You are on page 1of 11

‫‪ ‬ممدمة‬

‫تعد دراسة األنظمة االلتصادٌة واحدة من اعمد التخصصات فً العلو م االلتصادٌة‪ ،‬ذلن إنها تعنى بؤهم و أوسع‬

‫المواضٌع فً هذا المٌدان؛ وما دراستنا هذه إال جزء ٌسٌر من هذا الموضوع المتشعب‪ .‬آثرنا فً هذا الفصل الدمج‬

‫بٌن المنهج االستمصائً و الممارن ألننا نرى أنهما األنسب فً تمصً حمٌمة النظام االلتصادي وكذا معرفة و تفرٌك‬

‫أهم أنواعه‪ .‬نحاول فً المبحث األول حصر المفهوم العام للنظام االلتصادي فً بضعة تعارٌف علمٌة تتمٌز بشًء‬

‫من الدلة‪ ،‬ثم ندعم تلن التعارٌف بجرد بعض خصائص النظام االلتصادي‪ ،‬وهو ما ٌعطٌنا رإٌة أوسع وأدق فٌما‬

‫ٌخص هذا المتغٌر‪ .‬ثم نؤخذ كمثال ثالث من أهم األنظمة االلتصادٌة التً عرفتها البشرٌة بطرٌمة ممارنة فٌما تبمى‬

‫من مباحث ؛ فنتمصى فً البداٌة عن حمٌمة النظام االلتصادي الرأسمالً فننالش أهم األفكار التً رسمت معالمه ‪،‬‬

‫وأهم الممٌزات التً جعلت منه نظام ٌستحك الدراسة ‪ ،‬لنطرح بعد ذلن تمٌم أهم المفكرٌن االلتصادٌٌن لهذا النظام ‪.‬‬

‫بطرٌمة مشابهة ننالش النظام االلتصادي االشتراكً موضحٌن أهم الفروق واالختالفات الموجودة بٌنه وبٌن نظٌره‬

‫السابك ‪ .‬لنؤتً فً أخر الفصل بنظام ( ٌعد المتمٌز بنظٌرٌه )ونوضح رأٌنا هذا من خالل المنالشة نمصد بكل تؤكٌد‬

‫النظام االلتصادي اإلسالمً‪ .‬نشٌر هنا إلى مراحل دراسة كل نظام ستكون مختلفة عن سابمه نسبٌا على أساس أن‬

‫النماط التً ستنالش من طرف النظام الرأسمالً لٌست بالضرورة ستنالش من طرف النظام االلتصادي االشتراكً ؛‬

‫والمسائل التً عنٌت بها كل من االشتراكٌة والرأسمالٌة كؤنظمة التصادٌة لٌست بالضرورة التً عنً بها النظام‬

‫االلتصادي اإلسالمً ‪ ،‬هذا فً حد ذاته واحد من األسباب التً زادت من أهمٌة الدراسة (تعدد واختال ف األنظمة‬

‫االلتصادٌة) ‪.‬‬

‫المبحث األول‪:‬النظام االلتصادي‬

‫المطلب االول‪ :‬تعرٌف النظام االلتصادي‬

‫تعريف ‪1‬‬
‫مجموعة متجانسة من الهٌاكل االلتصادٌة و المإسساتٌة المانونٌة ‪ ،‬االجتماعٌة والذهنٌة ‪ ،‬منظمة ألجل تحمٌك‬
‫بعض األهداف االلتصادٌة (التوازن‪ ،‬النمو)‬

‫‪1‬‬
‫تعري ف ‪2‬‬
‫هو عبارة عن مداخلة أو دمج( بٌن نموذج ضبط للنشاط االلتصادي ونموذج ملكٌة لوسائل اإلنتاج ) بحٌث نموذج‬
‫الضبط ٌؤتً بهدف ضمان تكٌٌف اإلنتاج مع الحاجات العرض مع الطلب ( من خالل السوق أو المخطط ) ‪.‬‬
‫ونموذج الملكٌة لوسائل اإلنتاج لد ٌكون خاص (المإسسة الحرة والتً تعر ف بالرأسمالٌة ( آو عام ) المإسسة ملن‬
‫للدولة وللتجمعات وهو ما ٌعرف باالشتراكٌة ) النظام االلتصادي ٌتمٌز أٌضا بروح ‪ ،‬و تمنٌة ‪ ،‬وهٌئة النشاط‬
‫أو الجماعٌة ‪ ،‬التمنٌة حٌث من الممكن أن تكون لبل‬ ‫‪.‬الروح و التً تمثل تمرٌبا البحث عن المنفعة الشخصٌة‬
‫التصنٌع أثناء التصنٌع أو بعد التصنٌع الهٌئة والتً تنسب إلى طبٌعة الملكٌة ‪.‬‬

‫تعري ف ‪3‬‬
‫الموارد مختلفة "‪ "Assemblage‬النظام االلتصادي هو عبارة عن تجمٌع خصصت من طرف مجموعة من‬
‫األفراد ‪ ،‬بهدف إنشاء تبادالت وتعاونٌات فٌما بٌنهم بطرٌمة تمكنهم من تحمٌك االستعمال األفضل والممكن لتلن‬
‫الموارد‪ .‬وفً غالب األحٌان نجد أن بعض األفراد لهم منافع شخصٌة تتنالص ومنافع البعض األخر‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫أنه داخل أي نظام التصادي ‪ ،‬نجد أن نشاطات أي فرد لها نتائج أو تؤثٌرات على نتائج بالً األفراد ‪.‬‬

‫تعري ف ‪( : ASSAR. LINDBECK: 4‬آسار لٌندبان ) التصادي سوٌدي‬


‫إن النظام االلتصادي عبارة عن مجموعة من آلٌات و مإسسات لصنع المرار وتنفٌذ المرارات المتعلمة باإلنتاج‬
‫والدخل واالستهال ن فً نطاق منطمة جغرافٌة معٌنة‪.‬‬

‫(فرٌدري ن براٌر( ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫النظام االلتصادي ٌشمل جمٌع المإسسات ‪ ،‬والمنظمات‪ ،‬والموانٌن والمعتمدات‬

‫والمٌم والمحرمات ‪ ،‬أي أنماط السلو ن الناتجة التً تإثر مباشرة أو عن طرٌك غٌر مباشرة‬

‫على السلو ن االلتصادي والنتائج ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مكونات النظام االلتصادي‬


‫هنان مكونات متعددة للنظام االلتصادي ‪ .‬تُح ِدّد هٌاكل صنع المرار فً االلتصاد استخدام ال ُمدخَالت االلتصادٌة‬
‫(عوامل اإلنتاج) ‪ ،‬وتوزٌع الناتج ‪ ،‬ومستوى المركزٌة فً صنع المرار‪ ،‬و من ٌتخذ هذه المرارات ‪ .‬لد تُنفَّذ المرارات‬
‫من لبل المجالس الصناعٌة ‪ ،‬أو وكالة حكومٌة‪ ،‬أو مالكً ِ ّ‬
‫المطاع الخاص ‪ .‬النظام االلتصادي هو نظام لإلنتاج‬
‫وتخصٌص الموارد وتبادل وتوزٌع السلع والخدمات فً مجتمع ما أو فً منطمة جغرافٌة معٌنة‪ٌ .‬مثِّل كل نظام‬

‫‪2‬‬
‫التصادي محاولة لحل ثالث مشاكل أساسٌة ومترابطة هً‪:‬‬

‫‪ -‬ما هً السلع والخدمات التً ٌجب إنتاجها ؟ وبؤي كمٌات ؟‬

‫‪ -‬كٌف ٌجب أن تُنت َج السلع و الخدمات ؟ من لبل ومع أي الموارد والتمنٌات ؟‬

‫‪ -‬لمن ستُنت َج السلع والخدمات ؟‬

‫‪ -‬أي من سٌتمتِّع بمزاٌا السلع والخدمات وكٌف َّ‬


‫ٌوزع إجمالً المنتجات على األفراد‬

‫والجماعات فً المجتمع ؟‬

‫يمتلن النظام االلتصادي المؤسسات التالية ‪:‬‬


‫طرق التحكم في عوامل أو وسائل اإلنتاج ‪ :‬لد ٌشمل ذلن ملكٌة وسائل اإلنتاج أو حموق‬

‫الملكٌة لها ‪ ،‬لد تعود ملكٌة وسائل اإلنتاج ألشخاص( ملك ٌِّة خاصة ) أو للدولة أو لألشخاص‬

‫الذٌن ٌستخدمونها و أحٌانا تكون الملكٌة مشتركة بٌن أكثر من جهة‪.‬‬

‫نظام صنع المرار ‪ٌ :‬ح ِدّد من ٌحك له اتخاذ المرارات بشؤن األنشطة االلتصادٌة ‪ٌ .‬مكن‬

‫للوكالء االلتصادٌٌن الذٌن ٌتمتِّعون بسلطة اتخاذ المرارات إبرام عمود ملزمة مع بعضهم البعض‪.‬‬

‫آلية التنسيك ‪ :‬تحدد كٌفٌة الحصول على المعلومات واستخدامها فً صنع المرار ‪ .‬الشكالن‬

‫األكثر انتشار ا للتنسٌك هم ا التصاد التخطٌط المركزي والتصاد السوق ‪ٌ ،‬مكن أن ٌكون‬

‫التخطٌط المركزٌا أو مركزٌا ‪ ،‬ال ٌنفً استخدام أحد آلٌات التنسٌك استخدام اآلخر ‪ ،‬بل غالبا‬

‫ما نجدهما معا ‪.‬‬

‫ٌشجع هذا النظام على المشاركة فً األنشطة اإلنتاجٌة ‪ ،‬من خالل تمدٌم حافز‬
‫نظام الحوافز ‪ّ ِ :‬‬

‫بشكل مكافؤة ما ِدٌّة( التعوٌض وتمدٌم منفعة شخصٌة ( أو عبر اإللناع األخاللً) المكانة‬

‫التخصص وتمسٌم أعباء العمل‪.‬‬


‫ِّ‬ ‫ٌشجع نظام الحوافز‬
‫االجتماعٌة وعملٌة صنع المرار الدٌمولراط ٌِّة ) ‪ ،‬ولد ِ ّ‬

‫‪3‬‬
‫ِّ‬
‫والمنظمون‪ .‬تشمل‬ ‫الشكل التنظيمي ‪ :‬هنان نوعان أساسٌان من التنظٌم‪ :‬الجهات الفاعلة‬

‫الجهات الفاعلة االلتصادٌة مجموعات العمل وفرق اإلنتاج والشركات المحاصة والمشارٌع‬

‫ِّ‬
‫المنظمون هم سلطات الدولة والسوق ‪ ،‬لد تكون األخٌرة تابعة لملكٌة خاصة أو‬ ‫المشتركة والكارتالت (العمود) ‪.‬‬
‫عامة ‪.‬‬

‫صص عائدات النشاط اإلنتاجً ‪ .‬آلٌة اختٌار عامة ل َ‬


‫سن الموانٌن و وضع المواعد والمعاٌٌر‬ ‫نظام التوزيع‪ٌ :‬خ ِ‬
‫وفرض الضرائب ‪ :‬عادة ما تكون مسإولٌة الدولة ‪ ،‬لكن هنان وسائل أخرى لصنع المرار الجماعً ‪ ،‬مثل غرف‬
‫التجارة أو مجالس العمال ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ -‬تطور النظم االلتصادية‪:‬‬

‫على ضوء التعارٌف السابمة للنظام االلتصادي‪ ،‬لام الدارسون بتصنٌف أنواع النظم االلتصادٌة منذ بداٌة التفاعالت‬
‫والنشاطات االلتصادٌة وحتى ٌومنا هذا‪.‬‬

‫بالرغم من اختالف الباحثٌن فً وضع معاٌٌر مشتركة فً تحدٌد وتصنٌف األنظمة االلتصادٌة‪ّ ،‬إال أنّه ٌمكننا اعتماد‬
‫التصنٌف اآلتً لشمولٌته‪ ،‬فمد عرف اإلنسان منذ المدم‪ ،‬وطبّك العدٌد من النظم االلتصادٌة المختلفة من حٌث أسلوب‬
‫اإلنتاج وتوزٌعه مكانا ً وزماناً‪ ،‬هذه النظم االلتصادٌة حسب تطورها التارٌخً ٌمكن تصنٌفها‬
‫إلى‪:‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬النظم االلتصادية لبل المرحلة الرأسمالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬النظام االلتصادي البدائي ‪:‬‬

‫تعد المشاعٌة البدائٌة أول نظام التصادي اجتماعً فً التارٌخ‪ ،‬وكانت وسائل اإلنتاج التً استخدمها اإلنسان بسٌطة‬
‫وبدائٌة‪ ،‬كما كانت مهارات العمل وخبرة األفراد ومعرفتهم للٌلة جدا‪ .1‬فالحٌاة االلتصادٌة فً هذه المرحلة كانت تربط‬
‫اإلنسان مباشرة بالطبٌعة‪ ،‬بحٌث تركز جهد اإلنسان و إنتاجه فً صٌد الحٌوانات والتطاف الثمار والخٌرات التً تجود بها‬
‫األرض‪ ،‬فلم ٌكن ٌملن آالت ورأس مال لٌحول إنتاجه‪ ، 2‬بل مجرد أدوات بسٌطة كالعصا أو الحجر لتحصٌل لوته‬
‫الٌومً ‪ ،‬و بالتدرٌج بدأ اإلنسان ٌدخل تحـسٌنات عــلى أدوات إنتاجه الحجرٌة و الخشبٌة و العظمٌة لٌحصل بواسطتها‬
‫على كمٌات أكبر من المواد الالزمة لتحسٌن معٌشته‪ ،‬و لد تحمك له ذلن من خالل ‪:‬‬

‫اكتشاف النار الذي سمح له باكتشاف مصادر جدٌدة للغذاء‪ ،‬وللولاٌة من البرد‪ ،‬وكذلن لصنع بعض األدوات‬ ‫‪-‬‬
‫المنزلٌة من الطٌن والخشب‪.‬‬
‫اكتشاف بعض المعادن‬ ‫‪-‬‬
‫اكتشاف الموس وأدوات الصٌد‬ ‫‪-‬‬

‫‪4‬‬
‫عاللات اإلنتاج ‪ :‬لم ٌكن فً ممدور األفراد مواجهة الطبٌعة إال بتجمٌع جهودهم وتضافرها‪ ،‬فتجمعوا حٌنها وشكلوا‬
‫لبائل وجماعات‪ ،‬وكان التصاد المبٌلة ٌدور بصورة مشتركة لتؤمٌن حاجاتهم عن طرٌك إلامة عاللات إنتاجٌة لائمة على‬
‫الملكٌة االجتماعٌة لوسائل اإلنتاج‪ ،‬فاضطرارهم للتعاون وتوافر أدوات عمل بسٌطة متاحة من الطبٌعة لم تسمح بتملكها‬
‫ألشخاص أو مجموعات معٌنة داخل المبٌلة‪ ،‬بل كانت مشاعة ومشتركة بٌن أفراد المبٌلة‪ .‬أما بالنسبة لتوزٌع المنتجات فكان‬
‫ٌتم ضمن كمٌات متساوٌة و للٌلة للحفاظ على البماء‪ .3‬ولم تكن هنان حاجة للنمود واألسواق للمبادلة‪ ،‬إلى أن تم استخدام‬
‫المماٌضة الحمًا‪.‬‬

‫والمالحظ على النشاط االلتصادي للمجتمعات البدائٌة أنه كان لائما على أساس المساواة ومشاركة الرجل والمرأة فً‬
‫العمل معاً‪ ،‬حٌث ظهر أول تمسٌم اجتماعً للعمل حسب الجنس والعمل‪ ،‬فتخصص النساء فً تربٌة األطفال وجنً الثمار‬
‫وأعمال البٌت‪ ،‬بٌنما تخصص الرجال فً الصٌد والزرع‪ ،..‬كما عرفت المجتمعات البدائٌة ظهور حرفٌٌن مختصٌن فً‬
‫إنتاج صناعات معٌنة كصناعة التعدٌن والحٌاكة والحدادة وصنع األسلحة إلى جانب لسم آخر ٌختص بالزراعة‪.‬‬

‫ب‪ -‬النظام االلتصادي العبودي‪:‬‬

‫ٌعد نظام الرق ‪ Slavery‬أو العبودٌة‪ ،‬الذي ح َّل مح َّل النظام المشاعً البدائً‪ ،‬أول نظام فً التارٌخ ٌموم على‬
‫االستغالل و االنمسام الطبمً اإلنسان ألخٌه اإلنسان‪ .4‬و هنان عدة عوامل ساهمت فً ظهور هذا النظام االلتصادي‪،‬‬
‫وأهمها‪: 5‬‬

‫التمسٌم االجتماعً المستمر للعمل‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫ظهور إمكانٌة العمل الفردي نتٌجة تطور وسائل وإنتاجٌة العمل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ظهور الملكٌة الفردٌة وما ترتب عنها من عاللات التصادٌة جدٌدة أخلت بنظام التوزٌع المتساوي لمنتوجات‬ ‫‪-‬‬
‫العمل‪.‬‬

‫بصفة عامة ‪ :‬أدى التبدل الحاصل فً بنٌة المجتمع إلى حتمٌة تطور ونـمو لوى اإلنتاج وانحالل العاللات اإلنتاجٌة للمبٌلة‬
‫البدائٌة‪ ،‬فحل العمل الفردي محل العمل الجماعً‪ ،‬وحلت الملكٌة الفردٌة محل الملكٌة الجماعٌة‪ ،‬هذا ما أدى بدوره إلى‬
‫تغٌر فً منـظومة الحموق والواجبات‪.‬‬

‫ٌمكن إجمال خصائص النشاط االلتصادي فً ظل المجتمع العبودي فً النماط اآلتٌة‪:‬‬

‫شكلت طبمة العبٌد األساس االلتصادي لعملٌة اإلنتاج والوسٌلة األساسٌة للثروات فً المجتمع العبودي‪ ،‬فلم تعد‬ ‫‪-‬‬
‫المجموعة المبلٌة تعمل لسد حاجاتها االلتصادٌة‪ ،‬بل أصبحت طبمة من المجتمع تعمل من أجل تحمٌك فائض‬
‫بالنسبة لطبمة األسٌاد‪.‬‬
‫عرفت وسائل اإلنتاج تطورا ملحوظا فً هذه المرحلة‪ ،‬بحٌث اكتشف اإلنسان الكثٌر من اآلالت و الوسائل البناء‬ ‫‪-‬‬
‫‪6‬‬
‫و التشٌٌد والزراعة‪.‬‬
‫تمسٌم العمل على أساس طبمً اجتماعً إلى عمل الجسدي‪ :‬تخصص له األرلاء لإلنتاج المادي‪ ،‬فمد اختصوا فً‬ ‫‪-‬‬
‫األعمال البناء والتشٌٌد …‪ ،‬فً حٌن كان العمل الذهنً من نصٌب األسٌاد إلى جانب العمل الحرفً الذي‬
‫اختص فٌه الحرفٌون‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تحول تحوال متدرجا إلى تجارة منظمة‪ ،‬ونشؤت األسواق التً‬‫وظهر فً ظل نظام الرق تبادل البضائع الذي ّ‬ ‫‪-‬‬
‫تجاوزت حدود الدولة الواحدة‪ ،‬وظهر ما ٌسمى بالتجارة الخارجٌة‪ .‬ولد ظهرت النمود التً بدأت تحتل مكانة‬
‫‪7‬‬
‫مهمة فً التصادٌات مجتمع الرق‬

‫‪5‬‬
‫ج‪ -‬النظام االلتصادي اإللطاعي ‪:‬‬

‫ي وزراعً انتشر فً فترة‬


‫ً والتصاد ّ‬
‫ً واجتماع ّ‬
‫ً هو نظام سٌاس ّ‬
‫النظام اإللطاع ّ‬
‫العصور الوسطى‪ ،‬وظهر تحدٌدا ً فً لارة أوروبا‪ .‬وهو لائم على حٌازة األرض‪ ،‬وتنظٌم‬
‫العاللة بٌن السٌّد اإللطاعً والتابع‪ ..‬فهذا النظام ٌعتمد على أن أهم وسٌلة لإلنتاج هً‬
‫األرض بحٌث تكون تلن األرض مملوكة لشخص واحد ٌستخدم العمال لتعمٌر وتطوٌر‬
‫أرضه‪ ،‬وسمً إلطاعٌا ألنه تمطع له مساحات شاسعة من األراضً والمرى‪.‬‬

‫خصائص النظام اإللطاعي‬

‫تمٌزت أوروبا فً العصور الوسطى بالنظام اإللطاعً المنالض للنظام السابك وللعصر الذي أتى بعده‪ ،‬فلم ٌتم استخدام مفهوم‬
‫اإللطاع إال فً أواخر المرن الثامن عشر‪ ،‬خالاللثورة الفرنسٌة عام ‪9871‬م‪ ،‬حٌث بدأ الظهور كلمات ومفردات اإللطاع التالٌة‬
‫(المن‪ ،‬المنٌة المؤمور) والعدٌد من المصطلحات المتعلمة باألرض والعاملٌن علٌها والُمالّن فً العصور الوسطى‪.‬‬

‫أخذت مكانة تلن المفردات اإللطاعٌة فً معاجم التارٌخ‪ ،‬واستخدمها المإرخون والكتّاب فً ممارنتهم بٌن األفراد والجماعات إبان‬
‫العصور الوسطى اإللطاعٌّة‪.‬‬

‫النظام اإللطاعً ٌموم على الضٌعات أو اإللطاعٌات المروٌة ال ُمحاطة باألسوار‪ ،‬وبها شوارع وكنٌسة ومبنى ٌكون كبٌرا ً ٌسمى‬
‫)‪ ،(Town Hall‬تضم اإللطاعٌة إضافة للحمول والمزارع‪ ،‬المراعً والغابات الدائمة‪.‬‬

‫تُمسّم األراضً اإللطاعٌة الى عشرة فدانات من المطع الكبٌرة‪.‬‬

‫طبٌعة العاللات والتعامل بٌن السٌد اإللطاعً والفالحٌن التابعٌن له خاضعة للعادات والتمالٌد المعروفة آنذان‪.‬‬

‫أدت الطرق التً اتبعها السٌد اإللطاعً فً فالحة ورزاعة األرض‪ ،‬إلى تشتٌت لدرات وجهود الفالحٌن‪.‬‬

‫كان االلتصاد اإللطاعً ُمغلماً‪ ،‬ألن اإلنتاج الزراعً كان بدائٌا ً فً إستخدام األدوات‪.‬‬

‫تمٌز العصر اإللطاعً فً التركٌز فمط على الزراعة وإهمال النشاط والتبادل التجاري‪ ،‬مما ساهم فً تدهور الصناعات الٌدوٌة‪.‬‬

‫ارتبط اإللطاع باألخص فً المطاع الزراعً والعبٌد‪ ،‬فكانت األرض اإللطاعٌة تُمسّم إلى ثالثة ألسام وهً‪ :‬األراضً الخاصة بالسٌد‬
‫اإللطاعً وحده‪ ،‬التً تُزرع لحسابه‪ ،‬التً ٌُطلك علٌها (الدومٌن)‪ ،‬وأراضً الفالحٌن التً ٌرزعونها على حسابهم وتمسٌم مردودها‬
‫علٌهم‪ ،‬بشرط أن ٌدفعوا إلتزامات تكون عٌنٌة أو مالٌة للسٌد اإللطاعً‪ ،‬واألراضً الجماعٌة غٌر المزروعة ومنها الغابات‬
‫والمراعً تكون تحت سٌطرة وملن السٌد اإللطاعً‪ ،‬وٌُعطً الفالحٌن الحك بزراعتها واستعمالها‪.‬‬

‫ٌتؤلف النظام اإللطاعً من ‪:‬‬

‫السٌد اإللطاعً أو المالن األساسً لألرض‪ ،‬الذي ٌنتمً إلى طبمة المحاربٌن أو النبالء‪.‬‬

‫التابع‪ :‬الشخص المفروض إلزامٌا ً علٌه العمل والفالحة فً أرض‪ ،‬وٌكون من طبمة العبٌد‪.‬‬

‫األرض‪ :‬هً األرض الممتطعة للتابع من لبل السٌد اإللطاعً‪ ،‬وذلن لفالحتها والعمل بها وضمان الحٌاة المعٌشٌة‪.‬‬

‫لام االلتصاد اإللطاعً على الزراعة‪ ،‬حٌث لم هنان دورا ً مهما ً للصنعة أو التجارة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬النظم االلتصادية بعد المرحلة الرأسمالية‪:‬‬

‫أ‪-‬النظام االلتصادي الرأسمالي‬

‫بعد أن استمر النظام االلتصادي اإللطاعً فً فترة العصور الوسطى‪ ،‬ظهرت جملة من العوامل التً غٌرت طبٌعة البنٌة‬
‫االجتماعٌة والسٌاسٌة فً تلن المرحلة‪ ،‬وم ّهدت لظهور نظام التصادي جدٌد لام على أنماض النظام اإللطاعً‪ ،‬عرف هذا‬
‫النظام بالنظام االلتصادي الرأسمالً‪.‬‬

‫أوال ا‪-‬تعريف نظام االلتصاد الرأسمالي‪:‬‬

‫تُعرف الرأسمالٌّة فً اللغة اإلنجلٌزٌّة بمصطلح)‪ (Capitalism‬؛ وهً من األنظمة االلتصادٌّة العالمٌّة‪ ،‬والتً تعتمد‬
‫صة لكافة العناصر اإلنتاجٌّة‪ ،‬مما ٌساهم فً تحمٌك األرباح المالٌّة‪ ،‬وتُعرف الرأسمالٌّة أٌضا ً بؤنها‬
‫على فكرة الملكٌّة الخا ّ‬
‫ً الذي ٌتحكم فً كافة مكونات التصاد دولة ما‪ .‬والذي ٌساهم فً توفٌر أدوات التحكم المناسبة‬ ‫ي والسٌاس ّ‬‫النظام االلتصاد ّ‬
‫‪8‬‬
‫فً األسواق التجارٌّة المتنوع‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص النظام الرأسمالي‪.‬‬

‫تتمٌز الرأسمالٌّة بمجموعة من الخصائص‪ ،‬وهً‪:‬‬

‫استخدام نظام التصاد السوق ال ُح ّر‪ :‬حتى تتمكن من تحمٌك األرباح المطلوبة‪ ،‬باالعتماد على عرض المنتجات بعد تحدٌد‬
‫أسعارها‪ ،‬مع وجود منافسة واضحة بٌن المنشآت التً تتشابه معا ً فً طبٌعة العمل‪.‬‬

‫صة فً العرض‪ ،‬والطلب والمرتبطة‬


‫ق مناسبة‪ :‬من خالل االعتماد على تطبٌك الموانٌن الخا ّ‬ ‫االهتمام بتوزٌع األسعار ب ُ‬
‫طر ٍ‬
‫ي‪.‬‬
‫بالسلع‪ ،‬والخدمات التً ٌت ُّم بٌعها فً السوق التجار ّ‬

‫متابعة األسواق المالٌّة‪ :‬وكافة العناصر المرتبطة بها‪ ،‬والتً تشمل دراسة وتحدٌد األسعار الخاصة باألدوات‪ ،‬واألوراق‬
‫المالٌّة‪.‬‬

‫التركٌز على توزٌع األرباح على المالكٌن‪ :‬والمساهمٌن فً لطاعات العمل المختلفة‪ ،‬والذي ٌساهم فً تحمٌك الهدف‬
‫ً للرأسمالٌّة‪.‬‬
‫الرئٌس ّ‬
‫ً على النشاط االلتصادي‪ :‬عن طرٌك تطبٌك الفُرص المتكافئة بٌن المإسسات‪ ،‬والشركات فً سوق‬ ‫اإلشراف الحكوم ّ‬
‫العمل‪ ،‬مع ضمان العدالة فً توزٌع اإلنتاج‪.‬‬

‫يتميّز نظام الرأسماليّة ب ‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫انخفاض معدّل الضرائب ممارنةً مع األنظمة االلتصادٌّة األخرى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توفٌر البٌئة المناسبة للمستثمرٌن العالمٌٌن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫السماح لألشخاص الناجحٌن بجمع الثروة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحفٌز األشخاص على بذل طالة أكبر للعمل‪ .‬تمدٌر أداء األفراد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ً‪.‬‬‫التطور التكنولوج ّ‬
‫ّ‬ ‫دعم وتحفٌز‬ ‫‪-‬‬
‫ً‪.‬‬
‫المساهمة فً رفع معدّل الدخل الموم ّ‬ ‫‪-‬‬
‫توفٌر مساحة حرٌّة كبٌرة فً االستثمار‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫خفض معدّل األسعار على المستهلن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪9‬‬
‫ارتفاع جودة المنتجات الممدّمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪7‬‬
‫ب‪ -‬النظام االلتصاد االشتراكي ‪:‬‬

‫أدى تطبٌك النظام االلتصادي الرأسمالً فً العدٌد من الدول األوربٌة منذ منصف المرن الثامن عشر إلى ظهور‬
‫العدٌد من المشاكل التً صاحبت تطبٌك هذا النظام على أرض الوالع‪ ،‬أوجبت‬
‫التفكٌر فً ضرورة تغٌٌر األوضاع وتمدٌم نظام التصادي بدٌل عنه‪ ،‬لادر على‬
‫تجـاوز االخــتالالت التً عرفتها المجتمــعات األوربٌـة على الصــعٌد‬
‫االجتماعً وااللــتصادي‪ .‬ومع بداٌة المرن التاسع عشر‪ ،‬ظهرت الفكرة‬
‫االشتراكٌة‪ ،‬كرد فعل للدمار واالختالل الذي نتج عن استتباب األمر للرأسمالٌة‬
‫الصاعدة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم النظام االلتصادي االشتراكي و خصائصه ‪:‬‬

‫أ‪-‬تعريف النظام االلتصادي االشتراكي‪:‬‬

‫‪ٌ .‬عرف النظام االشتراكً بؤنّه النظام الّذي تعود فٌه ملكٌة الموارد والمصانع واألراضً للدولة‪ ،‬أي ّ‬
‫أن االشتراكٌة‬
‫تنالض ما تموم علٌه الرأسمالٌة‪ ،‬وترتكز على مبدأ الملكٌّة الجماعٌة لمختلف الموارد اإلنتاجٌّة فً المجتمع‪ ،‬وبنا ًء على‬
‫فإن جمٌع مواطنً الدولة ٌعملون تحت إمرتها تحت مسمى المطاع العام‪ ،‬بٌنما ٌمع على عاتك الدولة تؤمٌن احتٌاجاتهم‬ ‫ذلن ّ‬
‫المختلفة من مؤكل ومشرب ومسكن‪ ،‬وغٌرها من خدمات صحٌّة وتعلٌمٌّة وترفٌهٌّة‪10.‬‬

‫مرحلة االنتمال من الرأسمالٌة إلى االشتراكٌة تبدأ من استالم البرولٌتارٌا للسلطة تحت لٌادة الحزب الماركسً اللٌنٌنً‬
‫و تنتهً بانتصار عاللات اإلنتاج االشتراكٌة و بناء الماعدة المادٌة و التكنٌكٌة لالشتراكٌة و توطٌد البناء الفولً‬
‫االجتماعً االشتراكً الجدٌد (الدولة االشتراكٌة)‬

‫ي‪.‬‬
‫ثانيا ا‪ -‬خصائص النظام االلتصادي االشتراك ّ‬

‫دوافع الفعالٌات االلتصادٌة فً النظام االشتراكً‪( :‬إشباع الحاجات العامة وإلغاء حافز الربح)‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ٌسعى األفراد داخل النظام االشتراكً إلى العمل على إزالة كل الفوارق الطبمٌة ( التصادٌة كانت أو اجتماعٌة) التً‬
‫سادت المجتمع الرأسمالً‪ ،‬و ذلن عبر إلغاء نظام حافز الربح‪ ،‬فال ٌصبح الهدف من النشاط االلتصادي هو تحمٌك الربح؛‬
‫والثروة‪ ،‬وبالتالً ٌحل محل‬ ‫ألن الربح عندهم وسٌلة من وسائل سوء االستغالل ٌإدي إلى سوء التوزٌع فً الدخل‬ ‫ّ‬
‫الربح كحافز التصادي الشعور المومً والشعور الوطنً‪ ،‬واإلحساس بالمسإولٌة والمشاركة فً إشباع حــاجات المجتمع‪،‬‬
‫و نظٌر عدم وجود ربح ٌموم النظام االشتراكً بتغطٌة حاجات المجتمع مجانًا؛ فالتعلٌم مجانً ورعاٌة الصحة مجانٌة‬
‫‪11‬‬
‫والترفٌه مجانً وهكذا‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫وٌتلخص الدافع الـروحً فً هذا النظام فً الوصول إلى إشبـاع كل الحاجات المادٌة والفكرٌة العامة لكل األفراد‬
‫بطرٌمة جماعٌة تكفل العدالة والمساواة فً إنتاج وتوزٌع الثروة‪ ،‬وذلن من خالل تعمٌم ملكٌة وسائل اإلنتاج ومنع تملكها‬
‫‪12‬‬
‫الشخصً‪.‬‬

‫التنظٌم الحمولً واالجتماعً فً النظام االشتراكً‪:‬‬

‫أما بالنسبة لإلطار المانونً واالجتماعً فً هذا النظام فإنه ٌرتكز على الممومات اآلتٌة‪:‬‬

‫أ‪-‬الملكٌة الجماعٌة (العامة) لوسائل اإلنتاج‪:‬‬

‫ٌموم النظام على مبدأ عام هو إلغاء الملكٌة الفردٌة للموارد االلتصادٌة وأدوات اإلنتاج‪ ،‬حٌث ٌجب أن تملن الدولة‬
‫هذه الموارد و األدوات‪ ،‬فالملكٌة العامة تشمل ملكٌة الدولة لمصادر الثروة الطبٌعٌة و للمشروعات الصناعٌة والتجارٌة‬
‫ولمشروعات النمل و المصارف و للمشروعات الزراعٌة‪.13‬‬

‫وال ٌعنً هذا أن الملكٌة الخاصة محرمة تحرٌما مطلما‪ ،‬بل تبمى منحصرة فً بعض الجوانب‪ ،‬فالملكٌة الخاصة نظام‬
‫طبٌعً بالنسبة ألموال وسلع االستهالن‪ ،‬فاألفراد ٌملكون ما ٌحصلون علٌه من دخول‪ ،‬وٌملكون ما ٌحصلونه من‬
‫مدخرات‪ ،‬ولهم حرٌة التصرف فٌما ٌملكونه‪ ،‬باإلضافة إلى ملكٌة السكن والسٌارة والملبس والمؤكل‪ ،‬فً الحدود التً ال‬
‫تخل بالمبدأ العام‪.‬‬

‫وٌإدي إلغاء الملكٌة الخاصة إلى تمرٌب الفوارق بٌن الطبمات واختفاء طبمة الرأسمالٌٌن ومالن الزراعٌٌن أو‬
‫الصناعٌٌن‪ ،‬وفً هذا النظام ٌتماضى الفرد أجره نظٌر ما ٌمدمه من الجهد‪ ،‬وٌصبح الجهد المبذول فً اإلنتاج هو أساس‬
‫‪14‬‬
‫التفرلة فً مستوى المعٌشة بٌن األفراد‪ ،‬و تختفً بذلن الطبمة التً تحصل على دخل دون أن تساهم فً اإلنتاج بالعمل‪.‬‬

‫وٌمكن التفرٌك بٌن نوعٌن من الملكٌة بالنسبة للنظم االشتراكٌة‪:‬‬

‫النظام الجماعً المنهج (المخطط)‪ :‬بحٌث تلعب الدور األكبر فً الحٌاة االلتصادٌة بواسطة إدارتها العامة اإلنتاج‬
‫والتوزٌع‪ ،‬بطرٌمة إجبارٌة ونهائٌة بٌن األفراد‪ ،‬وتعتبر التجربة االشتراكٌة لالتحاد السوفٌٌتً ألرب نموذج إلى هذا النوع‬
‫من الملكٌة‪.‬‬

‫النظام الجماعً الالمركزي‪ :‬طبمته ٌوغوسالفٌا بعد ‪ ،1591‬بحٌث لامت بإدخال تغٌٌرات جذرٌة على النظام‬
‫السوفٌٌتً بحجة أنّه ٌستبدل رأسمالٌة األفراد برأسمالٌة الدولة‪.‬‬

‫فإن اإلدارات العامة المختلفة انفصلت تماما ً عن مركز‬


‫أن ملكٌة وسائل اإلنتاج تعود مبدئٌا ً إلى الدولة ّ‬
‫فبالرغم من ّ‬
‫التخطٌط‪ ،‬وعادت إلٌها وعلى المائمٌن على إدارتها المبادرة الفردٌة وحرٌة العمل لتلبٌة حاجات السوق‪ ،‬وتكتفً الدولة بؤن‬
‫توجه المطاعات المختلفة عن طرٌك نشر معدالت ونسب لإلنتاج والتسوٌك واالستهالن على المسإولٌن ْ‬
‫أن ٌراعوها‪،‬‬
‫وٌبموا ضمن حدودها‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ب‪-‬التخطيط المركزي لاللتصاد المومي‪:‬‬

‫ٌتم تنظٌم الحٌاة االلتصادٌة وتوزٌع موارد اإلنتاج على المطاعات المختلفة طبما لخطة خاصة تضعها السلطة‬
‫المركزٌة وتلتزم بتنفٌذها كافة الوحدات اإلنتاجٌة (جهاز التخطٌط داخل الدولة)‪ ،‬وٌساعد السلطة المركزٌة فً وضع‬
‫الخطة العامة عدد من اإلدارات تختص ك ّل إدارة منها بدراسة مشكلة معٌنة والتراح المرارات المناسبة لحلها‪.‬‬

‫فجهاز التخطٌط ٌؤخذ شكال هرمٌا تمثل لمته هٌئة التخطٌط العلٌا التً تضع الخطة االلتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬وتموم‬
‫بالتنسٌك بٌن هٌئات التخطٌط‪ ،‬وتشمل الخطة العامة جانبً اإلنتاج واالستهالن‪.‬‬

‫وال تستهدف الخطة تحمٌك الربح وإنّما تسعى إلى تحمٌك المصلحة العامة‪ ،‬وبذلن تكون اإلنتاجٌة عبارة عن العائد‬
‫االجتماعً‪ ،‬وال تنحصر فً مجرد األرباح النمدٌة‪.‬‬

‫كما إن المحرن لكافة المرارات االلتصادٌة ال ٌرتكز على السوق أو األسعار‪ ،‬بل على أساس الخطة االلتصادٌة‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫وٌرجع غٌاب السوق فً النظام االشتراكً إلى غٌاب الحرٌات على مختلف المستوٌات‬

‫الخاتمة ‪:‬‬

‫عندما ٌسمط أي نظام إلتصادي فالبد نظام إلتصادي آخر ٌحل مكانه أو أن ٌتم إبتكار نظام إلتصادي جدٌد كما هو‬
‫الحال مع الرأسمالً حٌث نشؤ على أنماض النظام اإللطاعً فالعوامل التً أدت إلى انهٌار النظام اإللطاعً هً ذاتها التً‬
‫ساهمت فً إحداث تغٌٌر فً الهٌكل االجتماعً الموجود والمائم وإٌجاد نظام جدٌد هو النظام الرأسمالً‪ .‬وٌعتبر النظام‬
‫الرأسمالً من ألدم األنظمة الوضعٌة‪ ،‬والتً انبثمت منه أغلب النظم االلتصادٌة المعاصرة ‪.‬‬

‫ال نستطٌع أن نمول أن النظام الرأسمالً هو رأسمالً مئة بالمئة و ال نستطٌع أٌضا أن نمول أن النظام اإلشتراكً هو‬
‫إشتراكً مئة بالمئة‪..‬ذلن ألن كال النظامٌن ال ٌستطٌعان اإلعتماد كلٌا على لواعد نظامهم أي أن النظام الرأسمالً ٌحتوي‬
‫ممتلكات خاصة بالدولة و النظام اإلشتراكً ٌحتوي على ممتلكات خاصة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫لائمة المراجع‬

‫(جريجوري ‪ .‬و اخرون ‪ _ 1591 ,‬ص ‪)33‬‬


‫) ‪(SILEM et AT , 2004_ p 656‬‬
‫) ‪(SILEM et AT , 2004_ p 656‬‬
‫)‪(BROUSSEAU . 1995‬‬
‫‪1‬‬ ‫ـ خالذ الحامض‪ ،‬االقتصاد السياسي (منشورات جامعة حلة‪ ،‬سورية ‪)1595‬‬
‫‪2‬‬ ‫مختار عثذ الحكيم طلثة‪ ،‬مقذمة في المشكلة االقتصادیة‪،‬‬
‫الموسوعة العرتية ( النسخة اإللكترونية) ‪3‬‬
‫‪.‬الموسوعة العرتية (النسخة اإللكترونية)‪“ ،‬األنظمة االقتصادية“‪ ،‬مرجع سثق ركره ‪4‬‬
‫عثذ هللا ساقور‪ ،‬مرجع سثق ركره‪ ،‬ص ‪5 99-99‬‬
‫عثذ هللا ساقور‪ ،‬مرجع سثق ركره‪ ،‬ص ‪6 94-99‬‬
‫‪.‬الموسوعة العرتية (النسخة اإللكترونية)‪“ ،‬األنظمة االقتصادية“‪ ،‬مرجع سثق ركره ‪7‬‬
‫‪ "capitalism", Business Dictionary, Retrieved 1-1-2017.‬أ ب ^ ‪8‬‬
‫‪9 Investopedia, Retrieved 1-1-2017. Edited‬‬
‫‪10 mawdoo3.com‬‬
‫‪.‬أنطوان أيوب‪ ،‬مرجع شثق ركره ‪ ،‬ص ‪11 95‬‬
‫‪.‬أنطوان أيوب‪ ،‬مرجع شثق ركره ‪ ،‬ص ‪12 95‬‬
‫مختار طلثة‪ ،‬مرجع شثق ركره ‪ ،‬ص ‪13 44‬‬
‫‪.‬مختار طلثة‪ ،‬مرجع شثق ركره‪ ،‬ص ‪14 46- 44‬‬
‫‪.‬مختار طلثة‪ ،‬مرجع شثق ركره‪ ،‬ص ‪15 ) 61- 49‬‬

‫‪11‬‬

You might also like