You are on page 1of 188

‫احملاضرة االوىل‬

‫• يتم التفرقة بين ثالثة مفاهيم أساسية وهى‪:‬‬


‫• تعريف التاريخ االقتصادي‪ ،‬وتعريف تاريخ الفكر االقتصادي‪ ،‬وتعريف تاريخ علم االقتصاد‪.‬‬
‫• املفهوم األول التاريخ االقتصادي‪ :‬هو دراسة الواقع االقتصادي الذي يعيشه أي مجتمع من‬
‫المجتمعات‪ ،‬وما يرتبط بهذا الواقع من ظروف إنتاج‪ ،‬كالموارد المتاحة أو مستوى المعرفة‬
‫الفنية‪ ،‬وهو ما يعرف في عصرنا بالمستوى التقني لإلنتاج‪ ،‬أو عالقات التوزيع واإلنتاج‪ ،‬وما‬
‫يرتبط بها من قوانين ونظم ومؤسسات‪.‬‬
‫• والتاريخ االقتصادي‪ ،‬يعنى بظروف اإلنتاج الخاصة بالمجتمع ومدى تطور هذه الظروف‪،‬‬
‫وشكل التنظيم القانوني للعالقات االقتصادية‪.‬‬
‫ي بتاريخ األفكار والخواطر التي‬ ‫• املفهوم الثانى تاريخ الفكر االقتصادي‪ :‬فهو معن ٌّ‬
‫عرضت لإلنسان في أمور حياته االقتصادية‪ ،‬بمعنى‪ :‬أن اإلنسان يواجه بعض المشاكل‬
‫االقتصادية في سبيل تلبية حاجاته ورغباته المتعددة‪ ،‬في حين أن الموارد المتاحة إلنتاج أو‬
‫إلشباع هذه السلع والخدمات‪ ،‬نادرة نسبيا؛ لذلك تنشأ بعض المشكالت‪ ،‬وعلى رأسها ما يعرف‬
‫بـ"المشكلة االقتصادية"‪.‬‬
‫أفكار لحل هذه المشكالت‪ ،‬أو الحد منها‪ ،‬أو تحجيمها؛ ؛وهذه هي ما‬ ‫ٍ‬ ‫• لذا يبحث اإلنسان في‬
‫يطلق عليه‪" :‬الفكر االقتصادي‪.‬‬
‫• وليس بالضرورة أن يكون الفكر االقتصادي علميًا صرفًا بل إنه كان في الغالب مختل ً‬
‫طا‬
‫باألفكار الفلسفية‪ ،‬أو الدينية‪ ،‬أو السياسية‪.‬‬
‫املفهوم الثالث‪ :‬هو تاريخ علم االقتصاد‪ ،‬وتاريخ علم االقتصاد‪،‬‬ ‫•‬
‫يعنى بالبحث في تطور التحليل االقتصادي‪ ،‬سوا ٌء من حيث ظهور‬
‫النظريات الجديدة‪ ،‬أو تطور نظريات قائمة‪ ،‬ودراسة األساليب‬
‫والوسائل للتحقق من صحة هذه النظريات واختبارها‪.‬‬
‫وهذا الفرع جديد نسبيًا‪ ،‬مقارنة بالفرعين السابقين‪ ،‬أعني‪ :‬التاريخ‬ ‫•‬
‫االقتصادي‪ ،‬وتاريخ الفكر االقتصادي‪.‬‬
‫ضا‬
‫فالتاريخ االقتصادي‪ ،‬مرتبط بوجود اإلنسان منذ بداية الخلق ‪ ،‬وأي ً‬ ‫•‬
‫تاريخ الفكر االقتصادي‪ ،‬مرتبط باألفكار التي أتى بها اإلنسان؛‬
‫للتغلب على الظروف والمشكالت التي مرت به‪.‬‬
‫ي بعلم االقتصاد‪ ،‬وعلم االقتصاد‬ ‫أما تاريخ علم االقتصاد فهو معن ٌّ‬ ‫•‬
‫حديث نسبيا ال يتجاوز عمره الـ" مائة عام ونيف"؛ ؛لذا يعتبر تاريخ‬
‫علم االقتصاد‪ ،‬أحدث فرع من فروع علم االقتصاد الثالثة‪ .‬ونلحظ أن‬
‫هناك عالقة وثيقة بين هذه األفرع الثالثة‬
‫• العالقة بين المفاهيم الثالثة‪ :‬التاريخ االقتصادي‪ ،‬وتاريخ الفكر االقتصادي‪،‬‬
‫وتاريخ علم االقتصاد‪:‬‬
‫عا‪ ،‬والبعض‬ ‫العالقة بين الفروع الثالثة لم تنشأ لمرة واحدة‪ ،‬وإنما هي تبا ً‬ ‫•‬
‫مبني على البعض اآلخر؛ ؛لذا فإن هناك وروابط بين هذه الفروع الثالثة‬
‫فهناك عالقات وصالت وثيقة بين تاريخ الفكر االقتصادي‪ ،‬والفرعين‬ ‫•‬
‫اآلخرين ‪ ،‬ولعل من أهم هذه العالقات‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫األمر األول‪ :‬ال يمكن الفصل ما بين تاريخ الفكر االقتصادي‪ ،‬والتاريخ‬ ‫•‬
‫االقتصادي؛ فالتاريخ االقتصادي‪ ،‬هو اإلطار العام لتاريخ الفكر االقتصادي؛‬
‫فتاريخ الفكر االقتصادي يبحث في األفكار والرؤى‪ ،‬التي تعالج ما أتى من‬
‫مشكالت في اإلطار العام؛ الذي مجاله التاريخ االقتصادي‪.‬‬
‫األمر الثاني‪ :‬عند دراسة تاريخ الفكر االقتصادي‪ ،‬نستعين بعلم االقتصاد‬ ‫•‬
‫والنظريات االقتصادية؛ فدراستنا لتاريخ الفكر االقتصادي‪ ،‬هي دراسة‬
‫انتقائية‪.‬‬
‫األمر الثالث‪ :‬أن علم االقتصاد لم ينشأ دفعة واحدة‪ ،‬بل نشأ تدريجيًا ونتيجةً‬ ‫•‬
‫لمحاوالت فكرية متتابعة‪ ،‬بمعنى‪ :‬أن علم االقتصاد‪ ،‬هو أفكار نشأت تتابعًا‬
‫مستقال‪ ،‬بذلك نخلص إلى أن هناك عالقة وثيقة بين الفروع‬ ‫ا‬ ‫حتى أصبح عل ًما‬
‫إجماال‪ ،‬وما بين تاريخ الفكر االقتصادي والفرعين اآلخرين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الثالثة‬
‫لماذا نهتم بدراسة تاريخ الفكر االقتصادي؟ إن دراسة تاريخ‬ ‫•‬
‫الفكر االقتصادي‪ ،‬تفيدنا من نواحي عدة‪ ،‬يأتي في طليعتها أمور‬
‫عدة لعل من أهمها‪:‬‬
‫األمر األول‪ :‬ال يمكن فهم النظريات االقتصادية الحديثة‪ ،‬دون‬ ‫•‬
‫فهم النظريات واآلراء السابقة‪.‬‬
‫األمر الثاني‪ :‬من الممكن أن نستوحي أشياء جديدة وأفكار‬ ‫•‬
‫جديدة‪ ،‬من خالل دراستنا لتاريخ الفكر االقتصادي‪ ،‬ونضيف‬
‫إضافة معرفية جديدة لالقتصاد‪ ،‬كما فعل من سبقونا‪.‬‬
‫األمر الثالث‪ :‬أننا سنتمكن من معرفة الكثير عن طرق التفكير‬ ‫•‬
‫اإلنساني لدى الحضارات الماضية‪ ،‬وهذا يخدمنا في مجاالت‬
‫مقصورا على االقتصاد‪.‬‬
‫ً‬ ‫عدة‪ ،‬وليس األمر‬
‫• األمر الرابع‪ :‬أن فهم الوقائع االقتصادية من الناحية التاريخية‬
‫ضا‪ ،‬هو مطلب؛ لكي نعرف متى نشأت هذه النظريات؟ أو متى‬ ‫أي ً‬
‫تطورت‪ ،‬أو متى أتت هذه األداة‪ ،‬ومن أتى بها‪ ،‬أو متى تطورت؟‬
‫وهذه القضايا مهمة ج ادا‪ ،‬من الجانب التاريخي الصرف‪.‬‬
‫• األمر اخلامس‪ :‬والذي يجيب على هذا السؤال‪ ،‬لماذا نهتم‬
‫بدراسة تاريخ الفكر االقتصادي؟‬
‫• أننا نتالفى بدرساتنا لتاريخ الفكر االقتصادي‪ ،‬ومعرفة هذه‬
‫األفكار‪ ،‬وكيف نشأت بعض اإلشكاالت التي مرت على‬
‫المجتمعات السابقة‬
‫الفكر االقتصادي في العصور القديمة‪ ،‬ولدى الحضارات الشرقية‪:‬‬ ‫•‬
‫إن أبرز ما وردنا من معلومات عن الحضارات؛ هي الحضارة‬ ‫•‬
‫المصرية‪ ،‬أو الحضارة الفرعونية‪ ،‬والحضارة البابلية‪ ،‬والحضارة‬
‫الصينية‪.‬‬
‫هذه الحضارات تميزت‪ ،‬وخلفت لمن بعدها‪ ،‬بعض المظاهر والشواهد‬ ‫•‬
‫التي تدل على أنه كان لديها نشاط اقتصادي متقدم‪.‬‬
‫ولعل من أهم ما تميزت به هذه الحضارات ما يلي‪:‬‬ ‫•‬
‫ضا‪ ،‬ومن‬
‫أنها مجتمعات منظمة‪ ، ،‬وهذا يدل على أن هناك فكر أي ً‬ ‫•‬
‫جوانب هذا الفكر ما له عالقة باالقتصاد‪.‬‬
‫أنها كانت مركزية‪ ،‬بمعنى أنه كان هناك الدولة‪ ،‬والدولة قائمة ببعض‬ ‫•‬
‫األمور‪ ،‬وهناك أنشطة اقتصادية وخالفه‪.‬‬
‫أن الزراعة ‪-‬وهي أحد األنشطة االقتصادية‪ -‬كانت متقدمة ومنظمة‪ .‬ولن‬ ‫•‬
‫يكون األمر كذلك ما لم يكن هناك أفكار ورؤى اقتصادية‪ ،‬تنظم المجال‬
‫االقتصادي في هذا المجال‪.‬‬
‫سيطرة الدولة على أمور الحياة االقتصادية‬ ‫•‬
‫• احلضارة البابلية‪ :‬تعتبر من أقدم الدول في التاريخ‪ ،‬وتميزت هذه‬
‫الحضارة بالعديد من الميزات‪ ،‬وبعض أوجه التقدم التي تعتبر نقلة في‬
‫حينه‪ ،‬ومن الشواهد على هذه الحضارة أنه ورد ما يعرف بـ" قانون‬
‫حمورابي"‪ ،‬أو "قوانين حمورابي"‪.‬‬
‫• وقوانني "محورابي"‪ :‬عبرت في جوهرها عن‪:‬‬
‫‪ (1‬مصالح طبقة األحرار األثرياء والجنود‪ ،‬وبالرغم من أنها تشير إلى هدف‬
‫حماية الضعيف من القوي‪ ،‬إال أنها أكدت باألساس على حق األحرار في‬
‫امتالك األراضي‪ ،‬والرقيق‪ ،‬والتصرف المطلق بهم‪.‬‬
‫‪ (2‬طبقة الحرفيين األحرار‪ ،‬وكذلك دور الصناع‪ ،‬الذين كانوا يمتلكون‬
‫بعض األشغال البسيطة‪.‬‬
‫‪ (3‬طبقة الرقيق‪ ،‬وتمثل أهمية خاصة في هذه القوانين‪ ،‬وتشكل السواد‬
‫األعظم في دولة بابل؛ حيث كان الرقيق يمثل الطبقة المستغلة المحرومة‬
‫من الحقوق اإلنسانية‪.‬‬
‫• وخالصة القول أن لهذه القوانين عالقة بالنشاط االقتصادي‪ ،‬مما يعني أن‬
‫هناك فكر اقتصادي‪.‬وكان هناك إسهام فكري اقتصادي لدى الحضارة‬
‫البابلية‬
‫الحضارة المصرية‪ ،‬أو الفرعونية‪ :‬الدولة في مصر فى تلك الفترة‬ ‫•‬
‫كانت ذات سلطة مركزية ‪ ،‬وذات أبعاد اقتصادية وسياسية وكانت‬
‫تملك وسائل إنتاج رئيسة وباألخص في األراضي ؛ ألن مصر أرض‬
‫زراعية‪ ،‬وكان النشاط الزراعي في تلك الفترة على وجه الخصوص‬
‫له دور كبير‪ ،‬وكانت الطبقة الحاكمة والحاشية‪ ،‬تعفى من األعمال‬
‫مقصورا على‬
‫ً‬ ‫البدنية وممارسة النشاط االقتصادي‪ ،‬وكان عملها‬
‫النواحي الفكرية فقط‪.‬‬
‫من األمور التي تدل على أن الحضارة المصرية‪ ،‬كان لها إسهامات‬ ‫•‬
‫فكرية في تاريخ الفكر االقتصادي‪:‬‬
‫ظهور بعض األموراالقتصادية ‪ ،‬مثل ظهور نوع من تقسيم العمل‪.‬‬ ‫•‬
‫استقرار الزراعة في حقول ثابتة‪.‬‬ ‫•‬
‫تنظيم أعلى للموارد المالية‪ ،‬والبشرية‪.‬‬ ‫•‬
‫السماح بالعمل بالتجارة‪ ،‬وهو ما يعرف بـ"القانون الموسوي ‪ ،‬نسبة‬ ‫•‬
‫إلى موسى عليه السالم‪.‬‬
‫• الحضارة الصينية‪ :‬تميزت أو أسهمت بالكثير في بزوغ‬
‫األنشطة االقتصادية‪ ،‬ولعل من أهم ما شاركت فيه الحضارة‬
‫الصينية‪ ،‬وله جانب اقتصادي اختراع الورق‪.‬‬
‫• الحضارة الفينيقية‪ :‬فقد كان للفينيقيون نشاط معروف‪،‬‬
‫وتقاليد تجارية‪ ،‬ومالحية‪ ،‬وهذا نشاط اقتصادي‪ ،‬وهذا يدل‬
‫على أن هناك فكر اقتصادي‪ ،‬لكن األمر كما هو في‬
‫الحضارات األخرى‪ ،‬لم يصلنا عنه الكثير من األفكار‪ ،‬أو لم‬
‫يصلنا عنها إال الندر اليسير‬
‫• الحضارة اليونانية اإلغريقية‪.‬‬
‫الحضارة اليونانية‪ ،‬أوالحضارة اإلغريقية‪ ،‬وكالهما مترادفتين‪ ،‬فالحضارة اليونانية عرفت‬ ‫•‬
‫بكونها حضارة عريقة‪ ،‬وأكثر ما عرفت في جانب الفلسفة‪ ،‬ولعل أشهر فالسفة اليونان‪:‬‬
‫"أفالطون"‪ ،‬و"أرسطو"‪.‬‬
‫وكان لليونان إسهام كبير في االقتصاد‪ ،‬وهم أول من أسهم في علم االقتصاد؛ واألفكار‬ ‫•‬
‫التي أدت إلى نشوء علم االقتصاد‪ ،‬كان أحد هذه األفكار آتيًا من اإلغريق أو اليونان‪.‬‬
‫االقتصاد لدى اإلغريق‪ ،‬بدأ كاقتصاد عائلي‪ ،‬بمعنى‪ :‬أن العائلة في المجتمع اإلغريقي‪،‬‬ ‫•‬
‫كانت تتكون من وحدة اقتصادية‪ ،‬وعرف االقتصاد لدى اإلغريق أو لدى اليونان‪ :‬بأنه علم‬
‫إدارة المنزل‪ ،‬وكان االستقرار هو طبيعة تلك المرحلة لدى اليونان‪.‬‬
‫وبعد الحصول على غنائم الحروب وازدهار التجارة‪ ،‬بدأ ظهور المشكالت االقتصادية‪،‬‬ ‫•‬
‫ومع هذا لم يوجد فكر اقتصادي متكامل عن هذه المشكالت‪.‬‬
‫و االقتصاد كعلم‪ ،‬بدأ مع اإلغريق‪ ،‬وكان يعرف بأنه كيفية إدارةاألسرة لشئونها‬ ‫•‬
‫االقتصادية؛ ألن االقتصاد‪،‬و تطور األمر وأصبح هو كيف تدير الدولة شئونها‬
‫االقتصادية؟ وأطلقت عبارة االقتصاد‪ ،‬على إدارة شئون الدولة‪.‬‬
‫• أبرز مفكري الحضارة اليونانية‪" :‬أفالطون"‪ ،‬و""أرسطو""‪.‬‬
‫• أبزر اإلسهامات للفيلسوف اليوناني "أفالطون"‪ ،‬أتت‬
‫ضمن كتابه الشهير‪ ،‬الذي أسماه‪( :‬الجمهورية)‪ ،‬أو (جمهورية‬
‫ضا ( المدينة الفاضلة)‪ ،‬والتي يرى‬ ‫أفالطون)‪ ،‬أو ما يعرف أي ً‬
‫أنه كان يتحقق فيها العدل‪ ،‬والحياة الطيبة‪ ،‬وكان يتحدث عن‬
‫الفضائل‪ ،‬والرذائل‪ ،‬وبدأ تحليله بأصل الدولة‪ ،‬وأرجع أصل‬
‫الدولة وقيام الدولة‪ ،‬إلى أن العامل االقتصادي‪ ،‬هو عامل أساس‬
‫ورئيس في قيام الدولة؛ فهو يذكر أن الدولة تنشأ ألن الفرد ال‬
‫يتمكن من أن يكفي نفسه بنفسه؛ لذلك يجتمع عدد من األفراد‬
‫حتى يستطيع كل منهم أن يشبع حاجات اآلخرين‪.‬‬
‫أهم األفكار التي أتت ضمن رؤى وأفكار "أفالطون"‪ ،‬وذات‬ ‫•‬
‫بعد اقتصادي‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫ا‬
‫أوال‪ :‬أن "أفالطون"‪ ،‬نادى بتطبيق نوع من تقسيم العمل في هذه‬ ‫•‬
‫الدولة فكان يرى أن كل شخص يجب أن يتخصص في مهنة‬
‫معينة‪،‬‬
‫يبني "أفالطون" فكرته ألهمية تقسيم العمل‪ ،‬على حجتين‬ ‫•‬
‫هما‪:‬‬
‫احلجة األوىل‪ :‬كل شخص له مواهبه وكفاءاته الخاصة به ‪ ،‬وهذا‬ ‫•‬
‫يجعل تخصصه في مهنة من المهن أمرا طبيعيا‪.‬‬
‫احلجة الثانية‪ :‬أن تخصص كل شخص في المهنة التي يكون‬ ‫•‬
‫مهيئًا لها بطبيعته‪ ،‬يؤدي إلى زيادة اإلنتاج ك اما ونو ً‬
‫عا‬
‫ثانيًا‪ :‬قسم "أفالطون"‪ ،‬المجتمع إلى طبقات ثالث‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫•‬
‫الطبقة األوىل‪ :‬طبقة الحكام‪ ،‬والعمل المنوط بهم الحكم‪.‬‬ ‫•‬
‫الطبقة الثانية‪ :‬هي طبقة الجند‪ ،‬ومهمتهم الدفاع عن هذه الدولة التي ينادي‬ ‫•‬
‫بها؛ وهي (المدينة الفاضلة)‪.‬‬
‫الطبقة الثالثة‪ :‬هي طبقة العمال والصناع‪ ،‬وهم كل من يعمل في النشاط‬ ‫•‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬ميز "أفالطون"بين نوعين من التنظيم االجتماعي‪ ،‬من حيث‪-:‬‬ ‫•‬
‫امللكية اخلاصة‪ :‬فهو يلغي إمكانية تحقيق الملكية الخاصة بالنسبة للحكام‬ ‫•‬
‫والجنود وأباح الملكية الخاصة لطبقة العمال والصناع‪ .‬ووجهة نظر‬
‫"أفالطون"‪ ،‬حيال رفضه للطبقتان األوليان‪ ،‬حق الملكية الخاصة‪ ،‬يرجع إلى‬
‫الرغبة في إبعاد تلك الطبقتين‪ ،‬من الخضوع إلغراء المال حيث إنهم‬
‫أصحاب القرار وهو ما قد يؤثر على قرارات الدولة‪.‬‬
‫تكوين العائلة ‪:‬وأن تكون العائلة بالنسبة للحكام والجنود‬ ‫•‬
‫رابعًا‪ :‬كان "أفالطون"يرى أن للنقود دور هام في (المدينة الفاضلة)‪ ،‬فعندما‬ ‫•‬
‫يتم تطبيق تقسيم العمل‪ ،‬وتخصص كل واحدة من هذه المجموعات في حرفة‬
‫معينة؛ فإن كل شخص سيعرض إنتاجه على اآلخرين؛ ليشتروه‪ ،‬وليبيع لهم‪،‬‬
‫فتظهر الحاجة إلى النقود كأداة مالئمة؛ لتُحصل بواسطها علميات البيع‬
‫والشراء‪ ،‬فالنقود هي وسيلة للتبادل‪.‬‬
‫خامسًا‪ :‬وجهة نظر "أفالطون" حيال الربا‪ ،‬وكان يرى‪ :‬أن الربا ً‬
‫أمرا‬ ‫•‬
‫مرذوالً‪ ،‬وأن النقود عقيمة؛ ؛لذا كان محاربا للربا‪.‬‬
‫وأفكار "أفالطون"‪ ،‬تبرز أهميتها من ناحيتين‪:‬‬ ‫•‬
‫الناحية األوىل‪ :‬هي األساس االقتصادي لنشأة الدولة‪.‬‬ ‫•‬
‫الناحية الثانية‪ :‬أن تقسيم العمل عند "أفالطون"‪ ،‬يمثل التيار الفكري الذي‬ ‫•‬
‫وصل إلى ذروته مع "آدم سميث"‬
‫أما أهمية النقود؛ فهي نتيجة منطقية لتقسيم العمل وضرورة لتحقق تبادل‬ ‫•‬
‫ضا أحد اإلسهامات‬ ‫السلع والخدمات؛ لذلك هي وسيلة للتبادل‪ ،‬و تعتبر أي ً‬
‫الرئيسة لـ"أفالطون"‪.‬‬
‫المفكر االقتصادي اليوناني اآلخر وهو الفيلسوف "أرسطو"‪،‬‬ ‫•‬
‫الذي ولد في عام "ثالثمائة واثنين وعشرين"‪ ،‬وتوفي في عام‬
‫"ثالثمائة وأربعة وثمانين"‪ ،‬قبل الميالد‪.‬‬
‫تتشابه أفكار "أرسطو" مع أفكار "أفالطون"‪ ،‬من حيث أن كالً‬ ‫•‬
‫منهما يُخضع االقتصاد لعموم األخالق والفلسفة والسياسة‪.‬‬
‫أرسطو يتميز عن أفالطون بميزة أساسية‪ ،‬وهي أنه حاول أن يقف‬ ‫•‬
‫وقفات تحليلية لبعض المشكالت والظواهر االقتصادية؛ لذلك يعتبر‬
‫أرسطو من أول مفكرين القدامى؛ الذين أعطونا بذور نظرية‬
‫اقتصادية تقوم على تحليل الظواهر والمشكالت االقتصادية‪.‬‬
‫أرسطو اهتم بإبراز الصلة بين الناحيتين االجتماعية والسياسية‪،‬‬ ‫•‬
‫وكذلك بين الناحيتين االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬
‫• أبرز إسهامات أرسطو التي لها جانب اقتصادي‪:‬‬
‫• اإلسهام األول‪ :‬األساس االقتصادي للدولة؛ بين أرسطو أن‬
‫الدولة ظهرت نتيجة لتطور تاريخي ولتحقيق غايات أكبر من‬
‫إشباع الحاجات المادية التي ذكرها أفالطون‪.‬‬
‫• اإلسهام الثاني‪ :‬احترام الملكية الفردية أو الخاصة‪ ،‬انتقد‬
‫أرسطو‪ ،‬اآلراء التي كانت تنادي بإلغاء الملكية الخاصة‪،‬‬
‫وبإنشاء نظام ملكية جماعية‪ ،‬و يفضل أرسطو نظام الملكية‬
‫الخاصة‪ ،‬على نظام الملكية العامة عكس ما نادى به‬
‫أفالطون‪.‬‬
‫• اإلسهام الثالث‪ :‬دافع عن نظام الرق‪ ،‬وبرر "أرسطو"‪ ،‬دفاعه عن‬
‫نظام الرق‪ ،‬على أساس اختالف المزايا التي تمنحها الطبيعة لألفراد‪،‬‬
‫وميز "أرسطو"‪ ،‬بين نوعين من الرقيق‪ :‬الرق الطبيعي‪ ،‬والرق غير‬
‫الطبيعي‪.‬‬
‫• فذكرأن هناك من األمم من يتمتع أفرادها بمزايا تجعلهم صالحين‬
‫ليكونوا أسيادًا وحكا ًما‪ ،‬كاليونان وهناك أمم ال يصلح أفرادها إال‬
‫للخضوع لغيرهم‪ ،‬و يؤكد "أرسطو" أن هناك رقاا غير طبيعي‪ ،‬وهو‬
‫ما يحدث عندما تنهزم أمة من األمم التي خلقت لتسود في حرب من‬
‫الحروب‪ ،‬ويقوم الطرف المنتصر باسترقاق أهلها‬
‫• اإلسهام الرابع‪ :‬التحليل االقتصادي عند "أرسطو"‪.‬استند على‬
‫أساس وجود الرغبات اإلنسانية وكيفية إشباع هذه الرغبات‪ ،‬وهذه‬
‫فكرة اقتصادية‪ ،‬فقد تطورت األفكار االقتصادية والتحليل االقتصادي‬
‫فيما بعد إلى أن استقر األمر على نظرية المنفعة‪.‬‬
‫خالصة أفكار "أرسطو"‪ ،‬في الموضوعات االقتصادية‬ ‫•‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫ا‬
‫أوال نظرية القيمة‪ ،‬ميز "أرسطو"‪ ،‬ميز بين نوعين من القيمة‬ ‫•‬
‫لكل سلعة وهما‪:‬‬
‫القيمة االستعمالية‪ ،‬أو قيمة االستعمال‪ :‬وتمثل ما يضعه‬ ‫•‬
‫المستخدم من قيمة لهذه السلعة‪ ،‬بمعنى‪ :‬مدى فائدة هذه السلعة‬
‫للشخص‪.‬‬
‫قيمة االستبدال‪ :‬وهي مبادلتها مع سلعة أخرى‪.‬‬ ‫•‬
‫وأكد "أرسطو"‪ ،‬أن هناك عالقة بين االثنتين ولكنه لم يستطع‬ ‫•‬
‫تحديد هذه العالقة‪ ،‬واهتم فقط بمسألة العدالة في تحديد أثمان‬
‫السلع‪.‬‬
‫تابع خالصة أفكار "أرسطو‬ ‫•‬
‫ثانياً‪ :‬عرف أرسطو االحتكار‪ :‬بأنه انفراد بائع واحد لسلعة معينة في‬ ‫•‬
‫السوق‪ ،‬و كيف أن المحتكر يستطيع فرض الثمن الذي يراه ويحقق أرباحا‬
‫طائلة؛ نتيجة الحتكاره لهذه السلعة‪.‬‬
‫ثالثاً نظرة "أرسطو"‪،‬للنقود تختلف عن نظرة "أفالطون"‪ ،‬فقد أضاف‬ ‫•‬
‫وظيفة ثالثة للنقود‪ ،‬وهي أداة لحفظ المدخرات في الوقت الذي يقر فيه‬
‫"أرسطو"‪ ،‬على وظيفتي النقود المعروفتين‪:‬‬
‫األولى‪ :‬أنها وسيلة المبادلة‪.‬‬ ‫•‬
‫الثانية‪ :‬أنها أداة لقياس القيمة‪.‬‬ ‫•‬
‫رابعاً شارك "أرسطو" "أفالطون"‪ ،‬في قضية تحريم الفائدة‪ ،‬أكد على‬ ‫•‬
‫الحقائق التي عاصرها بخصوص الفائدة على القروض النقدية؛ حيث إنه‬
‫هاجم الفائدة باعتبارها ربا‪ ،‬فالنقود في رأيه إنما وجدت لتسهيل عملية‬
‫المبادلة للسلع‪ ،‬ولكن عندما تستخدم النقود بواسطة صاحبها؛ ليحصل من‬
‫ورائها على ثروة‪ ،‬فإنها تكون قد خرجت عن طبيعتها‪.‬‬
‫• تميزت أفكار "أرسطو" االقتصادية بحقيقتين‪:‬‬
‫• األوىل‪ :‬أنه تأثر بدرجة كبيرة فيما وصل إليه من نتائج‪ ،‬بما يمثل‬
‫مصالح بلده ؛ لذلك كان موقفه من الرق‪ ،‬ترجمةً واضحةً‬
‫لمصالح االقتصاد اليوناني القديم‪ ،‬والذي كان قائما بشكل أساسي‬
‫على الرق‪ ،‬وباألخص الفئات المستغلة‪.‬‬
‫• كما أنه حارب الفائدة؛ ألنها تضر بمصالح اليونايين المستغلين‪.‬‬
‫تاثيرا كبيرا في المفكرين الذين جاءوا في‬
‫ً‬ ‫• الثانية‪ :‬أنه قد أثر‬
‫العصور الالحقة‪ ،‬وخاصة في العصور الوسطى‪ ،‬سواء من‬
‫الفالسفة العرب‪ ،‬أو من رجال الدين المسيحيين‪ ،‬وخاصة‬
‫"سانتوماس ألكويني"‪ ،‬وهو أحد القساوسة من قساوسة الكنيسة‬
‫الكاثوليكية‪.‬‬
‫•‬
‫من أبرز االختالفات بين أفكار "أفالطون" و"أرسطو" ما نذكر بعضه‬ ‫•‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫األمر األول‪" :‬أرسطو" كان يرى أن جمهورية "أفالطون"‪ً ،‬‬
‫أمرا غير قابل‬ ‫•‬
‫للتطبيق‪،‬وخاصة فيما ذكر من عدم امكانية التملك بالنسبة للطبقة الحاكمة‪.‬‬
‫منحى منطقياا وعلمياا في آرائه وأبحاثه‬
‫ً‬ ‫األمر الثاني‪" :‬أرسطو"‪ ،‬كان ينحى‬ ‫•‬
‫ونظرياته‪ ،‬بينما "أفالطون" كان ينزع إلى الخيال أكثر من الواقع‪.‬‬
‫األمر الثالث‪ :‬أن أرسطو كان يؤكد على أن أفضل أنواع الدول‪ ،‬هي التي‬ ‫•‬
‫يشترك أفرادها فعليا في إدارة شئون البالد‪ ،‬في حين أن "أفالطون"‪ ،‬كان‬
‫يؤمن بحكم األقلية‪.‬‬
‫األمر الرابع‪ :‬أنه في الوقت الذي كان "أفالطون"‪ ،‬ينادي فيه بمساواة‬ ‫•‬
‫الرجل مع المرأة؛ اختلف عنه "أرسطو" في ذلك‪.‬‬
‫األمر اخلامس‪ :‬ميز "أرسطو"‪ ،‬النقود بوظائف ثالث أنها وسيط للمبادلة‪،‬‬ ‫•‬
‫وأداة لقياس القيمة‪ ،‬وأداة لحفظ المدخرات‪ ،‬في حين أن "أفالطون"‪ ،‬أفرد‬
‫للنقود وظيفتين ‪ ،‬هي وسيط للمبادلة و أداة لقياس القيمة‪.‬‬
‫• احلضارة الرومانية‪:‬‬
‫• لم يكن لدى الحضارة الرومانية أي إسهامات فكرية تذكر‪ ،‬عدى‬
‫بعض اإلسهامات البسيطة التي تخدم توجهات الرومان التوسعية‪،‬‬
‫في قضايا الزراعة‪ ،‬وقضايا التجارة فقط‪ ،‬وأن ما كان لديهم من‬
‫رؤى وأفكار فكلها مبنية على ما وصلهم من اليونان‪.‬‬
‫احملاضرة الثانية‬
‫العصور الوسطى يف أوروبا‬
‫• ‪ ،‬كانت تسمى (عصور الظلمات)‪ ،‬وتطلق عبارة (العصور‬
‫الوسطى) على الفترة التي بدأت منذ سقوط اإلمبراطورية‬
‫الرومانية في القرن "الخامس الميالدي"‪ ،‬واستمرت حتى‬
‫منتصف القرن "الخامس عشر الميالدي"‪ ،‬أي‪ :‬أنها استمرت‬
‫قرابة "عشرة قرون"‪.‬‬
‫• وتتسم هذه الفترة بسيطرة الزراعة على النشاط االقتصادي‪،‬‬
‫وكانت طريقة اإلنتاج تستند على النظام اإلقطاعي‪ ،‬الذي كان‬
‫سائدًا في تلك الفترة في جميع بلدان أوروبا‪.‬‬
‫• أبرز ما كان يميز تلك الفترة‪:‬‬
‫السيادة لنظام اإلقطاع‪.‬‬ ‫‪(1‬‬
‫سيطرة الكنيسة والتي كانت تمارس سلطة كبيرة على األفراد‪ ،‬سواء من‬ ‫‪(2‬‬
‫الناحية الروحية أو من الناحية المادية‪.‬‬
‫مجتمع العصور الوسطى في أوربا‪ ،‬قام على أساس االنقسام الطبقي بين‬ ‫‪(3‬‬
‫السادة والعبيد‪ ،‬وارتبط ذلك النظام بنظام "الضيعة الكبيرة" الذي ساد منذ‬
‫أواخر عهد الدولة الرومانية‪.‬‬
‫مع ندرة العبيد‪ ،‬أصبح مالك االراضي الزراعية يلجئون إلى تأجير قطع‬ ‫‪(4‬‬
‫من أراضيهم إلى المستأجرين من األحرار‪ ،‬والعبيد مقابل ما يحصلون عليه‬
‫من ريع عيني ونقدي‪.‬‬
‫كانت عالقات اإلنتاج اإلقاطعية قد بدأت في النشوء قبل نهاية‬ ‫‪(5‬‬
‫اإلمبراطورية الرومانية؛ لكي تحل محل الرق الذي كان شائعا لدى‬
‫ضا لدى الرومان‪ ،‬وبدت هذه العالقات الجديدة تخرج والتي‬ ‫اليونان‪ ،‬وأي ً‬
‫تقوم على االستثمارات الزراعية الكبيرة‪ ،‬ثم تقوت هذه العالقات فيما بعد‬
‫على يد القيادة األلمانية‪ ،‬حينما منحت كبار القادة العسكريين ورجال الدين‪.‬‬
‫• كان هناك بعض التناقضات التي برزت في طابع الملكية في‬
‫عهد اإلقطاع الكبير الذي كان حاصلًا في تلك الفترة‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫التناقض ما بين شكلي الملكية ونعني بذلك‪ :‬االستثمارات‬ ‫‪(1‬‬
‫اإلقطاعية الكبيرة‪ ،‬واالستثمارات الصغيرة‪.‬‬
‫الملكية اإلقطاعية على األرض‪ ،‬لم تجر بشكل سلمي بل كان‬ ‫‪(2‬‬
‫هناك نضال عنيف‪ ،‬انتهى بسلب األراضي من الفالحين أو‬
‫المزارعين الصغار‪ ،‬وتحويلها إلى الطبقة اإلقاطعية الكبيرة‪.‬‬
‫في تلك الفترة‪ ،‬اقتنعت الطبقة الحاكمة أو األرستقراطية‪ ،‬بانتفاء‬ ‫‪(3‬‬
‫الحاجة أو قلة الجدوى من استغالل الرقيق‪ ،‬والنزعة االستقاللية‬
‫التي انتشرت ما بين كبار المالك العقاريين‪،‬‬
‫ظهور المسيحية أو سيادة المسيحية؛ ألن المسيحية دعت إلى‬ ‫‪(4‬‬
‫العدالة والمساواة بين البشر‪ ،‬والدفاع عن حقوق الرقيق‪.‬‬
‫• وأهم مميزات النظام اإلقطاعي‪:‬‬
‫حصر ملكية األراضي الزراعية بعدد قليل من اإلقطاعيين والنبالء‪.‬‬ ‫‪(1‬‬
‫تحول الرقيق إلى فالحين أو مزارعين‪ ،‬أطلق عليهم رقيق األرض‪،‬‬ ‫‪(2‬‬
‫وبموجب هذا النظام أصبحت حصة اإلقطاعي من الناتج الزراعي‬
‫يحددها اإلقطاعي نفسه‪..‬‬
‫تم فرض التزامات إضافية على الفالح‪ ،‬وهي العمل لحساب‬ ‫‪(3‬‬
‫اإلقطاعي ودون مقابل‪.‬‬
‫وجود النشاط التجاري والصناعي‪ ،‬إلى جانب النشاط الزراعي‪،‬‬ ‫‪(4‬‬
‫مقصورا على سد حاجات األسواق المحلية‬‫ً‬ ‫وكان النشاط الصناعي‪،‬‬
‫الصغيرة‪ ،‬أو على إنتاج بعض السلع ذات األهمية التجارية‬
‫البسيطة‪ ،‬لكن كانت السيادة بشكل عام للنشاط الزراعي‪.‬‬
‫• ومن األفكار االقتصادية في أوربا في تلك الفترة‪:‬‬
‫‪ (1‬أن معظم المتأثرين بالفكر الديني المسيحي‪ ،‬ناقشوا أو اقترحوا‬
‫قوانين أو القواعد األخالقية التي تستهدف إدارة النشاط االقتصادي‪،‬‬
‫إدارة صالحة وإدارة عادلة‪ ،‬وبالنسبة للقواعد األخالقية‪ ،‬ذات البعد‬
‫االقتصادي‪ ،‬كالمعامالت االقتصادية‪ ،‬فقد كانت من جهة‪ ،‬قائمة على‬
‫الالهوت المسيحي‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬قائمة على قبول أفكار‬
‫الفالسفة‪ ،‬وبالذات أفكار "أرسطو"‪ ،‬التي ترفض جميع األساليب‬
‫االقتصادية المؤدية إلى عدم المساواة‪ ،‬أو مجافاة العدالة‪.‬‬
‫‪ (2‬المنادة بمشروعية الملكية الفردية‪ ،‬ونعني بذلك‪ :‬الملكية الخاصة‪.‬‬
‫‪ (3‬النشاط التجاري والدعوة إلى االعتدال في الثروة‪ .‬تأثرت النظرة‬
‫للنشاط التجاري خالل تلك الفترة‪ ،‬بالمعتقدات التي كانت سائدة تجاه‬
‫الملكية الخاصة‪ ،‬وشرعيتها وطبيعتها االجتماعية‪ ،‬وكان‬
‫"سانتوماس الكويني" يتفق مع "أرسطو"‪ ،‬في الحكم على أن التجارة‬
‫بأنها غير طيبة‪ ،‬وغير طبيعية‪ ،‬ولكنها شر البد منه في حياة‬
‫اجتماعية بعيدة عن الكمال‪.‬‬
‫‪ (4‬نظرية القيمة وفكرة الثمن العادل‪ ،‬فكانوا يرون أن الثمن العادل في‬
‫نظرهم‪ ،‬وبالذات في نظر "سانتوماس الكويني"‪ ،‬هو الثمن الذي‬
‫يضمن تغطية التكاليف‪ ،‬والتي تكبدها صاحب السلعة‪ ،‬أو منتج‬
‫السلعة‪.‬‬
‫‪ (5‬تحريم الفائدة‪ ،‬أو تحريم الربا‪ ،‬على اعتبار أن الفائدة هي ربا‪ ،‬وأن‬
‫تحريمها مستند إلى نصوص من اإلنجيل‪ ،‬ومن التوراة‪.‬‬
‫وقد وضح "سانتوماس الكويني"‪ ،‬أن الفائدة إذا كانت تدفع لقاء‬
‫الزمن الذي يتنازل صاحب النقود عنها خالله‪ ،‬فإنها تكون غير‬
‫مشروعة؛ ألن الزمن هو ملك هلل‪ ،‬وال يجوز أن يحصل المقرضون على‬
‫ثمن لشيء هو ملك هلل‪ ،‬وليس مل ًكا لهم‪.‬‬
‫ولكن مع نمو التجارة والتعامل النقدي في األسواق‪ ،‬في أواخر‬
‫العصور الوسطى‪ ،‬بدأت بعض االتجاهات الجديدة في الظهور‪،‬‬
‫كاألسلوب العلماني‪ ،‬بدأ يأخذ قوة متزايدة في المجتمع‪ ،‬بالرغم من تشدد‬
‫الكنيسة على تحريم الربا‪ ،‬إال أن عملية قبول الفائدة على القروض‪،‬‬
‫وتمشيًا مع التوسع االقتصادي‪.‬‬‫ِّ‬ ‫أخذت في الزيادة بالتدرج‬
‫تقييم للفكر االقتصادي في العصور الوسطى في أوربا‪:‬‬ ‫•‬
‫الفكر االقتصادي في أوربا في تلك الفترة ‪-‬التي دامت قرابة الـ"عشرة‬ ‫•‬
‫قرون" من الزمن‪ ،‬كانت فترة تتسم بسيطرة الكنيسة ‪-‬في ثالثة أمور‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن التفكير االقتصادي لم يكن مبنيًّا على تحليل علمي‪ ،‬وإنما‬ ‫•‬
‫كان تطبيقًا مذهبيًّا لمبادئ الدين واألخالق‪ ،‬في نطاق نصوص‬
‫المسيحية‪ ،‬و ما أتى من الفلسفة اليونانية‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن الكنيسة فرضت الكثير من القيود على النشاط‬ ‫•‬
‫االقتصادي وحذرت الناس من االنقياد إلى دافع الحصول على الثروة‬
‫والربح إال أن "سانتوماس الكويني"‪ ،‬حاول أن يوفق بين المعتقدات‬
‫الدينية والنشاط االقتصادي‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أن أسس التفكير االقتصادي‪ ،‬في أوربا في تلك الفترة‪ ،‬كان‬ ‫•‬
‫متسقًا من هذه الناحية‪ ،‬مع طبيعة الحياة االقتصادية الراكدة ‪ ،‬والتي‬
‫كانت سائدة في القرون الوسطى‪.‬‬
‫احملاضرة الثانية‬
‫• تاريخ الفكر االقتصادي عند املسلمني‪:‬‬
‫• األفكار االقتصادية اإلسالمية‪ :‬مرجعها التشريع اإلسالمي الذي مصدره القرآن‬
‫الكريم والسنة النبوية المطهرة ‪ ،‬اإلسالم في أحد أركانه الخمسة التي بني‬
‫عليها‪ ،‬مؤسسة اقتصادية قائمة بذاتها؛ وهي الزكاة‪.‬والتي إذا ما قامت مثل ما‬
‫أريد لها أو مثل ما أراد لها الشارع‪ ،‬فإنها ستسهم إسها ًما كبيرا في تحقيق‬
‫الرفاهية والقضاء على الكثير من المشاكل التي يعيشها المجتمع المسلم‪.‬‬
‫• القواعد األساسية التي انطلق منها املفكرون‬
‫املسلمون‪:‬‬
‫‪ (1‬أن اإلسالم أقر الملكية الفردية المقننة ‪ ،‬كما اهتم بالملكية العامة‪.‬‬
‫ضا بحفظ الضرورات الخمس‪ ،‬ومن ضمنها المال ويستشعر‬ ‫‪ (2‬أتى اإلسالم أي ً‬
‫أهميته‪ ،‬وأنه ال حياة من دون مال‪ ،‬لكن في اإلطار الشرعي الذي ينظم هذه‬
‫القضايا‪.‬‬
‫‪ (3‬حث اإلسالم على العمل واهتمامه به في تشريعاته المختلفة‪.‬‬
‫‪ (4‬أن اإلسالم في مصدريه األساسين‪ :‬القرآن الكريم‪ ،‬والسنة‬
‫المطهرة‪ ،‬حرم الربا وغلظ في ذلك والربا محرم بكل أنواعه‪.‬‬
‫‪ (5‬تنظيم السوق والمعامالت‪ ،‬ونهى عن االحتكار‪ ،‬وزيادة على ذلك‬
‫نجد أن هناك تصورات تتعلق ببعض الظواهر والقضايا‬
‫االقتصادية‪ ،‬كالدولة‪ ،‬والسوق المالية‪ ،‬والحسبة‪ ،‬والنقود والقضايا‬
‫ذات العالقة ببعض األنشطة االقتصادية‪ ،‬كالفالحة‪ ،‬والزراعة‪،‬‬
‫والتجارة‪ ،‬وغيرها من األمور كل هذه األمور تعطينا داللة على‬
‫إطارا عاما لألفكار‬
‫ً‬ ‫أن اإلسالم اهتم بهذه القضايا التي تعتبر‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫قضايا الثمن العادل وعالقته بقضايا االحتكار وتحريم االحتكار‪.‬‬ ‫‪(6‬‬
‫الزكاة وتنظيمها‪ ،‬وأنها مؤسسة مالية قائمة بذاتها‪ ،‬وهي ركن من‬ ‫‪(7‬‬
‫أركان اإلسالم‪.‬‬
‫القضايا ذات العالقة بالنمو والتنمية‪ ،‬فالدين اإلسالمي أرسى‬ ‫‪(8‬‬
‫مجموعة من القواعد المنظمة لعمارة األرض‪.‬‬
‫االقتصاديات الحديثة بالسلع العامة‪ ،‬األمن‪ ،‬والدفاع‪ ،‬والطرقات‬ ‫‪(9‬‬
‫وخالفه‪ ،‬مما تعرف بالسلع العامة التي يعجز عنها القطاع‬
‫ضاعلى هذه القضايا‪ ،‬وأن الدولة مسئولة‬‫الخاص‪ .‬وأكد اإلسالم أي ً‬
‫عن هذه األمور‪.‬‬
‫رواد الفكر االقتصادي عند المسلمين‬
‫من رواد الفكر االقتصادي عند المسلمين‪ ،‬في العصور الوسطى‪:‬‬ ‫•‬
‫ابن خلدون ‪ -‬المقريزي‪ -‬ابن تيميه‬
‫العالمة ابن خلدون‪ ،‬ولد عام (‪1330‬م)‪ ،‬توفى عام (‪1406‬م)‪،‬‬
‫و”ابن خلدون” ‪ :‬هو عبد الرحمن بن خلدون‪،‬‬
‫ولد في تونس‪ ،‬وهو رجل دولة‪ ،‬بمعنى‪ :‬أنه تولى الوزارة وتولى‬ ‫•‬
‫القضاء‪ ،‬وهو مؤرخ وعالم‪ ،‬واشتهر أكثر ما اشتهر به‪ ،‬أنه مؤسس‬
‫علم االجتماع‬
‫لكنه ذو إسهام غزير في القضايا االقتصادية‪ ،‬وعرف علم االقتصاد‬ ‫•‬
‫في عصرنا الحاضر بأنه‪ :‬فرع من فروع العلوم االجتماعية‬
‫كتابه الشهير‪ ،‬بأسم ‪(:‬العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام‬ ‫•‬
‫العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكبر)‬
‫والذي اشتهر بمقدمته أكثر من الكتاب نفسه « مقدمة ابن خلدون «‪،‬‬
‫• األساليب التي بنى عليها "ابن خلدون"‪ ،‬تحليله للقضايا‬
‫االقتصادية‪:‬‬
‫قام بدراسة الوقائع التاريخية بعد فحصها وتمحيصها؛ إلبراز‬ ‫‪(1‬‬
‫ارتباط األحداث االقتصادية والسياسية‪ ،‬في أنماط محددة؛ وذلك‬
‫نتيجة لخلفيته وممارسته قام بهذه المهمة‪.‬‬
‫بين أثر البيئة االجتماعية في السلوك اإلنساني ونشاطه‬ ‫‪(2‬‬
‫االقتصادي‬
‫بين أثر البيئة الجغرافية في نشاط المجتمعات اإلنسانية‪،‬‬ ‫‪(3‬‬
‫وثروتها‪ ،‬وتأثير ذلك على سلوك اإلنسان االقتصادي‪.‬‬
‫قام باستخدام المنطق في استنتاج بعض القواعد العامة‪.‬‬ ‫‪(4‬‬
‫• أهم األفكار واالسهامات االقتصادية التي أتى بها "ابن خلدون"‪:‬‬
‫‪ (1‬الحاجات البشرية‪ :‬والحاجات البشرية بهذه المفردة ما هي إال‬
‫السلع والخدمات بالمفهوم االقتصادي اليوم ‪ .‬وذكر أن اإلنسان‬
‫يحتاج إلى أشياء أساسية‪ ،‬كالغذاء والملبس‪ ،‬وذكر أنه تتفرع من هذه‬
‫الحاجات األساسية حاجات أسماها‪ :‬ثانوية‪ ،‬ولكنها الزمة إلنتاج‬
‫الحاجات األساسية وهي ما تعرف في عصرنا هذا بـ "الكماليات‬
‫وذكر أن‪ :‬حجم السكان عامل مهم في تحديد حجم االحتياجات‬
‫البشرية‪ ،‬وهذه القضية لها عالقة بقضية الطلب؛ فإسهامه في هذا‬
‫سا‪.‬‬
‫اإلطار يعتبر إسها ًما رئي ً‬
‫‪ (2‬طبيعة العمل و اإلنتاج وطبيعته وتقسيم العمل‪ :‬أكد ابن‬
‫خلدون على أن إنتاج السلع يحتاج إلى تعاون أفراد المجتمع وتقسيم‬
‫العمل بينهم‪ ،‬ويقال أن “ابن خلدون” تأثر بفكرة "أرسطو" عن تقسيم‬
‫العمل‪.‬‬
‫‪ (3‬عرف عناصر اإلنتاج ‪:‬حيث تطرق ابن خلدون في موضوعات‬
‫االقتصاد الجزئي إلى تعريف عناص االنتاج وهي العمل‪،‬‬
‫ورأس المال والموارد الطبيعية‪ ،‬وبين أن العمل هو أهم عناصر‬
‫اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ (4‬إسهامه في قضايا لها عالقة بالنشاط االقتصادي‬
‫واكتساب الدخل‪ ،‬فهو يقرر أن الدخل ال يتحقق إال نتيجة‬
‫للسعي والعمل‪ ،‬وميز بين أنواع مختلفة من األنشطة‬
‫االقتصادية؛ لذلك نجده ذكر اإلمارة‪ ،‬والتجارة‪ ،‬والفالحة‪،‬‬
‫والصناعة‪ ،‬وفرق بين اإلمارة وباقي النشاطات اقتصادية‪.‬‬
‫‪ (5‬أشار "ابن خلدون" أن الصناعة ال تتحقق إال في مرحلة‬
‫االستقرار وتكوين المدن‪.‬‬
‫‪ (6‬أعطى أهمية للقطاع الخاص ألنه المحرك للنشاط االقتصادي‪ ،‬وهو‬
‫المشغل للعمالة‪ .‬وابن خلدون" سبق غيره في قضية التمييز أو‬
‫تصريف القطاع العام والقطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ (7‬ذكر التعليم وأهميته والتدريب في االرتقاء بالصناعات‪ ،‬وذكر‬
‫أن الصنائع ال بد لها من معلم وهذا دليل على أن "ابن خلدون"‪،‬‬
‫انتبه لهذه القضية الهامة من قضايا الصناعة‪ ،‬وأهمية التعليم‬
‫والتدريب والتطوير‪.‬‬
‫‪ (8‬أبان أهمية النمو االقتصادي وأنها تكتمل بكمال العمران‬
‫الحضاري‪.‬‬
‫‪ (9‬وذكر أن الصنائع إنما تستجاد‪ ،‬أي‪ :‬تكثر‪ ،‬إذا كثر طالبيها‬
‫وهذا بطبيعة الحال أمر واضح واالقتصاد في عالمنا اليوم‪،‬‬
‫ويشير‪ ،‬ويؤكد على هذه القضية‪.‬‬
‫‪ (01‬ذكر أهمية وجود المؤسسات والنظم القانونية‬
‫والقضائية وأنها أمر مهم؛ لكي ترسخ الصنائع وتقوم في‬
‫األمصار ‪ ،‬وبرسوخ وبوجود تلك القوانين‪ ،‬تنتظم العملية‬
‫االقتصادية المتمثلة في الصناعة‪ ،‬وغيرها من األنشطة‪ ،‬وتكون‬
‫مؤطرة وذات بعد مؤسساتي‪.‬‬
‫‪ ) 11‬أنه حدد وظائف ومهام الدولة و من ضمن الوظائف التي يجب‬
‫أن تقوم الدولة‬
‫أ ) عمارة األرض ‪:‬وقيام العمارة أوالتنمية االقتصادية‪ ،‬وهى ترتكز‬
‫على عناصر أساسية‪ ،‬من أهمها‪ :‬استقطاع جزء من العلم وتخصيصه‬
‫للتكافل االجتماعي‪ ،‬كالزكاة‪ ،‬والخراج وخالفه‪.‬‬
‫ب ) وظيفة االستقرار ‪:‬ويجب على الدولة أن تكون مستقرة‪ ،‬ومن يقوم‬
‫على شأن الدولة‪ ،‬القيام بكل ما يؤدي إلى االستقرار بمعناه الواسع؛ ألنه‬
‫أمر أساسي ومطلب لقيام النشاط االقتصادي‪.‬كما أبان ما يخص الدولة‬
‫وقيامها‪.‬‬
‫‪ ) 12‬وفيما يخص جانب المالية العامة والضريبة‪ ،‬ذكر “ابن خلدون” في هذا‬
‫اإلطار في قضية الضريبة ما يلي‪:‬‬

‫أ) الدولة في باديتها تكون قليلة الوزائع (األعداد وهذه لها النفقات)‪ ،‬وأنها كثيرة‬
‫الجملة ( إيرادات الدولة) ‪ ،‬وفي آخر الدولة تكون كثيرة الوزائع قليلة الجملة‪،‬‬
‫وربط ما بين األعداد الضريبية و الجملة‪ ،‬في عالقة عكسية تشابه إلى حد كبير‬
‫أصحاب نظرية جانب العرض‪.‬‬

‫ب) نجاح النظام الضريبي‪ ،‬وهو ما يعرف بالضريبة االقتصادية متوقف على‬
‫تحقيق هدف الكفاءة االقتصادية‪ ،‬والذي يتمثل في أن أسعار الضريبة يجب أن تحقق‬
‫التوازن ما بين الحصيلة والنمو ‪،‬كما أشار إلى مراعاة هدف العدالة؛ ألنه يجب أن‬
‫يكون هناك عدالة في الضريبة‪ ،‬وأال يكون هناك عدوان على الناس في أموالهم‪.‬‬
‫‪ )13‬ضمن إسهاماته في القضايا االقتصادية‪ ،‬إسهامه في تحليل‬
‫األسعار فقد أدرك أثر كل من العرض والطلب‪ ،‬في تحديد‬
‫األسعار‪.‬‬

‫‪ )14‬تطرق “ابن خلدون”إلى قضية أساسية‪ ،‬هي الريع‪ ،‬أو‬


‫المفهوم االقتصادي للريع‪ ،‬حيث قام بتحليل بعض النواحي التي‬
‫تتصل بظاهرة ما تسمى اليوم بالريع‪ ،‬وأن األساس الذي األساس‬
‫الذي اعتمد عليه “ابن خلدون” في تحليله‪ ،‬يكاد يكون هو نفس‬
‫األساس الذي اعتمد عليه االقتصادي الشهير "ديفيد ريكاردو‪.‬‬
‫• "المقريزي" (‪ )1454 -1364‬ميالدية‪ ،‬وهو العالمة تقي الدين أحمد‬
‫بن علي المقريزي‪ ،‬الذي ولد في القاهرة‪.‬‬

‫• تأثر المقريزي بـابن خلدون” ومنهجه في تمحيص الظاهرة واكتشاف‬


‫منطقها‪ ،‬إال أنه سلك مسلكا آخر في تفسير الظواهر‪.‬‬

‫• فـابن خلدون” كان يفسر الظواهر ‪-‬وبالذات الظواهر االقتصادية‪ -‬من‬


‫خالل (نظرية القيمة)‪ ،‬و"المقريزي" حاول تفسيرها على أساس نقدي‪،‬‬
‫ونعني بذلك ‪-‬كما هو مكتوب في قضايا االقتصاد‪ -‬أن التحليل النقدي‪:‬‬
‫هو التحليل المبني على ما له عالقة بالنقود ودورها في االقتصاد‪ ،‬أو ما‬
‫له بالسياسة النقدية‪.‬‬
‫• ومساهمة المقريزي في االقتصاد تتضح من خالل اهتمامه‬
‫بتحليل أسباب الظاهرة التاريخية‪ ،‬وباهتمامه ببعض المشكالت‬
‫االقتصادية‪ ،‬مثل قضايا وأمور النقود والغالء‪ ،‬وتوزيع الدخل‪،‬‬
‫وقضايا السوق‪ ،‬أو األسواق‪ ،‬في كتابه‪( :‬إغاثة األمة بكشف‬
‫الغمة)‪ ،‬فقد عمل المقريزي على تحليل أسباب الغالء الشديد‬
‫في األسعار‪ ،‬وهو ما يعرف في االقتصاد في العصور المتأخرة‬
‫وعصرنا الحاضر بـ"التضخم الشديد"‪ ،‬وأرجع ذلك إلى أسباب‬
‫عدة منها ما هو سياسى ‪ ,‬نقدى ‪ ,‬اقتصادى‪.‬‬
‫نقدى ‪ :‬األسباب النقدية والمقصود منها النقود‪ ،‬ويقصد بذلك أنه‬ ‫‪(1‬‬
‫من ضمن األسباب األسباب النقدية‪ ،‬الشطط في سك النقود‪،‬‬
‫بمعنى‪ :‬زيادة عرض النقود‪ ،‬لذلك عندما تقوم الجهات في الدولة‬
‫بزيادة سك النقود‪ ،‬أي‪ :‬عرض النقود يُنجم عنه انخفاض قيمتها‬
‫الشرائية‪ ،‬وبالمقابل انخفاض األسعار‪ ،‬وهذا أمر معروف وقرره‬
‫االقتصاديون في األزمنة القريبة‪ ،‬بعد المقريزي؛ لذلك سبقهم‬
‫المقريزي بفترات زمنية طويلة‪.‬؛لذا بيَّن المقريزي حقيقة توصل‬
‫إليها وفهمها‪ ،‬وهي القوة الشرائية االسمية‪ ،‬والقوة الحقيقية للنقود‪،‬‬
‫وادعى في ذلك إلى محاولة الحد من زيادة سك النقود؛ ألنه‬
‫سيؤدي في إلى التضخم أو إلى زيادة األسعار‬
‫‪ (2‬سياسي‪:‬من األسباب السياسية التي تؤدي إلى ذلك‬
‫الفساد عندما ينتشر‪ ،‬وعلى األخص عندما تنتشر‬
‫الرشوة داخل مؤسسات الدولة‪ ،‬زيادة على فرض‬
‫الضرائب‪ ،‬والمكوس التي تتجاوز حاجة الدولة‪ ،‬أو‬
‫ينتج عنها ضرر بشكل أو بآخر يؤدي إلى ارتفاع‬
‫األسعار أو ما يعرف بـ"التضخم"‪.‬‬
‫‪ (3‬اقتصادى ‪ :‬من وجهة نظره أن أحد األسباب‬
‫االقتصادية تتمثل في‪ :‬احتكار األرض من طرف أو‬
‫من بعض األطراف الذي ينتج عن ارتفاع ريعها‪.‬‬
‫• ‪".‬ابن تيمية"‪.‬‬
‫• ابن تيمية علم من أعالم األمة‪ ،‬عرف بإسهاماته الكثيرة‪ ،‬وهو‬
‫كثيرا من القضايا االقتصادية لدى‬
‫فقيه‪ ،‬وكما نعلم أن ً‬
‫المسلمين‪ ،‬أتت تحت مظلة الفقه وتحديدًا فقه المعامالت ‪ ،‬تناول‬
‫في عديد من كتاباته بعض القضايا االقتصادية‪ ،‬من القضايا‬
‫التي أشار إليها ابن تيمية‪:‬‬
‫‪ (1‬قضايا مرتبطة بمالية الدولة اإلسالمية‪ ،‬وتتمثل في إعطائه‬
‫تصورا شامل إلشكالية موارد ونفقات الدولة اإلسالمية‪،‬‬ ‫ً‬
‫بمعنى‪ :‬الميزانية‪ ،‬التي هي إيرادات الدولة ونفقاتها‪،‬‬
‫فالموارد أو اإليرادات تشمل مكوناتها أوعناصرها في‬
‫زمنه‪ ،‬الغنيمة والصدقات والفيء‪ ،‬أما النفقات‪ ،‬فتتنوع حسب‬
‫مصالح المسلمين‪ ،‬أو حسب ما يراه ولي األمر‪ ،‬كنفقات‬
‫الحرب والجهاد ونفقات الموظفين‪.‬‬
‫‪ (2‬نادى بتدخل الدولة لتوفير البضائع ومحاربة‬
‫المضاربة واالحتكار‪.‬‬
‫‪ (3‬كتب كثير من القضايا ذات العالقة بالقضايا‬
‫االقتصادية فى كتابه (الحسبة في اإلسالم)‬
‫ضا أن السعر منه ما هو ظلم ال‬
‫‪ (4‬ذكر "ابن تيمية" أي ً‬
‫يجوز‪ ،‬ومنه ما هو عدل جائز‪ ،‬فإذا تضمن ظلم‬
‫الناس وإكراههم بغير حق على البيع بثمن ال‬
‫يرضونه أو منعهم مما أباحه هللا لهم فهو حرام‪.‬‬
‫احملاضرة الثالثة‬
‫التجاريون‬ ‫•‬
‫مصطلح "التجاريين" ‪ ،‬لم يكن معروفة بهذا االسم في فترتها‪ ،‬وإنما‬ ‫•‬
‫سموا بهذا االسم بعد مضي فترتهم ‪ ،‬والذي أطلق عليهم هذا االسم‬
‫هو االقتصادي الشهير "آدم سميث"‪.‬‬
‫ومصطلح التجاريين‪ :‬يطلق على المجموعة الذين ساهموا في وضع‬ ‫•‬
‫السياسة االقتصادية التي سادت في عصر الرأسمالية التجارية في‬
‫بلدان أوروبا الغربية في الفترة من عام (‪ )1500‬إلى عام (‪)1775‬‬
‫ميالدية‪.‬‬
‫تلك المجموعة‪ ،‬منهم من كان في "فرنسا"‪ ،‬و "انجلترا" و‬ ‫•‬
‫"أسبانيا" ؛لذلك هي ثالث ممالك في أوروبا‬
‫وعصر "أسبانيا التجارية"‪ ،‬حل في اعقاب النظام اإلقطاعي في‬ ‫•‬
‫"أوروبا"‪ ،‬وظل حتى بداية عصر الرأسمالية الصناعية‪.‬‬
‫• و فلسفة المذهب التجاري هي التي جعلت الثروة متمثلة في‬
‫المعدن النفيس‪ ،‬وتحديدًا الذهب والفضة‪ ،‬بمعنى أن الهدف‬
‫األساسي هو زيادة ثروة الدولة المتمثلة في زيادة ما لديها من‬
‫معدن نفيس سوا ًء من الذهب أو الفضة‪.‬‬
‫• لذا كان على الدولة أن تدير عالقتها مع العالم الخارجي‪ ،‬بحيث‬
‫تحوز أكبر نصيب ممكن من المعادن النفيسة‪ ،‬والذي سينعكس‬
‫على زيادة ثروة الدولة وغناها‪.‬‬
‫• نظام التجاريين كان يتناسب مع طبيعة الحياة الجديدة في‬
‫"أوروبا"‪ ،‬في تلك الفترة وتطورها‪ ،‬ومفهوم الحياة االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬والعالقات الجديدة التي كانت مبنية على المصالح‬
‫المادية‪.‬‬
‫• في تلك الفترة بدأ الوسط االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬في التحول‬
‫نحو مرحلة جديدة يسودها االهتمام بالعلوم الطبيعية واإلنسانية‪،‬‬
‫والبعد عن العلوم الدينية كتفسير للظواهر االقتصادية‪ ،‬لذا أ َّدى‬
‫هذا التغير في االتجاه‪ ،‬إلى تغير في الهيكل االجتماعي‬
‫واالقتصادي للمجتمعات في "أوربا"‪ ،‬وظهور نزعة جديدة نزعة‬
‫فردية‪ ،‬ومع مرور الزمن أخذت تتكون وتبرز قوى اقتصادية‬
‫واجتماعية وسياسية وفكرية‪ ،‬عملت على نقل تلك المجتمعات من‬
‫مجتمع (العصور الوسطى) إلى مجتمع (العصر الحديث)‪،‬‬
‫• وأصبحت التجارة وتحديدًا التجارة الخارجية‪ ،‬سوا ًء عن طريق‬
‫البر أو البحر أكثر أمناً‪ ،‬وكانت هناك وسائل للنقل تتقدم‪ ،‬وكثر‬
‫المشتغلون بالتجارة وزاد رخاؤهم‪ ،‬وبدأت األسواق تنمو وتلعب‬
‫دورا حيويا في حياة المجتمع‪.‬‬
‫• كل هذه العوامل ساهمت في تحطيم التقليد القديم المبني على‬
‫اإلنتاج لغرض االستهالك المحلي‪ ،‬وفسح المجال للنظام الجديد‬
‫الذي سمي الحقا بـ"الرأسمالية التجارية"‪.‬‬
‫ضا اكتشاف الذهب أو اكتشاف المستعمرات‬ ‫• ومما أسهم في ذلك أي ً‬
‫الجديدة‪ ،‬أو العالم وتحديدًا ما عرف الحقا بـ"الواليات المتحدة‬
‫األمريكية"‪ ،‬أو الذهب‪ ،‬أو المعدن أو المعدن النفيس المكتشف في‬
‫هذه المستعمرات؛ هذا كله أدى إلى تسهيل التجارة ومحاولة زيادة‬
‫ثروة هذه الدول من المعدن النفيس‪ ،‬الذي يؤدي إلى زيادة قوة‬
‫الدولة‪.‬‬
‫ضا شهدت تلك الفترة‪-:‬‬‫• أي ً‬
‫‪ (1‬اكتشافات جغرافية سوا ًء في المالحة أو اإلنتاج‪ ،‬أدت إلى‬
‫توسع التجارة‪ ،‬وأصبح التجار "رأسماليون" مهيمنون في عالم‬
‫األعمال‪.‬‬
‫‪ (2‬ظهرت الدولة القومية وأصبحت تبحث عن مستعمرات ومجال‬
‫نفوذ‪ ،‬وتمد رقعتها بهذا العالم الجديد "أمريكا"‪ ،‬تحديدًا‪ ،‬وهذه‬
‫النقلة أدت إلى تغير في المجتمع وهي نقلة نوعية أسهمت في‬
‫وجود أفكار تتناغم مع هذه التغيرات‪ ،‬وهذه النقلة النوعية في‬
‫سواء الجانب االجتماعي أو االقتصادي‪.‬‬
‫• أهم العوامل التي أدت إلى نشوء فكر التجاريين ما يلي‪:‬‬
‫انهيار النظام اإلقطاعي في أوروبا‪ ،‬أسهم في بزوغ ونشوء هذا‬ ‫‪(1‬‬
‫الفكر التجاري‪.‬‬
‫زيادة أهمية التجارة الخارجية‪ ،‬وذلك أدى إلى تحرير العبيد‬ ‫‪(2‬‬
‫والفالحين من سطوة النظام اإلقطاعي الذي كان سائدًا في تلك‬
‫الفترة‪.‬‬
‫نمو السكان في المدن وزيادة اإلنتاج‪ ،‬ساعد ذلك على انتشار‬ ‫‪(3‬‬
‫النشاط التجاري عبر مسافات طويلة‪ ،‬وترك أثره في ظهور‬
‫الدولة القومية كمركز للسلطة‪.‬‬
‫ظهور الدولة القومية الحديثة في أوروبا ممثلة في ممالك‬ ‫‪(4‬‬
‫انجلترا – فرنسا ‪ -‬اسبانيا‬
‫• أهم العوامل التي أدت إلى نشوء فكر التجاريين ما يلي‪:‬‬
‫‪ (5‬زيادة أهمية النقود وتكوين رءوس األموال‪ ،‬والتي أصبحت قوة‬
‫لها اثرها في السياسة وفي النظام السياسي‬
‫‪ (6‬أن عصر النهضة األوربية الذي صاحب تلك الفترة‪ ،‬قد ساعد‬
‫على حيادها عما كان من أمور فلسفية لدى اليونان‪ ،‬ودراستها‬
‫بتجرد بعيدًا عن سيطرة الكنيسة‪ ،‬واألمر الذي دفع إلى تغير‬
‫نظرة الناس نحو كثير من القضايا‪ ،‬كالفائدة أو اإلقراض بفائدة‪.‬‬
‫‪ (7‬االكتشافات الجغرافية‪ ،‬كطرق المالحة وغيرها واكتشاف العالم‬
‫الجديد‪.‬‬
‫‪ (8‬تطور الحياة االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬أدى إلى زيادة حجم‬
‫الدخل سوا ًء للدولة أو للفرد داخل الدولة‪ ،‬والذي يؤدي إلى‬
‫زيادة الطلب على السلع والخدمات‪.‬‬
‫• أهم إسهامات التجاريين في تاريخ الفكر االقتصادي‪:‬‬
‫• كان المركز االجتماعي الذي حققه التجار واألرباح الضخمة التي‬
‫أثرا في تأديب نظرة الناس إلى الربح‪،‬‬‫جمعها هؤالء التجار ترك ً‬
‫بل إن بعض المفكرين الدينيين أمثال "كالفن"‪ ،‬قد أعلنوا بأن‬
‫النشاط االقتصادي ليس ذميما في ذاته أو في أصله‪ ،‬وكان فكر‬
‫المدرسة التجارية قد تعرض إلى بعض االسئلة التي كانت تشغل‬
‫فكر المجتمع في تلك الفترة مثل بعض األمور‪:‬‬
‫‪‬ما هي الثروة‪ ،‬وكيف يمكن زيادتها؟‬
‫‪‬كيف يمكن توزيع هذه الثروة بين البلدان؟‬
‫‪ ‬ما هو سبب ارتفاع األسعار؟‬
‫يمكن تلخيص هذه اإلجابات في التالي‪:‬‬ ‫•‬
‫اإلجابة األولى‪ :‬يجب أن تكون الدولة قوية وقوتها تكمن في‬ ‫•‬
‫اقتصادها‪ ،‬وتتمثل تلك القوة في الثروة‪ ،‬والثروة عند التجاريين‪ ،‬هي‪:‬‬
‫مقدار المعادن النفيسة الموجودة في البلد؛ هذا هو المقصود بالثروة‪.‬‬
‫اإلجابة الثانية‪ :‬رأى التجاريون أن كل بلد يسعى إلى أن يزيد كمية‬ ‫•‬
‫ما لديه من معادن نفيسة ذهبًا أو فضة‪ ،‬مما هو موجود لدى البلدان‬
‫األخرى بشكل مباشر‪ ،‬أو عن طريق امتالك أو توسيع رقعة هذه‬
‫الممالك في العالم الجديد "أمريكا"‪ ،‬أو بشكل غير مباشر عن طريق‬
‫التجارة الخارجية ‪ ،‬ومن ثم تحقيق الفائض في الميزان التجاري‪.‬‬
‫اإلجابة الثالثة‪ :‬نظر التجاريون إلى إجمالي الثروة في العالم على‬ ‫•‬
‫أنها ثابتة الحجم‪ ،‬وأن ما تكسبه دولة من الدول يكون على حساب ما‬
‫تفقده الدول األخرى‪ ،‬من هنا كانت نظرتهم ذات طابع وطني خالص‪،‬‬
‫والبعض يقول‪ :‬أن هذا الطابع عدواني‪.‬‬
‫• اإلجابة الرابعة‪ :‬نلحظ أن التجاريون قد أصيبوا بالرعب مما‬
‫الحظوه من ارتفاع األسعار في زمنهم‪ ،‬وقدم أحد المفكرين‪ ،‬وهو‬
‫تفسيرا ألسباب هذه الظاهرة في نظريته‬
‫ً‬ ‫المفكر االقتصادي "بودل"‪،‬‬
‫باسم النقود وملخص هذه النظرية‪ :‬هو أن ارتفاع األسعار يرجع إلى‬
‫زيادة كميات النقود أي عرض النقود‪.‬‬
‫• اإلجابة الخامسة‪ :‬أن التجارة والصناعة يعتبران أكثر أهمية من‬
‫الزراعة فى االقتصاد ويتعين االهتمام بالتجارة الخارجية؛ ألن الناتج‬
‫الفائض عندها يزيد من ثراء الدولة؛ لذا كان هذا السؤال‪ ،‬وهو خاص‬
‫بقضية ما هو النشاط الرئيس؟ فقد كانوا ينظرون إلى أن التجارة‪،‬‬
‫وتليها الصناعة‪ ،‬هي النشاط ذو األهمية ألنه النشاط الذي سيحقق‬
‫للدولة مزيدا من الثراء عن طريق زيادة حصيلتها من المعادن‬
‫ضا تخدم‬ ‫النفيسة والصناعية‪ ،‬التي تخدم في هذا اإلطار‪ ،‬والزراعة أي ً‬
‫في هذا اإلطار؛ لذلك كانت وجهة نظرهم أن يتعين االهتمام بالتجارة‬
‫الخارجية؛ ألن الفائض الناتج عنها سيزيد من ثراء الدولة‪.‬‬
‫الخصائص األساسية واألفكار االقتصادية الخاصة بالتجاريين‬ ‫•‬
‫اتسمت بخصائص لعل من أهمها‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أنها مدرسة نقدية‪ ،‬المقصود بالنقدية في االقتصاد‪ ،‬أنها تعتمد‬ ‫•‬
‫على دور النقود‪ ،‬واألمر هنا متمثل في المعادن النفيسة؛ ألنها تعتبر‬
‫تعتبر عماد الثروة‪ ،‬والنقود هي مستودع القيمة وهي مدرسة تعتمد‬
‫على الجانب النقدي‪ ،‬أو ما يعرف في عالمنا اليوم بـ"السياسات‬
‫االقتصادية‪ ،‬أوالسياسة النقدية" وأتاحت أدوات هي النقود‪ ،‬أو عرض‬
‫النقود‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬كانت أفكار التجاريين أو رؤاهم وطنية؛ ألن اهتمام‬ ‫•‬
‫التجاريين‪ ،‬كان منصبا على رعاية مصلحة الدولة القومية‪ ،‬قبل‬
‫مصالح األفراد‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬كان التجاريون يرون أن الدولة يجب أن تتدخل في النشاط‬ ‫•‬
‫االقتصادي‪ ،‬طالما أن الهدف هو تحقيق المصلحة الجماعية وبذلك‬
‫أمرا مبررا لتنسيق الجهود بجميع أفراد المجتمع‪ ،‬ومن‬‫يصبح التدخل ً‬
‫ثم توجيهها‪.‬‬
‫• السياسات االقتصادية التي طبقت في بعض البلدان أو‬
‫الممالك في عصر التجاريين‪:‬‬
‫• نجد أن التجاريين نادوا بأن تعمل الدولة على تحقيق فائض‬
‫تجاري‪ ،‬وهذا الفائض ينتج عن زيادة ما لدى الدولة من المعدن‬
‫النفيس سواء ذهب أو فضة من لدى البلدان اآلخرى أو الممالك‬
‫األخرى‪ ،‬وهذا هو المبدأ العام الذي يحكم فكر التجاريين‪ ،‬لكن‬
‫السياسات أو اآلليات التي طبقت في هذه الدول في تلك الفترة‬
‫تختلف من دولة إلى أخرى ‪.‬‬
‫يمكن بهذا اإلطار ذكر ثالث اتجاهات في تطبيق السياسات التي‬
‫ارتبطت بالممالك الثالث وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬مملكة أسبانيا‬
‫ب‪ -‬مملكة انجلترا‬
‫ج‪ -‬مملكة فرنسا ‪.‬‬
‫• أوالً فيما يخص السياسة التجارية بمملكة أسبانيا‪:‬‬
‫• ويطلق عليها البرتغاليون أو األسبان "السياسة المعدنية"‪ ،‬ويعتبرون‬
‫من أوائل البلدان األوربية التي استطاعت الحصول على الذهب الوارد من‬
‫العالم الجديد‪" ،‬أمريكا"؛ نظرا التساع تجارة أسبانيا ووجود المستعمرات‬
‫لها في أمريكا الجنوبية وهذه يسرت لها زيادة معدالت التبادل وتسويق‬
‫منتجاتها في تلك األسواق الجديدة وعرفت هذه السياسة بالسياسة المعدنية‬
‫؛ ألنها تقوم على مد الحصول على الذهب والفضة بطريق مباشر‪.‬‬
‫وبطريق غير مباشر من خالل التجارة الخارجية مع بقية الدول‪.‬‬
‫• لتحقيق هذا الهدف األساس نلحظ أن مملكة أسبانيا قد طبقت عدة‬
‫إجراءات لعل من أهمها‪:‬‬
‫‪ (1‬إلزام السفن التي تنقل البضائع األسبانية بإعادة قيمة تلك البضائع بالذهب‬
‫والفضة إلى داخل مملكة أسبانيا‪.‬‬
‫‪ (2‬قامت مملكة أسبانيا بحرمان األجانب الذين يبيعون سلعًا داخل مملكة‬
‫أسبانيا‪ ،‬من إخراج ثمنها نقدًا خارج أسبانيا؛ ألن هذا سيؤثر على ثراء‬
‫الدولة على ما هو موجود لديها من معدن نفيس‪ ،‬ومن ثم يؤثر على‬
‫ثروتها‪ ،‬ومن ثم يضعفها‪.‬‬
‫‪ (3‬كان هناك سماح للملك أو الملكة األسبانية‪ ،‬على سبيل االستثناء‪ ،‬بخروج‬
‫الذهب والفضة في بعض الحاالت لتسديد ديون الملك‪.‬‬
‫• واألسبان كانوا من أوائل التجاريين في العالم الذين طالبوا بمنع تصدير‬
‫السبائك الذهبية للخارج؛ لغرض عدم المساس أو بهدف عدم المساس‬
‫برصيد الدولة أو المملكة من الثروة الذهبية‪.‬‬
‫• ثانيا‪:‬اململكة الفرنسية‬
‫• في تلك الفترة اتبعت فرنسا سياسة تسعى لتحقيق قوة الدولة عن‬
‫طريق زيادة ثراءها عن طريق المعدن النفيس‪ ،‬لذلك تبنت فرنسا‬
‫السياسة الصناعية‪ ،‬وتنسب هذه السياسة إلى وزير فرنسي في‬
‫تلك الفترة "كولد بيا"‪ ،‬الذي قام بتطبيق هذا الهدف؛ للحصول‬
‫على الذهب والفضة من الخارج‪ ،‬عن طريق زيادة الصادرات‬
‫الفرنسية وإيجاد فائض في ميزان المدفوعات الفرنسي‪ ،‬على أن‬
‫تكون الكفة لصالح فرنسا‪ ،‬عندما يكون لديها فائض في ميزان‬
‫مدفوعاتها‪ ،‬أو في الميزان التجاري‪ ،‬كانت الصناعة مبنية على‬
‫ما لها عالقة بالنشاط الزراعي في المقام األول؛ لذا قيمة‬
‫المنتجات الصناعية تكون عادة أكبر؛ وألنها ال تخضع لتقلبات‬
‫العوامل الطبيعية كما هو الحال في المنتجات الزراعية‬
‫• لذا قامت المملكة الفرنسية بتشجيع الصناعة من خالل وسائل عدة‪،‬‬
‫من أهم هذه الوسائل ما يلي‪:‬‬
‫‪ (1‬قيام الدولة نفسها بتأسيس صناعات حكومية؛ بإنشاء صناعات ينتج‬
‫عنها منتجات؛ كي يتم تصديرها إلى الخارج‪.‬‬
‫‪ (2‬قيام الدولة بتشجيع الصناعات الوطنية من خالل فرض الرسوم‬
‫الجمركية المرتفعة على السلع المستوردة المنافسة لإلنتاج الوطني‪،‬‬
‫أي‪ :‬بما يعرف في عالمنا اليوم‪ ،‬إيجاد حماية للصناعات الوطنية‪.‬‬
‫‪ (3‬قيام الدولة بإنشاء بشركات مهمتها الرئيسة‪ ،‬تسويق منتجات فرنسا‪،‬‬
‫أو منتجات الصناعة الفرنسية في الخارج‪ ،‬وكذلك تشجيع األفراد‬
‫والشركات على االكتتاب في رءوس أموال تلك الشركات‬
‫‪ (4‬خفض تكاليف اإلنتاج‪ ،‬من خالل تخفيض ثمن المواد الخام‪ ،‬وأجور‬
‫العمال؛ لكي تجعل هذه المدخالت الصناعة الفرنسية‪ ،‬ذات قدرة‬
‫تنافسية مع المنتجات للدول األخرى‪..‬‬
‫• ثالثا‪ :‬اململكة اإلجنليزية‪:‬‬
‫‪ (1‬اعتمدت السياسة التجارية‪ ،‬شأنها في ذلك شأن مملكة أسبانيا؛‬
‫واهتمت بتطوير وتشجيع التجارة الخارجية للحصول على المعادن‬
‫الثمينة‪ ،‬وساعدها فى ذلك أن لديها أسطول تجاري تقليدي متميز‪.‬‬
‫‪ (2‬أنشأت انجلترا شركات خاصة‪ ،‬ولم تتدخل الحكومة في تكوينها‪،‬‬
‫وذلك بهدف تشجيع النشاط التجاري‪ ،‬الذي يقدم لحساب جميع بلدان‬
‫العالم‪ ،‬مقابل أجور تتقاضاها بالذهب والفضة‪ ،‬وهذا يحقق لها‬
‫ضا في الميزان التجاري‪.‬‬
‫مكاسب‪ ،‬أو فائ ً‬
‫‪ (3‬أوجدت وسائط نقل بحرية‪ ،‬تقدمها لمن يريد أن يعمل‪ ،‬أو يحتاج إلى‬
‫الخدمات التجارية التي تحتاجها بعض هذه الدول‪ ،‬وهذا بدوره‬
‫ضا في الميزان التجاري لدولة انجلترا‪.‬‬
‫يشكل فائ ً‬
‫‪ (4‬تعتبر انجلترا أول من أعد الوثيقة المحاسبية التي تسجل حركة‬
‫البضائع والخدمات بين الدول‪ ،‬وتحديدًا بين الدولة والعالم الخارجي‪.‬‬
‫‪ (5‬أحد األمثلة الذي يوضح عمق نظرة السياسة التجارية لمملكة انجلترا‪،‬‬
‫يكمن في خلق شركة الستغالل التجارة مع جزر الهند الشرقية‪،‬‬
‫وأسمتها شركة الهند الشرقية‪.‬‬
‫‪ (6‬سنت قوانين مثل‪( :‬قانون المالحة)‪ ،‬وهي قوانين تضمن سير التجارة‬
‫وسالستها بين الدول وتحديدا بين انجلترا وبقية العالم‪.‬‬
‫‪ (7‬شجعت استغالل الموارد الطبيعية‪ ،‬وخفض الرسوم على الصادرات‪،‬‬
‫وحماية المنتجات الوطنية من المزاحمة األجنبية‪ ،‬وهي في ذلك تتماثل‬
‫مع مملكة فرنسا في هذا اإلطار‪.‬‬
‫• وقد ساعد األمر على توسع التجارة الخارجية‪ ،‬إلى ظهور ما يعرف‬
‫بـ"العهد االستعماري"‪ ،‬الذي جعل من المستعمرات أقطابًا تخدم‬
‫اقتصاديات هذه الممالك المستعمرة‪ ،‬وتمدها بحاجتها من األيدي العاملة‪،‬‬
‫المتمثلة في ما عرف بـ"العبيد" أو "المنتجات" أو خالفه‪.‬‬
‫• أهم األمور اإليجابية لمجموعة التجاريين ما يلي‪:‬‬
‫‪ (1‬أدت هذه المجموعة دورا تاريخيا لها‪ ،‬بتقوية الدولة القومية الناشئة‪.‬‬
‫‪ (2‬أفكار هذه المجموعة ساعدت على توفير رأس المال النقدي‬
‫ضا على خلق البنوك األوربية وتوسيع نشاطها المالي‬ ‫وساعدت أي ً‬
‫مما عزز نشوء النظام "الرأسمالي"‪.‬‬
‫‪ (3‬يعتبر البعض أن تدخل الدولة في الحياة االقتصادية ساعد على‬
‫نشوء المشروعات الخاصة الحديثة‪.‬‬
‫‪ (4‬ساعدت أفكار التجاريين على تنمية الصناعة والتجارة لكنها قد‬
‫تكون أضرت بالزراعة‪.‬‬
‫‪ (5‬اعتقد البعض بأن التركيز على التصدير ساعد على تخفيض تكاليف‬
‫اإلنتاج من خالل ارتفاع مستوى اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ (6‬أن أفكار التجاريين كان لها دور كبير جدا في إنشاء الشركات التي‬
‫عرفت أول ما عرفت مع أفكار التجاريين‪.‬‬
‫‪ (7‬أنها عملت على تطوير مفاهيم ميزان المدفوعات‪ ،‬والتأكيد التجارة‬
‫الدولية وأهميتها‬
‫• أهم المالحظات على أفكار التجاريين فيرى بعض االقتصاديين‪:‬‬
‫‪ (1‬أن التجاريين قد أخطئوا في التحليل االقتصادي وفي السياسات التي‬
‫طبقوها‪ ،‬فأخطئوا في تحديد معنى الثروة؛ فالثروة الحقيقية ليست محصورة‬
‫في المعادن النفيسة‪ ،‬وإنما معناها أوسع من ذلك‪ ،‬فهي ما هي إال مقدرة‬
‫الدولة أو البلد اإلنتاجية للسلع والخدمات وما تحققه فعال من إنتاج‪.‬‬
‫‪ (2‬أنهم أخطئوا في اعتقادهم بإمكانية استمرار الفائض اإليجابي في الميزان‬
‫التجاري على الدوام فوجود فائض في الميزان يؤدي إلى ورود النقود‬
‫الذهبية‪ ،‬فيزيد من التداول النقدي‪ ،‬مما يترتب على ذلك ارتفاع األسعار في‬
‫الداخل‪ ،‬مما يجعل السلع المحلية مرتفعة‪ ،‬من ثم يقتضي تصديرها وتزداد‬
‫بالمقابل الواردات‪ ،‬ويترتب على ذلك عجز في الميزان التجاري‪ ،‬وبذلك‬
‫يكون من المستحيل االستمرار في الحصول على الذهب والفضة مثل ما‬
‫كان مؤمالً‪.‬‬
‫‪ (3‬أنهم أخطئوا في بعض سياستهم االقتصادية التي طبقوها؛ من حيث أن‬
‫الحكومات كالحكومة األسبانية اهتمت بجلب المعادن النفيسة‪ ،‬بينما لم تكن‬
‫تهئ الجو المناسب لزيادة القوة اإلنتاجية فنتج عن ذلك زيادة في مستوى‬
‫األسعار أو التضخم‪ ،‬وهذا أضر بالطبقات الفقيرة‪.‬‬
‫أنه ترتب على سياسات الحكومة الفرنسية كمثال‪ ،‬انخفاض دخول المزارعين‬ ‫‪(4‬‬
‫إلجبارهم على بيع سلعهم بأسعار منخفضة خدمة للصناعيين‪ ،‬وبذلك أضرت هذه‬
‫السياسة بالمزارعين‪.‬‬
‫أن التجاريون وما دعوا له كانوا قد فشلوا في أن البلد الثري‪ ،‬أو الدولة الثرية ليس‬ ‫‪(5‬‬
‫بالضرورة أن يثري من خالل إفقار البلدان المجاورة‪ ،‬بل أيضا من خالل اكتشاف‬
‫كمية أكثر من الموارد الطبيعية‪ ،‬وأن قيام التجارة الدولية بين دولتين‪ ،‬ممكن أن‬
‫تستفيد منه كال الدولتين‪ ،‬وليس بالضرورة أن دولة تكسب على حساب الدولة‬
‫األخرى‪.‬‬
‫أنه كان لدى هذه الممالك من استغالل فظيع للمستعمرات لصالح البلد األم دون‬ ‫‪(6‬‬
‫مراعاة لهذه المستعمرات ومواطنيها‪.‬‬
‫هذه المجموعة‪ ،‬كان لها أفكار عديدة واختلفت أفكارهم من مملكة إلى أخرى‪ ،‬وكان‬ ‫‪(7‬‬
‫هناك بعض المفكرين كـ"ويلم بيت" اإلنجليزي وهناك "جان كول بير" الفرنسي‪،‬‬
‫و"توماس من"‪ ،‬وهو إنجليزي‪ ،‬وغيرهم من المفكرين‪.‬‬
‫احملاضرة الرابعة‬
‫املدرسة الطبيعية أو اجملموعة الطبيعية‪:‬‬ ‫•‬
‫أتت في النصف الثاني من القرن "الثامن عشر"‪،‬‬ ‫•‬
‫شهدت هذه الفترة عددًا من األحداث الضخمة ففي تلك الفترة‪:‬‬ ‫•‬
‫بدأت الثورة الصناعية ‪ ،‬والتي أتاحت إمكانيات بالغة من الثراء والقوة للرأسمالية‬ ‫‪(1‬‬
‫الصناعية‪.‬‬
‫وفي عام (‪ )1776‬ميالدية تحديدًا‪ ،‬صدر إعالن استقالل "الواليات المتحدة‬ ‫‪(2‬‬
‫األمريكية"‪ ،‬وبهذا اإلعالن الذي هو إعالن استقالل "الواليات المتحدة األمريكية"‪،‬‬
‫كدولة مستقلة‪ ،‬أزال ركنًا أساسيًّا لتلك الممالك والدول في تلك الفترة‪ ،‬فترة‬
‫التجاريين‪ ،‬التي كانت تشكل دعامة‪.‬‬
‫الثورة الفرنسية‪ ،‬التي أرسلت دع ًما لبعض من يطالب بالحرية في أنحاء العالم‪،‬‬ ‫‪(3‬‬
‫وتحديدًا في بعض المستعمرات التي كانت إما تابعة لمملكة فرنسا‪ ،‬أو مملكة‬
‫انجلترا‪ ،‬أو مملكة أسبانيا‪.‬‬
‫أتت أفكار الطبيعيين كرد فعل ألفكار التجاريين؛ حيث إن الطبيعيون رفضوا‬ ‫‪(4‬‬
‫الفلسفة التي أتى بها التجاريون ‪ ،‬فقد كانت الرقابة شديدة وتفصيلية وكذلك التوجيه‬
‫الحكومي‪.‬‬
‫والطبيعيون يسمون بـ "الفيزوقراط" وهو مسمى لنفس المجموعة‪ ،‬وهم‬ ‫•‬
‫(الطبيعيون)‪ ،‬فكال المسميين يطلق على نفس المجموعة‬
‫• ومن العوامل األساسية أيضًا والتي تكمن حول تحول نمط هذا‬
‫التفكير من المدرسة التجارية إلى مجموعة الطبيعيين‪:‬‬
‫‪ (1‬أن النمو هو نمو الرأسمالية الصناعية‪ ،‬فتحول االهتمام من التجارة‬
‫إلى الصناعة أو إلى اإلنتاج تحديدًا‪.‬‬
‫‪ (2‬ظهرت أفكار دينية في تلك الفترة‪ ،‬تؤمن بأن الخالق قد أعطى لكل‬
‫شيء خلقه‪ ،‬قانونه الخاص الذي يسير به وأنه لذلك يتركه يتحرك‬
‫حركة ذاتية؛ لذا أصبح المناخ مواتيًا لخروج نمط تفكير وأفكار‬
‫جديدة‪.‬‬
‫ظهرت هذه المجموعة‪ ،‬ما يسمون بـ"الطبيعيين"‪ ،‬أو "الفيز وقراط"‪• ،‬‬
‫ابتداء ظهروا في فرنسا في القرن "الثامن عشر"‪ ،‬وهي أول مدرسة‬
‫أو مجموعة حديثة من المفكرين الذين اعتبروا أنفسهم اقتصاديين‪ ،‬أو‬
‫أنهم أول مدرسة حديثة في الفكر االقتصادي‪ ،‬ويعرفون أيضا بأنهم‬
‫أنصار المذهب الطبيعي‪ ،‬وهناك مجموعة منهم‪ ،‬وكان على رأسهم‬
‫الطبيب الشهير "فرانسوا كناي"‪ ،‬ومثلت آراء وكتابات هذه المجموعة‬
‫بداية لظهور فرع من فروع علم االقتصاد‪ ،‬أو ما يعرف بعلم‬
‫االقتصاد‪ ،‬أو فرع علم االقتصاد السياسي‪.‬‬
‫• جوهر الفلسفة التي بنيت عليها أفكار تلك المجموعة‪:‬‬
‫• جوهر فلسفتهم‪ ،‬هو النظام الطبيعي بمعنى‪ :‬أن المجتمع البشري‬
‫تحكمه قوانين طبيعية ال يمكن أن تغيرها القوانين الوضعية‪ ،‬وكانوا‬
‫يعتقدون أن هذه القوانين قدرها هللا ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬من أجل سعاة‬
‫ي انحراف عن هذه القوانين يسبب اضطرابا ومشكالت‪،‬‬ ‫البشر‪ ،‬وأن أ ّ‬
‫وأن مثل هذه القوانين في نظرهم تحكم جميع مناحي الحياة‪ ،‬بما فيها‬
‫الناحية االقتصادية‪ ،‬وتسيرها بانتظام بالغ‪.‬‬
‫• نظر الطبيعيون إلى أن الطبيعة على أنها هي المصدر الوحيد للثروة‬
‫االقتصادية وقد ترتب على ذلك أن النشاط االقتصادي المنتج‪ ،‬ما هو‬
‫إال استغالل الموارد الطبيعية فقط‪ ،‬في حين أنهم كانوا يرون نواحي‬
‫النشاط االقتصادي األخرى‪ ،‬كالصناعة أو التجارة والخدمات‬
‫وغيرها‪ ،‬تعتبر نشاطات غير منتجة بمعنى أن النشاط االقتصادي‬
‫المنتج‪ ،‬أو النشاط االقتصادي الوحيد المنتج‪ ،‬هو الزراعة فقط ‪.‬‬
‫• جوهر الفلسفة التي بنيت عليها أفكار تلك المجموعة‪:‬‬
‫• أيضا أحوال المزارعين في تلك الفترة كانت سيئة‪ ،‬وكان السبب‬
‫في ذلك انخفاض دخلهم من جراء تطبيق سياسة التجاريين‪،‬‬
‫والتي نتج عنها انخفاض أثمان المنتجات الزراعية بهدف دعم‬
‫الصناعة؛ ألنها سيكون لها دور في دعم التجارة‪ ،‬ومن ثم‬
‫الحصول على المعدن النفيس؛ لذلك كان المزارعون‪ ،‬أو القطاع‬
‫الزراعي يعاني من تلك السياسات التي اتبعها التجاريون ؛ لذا‬
‫ساد شعور لدى الناس في تلك الفترة بضرورة إصالح هذه‬
‫األوضاع؛ لذا جاءت هذه اآلراء للطبيعيين كرد فعل لهذا‬
‫الوضع‪ ،‬ومحاولة للتخلص من العيوب التي رافقت تطبيق أفكار‬
‫التجاريين؛ لذا نلحظ أن المحصلة لهذه األوضاع هي التركيز‬
‫على أهمية الزراعة والمزارعين‪ ،‬ومجموعة الطبيعيين بال شك‬
‫لهم إسهاماتهم في تاريخ الفكر االقتصادي‪.‬‬
‫األركان التي اعتمدت عليها هذه المجموعة أو هذه المدرسة‪،‬‬ ‫•‬
‫تشمل األركان التالية‪:‬‬
‫الركن األول‪ :‬مبدأ المنفعة الشخصية‪ ،‬والتي تقوم على فكرة أن‬ ‫•‬
‫كل شخص يسعى في تصرفاته االقتصادية إلى ما يحقق منافعه‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫الركن الثاني‪ :‬مبدأ المنافسة الحرة‪ ،‬وهذا المبدأ يقوم على أن‬ ‫•‬
‫كل فرد حينما يسعى لتحقيق منافعه الشخصية‪ ،‬يدخل في تنافس‬
‫مشروع مع بقية أفراد المجتمع‪.‬‬
‫الركن الثالث‪ :‬إيمان الطبيعيون بوجود قوانين طبيعية تتولى‬ ‫•‬
‫األمور كلها‪ ،‬بما فيها الحياة االقتصادية‪ ،‬عن طريق مبدأي‬
‫المنفعة الشخصية‪ ،‬والمنافسة الحرة‪.‬‬
‫•‬
‫• وتميزت هذه القوانين بخصائص أربعة‪- :‬‬
‫‪ (1‬أن القوانين الطبيعية هي مطلقة ال استثناء لها؛ ألنها من‬
‫الطبيعة‪ ،‬وتشمل الطبيعة بمعناها الواسع‬
‫‪ (2‬أن القوانين الطبيعية عالمية تنطبق على جميع البلدان‪ ،‬وعلى‬
‫كل المجتمعات‪ ،‬وليست محدودة أو محصورة بمجتمع أو بنطاق‬
‫أو منطقة جغرافية‪.‬‬
‫‪ (3‬أن القوانين الطبيعية أزلية ال تتغير عبر الزمن‪.‬‬
‫‪ (4‬أن القوانين الطبيعية قوانين إلهية‪ ،‬أي‪ :‬أن الخالق ‪-‬سبحانه‬
‫وتعالى‪ -‬هو الذي فرضها؛ ولذلك ال يجوز معارضتها‪.‬‬
‫• والطبيعيون‪ ،‬قسموا النشاط االقتصادي إلى‬
‫مجموعتين‪:‬‬
‫• المجموعة األولى‪ :‬تخص النشاطات التحويلية‪ ،‬التي تقوم‬
‫بتحويل المواد الخام إلى سلع تامة الصنع‪ ،‬وهذه‬
‫النشاطات مفيدة‪ ،‬لكنها ‪-‬من وجهة نظرهم‪ -‬ال تزيد الثروة‬
‫في المجتمع‪،‬‬
‫• المجموعة الثانية وهو النشاطات االقتصادية المنتجة‪،‬‬
‫وهذه هي التي تسهم في زيادة الثروة‪ ،‬ومن أمثلة تلك‬
‫األنشطة المنتجة الزراعة‪ ،‬والصيد‪ ،‬والتعدين؛ومنتجة‬
‫ألنها تزيد الثروة‪ ،‬على العكس من األنشطة التي ال تزيد‬
‫الثروة وتحديدا هي الصناعات التحويلية‪.‬‬
‫• قسم الطبيعيون األفراد إلى طبقتين‪:‬‬
‫• الطبقة األولى‪ :‬الطبقة المنتجة العاملة‪ ،‬وهذه الطبقة المنتجة‪،‬‬
‫ذكروا أنها‪ :‬الطبقة أو األفراد الذين يعملون في األرض‪ ،‬وتحديدا‬
‫في الزراعة‪.‬‬
‫• الطبقة الثانية‪ :‬بقية السكان عدا الطبقة المنتجة‪ ،‬وهذه الطبقة‬
‫الثانية‪ ،‬تشمل طبقة المالك والطبقة الفقيرة؛ وهم الذين يمارسون‬
‫ً‬
‫أعماال خدمية؛ لذا هم ليسوا مع المالك‪ ،‬ال ينظر لهم أنهم طبقة‬
‫منتجة‪.‬‬
‫• أفكار مدرسة الطبيعيين أو الـفيزوقراط‬
‫وأهم هذه األفكار ما يلي‪:‬‬ ‫•‬
‫أوالً‪ :‬أن الثروة لديهم هي اإلنتاج الزراعي‪ ،‬وليس جمع المعادن الثمينة‪.،‬‬ ‫•‬
‫ثانيًا‪ :‬اكتشاف الدورة االقتصادية من الزراعة وإليها‪ ،‬هذا االكتشاف يرجع إلى‬ ‫•‬
‫الطبيب "فرنسوا كناي"‪ ،‬وهو أول من تكلم عن دورة الناتج الصافي في االقتصاد‬
‫القومي‪ ،‬وقد شبه "كناي"‪ ،‬تداول المنتجات في الجسد االقتصادي‪ ،‬بالدورة الدموية‬
‫داخل جسم اإلنسان‪.‬‬
‫ويمكن تلخيص فكرة الدورة االقتصادية‪ ،‬كما رآها "كناي" كالتالي‪ :‬أنه يتم‬ ‫•‬
‫تحقيق الناتج الصافي بواسطة المزارعين‪ ،‬فيقدمون جز ًء من الناتج إلى مالك‬
‫األراضي الزراعية‪ ،‬مقابل استخدامهم ألراضيهم ويحتفظون بالباقي‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬توحيد الضريبة وفرضها على الناتج الزراعي فقط‪ .‬ويجب أال تكون الضرائب‬ ‫•‬
‫متعددة؛ ألنه لو فرضت الضريبة على الصناع والتجار‪ ،‬فإنهم يدفعونها‪ ،‬لكنهم ينقلون‬
‫بعد ذلك عبئها إلى المزارعين‪ ،‬مما يسهم في رفع ثمن المنتجات التي يبيعونها للقطاع‬
‫تأثيرا بالغًا؛ لذا رأوا أن‬
‫ً‬ ‫الزراعي بمقدار الضريبة‪ ،‬وهذا مما ال شك فيه سيؤثر‬
‫الضريبة تفرض فقط على النشاط االقتصادي المنتج‪.‬‬
‫• االقتصاديات المالية للطبيعيين‪:‬‬
‫نادوا بسياسة الحرية االقتصادية‪ ،‬وعدم تدخل الدولة في الحياة االقتصادية‪.‬‬ ‫‪(1‬‬
‫نادوا بتطبيق الحرية االقتصادية في الداخل‪ ،‬والتي انعكست على الشعار الذي تبنته‬ ‫‪(2‬‬
‫المدارس الحقًا بعقود بعد هذه المجموعة‪ ،‬وهذا الشعار "دعه يعمل"‪ ،‬وفي مجال‬
‫العالقات االقتصادية مع الخارج‪ ،‬انعكس الشعار اآلخر المكمل لهذا الشعار "دعه‬
‫يمر"؛ لذلك "دعه يعمل دعه يمر"‪.‬ومعناه‪ :‬اترك الناس يعملون بحرية‪ ،‬واترك السلع‬
‫وعناصر اإلنتاج تمر بحرية عبر الحدود‪.‬‬
‫ما يخص عدم تدخل الدولة في الحياة االقتصادية‪ ،‬ال يعني أنهم استبعدوا الدولة‪ ،‬من‬ ‫‪(3‬‬
‫أى دور لها في النشاط االقتصادي‪ ،‬بل أرادوا أن يجعلوا دور الدولة محصورا في‬
‫التشريعات االقتصادية‪ ،‬ووضع األطر العامة‪.‬‬
‫كانوا يرون أن القوانين الطبيعية‪ ،‬وأن الكون سيسير متى ما ترك‪ ،‬وهو محكوم بما‬ ‫‪(4‬‬
‫أودعه ‪-‬هللا سبحانه وتعالى‪ -‬فيه‪.‬‬
‫أيضا كانوا يرون أيضا من مهام الدول‪ ،‬تحقيق األمن الداخلي والخارجي وحماية‬ ‫‪(5‬‬
‫الملكية الفردية من االعتداء‬
‫المحاضرة الخامسة‬
‫المدرسة الكالسيكية‪:‬‬
‫• المدرسة التقليدية‪ ،‬أو المدرسة الكالسيكية ظهرت خالل فترة ‪1776‬م‪ ،‬أو‬
‫مطلع ‪1776‬م واستمرت إلى ‪1871‬م قرابة المائة عام‪ ،‬أو تزيد ا‬
‫قليال ‪ ,‬هذه‬
‫المدرسة صاحبت الفترة الزمنية التي خرجت في هذه المدرسة ثورتان‬
‫أساسيتان على المستوى البشري‪ ،‬وهاتان الثورتان العلميتان األساسيتان هما‬
‫الثورة العلمية والثورة الصناعية‪ ،‬و ال شك أن هاتين الثورتان العلمية‬
‫والصناعية لهما دور كبير في دعم األفكار االقتصادية لهذه المدرسة‪.‬‬
‫صا‬
‫‪ (1‬الثورة العلمية‪ :‬بدأت مع كتابات وإسهامات نيوتن وجاليلو اللذين خص ا‬
‫قوانين سواء في حركة األجرام أوالجاذبية وخالفه‪ ،‬وال شك أن البشرية في‬
‫تلك الفترة شهدت هذه النقلة‪ ،‬و أثرت على نواحي الحياة األخرى ومنها‬
‫الجوانب اقتصادية‪.‬‬
‫‪ (2‬الثورة الصناعية‪:‬بدأت في ‪1776‬م وتصاعدت مع مرور الوقت‪ ،‬وصارت‬
‫مع أفكار المدرسة الكالسيكية‪ ،‬وبالذات في انجلترا‪ ،‬ونمو الصناعات قاد‬
‫إلى زيادة التأكيد على أهمية الجانب الصناعي في الحياة االقتصادية؛ لذا‬
‫تعتبر هذه الثورة الصناعية داعم‪ ،‬ورافد أسهم في دعم أفكار الكالسيك‪.‬‬
‫هناك أمور هناك أخرى كان لها إسهام في دعم األفكار االقتصادية‬ ‫‪(3‬‬
‫للكالسيك من ضمنها‬
‫تركز عوامل إنتاج‪ ،‬وتضخم الجهاز اإلنتاجي‪ ،‬وتركز عوامل إنتاج‬ ‫أ‪-‬‬
‫الصناعة؛ لذا هذه المرحلة سميت بالمرحلة الرأسمالية الصناعية‬
‫تغير طبيعة النظام االقتصادي‪ ،‬فبعد أن كانت التجارة في ظل‬ ‫ب‪-‬‬
‫الرأسمالية التجارية هي مركز النشاط االقتصادي‪،‬والصناعة كانت‬
‫قائمة لخدمة التجارة‪ ،‬ليس أكثر من ذلك‪ ،‬لكنه في هذه الفترة التي‬
‫خرج فيها الكالسيك أصبحت الصناعة تحت ُّل المركز األساسي‪،‬‬
‫وأصبحت التجارة على العكس تعمل لخدمة الصناعة‪ ،‬وتوسع حجم‬
‫اإلنتاج الصناعي‪.‬‬
‫االنفصام التام بين طبقة الرأسماليين وطبقة العمال‪ ،‬والمقصود بذلك‬ ‫‪(4‬‬
‫نتيجة للثورة الصناعية ‪ ،‬وظهور الرأسمالية الصناعية حدث‬
‫انفصال تام بين طبقة الرأسماليين وبين طبقة العمال الذين يعيشون‬
‫على بيع مجهودهم كسلعة من السلع من جهة أخرى‪.‬‬
‫• سمات المدرسة الكالسيكية‪:‬‬
‫• الفلسفة التحليلية للمدرسة التقليدية كان يشتمل على عدد من‬
‫النظريات االقتصادية المختلفة في االنتاج ‪ ،‬السكان ‪ ،‬القيمة ‪،‬‬
‫التشكيل ‪ ،‬التوزيع ‪ ،‬النقود ‪ ،‬التجارة الخارجية‪:‬‬
‫‪ (1‬نظرية الكالسيك في اإلنتاج ‪ :‬عرف الكالسيك اإلنتاج بأنه خلق‬
‫المنافع أو زيادة منفعة‪ ،‬أو منافع قائمة ؛ لذا هم بهذا التعريف‬
‫خرجوا عن آراء التجاريين‪ ،‬وعن آراء الطبيعيين في تحديد مفهوم‬
‫مقصورا في نطاق‬
‫ا‬ ‫الثروة واإلنتاج؛ لذا اإلنتاج معناه واسع‪ ،‬وليس‬
‫ضيق مثل ما كان معروفاا لدى التجاريين والطبيعيين ‪ ,‬أي ا‬
‫ضا الثروة‬
‫لدى الكالسيك هي إنتاج السلع والخدمات‪ ،‬وليس كما كان معروفاا‬
‫لدى ما سبقهم أن الثروة تتمثل في زيادة المعدن النفيس ‪.‬‬
‫ضا عناصر اإلنتاج لدى الكالسيك فهي الطبيعة‪ ،‬والعمل ورأس‬ ‫• أي ا‬
‫المال‪ ،‬والتنظيم‬
‫اهتمت المدرسة الكالسيكية في نظرية اإلنتاج ألمرين‪:‬‬ ‫•‬
‫األول‪ :‬ظاهرة لتقسيم العمل وأثرها في زيادة حجم اإلنتاج‪،‬‬ ‫•‬
‫وتحسين نوعيته‪ ،‬وكذلك إنتاجية العمل و فكرة تقسيم العمل تكاد‬
‫رواد هذه المدرسة‪ ،‬اال أن ابن‬ ‫تحمل اسم آدم سميث‪ ،‬وهو أحد َّ‬
‫خلدون سبق آدم سميث‪ ،‬أو المدرسة التقليدية وآم سميث تحديداا‬
‫في قضايا تقسيم العمل‪ ،‬وأثره على زيادة اإلنتاج‬
‫ويرى الكالسيك أن تقسيم العمل سيسهم في زيادة إتقان العامل‬ ‫•‬
‫للعمل والقدرة على االبتكار‪ ،‬وعلى استخدام اآلالت والمكائن‪،‬‬
‫ضا يرى الكالسيك أن تقسيم العمل يتوقف على حجم السوق‬ ‫وأي ا‬
‫الثانى‪ :‬قانون تناقص الغلة ‪ ،‬ويعود في اكتشافه إلى أحد أقطاب‬ ‫•‬
‫هذه المدرسة‪ ،‬وهو المفكر ديفيد ريكاردو‪.‬‬
‫‪ (2‬نظرية الكالسيك في السكان ‪ :‬الكالسيك رسموا صورة جميلة‪،‬‬
‫وتحديداا آدم سميث لمجتمع يسود التجانس‪ ،‬ونزوع أفراده للتقدم‬
‫ا‬
‫مرتكزا على فكرة أتوا بها‪ ،‬وهي ما يُعرف‬ ‫لتحقيق رفاهية البشر‬
‫باليد الخفية‪ ،‬وكانوا يعتقدون أن اليد الخفية تحركهم‪ ،‬وتحفظ تماسك‬
‫المجتمع ‪،‬وفكرتها أن الفرد يسعى في تحقيق مصلحته الذاتيه‪ ،‬لكنه‬
‫من غير ما يحقق المصلحة العامة للمجتمع‪ ،‬ومثل ما نعرف أن‬
‫المجتمع هو مكون من مجموعة من األفراد؛ لذا ففي األخير ستحقق‬
‫المصلحة العامة بطريقة غير مباشرة عن طريق تحقيق كل فرد من‬
‫أفراده مصلحته الذاتية‪.‬‬
‫‪ (3‬في قضية السكان و كطبيعة كونية و ظهر في انجلترا‪ ،‬السرعة‬
‫في زيادة السكان وكان الرأي هو وجوب خفض السكان حتى‬
‫يتناسب مع مستوى المعيشة‪ ،‬وتأثر بعض مفكري هذه المدرسة‪،‬‬
‫وتحديداا مالتس بالمذاهب التي دمغت الثورة الصناعية بأنها لم تخدم‬
‫خيرا‪.‬‬
‫الطبقة‪ ،‬أو لم تحقق للطبقة العاملة ا‬
‫‪ (4‬نظرية الكالسيك في التشكيل ‪ :‬الكالسيك كانوا يعتقدون أن حجم‬
‫التشغيل ( التوظف ) البد أن يتح َّدد عند مستوى التشغيل الكامل‪،‬‬
‫صا بالعمالة فقط‪ ،‬وإنما لعناصر اإلنتاج‬
‫والتشغيل الكامل ليس خا ًّ‬
‫إجماال ومن ضمنها عنصر العمل؛ لذا كانوا يرون كل بطالة بين‬ ‫ا‬
‫عنصر العمل ال يمكن أن تكون إال ظاهرة عابرة‪ ،‬وحجتهم في ذلك‬
‫أنه إذا وجدت هذه البطالة بين العمال ألي سبب؛ فسوف يتنافس‬
‫العمال فيما بينهم لالشتغال أو للعمل‪ ،‬فيترتب على ذلك خفض‬
‫أجورهم‪ ،‬ويدفع المنظمين إلى تشغيل هؤالء العمال العاطلين عن‬
‫العمل ومن ث َ َّم تنتهي البطالة‪.‬‬
‫وترتب على هذه الفكرة أن الكالسيك اعتبروا أن حجم اإلنتاج الكلي‬
‫يبقى ثابتاا دائ اما عند مستوى واحد‪ ،‬وهو مستوى التشغل الكامل؛ لذا ال‬
‫يتغير‪ ،‬وعند حصول ذلك ال يتغير حجم الناتج القومي في رأيهم إال في‬
‫األجل الطويل‪ ،‬تحت تأثير العوامل التي تنتج عن تغير حجم السكان‪ ،‬أو‬
‫الفن اإلنتاجي‪ ،‬أو خالفه ‪.‬‬
‫‪ (5‬نظرية الكالسيك في القيمة ‪ :‬ونظرية القيمة هى نظرية قائمة قبل‬
‫المدرسة التقليدية ‪،‬و يتمثل إسهام التقليديون في نظرية القيمة في تفريقهم‬
‫بين قيمة االستعمال وقيمة المبادلة أو ما أسموه القيمة االستعمالية والقيمة‬
‫التبادلية للسلعة أو الخدمة والقيمة التبادلية‪ :‬تمثل السعر الطبيعي للسلعة أو‬
‫ا‬
‫إجماال ركزوا اهتمامهم على قيمة التبادل‪ ،‬و قيمة‬ ‫الخدمة ‪،‬والتقليديون‬
‫االستعمال تمثل المنفعة التي يحصل عليها الفرد من استعمال سلعة ما‬
‫كثيرا بنظرية التوزيع‬
‫ا‬ ‫‪ (6‬نظرية الكالسيك في التوزيع ‪ :‬اهتم الكالسيك‬
‫باعتبار أن توزيع مكافات عوامل إنتاج هي المشلكة الرئيسة في علم‬
‫االقتصاد‪ ،‬وليس المشلكة في اإلنتاج‪ ،‬وبطبيعة الحال أن هذه النظرة أو هذا‬
‫التحليل كان نتيجة طبيعية لموقفهم تجاه نظرية التشغيل الكامل ‪ ،‬فما دام‬
‫المستوى اإلنتاجي دائ اما هو عند التشغيل الكامل‪ ،‬وما دام حجم اإلنتاج الكلي‬
‫يبقى ثابتاا؛ فإن المشكلة الرئيسية تنحصر في معرفة القوانين التي يخضع‬
‫لها توزيع هذا الناتج الكلي بين عناصر اإلنتاج التي أسهمت في إنتاجه‪.‬‬
‫بدال من المنهج الوظيفي الذي‬‫ويرتبط تحليل التوزيع عندهم بالمنهج الطبقي ا‬
‫ارتبطت به المدرسة الكالسيكية الحديثة‪.‬‬
‫‪ (7‬نظرية الكالسيك في النقود ‪ :‬الكالسيك كانوا يرون أن‬
‫دور النقود في االقتصاد هو دور ثانوي؛ حيث إنهم كانوا‬
‫يعتبرونها وسيط للمبادلة‪ ،‬وأداة لقياس القيم‪ ،‬وال تعتبر ثروة‬
‫بحد ذاتها ‪ ،‬وليس لها دور آخر مثل كونها مخزن للقيمة‪ ،‬وذلك‬
‫لحفظ المدخرات؛ لذا تصوروا أن النقود هي مجرد أداة لتسهيل‪،‬‬
‫أو وسيلة لتسهيل سير االقتصاد‪ ،‬كانوا ينظرون في تحليلهم‬
‫االقتصادي على أن االقتصاد اقتصاد عيني ال دور للنقود فيه‪.‬‬
‫فيما يخص المستوى العام لألسعار‪ ،‬وهذا بطبيعة الحال له‬
‫عالقة بقيمة النقود‪ ،‬فسرها الكالسيك من خالل نظرية كمية النقود‪.‬‬
‫‪ (8‬نظرية الكالسيك في التجارة الخارجية‪ :‬الكالسيك دافعوا‬
‫عن الحرية االقتصادية في نطاق التجارة الدولية‪ ،‬واهتموا بها‬
‫لكن ليس وفقاا األسس التي بنى عليها التجاريون أفكارهم بانها‬
‫مصدر زيادة ثروة الدولة من المعدن النفيس‪ ،‬لكن الكالسيك لم‬
‫يهتموا بالتجارة الخارجية لهذا السبب‪ ،‬وإنما كانوا ينظرون إلى‬
‫أن التجارة الخارجية لها دور كبير في كون كل دولة تركز‬
‫على إنتاج السلع ذات الميزة النسبية العالية فيها‪ ،‬وتخدمها في‬
‫زيادة إنتاج السلع والخدمات‪.‬‬
‫‪ (9‬نظرية الكالسيك في التنمية والنمو االقتصادى ‪:‬ركز آدم سميث‬
‫في كتابه الشهير ثروة األمم على قضايا التنمية والنمو‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫مفكري المدرسة الكالسيكية‬
‫• المدرسة التقليدية أو الكالسيكية لها عدد من الرواد‪ ،‬وهم من جنسيات‬
‫أوربية مختلفة‪ ،‬وشاركوا في إرساء قواعد هذه المدرسة‪ ،‬وكان لهم‬
‫الدور الكبير في بناء المدرسة بناء مؤسساتي‪ ،‬ومبني على التحليل‬
‫االقتصادي بال شك يأتي في طليعة هؤالء المفكرون والمؤسسون‬
‫لهذه المدرسة ورواد هذه المدرسة االقتصادي‪،‬‬
‫• آدم سميث ‪:‬‬
‫• اقتصادي اسكتلدني اولد في عام‪ 1723‬م وتوفي في ‪1790‬‬
‫عرف‬ ‫ميالدي‪ ،‬ألف العديد من الكتب والمقاالت لكن أشهر كتبه التي ُ‬
‫بها ثروة األمم‪ .‬ويعد فكر أدم سميث بداية مرحلة جديدة في التحليل‬
‫االقتصادي التي تميزت بالبعد عن الدوافع الشخصية واألخالقية‪،‬‬
‫واالعتماد على التحليل المنطقي‪ ،‬وبناء على أفكار آدم سميث تأسست‬
‫هذه المدرسة ومن أتى بعده من المفكرين أضافوا لفكر ادم سميث‬
‫• أبرز إسهامات آدم سميث‬
‫‪ (1‬تقسيم العمل‪:‬‬
‫• آدم سميث على خالف باقي المفكرين من الطبيعيين‪ ،‬أو التجاريين فيما‬
‫يخص تحديد مصدر الثروة عند األمم‪ ،‬فالتجاريين اعتبروا أن الثروة تكمن‬
‫في جمع وحيازة المعادن النفيسة‪ ،‬أو الطبيعيين اعتقدوا أن استغالل‬
‫األرض أو الموارد هي المورد األساسي للحصول على الثروة ‪ ،‬فان ادم‬
‫سميث كان يرى أن العمل وحده هو المصدر الوحيد للثروة‪ ،‬وأكد على أن‬
‫كل التطورات الحاصلة قوى اإلنتاج هي ناتجة‪ ،‬أو هي نتيجة لتقسيم العمل‬
‫‪ ،‬وإذا وجد اختالف في وتيرة اإلنتاج بين بلد وبين بلد آخر‪ ،‬فهذا مر ُّده‬
‫يمكن يفسر باختالف تنظيم العمل في كل بلد في هذين البلدين‬
‫• وينظر ادم سميث لتقسيم العمل من منظورين أساسين‪:‬‬
‫• األول‪ :‬يرى آدم سميث أن تقسيم العمل هو وسيلة فعالة في اقتصاديات العمل‬
‫ضا زيادة الجودة في المنتج‪ ،‬وكان آدم سميث‬ ‫بقصد الزيادة في اإلنتاج‪ ،‬وأي ا‬
‫يوضح أن مكاسب التقسيم المتزايد للمهام ال تحصل إال في إطار مجتمعي‬
‫سا على اإلنتاج من أجل أن يتبادل هذه المنتجات؛ ألن المجتمعات‬ ‫يعتمد أسا ا‬
‫القائمة على اإلشباع المباشر للحاجات ال تتسم بالقدرة على التجديد في‬
‫اإلنتاج‪ ،‬والتحسين وسائل هذا اإلنتاج‪ ،‬وبناء على ذلك ذكر أدم سميث أنه‬
‫تقسيم العمل له حدود من جراء عدم توسيع السوق‪.‬‬
‫• وإذا كان التجاريون يعتبرون السوق محدود جغرافيًّا ما دامت الغزوات‬
‫العسكرية متوقفة ‪ ،‬حيث إن كل مملكة من الممالك كانت موجودة في فترة‬
‫التجاريين كانت تسعى إلى زيادة رقعتها من هذه المستعمرات عن طريق‬
‫الغزوات‪ ،‬وعن طريق السيطرة على أجزاء من العالم الجديد‪ ،‬فإن آدم سميث‬
‫كان يرى أن السوق ال يحدد جغرافيًّا؛ ألن تنمية اإلنتاج هي التي توسع‬
‫السوق شريطة غياب بعض الحواجز التي تحول دون توسيع رقعته‪ ،‬وعالوة‬
‫على ذلك يستلزم األمر من وجهة آدم سميث تعميم األداة النقدية التي كان‬
‫يرى أنها ال تشكل في حد ذاتها إال وسيلة للتبادل‪ ،‬وليس لها أي وظيفة أخرى‬
‫في النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫الثانى‪ :‬رأى آدم سميث من هذا المنظور يستلزم وجود مقاوالت مختلفة‪،‬‬ ‫•‬
‫والتخصص في اإلنتاج‪ ،‬و هذا الفهم يركز باألساس على دور تقسيم العمل في‬
‫رفع اإلنتاجية من جهة‪ ،‬وعلى دراسة وتحليل اآلليات والميكانزم التي تحكم‬
‫التراكم الراسمالي‪.‬‬
‫و القضية األخرى التي كان آلدم سميث إسهامه فيها هي قضية العمل اإلنتاجي‪،‬‬ ‫•‬
‫وتفرقة ما بين العمل اإلنتاجي والعمل الغير إنتاجي‪.‬‬
‫آدم سميث قسم األقسمة االقتصادية إلى قسمين رئيسين‬ ‫•‬
‫األول‪ :‬األنشطة المنتجة وهي األنشطة التي تكون حصيلتها إنتاج أشياء مادية‪،‬‬ ‫•‬
‫وهذا شرط أولي وأساسي في التراكم‪ ،‬و ينطلق آدم سميث ينطلق من فرضيات‬
‫البحث في أسباب الثروة‪ ،‬فكان يرى أن هذه األنشطة ال تكن في ترابط الذهب‬
‫والفضة‪ ،‬وال تقتصر على اإلنتاج الزراعي؛ بل تتسع لتشمل كل نشاط مادي‪،‬‬
‫وليست محصورة في هذه األنواع من األنشطة‪ .‬إما التي لها عالقة بتراكم‬
‫المعادن النفيسة كما كان يراها التجاريون‪ ،‬أو في اإلنتاج الزراعي كما كان يراه‬
‫الزراعيون‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬األنشطة الغير منتجة‪ ،‬و هي كل الخدمات التي ال تنتج أشياء مادية‪ ،‬أو‬ ‫•‬
‫أشياء ملموسة‪ ،‬وبناء على ذلك ال يترتب عنها فائص االستثمار‪ ،‬ومن ث َ َّم‬
‫اعتبرها آدم سميث أنها غير منتجة‪ ،‬وذكر في ذلك أو تحت هذا التقسيم أن كل‬
‫األنشطة الحكومية ذكرها أنها هي أنشطة بطبعها غير منتجة كالتعليم‪ ،‬والصحة‪.‬‬
‫‪ (2‬نظرية القيمة المقصود بنظرية القيمة هي قيمة السلعة‪ ،‬أو‬
‫الخدمة و نظرية القيمة هي ليست إسهام جديد‪ ،‬فآدم سميث شأنه‬
‫شأن غيره‪ ،‬يضيف‪ ،‬أو يتوسع‪ ،‬أو يبدي وجهة نظر حيالها‪ ،‬و‬
‫كان آدم سميث يميز ما بين قيمة االستعمال وقيمة التبادل‪ ،‬فكان‬
‫يرى أن فيما يخص قيمة االستعمال أن بعض السلع لها منفعة‬
‫كبيرة مثل الماء والهواء‪ ،‬لكن ال يُمكن تبادلها مقارنة بسلع‬
‫أخرى ليس لها نفس المنفعة كمثال الماس‪ ،‬لذا قيمة التبادل‬
‫تنبني في نظره على المنفعة‪ ،‬أو على القدرة على تلبية حاجة‬
‫اجتماعية‪ ،‬فكان يرى أنه أن قيمة االستعمال تكون شر ا‬
‫طا‬
‫أساسيًّا نحو‪ :‬اكتساب الصفة التبادلية‪.‬‬
‫• ومقياس القيمة‪ :‬آدم سميث سعى في بعض أوطرحاته الالحقة‬
‫لقيمة االستعمال وقيمة التبادل‪ ،‬أتى بنظرية أخرى مبنية على‬
‫حجم العمل المبذول في السلعة‪ ،‬أو الخدمة‪ ،‬وكان يرى أنه هو‬
‫المعيار الذي تتحدد به قيمة‪ ،‬أو ثمن السلعة أو الخدمة؛ لذا إذا‬
‫تطلب إنتاج سلعة ما عدد من الساعات أكثر‪ ،‬فإن قيمتها تكون‬
‫أكثر والعكس صحيح‪.‬‬
‫• وبعد ذلك أتى بنظرية ثالثة‪ ،‬وكانت مر ُّدها أو مبنية على‬
‫الطلب‪ ،‬والعرض في السوق‪ ،‬وذكر أن هذا هو ما يحدد ثمن أو‬
‫قيمة سلعة ما أو خدمة ما‪.‬‬
‫‪ (3‬آلية السوق‪ :‬من أبرز إسهامات أدم سميث فكرة توافق‬
‫المصالح ومحدودية دور الحكومة ‪.‬‬
‫آدم سميث يرى محدودية تدخل الحكومة في النشاط االقتصادي‪،‬‬
‫ودورها الرئيس هو وضع األطر العامة والقوانين العامة‪ ،‬وترك‬
‫االقتصاد يعمل وفق آلية السوق‪ ،‬كان يرى أن السوق كفيل بتحقيق‬
‫بتحقيق المصلحة العامة ‪ ,‬فقد أشار آدم سميث إلى أنه بدافع‬
‫المصلحة الفردية الذاتية في بيئة من األفراد‪ ،‬يحركهم هذا الدافع‪،‬‬
‫ومن ث َ َّم يؤدي إلى المنافسة‪ ،‬وتؤدي هذه المنافسة إلى توفير السلع‬
‫التي يحتاج إليها المجتمع بالكميات المرغوبة‪ ،‬وباألسعار المناسبة‪،‬‬
‫ومن ث َ َّم تتحقق المصلحة العامة‪ ،‬أو يحقق األفراد المصلحة العامة‬
‫عن طريق تحقيق مصالحهم الخاصة‪.‬‬
‫‪ (3‬آلية السوق‪ :‬ويكون هذا عن طريق نظام السوق وهو الذي‬
‫يقوم بالموازنة بين هذه المصالح المتضاربة‪ ،‬وتحرص قوانين‬
‫السوق أن يراعي المنتجون مطالب المجتمع بشأن مقادير السلع‬
‫ضا سينظم األثمان أو‬ ‫التي يريدها المجتمع‪ ،‬كما أن السوق أي ا‬
‫األسعار أو مقادير هذه السلع‪ ،‬وكذلك ينظم دخول المتنجين‪،‬‬
‫ضا كذلك خروجهم من السوق عن طريق أداة األرباح؛ لذا‬ ‫وأي ا‬
‫مقتصرا على وضع األ ُطر‬
‫ا‬ ‫الحكومة في الحالة هذه دورها يكون‬
‫العامة أو الخطوط العريضة‪ ،‬وتترك للسوق يعمل وفق آلية‬
‫السوق آليته التي اصطلح على تسميتها‪.‬‬
‫‪ (4‬قضية األجور أو توزيع الدخل‪ :‬واألجر ما هو إال أحد مكونات‬
‫انصب على‬
‫َّ‬ ‫الدخل تحليل آدم سميث في قضية توزيع الدخل‬
‫العوامل المحددة للمستويات الطبيعية لألجر‪ ،‬والربح والريع‪،‬‬
‫وما يميز تحليل آدم سميث‪ ،‬ارتباطه بالعامل الطبقي بدل من‬
‫العامل الوظيفي‪ ،‬فكان آدم سميث كان يرى أن لألجر مستوى‬
‫طبيعي له في المدى الطويل‪ ،‬وهو حد الكفاف‪ ،‬وخرج آدم‬
‫سميث بفكرة أن األجور ترتبط بالظروف العامة بالنمو‬
‫االقتصادي‪ ،‬فكان يرى أن االقتصاد الذي ينمو يكون مصحوباا‬
‫ضا بارتفاع معدالت األجور‪ ،‬وفي وقت الركود تكون األجور‬ ‫أي ا‬
‫ضا‬‫ثابتة‪ ،‬وبسبب العالقة بين مستوى األجور وحجم السكان أي ا‬
‫كان يرى أن األجور تميل إلى االستقرار عند مستوى الكفاف‪.‬‬
‫‪ (4‬قضية األجور أو توزيع الدخل‪ :‬أما فيما يخص األرباح أعتقد‬
‫آدم سميث بأن هناك عالقة عكسية بين األجور واألرباح‪،‬‬
‫فازدياد األجور ينعكس سلباا على إيرادات أصحاب رأس المال‪،‬‬
‫وإيراداتهم هذه هي األرباح كما أن المنافسة بين المستثمرين‬
‫تخفض معدالت األرباح‪ ،‬وفيما يخص الريع كان آدم سميث‬
‫ينظر إلى أن األرض على أنها هبة من الطبيعة‪ ،‬وأن النمو‬
‫يؤدي إلى زيادة الطلب على الغذاء‪ ،‬وبالتالي زيادة‬ ‫االقتصادي ِّ‬
‫الطلب على المواد الغذائية‪ ،‬ومن ث َ َّم زيادة الريع لمالك هذه‬
‫األراضي الزراعية‪.‬‬
‫‪ (5‬قضية النقود كان آلدم سميث إسهامات في قضية النقود‪،‬‬
‫وكان يرى أن النقود هي وسيلة للمبادلة وال دور لها في‬
‫االقتصاد عدا كونها هي وسيط للمبادلة واالقتصاد‪ .‬والسبب في‬
‫ذلك أن التقليديين وعلى رأسهم آدم سميث يرون أن االقتصاد‬
‫هو اقتصاد عيني‪ ،‬وليس اقتصاداا نقديًّا ‪.‬‬
‫• و أمر آخر عالقة بالنقود وهي تقلبات المستوى العام لألسعار‬
‫وهو قيمة النقود‪ ،‬فسرها آدم سميث من خالل نظرية كمية النقود‪،‬‬
‫بمعنى أن التغيرات في كمية النقود هي وحدها التي تؤدي إلى‬
‫حدوث تقلبات في مستوى العام لألسعار في المدى القصير‪،‬‬
‫فيرتفع هذا المستوى عند زيادة كمية النقود‪ ،‬وينخفض نقصانها‪.‬‬
‫‪ (6‬قضايا التنمية االقتصادية والنمو االقتصادي‪ :‬أكد آدم‬
‫سميث على أن النمو والتنمية أمران مهمان للمجتمع‪ ،‬وكان‬
‫يرى أن النمو يعتمد على تقسيم العمل وتراكم رأس المال‪ ،‬و أن‬
‫النمو يحدث بطريقة تراكمية‪ ،‬ومن ث َ َّم فالتنمية هي عملية‬
‫تدريجية وذاتية‪ ،‬ولكنه أشار إلى نمو اإلنتاج سوف يصل في‬
‫النهاية إلى مرحلة تتميز بانخفاض األرباح‪ ،‬واقتراب األجور‬
‫من حد الكفاف‪ ،‬ومن ث َ َّم ارتفاع الريع نتيجة الرتفاع السلعة‬
‫الزراعية مما يؤدي في النهاية للوصول إلى حالة من السكون‪،‬‬
‫والركود‪.‬‬
‫المحاضرة السادسة‬
‫• مالتس‪:‬‬
‫• ولد عام ‪ 1766‬م وتوفي في عام ‪ 1834‬م‪ ،‬ومالتس له العديد من‬
‫األفكار تختلف عن رواد هذه المدرسة‪ ،‬واشتهر مالتس بنظريته في‬
‫السكان فقد كان يرى أن السكان يزيدون بمتوالية هندسية (‬
‫‪ ) 32،16،8،4،2‬في حين أن الغذاء‪ ،‬وما يحتاجه الناس من‬
‫المنتجات الزراعية تزيد بمتوالية العددية ( ‪.) 5،4،3،2،1‬‬
‫• فالمتوالية الهندسية تفوق في نسبتها أو حجم الزيادة فيها المتوالية‬
‫العددية؛ لذا سيكون هناك تفاوب ما بين حجم الزيادة السكان وما بين‬
‫الزيادة في ما يحتاجه السكان من غذاء مما ينتج عنه المجاعات والفقر‬
‫في المجتمعات؛ لذا كان مالتس يرى في هذا اإلطار أن المجاعات‬
‫تنتج بهذا الشكل‪.‬‬
‫• هذه النظرية التي أتى بها مالتس مبنية على ثالثة‬
‫أسس‪:‬‬
‫• األساس األول‪ :‬أن حجم السكان محكوم بكمية الموراد‬
‫الغذائية الموجودة‪.‬‬
‫• األساس الثاني‪ :‬أن تزايد السكان يحصل بدرجة تفوق‬
‫الزيادة في المواد الغذائية‪ ،‬فزيادة السكان كما أشرت أنها‬
‫تتم وفق متوالية هندسية ( ‪ ، ) 32،16،8،4،2‬بينما تتم‬
‫زيادة المواد الغذائية بمتوالية العددية ( ‪،) 5،4،3،2،1‬‬
‫ونتيجة هناك فرق مهول بين الزيادة في حجم السكان‬
‫والزيادة في حجم اإلنتاج الزراعي‪ ،‬لذلك يحدث هناك‬
‫اختالل ؛ نتيجة تزايد السكان بهذا الشكل‪ ،‬وتزايد المعدل‬
‫بشكل أقل‪ ،‬ومن ثَمَّ يكون هناك بؤس وفقر‪.‬‬
‫• األساس الثالث‪ :‬أن هذا االختالل في التوازن ال يمكن أن‬
‫يستمر؛ ألن الطبيعة نفسها ال تسمح بذلك؛ إذ أنها توجد‬
‫الموانع التي تغير هذا االختالل‪ ،‬وتعيد التوازن‪ ،‬فعندما‬
‫يزيد السكان الموراد الغذائية تحدث المجاعات وتنتشر‬
‫األوبئة‪ ،‬أو تنشب الحروب بين الدول مما يقضي على‬
‫جزء من السكان‪ ،‬ومن ثَمَّ يعود التوازن للمجتمع مرة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫• وتسمى هذه الموانع من وجهة نظر مالتس موانع‬
‫اإليجابية أمام نمو السكان ‪ ،‬وهناك موانع الوقائية يستطيع‬
‫االنسان بإراداته الذاتية أن يطبقها مثل أن يمتنع امتناع‬
‫األفراد عن الزواج‪ ،‬أو تأخيرهم للزواج لفترات‪ ،‬و بذلك‬
‫يسهموا في خفض حجم السكان ‪.‬‬
‫• ديفيد ريكاردو‪:‬‬
‫• ولدَّفيَّالعامَّ‪ 1772‬وتوفيَّفيَّالعامَّ‪1823‬مَّ‪،‬وَّأبرزَّإسهاماتَّ‬
‫ديفيدَّريكاردوَّنظريةَّالتكاليفَّالنسبيةَّفيَّالتجارةَّالخارجية‪َّ،‬‬
‫وهذاَّاإلسهامَّيعدَّفتحَّفيَّاالقتصادَّإلىَّوقتناَّالحاضر‪َّ،‬واستفادَّ‬
‫حصوراَّ‬
‫ً‬ ‫منهَّاالقتصادَّفيَّمجاالتهَّالمختلفة‪َّ،‬وأصبحَّاألمرَّليسَّم‬
‫فيَّقضاياَّالتجارةَّالخارجيةَّفقط‪.‬‬
‫• نظرية التكاليف النسبية في التجارة الخارجية ‪ :‬التقليديونَّ‬
‫صاَّدافعواَّعلىَّحريةَّالتجارةَّ‬ ‫إجماال‪َّ،‬وديفيدَّريكاردوَّخصو ً‬‫ً‬
‫الدولية‪َّ،‬واهتمواَّبها‪َّ،‬لكنَّاألسسَّالتيَّبنواَّعليهاَّوجهةَّنظرهمَّ‬
‫فيَّدفاعهمَّعنَّحريةَّالتجارةَّتختلفَّعنَّاألسسَّالتيَّبنى عليهاَّ‬
‫التجاريينَّافكارهمَّاختالفاَّجذريًّا‪َّ،‬فاألسسَّمختلفةَّلكنَّاالهتمامَّ‬
‫واحد‪ ,‬ريكاردوَّكانَّيرىَّأنهَّيجبَّعلىَّالدولةَّانَّتتبعَّسياسةَّ‬
‫الحريةَّالتجاريةَّالنهاَّتؤديَّفيَّاألخيرَّإلىَّأنَّيستفيدَّكلَّبلدَّ‬
‫يأخذَّبهذاَّالمبدأَّ‪َّ،‬وليسَّعلىَّحسابَّالبلدَّاآلخر‪َّ،‬وإنماَّالجميعَّ‬
‫سيكونَّمستفيدًاَّولنَّيتضررَّأي‪ :‬منهماَّوالفكرةَّفيَّذلكَّأنَّكلَّ‬
‫بلدَّسيتخصصَّفيَّإنتاجَّالسلعَّالتيَّيتمتعَّبهاَّبأكبرَّميزةَّنسبية‪.‬‬
‫• ولتوضيحَّالنظريةَّنستعينَّبالمثالَّاألتيَّالذيَّأوردهَّريكاردوَّ‬
‫فيَّنظريتهَّوالذيَّيصورَّإنتاجَّكلَّمنَّانجلتراَّوالبرتغالَّ‬
‫ّ‬
‫لسلعتينَّهماَّالنبيذَّوالقماشَّوكماَّيأتيَّ‬
‫• تكاليف انتاج وحدة النبيذ ووحدة القماش بعدد العمال في السنة‬

‫القماش‬ ‫النبيذ‬ ‫الدولة‬

‫‪90‬‬ ‫‪80‬‬ ‫البرتغال‬

‫‪100‬‬ ‫‪120‬‬ ‫انجلترا‬


‫• نالحظَّمنَّالجدولَّالسابقَّإنَّريكاردوَّافترضَّوجودَّبلدين فيَّ‬
‫التجارةَّالدوليةَّ‪َّ،‬وانَّكلَّمنهماَّيس ّخرَّجميعَّمواردهَّاالقتصاديةَّ‬
‫فيَّإنتاجَّسلعتينَّفقط‪َّ،‬وكماَّفيَّالجدولَّ‪َّ،‬أيَّإنَّوحدةَّالنبيذَّ‬
‫تحتاجَّالىَّعملَّ‪ 80‬عامالَّفيَّالسنةَّفيَّالبرتغالَّو‪ 120‬عامالَّ‬
‫فيَّانجلتراَّ‪َّ،‬فيَّحينَّإنَّوحدةَّالقماشَّتحتاجَّالىَّعملَّ‪90‬‬
‫عامالَّفيَّالسنةَّفيَّالبرتغالَّو‪ 100‬عاملَّفيَّانجلترا‪.‬‬
‫• ومنهَّيتضحَّأنَّالبرتغالَّتمتلكَّميزةَّمطلقةَّعلىَّانجلتراَّفيَّ‬
‫إنتاجَّكالَّالسلعتينَّ‪َّ،‬النَّإنتاجَّوحدةَّمنَّكالَّالسلعتينَّفيَّ‬
‫البرتغالَّيكلفَّعدداَّمنَّالعمالَّاقلَّمنهَّفيَّانجلتراَّ‪َّ،‬أيَّان‬
‫العملَّفيَّالبرتغالَّأكثرَّكفاءةَّمنَّالعملَّفيَّانجلتراَّ‪.‬‬
‫•‬
‫• ولكنَّمنَّالممكنَّأنَّتحققَّالبرتغالَّمكاسبَّأكبرَّفيماَّلوَّ‬
‫تخصصتَّبإنتاجَّالنبيذَّ(ألنهاَّتمتلكَّميزةَّنسبيةَّفي إنتاجه)‬
‫وتركتَّإنتاجَّالقماشَّالىَّانجلتراَّ(ألنهاَّتمتلكَّميزةَّنسبيةَّفيَّ‬
‫إنتاجهَّأيضا) ‪َّ،‬وقامتَّبتصديرَّالنبيذَّالفائضَّعنَّحاجتهاَّ‬
‫واستوردتَّمنَّانجلتراَّحاجتهاَّمنَّالقماشَّاالنكليزيَّ‪ .‬وهذاَّ‬
‫يعودَّالىَّانَّالبرتغالَّ‪َّ،‬وانَّكانتَّتتمتعَّبميزةَّمطلقةَّفيَّإنتاجَّ‬
‫كالَّالسلعتينَّإالَّإنَّلهاَّتفوقَّنسبيَّفيَّإنتاجَّالنبيذ أكثرَّمنَّ‬
‫القماشَّالنَّالتكاليفَّالنسبيةَّإلنتاجَّوحدةَّالنبيذَّفيها تساويََّّ(‬
‫‪ )0.9 = 90 / 80‬أيَّانَّتكاليفَّإنتاجَّوحدةَّالنبيذَّتعادلَّ‬
‫تكاليفَّإنتاجَّ(‪ )0.9‬وحدةَّمنَّالقماشَّ‪.‬‬
‫• أماَّفيَّانجلتراَّفإنَّالتكاليفَّالنسبيةَّإلنتاجَّالنبيذَّفيهاَّتساويَّ‬
‫(‪ )1.2 = 100 / 120‬وهذاَّيعنيَّانَّتكاليفَّإنتاجَّوحدةَّواحدةَّ‬
‫منَّالنبيذَّفيَّانجلتراَّتساويَّتكاليفَّ(‪ )1.2‬وحدةَّمنَّالقماشَّ‪َّ،‬‬
‫وبالمقارنةَّنجدَّانَّالتكلفةَّالنسبيةَّلوحدةَّالنبيذَّالمنتجةَّفيَّ‬
‫البرتغالَّاقلَّمنَّمثيلتهاَّفيَّانجلتراَّ‪َّ،‬النَّ(‪ )1.2 < 0.9‬ومنَّثمَّ‬
‫فانَّمنَّمصلحةَّالبرتغالَّانَّتتخصصَّفيَّإنتاجَّالنبيذ وتصديرهَّ‬
‫الىَّانجلتراَّ‪َّ،‬وتستوردَّمنهاَّاألقمشةَّالتيَّتنتجهاَّانجلتراَّبتكلفةَّ‬
‫اقلَّ‪.‬‬
‫• وبإجراءَّعملياتَّحسابيةَّبسيطةَّنجدَّأنَّالتكاليفَّالنسبيةَّلألقمشةَّ‬
‫االنجليزيةَّهيَّ(‪َّ، )0.83 =100/120‬أماَّالتكاليفَّالنسبيةَّ‬
‫لألقمشةَّالبرتغاليةَّفهيَّ(‪. )1.12 = 90/80‬‬
‫• أيَّانَّالتكاليفَّالنسبيةَّلألقمشةَّاالنجليزيةَّاقلَّمنَّالتكاليفَّ‬
‫النسبيةَّلألقمشةَّالبرتغاليةَّ(‪َّ، )1.12 < 0.83‬وبعدَّالتخصصَّ‬
‫وقيامَّالتجارةَّبينَّالبلدينَّفإنَّكالَّمنهماَّسيحققَّمكسباَّ‪.‬‬
‫•‬
‫• فإذاَّصدرتَّالبرتغالَّوحدةَّمنَّالنبيذَّتكلفهاَّعملَّ‪ 80‬عامالَّفيَّ‬
‫السنةَّواستوردتَّمقابلهاَّوحدةَّمنَّالقماشَّكانتَّستكلفهاَّعملَّ‬
‫‪ 90‬عامالَّفيَّالسنةَّفإنهاَّتحققَّمكسباَّقدرهَّعملَّ‪ 10‬عمالَّفيَّ‬
‫السنةَّ‪َّ،‬وبالمقابلَّفإنَّانجلتراَّإذاَّماَّصدرتَّوحدةَّقماشَّتكلفهاَّ‬
‫عملَّ‪ 100‬عامالَّفيَّالسنةَّواستوردتَّمحلّهاَّوحدةَّنبيذَّكانتَّ‬
‫ستكلفهاَّعملَّ‪ 120‬عامالَّفيَّالسنةَّفإنهاَّستحققَّمكسباَّيعادلَّ‬
‫عملَّ‪ 20‬عامالَّفيَّالسنةَّالواحدةَّ‪.‬‬
‫• ونأخذَّمثالَّبالنسبةَّللمملكةَّالعربيةَّالسعوديةَّيوجدَّلديهاَّميزةَّ‬
‫نسبيةَّفيَّكلَّالصناعاتَّالمعتمدةَّعلىَّالنفط؛َّألنَّإنتاج النفطَّفيَّ‬
‫المملكةَّالعربيةَّالسعودية‪َّ،‬يعتبرَّتكلفتهَّأقلَّمنَّإنتاجهَّفيَّكثيرَّ‬
‫منَّالدولَّاألخرى؛َّلذاَّالمملكةَّالعربيةَّالسعوديةَّتتمتعَّبميزةَّ‬
‫نسبيةَّفيَّالصناعاتَّالمعتمدةَّعلىَّالنفط‪.‬‬
‫• منَّإسهاماتَّديفيدَّريكاردَّإسهامهَّفيَّنظريةَّالتوزيع؛َّحيث ميزَّ‬
‫ديفيدَّريكاردوَّبينَّثالثَّطبقاتَّاجتماعيةَّوهىَّ‪-:‬‬
‫‪ (1‬طبقة المأجورين ( العمال ) ولمَّيع َ‬
‫طَّهذهَّالطبقةَّالعنايةَّالتيَّ‬
‫أعطاهاَّلطقبةَّالرأسماليينَّبحجةَّأنَّدخلَّالعملَّالحقيقيَّيتحددَّ‬
‫عندَّالحدَّاألدنىَّللمعيشة‬
‫‪ (2‬طبقة الرأسماليين ‪ :‬ونصيبهمَّفيَّنظريةَّالتوزيعَّمثل ماَّ‬
‫نعرفَّهوَّالربح‬
‫‪ (3‬طبقة المالك العقاريين دخلهمَّيتزايدَّويتوسعَّباالرتباطَّمعَّ‬
‫تزايدَّالسكان‬
‫احملاضرة السابعة‬
‫• الفكر االقتصادي االشتراكي‪ ،‬أو المدرسة االشتراكية‬
‫• هناك فرق بين الشيوعية و بين االشتراكية فالشيوعية أمر يختلف عن‬
‫االشتراكية حيث إن الشيوعية هي جانب عقدي‪ ،‬وليست هي عقيدة‬
‫صا لدى الديانات السماوية‪ ،‬وإنما هي‬
‫بالمعنى الديني المعروف خصو ً‬
‫ضد الديانة السماوية‪ ،‬واإلله هو خالق الكون؛ لذا هذا منبع الخطورة‬
‫أن الشيوعية تعني في الحقيقة‪ ،‬وبكل وضوح اإللحاد ‪ ،‬بينما‬
‫االشتراكية هي نظام اجتماعي يحكم العالقات االجتماعية‪،‬‬
‫والتصرفات االجتماعية‪ ،‬ومن ضمنها االقتصاد على العكس من‬
‫الشيوعية‪ ،‬لذا أنه ليس بالضرورة أن يكون كل من طبَّق أو أخذ‬
‫بالمفاهيم االشتراكية في القضايا االقتصادية‪ ،‬وهو نظام شيوعي‪،‬‬
‫ونلحظ أن هناك بلدان تدين بديانة سماوية أخذت بعض المفاهيم‬
‫االشتراكية في القضايا االقتصادية‬
‫• المقصود باالشتراكية‬
‫• ما يهمنا عند تعريف االشتراكية ما يخص النواحي االقتصادية‬
‫تحديدًا فهي(( نظام يحصر ملكية وسائل اإلنتاج بالدولة من‬
‫ناحية‪ ،‬و حصر إدارة نشاط االقتصاد بالدولة من ناحية أخرى‪،‬‬
‫وذلك بممارسة الدولة اإلدارة المباشرة لجميع الشئون االقتصادية‬
‫واالجتماعية وتبني التخطيط المركزي في قضايا اإلنتاج‬
‫واالستثمار والتوزيع وخالفه)‬
‫• لذا االشتراكية بشكل عام تستند على النزعة الجماعية؛ لذا فهي‬
‫ضد مضمون النزعة الفردية التي هي المحور األساسى في‬
‫الرأسمالية ‪ ،‬فاالشتراكية على النقيض الرأسمالية‪.‬‬
‫•‬
‫• من أبرز مفكري المدرسة االشتراكية كارل ماركس فهو الرائد لهذه‬
‫المجموعة‪،‬و المفكرين االشتراكيين على اختالفهم اتفقوا جميعًا على‬
‫نقطة واحدة وهي نقض النظام الرأسمالي الحر؛ حيث يرون أنه‬
‫ينطوي على عدم المساواة الصارمة في توزيع الناتج القومي إال أنهم‬
‫اختلفوا على الوسيلة التي يمكن أن توصلهم إلى هدفهم‪ ،‬وهو تحقيق‬
‫العدالة في توزيع الناتج القومي من وجهة نظرهم والتي فشل فيها‬
‫النظام الرأسمالي‪.‬‬
‫• فالرأسمالية الصناعية كانت تمثل مرحلة متقدمة في تاريخ تطور‬
‫المجتمع البشري في استغالل الموارد الطبيعية على نطاق واسع‪،‬‬
‫وإنتاج السلع‪ ،‬والخدمات المختلفة على نطاق كبير ج ًّدا ‪ ،‬والتغيرات‬
‫التي رافقت الثورة الصناعية من وجهة نظر االشتراكيين لم تجلب إال‬
‫القليل من المنافع إلى الغالبية الساحقة من السكان‪ ،‬و تركز الثروات‬
‫في أيدي فئة صغيرة من السكان وهم الرأسماليين‪ ،‬فاألجور منخفضة‬
‫وساعات العمل الطويلة وظروف المعيشة المزرية‪ ،‬واألمراض‪،‬‬
‫والحرمان هي أسلوب الحياة الراسمالي من وجهة نظر مفكري هذه‬
‫المدرسة‪.‬‬
‫• كارل ماركس وصف النظرية االشتراكية بأنها نظرية علمية لكي‬
‫يبين بأنها تقوم على تحليلى علمى بخالف االشتراكية الخيالية‪ ،‬وأشار‬
‫عا طبقيًّا وتناقضات‬
‫كارل ماركس إلى أن الرأسمالية تواجه صرا ً‬
‫تودي بالنهاية إلى القضاء عليها‪ ،‬واستبدالها باالشتراكية بمعنى أن‬
‫هناك مراحل يمر بها أي مجتمع وأعتقد أنها خمس مراحل‪ ،‬المرحلة‬
‫األخيرة هي مرحلة االشتراكية‪.‬‬
‫• في هذه المرحلة مرحلة االشتراكية تسيطر الطبقة العاملة على الحكم‬
‫وتقيم ما أسماه دكتاتورية وتحطم الطبقة البرجوازية التي هي‬
‫الرأسمالين‪ ،‬وهي الطبقة التي تتحكم في النشاط االقتصادي في ظل‬
‫النظام الرأسمالي ‪ ،‬و في ظل النظام االشتراكي ملكية السلع‬
‫االستهالكية مسموح بها‪ ،‬لكن ملكية رأس المال وعناصر اإلنتاج‬
‫إجماال هي ملك الدولة حصريًا ويتم تخطيط اإلنتاج‪ ،‬واالستثمار‪،‬‬ ‫ً‬
‫وتقوم الدولة بالتخطيط المركزي ومن ث َ َّم يتم إلغاء آلية أو فكرة‬
‫السوق كما هو في النظام الرأسمالي‪.‬‬
‫اإلسهامات الفكرية االقتصادية لماركس‪.‬‬ ‫•‬
‫أبرز إسهامات ماركس‪ :‬تأثر ماركس بعدد من المفكرين من أهمهم‬ ‫•‬
‫إيجلز وريكاردو‪ ،‬وبالفالسفة كدارون وهيجل‪ ،‬من حيث النواحي‬
‫الفلسفية‪ ،‬والجدلية وصبغ أفكاره بالفكر الجدلي الفلسفي الذي ال يمكن‬
‫اإلنسان أن يخرج منه برؤى واضحة دقيقة‪ ،‬وإنما مبني على الجدل‪.‬‬
‫فسر ماركس التاريخ البشري بأنه يعكس صراع بين القوتين‪ ،‬وأن‬ ‫•‬
‫التصادم بين القوتين المتعارضتين هو أمر حتمي ومع التصادم تنتهي‬
‫مرحلة من مراحل التاريخ وتظهر مرحلة تالية جديدة بمواصفات‬
‫مختلفة‪ ،‬وأن القوة الجديدة بدورها تخلق قوة مضادة لها‪ ،‬وهكذا‬
‫تتكرر نفس الظروف السابقة؛ لذا التحليل الفلسفي لماركس مبني على‬
‫مبدأين‪:‬‬
‫المبدأ األول نظرية التطور الديالكيتية لهيجل‬ ‫•‬
‫المبدأ الثاني نظرية التفسير المادي‬ ‫•‬
‫• المبدأ األول نظرية التطور الديالكيتية لهيجل‬
‫• رأى ماركس أن المحرك الرئيسي للتاريخ البشري هو قوى‬
‫اإلنتاج وليس الفكر كما يقول هيجل‪ ،‬وكلما تطورت قوى‬
‫اإلنتاج يمر التاريخ بمراحل تتماشى معه‪ ،‬وتطور قوى اإلنتاج‬
‫والقوانين عامة التي تفسر أحداث التاريخ في نظر ماركس ‪-:‬‬
‫‪ (1‬أن كل مرحلة تنقض سابقتها وهذه األخيرة تجد ما يناقضها‬
‫وهكذًا‪.‬‬
‫‪ (2‬تداخل االضاد‬
‫‪ (3‬التغير بين المتغيرات الكمية‪ ،‬والمتغيرات النوعية‪ ،‬والمتغيرات‬
‫الكمية تقود إلى متغيرات نوعية‪.‬‬
‫• وباختصار كان يرى أن العامل االقتصادي هو العامل الرئيسي‪،‬‬
‫والحاصل هو الذي يشكل كافة العوامل األخرى بما فيها الفكر‬
‫هذه فيما يخص الفلسفة الديالكيتية‪ ،‬ووجهة نظر ماركس حيالها‪.‬‬
‫• المبدأ الثاني نظرية التفسير المادي‬
‫• من وجهة نظر ماركس سنجد أن ماركس طبق فكرة التطور الديالكيتية‬
‫على النظم االجتماعية‪ ،‬ومن ضمنها الجانب االقتصادي حيث يقول‬
‫ماركس أن كل نظام اجتماعي يحمل في ثناياه عوامل فنائه‪ ،‬وبذلك ينتقل‬
‫التاريخ من نظام اجتماعي إلى آخر؛ نتيجة لعوامل التطور‪،‬و يؤكد ماركس‬
‫بأن تاريخ المجتمع البشري لم يكن إال تاريخ لصراع الطبقات االجتماعية‪.‬‬
‫• هذان هما األساسان الفلسفيان اللذان تقوم عليهما نظرية ماركس‪ ،‬وهما‬
‫يقودان إلى فكرة الحتمية في التطور التاريخي؛ لذا نلحظ أن ماركس ادعى‬
‫بأنه اكتشف القوانين التي تحكم تطور التاريخ‪ ،‬وأن الظروف االقتصادية‬
‫هي المحددات األساسية لكل العالقات االجتماعية‪.‬‬
‫• نالحظ أن االشتراكية في نظر ماركس هي نظام اقتصادي اجتماعي يتميز‬
‫بالملكية الجماعية لوسائل اإلنتاج وغياب استغالل اإلنسان ألخيه اإلنسان‪،‬‬
‫ً‬
‫وبدال‬ ‫وأن اإلنتاج االجتماعي يخضع للتخطيط على نطاق المجتمع بأسره‪،‬‬
‫من أن يكون الهدف اإلنتاجي هو الربح لمالك وسائل اإلنتاج‪ ،‬فإن الهدف‬
‫هو تلبية حاجات الناس وإنهاء االستغالل‪ ،‬وهذا األمر يتفق في كل من أخذ‬
‫بهذه األفكار االشتراكية‬
‫• السمات العامة لالشتراكية تتمثل في األمور التالية‪:‬‬
‫‪ (1‬في الميدان االقتصادي نلحظ أسلوب اإلنتاج االشتراكي‬
‫‪ (2‬في الميدان االجتماعي يكون انعدام التناحرات الطبقية‬
‫• وبناء على ذلك هاجم ماركس الفكر االقتصادي الكالسيكي‪ ،‬الذي هو‬
‫أساس وروح النظام االقتصادي الرأسمالي رغم اعتماد ماركس على‬
‫تحليالته االقتصادية على بعض النظريات‪ ،‬واألفكار الكالسيكية فقد استفاد‬
‫من بعض أفكار ريكاردو أحد أقطاب المدرسة الكالسيكية‪.‬‬
‫• اسهامات كارل ماركس االقتصادية‬
‫‪ (1‬نظرية قيمة العمل وفائض القيمة‬
‫أخذ ماركس في هذه النظرية عن المدرسة الكالسيكية اإلنجليزية؛ حيث تحدد‬
‫قيمة أي سلعة بعدد ساعات العمل المبذول في انتاجها‪.‬‬
‫وفقًا لهذه النظرية من وجهة نظر ماركس العامل يبيع قوة عمله ويشتريها‬
‫منه الرأسمالي؛ لذا هو أخذ بهذه الفكرة‪ ،‬وبهذه النظرية نظرية العمل أنها تحدد قيمة‬
‫السلعة والخدمة‪ ،‬لكن أخذها وحاول أن يستفيد منها في دعم وجهة نظره لهدم النظام‬
‫الرأسمالي وبين أن الرأسمالي هو مستغل للطبقة الكادحة المتمثلة في العامل‪.‬‬
‫ويضيف ماركس بأن الرأسمالي بعد أن يشتري من العامل قوته العاملة‪ ،‬فإنه يقوم‬
‫بتشغيل هذه القوة عددًا من الساعات أكبر من الساعات التي دفع قيمتها ف ً‬
‫عال‪،‬‬
‫والفرق بين االثنين يمثل فائض القيمة الذي يحصل عليه الرأسمالي من غير وجه‬
‫حق‪ ،‬وعليه فإن الفرق بين الحد األدنى الالزم إلبقاء العامل على قيد الحياة وبين‬
‫قدرة العامل اإلنتاجية الفعلية يظهر على شكل فائض القيمة‪ ،‬وهذا هو سر تكوين‬
‫رأس المال عند ماركس‪ ،‬ومن وجهة نظر الرأسمالي فإن قدرة العامل على خلق‬
‫قيمة أكبر من تلك التي تمنح له على شكل أجر‪ ،‬أو أجور هي شرط مسبق لتشغيل‬
‫العمال‪.‬‬
‫‪ (2‬التراكم الراسمالى‬
‫يقر ماركس أن التراكم الراسمالى يظهر من حصص الدخول التي يحصل‬
‫عليه مالك وسائل اإلنتاج‪ ،‬ويؤكد بأن الرأسماليين يستثمرون الجزء األكبر من‬
‫أرباحهم في إقامة رءوس أموال منتجة من اآلالت‪ ،‬والمكائن‪ ،‬والمصانع‬
‫الجديدة ويعزو ذلك إلى بعض األمور منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن نفسية الرأسماليين تدفعهم إلى ذلك لكي يشبعوا ميلهم لزيادة اإلنتاج‪.‬‬
‫ب‪ -‬هدف تحقيق المنافسة؛ فالمنتج يعلم أن بقاؤه السوق يعتمد على بيعه‬
‫السلع بأقل ثمن مما يبيع اآلخرون‪ ،‬لذلك فهو يسعى لتخفيض نفقة‬
‫اإلنتاج‪ ،‬من خالل زيادة إنتاجية عماله المتأتية من زيادة استخدام اآلالت‪،‬‬
‫والمكائن‪.‬‬
‫وهكذا تتراكم رءوس األموال إال أن هذه التراكمات لرءوس األموال تؤدي‬
‫إلى زيادة إنتاج السلع‪ ،‬والخدمات‪ ،‬وبالتالي زيادة العرض من السلع دون أن‬
‫يقابلها زيادة في الطلب‪.‬‬
‫(تابع )‬ ‫‪ (2‬التراكم الراسمالى‬
‫وألن الرأسماليين مضطرون للبقاء في منافسة عن طريق‬
‫تقليل األسعار‪ ،‬ولهذا فإن النظام الرأسمالي يجبر الرأسماليين‬
‫على االستمرار في التراكم‪ ،‬وازدياد‪ ،‬واستخدام االبتكارات‬
‫الموفرة للعمل‪ .‬وهكذا فإن الطلب المتزايد على المكائن‬
‫سوف يعمل على تقليص فرص العمل للذين يعملون بتقنيات‬
‫مختلفة‪ ،‬كما أن الحرفيين سوف يكونون من األوائل الذين‬
‫يعانون من توسع الصناعة من ث َ َّم سيتم االستغناء عن أعداد‬
‫كبيرة من العمال وينضمون إلى قائمة العاطلين‪ ،‬وفي الحالة‬
‫هذه يكثر الفقر‪ ،‬والبؤس في المجتمع‬
‫‪ (3‬تركز رءوس األموال‬
‫يؤكد ماركس على أن النظام الرأسمالي يميل إلى تركيز رءوس األموال عن‬
‫طريق المنافسة غير العادلة‪ ،‬مما يؤدي بالمشروعات الكبيرة إلى إخراج‬
‫المشروعات الصغيرة من السوق نهائيًّا‪ ،‬وبذلك تنفرد المشروعات الكبيرة‬
‫قليلة العدد في السوق وعليه في النظام الرأسمالي يتجه في تطوره نحو تركيز‬
‫رءوس األموال في أيدي فئة قليلة وتحويل عدد كبير من صغار المنتجين‪،‬‬
‫ضا‪.‬‬
‫والتجار إلى مجرد عمال أي ً‬
‫‪ (4‬نظرية التوزيع‬
‫قسم ماركس المجتمع إلى طبقتين هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬الرأسماليون‬
‫ب – العمال‬
‫وليس ثالثة كما يرى االقتصاديون الكالسيك‪ ،‬وأن بقاء األجور عند مستوى‬
‫الكفاف يستمد من آلية النظام الرأسمالي نفسه‪ ،‬وبتأثير الجيش االحتياطي‬
‫للعاطلين عن العمل‪ ،‬لكن هذا ال يعني أن األجر الحقيقي لن ينحرف عن‬
‫ضا أقل من مستوى الكفاف‪ ،‬ولبعض الفترات‬ ‫مستوى الكفاف‪ ،‬وإنما سيكون أي ً‬
‫التي قد ال تطول‪ ،‬ويمكن أن يتصور اجتهاد الطلب على العمل ربما يرفع‬
‫األجور إلى الحد األدنى في بعض الفترات‪.‬‬
‫‪ (5‬األزمات‪ :‬أشار كارل ماركس إلي أن مصير الرأسمالية إلى الفناء ‪ ،‬ونجد‬
‫سيرا‬
‫أن كل من المدرسة الكالسيكية‪ ،‬والمدرسة الماركسية تتضمن تف ً‬
‫منطقيًّا لألزمة‪ ،‬فكالهما يرى بأن القوانين الطبيعية للدنياميكية‬
‫االقتصادية تدفع النظام نحو مصيره المحتوم‪ ،‬ولكن بالنسبة لماركس‪،‬‬
‫فإن النهاية تأتي بشكل عنيف ومن خالل النضال اإلنساني‪ ،‬و تفسير‬
‫ماركس لألزمة يستند إلى األطروحات الفلسفية‪ ،‬وليس للتحليل‬
‫االقتصادي كما هو في الحال لدى الكالسيك؛ حيث يرى أن تراكم رأس‬
‫المال الثابت ‪ ،‬وتزايد العاطلين‪ ،‬وتفاقم الفقر من جهة ‪ ،‬ومن جهة أخرى‬
‫يتنامى حجم الطبقة البرجوازية من الطبقة الرأسمالية‪ ،‬وخاصة المنظمين‬
‫الرأسماليين الصغار‪ ،‬فيكون هناك تأزم اجتماعي يتولد من الرأسمالية‬
‫ويكون شديدًا‪ ،‬وال يمكن للتحول أن ينجز سلميًّا‪ ،‬ومن ث َ َّم يحصل الصدام‪.‬‬
‫فالثورة هي الجزء الرئيس من وجهة نظر ماركس في نظريته‬
‫الماركسية‪.‬‬
‫احملاضرة الثامنة‬
‫• المدرسة الكالسيكية الحديثة‪ ،‬أو المدرسة التقليدية الحديثة‬
‫(النيوكالسيك )‬
‫• أفكار المدرسة الكالسيكية الحديثة‪ :‬صاحب النصف األخير من القرن‬
‫التاسع عشر حدوث التقدم صناعي في أوربا‪ ،‬وبالتحديد في انجلترا‬
‫وفرنسا‪ ،‬وازداد الرخاء في صورة لم تكن متوقعة من قبل وظهر‪،‬‬
‫وكأن النمو االقتصادي لم يعد يمثل مشكلة تستحق كل هذا االهتمام‬
‫الذي أواله االقتصاديون التقليديون‪ ،‬أو االقتصاديون الكالسيك‪.‬‬
‫• وأصبح االعتقاد بأن النمو يمكن أن يتم من تلقاء نفسه بصورة‬
‫طبيعية‪ ،‬كما أن تنبؤات الكالسيك‪ ،‬أو التقليديين بشأن عدم تمكن‬
‫العمال من الخروج من دائرة أجور الكفاف قد أخفقت‪ ،‬أو تنبؤات‬
‫كارل ماركس بحيال زوال النظام الرأسمالي‬
‫ضا تمثل تأثير البيئة االقتصادية‪ ،‬والثقافية الجديدة في أواخر‬
‫• أي ً‬
‫القرن التاسع عشر ومع القرن العشرين الماضي في توجيه‬
‫اهتمام االقتصاديين إلى تحليل السوق االقتصادي مع التركيز‬
‫على سلوك الوحدات االقتصادية مثل المستهلك الواحد‪ ،‬أو‬
‫المنشاة الواحدة‪ ،‬وكيف يتم لهذه الوحدات اتخاذ قراراتها؛ لذا‬
‫اتجه االقتصاديون الكالسيكيون الجدد‪ ،‬إلى االعتقاد بأن آلية‬
‫السوق الحر كفيلة بتوزيع الموارد االقتصادية وتوجيهها نحو‬
‫تطورا في طبيعة‬
‫ً‬ ‫أفضل االستخدامات‪ ،‬وهذا التوجه يعتبر‬
‫التحليل االقتصادي ونقلة في التحليل االقتصادي؛ حيث إن دراسة‬
‫سلوك االقتصادي للوحدات الصغرى جعل لالقتصاد الجزئي‬
‫المكانة الرئيسة في العلم وهذا التخصص ويعرف اآلن بالتحليل‬
‫االقتصادي الجزئي‪ ،‬أو النظرية االقتصادية الجزئية‬
‫•‬
‫• وعلى عكس ما كان عليه الحال عند الكالسيك حينما كان التركيز‬
‫لديهم على المستوى الكلي لالقتصاد مثل الدخل الوطني‪ ،‬وتوزيع‬
‫الدخل ونموه‪ ،‬فاالقتصاديون الكالسيك الجدد عكسوا أولويات‬
‫التحليل بعيدًا عن النمو طويل األجل‪ ،‬ورأو أن مثل هذا التغيير‬
‫في التوجه الفكر االقتصادي يرتبط مع التغيرات الحاصلة في‬
‫البيئة االقتصادية للمجتمعات الغربية‪.‬‬
‫• فمن وجهة نظر االقتصاديون الجدد يرون أن المشكلة التي‬
‫تستحق الدراسة هي مسألة عمل نظام السوق ودوره في توزيع‬
‫الموارد‪ ،‬ومع فترة الكالسيك الجدد تغير الهيكل االقتصادي عما‬
‫كان عليه في فترة الكالسيك فالتركز الصناعي نما بشكل كبير‪،‬‬
‫ونقابات العمل بدأت تفرض تأثيرها بشكل واضح‪ ، ،‬وإضافة إلى‬
‫التغيرات في البيئة االقتصادية فهناك تيارات فكرية أخرى تركت‬
‫آثارها على القضايا النظرية‪.‬‬
‫• فاالقتصاديون التقليديون الجدد استنتجوا وجود بعض مظاهر‬
‫عدم الكمال في النظام االقتصادي الرأسمالي‪ ،‬الذي يدعو إلى‬
‫سياسات تعالج ذلك العجز‪ ،‬كل هذه التأثيرات تجمعت لتوجه‬
‫اهتمام االقتصاديين الكالسيك الجدد لتحليل السلوك االقتصادي‬
‫الذي يركز على الوحدات الصغيرة لمتخذي القرارات‪ ،‬والطريقة‬
‫التي تتخذ بها هذه الوحدات الصغرى‪ ،‬ومن النتائج المباشرة لهذا‬
‫االتجاه هو رفع منزلة نظرية سعر السوق ولن تعد مناقشة السعر‬
‫تخضع الهتمام القيمة الطبيعية‪ ،‬ومحدداتها في األجل الطويل‬
‫وبناء على ذلك أصبح التمويل االقتصادي نشاط علمي‪ ،‬وأغلبية‬
‫المساهمين الذين اهتموا بمعالجة المشكالت الكالسيكية هم‬
‫مواطنون من بلدان ومن دول مختلفة ‪ ،‬فاالقتصاد أصبح شيئا‬
‫عالميًّا وأكثر علمية في ادعاءاته‪.‬‬
‫• الفكر االقتصادي للمدرسة التقليدية الجديدة هو فكر اقتصادي حدي‪،‬‬
‫التطورات االقتصادية واالجتماعية التي صاحبت نشئت المدرسة‬
‫الكالسيكية الجديدة قليل إلى أدت إلى قيام طائفة من االقتصاديين‬
‫المفسرين لألساليب التي يعمل بها النظام االقتصادي مثل كارمنجر‬
‫وكالرك وأواس‪ ،‬والفريد مارشل‪ ،‬وغيرهم وكانت مساهماتهم ذات‬
‫أهمية قصوى في تطوير الفكر االقتصادي وعلم االقتصاد الحديث‪،‬‬
‫هذه األفكار االقتصادية لهؤالء المفكرين‪ ،‬أو لمفكري المدرسة‬
‫التقليدية الجديدة عرفت أفكار االقتصادية الحدية في وقت واحد في‬
‫انجلترا‪ ،‬والنمسا وسويسرا ويصعب الحديث عن هذا التيار الفكري‬
‫الذي يمثله هؤالء على أنه يشكل مدرسة فكرية متكاملة كالمدرسة‬
‫الكالسيكية‪ ،‬أو غيرها ذلك؛ ألنهم لم يخرجوا في كثير من المسائل‪،‬‬
‫والمشكالت االقتصادية عن النتائج التي كانت معروفة قبلهم‪ ،‬لكن‬
‫يالحظ بأنهم جاءوا بطريقة جديدة في التحليل االقتصادي استخدمت‬
‫لدراسة المشكالت االقتصادية المختلفة‪.‬‬
‫• أطلق البعض على هذه المدرسة المدرسة الحدية‪ ،‬و أطلق عليها‬
‫آخرون المدرسة الرياضية؛ نتيجة الستخدامها للمفاهيم‪ ،‬أو‬
‫للرياضيات في عرضها لبعض أفكارها؛ لذا فحوى التحليل‬
‫االقتصادي لرواد هذه المدرسة كان االتجاه الحدي في الفكر‬
‫االقتصادي‪ ،‬بمعنى أنه يتركز حول ماهية العوامل التي تحدد‬
‫قيمة األشياء أي‪ :‬نظرية القيمة‪ ،‬وقد أجابوا على هذا السؤال بأن‬
‫قيمة كل سلعة تتوقف على منفعتها الحدية‪ ،‬وتتلخص النظرية‬
‫الحدية في فكرتين رئيستين‪:‬‬
‫• األولى‪ :‬تتمثل في أن الحاجات المختلفة قابلة لإلشباع‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬أن قيمة أي سلعة تتحدد بالنسبة للمستهلك بالمنفعة التي‬
‫يحصل عليها من الوحدة األخيرة‬
‫• ومن اندماج الفكرتين نخرج بفكرة المنفعة الحدية التي تحدد قيمة‬
‫السلعة بالنسبة لكل مستهلك‪ ،‬أو لكل شخص‪ ،‬وهذه النظرية حلت‬
‫صعوبة كانت قائمة من قبل‪ ،‬وهي أن الهواء والشمس بالرغم من‬
‫نفعهما الكبير لإلنسان إال أنه ال قيمة لهما في السوق‪ ،‬ويرجع‬
‫ذلك إلى حقيقة أن الهواء والشمس لهما منفعة كلية كبيرة‪ ،‬ولكن‬
‫نظرا لعدم ندرتهم وتوفرهما بكميات كبيرة جدًا؛ فإن منفعتهما‬
‫ً‬
‫الحدية تساوي صفر ‪ ،‬وعلى هذا فال تكون لهما قيمة في السوق‪،‬‬
‫ويمكن تطبيق نفس الفكرة لبيان كيف أن بعض السلعة‬
‫الضرورية كالخبز أقل قيمة في السوق من بعض السلع األخرى‬
‫النادرة كالماس‪ ،‬والذهب‪.‬‬
‫• وبناء على ذلك نالحظ أنه ثار سؤال في هذا الصدد مفاده أن‬
‫الوحدات األولى من السلعة تعطي منفعة أعلى من منفعة الوحدة‬
‫األخيرة‪ ،‬السؤال فكيف تتحدد قيمة كل الوحدات على أساس‬
‫المنفعة األخيرة‪ ،‬وهنا يجيب النيوكالسيك بأن قانون اإلحالل هو‬
‫الذي يفسر ذلك وينص على أن الوحدات المتجانسة من السلعة‬
‫يمكن أن يحل بعضها محل اآلخر‪ ،‬وتكون لها جميعًا نفس القيمة‬
‫التي تتحدد على أساس منفعة الوحدة األخيرة‪.‬‬
‫• أصحاب المدرسة التقليدية الجديدة يؤمنون بالحرية االقتصادية‬
‫كأسالفهم الكالسيك لذلك نادوا بعدم تدخل الدولة في الحياة‬
‫االقتصادية إال في بعض المسائل‪ ،‬أو في الحاالت االستثنائية‪،‬‬
‫ً‬
‫مثال في حاالت السلع العامة‪ ،‬أو السلع التي يكون فيها عدم‬
‫استطاعة الدولة‪ ،‬أو قطاع الخاص القيام بها وتكون هي مسئولية‬
‫الدولة‪.‬‬
‫• المالمح العامة للفكر الحدي‪ ،‬أو لهذه المدرسة يتلخص في التالي‪:‬‬
‫‪ (1‬االعتماد على المفهوم الحدي‪.‬‬
‫‪ (2‬تركيزهم على الوحدة االقتصادية‪ ،‬أو سلوك الوحدة االقتصادية‬
‫كالمستهلك الواحد‪ ،‬أو المنتج الواحد‪ ،‬أو المنشاة الواحدة‪.‬‬
‫‪ (3‬التركيز على نظام اقتصادي يتميز بالمنافسة الكاملة‪.‬‬
‫‪ (4‬أن االقتصاد أصبح شيئ ًا غير موضوعي‪ ،‬بمعنى أنه يكون خاضع‬
‫لألحكام الذاتية‪.‬‬
‫‪ (5‬أن الطلب هو المحدد الرئيس للسعر‪ ،‬وليس تكاليف اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ (6‬إن آلية السوق تحقق دائما التوازن في االقتصاد‪.‬‬
‫‪ (7‬السلوك الرشيد للفرد‪.‬‬
‫‪ (8‬هذه المدرسة جعلت االقتصاد عل ًما ً‬
‫قابال للقياس‬
‫• من أبرز مفكري هذه المدرسة كارل منجر اقتصادى نمساوى‬
‫وعاش خالل فترة ‪ 1840‬إلى ‪1921‬م ومن أبرز إسهاماته أنه‬
‫قد تناول قانون تناقص المنفعة الحدية بشيء من التفصيل فقد‬
‫ً‬
‫مطوال المفهوم االقتصادي للسلع التي يمكن أن تكون‬ ‫ناقش نقا ً‬
‫شا‬
‫مهيئة إلشباع حاجة إنسانية معينة‪ ،‬وتتميز بالندرة‪ ،‬و األفراد‬
‫وبناء على ما لديهم من معلومات عن العرض‪ ،‬والطلب يختارون‬
‫السلع‪ ،‬والكميات التي تحقق لهم أقصى إشباع ممكن‪ ،‬وأن قيمة‬
‫ضا على‬ ‫السلعة ترتبط بمنفعتها لألفراد‪ ،‬وأن القيمة تعتمد أي ً‬
‫األحكام الشخصية وال عالقة لها بتكاليف اإلنتاج‪.‬‬
‫• ألفريد مارشل ولد في عام ‪ 1842‬وتوفي في العام ‪1924‬م‪،‬‬
‫كبيرا‪،‬‬
‫ً‬ ‫تطويرا‬
‫ً‬ ‫ألفريد مارشل قام بتطوير األفكار الحدية وطورها‬
‫وحولها إلى ما عرف باسم المدرسة الكالسيكية الحديثة‪ ،‬و‬
‫مارشل يعتبر من أبرز المفكرين االقتصاديين في أواخر القرن‬
‫التاسع عشر الميالدي وبداية القرن العشرين الميالدي‪ ،‬وسبب‬
‫ذلك‪ ،‬أو مرد ذلك إلى مساهماته الكثيرة‪ ،‬والتي بقت حية حتى‬
‫يومنا هذا‪.‬‬
‫• وجل أفكاره ضمنها كتابه الشهير مبادئ االقتصاد الذي نشر‬
‫ألول مرة في العام ‪ 1890‬ومارشل عندما تطرق للتحليل‬
‫االقتصادي‪ ،‬وتصدى لقضايا االقتصادية أدخل المقاربة الهندسية‬
‫في التحليل االقتصادي‪ ،‬وحاول دمج الجزء األكبر من أفكار‬
‫المدرسة التقليدية مع الفكر الحدي‪ ،‬وأنتج مع غيره من المفكرين‬
‫ما عرف بالمدرسة التقليدية الجديدة‪.‬‬
‫• من أبرز مساهمات مارشل أنه قدم أسلوب حتليل التوازن‬
‫اجلزئي كأداة للتحليل االقتصادي‪ ،‬وافتراض بقاء األشياء‬
‫األخرى على حالها‪ ،‬بمعنى أنه حاول أو أتى بفكرة دراسة أثر‬
‫متغير واحد على المتغير الذي ندرسه‪ ،‬أو بقاء العوامل األخرى‬
‫على حاهلا مثل‬
‫ضا أنه ركز في نظرية القيمة‪ ،‬و جمع في‬ ‫• من ضمن إسهاماته أي ً‬
‫نظريته بين المنفعة‪ ،‬والنفقة‪ ،‬ولذا فإن القيمة عند مارشل نجد أنها‬
‫تتحدد من خالل العرض والطلب‪ ،‬فالعرض يمثل جانب النفقة‬
‫والمنفعة تمثل جانب الطلب‪ ،‬فالعرض يمثل جانب المنتجين‪،‬‬
‫والمنتجون يأخذون في االعتبار تكاليف اإلنتاج‪ ،‬أو نفقة اإلنتاج‬
‫ومن ضمن ما يأخذه في االعتبار عند تحديد سعر سلعة من السلع‪،‬‬
‫أو خدمة من الخدمات‪.‬‬
‫• أما فيما يخص المنفعة يمثلها جانب الطلب‪ ،‬فالمستهلك للسلعة‪ ،‬أو‬
‫الخدمة ينظر إلى مدى منفعة هذه السلع‪ ،‬أو الخدمة‪ ،‬أو ما‬
‫يتحصل عليه من منفعة من هذه السلعة‪ ،‬ولذا فهو يقرر‪ ،‬أو يضع‬
‫سعرا من وجهة نظره لهذه السلعة يكون مستع ًّدا لدفعه‪ ،‬ومن ثَم‬‫ً‬
‫تلتقي هذه العوامل عوامل العرض‪ ،‬والطلب‪ ،‬ويتم الوصول إلى‬
‫ما يعرف بسعر التوازن والكمية توازنية؛ لذلك نجد أنه بهذا‬
‫التحليل الذي جمع فيه ما يخص بنظرية القيمة‪ ،‬واألسعار نجد أنه‬
‫يختلف عن ديفيد ريكاردو الذي ركز على نفقة العمل في تحديد‬
‫القيمة‪ ،‬كما أنه اختلف عن االقتصاديين الحديين الذين سبقوه‪،‬‬
‫وأسسوا هذه المدرسة الذين ركزوا على الطلب فقط أي‪ :‬المنفعة‬
‫فقط بتحديد القيمة‪.‬‬
‫• ومن اإلسهامات التي أتى بها مارشل إسهامه في قضايا‬
‫االستهالك‪ ،‬فنجد أن مارشل عند حديثه عن االستهالك يرى أنه‬
‫هو األساس وهو الغرض من النشاط االقتصادي‪ ،‬فنجد أنه أتى‬
‫بفكرة ال زالت مستخدمة إلى يومنا هذا هي فكرة فائض‬
‫المستهلك‪ ،‬والذي يمثل الفرق بين ما يكون مستهلك راغبا في‬
‫دفعه ثمنًا للسلعة وبين الثمن الذي يدفعه ً‬
‫فعال‪ ،‬وبذلك نجد أنه قد‬
‫تعمد قلب عبارة ماركس بخصوص فائض القيمة‪.‬‬
‫• و إسهام رابع وهو إسهام رئيس‪ ،‬و هو فكرة املرونة والمرونة‬
‫ما هي إال معرفة التغير النسبي‪ ،‬أو األثر النسبي للتغير في أحد‬
‫العوامل‬
‫• عندما أتى مارشل بهذه الفكرة المرونة اتضح األمر‪ ،‬أو أصبح‬
‫األمر دقيقًا أو أصبح االقتصادي يعرف‪ ،‬أو المستهلك‪ ،‬أو‬
‫الدارس‪ ،‬أو المحلل االقتصادي يعرف بشكل دقيق أثر التغير في‬
‫سعر السلعة على الكمية المطلوبة‪ ،‬أو نسبة التغير في الكمية‬
‫المطلوبة؛ نتيجة للتغير في سعر السلعة‪ ،‬أو أي‪ :‬عامل آخر من‬
‫العوامل المؤثرة في الكمية المطلوبة‪.‬‬
‫• من إسهامات مارشل فكرة التوازن في األسواق فذكر أن هناك ما‬
‫يعرف بأشكال السوق مثل المنافسة التامة وشبه التامة‪،‬‬
‫واالحتكار وغيرها من أشكال السوق‬
‫• من إسهامات مارشل كيفية توزيع الدخل القومي وظيفيًّا بين‬
‫األجور‪ ،‬والريع‪ ،‬واألرباح‪ ،‬والفائدة ً‬
‫بدال من التوزيع الطبقي الذي كان‬
‫سائدًا لدى المدرسة الكالسيكية‪ ،‬أو لدى أصحاب الفكر االشتراكي‪.‬‬
‫• من إسهامات مارشل أنه أدخل عنصر الزمن يف التحليل‬
‫االقتصادي عن طريق التمييز بين اآلجال‪ ،‬أو الفترات الزمنية‪ ،‬و أنه‬
‫قسم الزمن لثالثة آجال ‪ -:‬فترة السوق ‪ ،‬والفترة القصيرة‪ ،‬والفترة‬
‫الطويلة‪.‬‬
‫• حيث ذكر أن فترة السوق هو الفترة الزمنية التي ال تستطيع المنشأة‬
‫عنصرا من عناصر اإلنتاج‪ ،‬أما األجل القصير فهو الفترة‬‫ً‬ ‫تغيير أى‬
‫الزمنية التي تستطيع المنشأة تغيير عنصر واحد من عناصر اإلنتاج‪،‬‬
‫أما األجل الطويل فهو الفترة الزمنية التي تستطيع المنشأة تغيير كافة‬
‫عناصر اإلنتاج‪ ،‬وال يوجد عنصر من عناصر إنتاج ثابت‪.‬‬
‫• المبادئ الرئيسة لمارشل‪ :‬بدأ مارشل تحليل آلية عمل نظام‬
‫السوق مع سلوك المستهلكين‪ ،‬والمنتجين فكان يرى أن‬
‫المستهلكين يبحثون عن أقصى إشباع‪ ،‬والمستهلكون يهدفون إلى‬
‫تعظيم عوائدهم‪ ،‬وهذا ينعكس في مفهوم الطلب الذي يمثل عند‬
‫مارشل العالقة بين الكميات المطلوبة‪ ،‬واألسعار‪ ،‬ومثل مارشل‬
‫هذه المجموعات من الكميات‪ ،‬واألسعار بيانيًّا بجدول الطلب‪،‬‬
‫ومن ثَم منحنى الطلب؛ لذا هو أول من أتى بفكرة المنحنيات‪ ،‬أو‬
‫منحنى الطلب‪.‬‬
‫• وقد أدخل مارشل بعض األفكار الهندسية في االقتصاد مثل‬
‫المنحنيات ‪,‬فمنحنيات الطلب للسلع والخدمات وعناصر اإلنتاج‬
‫وخالفه تعتبر أداة هذه األداة االقتصادية الهامة التي جعلت‬
‫الدارس في االقتصاد يستطيع إيصال الفكرة‪ ،‬وإقناع نفسه ابتداء‪،‬‬
‫ومن ثَم المتلقي بفكرته بصورة سهلة ومبشرة‪.‬‬
‫• لذا هذه األداة يرجع الفضل فيها إلى مارشل وطبقًا لمارشل‪،‬‬
‫فالطلب يستند إلى قانون تناقص المنفعة الحدية‪ ،‬وكان مهت ًّما‬
‫بالفترة القصيرة‪ ،‬وفي نقطة زمنية معينة ال تسمح بتغيير محددات‬
‫الطلب وهي الذوق‪ ،‬والدخل وغيرها من المحددات أو العوامل‪.‬‬
‫• وفي هذا اإلطار نجد أن مارشل يستند في تحليله إلى فرضيات‬
‫تتعلق ببقاء العوامل األخرى ذات العالقة بالطلب ثابتة ال تتغير‪،‬‬
‫كذوق المستهلك أسعار السلع البديلة والمكملة ‪,‬والدخل وغيرها‪.‬‬
‫• إسهامه في نظرية اإلنتاج أن نظرية اإلنتاج التقليدية الجديدة‬
‫تبلورت على يد مارشل‪ ،‬وتركزت حول مسألتين هامتين هما‬
‫األولى‪ :‬الكيفية التي يقوم المنتج بموجبها مزج عناصر اإلنتاج‪،‬‬
‫والمسألة الثانية‪ :‬التعديالت في المزيج حينما تتغير ظروف‬
‫السوق‪.‬‬
‫• فالنسبة للمسألة األولى فإن هدف تعظيم األرباح لدى المنتجين‬
‫يتمثل في محاولتهم خفض التكاليف وبمعنى أنهم يحاولون جعل‬
‫التكاليف متدنية؛ ألن هدفهم هو تعظيم أرباحهم ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمسألة الثانية فهي أكثر تعقيدًا إذ أنها تختص بالكيفية التي‬ ‫•‬
‫يستجيب بها المنتج للتغيير في ظل السوق‪ ،‬وفي ظل التمسك بهدف‬
‫تعظيم األرباح‪ ،‬وألغراض التحليل نجد أن مارشل قام بتقسيم الفترة‬
‫الزمنية إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫األولى‪ :‬سماها فرتة السوق وعرفها بأنها من القصر بالنسبة للمنتج‬ ‫•‬
‫حيث إنه ال يستطيع تغيير حجم اإلنتاج استجابة للتغيير في األسعار‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬سماها فرتة األجل القصري‪ ،‬والتي تسمح بتكييف اإلنتاج من‬ ‫•‬
‫خالل زيادة عدد العاملين‪ ،‬أو زيادة كمية المواد الخام ويشار في هذا‬
‫اإلطار أن مثل هذه التكليفات قد تؤيد إلى زيادة التكاليف الحدية‪.‬‬
‫أما الثالثة‪ :‬سماها فرتة األجل الطويل ‪ ،‬والتي تسمح بتوسيع الطاقة‬ ‫•‬
‫صا عندما تكون الزيادة في الطلب مستمرة لفترة‬ ‫اإلنتاجية‪ ،‬خصو ً‬
‫طويلة‬
‫• نظرية التوزيع عند مارشل‪ :‬ذكر الفريد مارشال ان توزيع الدخل في‬
‫اقتصاد يتسم بالمنافسة وأنه يتم من خالل تسعير عناصر اإلنتاج‪،‬‬
‫وعليه فإن على المنتجين أن يقارونوا دائ ًما بين مستوى الكفاءة لكل‬
‫ضا أن ينظروا في‬ ‫عنصر إنتاجي من هذه العناصر‪ ،‬وعليهم أي ً‬
‫ضا أن يجد المزيج‬ ‫إمكانية اإلحالل بين هذه العناصر وعلى المنتج أي ً‬
‫من عناصر اإلنتاج التي تحقق أدنى التكاليف اإلنتاجية له؛ فالمنتج‬
‫يهدف إلى تعظيم األرباح و عليه فإن المنتج يجب أن يعرف ماذا‬
‫تضيف الوحدة اإلضافية من عناصر اإلنتاج إلى قيمة اإلنتاج‪.‬‬
‫• ومن ثَم سوف يستخدم العنصر اإلنتاجي إلى الحد الذي يكون الناتج‬
‫الصافي ال يزيد عن السعر المدفوع لذلك العنصر و هذه اآللية تستند‬
‫مثل ما ذكر مارشل على تقسيم عناصر اإلنتاج األرض‪ ،‬والعمل‬
‫ورأس المال‪ ،‬والتنظيم‪ ،‬أو المنظم‪ ،‬فاألجر هو عائد العمل‪ ،‬والفائدة‬
‫عائد رأس المال‪ ،‬والريع عائد الخدمات اإلنتاجية التي توفرها‬
‫األرض‪.‬‬
‫صا باألرض‬ ‫• وبالنسبة للتقليديين نجد أنهم جعلوا الريع خا ًّ‬
‫الزراعية‪ ،‬في حين أن مارشل والتقليديون الجدد يتكلمون عن‬
‫ريع األراضي غير الزراعية‪ ،‬أو عنصر االنتاج التى تتميز‪ ،‬أو‬
‫يتميز عرضها بالثبات في األجل القصير‪ ،‬أو شبه الريع‪.‬‬
‫• بهذا التعريف نجد أن مفهوم الربح الذي علق عليه الكالسيك له‬
‫أهمية كبيرة‪ ،‬فأهميته أصبحت محدودة للغاية عند مارشل على‬
‫العكس عند التقليديين‪.‬‬
‫• فمارشل يعتقد أن معظم الدخل الذي كان يعزى في السابق إلى‬
‫األرباح قد توزع بين عائد لإلدارة وبين الفائدة‪ ،‬بمعنى أن المنظم‬
‫يأخذ جزء من هذا الدخل؛ لذا فاألرباح الكبيرة عند مارشل‬
‫اقترنت بظروف غير عادية مثل حالة االحتكار‪.‬‬
‫ضا للنظرية التقليدية‪،‬‬
‫• و هذا التحليل يشير الى ان نظرية التوزيع تمثل رف ً‬
‫ضا للنظرية االشتراكية التي أتى بها ماركس اللتان استندتا إلى التوزيع‬
‫وأي ً‬
‫الطبقي لعوامل اإلنتاج‪ ،‬أو لعناصر اإلنتاج‪ ،‬فمثل ما مر معنا النظرية‬
‫التقليدية‪ ،‬أو النظرية التقليدية الجديدة تستند إلى التفسير الوظيفي لتوزيع‬
‫الدخل الذي يرتبط‪ ،‬أو يربط الدخل بمساهمة كل عنصر من عناصر اإلنتاج؛‬
‫وبناء عليه فقوى العرض والطلب هي التي تحدد عوائد عناصر اإلنتاج‪.‬‬
‫كثيرا بالتغيرات‬
‫ً‬ ‫• التغيرات االقتصادية في األجل الطويل مارشل لم يهتم‬
‫االقتصادية في األجل الطويل ضمن اإلطار الفكر التقليدي الجديد حيث كان‬
‫يعتقد‪ ،‬أن التقليديون فيما يخص النمو االقتصادي كانت نظرتهم حيال النمو‬
‫االقتصادي كانت نظرة متشائمة‪ ،‬وأن حالة الركود االقتصادي لم تتحق رغم‬
‫الزيادة المستمرة في السكان‪ ،‬فالحظ أنه قد تحسنت األجور الحقيقية للعمال‪،‬‬
‫واستمرت عملية التراكم الرأسمالي دون أن تسبب أو تكون سببًا في إزاحة‬
‫أعداد كبيرة من العمال‪ ،‬أو بمعنى أنها تقضي على البطالة‪ ،‬كما أن نمو‬
‫الطلب على المواد الغذائية لم يمنح أصحاب األراضي سيطرة كبيرة على‬
‫االقتصاد كما توقع االقتصاديون التقليديون؛ لذا نجد أن مارشل يرى أن تزايد‬
‫الريع لم يحدث بسبب تزايد الريع لزراعة أراضي أقل خصوبة‪ ،‬ولكن بسبب‬
‫نمو الطلب من جانب القطاع الصناعي‪ ،‬ومشروعات اإلسكان على‬
‫األراضي‪.‬‬
‫• يخص األجور اختلف مارشل عن تحليل التقليديون حيث رفض‬
‫تبرير نظرية األجر الحدى كما رفض الرأي القائل بأن النمو السكاني‬
‫سوف يمنع أي تحسن في األجور الحقيقية‪ ،‬و توقع تطور وضع‬
‫العمال وتحسن مستوى الخبرة‪ ،‬والقدرة على العمل لديهم‪ ،‬ومن ث َم‬
‫ضا اآلراء التي أتت بها‬
‫تتزايد إنتاجيتهم‪ ،‬و رفض مارشل أي ً‬
‫االقتصاديين االشتراكيين‪ ،‬وعلى رأسها ماركس بسبب التراكم‬
‫الرأسمالي على العمل؛ ففي رأيه أن التوفير في عدد العمال الناجم‬
‫عن إحالل اآللة في األجل القصير سوف يتم تعويضه عن طريق‬
‫النمو في الطلب على العمل في صناعات السلع الرأسمالية‪،‬‬
‫والصناعات الثقيلة‪.‬‬
‫• أما األرباح التي توقع االقتصاديون التقليديون هبوط معدالتها‪،‬‬
‫فمارشل لم يعطها إال القليل من االهتمام ‪.‬‬
‫• سعر الفائدة لدى مارشل يمثل المقياس المناسب لعائد أصحاب رأس‬
‫ضا مارشل أكد بأن التحسن في فنون اإلنتاج سوف يستمر‬ ‫المال‪ ،‬أي ً‬
‫بمعدالت أعلى من تلك التي توقعها الكالسيك‪.‬‬
‫احملاضرة التاسعة‬
‫• املدرسة الكينزية‪:‬‬
‫• وهي مدرسة قائمة بذاتها‪ ،‬وأثرت االقتصاد‪ ،‬وأسهمت إسهامات‬
‫ضا هي حقيقة أصبحت مرجعية لكثير من‬ ‫نوعية في االقتصاد‪ ،‬وأي ً‬
‫القضايا‪.‬‬
‫• قبل كينز كان الرخاء واضح‪ ،‬ويعم القارة األمريكية‪ ،‬والواليات‬
‫المتحدة األمريكية‪ ،‬وذلك في أواخر العشرينات من القرن العشرين‪،‬‬
‫وساد مستوى عا ٍل من الدخل لم يشهد له العالم ً‬
‫مثيًل‪ ،‬أما في أوربا‬
‫وفي انجلترا تحديدًا وهي موطن كينز فنجد أن في انجلترا ومعظم‬
‫البلدان الصناعية األخرى عدا الواليات المتحدة األمريكية فقد حلت‬
‫عليهم أزمة اقتصادية بين الحربين العالميتين الحرب العالمية األولى‪،‬‬
‫والحرب العالمية الثانية‪ ،‬وتفاقمت معدالت البطالة‪.‬‬
‫• ففي انجلترا على سبيل المثال بدأت األزمة االقتصادية لديها منذ‬
‫عام ‪1921‬م واستمرت خًلل الثًلثينات‪ ،‬ثم انتقل األمر وانتقلت‬
‫المشكلة لتصيب االقتصاد األمريكي‪ ،‬فانتقل الكساد االقتصادي‬
‫إلى الواليات المتحدة األمريكية وبلغ الذروة بما يُعرف بالكساد‬
‫الكبير وذلك في العام ‪1929‬م‪.‬‬
‫ً‬
‫ممثًل في‬ ‫• الفترة الزمنية التي أتى فيها كينز كان العالم الصناعي‬
‫أوربا‪ ،‬والواليات المتحدةاألمريكية يعاني‪ ،‬أو شهد أزمة‬
‫عرفت بالكساد الكبير‪ ،‬ففي شهر أكتوبر من‬ ‫اقتصادية قاتلة ُ‬
‫‪ 1929‬إنهارت بورصة األسهم‪ ،‬أو سوق األسهم في الواليات‬
‫المتحدة األمريكية‪ ،‬قام جميع مًلك األسهم في تلك السوق‬
‫بعرض كل ما لديهم من أسهم للبيع‪ ،‬ونتيجة لذلك انهار السوق‬
‫وخسر المساهمون حوالي أربعين مليون دوالر من قيمة األسهم‪،‬‬
‫وهذا الرقم كبير في تلك الفترة‪.‬‬
‫ضا شهدت تلك الفترة‪-:‬‬‫• كما أي ً‬
‫‪ (1‬انخفاض الدخل القومي في الواليات المتحدة األمريكية بشكل كبير؛ إذ هبط‬
‫إلى ‪ 87‬بليون دوالر ‪ 1930‬و ‪30‬بليون دوالر في عام ‪.1933‬‬
‫‪ (2‬زاد حجم العاطلين عن العمل ليصل إلى نحو ‪ 14‬مليون شخص بعد أن‬
‫كان ال يزيد عن مليوني شخص‪.‬‬
‫• ومن جراء ذلك حدث تمزق في النسيج االجتماعي للغربية الصناعية‪،‬‬
‫وكثرت حاالت االنتحار ودخل االقتصاد في نفق مظلم‪ ،‬و هذه األزمة أشارت‬
‫إلى وجود عيب في النظام الرأسمالي ولم يكن التقليد المجمع عليه في الفكر‬
‫االقتصادي في تلك الفترة مهيئًا للتعامل مع مثل هذه األزمة‪ ،‬أو هذه الحالة‬
‫حيث إن التحليل‪ ،‬أو اإلطار الفكري للمدرسة التقليدية الجديدة يستند على‬
‫الفرضية القائلة بأن حالة التشغيل الكامل كانت هي الحالة االعتيادية وأن‬
‫كبيرا ‪ ،‬وعندما تحدث بعض الفجوات‪ ،‬فإن النظام‬ ‫ً‬ ‫االبتعاد عنها لن يكون‬
‫ضا‪. ،‬‬
‫االقتصادي يولد العًلج الًلزم لذلك إال أن األمر لم يكن كما كان مفتر ً‬
‫• أتى كينز في هذه الفترة بأفكار أسهمت فى الحد من هذه األزمة ومحاولة‬
‫التغلب عليها‪ ،‬وانتشال االقتصاد من هذا الوضع لذا فقد حاول كينز أن يعالج‬
‫مشكلة النظام الرأسمالي دون القضاء عليه‪.‬‬
‫• أعطى الكساد الكبير الذي شهده العالم في الثًلثينات ونهاية‬
‫العشرينات من القرن العشرين قوة ألفكار االقتصادي كينز‪،‬‬
‫والتي وجدت جذورها في االهتمام الواسع بالكساد االقتصاد‪،‬‬
‫وانخفاض معدالت النمو‪.‬‬
‫• حيث إن كينز ركز اهتمامه على القضية المركزية‪ ،‬وهي تحديد‬
‫مستويات الدخل القومي ونقصد‪ ،‬بالمركزية ليس تشغيل العمالة‬
‫ضا ركز اهتمامه‬ ‫فقط‪ ،‬وإنما عناصر اإلنتاج بما فيها العمل‪ ،‬وأي ً‬
‫على أسباب التقلبات االقتصادية قصيرة األجل‪ ،‬وهو بذلك انتقد‬
‫نظرية التشغيل التي أتى بها االقتصاديون التقليديون‪ ،‬حيث كان‬
‫االقتصاديون مشغولون في تركيزهم على النمو االقتصادي‬
‫طويل األجل‪ ،‬ولم يهتموا بالتقلبات االقتصادية قصيرة األجل‪،‬‬
‫وكان كينز مشك ًكا بمقولة التوازن عند مستوى التشغيل الكامل‬
‫في األجل الطويل‪.‬‬
‫• ويؤكد في هذا اإلطار بأن أساسيات النظام االقتصادي يمكن‬
‫الحفاظ عليها إذا تم تطبيق اإلصًلحات المطلوبة في وقتها‪ ،‬وأن‬
‫الرأسمالية غير منظمة‪ ،‬أو غير منضبطة ليست متوافقة مع‬
‫الحدث التشغيل الكامل‪ ،‬واالستقرار االقتصادي وكان يرى بأن‬
‫حال الحرية االقتصادية ليست كافية‪ ،‬وال تتًلءم مع المشكًلت‬
‫المعقدة في المجتمعات الصناعية‪ ،‬وأفكار كينز ضمنها كتابه‬
‫الشهير " النظرية العامة في التشغيل‪ ،‬والفائدة‪ ،‬والنقود " الذي‬
‫اختصارا بالنظرية العامة والذي صدر في العام ‪1936‬م‬‫ً‬ ‫يعرف‬
‫ضا نقدًا شديدًا للنظرية التقليدية الجديدة‪ ،‬وعرض فيه‬
‫وضمنه أي ً‬
‫نظريته الجديدة في التشغيل‪.‬‬
‫• وهذا األمر دعا بكثير من االقتصاديين أن يصف األفكار التي‬
‫أتى بها كينز بأنها ثورة كينزية‬
‫• املبادئ األساسية للنظرية الكينزية‬
‫• والمبادئ األساسية لنظرية كينز تتضمن خمسة أمور وهى ‪:‬‬
‫‪ (1‬التأكيد على االقتصاد الكلي ومتغيرات االقتصاد الكلية مثل‬
‫الدخل‪ ،‬واالستهًلك‪ ،‬واالدخار‪ ،‬واإلنتاج‪ ،‬والتشغيل‪.‬‬
‫‪ (2‬االهتمام بالطلب الفعال‬
‫‪ (3‬عدم استقرار االقتصاد‪ ،‬ويقصد بذلك كينز إن االقتصاد يميل‬
‫إلى تكرار التوسع‪ ،‬واالنتعاش‪ ،‬واالنفجار؛ ألن مستوى‬
‫االستثمار المخطط متقلب‪ ،‬والتغيرات في خطط االستثمار‬
‫تسبب تغيرات في الدخل القومي‪ ،‬واإلنتاج بمقدار أكبر من‬
‫التغير الحاصل في االستثمار‪ ،‬وهذه هى فكرة المضاعف‬
‫• املبادئ األساسية للنظرية الكينزية‬
‫‪ (4‬عدم مرونة األجور األسعار‬
‫‪ (5‬سياسة نقدية ومالية نشطة‪ ،‬وهو بذلك يدعو إلى ضرورة تدخل‬
‫الحكومة في النشاط االقتصادي من خًلل السياسات المالية‪،‬‬
‫والنقدية المًلئمة والتحفيز الكامل‪ ،‬واستقرار األسعار‪ ،‬وتحقيق‬
‫النمو االقتصادي‪.‬‬
‫إسهامات كينز في النظرية االقتصادية‬ ‫•‬
‫إسهامه في نظرية التشغيل ‪ :‬يرى كينز أن الذي يحدد عدد‬ ‫•‬
‫العمال الذين يعملون وكمية السلع التي تنتج هو مفهوم الطلب الكلي‬
‫الفعال‪ ،‬فعلى قدر الطلب الكلي على السلع ينتج المنتجون‪ ،‬وعلى‬
‫قدر ما ينتجون يشغلون العدد المًلئم من العمال‪.‬‬
‫كبيرا كان اإلنتاج والتشغيل كبيرين‪ ،‬والعكس صحيح‬ ‫ً‬ ‫فإذا كان الطلب‬ ‫•‬
‫الطلب الفعال‪ :‬يتكون من الطلب على السلع االستهًلكية‪ ،‬والطلب‬ ‫•‬
‫على السلع االستثمارية‪ ،‬وهي وفقًا لكينز كما يلي‪:‬‬
‫أولًا‪ :‬الطلب على السلع االستهالكية ذكر كينز أنه يعتمد على‬ ‫•‬
‫عاملين هما‬
‫العامل األول‪ :‬حجم الدخل القومي وحجم الدخل الموزع على األفراد‪،‬‬ ‫•‬
‫قليًل؛ كلما خصص‬‫فكلما كان الدخل القومي محدودًا ودخل الفرد ً‬
‫كله‪ ،‬أو أغلبه إلشباع الحاجات االستهًلكية‪ ،‬وكان االدخار معدو ًما‪،‬‬
‫كبيرا وكانت‬
‫ً‬ ‫أو ً‬
‫قليًل‪ ،‬وبالمقابل كلما كان دخل البلد ودخل الفرد‬
‫النسبة المخصة لدى االستهًلك مخصصة نسبيًّا كلما كان االدخار‬
‫كبيرا‪.‬‬
‫ً‬
‫• العامل الثاني‪ :‬بعض العوامل النفسية التي تدفع األفراد إلى‬
‫اإلنفاق‪ ،‬أو االدخار‪ ،‬والحظ كينز بأنه كلما زاد هذا الدخل؛ زاد‬
‫استهًلكه‪ ،‬ولكن بمقدار أقل في الدخل‪ ،‬وهذا أرجعه كينز بسبب‬
‫انخفاض الميل الحدي لًلستهًلك‪ ،‬ويترتب على ذلك أنه كلما زاد‬
‫دخل الفرد كلما زاد حجم االدخار الميل الحدي لًلدخار‪،‬‬
‫الخًلصة هي أن كلما زاد دخل البلد زاد ادخاره‪ ،‬وأن االدخار‬
‫عنصرا انكماشيًّا بالنسبة‬
‫ً‬ ‫في البلدان المتقدمة اقتصاديا يمثل‬
‫لمجموع االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫• ثانيا‪ :‬الطلب على السلع االستثمارية‬
‫• ذكر كينز أن الطلب على السلع االستثمارية يتكون من الطلب‬
‫على اآلالت‪ ،‬والمواد وغيرها من السلع التي تستخدم في عمليات‬
‫اإلنتاج‪ ،‬والذين يطلبون سلع اإلنتاج هم المنظمون‪ ،‬ولكي يطلب‬
‫المنظم وحدة إضافية إنتاجية من السلع االستثمارية؛ فإنه يبحث‬
‫فيما إذا كان يعطيه رب ًحا صافيًا بعد خصم تكاليفه التي يتكبدها ‪.‬‬
‫• وقد استخدم كينز بعض المصطلحات الفنية؛ حيث يقول‪ :‬إن‬
‫المنظم ال يطلب وحدة إضافية من السلع االستثمارية إال إذا كانت‬
‫الكفاءة الحدية لًلستثمار أكبر من الفائدة التي يدفعها على‬
‫اقتراض النقود‪ ،‬ويقصد بذلك أي‪ :‬بالكفاءة الحدية هي النسبة بين‬
‫الربح المتوقع الحصول عليه من االستثمار خًلل فترة حياة‬
‫األصل‪ ،‬وبين تكلفة األصل أي‪ :‬االستثمار‪ ،‬وبذلك تتضح أهمية‬
‫الكفاءة الحدية في تحديد حجم االستثمارات‪.‬‬
‫• أما العوامل المحددة لالستثمار فقد حصرها كينز في عاملين‪:‬‬
‫• العامل األول‪ :‬هي عوامل موضوعية‪ :‬تشمل حجم سلع اإلنتاج‬
‫فعًل في اإلنتاج الوطني قبل إقامة المصنع‪ ،‬أو إقدام المنتج‬ ‫الموجودة ً‬
‫على اإلنتاج‪ ،‬فإذا كانت سلع اإلنتاج كثيرة فإن العرض من السلع‬
‫ضا نسبيًّا‪ ،‬ومن ث َ َّم سيكون‬ ‫كثيرا‪ ،‬ومن ث َ َّم يكون ثمنها منخف ً‬
‫ً‬ ‫سيكون‬
‫ضيئًل‪ ،‬وبذلك ستكون الكفاءة الحدية بالنسبة‬ ‫ً‬ ‫الناتج عنها سيكون‬
‫لًلستثمار ستكون منخفضة‪.‬‬
‫• العامل الثانى ‪ :‬العامل النفسي فهو ما يتوقع المنظمون حدوثه‬
‫خًلل عمر مشروع الذي يريدون إقامته سواء ما يتعلق بأسعار المواد‬
‫األولية‪ ،‬أو أجور العمال‪ ،‬أو أسعار النهائي المنتجة‪ ،‬وتتوقف هذه‬
‫التوقعات على عوامل نفسية ال تخضع لمنطق دقيق‪ ،‬وهي عوامل‬
‫ونظرا العتماد الكفاءة الحدية على التوقعات فإن‬ ‫ً‬ ‫التفاؤل‪ ،‬والتشاؤم‬
‫الطلب على السلع االستثمارية يكون طلبًا متقلبًا‪.‬‬
‫• كيف يتحدد مستوى التشغيل وفقًا لنظرية كينز ‪:‬‬
‫مستوى التشغيل بالنسبة له يتوقف على مستوى الطلب الكلي‬
‫الفعال على السلع االستهًلكية‪ ،‬والسلع االستثمارية ‪ ،‬ويتحدد‬
‫مستوى اإلنتاج‪ ،‬والتشغيل عند المستوى المطلوب من الكميات‬
‫والسلع‪ ،‬فإذا كان المطلوب من الكمية المنتجة ً‬
‫فعًل مسا ٍو إلى‬
‫إجمالي حجم السلع ازداد أرباح المنتجين وتدفعهم هذه الزيادة إلى‬
‫زيادة اإلنتاج‪ ،‬والتشغيل للمستوى الذي يتساوى فيه مع الطلب‬
‫الكلي‪ ،‬وإذا كان الطلب الكلي أقل من كمية اإلنتاج فمعنى ذلك أن‬
‫كميات من المنتجات ستبقى دون تصريف‪ ،‬فنجد أن المنتجين‬
‫سيقللون من إنتاجهم‪ ،‬ويخفضون تشغيلهم العمالة إلى الحد الذي‬
‫تتساوى فيه كميات اإلنتاج مع حجم الطلب الكلي الفعال‪.‬‬
‫• ويقرر كينز أنه ليس من الضروري أن يكون المستوى الذي‬
‫يتحدد عنده التشغيل هو مستوى التشغيل الكامل؛ ألنه لكي يتحقق‬
‫التشغيل الكامل ال بد أن يكون هناك طلب على االستثمار مسا ٍو‬
‫لًلدخار الذي يحققه االقتصاد عند مستوى التشغيل الكامل‪ ،‬وعند‬
‫تحقق هذا الشرط فأن ما ينتج عند التشغيل الكامل سيتم بيعه في‬
‫السوق‪ ،‬أو تصريفه في السوق‪.‬‬
‫• واستنتج كينز بأن الرأسمالية تميل في الظروف العادية إلى عدم‬
‫تحقيق التشغيل الكامل‪ ،‬وإلى بقاء قدر من العمال في حالة بطالة‬
‫كاف‪ ،‬أو ما‬
‫ٍ‬ ‫دائمة‪ ،‬وذكر أن سبب ذلك هو عدم وجود طلب كلي‬
‫كاف‬
‫ٍ‬ ‫أسماه الطلب الفعال‪ ،‬وبالذات عدم وجود طلب استثماري‬
‫لجعل منظمين يشغلون جميع العمال‪ ،‬وفي هذه الفكرة يكمن‬
‫معنى الثورة الكينزية في الفكر االقتصادي بالقياس بمن سبقه من‬
‫األفكار ‪.‬‬
‫إسهامه في دالة االستهالك‬ ‫•‬
‫أشار كينز إلى قانون سيكولوجي أساسي يخص العًلقة بين‬ ‫•‬
‫االستهًلك‪ ،‬والدخل ومفاده أن الناس يميلون إلى زيادة استهًلكهم‬
‫عند حصول زيادة في دخلهم‪ ،‬ولكن الزيادة في االستهًلك تكون‬
‫بزيادة أقل من الحجم في الدخل‪ ،‬وبشكل محدد ذكر كينز أن هناك‬
‫عًلقة طردية بين االستهًلك‪ ،‬والدخل‪ ،‬؟‬
‫وذكر أن العًلقة بين االستهًلك‪ ،‬والتغير في الدخل القومي‪ ،‬ت ُسمى‬ ‫•‬
‫الميل الحدي لًلستهًلك‪ ،‬وذكر أنها موجبة‪ ،‬وتتراوح قيمتها ما بين‬
‫الصفر‪ ،‬والواحد الصحيح ‪.‬‬
‫ضا‬
‫كما أن االدخار يرتفع مع الدخل‪ ،‬والميل الحدى لًلدخار هو أي ً‬ ‫•‬
‫يتراوح بين الصفر‪ ،‬والواحد؛ لذا نجد أن كينز له إسهام في دالة‬
‫ضا االستثمار ‪ ,‬وذكر أن هناك عًلقة‬ ‫االستهًلك ودالة االدخار‪ ،‬وأي ً‬
‫موجبة بين كل من االستهًلك‪ ،‬واالدخار‪ ،‬والدخل‬
‫• إسهامه في االستثمار ‪:‬‬
‫• عرف كينز االستثمار بأنه السلعة الرأسمالية‪ ،‬وباإلضافة إلى ذلك‬
‫فاالستثمار غير مخطط يحدث عندما تنخفض المبيعات‪ ،‬وترتفع‬
‫استثمارا من وجهة‬
‫ً‬ ‫قيمة المخزون‪ ،‬أما االستثمار المالي فهو ليس‬
‫نظر كينز؛ ألنه ال يمثل شراء السلعة الرأسمالية‪ ،‬وأن المستثمرين‬
‫يستثمرون على أمل يضيفون رأس المال الجديد إلى األرباح‬
‫الجانب الثاني في قرار االستثمار عند كينز هو سعر األصل‪ ،‬أو‬
‫تكلفة االستبدال األصل الثابت‪ ،‬والذي يجعل المنتج لرأس المال‬
‫يستمر إلنتاج وحدة إضافية‪ ،‬وقد عرف كينز الكفاءة الحدية لرأس‬
‫المال بأنها تساوي سعر الخصم الذي يجعل القيمة الحالية لسلسلة‬
‫من العوائد المتوقعة مساوية إلى سعر األصل الثابت‪.‬‬
‫(تابع )‬ ‫• إسهامه في االستثمار‬
‫• ويستمر االستثمار إلى النقطة التي تساوي فيها الكفاءة الحدية‬
‫لرأس المال مع سعر الفائدة‪ ،‬وبذلك يكون هناك عًلقة عكسية‬
‫بين كمية االستثمارات في رأس المال‪ ،‬والكفاءة الحدية لرأس‬
‫المال‪ ،‬ويمكن استخدام هذه الفكرة‪ ،‬أو فكرة كينز لرسم منحنى‬
‫كًل من الكًلسيك‪،‬‬ ‫الطلب على االستثمار‪ ،‬وكينز عارض ًّ‬
‫والكًلسيك الجدد الذين اعتقدوا أن سعر الفائدة يحقق التوازن بين‬
‫االستثمار‪ ،‬واالدخار فنجد أن االدخار عند كينز يعتم ُّد على‬
‫مستوى الدخل ‪ ،‬وسعر الفائدة يعتمد على تفضيل السيولة أي‪:‬‬
‫الطلب وكمية النقود المعروضة‪.‬‬
‫تفضيل السيولة عند كينز‬ ‫•‬
‫ذكر كينز أن النقود تطلب لذاتها‪ ،‬وأن دورها ليس فقط محصو ًرا في‬ ‫•‬
‫كونها وسيط للمبادلة‪.‬‬
‫ضا تطلب لذاتها بحكم أنها مستودع للقيمة وذكر في هذا‬ ‫وإنما هي أي ً‬ ‫•‬
‫اإلطار‪ ،‬تفضيل السيولة‪ ،‬وذكر أنه أن تفضيل السيولة يعتمد من‬
‫وجهة نظره على ثًلثة دوافع وهي‪:‬‬
‫الدافع األول‪ :‬ألغراض المبادلة‪ ،‬بمعنى أنه لمبادلة شأنه في هذا‬ ‫•‬
‫األمر شأن من سبقه‪،‬‬
‫الدافع الثاني‪ :‬االحتياط‪.‬‬ ‫•‬
‫الدافع الثالث‪ :‬المضاربة‪ ،‬وهذا كله ترجمه إلى منحنى الطلب على‬ ‫•‬
‫النقود؛ حيث إن األفراد يحملون نقودًا أكثر عند سعر الفائدة أدنى‪،‬‬
‫وهذا المنحنى ينحدر لألسفل‪ ،‬وأن كمية النقود المعروضة يفترض‬
‫أنها مستقلة عن سعر الفائدة وتتحدد بقرار من البنك المركزي‪ ،‬ولهذا‬
‫فإن منحنى عرض النقود يكون رأسيًّا‪.‬‬
‫• قضية الدخل التوازني والتشغيل‪:‬‬
‫طا قويًّا بين الدخل القومي ومستوى‬‫• افترض كينز أن هناك تراب ً‬
‫التشغيل‪ ،‬وهذا ليس صحي ًحا على اإلطًلق‪ ،‬أو بالضرورة‬
‫فاالستثمار الكبير في رأس المال الموفر للعمل‪ ،‬بمعنى في‬
‫عا في اإلنتاج‪ ،‬والدخل‬
‫اآلالت‪ ،‬أو في التقنية يمكن أن يسبب ارتفا ً‬
‫القومي بمعدالت تفوق معدالت الزيادة في التشغيل‪.‬‬
‫• لكن كينز كان مهت ًّما بالفترة القصيرة بشكل رئيس؛ حيث إن‬
‫تحليله يركز على الفترة القصيرة‪ ،‬ولكينز مقولة شهيرة في هذا‬
‫اإلطار أنه يقول‪ :‬أنه في األجل الطويل كلنا أموات‪ ،‬بمعنى أن‬
‫االهتمام‪ ،‬أو يجب أن نركز على األجل القصير‪ ،‬واألجل الطويل‬
‫أمره متروك للزمن‪.‬‬
‫• قضية الدخل التوازني والتشغيل‪:‬‬
‫( تابع )‬

‫• وفي الفترة القصيرة يمكن من وجهة نظر كينز أن نهمل التغير‬


‫التكنولوجي ‪ ،‬أو التقني وعندها يمكن أن نوافق بأن مستوى الدخل‬
‫يحدد مستوى التشغيل‪.‬‬
‫• ويتساءل كينز عن الكيفية التي يمكن أن يحدث من خًللها‪ ،‬أو بها‬
‫عرف‬ ‫الكساد‪ ،‬وإجابة على هذا السؤال تظهر من خًلل نموذج بسيط ُ‬
‫ضا‬
‫بنموذج تقاطع كينز بين اإلنفاق الكلي‪ ،‬والعرض الكلي‪ ،‬وأن انخفا ً‬
‫في االستهًلك االستثماري يقلل من اإلنفاق الكلي ويقلل من حجم‬
‫المبيعات‪ ،‬ويزداد المخزون‪ ،‬ثم تقوم المنشآت بتقييد تشغيل األيدي‬
‫العاملة‪ ،‬واإلنتاج ومن ث َ َّم يحدث انخفاض في الدخل القومي‪ ،‬و في هذه‬
‫الحالة يمكن مًلحظة أن الدخل التوازني ينخفض بمقدار أكبر من‬
‫حجم االنخفاض في االستثمار‪ ،‬وهذا بسبب تأثير المضاعف أي أن‬
‫حجم المضاعف يعتمد على ميل المنحنى الكلي‬
‫• فكرة المضاعف‬
‫• التي أتى بها كينز‪ ،‬وهي ال تزال وأصبحت فت ًحا في االقتصاد‪،‬‬
‫وهي ما هو معمول به حتى اآلن‪ ،‬أو ما هو مقرر‪ ،‬أو مأخوذ عند‬
‫التحليل االقتصادي‪ ،‬وبالذات في قضايا االقتصاد الكلي عند رسم‬
‫السياسات االقتصادية‪ ،‬وقضايا اإلنفاق الحكومي‪ ،‬أو االستثمار‬
‫عمو ًما إما من قبل الحكومة‪ ،‬أو من قبل القطاع الخاص‪ ،‬فكينز‬
‫أتى بفكرة المضاعف و فكرته أن ما يتم إنفاقه في االقتصاد سواء‬
‫من قبل الحكومة بالذات‪ ،‬أو القطاع الخاص إنتا ًجا استثماريًّا‬
‫سينتج عن أكثر مما أنفق أي‪ :‬أن اللاير الواحد‪.‬‬
‫سياسات تحفيز التشغيل الكامل ‪:‬‬ ‫•‬
‫سا على مبدأ المضاعف وكعًلج لحاالت الكساد‬ ‫من مقترحات كينز وتأسي ً‬ ‫•‬
‫دورا أكبر للحكومة لتحقيق االستقرار‬
‫التى تصيب االقتصاد اقترح كينز ً‬
‫االقتصادي لتشغيل المستوى الكامل للدخل القومي‪ ،‬ولمعالجة البطالة اقترح‬
‫وسائل معينة لزيادة اإلنفاق الكلي من خًلل زيادة االستثمار الخاص في‬
‫أوقات الكساد‪ ،‬وذلك من خًلل تخفيض سعر الفائدة؛ لجعل القطاع الخاص‬
‫يقترب‪ ،‬ويعمل‪ ،‬ويستثمر‪.‬‬
‫ضا زيادة اإلنفاق الحكومي لمشاريع البنية التحتية ‪ ،‬لكن ذكر أن هناك‬ ‫أي ً‬ ‫•‬
‫حدودًا النخفاض سعر الفائدة وخاصة عندما يصبح منحنى تمويل السيولة أي‪:‬‬
‫الطلب على النقود أفقيًّا‪ ،‬أو أنه تام المرونة عند سعر فائدة منخفض جدًا‪ ،‬وهي‬
‫ما يعرف بفخ‪ ،‬أو مصيدة السيولة‪ ،‬االمر الذي يجعل القطاع الخاص‪ ،‬أو‬
‫يجعل السياسة النقدية غير فعالة‪.‬‬
‫لذا رأى كينز أن هناك طريقة أخرى أكثر فاعلية تتمثل في معالجة الكساد من‬ ‫•‬
‫خًلل استخدام الحكومة للسياسة المالية التوسعية عن طريق اإلنفاق الحكومي‬
‫على المشروعات العامة‪ ،‬والبنية التحتية‪.‬‬
‫• كينز له إسهامات أخرى في قضايا إنشاء البنك الدولي وصندوق‬
‫ضا في قضية‬ ‫النقد الدولي‪ ،‬وغيرها من اإلسهامات الكثيرة‪ ،‬وأي ً‬
‫إصدار النقود الورقية‪ ،‬وقضية ربطها بقاعدة الذهب‪ ،‬وأن‬
‫الحكومة بإمكان البنك المركزي يصدر النقود الورقية البنكنوت‬
‫ليس بالضرورة أن يكون لديه ما يعادل كل ورقة يصدرها؛ ألن‬
‫هذه األوراق البنكنوت ما هي إال سداد تتعهد البنوك المركزية‬
‫دوالرا‪ ،‬أو جني ًها استرلينيًّا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫رياال‪ ،‬أو‬ ‫بدفع ما قيمته إذا كان‬
‫لحامله‪.‬‬
‫احملاضرة العاشرة‬
‫• المدرسة النقدية‪ :‬سميت بهذا االسم المدرسة النقدية نسبة للنقود؛‬
‫حيث إن هذه المدرسة تبنت‪ ،‬أو لها وجهة نظر حيال النقود ‪ ،‬ومن‬
‫أبرز مفكري هذه المدرسة هو المفكر االقتصادي الشهير ميلتون‬
‫فريدمان‪.‬‬
‫• أبرز إسهامات هذه المدرسة‪:‬‬
‫• ملتون فريدمان طور النظرية النقدية منذ األربعينيات من القرن‬
‫الماضي‪ ،‬لكن أفكاره لم تلقَ القبول إال في السبعينات الميالدية من‬
‫القرن الماضي‪ ،‬وكان هذا التحول في الرأي حول أفكار هذه المدرسة‬
‫أي‪ :‬المدرسة النقدية في نظر بعض االقتصاديين؛ هو نتيجة لقوة‬
‫الحجة‪ ،‬أو الحجج التي جاءت بها هذه المدرسة من جهة‪ ،‬واألمر‬
‫اآلخر هو ضعف األداء في االقتصاد الكلي للواليات المتحدة‬
‫األمريكية خالل السبعينات من جهة أخرى؛ مما خلق بيئة مناسبة‬
‫لتقبل هذه األفكار الجديدة‪ ،‬والتخلي عن األفكار التي اتى بها كينز ‪.‬‬
‫• حيث إن اقتصاد الواليات المتحدة األمريكية تحديدًا شهد ظاهرة‬
‫جديدة هي اجتماع مرضين‪ ،‬أو مشكلتين هما مشكلة التضخم‪،‬‬
‫والبطالة معًا‪ ،‬الركود التضخمى والتي لم تستطع النظرية الكينزية‬
‫في إيجاد حلول‪ ،‬أو مخرج لها مما جعل فريدمان ومن معه‬
‫يتصدون لهذه المشكلة ‪.‬‬
‫• مصطلح النقديون يستخدم لإلشارة إلى االقتصادين الذين يؤمنون‬
‫بالفكرة الكالسيكية التي تقول بأن زيادة عرض النقد‪ ،‬أو النقود‬
‫يقود بشكل أساسي إلى زيادة األسعار‪ ،‬وليس زيادة اإلنتاج‪.‬‬
‫• ومبادئ المدرسة النقدية بشكل عام تتالءم مع التقليد الواسع‬
‫ضا للمدرسة التقليدية الجديدة‪،‬‬‫للمدرسة التقليدية‪ ،‬أو الكالسيكية وأي ً‬
‫أو نيو كالسيك‪ ،‬بل إنه يمكن القول بأن وجهة نظر المدرسة‬
‫ضا ما هي إال شكل‬ ‫النقدية‪ ،‬أو مدرسة شيكاغو كما تسمى أي ً‬
‫آخر من اشكال المدرسة الكالسيكة الجديدة ‪.‬‬
‫• النقديون أكدوا على دور النقود‪ ،‬أو الدور الهام للنقود في تحديد‬
‫مستوى التوازن للناتج المحلي االجمالي الحقيقي واألسعار وهذه‬
‫المدرسة عارضت األفكار التي أتى بها كينز المتمثلة حول‬
‫ضرورة تدخل الدولة‪ ،‬أو الحكومة في النشاط االقتصادي من أجل‬
‫تحقيق التشغيل الكامل والتوازن‪.‬‬
‫• المبادئ الرئيسة للمدرسة النقدية‪ :‬تتمثل في األمور الخمسة‬
‫التالية‪:‬‬
‫• أولًا‪ :‬دور النقود ‪:‬أكد النقديون على الدور الهام للنقود في تحديد‬
‫التوازن في الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي‪ ،‬واألسعار‪ ،‬فذكروا‬
‫أن التغيرات في عرض النقود‪ ،‬لها آثار واسعة على اإلنفاق من‬
‫خالل كل من االستثمار‪ ،‬واالستهالك في حين أن الكينزيين‬
‫افترضوا بأن السياسة النقدية تؤثر على الطلب الكلي من خالل‬
‫التغير الحاصل في سعر الفائدة‪ ،‬وبالتالي فهي تؤثر على اإلنفاق‬
‫االستثماري؛ فالزياة في عرض النقد‪ ،‬أو النقود بالنسبة للمدرسة‬
‫النقدية تدفع منحنى الطلب الكلي إلى أعلى من خالل زيادة انفاق‬
‫القطاع الخاص‪ ،‬أو من القطاع العائلي‪ ،‬وبالتالي تؤدي إلى رفع‬
‫مستوى التوازن للناتج الحقيقي‪.‬‬
‫• ثانيًا‪ :‬رفض النقديون لألفكار الكينزية‪ ،‬أو للنظرية‬
‫الكينزية ‪ :‬االقتصاد في نظر المدرسة النقدية يحقق التوازن‬
‫بشكل آلى مع تقلبات بسيطة‪ ،‬وذكروا أن الكساد العميق ينتج عن‬
‫سياسة نقدية غير مالئمة‪ ،‬وليس عن تغيرات مستقلة في جانب‬
‫اإلنفاق كما كان الرأي بالنسبة لكينز‪ ،‬التغيرات في عرض النقود‬
‫تسبب تغيرات مباشرة في الناتج المحلي اإلجمالي األسمى‪ ،‬وال‬
‫تعمل من خالل أسعار الفائدة‪ ،‬كما أن السياسة المالية في نظرهم‬
‫غير فعالة إال إذا توافقت مع تغيرات في عرض النقود‪ ،‬وحتى في‬
‫ضا في ظل‬ ‫ضا‪ ،‬أو قد تكون غير فعالة أي ً‬
‫هذه الحالة فإنها تكون أي ً‬
‫وجود التوقعات الرشيدة‪.‬‬
‫• ثالثًا‪ :‬السلوك األمثل اقتصاديوا هذه المدرسة‪ ،‬وعلى رأسهم‬
‫ميلتون فريدمان يؤكدون على مبدأ المدرسة التقليدية الحديثة‪ ،‬أو‬
‫الجديدة‪ ،‬والمتمثل في أن الناس يحاولون تعظيم رفاهيتهم‪ ،‬وأن‬
‫الوحدة االقتصادية المتمثلة في الفرد‪ ،‬ويتجمع األفراد في تحقيق‬
‫منافع من التخصص‪ ،‬والتبادل‪ ،‬فالناس يتخذون خيارات عقالنية‪،‬‬
‫والمستهلكين‪ ،‬والعمال‪ ،‬والمنشئات يستجيبون للمحفزات اإليجابية‬
‫ضا‪.‬‬
‫منها‪ ،‬والسلبية أي ً‬
‫• رابعًا‪ :‬المبدأ الرابع وهو الخاص باألسعار واألجور‪ ،‬وذكروا أنها‬
‫مقاربة لمثيالتها التنافسية‪ ،‬وهذا يعني أن األسعار‪ ،‬واألجور‬
‫الفعلية تميل بشكل عام أن تكون مقاربة لمثيالتها التنافسية في‬
‫األجل الطويل‪ ،‬وتعكس تكاليف الفرصة للمجتمع في الجانب‬
‫الحدي‪ ،‬والمنافسة في النهاية في وجهة نظرهم تولد منتجات‬
‫جديدة‪ ،‬وتقضي من شأنها أن تحطم االحتكار‪.‬‬
‫• خامساً ‪ :‬االحتكار ‪ :‬لدى هذه المدرسة هو الدور المحدود‬
‫للحكومة‪ ،‬وقصدوا بذلك أن الحكومة في نظرهم بطبيعتها غير‬
‫كفوة كوكيلة لتحقيق األهداف‪ ،‬أو ال تستطيع تحقيق األهداف التي‬
‫يمكن أن تتحقق من خالل التبادل فيما بين األفراد‪ ،‬أو أنها غير‬
‫مؤهلة فالمسئولون الحكوميون يعتقدون أن لهم أهدافهم الخاصة‬
‫بهم التي يسعون لتعظيمها‪ ،‬ولذلك يحولون حصة من الموارد في‬
‫اتجاه ال تخدم دافعي الضرائب‪.‬‬
‫• سياسيات النقديين‪ :‬أبزر المبادئ األساسية للمدرسة‬
‫النقدية‪:‬‬
‫‪ (1‬يؤكد النقديون على الدور الذي تلعبه التغيرات في عرض النقود‬
‫في تحديد الناتج الحقيقي التوازني‪ ،‬أو مستوى األسعار‪.‬‬
‫‪ (2‬ال يعتقد النقديون بأن االقتصاد يخضع إلى حالة عدم التوازن في‬
‫دورا‬
‫سوق العمل وسوق السلع‪ ،‬أو أن الحكومة يجب أن تلعب ً‬
‫ً‬
‫فعاال في االقتصاد‪.‬‬
‫‪ (3‬ذكروا أنه بسبب أن تغيير السياسة االقتصادية عمل فاصل‬
‫زمني طويل‪ ،‬ومتغير فإن محاوالت من قبل الحكومة لتحقيق‬
‫االستقرار في االقتصاد أن تجعل األمور أكثر سو ًءا‪.‬‬
‫‪ (4‬أنهم يعتقدون بأن القواعد الرسمية يجب أن تحكم عملية صنع‬
‫السياسات االقتصادية هذا فيما يخص المدرسة النقدية بشكل‬
‫عام‪.‬‬
‫• ميلتون فريدمان‬
‫• هو أحد أقطاب المدرسة النقدية‪ ،‬أو مدرسة شيكاغو‪ ،‬وهو أحد‬
‫أساتذة االقتصاد في قسم االقتصاد بجامعة شيكاغو‪.‬‬
‫• من أبرز إسهامات ميلتون فريدمان‬
‫• أولًا‪ :‬دالة االستهالك ‪ :‬فريدمان في عام ‪ 1957‬ميالدي نشر‬
‫كتابه الذي أسماه نظرية االستهالك‪ ،‬والتي أشار فيها بأن دالة‬
‫االستهالك التي أتى بها كينز أنها دالة بسيطة‪ ،‬وطبقًا لفريدمان‬
‫فاالستهالك العائلي يتحدد من خالل الدخل الدائم‪ ،‬وليس الدخل‬
‫الجاري الذي أشار له كينز‪.‬‬
‫• حيث عرف فريدمان الدخل الدائم بأنه معدل الدخل الذي يتوقع‬
‫األفراد استالمه خالل فترات من السنين‪ ،‬وأن األفراد يحاولون‬
‫الحفاظ على مستوى معين من المعيشة من سنة إلى أخرى‪،‬‬
‫فمضمون نظريته أي‪ :‬نظرية بداية االستهالك هي أن الميل‬
‫الحدي لالستهالك هو في الواقع أصغر مما تقترحه نظرية كينز‪.‬‬
‫• وهذا يعني أن مضاعف االستثمار يكون أصغر مما توقع كينز‪،‬‬
‫وبذلك فإن عدم االستقرار في االقتصاد مبالغ فيه في وجهة نظر‬
‫فريدمان‪.‬‬
‫• ثانياً‪ :‬الطلب على النقود ‪ :‬وذكر أن الطلب على النقود أنه طلب‬
‫على األرصدة النقدية‪ ،‬فاألفراد يطلبون األرصدة النقدية التي‬
‫تعطيهم منفعة‪.‬‬
‫• وأكد في هذا اإلطار بأن الطلب على النقود يتحدد بثالث‬
‫عوامل‪:‬‬
‫‪ (1‬إجمال الثروة‪.‬‬
‫‪ (2‬تكلفة االحتفاظ باألرصدة‪.‬‬
‫‪ (3‬تفضيالت األفراد وتحدث في هذا اإلطار بشكل موسع‬
‫• ثالثاً نظرية كمية النقود ‪ :‬ذكر فريدمان أن الطلب على‬
‫النقود مستقر نسبيًّا في األجل القصير‪ ،‬أما في األجل الطويل فإن‬
‫الزيادة في عرض النقود سوف تؤدي إلى ارتفاع األسعار‪،‬‬
‫وبالتالي يزداد الطلب على النقود؛ ألن المجتمع يرغب في‬
‫االحتفاظ بكميات أكبر من النقود لشراء السلع التي ارتفعت‬
‫أسعارها‪ ،‬وفي النهاية يتحقق التوازن بين الكميات المطلوبة‪،‬‬
‫والكميات المعروضة من النقود ‪ ،‬ولكن عند مستويات أعلى من‬
‫األسعار‪.‬‬
‫• النظرية الحديثة لكمية النقود طبقًا لفريدمان ال تثبت ثبات سرعة‬
‫تداول النقود كما فعلت النظرية القديمة‪ ،‬بل تفترض بأن الطلب‬
‫على النقود مستقر بشكل كبير‪ ،‬والتضخم النقدي‪ ،‬كما يؤكد‬
‫فريدمان بأنه دائ ًما ظاهرة نقدية‪ ،‬وينتج عن الزيادة السريعة في‬
‫كمية النقود‪.‬‬
‫• اإلسهامات الفكرية المعاصرة في تاريخ الفكر االقتصادي‬
‫(أصحاب التوقعات الرشيدة )‬
‫• االقتصاد الكالسيكي الجديد اعتمد على فكرتين نظريتين أساسيتين‬
‫‪-:‬‬
‫‪ (1‬النظرية األولى نظرية التوقعات الرشيدة‬
‫‪ (2‬النظرية الثانية نظرية توازن السوق المستمر‬
‫• فالتوقعات في النظرية األولى نظرية التوقعات الرشيدة هي‬
‫العنصر الجديد‪ ،‬لكن الفكرة األقدم هي فكرة توازن السوق‬
‫المستمر‪ ،‬وهي القضية األساسية لالقتصاد الكالسيكي‪ ،‬والتي‬
‫تعطي المدرسة الكالسيكية الجديدة بعد نظري واسع نظرية‬
‫التوقعات الرشيدة ترى أن نقطة البداية المنطقية هي تحليل الدور‬
‫الذي تلعبه في االقتصاد‬
‫• التوقعات مهمة ألسباب ثالثة رئيسة‪:‬‬
‫‪ (1‬أن التوقعات لها عالقة باألفكار التي تتعلق بالقيم المستقبلية‬
‫للمتغيرات االقتصادية كاألسعار‪ ،‬واإلنتاج‪ ،‬والتشغيل‪.‬‬
‫‪ (2‬أن هذه األفكار تؤثر وبقوة على ما يحدث اليوم‪.‬‬
‫‪ (3‬أن التوقعات لها عالقة حاسمة بإحدى األفكار المستخدمة في‬
‫التحليل االقتصادي‪ ،‬وهي فكرة التوازن‪.‬‬
‫• ال زال هذا السؤال هو من أصعب المشكالت في االقتصاد‬
‫وحاولوا أن يجيبوا على هذا السؤال‪ ،‬أو أن يتالفوا الصعوبة في‬
‫اإلجابة على هذا السؤال في مقارنة بين مدينتين األولى تخص‬
‫التوقعات المعدلة‪ ،‬وتعني أن التوقعات تتحدد على أساس التجربة‬
‫القريبة‪ ،‬والحديثة وأنه يمكن قياس التوقعات المعدلة من خالل‬
‫احتساب معدل موزون للتغيرات الماضية فحسب‪ ،‬أو المتغيرات‬
‫مثل الرقم القياسي ألسعار المستهلك‪.‬‬
‫• األمر الثاني‪ :‬المقاربة الثانية التي تخص التوقعات الرشيدة‪ ،‬والتي‬
‫تأخذ مقاربة مختلفة ال تستند على القضية األساسية في االقتصاد‬
‫الكالسيكي وهي العقالنية الفردية‪ ،‬والعقالنية في سياق االقتصاد‬
‫الكالسيكي تعني التعظيم‪ ،‬أو السلوك األمثل فالمستهلك يعظم‬
‫منفعته من استهالكه للسلع‪ ،‬والمنتج يعظم أرباحه‪ ،‬والعامل يعظم‬
‫أجره الحقيقي وعند تشكيل التوقعات فاألفراد يستخدموا كل‬
‫المعلومات المتاحة ويستخدمونها بكفاءة‪ ،‬فاألفراد لديهم معرفة‬
‫عن النموذج االقتصادي المناسب الذي يستخدمه صانعي‬
‫السياسات في صناعة القرارات االقتصادية‪ ،‬وهذا يعني أن األفراد‬
‫على علم بهيكل االقتصاد ‪.‬‬

You might also like