Professional Documents
Culture Documents
هذه المكونات هي :الذات ،مفهوم الذات ،الخبرة ،الفرد ،السلوك ،المجال الظاهري
الذات:
تمثل الذات قلب نظرية روجرز .ومفهوم الذات ،قديم قدم الحضارة المصرية وقد
مر مفهوم الذات ،بنمو دیني فلسفي عبر التاريخ ،واقتبسه المفكرون اليونان مثل
أفالطون وسقراط وأرسطو وفلسفوه ،ثم احتضنه المفكرون العرب مثل العالمة ابن
سينا في القرن العاشر والعالم الفيلسوف ابو حامد الغزالي في القرن الحادي عشر،
وهكذا نرى أن مفهوم الذات ،قديم قدم الحضارة المصرية ذاتها ،وجديد جدة أي
مفهوم نفسی معاصر وضع تحت ضبط البحث التنفسي العلمي ،ويلخص تاريخ
الذات ومكانها في علم النفس
الذات:
هي كينونة الفرد أو الشخص وتنمو الذات وتنفصل تدريجيا عن المجال اإلدراكي
وتكون بنية الذات نتيجة للتفاعل مع البيئة.
وتشمل الذات المدركة ،والذات االجتماعية ،والذات المثالية.
وقد تمتص قيم اآلخرين ،وتسعى إلى التوافق واالتزان والثبات وتنمو نتيجة للنضج
والتعلم ،وتصبح المركز الذي تنظم حوله كل الخبرات.
مفهوم الذات:
منذ أن بدأ روجرز في بلورة نظرية الذات أصبح (مفهوم الذات) من أهم
موضوعات البحث في علم النفس ،وأصبح ذا أهمية خاصة في اإلرشاد والعالج
الممركز حول العميل
ويمكن تعريف مفهوم الذات بأنه تکوین معرفی منظم ومتعلم للمدركات الشعورية
والتصورات والتقييمات الخاصة بالذات ،يبلوره الفرد ،ويعتبر
تعريفا ً نفسيا ً لذاته.
ويتكون مفهوم الذات من أفكار الفرد الذاتية المنسقة المحددة األبعاد عن العناصر
المختلفة لكينونته الداخلية والخارجية.
وتشمل هذه العناصر المدركات والتصورات Rالتي تحدد خصائص الذات كما تنعكس
إجرائيا في وصف الفرد لذاته كما يصورها هو مفهوم الذات المدرك
ووظيفة مفهوم الذات وظيفة دافعية وتكامل وتنظيم وبلورة عالم الخبرة المتغير
الذي يوجد الفرد في وسطه.
ولذا فإنه ينظم ويحدد السلوك ،وينمو مفهوم الذات تكوينيا ً كنتاج للتفاعل
االجتماعي جنبا إلى جنب مع الدافع الداخلي لتأكيد الذات وعلى الرغم من أنه ثابت
إلى حد كبير إال أنه يمكن تعديله وتغيره تحت ظروف معينة
ومن المالحظات الهامة حول مفهوم الذات انه اهم من الذات الحقيقة في تقرير
السلوك وعوامل تؤثر في تكوين الذاتR:
-الخبرة:
يمر الفرد في حياته بخيرات كثيرة والخبرة هي شيء أو موقف يعيشه الفرد في
زمان ومكان معين ،ويتفاعل الفرد معها وينفعل بها ،يؤثر فيها ويتأثر بها.
والخيرة متغيرة ويحول الفرد خبراته إلى رموز يدرکها ويقيمها في ضوء مفهوم
الذات وفي ضوء المعايير االجتماعية أو يتجاهلها (على أنها ال عالقة لها ببنية
الذات) أو ينكرها أو يشوهها (إذا كانت غير متطابقة مع
البنية الذات) ۔
والخبرات التي تتفق وتتطابق مع مفهوم الذات ومع المعايير االجتماعية تؤدي إلى
الراحة والخلو من التوتر وإلى التوافق النفسي والخبرات التي ال تتفق مع الذات
ومفهوم الذات والتي تتعارض مع المعايير االجتماعية يدركها الفرد على أنها تهديد
ويضفي عليها قيمة سالبة.
وعندما تدرك الحيرة على هذا النحو تؤدي إلى تهديد وإحباط مركز الذات والتوتر
والقلق وسوء التوافق النفسي وتنشيط وسائل الدفاع النفسي التي تعمل على تشويه
المدركات واإلدراك غير الدقيق للواقع.
-الفرد:
والفرد قد يرمز أو بتجاهل أو ينكر خبراته المهددة فتصبح شعورية أو الشعورية.
والفرد لديه دافع اساسی لتأكيد وتحقيق وتعزيز ذاته.
ويتفاعل الفرد مع مواقعها في إطار ميله لتحقيق ذاتها،
-السلوك:
والسلوك هو نشاط موجه نحو هدف من جانب الفرد لتحقيق وإشباع حاجاته كما
يخبرها في المجال الظاهري کما يدركه.
ويتفق معظم السلوك مع مفهوم الذات ،ومع المعايير االجتماعية ،وبعضه ال يتفق
مع بنية الذات والمعايير االجتماعية.
وأحسن فهم لسلوك الفرد يكون من وجهة نظر الفرد نفسه ومن داخل إطاره
المرجعي أي من داخل مجاله اإلدراكي.
ويعبر روجرز عن ثقته في التقارير الذاتية عن السلوك بدرجة أكبر من المعلومات
التي تنتجها االختبارات والمقاييس من إطار مرجعي خارجي
وأحسن طريقة إلحداث التغير في السلوك هي أوال إحداث التغير في مفهوم الذات.
وهذا ما يحاول المرشد إحداثه في طريقة اإلرشاد الممركز حول العميل وبعبارة
أخرى المركز حول الذات
الذات البصيرة :التي يتحقق منها الفرد عادة عندما يوضع في موقف
تحليلي شامل مثل ما يحدث في عملية اإلرشاد أو العالج النفسي المركز حول
العميل.
ومحتوى مفهوم الذات الخاص يكون معظمه مواد غير مرغوب فيها اجتماعيا
(خبرات محرمة أو محرجة أو مخجلة أو معية أو بيضة أو مؤلمة ...إلخ)،
وال يجوز إظهاره أو كشفه أو ذكره أمام الناس ،وتنشط الذات تماما للحيلولة دون
خروج محتواه.
وهكذا يبدو مفهوم الذات الخاص وكأنه العورة النفسية للفرد
إن من السهل على الفرد الكشف عن مفهوم الذات الواقعي والمدرك واالجتماعي
والثالی بدون اللجوء إلى حيل الدفاع التنفسي ،ولكن من الصعب جدا الكشف عن
مفهوم الذات الخاص،
يجمع الكتاب والباحثون على أن أحد األهداف الرئيسية لإلرشاد العالجي هو تنمية
مفهوم واقعی عن الذات
وأن معظم حاالت سوء التوافق هي نتيجة الفشل في تنمية مثل هذا المفهوم الواقع
ورسم الخطط التي تتالءم معه ،ومن المعلوم أن من ينمي مفهوما منخفضا للذات أو
أقل من الواقع يكون لديه مشكالت تماثل في حدتها تلك التي تكون لدى من ينمي
مفهوما بالغا فيه للذات.
وقد وجد أن مرضى الذهان يكون مفهوم الذات لديهم مشوها وبعيدا عن الواقع
ويعتقد معظم الباحثين أن اإلرشاد النفسي يتضمن موقفا خاصا بين المرشد والعميل
يضع فيه العميل مفهومه عن ذاته كموضوع رئيسي للمناقشة ،بحيث تؤدي عملية
اإلرشاد إلى فهم واقعي للذات وإلى زيادة التطابق بين مفهوم الذات الدرك ومفهوم
الذات المثالي الذي يعني تقبل الذات وتقبل اآلخرين والتوافق النفسي والصحة
النفسية.
وفي مجال اإلرشاد المهني يعتقد الباحثون أن الوعي بمفهوم الذات المهني
يعتبر عنصرا هاما في الوعي بالذات .فالفرد مثال يجب أن يتصور مهنة مثل
التدريس على أنها مناسبة لذاته قبل أن يختارها كمهنة لذاته.
وفي مجال اإلرشاد الزواجي وجدت إليانور الکي
عالقة جوهرية بين مفهوم الذات الموجب وبين التوافق بين الزوجين ،وأوصت أن
يكون اإلرشاد الزواجي مركزة حول الشخص وليس ممركز حول المشكلة.
وفي مجال اإلرشاد العالجي تأكدت األهمية الخاصة لمفهوم الذات العام وخطورة
مفهوم الذات الخاص وضرورة البوح والتصرف Rفي محتواه المهدد ،عن طريق
اإلرشاد والعالج المركز حول العميل
واخيراً وليس اخيراً أتمنى ان ينال الموضوع اعجاب من يقرأه ،وأتمنى ان
أكون قدمت معلومات مفيدة وقيمة و السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته
المرجع:
كتاب التوجيه واإلرشاد النفسي المؤلف :الدكتور حامد عبد السالم زهران
الطبعة :الثالثة