You are on page 1of 12

‫خطة البحث‪:‬‬

‫‪-‬املقدمة‬
‫‪-‬املطلب األول‪ :‬الاقتصاد اإلساليم‪ ،‬أولوايت ومبادئ التمنية يف الاقتصادية‬
‫يف اإلسالم‪.‬‬
‫* املبحث األول‪ :‬ماهية الاقتصاد اإلساليم‬
‫* املبحث الثاين‪ :‬أولوايت التمنية الاقتصادية‬
‫* املبحث الثالث‪ 3:‬مبادئ التمنية الاقتصادية يف اإلسالم‬

‫‪-‬املطلب الثاين‪ :‬العالقة بني النظام الاقتصادي و املايل و النظام الاقتصادي‬


‫اإلساليم‪.‬‬

‫* املبحث األول‪ :‬القواعد والضوابط الفقهية يق املعامالت املالية‬


‫* املبحث الثاين‪ :‬تاكمل النظام الاقتصادي واملايل يف اإلسالم‬
‫* املبحث الثالث‪ :‬عالج املشلكة الاقتصادية وفق النظام الاساليم‬
‫املقدمة‪:‬‬
‫لك جممتع هل عادات و تقاليد يسمتدها من البيئة اليت يعيش فهيا‪ ،‬و لك بيئة تضبط‬
‫ترصفاهتا‪ ،‬و معامالهتا مع أنظمهتا احلامكة لها‪ ،‬و اجملمتع اإلساليم حيمكه اإلسالم‪ ،‬حيث ال‬
‫يقترص الرشع اإلساليم احلنيف عىل النوايح العقائدية والعبادية واخللقية فقط بل هو‬
‫مهناج حياة يشمل النشاط السياسية واإلداري والاجامتعي والاقتصادي للمجمتع‪ ،‬ذلا‬
‫جاءت القمي و الاخالق اإلسالمية مصاحبة لترشيع احاكم املعامالت الاقتصادية‪ ،‬فعىل‬
‫ضوء هذا العرض ميكن صياغة وحتديد اإلشاكلية الرئيسية للبحث يف األسئةل التالية‪3:‬‬
‫‪ -‬مايه مفاهمي وأولوايت‪ 3‬ومبادئ النظام املايل والاقتصادي اإلساليم؟‬
‫‪ -‬مايه خصائص وقواعد النظام املايل والاقتصادي اإلساليم ؟‬
‫‪ -‬كيف عاجل النظام اإلساليم املشلكة الاقتصادية ؟‬
‫‪-‬املطلب األول‪ :‬الاقتصاد اإلساليم‪ ،‬أولوايت ومبادئ التمنية يف الاقتصادية يف‬
‫اإلسالم‬
‫* املبحث األول‪ :‬ماهية الاقتصاد اإلساليم‬
‫‪ -‬تعريف الاقتصاد اإلساليم‪3:‬‬
‫اإلساليم أيض ًا بأن ّه نظام ُمرتبط ابلعقيدة واألخالق اإلسالميّة‪ ،‬حيتوي عىل‬
‫ّ‬ ‫نظام الاقتصاد‬
‫الاقتصادي؛ وحتديد ًا يف جماالت‬
‫ّ‬ ‫مجموعة من اإلرشادات اليت تسامه يف التحمّك ابلسلوك‬
‫(‪)1‬‬
‫الادّخار واإلنفاق‬
‫‪ -‬نشأة عمل الاقتصاد اإلساليم‪:‬‬
‫من املقرر أن اإلسالم نظم حياة األفراد مبا حيقق هلم هممة الاستخالف‪ ،‬وعبودية هللا عز‬
‫وجل يف األرض ومل يدع جما ًال من جماالت احلياة إال وبنّي ما حيتاجه اإلنسان من أحاكم‬
‫وتصورات حتقق الكثري من املصاحل ادلنيوية واألخروية‪.‬‬
‫ومن ذكل تنظمي احتياج الناس لكسب املال وتوفري الاحتياجات احلياتية اخلاصة هبم‪.‬‬
‫وقد اكنت حياة النيب ‪-‬صىل هللا عليه وسمل ‪-‬يه األمنوذج األمثل لتطبيق هذا الترشيع‬
‫الاقتصادي وكذكل حياة اخللفاء الراشدين‪.‬‬
‫إال أن احلياة واملشالكت الاقتصادية يف الصدر األول اكنت حمدودة ألمرين‪- :‬‬
‫‪ -1‬فقر البيئة وتواضع األنشطة الاقتصادية (اكلرعي والتجارة احملدودة ‪ -‬والزراعة‬
‫القليةل‪.)..‬‬
‫‪ -2‬قوة الوازع ادليين يف النفوس‪ 3‬فال جتد غش ًا وال تدليس ًا وال غبن ًا وال احتاكر ًا‪ ..‬ولكن‬
‫مع توسع املعامالت بني الناس وازدهار التجارة والصناعة‪ ،‬وانفتاح اجملمتعات وادلول عىل‬
‫بعضها‬
‫الموسوعة العربية العالمية (‪ ،) 1999‬الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ :‬مؤسسة‬ ‫(‪)1‬‬
‫أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع‪ ،‬صفحة ‪ ،422‬جزء ‪2‬‬

‫البعض‪ ،‬وضعف الوازع‪ 3‬ادليين واإلميان ابهلل وظهور احليل واخلديعة يف معامالت الناس‪،‬‬
‫استجدت قضااي اقتصادية ختتلف متام ًا عام عاشه سلف األمة؛ اكلرشاكت احلديثة وبيوع‬
‫األسهم والبورصات‪ 3‬واملعامالت املرصفية وغريها‪ ،‬إضافة إىل احلاجة لضبط معامالت‬
‫الناس وعقودمه‬
‫ليك ال تفيض إىل الزناع‪ 3‬واخلالف‪ ،‬مما أدى إىل اهامتم العلامء بدراسة هذا العمل وحبث‬
‫قضاايه ومعاجلة مشالكته‪.‬‬
‫‪ -‬ويف بداية القرن العرشين ظهرت مذاهب اقتصادية تبنهتا دول عظمى تريد الرثوة‬
‫واستعامر خريات الشعوب أشهرها النظام الاشرتايك والنظام الرأساميل‪ 3.‬أما النظام‬
‫اإلساليم فقد تضعضع بسبب همينة ادلول األجنبية عىل بالد املسلمني‪ ،‬وإ قصاهئم للرشيعة‬
‫اإلسالمية من التطبيق والتحكمي يف شؤون احلياة‪ .‬أما النظام الاشرتايك فقد تالىش نفوذه‬
‫وانهتى إىل غري رجعة ألنه اكن حيمل عوامل فنائه يف داخهل وما زال النظام الرأساميل‬
‫حيتل السيطرة عىل اقتصاد أكرث دول العامل يف الفرتة الراهنة وقد ال تطول هذه الفرتة‬
‫(‪)1‬‬
‫بسبب هتديد األزمات الاقتصادية املتفجرة من حني آلخر‪.‬‬

‫‪)1(1‬كتاب االقتصاد اإلسالمي للطريقي ص ‪25-21‬‬


‫* املبحث الثاين‪ :‬خصائص الاقتصاد اإلساليم‬
‫يمتزي الاقتصاد اإلساليم عن ابيق الاقتصادايت بسامت خاصة‪ ،‬فال تقابل سامت الاقتصاد‬
‫الرأساميل وال سامت الاقتصاد الاشرتايك‪ ،‬ألهنا مسمتدة من الرشيعة اإلسالمية اليت يه‬
‫من وضع اهللا عز وجل وليست من وضع البرش كام يف الاقتصاد الرأساميل والاشرتايك‪،‬‬
‫والرشيعة اإلسالمية زاخرة ابلقمي والفضائل واآلداب مهنا العدل‪ ،‬احلرية‪ ،‬الشورى‪،‬‬
‫الصرب‪ ،‬املسؤولية‪ ،‬الاستقاللية‪...‬اخل‪ .‬ومن هذه السامت واخلصائص نذكر‪:‬‬
‫أ‪ -‬الاقتصاد اإلساليم اقتصاد إلهي‪ ،‬أي أن اهللا هو واضعه وابلتايل فإن أصوهل‬
‫وترشيعاته اثبتة غري قابةل للتغري أو التبديل مع تغري األمم وعىل مر الزمن (‪ ،)1‬ولكن‬
‫هذا ال مينع من وجود بعض اجلزئيات وبعض األمور القابةل للتغري يتدخل فهيا‬
‫العقل البرشي والاجهتاد العلمي وتراعى فهيا املصلحة العامة (‪ ،)2‬ألن الاقتصاد‬
‫اإلساليم يعمتد عىل القاعدة الفقهية اليت تقول‪" :‬أن الرشيعة مبنية عىل التيسري‬
‫ورفع احلرج (‪ )3‬لقوهل تعاىل ﴿ َو َما َج َع َل َعلَ ْيمُك ْ يِف ِّادل ِين ِم ْن َح َر ٍج﴾ [احلج‪[ 78/‬‬
‫ب‪ -‬الاقتصاد اإلساليم اقتصاد عقائدي‪ ،‬ويه من أمه خصائصه وقد ورد لفظ‬
‫"اإلميان" يف الكتاب والسنة بدل لفظ "العقيدة" وذكل لدلالةل عىل الهدف األمسى‬
‫من اإلميان وهو األمن لقوهل تعاىل ﴿ ‪ ‬اذَّل ِ َين آ َمنُوا َولَ ْم يَلْب ُِسوا ميَاهَن ُ ْم ب ُِظمْل ٍ ُأولَِئ َك‬
‫ِإ‬
‫ون ﴾ [األنعام‪[ 82/‬كام أن معناها ليس التصديق حفسب‪،‬‬ ‫لَهُ ُم‪ ‬األ ْم ُن‪َ  ‬ومُه ْ ُمهْ َتدُ َ‬
‫وإ منا التصديق اذلي يتبعه الانقياد(‪ )4‬ومما يدل عىل ارتباط الاقتصاد ابإلميان قوهل‬
‫السام ِء واَأل ْر ِض‬ ‫اكت ِم َن َّ‬ ‫تعاىل ﴿ ولَ ْو َأ َّن َأ ْه َل الْ ُقرى آ َمنُوا وات َّ َق ْوا لَ َفتَ ْحنا عَلَهْي ِ ْم بَ َر ٍ‬
‫ون﴾ [األعراف‪[، 96/‬وعن ثوابن قال‪ ،‬قال‬ ‫ول ِك ْن َك َّذبُوا فََأخ َْذانمُه ْ بِام اكن ُوا يَ ْك ِس ُب َ‬
‫الرسول(صىل اهللا عليه وسمل «)‪ :‬ال يزيد يف العمر إال الرب وال يرد‬
‫رضا صاحب أبو حمد‪ :‬الخطوط الكبرى في االقتصاد اإلسالمي‪،‬دار مجدالوي‪،‬األردن‪ 2006‬ص‪(1):29‬‬

‫طبري سعد‪ :‬دور الجهاز المصرفي في االقتصاد اإلسالمي‪،‬رسالة ماجستير‪،‬الجزائر‪،2000/2001،‬ص‪(2): 65‬‬

‫حامد بن عبد اهللا العلي‪ :‬تيسير بعض أحكام البيوع والمعامالت‪،‬مجموعة محاضرات عن أحكام البيوع والمعامالت‪(3): ،‬‬
‫‪1423‬ه‬
‫حامد بن عبد اهللا العلي‪ :‬تيسير بعض أحكام البيوع والمعامالت‪،‬مجموعة محاضرات عن أحكام البيوع والمعامالت‪(4): ،‬‬
‫‪1423‬ه‬

‫القدر إال ادلعاء وإ ن الرجل ليحرم الرزق ابذلنب يصيبه(‪ ،»)1‬وعن سعيد بن‬
‫حريث أن النيب صىل اهللا عليه وسمل) قال «من ابع دارا مث مل جيعل مثهنا يف مثلها‬
‫مل يبارك هل فهيا(‪ »)2‬ويف هذا بيان أن اإلميان والتقوى أمه أسباب الازدهار وحتقيق‬
‫الرفاهية‪ 3‬يف الاقتصاد اإلساليم‪ .‬ويف القرآن‪ 3‬الكرمي عدة أسس عقائدية إميانية‪3‬‬
‫رضورية لقيام الاقتصاد اإلساليم وجناحه مهنا(‪ :)3‬اإلميان التام بأن اهللا سبحانه‬
‫السماو ِ‬
‫ات‬ ‫ْك َّ َ َ‬ ‫وتعاىل هو املاكل احلقيقي واألصيل لعنارص اإلنتاج قال تعاىل ﴿لِلَّ ِه ُمل ُ‬
‫ض َو َما فِي ِه َّن ۚ َو ُه َو َعلَ ٰى ُك ِّل َش ْي ٍء قَ ِد ٌير ﴾ املائدة‪[، 120/‬وأن اإلنسان‬ ‫اَأْلر ِ‬
‫َو ْ‬
‫مستخلف فهيا يسعى إىل طلب الرزق وعامرة األرض لقوهل تعاىل‬
‫﴿ه َُو‪َ ‬أنْشَ َأمُك ْ‪ِ  ‬م َن‪ ‬اَأْل ْر ِض‪َ  ‬و ْاس َت ْع َم َرمُك ْ‪ِ  ‬فهيَا﴾[هود‪.[61/‬وقال﴿ َوَأنْ ِف ُقوا‪ِ  ‬م َّما‪َ  ‬ج َعلَمُك ْ ‪ُ  ‬م ْس َت‬
‫ْخلَ ِف َني‪ِ  ‬في ِه﴾ [احلديد‪ 07/‬؛] اإلميان بأن اهللا عز وجل خلق الساموات واألرض‬
‫وخسرها خلدمة اإلنسان من أجل إشباع حاجاته قال تعاىل ﴿ اهَّلل ُ اذَّل ِ ي َخلَ َق‬
‫الس َما ِء َم ًاء فََأخ َْر َج ِب ِه ِم َن الث َّ َم َر ِات ِر ْزق ًا لَمُك ْ َوخَس ََّر‬
‫الس َم َاو ِات َواَأْل ْر َض َوَأ ْن َز َل ِم َن َّ‬ ‫َّ‬
‫الش ْم َس‬ ‫لَمُك ُ الْ ُفكْل َ ِل َت ْج ِر َي يِف الْ َب ْح ِر ِبَأ ْم ِر ِه َوخَس ََّر لَمُك ُ اَأْلهْن َ َار (‪َ )32‬وخَس ََّر لَمُك ُ َّ‬
‫َوالْ َق َم َر َداِئ َبنْي ِ َوخَس ََّر لَمُك ُ الل َّ ْي َل َوالهَّن َ َار (‪[ ﴾)33‬إبراهمي‪ [ 32،333/‬وأن األرض‬
‫تتسع لبين البرش رزقا‪ ،‬وماكان همام كرث عددمه‪ ،‬يقول اهللا عز وجل﴿‬
‫ون﴾ [العنكبوت‪. 56/‬‬ ‫اَي ‪ِ  ‬ع َبا ِد َي‪ ‬اذَّل ِ َين‪ ‬آ َمنُوا‪َّ  ‬ن‪َ ‬أ ْريِض ‪َ  ‬و ِاس َع ٌة‪ ‬فَ اَّي َي فَا ْع ُبدُ ِ‬
‫أل ِإ‬ ‫ِإ‬
‫[ اإلميان بأن الناس متفاوتون يف ا رزاق وجعلهم درجات قال تعاىل﴿‬
‫َواهَّلل ُ ‪ ‬فَضَّ َل‪ ‬ب َ ْعضَ مُك ْ‪ ‬عَىَل ٰ ‪ ‬ب َ ْع ٍض‪ ‬يِف ‪ِ ّ  ‬الر ْز ِق ﴾ [النحل‪71/‬‬
‫اإلميان بأن اهللا هو الرقيب عىل عباده يف لك ترصفاهتم وأفعاهلم قال عز وجل‬
‫ون‪ ‬ب َ ِصريٌ ﴾ احلديد‪[ ،04/‬وهو اذلي حياسب‬ ‫﴿ َوه َُو‪َ  ‬م َعمُك ْ َأ ْي َن َما‪ُ  ‬ك ْنمُت ْ ‪َ  ۚ ‬واهَّلل ُ ‪ِ  ‬ب َما‪ ‬تَ ْع َملُ َ‬
‫الناس يوم القيامة عىل أفعاهلم لقوهل تعاىل ﴿فَ َو َرب ّ َِك لَن َ ْسَئلَهَّن ُ ْم َأمْج َ ِع َني (‪ )92‬مَع َّا اكن ُوا‬
‫ون (‪[ ﴾)93‬احلجر‪[ .92،93/‬‬ ‫ي َ ْع َملُ َ‬
‫(‪ :)1‬سنن ابن ماجه‪ ،‬جزء‪ ،12‬ص‪178‬‬
‫(‪ :)2‬السنن الكبرى للبيهقي‪ ،‬جزء‪ ،6‬ص‪34‬‬
‫(‪ :)3‬رضا صاحب أبو حمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪34- 29‬‬

‫ج‪ -‬الاقتصاد اإلساليم اقتصاد أخاليق‪ ،‬حبيث عىل املسمل أن يتحىل ابلصفات امحليدة‬
‫اليت دعا إلهيا القرآن الكرمي والسنة النبوية الرشيفة ومن هذه الصفات ما ييل ‪ :‬التحيل‬
‫ابأل مانة والصدق يف لك معامالته لقوهل تعاىل ﴿ اَي َأهُّي َا‬
‫ون﴾ [األنفال‪[، 27/‬وعن‬ ‫اذَّل ِ َين‪ ‬آ َمنُوا‪ ‬اَل ‪ ‬خَت ُ ون ُوا‪ ‬اهَّلل َ ‪َ  ‬و َّالر ُسو َل‪َ  ‬وخَت ُ ون ُوا‪َ ‬أ َمااَن ِتمُك ْ ‪َ  ‬وَأنْمُت ْ تَ ْعلَ ُم َ‬
‫أبو سعيد اخلذري أن رسول اهللا(صىل اهللا عليه وسمل)‪ 3‬قال « التاجر األمني الصدوق‬
‫مع النبيني والصديقني والشهداء(‪ ، »)1‬وأن يويف بوعوده لقوهل تعاىل ﴿ ‪َ  ‬وَأ ْوفُوا‪ ‬اِب لْ َعهْ ِد‪ۖ ‬‬
‫َّن‪ ‬الْ َعهْدَ ‪ ‬اَك َن َم ْسُئو ًل﴾ [اإلرساء‪[، 34/‬وأن‪ 3‬يمتزي املسمل أيضا ابلسامحة واملرونة يف‬
‫ِإ‬
‫طريقة تعامهل مع الغري‪ ،‬عن جابر بن عبد اهللا أن الرسول ( صىل اهللا عليه وسمل )‬
‫(‬
‫قال«رمح اهللا عبدا مسحا إذا ابع‪ ،‬مسحا إذا اشرتى‪ ،‬مسحا إذا قىض‪ ،‬مسحا إذا اقتىض‬
‫‪ ، »)2‬وأن يلزتم ابلعدل يف الرحب‪ ،‬والقناعة مبا كتبه اهللا هل من رحب ورزق‪ ،‬عن جابر أن‬
‫الرسول‪( 3‬صىل اهللا عهل وسمل) قال « القناعة مال ال ينفذ(‪ » )3‬؛ وعىل املسمل مراعاة‬
‫احلالل واحلرام يف ممارسته للنشاط الاقتصادي وذكل بفعل ما أحل اهللا تعاىل وجتنب ما‬
‫حرمه علينا‪ ،‬قال تعاىل‬
‫﴿ َوَأ َح َّل‪ ‬اهَّلل ُ ‪ ‬الْ َب ْي َع‪َ  ‬و َح َّر َم‪ِ ّ  ‬الراَب ﴾ [البقرة‪.275/‬‬
‫(‪ :)1‬ابن األثير‪ :‬جامع األصول من أحاديث الرسول‪،‬جزء‪،1‬كتاب البيع‪،‬ص‪239‬‬
‫(‪ :)2‬صحيح البخاري‪،‬جزء‪،7‬كتاب البيوع‪،‬باب السهولة والسماحة‪ I‬في الشراء والبيع‪،‬ص‪469‬‬
‫(‪ :)3‬المعجم األوسط للطبراني‪،‬جزء‪،15‬ص‪1‬‬

‫‪-‬د‪ :‬الاقتصاد اإلساليم اقتصاد واقعي‪ ،‬ال مييل إىل اخليال فهو واقعي يف غاايته وطريقته‬
‫ألنه يسهتدف يف مبادئه الغاايت‪ 3‬اليت تنسجم مع واقع اإلنسانية (‪.)1‬‬
‫وواقعية الاقتصاد اإلساليم أنه يسمتد مقوماته من الواقع‪ 3‬املعاش فال حيلق ابملسمل يف‬
‫خياالت يتعذر حتقيقها(‪ ،)2‬مثل ما هو احلال يف الاقتصاد الاشرتايك اذلي يؤمن ابملساواة‬
‫املطلقة‪ ،‬أو يف الاقتصاد الرأساميل اذلي يعتقد أنه ليس هناك تعارض بني مصلحة الفرد‬
‫ومصلحة اجملمتع‪ ،‬ففي نظرمه تتحقق مصلحة اجملمتع إذا حققها الفرد لنفسه أي أن املنفعة‬
‫اللكية للمجمتع تامتىش مع املنفعة القصوى للفرد(‪ .)3‬يف حني تبدوا واقعية الاقتصاد‬
‫اإلساليم يف نظرة اإلسالم للفرد املسمتدة من إماكنياته وظروف بيئته‪ ،‬فال حيمهل من‬
‫التاكليف إال ما يطيقه ‪ ،‬يقول هللا سبحانه وتعاىل ﴿ اَل ‪ ‬يُلَك ِ ّ ُف‪ ‬اهَّلل ُ ‪ ‬ن َ ْف ًسا‪  ‬اَّل ‪ُ  ‬و ْس َعهَا﴾‪،‬‬
‫ِإ‬
‫[البقرة‪[ 286/‬ويقول أيضا﴿ اَل ‪ ‬يُلَك ِ ّ ُف‪ ‬اهَّلل ُ ‪ ‬ن َ ْف ًسا‪  ‬اَّل َما‪ ‬آاَت هَا ﴾ [الطالق‪[ 07/‬كام ال يقبل‬
‫ِإ‬
‫اإلسالم من اإلنسان القادر عىل الكسب التعطل عن العمل بل يفرض عليه السعي ويقدم‬
‫هل يد العون ويرشده فاليد العليا خري من اليد السفىل وأن املؤمن القوي خري وأحب عند‬
‫هللا من املؤمن الضعيف‪ ،‬حىت حيقق لنفسه حياة عزيزة تغنيه عن املذةل واملسكنة(‪.)4‬‬
‫‪ .‬هـ ‪ -‬خاصية الشمولية‪ 3‬اليت يمتتع هبا الاقتصاد اإلساليم‪ ،‬فهو إىل جانب اهامتمه ابجلانب‬
‫املادي هيمت ابجلوانب الروحية واألخالقية وتضمنه لاكفة الاحتياجات البرشية‪ ،‬أي العمل‬
‫عىل توفري رضورايت احلياة من مألك‪ ،‬مرشب‪ ،‬مسكن‪ ،‬تعلمي‪ ،‬رعاية‪ ،‬حصة‪ ،‬حرية‬
‫وغريها من احلاجات‪ ،‬وابإلضافة إىل ذكل فهو يعمل عىل الريق ابلقمي األخالقية مثل‬
‫األخوة والصدق والعداةل‪ ،‬وذلكل فهو اقتصاد هادف جيمع بني العقيدة واألخالق(‪،)5‬‬
‫بعكس األ نظمة الاقتصادية األ خرى اليت تركز اهامتهما عىل اجلانب املادي فقط‪.‬‬

‫(‪ )5‬فالق علي‪،‬‬ ‫(‪:)1‬حمد بن عبد الرحمن جنيدل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪40‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪1‬المرجع‪،‬ص‪10‬‬
‫(‪:) 2‬فالق علي ت‪ :‬مويل االستثمارات في االقتصاد اإلسالمي‪،‬رسالة ماجستير‪،‬الجزائر‪،2001/2002،‬ص ‪13‬‬
‫(‪:)3‬طبري سعد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪66‬‬
‫(‪ :)4‬فالق علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪1‬‬

‫* املبحث الثالث‪ 3:‬مبادئ التمنية الاقتصادية يف اإلسالم‬


‫(‪)1‬‬

‫إن خلو الترشيع اإلساليم من املصطلحات الاقتصادية ال يعين خلوه من ‪ ‬املبادئ اللكية‬
‫املؤدية إىل مفهوهما احلديث ‪ ،‬كام ال يعين رفضه التام لبعض املبادئ والقواعد واألحاكم‬
‫اليت هتدف إىل حتقيق مستوى الئق من املعيشة بلك مسمل وتعمل عىل حماربة الفقر‬
‫واجلهل ونرش العمل وتنادي بتحقيق العداةل يف التوزيع‪ 3‬لدلخول واملاكسب وما هذه‬
‫العبارات إال اجلوهر احلقيقي وادلعامة الرئيسية اليت قامت علهيا نظرايت التمنية‬
‫الاقتصادية مبسمياهتا احلديثة ‪.‬‬
‫‪   ‬وبناءا عىل ذكل من خالل التعالمي الرشعية ميكن اشتقاق بعض املبادئ اليت يرتكز‬
‫علهيا مضمون التمنية الاقتصادية يف اإلسالم وصياغهتا يف مخسة مبادئ أساسية‪ 3‬عىل‬
‫النحو التايل‪:‬‬
‫أوال – الهتيئة النفسية لأل فراد ‪:‬‬
‫قبل أن يبدأ اإلسالم يف ترشيع معني فإنه ميهد لهذا النوع‪ 3‬من التلكيف وهييأ هل األفراد‬
‫نفسيا أوال من أجل التحول عن املفاهمي القدمية إىل قلب ما هو جديد انفع واألخذ هبذا‬
‫املبدأ يضمن شيئني هامني ‪.‬‬
‫‪     ‬أ‪ -‬الاستيعاب الاكمل لهذا التلكيف حبيث يتحول الترشيع إىل عقيدة أو مبدأ‪.‬‬
‫‪    ‬ب‪ -‬ترمجة هذا الاستيعاب التام إىل أمناط سلوكية تؤثر يف حركة احلياة وتدفع هبا إىل‬
‫األمام ‪ ‬‬
‫اثنيا ‪ -‬تعبئة املوارد الطبيعية‪: 3‬‬
‫‪   ‬حيث تشلك املوارد الطبيعية‪ 3‬اجلانب املادي من معليات التمنية بصفة عامة ويه تشمل‬
‫مجيع املوارد املادية اليت خلقها هللا لإل نسان وخسرها هل وذللها هل من أجل منفعته فأورد‬
‫القرآن معظم هذه العنارص يف عدة آايت من سورة واحدة ليلفت إلهيا أنظار البرش وحيث‬
‫هبا الناس يف آخر لك آية عىل التفكر والتدبر والتأمل يف خلق هللا ‪.‬‬

‫محمد البشير فرحان‪ ،‬الحاجات البشرية‪ ،‬دار البحوث للدراسات اإلسالمية‪ ،‬إمارات دبي‪ ،2001 ،‬ص‪.181‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫اثلثا – تنظمي املوارد املالية‪ 3‬لدلوةل‪.:‬‬


‫‪    ‬إذ يعترب النظام املايل انعاكسا صادقا للك من النظام السيايس والاجامتعي‬
‫والاقتصادي يف اجملمتع ‪ ،‬والنظام املايل يف اإلسالم هل من اخلصائص والصفات العامة ما‬
‫متزيه هبا عن غريه من النظم املالية‪ 3‬األخرى ‪ ،‬إذ أنه يعكس تأثري التعالمي ادلينية عىل مجيع‬
‫املعامالت فيه ويوحض آاثر انعاكس تكل التعالمي عليه األمر اذلي يفر السبب احلقيقي يف‬
‫حدوث ذكل التقدم الرسيع والتطور احلاصل يف ادلوةل اإلسالمية يف العهد النبوي وعرص‬
‫اخللفاء الراشدين مما يؤكد عىل أن أدوات النظام املايل يف اإلسالم قد حققت مجيع‬
‫أهدافها وأدت لك وظائفها عىل أمكل وجه يف لك من اإليرادات العامة والنفقات العامة‬
‫لدلوةل عىل النحو التايل ‪:‬‬
‫‪-1‬مفن حيث اإليرادات العامة ‪:‬‬
‫‪      ‬فقد حققت ادلوةل اإلسالمية حصيةل خضمة من األموال نتيجة تعدد مصادر المتويل‬
‫اليت رشعها اإلسالم اليت من بيهنا الزاكة والغنامئ والفيء واجلزية كام قررت بعض‬
‫اإلعفاءات املتنوعة للك من العاجزين واملساكني ‪.‬‬
‫‪ -2‬أما من حيث النفقات العامة‪:‬‬
‫‪     ‬فقد ساعدت سياسة اإلنفاق يف ادلوةل اإلسالمية عىل تأمني حاجات الفقراء‬
‫الرضورية‪ ، 3‬ورفع مستوى معيشهتم والقضاء عىل مظاهر الفقر يف اجملمتع اإلساليم‬
‫وحتقيق مبدأ التاكفل الاجامتعي يف ادلوةل املسلمة فاكن ذكل سببا يف هتيئة املناخ النفيس‬
‫السلمي لأل فراد وحتقيق الاستقرار السيايس يف اجملمتع وهام من أمه مقومات معلية التمنية‬
‫(‪)1‬‬
‫الاقتصادية‪.‬‬
‫رابعا‪-‬التشغيل الاكمل للعامةل ‪.‬‬
‫‪    ‬وهو رابع املبادئ اإلسالمية الهادفة إىل حتقيق التمنية الاقتصادية يف اإلسالم حيث إن‬
‫العمل هو الوسيةل الوحيدة لإل فادة من موارد الطبيعة اليت خلقها هللا لعباده ‪،‬فالعمل‬
‫يسامه يف زايدة‬
‫(‪) 1‬موفق محمد عبده‪،‬الموارد المالية العامة‪،‬دار حامد عمان ‪،2004‬ص‪94‬‬

‫اإلنتاج ويعمل عىل جلب الرثوات‪ 3‬فيؤدي ذكل إىل رفع مستوى املعيشة لأل فراد وحتقيق‬
‫الرفاه الاقتصادي يف اجملمتع املسمل ‪.‬وتعددت وسائل اإلسالم يف حماربة البطاةل والقضاء‬
‫عىل اكفة البواعث النفسية اليت تقلل من فاعلية اإلنسان وتقعده عن العمل ومن تكل‬
‫(‪)1‬‬
‫الوسائل ما ييل‪:‬‬
‫‪-1‬عن أيب هريرة ريض هللا عنه أن رسول هللا صىل هللا عليه وسمل قال‪ (:‬و اذلي نفيس‬
‫بيده ألن يأخذ أحدمك حبهل فيحتطب عىل ظهره خري هل من أن يأيت رجال فيسأهل أعطاه أو‬
‫منعه) البخاري‪.‬‬
‫‪-2‬نبذ اإلسالم اإلعراض عن العمل بدعوى التولك عىل هللا‪.‬‬
‫‪-3‬حث اإلسالم عىل العمل يف أي ماكن عىل وجه األرض مفن ضاق به العيش يف ماكن‬
‫إقامته‪ ،‬هاجر إىل ماكن آخر سعيا يف طلب الرزق ‪.‬‬
‫‪ -4‬أجرب اإلسالم العامل املتخصص عىل أداء العامل اليت ال يتوفر لها عدد من القامئني‬
‫علهيا‪ ،‬حىت يمت تلبية مجيع احلاجات الالزمة للناس من إنتاج هذا العمل مفثال‪:‬‬
‫‪      ‬إذا اكن الناس‪ 3‬حيتاجون إىل فالحة قوم وال جيدون من يؤدهيا ويقوم هبا صارت هذه‬
‫األعامل مستحقة عىل امجليع فيجرب ويل األمر القادرين علهيا للقيام هبا وال جيعلهم يطالبون‬
‫الناس‪ 3‬بزايدة عن هذا العرض‬
‫‪-5‬حث اإلسالم مجيع العاملني عىل إتقان العمل املباح وطلب مهنم مراعاة اجلانب‬
‫(‪)2‬‬
‫األ خاليق يف أعامهلم ‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬حتقيق العداةل يف التوزيع‪.3‬‬


‫‪    ‬وهو املبدأ األخري من املبادئ اإلسالمية يف إقامة دعامئ التمنية الاقتصادية يف ادلوةل‬
‫املسلمة ‪ ،‬حيث هيدف اإلسالم إىل حتقيق عداةل التوزيع ‪ ،‬ألن املشلكة اليت تواجه العامل‬
‫اليوم ‪ ،‬ليست مشلكة إنتاج بقدر ماهية مشلكة توزيع ‪ ،‬فان ما يمت إنتاجه يف الوقت‬
‫احلارض أو مستقبال يكفي حاجات الناس‪ 3‬ومع هذا فإن املشلكة الاقتصادية تزداد حدة‬
‫يوما بعد يوم(‪.)3‬‬
‫(‪  : )1‬احمد محمد المصري ‪ ،‬اإلدارة في اإلسالم‪،‬مؤسسة شباب الجامعة‪،‬اإلسكندرية‪2003،‬ص‪.82‬‬
‫(‪:)2‬احمد يوسف ‪،‬المال‪،‬في اإلسالم‪،‬القاهرة‪،1991،‬ص‪.46‬‬
‫(‪   )3‬محمد احمد ثابت عريضة‪،‬االسالم و وضع االسس الحديثة الغربية‪،‬مصر ‪،1960،‬ص‪95‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬العالقة بني النظام الاقتصادي و املايل و النظام الاقتصادي‬


‫اإلساليم‪:‬‬

You might also like