You are on page 1of 6

‫نظرية الذات‬

‫يتضمن التوجيه واإلرشاد النفسي دراسة الذات ومفهوم الذات‪.‬‬


‫والذات هي جوهر الشخصية‪ ،‬ومفهوم الذات هو حجر الزاوية فيها وهو الذي ينظم‬
‫السلوك‪.‬‬
‫ويقول جوردون البورت إن مفهوم الذات‪ ،‬مفهوم أساسي في دراسة الشخصية‪.‬‬

‫ونظرية الذات لكارل روجرز‬


‫هي أحدث واشمل نظريات الذات‪ ،‬وذلك الرتباطها بطريقة من أشهر طرق اإلرشاد‬
‫والعالج النفسي وهي طريقة اإلرشاد والعالج المركز حول العميل‪ ،‬أو غير الوجه‬
‫وهذه النظرية بنيت أساسا على دراسات وخبرة روجرز في اإلرشاد والعالج النفسي‬

‫وقد بدأ تاريخ نظرية الذات لكارل روجرز عندما بدأ‬


‫روجرز اإلرشاد والعالج النفسي الممركز حول العميل‪ ،‬واتضح أول معالمها في‬
‫كتابه (اإلرشاد والعالج النفسي) ‪١٩٤٦‬‬

‫وهناك مكونات رئيسية في نظرية الذات لكارل روجرز‪:‬‬

‫هذه المكونات هي‪ :‬الذات‪ ،‬مفهوم الذات‪ ،‬الخبرة‪ ،‬الفرد‪ ،‬السلوك‪ ،‬المجال الظاهري‬

‫الذات‪:‬‬
‫تمثل الذات قلب نظرية روجرز‪ .‬ومفهوم الذات‪ ،‬قديم قدم الحضارة المصرية وقد‬
‫مر مفهوم الذات‪ ،‬بنمو دیني فلسفي عبر التاريخ‪ ،‬واقتبسه المفكرون اليونان مثل‬
‫أفالطون وسقراط وأرسطو وفلسفوه‪ ،‬ثم احتضنه المفكرون العرب مثل العالمة ابن‬
‫سينا في القرن العاشر والعالم الفيلسوف ابو حامد الغزالي في القرن الحادي عشر‪،‬‬

‫وهكذا نرى أن مفهوم الذات‪ ،‬قديم قدم الحضارة المصرية ذاتها‪ ،‬وجديد جدة أي‬
‫مفهوم نفسی معاصر وضع تحت ضبط البحث التنفسي العلمي‪ ،‬ويلخص تاريخ‬
‫الذات ومكانها في علم النفس‬

‫تعريف الذات كما حدد في نظرية روجرز‬

‫الذات‪:‬‬
‫هي كينونة الفرد أو الشخص وتنمو الذات وتنفصل تدريجيا عن المجال اإلدراكي‬
‫وتكون بنية الذات نتيجة للتفاعل مع البيئة‪.‬‬
‫وتشمل الذات المدركة‪ ،‬والذات االجتماعية‪ ،‬والذات المثالية‪.‬‬
‫وقد تمتص قيم اآلخرين‪ ،‬وتسعى إلى التوافق واالتزان والثبات وتنمو نتيجة للنضج‬
‫والتعلم‪ ،‬وتصبح المركز الذي تنظم حوله كل الخبرات‪.‬‬

‫مفهوم الذات‪:‬‬
‫منذ أن بدأ روجرز في بلورة نظرية الذات أصبح (مفهوم الذات) من أهم‬
‫موضوعات البحث في علم النفس‪ ،‬وأصبح ذا أهمية خاصة في اإلرشاد والعالج‬
‫الممركز حول العميل‬

‫ويمكن تعريف مفهوم الذات بأنه تکوین معرفی منظم ومتعلم للمدركات الشعورية‬
‫والتصورات والتقييمات الخاصة بالذات‪ ،‬يبلوره الفرد‪ ،‬ويعتبر‬
‫تعريفا ً نفسيا ً لذاته‪.‬‬
‫ويتكون مفهوم الذات من أفكار الفرد الذاتية المنسقة المحددة األبعاد عن العناصر‬
‫المختلفة لكينونته الداخلية والخارجية‪.‬‬

‫وتشمل هذه العناصر المدركات والتصورات‪ R‬التي تحدد خصائص الذات كما تنعكس‬
‫إجرائيا في وصف الفرد لذاته كما يصورها هو مفهوم الذات المدرك‬

‫‪ ،‬والمدركات والتصورات التي تحدد الصورة التي يعتقد أن اآلخرين في المجتمع‬


‫يتصورونها والتي يمثلها الفرد من خالل التفاعل االجتماعي مع اآلخرين المفهوم‬
‫الذات االجتماعي‬

‫والمدركات والتصورات‪ R‬التي تحدد الصورة‪ R‬المثالية‬


‫للشخص الذي يود أن يكون مفهوم الذات المثالي‬

‫ووظيفة مفهوم الذات وظيفة دافعية وتكامل وتنظيم وبلورة عالم الخبرة المتغير‬
‫الذي يوجد الفرد في وسطه‪.‬‬

‫ولذا فإنه ينظم ويحدد السلوك‪ ،‬وينمو مفهوم الذات تكوينيا ً كنتاج للتفاعل‬
‫االجتماعي جنبا إلى جنب مع الدافع الداخلي لتأكيد الذات وعلى الرغم من أنه ثابت‬
‫إلى حد كبير إال أنه يمكن تعديله وتغيره تحت ظروف معينة‬
‫ومن المالحظات الهامة حول مفهوم الذات انه اهم من الذات الحقيقة في تقرير‬
‫السلوك وعوامل تؤثر في تكوين الذات‪R:‬‬

‫انه عبارة كل (جشطلت)‬


‫يتأثر بالوراثة والبيئة (الجغرافية والمادية واالجتماعية والسلوكية)‬
‫ويتأثر باآلخرين الهامين في حياة الفرد (مثل الوالدين والراشدين والرفاق) ويتأثر‬
‫بالنضج وبالتعلم‪،‬‬
‫ويتأثر بالحاجات (األمن ‪ -‬الحب ‪ -‬احترام الذات ‪ -‬تحقيق الذات)‬
‫ويتأثر بموجهات (مثل المعتقدات والقيم واالتجاهات واألخالقيات)‬

‫‪-‬الخبرة‪:‬‬
‫يمر الفرد في حياته بخيرات كثيرة والخبرة هي شيء أو موقف يعيشه الفرد في‬
‫زمان ومكان معين‪ ،‬ويتفاعل الفرد معها وينفعل بها‪ ،‬يؤثر فيها ويتأثر بها‪.‬‬
‫والخيرة متغيرة ويحول الفرد خبراته إلى رموز يدرکها ويقيمها في ضوء مفهوم‬
‫الذات وفي ضوء المعايير االجتماعية أو يتجاهلها (على أنها ال عالقة لها ببنية‬
‫الذات) أو ينكرها أو يشوهها (إذا كانت غير متطابقة مع‬
‫البنية الذات) ۔‬

‫والخبرات التي تتفق وتتطابق مع مفهوم الذات ومع المعايير االجتماعية تؤدي إلى‬
‫الراحة والخلو من التوتر وإلى التوافق النفسي والخبرات التي ال تتفق مع الذات‬
‫ومفهوم الذات والتي تتعارض مع المعايير االجتماعية يدركها الفرد على أنها تهديد‬
‫ويضفي عليها قيمة سالبة‪.‬‬

‫وعندما تدرك الحيرة على هذا النحو تؤدي إلى تهديد وإحباط مركز الذات والتوتر‬
‫والقلق وسوء التوافق النفسي وتنشيط وسائل الدفاع النفسي التي تعمل على تشويه‬
‫المدركات واإلدراك غير الدقيق للواقع‪.‬‬

‫‪-‬الفرد‪:‬‬
‫والفرد قد يرمز أو بتجاهل أو ينكر خبراته المهددة فتصبح شعورية أو الشعورية‪.‬‬
‫والفرد لديه دافع اساسی لتأكيد وتحقيق وتعزيز ذاته‪.‬‬
‫ويتفاعل الفرد مع مواقعها في إطار ميله لتحقيق ذاتها‪،‬‬

‫‪-‬السلوك‪:‬‬
‫والسلوك هو نشاط موجه نحو هدف من جانب الفرد لتحقيق وإشباع حاجاته كما‬
‫يخبرها في المجال الظاهري کما يدركه‪.‬‬
‫ويتفق معظم السلوك مع مفهوم الذات‪ ،‬ومع المعايير االجتماعية‪ ،‬وبعضه ال يتفق‬
‫مع بنية الذات والمعايير االجتماعية‪.‬‬

‫وأحسن فهم لسلوك الفرد يكون من وجهة نظر الفرد نفسه ومن داخل إطاره‬
‫المرجعي أي من داخل مجاله اإلدراكي‪.‬‬
‫ويعبر روجرز عن ثقته في التقارير الذاتية عن السلوك بدرجة أكبر من المعلومات‬
‫التي تنتجها االختبارات والمقاييس من إطار مرجعي خارجي‬

‫وأحسن طريقة إلحداث التغير في السلوك هي أوال إحداث التغير في مفهوم الذات‪.‬‬
‫وهذا ما يحاول المرشد إحداثه في طريقة اإلرشاد الممركز حول العميل وبعبارة‬
‫أخرى المركز حول الذات‬

‫تطورات نظرية الذات‪:‬‬


‫من أهم التطورات في نظرية الذات اإلطار الذي قدمه فيليب فيرنوفهو يقول إن‬
‫هناك مستويات مختلفة للذات‪.‬‬
‫والفرد يشعر أن له ذات مركزية أو ذات خاصة تختلف عن الذات االجتماعية التي‬
‫تكشف للناس‪.‬‬

‫ومستويات الذات حسب رأي فيرنون هي‪:‬‬

‫الذات االجتماعية أو العامة‪ :‬التي يعرضها الفرد للمعارف والغرباء واألخصائيين‬


‫النفسيين‬

‫الذات الشعورية الخاصة‪ :‬كما يدركها الفرد عادة ويعبر عنها‬


‫لفظيا ويشعر بها‪ ،‬وهذه يكشفها الفرد عادة ألصدقائه الحميمين فقط‪.‬‬

‫الذات البصيرة‪ :‬التي يتحقق منها الفرد عادة عندما يوضع في موقف‬
‫تحليلي شامل مثل ما يحدث في عملية اإلرشاد أو العالج النفسي المركز حول‬
‫العميل‪.‬‬

‫والذات العميقة‪( :‬أو المكبوتة)‪ :‬التي نتوصل إلى صورتها عن طريق‬


‫التحليل النفسي‪.‬‬
‫مفهوم الذات الخاص‪:‬‬
‫أن مفهوم الذات الخاص هو أخطر مستويات مفهوم الذات‪.‬‬
‫وهو يختص بالذات الخاصة‪ ،‬أي الجزء الشعوري السري الشخصي جدا‬
‫من خبرات الذات‪ ،‬والذي يقع في المنطقة الحدية بين الشعور والالشعور‪ ،‬ومحتوى‬
‫مفهوم الذات الخاص يكون هام وخطيرا يحاول االنطمار في الالشعور قبل أي خبرة‬
‫أخرى من خبرات الذات‪ ،‬إال أنه ألهميته وخطورته في حياة الفرد يقاوم هذا‬
‫االنطمار‪.‬‬

‫ومحتوى مفهوم الذات الخاص يكون معظمه مواد غير مرغوب فيها اجتماعيا‬
‫(خبرات محرمة أو محرجة أو مخجلة أو معية أو بيضة أو مؤلمة ‪ ...‬إلخ)‪،‬‬
‫وال يجوز إظهاره أو كشفه أو ذكره أمام الناس‪ ،‬وتنشط الذات تماما للحيلولة دون‬
‫خروج محتواه‪.‬‬
‫وهكذا يبدو مفهوم الذات الخاص وكأنه العورة النفسية للفرد‬

‫إن من السهل على الفرد الكشف عن مفهوم الذات الواقعي والمدرك واالجتماعي‬
‫والثالی بدون اللجوء إلى حيل الدفاع التنفسي‪ ،‬ولكن من الصعب جدا الكشف عن‬
‫مفهوم الذات الخاص‪،‬‬

‫يجمع الكتاب والباحثون على أن أحد األهداف الرئيسية لإلرشاد العالجي هو تنمية‬
‫مفهوم واقعی عن الذات‬

‫وأن معظم حاالت سوء التوافق هي نتيجة الفشل في تنمية مثل هذا المفهوم الواقع‬
‫ورسم الخطط التي تتالءم معه‪ ،‬ومن المعلوم أن من ينمي مفهوما منخفضا للذات أو‬
‫أقل من الواقع يكون لديه مشكالت تماثل في حدتها تلك التي تكون لدى من ينمي‬
‫مفهوما بالغا فيه للذات‪.‬‬
‫وقد وجد أن مرضى الذهان يكون مفهوم الذات لديهم مشوها وبعيدا عن الواقع‬

‫ويعتقد معظم الباحثين أن اإلرشاد النفسي يتضمن موقفا خاصا بين المرشد والعميل‬
‫يضع فيه العميل مفهومه عن ذاته كموضوع رئيسي للمناقشة‪ ،‬بحيث تؤدي عملية‬
‫اإلرشاد إلى فهم واقعي للذات وإلى زيادة التطابق بين مفهوم الذات الدرك ومفهوم‬
‫الذات المثالي الذي يعني تقبل الذات وتقبل اآلخرين والتوافق النفسي والصحة‬
‫النفسية‪.‬‬

‫وفي مجال اإلرشاد المهني يعتقد الباحثون أن الوعي بمفهوم الذات المهني‬
‫يعتبر عنصرا هاما في الوعي بالذات‪ .‬فالفرد مثال يجب أن يتصور مهنة مثل‬
‫التدريس على أنها مناسبة لذاته قبل أن يختارها كمهنة لذاته‪.‬‬
‫وفي مجال اإلرشاد الزواجي وجدت إليانور الکي‬
‫عالقة جوهرية بين مفهوم الذات الموجب وبين التوافق بين الزوجين‪ ،‬وأوصت أن‬
‫يكون اإلرشاد الزواجي مركزة حول الشخص وليس ممركز حول المشكلة‪.‬‬

‫وفي مجال اإلرشاد العالجي تأكدت األهمية الخاصة لمفهوم الذات العام وخطورة‬
‫مفهوم الذات الخاص وضرورة البوح والتصرف‪ R‬في محتواه المهدد‪ ،‬عن طريق‬
‫اإلرشاد والعالج المركز حول العميل‬

‫واخيراً وليس اخيراً أتمنى ان ينال الموضوع اعجاب من يقرأه‪ ،‬وأتمنى ان‬
‫أكون قدمت معلومات مفيدة وقيمة و السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‬

‫المرجع‪:‬‬
‫كتاب‪ ‬التوجيه واإلرشاد النفسي‪ ‬المؤلف‪ :‬الدكتور حامد عبد السالم زهران‬
‫الطبعة‪ :‬الثالثة‬

You might also like