You are on page 1of 16

‫خطة البحث‬

‫‪ -‬مقدمة‪.‬‬

‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬ماهية االختبارات اإلسقاطية‪ ،‬تاريخها و أنواعها‪.‬‬


‫‪ -‬المطلب األول‪ :‬تعريف االختبارات االسقاطية‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الثاني‪ :‬نبذة تاريخية عن االختبارات اإلسقاطية‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الثالث‪ :‬أنواع االختبارات اإلسقاطية‪.‬‬

‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬تصنيفات األساليب االسقاطية‪ ،‬خصائصها و المقاربات النظرية المفسرة لها‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب األول‪ :‬تصنيفات األساليب االسقاطية‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الثاني‪ :‬خصائص االختبارات واألساليب االسقاطية‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الثالث‪ :‬المقاربة النظرية لالختبارات االسقاطية‪.‬‬

‫‪ -‬خاتمة‪.‬‬
‫‪ -‬قائمة المراجع‪.‬‬
‫مقدمة‬
‫تقنيات الفحص العيادي تاريخها قديم منذ ظهور الحضارات ‪ ،‬وبرزت بشكل كبير من قبل العلماء‬
‫بتطور عملية القياس وحركة اإلحصاء خاصة ظهور الحاجة إلى تصنيف االضطرابات العضوية‬
‫والنفسية والعقلية ‪ ،‬واالختبارات التي تقيس سمات معينة للشخصية ‪ ،‬وتشخيص هذه االضطرابات ‪،‬‬
‫مما عجل في ظهور الدليل اإلحصائي لالضطرابات العقلية والنفسية ‪ ،‬وتنوعت تقنيات الفحص منها‬
‫االسقاطية التي تعتمد على مثير غامض لتناول الحياة الالشعورية دون يقظة للحياة الشعورية‪ ،‬وهذا‬
‫للبحث والتوغل داخل التوظيفات النفسية ونجد كذلك االختبارات الموضوعية> التي هي عبارة على مادة‬
‫واضحة تتمثل في االستبيانات يجيب عليها المفحوص مباشرة‪ ،‬وهذا للقيام بعملية التشخيص خاصة‬
‫لالضطرابات العقلية منها الفصام ‪،‬ونجد العديد من المقاربات التي تؤكد فعالية االختبار االسقاطي‬
‫الرورشاخ وتفهم الموضوع في تشخيص الفصام ‪ ،‬وكذلك المقاربة الموضوعية> التي تتمثل في التقنيات‬
‫الموضوعية منها اختبار منيسوتا متعدد األوجه ‪ MMPI-2‬لتشخيص الفصام‪.‬‬

‫تاريخ تقنيات االسقاطية لها ارتباطا وثيقا بعلم النفس العيادي‪ ،‬خاصة بظهور كل في الطب النفسي‬
‫وعلم النفس التجريبي ‪ ،‬ومبدأ الهدف االسقاطي يتمثل في استخراج آليات الدفاعية للمحتوى الداخلي‪.‬‬

‫تقتصر أهميتها في تقديم المعلومات حول ما تنتجه الشخصية من خالل معرفة التوظيف النفسي لها‬
‫كذلك إذا حددنا النظام النظري لتوظيف هذه الوسائل لتحليل النتائج إلعطاء خصائص الشخصية سواء‬
‫بصفة مجملة أو لقطاعات محددة ‪ ،‬فهي تقنيات حساسة للغوص في رصد الشخصيات‪ ،‬هذا ما جعل‬
‫أنزيو وشابير (‪ )1985‬يحددان المنهجية االسقاطية في إطار اختصاصي علم النفس الشكلي )‬
‫جشطالت ) والتحليل النفسي مع االحتفاظ باختالف طريق التساؤل ضمن كل تخصص ‪.‬‬

‫فإذا كان علم النفس الشكلي يستعمل غموض األداة كوسيلة لتناول الظروف الخارجية إلدراك ( عالقة‬
‫اإلنسان مع اآلخرين ) ‪ ،‬فإن التحليل النفسي يستعمل ذلك الغموض كوسيلة لتناول الظروف الداخلية‬
‫(عالقة اإلنسان مع عالمه الداخلي ) وعلم النفس االسقاطي وهو تخصص يحاول الجمع بين هذين‬
‫التناولين‪.‬‬

‫و هذا ما سنتطرق اليه في بحثنا هذا من خالل التعرف على ماهية االختبارات اإلسقاطية‪ ،‬تاريخها و‬
‫أنواعها‪ ،‬باإلضافة إلى تصنيفات األساليب االسقاطية‪ ،‬خصائصها و المقاربات النظرية المفسرة لها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬ماهية االختبارات اإلسقاطية‪ ،‬تاريخها و أنواعها‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب األول‪ :‬تعريف االختبارات االسقاطية‪:‬‬

‫االختبار االسقاطي‪ :‬هو أداة من األدوات المهمة التي يستعين بها السيكولوجي لكشف الجوانب المختلفة‬
‫في الشخصية‪ ،‬وتشخيص حاالت الفرد السوية والمرضية‪ ،‬ومعرفة ما يعانيه من مشكالت من خالل‬
‫عرض مواقف مثيرة كصور‪ ،‬أو جمل ‪ >....‬على المفحوص ومالحظة استجاباته انطالقا من االعتقاد‬
‫الذي أقره " سيجموند فرويد أن الناس يستطيعون دائما ً إسقاط االدراكات واالنفعاالت واألفكار على‬
‫العالم الخارجي دون وعي منهم بذلك‪ ،‬وقد وضعت االختبارات االسقاطية بحيث تفتح عالم المشاعر‬
‫والدوافع الالشعورية‪.‬‬

‫بمعنى أن االختبار االسقاطي يرتكز على مبدأ اإلسقاط وهي آلية نفسية تسمح بإعطاء معنى للتصورات>‬
‫والخبرات في ظل عدم يقين المفحوص بما يدرس من ورائه‪ .‬بحيث تكون ردود فعل المفحوص مشتقة‬
‫من عالم الوعي والالوعي؛ وبهذا فهو يكشف عن صرا راعاته الداخلية ‪ ،‬ودوافعه‪ ،‬وبنيته العاطفية‪،‬‬
‫ونمطه المعرفي دون إدراك منه ‪.‬‬

‫تعريف لندزي "‪ "lindzey‬التقنية االسقاطية وسيلة ينظر إليها بصورة خاصة حساسية للجانب‬
‫المحتجب أو الالشعور من السلوك ‪ ،‬وأنها تسمح أو تشجع مجموعة واسعة ومتنوعة الستجابات‬
‫المفحوص ‪ ،‬إنها متعددة األبعاد لحد كبير وأنها تستخلص عادة وقائع أو معلومات أو استجابات قيمة‬
‫مع تزويد المفحوص بأدنى حد من الوعي ‪ Awarness‬فيما يخص غاية االختبار‪.‬‬

‫تعريف أنستازي ( ‪: )Anastaasi‬‬

‫تتسم االختبارات االسقاطية باتجاه كلي شمولي يركز االنتباه على صورة كلية عن الشخصية بكاملها‬
‫أكثر من قياس سمات منفصلة عن بعضها البعض ‪ ،‬وكذلك تكشف االختبارات االسقاطية من الجوانب‬
‫الالشعورية الكامنة وكلما كانت مادة االختبار غير محددة البناء‪ ،‬وكلما كان االختبار أكثر حساسية‬
‫للمحتويات الدفينة‪ ،‬كما أشير إلى أن معظم األساليب االسقاطية تمثل وسائل فعالة إلذابة الجليد خالل‬
‫االتصاالت التمهيدية بين الفرد والعميل فاألساليب االسقاطية تميل إلى تحويل انتباه الفرد بعيدا عن‬
‫‪1‬‬
‫نفسه وبذلك تخفض القابلية للمقاومة كما تفيد بوجه خاص في التواصل مع الفاحص‪.‬‬

‫‪ - 1‬مليوح خليدة‪ ،‬مدى فعالية تقنيات الفحص العيادي االسقاطية والموضوعية في تشخيص الفصام في المجتمع الجزائري‪ ،‬مذكرة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم‬
‫اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ .2008 ،‬ص ‪4‬‬

‫‪3‬‬
‫من التعريفات السابقة لالختبارات االسقاطية يتضح أنها هي عبارة عن وسيلة للغور في أعماق الحياة‬
‫الالشعورية لطبيعة مادتها الغامضة والمبهمة ‪ ،‬فاألنا يعجز على مراقبة الحياة الداخلية وضبطها‪ ،‬مما‬
‫‪2‬‬
‫يجعل الجانب الالشعوري ينطلق في التعبير على هواماته بتنظيمات دفاعية‪.‬‬

‫‪ -‬المطلب الثاني‪ :‬نبذة تاريخية عن االختبارات اإلسقاطية‪:‬‬

‫تلقى األساليب اإلسقاطية مكانها المعترف به في اختبارات الشخصية‪ ،‬كما تحظى بالقبول الواسع لدى‬
‫علماء النفس اإلكلينيكي وعلماء الشخصية ورغم تعدد أنواعها ‪ ،‬إال أنها تتفق فيما بينها من حيث أن‬
‫الفاحص يقدم للمفحوص نوعا من المثير الغامض ناقص التكوين مثل ‪ :‬نقط من الحبر أو الصور أو‬
‫كلمات أو قصص أو قطع فنية‪ ،‬أو تمثيالت قصيرة ‪ ،‬أو أدوات للعب ويطلب منه أن يعطيها معاني أو‬
‫استجابات أو تعبيرات دليال على شخصية الفرد وجوانبها المختلفة من دوافع ورغبات وحاجات‬
‫واتجاهات وسمات انفعالية مختلفة ‪ ...‬الخ ومصطلح إختبار إسقاطي يثير إلى بعض الوسائل غير‬
‫المباشرة في دراسة الشخصية والتي بواسطتها يمكن الكشف عن شخصية الفرد نتيجة ما تهيؤه من‬
‫مادة مناسبة يسقط عليها الفرد حاجاته ودوافعه ومدركاته ورغباته ومشاعره وتفسيراته الخاصة من‬
‫دون أن يفطن ويعي إلى ما يقوم به ‪ ،‬واإلسقاط عند فرويد (‪ )1909‬عملية دفاعية تسير وفق مبدأ اللذة‬
‫وبمقتضاها تعزو األنا (الذات) الرغبات واألفكار الالشعورية إلى العالم الخارجي والتي ان سمح لها‬
‫بالدخول إلى مسرح الشعور ألحدثت األلم للذات ‪ ،‬لذا كان فرويد ينظر إلى اإلسقاط كعملية دفاعية ضد‬
‫القلق‪.‬‬

‫وفي عام (‪ )1939‬ظهر استعمال جديد للفظ إسقاط عند لورتس "فرانك" عندما وصف بعض الوسائل‬
‫غير المباشرة في دراسة الشخصية والتي تهدف إلى الوصول بالفرد إلى أن يقدم تقييما لصفاته دون أن‬
‫ينتبه إلى أنه يقوم بذلك ‪ ،‬فالفرد حين تعرض عليه مثيرات غير متشكلة ومبهمة إلى حد ما ويطلب منه‬
‫أن يستجيب إليها ‪ ،‬يسقط على هذه المثيرات حاجاته ونزعاته في صورة استجابات لهذه المثيرات‬
‫بمعنى أن حاجاتنا وإدراكاتنا السابقة تؤثر في ادراكاتنا الراهنة ‪ ،‬فمنذ ذلك الحين شاع استخدام لفظ‬
‫اسقاط في مجال علم النفس اإلكلينيكي ‪ ،‬حيث ارتبط بهذه االختبارات ذات المادة غير المتشكلة‬
‫والمبهمة والتي عرفت إسم االختبارات اإلسقاطية اختبار بقع الحبر لرورشاخ وتفهم الموضوع لموراي‬
‫واختبار تكملة الجمل الناقصة ‪ ...‬الخ ‪.‬‬

‫‪ - 2‬مليوح خليدة‪ ،‬مدى فعالية تقنيات الفحص العيادي االسقاطية والموضوعية في تشخيص الفصام في المجتمع الجزائري‪ ،‬مذكرة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم‬
‫اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ .2008 ،‬ص ‪5‬‬

‫‪4‬‬
‫وفي ضوء ما تقدم يمكن أن تحدد معنى اإلسقاط على نحو ما هو مستخدم في اإلختبارات والطرق‬
‫اإلسقاطية السابقة بأنه العملية التي بواسطتها يمكن الكشف عن دوافع الفرد ورغباته وحاجاته باستخدام‬
‫‪3‬‬
‫مثيرات غير مشكلة وغامضة إلى حد ما ‪ ،‬يقوم الفرد تفسيرها وتأويلها حسب رؤيته لها‪.‬‬

‫‪ -‬المطلب الثالث‪ :‬أنواع االختبارات اإلسقاطية‪:‬‬

‫تتكون االختبارات اإلسقاطية إلى خمس أنواع حسب نوع االستجابة وهدف الفاحص ‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬الطرق التكوينية أو التنظيمية ‪:‬‬

‫وفيها يطلب من المفحوص أن يفرض على المادة المعروضة غير المشكلة وهي عادة مادة غامضة أو‬
‫قريبة من الغموض نوعا من التكوين أو التنظيم وذلك كما في اختار بقع الحبر لرورشاخ ‪.‬‬

‫‪ -2‬الطرق البنائية أو االنشائية ‪:‬‬

‫وهي تتطلب من المفحوص بناء مادة متشكلة ومتكونة ذات معنى محدد وخاص ومتميز كالقطع‬
‫الخشبية لبناء منزل أو اللعب الصغيرة كما في اختبار مجموعة اللعب لدريسكول واختبار تكوين‬
‫القصص المصورة الشنيدمان‪.‬‬

‫‪ -3‬الطرق التعبيرية ‪:‬‬

‫وهي تتيح للمفحوص أن يستجيب للموقف عن طريق القيام بنشاط مبتكر يعبر فيه عن أفكاره‬
‫ومشاعره ويفسر ما يعرض عليه بشكل شخصي وانفعالي‪ ،‬كما في اختبار تفهم الموضوع للكبار (‪)tat‬‬
‫وللصغار (‪.)cat‬‬

‫‪ -4‬الطرق التفريقية أو التطهيرية ‪:‬‬

‫وهي تتيح للمفحوص أن يتخلص ويخفف من انفعاالته ويعبر عنها ‪ ،‬كما في طريقة اللعب العالجي‬
‫عند األطفال من خالل عمل الدمى وتعطيلها أو تشويهها‪ ،‬وهي الطريقة التي اتبعها ليفي ‪.levy‬‬

‫‪ - 3‬مرباح أحمد تقي الدين‪ ،‬مطبوعة في االختبارات و المقاييس النفسية‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الجزائر‪ .2016 ،‬ص‬
‫‪4‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -5‬الطرق التعريفية ‪:‬‬

‫وهي التي تعطي صورة عن الشخصية عن طريق التغير أو التحريف الذي يحدثه الشخص في اساليب‬
‫افعاله مثل استخدام اللغة بأسلوب خاص أو نغمة صوتية مميزة ‪ ،‬أو الكتابة بطريقة معينة تميز أسلوب‬
‫الكاتب عن غيره‪.‬‬

‫يالحظ أن هذه الطريقة االخيرة في قياس الشخصية ‪ ،‬تقدم لنا أكثر من غيرها صورة كلية عن تكوين‬
‫الشخصية أو ديناميكيتاها ويذهب أنصار تلك الطرق في قياس الشخصية إلى أنها تكشف عن العوامل‬
‫المؤثرة في شخصية المفحوص سواء رغب أو لم يرغب ألنه ال يشعر بها أو أنه ال يستطيع التصريح‬
‫‪4‬‬
‫بها أو التعبير عنها بدقة‪.‬‬

‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬تصنيفات األساليب االسقاطية‪ ،‬خصائصها و المقاربات النظرية المفسرة لها‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب األول‪ :‬تصنيفات األساليب االسقاطية‪:‬‬

‫تتنوع وتعدد األسس التي يقوم عليها تصنيف األساليب اإلسقاطية وذلك تبعا لتعدد وتنوع محكات‬
‫التصنيف‪ ،‬ومنها نوع المنبه ونوع اإلستجابة وسوف نأخذ بالتصنيف الذي افترضه لندزي" وذلك على‬
‫أساس أسلوب االستجابة في نفس الوقت‪.‬‬

‫‪ -1‬األساليب واإلجراءات البنائية أو التكوينية ‪:‬‬

‫وهي تتطلب من المفحوص خلق أو بناء نتاج معين مثل قصة من أمثلتها إختبار) تفهم الموضوع> (‪tat‬‬
‫وتعمل قصة مصورة (‪ )maps‬واختبار اليد االسقاطي‪ ،‬وتتطلب االستجابة لهذه اإلختبارات من جانب‬
‫المفحوص نشاطات ذهنية أكثر ضبطا وأشد تعقيدا ويعتمد تفسير االستجابة على تحليل المضمون‪>.‬‬

‫‪ -2‬أساليب التداعي أو الترابط ‪:‬‬

‫يستجيب المفحوص للمثير بإعطاء أول كلمة أو صورة أو مدرك يخطر له ومن أمثلتها تداعي الكلمات‬
‫والرورشاخ ‪.‬‬

‫‪ -3‬أساليب أو أعمال التكميل‪:‬‬


‫‪ - 4‬مرباح أحمد تقي الدين‪ ،‬مطبوعة في االختبارات و المقاييس النفسية‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الجزائر‪ .2016 ،‬ص‬
‫‪5‬‬

‫‪6‬‬
‫ومنها تكملة القصص واختبار اإلحباط المصور الذي يجمع بين المنبهات اللفظية والمصورة ويتطلب‬
‫تكملة حوار ويمكن تطبيقها على االفراد والجماعات وتعتمد في تفسيرها على نوعية من التحليل‬
‫النفسي والتحليل الشكلي وتحليل المضمون‪.‬‬

‫‪ -4‬أساليب االختبار أو الترتيب ‪:‬‬

‫وتتطلب اعادة ترتيب الصور أو تسجيل للتفضيالت وهي تقدم غالبا منبهات أكثر تحديدا في بنيانها‪،‬‬
‫ومن الممكن أن تستخدم في تصحيحها األساليب الكمية‪.‬‬

‫‪ -5‬األساليب أو الطرق التعبيرية ‪:‬‬

‫من أمثلتها الرسم وأساليب اللعب والسيكودراما‪ ،‬فالمفحوص يخفف من متاعبه ويكشف عن طريق‬
‫‪5‬‬
‫التنفيس‪.‬‬

‫‪ -6‬أساليب تحريفية ‪:‬‬

‫تعطي صورة عن شخصية المفحوص من خالل التحريف أو التغيير الذي يحدثه المفحوص في أساليب‬
‫األطفال كاستخدام أساليب كالمية معينة أو إتباعه طريقة معينة في الكتابة ‪.‬‬

‫ومما سبق يمكننا القول أن االختبارات اإلسقاطية من األدوات التي يستعان بها للوقوف على الجوانب‬
‫المختلفة للشخصية وتشخيص الحاالت السوية والمرضية ومعرفة ما يعانيه الفرد من مشکالت‬
‫وصراعات‪ ،‬فمصطلح إختبار إسقاطي يشير إلى بعض الوسائل غير المباشرة في دراسة الشخصية‬
‫والتي بواسطتها يمكن الكشف عن الشخصية الفرد نتيجة ما تنتجه من مادة مناسبة يسقط عليها الفرد‬
‫‪6‬‬
‫رغباته ودوافعه ومشاعره ومدركاته دون أن يقطن إلى ما يقوم به‪.‬‬

‫‪ -‬المطلب الثاني‪ :‬خصائص االختبارات واألساليب االسقاطية‪:‬‬

‫‪ -5‬عباس فيصل‪ ،‬االختبارات اإلسقاطية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار المنهل اللبناني‪ ،‬لبنان‪ .2000 ،‬ص ‪4‬‬

‫‪ -6‬عباس فيصل‪ ،‬االختبارات اإلسقاطية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار المنهل اللبناني‪ ،‬لبنان‪ .2000 ،‬ص ‪5‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬إن الموقف المثير الذي يستجيب به الفرد غير متشكل وناقص التحديد ‪ ،‬وأن ذلك من شأنه أن يقلل‬
‫من التحكم الشعوري بالفرد في استجاباته ‪ ،‬مما يترتب عليه الكشف عن شخصيته بسهولة ‪.‬‬

‫‪ -‬إن االختبارات االسقاطية ال تقيس المظاهر السطحية الشخصية بل أنها تغلل في شخصية المفحوص‬
‫بشكل غير مباشر إلى التنظيم األساسي للشخصية و الديناميكيات المؤثرة في هذا السلوك الظاهري ‪..‬‬

‫‪ -‬إن الفرد ال يدرك طريقة تقدير استجاباته ‪ ،‬ولذلك فإنه يكشف عن نفسه بسهولة ودون محالة إخفاء‬
‫شخصيته أو بعض نواحيها عن المختبر‪.‬‬

‫‪ -‬إن االختبارات االسقاطية ال تقيس النواحي الجزئية من الشخصية ولكنها تحاول أن ترسم صورة‬
‫للشخصية ككل من حيث مكوناتها أو العالقات الديناميكية بين هذه المكونات ‪.‬‬

‫‪ -‬إن االستجابات ال تقدر من ناحية أنها صواب أو خطأ ولكنها تقيم من ناحية دالالتها على شخصية‬
‫المفحوص على اعتبار أنها إسقاطات لمشاعره ورغباته ومشكالته على مدرك خارجي‪.‬‬

‫‪ -‬يرى مروان أبو حويج ‪ ،‬عصام الصفدي (‪ : )2009‬أن نوتكات ‪ Notaktt‬الغموض للمثير‬
‫االسقاطي هو الذي يستثير المفحوص‪ ،‬والتعبير عن ذاته بطالقة بتنوع استجاباته مما يزول العائق أمام‬
‫واقعه الحقيقي ‪ ،‬وتكون استجاباته موضوعية ‪.‬‬

‫‪ -‬حرية االستجابة حيث تزود المفحوص بكامل الحرية لمنبهات االختبار‪ ،‬فالمفحوص ال يقيد فيما‬
‫يخص طبيعة االستجابات وربما جوهر االختبارات االسقاطية أن الحاصل النهائي يشمل شيئا ما‬
‫استخلص من قبل المفحوص ‪.‬‬

‫‪ -‬الطريقة الكلية تعني أن االختبارات االسقاطية تحاول أن تدرس السلوك بكليته إنها ال تكشف السلوك‬
‫الجزئي للفرد ‪.‬‬

‫‪ -‬إن الغرض من االختبار ال يكشف سرا أي أنه ال نفضح المفحوص ‪ ،‬حيث أن القصد من االختبار‬
‫االسقاطي غير مكشوف للمفحوص بل األمر عكس ذلك لئال يصبح واعيا لالختبار ويخفي مشاعره‬
‫الحقيقية ‪.‬‬

‫‪ -‬تعكس األساليب اإلسقاطية تأثير كل من مفاهيم التحليل النفسي مفاهيم) الالوعي ‪ ،‬واإلسقاط )‬
‫ومدرسة الجشتالت ( إدراك الكليات ) ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬وعلى ضوء هذا األساس الدينامي الوظيفي الكلي يمكن أن نلخص أن الشخصية عملية دينامية أكثر‬
‫منها مجموعة سمات تظهر لدى الفرد حتى يستجيب للمثيرات الخارجية ‪.‬‬

‫‪ -‬أن الطريقة اإلسقاطية هي محاولة لفهم شخصية الفرد فهما شامال فهم مواقفه ومجمل نشاطاته‬
‫( النفس ‪ -‬عاطفة ‪ ،‬االجتماعية ‪ ،‬الفكرية ‪ ،‬الثقافية ‪ ،‬العقلية والذهنية ( المتفاعلة فيما بينها ‪ ،‬قصد‬
‫التوصل الكتشاف الدوافع العميقة لسلوكه وتصرفاته‪ ،‬إن العامل المهم في تقديم االستجابات في‬
‫األساليب االسقاطية هو التفسيرات الذاتية التلقائية للمفحوص وتكويناته الخاصة‪.‬‬

‫‪ -‬تزود هذه االختبارات االسقاطية المفحوص موقفا غير محدد البناء نسبيا من النوع الذي يسمح‬
‫‪7‬‬
‫باالسترسال الواسع في اإلجابة عليه ‪.‬‬

‫‪ -‬هذا يعني أن األساليب االسقاطية تميل إلى تحويل انتباه الفرد بعيدا عن نفسه ‪ ،‬حيث تخفض القابلية‬
‫‪8‬‬
‫للمقاومة ‪ ،‬و تفيد بوجه خاص في التواصل مع الفاحص‪.‬‬

‫‪ -‬المطلب الثالث‪ :‬المقاربة النظرية لالختبارات االسقاطية‪:‬‬

‫هناك قاعدة نظرية للتقنيات االسقاطية التي تحدد البناء النفسي للشخصية وتحليل السياقات النفسية التي‬
‫تشخص االضطراب العقلي الفصام ‪ ،‬وتسمح بالتعامل مع وضعية أثناء الفحص النفسي في مجال‬
‫السيكوباثولوجيا ‪.‬‬

‫‪ -1‬التحليل النفسي ‪:‬‬

‫إن التحليل النفسي بإصراره على الحتمية النفسية وأثر الدوافع الالشعورية قد وجه الطريقة النظرية‬
‫االسقاطية وجهة دينامية ‪ ،‬كما أن مفهوم اإلسقاط نفسه يرجع الى (فرويد) والمفهوم التحليلي لإلسقاط‬
‫يعني أنه آلية دفاعية تتوسط في حل الصراعات وهو يعود من حيث األصل الى أن يكون آلية دفاعية‬
‫في حالة الهذاء ‪ ،paranoi‬وقد بين (سيرز) (‪ )Sears‬أن مفهوم اإلسقاط في االختبارات االسقاطية‬
‫يتعلق فقط بخصائص الشخصية من حيث دوافعها وتنظيمها هذه الخصائص التي تؤثر في عمليات‬
‫اإلدراك والحكم ‪ ،‬غير أن عالقة االختبارات االسقاطية بالتحليل النفسي لم تحدد بسبب المصطلح> أو‬
‫بسبب اآللية‪ ،‬ولكن بسبب رموز السلوك اللفظية ‪،‬والحركية باالضافة الى أن معظم االختبارات‬
‫االسقاطية قد وضعت من طرف محللين نفسانيين مثل طرق اللعب والرسم الحر ‪ ،‬ولقد عمد (فرويد)‬

‫‪ - 7‬محمود‪ ،‬أحمد عمر وزمالئه‪ ،‬القياس النفسي والتربوي ‪ ،‬ط‪ ،1،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ .2006 ،‬ص ‪4‬‬

‫‪ - 8‬محمود‪ ،‬أحمد عمر وزمالئه‪ ،‬القياس النفسي والتربوي ‪ ،‬ط‪ ،1،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ .2006 ،‬ص ‪5‬‬

‫‪9‬‬
‫الى الكشف عن المحتوى الكامن الالشعوري للحلم ألنه يعتبر من أولئك الذين يعتقدون أن قيمة السلوك‬
‫الظاهر في الواقع تتجلى من خالل التعبير عما هو موجود في أعماق النفس ‪.‬‬

‫ومن جهته أكد المحلل النفسي األمريكي زيجمانت بيتروفسكي الذي يعتبر أشهر من أدخل المفاهيم‬
‫التحليلية الى االختبارات االسقاطية عام (‪ ،)1950‬وذلك حين شبه مادة االختبار االسقاطي بالحلم ودعا‬
‫إلى اعتماد أسلوب تفسير األحالم في المادة االسقاطية وجعل بذلك الدور األول في التحليل لدراسة‬
‫دينامية العاطفية والصراعات والبنية الالشعورية للشخصية ‪.‬‬

‫والتقنيات االسقاطية منها اختبار الرورشاخ ممتد من مدرسة التحليل النفسي التي يمكن النظر فيها ‪،‬‬
‫أيضا بوصفه أداة بحث التي تسمح بشكل فعال في صقل العديد من البيانات ‪ ،‬ويمكن استخدامها كأداة‬
‫جديدة للبحث من أجل فهم أفضل للتنظيم الداخلي لها ‪ ،‬وخاصة بوصفها أداة جديدة للبحث لتحليل البنية‬
‫الداخلية للذات المعالجة المشاكل الكامنة في الحكم الذاتي النفسي لمعالجة المشكلة الحساسة للمعارضة‬
‫بين آليات الدفاع ‪ ،‬وآليات التفريغ ‪ ، dégagement‬ومما الشك فيه يمكن أن يستخدم الرورشاخ‬
‫لدراسة أوثق للبنية الداخلية لألنا األعلى‪ ،‬ربما حتى يتمكن من المساهمة بفعالية أكبر في توضيح‬
‫طبيعة موقف مثال األعلى الذات المثالية ‪ ،‬خاصة في الجدال بين مسألة غرائز الموت ‪ ،‬مما ال شك فيه‬
‫اختبار الرورشاخ يمكن أن يستخدم لدراسة وثوقية داخلية لألنا األعلى‪.‬‬

‫يمكن أن يساهم أكثر في فعالية لتوضيح طبيعة وموقف الذات المثالية ‪ ،‬ويمكن استخدامها كأداة جديدة‬
‫للبحث لفهم المعلومات الداخلية بالتدقيق للبيانات‪.‬‬

‫‪ -2‬مدرسة الجشتالت ‪:‬‬

‫يجدر هذا التنويه بمدرسة الجشتالت سواء في دفعها النظريات السابقة الى التطور أم بتأثيرها مباشرة‬
‫في استخدام بعض االختبارات مثل اختبار الرورشاخ وتفهم الموضوع (‪ ، )TAT‬حيث ينصب التفسير‬
‫أساسا وبشكل موسع ‪ ،‬على دراسة التنظيم اإلدراكي ومن خالل تتبع األسس التي تقوم عليها مدرسة‬
‫الجشتالت يتبين أنها تشكل ثورة في علم النفس حيث أنها أولت اهتماما كبيرا لوحدة الكائن الحي ‪،‬‬
‫وذهبت الى اإلدراك هو إدراك الكليات وأن الكليات أسبق في الظهور من الجزئيات وأن هذه الجزئيات‬
‫ليس لها قيمة بذاتها وإنما تستمد هذه القيمة من الكل الذي تنتمي إليه‪ ،‬فهي ترمي الى اعتبار الفرد كال‬
‫ينظم نفسه بنفسه ‪ ،‬ولقد كان لبحوث علماء النفس الجشتاليين في عملية اإلدراك أثر واضح في‬
‫‪9‬‬
‫االختبارات االسقاطية وخاصة من خالل تلك القوانين ‪.‬‬

‫‪ - 9‬مليوح خليدة‪ ،‬مدى فعالية تقنيات الفحص العيادي االسقاطية والموضوعية في تشخيص الفصام في المجتمع الجزائري‪ ،‬مذكرة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم‬
‫اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ .2008 ،‬ص ‪6‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ -3‬علم النفس التجريبي ‪:‬‬

‫يلح فرانك في مقاله المنشور عام ‪ ،1939‬وفي مؤلفه لعام ‪ 1948‬على أن تطور االختبارات‬
‫االسقاطية يسير في موازاة مع التطور الفكري والعلمي الحديث وقد ذهب في بحثه الى أن الفزياء‬
‫الجزيئية المعاصرة هي التي تمكن من فهم األسس التي تقوم عليها االختبارات االسقاطية خالفيزياء‬
‫الحديثة حسب قرانك " هي التي جاءت برؤى جديدة للظواهر ‪ ،‬إذ تهتم اهتماما قليال بالدراسة الكمية‬
‫ذات الطابع اإلحصائي وبدراسة الحوادث المنفردة التي تتم بصورة غير متصلة ‪ ،‬وباإلضافة الى هذا‬
‫فقد لجأ (فرانك) إلى مفهوم المجال عند (اینشتاین) (‪ )Einstein‬وأدرجه كأساس لالختبارات‬
‫االسقاطية مستشهدا بما وضحه هذا األخير حين أشار إلى أنه يجب أن يتوفر لدى الباحثين خيال علمي‬
‫واسع حتى يمكن أن يفهمو بأنه ال توجد ال شحن وال جزئيات ولكن يوجد مجال في الفراغ بينها هذا‬
‫المجال يعتبر مهما جدا لفهم مختلف الظواهر الفزيائية ويعتبر هذا المفهوم في المجال غاية في األهمية‬
‫بالنسبة (فرانك) ‪ ،‬حيث يعتبره السبيل الذي يجب أن يسلك في علم النفس عندما يؤكد أن مفهوم المجال‬
‫يبين أن كثيرا من المفاهيم القديمة الجزئيات الكل التنظيم‪ ،‬تتطور شيئا فشيئا نحو التغير فهو يرى أنه‬
‫من الواضح> أن الذي يدعى بالجزئيات ليس عبارة عن وحدات مستقلة كما تتصور النظرية التحليلية‬
‫القديمة أن كل جزء هو مظهر أو بعد لمركب متعدد األبعاد والذي تمت مالحظته وبيانه وقياسه عن‬
‫طريق االختبار وعالوة على ذلك ففي سنوات (‪ )1927‬و (‪ )1936‬قدم (سانفورد) على ان الجوع‬
‫أحدث زيادة احتمال تفسير األطفال لمثيرات غامضة على أنها ذات عالقة بالطعام واألكل ‪ ،‬وهو‬
‫التوجه الذي حاول (ميرفي ) سنة (‪ )1942‬الحصول على أدلة علمية ‪ ،‬وفي نفس السنة حاول كل من‬
‫(ميرفي) و (بروشانسکی) (‪ )Proshansky‬دراسة أثر الثواب والعقاب على اإلدراك‪ ،‬ولئن كانت‬
‫تجاربهما قد توصلت الى نتائج غامضة نوعا ما‪ ،‬فإنها كشفت من جهة أخرى عن نتائج هامة تتعلق‬
‫بأهمية الحاجات والقيم كمحددات السلوك اإلدراكي‪.‬‬

‫‪ -4‬علم النفس االجتماعي ‪:‬‬

‫فتقوم على أساس اقتراض مفاده أن اإلدراك يتطلب وجود الموضوع المدرك والذات المدركة ولهذا‬
‫فانه ال بد انه يتأثر بهما كليهما الموضوعي> والعامل الذاتي ‪،‬أما العامل الموضوعي> فقد تعمقت مدرسة‬
‫الجشتالت في دراسته وفي تحديد قوانينه ‪ ،‬ولقد بدأ للباحثين أن اإلدراك بمعنى المعرفة الموضوعية>‬
‫البحتة الذي يتوقف على تلك القوانين وحدها ال وجود له ‪ ،‬ولذلك اتجهت الدراسات الحديثة إلى الكشف‬
‫عن العوامل الذاتية ودورها في عملية اإلدراك ‪ ،‬وقد درس الباحثون كثيرون مختلف العوامل الذاتية‬
‫ودورها في عملية اإلدراك مثل فكرة المرء عن نفسه واالتجاهات والميول والرغبات وغيرها‪ ،‬فأما ما‬
‫يتعلق بدور فكرة المرء عن نفسه على سبيل المثال فقد توصل (ريمي) (‪ )Raimy‬من خالل دراسته‬
‫في اطار العالج النفسي غير الموجه في النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬إن فكرة المرء عن نفسه من حيث هي نظام إدراكي مكتسب تخضع لمبادئ التنظيم اإلدراكي ذاتها‬
‫‪10‬‬
‫والتي تتحكم في الموضوعات المدركة ‪.‬‬

‫‪ -‬أنها تنظم سلوكه من خالل معرفته بوجود ذات أخرى مختلفة أثناء عملية العالج ‪ ،‬وهذا يساعد في‬
‫تغيير سلوكه‪.‬‬

‫‪ -‬تضعف الرابطة بين هذه الفكرة وبين الواقع الخارجي في حاالت المرض النفسي ‪.‬‬

‫‪ -‬قد تكون هذه الفكرة ذات تقدير عالي لدى الفرد أكثر من تقديره لذاته الجسمية ‪ ،‬ولذلك تجد بعض‬
‫الناس يضحون بحياتهم من أجل فكرة ما يؤمنون بها ‪.‬‬

‫‪ -‬أن فكرة المرء عن نفسه تحدد كيفية إدراكه للعالم الخارجي وعندما تتغير فان كيفية إدراكه تلك‬
‫تتغير‪ ،‬كذلك كما تلعب الحاجات والقيم دورا أساسيا في عملية اإلدراك وخالصة ما ذهب إليه (ريمي )‬
‫هي أن العوامل الذاتية في اإلدراك تعتبر مؤثرات في حياة الفرد ‪.‬‬

‫‪ -‬وأما ما يتعلق أخيرا بدور االتجاهات في عملية اإلدراك فقد أشار (شريف) (‪ )Sherif‬الى أنه ذو‬
‫أهمية بالغة‪ ،‬وملخص ما ذهب إليه انه يزداد تدخل االستعدادات واالتجاهات والعوامل الذاتية في عملية‬
‫اإلدراك بالنسبة لسلوك الفرد ‪ ،‬كلما كان المجال المثير غامضا ومبهما وغير محدد ‪.‬‬

‫‪ -5‬تكامل التقنيات االسقاطية ‪:‬‬

‫على الرغم من انتقادات على مدى سنوات عديدة بسبب قلة وثوقية وصحة االختبارات االسقاطية ال‬
‫تزال التقنيات االسقاطية تستعمل على نطاق واسع في تقييم الشخصية‪ ،‬اختبار بقع حبر رورشاخ وقد‬
‫تم اختبار كل من اختبار الرورشاخ و ‪ TAT‬وكانت النتيجة أن لديها الثقة الكافية من خالل تعيين‬
‫ووضوح المعايير ‪ ،‬وأظهرت االختبارات على حد سواء صحتها في مجاالت محددة من السمات‬
‫والدوافع ‪ ،‬لكن ليس عموما فعال في تحديد االضطرابات نفسية ‪ ،‬يقترح أنه قد تلعب دورا كأدوات‬
‫إضافية ليتم استخدامها للتقديرات ‪ .‬كما استخدام اختبار رورشاخ وتفهم الموضوع في تقييم الشخصية‬
‫غير أن هناك العديد من إجراءات لتقييم السمات المتاحة ‪ ،‬والتي تختلف فيما يتعلق الهيكل والمحتوى‪،‬‬
‫‪11‬‬
‫والغاية مثل اختبارات االستبيانات مختارة بعناية ومحدودة ‪.‬‬
‫‪ -10‬مليوح خليدة‪ ،‬مدى فعالية تقنيات الفحص العيادي االسقاطية والموضوعية في تشخيص الفصام في المجتمع الجزائري‪ ،‬مذكرة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم‬
‫اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ .2008 ،‬ص ‪8‬‬

‫‪ -11‬مليوح خليدة‪ ،‬مدى فعالية تقنيات الفحص العيادي االسقاطية والموضوعية في تشخيص الفصام في المجتمع الجزائري‪ ،‬مذكرة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم‬
‫اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬

‫‪12‬‬
‫و تسمح المقاربة بين اختباري " الرورشاخ" و "‪ "TAT‬من تحديد أدق وأوضح لتقييم التشخيص ‪،‬‬
‫وهذا باالعتماد على الشرح المزدوج الذي يقدمه كال االختبارين وبما يوفرانه من الحركة الدينامية من‬
‫خالل التجارب والعمليات النفسية التي يمكن للفرد أن يتعامل معها‪.‬‬

‫ففي " الرورشاخ " تفكيك الصور التي تؤكد على توسع نماذج التوظيف الذهاني التي تكون واضحة‬
‫في اختبار ‪ TAT‬من خالل وسيلة دفاعية ضعيفة من االستثال التكيف في سياقات أخرى ‪ ،‬وبواسطة‬
‫التحليل فإن المظاهر المتناقضة تؤدي إلى الكشف عن تصرفات نفسية متطابقة في كال االختبارين‬
‫فمثال على المستوى العيادي فيما يخص الفصامات المزمنة ‪ ،‬نجد في اختبار ‪ TAT‬إنتاجات مفرطة‬
‫في االمتثالية ‪ ،‬وفي الرورشاخ نجد إجابات مجزئة كلية في الوهلة األولى يمكن أن تعتبر هذه‬
‫االستجابات مختلفة ولكن ضمنيا يمكن أن تدل على التشبث بالمدرك إلى حد االلتصاق المحتوى‬
‫الظاهر‪.‬‬

‫على الرغم من أن كثير من االنتقادات التي تحيط باختبار الرورشاخ وتفهم الموضوع فيما يتعلق‬
‫بصحة والموثوقية ‪ ،‬إال أن التجارب ال تزال تستخدم اختبار تفهم الموضوع باعتباره أداة للتقييم‬
‫اإلكلينيكي وأداة البحث لدراسة الدوافع والخيال وأن األدوات االسقاطية تكون قادرة على البقاء على‬
‫فترات أطول من الوقت‪.‬‬

‫‪ -6‬المقاربة الموضوعية‪:‬‬

‫يشار إلى اختبارات الشخصية االسقاطية هي أقل تنظيما لالستجابات‪ ،‬ويأمل من هذه االختبارات‬
‫الكشف عن التعقيدات الرئيسية للشخصية من أجل تحسين فهم الفرد بأكمله‪ ،‬ونجد وفقا لفرانك (‬
‫‪ )1948‬تقنيات استجابات االسقاطية تعكس االحتياجات والدوافع ‪ ،‬المشاعر ‪ ،‬والتجاوب وعمليات‬
‫‪12‬‬
‫التفكير بشكل تلقائي‪.‬‬

‫حسب تقالسي ( ‪ Teglas 2001‬جميع التقنيات االسقاطية تسمح بتفسير المطالب المهمة لحياة الفرد‪،‬‬
‫وفي تنظيم االستجابات التي عادة تكون في شكل جمل مكملة ‪ ،‬لكن على وجه الخصوص ال يمكن أن‬
‫تكون االختبارات االسقاطية اختبارات معملية بالدقة المطلقة ‪ ،‬فهي جزء من التحقيق اإلكلينيكي التي‬
‫تنطوي على فهم البشر ‪ ،‬فمن الطبيعي أن اختبار الرورشاخ يقوم على الفحص الخارجي بدون‬
‫األخصائي الذي لديه معرفة دقيقة ومالحظة عميقة‪.‬‬

‫‪ -12‬مليوح خليدة‪ ،‬مدى فعالية تقنيات الفحص العيادي االسقاطية والموضوعية في تشخيص الفصام في المجتمع الجزائري‪ ،‬مذكرة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم‬
‫اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬

‫‪13‬‬
‫هذا ما جعل علماء النفس اإلكلينيكي (‪ )1995‬المساهمة على الكشف على أن أكثر االختبارات‬
‫الشخصية شعبية هي اختبار منيسوتا متعدد الشخصية (‪ ، )MMPI-2‬اختبار الرورشاخ بقعة حبر ‪،‬‬
‫واختبار تفهم الموضوع (‪ ، )TAT‬وكشفت الدراسة أيضا أن كال من اختبار الرورشاخ و تفهم‬
‫الموضوع ‪ TAT‬والتي تحتل الرتبة العاشرة من أدوات التقييم األكثر استخداما ثم اختبار بقع حبر‬
‫الرورشاخ ‪ H.Rorschach‬من خالل التركيز على تغيرات أساسا من االختالف لعبة طفل ‪B‬‬
‫‪ LETTO‬حسب ( & ‪ tramer 2001 Hess, Zachar‬منذ بداية تطور الرورشاخ ‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة أن التقنيات االسقاطية أدوات سيكومترية جيدة للتوظيف النفسي وللبناء النفسي للحياة‬
‫الالشعورية ومكانزماتها الدفاعية وخاصة في الفحص النفسي للفصام‪ ،‬إال أن هناك مقاربة تقوم على‬
‫نقدهما ‪ ،‬بل كأدوات مكملة لتقنيات أخرى لتسهل عملية التشخيص ‪ ،‬ومن هذه التقنيات الموضوعية من‬
‫بينها اختبار منيسوتا متعدد األوجه (‪ ، )MMPI-2‬والتي ركزت الدراسات على االتجاهات الحديثة في‬
‫استخدام اختبار الرورشاخ باالضافة الى اختبار منيسوتا متعدد األوجه للشخصية ‪ mmpi-2-‬بدال أن‬
‫‪13‬‬
‫تكون بديل والذي يسمح لدمج نقاط القوة في هذه الطريقتين‪>.‬‬

‫خاتمة‬
‫وتنوعت االختبارات النفسية حسب الغرض منها خاصة في تقديم المعلومات للمفحوص بدقة كبيرة‬
‫وفي وقت قصير‪ ،‬فظهرت اختبارات الشخصية اإلسقاطية بكل أنواعها‪ ،‬التي هي عبارة على مادة‬
‫غامضة ومبهمة تقدم للمفحوص لمعرفة بعض مميزات الشخصية منها اختبار الرورشاخ الممتد من‬
‫‪ -13‬مليوح خليدة‪ ،‬مدى فعالية تقنيات الفحص العيادي االسقاطية والموضوعية في تشخيص الفصام في المجتمع الجزائري‪ ،‬مذكرة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم‬
‫اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬

‫‪14‬‬
‫المدرسة التحليلية‪ ،‬والذي يعتبر من الوسائل الهامة التي لقيت قبول من علماء النفس الشخصية خاصة‬
‫فوائدها في نواحي التشخيص لألمراض النفسية والعقلية‪ ،‬وهو عبارة عن مثيرات مبهمة يستجيب لها‬
‫المفحوص إلسقاط مشاعره عليها ‪.‬‬

‫اإلسقاط عملية ال شعورية دفينة ال يمكن مالحظتها بصورة مباشرة ‪ ،‬لذا يتطلب األمر وسيطا تعبيريا‬
‫يمكننا من رصد هذه اإلسقاطات التي ال تملك التعبير عن نفسها تعبيرا صريحا فان المنبهات الغامضة‬
‫غير الواضحة المعنى وغير محددة البنية تسمح له بالتعبير عن كل المكونات الالشعورية الدفينة تعتمد‬
‫األساليب اإلسقاطية إذا على هذا المفهوم الفرو يدي في دراسة الشخصية فتقدم للفرد هذه المنبهات‬
‫الغامضة التي تسمح باستغاللها في إسقاطات ثرية تحمل مكونات الالشعور إلى خارج معبرة عن‬
‫نفسها في صورة استجابات تقبل تأويالت وتغيرات للشخصية ككل من فحيث نتيجة هذه التغيرات إلى‬
‫الصورة> المركبة للشخصية وليس إلى أبعادها المتمايزة أو سماتها المستقلة‪.‬‬

‫قائمة المراجع‬
‫‪ -‬مليوح خليدة‪ ،‬مدى فعالية تقنيات الفحص العيادي االسقاطية والموضوعية في تشخيص الفصام في‬
‫المجتمع الجزائري‪ ،‬مذكرة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ -‬مرباح أحمد تقي الدين‪ ،‬مطبوعة في االختبارات و المقاييس النفسية‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الجزائر‪.2016 ،‬‬

‫‪ -‬عباس فيصل‪ ،‬االختبارات اإلسقاطية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار المنهل اللبناني‪ ،‬لبنان‪.2000 ،‬‬

‫‪ -‬محمود‪ ،‬أحمد عمر وزمالئه‪ ،‬القياس النفسي والتربوي ‪ ،‬ط‪ ،1،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.2006 ،‬‬

‫‪16‬‬

You might also like