأسمالية يؤدي إلى انخفاض مستوى االستثمار.
19
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
إن الفرد له الحق في تملك األموال ملكية خاصة ،سواء كانت هذه األموال سلعا استهالكية أو سلعا إنتاجية ،وحق الملكية
على األموال يشمل مجموعة من الحقوق الفرعية تتمثل في حق االستعمال وحق االستغالل وحق التصرف.
يخضع العمل"قوة العمل كسلعة" من الناحية االقتصادية لقانون العرض والطلب ،يتحدد عائده في سوق العمل ،والقانون
يضمن حرية التبادل و حربة التعاقد بالنسبة لكل األموال االقتصادية بما فيها عوامل اإلنتاج ومن بينها قوة العمل.
األسواق تقوم بدورها الطبيعي الحر في تحديد القيم ،ألنها تتميز بالفاعلية والكفاءة ،وال تتدخل الدولة إال في حدود ضيقة،
كتنظيم الملكيات ،وتقديم خدمات التعليم ،والشرطة والقضاء ،والدفاع عن سيادة الدولة من التهديدات الخارجية وغير ذلك
من األعمال العامة.
-4مبدأ المنافسة التامة :ألنها تعمل على زيادة الكفاءة االقتصادية واإلنتاجية ،وتحقق أعلى فعالية لألسواق وهذا يؤدي
بدوره إلى تحقيق الرفاه االقتصادي.
حافز الر بح هو الدافع األساسي للنشاط االقتصادي ،والرأسماليون يقومون باالستغالل األمثل لعوامل اإلنتاج من أجل
تحقيق أقصى أرباح ممكنة.
إن كميـ ــة إنت ــاج س ــلعة معين ــة تتحـ ــدد حس ــب درج ــة رغبـ ــة المستهلك فيها ،واالستهالك يحدد اإلنتاج كما ونوعا.
نتيج ــة للتفاعل بين قوى الطلب االستهالكي وقوى العرض االنتاجي تتحدد األسعار وتتجدد كمية كل منتج في السوق.
أ-العالقة بين الثروة والمعدن النفيس :أولى التجاريون أهمية كبيرة للذهب والفضة باعتبارها عماد الثروة ،وقوة الدولة،
وأداة مثلى لالدخار حيث أن السلع األخرى ال تصلح لذلك نظ ار لقابليتها للتلف ،لكنهم كانوا يخلطون بين أرس المال
والنقود.
21
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
ب-تحقيق فائض في الميزان التجاري :عن طريق التجارة الدولية ،حيث يجب إحداث فائض في الصادرات على الواردات
ال بد أن يدفع بالمعدن النفيس.
نادى التجاريون بتدخل الدولة في التجارة الخارجية وفق سياسة هادفة من الدولة ،تستهدف إخضاع التجارة الدولية لقيود
جمركية على الواردات وحظر بعضها ،وتقديم إعانات لقطاع الصادرات ،كما يجب أن تشرف الدولة على إنتاج السلع
المعدة للتصدير وتهيئة الظروف األخرى المواتية لزيادة الصادرات ،وبالتالي تحقيق فائض تجاري.
التجارة الدولية تأتي من قمة أوجه النشاط االقتصادي ،فهي التي تساهم في ثروة البلد من المعدن النفيس ،وتأتي الصناعة
في الترتيب بعد التجارة الدولية من حيث إسهامها في الثروة فهي أساس الصادرات ،أما الزراعة فلم تحظ من التجاريين
بتقدير يذكر ،وخضعت إلى قيود في مجال التصدير واالستيراد.
نظرة التجاريين حول السكان تتلخص في اعتبارهم مصدر اليد المحاربة واليد العاملة الرخيصة ،أما إشباع الفرد وزيادة
رفاهيته فلم يكونوا من أنصار زيادة مستوى األجور ،ألنها تضعف من القدرة التنافسية للصناعة الوطنية ،وتزيد من حجم
االستهالك وهو ما يتعارض مع تراكم رأس المال.
-المعدن النفيس يتوزع حسب النشاط االقتصادي للبلد ،عن طريق العالقة بين مستوى األسعار في الداخل ومستواها في
الخارج ،عن طريق التوازن التلقائي وليس حسب السياسة الهادفة دعا إليها التجاريون.
-لم تعد التجارة الدولية مقصورة على الشركات الكبرى التي تتمتع بامتيازات خاصة ،بل ظهر عدد كبير من رجال
األعمال والصناعة ،وهؤالء لم يكن لهم نصيب في االمتيازات الموروثة من عهد التجاريين.
-9المدرسة الطبيعية(الفيزيوقراطية)
تعني عبارة "الفيزيوقراط " les physiocratesباللغة الالتينية "أنصار حكومة الطبيعة" العتقادهم بوجود قوانين طبيعية
تحكم سير المسائل االقتصادية .على أن أنصار هذه المدرسة كانوا يسمون أنفسهم باالقتصاديين، les économistes
ولم يطلق عليها إسم الفيزيوقراط إال فيما بعد تميي از لهم عن غيرهم من االقتصاديين .
21
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
انحصرت كتابات هؤالء المفكرين في فترة زمنية يسيره ال تزيد عن خمسة وعشرون عاما ،في المدة من عام 1551إلى
.1551وبزعامة فرنسوا كيناي "."François Quesnay
أ-الناتج الصافي
يرى الطبيعيون أن الثروة تمثل مجموعة األموال المادية الصالحة لالستهالك والتي تخلقها األرض سنويا ،دون أن يؤدي
هذا االستهالك إلى إفقار لمصدرها .وال يتوفر ذلك إال في الزراعة باعتبارها النشاط المنتج الوحيد الذي يضاعف الناتج
الصافي ،وكل النشاطات االقتصادية األخرى مجرد تحويل عقيم لصورة المادة.
شبه فرانسوا كيني الحياة االقتصادية بالدورة الدموية التي تبدأ من القلب حيث يسري الدم في الجسم ثم يعود إليه مرة
أخرى ،فالناتج الصافي يدور بين مختلف طبقات المجتمع ،حيث يدفع الزراع بإنتاجهم لشراء حاجاتهم من السلع المصنعة
والخدمات وغيرها .والطبقات األخرى تعيد لهؤالء الزراع ما استلمت منهم مقابل ثمن المواد الغذائية واألولية الالزمة لهم.
وهكذا تكتمل الدورة ،بالز ارعة.
نفرض أن الطبقة المنتجة قامت بإنتاج ثروة قيمتها خمسة مليارات فرنك ،فهي تحتفظ لنفسها بجزء ،لنقل إنه يعادل
مليارين لمعيشتها ومعيشة حيواناتها ولتجديد عملية اإلنتاج .
ثم إن الطبقة المنتجة تشتري لدى الطبقة العقيمة سلعا ضرورية قيمتها مليار واحد .أما الملياران الباقيان فهما يذهبان إلى
طبقة المالك أجرها لقاء دعمها لعملية اإلنتاج.
لكن طبقة المالكين تشترى ،ولنقل بمليارها األول سلعا لدى الطبقة العقيمة وبمليارها الثاني مواد غذائية من الطبقة
الزراعية المنتجة ،وهكذا عاد أول مليار إلى هذه األخيرة كما أن الطبقة العقيمة التي نالت مليا ار من الطبقة المنتجة ومليا ار
آخر من طبقة ال مالكين تتجه إلى الطبقة المنتجة لتحصل منها على المواد الغذائية مقابل المليارين وهكذا يعود الزراعة
.
إنتاجها الفائض الذي خرج منها ( 3مليارات) بعد أن تم رسم دورة كاملة
22
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
الطبقة املنتجة-الزراعة-
1 1
مليار 2 2 مليار
مليار مليار
1مليار
طبقة املالك الطبقة العقيمة
ج-نظرية الدولة
هناك نظام طبيعي عفوي دائم وليس هناك ضرورة لتدخل الدولة ،وما هي إال حارسة للنظام الطبيعي ،وتسهر على ثالثة
أمور الملكية والحرية والوطن .وكذا إنشاء مشاريع المنفعة العامة التي تزيد في اإلنتاجية الزراعية.
المطالبة بإلغاء الضرائب المتعددة المطبقة في عصرهم واستبدالها بضريبة واحدة تفرض على الملكية الخاصة لطبقة
المالكين العقاريين ،ألن الطبقة المنتجة والطبقة العقيمة تسعى لتأمين معيشتها وتجديد إنتاجها فال تدفع الضريبة.
وهذه الضريبة التي تدفع للدولة تحدد بالنسبة للفيزيوقراط بنسبة % 35-33من الناتج الصافي من دخل المالك العقاريين.
إن تزايد إنتاجية األرض ال بد أن يقترن بثمن معقول bon prixللحاصالت الزراعية يمكن الزراع من تحقيق قيمة كبرى
للناتج الصافي .وال يتحقق هذا إال بحرية التجارة الداخلية والخارجية ،تشجيع الصناعة ،ورفع الطلب الكلي على المنتجات
الزراعية بحصول الطبقة العاملة على أجور مرتفعة.
أ-اإلسهامات:
أثبت الطبيعيون من خالل طريقتهم في التحليل االقتصادي تفوقا وتمي از عن باقي المدارس واالتجاهات التي -
سبقتهم ،فمن خالل اعتمـادهم على المنهج التج ـريبي في اكتشاف القوانين الموضوعية التي تحكم التفاعالت االقتصادية.
فكرة القوانين أهم ما جاء به الطبيعيون ،ألنهم حرروا بذلك البحث االقتصادي من أحضان الفلسفة واألخالق -
والفكر الديني الكنسي.
نظرية كيناي حول دوران الناتج الصافي مهدت إلى ظهور نماذج للتوازن العام لالقتصاد. -
23
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
ب-نقد الطبيعيين
-إن االقتصاد ال يخضع لقوانين طبيعية ثابتة ،مطلقة وعامة ،فالظواهر والقوانين االقتصادية تتطور وتتغير.
-ليس النشاط اإلنتاجي الوحيد هو الزراعة ،الن اإلنتاج هو خلق لمنفعة جديدة وزيادة لمنفعة موجودة.
-فرض ضريبة وحيدة على النشاط المنتج "الزراعة" غير صحيحة ،فالصناعة والتجارة تعتبران من األنشطة المنتجة.
-3المدرسة الكالسيكية()0776-0170
-توافق المصالح (اليد الخفية):أثناء سعي الفرد لتحقيق مصلحته الشخصية الخاصة سيحقق بذلك المصلحة العامة.
-قانون ساي للمنافذ :إن العرض يخلق الطلب الخاص بهوبقدر ما يكون المنتجون متعددين والمنتجات كثيرة تكون
المنافذ (امكانية التصريف) سهلة ومتنوعة وواسعة ،وال توجد أزمة في الطلب وال في اإلنتاج على المستوى الكلي.
-الحرية والمنافسة التامة :الحرية الكاملة والشاملة للتملك والتعاقد واإلنتاج واألسعار والتبادل واالستهالك ،في ظل
األسواق التي تسودها المنافسة الكاملة.
-التشغيل الكامل للموارد :فتوازن االقتصاد حسبهم يحدث عند مستوى التشغيل ،وعليه استبعاد حدوث بطالة إجبارية.
-القيمة واإلنتاج :تقاس القيمة بكمية العمل المبذول في إنتاج السلع ،واإلنتاج هو خلق المنفعة أو زيادتها ،في إطار
قانونين أساسيين"ظاهرة تقسيم العمل" ،و"قانون الغلة المتناقصة ".
-عوائد عوامل اإلنتاج :إن عناصر اإلنتاج هي األرض ودخلها الريع ،والعمل ودخله األجر ،ورأس المال ودخله
الفائدة ،والمنظم ودخله الربح ،وتعتبر الثالثة األولى عبئا على الربح فيجب تخفيضها إلى الحد األدنى.
-السكان :ت ازيـد الـسكان يـتم وفـق متواليـة هندسـية بينمـا ال تزيـد وسـائل الغذاء إال وفـق متواليـة حـسابية ،وستحدث
األزمات إذا لم يتم التحكم في زيادة السكان.
-دور النقود :هي فقط أداة لتسهيل المبادالت وإلتمام المعامالت التجارية"حيادية النقود".
-نظرية التجارة الدولية :نادوا بحرية التجارة الداخلية والخارجية ،ويتم التبادل على أساس قانون الميزات النسبية ،في إطار
التقسيم الدولي للعمل.
ب-االنتقادات
-إهمال دور النقود في تحليلهم للظواهر االقتصادية ،فالنقود ليست حيادية كما ادعوا.
-يحدث التشغيل عادة لمدة طويلة عند مستوى أقل من مستوى التشغيل التام ،فتكون هناك بطالة شبه مستمرة وخاصة في
البلدان الرأسمالية المتطورة.
24
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
-0الملكية العامة
تقوم الدولة بإدارة النشاط االقتصادي ،فهي التي تقرر توزيع األرض على مجاالت االستخدام المختلفة ،وهي التي تحدد
كمية الموارد الموجهة إلنتاج السلع اإلنتاجية واالستهالكية.أما القاعدة األساسية في توزيع الدخل أو الناتج فهي" :من كل
فرد حسب قدرته ،ولكل حسب حاجته".
إن الهدف من النشاط االقتصادي طبقا لهذا النظام هو إشباع الحاجات العامة ،أو الجماعة ،وليس تحقيق الربح الفاحش،
أو السعي للحصول عليه ،بل على النقيض من ذلك ينظر إليه على أنه وسيلة من وسائل االستغالل تؤدي إلى سوء
توزيع الدخل والثروة.
-3التخطيط المركزي
يعتمد النظام االشتراكي على مبدأ مركزية التخطيط ،وال مركزية التنفيذ ،فجهاز التخطيط هو الذي يضع الخطة آخذا في
االعتبار رأي الوحدات اإلنتاجية وظروفها ،وله وحدة القرار النهائي في وضع تلك الخطة ،أما التنفيذ فيترك للوحدات
اإلنتاجية وفقا للخطة الموضوعة.
ثانيا-االشتراكية.المثالية
كان مفكرو االشتراكية المثالية يدعون إلى تغيير النظام الرسمالي من داخله دون اللجوء إلى االنقالب ،ويحلمون باالنتقال
إلى نظام اجتماعي اقتصادي"مختلط" يحقق العدالة والرفاهية للجميع ،من خالل تعزيز الملكية الجماعية لوسائل اإلنتاج
والعمل التعاوني والتعليم الشامل لكل الناس ،والقضاء على الفقر وعلى كل أشكال االستغالل .وهذا ألن االعتماد فقط
على آليات السوق أظهرت كثير من االنحرافات ،وظهر اختالل كبير بين العرض الطلب ،وساد الفقر والبطالة.
ويعد كل من اإلنجليزي روبرت أوين والفرنسيين سان سيمون وشارل فوريي من أبرز المفكرين الذين يمثلون هذا التيار
داخل االشتراكية.
ثالثا-االشتراكية العلمية
كارل ماركس عالم اجتماع ألماني ولد سنة 1111من عائلة بورجوازية من أصل يهودي.
25
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
درس الفلسفة والتاريخ وقد تأثر بفكر الفيلسوف األلماني هيغل فأخذ عنه "الجدلية" ،والمفكر األلماني فيورباخ الذي أخذ
عنه "الفلسفة المادية" .فكون منهجية تحليل جديدة "الجدلية التاريخية".
-9الفلسفة الماركسية
أ -الجدلية
إن كل فكرة بشرية تتضمن نقيضها ،والتطور هو صراع المتناقضات بالنسبة للظواهر الطبيعية ،ويؤدي التطور في الكم
إلى تغيير الكيف عند مرحلة معينة.
ب-الفلسفة المادية
اختلف ماركس مع هيغل حول أساس الفلسفة ،فالمادة قبل الفكرة ،وأن الفكر ال يصنع العالم المادي ،بل على العكس فإن
العالم المادي هو الذي أدى إلى ظهور الفكر ،لذلك رفض األفكار والتفسيرات المبنية على األديان.
د-المادية التاريخية
المادية التاريخية تنشأ عن تطبيق الفلسفة المادية الجدلية على دراسة التاريخ وتطوره .وتطور النظم االقتصادية ما هو إال
الصراع الدائم بين التركيب االجتماعي األساسي" قوى اإلنتاج" والتركيب الفوقي" عالقات اإلنتاج" ،منذ النظام العبودي إلى
ما بعد الرأسمالية .وان عالقات اإلنتاج تتطور تبعا لتطور قوى اإلنتاج.
تعبر قوى اإلنتاج عن األدوات المستخدمة ،وقوى العمل ،والمعرفة التقنية المتوفرة لدى األفراد ،أما عالقات اإلنتاج فتشمل
شكل ملكية أدوات اإلنتاج والعالقة بين المنتجين والعاملين في ظروف سياسية وقانونية معينة تقاوم التغيير ،الذي يجب أن
يحدث عبر ثروة اجتماعية تطيح بالنظام القائم"الرسمالية".
رابعا-األفكار االقتصادية
-0نظرية القيمة
فرق ماركس بين القيمة االستعمالية ويقصد بها منفعة السلعة إلشباع حاجات اإلنسان حسب تفضيالته الشخصية ،والقيمة
المبادلة ويقصد بها قدرة السلعة على المبادلة بسلعة أخرى “موضوعية سوقية " .لكن الطابع االجتماعي لعملية تبادل
السلع يفرض مقياسا مشتركا لقيمتها هو" كمية العمل الضروري اجتماعيا إلنتاجها".
-رأس المال الثابت وهو ما يدفعه الرأسمالي كثمن آلالت والمواد األولية.
-قيمة فائض القيمة "قيمة االستغالل" ،وهو النسبة بين فائض القيمة وبين رأس المال المتغير.
26
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
-9فائض القيمة
يرى ماركس أن فائض القيمة يعبر عن العمل غير مدفوع األجر يحصل عليه الرأسمالي وهو استغالل كبير للعامل.
ومعدل االستغالل للعمال هو النسبة بين فائض القيمة وبين رأس المال المتغير.
يمكن قياس معدل الربح عند م اركس هو النسبة بين فائض القيمة ورأس المال الكلي الثابت والمتغير ،ويفسر ماركس
اتجاه معدل الربح إلى التناقص بأن اإلنتاج الرأسمالي يتجه إلى زيادة رأس المال الثابت المستخدم في عملية اإلنتاج ،أي
زيادة التركيب العضوي لرأسالمال ،هذا من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض معدل الربح ،فإذا كان العمل (رأس المال المتغير)
هو وحده الذي يولد فائض القيمة فإن زيادة التركيب العضوي.
-4انتقاد لالشتراكية
-ضعف الحافز ِإلنجاز األعمال المختلفة :ألن منع حق الملكية الخاصة أمر يتنافى مع الطبيعة البشرية ،وال مكان
للحافز على اإلنتاج ،أو الحافز على االبتكار والتجديد ،ويصبح الناس في النهاية شركاء في الفقر والحرمان.
-انخفاض إنتاجية العمال :ألن كل عامل يتسلم أج ار محددا بغض النظر عن إنتاجيته ،وفي غياب نظام فعال للحوافز
يميل إلى اإلهمال ،ويراجع أداؤه مع الوقت.
-تدني الكفاءة االقتصادية والبيروقراطية :ألن تركز السلطة في يد مجموعة قليلة من صانعي القرار يؤدي إلى سيادة
التعقيد والبيروقراطية .ويحول دون تحقيق الكفاءة االقتصادية واإلنتاجية في تخصيص الموارد ،ويضعف المردودية المالية
التي تحفظ استمرار المؤسسات واالقتصاد.
27
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
تقوم الفلسفة األخالقية لإلسالم على العدالة االقتصادية ،والتوزيع العادل للدخل والثروة ،وذلك عن طريق قيام الدولة
بمباشرة ضبط توزيع الثروة ،في هذا السياق نجد اتجاه لتقليل الفروقات االجتماعية من خالل الزكاة واحترام مبدأ
األخوة اإلنسانية مما ال يسمح أي توزيع آخر للثروة .
تشكل النقود مقياسا للقيمة ،وأي انخفاض مستمر في قيمتها يؤثر سلبا على العدالة االجتماعية ،ويمثل التضخم عدم
التوازن في االقتصاد.
-3تعبئة المدخرات
يشكل تعبئة المدخرات هدف جوهري في االقتصاد اإلسالمي ،بحيث يحرم اإلسالم عملية اكتناز األموال ،بل يحث
على استخدامها في اإلنتاج لتحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية .في هذا المجال تقوم مؤسسات مالية بتعبئة
المدخرات المعطلة وتوجيهها إلى استخدامات إنتاجية ،وذلك بعيدا عن الربا أو الفائدة ،بل تشارك في الربح أو
الخسارة ،لذلك يجب تنظيمها بشكل فعال حتى تستطيع تحقيق عائد إيجابي يوزع على المودعين.
-4رفاهية اقتصادية وعمالة كاملة :يكمن الهدف األساسي لالقتصاد اإلسالمي في تحقيق الرفاهية لألفراد وتخفيف
متاعبهم كونهم خلفاء اهلل في األرض ،ويتحقق ذلك من خالل:
-يعتبر التوظيف الكامل للموارد البشرية هدفا هاما للنظام االقتصادي اإلسالمي ،ألنه يساعد على توسيع الحياة
االقتصادية الطيبة لألفراد.
التنمية ليست عملية اإلنتاج واالستثمار بل هي عملية كفاية اإلنتاج وعدالة التوزيع ،وال تقتصر على توفير الجانب
المادي فيها بتلبية حاجيات اإلنسان والمجتمع ،بل تهتم بتحسين الظروف االجتماعية واإلنسانية حتى في جوانبها
الروحية بغية الوصول إلى إشباع الحاجات الالزمة إلقامة مجتمع إنساني وفق منهج الشريعة اإلسالمية.
-0خصائص التنمية
أ-الشمول :مبدأ الشمول يضمن تحقيق الحاجات الضرورية المادية من مأكل وملبس ومسكن وصحة وترفيه والعمل
وحرية التعبير وكذا ممارسة الشعائر الدينية وبالتالي فإن منطلقات التنمية ترتبط ارتباطا وثيقا بالمنطلقات العقائدية.
ب-التوازن :إن التنمية من المنظور اإلسالمي تحقق التوازن بني الجوانب المادية االقتصادية وبني الجوانب الروحية
العقائدية واألخالقية ،وتحقق التوازن في المتطلبات بني القطاعات االقتصادية نفسها وفق أولويات الضروريات،
الحاجيات ،ثم التحسينات.
ج-العدالة :ترتكز التنمية على مبدأ تحقيق العدالة والحرية والمساواة والتكافل االجتماعي .كما تحرص على تحقيق
العدالة في التوزيع وفق آليات تضمن حقوق الفقير والغني على حد سواء من خالل آلية الزكاة والخراج والعشر
والجزية مما يعني ال وجود في المجتمع جائع وان وجد يتم التكفل به بشكل مالئم.
د-الكفاية :يرى االقتصاد اإلسالمي أنه ال يوجد تناقض بني الموارد وكفاية الحاجيات وانما المشكلة تكمن في انحراف
سلوك اإلنسان نفسه وتصرفاته .وان الغاية من حد الكفاية هي القضاء على الفقر في المجتمع الذي يعد أكبر
المشاكل تهدد استقرار المجتمعات.
ه-اإلنسانية :تسعى التنمية من المنظور اإلسالمي إلى رفاهية المجتمع ،واسعاد اإلنسان وتحريره من االستغالل
لتأدية رسالة ربانية إنسانية يقوم بهافي هذا الكون ،ويكون خليفة اهلل في أرضه.
-9استدامة التنمية
-الديمومة :قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم" إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فاستطاع أال تقوم حتى
يغرسها ،فليغرسها فله بذلك أجر".
-اإلنسان هو محور التنمية وحامل األمانة من خالقه ألنه مستخلف في هذه األرض.
29
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
-الطبيعة بما فيها من موارد سخرها اهلل لإلنسان لتلبية حاجته الحياتية ،واإلنسان مطالب بعمارتها والحافظة عليها
بما في ذلك الهواء والمناخ والماء والبحر ،وصون توازها البيئي من خالل عدم اإلسراف في استهالك تلك الموارد إال
بقدر تلبية حاجته ،وعدم إدخال تغيير جوهري في عناصرها.
-لإلنسان حق استغالل الموارد لمدة محدودة دون حق ملكيتها قال تعالى" ولكم في األرض مستقر ومتاع إلى حين "
-محدودية االنتفاع بالموارد تعطي احلق لألجيال القادمة االستفادة بتلك الموارد كذلك .وبهذا تكون كل أبعاد التنمية
المستدمية جسدها وحث عليها ديننا قبل أربعة عشر قرنا.
حيث يعتبر أكثر قدرة وكفاءة على استثمار الموارد المتاحة في ظل استخدام مبدأ المشاركة لكفاءته في تحقيق
االستقرار االقتصادي وتحقيق التنمية البشرية .ويسمح بالمشاركة في اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية وبالتالي يدفع
الجميع من وحدات الفائض ووحدات العجز للمساهمة في النشاط االقتصادي وتنمية المجتمع وهي من أهداف التنمية
المستدامة البيت تسعى إلى تحقيقها .باإلضافة إلى تنوع صيغ هذا التمويل كالمضاربة والسلم والمزارعة والمغارسة
وهي صيغ كفيلة بتمويل المشاريع عالية التكلفة مثل مشاريع التنمية المستدامة.
يقوم الوقف والزكاة بدور كبري في تحقيق العدالة في توزيع واعادة توزيع الدخل والثروة بحيث أن أخذ الزكاة من أموال
األغنياء وردها للفقراء والمحتاجين يعتبر نوعا من أنواع إعادة توزيع الدخل والثروة في المجتمع بما يحقق التقارب بين
أفراد المجتمع ويحول دون تركز األموال في يد عدد معين من األفراد يتحكمون في االقتصاد وبذلك يمكن تحقيق
توازن اجتماعي واقتصادي.
31
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
-0المفهوم
ه ي عبارة عن مجموعة من القواعد والوسائل واألساليب واإلجراءات والتدابير التي تقوم بها السلطة النقدية للتأثير في
عرض النقود ،بما يتالءم والنشاط االقتصادي لتحقيق األهداف االقتصادية في فترة زمنية معينة.
-تحقيق االستقرار في األسعار :وتتمثل مهمة السلطة النقدية احتواء تحركات مستوى األسعار إلى أقل مستوى لها.
-تحقيق االستقرار النقدي :ويكون بتكييف عرض النقود مع مستوى النشاط االقتصادي.
-المساهمة في تحقيق توازن ميزان المدفوعات وتحسين قيمة العملة :ويكون من خالل اتباع سياسة تحرير وتعويم
سعر الصرف
-المساهمة في تحقيق هدف التشغيل الكامل :وتقوم على زيادة عرض النقود في حالة البطالة والكساد لهدف الزيادة
من الطلب الفعال ،ومن ثم يزداد االستثمار والتشغيل في االقتصاد الوطني.
-المشاركة في تحقيق معدل نمو مرتفع :ويرتبط بتحقيق هدف التشغيل الكامل.
تلجأ الدولة إلى اعتماد سياسات الحد من النقود المتوفرة لالستعمال في االقتصاد أي امتصاص "الفائض" من النقود
بهدف تخفيض أسعار السلع والخدمات .ولتحقيق هذا الهدف تلجأ إلى وسائل مثل رفع أسعار الفوائد وتشجيع شراء
سندات الخزينة العامة .وتحتفظ بالنقود المسترجعة الستخدامها في الحفاظ على أسعار مقبولة لسعر صرف عملتها
اتجاه الدوالر األمريكي.
وهي التي ترتكز بشكل رئيسي على زيادة حجم الكتلة النقدية المتوفرة في االقتصاد وذلك بهدف استعمال هذه الزيادة
لالستثمار في زيادة إنتاجية االقتصاد وبالتالي خلق فرص عمل جديدة ما يؤدي إلى رفع مستويات االستهالك العام.
تلجأ الحكومات إلى هذه السياسات خالل فرتة الركود االقتصادي والتراجع في معدالت النمو.
31
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
-0األدوات الكمية
أ-معدل إعادة الخصم :تقوم البنوك التجارية بإعادة خصم األوراق التجارية التي في حوزتها لدى البنك المركزي مقابل
نسبة معينة من معدالت الفائدة عن تلك األوراق التجارية .ومقابل ذلك يقدم البنك المركزي للبنوك التجارية قروضا
تستخدمها لدعم سياستها االئتمانية (أي لزيادة القروض الممنوحة للزبائن( .
ب-االحتياطي القانوني
يودع الزبائن أموالهم لدى البنك التجاري على أمل أن يستعيدوها متى شاءوا .يقوم البنك التجاري بإقراض تلك األموال،
لكن القانون يلزمه باالحتفاظ بنسبة من األموال في شكلها السائل لدى البنك المركزي "االحتياطي القانوني اإلجباري".
يمكن للبنك لمركزي ،باعتباره السلطة النقدية ،أن يرفع نسبة االحتياطي القانوني اإلجباري ،في حالة السياسة
االنكماشية ،كما يمكن له أن يخفض تلك النسبة لتمكين البنوك التجارية من التوسع في اإلقراض في ظل السياسة
التوسعية.
يمكن للبنك المركزي أن يدخل السوق فيشتري األوراق المالية ويطرح بدال منها كمية من النقود السائلة في حالة
السياسة التوسعية .وعلى العكس من ذلك في حالة السياسة االنكماشية ،إذ يدخل البنك المركزي السوق بائعا لألوراق
المالية ويسحب بدال منها كمية من النقود فينقص حجم الكتلة النقدية المتداولة.
-9األدوات النوعية
أ-تأطير االئتمان:
يمكن للسلطات النقدية في حالة السياسة االنكماشية أن تحدد سقفا للقروض الممكن منحها .كما يمكن للسلطات
النقدية أيضا توجيه القروض إلى قطاعات معينة ترفع فيها سقوف القروض أو توضع فيها سقوف لمعدل الفائدة مما
يشجع المستثمرين على طلب القروض واالستثمار في تلك القطاعات.
يمكن تحدي سقف للمبالغ المقترضة أو لعدد المقترضين أو تحديد فترة لتسديد القرض ،وكلها وسائل للحد من توزيع
القروض في قطاعات معينة
يمكن أيضا منع القروض في قطاعات محددة ال يتماشى االستثمار فيها وتطبيق السياسة االقتصادية المعتمدة
32
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
يمثل البنك المركزي السلطة النقدية ،وبنك البنوك ،وبنك الحكومة ومستشارها ،وله وظائف متعددة أهمها:
هو عبارة عن نظام يتم بموجبه الجمع بين البائعين والمشترين لنوع معين من األوراق المالية ،حيث يتمكن بذلك
المستثمرون ببيع وشراء عدد من األسهم والسندات داخل السوق إما عن طريق السماسرة أو الشركات العاملة في ذلك
المجال.
-0حسب اإلصدار
أ-السوق األولي :وهو السوق الذي يتم فيه إصدار األوراق المالية ألول مرة من قبل المؤسسات من أجل تمويل
مشروعاتها ولدفع عملية التنمية االقتصادية.
ب –السوق الثانوي :وهو السوق الذي يتم فيه تدول أوراق مالية أصدرت في السوق األولي ومستوفية لشروط معينة،
ويتم تداولها من خالل وسطاء معتمدين وبحسب األنظمة والتعليمات المعمول بها.
أ-أسواق القاعات (:التبادل ضمن قاعات التداول) حيث يوجد مكان محدد للسوق يجب فيه التالقي المباشر بين
المستثمرين لتبادل األوراق المالية.
ب – أسواق التبادل اإللكتروني :تتم خارج البورصة ،وتنفذ المعامالت من خالل نظام إلكتروني يستطيع المستثمرون
من خالله إدخال طلبات الشراء والبيع عن طريق وسطائهم المعتمدين.
33
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
أ – السوق النقدية :وهي السوق التي يتم فيها تداول األدوات المالية قصيرة األجل ،مثل األوراق التجارية ،أذونات
الخزينة ،القبول المصرفية" في التجارة الخارجية" ،وعادة تكون تواريخ استحقاقها أقل من عام ،و يكون الهدف منها
توفير السيولة.
ب – سوق رأس المال :وهي السوق التي يتم فيها تداول األدوات المالية طويلة األجل كاألسهم ،والسندات .ويتجاوز
تاريخ استحقاقها السنة وقد يصل إلى الثالثين سنة.
أ-بورصـــة السلع
بورصة السلع هي هيئة األفراد أو الشركات التي تمنح سوقا حرة لبيع و شراء مختلف السلع بصفة تنافسية و دائمة
مثل المعادن والمواد األساسية ،وأهم مراكزها بورصة شيكاغو للتجارة التي تأسست سنة ،1141وبورصة لندن
للمعادن التي أنشأت سنة.1151
يتم فيه تداول األدوات المالية طويلة األجل التي يتجاوز موعد استحقاقها السنة كاألسهم والسندات.
ج-أســواق القروض
تجمع المدخرين “العرض" والمحتاجين للتمويل “الطلب" ،وتقسم إلى سوق القروض الطويلة األجل ،والسوق متوسطة
األجل ،والسوق قصيرة األجل.........................
-5حسب التنظيم
أ-السوق المنظمة :هي أسواق مالية تتداول فيها األوراق المالية (األسهم والسندات) للشركات المدرجة (المسجلة)فيها
وتقسم األسواق المالية المنظمة إلى أسواق مركزية وأسواق المناطق واألسواق المحلية.
ب-السوق غير المنظمة :تتداول فيها األوراق المالية للشركات غير المدرجة في السوق المنظمة.
ج-السوق الثالثة :هي جزء من السوق غير المنظمة ،تتعامل بمجموعة محددة من األوراق المالية .والدافع من وجود
هذا السوق الحصول على العمولة دون رسوم وال قيود.
د-السوق الرابعة :يشمل هذا السوق المؤسسات االستثمارية الكبيرة واألفراد األغنياء الذين يتعاملون فيما بينهم لشراء
وبيع األوراق المالية في طلبات كبيرة ويتم اللقاء بين طرفين من خالل وسيط.
34
السنة األولى علوم إسالمية محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد
أ-األسهم :تتيح السوق المالية للمستثمرين مجال بيع وشراء أسهم الشركات المتداولة في البورصة تدعى سوق
األسهم .وتعتبر األسهم أوراق تمثل حق من حقوق الملكية للشخص المستثمر في شركة معينة ،حيث يقسم رأس مال
الشركة إلى أسهم متساوية في القيمة ويستطيع المستثمر أن يشتري أآثر من سهم في تلك الشركة.
-أسهم عادية :هي عبارة عن صكوك ملكية في الشركة المساهمة ،حيث تخول صاحبها الحصول عوائد موزعة في
المستقبل والتي تختلف باختالف ربحية المشروع .تعرف هذه العوائد بتوزيعات األسهم آما يخول السهم العادي صاحبه
بالتصويت على سياسات الشركة والق اررات الهامة من خالل اجتماعات الهيئة العامة العادية وغير العادية.
-أسهم ممتازة :وهي التي تمنح أصحابها حق األولوية إما في استيفاء مبالغ مقطوعة أو نسبة ثابتة من قيمة
أسهمهم ،إضافة لما ينوب هذه األسهم من أرباح أو في استعادة رأس المال عند تصفية الشركة أو في كل منهما أو
أية ميزة أخرى.
ب-السندات :تتيح سوق السندات لكافة الهيئات والمؤسسات الحصول على قروض كبيرة بطرح سنداتها للتداول.
والسند هو عبارة عن ورقة دين تمثل التزام من الشركة المقترضة لألموال بدفع فوائد ثابتة خالل مواعيد استحقاق
محدودة مع إعادة مبلغ الدين األصلي عند نهاية مدة السند للشخص المستثمر .وعادة ما تتطور أسعار السندات
بعكس أسعار األسهم.
رابعا-أهم المراكز المالية العالمية
-0المراكز التقليدية
-بورصة نيويورك : Wall streetتأسست في 15مايو ،1572هي أكبر بورصة في العالم من حيث القيمة
السوقية مؤشرها "مؤشر داوجونز" ويشمل أسهم 33شركة أمريكية.
-بورصة طوكيو :مؤشرها هو NIKKEIتم إنشاءه عام 1753ويتكون من أسهم 225مؤسسة يابانية كبيرة.
-بورصة لندن :مؤشرها هو " مؤشر فاينانشال تايمز" مكون من أسهم 133شركة من أكبر شركات المساهمة في
بريطانيا.
-9مراكز جنة الضرائبoff Shore
تتم فيها ممارسة تقديم الخدمات المالية في مواقع تجذب الزبائن غير المقيمين إليها نتيجة انخفاض الضرائب.
-بورصة هونغ كونغ :تسمى جمعية متداولين األسهم و األوراق المالية بهونغ كونغ ،مؤشرها Hang Sengيضم
أسهم 2100شركة سنة .2315
-سوق اليورو دوالر :يعتبر جزءا هاما من أسواق األوفشور والتي تعتبر مراكز مالية عالمية توجد في أماكن عديدة
ال تخضع لقوانين أي بلد وليست مجبرة للخضوع ألية قوانين حكومية.
-المراكز المالية الموجودة في جزر البهامس ،باإلضافة إلى سنغافورة والبحرين ،لوكسمبورغ ،قبرص.
35