You are on page 1of 36

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫‪La République algérienne démocratique et populaire‬‬

‫‪Ministère de l'enseignement supérieur‬‬ ‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫‪et de la recherche scientifique‬‬
‫جامعة محمد بوضياف بالمسيلة‬
‫‪Université Mohamed Boudiaf, M'sila‬‬

‫‪Faculté des sciences humaines et sociales‬‬ ‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬

‫مطبوعة بعنوان‬

‫محاضـرات في مقيـاس مدخل لالقتصـاد‬

‫مقدمة لطلبة السنة األولى السداسي الثاني‬

‫الجذع المشترك لقسم العلوم اإلسالمية‬

‫إعداد األستاذ‪ :‬طيبي طيب‬

‫السنة الجامعية ‪9191-9102‬‬


‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫مقدمة‬

‫تقدم هذه المطبوعة مدخال تعريفيا باالقتصاد وأبرز عناصره المكونة‪ ،‬وتتضمن تحليال لطبيعة‬
‫المفاهيم المرتبطة بهذه العناصر‪ .‬كما تشرح أبرز المجاالت التي تميز العمليات االقتصادية كاإلنتاج‬
‫والتوزيع واالستهالك وغيرها‪ ،‬وفق أسس منهجية حول كيفية تفسريها بطريقة تخدم الطلبة وتستجيب‬
‫لمقتضيات البرامج التي تعتمدها الو ازرة في هذا المجال‪.‬‬

‫معظم األسئلة التي يطرحها الطلبة رجاؤنا أن تجيب هذه المطبوعة عليها‪ ،‬وبشرح مبسط من دون التنازل‬
‫عن المضمون‪ ،‬كي ال يقعوا في فخ "قوة المعرفة" الذي يتجاوز قدراتهم على الفهم‪ ،‬والتالي يبتعد بهم عن‬
‫إدراك المقصود من دراسة المفاهيم والعالقات االقتصادية‪.‬‬

‫يحتاج الطلبة إلى دعم معارفهم لفهم الواقع االقتصادي بكل جزئياته‪ ،‬كي يكتسبوا مهارات ال غنى عنها في‬
‫زمن اقتصاد المعرفة واإلشارات‪ ،‬في سوق تعتبر المادة الرمادية أغلى سلعة في أكبر سوق يدفع دورة‬
‫الحياة نحو آفاق أوسع في مجاالت الثروة والرفاهية‪.‬‬

‫إن كل المفاهيم الحالية لالقتصاد تستمد حقيقتها وحتى زخمها من مفاهيم مختلفة على بعد المكان وعمق‬
‫الزمان من ثالث عناصر الرؤية والكفاءة والفعالية‪.‬‬

‫إنه ال يستطيع شبابنا التمكن من وسائل االندماج االجتماعي‪ ،‬حتى يطوروا قدراتهم العلمية في مجتمعات‬
‫سوف لن تعاصر المراحل القادمة بدون إرادة التمكين وأدوات التكوين‪ ،‬وليس بعد ذلك حياة في هذا العالم‬
‫المفعم باألفكار واالبتكار‪.‬‬

‫لعل بداية الغيث قطرة‪ ،‬والطريق الطويل يبدأ بخطوة‪ ،‬وها هي البداية لتكوين حياة مادية راقية تطبع حياة‬
‫طالبنا وطالباتنا‪ ،‬في اقتصاد يساهمون في بنائه‪ ،‬ومجتمع ينتظر منهم حلوال ناجعة لمشاكله االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫التقسيم المنهجي‬

‫ارتأيت أن أقسم هذه المطبوعة من الناحية المنهجية إلى عشر محاضرات تستجيب لكثير من‬
‫المقاييس العلمية‪ ،‬وتراعي ما جاء في البرامج المعتمدة‪ ،‬حسب التقسيم االتي‪:‬‬

‫المحاضرة األولى‪ :‬مفاهيم أساسية في علم االقتصاد‬

‫المحاضرة الثانية‪ :‬المشكلة االقتصادية‬

‫المحاضرة الثالثة‪ :‬اإلنتاج‬

‫المحاضرة الرابعة‪ :‬التبادل والتوزيع‬

‫المحاضرة الخامسة‪ :‬االستهالك‬

‫المحاضرة السادسة‪ :‬االدخار واالستثمار‬

‫المحاضرة السابعة‪ :‬النظـ ـ ــام الرأسم ــالي‬

‫المحاضرة الثامنة‪ :‬النظام االشتراكي‬

‫المحاضرة التاسعة‪ :‬النظام اإلسالمي‬

‫المحاضرة العاشرة‪ :‬السياسة النقدية‬

‫المحاضرة الحادية عشر‪ :‬األسواق المالية‬

‫‪2‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫المحاضرة األولى‪ :‬مفاهيم أساسية في علم االقتصاد‬

‫أوال‪-‬تعريف علم االقتصاد‬

‫‪-‬عرف آدم سميث‪ Adam Smith‬في كتابه ثروة األمم علم االقتصاد بأنه "العلم الذي يبحث في الكيفية التي تمكن األمة‬
‫من أن تغتني"‪.‬‬

‫‪-‬وعرفه ألفرد مارشال‪ Alfred Marshall‬في كتابه مبادئ االقتصاد بأنه "العلم الذي يدرس سلوك بني اإلنسان في‬
‫أعمال حياتهم التجارية اليومية‪ ،‬أي في كيفية حصول اإلنسان على الدخل وطريقة استخدامه لهذا الدخل"‪.‬‬

‫‪-‬وعرفه روبنز‪ Robbins‬بأنه "العلم الذي يدرس السلوك اإلنساني كعالقة بين أهداف وبين وسائل نادرة ذات استعماالت‬
‫عديدة"‪.‬‬

‫‪-‬وقد أشار سامو يلسون‪ Samuelsson‬إلى أن علم االقتصاد وهو "العلم الذي يتعلق بدراسة عملية اإلنتاج والتبادل بين‬
‫األفراد‪ ،‬وبدراسة تطورات مستويات األسعار والتشغيل واإلنتاج‪ ،‬وبدراسة مصادر الثروة وتوزيعها واالستثمار وأسعار‬
‫الفائدة‪ ،‬وكيفية تنظيم العالقات االقتصادية بين األفراد والدول"‪.‬‬

‫‪ -‬علم االقتصاد هو "العلم الذي يدرس كيفية الوصول إلى االستغالل األمثل للموارد االقتصادية المتاحة من أجل تلبية‬
‫أكبر قدر من الحاجات اإلنسانية غ ير المحدودة‪ ،‬وهو يساعد في ترشيد الق اررات االقتصادية للمنتجين والمستهلكين‬
‫والحكومة والقطاع الخارجي‪ ،‬وفي أسواق السلع والخدمات وأسواق عناصر اإلنتاج‪ ،‬والسوق النقدي‪.‬‬

‫ويهدف إلى ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬معالجة المشكلة االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -‬تنظيم العالقات بين أفراد المجتمع‪.‬‬

‫‪ -‬الوصول إلى الرفاهية‪.‬‬

‫‪ -‬تنظيم الخيرات وتوزيعها على كل األفراد‪.‬‬

‫‪ -‬معالجة الفقر‪ ،‬وحماية البيئة‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬موضوع علم االقتصاد‬

‫يعرف العلم عموما بأنه مجموعة من المعارف المنسقة والمستخلصة من دراسة الحقائق والظواهر الطبيعية واالجتماعية‪.‬‬
‫وتهدف المعرفة العلمية إلى إدراك القوانين الموضوعية التي تعبر عن محتوى وجوهر هذه الحقائق والظواهر المختلفة‪.‬‬
‫وتتبلور المعرفة العلمية عادة في مجموعة من المصطلحات والفرضيات والنظريات‪ .‬وقد جرت العادة على تصنيف العلوم‬
‫إلى علوم طبيعية وعلوم اجتماعية إنسانية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫إن علم االقتصاد يندرج إذن في نظام العلوم االجتماعية‪ ،‬ومجاله المعرفة المتعلقة بمجموع الظواهر المكونة للنشاط‬
‫االقتصادي‪ ،‬أي النشاط الخاص باإلنتاج وتوزيع المنتجات في المجتمع‪ .‬إن هذه العملية (أي اإلنتاج) تتجسد في عالقة‬
‫مزدوجة‪ ،‬عالقة بين اإلنسان والطبيعة من جهة‪ ،‬وبين اإلنسان واإلنسان من جهة أخرى‪ .‬هذه تجري ضمن أربع دوائر‬
‫تشمل اإلنتاج والتبادل والتوزيع واالستهالك‪.‬‬

‫ثالثا‪-‬منهج علم االقتصاد‬

‫يستخدم االقتصاديون المنهج العلمي لفهم الحياة االقتصادية‪ .‬هذا ينطوي على مراقبة الشؤون االقتصادية واالعتماد على‬
‫اإلحصائيات والتاريخية سجل‪ .‬لظواهر معقدة مثل آثار يستشهد الموازنة أو أسباب التضخم‪ ،‬التاريخية قدمت األبحاث‬
‫منجما غنيا بالرؤى‪.‬‬

‫في كثير من األحيان‪ ،‬يعتمد االقتصاد على التحليالت والنظريات والمناهج التي تسمح لالقتصاديين بإجراء تعميمات‬
‫واسعة‪ ،‬مثل تلك المتعلقة بمزايا التجارة الدولية والتخصص أو مساوئ التعريفات والحصص وغيرها‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬طور االقتصاديون تقنية متخصصة تعرف باسم االقتصاد القياسي‪ ،‬والتي تطبق أدوات إحصائية‬
‫لدراسة للمشكالت االقتصادية‪ .‬باستخدام االقتصاد القياسي يمكن لالقتصاديين التدقيق عبر كثير من البيانات الستخراج‬
‫العالقات البسيطة‪.‬‬

‫مناهج البحث في االقتصاد باختصار هي‪:‬‬

‫‪-‬المنهج االستنباطي‪ :‬فيه يتم استخالص النتائج من االفتراضات أي أننا نتدرج من العام إلى الخاص للوصول إلى‬
‫القوانين االقتصادية‪ .‬ويستخدم هذا المنهج في النظرية االقتصادية وفى االقتصاد الرياضي‪.‬‬

‫‪-‬المنهج االستقرائي‪ :‬فيه يتم استخالص النتائج العامة من حاالت جزئية أي أننا نتدرج من الخاص إلى العام‪ .‬ويقوم على‬
‫المالحظة وجمع البيانات واختبار الفروض‪ .‬ويستخدم هذا المنهج في االقتصاد التطبيقي‪.‬‬

‫‪-‬المنهج الحديث‪ :‬يجمع بين منهجي االستنباط واالستقراء ويستخدم في االقتصاد القياسي‪.‬‬

‫رابعا‪-‬األعوان االقتصاديون‬

‫‪-0‬األسر‬

‫‪-‬األسرة هي جميع الناس الذين يعيشون معا في نفس المكان‪.‬‬

‫‪-‬لديها دخل (من العمل والملكية والتحويالت)‪.‬‬

‫‪-‬بواسطة دخلها‪ ،‬تستهلك األسر وتدخر‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫‪-9‬الشركات (المؤسسات)‬

‫‪-‬مؤسسات غير الشركات المالية‬

‫‪ -‬ينتجون ويبيعون السلع والخدمات‪.‬‬

‫‪ -‬مؤسسات خاصة (مثل‪ )condor‬أو عامة (مثل ‪.)SNVI‬‬

‫‪-3‬المؤسسات المالية‪:‬‬

‫‪-‬الفئة األولى‪ :‬المؤسسات المالية (مثل البنوك‪ ،‬بنوك االدخار‪ ،‬إلخ) التي جمع المدخرات (مثل ودائع األسر) وتقديم‬
‫القروض‪.‬‬

‫‪-‬الفئة الثانية ‪ :‬شركات التأمين التي تجمع أقساط التأمين وتعويض المؤمن عليه‪.‬‬

‫‪-4‬اإلدارة العامة)‪(AP‬‬

‫‪-‬أسماء أخرى‪ :‬الدولة‪ ،‬السلطات العامة‪.‬‬

‫‪-‬تأتي عائدات السلطة العامة من الضرائب والرسوم ومساهمات الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫‪-‬تنتج السلطات العامة سلع وخدمات غير سوقية (وهي مجانية أو شبه مجانية)‪.‬‬

‫‪-‬تقوم السلطات العمومية بإعادة توزيع الدخل واألصول (في شكل عالوات عائلية‪ ،‬إعانات البطالة وتعويضات الرعاية‬
‫الصحية‪ ،‬وغيرها)‪.‬‬

‫‪ -‬هناك ‪ 3‬قطاعات فرعية‪:‬‬

‫*المكاتب المركزية (مثل اإلدارات الوطنية والجامعات والمتاحف الوطنية)‪.‬‬

‫محلية (مثل المدارس الثانوية وقاعات المدينة)‪.‬‬

‫*الضمان االجتماعي (مثل المستشفيات العامة)‪.‬‬

‫‪-5‬بقية العالم‬

‫‪-‬يشمل جميع غير المقيمين‪ ،‬بما في ذلك السفارت والسياح‪.‬‬

‫‪ -‬وكالء يضمنون تبادالت السلع والخدمات‪ ،‬رأس المال والعمل مع بقية العالم‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫المحاضرة الثانية‪ :‬المشكلة االقتصادية‬

‫أوال‪-‬مفهوم وخصائص المشكلة االقتصادية‬

‫‪-0‬مفهوم المشكلة االقتصادية‬

‫تكمن المشكلة االقتصادية في الندرة النسبية للموارد االقتصادية المتاحة على اختالف أنواعها وأحجامها الضرورية‬
‫الموارد االقتصادية يضطر‬ ‫‪ .‬ونظر المحدودية‬ ‫إلشباع الحاجات اإلنسانية المتعددة والمتجددة‬
‫المتعاملون إلى االختبار والمفاضلة بين تلك األهداف والتضحية بالبعض اآلخر وهذا ما أطلق عليه "تكلفة الفرصة‬
‫البديلة"‪.‬‬

‫‪-2‬خصائص المشكلة االقتصادية‬

‫العمومية‪ :‬ذات بعد مكاني بحيث تمتد إلى كل األماكن وال ينفرد بها مكان دون أخر‪.‬‬

‫الديمومة‪ :‬تنطبق على كل العصور واألزمنة‪.‬‬

‫الندرة النسبية‪ :‬الموارد محدودة ولها استخدامات متعددة وبديلة‪ ،‬والحاجات متزايدة باستمرار‪.‬‬

‫االختيار والتضحية‪ :‬المقارنة والمفاضلة بين الحاجات المختلفة لترتيب أولوياتها بالنسبة للفرد والمجتمع‪.‬‬

‫‪-3‬عناصر المشكلة االقتصادية‬

‫ماذا ننتج؟ السلع التي يتعين على المجتمع إنتاجها وتحديدها نوعا وكما حسب رغبات المجتمع‪.‬‬

‫كيف ننتج؟ حصر كل الموارد المتاحة لإلنتاج وتخصيصها على االستخدامات المختلفة وتحديد األسلوب الفني والتقني‬
‫األمثل إلنتاج السلع والخدمات المطلوبة‪.‬‬

‫لمن ننتج؟ الكيفية التي يتم بها توزيع اإلنتاج على أفراد المجتمع بعدالة حسب مدى مساهمة الفرد في عملية اإلنتاج‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬األركان العامة للمشكلة االقتصادية‬

‫‪-0‬ندرة الموارد‬

‫يراد بالمورد االقتصادي الشيء النافع أو أي شيء قابل إلشباع حاجة إنسانية بطريـق مباشـر أو غيـر مباشـر ويكـون تحـت‬
‫التصـرف ليسـتخدم فـي هـذا اإلشـباع‪.‬‬

‫وتنقسم الموارد إلى‪:‬‬

‫‪ -‬الموارد الحرة‪ :‬وهي التـي توجـد بكميـات وفيـرة تكفـي إلشـباع حاجـات النـاس جميعـا فهـي ال تتصـف بخاصـية النـدرة‬
‫النسبية وال تشكل أي مشكلة اقتصادية لذا يحصل عليها الفرد دون بذل أي جهد أو تقديم أي مقابل‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫‪ -‬الموارد االقتصادية‪ :‬وهي التي تتميز بكون الكميات المتاحة منها محدودة وتعتبر نادرة نسبيا بالنسبة إلـى الحاجـات‪.‬‬

‫وتتمثل الموارد االقتصادية التي تدخل في العملية اإلنتاجية وتسمى أيضا بعناصر اإلنتاج‪.‬‬

‫‪-9‬تطور الحاجات‬

‫الحاجة هي شعور شخصي بالرغبة في الحصول على شيء معين ويرافق هذا الشعور عادة إحساس بالحرمان وبعدم‬
‫الرضى‪ ،‬أو األلم األمر الذي يدفع بصاحب هذه الحاجة إلى تلبيتها‪.‬‬

‫تنشؤ الحاجات من المتطلبات الناشئة عن الطبيعة (االحتياجات األساسية) أو من الحياة االجتماعية كاحتياجات اإلنجاز‬
‫(التدريب والتعليم)‪ ،‬ثم من متطلبات الراحة التي يسببها اإلعالن واإلشهار وغيره‪.‬‬

‫والحاجات متغيرة جدا وفقا لألفراد والمجتمعات (حسب المستوى والبيئة الطبيعية ‪ ،‬التقاليد االجتماعية والثقافية) و وفقا‬
‫للتاريخ (العديد من احتياجاتنا اليوم ال يمكن تصوره قبل ‪100‬سنة)‪ .‬واالقتصاد ال يصدر حكما قيمية عليها ‪ ،‬بل ينظر‬
‫إ ليها كما هي في الواقع ‪ ،‬ربما كان مفهوم الحاجة غير موضوعي ومثير للتساؤل (مثال‪ :‬هل الدردشة على اإلنترنت‬
‫حاجة "حقيقية"؟) ‪ ،‬مما يجعل عدد الحاجات غير محدود‪.‬‬

‫أ‪-‬خصائص الحاجات‬

‫‪-‬القابلية للتعدد‪ :‬فهي عديدة ومتنوعة وتتنوع باستمرار تبعاً لتقدم الحضارة وتتغير بتغير العادات في المجتمعات‪ ،‬وتشمل‬
‫حتى الكماليات‪.‬‬

‫‪-‬القابلية لإلشباع‪ :‬فالمنفعة تميل إلى التناقص مع استمرار االشباع‪ ،‬ومقدار من المال يكفي إلشباع هذه الحاجة (عدا‬
‫النقود)‪.‬‬

‫‪-‬القابلية لالستبدال‪ :‬فيمكن تعويض سلعة بسلعة أخرى' معالجة االحتكار'‪.‬‬

‫‪-‬الحاجات والرغبات غير محدودة وقابلة للزيادة على مر الزمن‪.‬‬

‫‪ -‬القابلية للقياس والقابلية لالنقسام‪.‬‬

‫ب ‪-‬عوامل تعدد الحاجات‬

‫‪-‬الزيادة السكانية السريعة التي تؤدي مع افتراض ثبات أنواع الحاجات على حالها إلى زيادة كمية الحاجات المطلوب‬
‫إشباعها ‪.‬‬

‫‪-‬التقـدم التكنولـوجي الهائـل التـي تعرفـه البشـرية خاصـة منـذ مطلـع القـرن العشـرين حيـث أن زيـادة معـدالت التقـدم‬
‫التكنولـوجي وسرعته أدت إلى ظهور حاجات جديدة لم تكن معروفة بل قد أدت إلى جعل الكثير من الحاجات التي كانت‬
‫في وقت سابق تعتبر كمالية أصبحت ضرورية ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫‪ -‬عامـل الدعايـة واإلعـالن واإلشـهار والتـي أدت إلـى خلـق حاجـات جديـدة وذلـك عـن طريـق أثرهـا فـي تنميـة عامـل الـذوق‬
‫لـدى اإلنسان وهذا بغض النظر عن اتفاق الحاجة مع القيم االجتماعية ومصلحة المجتمع وعدمه ‪.‬‬

‫‪-‬قابلية الحاجة اإلنسانية للتكرار مع مرور الزمن ممـا يعنـي دوريـة الحاجـة‪ .‬فالحاجـة الواحـدة إذا مـا تـم إشـباعها فـي وقـت‬
‫معـين فإنها تعود وتفرض نفسها دوريا بعد فترة قصيرة أو طويلة‪.‬‬

‫‪-‬أثر المحاكا ة والتقليد وذلك من خالل قيام األفراد بتقليد أنماط استهالك قائمة لدى أفراد أو جماعات أو دول أخرى ومـرد‬
‫هـذا تطور وسائل اإلعالم بأنواعها‪.‬‬

‫ثالثا‪-‬االختيار‬

‫منطق العقالنية يعني التوفيق بين االستعماالت البديلة المتاحة‪ ،‬أي االختيار بين أي الحاجات التي يجب على المجتمع‬
‫أن يقوم بإشباعها وأي الحاجات التي يضحي بها ويتخلى عن إشباعها‪.‬‬

‫فالدولة مطالبة دائما بأن تقتصد في استخدام مواردها المحدودة وأن تنتقي طريقة االستخدام المثلى التي تؤدي إلى تحقيق‬
‫أعلى إشباع ممكن ألفرادها (حسب قانون تكلفة الفرصة البديلة)‪.‬‬

‫رابعا‪-‬عالج المشكلة االقتصادية‬

‫‪-0‬في االقتصاد الرأسمالي‬

‫الرأسمالية تؤكد االعتماد على جهاز الثمن (آلية االسعار) في عالج المشكلة االقتصادية حسب القواعد التالية‪:‬‬

‫‪-‬الحرية االقتصادية‪( :‬دعه يعمل دعه يمر‪) Laisser faire laisser passer.‬‬

‫‪-‬الرقابة على النشاط االقتصادي بواسطة جهاز الثمن‪،‬أي تلك الحركات التلقائية من تفاعل قوى السوق (العرض والطلب)‪.‬‬

‫‪-9‬المشكلة االقتصادية في الفكر اإلسالمي‬

‫أ‪-‬مشكلة سلوكية‬

‫‪-‬حين يفرط اإلنسان في االستهالك والتبذير‪.‬‬

‫‪-‬حين يركن اإلنسان إلى الكسل والخضوع وترك العمل‪.‬‬

‫‪-‬نهب الدول واالستيالء على خيراتها واستعمارها‪.‬‬

‫ب‪-‬مشكلة مؤسسية‬

‫‪-‬عدم تمكن الدولة من أداء وظيفتها في إعادة التوزيع من خالل تطبيق الزكاة وتصفية الربا‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫‪ -‬جانب إمكانيات اإلنتاج‪ :‬أي األساليب الفنية والعلمية التي تساعد على استغالل الموارد ويكون ذلك بزيادة البحث‬
‫ال علمي والتقدم الفكري والتقني‪ .‬وزيادة الجهد البشري عن طريق العمل والتدريب وهذا بدوره يساعد على زيادة استغالل‬
‫الموارد‪.‬‬

‫ج‪-‬حل المشكلة االقتصادية في الفكر اإلسالمي‬

‫‪-‬الموارد‪ :‬وذلك باالستغالل األمثل لموارد المجتمع‪.‬‬

‫‪ -‬العمل المنتج المستمر وطلب العلم والمعرفة واجراء البحوث واكتشاف موارد جديدة‪.‬‬

‫‪ -‬جانب التوزيع‪ :‬يحاول االقتصاد اإلسالمي إقامة العدل في التوزيع‪.‬‬

‫رابعا‪-‬الفرق بين المشكلة االقتصادية واألزمة االقتصادية‬

‫تعرف األزمة االقتصادية بأنها فقدان التوازن االقتصادي بين العرض والطلب إال أن هناك فروق جوهرية بينها وبين‬
‫المشكلة االقتصادية‪:‬‬

‫األزمة االقتصادية‬ ‫المشكلة االقتصادية‬

‫‪-1‬مؤقتة‬ ‫‪-1‬الديمومة‬

‫‪-2‬الخصوصية‬ ‫‪-2‬العمومية‬

‫‪-3‬يمكن حلها بصفة دائمة‬ ‫‪-3‬ال يمكن حلها بصفة دائمة‬

‫‪-4‬اختالل بين العرض والطلب‬ ‫‪-4‬تنجم عن التناقض بين الندرة والحاجة‬

‫‪-5‬أسبابها تختلف من دولة إلى أخرى ومن‬ ‫‪-5‬أسبابها عامة في الدول واألنظمة‪.‬‬
‫نظام إلى آخر‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫المحاضرة الثالثة‪ :‬اإلنتاج‬

‫أوال‪-‬المفاهيم‬

‫‪-0‬تعريف اإلنتاج‪:‬‬

‫اإلنتاج هو مجموع السلع والخدمات التي نحصل عليها باستخدام عناصر اإلنتاج المختلفة في مكان وزمان معينين "‬
‫وعناصر اإلنتاج ثالث‪ :‬الطبيعة وهي موضوع العمل‪ ،‬والعمل وهو جهد اإلنسان الذي نجريه على الطبيعة ليستخرج منها‬
‫منافع‪ ،‬وسيلة العمل وهي رأس المال‪.‬‬

‫‪-9‬عالقات اإلنتاج‬

‫هي العالقات االجتماعية بين مختلف المتعاملين االقتصاديين التي تنشأ أثناء عملية اإلنتاج‪.‬‬

‫‪-‬العالقات اإلنتاجية اإلقطاعية‪ :‬االستغالل الكبير‪.‬‬

‫‪ -‬العالقات اإلنتاجية الرأسمالية‪ :‬الصراع الطبقي‪.‬‬

‫‪ -‬عالقات اإلنتاج االشتراكية‪ :‬الذوبان في المصلحة العامة‪.‬‬

‫‪-3‬أشكال اإلنتاج‪ :‬يأخذ عدة أشكال‪:‬‬

‫‪-‬السلع االستهالكية‪ :‬عبارة عن كمية السلع التي نستهلكها وينتهي أثرها‪ ،‬وبعضها محدد بفترة زمنية‪.‬‬

‫‪ -‬السلع االستثمارية‪ :‬عبارة عن السلع التي تعمر طويال في حياة المجتمع‪ ،‬وتستعمل في الحصول على منتجات جديدة‬
‫«اآلالت والتجهيزات»‪.‬‬

‫‪ -‬بعض االقتصاديين يعتبرون الخدمات قطاعا إنتاجيا ألنها تؤثر على العملية اإلنتاجية بصفة غير ‪-‬مباشرة‪ ،‬ويعبرون‬
‫عن كمية اإلنتاج بكتلة األجور التي يتحصل عليها العمال‪.‬‬

‫‪-4‬عناصر اإلنتاج‬

‫أ‪-‬األرض أو الطبيعة‪ :‬وتشمل كافة الموارد الطبيعية التي لم يتدخل اإلنسان في إيجادها‪ ،‬سواء كانت ثروات طبيعية فوق‬
‫سطح األرض كاألنهـار والغابـات والمحاصـيل الزراعيـة أو ثـروات طبيعيـة فـي بـاطن األرض كالمعـادن فـي بـاطن األرض‬
‫مثل الغاز والنفط والفحم‪.‬‬

‫ب‪-‬العمـل‪ :‬المـوارد البشـرية ويشـمل كافـة المجهـودات التـي تسـاهم فـي العمليـة اإلنتاجيـة سـواء كانـت مجهـودات وأعمـال‬
‫بدنيـة أي يغلب عليها المجهود البدني مثل أعمـال البنـاء والز ارعـة والنظافـة‪ ،‬أو أعمـال ومجهـودات ذهنيـة يغلـب عليهـا‬
‫المجهـود الـذهني كعمل الطبيب واألستاذ‪.‬‬

‫ج‪-‬رأس المال‪ :‬ويشمل األموال واألصول التي يساهم اإلنسان في إنتاجها وايجادها‪ .‬وينقسم رأس المال إلى‪:‬‬
‫‪11‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫‪ -‬رأسمال متداول‪ :‬وهو رأس المال الذي يستخدم لمرة واحدة في اإلنتاج كالنقود والمواد الخام المستخدمة في إنتاج السلع‬
‫والوقود الذي تستخدمه اآلالت في المصانع والسلع الوسيطية والشبه مصنعة التي تدخل في إنتاج سلع أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬رأسمال ثابت‪ :‬ويشمل األصول اإلنتاجية الثابتة التي تستخدم أكثر من مرة في العملية اإلنتاجية أي رأس المال الذي‬
‫يستخدم لتحويل رأس المال المتداول من شكله الخام إلى منـتج منتهـى التصـنيع وهـذا مثـل اآلالت والمنشـآت والمصـانع‬
‫والمبـاني والوحـدات اإلنتاجية‪.‬‬

‫د‪-‬التنظيم‪ :‬يقصد به العملية التي من خاللها يتم التأليف والمزج بين عناصـر اإلنتـاج بنسـب معينـة أي تنسـيق العمليـة‬
‫اإلنتاجيـة مـن أجل إنتاج سـلع وخـدمات أخـرى مـع تحمـل المخـاطرة فـي العمليـة اإلنتاجيـة‪ ،‬ويسـمى الشـخص الـذي يقـوم‬
‫بـالتنظيم‪ :‬المـنظم‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬قطاعات اإلنتاج والدورة اإلنتاجية‬

‫‪-0‬قطاعات اإلنتاج‪:‬‬

‫تقسم إلى ثالثة قطاعات رئيسية‪:‬‬

‫أ‪-‬قطاع إنتاج السلع الرأسمالية "إنتاج وسائل اإلنتاج" أي أن هذا القطاع مهمته الحصول على السلع االستثمارية التي‬
‫تستخدم في العملية اإلنتاجية كرؤوس األموال‪ ،‬والتجهيزات‪.‬‬

‫ب‪-‬قطاع إنتاج سلع االستهالك الوسيط‪ :‬تتجلى في القطاعات اإلنتاجية التي تنتج سلعا تستهلك أثناء العملية اإلنتاجية‬
‫مثل البترول‪ ،‬الطاقة‪.‬‬

‫ج‪-‬قطاع إنتاج سلع االستهالك النهائي‪ :‬عبارة عن القطاعات التي تنتج سلعا تؤدي إلى اإلشباع المباشر لمختلف الرغبات‬
‫مثل المواد الغذائية وغيرها‪.‬‬

‫‪-9‬حساب اإلنتاج‪ :‬يمكن حسابه بطريقتين مختلفتين‪:‬‬

‫الطريقة األولى‪ :‬تقتضي جمع إنتاج القطاعات االقتصادية‪ ،‬غير أن هذه الطريقة توصلنا إلى نتائج خاطئة ألن اإلنتاج‬
‫ينتج مرة واحدة ويتداول عدة مرات وبالتالي يحسب عدة مرات‪.‬‬

‫الطريقة الثانية (القيمة المضافة)‪ :‬القي مة المضافة هي عبارة عن القيمة الزائدة التي تم خلقها في المجتمع وبعبارة أخرى‬
‫هي الفرق بين قيمة المنتجات والتكاليف التي انفقت من أجل صنع هذا اإلنتاج وتحسب من العالقات التالية‪:‬‬

‫القيمة المضافة = قيمة اإلنتاج ‪-‬تكاليف اإلنتاج‬

‫أو‪ :‬القيمة المضافة = المبيعات ‪-‬االستهالك الوسيط‪.‬‬

‫‪-3‬الدورة اإلنتاجية‪ :‬يتم توظيف عناصر إنتاج مختلفة " عمال‪ ،‬مواد أولية‪ ،‬رؤوس أموال " وتنسيقها بطريقة علمية‬
‫محكمة للحصول على العائد المالي‪ ،‬وهذا العائد المحصل عليه ينقسم إلى قسمين مختلفين‪ :‬قسم لتغطية التكاليف وآخر‬
‫في شكل أرباح يعيد عملية اإلنتاج مرة أخرى‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫المحاضرة الرابعة‪ :‬التبادل والتوزيع‬

‫أوال‪-‬التبادل‬

‫‪-0‬مفهوم التبادل‬

‫التبادل عملية وسيطيه بين التوزيع واالستهالك‪ ،‬إذ تسمح للمتعاملين االقتصاديين بتبادل المنافع والحصول على مداخيل‪،‬‬
‫وباألحرى فإنها العملية األساسية في النشاط االقتصادي إذ تمكن المنتجين من بيع السلع والخدمات للحصول على مداخيل‬
‫مختلفة لتغطية نفقات العملية اإلنتاجية‪ .‬والمستهلكين لدفع مبالغ معتبرة إلشباع مختلف الرغبات‪ ،‬وذلك باستعمال السلع‬
‫التي يرغبون الحصول عليها‪.‬‬

‫‪-9‬أهمية التبادل‬

‫‪ -‬تمكين المنتجين من بيع جميع السلع والخدمات‪.‬‬

‫‪ -‬تمكين المستهلكين من استعمال السلع التي يريدون الحصول عليها‪.‬‬

‫‪ -‬سير الدورة االقتصادية "التيارات السلعية والنقدية بين مختلف المتعاملين االقتصاديين"‪.‬‬

‫‪ -‬معرفة المستوى االجتماعي واالقتصادي لفئات المجتمع‪.‬‬

‫‪ -‬معرفة درجة تلبية السلع لحاجات األفراد‪.‬‬

‫‪ -‬معرفة القنوات المختلفة للتوزيع ومدى قدرتها على إيجاد اقتصاد وطني متكامل‪.‬‬

‫‪ -‬معرفة نوعية العالقة بين المتعاملين االقتصاديين ودرجة االرتباط بينهم‪.‬‬

‫‪-3‬تطور التبادل‬

‫أ‪-‬المبادلة بضاعة‪-‬بضاعة‪ :‬بفضل االختراعات وتطور قوى اإلنتاج أصبح المنتج ينتج أكثر مما يستهلك‪ ،‬مما أوجد‬
‫فائضا من السلع يتبادله مع غيره من األشخاص للحصول على سلع أخرى واشباع منافع جديدة‪.‬‬

‫ب‪-‬المبادلة بضاعة‪-‬نقد‪-‬بضاعة‪ :‬نتيجة لتعذر العالقة بضاعة‪-‬بضاعة اهتدى اإلنسان إلى إيجاد وسيلة للمبادلة تتمثل‬
‫في النقود‪.‬‬

‫ج‪-‬المبادلة نقد‪-‬بضاعة‪-‬نقد أكبر‪ :‬منذ تطور الحرفيين من منتجين إلى أرباب عمل تكونت المصانع‪ ،‬حيث يوظفون‬
‫أموالهم إلنتاج السلع وبيعها لتحقيق أرباح طائلة‪.‬‬

‫د‪-‬المبادلة نقد‪-‬نقد أكبر‪ :‬في االقتصاديات المعاصرة تطورت الشركات من الناحية االقتصادية والقانونية وأصبحت‬
‫شركات أموال "مساهمة" أسهمها مطروحة في األسواق المالية للتعامل من طرف المتعاملين االقتصاديين‪ ،‬وذوي رؤوس‬
‫‪12‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫األموال الضخمة لتصبح العالقة‪ :‬نقود مقابل نقود أكبر‪ ،‬كما أن الدولة أصبحت تطرح األسهم والسندات لبيعها‪ ،‬وذلك‬
‫باتباع إجراءات مختلفة في السياسة االقتصادية‪.‬‬

‫‪-4‬النقود وسيلة التبادل‬

‫تعرف النقود على أنها" أي كل شيء يلقى قبوال عاما كوسيط للتبادل ومقياس للقيمة "‪.‬‬

‫أ‪-‬تطور النقود‬

‫‪-‬النقود السلعية‪ :‬إن اإلنسان القديم كان يتبادل سلعة مقابل سلعة "المقايضة"‪ ،‬لكن سرعان ما ظهرت الصعوبات مثل‬
‫صعوبات توافق الرغبات ونسب التبادل والتخزين‪.‬‬

‫‪-‬النقود المعدنية‪ :‬استخدمت لسهولة نقلها وصعوبة تزويرها‪ ،‬قابلة للتجزئة‪ ،‬وندرتها في الطبيعة‪ ،‬كالفضة والذهب‪.‬‬

‫‪-‬النقود االئتمانية‪ :‬تتكون باألساس من النقود الورقية‪ ،‬وبصفة هامشية النقود المعدنية الصغيرة‪ ،‬ويصدرها البنك المركزي‪.‬‬
‫وتصدر وفق عمليات التغطية‪ ،‬المكشوف بدون ضمان‪ ،‬طريقة سقف اإلصدار‪ ،‬نظام االحتياطي النسبي‪ ،‬نظام السعر‬
‫اإللزامي ونظام الصرف بالذهب‪.‬‬

‫‪-‬النقود الكتابية " أشباه النقود "‪ :‬عبارة عن األرصدة الدائنة للحسابات الجارية التي تنتقل من فرد آلخر عن طريق األوراق‬
‫التجارية (الشيك ‪-‬الكمبيالة‪-‬السند ألمر)‪.‬‬

‫ب‪-‬وظـائـف النقــــود‬

‫‪ -‬وسيط التبادل‪ :‬تستخدم كواسطة بين البائع والمشتري‪ ،‬وللنقود قوة شرائية ثابتة عامة ألنها وسيلة القتناء كل السلع وفي‬
‫كل األوقات‪.‬‬

‫‪-‬مقياس للقيمة‪ :‬تعتبر وسيلة تعبير على قيمة المواد والخدمات الموجودة في السوق‪ ،‬وهي أداة ووحدة محاسبية مثل دينار‪،‬‬
‫دوالر وغيرها‪.‬‬

‫‪-‬وسيلة لالدخار واالئتمان‪ :‬أصبحت النقود أداة لالدخار في شكل ودائع للطلب وألجل معين‪ ،‬أو في شكل أسهم وسندات‪،‬‬
‫وتقوم بوظيفة أداء المدفوعات اآلجلة‪ ،‬خاصة إذا كانت قوتها الشرائية ثابتة‪.‬‬

‫‪-‬أداة التدخل في التوازن االقتصادي‪ :‬تقوم النقود بتمويل االستثمارات وتؤثر على توزيع المداخيل‪ ،‬وترجع ملكية النقود‬
‫والتحكم في كميتها للسلطة االقتصادية وتسييرها حسب مقتضيات النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬التوزيع‬

‫‪-0‬تعريف التوزيع‪ :‬يعني توزيع الدخل القومي والثروة على قوى اإلنتاج في المجتمع‪ ،‬تبعا لمذهبية النظام االقتصادي‬
‫وفي ظل القيم والتقاليد والتطلعات الحضارية للمجتمع‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫‪-9‬أبعاد مشكلة التوزيع‬

‫أ‪-‬البعد الجماعي في التوزيع‪ :‬يعني المساواة والقضاء على أغلب مظاهر التفاوت في توزيع الثروة والدخل بين أفراد‬
‫المجتمع‪ ،‬لكنه يعيق العملية اإلنتاجية بصفة عامة لغياب الحوافز‪.‬‬

‫ب‪-‬البعد الفردي في التوزيع‪ :‬وتقضي بإقرار االختالف في توزيع الثروة والدخل بين أفراد المجتمع‪ ،‬وهذا يؤدي إلى تفاوت‬
‫طبقي واستغالل للطبقة الضعيفة‪ .‬والتوفيق بين البعدين يخلق حالة من االتزان بين كفاءة اإلنتاج والعدالة االجتماعية‪.‬‬

‫‪-3‬أنواع التوزيع‬

‫أ‪-‬التوزيع الوظيفي‪ :‬يقصد به توزيع اإلنتاج على عوامل اإلنتاج األربعة‪ :‬األرض(الريع)‪ ،‬العمل(األجر)‪ ،‬رأس المال(الفائدة)‪،‬‬
‫التنظيم(الربح)‪.‬‬

‫ب‪-‬التوزيع الشخصي‪ :‬تقسيم المجتمع إلى مجموعات وأحجام متميزة حسب الدخل‪ ،‬بغض النظر عن مساهمة كل واحد في‬
‫العملية اإلنتاجية‪.‬‬

‫‪-4‬التوزيع في األنظمة االقتصادية‪:‬‬

‫أ‪-‬النظام الرأسمالي‪ :‬التفاوت في التوزيع شرط ضروري لتطور المجتمع‪ ،‬لذلك فهو يتبنى التوزيع الوظيفي‪.‬‬

‫ب‪-‬النظام االشتراكي‪ :‬يكون التوزيع تبعا لكمية العمل المبذول ونوعيته في العملية اإلنتاجية (البعد الجماعي للتوزيع)‪.‬‬

‫ج‪-‬النظام اإلسالمي‪ :‬هناك ثالثة أنواع من التوزيع العادل في اإلسالم‪ ،‬هي‪:‬‬

‫‪ -‬التوزيع حسب الملكية‪ :‬تحكمه قاعدة االستحالف التي تقتضي أن الملكية المطلقة هلل سبحانه وتعالى يحدد لإلنسان طرق‬
‫التصرف في هذه الملكية وفق ضوابط ومحددات‪.‬‬

‫‪ -‬توزيع مرتبط بشكل اإلنتاج ويخضع آللية السوق‪ ،‬حيث التوزيع يحدد اإلنتاج وليس العكس‪.‬‬

‫‪ -‬توزيع م رتبط بالحاجة‪ :‬وهذا الصنف من التوزيع ال يشترط أن يختص بالذين يملكون أو الذين يعملون بنشاط اقتصادي‪،‬‬
‫وانما شرطه األساسي الحاجة‪ ،‬وهو ضمن الخصائص المميزة لإلسالم‪.‬‬

‫‪-5‬توزيع العوائد على عوامل اإلنتاج‪:‬‬

‫‪-‬الريع‪ :‬ذلك المال الذي يدفع لمالك األراضي الزراعية مقابل استغاللها لندرتها أو لقيمتها االستعمالية العالية‪.‬‬

‫‪-‬األجر‪ :‬ثمن العمل‪ ،‬أو دخل العامل في شكل دخل نقدي أو عيني‪ ،‬ويختلف بين النظم االقتصادية‪.‬‬

‫‪-‬الفائدة‪ :‬في الرأسمالية ثمن الستخدام رأس المال أو ثمن التنازل عن السيولة‪ ،‬أو ثمن عدم االكتناز‪ ،‬وهو تضحية ادخارية‪.‬‬

‫‪-‬الربح‪ :‬هو العائد الذي يحصل عليه المنظم من المشروع‪ ،‬غير ثابت ويخضع ظروف العرض والطلب واألسواق‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫المحاضرة الخامسة‪ :‬االستهالك‬


‫أوال‪-‬تعريف االستهالك‬

‫االستهالك هو إنفاق الدخل على السلع والخدمات التي يمكن استعمالها في فترة قصيرة كاستهالك المواد الغذائية والمالبس‬
‫والسيارات ويعني االستهالك عادة اإلنفاق االستهالكي على السلع االستهالكية فهما‪ ،‬وطبقا لهذا المفهوم فان الدخل الذي‬
‫ال ينفق يذهب إلي االدخار ومن ثم يمكن استهالكه في المستقبل‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬أقسام أنواع االستهالك‬

‫‪-0‬االستهالك المستقل عن مستوي الدخل (التلقائي)‪:‬وهو ذلك الجزء من االستهالك الذي ال يرتبط بالدخل الشخصي‬
‫للمستهلك والذي البد أن يحصل عليه الفرد حتى وان كان دخله صفرا‪ ،‬وذلك إما بالسحب من مدخراته إن وجدت أو‬
‫باالقتراض وهذا القسم يمثل الحد األدنى الضروري من االستهالك الالزم للحياة‪.‬‬

‫‪-9‬االستهالك المعتمد على مستوي الدخل‪:‬وهو الجزء من االستهالك الذي يرتبط بدخل المستهلك‪ ،‬فكلما زاد دخله‬
‫ازدادت أنواع وكميات السلع والخدمات التي يستهلكها‪ ،‬وبالتالي تعتبر عالقة طرديه موجبه بين الدخل واالستهالك‪.‬‬

‫ثالثا‪-‬تصنيف االستهالك‬

‫‪-0‬االستهالك النهائي واالستهالك الوسيط‪ :‬يقصد باالستهالك النهائي قيام العائالت واإلدارات باالستعمال المباشر‬
‫والنهائي للسلع والخدمات‪ .‬ويعتبر هذا النوع من االستهالك غير منتج‪ .‬أما االستهالك الوسيط فيقصد به استعمال‬
‫المؤسسات للمواد والمنتجات والخدمات مرة أخري وهو استهالك منتج‪.‬‬

‫‪-9‬االستهالك الفوري واالستهالك التدريجي ‪:‬االستهالك الفوري هو استعمال النهائي للسلع والخدمات مرة واحدة مثل ‪:‬‬
‫تناول الطعام مرة أو استعمال المواد األولية ‪.‬االستهالك الفوري هو صفة اغلب الخدمات مثل خدمة النقل ‪.‬أما االستهالك‬
‫التدريجي فهو االستعمال المتكرر للسلع والخدمات عدة مرات أي استهالك السلع والخدمات بصوره تدريجية وليست فورية‬
‫مثل‪ :‬استعمال المباني واللباس‪.‬‬

‫‪-3‬االستهالك الفردي واالستهالك الجماعي ‪:‬االستهالك الفردي على سبيل المثال دواء وصفه الطبيب لشخص مريض‬
‫يخصه شخصيا دون سواه‪ ،‬بينما التنزه في الحدائق العامة فهو مسموح لجميع الناس‪ .‬ولهذا نقول إن تناول الدواء هو‬
‫استهالك فردي في حين التنزه في الحديقة هو استهالك جماعي‪ ،‬فهنالك سلع وخدمات تستهلك بصوره فردية أو جماعية‪.‬‬

‫‪-4‬االستهالك الخاص واالستهالك العام‬

‫وبناء عليه فان محدد انتقال‬


‫ً‬ ‫أ‪-‬االستهالك الخاص‪ :‬هو حيازة األف ارد للسلع واستخدام الخدمات التي ينتجها قطاع األعمال‬
‫السلعة والخدمة من قطاع األعمال إلى القطاع العائلي هو عملية استهالكية‪.‬‬

‫ب‪-‬االستهالك العام‪ :‬وهو استخدام األفراد للخدمات التي يقدمها لهم قطاع الخدمات الحكومية مجانا أو بمقابل رمزي‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫رابعا‪-‬العوامل المؤثرة في االستهالك‬

‫‪-0‬العوامل الشخصية‪:‬‬

‫هنالك عوامل رئيسية تؤدي إلي ميل األفراد إلي اإلقالع عن اإلنفاق من دخولهم أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬تكوين احتياطي لألحداث الطارئة‪.‬‬

‫‪ -‬إليجاد ظروف في المستقبل مثل إيجاد ظروف أحسن عندما يكبر اإلنسان في السن أو التعلم ألفراد األسرة وما شابهه‪.‬‬

‫‪ -‬للتمتع باستهالك حقيقي أكبر والرغبة في المستقبل والرغبة في المعيشة في مستوى أفضل‪.‬‬

‫‪ -‬للتمتع باالستقالل في السلطة‪.‬‬

‫‪ -‬للقيام بالمضاربة في أسواق األوراق المالية كلما كانت الفرصة مواتية‪.‬‬

‫‪ -‬تكوين ثروة لخلفه من بعده‪ ،‬واإلقالع عن اإلنفاق لمجرد الشبع‪ ،‬أو لمجرد الشح‪ .‬وال شك أن عكس هذا يؤدي إلي زيادة‬
‫اإلنفاق وهذه الحوافز أطلق عليها اسم حوافز االحتياطي وبعد النظر والتقدير للمستقبل وباالستثمارات‪.‬‬

‫‪-9‬العوامل االقتصادية‬

‫أ‪-‬الضرائب‪ :‬يتأثر الدخل الممكن التصرف فيه لألفراد بمستوي الضرائب الشخصية‪ ،‬وأن أي زيادة في معدالت الضرائب‬
‫تقلل من الدخل الممكن للتصرف للمستهلكين مما يجعلهم يخفضون استهالكهم‪ ،‬وان أي تخفيض للضرائب يؤدي إلى زيادة‬
‫استهالكهم الجاري ‪.‬‬

‫ب‪-‬توقع الظروف االقتصادية في المستقبل‪ :‬فإذا توقع الناس ارتفاع دخلهم في المستقبل فانهم سوف ينفقون جزء أكبر‬
‫من دخلهم الحالي‪ .‬وعلى العكس فان التشاؤم بالنسبة للمستقبل يجعل العائالت تخفض من إنفاقها الحالي‪.‬‬

‫ج‪-‬السياسة المالية‪ :‬ويقصد بها السياسات التي تتبعها الدولة للتأثير علي عرض النقود وسرعة تداولها ‪،‬وتؤدي إلي إعادة‬
‫توزيع الدخل مما يؤثر على االستهالك‪ ،‬وان سياسة الدين العام تؤثر على االستهالك لتأثيرها على الدخل الحقيقي الذي‬
‫يحصل عليه المجتمع‪.‬‬

‫د‪-‬الثروة‪ :‬تدخل الثروة ضمن محددات لالستهالك‪ ،‬وهي تلعب أدوا ار عدة في فرضية فريدمان عن الدخل الدائم ‪.‬‬

‫الدخل المتاح‪ :‬يتأثر االستهالك بالدخل المتاح الذي يلعب دو ار هاما في االستهالك ‪ ،‬ويمكن تعريف الدخل المتاح‪ :‬أنه‬
‫الدخل الذي يمكن التصرف فيه بعد استقطاع الضرائب مضافا إليه تحويالت من الحكومة‪.‬‬

‫ه‪-‬االدخار ‪ :‬االدخار يؤثر على االستهالك فاالدخار يزيد في سن الشباب ويصل االدخار إلي القمة في منتصف العمر‪،‬‬
‫وبعدها يأخذ في النقصان في سن الشيخوخة‪.‬‬

‫و‪-‬التضخم ‪:‬التضخم يؤثر على االستهالك حيث توجد عالقة عكسية بين االستهالك والتضخم‬

‫ز‪-‬حجم السكان ‪.‬مما ال شك أن الزيادة السكانية بشكل عام تعني زيادة االستهالك‪ .‬والبعد السكاني لالستهالك ال يتوقف‬
‫عند عامل الزيادة السكانية‪ ،‬بل يتعداه إلى التوزيع العمري للسكان والبعد التعليمي والثقافي وغيره‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫المحاضرة السادسة‪ :‬االدخار واالستثمار‬

‫أوال‪ :‬االدخار‬

‫‪ -0‬تعريف االدخار‬

‫االدخار هو الجزء غير المنفق من الدخل على االستهالك‪ .‬وعليه فإن الدخل المتاح يمثل مجموع الدخول التي تتاح ألفراد‬
‫القطاع العائلي‪ ،‬ويتم توجيه الجزء األكبر منه لإلنفاق االستهالكي‪ ،‬بينما يتجه الجزء المتبقى من الدخل المتاح لالدخار‪،‬‬
‫أي أن االستهالك واالدخار يمثالن مكونيين مكملين يرتبطان بالدخل المتاح بعالقة طردية في حالة تغير الدخل المتاح‪،‬‬
‫بينما يرتبط االستهالك واالدخار ببعضهما بعالقة عكسية في ثبات الدخل المتاح‪.‬‬

‫‪-9‬أنواع االدخار‪:‬‬

‫أ‪-‬االدخار االختياري‪ :‬وهو االدخار الحر الذي يقوم به الفرد طوعا واستجابة ِإلرادته ورغبته نتيجة لموازنته بين وضعيتين‪:‬‬
‫وضع إِقدامه على إِنفاق دخله ووضع إِمساكه عن هذا ِ‬
‫اإلنفاق ‪.‬وتتم تنميته عن طريق إيجاد الوعي االدخاري لدى‬
‫المواطنين‪ ،‬ودعم الثقة باالدخار‪ ،‬وتطوير المؤسسات االدخارية وتوسيعها وتحسين خدماتها‪.‬‬

‫ب‪-‬االدخار ِ‬
‫اإلجباري‪ :‬وهو ادخار يجبر عليه األفراد نتيجة لمقتضبات قانونية أو لق اررات حكومية أو ق اررات الشركات‪ .‬وقد‬
‫انتشر االدخار ِ‬
‫اإلجباري في االقتصاد الحديث‪.‬‬

‫وينشأ االدخار عن ثالثة مصادر أساسية وهي ادخار العائالت مثل الودائع وبوالص التأمين ودفعات التقسيط والتقاعد‬
‫وغيرها‪ .‬وادخار المؤسسات ويشمل األرباح السنوي غير الموزعة‪ ،‬وادخار الدولة الذي يعبر عن فائض ميزانية الدولة‪.‬‬

‫‪-3‬دوافع االدخار‬

‫أ‪-‬القدرة االدخارية‪ :‬هي قدرة الفرد على تخصيص جزء من دخله من أجل المستقبل‪ ،‬وهي تحدد بالفرق بين حجم الدخل‬
‫وحجم ِ‬
‫اإلنفاق‪ ،‬ويتوقف هذا األخير على نظام معيشة الفرد وسلوكه‪.‬‬

‫ب‪-‬الرغبة االدخارية‪ :‬فهي مسألة نفسية تربوية تقوى وتضعف تبعا للدوافع التي تدعو لالدخار ومقدار تأثر الفرد والطبقات‬
‫االجتماعية بهذه الدوافع‪.‬‬

‫ج‪-‬الدخل‪ :‬يعد الدخل عامال أساسيا في زيادة االدخار أو انخفاضه‪ ،‬فِإذا زاد الدخل بنسبة معينة فِإن االستهالك سيزداد‪،‬‬
‫ولكن االدخار سيزداد بنسبة أكبر من نسبة االستهالك‪.‬‬

‫د‪-‬معدل الفائدة‪ :‬يختلف االقتصادی ونفی ما بينهم حول تأثير معدل الفائدة على تكو ن االدخار‪ ،‬ففريق منهم يرى أن‬
‫انخفاض معدل الفائدة يساهم في ارتفاع حجم االدخار نتيجة للزيادة التي يحدثها االنخفاض في حجم االستثمار وفي‬
‫الدخل القومي‪ ،‬ويرى فريق آخر أن انخفاض معدل الفائدة يؤثر سلباً على االدخار إِذ يثبط من عزيمة أصحاب الدخول‬
‫في تأجيل استهالكهم وتكوين االدخار‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫ه‪-‬النظام المالي‪ِ :‬إذا عمدت الدولة إِلى زيادة الضرائب على الدخول انخفض حجم مدخرات األفراد‪ ،‬وعلى العكس إِذا‬
‫عمدت الدولة إِلى تخفيض الضرائب فقد يؤدي ذلك إِلى زيادة القدرة على االدخار‪.‬‬

‫و‪-‬درجة االستقرار االجتماعي‪ :‬تؤثر التوقعات التي تحدث في أوقات األزمات االقتصادية والحروب في حجم االدخار‬
‫تأثي ار سلبيا‪.‬‬

‫ز‪-‬النظام االقتصادي‪ :‬ففي ظل الرأسمالية تتكون المدخرات من ادخار أصحاب رؤوس األموال الكبيرة بالدرجة األولى‪.‬وفي‬
‫االشتراكية فإن القاعدة الشعبية يرتفع نصيبها تدريجيا في الدخل القومي فتزداد قدرتها على االدخار‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االستثمار‬

‫‪-0‬تعريف االستثمار‬

‫سلسلة من النفقات تليها سلسلة من اإليرادات وذلك في فترات زمنية متعاقبة‪ ،‬وهذا االستثمار قد يكون مادي كالمباني‬
‫والمعدات واآلالت وغيرها‪ ،‬أو غير مادي كاألسهم والسندات‪.‬‬

‫االستثمار ذو عالقة مزدوجة‪ ،‬عالقة تمويلية تنشأ عندما تســتخدم مــدخرات المجتمــع ك ـرأس مــال نقــدي لإلنفاق علــي شراء‬
‫السلع اإلنتاجية كرأس حقيقي‪.‬وعالقة إنتاجية تنشأ عن االستثمار الحقيقــي عنهــا كعنصــر إنتــاجي مــن عناصــر اإلنتاج‬
‫األربعة‪ ،‬والعالقة بينهمــا عالقة إنتاجية‪.‬‬

‫‪-9‬أهميةاالستثمار‬

‫‪-‬زيادة اإلنتاج واإلنتاجية مما يؤدي إلى زيادة الدخل القومي ورفع مستوى المعيشة‪.‬‬

‫‪-‬توفير مختلف السلع والخدمات ألفراد المجتمع‪.‬‬

‫‪-‬رفع معدل العمالة من خالل خلق مناصب عمل جديدة‪.‬‬

‫‪-‬زيادة معدالت التراكم الرأسمالي للدولة‪.‬‬

‫‪-‬فتح مجال التصدير وخلق أسواق دولية جديدة مما يسمح بالتوسع االستثماري‪.‬‬

‫‪-3‬أنواع االستثمار‬

‫أ‪-‬حسب المعيار الجغرافي لمجاالت االستثمار‪:‬‬

‫‪-‬االستثمارات المحلية‪ :‬تشمل مجاالت االستثمار المحلية جميع الفرص المتاحة لالستثمار في السوق المحلي‪ ،‬بغض‬
‫النظر عن أداة االستثمار المستخدمة مثل‪ :‬العقارات‪ ،‬األوراق المالية والذهب‪ ،‬والمشروعات التجارية‪-.‬االستثمارات‬
‫الخارجية أو األجنبية‪ :‬تشمل مجاالت االستثمار جميع الفرص المتاحة في االستثمار في األسواق األجنبية‪ ،‬مهما كانت‬
‫أدوات االستثمار المستخدمة‪ .‬وتتم االستثمارات الخارجية من قبل األفراد والمؤسسات المالية إما بشكل مباشر أو غير‬
‫مباشر‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫ب‪-‬حسب المعيار النوعي لمجال االستثمار‬

‫‪-‬االستثمارات الحقيقية أو االقتصادية‪ :‬يعتبر االستثمار حقيقيا أو اقتصاديا عندما يكون للمستثمر الحق في حيازة أصل‬
‫حقيقي كالعقار‪ ،‬السلع‪ ،‬الذهب وغيرها‪ .‬واألصل الحقيقي يقصد به كل أصل له قيمة اقتصادية في حد ذاته‪ ،‬ويترتب على‬
‫استخدامه منفعة اقتصادية إضافية تظهر على شكل سلعة أو على شكل خدمة‪.‬‬

‫‪-‬االستثمار المالي‪ :‬يشمل االستثمار في سوق األوراق المالية حيث يترتب على عملية االستثمار فيها حيازة المستثمر‬
‫ألصل مالي غير حقيقي يتخذ شكل سهم‪ ،‬أو سند‪ ،‬أو شهادة إيداع‪ ،‬يعطي األصل المالي حقا ماليا لمالكه أو لحامله‪،‬‬
‫ويكون عادة مرفقا بمستند قانوني‪ ،‬كما يترتب لحامله الحق في الحصول على جزء من عائد األصول الحقيقية للشركة‬
‫المصدرة للورقة المالية‪.‬‬

‫‪-9‬محددات االستثمار‬

‫أ‪-‬العوامل المباشرة‬

‫‪-‬سعر الفائدة‪ :‬مستوى االستثمار الكلي يتحدد بالتغيرات في سعر الفائدة‪ ،‬فكلما ارتفع سعر الفائدة انخفض حجم‬
‫االستثمار الكلي والعكس صحيح‪.‬‬

‫‪-‬األرباح‪ :‬االستثمار يتأثر طرديا وداليا بالربح‪.‬‬

‫‪-‬معدل التغير في الدخل‪ :‬ارتفاع مستوى الدخل القومي يؤدي إلى ارتفاع مستوى االستثمار‪.‬‬

‫‪-‬رأس المال‪ :‬عالقة موجبة‪ ،‬ويتحقق رأس المال عن طريق القيام بعملية االدخار‪ ،‬وعن طريق القروض الخارجية‪.‬‬

‫‪-‬التكنولوجيا‪ :‬ارتفاع المستوى التكنولوجي سيؤدي إلى زيادة االستثمار‪.‬‬

‫‪-‬الحوافز‪ :‬التشجيع والتسهيالت واالمتيازات والضمانات‪ ،‬وهي مرتبطة بقانون االستثمار وبالواقع االقتصادي‪.‬‬

‫‪-‬الطلب الكلي‪ :‬تؤدي زيادة الطلب الكلي على السلع والخدمات إلى زيادة حجم االستثمارات‪.‬‬

‫‪ -‬االتجاه العام لألسعار‪:‬‬

‫ينخفض االستثمار‪.‬‬ ‫ينخفض االدخار‬ ‫انخفاض مستوى الدخل الحقيقي‬ ‫االرتفاع المستمر في األسعار‬

‫ب‪-‬العوامل غير المباشرة‪:‬‬

‫‪-‬التوقعات‪ :‬التفاؤل يشجع االستثمار‪.‬‬

‫‪-‬الضرائب‪ :‬زيادة األعباء الضريبية تؤدي إلى تقليل الحافز على االستثمار‪.‬‬

‫‪-‬القروض‪ :‬رفع الفائدة على القروض حسب الرأسمالية يؤدي إلى انخفاض مستوى االستثمار‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫المحاضرة السابعة‪ :‬النظــــــام الرأسمـــالي‬


‫أوال‪-‬مبادئ النظام الرأسمالي‬

‫‪-0‬مبدأ الملكية الخاصة لوسائل اإلنتاج‪:‬‬

‫إن الفرد له الحق في تملك األموال ملكية خاصة‪ ،‬سواء كانت هذه األموال سلعا استهالكية أو سلعا إنتاجية‪ ،‬وحق الملكية‬
‫على األموال يشمل مجموعة من الحقوق الفرعية تتمثل في حق االستعمال وحق االستغالل وحق التصرف‪.‬‬

‫‪-2‬مبدأ حرية التعاقد والعمل‪:‬‬

‫يخضع العمل"قوة العمل كسلعة" من الناحية االقتصادية لقانون العرض والطلب‪ ،‬يتحدد عائده في سوق العمل‪ ،‬والقانون‬
‫يضمن حرية التبادل و حربة التعاقد بالنسبة لكل األموال االقتصادية بما فيها عوامل اإلنتاج ومن بينها قوة العمل‪.‬‬

‫‪-3‬عدم تدخل الدولة في النشاط االقتصادي‬

‫األسواق تقوم بدورها الطبيعي الحر في تحديد القيم‪ ،‬ألنها تتميز بالفاعلية والكفاءة‪ ،‬وال تتدخل الدولة إال في حدود ضيقة‪،‬‬
‫كتنظيم الملكيات‪ ،‬وتقديم خدمات التعليم‪ ،‬والشرطة والقضاء‪ ،‬والدفاع عن سيادة الدولة من التهديدات الخارجية وغير ذلك‬
‫من األعمال العامة‪.‬‬

‫‪-4‬مبدأ المنافسة التامة‪ :‬ألنها تعمل على زيادة الكفاءة االقتصادية واإلنتاجية‪ ،‬وتحقق أعلى فعالية لألسواق وهذا يؤدي‬
‫بدوره إلى تحقيق الرفاه االقتصادي‪.‬‬

‫‪-5‬مبدأ حافز الربح‬

‫حافز الر بح هو الدافع األساسي للنشاط االقتصادي‪ ،‬والرأسماليون يقومون باالستغالل األمثل لعوامل اإلنتاج من أجل‬
‫تحقيق أقصى أرباح ممكنة‪.‬‬

‫‪-6‬مبدأ سيادة المستهلك‬

‫إن كميـ ــة إنت ــاج س ــلعة معين ــة تتحـ ــدد حس ــب درج ــة رغبـ ــة المستهلك فيها‪ ،‬واالستهالك يحدد اإلنتاج كما ونوعا‪.‬‬

‫‪-7‬جهاز األسعار كآلية للتأثير في النشاط االقتصادي‬

‫نتيج ــة للتفاعل بين قوى الطلب االستهالكي وقوى العرض االنتاجي تتحدد األسعار وتتجدد كمية كل منتج في السوق‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬تطور الفكر الرأسمالي‬

‫‪-0‬الرأسماليـة التجاريـة (القرن ‪-05‬القرن ‪)01‬‬

‫أ‪-‬العالقة بين الثروة والمعدن النفيس‪ :‬أولى التجاريون أهمية كبيرة للذهب والفضة باعتبارها عماد الثروة‪ ،‬وقوة الدولة‪،‬‬
‫وأداة مثلى لالدخار حيث أن السلع األخرى ال تصلح لذلك نظ ار لقابليتها للتلف‪ ،‬لكنهم كانوا يخلطون بين أرس المال‬
‫والنقود‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫ب‪-‬تحقيق فائض في الميزان التجاري‪ :‬عن طريق التجارة الدولية‪ ،‬حيث يجب إحداث فائض في الصادرات على الواردات‬
‫ال بد أن يدفع بالمعدن النفيس‪.‬‬

‫ج‪-‬تدخل الدولة في الحياة االقتصادية‬

‫نادى التجاريون بتدخل الدولة في التجارة الخارجية وفق سياسة هادفة من الدولة‪ ،‬تستهدف إخضاع التجارة الدولية لقيود‬
‫جمركية على الواردات وحظر بعضها‪ ،‬وتقديم إعانات لقطاع الصادرات‪ ،‬كما يجب أن تشرف الدولة على إنتاج السلع‬
‫المعدة للتصدير وتهيئة الظروف األخرى المواتية لزيادة الصادرات‪ ،‬وبالتالي تحقيق فائض تجاري‪.‬‬

‫د‪-‬ترتيب أوجه النشاط االقتصادي‬

‫التجارة الدولية تأتي من قمة أوجه النشاط االقتصادي‪ ،‬فهي التي تساهم في ثروة البلد من المعدن النفيس‪ ،‬وتأتي الصناعة‬
‫في الترتيب بعد التجارة الدولية من حيث إسهامها في الثروة فهي أساس الصادرات‪ ،‬أما الزراعة فلم تحظ من التجاريين‬
‫بتقدير يذكر‪ ،‬وخضعت إلى قيود في مجال التصدير واالستيراد‪.‬‬

‫ه‪-‬زيادة حجم السكان‬

‫نظرة التجاريين حول السكان تتلخص في اعتبارهم مصدر اليد المحاربة واليد العاملة الرخيصة‪ ،‬أما إشباع الفرد وزيادة‬
‫رفاهيته فلم يكونوا من أنصار زيادة مستوى األجور‪ ،‬ألنها تضعف من القدرة التنافسية للصناعة الوطنية‪ ،‬وتزيد من حجم‬
‫االستهالك وهو ما يتعارض مع تراكم رأس المال‪.‬‬

‫انتقادات للمدرسة التجارية‬

‫‪-‬المعدن النفيس يتوزع حسب النشاط االقتصادي للبلد‪ ،‬عن طريق العالقة بين مستوى األسعار في الداخل ومستواها في‬
‫الخارج‪ ،‬عن طريق التوازن التلقائي وليس حسب السياسة الهادفة دعا إليها التجاريون‪.‬‬

‫‪ -‬لم تعد التجارة الدولية مقصورة على الشركات الكبرى التي تتمتع بامتيازات خاصة‪ ،‬بل ظهر عدد كبير من رجال‬
‫األعمال والصناعة‪ ،‬وهؤالء لم يكن لهم نصيب في االمتيازات الموروثة من عهد التجاريين‪.‬‬

‫‪ -‬عدم التمييز بين الثروة والنقود‪.‬‬

‫‪ -‬المشاكل االجتماعية والفقر‪.‬‬

‫‪-9‬المدرسة الطبيعية(الفيزيوقراطية)‬

‫تعني عبارة "الفيزيوقراط ‪ " les physiocrates‬باللغة الالتينية "أنصار حكومة الطبيعة" العتقادهم بوجود قوانين طبيعية‬
‫تحكم سير المسائل االقتصادية‪ .‬على أن أنصار هذه المدرسة كانوا يسمون أنفسهم باالقتصاديين‪، les économistes‬‬
‫ولم يطلق عليها إسم الفيزيوقراط إال فيما بعد تميي از لهم عن غيرهم من االقتصاديين ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫انحصرت كتابات هؤالء المفكرين في فترة زمنية يسيره ال تزيد عن خمسة وعشرون عاما‪ ،‬في المدة من عام ‪ 1551‬إلى‬
‫‪ .1551‬وبزعامة فرنسوا كيناي "‪."François Quesnay‬‬

‫أ‪-‬الناتج الصافي‬

‫يرى الطبيعيون أن الثروة تمثل مجموعة األموال المادية الصالحة لالستهالك والتي تخلقها األرض سنويا‪ ،‬دون أن يؤدي‬
‫هذا االستهالك إلى إفقار لمصدرها‪ .‬وال يتوفر ذلك إال في الزراعة باعتبارها النشاط المنتج الوحيد الذي يضاعف الناتج‬
‫الصافي‪ ،‬وكل النشاطات االقتصادية األخرى مجرد تحويل عقيم لصورة المادة‪.‬‬

‫ب‪-‬الدورة االقتصادية والتوزيع‬

‫شبه فرانسوا كيني الحياة االقتصادية بالدورة الدموية التي تبدأ من القلب حيث يسري الدم في الجسم ثم يعود إليه مرة‬
‫أخرى‪ ،‬فالناتج الصافي يدور بين مختلف طبقات المجتمع‪ ،‬حيث يدفع الزراع بإنتاجهم لشراء حاجاتهم من السلع المصنعة‬
‫والخدمات وغيرها‪ .‬والطبقات األخرى تعيد لهؤالء الزراع ما استلمت منهم مقابل ثمن المواد الغذائية واألولية الالزمة لهم‪.‬‬
‫وهكذا تكتمل الدورة‪ ،‬بالز ارعة‪.‬‬

‫يقسم المجتمع إلى ثالث طبقات‪:‬‬

‫‪ -‬الطبقة المنتجة وهم الزراع والعاملون في الصناعات االستخراجية‪.‬‬

‫‪-‬طبقة المالكيين العقاريين (منهم الملك وحاشيته)‬

‫‪-‬الطبقة العقيمة وهم الصناع والتجار والمهن الحرة والخدم ‪.‬‬

‫نفرض أن الطبقة المنتجة قامت بإنتاج ثروة قيمتها خمسة مليارات فرنك‪ ،‬فهي تحتفظ لنفسها بجزء‪ ،‬لنقل إنه يعادل‬
‫مليارين لمعيشتها ومعيشة حيواناتها ولتجديد عملية اإلنتاج ‪.‬‬

‫ثم إن الطبقة المنتجة تشتري لدى الطبقة العقيمة سلعا ضرورية قيمتها مليار واحد‪ .‬أما الملياران الباقيان فهما يذهبان إلى‬
‫طبقة المالك أجرها لقاء دعمها لعملية اإلنتاج‪.‬‬

‫لكن طبقة المالكين تشترى‪ ،‬ولنقل بمليارها األول سلعا لدى الطبقة العقيمة وبمليارها الثاني مواد غذائية من الطبقة‬
‫الزراعية المنتجة‪ ،‬وهكذا عاد أول مليار إلى هذه األخيرة كما أن الطبقة العقيمة التي نالت مليا ار من الطبقة المنتجة ومليا ار‬
‫آخر من طبقة ال مالكين تتجه إلى الطبقة المنتجة لتحصل منها على المواد الغذائية مقابل المليارين وهكذا يعود الزراعة‬
‫‪.‬‬
‫إنتاجها الفائض الذي خرج منها (‪ 3‬مليارات) بعد أن تم رسم دورة كاملة‬

‫‪22‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫الطبقة املنتجة‪-‬الزراعة‪-‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫مليار‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫مليار‬
‫مليار‬ ‫مليار‬
‫‪ 1‬مليار‬
‫طبقة املالك‬ ‫الطبقة العقيمة‬

‫ج‪-‬نظرية الدولة‬

‫هناك نظام طبيعي عفوي دائم وليس هناك ضرورة لتدخل الدولة‪ ،‬وما هي إال حارسة للنظام الطبيعي‪ ،‬وتسهر على ثالثة‬
‫أمور الملكية والحرية والوطن‪ .‬وكذا إنشاء مشاريع المنفعة العامة التي تزيد في اإلنتاجية الزراعية‪.‬‬

‫د‪-‬نظرية الضريبة الوحيدة‬

‫المطالبة بإلغاء الضرائب المتعددة المطبقة في عصرهم واستبدالها بضريبة واحدة تفرض على الملكية الخاصة لطبقة‬
‫المالكين العقاريين‪ ،‬ألن الطبقة المنتجة والطبقة العقيمة تسعى لتأمين معيشتها وتجديد إنتاجها فال تدفع الضريبة‪.‬‬

‫وهذه الضريبة التي تدفع للدولة تحدد بالنسبة للفيزيوقراط بنسبة‪ % 35-33‬من الناتج الصافي من دخل المالك العقاريين‪.‬‬

‫ه‪-‬فكرة الثمن المجزي‬

‫إن تزايد إنتاجية األرض ال بد أن يقترن بثمن معقول ‪bon prix‬للحاصالت الزراعية يمكن الزراع من تحقيق قيمة كبرى‬
‫للناتج الصافي‪ .‬وال يتحقق هذا إال بحرية التجارة الداخلية والخارجية‪ ،‬تشجيع الصناعة‪ ،‬ورفع الطلب الكلي على المنتجات‬
‫الزراعية بحصول الطبقة العاملة على أجور مرتفعة‪.‬‬

‫تقييم الفكر االقتصادي للطبيعيين‪:‬‬

‫أ‪-‬اإلسهامات‪:‬‬

‫أثبت الطبيعيون من خالل طريقتهم في التحليل االقتصادي تفوقا وتمي از عن باقي المدارس واالتجاهات التي‬ ‫‪-‬‬
‫سبقتهم‪ ،‬فمن خالل اعتمـادهم على المنهج التج ـريبي في اكتشاف القوانين الموضوعية التي تحكم التفاعالت االقتصادية‪.‬‬

‫فكرة القوانين أهم ما جاء به الطبيعيون‪ ،‬ألنهم حرروا بذلك البحث االقتصادي من أحضان الفلسفة واألخالق‬ ‫‪-‬‬
‫والفكر الديني الكنسي‪.‬‬

‫نظرية كيناي حول دوران الناتج الصافي مهدت إلى ظهور نماذج للتوازن العام لالقتصاد‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪23‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫ب‪-‬نقد الطبيعيين‬

‫‪-‬إن االقتصاد ال يخضع لقوانين طبيعية ثابتة‪ ،‬مطلقة وعامة‪ ،‬فالظواهر والقوانين االقتصادية تتطور وتتغير‪.‬‬

‫‪-‬ليس النشاط اإلنتاجي الوحيد هو الزراعة‪ ،‬الن اإلنتاج هو خلق لمنفعة جديدة وزيادة لمنفعة موجودة‪.‬‬

‫‪ -‬فرض ضريبة وحيدة على النشاط المنتج "الزراعة" غير صحيحة‪ ،‬فالصناعة والتجارة تعتبران من األنشطة المنتجة‪.‬‬

‫‪-3‬المدرسة الكالسيكية(‪)0776-0170‬‬

‫أ‪-‬األفكار والمبادئ االقتصادية‬

‫‪-‬توافق المصالح (اليد الخفية)‪:‬أثناء سعي الفرد لتحقيق مصلحته الشخصية الخاصة سيحقق بذلك المصلحة العامة‪.‬‬

‫‪-‬قانون ساي للمنافذ‪ :‬إن العرض يخلق الطلب الخاص بهوبقدر ما يكون المنتجون متعددين والمنتجات كثيرة تكون‬
‫المنافذ (امكانية التصريف) سهلة ومتنوعة وواسعة‪ ،‬وال توجد أزمة في الطلب وال في اإلنتاج على المستوى الكلي‪.‬‬

‫‪-‬الحرية والمنافسة التامة‪ :‬الحرية الكاملة والشاملة للتملك والتعاقد واإلنتاج واألسعار والتبادل واالستهالك‪ ،‬في ظل‬
‫األسواق التي تسودها المنافسة الكاملة‪.‬‬

‫‪-‬التشغيل الكامل للموارد‪ :‬فتوازن االقتصاد حسبهم يحدث عند مستوى التشغيل‪ ،‬وعليه استبعاد حدوث بطالة إجبارية‪.‬‬

‫‪-‬القيمة واإلنتاج‪ :‬تقاس القيمة بكمية العمل المبذول في إنتاج السلع‪ ،‬واإلنتاج هو خلق المنفعة أو زيادتها‪ ،‬في إطار‬
‫قانونين أساسيين"ظاهرة تقسيم العمل"‪ ،‬و"قانون الغلة المتناقصة "‪.‬‬

‫‪-‬عوائد عوامل اإلنتاج‪ :‬إن عناصر اإلنتاج هي األرض ودخلها الريع‪ ،‬والعمل ودخله األجر‪ ،‬ورأس المال ودخله‬
‫الفائدة‪ ،‬والمنظم ودخله الربح‪ ،‬وتعتبر الثالثة األولى عبئا على الربح فيجب تخفيضها إلى الحد األدنى‪.‬‬

‫‪-‬السكان‪ :‬ت ازيـد الـسكان يـتم وفـق متواليـة هندسـية بينمـا ال تزيـد وسـائل الغذاء إال وفـق متواليـة حـسابية‪ ،‬وستحدث‬
‫األزمات إذا لم يتم التحكم في زيادة السكان‪.‬‬

‫‪-‬دور النقود‪ :‬هي فقط أداة لتسهيل المبادالت وإلتمام المعامالت التجارية"حيادية النقود"‪.‬‬

‫‪-‬نظرية التجارة الدولية‪ :‬نادوا بحرية التجارة الداخلية والخارجية‪ ،‬ويتم التبادل على أساس قانون الميزات النسبية‪ ،‬في إطار‬
‫التقسيم الدولي للعمل‪.‬‬

‫ب‪-‬االنتقادات‬

‫‪-‬العمل ليس هو العنصر اإلنتاجي الوحيد بل هناك الطبيعة ورأس المال‪.‬‬

‫‪-‬إهمال دور النقود في تحليلهم للظواهر االقتصادية‪ ،‬فالنقود ليست حيادية كما ادعوا‪.‬‬

‫‪-‬يحدث التشغيل عادة لمدة طويلة عند مستوى أقل من مستوى التشغيل التام‪ ،‬فتكون هناك بطالة شبه مستمرة وخاصة في‬
‫البلدان الرأسمالية المتطورة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫المحاضرة الثامنة‪ :‬النظام االشتراكي‬

‫أوال‪-‬أسس النظام االشتراكي‬

‫‪-0‬الملكية العامة‬

‫تقوم الدولة بإدارة النشاط االقتصادي‪ ،‬فهي التي تقرر توزيع األرض على مجاالت االستخدام المختلفة‪ ،‬وهي التي تحدد‬
‫كمية الموارد الموجهة إلنتاج السلع اإلنتاجية واالستهالكية‪.‬أما القاعدة األساسية في توزيع الدخل أو الناتج فهي‪" :‬من كل‬
‫فرد حسب قدرته‪ ،‬ولكل حسب حاجته"‪.‬‬

‫‪-9‬رفض حافز الربح‬

‫إن الهدف من النشاط االقتصادي طبقا لهذا النظام هو إشباع الحاجات العامة‪ ،‬أو الجماعة‪ ،‬وليس تحقيق الربح الفاحش‪،‬‬
‫أو السعي للحصول عليه ‪ ،‬بل على النقيض من ذلك ينظر إليه على أنه وسيلة من وسائل االستغالل تؤدي إلى سوء‬
‫توزيع الدخل والثروة‪.‬‬

‫‪-3‬التخطيط المركزي‬

‫يعتمد النظام االشتراكي على مبدأ مركزية التخطيط‪ ،‬وال مركزية التنفيذ‪ ،‬فجهاز التخطيط هو الذي يضع الخطة آخذا في‬
‫االعتبار رأي الوحدات اإلنتاجية وظروفها‪ ،‬وله وحدة القرار النهائي في وضع تلك الخطة‪ ،‬أما التنفيذ فيترك للوحدات‬
‫اإلنتاجية وفقا للخطة الموضوعة‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬االشتراكية‪.‬المثالية‬
‫كان مفكرو االشتراكية المثالية يدعون إلى تغيير النظام الرسمالي من داخله دون اللجوء إلى االنقالب‪ ،‬ويحلمون باالنتقال‬
‫إلى نظام اجتماعي اقتصادي"مختلط" يحقق العدالة والرفاهية للجميع‪ ،‬من خالل تعزيز الملكية الجماعية لوسائل اإلنتاج‬
‫والعمل التعاوني والتعليم الشامل لكل الناس‪ ،‬والقضاء على الفقر وعلى كل أشكال االستغالل‪ .‬وهذا ألن االعتماد فقط‬
‫على آليات السوق أظهرت كثير من االنحرافات‪ ،‬وظهر اختالل كبير بين العرض الطلب‪ ،‬وساد الفقر والبطالة‪.‬‬

‫ويعد كل من اإلنجليزي روبرت أوين والفرنسيين سان سيمون وشارل فوريي من أبرز المفكرين الذين يمثلون هذا التيار‬
‫داخل االشتراكية‪.‬‬

‫ثالثا‪-‬االشتراكية العلمية‬

‫‪-0‬كارل ماركس )‪(8111-8181karl marx‬‬

‫كارل ماركس عالم اجتماع ألماني ولد سنة ‪ 1111‬من عائلة بورجوازية من أصل يهودي‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫درس الفلسفة والتاريخ وقد تأثر بفكر الفيلسوف األلماني هيغل فأخذ عنه "الجدلية"‪ ،‬والمفكر األلماني فيورباخ الذي أخذ‬
‫عنه "الفلسفة المادية"‪ .‬فكون منهجية تحليل جديدة "الجدلية التاريخية"‪.‬‬

‫‪-9‬الفلسفة الماركسية‬

‫أ‪ -‬الجدلية‬

‫إن كل فكرة بشرية تتضمن نقيضها‪ ،‬والتطور هو صراع المتناقضات بالنسبة للظواهر الطبيعية‪ ،‬ويؤدي التطور في الكم‬
‫إلى تغيير الكيف عند مرحلة معينة‪.‬‬

‫ب‪-‬الفلسفة المادية‬

‫اختلف ماركس مع هيغل حول أساس الفلسفة‪ ،‬فالمادة قبل الفكرة‪ ،‬وأن الفكر ال يصنع العالم المادي‪ ،‬بل على العكس فإن‬
‫العالم المادي هو الذي أدى إلى ظهور الفكر‪ ،‬لذلك رفض األفكار والتفسيرات المبنية على األديان‪.‬‬

‫د‪-‬المادية التاريخية‬

‫المادية التاريخية تنشأ عن تطبيق الفلسفة المادية الجدلية على دراسة التاريخ وتطوره‪ .‬وتطور النظم االقتصادية ما هو إال‬
‫الصراع الدائم بين التركيب االجتماعي األساسي" قوى اإلنتاج" والتركيب الفوقي" عالقات اإلنتاج"‪ ،‬منذ النظام العبودي إلى‬
‫ما بعد الرأسمالية‪ .‬وان عالقات اإلنتاج تتطور تبعا لتطور قوى اإلنتاج‪.‬‬

‫تعبر قوى اإلنتاج عن األدوات المستخدمة‪ ،‬وقوى العمل‪ ،‬والمعرفة التقنية المتوفرة لدى األفراد‪ ،‬أما عالقات اإلنتاج فتشمل‬
‫شكل ملكية أدوات اإلنتاج والعالقة بين المنتجين والعاملين في ظروف سياسية وقانونية معينة تقاوم التغيير‪ ،‬الذي يجب أن‬
‫يحدث عبر ثروة اجتماعية تطيح بالنظام القائم"الرسمالية"‪.‬‬

‫رابعا‪-‬األفكار االقتصادية‬

‫‪-0‬نظرية القيمة‬

‫فرق ماركس بين القيمة االستعمالية ويقصد بها منفعة السلعة إلشباع حاجات اإلنسان حسب تفضيالته الشخصية‪ ،‬والقيمة‬
‫المبادلة ويقصد بها قدرة السلعة على المبادلة بسلعة أخرى “موضوعية سوقية "‪ .‬لكن الطابع االجتماعي لعملية تبادل‬
‫السلع يفرض مقياسا مشتركا لقيمتها هو" كمية العمل الضروري اجتماعيا إلنتاجها"‪.‬‬

‫تتشكل القيمة من عناصر هي‪:‬‬

‫‪ -‬رأس المال المتغير وهو ما يدفعه الرأسمالي للعمال‬

‫‪ -‬رأس المال الثابت وهو ما يدفعه الرأسمالي كثمن آلالت والمواد األولية‪.‬‬

‫‪ -‬قيمة فائض القيمة "قيمة االستغالل"‪ ،‬وهو النسبة بين فائض القيمة وبين رأس المال المتغير‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫‪-9‬فائض القيمة‬

‫يرى ماركس أن فائض القيمة يعبر عن العمل غير مدفوع األجر يحصل عليه الرأسمالي وهو استغالل كبير للعامل‪.‬‬
‫ومعدل االستغالل للعمال هو النسبة بين فائض القيمة وبين رأس المال المتغير‪.‬‬

‫‪-3‬ميل معدل الربح إلى التناقص‬

‫يمكن قياس معدل الربح عند م اركس هو النسبة بين فائض القيمة ورأس المال الكلي الثابت والمتغير‪ ،‬ويفسر ماركس‬
‫اتجاه معدل الربح إلى التناقص بأن اإلنتاج الرأسمالي يتجه إلى زيادة رأس المال الثابت المستخدم في عملية اإلنتاج‪ ،‬أي‬
‫زيادة التركيب العضوي لرأسالمال‪ ،‬هذا من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض معدل الربح‪ ،‬فإذا كان العمل (رأس المال المتغير)‬
‫هو وحده الذي يولد فائض القيمة فإن زيادة التركيب العضوي‪.‬‬

‫‪-4‬انتقاد لالشتراكية‬

‫‪-‬ضعف الحافز ِإلنجاز األعمال المختلفة‪ :‬ألن منع حق الملكية الخاصة أمر يتنافى مع الطبيعة البشرية‪ ،‬وال مكان‬
‫للحافز على اإلنتاج‪ ،‬أو الحافز على االبتكار والتجديد‪ ،‬ويصبح الناس في النهاية شركاء في الفقر والحرمان‪.‬‬

‫‪ -‬انخفاض إنتاجية العمال‪ :‬ألن كل عامل يتسلم أج ار محددا بغض النظر عن إنتاجيته‪ ،‬وفي غياب نظام فعال للحوافز‬
‫يميل إلى اإلهمال‪ ،‬ويراجع أداؤه مع الوقت‪.‬‬

‫‪-‬تدني الكفاءة االقتصادية والبيروقراطية‪ :‬ألن تركز السلطة في يد مجموعة قليلة من صانعي القرار يؤدي إلى سيادة‬
‫التعقيد والبيروقراطية‪ .‬ويحول دون تحقيق الكفاءة االقتصادية واإلنتاجية في تخصيص الموارد‪ ،‬ويضعف المردودية المالية‬
‫التي تحفظ استمرار المؤسسات واالقتصاد‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫المحاضرة التاسعة‪ :‬النظام اإلسالمي‬

‫أوال‪-‬مقاصد الشريعة اإلسالمية في االقتصاد‬

‫‪-1‬العدالة االقتصادية و االجتماعية‬

‫تقوم الفلسفة األخالقية لإلسالم على العدالة االقتصادية‪ ،‬والتوزيع العادل للدخل والثروة‪ ،‬وذلك عن طريق قيام الدولة‬
‫بمباشرة ضبط توزيع الثروة‪ ،‬في هذا السياق نجد اتجاه لتقليل الفروقات االجتماعية من خالل الزكاة واحترام مبدأ‬
‫األخوة اإلنسانية مما ال يسمح أي توزيع آخر للثروة ‪.‬‬

‫‪-2‬استقرار قيمة النقود‬

‫تشكل النقود مقياسا للقيمة‪ ،‬وأي انخفاض مستمر في قيمتها يؤثر سلبا على العدالة االجتماعية‪ ،‬ويمثل التضخم عدم‬
‫التوازن في االقتصاد‪.‬‬

‫لذلك يجب الحد من الضغوط التضخمية وذلك من خالل ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬إتباع سياسات مالية و نقدية صحيحة‪.‬‬

‫‪-‬التحكم في األجور و األسعار لتقليل تأكل القيمة الحقيقة للنقود‪.‬‬

‫‪-‬منع أي فئة من المجتمع من استغالل الفئات األخرى‪.‬‬

‫‪-‬منع انتهاك اآلداب اإلسالمية المتعلقة باألمانة و العدالة في المقاييس‪.‬‬

‫‪-3‬تعبئة المدخرات‬

‫يشكل تعبئة المدخرات هدف جوهري في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬بحيث يحرم اإلسالم عملية اكتناز األموال‪ ،‬بل يحث‬
‫على استخدامها في اإلنتاج لتحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية‪ .‬في هذا المجال تقوم مؤسسات مالية بتعبئة‬
‫المدخرات المعطلة وتوجيهها إلى استخدامات إنتاجية‪ ،‬وذلك بعيدا عن الربا أو الفائدة‪ ،‬بل تشارك في الربح أو‬
‫الخسارة‪ ،‬لذلك يجب تنظيمها بشكل فعال حتى تستطيع تحقيق عائد إيجابي يوزع على المودعين‪.‬‬

‫‪-4‬رفاهية اقتصادية وعمالة كاملة‪ :‬يكمن الهدف األساسي لالقتصاد اإلسالمي في تحقيق الرفاهية لألفراد وتخفيف‬
‫متاعبهم كونهم خلفاء اهلل في األرض‪ ،‬ويتحقق ذلك من خالل‪:‬‬

‫‪-‬تحقيق الحياة االقتصادية الطيبة بإشباع كافة الحاجات اإلنسانية الضرورية‬

‫‪-‬معالجة كافة المشاكل و العقبات التي تعيق نشاط األفراد‪.‬‬

‫‪-‬تحسين نوعية الحياة معنويا و ماديا‪.‬‬


‫‪28‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫‪-‬يعتبر التوظيف الكامل للموارد البشرية هدفا هاما للنظام االقتصادي اإلسالمي‪ ،‬ألنه يساعد على توسيع الحياة‬
‫االقتصادية الطيبة لألفراد‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬التنمية االقتصادية من منظور إسالمي‬

‫التنمية ليست عملية اإلنتاج واالستثمار بل هي عملية كفاية اإلنتاج وعدالة التوزيع‪ ،‬وال تقتصر على توفير الجانب‬
‫المادي فيها بتلبية حاجيات اإلنسان والمجتمع‪ ،‬بل تهتم بتحسين الظروف االجتماعية واإلنسانية حتى في جوانبها‬
‫الروحية بغية الوصول إلى إشباع الحاجات الالزمة إلقامة مجتمع إنساني وفق منهج الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪-0‬خصائص التنمية‬

‫أ‪-‬الشمول‪ :‬مبدأ الشمول يضمن تحقيق الحاجات الضرورية المادية من مأكل وملبس ومسكن وصحة وترفيه والعمل‬
‫وحرية التعبير وكذا ممارسة الشعائر الدينية وبالتالي فإن منطلقات التنمية ترتبط ارتباطا وثيقا بالمنطلقات العقائدية‪.‬‬

‫ب‪-‬التوازن‪ :‬إن التنمية من المنظور اإلسالمي تحقق التوازن بني الجوانب المادية االقتصادية وبني الجوانب الروحية‬
‫العقائدية واألخالقية‪ ،‬وتحقق التوازن في المتطلبات بني القطاعات االقتصادية نفسها وفق أولويات الضروريات‪،‬‬
‫الحاجيات‪ ،‬ثم التحسينات‪.‬‬

‫ج‪-‬العدالة ‪:‬ترتكز التنمية على مبدأ تحقيق العدالة والحرية والمساواة والتكافل االجتماعي‪ .‬كما تحرص على تحقيق‬
‫العدالة في التوزيع وفق آليات تضمن حقوق الفقير والغني على حد سواء من خالل آلية الزكاة والخراج والعشر‬
‫والجزية مما يعني ال وجود في المجتمع جائع وان وجد يتم التكفل به بشكل مالئم‪.‬‬

‫د‪-‬الكفاية‪ :‬يرى االقتصاد اإلسالمي أنه ال يوجد تناقض بني الموارد وكفاية الحاجيات وانما المشكلة تكمن في انحراف‬
‫سلوك اإلنسان نفسه وتصرفاته‪ .‬وان الغاية من حد الكفاية هي القضاء على الفقر في المجتمع الذي يعد أكبر‬
‫المشاكل تهدد استقرار المجتمعات‪.‬‬

‫ه‪-‬اإلنسانية‪ :‬تسعى التنمية من المنظور اإلسالمي إلى رفاهية المجتمع‪ ،‬واسعاد اإلنسان وتحريره من االستغالل‬
‫لتأدية رسالة ربانية إنسانية يقوم بهافي هذا الكون‪ ،‬ويكون خليفة اهلل في أرضه‪.‬‬

‫‪-9‬استدامة التنمية‬

‫‪-‬الديمومة‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم" إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فاستطاع أال تقوم حتى‬
‫يغرسها‪ ،‬فليغرسها فله بذلك أجر"‪.‬‬

‫‪ -‬اإلنسان هو محور التنمية وحامل األمانة من خالقه ألنه مستخلف في هذه األرض‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫‪ -‬الطبيعة بما فيها من موارد سخرها اهلل لإلنسان لتلبية حاجته الحياتية ‪ ،‬واإلنسان مطالب بعمارتها والحافظة عليها‬
‫بما في ذلك الهواء والمناخ والماء والبحر‪ ،‬وصون توازها البيئي من خالل عدم اإلسراف في استهالك تلك الموارد إال‬
‫بقدر تلبية حاجته‪ ،‬وعدم إدخال تغيير جوهري في عناصرها‪.‬‬

‫‪-‬لإلنسان حق استغالل الموارد لمدة محدودة دون حق ملكيتها قال تعالى" ولكم في األرض مستقر ومتاع إلى حين "‬
‫‪ -‬محدودية االنتفاع بالموارد تعطي احلق لألجيال القادمة االستفادة بتلك الموارد كذلك‪ .‬وبهذا تكون كل أبعاد التنمية‬
‫المستدمية جسدها وحث عليها ديننا قبل أربعة عشر قرنا‪.‬‬

‫‪-3‬آليات لتحقيق التنمية المستدامة‬

‫أ‪-‬العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫حيث يعتبر أكثر قدرة وكفاءة على استثمار الموارد المتاحة في ظل استخدام مبدأ المشاركة لكفاءته في تحقيق‬
‫االستقرار االقتصادي وتحقيق التنمية البشرية‪ .‬ويسمح بالمشاركة في اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية وبالتالي يدفع‬
‫الجميع من وحدات الفائض ووحدات العجز للمساهمة في النشاط االقتصادي وتنمية المجتمع وهي من أهداف التنمية‬
‫المستدامة البيت تسعى إلى تحقيقها‪ .‬باإلضافة إلى تنوع صيغ هذا التمويل كالمضاربة والسلم والمزارعة والمغارسة‬
‫وهي صيغ كفيلة بتمويل المشاريع عالية التكلفة مثل مشاريع التنمية المستدامة‪.‬‬

‫ب‪-‬مؤسسة الزكاة والوقف‪:‬‬

‫يقوم الوقف والزكاة بدور كبري في تحقيق العدالة في توزيع واعادة توزيع الدخل والثروة بحيث أن أخذ الزكاة من أموال‬
‫األغنياء وردها للفقراء والمحتاجين يعتبر نوعا من أنواع إعادة توزيع الدخل والثروة في المجتمع بما يحقق التقارب بين‬
‫أفراد المجتمع ويحول دون تركز األموال في يد عدد معين من األفراد يتحكمون في االقتصاد وبذلك يمكن تحقيق‬
‫توازن اجتماعي واقتصادي‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫المحاضرة العاشرة‪ :‬السياسة النقدية‬

‫أوال‪-‬مفهوم وأهداف السياسة النقدية‬

‫‪ -0‬المفهوم‬

‫ه ي عبارة عن مجموعة من القواعد والوسائل واألساليب واإلجراءات والتدابير التي تقوم بها السلطة النقدية للتأثير في‬
‫عرض النقود‪ ،‬بما يتالءم والنشاط االقتصادي لتحقيق األهداف االقتصادية في فترة زمنية معينة‪.‬‬

‫‪-9‬أهداف السياسة النقدية‪:‬‬

‫‪-‬تحقيق االستقرار في األسعار‪ :‬وتتمثل مهمة السلطة النقدية احتواء تحركات مستوى األسعار إلى أقل مستوى لها‪.‬‬

‫‪-‬تحقيق االستقرار النقدي‪ :‬ويكون بتكييف عرض النقود مع مستوى النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫‪-‬المساهمة في تحقيق توازن ميزان المدفوعات وتحسين قيمة العملة‪ :‬ويكون من خالل اتباع سياسة تحرير وتعويم‬
‫سعر الصرف‬

‫‪-‬المساهمة في تحقيق هدف التشغيل الكامل‪ :‬وتقوم على زيادة عرض النقود في حالة البطالة والكساد لهدف الزيادة‬
‫من الطلب الفعال‪ ،‬ومن ثم يزداد االستثمار والتشغيل في االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫‪-‬المشاركة في تحقيق معدل نمو مرتفع ‪ :‬ويرتبط بتحقيق هدف التشغيل الكامل‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬أنواع السياسة النقدية‬

‫‪-1‬السياسات النقدية االنكماشية‬

‫تلجأ الدولة إلى اعتماد سياسات الحد من النقود المتوفرة لالستعمال في االقتصاد أي امتصاص "الفائض" من النقود‬
‫بهدف تخفيض أسعار السلع والخدمات‪ .‬ولتحقيق هذا الهدف تلجأ إلى وسائل مثل رفع أسعار الفوائد وتشجيع شراء‬
‫سندات الخزينة العامة‪ .‬وتحتفظ بالنقود المسترجعة الستخدامها في الحفاظ على أسعار مقبولة لسعر صرف عملتها‬
‫اتجاه الدوالر األمريكي‪.‬‬

‫‪-9‬السياسات النقدية التوسعية‬

‫وهي التي ترتكز بشكل رئيسي على زيادة حجم الكتلة النقدية المتوفرة في االقتصاد وذلك بهدف استعمال هذه الزيادة‬
‫لالستثمار في زيادة إنتاجية االقتصاد وبالتالي خلق فرص عمل جديدة ما يؤدي إلى رفع مستويات االستهالك العام‪.‬‬
‫تلجأ الحكومات إلى هذه السياسات خالل فرتة الركود االقتصادي والتراجع في معدالت النمو‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫ثالثا‪-‬أدوات السياسة النقدية‬

‫‪-0‬األدوات الكمية‬

‫أ‪-‬معدل إعادة الخصم‪ :‬تقوم البنوك التجارية بإعادة خصم األوراق التجارية التي في حوزتها لدى البنك المركزي مقابل‬
‫نسبة معينة من معدالت الفائدة عن تلك األوراق التجارية‪ .‬ومقابل ذلك يقدم البنك المركزي للبنوك التجارية قروضا‬
‫تستخدمها لدعم سياستها االئتمانية (أي لزيادة القروض الممنوحة للزبائن( ‪.‬‬

‫ب‪-‬االحتياطي القانوني‬

‫يودع الزبائن أموالهم لدى البنك التجاري على أمل أن يستعيدوها متى شاءوا‪ .‬يقوم البنك التجاري بإقراض تلك األموال‪،‬‬
‫لكن القانون يلزمه باالحتفاظ بنسبة من األموال في شكلها السائل لدى البنك المركزي "االحتياطي القانوني اإلجباري"‪.‬‬

‫يمكن للبنك لمركزي‪ ،‬باعتباره السلطة النقدية‪ ،‬أن يرفع نسبة االحتياطي القانوني اإلجباري‪ ،‬في حالة السياسة‬
‫االنكماشية‪ ،‬كما يمكن له أن يخفض تلك النسبة لتمكين البنوك التجارية من التوسع في اإلقراض في ظل السياسة‬
‫التوسعية‪.‬‬

‫ج‪-‬عمليات السوق المفتوحة‬

‫يمكن للبنك المركزي أن يدخل السوق فيشتري األوراق المالية ويطرح بدال منها كمية من النقود السائلة في حالة‬
‫السياسة التوسعية‪ .‬وعلى العكس من ذلك في حالة السياسة االنكماشية‪ ،‬إذ يدخل البنك المركزي السوق بائعا لألوراق‬
‫المالية ويسحب بدال منها كمية من النقود فينقص حجم الكتلة النقدية المتداولة‪.‬‬

‫‪-9‬األدوات النوعية‬

‫أ‪-‬تأطير االئتمان‪:‬‬

‫يمكن للسلطات النقدية في حالة السياسة االنكماشية أن تحدد سقفا للقروض الممكن منحها‪ .‬كما يمكن للسلطات‬
‫النقدية أيضا توجيه القروض إلى قطاعات معينة ترفع فيها سقوف القروض أو توضع فيها سقوف لمعدل الفائدة مما‬
‫يشجع المستثمرين على طلب القروض واالستثمار في تلك القطاعات‪.‬‬

‫ب‪-‬سياسة القروض االنتقائية‬

‫يمكن تحدي سقف للمبالغ المقترضة أو لعدد المقترضين أو تحديد فترة لتسديد القرض‪ ،‬وكلها وسائل للحد من توزيع‬
‫القروض في قطاعات معينة‬

‫يمكن أيضا منع القروض في قطاعات محددة ال يتماشى االستثمار فيها وتطبيق السياسة االقتصادية المعتمدة‬

‫‪32‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫رابعا‪-‬وظائف البنك المركزي‬

‫يمثل البنك المركزي السلطة النقدية‪ ،‬وبنك البنوك‪ ،‬وبنك الحكومة ومستشارها‪ ،‬وله وظائف متعددة أهمها‪:‬‬

‫‪-‬إصدار العملة الوطنية وتنظيمها‪.‬‬

‫‪ -‬إدارة االحتياطيات من العملة األجنبية والذهب‪.‬‬

‫‪-‬العمل كمستشار ووكيل مالي للحكومة‪.‬‬

‫‪ -‬تنظيم وادارة ورقابة النظام المالي والمصرفي‬

‫‪-‬جمع ونشر البيانات االقتصادية والمالية والمصرفية‪.‬‬

‫‪ -‬تحقيق االستقرار النقدي والمالي وادارة المخاطر المالية‪.‬‬

‫المحاضرة الحادية عشر‪ :‬األسواق المالية‬

‫أوال‪-‬تعريف السوق المالي‪:‬‬

‫هو عبارة عن نظام يتم بموجبه الجمع بين البائعين والمشترين لنوع معين من األوراق المالية‪ ،‬حيث يتمكن بذلك‬
‫المستثمرون ببيع وشراء عدد من األسهم والسندات داخل السوق إما عن طريق السماسرة أو الشركات العاملة في ذلك‬
‫المجال‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬أنواع األسواق المالية‬

‫‪-0‬حسب اإلصدار‬

‫أ‪-‬السوق األولي‪ :‬وهو السوق الذي يتم فيه إصدار األوراق المالية ألول مرة من قبل المؤسسات من أجل تمويل‬
‫مشروعاتها ولدفع عملية التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫ب –السوق الثانوي‪ :‬وهو السوق الذي يتم فيه تدول أوراق مالية أصدرت في السوق األولي ومستوفية لشروط معينة‪،‬‬
‫ويتم تداولها من خالل وسطاء معتمدين وبحسب األنظمة والتعليمات المعمول بها‪.‬‬

‫‪-9‬حسب البيئة والمكان‬

‫أ‪-‬أسواق القاعات ‪ (:‬التبادل ضمن قاعات التداول) حيث يوجد مكان محدد للسوق يجب فيه التالقي المباشر بين‬
‫المستثمرين لتبادل األوراق المالية‪.‬‬

‫ب – أسواق التبادل اإللكتروني‪ :‬تتم خارج البورصة‪ ،‬وتنفذ المعامالت من خالل نظام إلكتروني يستطيع المستثمرون‬
‫من خالله إدخال طلبات الشراء والبيع عن طريق وسطائهم المعتمدين‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫‪-3‬حسب تاريخ االستحقاق‬

‫أ – السوق النقدية‪ :‬وهي السوق التي يتم فيها تداول األدوات المالية قصيرة األجل‪ ،‬مثل األوراق التجارية‪ ،‬أذونات‬
‫الخزينة‪ ،‬القبول المصرفية" في التجارة الخارجية"‪ ،‬وعادة تكون تواريخ استحقاقها أقل من عام‪ ،‬و يكون الهدف منها‬
‫توفير السيولة‪.‬‬

‫ب – سوق رأس المال‪ :‬وهي السوق التي يتم فيها تداول األدوات المالية طويلة األجل كاألسهم ‪ ،‬والسندات‪ .‬ويتجاوز‬
‫تاريخ استحقاقها السنة وقد يصل إلى الثالثين سنة‪.‬‬

‫‪-4‬حسب معيار المنتجات المتداولة‬

‫أ‪-‬بورصـــة السلع‬

‫بورصة السلع هي هيئة األفراد أو الشركات التي تمنح سوقا حرة لبيع و شراء مختلف السلع بصفة تنافسية و دائمة‬
‫مثل المعادن والمواد األساسية‪ ،‬وأهم مراكزها بورصة شيكاغو للتجارة التي تأسست سنة ‪ ،1141‬وبورصة لندن‬
‫للمعادن التي أنشأت سنة‪.1151‬‬

‫ب‪ -‬سوق األوراق المالية‬

‫يتم فيه تداول األدوات المالية طويلة األجل التي يتجاوز موعد استحقاقها السنة كاألسهم والسندات‪.‬‬

‫ج‪-‬أســواق القروض‬

‫تجمع المدخرين “العرض" والمحتاجين للتمويل “الطلب"‪ ،‬وتقسم إلى سوق القروض الطويلة األجل‪ ،‬والسوق متوسطة‬
‫األجل‪ ،‬والسوق قصيرة األجل‪.........................‬‬
‫‪-5‬حسب التنظيم‬

‫أ‪-‬السوق المنظمة‪ :‬هي أسواق مالية تتداول فيها األوراق المالية (األسهم والسندات) للشركات المدرجة (المسجلة)فيها‬
‫وتقسم األسواق المالية المنظمة إلى أسواق مركزية وأسواق المناطق واألسواق المحلية‪.‬‬

‫ب‪-‬السوق غير المنظمة‪ :‬تتداول فيها األوراق المالية للشركات غير المدرجة في السوق المنظمة‪.‬‬

‫ج‪-‬السوق الثالثة‪ :‬هي جزء من السوق غير المنظمة‪ ،‬تتعامل بمجموعة محددة من األوراق المالية‪ .‬والدافع من وجود‬
‫هذا السوق الحصول على العمولة دون رسوم وال قيود‪.‬‬

‫د‪-‬السوق الرابعة‪ :‬يشمل هذا السوق المؤسسات االستثمارية الكبيرة واألفراد األغنياء الذين يتعاملون فيما بينهم لشراء‬
‫وبيع األوراق المالية في طلبات كبيرة ويتم اللقاء بين طرفين من خالل وسيط‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫السنة األولى علوم إسالمية‬ ‫محاضرات مقياس مدخل لالقتصاد‬

‫ثالثا‪-‬أهم األوراق المالية المتداولة‬

‫أ‪-‬األسهم‪ :‬تتيح السوق المالية للمستثمرين مجال بيع وشراء أسهم الشركات المتداولة في البورصة تدعى سوق‬
‫األسهم‪ .‬وتعتبر األسهم أوراق تمثل حق من حقوق الملكية للشخص المستثمر في شركة معينة‪ ،‬حيث يقسم رأس مال‬
‫الشركة إلى أسهم متساوية في القيمة ويستطيع المستثمر أن يشتري أآثر من سهم في تلك الشركة‪.‬‬
‫‪-‬أسهم عادية‪ :‬هي عبارة عن صكوك ملكية في الشركة المساهمة‪ ،‬حيث تخول صاحبها الحصول عوائد موزعة في‬
‫المستقبل والتي تختلف باختالف ربحية المشروع‪ .‬تعرف هذه العوائد بتوزيعات األسهم آما يخول السهم العادي صاحبه‬
‫بالتصويت على سياسات الشركة والق اررات الهامة من خالل اجتماعات الهيئة العامة العادية وغير العادية‪.‬‬
‫‪-‬أسهم ممتازة‪ :‬وهي التي تمنح أصحابها حق األولوية إما في استيفاء مبالغ مقطوعة أو نسبة ثابتة من قيمة‬
‫أسهمهم‪ ،‬إضافة لما ينوب هذه األسهم من أرباح أو في استعادة رأس المال عند تصفية الشركة أو في كل منهما أو‬
‫أية ميزة أخرى‪.‬‬
‫ب‪-‬السندات ‪:‬تتيح سوق السندات لكافة الهيئات والمؤسسات الحصول على قروض كبيرة بطرح سنداتها للتداول‪.‬‬
‫والسند هو عبارة عن ورقة دين تمثل التزام من الشركة المقترضة لألموال بدفع فوائد ثابتة خالل مواعيد استحقاق‬
‫محدودة مع إعادة مبلغ الدين األصلي عند نهاية مدة السند للشخص المستثمر‪ .‬وعادة ما تتطور أسعار السندات‬
‫بعكس أسعار األسهم‪.‬‬
‫رابعا‪-‬أهم المراكز المالية العالمية‬
‫‪-0‬المراكز التقليدية‬
‫‪-‬بورصة نيويورك‪ : Wall street‬تأسست في ‪ 15‬مايو ‪ ،1572‬هي أكبر بورصة في العالم من حيث القيمة‬
‫السوقية مؤشرها "مؤشر داوجونز" ويشمل أسهم ‪ 33‬شركة أمريكية‪.‬‬
‫‪-‬بورصة طوكيو‪ :‬مؤشرها هو ‪ NIKKEI‬تم إنشاءه عام ‪ 1753‬ويتكون من أسهم ‪ 225‬مؤسسة يابانية كبيرة‪.‬‬
‫‪-‬بورصة لندن‪ :‬مؤشرها هو " مؤشر فاينانشال تايمز" مكون من أسهم ‪ 133‬شركة من أكبر شركات المساهمة في‬
‫بريطانيا‪.‬‬
‫‪-9‬مراكز جنة الضرائب‪off Shore‬‬
‫تتم فيها ممارسة تقديم الخدمات المالية في مواقع تجذب الزبائن غير المقيمين إليها نتيجة انخفاض الضرائب‪.‬‬
‫‪-‬بورصة هونغ كونغ‪ :‬تسمى جمعية متداولين األسهم و األوراق المالية بهونغ كونغ‪ ،‬مؤشرها‪ Hang Seng‬يضم‬
‫أسهم ‪ 2100‬شركة سنة ‪.2315‬‬
‫‪ -‬سوق اليورو دوالر ‪ :‬يعتبر جزءا هاما من أسواق األوفشور والتي تعتبر مراكز مالية عالمية توجد في أماكن عديدة‬
‫ال تخضع لقوانين أي بلد وليست مجبرة للخضوع ألية قوانين حكومية‪.‬‬
‫‪ -‬المراكز المالية الموجودة في جزر البهامس‪ ،‬باإلضافة إلى سنغافورة والبحرين‪ ،‬لوكسمبورغ‪ ،‬قبرص‪.‬‬

‫‪35‬‬

You might also like