You are on page 1of 2

‫مفهوم علم االقتصاد‬

‫األصل اللغوي لعلم االقتصاد في الحضارة اإلغريقية علم قوانين االقتصاد المنزلي‪" ،‬القوانين والنظريات التي‬
‫تنظم اقتصاد األسرة"‪ ،‬وفي العصر الحديث كنتيجة للتطور الفكري أصبح مفهومه القوانين التي تنظم اقتصاد‬
‫الدولة غير أنه ال يوجد تعريفا شامل وكامل يغطي كل مجاالت علم االقتصاد‪ ،‬ويرضي كل علمائه‪ ،‬ومع ذلك‬
‫فإن عددا من االقتصاديين المهتمين بنطاق علم االقتصاد‪ ،‬قد وجهوا اهتمامهم نحو صياغة تعاريف تحليلية‬
‫تختص بأوجه معينة لها صفة العمومية عند دراسة االقتصاد ورد أبرزها فيما يلي‪:‬‬

‫لقد عرفه الفيلسوف أدم سميث ‪ Adam Smith‬في كتابه دراسة في طبيعة وأسباب ثروة األمم عام ‪ 1776‬بأنه‬
‫"هو علم دراسة الثورة‪ ،‬وقد وجه النقد لهذا التعريف لتركيزه واهتمامه بالثورة وحدها واهماله لإلنسان الذي يقدر‬
‫المعنى الحقيقي للثورة‬

‫أما االقتصادي االنجليزي الفرد مارشال ‪ Alfred Marshal‬في كتابه مبادئ االقتصاد ‪ 1890‬فقد عرفه بأنه‪:‬‬
‫"علم دراسة سلوك اإلنسان في حياته اليومية فيما يتعلق بإنتاج الثورة وتبادلها وانفاقها وتبعا لرأي مارشال فغن‬
‫االقتصاد يركز على دراسة رفاهية الفرد المادية التي يحصل عليها من استخدام دخله وقد القى التعريف قبوال‬
‫واسعا‪ ،‬لحين ورود تعريف لونيل روبنز ‪ Lionel Robins‬والذي أصبح أساسا لعلم االقتصاد الحديث حيث‬
‫عرفه بأنه‪« :‬علم االقتصاد يعني دراسة النشاط اإلنساني في سعيه إلشباع حاجاته الكثيرة المتزايدة بواسطة‬
‫موارده المحدودة‬

‫وأخي ار فقد عرفه االقتصادي سامويلسون ‪ Samuelson‬بأنه «دراسة لكيفية التي يختار بها األفراد والمجتمع‬
‫الطريقة التي يستخدمون بها مواردهم اإلنتاجية النادرة اإلنتاج مختلف السلع‪ ،‬على مدى الزمن وكيفية توزيع‬
‫هذه السلع على مختلف األفراد والجماعات في المجتمع بغرض االستهالك الحاضر والمستقبل»‬

‫والواضح من التعريفات السابقة أن علم االقتصاد شأنه شأن العلوم األخرى يحفل بالعديد من التعاريف بحيث‬
‫يمكن القول أن عددها قد يقترب من عدد الكتاب المنضرين لهذا العلم‪ ،‬والذي يعني بشكل أو بآخر دراسة‬
‫المشكلة االقتصادية‪.‬‬

‫وعليه فمن مجموع التعريفات السابقة‪ ،‬وفي محاولة لوضع تعريف يوضح طبيعة العلم وموضوعه‪ ،‬وعناصر‬
‫المشكلة االقتصادية محل دراسته يمكن القول أن‪ :‬علم االقتصاد هو ذلك العلم االجتماعي الذي يدرس ما هو‬
‫مشاهد في الحياة الواقعية من ندرة نسبية في الموارد القابلة إلشباع الحاجات المتعددة للفرد والمجتمع‪ ،‬وطرق‬
‫استخدام تلك الموارد المحدودة على أفضل نحو مستطاع من أجل تحقيق أقصى اتساع ممكن لهذه الحاجات‬
‫وما ينشأ عن ذلك من عالقات متطورة تاريخيا‪ ،‬بين أفراد المجتمع اإلنساني‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالملكية‬
‫والتوزيع» ويمكن أن نستنتج من هذا التعريف أنه‪:‬‬
‫• وضح طبيعة العلم‪ ،‬علم اجتماعي‪.‬‬
‫• بين هذه العلم‪ :‬التوصل إلى تحقيق أكبر إشباع ممكن لحاجات الفرد والمجتمع‪.‬‬
‫• أشار إلى موضوع العلم‪ :‬المستعلمة االقتصادية والتي تتمثل في التناقض بين الموارد المتاحة (والنادرة)‬
‫والحاجات واجبة اإلشباع (والمتعددة)‪.‬‬
‫• جمع في إيجاز عناصر المشكلة االقتصادية‪ :‬طرق اإلنتاج‪ ،‬الموارد‪ ،‬االستهالك‪ ،‬كيفية التملك‪ ،‬التوزيع‪.‬‬

‫وهكذا فعن محور علم االقتصاد يتلخص في أمرين هما‪ : :‬عناصر المشكلة االقتصادية والعالقات المختلفة‬
‫التي تنشأ بين أفراد المجتمع وهم في مجال حل هذه المشكلة‪.‬‬

You might also like