Professional Documents
Culture Documents
-املقدمة
-املطلب األول :الاقتصاد اإلساليم ،أولوايت ومبادئ التمنية يف الاقتصادية
يف اإلسالم.
* املبحث األول :ماهية الاقتصاد اإلساليم
* املبحث الثاين :أولوايت التمنية الاقتصادية
* املبحث الثالث 3:مبادئ التمنية الاقتصادية يف اإلسالم
البعض ،وضعف الوازع 3ادليين واإلميان ابهلل وظهور احليل واخلديعة يف معامالت الناس،
استجدت قضااي اقتصادية ختتلف متام ًا عام عاشه سلف األمة؛ اكلرشاكت احلديثة وبيوع
األسهم والبورصات 3واملعامالت املرصفية وغريها ،إضافة إىل احلاجة لضبط معامالت
الناس وعقودمه
ليك ال تفيض إىل الزناع 3واخلالف ،مما أدى إىل اهامتم العلامء بدراسة هذا العمل وحبث
قضاايه ومعاجلة مشالكته.
-ويف بداية القرن العرشين ظهرت مذاهب اقتصادية تبنهتا دول عظمى تريد الرثوة
واستعامر خريات الشعوب أشهرها النظام الاشرتايك والنظام الرأساميل 3.أما النظام
اإلساليم فقد تضعضع بسبب همينة ادلول األجنبية عىل بالد املسلمني ،وإ قصاهئم للرشيعة
اإلسالمية من التطبيق والتحكمي يف شؤون احلياة .أما النظام الاشرتايك فقد تالىش نفوذه
وانهتى إىل غري رجعة ألنه اكن حيمل عوامل فنائه يف داخهل وما زال النظام الرأساميل
حيتل السيطرة عىل اقتصاد أكرث دول العامل يف الفرتة الراهنة وقد ال تطول هذه الفرتة
()1
بسبب هتديد األزمات الاقتصادية املتفجرة من حني آلخر.
حامد بن عبد اهللا العلي :تيسير بعض أحكام البيوع والمعامالت،مجموعة محاضرات عن أحكام البيوع والمعامالت(3): ،
1423ه
حامد بن عبد اهللا العلي :تيسير بعض أحكام البيوع والمعامالت،مجموعة محاضرات عن أحكام البيوع والمعامالت(4): ،
1423ه
القدر إال ادلعاء وإ ن الرجل ليحرم الرزق ابذلنب يصيبه( ،»)1وعن سعيد بن
حريث أن النيب صىل اهللا عليه وسمل) قال «من ابع دارا مث مل جيعل مثهنا يف مثلها
مل يبارك هل فهيا( »)2ويف هذا بيان أن اإلميان والتقوى أمه أسباب الازدهار وحتقيق
الرفاهية 3يف الاقتصاد اإلساليم .ويف القرآن 3الكرمي عدة أسس عقائدية إميانية3
رضورية لقيام الاقتصاد اإلساليم وجناحه مهنا( :)3اإلميان التام بأن اهللا سبحانه
السماو ِ
ات ْك َّ َ َ وتعاىل هو املاكل احلقيقي واألصيل لعنارص اإلنتاج قال تعاىل ﴿لِلَّ ِه ُمل ُ
ض َو َما فِي ِه َّن ۚ َو ُه َو َعلَ ٰى ُك ِّل َش ْي ٍء قَ ِد ٌير ﴾ املائدة[، 120/وأن اإلنسان اَأْلر ِ
َو ْ
مستخلف فهيا يسعى إىل طلب الرزق وعامرة األرض لقوهل تعاىل
﴿ه َُوَ أنْشَ َأمُك ِْ م َن اَأْل ْر ِضَ و ْاس َت ْع َم َرمُك ِْ فهيَا﴾[هود.[61/وقال﴿ َوَأنْ ِف ُقواِ م َّماَ ج َعلَمُك ْ ُ م ْس َت
ْخلَ ِف َنيِ في ِه﴾ [احلديد 07/؛] اإلميان بأن اهللا عز وجل خلق الساموات واألرض
وخسرها خلدمة اإلنسان من أجل إشباع حاجاته قال تعاىل ﴿ اهَّلل ُ اذَّل ِ ي َخلَ َق
الس َما ِء َم ًاء فََأخ َْر َج ِب ِه ِم َن الث َّ َم َر ِات ِر ْزق ًا لَمُك ْ َوخَس ََّر
الس َم َاو ِات َواَأْل ْر َض َوَأ ْن َز َل ِم َن َّ َّ
الش ْم َس لَمُك ُ الْ ُفكْل َ ِل َت ْج ِر َي يِف الْ َب ْح ِر ِبَأ ْم ِر ِه َوخَس ََّر لَمُك ُ اَأْلهْن َ َار (َ )32وخَس ََّر لَمُك ُ َّ
َوالْ َق َم َر َداِئ َبنْي ِ َوخَس ََّر لَمُك ُ الل َّ ْي َل َوالهَّن َ َار ([ ﴾)33إبراهمي [ 32،333/وأن األرض
تتسع لبين البرش رزقا ،وماكان همام كرث عددمه ،يقول اهللا عز وجل﴿
ون﴾ [العنكبوت. 56/ اَي ِ ع َبا ِد َي اذَّل ِ َين آ َمنُواَّ نَ أ ْريِض َ و ِاس َع ٌة فَ اَّي َي فَا ْع ُبدُ ِ
أل ِإ ِإ
[ اإلميان بأن الناس متفاوتون يف ا رزاق وجعلهم درجات قال تعاىل﴿
َواهَّلل ُ فَضَّ َل ب َ ْعضَ مُك ْ عَىَل ٰ ب َ ْع ٍض يِف ِ ّ الر ْز ِق ﴾ [النحل71/
اإلميان بأن اهللا هو الرقيب عىل عباده يف لك ترصفاهتم وأفعاهلم قال عز وجل
ون ب َ ِصريٌ ﴾ احلديد[ ،04/وهو اذلي حياسب ﴿ َوه َُوَ م َعمُك ْ َأ ْي َن َماُ ك ْنمُت ْ َ ۚ واهَّلل ُ ِ ب َما تَ ْع َملُ َ
الناس يوم القيامة عىل أفعاهلم لقوهل تعاىل ﴿فَ َو َرب ّ َِك لَن َ ْسَئلَهَّن ُ ْم َأمْج َ ِع َني ( )92مَع َّا اكن ُوا
ون ([ ﴾)93احلجر[ .92،93/ ي َ ْع َملُ َ
( :)1سنن ابن ماجه ،جزء ،12ص178
( :)2السنن الكبرى للبيهقي ،جزء ،6ص34
( :)3رضا صاحب أبو حمد ،مرجع سابق ،ص34- 29
ج -الاقتصاد اإلساليم اقتصاد أخاليق ،حبيث عىل املسمل أن يتحىل ابلصفات امحليدة
اليت دعا إلهيا القرآن الكرمي والسنة النبوية الرشيفة ومن هذه الصفات ما ييل :التحيل
ابأل مانة والصدق يف لك معامالته لقوهل تعاىل ﴿ اَي َأهُّي َا
ون﴾ [األنفال[، 27/وعن اذَّل ِ َين آ َمنُوا اَل خَت ُ ون ُوا اهَّلل َ َ و َّالر ُسو َلَ وخَت ُ ون ُواَ أ َمااَن ِتمُك ْ َ وَأنْمُت ْ تَ ْعلَ ُم َ
أبو سعيد اخلذري أن رسول اهللا(صىل اهللا عليه وسمل) 3قال « التاجر األمني الصدوق
مع النبيني والصديقني والشهداء( ، »)1وأن يويف بوعوده لقوهل تعاىل ﴿ َ وَأ ْوفُوا اِب لْ َعهْ ِدۖ
َّن الْ َعهْدَ اَك َن َم ْسُئو ًل﴾ [اإلرساء[، 34/وأن 3يمتزي املسمل أيضا ابلسامحة واملرونة يف
ِإ
طريقة تعامهل مع الغري ،عن جابر بن عبد اهللا أن الرسول ( صىل اهللا عليه وسمل )
(
قال«رمح اهللا عبدا مسحا إذا ابع ،مسحا إذا اشرتى ،مسحا إذا قىض ،مسحا إذا اقتىض
، »)2وأن يلزتم ابلعدل يف الرحب ،والقناعة مبا كتبه اهللا هل من رحب ورزق ،عن جابر أن
الرسول( 3صىل اهللا عهل وسمل) قال « القناعة مال ال ينفذ( » )3؛ وعىل املسمل مراعاة
احلالل واحلرام يف ممارسته للنشاط الاقتصادي وذكل بفعل ما أحل اهللا تعاىل وجتنب ما
حرمه علينا ،قال تعاىل
﴿ َوَأ َح َّل اهَّلل ُ الْ َب ْي َعَ و َح َّر َمِ ّ الراَب ﴾ [البقرة.275/
( :)1ابن األثير :جامع األصول من أحاديث الرسول،جزء،1كتاب البيع،ص239
( :)2صحيح البخاري،جزء،7كتاب البيوع،باب السهولة والسماحة Iفي الشراء والبيع،ص469
( :)3المعجم األوسط للطبراني،جزء،15ص1
-د :الاقتصاد اإلساليم اقتصاد واقعي ،ال مييل إىل اخليال فهو واقعي يف غاايته وطريقته
ألنه يسهتدف يف مبادئه الغاايت 3اليت تنسجم مع واقع اإلنسانية (.)1
وواقعية الاقتصاد اإلساليم أنه يسمتد مقوماته من الواقع 3املعاش فال حيلق ابملسمل يف
خياالت يتعذر حتقيقها( ،)2مثل ما هو احلال يف الاقتصاد الاشرتايك اذلي يؤمن ابملساواة
املطلقة ،أو يف الاقتصاد الرأساميل اذلي يعتقد أنه ليس هناك تعارض بني مصلحة الفرد
ومصلحة اجملمتع ،ففي نظرمه تتحقق مصلحة اجملمتع إذا حققها الفرد لنفسه أي أن املنفعة
اللكية للمجمتع تامتىش مع املنفعة القصوى للفرد( .)3يف حني تبدوا واقعية الاقتصاد
اإلساليم يف نظرة اإلسالم للفرد املسمتدة من إماكنياته وظروف بيئته ،فال حيمهل من
التاكليف إال ما يطيقه ،يقول هللا سبحانه وتعاىل ﴿ اَل يُلَك ِ ّ ُف اهَّلل ُ ن َ ْف ًسا اَّل ُ و ْس َعهَا﴾،
ِإ
[البقرة[ 286/ويقول أيضا﴿ اَل يُلَك ِ ّ ُف اهَّلل ُ ن َ ْف ًسا اَّل َما آاَت هَا ﴾ [الطالق[ 07/كام ال يقبل
ِإ
اإلسالم من اإلنسان القادر عىل الكسب التعطل عن العمل بل يفرض عليه السعي ويقدم
هل يد العون ويرشده فاليد العليا خري من اليد السفىل وأن املؤمن القوي خري وأحب عند
هللا من املؤمن الضعيف ،حىت حيقق لنفسه حياة عزيزة تغنيه عن املذةل واملسكنة(.)4
.هـ -خاصية الشمولية 3اليت يمتتع هبا الاقتصاد اإلساليم ،فهو إىل جانب اهامتمه ابجلانب
املادي هيمت ابجلوانب الروحية واألخالقية وتضمنه لاكفة الاحتياجات البرشية ،أي العمل
عىل توفري رضورايت احلياة من مألك ،مرشب ،مسكن ،تعلمي ،رعاية ،حصة ،حرية
وغريها من احلاجات ،وابإلضافة إىل ذكل فهو يعمل عىل الريق ابلقمي األخالقية مثل
األخوة والصدق والعداةل ،وذلكل فهو اقتصاد هادف جيمع بني العقيدة واألخالق(،)5
بعكس األ نظمة الاقتصادية األ خرى اليت تركز اهامتهما عىل اجلانب املادي فقط.
( )5فالق علي، (:)1حمد بن عبد الرحمن جنيدل ،مرجع سابق ،ص 40
مرجع سابق ،ص 1المرجع،ص10
(:) 2فالق علي ت :مويل االستثمارات في االقتصاد اإلسالمي،رسالة ماجستير،الجزائر،2001/2002،ص 13
(:)3طبري سعد ،مرجع سابق ،ص66
( :)4فالق علي ،مرجع سابق ،ص 1
إن خلو الترشيع اإلساليم من املصطلحات الاقتصادية ال يعين خلوه من املبادئ اللكية
املؤدية إىل مفهوهما احلديث ،كام ال يعين رفضه التام لبعض املبادئ والقواعد واألحاكم
اليت هتدف إىل حتقيق مستوى الئق من املعيشة بلك مسمل وتعمل عىل حماربة الفقر
واجلهل ونرش العمل وتنادي بتحقيق العداةل يف التوزيع 3لدلخول واملاكسب وما هذه
العبارات إال اجلوهر احلقيقي وادلعامة الرئيسية اليت قامت علهيا نظرايت التمنية
الاقتصادية مبسمياهتا احلديثة .
وبناءا عىل ذكل من خالل التعالمي الرشعية ميكن اشتقاق بعض املبادئ اليت يرتكز
علهيا مضمون التمنية الاقتصادية يف اإلسالم وصياغهتا يف مخسة مبادئ أساسية 3عىل
النحو التايل:
أوال – الهتيئة النفسية لأل فراد :
قبل أن يبدأ اإلسالم يف ترشيع معني فإنه ميهد لهذا النوع 3من التلكيف وهييأ هل األفراد
نفسيا أوال من أجل التحول عن املفاهمي القدمية إىل قلب ما هو جديد انفع واألخذ هبذا
املبدأ يضمن شيئني هامني .
أ -الاستيعاب الاكمل لهذا التلكيف حبيث يتحول الترشيع إىل عقيدة أو مبدأ.
ب -ترمجة هذا الاستيعاب التام إىل أمناط سلوكية تؤثر يف حركة احلياة وتدفع هبا إىل
األمام
اثنيا -تعبئة املوارد الطبيعية: 3
حيث تشلك املوارد الطبيعية 3اجلانب املادي من معليات التمنية بصفة عامة ويه تشمل
مجيع املوارد املادية اليت خلقها هللا لإل نسان وخسرها هل وذللها هل من أجل منفعته فأورد
القرآن معظم هذه العنارص يف عدة آايت من سورة واحدة ليلفت إلهيا أنظار البرش وحيث
هبا الناس يف آخر لك آية عىل التفكر والتدبر والتأمل يف خلق هللا .
محمد البشير فرحان ،الحاجات البشرية ،دار البحوث للدراسات اإلسالمية ،إمارات دبي ،2001 ،ص.181 ()1
اإلنتاج ويعمل عىل جلب الرثوات 3فيؤدي ذكل إىل رفع مستوى املعيشة لأل فراد وحتقيق
الرفاه الاقتصادي يف اجملمتع املسمل .وتعددت وسائل اإلسالم يف حماربة البطاةل والقضاء
عىل اكفة البواعث النفسية اليت تقلل من فاعلية اإلنسان وتقعده عن العمل ومن تكل
()1
الوسائل ما ييل:
-1عن أيب هريرة ريض هللا عنه أن رسول هللا صىل هللا عليه وسمل قال (:و اذلي نفيس
بيده ألن يأخذ أحدمك حبهل فيحتطب عىل ظهره خري هل من أن يأيت رجال فيسأهل أعطاه أو
منعه) البخاري.
-2نبذ اإلسالم اإلعراض عن العمل بدعوى التولك عىل هللا.
-3حث اإلسالم عىل العمل يف أي ماكن عىل وجه األرض مفن ضاق به العيش يف ماكن
إقامته ،هاجر إىل ماكن آخر سعيا يف طلب الرزق .
-4أجرب اإلسالم العامل املتخصص عىل أداء العامل اليت ال يتوفر لها عدد من القامئني
علهيا ،حىت يمت تلبية مجيع احلاجات الالزمة للناس من إنتاج هذا العمل مفثال:
إذا اكن الناس 3حيتاجون إىل فالحة قوم وال جيدون من يؤدهيا ويقوم هبا صارت هذه
األعامل مستحقة عىل امجليع فيجرب ويل األمر القادرين علهيا للقيام هبا وال جيعلهم يطالبون
الناس 3بزايدة عن هذا العرض
-5حث اإلسالم مجيع العاملني عىل إتقان العمل املباح وطلب مهنم مراعاة اجلانب
()2
األ خاليق يف أعامهلم .