Professional Documents
Culture Documents
تقديــــــــــــــــــــــم:
يمثل العالج النفسي عند فرويد أهمية كبيرة في مجاالت العالج النفسي ،وذلك نظرا لسبقه التاريخي،
وآلثاره المعاصرة الواسعة على أساليب العالج النفسي المعاصر .وينسب إلى فرويد أنه اكتشف
الالشعور؛ وإن كان هناك من يقول إن علماء آخرين اهتدوا إلى فكرة الالشعور قبل فرويد .ويعود إلى
فرويد الوصف الدقيق والتفصيلي لمحتويات الالشعور ،حيث وصفه بأنه خزان يغلي بالرغبات الجنسية
التي لم تتحقق منذ الطفولة حتى اآلن .ولقد أقام فرويد نظريته األولى عن السلوك البشري نتيجة عمله في
التنويم المغناطيسي ،ثم بخبرته بالتداعي الحر ،وتحليل األحالم خاصة أحالمه هو و أحالم مرضاه.
لقد اهتم فرويد في أول األمر بعالج مرضى الهستيريا ،وهي عصاب نفسي يصيب األطراف والحواس
بالشلل الذي ال يرجع إلى تلف أو خلل عضوي في جسم المريض ،ومنها الشلل الهستيري والصمم و
العمى وحركات األحشاء .ولقد أمكن عالج بعض مرضاه بالتنويم المغناطيسي الذي يساعد على تفريغ
المريض النفعاالته و اإلفصاح عن آالمه.
لقد إشتغل فرويد على ما الحظه على استجابات المريض أثناء عملية التفريغ االنفعالي في مجرى العالج،
وخاصة المظاهر الجنسية ودور الجنس في حياة المريض ،ثم ظاهرة تحويل المريض النفعاالته نحو
المعالج.
اعتمد فرويد في العالج على مبدأ الحتمية النفسية ومؤداها أن لكل معلول علة ،أو لكل سبب نتيجة
فالظاهرة النفسية كالظواهر الطبيعية ال توجد بدون سبب ،فاألفكار واألفعال و االنفعاالت التي كان يظن
أنها تأتي عبثا أو ال معنى لها ال بد وأنها ترجع إلى سبب ما شعوري أو ال شعوري.
كذلك أدرك فرويد بأن هناك كثيرا من األفعال التي تعزى خطأ ً ألسباب شعورية ،ولكنها في الحقيقة ترجع
ألسباب ال شعورية ،ال يفطن المرء لها ،وال يعيها أو يدركها ،وال يعترف بها .وفي أواخر القرن الماضي
أدرك فرويد بأن التفريغ االنفعالي أثناء النوم وأثناء اليقظة اليساعد في الكشف عن الالشعور ولذلك اهتدى
إلى استعمال التداعي الحر سواء تحت تأثير التنويم المغناطيسي أو بدونه .
استوحى فرويد نظريته التي تعطي أهمية بالغة للجانب الجنسي ،من حياة الفرد ،وكذلك من توغل
المشكالت وارتداد جذورها إلى مرحلة الطفولة المبكرة التي يعطيها فرويد األهمية الكبرى في تشكيل
شخصية الفرد .وتقوم نظريته على أن الطاقة الجنسية الحيوية أو مايسمى الليبيدو libidoتدفع الفرد نحو
اللذة ويسير اإلنسان نحو النضج الجنسي والنفسي ،ولكن إذا قابلته معوقات قوية فإن نموه قد يثبت أو يجمد
عند مرحلة معينة من مراحل النمو ويظهر هذا الجمود في شكل أعراض مرضية .
الخلفية التاريخية للتحليل النفسي
ما قبل فرويد
اكتشاف األثر المرضي للذكرى المنسية لحادث ما وارتباطه بانفعاالت عنيفة ,وان تذكر الصدمة النفسية
أو الجرح النفسي تستعاد في التنويم المغناطيسي وليس في اليقظة والعالج من خالل اإليحاء ,والعصاب
نتيجة ضعف نفساني ( في التوتر)يؤدي لضعف اإلرادة وقدرة االختيار .
_1االهتمام باألعصاب وخاصة الهستيريا .
_2التنويم هو وسيلة االستقصاء واالستكشاف للحوادث الصادمة .
_3اكتشاف مفعول الذكريات غير الواعية المسببة للصدمة النفسية .
_4التأثير العالجي للتنويم المغناطيسي:
نشأته وحياته
ولد سيجموند فرويد عام 1856ألبوين يهوديين في مدينة تسمى فرايوغ في(تشيكوسلوفاكيا) سابقا ,وكان
فرويد األخ األكبر لثمانية إخوة ,وكان أبوه يعمل في تجارة الصوف ,انتقل مع أبيه وأسرته إلى فينا وهو
ابن الرابعة من العمر ,درس الطب في جامعة فينا وتخرج منها عام ,1881تأثر كثيرا بأفكار دارون التي
في النشوء االرتقاء والتي تقول أن أصل اإلنسان حيوان ,كان هدف فرويد أن يصبح عالما مشهورا لذلك
لم يكن متحمسا لمهنة الطب وفي فينا التقى فرويد بأستاذه الكبير (ارنست بروك) حيث عمل معه في
مختبره وحصل على شهادة الماجستير ,ثم سافر إلى فرنسا في بعثة دراسية (الزيود ,1998,ص) 19
وعندما رحل فرويد إلى فرنسا من أجل الدراسة أصبح طالبا بإحدى مستشفياتها وقد التقى العالم (شاركو)
الذي تأثر به في مجال بحوثه عن الهستيريا ,وفي خريف 1886استقر به األمر في فينا كطبيب أخصائي
في األمراض النفسية ,وقد استخدم في ذلك الوقت العالج بالكهرباء والتنويم المغناطيسي(الخواجا2002.
,ص) 42
وفي عام 1891ظهرت أول بحوث فرويد في الشلل الدماغي ,وشاركه في ذلك العالم (اوسكار) وقد تأثر
فرويد بعلم الطبيعة وخاصة الطاقة والديناميات ,وبفضل عبقريته فقد اثبت انه من الممكن تطبيق
الديناميات على شخصية اإلنسان ,وعندها بدأ يرسي دعائم علم النفس الدينامي والذي يدرس تحوالت
الطاقة وتغييراتها المتبادلة في صميم الشخصية ,وقد كان هذا العمل من أعظم انجازات فرويد وهو الحدث
الجوهري في علم النفس ,وفي عام 1900اصدر كتابه الشهير:
(تفسير األحالم) ثم اصدر بعده عددا من الكتب الممتازة في فترة قصيرة (الخواجا ,2002,ص) 42
مسلمات النظرية :
_1الغريزة الجنسية هي األساس ألكثر العمليات العقلية عند الفرد.
_2كل أنواع السلوك التي تصدر عن الفرد تعود لألعماق وتعمل على توجيه السلوك والتفكير .
_3السنوات الخمس في حياة الطفل ذو أهمية كبيرة في حياة الفرد النفسية .
_4حتمية السلوك:قد يكون ظاهر أو مخفي ,منطقي أو غير منطقي.
_5الفرق بين السوي وغير السوي فرق في الدرجة فقط.
_6الحلم ليس حالة من العماء إنما حقيقة واقعية منطقية ولغة رمزية .
المنطلق الفلسفي لدى فرويد:
إن نظرية فرويد لم تكن متفائلة للطبيعة البشرية فهي تنظر إلى اإلنسان في تشاؤم على انه شهواني
وعدواني ...ويوضح فرويد أن التحليل النفسي هو إجراء قائم بذاته مستقل بنوعه وشيء غريب في بابه ال
يمكن فهمه إال عن طريق التسليم بفروض ونظريات علمية جديدة ,والتحليل النفسي يقوم على أساس
التسليم بنظرية العقل الباطن والتي تفرض تقسيم الحياة العقلية إلى الشعور والالشعور وان تفكيرنا الظاهر
وتصرفاتنا الشعورية ما هي إال نتيجة للعمليات الالشعورية التي تحدث في العقل الباطن ,وتكون مستقلة
عن إرادتنا والعقل الباطن يمكن التدليل عليه بإجراء التحليل كما ويمكن التدليل على وجوده بظواهر
التنويم المغناطيسي واألحالم ,ويمكن أن يعرف التحليل النفسي بأنه ( فن دراسة العقل الباطن ,وهذه
الدراسة تقوم على أسلوب فني خاص يسمى أسلوب التداعي الحر لسبر أعماق الالشعور وكشف ما
يحتويه من غرائز وميول فطرية أو شهوات مكبوتة يجهلها الفرد ولكنها ذات أثر فعال في حياته الشعورية
(الخواجا , 2002,ص) 43
ان اإلطار الفلسفي الذي انطلق منه فرويد كان من أسس بيولوجية وذلك من خالل طبيعة عمله كطبيب
,وفسر الحياة النظرية لكل فرد على اتجاهين :
االتجاه األول :يتمثل في البناء الجسمي والعضوي لإلنسان وذلك من خالل الجهاز العصبي (زيود 1998,
,ص) 20
االتجاه الثاني :يتعلق باألفعال الشعورية لدى األفراد وأما ما يكون فهو مجهول في منطقة الالشعور
(زيود , 1998,ص) 20
ويذكر الخواجا أن وجهة نظر فرويد في الطبيعة اإلنسانية هي أن اإلنسان غير مخير ,ثم انه أيضا ليس
خيرا أو شريرا ,وان السلوك اإلنساني محكوم بدوافع الشعورية وبيولوجية وغريزية جنسية خالل
السنوات األولى من حياة اإلنسان .
المنطلقات النظرية عند فرويد
التحليل النفسي الكالسيكي الذي طوره فرويد ) (1856-1939
يؤكد االفتراضات التالية فيما يتعلق بالسلوك والشخصية هي:
1-الشخصية مكونة من ثالثة أجهزة وهي الهو id ,واالنا ego ,واالنا األعلى super ego
2-السنوات الخمس األولى من نمو الفرد في الطفولة تعتبر حرجة ,وتقرر إلى حد بعيد سلوكه كراشد في
المستقبل سواء أكان سويا أم شاذا.
3-النزعات الجنسية تعتبر محددات لسلوك الفرد .
4-معظم سلوك الفرد محكوم بمحددات ال شعورية (جامعة القدس المفتوحة ) 1992,
المفاهيم األساسية للنظرية التحليلية :
•منهج التحليل النفسي :يقوم على أساس استعادة حقيقي لألحداث القديمة عند الفرد وذلك إلخراج ما في
الالشعور إلى الشعور
•الغريزة الجنسية :لها دور هام في نشأة الشخصية وبنائها وكذلك لها دور بالنسبة لألمراض النفسية
والعقلية
•السنوات الخمس األولى :من عمر اإلنسان ذات دور هام في الشخصية سواء في االتجاه نحو الشخصية
السوية أو المرض النفسي
•توجد حياه نفسية :وهي الالشعور وما قبل الشعور ومنطقة الشعور .وأما بالنسبة لالشعور فيتم الكشف
عنه من خالل األحالم وزالت اللسان .
•نمو اإلنسان يمر في مراحل خمس هي :الفمية ثم الشرجية ثم القضيبية ثم الكمون ثم التناسلية .ويمكن
تفسير شخصية اإلنسان الراشد تبعا للمرحلة النفسية التي حدث فيها "تثبيت"
*مكونات الشخصية هي األنا والهو واالنا األعلى .ويتوقف مدى تحقيق الصحة النفسية على كفاءة الوظيفة
التوفيقية لألنا* .يعتمد التحليل النفسي كطريقة للعالج على التداعي الحر من قبل المريض وتفسير األحالم
من قبل المعالج وكذلك تنفيس االضطراب الذي يهيئ تعبيرا أو مصرفا لالنفعاالت المكبوتة
*األمراض العصابية :ترجع إلى الرغبات بأنواعها والتي تم كبتها .والعلل والرغبات يجب أن يبحث عنها
في الماضي.
* يعتمد التحليل النفسي على فهم عملية التحويل عند المريض سواء أكانت ايجابية أم سلبية ويقو المعالج
بتفسير هذا التحويل (الخواجا ,2002,ص) 43
*القلق قسم إلى ثالثة أنواع هي :القلق الموضوعي الذي هو رد فعل لخطر معين ,والقلق العصابي الذي
ال تتضح معالم مثيره ,والقلق الخلقي والذي مصدره األنا األعلى (الرفاعي 1982,ص) 210
نظرية الشخصية theory of personality
ان مفهوم الشخصية في نظرية التحليل النفسي الذي يرتكز على بناء الشخصية هو احد القواعد األساسية
في مكونات الشخصية الثالث التي لكل مكون مننها خصائصه وصفاته ومميزاته التي تشكل الشخصية
وأول هذه المكونات
1-الهو )(the id
التي هي منبع الطاقة الحيوية والنفسية ومستودع الغرائز والدوافع الفطرية ,التي تمثل األساس الغريزي
الذي ينتج عنه الطاقة النفسية ,وهو فطري سيكولوجي وموجود منذ البداية مع الطفل وهو مستودع
الغرائز مثل غرائز اللذة والحياة والموت التي تعمل تحت سيطرة الهو بشكل الشعوري حيث ان وظيفة
الهو األساسية تتمحور على جلب الراحة للفرد (الزيود ,1998,ص)22
والهو ذلك القسم األولي المبكر الذي يظم كل ما يحمله الطفل معه منذ الوالدة إلى األجيال السابقة أي انه
يحمل ما يسميه فرويد غرائز اللذة والحياة والموت ,وما هو موجود فيه ال يخضع لمبدأ الواقع أو مبادئ
العالقات المنطقية لألشياء بل يندفع بمبدأ اللذة االبتدائي وكثيرا ما ينطوي على دوافع متضاربة وانه
الشعوري ويمثل الطبيعة االبتدائية والحيوانية في اإلنسان ( الرفاعي ,1982,ص)113
وأيضا يشمل الهو جميع الموروثات الحسية والعصبية واالنفعالية والبيولوجية والفسيولوجية والجنسية بما
فيها الغرائز التي تمثل الالشعور شواء كان مكبوتا أو غير مكبوت أي انه يمثل الماضي والموروثات من
دوافع وغرائز تتصف بالفعالية والنشاط وتعمل بمبدأ اللذة لذلك فهي تعرض األنا لفقدان التوازن في توفيقه
بين الهو واالنا األعلى (العزة وعبد الهادي ,1999,ص)17
ويمثل الهو النظام األساسي في الشخصية وهو المصدر الرئيسي للطاقة النفسية والبيولوجية والغرائز
والدوافع وهو جانب يتقصه التنظيم كونه أعم وملح ويتطلب الكثير حيث انه مثار دائما وال يستطيع تحمل
التوتر ولذلك يعمل إلزالة التوتر والعودة بالعضوية إلى حالة بالتوازن ,ويحكم الهو بمبدأ اللذة التي تهدف
تقليل األلم وإزالته والتخلص من التوتر للحصول على المتعة وألنه غير منطقي وأخالقي ويحركه اعتبار
واحد هو إشباع الحاجات الغريزية بما يتماشى مع مبدأ اللذة فهو لم ينضج ولم يكبر وسيبقى الجانب المدلل
من الشخصية إنما يتمنى ويتصرف .والهو الشعوري وبعيد عن الوعي وتتم معظم نشاطاته في الالشعور
الذي يؤثر على سلوك الفرد دون يكون شاعرا به (الخواجا ,2002,ص)48
فتحقيق اللذة وتجنب األلم في الهو تتم من خالل عمليتين :
أ -الفعل المنعكس ويؤدي بدوره إلى إمكانية تخفيف التوتر عند الفرد مباشرة مثل الغمز بالعين
ب -العمليات األولية والتي تتمثل في عملية تفريغ التوتر عن طريق تكوين صورة لموضوع ما يؤدي من
خالله إلى إزالة التوتر وذلك مثل الجوع عند الفرد والصورة التي تزيل التوتر هو الطعام ,وهي تمثل
تحقيق الرغبة ,وكذلك ما يفعله اإلنسان في أحالم الليل التي يعتقد فرويد أنها تمثل دائما محاولة تحقيق
الرغبة عند الفرد العادي (الزيود ,1998,ص)23
2-األنا ) ( the ego
هو العالم الواقعي الشعوري ألنه يتوسط بين الغرائز والدوافع والبيئة المحيطة ويتحكم األنا بالشعور
ويمارس الرقابة ويسير حسب مبدأ الواقع ,ألنه يفكر بالدوافع والمنطق ويكون خطط عمل إلشباع
الحاجات والغرائز ( األنا هو أساس الذكاء والعقالنية كونه يراقب ويضبط اندفاعات الهو العمياء) حيث
انه يميز بين الصورة العقلية (العالم الخاص ) واألشياء كما هي موجودة في الواقع وهو مركز الشعور
واإلدراك الحسي الداخلي والخارجي والعمليات العقلية ويظهر األنا إلى حيز الوجود بعد ان يتعرض الفرد
لقيود الواقع ,فيميز بين ما يرغب في الحصول عليه ,وما يستطيع الحصول عليه .وتقوم األنا على أساس
مبدأ الواقع وتعمل على تحقيق اللذة وتجنب األلم مع اخذ الواقع بعين االعتبار (جامعة القدس المفتوحة ,
) 1992
وينشأ ويتطور األنا ألن الطفل ال يستطيع ان يشبع دوافع الهو بالطريقة االبتدائية التي تخصها ,ويفرض
عليه ان يواجه العالم الخارجي وان يكتسب منهم بعض الصفات والمميزات ويفكر تفكيرا واقعيا ومعقوال
وموضوعيا يتماشى مع األوضاع االجتماعية المقبولة (الرفاعي ,1982,ص)113
ووظائف األنا تتمثل في حماية الشخصية من األخطار التي تهددها في العالم الخارجي كالعدوان من خالل
السيطرة على الغرائز وضبطها الن إشباعها بالطريقة االبتدائية يؤدي إلى خطر على الشخص وهنا تكون
وظيفة األنا أن يقرر " متى وأين وكيف " يمكن لدافع ما ان يحقق غرضه أي ان على األنا آن يحتفظ
بالتوتر حتى يجد الموضوع المناسب لنشره مخضعا مبدأ اللذة لحكمه مؤقتا (الرفاعي ,1982,ص)13
و إيجاد مسارب آمنة للغرائز والصراعات ,التوفيق بين متطلبات الهو الغريزية والالشعورية ومتطلبات
األنا األعلى المتمثلة بالضوابط االجتماعية والسعي للكمال ( الخواجا ,2002,ص)48
ويستمد األنا طاقته من الهو ويعمل لخدمته ويمثل األنا الممثل األساسي للشخصية وإعطاء األسلوب التي
تتم فيها عملية اإلشباع (الزيود,1998,ص)24
وان الفشل في تطوير عمليات األنا النمائية يقود إلى االضطراب والتثبيت والدفاعات .ويساعد نمو األنا
على النضج واالبتعاد عن المرض النفسي ,وان عدم تطور ونمو األنا وعدم قدرته على إيجاد مخارج
مريحة آمنة لالنا األعلى سوف يقود إلى االكتئاب والقلق وعدم االنجاز فاألنا يهدف إلى التخلص من
الصراعات الالشعورية الموجودة في مرحلة الطفولة واالنتقال بها متحررة من سن المراهقة إلى سن
الرشد والعيش باستقاللية ونجاح وإنتاجية( .الخواجا،2002,ص)48
3-األنا األعلى ) (super ego
ويمثل الرقيب الالشعوري التي تتمثل في سلطة الوالدين والمجتمع والتقاليد الموجودة فيه وهي تقاوم
االندفاعات الغريزية وتشكل دور اآلخرين في تربية الطفل خالل مراحل حياته األولى (العزة وعبد الهادي
,1999 ,ص)18
وهو مستودع المثاليات واألخالق والضمير والمعايير االجتماعية وهو ما يمثل الجانب العدلي القضائي
واألخالقي للشخصية أي انه نظام إصدار الحكم على التصرف ان كان جيدا أو سيئا ,خير أو شر ,صح
أو خطأ ,أي انه يمثل الجانب المثالي وليس الواقعي ويسعى على الدوام لتحقيق حالة الكمال من خالل
تطبيق مثاليات المجتمع اإلنساني من قيم ومثل اجتماعية ودينية التي نقلت إلى الطفل من والديه في سن
مبكرة من خالل المكافأة التي تتمثل في االعتزاز والحب الذاتي ,والعقوبات بما تمثله المشاعر الذنب
والندم والدونية ,ووظيفة األنا األساسية كبح اندفاعات الهو الجنسية والعدوانية وإقناع األنا باستبدال أهدافه
الواقعية بأخرى مثالية في السعي للكمال (الخواجا ,2002,ص)49
ان األنا هو الذي يوجه وينظم عمليات تكيف الشخصية مع البيئة ,كما ينظم ويضبط الدوافع التي تدفع
بالشخص إلى العمل ,ويسعى جاهدا الوصول بالشخصية إلى األهداف المرسومة التي يقبلها الواقع,
والمبدأ في كل ذلك هو الواقع.
إال انه مقيد في هذه العمليات بما ينطوي عليه (الهو) من حاجات ,وما يصدر عن ( األنا األعلى ) من
أوامر ونواه وتوجيهات .فأن عجز عن تأدية مهمته والتوفيق بين ما يطلبه العالم الخارجي وما يتطلبه
(الهو) وما يميله (األنا األعلى )كان في حالة من الصراع يحدث أحيانا أن يقوده إلى االضطرابات النفسية
( .الرفاعي ,1982,ص)114
مراحل تكوين الشخصية عند الطفل :
يعتقد فرويد ان تطور الفرد يسير عبر سلسلة من المراحل النمائية المتمايزة ,وفي كل مرحلة منها يسود
نمط عام من أنماط السلوك والنشاط ,كما يجابه الفرد أثناءها مشكالت تكيفيه جديدة.
1**-المرحلة الفمية ( السنة األولى ) the oral stage
تبدأ منذ الوالدة وتنتهي في السنة األولى ويعتبر فرويد الفم مصدرا للحصول على اللذة الجنسية ومصدر
للحصول على الطعام والشراب ومنذ الوالدة تتركز الفعالية السيكولوجية حول الفم وخالل هذه المرحلة
تنشئ عالقات عاطفية وروابط انفعالية لدى الطفل ( العزة وعبد الهادي ,1999,ص)18
وقد يأخذ المص شكل مص أصابع اليدين والقدم واأللعاب والسجائر ....الخ على اعتبار ان الفم والشفاه
هي لغة االتصال كونها مناطق حساسة ومثيرة للطفل فأن مص الصدر ينتج عنه مشاعر سارة مرتبطة
بالمتعة واإلثارة الحيوية لدى الرضيع وهناك نشاطان مهمان خالل هذه المرحلة :
أ – السلوك الفمي االسهامي) (Oral – incorporative Behavior
ويدور هذا السلوك حول اإلثارة الحسية الممتعة للفم حيث ان طاقة اللبيدو تتركز في الفم أوال ومع النضج
تنتقل ألعضاء أخرى وتصبح األجزاء النامية الناضجة هي نقاط اإلشباع الرئيسية .وان حرمان الطفل من
اإلشباع الفمي الضروري يمكن ان يقود إلى مشاكل الحقة عندما يصبح بالغا فاألشخاص الذين لديهم
حاجات فميه مبالغ فيها مثل مضغ العلكة واألكل الزائد عن الحاجة والتدخين والتقبيل عند الكبار تعود كلها
إلى اللذة األولى أي أنهم طوروا تثبيت فمي( ( ( Oral – fixationالخواجا , 2002,ص ) 58
ووظيفة الفم قبل ظهور األسنان هي إدخال الطعام واكتشاف العالم الخارجي وعندما تبدأ األسنان بالظهور
يشعر الطفل بالسعادة عندما يقوم بالمص والبلع والعض ويحدث ذلك تأثيرات ايجابية على شخصية الطفل
من ثقة وتفاؤل واهتمام بالمعرفة (الزيود , 1998,ص)28
ب -السلوك الفمي العدواني) (Oral – Aggressive Behavior
بظهور األسنان يصبح سلوك العض هو النشاط الرئيسي ,وخصائص البالغين الذين طوروا تثبيت فمي
عدواني تؤدي إلى سمات مثل السخرية العدائية العدوانية إصدار تعليقات جارحة بحق اآلخرين ...الخ
والشخصية السادية لها صلة في مرحلة النمو الفمي العدواني ,وسلوكات الطمع واالكتساب ألشياء مادية
أكثر من الالزم يمكن ان تنسب لعدم الحصول على الطعام أو الحب الكافي خالل هذه الفترة ,والرضاعة
من األم هي مصدر إشباع بيولوجي ونفسي والحرمان من هذا اإلشباع أو المبالغة فيه يضر األطفال
للتثبيت في هذه المرحلة والحيلولة دون النضج والتقدم في مراحل النمو األمر الذي يخلق لديهم شخصية
فميه تتصف بسمات ثنائية القطبية(التفاؤل والتشاؤم ) ويأتي التفاؤل من خيال الفرد الن األشياء عظيمة (,
التعالي وعدم احترام الذات "الكبرياء ") (,الحسد و واإلعجاب ) الحسد شعور داخلي ناتج عن إحساس
الفرد
بأن هنالك فرد آخر محبوبا من الناس ويحظى بعناية خاصة( ,السلبية والميل للسيطرة ) .أي أن هذه
السمات تأخذ الشكل الرمزي لإلشباع أما باإلفراط فيها وخاصة األشياء المادية فيها لتكون البديل للحب
واإلشباع النفسي(الخواج,2002,ص)52ا
أهم مشاكل الشخصية التي تتطور فيما بعد باالعتماد على هذه المرحلة:
1-عدم الثقة بالنفس
2-الخوف من االتصال
3-رفض العاطفة والحنان
4-الخوف من الحب والثقة باآلخرين
5-القيمة المتدنية للذات
6-العزلة واالنسحاب
7-عدم القدرة على بناء عالقات قوية مع اآلخرين .
2**-المرحلة الشرجية )anal stage
وهي ممتدة من بداية السنة األولى حتى نهاية السنة الثالثة حيث ينتقل مصدر اللذة من الفم إلى مناطق
أخرى كالمنطقة الشرجية وتشمل هذه المرحلة أيضا مرحلتين فاللذة بداية تكون من خالل القذف واإلخراج
واإلمساك واإلبقاء ,والثانية من خالل تدريب الطفل على اإلخراج في بداية السنة الثالثة وما يشعر به من
راحة وأزاله للقلق لتخلصه من الفضالت (الزيود , 1998,ص) 29ويرى فرويد أن المنطقة الشرجية
تصبح العنصر األهم في تكوين الشخصية ويجب على الطفل فيها إن يتقن المهمات التالية:
1-تعلم االستقالل
2-اإلحساس بالقدرة الشخصية
3-تعلم كيفية إدراك المشاعر السلبية والتعامل معها
4-مواجهه متطلبات الوالدين
5-التعامل مع اإلحباط النجم عن التعامل مع األشياء واستكشاف بيئاتهم
6-التحكم بعضالت اإلخراج
7-إرجاء اللذة وإحكامها للواقع( الخواجا , 2002,ص) 60
وتتوقف بعض السمات لألشخاص على الطريقة واألسلوب التي استخدمتها األم في تدريب طفلها على
ضبط عملية اإلخراج فان كان أسلوبها قاسيا فقد يقبض الطفل على عضالته ويصاب باإلمساك وتعمم هذه
االستجابة لدى الطفل ويصبح عنيدا ,وان كان أسلوبها يتسم بالمالطفة والحنان أثناء عملية التخلص من
األوساخ تنمو شخصية سليمة لدى طفلها تتسم بالقدرة على اإلنتاجية والخلق (الزيود , 1998,ص29
وبعض األطفال يحاولن السيطرة على أهلهم من خالل إمساك أو ضبط عمليات اإلخراج وإذا استخدم
األهل أسلوب تدريب قاسي فمن الممكن أن يعبر األطفال عن غضبهم من خالل التبرز في أماكن وأوقات
غير مناسبة ,مما يورث األطفال خصائص مثل القسوة والتعبير عن الغضب بطرق غير مناسبة (الخواجا
, 2002,ص) 61
ويؤكد فرويد أهمية المرحلة الشرجية بقوله ( دع األطفال خالل هذه المرحلة أن يجربوا األشياء بأنفسهم
ودعهم يعملون أخطاء ويشعرون بأنهم محبوبين ومقبولين بالرغم من ارتكابهم لألخطاء واعتبرها فرويد
رسالة لكل أب وأم وملم ومرشد أو معالج لمساعدتهم على إدراك قوتهم كأشخاص لهم كياناتهم الشخصية
المستقلة والفريدة (الخواجا ,2002,ص)61
3-المرحلة القضيبية (3-6سنوات )" "phallic stage
إن النشاط الجنسي يصبح أكثر شدة وتصبح منطقة األعضاء الجنسية هي أساس النشاط ويستمتع الطفل
باللعب بأعضاء جسمه المختلفة .ويعتقد فرويد أن الصراع الرئيسي يدور حول الرغبات الجنسية
الالشعورية المحرمة التي يطورها الطفل نحو األب واألم ,ألن هذه المشاعر مهددة بطبيعتها فإنها تكبت ,
إال أن لها دورا أساسيا في التكييف والتطور الجنسي الالحق ,التي تحدث فيها المتعة العفوية القادمة من
اللعب بأعضاء الجسم حيث يصبح للطفل اهتماما متزايدا في األمور الجنسية مثل حب االستطالع عن
المسائل الجنسية والتخيالت الجنسية ولمس األعضاء ,وأنماط توحد مع الدور
الجنسي (ولد – أب ,بنت – أم ) ,واللعب الجنسي ورغبة في اكتشاف الجسم والفروق بين الجنسين كما
يجرب األطفال سلوكيات جنسية معينة ويمارسون االستمناء " العادة السرية " ويهتمون بالجنس اآلخر
ومشاركتهم األلعاب مثل لعبة الطبيب والمريض ,والميول الجنسية والصراع على الجسم الذي تنصب
عليه رغباتهم الجنسية.
يبدأ الضمير بالتطور ويتعلم األطفال المعايير األخالقية في هذه المرحلة ويلعب التلقين الجامد والغير
الواقعي للمعايير األخالقية من الوالدين في تعليم الطفل دورا هاما وخطيرا والذي يقود إلى سيطرة قوية
لألنا األعلى على الوظائف النفسية للطفل ومشاكل تكييفه الحقا ,فإذا علم اآلباء أطفالهم بأن دوافعهم
الجنسية وحب االستطالع لديهم (الجسمي والجنسي ) هي عبارة عن دوافع خاطئة وشريرة ووسخة ومن
عمل الشيطان ومحرمة فان األطفال سرعان ما يتعلمون الشعور بالذنب تجاه دوافعهم ,وقد يحملون هذا
الشعور بالذنب خالل مرحلة البلوغ مما يؤدي إلى تطوير إعاقة شخصية في االستمتاع بالقرب من
اآلخرين وبناء عالقات حميمة معهم ,إن هذا التلقين الوالدي السلبي يقود إلى ما سماه فرويد بتكوين
الضمير الطفلي "infantile "conscienceوهو عبارة عن خوف شديد وليس ضمير حقيقي ,كما أن
له أثار جانبية كالجمود وغياب المرونة وصراعات عنيفة وشعور بالذنب والندم واستنكار للذات والندم
ولعنها واحترام الذات متدن .ثم استنكارا لذات وشتمها باإلضافة إلى تدني احترام الذات لدى الفرد.
كما يتم من خالل هذه المرحلة تشكيل اتجاهات لدى األطفال للتمتع بأجسامهم وما هو الصحي وما هو
الخطأ ,وماهر الذكري وما هو األنثوي ,ويطور األطفال وجهات نظر حول كيفية االتصال بين الرجال
والنساء ويقررون ألنفسهم كيف يشعرون بأدوارهم كبنات وأوالد .
ويشير فرويد إلى تزامن الشعور بالحب والقرب نحو األم من قبل الطفل الذكر ونحو األب من الطفل
األنثى وهذه الرغبات والصراعات تكبت من خالل طريقتين هما :
++عقدة اوديب :كون األم موضوع حب الطفل األول تتطور لديه مخاوف من الوالد الذي سيعاقبه
لمشاعره الجنسية المجرمة تجاه أمه ,ومن ثم يدرك الطفل أن والده قوي وعنيد ويرغب في االستحواذ
على اهتمام الزوجة أو األم الكامل ,وخالل هذه الفترة يبدأ عملية الكبت ,ويمنع هذا الكبت الطفل من
اإلدراك الواعي الشعوري لمشاعره تجاه أمه فيخاف من انتقام الوالد منه بما يعرف" بعقدة الخصاء " أي
خوف الطفل الكبير من فقد العضوية الذكرية المتمثلة في القضيب بسبب مشاعره ,فيطر إلى إخماد
رغباته الجنسية تجاه والدته (الخواجا ,2002,ص)
وهذه الرغبات التي تكونت من االرضاع واالهتمام والرعاية وما تثيره فيه من إحساسات جسمية بعضها
لذيذ وبعضها مؤلم ,وكذلك أيضا العناية بجسمه وبذلك تنال األم أهمية كبيرة وفريدة ال تتغير وال تزول
مدى الحياة وتصبح عند الجنسين على السواء موضوع أول حب وأقواه ونموذجا لكل عالقات الحب
الالحقة
ويمثل حيازة العضو الذكري لدى الطفل في هذه المرحلة شعورا بالفخر والزهو لما يمثله من لقوة جسدية
وفكرة قوة الذكورة التي تحمله على السعي للحلول مكان والده الذي ينظر إليه بعين الحسد,وجراء عبث
الطفل بعضوه الجنسي تضطر األم لتهديده وما يحمل هذا االمرعلى محمل الجد هو ان من يقوم بهذه
المهمة هو األب ,فتمثل في ذهن الطفل عقدة الخصاء فيتذكر منظر األعضاء التناسلية األنثوية إذا كان قد
اختلس النظر إليها وبعد هذا التهديد تتشكل في عقلية الطفل ان لدى اإلناث نقص معين وعندها يدرك جدية
تهديد األم فيقع تحت تأثير عقدة الخصاء التي أقسى صدمة في حياته المبكرة ,وهذه األحداث والخبرات
الرئيسية لسنين الطفولة األولى هي اخطر مشاكل العهد األول في الحياة وأقوى مصدر الضطراب السلوك
في المستقبل وهذه الخبرات تنسى نسيانا عميقا بحيث تصطدم استعادتها في التحليل النفسي بإنكار قاطع
من قبل الالشعور وانفصالها عنه لدرجة التحريم لما تمثله هذه الخبرة االنفعالية غير التوقع ظهورها
والمستبعد ان الطفل يهتم بها أو يفهمها أو يستطيع تذكرها ,التي تنجم عن المشاهدة المباشرة للقاء الجنسي
بين الوالدين أو السماع به عرضيا ,وما تدفع به هذه الخبرة من إيصال حوافز الطفل الجنسية إلى قنوات ال
يمكن ان تخرج منها بعد ذلك ,فتكبت هذه الخبرات ويكبت تذكرها أيضا مما يفقد األنا سيطرته على
الوظيفة الجنسية مما يؤدي للعزوف عن هذه الوظيفة مما يمهد الطريق للعصاب أو االنحرافات الجنسية أو
تهدم الوظيفة نفسها ( فرويد ,ص)63
++عقدة الكتراElectra complex
إن ما يحدث مع الطفلة األنثى في عمر 2الى 3سنوات يتلخص في حالة النقص جراء فقد عنصر الذكورة
مما لديها مشاعر من الكراهية نحو والدتها (الزيود , 1998,ص) 30
فينتقل موضوع الحب من األم إلى األب وتتطور مشاعر السلبية تجاه األم بسبب النقص وتنافس أمها في
حب والدها وتدرك عندها أنها ال تستطيع ان تحل محل والدتها ,فتبدأ بكبت مشاعر الكره والمنافسة تجاه
والدتها من خالل استخدام التقمص واخذ سمات األم وتقليد سلوكاتها (الخواجا , 2002,ص) 63وآثار هذه
العقدة لدى اإلناث أكثر انتظاما فتؤدي هذه العقدة إلى اتجاه انثوي سوي ,أما إذا تشبثت األنثى برغبتها في
ان تحصل على رمز الذكورة وتكون صبيا فتظهر فإنها تتوجه لحالة من االنحراف تعرف" بعشق النساء"
وتتسم سلوكاتها الحقا بسمات الذكورة على اعتبار الذكورة رمز القوة واالنجاز والفعالية فتزاول إحدى
أعمال الرجال ,وقد يأخذ شكل آخر هو هجران األم التي كانت تحبها ,فتتخذ األب موضوعا بديال وعندما
يفقد اإلنسان موضوع حبه فان الموقف الطبيعي هو ان يتوحد في ذاته بهذا الموضوع ,وتكون هذه العملية
عونا للبنت الصغيرة فيحتل توحدها بأمها محل تعلقها بها فتضع البنت نفسها مكان أمها ومن ثم تتطور
لتأخذ التمني بإنجاب طفل يحل محل النقص.
والعالقة بين عقدة اوديب والخصاء عند الذكور مختلف عنه كثيرا عند اإلناث بل وتتناقض االثنتان فعند
الذكور يفضي التهديد إلى انتهاء عقدة اوديب وعلى العكس عند اإلناث الدافع لعقدة اوديب هو فقد عنصر
الذكورة ,ومع ذلك ال يضير المرأة ان تبقى في موقفها االوديبي األنثوي ,فهي تختار رجل تجد فيه خصال
أبيها وترضى بسلطته وتتحول مرة أخرى لإلنجاب (فرويد ,ص) 66
وان السماح للطفل بإشباع ميوله الجنسية أو حرمانه منها يقوده إلى تثبيت في هذه المرحلة ,وللمرحلة
القضيبية مضامين إرشادية هامة للمرشد الذي يتعامل مع البالغين وهي :
_1على المرشد ان يدرك أهمية التجارب األولية في حياة البالغين
_2مساعدة المسترشد حتى يصبح واعيا لخبرات الطفولة المبكرة عن طريق التخيل
_3أن يشعر ويدرك المسترشد ان اتجاهاته وسلوكياته الحالية شكلت في الماضي وان ال تكون حياته
الحالية ضحية البقاء في الماضي
_4عندما يعيش البالغين هذه الخبرات مرة ثانية يشعرون باألحاسيس المدفونة سابقا ويقدرون على خلق
نهايات جديدة للمتاعب التي خبروها في الماضي (الخواجا , 2002,ص)64
مرحلة الكمونthe latency stage
تبدأ هذه المرحلة في سن الخامسة وحتى السادسة ويغلب عليها الخمول من الناحية العاطفية والجنسية
,وتتطور األحاسيس التي كانت في السابق مشبعة بالجوانب الجنسية إلى عملية من الشعور باإلعجاب
وتمتاز بالهدوء في عملية ضبط الدوافع لدى الفرد ,ويعتقد فرويد ان النشاط الجنسي ال يتوقف في هذه
الفترة إنما يوضع حاجز للدوافع الجنسية الطولية ,ويمكن لها ان تظهر بطريقة جزئية (الزيود)1998,
ويمكن إجمال التغيرات والخصائص في هذه المرحلة
_1أبنية الشخصية الثالث (الهو ,األنا ,األنا األعلى )قد تكونت تقريبا
_2االستمتاع بفترة الراحة النسبية والهدوء جراء اجتياز مشاكل المراحل السابقة وضغوطاتهما
_3تبدأ العالقات االجتماعية خارج األسرة والعالقات الخارجية مع اآلخرين
_4تحول الطاقة النفسية الطفولية إلى _تسامي الدافع الجنسي لنشاطات مفيدة للفرد على شكل إبداع ,فن
,هوايات ,رياضة ,ثقافة,أو بممارسة الردع المعاكس كالتقزز والشعور بالعار والذنب (الزيود)1998,
المرحلة التناسلية the latency stage
وتبدأ هذه المرحلة من الثانية عشر وتطورات هذه المرحلة هامة في ذاتيته فيتحول من حب ذاته إلى
شخص اجتماعي محب لآلخرين ويفضل مصلحة اآلخرين على مصلحته الذاتية وهذه ميزة دالة على
البناء السليم لألنا ,وأيضا هناك نمو في الجانب اإلدراكي من حيث تغير موضوع المتعة لشكل من
العواطف والمشاعر من الجنس اآلخر ويكون قادر ومستعد للزواج (الزيود )1998,
ويرى فرويد ان الفرد يصل إلى هذه المرحلة مع بعض الصراعات ,والتصادم بين الرغبات والقيود
االجتماعية وتتميز هذه المرحلة بما يلي:
_1يتضح التحرك نحو المحلة الجنسية إال إذا كان هناك تثبيت عند مرحلة سابقة
_2تتطور لدى المراهق االهتمامات الغرامية بالجنس اآلخر والتجريب وسلوكيات الكبار
_3بانتهاء مرحلة المراهقة يبني المراهق عالقات ,ويتحرر من سلطة الوالدين
_4مشاكل هذه الفترة الجنسية اقل خطر بكثير من الراحل األولى من حياة الطفل
_5تتضح أهداف الشباب في نهاية هذه المرحلة من خالل القدرة على الحب والعمل بما يجلبه هذان
األمران من رضا وإشباع (الخواجا .) 2002,
طبوغرافية العقل لدى فرويد
مستويات الحياة العقلية
ان المستويات الثالثة التي يقوم على أساس درجة الشعور بالحالة النفسية فقد يكون واضحا جليا أو قريب
من ذلك وقد يكون بعيدا عنها ,إي إن هذه المستويات في األصل ليس تقسيم للحياة النفسية إلى ثالثة أجهزة
,إنما الشعور بالحوادث النفسية والنظر لمكنوناتها من حيث شعورنا بها ساعة النوم وساعة اليقظة,
الشعور consiousnessهو الوسيلة المباشرة الطالع اإلنسان على ما يمر به من الحاالت النفسية أي
االطالع على وجود اللذة والتعب وعلى التردد ,وعلى سير المحاكمات العقلية أي انه وسيلة الذات في
االطالع على ما تنطوي عليه في حاضرها ساعة اليقظة ,ويأخذ الشعور(الرفاعي ,)1982ويمثل الشعور
منطقة االتصال بالعالم الخارجي والداخلي وهي شريحة صغيرة جدا من العقل البشري والجزء األكبر
الباقي منه هو تحت سطح الوعي ,ان منطقة الوعي الكامل واالتصال بالعالم الخارجي هو الجزء السطحي
من الجهاز النفسي (الخواجا ) 2002,
ويقول فرويد "ال حاجة بنا لمناقشة ما نريد ان نقوله عندما نتحدث عن الشعور إذ يتعلق األمر بفكرة
واضحة جلية"(اوسبورن ) 1980,
مظاهر الشعور
_1الشعور كمعرفة حدسية مباشرة من لحظات اإلنسان ,أي انه يشعر باأللم وما يمر به من نجاح أو خيبة
أو محاكمة داخلية
_2االنعطاف المقصود نحو الذات في حاالت التأمل فيها (الشعور التأملي )وهذا السلوك يحتاج إلى القصد
والجهد معا
_3شعور اإلنسان بما يمر به ويطلع عليه أي أن الشعور يكشف العالم لذاته التي تتأثر به (الرفاعي
)1982
ما قبل الشعورpreconscious
يحتوي العناصر غير الموجودة في نطاق الوعي إال انه من الممكن استدعاؤها إلى الوعي بسهولة حيث
يقع ما ندركه في لحظة معينة في نطاق الوعي لفترة ثم نصرف انتباهنا عنه .فينتقل إلى ما قبل الالشعور
ونستطيع نقل األفكار من منطقة ما قبل الشعور إلى الشعور من خالل تركيز االنتباه (جامعة القدس
المفتوحة )1992,واألفكار الكامنة في منطقة ما قبل الشعور ال تمت إلى مستوى الشعور المباشر ألنها
ليست فيه .وهي ال ترجع إلى الالشعور ألنها تختلف عن حالته من حيث سهولة جعلها شعورية ,ومن حيث
قدرة الشعور على استدعائها والتصرف بها ,ومن حيث ما فيها من فعالية ,لذلك تكون بين المستويين ,وان
ما قبل الشعور اقرب إلى الشعور في صفاته .وهو رافد ورقيب للشعور ويعمل ما قبل الشعور وفق مبادئ
,الزمن و الواقع والمنطق نفس مبادئ الشعور ويعتمد على درجات اليقين وفعالية تأخذ شروط الواقع
الواقع الموضوعي بعين االعتبار (الرفاعي )1982
الالشعورthe unconscious
هو القوة الديناميكية المحركة للسلوك الكامنة في منطقة الالشعور التي تحوي مصدر الدوافع والرغبات
ويشكل الالشعور معظم الجهاز النفسي ,والموجودات في الالشعور من الصعب استدعاؤها ألن قوى
الكبت تعارضها ألنها ذو طابع جنسي (الزيود )1998,
والالشعور مستوى يقع فيه جزء كبير من حياتنا النفسية بهذا المفهوم هو حركي ونشط ,والحاالت التي
يحتوي عليها تعمل على الدوام من اجل إظهار نوعا من السلوك الشعوري الفعال في التعبير عنها دون ان
تظهر هي ,لذلك يكون تأثير الالشعور شديد العمق في حياة الشخص وباستطاعته ان يغير أفكار وحياة
الشخص تغييرا كامال دون ان يكون الشخص على وعي بها ,وان يغير بعض األوضاع الجسمية (الرفاعي
) 1982 ,
دالئل وجود الالشعور
يقول فريد ":نحن نطلق لفة الشعور على ميكانيكية نفسية نجد أنفسنا مجبرين على االعتراف بوجودها
ألننا نستنتجها من مظاهرتها بدون ان نعرف شيئا عنها وبعبارة أخرى يبدو انه في مناسبات معينة نتكلم
ونسلك على نحو يبرهن على وجود ميكانيكية (حيل) داخلية تتصف بكل سمات الحياة النفسية بما عدا سمة
الشعور"( اوسبورن)1980,
_1التأمل في ظواهر ما بعد التنويم المغناطيسي فيقوم من مورست عليه عملية النوم بتنفيذ ما طلب منه
وإيجاد مبرراتها (اوسبورن )1980,
_2اكتشاف أن قشرة المخ( اللحاء) المكونة من ثالثة ماليين خلية عصبية دائما في حالة نشاط فانه يعطي
األساس الفسيولوجي لفكرة األعمال النفسية الالشعورية على ان جميع المورثات الحسية نابعة من نشاط
المخ (اوسبورن )1980,
_3األحالم هي الطريق الرمزي أو الواضح لهذه المنطقة ,وأيضا ننام أحيانا وفكرنا مشغول بمشكلة معينة
وبعد مرور فترة زمنية يظهر الحل كما لو كان العقل جادا في التفكير باستمرار في المشكلة بدون ان يخبر
الشعور بذلك(الرفاعي ) 1982,
_4زالت القلم واللسان وكثير من األخطاء اليومية تشير لوجود الشعور وتولد أعمال نفسية الشعورية
(اوسبورن )1980,
_5حتمية الظواهر الطبيعية تؤكد ضرورة وجود الشعور,فليس هناك أحداث على درجة منن الصغر
والضآلة بحيث تفلت من الخضوع لتتابع الظواهر الكلي ,والنظرية الدينية تقول( ان ما من عصفور يهوي
إلى األرض إال إذا شاء هللا) فالسببية واضحة هنا وراء األحداث ,وما األحالم وما يحدث في أعقاب التنويم
المغناطيس ,وزالت القلم واللسان ونسيان المؤقت واألفعال التي نجد أنفسنا مجبرين عليها إال خير دليل
على حقيقة عالم الالشعور (فرويد ) 1978,
صفات الالشعور
_ 1ال تخضع عمليات الالشعور للزمن (أي أنها ال تتأثر بالزمن وليس لها نتائج زمنية )
_2تميل العمليات الالشعورية إلى اخذ الشكل الرمزي ,أي أنها تستخدم الصور والكلمات التي هي رموز
للمعاني والدوافع والرغبات من غير أن تسمي هذه الحاالت بوضوح
_3العمليات الالشعورية تتصف بأنها غرضيه كحاجة الشخص المصاب باضطراب معين إلى ,األمن ,أو
االعتبار أو الخالص من إثم معين
_4يحتل الدافع الجنسي المكانة األولى في الالشعور وكثيرا ما يكون وراء العقد التي تأخذ مكانها في
الالشعور
_5الحاالت الالشعورية فعالة ونشطة وتعمل على الدوام في الصحو والنوم ,وتعمل بمبدأ العملية األولية
فال تتأثر بمقتضيات الزمن أو الواقع أو النظام أو الواقع أو المنطق (الرفاعي ) 1982,
الغرائزthe instincts
الغرائز هي التركيب الرمزي غير المشاهد أو القوة التي يفترض وجودها وراء التوترات المتأصلة في
حاجات الكائن العضوي الحي وتمثل مطالب الجسم في الحياة النفسية,
والغرائز هي من يثير السلوك ويوجهه بهدف اإلشباع الذي يزيل التوتر ,وهي متكررة ألنها تعاود الفرد
باستمرار ,ولكل غريزة مصدرها الذي يمدها بالطاقة الضرورية في حالة التوتر والتهيج داخل الجسم ولها
موضوع تتجه إليه من اجل اإلشباع وهدفها القضاء على التوتر ,ومكان هذه الغرائز في (الهو ) وتكون
على شكل مجموعتين
_ 1غريزة الحياة :مجموعة أروس:بمعنى الحب وإثارة المشاعر الجنسية ويطلق عليها أيضا (غريزة
الحياة ) وهي تعمل لحفظ الذات والبقاء وحب الحياة والزواج والحب بأشكاله وطاقت هذه الغريزة تسمى
اللبيدو(الخواجا )2002,
_2غريزة الموت :وتهدف هذه الغريزة للعمل على النقيض مع غريزة الحياة وتدفع غرائز الموت إلى
التدمير الخارجي والداخلي ,وتقود كل ما هو حي إلى حالته الماضية غير العضوية
(الخواجا)2002,ويقول فرويد ان هدف الحياة هو الموت استنادا إلى أن كل إنسان يموت ,ويوجد صراع
بين هاتين الغريزتين الموت والحياة ,وينتج عن هذا الصراع السلوك المتوافق أو المتعارض من
الغريزتين والعكس يؤدي الضطراب في السلوك (الزيود )1998,
يرى فرويد أن الغرائز تعمل حسب مبدأ اللذة وإذا لم يتحقق لها ذلك تتقهقر على شكل انحرافات جنسية أو
تتطور وتأخذ شكل التصعيد sublimationويقول أنها تملك توتر وطاقة دائمة في الالشعور وتتحرك
هذه الغرائز وفقا لمختلف المؤثرات العضوية الداخلية(العزة وعبد الهادي ) 1999,
خصائص الغريزة
إن الحديث عن خصائص الغريزة يؤخذ من أربعة جوانب هي مصدرها ,وهدفها ,وموضوعها ,وقوتها
_1من حيث المصدر فهو الحاجة والحالة الجسدية مثل الجوع ...
_2من حيث الهدف من خالل عملية التخلص من التوتر والتهيج واالستثارة
_3من حيث الموضوع فيظهر من خالل أنواع السلوك وأشكاله وأساليبه والنشاط الذي يحدث بين ظهور
الرغبة وتحقيقها
_4أما القوة فتتبين بمدى الحاجة لها مما قد يزيد من شدتها أو يقلل منها (الزيود,1998,ص) 26
وهناك حاالت تظهر فيها السلوكات المرتبطة بمجموعتي الغرائز فمثال في (السادية )اللذة بتعذيب اآلخر
,أو الحب الذي يسبب اإليذاء (الحب الذي يقتل ) نالحظ ان اإلشباع الجنسي يستمد من آآلم التي يعاني منها
الموضوع الجنسي ويكون خليطا من غريزة حفظ الذات والرغبة في تدمير الذات ,لذلك هذان الميالن ال
يمكن فهمهما إال بافتراض انصهار الغريزتين المختلفتين ويرى فرويد ان كل الميول الغريزية تجد أصلها
في صهر الغريزتين بدرجات متفاوتة ,والمازوخية (التلذذ بتعذيب النفس ) عند تجريدها من عنصرها
الجنسي يكون هناك ميل إلى تدمير وتحطيم الذات أي أنها في األصل أقدم من السادية في كون العدوان
موجه للداخل ,أما في حالة السادية فان غريزة التدمير ال توجه نحو الذات إنما للخارج لتأخذ شكل العدوان
حيث يقول فرويد "كل شيء يحدث كما لو كنا رغبة في حماية أنفسنا من التحطيم الذاتي ,نجد لزاما علينا
تحطيم أشخاص غيرنا أو أشياء "ويقول عن فكرة الحرب "ما هي إال تلهية لغريزة التدمير بتوجيهها إلى
العالم الخارجي " (اسبورن ) 1980,
القلق عند فرويد
تحدث فرويد عن أنواع مختلفة من الخوف وقال ان اإلشارة فيه يمكن ان تأتي من العالم الخارجي وقد
تكون تعبيرا عن غضب األنا األعلى أو عقابه يقول فرويد بوجود ثالثة أنواع من القلق أو( الحصر أو
الضيق ) هي :القلق الموضوعي ،والقلق العصابي ,والقلق الخلقي.
_1القلق الموضوعي reality :هو رد فعل يحدث لدى الفرد عندما يرك خطرا خارجيا واقعا ,أو ينتظر
حدوثه بعد وجود إشارة تدل عليه ,وظروف هذا النوع من القلق تأخذ داللتها األساسية من معرفة الشخص
وخبرته السابقة ومثال ذلك قلق البحار الخبير الذي ينظر إلى سحابة صغيرة تظهر في األفق ويقدر
,استنادا إلى خبرته الشخصية ,أنها نذير إعصار(الرفاعي , 1982,ص) 210
2-القلق العصابي neurotic:فهو قلق شديد ال تتضح معالم المثير فيه .وكونه شديد ويبدو على شكل
خوف من مجهول ,ويبدو صاحبه قابل الن يلقي اللوم على أكثر من مؤثر واحد دون ان تكون الصلة
واضحة أو واقعية بين حالة القلق المثير.والقلق العصابي كما يراه فرويد يمكن ان يكون حالة عامة تتكرر
يسميها حالة (القلق الطافي )ويمكن ان يأخذ شكل ردود( خوف مرضي) ويمكن ان تكون حالة من الشعور
بالتهديد ترافق اضطرابا نفسيا مثل الهستيريا(الرفاعي , 1982,ص) 210
_3القلق الخلقي moral:ويتميز بمضمونه .ويكون مصدر الخطر احتمال غضب األنا األعلى ,ويغلب فيه
ان يأتي نتيجة حكم األنا األعلى بارتكاب الفرد ذنبا (عقدة ذنب )ويحتمل ان يكون نتيجة إحباط ألمر
موجود بين مكونات األنا األعلى (الرفاعي , 1982,ص) 211وإذا ازداد القلق لدرجة كبيرة ال يستطيع
معها ان يستخدم الوسائل العقالنية يلجأ إلى الكبت كوسيلة دفاعية أو أي حيلة الشعورية أخرى (الخواجا
, 2002,ص) 52
المرض والسواء عند فرويد
االضطراب النفسي
إن أسباب االضطرابات النفسية ترجع إلى الكبت الالشعوري والصراع بين الدوافع الهو ومتطلبات األنا
األعلى ودفاعات األنا مما يطور حالة من القلق وعندما ال يستطيع األنا التحكم بالقلق عن طريق وسائل
عقالنية مباشرة يلجأ إلى استخدام الوسائل الدفاعية.
اضطرابات الشخصية
*الصراع
بما أن الشخصية تتكون من ثالثة أجهزة هي الهو واالنا واالنا األعلى ,هنا ال بد من ان تعمل جميعا في
انسجام لتحقيق التوازن واالستقرار فإذا ما ظهر دافع في الهو تتدخل األنا والتي تخضع لمبدأ الواقع لترى
إذا كان باإلمكان تحقيق هذا الدافع بحيث ال يتعارض مع الظروف الخارجية وإال فأنها تكبت هذا الدافع
وتمنعه بينما األنا األعلى يكون متيقنا إن وجد ما يتعارض من االتجاهات والقيم .
1-الصراع بين األنا والهو:
وهذا يحدده قوة األنا وسيطرتها فإذا كان األنا قويا فأن اإلنسان يقوم بدوره بشكل سليم .أما إذا كان األنا
ضعيفا أمام الهو عندها لن يستطيع ان يتحكم في نزوات الهو المتدفقة ولذلك ينشأ القلق والصراع .
2-الصراع بين األنا واالنا األعلى:
يحاول األنا األعلى أن يعطل مبدأ اللذة ومبدأ الدافع في بعض األحيان ،ويسمح األنا للهو بإشباع الغريزة
بطريقة تعتبرها األنا مقبولة ...لكن هذا قد ال يرضي األنا األعلى من خالل طريقة اإلشباع وهذه الطريقة
قد تكون تافهة عندئذ سيعاقب األنا األعلى على تصرفات األنا وتجعله يشعر باإلثم ...وفي هذه الحالة
تستحوذ على الفرد معانة شديدة ومشاعر احتقار ولوم الذات.
وقد تخضع األنا لالنا األعلى فتصبح األنا معطلة الستطيع القيام بوظيفتها وبذلك تقع فريسة للصراع
والقلق وعرضت لظهور األعراض المرضية واستخدام الحيل الدفاعية .
أما بالنسبة للفرد الذي تسيطر عليه الهو فهو غالبا ما يميل إلى أن يكون انفعاليا.
والفرد الذي تسيطر عليه األنا األعلى سيكون مبالغا في التمسك باألخالق.
أما األنا فهي التي تحول بين الفرد والتطرف باالتجاهين (.الخواجا ،2002,ص)52
يستهدف العالج النفسي إعادة بناء الشخصية على أسس تؤدي إلى زيادة قدرة الفرد على إيجاد إشباع
لحاجاته الذاتية بطرق مقبولة بالنسبة لنفسه وبالنسبة للعالم الذي فيه وتحريره بحث ينمي قدراته.