Professional Documents
Culture Documents
-مقدمة.
-المبحث الثاني :تصنيفات األساليب االسقاطية ،خصائصها و المقاربات النظرية المفسرة لها.
-المطلب األول :تصنيفات األساليب االسقاطية.
-المطلب الثاني :خصائص االختبارات واألساليب االسقاطية.
-المطلب الثالث :المقاربة النظرية لالختبارات االسقاطية.
-خاتمة.
-قائمة المراجع.
مقدمة
تقنيات الفحص العيادي تاريخها قديم منذ ظهور الحضارات ،وبرزت بشكل كبير من قبل العلماء
بتطور عملية القياس وحركة اإلحصاء خاصة ظهور الحاجة إلى تصنيف االضطرابات العضوية
والنفسية والعقلية ،واالختبارات التي تقيس سمات معينة للشخصية ،وتشخيص هذه االضطرابات ،
مما عجل في ظهور الدليل اإلحصائي لالضطرابات العقلية والنفسية ،وتنوعت تقنيات الفحص منها
االسقاطية التي تعتمد على مثير غامض لتناول الحياة الالشعورية دون يقظة للحياة الشعورية ،وهذا
للبحث والتوغل داخل التوظيفات النفسية ونجد كذلك االختبارات الموضوعية> التي هي عبارة على مادة
واضحة تتمثل في االستبيانات يجيب عليها المفحوص مباشرة ،وهذا للقيام بعملية التشخيص خاصة
لالضطرابات العقلية منها الفصام ،ونجد العديد من المقاربات التي تؤكد فعالية االختبار االسقاطي
الرورشاخ وتفهم الموضوع في تشخيص الفصام ،وكذلك المقاربة الموضوعية> التي تتمثل في التقنيات
الموضوعية منها اختبار منيسوتا متعدد األوجه MMPI-2لتشخيص الفصام.
تاريخ تقنيات االسقاطية لها ارتباطا وثيقا بعلم النفس العيادي ،خاصة بظهور كل في الطب النفسي
وعلم النفس التجريبي ،ومبدأ الهدف االسقاطي يتمثل في استخراج آليات الدفاعية للمحتوى الداخلي.
تقتصر أهميتها في تقديم المعلومات حول ما تنتجه الشخصية من خالل معرفة التوظيف النفسي لها
كذلك إذا حددنا النظام النظري لتوظيف هذه الوسائل لتحليل النتائج إلعطاء خصائص الشخصية سواء
بصفة مجملة أو لقطاعات محددة ،فهي تقنيات حساسة للغوص في رصد الشخصيات ،هذا ما جعل
أنزيو وشابير ( )1985يحددان المنهجية االسقاطية في إطار اختصاصي علم النفس الشكلي )
جشطالت ) والتحليل النفسي مع االحتفاظ باختالف طريق التساؤل ضمن كل تخصص .
فإذا كان علم النفس الشكلي يستعمل غموض األداة كوسيلة لتناول الظروف الخارجية إلدراك ( عالقة
اإلنسان مع اآلخرين ) ،فإن التحليل النفسي يستعمل ذلك الغموض كوسيلة لتناول الظروف الداخلية
(عالقة اإلنسان مع عالمه الداخلي ) وعلم النفس االسقاطي وهو تخصص يحاول الجمع بين هذين
التناولين.
و هذا ما سنتطرق اليه في بحثنا هذا من خالل التعرف على ماهية االختبارات اإلسقاطية ،تاريخها و
أنواعها ،باإلضافة إلى تصنيفات األساليب االسقاطية ،خصائصها و المقاربات النظرية المفسرة لها.
2
-المبحث األول :ماهية االختبارات اإلسقاطية ،تاريخها و أنواعها.
-المطلب األول :تعريف االختبارات االسقاطية:
االختبار االسقاطي :هو أداة من األدوات المهمة التي يستعين بها السيكولوجي لكشف الجوانب المختلفة
في الشخصية ،وتشخيص حاالت الفرد السوية والمرضية ،ومعرفة ما يعانيه من مشكالت من خالل
عرض مواقف مثيرة كصور ،أو جمل >....على المفحوص ومالحظة استجاباته انطالقا من االعتقاد
الذي أقره " سيجموند فرويد أن الناس يستطيعون دائما ً إسقاط االدراكات واالنفعاالت واألفكار على
العالم الخارجي دون وعي منهم بذلك ،وقد وضعت االختبارات االسقاطية بحيث تفتح عالم المشاعر
والدوافع الالشعورية.
بمعنى أن االختبار االسقاطي يرتكز على مبدأ اإلسقاط وهي آلية نفسية تسمح بإعطاء معنى للتصورات>
والخبرات في ظل عدم يقين المفحوص بما يدرس من ورائه .بحيث تكون ردود فعل المفحوص مشتقة
من عالم الوعي والالوعي؛ وبهذا فهو يكشف عن صرا راعاته الداخلية ،ودوافعه ،وبنيته العاطفية،
ونمطه المعرفي دون إدراك منه .
تعريف لندزي " "lindzeyالتقنية االسقاطية وسيلة ينظر إليها بصورة خاصة حساسية للجانب
المحتجب أو الالشعور من السلوك ،وأنها تسمح أو تشجع مجموعة واسعة ومتنوعة الستجابات
المفحوص ،إنها متعددة األبعاد لحد كبير وأنها تستخلص عادة وقائع أو معلومات أو استجابات قيمة
مع تزويد المفحوص بأدنى حد من الوعي Awarnessفيما يخص غاية االختبار.
تتسم االختبارات االسقاطية باتجاه كلي شمولي يركز االنتباه على صورة كلية عن الشخصية بكاملها
أكثر من قياس سمات منفصلة عن بعضها البعض ،وكذلك تكشف االختبارات االسقاطية من الجوانب
الالشعورية الكامنة وكلما كانت مادة االختبار غير محددة البناء ،وكلما كان االختبار أكثر حساسية
للمحتويات الدفينة ،كما أشير إلى أن معظم األساليب االسقاطية تمثل وسائل فعالة إلذابة الجليد خالل
االتصاالت التمهيدية بين الفرد والعميل فاألساليب االسقاطية تميل إلى تحويل انتباه الفرد بعيدا عن
1
نفسه وبذلك تخفض القابلية للمقاومة كما تفيد بوجه خاص في التواصل مع الفاحص.
- 1مليوح خليدة ،مدى فعالية تقنيات الفحص العيادي االسقاطية والموضوعية في تشخيص الفصام في المجتمع الجزائري ،مذكرة دكتوراه ،كلية العلوم
اإلنسانية واالجتماعية ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،الجزائر .2008 ،ص 4
3
من التعريفات السابقة لالختبارات االسقاطية يتضح أنها هي عبارة عن وسيلة للغور في أعماق الحياة
الالشعورية لطبيعة مادتها الغامضة والمبهمة ،فاألنا يعجز على مراقبة الحياة الداخلية وضبطها ،مما
2
يجعل الجانب الالشعوري ينطلق في التعبير على هواماته بتنظيمات دفاعية.
تلقى األساليب اإلسقاطية مكانها المعترف به في اختبارات الشخصية ،كما تحظى بالقبول الواسع لدى
علماء النفس اإلكلينيكي وعلماء الشخصية ورغم تعدد أنواعها ،إال أنها تتفق فيما بينها من حيث أن
الفاحص يقدم للمفحوص نوعا من المثير الغامض ناقص التكوين مثل :نقط من الحبر أو الصور أو
كلمات أو قصص أو قطع فنية ،أو تمثيالت قصيرة ،أو أدوات للعب ويطلب منه أن يعطيها معاني أو
استجابات أو تعبيرات دليال على شخصية الفرد وجوانبها المختلفة من دوافع ورغبات وحاجات
واتجاهات وسمات انفعالية مختلفة ...الخ ومصطلح إختبار إسقاطي يثير إلى بعض الوسائل غير
المباشرة في دراسة الشخصية والتي بواسطتها يمكن الكشف عن شخصية الفرد نتيجة ما تهيؤه من
مادة مناسبة يسقط عليها الفرد حاجاته ودوافعه ومدركاته ورغباته ومشاعره وتفسيراته الخاصة من
دون أن يفطن ويعي إلى ما يقوم به ،واإلسقاط عند فرويد ( )1909عملية دفاعية تسير وفق مبدأ اللذة
وبمقتضاها تعزو األنا (الذات) الرغبات واألفكار الالشعورية إلى العالم الخارجي والتي ان سمح لها
بالدخول إلى مسرح الشعور ألحدثت األلم للذات ،لذا كان فرويد ينظر إلى اإلسقاط كعملية دفاعية ضد
القلق.
وفي عام ( )1939ظهر استعمال جديد للفظ إسقاط عند لورتس "فرانك" عندما وصف بعض الوسائل
غير المباشرة في دراسة الشخصية والتي تهدف إلى الوصول بالفرد إلى أن يقدم تقييما لصفاته دون أن
ينتبه إلى أنه يقوم بذلك ،فالفرد حين تعرض عليه مثيرات غير متشكلة ومبهمة إلى حد ما ويطلب منه
أن يستجيب إليها ،يسقط على هذه المثيرات حاجاته ونزعاته في صورة استجابات لهذه المثيرات
بمعنى أن حاجاتنا وإدراكاتنا السابقة تؤثر في ادراكاتنا الراهنة ،فمنذ ذلك الحين شاع استخدام لفظ
اسقاط في مجال علم النفس اإلكلينيكي ،حيث ارتبط بهذه االختبارات ذات المادة غير المتشكلة
والمبهمة والتي عرفت إسم االختبارات اإلسقاطية اختبار بقع الحبر لرورشاخ وتفهم الموضوع لموراي
واختبار تكملة الجمل الناقصة ...الخ .
- 2مليوح خليدة ،مدى فعالية تقنيات الفحص العيادي االسقاطية والموضوعية في تشخيص الفصام في المجتمع الجزائري ،مذكرة دكتوراه ،كلية العلوم
اإلنسانية واالجتماعية ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،الجزائر .2008 ،ص 5
4
وفي ضوء ما تقدم يمكن أن تحدد معنى اإلسقاط على نحو ما هو مستخدم في اإلختبارات والطرق
اإلسقاطية السابقة بأنه العملية التي بواسطتها يمكن الكشف عن دوافع الفرد ورغباته وحاجاته باستخدام
3
مثيرات غير مشكلة وغامضة إلى حد ما ،يقوم الفرد تفسيرها وتأويلها حسب رؤيته لها.
تتكون االختبارات اإلسقاطية إلى خمس أنواع حسب نوع االستجابة وهدف الفاحص ،وهي:
وفيها يطلب من المفحوص أن يفرض على المادة المعروضة غير المشكلة وهي عادة مادة غامضة أو
قريبة من الغموض نوعا من التكوين أو التنظيم وذلك كما في اختار بقع الحبر لرورشاخ .
وهي تتطلب من المفحوص بناء مادة متشكلة ومتكونة ذات معنى محدد وخاص ومتميز كالقطع
الخشبية لبناء منزل أو اللعب الصغيرة كما في اختبار مجموعة اللعب لدريسكول واختبار تكوين
القصص المصورة الشنيدمان.
وهي تتيح للمفحوص أن يستجيب للموقف عن طريق القيام بنشاط مبتكر يعبر فيه عن أفكاره
ومشاعره ويفسر ما يعرض عليه بشكل شخصي وانفعالي ،كما في اختبار تفهم الموضوع للكبار ()tat
وللصغار (.)cat
وهي تتيح للمفحوص أن يتخلص ويخفف من انفعاالته ويعبر عنها ،كما في طريقة اللعب العالجي
عند األطفال من خالل عمل الدمى وتعطيلها أو تشويهها ،وهي الطريقة التي اتبعها ليفي .levy
- 3مرباح أحمد تقي الدين ،مطبوعة في االختبارات و المقاييس النفسية ،كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،جامعة زيان عاشور ،الجلفة ،الجزائر .2016 ،ص
4
5
-5الطرق التعريفية :
وهي التي تعطي صورة عن الشخصية عن طريق التغير أو التحريف الذي يحدثه الشخص في اساليب
افعاله مثل استخدام اللغة بأسلوب خاص أو نغمة صوتية مميزة ،أو الكتابة بطريقة معينة تميز أسلوب
الكاتب عن غيره.
يالحظ أن هذه الطريقة االخيرة في قياس الشخصية ،تقدم لنا أكثر من غيرها صورة كلية عن تكوين
الشخصية أو ديناميكيتاها ويذهب أنصار تلك الطرق في قياس الشخصية إلى أنها تكشف عن العوامل
المؤثرة في شخصية المفحوص سواء رغب أو لم يرغب ألنه ال يشعر بها أو أنه ال يستطيع التصريح
4
بها أو التعبير عنها بدقة.
-المبحث الثاني :تصنيفات األساليب االسقاطية ،خصائصها و المقاربات النظرية المفسرة لها.
-المطلب األول :تصنيفات األساليب االسقاطية:
تتنوع وتعدد األسس التي يقوم عليها تصنيف األساليب اإلسقاطية وذلك تبعا لتعدد وتنوع محكات
التصنيف ،ومنها نوع المنبه ونوع اإلستجابة وسوف نأخذ بالتصنيف الذي افترضه لندزي" وذلك على
أساس أسلوب االستجابة في نفس الوقت.
وهي تتطلب من المفحوص خلق أو بناء نتاج معين مثل قصة من أمثلتها إختبار) تفهم الموضوع> (tat
وتعمل قصة مصورة ( )mapsواختبار اليد االسقاطي ،وتتطلب االستجابة لهذه اإلختبارات من جانب
المفحوص نشاطات ذهنية أكثر ضبطا وأشد تعقيدا ويعتمد تفسير االستجابة على تحليل المضمون>.
يستجيب المفحوص للمثير بإعطاء أول كلمة أو صورة أو مدرك يخطر له ومن أمثلتها تداعي الكلمات
والرورشاخ .
6
ومنها تكملة القصص واختبار اإلحباط المصور الذي يجمع بين المنبهات اللفظية والمصورة ويتطلب
تكملة حوار ويمكن تطبيقها على االفراد والجماعات وتعتمد في تفسيرها على نوعية من التحليل
النفسي والتحليل الشكلي وتحليل المضمون.
وتتطلب اعادة ترتيب الصور أو تسجيل للتفضيالت وهي تقدم غالبا منبهات أكثر تحديدا في بنيانها،
ومن الممكن أن تستخدم في تصحيحها األساليب الكمية.
من أمثلتها الرسم وأساليب اللعب والسيكودراما ،فالمفحوص يخفف من متاعبه ويكشف عن طريق
5
التنفيس.
تعطي صورة عن شخصية المفحوص من خالل التحريف أو التغيير الذي يحدثه المفحوص في أساليب
األطفال كاستخدام أساليب كالمية معينة أو إتباعه طريقة معينة في الكتابة .
ومما سبق يمكننا القول أن االختبارات اإلسقاطية من األدوات التي يستعان بها للوقوف على الجوانب
المختلفة للشخصية وتشخيص الحاالت السوية والمرضية ومعرفة ما يعانيه الفرد من مشکالت
وصراعات ،فمصطلح إختبار إسقاطي يشير إلى بعض الوسائل غير المباشرة في دراسة الشخصية
والتي بواسطتها يمكن الكشف عن الشخصية الفرد نتيجة ما تنتجه من مادة مناسبة يسقط عليها الفرد
6
رغباته ودوافعه ومشاعره ومدركاته دون أن يقطن إلى ما يقوم به.
-5عباس فيصل ،االختبارات اإلسقاطية ،ط ،1دار المنهل اللبناني ،لبنان .2000 ،ص 4
-6عباس فيصل ،االختبارات اإلسقاطية ،ط ،1دار المنهل اللبناني ،لبنان .2000 ،ص 5
7
-إن الموقف المثير الذي يستجيب به الفرد غير متشكل وناقص التحديد ،وأن ذلك من شأنه أن يقلل
من التحكم الشعوري بالفرد في استجاباته ،مما يترتب عليه الكشف عن شخصيته بسهولة .
-إن االختبارات االسقاطية ال تقيس المظاهر السطحية الشخصية بل أنها تغلل في شخصية المفحوص
بشكل غير مباشر إلى التنظيم األساسي للشخصية و الديناميكيات المؤثرة في هذا السلوك الظاهري ..
-إن الفرد ال يدرك طريقة تقدير استجاباته ،ولذلك فإنه يكشف عن نفسه بسهولة ودون محالة إخفاء
شخصيته أو بعض نواحيها عن المختبر.
-إن االختبارات االسقاطية ال تقيس النواحي الجزئية من الشخصية ولكنها تحاول أن ترسم صورة
للشخصية ككل من حيث مكوناتها أو العالقات الديناميكية بين هذه المكونات .
-إن االستجابات ال تقدر من ناحية أنها صواب أو خطأ ولكنها تقيم من ناحية دالالتها على شخصية
المفحوص على اعتبار أنها إسقاطات لمشاعره ورغباته ومشكالته على مدرك خارجي.
-يرى مروان أبو حويج ،عصام الصفدي ( : )2009أن نوتكات Notakttالغموض للمثير
االسقاطي هو الذي يستثير المفحوص ،والتعبير عن ذاته بطالقة بتنوع استجاباته مما يزول العائق أمام
واقعه الحقيقي ،وتكون استجاباته موضوعية .
-حرية االستجابة حيث تزود المفحوص بكامل الحرية لمنبهات االختبار ،فالمفحوص ال يقيد فيما
يخص طبيعة االستجابات وربما جوهر االختبارات االسقاطية أن الحاصل النهائي يشمل شيئا ما
استخلص من قبل المفحوص .
-الطريقة الكلية تعني أن االختبارات االسقاطية تحاول أن تدرس السلوك بكليته إنها ال تكشف السلوك
الجزئي للفرد .
-إن الغرض من االختبار ال يكشف سرا أي أنه ال نفضح المفحوص ،حيث أن القصد من االختبار
االسقاطي غير مكشوف للمفحوص بل األمر عكس ذلك لئال يصبح واعيا لالختبار ويخفي مشاعره
الحقيقية .
-تعكس األساليب اإلسقاطية تأثير كل من مفاهيم التحليل النفسي مفاهيم) الالوعي ،واإلسقاط )
ومدرسة الجشتالت ( إدراك الكليات ) .
8
-وعلى ضوء هذا األساس الدينامي الوظيفي الكلي يمكن أن نلخص أن الشخصية عملية دينامية أكثر
منها مجموعة سمات تظهر لدى الفرد حتى يستجيب للمثيرات الخارجية .
-أن الطريقة اإلسقاطية هي محاولة لفهم شخصية الفرد فهما شامال فهم مواقفه ومجمل نشاطاته
( النفس -عاطفة ،االجتماعية ،الفكرية ،الثقافية ،العقلية والذهنية ( المتفاعلة فيما بينها ،قصد
التوصل الكتشاف الدوافع العميقة لسلوكه وتصرفاته ،إن العامل المهم في تقديم االستجابات في
األساليب االسقاطية هو التفسيرات الذاتية التلقائية للمفحوص وتكويناته الخاصة.
-تزود هذه االختبارات االسقاطية المفحوص موقفا غير محدد البناء نسبيا من النوع الذي يسمح
7
باالسترسال الواسع في اإلجابة عليه .
-هذا يعني أن األساليب االسقاطية تميل إلى تحويل انتباه الفرد بعيدا عن نفسه ،حيث تخفض القابلية
8
للمقاومة ،و تفيد بوجه خاص في التواصل مع الفاحص.
هناك قاعدة نظرية للتقنيات االسقاطية التي تحدد البناء النفسي للشخصية وتحليل السياقات النفسية التي
تشخص االضطراب العقلي الفصام ،وتسمح بالتعامل مع وضعية أثناء الفحص النفسي في مجال
السيكوباثولوجيا .
إن التحليل النفسي بإصراره على الحتمية النفسية وأثر الدوافع الالشعورية قد وجه الطريقة النظرية
االسقاطية وجهة دينامية ،كما أن مفهوم اإلسقاط نفسه يرجع الى (فرويد) والمفهوم التحليلي لإلسقاط
يعني أنه آلية دفاعية تتوسط في حل الصراعات وهو يعود من حيث األصل الى أن يكون آلية دفاعية
في حالة الهذاء ،paranoiوقد بين (سيرز) ( )Searsأن مفهوم اإلسقاط في االختبارات االسقاطية
يتعلق فقط بخصائص الشخصية من حيث دوافعها وتنظيمها هذه الخصائص التي تؤثر في عمليات
اإلدراك والحكم ،غير أن عالقة االختبارات االسقاطية بالتحليل النفسي لم تحدد بسبب المصطلح> أو
بسبب اآللية ،ولكن بسبب رموز السلوك اللفظية ،والحركية باالضافة الى أن معظم االختبارات
االسقاطية قد وضعت من طرف محللين نفسانيين مثل طرق اللعب والرسم الحر ،ولقد عمد (فرويد)
- 7محمود ،أحمد عمر وزمالئه ،القياس النفسي والتربوي ،ط ،1،دار المسيرة للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن .2006 ،ص 4
- 8محمود ،أحمد عمر وزمالئه ،القياس النفسي والتربوي ،ط ،1،دار المسيرة للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن .2006 ،ص 5
9
الى الكشف عن المحتوى الكامن الالشعوري للحلم ألنه يعتبر من أولئك الذين يعتقدون أن قيمة السلوك
الظاهر في الواقع تتجلى من خالل التعبير عما هو موجود في أعماق النفس .
ومن جهته أكد المحلل النفسي األمريكي زيجمانت بيتروفسكي الذي يعتبر أشهر من أدخل المفاهيم
التحليلية الى االختبارات االسقاطية عام ( ،)1950وذلك حين شبه مادة االختبار االسقاطي بالحلم ودعا
إلى اعتماد أسلوب تفسير األحالم في المادة االسقاطية وجعل بذلك الدور األول في التحليل لدراسة
دينامية العاطفية والصراعات والبنية الالشعورية للشخصية .
والتقنيات االسقاطية منها اختبار الرورشاخ ممتد من مدرسة التحليل النفسي التي يمكن النظر فيها ،
أيضا بوصفه أداة بحث التي تسمح بشكل فعال في صقل العديد من البيانات ،ويمكن استخدامها كأداة
جديدة للبحث من أجل فهم أفضل للتنظيم الداخلي لها ،وخاصة بوصفها أداة جديدة للبحث لتحليل البنية
الداخلية للذات المعالجة المشاكل الكامنة في الحكم الذاتي النفسي لمعالجة المشكلة الحساسة للمعارضة
بين آليات الدفاع ،وآليات التفريغ ، dégagementومما الشك فيه يمكن أن يستخدم الرورشاخ
لدراسة أوثق للبنية الداخلية لألنا األعلى ،ربما حتى يتمكن من المساهمة بفعالية أكبر في توضيح
طبيعة موقف مثال األعلى الذات المثالية ،خاصة في الجدال بين مسألة غرائز الموت ،مما ال شك فيه
اختبار الرورشاخ يمكن أن يستخدم لدراسة وثوقية داخلية لألنا األعلى.
يمكن أن يساهم أكثر في فعالية لتوضيح طبيعة وموقف الذات المثالية ،ويمكن استخدامها كأداة جديدة
للبحث لفهم المعلومات الداخلية بالتدقيق للبيانات.
يجدر هذا التنويه بمدرسة الجشتالت سواء في دفعها النظريات السابقة الى التطور أم بتأثيرها مباشرة
في استخدام بعض االختبارات مثل اختبار الرورشاخ وتفهم الموضوع ( ، )TATحيث ينصب التفسير
أساسا وبشكل موسع ،على دراسة التنظيم اإلدراكي ومن خالل تتبع األسس التي تقوم عليها مدرسة
الجشتالت يتبين أنها تشكل ثورة في علم النفس حيث أنها أولت اهتماما كبيرا لوحدة الكائن الحي ،
وذهبت الى اإلدراك هو إدراك الكليات وأن الكليات أسبق في الظهور من الجزئيات وأن هذه الجزئيات
ليس لها قيمة بذاتها وإنما تستمد هذه القيمة من الكل الذي تنتمي إليه ،فهي ترمي الى اعتبار الفرد كال
ينظم نفسه بنفسه ،ولقد كان لبحوث علماء النفس الجشتاليين في عملية اإلدراك أثر واضح في
9
االختبارات االسقاطية وخاصة من خالل تلك القوانين .
- 9مليوح خليدة ،مدى فعالية تقنيات الفحص العيادي االسقاطية والموضوعية في تشخيص الفصام في المجتمع الجزائري ،مذكرة دكتوراه ،كلية العلوم
اإلنسانية واالجتماعية ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،الجزائر .2008 ،ص 6
10
-3علم النفس التجريبي :
يلح فرانك في مقاله المنشور عام ،1939وفي مؤلفه لعام 1948على أن تطور االختبارات
االسقاطية يسير في موازاة مع التطور الفكري والعلمي الحديث وقد ذهب في بحثه الى أن الفزياء
الجزيئية المعاصرة هي التي تمكن من فهم األسس التي تقوم عليها االختبارات االسقاطية خالفيزياء
الحديثة حسب قرانك " هي التي جاءت برؤى جديدة للظواهر ،إذ تهتم اهتماما قليال بالدراسة الكمية
ذات الطابع اإلحصائي وبدراسة الحوادث المنفردة التي تتم بصورة غير متصلة ،وباإلضافة الى هذا
فقد لجأ (فرانك) إلى مفهوم المجال عند (اینشتاین) ( )Einsteinوأدرجه كأساس لالختبارات
االسقاطية مستشهدا بما وضحه هذا األخير حين أشار إلى أنه يجب أن يتوفر لدى الباحثين خيال علمي
واسع حتى يمكن أن يفهمو بأنه ال توجد ال شحن وال جزئيات ولكن يوجد مجال في الفراغ بينها هذا
المجال يعتبر مهما جدا لفهم مختلف الظواهر الفزيائية ويعتبر هذا المفهوم في المجال غاية في األهمية
بالنسبة (فرانك) ،حيث يعتبره السبيل الذي يجب أن يسلك في علم النفس عندما يؤكد أن مفهوم المجال
يبين أن كثيرا من المفاهيم القديمة الجزئيات الكل التنظيم ،تتطور شيئا فشيئا نحو التغير فهو يرى أنه
من الواضح> أن الذي يدعى بالجزئيات ليس عبارة عن وحدات مستقلة كما تتصور النظرية التحليلية
القديمة أن كل جزء هو مظهر أو بعد لمركب متعدد األبعاد والذي تمت مالحظته وبيانه وقياسه عن
طريق االختبار وعالوة على ذلك ففي سنوات ( )1927و ( )1936قدم (سانفورد) على ان الجوع
أحدث زيادة احتمال تفسير األطفال لمثيرات غامضة على أنها ذات عالقة بالطعام واألكل ،وهو
التوجه الذي حاول (ميرفي ) سنة ( )1942الحصول على أدلة علمية ،وفي نفس السنة حاول كل من
(ميرفي) و (بروشانسکی) ( )Proshanskyدراسة أثر الثواب والعقاب على اإلدراك ،ولئن كانت
تجاربهما قد توصلت الى نتائج غامضة نوعا ما ،فإنها كشفت من جهة أخرى عن نتائج هامة تتعلق
بأهمية الحاجات والقيم كمحددات السلوك اإلدراكي.
فتقوم على أساس اقتراض مفاده أن اإلدراك يتطلب وجود الموضوع المدرك والذات المدركة ولهذا
فانه ال بد انه يتأثر بهما كليهما الموضوعي> والعامل الذاتي ،أما العامل الموضوعي> فقد تعمقت مدرسة
الجشتالت في دراسته وفي تحديد قوانينه ،ولقد بدأ للباحثين أن اإلدراك بمعنى المعرفة الموضوعية>
البحتة الذي يتوقف على تلك القوانين وحدها ال وجود له ،ولذلك اتجهت الدراسات الحديثة إلى الكشف
عن العوامل الذاتية ودورها في عملية اإلدراك ،وقد درس الباحثون كثيرون مختلف العوامل الذاتية
ودورها في عملية اإلدراك مثل فكرة المرء عن نفسه واالتجاهات والميول والرغبات وغيرها ،فأما ما
يتعلق بدور فكرة المرء عن نفسه على سبيل المثال فقد توصل (ريمي) ( )Raimyمن خالل دراسته
في اطار العالج النفسي غير الموجه في النقاط التالية :
11
-إن فكرة المرء عن نفسه من حيث هي نظام إدراكي مكتسب تخضع لمبادئ التنظيم اإلدراكي ذاتها
10
والتي تتحكم في الموضوعات المدركة .
-أنها تنظم سلوكه من خالل معرفته بوجود ذات أخرى مختلفة أثناء عملية العالج ،وهذا يساعد في
تغيير سلوكه.
-تضعف الرابطة بين هذه الفكرة وبين الواقع الخارجي في حاالت المرض النفسي .
-قد تكون هذه الفكرة ذات تقدير عالي لدى الفرد أكثر من تقديره لذاته الجسمية ،ولذلك تجد بعض
الناس يضحون بحياتهم من أجل فكرة ما يؤمنون بها .
-أن فكرة المرء عن نفسه تحدد كيفية إدراكه للعالم الخارجي وعندما تتغير فان كيفية إدراكه تلك
تتغير ،كذلك كما تلعب الحاجات والقيم دورا أساسيا في عملية اإلدراك وخالصة ما ذهب إليه (ريمي )
هي أن العوامل الذاتية في اإلدراك تعتبر مؤثرات في حياة الفرد .
-وأما ما يتعلق أخيرا بدور االتجاهات في عملية اإلدراك فقد أشار (شريف) ( )Sherifالى أنه ذو
أهمية بالغة ،وملخص ما ذهب إليه انه يزداد تدخل االستعدادات واالتجاهات والعوامل الذاتية في عملية
اإلدراك بالنسبة لسلوك الفرد ،كلما كان المجال المثير غامضا ومبهما وغير محدد .
على الرغم من انتقادات على مدى سنوات عديدة بسبب قلة وثوقية وصحة االختبارات االسقاطية ال
تزال التقنيات االسقاطية تستعمل على نطاق واسع في تقييم الشخصية ،اختبار بقع حبر رورشاخ وقد
تم اختبار كل من اختبار الرورشاخ و TATوكانت النتيجة أن لديها الثقة الكافية من خالل تعيين
ووضوح المعايير ،وأظهرت االختبارات على حد سواء صحتها في مجاالت محددة من السمات
والدوافع ،لكن ليس عموما فعال في تحديد االضطرابات نفسية ،يقترح أنه قد تلعب دورا كأدوات
إضافية ليتم استخدامها للتقديرات .كما استخدام اختبار رورشاخ وتفهم الموضوع في تقييم الشخصية
غير أن هناك العديد من إجراءات لتقييم السمات المتاحة ،والتي تختلف فيما يتعلق الهيكل والمحتوى،
11
والغاية مثل اختبارات االستبيانات مختارة بعناية ومحدودة .
-10مليوح خليدة ،مدى فعالية تقنيات الفحص العيادي االسقاطية والموضوعية في تشخيص الفصام في المجتمع الجزائري ،مذكرة دكتوراه ،كلية العلوم
اإلنسانية واالجتماعية ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،الجزائر .2008 ،ص 8
-11مليوح خليدة ،مدى فعالية تقنيات الفحص العيادي االسقاطية والموضوعية في تشخيص الفصام في المجتمع الجزائري ،مذكرة دكتوراه ،كلية العلوم
اإلنسانية واالجتماعية ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،الجزائر.2008 ،
12
و تسمح المقاربة بين اختباري " الرورشاخ" و " "TATمن تحديد أدق وأوضح لتقييم التشخيص ،
وهذا باالعتماد على الشرح المزدوج الذي يقدمه كال االختبارين وبما يوفرانه من الحركة الدينامية من
خالل التجارب والعمليات النفسية التي يمكن للفرد أن يتعامل معها.
ففي " الرورشاخ " تفكيك الصور التي تؤكد على توسع نماذج التوظيف الذهاني التي تكون واضحة
في اختبار TATمن خالل وسيلة دفاعية ضعيفة من االستثال التكيف في سياقات أخرى ،وبواسطة
التحليل فإن المظاهر المتناقضة تؤدي إلى الكشف عن تصرفات نفسية متطابقة في كال االختبارين
فمثال على المستوى العيادي فيما يخص الفصامات المزمنة ،نجد في اختبار TATإنتاجات مفرطة
في االمتثالية ،وفي الرورشاخ نجد إجابات مجزئة كلية في الوهلة األولى يمكن أن تعتبر هذه
االستجابات مختلفة ولكن ضمنيا يمكن أن تدل على التشبث بالمدرك إلى حد االلتصاق المحتوى
الظاهر.
على الرغم من أن كثير من االنتقادات التي تحيط باختبار الرورشاخ وتفهم الموضوع فيما يتعلق
بصحة والموثوقية ،إال أن التجارب ال تزال تستخدم اختبار تفهم الموضوع باعتباره أداة للتقييم
اإلكلينيكي وأداة البحث لدراسة الدوافع والخيال وأن األدوات االسقاطية تكون قادرة على البقاء على
فترات أطول من الوقت.
-6المقاربة الموضوعية:
يشار إلى اختبارات الشخصية االسقاطية هي أقل تنظيما لالستجابات ،ويأمل من هذه االختبارات
الكشف عن التعقيدات الرئيسية للشخصية من أجل تحسين فهم الفرد بأكمله ،ونجد وفقا لفرانك (
)1948تقنيات استجابات االسقاطية تعكس االحتياجات والدوافع ،المشاعر ،والتجاوب وعمليات
12
التفكير بشكل تلقائي.
حسب تقالسي ( Teglas 2001جميع التقنيات االسقاطية تسمح بتفسير المطالب المهمة لحياة الفرد،
وفي تنظيم االستجابات التي عادة تكون في شكل جمل مكملة ،لكن على وجه الخصوص ال يمكن أن
تكون االختبارات االسقاطية اختبارات معملية بالدقة المطلقة ،فهي جزء من التحقيق اإلكلينيكي التي
تنطوي على فهم البشر ،فمن الطبيعي أن اختبار الرورشاخ يقوم على الفحص الخارجي بدون
األخصائي الذي لديه معرفة دقيقة ومالحظة عميقة.
-12مليوح خليدة ،مدى فعالية تقنيات الفحص العيادي االسقاطية والموضوعية في تشخيص الفصام في المجتمع الجزائري ،مذكرة دكتوراه ،كلية العلوم
اإلنسانية واالجتماعية ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،الجزائر.2008 ،
13
هذا ما جعل علماء النفس اإلكلينيكي ( )1995المساهمة على الكشف على أن أكثر االختبارات
الشخصية شعبية هي اختبار منيسوتا متعدد الشخصية ( ، )MMPI-2اختبار الرورشاخ بقعة حبر ،
واختبار تفهم الموضوع ( ، )TATوكشفت الدراسة أيضا أن كال من اختبار الرورشاخ و تفهم
الموضوع TATوالتي تحتل الرتبة العاشرة من أدوات التقييم األكثر استخداما ثم اختبار بقع حبر
الرورشاخ H.Rorschachمن خالل التركيز على تغيرات أساسا من االختالف لعبة طفل B
LETTOحسب ( & tramer 2001 Hess, Zacharمنذ بداية تطور الرورشاخ .
تجدر اإلشارة أن التقنيات االسقاطية أدوات سيكومترية جيدة للتوظيف النفسي وللبناء النفسي للحياة
الالشعورية ومكانزماتها الدفاعية وخاصة في الفحص النفسي للفصام ،إال أن هناك مقاربة تقوم على
نقدهما ،بل كأدوات مكملة لتقنيات أخرى لتسهل عملية التشخيص ،ومن هذه التقنيات الموضوعية من
بينها اختبار منيسوتا متعدد األوجه ( ، )MMPI-2والتي ركزت الدراسات على االتجاهات الحديثة في
استخدام اختبار الرورشاخ باالضافة الى اختبار منيسوتا متعدد األوجه للشخصية mmpi-2-بدال أن
13
تكون بديل والذي يسمح لدمج نقاط القوة في هذه الطريقتين>.
خاتمة
وتنوعت االختبارات النفسية حسب الغرض منها خاصة في تقديم المعلومات للمفحوص بدقة كبيرة
وفي وقت قصير ،فظهرت اختبارات الشخصية اإلسقاطية بكل أنواعها ،التي هي عبارة على مادة
غامضة ومبهمة تقدم للمفحوص لمعرفة بعض مميزات الشخصية منها اختبار الرورشاخ الممتد من
-13مليوح خليدة ،مدى فعالية تقنيات الفحص العيادي االسقاطية والموضوعية في تشخيص الفصام في المجتمع الجزائري ،مذكرة دكتوراه ،كلية العلوم
اإلنسانية واالجتماعية ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،الجزائر.2008 ،
14
المدرسة التحليلية ،والذي يعتبر من الوسائل الهامة التي لقيت قبول من علماء النفس الشخصية خاصة
فوائدها في نواحي التشخيص لألمراض النفسية والعقلية ،وهو عبارة عن مثيرات مبهمة يستجيب لها
المفحوص إلسقاط مشاعره عليها .
اإلسقاط عملية ال شعورية دفينة ال يمكن مالحظتها بصورة مباشرة ،لذا يتطلب األمر وسيطا تعبيريا
يمكننا من رصد هذه اإلسقاطات التي ال تملك التعبير عن نفسها تعبيرا صريحا فان المنبهات الغامضة
غير الواضحة المعنى وغير محددة البنية تسمح له بالتعبير عن كل المكونات الالشعورية الدفينة تعتمد
األساليب اإلسقاطية إذا على هذا المفهوم الفرو يدي في دراسة الشخصية فتقدم للفرد هذه المنبهات
الغامضة التي تسمح باستغاللها في إسقاطات ثرية تحمل مكونات الالشعور إلى خارج معبرة عن
نفسها في صورة استجابات تقبل تأويالت وتغيرات للشخصية ككل من فحيث نتيجة هذه التغيرات إلى
الصورة> المركبة للشخصية وليس إلى أبعادها المتمايزة أو سماتها المستقلة.
قائمة المراجع
-مليوح خليدة ،مدى فعالية تقنيات الفحص العيادي االسقاطية والموضوعية في تشخيص الفصام في
المجتمع الجزائري ،مذكرة دكتوراه ،كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،جامعة محمد خيضر بسكرة،
الجزائر.2008 ،
15
-مرباح أحمد تقي الدين ،مطبوعة في االختبارات و المقاييس النفسية ،كلية العلوم اإلنسانية
واالجتماعية ،جامعة زيان عاشور ،الجلفة ،الجزائر.2016 ،
-عباس فيصل ،االختبارات اإلسقاطية ،ط ،1دار المنهل اللبناني ،لبنان.2000 ،
-محمود ،أحمد عمر وزمالئه ،القياس النفسي والتربوي ،ط ،1،دار المسيرة للنشر والتوزيع ،عمان،
األردن.2006 ،
16