Professional Documents
Culture Documents
تعد دراسة األنظمة االلتصادٌة واحدة من اعمد التخصصات فً العلو م االلتصادٌة ،ذلن إنها تعنى بؤهم و أوسع
المواضٌع فً هذا المٌدان؛ وما دراستنا هذه إال جزء ٌسٌر من هذا الموضوع المتشعب .آثرنا فً هذا الفصل الدمج
بٌن المنهج االستمصائً و الممارن ألننا نرى أنهما األنسب فً تمصً حمٌمة النظام االلتصادي وكذا معرفة و تفرٌك
أهم أنواعه .نحاول فً المبحث األول حصر المفهوم العام للنظام االلتصادي فً بضعة تعارٌف علمٌة تتمٌز بشًء
من الدلة ،ثم ندعم تلن التعارٌف بجرد بعض خصائص النظام االلتصادي ،وهو ما ٌعطٌنا رإٌة أوسع وأدق فٌما
ٌخص هذا المتغٌر .ثم نؤخذ كمثال ثالث من أهم األنظمة االلتصادٌة التً عرفتها البشرٌة بطرٌمة ممارنة فٌما تبمى
من مباحث ؛ فنتمصى فً البداٌة عن حمٌمة النظام االلتصادي الرأسمالً فننالش أهم األفكار التً رسمت معالمه ،
وأهم الممٌزات التً جعلت منه نظام ٌستحك الدراسة ،لنطرح بعد ذلن تمٌم أهم المفكرٌن االلتصادٌٌن لهذا النظام .
بطرٌمة مشابهة ننالش النظام االلتصادي االشتراكً موضحٌن أهم الفروق واالختالفات الموجودة بٌنه وبٌن نظٌره
السابك .لنؤتً فً أخر الفصل بنظام ( ٌعد المتمٌز بنظٌرٌه )ونوضح رأٌنا هذا من خالل المنالشة نمصد بكل تؤكٌد
النظام االلتصادي اإلسالمً .نشٌر هنا إلى مراحل دراسة كل نظام ستكون مختلفة عن سابمه نسبٌا على أساس أن
النماط التً ستنالش من طرف النظام الرأسمالً لٌست بالضرورة ستنالش من طرف النظام االلتصادي االشتراكً ؛
والمسائل التً عنٌت بها كل من االشتراكٌة والرأسمالٌة كؤنظمة التصادٌة لٌست بالضرورة التً عنً بها النظام
االلتصادي اإلسالمً ،هذا فً حد ذاته واحد من األسباب التً زادت من أهمٌة الدراسة (تعدد واختال ف األنظمة
االلتصادٌة) .
تعريف 1
مجموعة متجانسة من الهٌاكل االلتصادٌة و المإسساتٌة المانونٌة ،االجتماعٌة والذهنٌة ،منظمة ألجل تحمٌك
بعض األهداف االلتصادٌة (التوازن ،النمو)
1
تعري ف 2
هو عبارة عن مداخلة أو دمج( بٌن نموذج ضبط للنشاط االلتصادي ونموذج ملكٌة لوسائل اإلنتاج ) بحٌث نموذج
الضبط ٌؤتً بهدف ضمان تكٌٌف اإلنتاج مع الحاجات العرض مع الطلب ( من خالل السوق أو المخطط ) .
ونموذج الملكٌة لوسائل اإلنتاج لد ٌكون خاص (المإسسة الحرة والتً تعر ف بالرأسمالٌة ( آو عام ) المإسسة ملن
للدولة وللتجمعات وهو ما ٌعرف باالشتراكٌة ) النظام االلتصادي ٌتمٌز أٌضا بروح ،و تمنٌة ،وهٌئة النشاط
أو الجماعٌة ،التمنٌة حٌث من الممكن أن تكون لبل .الروح و التً تمثل تمرٌبا البحث عن المنفعة الشخصٌة
التصنٌع أثناء التصنٌع أو بعد التصنٌع الهٌئة والتً تنسب إلى طبٌعة الملكٌة .
تعري ف 3
الموارد مختلفة " "Assemblageالنظام االلتصادي هو عبارة عن تجمٌع خصصت من طرف مجموعة من
األفراد ،بهدف إنشاء تبادالت وتعاونٌات فٌما بٌنهم بطرٌمة تمكنهم من تحمٌك االستعمال األفضل والممكن لتلن
الموارد .وفً غالب األحٌان نجد أن بعض األفراد لهم منافع شخصٌة تتنالص ومنافع البعض األخر ،باإلضافة إلى
أنه داخل أي نظام التصادي ،نجد أن نشاطات أي فرد لها نتائج أو تؤثٌرات على نتائج بالً األفراد .
والمٌم والمحرمات ،أي أنماط السلو ن الناتجة التً تإثر مباشرة أو عن طرٌك غٌر مباشرة
2
التصادي محاولة لحل ثالث مشاكل أساسٌة ومترابطة هً:
والجماعات فً المجتمع ؟
الملكٌة لها ،لد تعود ملكٌة وسائل اإلنتاج ألشخاص( ملك ٌِّة خاصة ) أو للدولة أو لألشخاص
نظام صنع المرار ٌ :ح ِدّد من ٌحك له اتخاذ المرارات بشؤن األنشطة االلتصادٌة ٌ .مكن
للوكالء االلتصادٌٌن الذٌن ٌتمتِّعون بسلطة اتخاذ المرارات إبرام عمود ملزمة مع بعضهم البعض.
آلية التنسيك :تحدد كٌفٌة الحصول على المعلومات واستخدامها فً صنع المرار .الشكالن
األكثر انتشار ا للتنسٌك هم ا التصاد التخطٌط المركزي والتصاد السوق ٌ ،مكن أن ٌكون
التخطٌط المركزٌا أو مركزٌا ،ال ٌنفً استخدام أحد آلٌات التنسٌك استخدام اآلخر ،بل غالبا
ٌشجع هذا النظام على المشاركة فً األنشطة اإلنتاجٌة ،من خالل تمدٌم حافز
نظام الحوافز ّ ِ :
بشكل مكافؤة ما ِدٌّة( التعوٌض وتمدٌم منفعة شخصٌة ( أو عبر اإللناع األخاللً) المكانة
3
ِّ
والمنظمون .تشمل الشكل التنظيمي :هنان نوعان أساسٌان من التنظٌم :الجهات الفاعلة
الجهات الفاعلة االلتصادٌة مجموعات العمل وفرق اإلنتاج والشركات المحاصة والمشارٌع
ِّ
المنظمون هم سلطات الدولة والسوق ،لد تكون األخٌرة تابعة لملكٌة خاصة أو المشتركة والكارتالت (العمود) .
عامة .
على ضوء التعارٌف السابمة للنظام االلتصادي ،لام الدارسون بتصنٌف أنواع النظم االلتصادٌة منذ بداٌة التفاعالت
والنشاطات االلتصادٌة وحتى ٌومنا هذا.
بالرغم من اختالف الباحثٌن فً وضع معاٌٌر مشتركة فً تحدٌد وتصنٌف األنظمة االلتصادٌةّ ،إال أنّه ٌمكننا اعتماد
التصنٌف اآلتً لشمولٌته ،فمد عرف اإلنسان منذ المدم ،وطبّك العدٌد من النظم االلتصادٌة المختلفة من حٌث أسلوب
اإلنتاج وتوزٌعه مكانا ً وزماناً ،هذه النظم االلتصادٌة حسب تطورها التارٌخً ٌمكن تصنٌفها
إلى:
تعد المشاعٌة البدائٌة أول نظام التصادي اجتماعً فً التارٌخ ،وكانت وسائل اإلنتاج التً استخدمها اإلنسان بسٌطة
وبدائٌة ،كما كانت مهارات العمل وخبرة األفراد ومعرفتهم للٌلة جدا .1فالحٌاة االلتصادٌة فً هذه المرحلة كانت تربط
اإلنسان مباشرة بالطبٌعة ،بحٌث تركز جهد اإلنسان و إنتاجه فً صٌد الحٌوانات والتطاف الثمار والخٌرات التً تجود بها
األرض ،فلم ٌكن ٌملن آالت ورأس مال لٌحول إنتاجه ، 2بل مجرد أدوات بسٌطة كالعصا أو الحجر لتحصٌل لوته
الٌومً ،و بالتدرٌج بدأ اإلنسان ٌدخل تحـسٌنات عــلى أدوات إنتاجه الحجرٌة و الخشبٌة و العظمٌة لٌحصل بواسطتها
على كمٌات أكبر من المواد الالزمة لتحسٌن معٌشته ،و لد تحمك له ذلن من خالل :
اكتشاف النار الذي سمح له باكتشاف مصادر جدٌدة للغذاء ،وللولاٌة من البرد ،وكذلن لصنع بعض األدوات -
المنزلٌة من الطٌن والخشب.
اكتشاف بعض المعادن -
اكتشاف الموس وأدوات الصٌد -
4
عاللات اإلنتاج :لم ٌكن فً ممدور األفراد مواجهة الطبٌعة إال بتجمٌع جهودهم وتضافرها ،فتجمعوا حٌنها وشكلوا
لبائل وجماعات ،وكان التصاد المبٌلة ٌدور بصورة مشتركة لتؤمٌن حاجاتهم عن طرٌك إلامة عاللات إنتاجٌة لائمة على
الملكٌة االجتماعٌة لوسائل اإلنتاج ،فاضطرارهم للتعاون وتوافر أدوات عمل بسٌطة متاحة من الطبٌعة لم تسمح بتملكها
ألشخاص أو مجموعات معٌنة داخل المبٌلة ،بل كانت مشاعة ومشتركة بٌن أفراد المبٌلة .أما بالنسبة لتوزٌع المنتجات فكان
ٌتم ضمن كمٌات متساوٌة و للٌلة للحفاظ على البماء .3ولم تكن هنان حاجة للنمود واألسواق للمبادلة ،إلى أن تم استخدام
المماٌضة الحمًا.
والمالحظ على النشاط االلتصادي للمجتمعات البدائٌة أنه كان لائما على أساس المساواة ومشاركة الرجل والمرأة فً
العمل معاً ،حٌث ظهر أول تمسٌم اجتماعً للعمل حسب الجنس والعمل ،فتخصص النساء فً تربٌة األطفال وجنً الثمار
وأعمال البٌت ،بٌنما تخصص الرجال فً الصٌد والزرع ،..كما عرفت المجتمعات البدائٌة ظهور حرفٌٌن مختصٌن فً
إنتاج صناعات معٌنة كصناعة التعدٌن والحٌاكة والحدادة وصنع األسلحة إلى جانب لسم آخر ٌختص بالزراعة.
ٌعد نظام الرق Slaveryأو العبودٌة ،الذي ح َّل مح َّل النظام المشاعً البدائً ،أول نظام فً التارٌخ ٌموم على
االستغالل و االنمسام الطبمً اإلنسان ألخٌه اإلنسان .4و هنان عدة عوامل ساهمت فً ظهور هذا النظام االلتصادي،
وأهمها: 5
بصفة عامة :أدى التبدل الحاصل فً بنٌة المجتمع إلى حتمٌة تطور ونـمو لوى اإلنتاج وانحالل العاللات اإلنتاجٌة للمبٌلة
البدائٌة ،فحل العمل الفردي محل العمل الجماعً ،وحلت الملكٌة الفردٌة محل الملكٌة الجماعٌة ،هذا ما أدى بدوره إلى
تغٌر فً منـظومة الحموق والواجبات.
شكلت طبمة العبٌد األساس االلتصادي لعملٌة اإلنتاج والوسٌلة األساسٌة للثروات فً المجتمع العبودي ،فلم تعد -
المجموعة المبلٌة تعمل لسد حاجاتها االلتصادٌة ،بل أصبحت طبمة من المجتمع تعمل من أجل تحمٌك فائض
بالنسبة لطبمة األسٌاد.
عرفت وسائل اإلنتاج تطورا ملحوظا فً هذه المرحلة ،بحٌث اكتشف اإلنسان الكثٌر من اآلالت و الوسائل البناء -
6
و التشٌٌد والزراعة.
تمسٌم العمل على أساس طبمً اجتماعً إلى عمل الجسدي :تخصص له األرلاء لإلنتاج المادي ،فمد اختصوا فً -
األعمال البناء والتشٌٌد … ،فً حٌن كان العمل الذهنً من نصٌب األسٌاد إلى جانب العمل الحرفً الذي
اختص فٌه الحرفٌون
ً ً
تحول تحوال متدرجا إلى تجارة منظمة ،ونشؤت األسواق التًوظهر فً ظل نظام الرق تبادل البضائع الذي ّ -
تجاوزت حدود الدولة الواحدة ،وظهر ما ٌسمى بالتجارة الخارجٌة .ولد ظهرت النمود التً بدأت تحتل مكانة
7
مهمة فً التصادٌات مجتمع الرق
5
ج -النظام االلتصادي اإللطاعي :
تمٌزت أوروبا فً العصور الوسطى بالنظام اإللطاعً المنالض للنظام السابك وللعصر الذي أتى بعده ،فلم ٌتم استخدام مفهوم
اإللطاع إال فً أواخر المرن الثامن عشر ،خالاللثورة الفرنسٌة عام 9871م ،حٌث بدأ الظهور كلمات ومفردات اإللطاع التالٌة
(المن ،المنٌة المؤمور) والعدٌد من المصطلحات المتعلمة باألرض والعاملٌن علٌها والُمالّن فً العصور الوسطى.
أخذت مكانة تلن المفردات اإللطاعٌة فً معاجم التارٌخ ،واستخدمها المإرخون والكتّاب فً ممارنتهم بٌن األفراد والجماعات إبان
العصور الوسطى اإللطاعٌّة.
النظام اإللطاعً ٌموم على الضٌعات أو اإللطاعٌات المروٌة ال ُمحاطة باألسوار ،وبها شوارع وكنٌسة ومبنى ٌكون كبٌرا ً ٌسمى
) ،(Town Hallتضم اإللطاعٌة إضافة للحمول والمزارع ،المراعً والغابات الدائمة.
طبٌعة العاللات والتعامل بٌن السٌد اإللطاعً والفالحٌن التابعٌن له خاضعة للعادات والتمالٌد المعروفة آنذان.
أدت الطرق التً اتبعها السٌد اإللطاعً فً فالحة ورزاعة األرض ،إلى تشتٌت لدرات وجهود الفالحٌن.
كان االلتصاد اإللطاعً ُمغلماً ،ألن اإلنتاج الزراعً كان بدائٌا ً فً إستخدام األدوات.
تمٌز العصر اإللطاعً فً التركٌز فمط على الزراعة وإهمال النشاط والتبادل التجاري ،مما ساهم فً تدهور الصناعات الٌدوٌة.
ارتبط اإللطاع باألخص فً المطاع الزراعً والعبٌد ،فكانت األرض اإللطاعٌة تُمسّم إلى ثالثة ألسام وهً :األراضً الخاصة بالسٌد
اإللطاعً وحده ،التً تُزرع لحسابه ،التً ٌُطلك علٌها (الدومٌن) ،وأراضً الفالحٌن التً ٌرزعونها على حسابهم وتمسٌم مردودها
علٌهم ،بشرط أن ٌدفعوا إلتزامات تكون عٌنٌة أو مالٌة للسٌد اإللطاعً ،واألراضً الجماعٌة غٌر المزروعة ومنها الغابات
والمراعً تكون تحت سٌطرة وملن السٌد اإللطاعً ،وٌُعطً الفالحٌن الحك بزراعتها واستعمالها.
السٌد اإللطاعً أو المالن األساسً لألرض ،الذي ٌنتمً إلى طبمة المحاربٌن أو النبالء.
التابع :الشخص المفروض إلزامٌا ً علٌه العمل والفالحة فً أرض ،وٌكون من طبمة العبٌد.
األرض :هً األرض الممتطعة للتابع من لبل السٌد اإللطاعً ،وذلن لفالحتها والعمل بها وضمان الحٌاة المعٌشٌة.
لام االلتصاد اإللطاعً على الزراعة ،حٌث لم هنان دورا ً مهما ً للصنعة أو التجارة.
6
المطلب الثاني :النظم االلتصادية بعد المرحلة الرأسمالية:
بعد أن استمر النظام االلتصادي اإللطاعً فً فترة العصور الوسطى ،ظهرت جملة من العوامل التً غٌرت طبٌعة البنٌة
االجتماعٌة والسٌاسٌة فً تلن المرحلة ،وم ّهدت لظهور نظام التصادي جدٌد لام على أنماض النظام اإللطاعً ،عرف هذا
النظام بالنظام االلتصادي الرأسمالً.
تُعرف الرأسمالٌّة فً اللغة اإلنجلٌزٌّة بمصطلح) (Capitalism؛ وهً من األنظمة االلتصادٌّة العالمٌّة ،والتً تعتمد
صة لكافة العناصر اإلنتاجٌّة ،مما ٌساهم فً تحمٌك األرباح المالٌّة ،وتُعرف الرأسمالٌّة أٌضا ً بؤنها
على فكرة الملكٌّة الخا ّ
ً الذي ٌتحكم فً كافة مكونات التصاد دولة ما .والذي ٌساهم فً توفٌر أدوات التحكم المناسبة ي والسٌاس ّالنظام االلتصاد ّ
8
فً األسواق التجارٌّة المتنوع
استخدام نظام التصاد السوق ال ُح ّر :حتى تتمكن من تحمٌك األرباح المطلوبة ،باالعتماد على عرض المنتجات بعد تحدٌد
أسعارها ،مع وجود منافسة واضحة بٌن المنشآت التً تتشابه معا ً فً طبٌعة العمل.
متابعة األسواق المالٌّة :وكافة العناصر المرتبطة بها ،والتً تشمل دراسة وتحدٌد األسعار الخاصة باألدوات ،واألوراق
المالٌّة.
التركٌز على توزٌع األرباح على المالكٌن :والمساهمٌن فً لطاعات العمل المختلفة ،والذي ٌساهم فً تحمٌك الهدف
ً للرأسمالٌّة.
الرئٌس ّ
ً على النشاط االلتصادي :عن طرٌك تطبٌك الفُرص المتكافئة بٌن المإسسات ،والشركات فً سوق اإلشراف الحكوم ّ
العمل ،مع ضمان العدالة فً توزٌع اإلنتاج.
7
ب -النظام االلتصاد االشتراكي :
أدى تطبٌك النظام االلتصادي الرأسمالً فً العدٌد من الدول األوربٌة منذ منصف المرن الثامن عشر إلى ظهور
العدٌد من المشاكل التً صاحبت تطبٌك هذا النظام على أرض الوالع ،أوجبت
التفكٌر فً ضرورة تغٌٌر األوضاع وتمدٌم نظام التصادي بدٌل عنه ،لادر على
تجـاوز االخــتالالت التً عرفتها المجتمــعات األوربٌـة على الصــعٌد
االجتماعً وااللــتصادي .ومع بداٌة المرن التاسع عشر ،ظهرت الفكرة
االشتراكٌة ،كرد فعل للدمار واالختالل الذي نتج عن استتباب األمر للرأسمالٌة
الصاعدة.
ٌ .عرف النظام االشتراكً بؤنّه النظام الّذي تعود فٌه ملكٌة الموارد والمصانع واألراضً للدولة ،أي ّ
أن االشتراكٌة
تنالض ما تموم علٌه الرأسمالٌة ،وترتكز على مبدأ الملكٌّة الجماعٌة لمختلف الموارد اإلنتاجٌّة فً المجتمع ،وبنا ًء على
فإن جمٌع مواطنً الدولة ٌعملون تحت إمرتها تحت مسمى المطاع العام ،بٌنما ٌمع على عاتك الدولة تؤمٌن احتٌاجاتهم ذلن ّ
المختلفة من مؤكل ومشرب ومسكن ،وغٌرها من خدمات صحٌّة وتعلٌمٌّة وترفٌهٌّة10.
مرحلة االنتمال من الرأسمالٌة إلى االشتراكٌة تبدأ من استالم البرولٌتارٌا للسلطة تحت لٌادة الحزب الماركسً اللٌنٌنً
و تنتهً بانتصار عاللات اإلنتاج االشتراكٌة و بناء الماعدة المادٌة و التكنٌكٌة لالشتراكٌة و توطٌد البناء الفولً
االجتماعً االشتراكً الجدٌد (الدولة االشتراكٌة)
ي.
ثانيا ا -خصائص النظام االلتصادي االشتراك ّ
دوافع الفعالٌات االلتصادٌة فً النظام االشتراكً( :إشباع الحاجات العامة وإلغاء حافز الربح). -
ٌسعى األفراد داخل النظام االشتراكً إلى العمل على إزالة كل الفوارق الطبمٌة ( التصادٌة كانت أو اجتماعٌة) التً
سادت المجتمع الرأسمالً ،و ذلن عبر إلغاء نظام حافز الربح ،فال ٌصبح الهدف من النشاط االلتصادي هو تحمٌك الربح؛
والثروة ،وبالتالً ٌحل محل ألن الربح عندهم وسٌلة من وسائل سوء االستغالل ٌإدي إلى سوء التوزٌع فً الدخل ّ
الربح كحافز التصادي الشعور المومً والشعور الوطنً ،واإلحساس بالمسإولٌة والمشاركة فً إشباع حــاجات المجتمع،
و نظٌر عدم وجود ربح ٌموم النظام االشتراكً بتغطٌة حاجات المجتمع مجانًا؛ فالتعلٌم مجانً ورعاٌة الصحة مجانٌة
11
والترفٌه مجانً وهكذا.
8
وٌتلخص الدافع الـروحً فً هذا النظام فً الوصول إلى إشبـاع كل الحاجات المادٌة والفكرٌة العامة لكل األفراد
بطرٌمة جماعٌة تكفل العدالة والمساواة فً إنتاج وتوزٌع الثروة ،وذلن من خالل تعمٌم ملكٌة وسائل اإلنتاج ومنع تملكها
12
الشخصً.
أما بالنسبة لإلطار المانونً واالجتماعً فً هذا النظام فإنه ٌرتكز على الممومات اآلتٌة:
ٌموم النظام على مبدأ عام هو إلغاء الملكٌة الفردٌة للموارد االلتصادٌة وأدوات اإلنتاج ،حٌث ٌجب أن تملن الدولة
هذه الموارد و األدوات ،فالملكٌة العامة تشمل ملكٌة الدولة لمصادر الثروة الطبٌعٌة و للمشروعات الصناعٌة والتجارٌة
ولمشروعات النمل و المصارف و للمشروعات الزراعٌة.13
وال ٌعنً هذا أن الملكٌة الخاصة محرمة تحرٌما مطلما ،بل تبمى منحصرة فً بعض الجوانب ،فالملكٌة الخاصة نظام
طبٌعً بالنسبة ألموال وسلع االستهالن ،فاألفراد ٌملكون ما ٌحصلون علٌه من دخول ،وٌملكون ما ٌحصلونه من
مدخرات ،ولهم حرٌة التصرف فٌما ٌملكونه ،باإلضافة إلى ملكٌة السكن والسٌارة والملبس والمؤكل ،فً الحدود التً ال
تخل بالمبدأ العام.
وٌإدي إلغاء الملكٌة الخاصة إلى تمرٌب الفوارق بٌن الطبمات واختفاء طبمة الرأسمالٌٌن ومالن الزراعٌٌن أو
الصناعٌٌن ،وفً هذا النظام ٌتماضى الفرد أجره نظٌر ما ٌمدمه من الجهد ،وٌصبح الجهد المبذول فً اإلنتاج هو أساس
14
التفرلة فً مستوى المعٌشة بٌن األفراد ،و تختفً بذلن الطبمة التً تحصل على دخل دون أن تساهم فً اإلنتاج بالعمل.
النظام الجماعً المنهج (المخطط) :بحٌث تلعب الدور األكبر فً الحٌاة االلتصادٌة بواسطة إدارتها العامة اإلنتاج
والتوزٌع ،بطرٌمة إجبارٌة ونهائٌة بٌن األفراد ،وتعتبر التجربة االشتراكٌة لالتحاد السوفٌٌتً ألرب نموذج إلى هذا النوع
من الملكٌة.
النظام الجماعً الالمركزي :طبمته ٌوغوسالفٌا بعد ،1591بحٌث لامت بإدخال تغٌٌرات جذرٌة على النظام
السوفٌٌتً بحجة أنّه ٌستبدل رأسمالٌة األفراد برأسمالٌة الدولة.
9
ب-التخطيط المركزي لاللتصاد المومي:
ٌتم تنظٌم الحٌاة االلتصادٌة وتوزٌع موارد اإلنتاج على المطاعات المختلفة طبما لخطة خاصة تضعها السلطة
المركزٌة وتلتزم بتنفٌذها كافة الوحدات اإلنتاجٌة (جهاز التخطٌط داخل الدولة) ،وٌساعد السلطة المركزٌة فً وضع
الخطة العامة عدد من اإلدارات تختص ك ّل إدارة منها بدراسة مشكلة معٌنة والتراح المرارات المناسبة لحلها.
فجهاز التخطٌط ٌؤخذ شكال هرمٌا تمثل لمته هٌئة التخطٌط العلٌا التً تضع الخطة االلتصادٌة واالجتماعٌة ،وتموم
بالتنسٌك بٌن هٌئات التخطٌط ،وتشمل الخطة العامة جانبً اإلنتاج واالستهالن.
وال تستهدف الخطة تحمٌك الربح وإنّما تسعى إلى تحمٌك المصلحة العامة ،وبذلن تكون اإلنتاجٌة عبارة عن العائد
االجتماعً ،وال تنحصر فً مجرد األرباح النمدٌة.
كما إن المحرن لكافة المرارات االلتصادٌة ال ٌرتكز على السوق أو األسعار ،بل على أساس الخطة االلتصادٌة.
15
وٌرجع غٌاب السوق فً النظام االشتراكً إلى غٌاب الحرٌات على مختلف المستوٌات
الخاتمة :
عندما ٌسمط أي نظام إلتصادي فالبد نظام إلتصادي آخر ٌحل مكانه أو أن ٌتم إبتكار نظام إلتصادي جدٌد كما هو
الحال مع الرأسمالً حٌث نشؤ على أنماض النظام اإللطاعً فالعوامل التً أدت إلى انهٌار النظام اإللطاعً هً ذاتها التً
ساهمت فً إحداث تغٌٌر فً الهٌكل االجتماعً الموجود والمائم وإٌجاد نظام جدٌد هو النظام الرأسمالً .وٌعتبر النظام
الرأسمالً من ألدم األنظمة الوضعٌة ،والتً انبثمت منه أغلب النظم االلتصادٌة المعاصرة .
ال نستطٌع أن نمول أن النظام الرأسمالً هو رأسمالً مئة بالمئة و ال نستطٌع أٌضا أن نمول أن النظام اإلشتراكً هو
إشتراكً مئة بالمئة..ذلن ألن كال النظامٌن ال ٌستطٌعان اإلعتماد كلٌا على لواعد نظامهم أي أن النظام الرأسمالً ٌحتوي
ممتلكات خاصة بالدولة و النظام اإلشتراكً ٌحتوي على ممتلكات خاصة.
10
لائمة المراجع
11