You are on page 1of 8

‫المبحث الثاني ‪ -‬تطور النظم االقتصادية‪:‬‬

‫على ضوء التعارٌف السابمة للنظام االلتصادي‪ ،‬لام الدارسون بتصنٌف أنواع النظم االلتصادٌة منذ بداٌة التفاعالت‬
‫والنشاطات االلتصادٌة وحتى ٌومنا هذا‪.‬‬

‫بالرغم من اختالف الباحثٌن فً وضع معاٌٌر مشتركة فً تحدٌد وتصنٌف األنظمة االلتصادٌة‪ ،‬اإال أناه ٌمكننا اعتماد‬
‫التصنٌف اآلتً لشمولٌته‪ ،‬فمد عرف اإلنسان منذ المدم‪ ،‬وطباك العدٌد من النظم االلتصادٌة المختلفة من حٌث أسلوب‬
‫اإلنتاج وتوزٌعه مكانا ً وزماناً‪ ،‬هذه النظم االلتصادٌة حسب تطورها التارٌخً ٌمكن تصنٌفها إلى‪:‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬النظم االقتصادية قبل المرحلة الرأسمالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬النظام االقتصادي البدائي ‪:‬‬

‫تعد المشاعٌة البدائٌة أول نظام التصادي اجتماعً فً التارٌخ‪ ،‬وكانت وسائل اإلنتاج التً استخدمها اإلنسان بسٌطة‬
‫وبدائٌة‪ ،‬كما كانت مهارات العمل وخبرة األفراد ومعرفتهم للٌلة جدا‪ .1‬فالحٌاة االلتصادٌة فً هذه المرحلة كانت تربط‬
‫اإلنسا ن مباشرة بالطبٌعة‪ ،‬بحٌث تركز جهد اإلنسان و إنتاجه فً صٌد الحٌوانات والتطاف الثمار والخٌرات التً تجود بها‬
‫األرض‪ ،‬فلم ٌكن ٌملن آالت ورأس مال لٌحول إنتاجه‪ ، 2‬بل مجرد أدوات بسٌطة كالعصا أو الحجر لتحصٌل لوته‬
‫الٌومً‪ ،‬و بالتدرٌج بدأ اإلنسان ٌدخل تحـسٌنات عــلى أدوات إنتاجه الحجرٌة و الخشبٌة و العظمٌة لٌحصل بواسطتها‬
‫على كمٌات أكبر من المواد الالزمة لتحسٌن معٌشته‪ ،‬و لد تحمك له ذلن من خالل ‪:‬‬

‫اكتشاف النار الذي سمح له باكتشاف مصادر جدٌدة للغذاء‪ ،‬وللولاٌة من البرد‪ ،‬وكذلن لصنع بعض األدوات المنزلٌة من‬
‫الطٌن والخشب‪.‬‬

‫اكتشاف بعض المعادن‬

‫اكتشاف الموس وأدوات الصٌد‬

‫عاللات اإلنتاج‪ :‬لم ٌكن فً ممدور األفراد مواجهة الطبٌعة إال بتجمٌع جهودهم‬
‫وتضافرها‪ ،‬فتجمعوا حٌنها وشكلوا لبائل وجماعات‪ ،‬وكان التصاد المبٌلة ٌدور بصورة مشتركة لتؤمٌن حاجاتهم عن‬
‫طرٌك إلامة عاللات إنتاجٌة لائمة على الملكٌة االجتماعٌة لوسائل اإلنتاج‪ ،‬فاضطرارهم للتعاون وتوافر أدوات عمل‬
‫بسٌطة متاحة من الطبٌعة لم تسمح بتملكها ألشخاص أو مجموعات معٌنة داخل المبٌلة‪ ،‬بل كانت مشاعة ومشتركة بٌن‬
‫أفراد المبٌلة‪ .‬أما بالنسبة لتوزٌع المنتجات فكان ٌتم ضمن كمٌات متساوٌة و للٌلة للحفاظ على البماء‪ .3‬ولم تكن هنان حاجة‬
‫للنمود واألسواق للمبادلة‪ ،‬إلى أن تم استخدام المماٌضة الحمًا‪.‬‬

‫والمالحظ على النشاط االلتصادي للمجتمعات البدائٌة أنه كان لائما على أساس المساواة ومشاركة الرجل والمرأة فً‬
‫العمل معاً‪ ،‬حٌث ظهر أول تمسٌم اجتماعً للعمل حسب الجنس والعمل‪ ،‬فتخصص النساء فً تربٌة األطفال وجنً الثمار‬
‫وأعمال البٌت‪ ،‬بٌنما تخصص الرجال فً الصٌد والزرع‪ ،..‬كما عرفت المجتمعات البدائٌة ظهور حرفٌٌن مختصٌن فً‬
‫إنتاج صناعات معٌنة كصناعة التعدٌن والحٌاكة والحدادة وصنع األسلحة إلى جانب لسم آخر ٌختص بالزراعة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ب‪ -‬النظام االقتصادي العبودي‪:‬‬

‫ٌعد نظام الرق ‪ Slavery‬أو العبودٌة‪ ،‬الذي ح َّل مح َّل النظام المشاعً البدائً‪ ،‬أول نظام فً التارٌخ ٌموم على‬
‫االستغالل و االنمسام الطبمً اإلنسان ألخٌه اإلنسان‪ .4‬و هنان عدة عوامل ساهمت فً ظهور هذا النظام االلتصادي‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫وأهمها‬

‫التمسٌم االجتماعً المستمر للعمل‪.‬‬

‫ظهور إمكانٌة العمل الفردي نتٌجة تطور وسائل وإنتاجٌة العمل‪.‬‬

‫ظهور الملكٌة الفردٌة وما ترتب عنها من عاللات التصادٌة جدٌدة أخلت بنظام التوزٌع المتساوي لمنتوجات العمل‪.‬‬

‫بصفة عامة‪ :‬أدى التبدل الحاصل فً بنٌة المجتمع إلى حتمٌة تطور ونـمو لوى اإلنتاج وانحالل العاللات اإلنتاجٌة للمبٌلة‬
‫البدائٌة‪ ،‬فحل العمل الفردي محل العمل الجماعً‪ ،‬وحلت الملكٌة الفردٌة محل الملكٌة الجماعٌة‪ ،‬هذا ما أدى بدوره إلى‬
‫والواجبات‪.‬‬ ‫تغٌر فً منـظومة الحموق‬

‫ٌمكن إجمال خصائص النشاط االلتصادي فً ظل المجتمع العبودي فً النماط اآلتٌة‪:‬‬

‫شكلت طبمة العبٌد األساس االلتصادي لعملٌة اإلنتاج والوسٌلة األساسٌة للثروات فً المجتمع العبودي‪ ،‬فلم تعد المجموعة‬
‫المبلٌة تعمل لسد حاجاتها االلتصادٌة‪ ،‬بل أصبحت طبمة من المجتمع تعمل من أجل تحمٌك فائض بالنسبة لطبمة األسٌاد‪.‬‬

‫عرفت وسائل اإلنتاج تطورا ملحوظا فً هذه المرحلة‪ ،‬بحٌث اكتشف اإلنسان الكثٌر من اآلالت و الوسائل البناء و التشٌٌد‬
‫‪6‬‬
‫والزراعة‪.‬‬

‫تمسٌم العمل على أساس طبمً اجتماعً إلى عمل الجسدي‪ :‬تخصص له األرلاء لإلنتاج المادي‪ ،‬فمد اختصوا فً األعمال‬
‫البناء والتشٌٌد …‪ ،‬فً حٌن كان العمل الذهنً من نصٌب األسٌاد إلى جانب العمل الحرفً الذي اختص فٌه الحرفٌون‬

‫تحول تحوالً متدرجا ً إلى تجارة منظمة‪ ،‬ونشؤت األسواق التً تجاوزت‬
‫وظهر فً ظل نظام الرق تبادل البضائع الذي ا‬
‫حدود الدولة الواحدة‪ ،‬وظهر ما ٌسمى بالتجارة الخارجٌة‪ .‬ولد ظهرت النمود التً بدأت تحتل مكانة مهمة فً التصادٌات‬
‫‪7‬‬
‫مجتمع الرق‬

‫ج‪ -‬النظام االقتصادي اإلقطاعي ‪:‬‬

‫ي وزراعً انتشر فً فترة العصور الوسطى‪ ،‬وظهر تحدٌدا ً فً لارة أوروبا‪.‬‬ ‫ً والتصاد ا‬ ‫ً واجتماع ا‬‫ً هو نظام سٌاس ا‬
‫النظام اإللطاع ا‬
‫وهو لائم على حٌازة األرض‪ ،‬وتنظٌم العاللة بٌن السٌاد اإللطاعً والتابع‪ ..‬فهذا النظام ٌعتمد على أن أهم وسٌلة لإلنتاج هً األرض‬
‫بحٌث تكون تلن األرض مملوكة لشخص واحد ٌستخدم العمال لتعمٌر وتطوٌر أرضه‪ ،‬وسمً إلطاعٌا ألنه تمطع له مساحات شاسعة‬
‫من األراضً والمرى‪.‬‬

‫خصائص النظام اإللطاعً تمٌزت أوروبا فً العصور الوسطى بالنظام اإللطاعً المنالض للنظام السابك وللعصر الذي أتى بعده‪،‬‬
‫فلم ٌتم استخدام مفهوم اإللطاع إال فً أواخر المرن الثامن عشر‪ ،‬خالاللثورة الفرنسٌة عام ‪9871‬م‪ ،‬حٌث بدأ الظهور كلمات‬
‫ومفردات اإللطاع التالٌة (المن‪ ،‬المنٌة المؤمور) والعدٌد من المصطلحات المتعلمة باألرض والعاملٌن علٌها والُمالان فً العصور‬
‫الوسطى‪.‬‬

‫أخذت مكانة تلن المفردات اإللطاعٌة فً معاجم التارٌخ‪ ،‬واستخدمها المإرخون والكتااب فً ممارنتهم بٌن األفراد والجماعات إبان‬
‫العصور الوسطى اإللطاعٌاة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫النظام اإللطاعً ٌموم على الضٌعات أو اإللطاعٌات المروٌة ال ُمحاطة باألسوار‪ ،‬وبها شوارع وكنٌسة ومبنى ٌكون كبٌرا ً ٌسمى‬
‫)‪ ،(Town Hall‬تضم اإللطاعٌة إضافة للحمول والمزارع‪ ،‬المراعً والغابات الدائمة‪.‬‬

‫تُمسام األراضً اإللطاعٌة الى عشرة فدانات من المطع الكبٌرة‪.‬‬

‫طبٌعة العاللات والتعامل بٌن السٌد اإللطاعً والفالحٌن التابعٌن له خاضعة للعادات‬
‫والتمالٌد المعروفة آنذان‪.‬‬

‫أدت الطرق التً اتبعها السٌد اإللطاعً فً فالحة ورزاعة األرض‪ ،‬إلى تشتٌت لدرات‬
‫وجهود الفالحٌن‪.‬‬

‫كان االلتصاد اإللطاعً ُمغلماً‪ ،‬ألن اإلنتاج الزراعً كان بدائٌا ً فً إستخدام األدوات‪.‬‬

‫تمٌز العصر اإللطاعً فً التركٌز فمط على الزراعة وإهمال النشاط والتبادل التجاري‪ ،‬مما ساهم فً تدهور الصناعات الٌدوٌة‪.‬‬

‫ارتبط اإللطاع باألخص فً المطاع الزراعً والعبٌد‪ ،‬فكانت األرض اإللطاعٌة تُمسام إلى ثالثة ألسام وهً‪ :‬األراضً الخاصة بالسٌد‬
‫اإللطاعً وحده‪ ،‬التً تُزرع لحسابه‪ ،‬التً ٌُطلك علٌها (الدومٌن)‪ ،‬وأراضً الفالحٌن التً ٌرزعونها على حسابهم وتمسٌم مردودها‬
‫علٌهم‪ ،‬بشرط أن ٌدفعوا إلتزامات تكون عٌنٌة أو مالٌة للسٌد اإللطاعً‪ ،‬واألراضً الجماعٌة غٌر المزروعة ومنها الغابات‬
‫والمراعً تكون تحت سٌطرة وملن السٌد اإللطاعً‪ ،‬وٌُعطً الفالحٌن الحك بزراعتها واستعمالها‪.‬‬

‫ٌتؤلف النظام اإللطاعً من ‪:‬‬

‫السٌد اإللطاعً أو المالن األساسً لألرض‪ ،‬الذي ٌنتمً إلى طبمة المحاربٌن أو النبالء‪.‬‬

‫التابع‪ :‬الشخص المفروض إلزامٌا ً علٌه العمل والفالحة فً أرض‪ ،‬وٌكون من طبمة العبٌد‪.‬‬

‫األرض‪ :‬هً األرض الممتطعة للتابع من لبل السٌد اإللطاعً‪ ،‬وذلن لفالحتها والعمل بها وضمان الحٌاة المعٌشٌة‪.‬‬

‫لام االلتصاد اإللطاعً على الزراعة‪ ،‬حٌث لم هنان دورا ً مهما ً للصنعة أو التجارة‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬النظم االقتصادية بعد المرحلة الرأسمالية‪:‬‬

‫أ‪-‬النظام االقتصادي الرأسمالي‬

‫بعد أن استمر النظام االلتصادي اإللطاعً فً فترة العصور الوسطى‪ ،‬ظهرت جملة من العوامل التً غٌرت طبٌعة البنٌة‬
‫االجتماعٌة والسٌاسٌة فً تلن المرحلة‪ ،‬وم اهدت لظهور نظام التصادي جدٌد لام على أنماض النظام اإللطاعً‪ ،‬عرف هذا‬
‫النظام بالنظام االلتصادي الرأسمالً‪.‬‬

‫أوال ا‪-‬تعريف نظام االقتصاد الرأسمالي‪:‬‬

‫تُعرف الرأسمالٌاة فً اللغة اإلنجلٌزٌاة بمصطلح)‪ (Capitalism‬؛‬


‫وهً من األنظمة االلتصادٌاة العالمٌاة‪ ،‬والتً تعتمد على فكرة الملكٌاة‬
‫صة لكافة العناصر اإلنتاجٌاة‪ ،‬مما ٌساهم فً تحمٌك األرباح‬ ‫الخا ا‬
‫ً‬
‫ي والسٌاس ا‬‫المالٌاة‪ ،‬وتُعرف الرأسمالٌاة أٌضا ً بؤنها النظام االلتصاد ا‬
‫الذي ٌتحكم فً كافة مكونات التصاد دولة ما‪ .‬والذي ٌساهم فً توفٌر‬
‫‪8‬‬
‫أدوات التحكم المناسبة فً األسواق التجارٌاة المتنوع‬

‫‪3‬‬
‫ثالثا‪ :‬خصائص النظام الرأسمالي‪.‬‬

‫تتمٌز الرأسمالٌاة بمجموعة من الخصائص‪ ،‬وهً‪:‬‬

‫استخدام نظام التصاد السوق ال ُح ار‪ :‬حتى تتمكن من تحمٌك األرباح المطلوبة‪ ،‬باالعتماد على عرض المنتجات بعد تحدٌد‬
‫أسعارها‪ ،‬مع وجود منافسة واضحة بٌن المنشآت التً تتشابه معا ً فً طبٌعة العمل‪.‬‬

‫صة فً العرض‪ ،‬والطلب والمرتبطة‬


‫ق مناسبة‪ :‬من خالل االعتماد على تطبٌك الموانٌن الخا ا‬ ‫االهتمام بتوزٌع األسعار ب ُ‬
‫طر ٍ‬
‫ي‪.‬‬
‫بالسلع‪ ،‬والخدمات التً ٌت ُّم بٌعها فً السوق التجار ا‬

‫متابعة األسواق المالٌاة‪ :‬وكافة العناصر المرتبطة بها‪ ،‬والتً تشمل دراسة وتحدٌد األسعار الخاصة باألدوات‪ ،‬واألوراق‬
‫المالٌاة‪.‬‬

‫التركٌز على توزٌع األرباح على المالكٌن‪ :‬والمساهمٌن فً لطاعات العمل المختلفة‪ ،‬والذي ٌساهم فً تحمٌك الهدف‬
‫ً للرأسمالٌاة‪.‬‬
‫الرئٌس ا‬
‫ً على النشاط االلتصادي‪ :‬عن طرٌك تطبٌك الفُرص المتكافئة بٌن المإسسات‪ ،‬والشركات فً سوق‬ ‫اإلشراف الحكوم ا‬
‫العمل‪ ،‬مع ضمان العدالة فً توزٌع اإلنتاج‪.‬‬

‫يتميّز نظام الرأسماليّة ب ‪:‬‬

‫انخفاض معدال الضرائب ممارنةً مع األنظمة االلتصادٌاة األخرى‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫توفٌر البٌئة المناسبة للمستثمرٌن العالمٌٌن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫السماح لألشخاص الناجحٌن بجمع الثروة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحفٌز األشخاص على بذل طالة أكبر للعمل‪ .‬تمدٌر أداء األفراد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ً‪.‬‬‫التطور التكنولوج ا‬
‫ا‬ ‫دعم وتحفٌز‬ ‫‪-‬‬
‫ً‪.‬‬
‫المساهمة فً رفع معدال الدخل الموم ا‬ ‫‪-‬‬
‫توفٌر مساحة حرٌاة كبٌرة فً االستثمار‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫خفض معدال األسعار على المستهلن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪9‬‬
‫ارتفاع جودة المنتجات الممدامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ب‪ -‬النظام االقتصاد االشتراكي ‪:‬‬

‫أدى تطبٌك النظام االلتصادي الرأسمالً فً العدٌد من الدول األوربٌة منذ منصف المرن الثامن عشر إلى ظهور‬
‫العدٌد من المشاكل التً صاحبت تطبٌك هذا النظام على أرض الوالع‪ ،‬أوجبت التفكٌر فً ضرورة تغٌٌر األوضاع وتمدٌم‬
‫نظام التصادي بدٌل عنه‪ ،‬لادر على تجـاوز االخــتالالت التً عرفتها المجتمــعات األوربٌـة على الصــعٌد االجتماعً‬
‫وااللــتصادي‪ .‬ومع بداٌة المرن التاسع عشر‪ ،‬ظهرت الفكرة االشتراكٌة‪ ،‬كرد فعل للدمار واالختالل الذي نتج عن استتباب‬
‫األمر للرأسمالٌة الصاعدة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم النظام االقتصادي االشتراكي و خصائصه ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫أ‪-‬تعريف النظام االقتصادي االشتراكي‪:‬‬

‫‪ٌ .‬عرف النظام االشتراكً بؤناه النظام الاذي تعود فٌه ملكٌة الموارد والمصانع واألراضً للدولة‪ ،‬أي ا‬
‫أن االشتراكٌة‬
‫تنالض ما تموم علٌه الرأسمالٌة‪ ،‬وترتكز على مبدأ الملكٌاة الجماعٌة لمختلف الموارد اإلنتاجٌاة فً المجتمع‪ ،‬وبنا ًء على‬
‫فإن جمٌع مواطنً الدولة ٌعملون تحت إمرتها تحت مسمى المطاع العام‪ ،‬بٌنما ٌمع على عاتك الدولة تؤمٌن احتٌاجاتهم‬ ‫ذلن ا‬
‫المختلفة من مؤكل ومشرب ومسكن‪ ،‬وغٌرها من خدمات صحٌاة وتعلٌمٌاة‬
‫وترفٌهٌاة‪10.‬‬

‫مرحلة االنتمال من الرأسمالٌة إلى االشتراكٌة تبدأ من استالم البرولٌتارٌا‬


‫للسلطة تحت لٌادة الحزب الماركسً اللٌنٌنً و تنتهً بانتصار عاللات اإلنتاج‬
‫االشتراكٌة و بناء الماعدة المادٌة و التكنٌكٌة لالشتراكٌة و توطٌد البناء الفولً االجتماعً االشتراكً الجدٌد (الدولة‬
‫االشتراكٌة)‬

‫ي‪.‬‬
‫ثانيا ا‪ -‬خصائص النظام االقتصادي االشتراك ّ‬

‫دوافع الفعالٌات االلتصادٌة فً النظام االشتراكً‪( :‬إشباع الحاجات العامة وإلغاء حافز الربح)‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ٌسعى األفراد داخل النظام االشتراكً إلى العمل على إزالة كل الفوارق الطبمٌة ( التصادٌة كانت أو اجتماعٌة) التً‬
‫سادت المجتمع الرأسمالً‪ ،‬و ذلن عبر إلغاء نظام حافز الربح‪ ،‬فال ٌصبح الهدف من النشاط االلتصادي هو تحمٌك الربح؛‬
‫والثروة‪ ،‬وبالتالً ٌحل محل‬ ‫ألن الربح عندهم وسٌلة من وسائل سوء االستغالل ٌإدي إلى سوء التوزٌع فً الدخل‬ ‫ا‬
‫الربح كحافز التصادي الشعور المومً والشعور الوطنً‪ ،‬واإلحساس بالمسإولٌة والمشاركة فً إشباع حــاجات المجتمع‪،‬‬
‫و نظٌر عدم وجود ربح ٌموم النظام االشتراكً بتغطٌة حاجات المجتمع مجانًا؛ فالتعلٌم مجانً ورعاٌة الصحة مجانٌة‬
‫‪11‬‬
‫والترفٌه مجانً وهكذا‪.‬‬

‫وٌتلخص الدافع الـروحً فً هذا النظام فً الوصول إلى إشبـاع كل الحاجات المادٌة والفكرٌة العامة لكل األفراد‬
‫بطرٌمة جماعٌة تكفل العدالة والمساواة فً إنتاج وتوزٌع الثروة‪ ،‬وذلن من خالل تعمٌم ملكٌة وسائل اإلنتاج ومنع تملكها‬
‫‪12‬‬
‫الشخصً‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫التنظٌم الحمولً واالجتماعً فً النظام االشتراكً‪:‬‬

‫أما بالنسبة لإلطار المانونً واالجتماعً فً هذا النظام فإنه ٌرتكز على الممومات اآلتٌة‪:‬‬

‫أ‪-‬الملكٌة الجماعٌة (العامة) لوسائل اإلنتاج‪:‬‬

‫ٌموم النظام على مبدأ عام هو إلغاء الملكٌة الفردٌة للموارد االلتصادٌة وأدوات اإلنتاج‪ ،‬حٌث ٌجب أن تملن الدولة‬
‫هذه الموارد و األدوات‪ ،‬فالملكٌة العامة تشمل ملكٌة الدولة لمصادر الثروة الطبٌعٌة و للمشروعات الصناعٌة والتجارٌة‬
‫ولمشروعات النمل و المصارف و للمشروعات الزراعٌة‪.13‬‬

‫وال ٌعنً هذا أن الملكٌة الخاصة محرمة تحرٌما مطلما‪ ،‬بل تبمى منحصرة فً بعض الجوانب‪ ،‬فالملكٌة الخاصة نظام‬
‫طبٌعً بالنسبة ألموال وسلع االستهالن‪ ،‬فاألفراد ٌملكون ما ٌحصلون علٌه من دخول‪ ،‬وٌملكون ما ٌحصلونه من‬
‫مدخرات‪ ،‬ولهم حرٌة التصرف فٌما ٌملكونه‪ ،‬باإلضافة إلى ملكٌة السكن والسٌارة والملبس والمؤكل‪ ،‬فً الحدود التً ال‬
‫تخل بالمبدأ العام‪.‬‬

‫وٌإدي إلغاء الملكٌة الخاصة إلى تمرٌب الفوارق بٌن الطبمات واختفاء طبمة الرأسمالٌٌن ومالن الزراعٌٌن أو‬
‫الصناعٌٌن‪ ،‬وفً هذا النظام ٌتماضى الفرد أجره نظٌر ما ٌمدمه من الجهد‪ ،‬وٌصبح الجهد المبذول فً اإلنتاج هو أساس‬
‫‪14‬‬
‫التفرلة فً مستوى المعٌشة بٌن األفراد‪ ،‬و تختفً بذلن الطبمة التً تحصل على دخل دون أن تساهم فً اإلنتاج بالعمل‪.‬‬

‫وٌمكن التفرٌك بٌن نوعٌن من الملكٌة بالنسبة للنظم االشتراكٌة‪:‬‬

‫النظام الجماعً المنهج (المخطط)‪ :‬بحٌث تلعب الدور األكبر فً الحٌاة االلتصادٌة بواسطة إدارتها العامة اإلنتاج‬
‫والتوزٌع‪ ،‬بطرٌمة إجبارٌة ونهائٌة بٌن األفراد‪ ،‬وتعتبر التجربة االشتراكٌة لالتحاد السوفٌٌتً ألرب نموذج إلى هذا النوع‬
‫من الملكٌة‪.‬‬

‫النظام الجماعً الالمركزي‪ :‬طبمته ٌوغوسالفٌا بعد ‪ ،1591‬بحٌث لامت بإدخال تغٌٌرات جذرٌة على النظام‬
‫السوفٌٌتً بحجة أناه ٌستبدل رأسمالٌة األفراد برأسمالٌة الدولة‪.‬‬

‫فإن اإلدارات العامة المختلفة انفصلت تماما ً عن مركز‬


‫أن ملكٌة وسائل اإلنتاج تعود مبدئٌا ً إلى الدولة ا‬
‫فبالرغم من ا‬
‫التخطٌط‪ ،‬وعادت إلٌها وعلى المائمٌن على إدارتها المبادرة الفردٌة وحرٌة العمل لتلبٌة حاجات السوق‪ ،‬وتكتفً الدولة بؤن‬
‫توجه المطاعات المختلفة عن طرٌك نشر معدالت ونسب لإلنتاج والتسوٌك واالستهالن على المسإولٌن ْ‬
‫أن ٌراعوها‪،‬‬
‫وٌبموا ضمن حدودها‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ب‪-‬التخطيط المركزي لالقتصاد القومي‪:‬‬

‫ٌتم تنظٌم الحٌاة االلتصادٌة وتوزٌع موارد اإلنتاج على المطاعات المختلفة طبما لخطة خاصة تضعها السلطة‬
‫المركزٌة وتلتزم بتنفٌذها كافة الوحدات اإلنتاجٌة (جهاز التخطٌط داخل الدولة)‪ ،‬وٌساعد السلطة المركزٌة فً وضع‬
‫الخطة العامة عدد من اإلدارات تختص ك ال إدارة منها بدراسة مشكلة معٌنة والتراح المرارات المناسبة لحلها‪.‬‬

‫فجهاز التخطٌط ٌؤخذ شكال هرمٌا تمثل لمته هٌئة التخطٌط العلٌا التً تضع الخطة االلتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬وتموم‬
‫بالتنسٌك بٌن هٌئات التخطٌط‪ ،‬وتشمل الخطة العامة جانبً اإلنتاج واالستهالن‪.‬‬

‫وال تستهدف الخطة تحمٌك الربح وإناما تسعى إلى تحمٌك المصلحة العامة‪ ،‬وبذلن تكون اإلنتاجٌة عبارة عن العائد‬
‫االجتماعً‪ ،‬وال تنحصر فً مجرد األرباح النمدٌة‪.‬‬

‫كما إن المحرن لكافة المرارات االلتصادٌة ال ٌرتكز على السوق أو األسعار‪ ،‬بل على أساس الخطة االلتصادٌة‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫وٌرجع غٌاب السوق فً النظام االشتراكً إلى غٌاب الحرٌات على مختلف المستوٌات‬

‫الخاتمة ‪:‬‬

‫عندما ٌسمط أي نظام إلتصادي فالبد نظام إلتصادي آخر ٌحل مكانه أو أن ٌتم إبتكار نظام إلتصادي جدٌد كما هو‬
‫الحال مع الرأسمالً حٌث نشؤ على أنماض النظام اإللطاعً فالعوامل التً أدت إلى انهٌار النظام اإللطاعً هً ذاتها التً‬
‫ساهمت فً إحداث تغٌٌر فً الهٌكل االجتماعً الموجود والمائم وإٌجاد نظام جدٌد هو النظام الرأسمالً‪ .‬وٌعتبر النظام‬
‫الرأسمالً من ألدم األنظمة الوضعٌة‪ ،‬والتً انبثمت منه أغلب النظم االلتصادٌة المعاصرة ‪.‬‬

‫ال نستطٌع أن نمول أن النظام الرأسمالً هو رأسمالً مئة بالمئة و ال نستطٌع أٌضا أن نمول أن النظام اإلشتراكً هو‬
‫إشتراكً مئة بالمئة‪..‬ذلن ألن كال النظامٌن ال ٌستطٌعان اإلعتماد كلٌا على لواعد نظامهم أي أن النظام الرأسمالً ٌحتوي‬
‫ممتلكات خاصة بالدولة و النظام اإلشتراكً ٌحتوي على ممتلكات خاصة‪.‬‬

‫قائمة المراجع‬

‫‪1‬‬ ‫ـ خالذ الحامض‪ ،‬االقتصاد السياسي (منشورات جامعة حلة‪ ،‬سورية ‪)1595‬‬
‫‪2‬‬ ‫مختار عثذ الحكيم طلثة‪ ،‬مقذمة في المشكلة االقتصادیة‪،‬‬
‫الموسوعة العرتية ( النسخة اإللكترونية) ‪3‬‬
‫‪.‬الموسوعة العرتية (النسخة اإللكترونية)‪“ ،‬األنظمة االقتصادية“‪ ،‬مرجع سثق ركره ‪4‬‬
‫عثذ هللا ساقور‪ ،‬مرجع سثق ركره‪ ،‬ص ‪5 49-44‬‬
‫عثذ هللا ساقور‪ ،‬مرجع سثق ركره‪ ،‬ص ‪6 44-49‬‬
‫‪.‬الموسوعة العرتية (النسخة اإللكترونية)‪“ ،‬األنظمة االقتصادية“‪ ،‬مرجع سثق ركره ‪7‬‬
‫‪ "capitalism", Business Dictionary, Retrieved 1-1-2017.‬أ ب ^ ‪8‬‬
‫‪9 Investopedia, Retrieved 1-1-2017. Edited‬‬
‫‪10 mawdoo3.com‬‬

‫‪7‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪.‬أنطوان أيوب‪ ،‬مرجع شثق ركره ‪ ،‬ص ‪95‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪.‬أنطوان أيوب‪ ،‬مرجع شثق ركره ‪ ،‬ص ‪95‬‬
‫مختار طلثة‪ ،‬مرجع شثق ركره ‪ ،‬ص ‪13 44‬‬
‫‪.‬مختار طلثة‪ ،‬مرجع شثق ركره‪ ،‬ص ‪14 46- 44‬‬
‫‪.‬مختار طلثة‪ ،‬مرجع شثق ركره‪ ،‬ص ‪15 ) 67- 49‬‬

‫‪8‬‬

You might also like