You are on page 1of 17

‫خطـــــــــــة البحث‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫أوال‪ :‬نبذة عن حياة ابن خلدون‬

‫ثانيا‪ :‬فكر ابن خلدون حول التغير االجتماعي‬

‫ثالثا‪ :‬نظرة عامة حول نظريات التغير االجتماعي‬

‫رابعا‪ :‬النظرية الدائرية العامة البن خلدون‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫قائمة المصادر و المراجع‪:‬‬


‫مقدمة‪:‬‬

‫التغي ير س نة كوني ة واجتماعي ة ونفس ية ‪ ,‬وت اريخ اإلنس انية ي وحي لن ا ب أن الحاج ة إلى‬
‫التغيير قضية ملحة وذات أهمية الستمرار الحياة ‪.‬‬

‫والتغيير فعل اجتماعي تقوم به الجماهير ‪ ,‬والسيما الطبقات التي تعاني الظلم والحرمان‬
‫‪ ,‬من أجل تبديل ظروفها حياتها السياسية واالجتماعية واالقتصادية نحو األفضل ‪ ,‬وألن‬
‫من أب رز ص فات اإلنس ان أن ه ك ائن متغ ير ‪ ,‬وه ذه الص فة ربم ا هي ال تي جعلت ه يختل ف‬
‫عن سائر الكائنات ‪ ,‬مما انعكس على المجتمع الذي يشكل اإلنسان مكونه األساسي‪ ،‬كما‬
‫تتع دد الدراس ات ال تي تن اولت موض وع التغ ير االجتم اعي ولع ل من بينه ا فخ ر الع رب‬
‫والمس لمين مقدم ة ابن خل دون ال تي الزالت تحظى بدراس ات مس تجدة ومستفيض ة إلى‬
‫يومن ا ه ذا‪ ،‬لم ا تتض منه من آراء هام ة ونظري ات عميق ة لمفه وم السياس ة والت اريخ‬
‫واالجتم اع مع ا‪ ،‬كم ا أن المقدم ة م ازالت تعت بر من أهم من ابع الدراس ات الفكري ة في‬
‫التاريخ السسيولوجي‪.‬‬

‫ونحن اليوم بصدد التطرق لفكر ابن خلدون حول التغير االجتماعي وكيف يفسره‪.‬‬
‫أوال‪ :‬نبذة عن حياة ابن خلدون‬

‫ك انت عائل ة ابن خل دون ق د انتقلت من ت ونس إلى اش بيلية عن دما ب دأ اإلس الم بال دخول‬
‫إليها‪ ،‬وعندما شارفت على السقوط عادت إلى تونس حيث ولد ابن خلدون‪ ،‬وكان والده‬
‫كباقي أجداده ذو جاه ومكانة علمية وثقافية‪ ،‬فكان هو أول معلميه‪ .‬ولكن توفي ووالدته‬
‫البن خل دون إب ان انش ار وب اء الط اعون س نة ‪ 1348‬باإلض افة إلى ثل ة من ش يوخه‬
‫ومعلميه الذين فقدهم لذات السبب‪.‬‬

‫حفظ ابن خلدون القرآن الكريم منذ صغره‪ ،‬ودرس علوم اللغة العربية من نحو وصرف‬
‫وعلم الكالم واللسان على يد كبار المعلمين في تلك الفترة والزم مجالسهم إلى أن أصبح‬
‫ذو علم ودراي ة بلغ ة قوم ه‪ .‬ك ذلك درس العل وم الش رعية على ي د مجموع ة من الش يوخ‬
‫‪1‬‬
‫والفقهاء في عصره وتعلم الفقه والحديث والمنطق‪.‬‬

‫وتولى ابن خلدون منذ شبابه العديد من الوظائف وتنقل بين عدد من المناصب‪ ،‬فشغل‬
‫وظيفة كاتب لدى أمير تونس ابي إسحاق الحفصي‪ ،‬وأمين سر لدى سلطان مراكش أبي‬
‫عنان المريني‪ ،‬ثم اتهم الحًقا بالخيانة للدولة وأودع السجن‪.‬‬

‫بعد خروجه من السجن بمساعدة أحد الوزراء أصبح أمين سر للدولة لدى السلطان أبي‬
‫س الم‪ ،‬ثم انتق ل الحًق ا إلى غرناط ة وعم ل في البالط إلى أن أص بح رئيس لل وزراء في‬
‫بجاي ة‪ ،‬ولكن تعرض ت الدول ة للغ زو وتغ ير الحكم فق ام ابن خل دون بمفاوض ة الغ ازي‬
‫لتسليم المدينة بمقابل البقاء في الوزارة ونجح في ذلك‪ ،‬إلى أن هرب في وقت الحق من‬
‫البالد عندما لمس تغير الحاكم عليه‪.‬‬

‫ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن األكبر‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد بن خلدون‪ ،‬الجزء األول‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪ ،5‬تدقيق خليل شحاتة‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت ‪ ،2001‬ص ‪32‬‬
‫انتق ل بع د ذل ك بين العدي د من المن اطق والقبائ ل في ش مال أفريقي ا ثم ع اد إلى األن دلس‪،‬‬
‫ومن ثم ع ودة إلى مص ر حيث عم ل كم درس للفق ه الم الكي في األزه ر‪ ،‬وعم ل ك ذلك‬
‫كقاض ي هن اك ل ذات الم ذهب‪ ،‬وع زل الحًق ا بس بب تش دده‪ .‬وك ذلك ش ارك في الحمل ة‬
‫‪1‬‬
‫المصرية ضد تيمور لنك في بالد الشام سنة ‪.1400‬‬

‫مؤلفات ابن خلدون واسهاماته‬ ‫‪‬‬

‫البن خل دون العدي د من الكتب والمؤلف ات ال تي م ا زال تأثيره ا حاض ًر ا إلى الي وم لع ل‬
‫أشهرها مقدمة ابن خلدون والتي يصنف ابن خلدون بناء على ما جاء فيها بأنه مؤسس‬
‫علم االجتم اع‪ ،‬باإلض افة إلى مؤلف ات أخ رى في مج االت ع دة مث ل الت اريخ والحس اب‬
‫والمنطق والحكمة‪ .‬لعل أبرز وأشهر مؤلفات ابن خلدون التالي‬

‫كتاب “العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من‬
‫ذوي السلطان األكبر” وهو الكتاب األشهر من بين كل مؤلفات ابن خلدون كونه يحتوي‬
‫على مقدمته الشهيرة “مقدمة ابن خلدون”‪ ،‬إذ يقع الكتاب في سبعة مجلدات‪ ،‬المقدمة في‬
‫‪2‬‬
‫المجلد األول وهي القسم األكبر في الكتاب‪.‬‬

‫كت اب “لب اب المحص ل في أص ول ال دين” وه و م وجز ألفك ار علم اء وفقه اء س ابقين‬ ‫‪‬‬
‫ومتأخرين لعصر ابن خلدون‪.‬‬

‫كت اب “ش فاء الس ائل لته ذيب المس ائل” وه و كت اب في التص وف أص له ومدلوالت ه‬ ‫‪‬‬
‫وأقسامه‪.‬‬

‫كتاب “مزيل المالم عن حكام األنام” وهو رسالة ابن خلدون للقضاة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫كتاب “رحلة ابن خلدون”‬ ‫‪‬‬

‫كتاب “بغية الرواد في ذكر الملوك من بني الواد”‬ ‫‪‬‬


‫ديوان المبتدأ‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪33‬‬ ‫‪1‬‬

‫يوسف ابو الحجاج‪ ،‬الفيلسوف الثائر ابن خلدون‪ ،‬مصر‪ :‬الدار الذهبية للنشر والتوزيع‪ ،2007 ،‬ص ‪78‬‬ ‫‪2‬‬
‫كل هذه المؤلفات وغيرها ما زالت موجودة ويتم تداولها إلى اليوم‪ ،‬وذلك بفضل ما جاء‬
‫فيه ا من نظري ات مهم ة في مج االت ع دة لع ل أهمه ا في مج ال علم االجتم اع والت اريخ‬
‫‪1‬‬
‫وخاصة في مقدمته الشهيرة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬فكر ابن خلدون حول التغير االجتماعي‬

‫مما ال شك فيه أن ابن خلدون من أشهر المفكرين الذين يؤمنون بحركة تغيير المجتمع‪,‬‬
‫من نم ط إلى آخ ر ‪ ,‬والتغي ير كم ا ي راه س نة من س نن الحي اة وأم ر حتمي ال مف ر من ه ‪,‬‬
‫يظهر ذلك من سياق وصفه لحتمية التغيير ونهاية الدولة (( وإ ذا كان الهرم طبيعيا في‬
‫الدول ة ك ان حدوث ه بمثاب ة ح دوث األم ور الطبيعي ة كم ا يح دث اله رم في الم زاج‬
‫الحي واني ‪ ,‬واله رم من األم راض المزمن ة ال تي ال يمكن دواؤه ا وال ارتفاعه ا لم ا أن ه‬
‫طبيعي واألمور الطبيعية ال تتبدل )‪.‬‬

‫والتغي ير ش يء حتمي يتس م باالس تمرارية والفاعلي ة ‪ ,‬والمجتم ع البش ري س ائر إلى‬
‫التغيير ال محال ‪ ,‬ش أنه في ذلك ش أن الفرد ال ذي يمر بمراحل حياته منذ والدته حتى‬
‫وفاته ‪ ,‬ولتأكيد ذلك فق د أفرد فص ًال خاص ًا في كت اب المقدمة(‪ )i‬بعن وان (( في أن الدولة‬
‫لها أعمار طبيعية كما لألشخاص )) ‪.‬‬

‫وألن دراسة ابن خلدون لظاهرة التغيير في المجتمع ‪ُ ,‬تظهر لنا أن أحوال المجتمع ات‬
‫ال تدوم على وتيرة واحدة ومنهاج مستقر إنما هي في حالة صيرورة وتغ ير وانتق ال من‬
‫حال إلى حال ‪ ,‬وأن ذلك خاضٌع للحتمية التاريخية ‪ ,‬كما يتبين من قوله‪ ((:‬إن ننظر في‬
‫االجتماع البشري الذي هو العمران ‪ ,‬ونميز ما يلحقه من األحوال لذاته وبمقتضى طبعه‬
‫‪2‬‬
‫‪ ,‬وما يكون عارضًا ال يعتد به ‪ ,‬وما ال يمكن أن يعرض له )) ‪.‬‬

‫ابن خلدون عبد الرحمان‪ ،‬التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقا‪ ،‬تحقيق محمد بن تاويت الطنجي‪ ،‬مطبعة لجنة التأليف والترجمة‬ ‫‪1‬‬

‫والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،1951 ،‬ص ‪98‬‬


‫بدوي ‪ ,‬فاطمة‪ ،‬اإلسالم والحداثة واالجتماع السياسي ‪ ,‬ط‪ ،1‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪ ,‬بيروت‪ ،2004 ،‬ص ‪.145‬‬ ‫‪2‬‬
‫مبينًا أن اإلنسان ال يستطيع العيش بمفرده ‪ ,‬ولهذا كان اجتماع الناس من اجل التع اون ‪,‬‬
‫يع ني أن ك ل و ت ركت اإلنس ان في ظ روف حياتي ة اعتيادي ة وطبيعي ة ألل ف أخ اه اإلنس ان‬
‫وكون معه مجتمعًا طبيعيًا‪.‬‬

‫ومن هن ا يمكن التس ليم ببديهي ة ت رى أن اإلنس ان وبم ا أوتي من ملك ة التفك ير ‪ ,‬ق ادر‬
‫على اشتقاق القوانين والنظم التي تحكم الظواهر االجتماعية من ذاتها ‪ ,‬وذلك بانتزاعها‬
‫ع بر التجري د بع د المعاين ة‪ ,‬وه ذه األنظم ة والق وانين تتش ابه ‪ ,‬إلى ح د م ا ‪ ,‬م ع الق وانين‬
‫ال تي تس ير عليه ا الطبيع ة ‪ ,‬ألن العم ران البش ري واالجتم اع اإلنس اني ل ه عوارض ه‬
‫الذاتية الخاصة به ‪.‬‬

‫والحتمي ة في التغي ير ‪ ,‬عن د ابن خل دون ‪ ,‬تتس م باالس تمرارية والفاعلي ة ‪ ,‬والمجتم ع‬
‫اإلنس اني س ائر إلى التغي ير ال محال ة ‪ ,‬ألن التغي ير ‪ ,‬حس ب الرؤي ة الخلدوني ة ‪ ,‬أم ر‬
‫طبيعي ‪,‬البد من حدوثه ‪ ,‬وال سبيل إلى منعه ‪ ,‬ألنه يتحرك في نظام ال مرد له ‪ ,‬وأن‬
‫ه ذا التغي ير يب دأ في حرك ة دائري ة ‪ ,‬كم ا يظه ر من س ياق كالم ه‪ ((:‬ف إذا اس تولت على‬
‫األولين األيام ‪ ,‬وأباد غضراءهم الهرم ‪ ,‬فطبختهم الدولة ‪ ,‬وأكل الدهر عليهم وشرب ‪,‬‬
‫بم ا أره ف النعيم من ح دهم ‪ ,‬واس تقت غري زة ال ترف من م ائهم ‪ ,‬وبلغ وا غ ايتهم من‬
‫طبيعة التمدن اإلنساني والتغلب السياسي ))‪.‬‬

‫ولكن التغيير في المجتمعات له أسبابه ومحدداته ونتائجه وأشكاله ‪ ,‬فقد يكون بطيئا في‬
‫ظهوره ‪ ,‬وربما يكون عنيف ًا ‪ ,‬وهذا ما ظهر ‪ ,‬حق ًا ‪ ,‬في الربيع العربي ‪ ,‬وابن خلدون‬
‫حين تح دث عن تب دل األح وال في المجتم ع ‪ ,‬أف رد ل ه مص طلحات ت دل في معناه ا على‬
‫التغي ير ‪ ,‬مث ل ( انقالب ‪ ,‬ث ورة ‪ ,‬تقلب ‪ ,‬تب دل ) كقول ه‪ ((:‬فتب دلت تل ك األح وال وانقلبت‬
‫‪1‬‬
‫بها العوائد إلى ما يجانسها أو يشابهها وإ لى ما يباينها أو يباعدها ))‪.‬‬

‫برويل ‪ ,‬فرنان‪ ،‬علم اجتماع المعرفة بين الفكر الخلدوني والفكر الغربي ‪ ,‬منشورات جوس بيرس ‪ ،‬دون سنة‪ ،‬ص ‪.172‬‬ ‫‪1‬‬
‫لق د بين ابن خل دون أن الظ اهرة االجتماعي ة يجب أن ت درس كم ا ت درس العل وم األخ رى‬
‫للوق وف على طبيعته ا وم ا يحكمه ا من ق وانين ‪ ,‬وق د ع بر عن ه ذه الظ واهر بمص طلح‬
‫( علم العمران أو االجتماع اإلنساني ) وهو العلم الذي يسمى بالسيوسولوجيا‪.‬‬

‫ولئن ك ان ابن خل دون ي رى في ظ اهرة التغي ير أنه ا أم ر حتمي وس نة من س نن الحي اة ‪,‬‬


‫ألن المجتمع اإلنساني وما يطرأ عليه من تغير ‪ ,‬يتحول من نمط إلى آخر ‪ ,‬وأن الدولة‬
‫مهما طال أمدها ‪ ,‬ال بد أن تشملها حتمية التغيير ‪ ,‬ومن هنا فقد أشار إلى أهمية التغيير‬
‫‪ ,‬منطلقًا من رؤيته الجبرية ‪ ,‬ألن المجتمعات اإلنسانية قد طرأ عليها تحوالت عديدة ‪,‬‬
‫وأن هذه التحوالت تتحرك في نظام حتمي يجعل من دورته قانونًا ال مرد له‪ ,‬وقد أشار‬
‫ابن خل دون إلى ذل ك في الفص ل الخ امس عش ر من المقدم ة ‪ ,‬عن دما تح دث عن انتق ال‬
‫الدولة من حال إلى حال بقوله‪ ((:‬أن هذه األطوار طبيعية للدولة )) ‪.‬‬

‫والتغي ير عن د ابن خل دون ‪ ,‬كم ا ي رى أح د الب احثين‪ ,‬أم ر حتمي‪ ,‬ليس في خطوط ه‬
‫الرئيسية ولكن في مدته أيض ًا ‪ ,‬وعلى هذا المنوال ‪ ,‬فإن فكر ابن خلدون يحمل الطابع‬
‫الث وري ‪ ,‬والس يما في الج انب السوس يولوجي ‪ ,‬وه ذا ش يء مهم في الم وروث الع ربي‬
‫لثقافة التغيير‪.‬‬

‫لقد توصل ابن خلدون إلى أن ظاهرة التغيير التي تمر بها الدول والمجتمعات ليست‬
‫أمرًا عرضيًا إنما هو أمر حتمي‪ ,‬وعلى هذا فإن الروح االختبارية في فكر ابن خلدون‬
‫ومنظ وره السوس يولوجي ‪ ,‬ت دفعنا إلى الق ول إن األح داث التاريخي ة ليس ت عش وائية وال‬
‫هي تعسفية مطلقة إنما هي تسير وفق قوانين تكاد تشبه القوانين الطبيعية‪ ,‬وهذه القوانين‬
‫والضوابط تمثل منطق انتظامها في الوجود‪.‬‬

‫والظ واهر االجتماعي ة ومنه ا ظ اهرة التغي ير تخض ع لق وانين ثابت ة حس ب المنظ ور‬
‫الخلدوني حتى وان توالى عليها الكثير من التداخل والتشابك ‪ ,‬إال إنها تخضع لعناصر‬
‫الثبات والتجديد (( وذلك أن أحوال العالم واألمم وعوائدهم ونحلهم ال تدوم على وتيرة‬
‫واحدة ومنهاج مستقر ‪ ,‬إنما هو اختالف على األيام واألزمنة وانتقال من حال إلى حال‬
‫))‪ ,‬وه ذا م ا يجع ل فهم ودراس ة تل ك الظ واهر وض بط مجرياته ا ‪ ,‬والتنب ؤ باتجاهاته ا ‪,‬‬
‫‪1‬‬
‫أمورًا ممكنة في الغالب للدارسين والسياسيين على حد سواء ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬نظرة عامة حول نظريات التغير االجتماعي‬

‫النظرية الحتمية‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫اس تخدمت الحتمي ة في الفك ر االجتم اعي فأص بحت تع ني عن الس بب الوحي د كم ا أنه ا‬
‫توص ف بأنه ا اختزالي ة حيث تخ تزل ك ل العوام ل في عام ل واح د‪ ،‬ال ذي تعت بره ك افي‬
‫وحده لحدوث التغير االجتماعي‪.‬‬

‫و جاءت النظريات الحتمية في معظمها متأثرة بعلوم أخرى‪ ،‬فأنصار الحتمية الجغرافية‬
‫و معظمهم ك انوا من الجغراف يين و ال ذين ناص روا الحتمي ة البيولوجي ة ت أثروا بعلم‬
‫البيولوجيا و بنظرية التطور البيولوجي و كان بعضهم من البيولوجيين ‪ ...‬إلخ‪ .‬و هذه‬
‫‪2‬‬
‫بعض نظريات الحتمية‪.‬‬

‫أ‪ -‬الحتمية الجغرافية‪:‬‬

‫من أش هر ه ذه النظري ة الجغ رافي األم ريكي (هنتنجت ون) (‪ 1965 )Huntington‬ال ذي‬
‫استخدم مفهوم الحتمية الجغرافية في تفسير المجتمعات‪.‬‬

‫ف يرى ب أن الظ روف الجغرافي ة هي ال تي تح دد ص فات الن اس و س لوكهم و أن ه ذه‬


‫الص فات و ذل ك الس لوك لن يتغ ير إال إذا تغ يرت الظ روف الجغرافي ة‪.‬ف إذا ك ان الطقس‬
‫ب اردا أو ح ارا أو معت دال و ت أثيره على الم زاج الف رد من حيث االنبس اط أو االنط واء‪،‬‬
‫القل ق‪ ،‬الغض ب‪ ،‬الف رح‪ ،‬و االرتي اح و على ض وء ذل ك فس ر ظه ور الحض ارات و‬

‫عبد الواحد ‪ ,‬علي‪ ،‬فقه السياسة في فكر ابن خلدون ‪,‬بحث منشور في كتاب مهرجان ابن خلدون‪ ،‬القاهرة‪ ،1962 ،‬ص ‪.68 – 67‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد عمر الطنوبي‪ ،‬التغير اإلجتماعي‪ ،‬منشأة المعارف باإلسـكندرية جـالل حـزي وشـركاه‪ ،‬جامعـة اإلسـكندرية ج ‪.‬م‪ .‬ع‪ ،‬جامعة عمر‬ ‫‪2‬‬

‫المختار ليبيا‪، 1996 ،‬ص‪.52‬‬


‫س قوطها مث ل حض ارة وادي الني ل ق امت على طقس مالئم و ترب ة خص بة ‪ ...‬و‬
‫انقرض ت ه ذه الحض ارة بفع ل تغ يرات جغرافي ة بع د ارتف اع درج ة الح رارة في وادي‬
‫النيل و ما ترتب عنها من جفاف التربة ‪ ...‬إلخ ‪.‬‬

‫ب‪ -‬الحتمية البيولوجية‪:‬‬

‫س ادت الحتمي ة البيولوجي ة في المجتمع ات من ذ الق دم و خاص ة بتف وق طبق ات داخ ل‬


‫المجتمع على طبقات أخرى و ارتبط هذا التفوق بالخصائص البيولوجية‪ .‬و ظهرت ه ذه‬
‫الفكرة في كثير من الحضارات القديمة‪.‬‬

‫و تبلورت في الحضارة اليونانية و آخرين ولدوا كرعية و تطورت هذه الفكرة لتعمم‬
‫على الف روق بين المجتمع ات‪ ،‬كم ا تفس ر التغ يرات االجتماعي ة ال تي تظه ر ل دى ه ذه‬
‫الش عوب‪ ،‬س واء التغ يرات الس لبية (المرتبط ة ب التخلف) أو التغ يرات اإليجابي ة (التف وق)‬
‫‪1‬‬
‫باختالف قدرتها البيولوجية و العرقية‪.‬‬

‫نظرية الصراع‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫ترجع هذه النظرية إلى إسهامات (كارل ماركس) (‪ 1818- 1883 )Karl Marx‬تنظر‬
‫الماركس ية إلى الحي اة االجتماعي ة على أنه ا دائب ة الحرك ة‪ ،‬و تحم ل في داخله ا دواف ع‬
‫التغيير‪.‬‬

‫حسب هذه النظرية يتأسس المجتمع على أساس اقتصادي ينحصر في عالقات اإلنتاج و‬
‫أنماط اإلنتاج السائدة في المرحلة التاريخية أي أن االقتصاد هو الركيزة األساسية التي‬
‫‪2‬‬
‫يرتكز عليها المجتمع‪.‬‬

‫فإنه يشكل كل عناصر البناء االجتماعي األخرى و التي أطلق عليها المجتمع عناصر‬
‫البناء الفوقي كالقانون و الدولة و األسرة و الثقافة‪.‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.53‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد الدقس‪ ،‬التغير اإلجتماعي بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار المجدالوي للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪، 1987 ،‬ص‪.28‬‬ ‫‪2‬‬
‫يح دث التغ ير االجتم اعي في المجتم ع كانعك اس للتغي ير ال ذي يط رأ على المجتم ع‬
‫االقتص ادي‪ ،‬ففي مرحل ة من مراح ل تط ور المجتم ع ت دخل الق وى اإلنتاجي ة في تن اقض‬
‫مع عالقات اإلنتاج السائدة‪ ،‬أي أن عالقات اإلنتاج تصبح غير مالئمة للتطورات التي‬
‫تح دث في ق وى اإلنت اج و ل ذلك فالب د أن تتغ ير عالق ات اإلنت اج و تتم يز معه ا ك ل‬
‫عناصر البناء الفوقي لتدعيم هذا التغيير الجديد و تحميه‪ ،‬و هنا تحدث الثورة التي تنقل‬
‫المجتمع من طبقتين متعارضتين‪ ،‬واحدة تملك قوى اإلنتاج و األخرى تشغل هذه القوى‬
‫و تول د فائض ا يع ود على الطبق ة المالك ة‪ ،‬و ي ؤدي التح ول من مرحل ة إلى أخ رى و‬
‫ظهور تغير في التركيب المالكة أو المهيمنة في المرحلة الجديدة‪.‬‬

‫و لقد ميز ماركس في تاريخ المجتمعات‪ ،‬و مرحلة اإلنتاج األسيوي‪ ،‬المرحلة اإلقطاع‬
‫و المرحل ة الش يوعية حيث يف ترض م اركس خلوهم ا من الطبق ات و الملكي ة الخاص ة و‬
‫ينظ ر م اركس إلى الص راع الطبقي أن ه حال ة طبيعي ة في المجتم ع ب ل أن ه المح رك‬
‫السياس ي للت اريخ‪ ،‬ف إذا ك ان التن اقض االجتم اعي بين ق وى اإلنت اج و عالق ات األساس ي‬
‫للت اريخ‪ ،‬ف إذا ك ان التن اقض االجتم اعي بين ق وى اإلنت اج و عالق ات اإلنت اج ه و ال ذي‬
‫‪1‬‬
‫يحرك البناء نحو التغيير‪ ،‬فإن الصراع الطبقي ينجز هذه المهمة‪.‬‬

‫النظرية التطورية‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫ك ان لكت اب داروين (‪ )Darwin‬أص ل األن واع ال ذي نش ره ع ام ‪ 1859‬أك بر األث ر في‬


‫نش وء النظري ة التطوري ة في الفك ر السوس يولوجي و ق د أح دث كتاب ات بعض علم اء‬
‫االجتم اع تطب ق مفه وم ال دار وي ني لتط ور الظ واهر العض وية‪ ،‬فأخ ذت تطبقه ا على‬
‫الظواهر االجتماعية أي تشبه التطور االجتماعي بالتطور البيولوجي‪.‬‬

‫و من أش هر الممثلين لالتج اه التط وري في علم االجتم اع الع الم االنجل يزي (هرب رت‬
‫سبنسر) ‪1903 – 1820‬‬

‫محمد عمر الطنوبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬ ‫‪1‬‬


‫هناك تشابه بين نظرية سبنسر االجتماعية و نظرية داروين البيولوجية فقد شبه سبنسر‬
‫تط ور المجتم ع بتط ور الك ائن العض وي على اعتب ار أن التط ور في كليهم ا يك ون من‬
‫التج انس إلى الالتج انس فالتكام ل‪ ،‬و في ذل ك يق ول إن خص ائص األجس ام االجتماعي ة‬
‫(األف راد) و األجس ام الحي ة (الكائن ات العض وية)‪ ،‬من خالل نموه ا ت زداد تباين ا و تنوع ا‬
‫في التركيب‪.‬‬

‫فالكائن العضوي يتكون من أجزاء قليلة‪ ،‬التباين و لكن نموه يكبر حجما و تتكاثر مع‬
‫ذل ك أج زاؤه و تتب اين و ك ذلك األم ر يح دث في المجتم ع ففي البداي ة يك ون التب اين بين‬
‫أفراده غير واضح سواء في الكم أم في الكيف و لكن عندما يزداد عدد السكان تصبح‬
‫االنقسامات و تزداد درجة التعقيد و االختالف في األعم ال‪ ،‬أي أن التخصص قد زاد و‬
‫‪1‬‬
‫تعقد من أجل كمال مسيرة المجتمعات‪.‬‬

‫النظرية التفاعلية الرمزية‪:‬‬ ‫‪.4‬‬

‫ك ان ه يربرت بل ومر (‪ )Herbert Blummer‬أح د تالمي ذ (ج ورج ه يربرت مي د) (‬


‫‪ ) George Herbert‬أول من وض ع له ذا االتج اه ̎ مص طلح التفاع ل الرم زي ̎ و ال تي‬
‫تنطلق من أن الفعل االجتماعي الموجه على استجابة من اآلخر يؤدي عملية التفاعل و‬
‫ال تي ترتك ز على الخاص ية الرمزي ة للفع ل في إط ار عملي ة التفاع ل و االتص ال و‬
‫المتفاعلون يقومون بتأويل معنى الفعل و الرمز‪.‬‬

‫يلعب النظ ام الرم زي خاص ة اللغ ة دورا هام ا في عملي ة التفاع ل و االتص ال تتض من‬
‫استخدام رموز دالة تأول معانيها في إطار خبرات الجماعة‪.‬‬

‫فاكتساب الفرد للنظام الرمزي أساس قدرته على التفاعل و أساس تشكل ذاته و عقله و‬
‫نموها و كنتيجة أساس تشكل ما هو اجتماعي و ثقافي‪.‬‬

‫محمد عاطف غيث‪ ،‬التغير اإلجتماعي والتخطيط‪ ،‬دار المعارفـ ط ‪ 2‬القاهرة‪، 1966 ،‬ص ‪.25‬‬ ‫‪1‬‬
‫ينظــر جــون ديــوي‪ :‬إلى العق ل كعملي ة فكري ة متج ددة و دينامي ة‪ .‬و أن ال ذات و العق ل‬
‫عمليات تتشكل و تنمو و تتطور من خالل التفاعل االجتماعي و الرمزي‪.‬‬

‫ش ارلز ك ولي (‪ :)charless Cooley‬جع ل ك ولي تص ورات اإلنس ان لذات ه ذوات‬ ‫‪‬‬
‫اآلخرين و تصوراته لما هو اجتماعي‪ ،‬الحقائق األساسية لحقيقة المجتمع‪ ،‬فالمجتمع‬
‫هو نتاج عملية تفاعل بين الذوات و العقول‪.‬‬
‫كما أن هناك جماعات وسيطة تربط الفرد بالمجتمع من أهمها حسب (كولي) كما أن‬ ‫‪‬‬
‫هناك الجماعات األولية حيث تنمو في أطرها المثل االجتماعية لدى الفرد و تحقق‬
‫طبيعته اإلنسانية‪ .‬كما ينمو لديه اعتبار اآلخرين‪ .‬و يرى كولي أن العقل و الذات‬
‫ال يول دان م ع اإلنس ان و إنم ا يتم تش كلها و نموه ا من خالل عملي ة التفاع ل م ع‬
‫اآلخرين‪ .‬كما يبدأ تصور الذات منذ الطفولة و يتطلب هذا معرفة بالنظام الرمزي‬
‫للجماعة‪ .‬حيث يصبح كل إنسان مرآة لآلخرين‪ .‬و اعتبر اللغة أهم النظم االجتماعية‬
‫يليها األسرة ثم حقائق المجتمع‪ .‬و يركز كولي على مفهوم الذات و نموها و العقل‬
‫كال ذات يتش كل من خالل تفاع ل األف راد و تع اونهم و به ذا يرتب ط العق ل الف ردي‬
‫‪1‬‬
‫بالجماعي‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬النظرية الدائرية العامة البن خلدون‪:‬‬

‫ويرى أن الثقافة ألي مجتمع تمر في دائرة تبدأ بالميالد وتسير نحو النضج والكمال ثم‬
‫تتجه نحو الشيخوخة ولتعود مرة أخرى إلى التقدم والرقي‪ ،‬وقد حاول ابن خلدون أن‬
‫يتتبع المجتمع بالدراسة والتحليل من نشأته حتى فساده‪.‬‬

‫ويرى أن التاريخ البشري يسير وفق خطة معينة فحوادثه مرتبطة ببعضها البعض وأن‬
‫المجتم ع البش ري ش أنه ش أن الف رد ال ذي يم ر بمراح ل من ذ والدت ه وح تى وفات ه وك ذلك‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.26‬‬ ‫‪1‬‬


‫يحدث للدول‪ .‬وأن مسيرة المجتمع تغيرية دائرية تبدأ وتنتهي في النقطة التي كانت قد‬
‫‪2‬‬
‫بدأت منها‪ ،‬وأن هذه الظاهرة خارجة عن إرادة اإلنسان ‪.‬‬

‫وي رى ابن خل دون أن النظم والظ واهر العمراني ة تتغ ير في أثن اء تطوره ا ل ذلك أولى‬
‫الناحية التطورية للمجتمع عناية كبيرة وتعرف على العوامل التي تؤثر فيه‪ ،‬وقد توصل‬
‫من خالل دراسته للمجتمع إلى (قانون األطوار الثالثة) وهي‪:‬‬

‫طور النشأة والتكوين ‪ ،‬وفيه يتولى مقاليد األمور المؤسسين‪.‬‬

‫طور النضج واالكتمال ‪ ،‬وفيه يتولى مقاليد األمور المقلدين‪.‬‬

‫طور الهرم والشيخوخة ‪ ،‬وفيه يتولى مقاليد األمور الهادمين ‪.‬‬

‫وحدد عمر كل طور من هذه األطوار الثالثة بحوالي (‪ 40‬سنة ) فيكون عمر الدولة (‬
‫‪ 120‬سنة ) وبعد فناء مجتمع يقوم مجتمع جديد على أنقاضه ‪.‬‬

‫ومن خالل هذه األجيال الثالثة يمر المجتمع بخمس مراحل هي‪:‬‬

‫مرحلة البداوة ‪ ،‬مرحلة الملك ‪ ،‬مرحلة الترف والتنعيم ‪ ،‬مرحلة الضعف واالستكانة‪،‬‬
‫مرحلة الفناء ‪.‬‬

‫ودرس خص ائص ك ل مرحل ة ف رأى أن العص بية تك ون دعام ة المجتم ع القبلي ودرس‬
‫العوامل التي تكون عامًال في تطور المجتمع القبلي وهي‪:‬‬

‫‪ - 1‬العصبية ‪ -2‬الفضيلة ‪ -3‬الدعوة الدينية‪.‬‬

‫بينم ا وج د أن المجتم ع المتحض ر يص ل إلى درج ة النض ج من حيث التنظيم االجتم اعي‬
‫والسياسي وانفراد السلطان بالمجد والسلطة‪.‬‬

‫معن خليل العمر‪ ،‬التغير اإلجتماعي‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪، 1‬عمان األردن‪ ، 2004 ،‬ص ‪.109‬‬ ‫‪2‬‬
‫وتعرض إلى عوامل فساد المجتمع وهي االنهيار االقتصادي والضعف الديني وتوصل‬
‫إلى قانون ( أن الهرم إذا نزل بدولة ال يرتفع ) وتعرض إلى عوامل تساعد على سرعة‬
‫التق دم وهي عوام ل بيئي ة وكثاف ة الس كان ثم عدال ة الدول ة ‪ .‬وأش ار ابن خل دون أن‬
‫الحض ارة تح دث جانب ًا س لبيًا ألنه ا ت دعوا إلى االس ترخاء والخم ول‪ ،‬وأك د أن الحض ارة‬
‫هي نهاية العمران البشري ‪ .‬وهكذا يضح أن ابن خلدون صاحب نظرية أص يلة في علم‬
‫االجتماع ‪ ،‬مع وجود بعض المآخذ على نظريته ‪.1‬‬

‫عبد العزيز جابر محمد‪ ،‬عوامل التغيير االجتماعي في المنظور اإلسالمي‪ .‬الدار العالمية للنشر والتوزيع‪ .‬الجيزة‪ .‬الطبعة األولى‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2011‬ص ‪23‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫في خت ام بحثن ا ص ل إلى أن التغ ير االجتم اعي عن د ابن خل دون " مب ني على نظري ة‬
‫التن ازع والغلب ة أو ه و م ا يس مى " بص راع العص بيات " حيث يعت بر ابن خل دون من‬
‫األوائ ل ال ذين فهم وا التغ ير االجتم اعي بش كله ال دائري‪ ،‬ومن األوائ ل ال ذين عرف وا‬
‫النظرية في هذا الخصوص وذلك في القرن الرابع عشر ميالدي ‪.‬‬

‫وتق وم ه ذه النظري ة عن د ابن خل دون على اف تراض وج ود مراح ل للتط ّو ر َتم ُّر فيه ا‬
‫المجتمع ات البش رّية من مرحل ة إلى أخ رى نتيج ة عوام ل معين ة ُتغّي ر في طبيع ة‬
‫المجتمعات بالتدريج‪ .‬وَت رقى هذه العمليات إلى مستوى القوانين الحتمّي ة في غالبّي ة هذه‬
‫النظرّيات‪.‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‪:‬‬

‫ابن خلدون عبد الرحمان‪ ،‬التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقا‪ ،‬تحقيق محمد بن تاويت‬ ‫‪.1‬‬
‫الطنجي‪ ،‬مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر‪ ،‬القاهرة‪1951 ،‬‬
‫ب دوي ‪ ,‬فاطم ة‪ ،‬اإلس الم والحداث ة واالجتم اع السياس ي ‪ ,‬ط‪ ،1‬مرك ز دراس ات الوح دة العربي ة ‪,‬‬ ‫‪.2‬‬
‫بيروت‪2004 ،‬‬
‫بروي ل ‪ ,‬فرن ان‪ ،‬علم اجتم اع المعرف ة بين الفك ر الخل دوني والفك ر الغ ربي ‪ ,‬منش ورات ج وس‬ ‫‪.3‬‬
‫بيرس ‪ ،‬دون سنة‬
‫دي وان المبت دأ والخ بر في ت اريخ الع رب وال بربر ومن عاص رهم من ذوي الش أن األك بر‪ ،‬عب د‬ ‫‪.4‬‬
‫ال رحمن بن محم د بن خل دون‪ ،‬الج زء األول ص ‪ ،5‬ت دقيق خلي ل ش حاتة‪ ،‬دار الفك ر للطباع ة‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت ‪2001‬‬
‫عبد العزيز جابر محمد‪ ،‬عوامل التغيير االجتماعي في المنظور اإلسالمي‪ .‬الدار العالمية للنشر‬ ‫‪.5‬‬
‫والتوزيع‪ .‬الجيزة‪ .‬الطبعة األولى‪2011 .‬‬
‫عب د الواح د ‪ ,‬علي‪ ،‬فق ه السياس ة في فك ر ابن خل دون ‪,‬بحث منش ور في كت اب مهرج ان ابن‬ ‫‪.6‬‬
‫خلدون‪ ،‬القاهرة‪1962 ،‬‬
‫محمد الدقس‪ ،‬التغير اإلجتماعي بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار المجدالوي للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫‪.7‬‬
‫‪1987‬‬
‫محمد عاطف غيث‪ ،‬التغير اإلجتماعي والتخطيط‪ ،‬دار المعارفـ ط ‪ 2‬القاهرة‪، 1966 ،‬ص ‪.25‬‬ ‫‪.8‬‬
‫محم د عم ر الطن وبي‪ ،‬التغ ير اإلجتم اعي‪ ،‬منش أة المع ارف باإلسـكندرية جـالل حـزي وشـركاه‪،‬‬ ‫‪.9‬‬
‫جامعـة اإلسـكندرية ج ‪.‬م‪ .‬ع‪ ،‬جامعة عمر المختار ليبيا‪، 1996 ،‬ص‪.52‬‬
‫معن خليل العمر‪ ،‬التغير اإلجتماعي‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪، 1‬عمان األردن‪2004 ،‬‬ ‫‪.10‬‬
‫يوسف ابو الحجاج‪ ،‬الفيلسوف الثائر ابن خلدون‪ ،‬مصر‪ :‬الدار الذهبية للنشر والتوزيع‪2007 ،‬‬ ‫‪.11‬‬
i

You might also like