Professional Documents
Culture Documents
_دراسة االنظرية:
_المبحث الثاني :أهم النظريات المفسرة والمجاالت واألثار الحرمان العاطفي األمومي
والوقاية
المطلب :1أهم النظريات المفسرة الحرمان العاطفي األمومي
:1_1نظرية التحليل النفسي
2
:2_1نظرية التعلق
:3_1نظرية اإلثارة – التعلم
المطلب :2مجاالت الحرمان العاطفي األمومي
:1_2األثار الجسمية
:2_2اآلثار النفس – حركية
:3_2اضطراب الذكاء واللغة
4_2العالقة اإلجتماعية
:5_2اضطراب معرفة الذات
:6_2الجنوح
:7_2الرسوب المدرسي
المطلب :3آثار الحرمان العاطفي األمومي والوقاية منه
:1_3دراسات
:2_3الخور االتكالي
:3_3داء المصحات
:4_3الوقاية
_الخاتمة
_ مالحظة
_الدراسة التطبيقية :
_دراسة حالة لتلميذة تعاني باالحرمان العاطفي األمومي
_قائمة المصادر والمراجع .
3
_مقدمة :
-يحتاج الطفل في نموه اإلنفعالي إلى الحاجات العاطفية من حب و عطف وحنان أكثر و إشباع
حاجاته البيلوجية فإحدى الشروط األساسية التى تؤمن صحة الوليد إقامة عالقة مستمرة ومطمئنة
بين الطفل والوالدين وتتأثر شخصية الطفل تأثيرا كبيرا ،بما يصيب هذه الحاجات من الحرمان
وإهمال وبؤدي هذا الحرمان إلى مجموعة من المشاكل واإلضرابات تأثر علي حياة الطفل
المستقبلية ،بما يصيب الطفل من اإلهمال وحرمان خاصة إذا كان الحرمان يتعلق بفقدان أحد
الوالدين .
-ماهي أهم الجوانب المتعلقة بالحرمان العاطفي األمومي ؟
-سنحاول بالتفسير هذا الموضوع واإللمام بأهم الجوانب المتعلقة بالحرمان العاطفي األمومي لدى
الطفل بدااية من :مفهومه ،أسبابه ،أنواعه ،النظريات المفسرة وآثاره و الوقاية منه
4
-تطورت .منذ الخمسينات دراسات متعددة حول العالقة بين الطفل واألمه وبديلها واالضطرابات
الناتجة عنها ،فالحرمان األمومي يعني نوعا من االضطرابات ينتج عن نقص في العالقة والعناية
العاطفية والمنشطة من طرف األم أو بديلها ،وهذا النقص يعطي اضطرابات سلوكية ،نفسية ،
اجتماعية ،عقلية وحركية ،حسب ضخامة الحرمان تكون ضخامة اإلضطراب
-وكلما زادت مدة الحرمان كلما زادت خطورتها علي مصير الطفل ( .د.عنو.2020.ص)511
المبحث االول :ماهية الحرمان العاطفي األمومي
المطلب :1مفهوم الحرمان العاطفي األمومي
اوال :تعريف الحرمان :يعرفه" ياسر إسماعيل " ،أنه شعور بعدم وجود حاجات أو أشياء وأمور يحتاجها اإلنسان
مهمة لبناء شخصيته ( .ياسر إسماعيل، 2009 ،ص)45
وبالتالي فالحرمان هو فقدان الفرد لحاجة من حاجاته األساسية وقد يكون حرمان عاطفي او اجتماعي او ثقافي أو مادي
...إلخ
ثانيا :تعريف العاطفة :العاطفة جمع عواطف وتعني الشفقة والشعور واإلحساس ،يعرفها " سيالمي " علي أنها
مجموعة من المشاعر واإلنفعاالت تسمح للفرد بتكوين شخصيته ووضع العالقات مع األخرين واإلنسان إذا وجد
في محيطه الحب و الحماية ،يصبح شخص مستقر أما اذا حدث العكس ولم تتوفر العاطفة يحتمل أن تتطور
ثالثا :تعريف الحرمان العاطفي :لقد ) (N.sillamy,1980,p20شخصية حزينة عدائية أو اكتيئابية .
اختلفت اآلراء ووجهات النظر بين الباحثين وعلماء النفس في إعطاء مفهوم محدد للحرمان العاطفي ومن تلك
المفاهيم نذكر تعريف بولبي :1980يرى أن الحرمان العاطفي هو عدم وجود شخص واحد مخصص برعاية
بصفة مستمرة وبطريقة شخصية بحيث يشعر الطفل معه باألمن والطمأنينة والثقة وغالبا ماتكون األم ركز هذا
التعريف علي دور األم او بديلتها في رعاية الطفل بصفة دائمة فقد أهمل تماما دور األب في ظهور الحرمان
العاطفي
تعريف " لونج ماير " هو مجمل الظروف السيكولوجية الناتجة عن مواقف الحياة التي يكون فيها الفرد محروم من فرص
إشباع بعض أو معظم الحاجات السيكولوجية صورة كافية وعلي مدى زمن كبير مما يؤدي إلى تشوه نمو الفرد
المطلب :2أنواع الحرمان العاطفي األمومي
. 1_2الحرمان العاطفي األمومي كلي :ويقصد به فقدان الطفل ألية عالقة باألم أومن يحل محلها وذلك منذ الشهور األولي
للحياة ،حيث يترك هذا النوع من الحرمان آثارسيئة و خطيرة دائمة علي نمو الطفل جسميا ،عقليا،عاطفيا،اجتماعيا وحينما يكبر
هؤوالء األطفال فإنهم يتصفون بشخصيات قلقة ويعانون من الخوف في مواجهة ضغوطات الحياة ويتسمون بسلوك انقيادي.
.2_2الحرمان العاطفي األمومي الجزئي :يقصد به نشأة الطفل بين والديه ومروره بالتجربة العالئقية األولية مع األم واألب
خالل سنوات الطفولة األولي بصرف النظر عن قيمة هذه العالقة وايجابيتها ومساهمتها في بناء أسس سليمه لشخصيته ،يتبع ذلك
انهيار كلي أو جزئي في فترة الكمون ،ويترك آثار واضحة علي توازن شخصية الطفل ( مصطفي حجزي )968، 1981 ،
أ.اإلهمال البدني :يرجع غالبا إلي عوامل اإلقتصادية وإلي اختالل صحة األم ،والجهل ب.اإلهمال اإلنفعالي :يكون نتيجة عدم توازن
الوالدين انفعالياومرضهم عقليا ،وغالبا ماينحصر الفشل في رعاية البدنية لكنه قد يتعدى ذلك فيفتقر إلى الرعاية البدنية فقد أشار كثير
5
من األخصائيين إلى أن مشاكل الوالدين اإلنفعالية هي سبب أساسي إلفتقار األطفال الحب والحنان والرعاية وانعدام العاطفة فهذا ينعكس
حتما علي األبناء
:2_3مرض أحد الوالدين لمدة طويلة :إن مرض أحد الوالدين وخاصة األم يترك فراغا عاطفيا عند الطفل مما يجعله يحتاج
إلي رعاية والشوق والعاطفة ( جون بولبي ،1956،ص)97
:3_3انفصال الوالدين (الطالق) :تعتبر األسرة أهم وسائل التعلم التنشيئة اإلجتماعية ،فاألب واألم لهما دور فعال علي الجو
ةألسري المتزن وينتهي بالطالق واإلنفصال مما يترتب عليه الحرمان الطفل من وجوده في أسرة طبيعية ( محمد طبل وآخرون
،1992،ص ) 60ويبقي الطفل محروم من النواحي في أسرة طبيعية تأوي ه إلي جانب والديه فالكثير من األطفال الذين يعانون من
الجنوح واإلضطرابات النفسية هم في الغالب قد تعرضو للحرمان من الرعاية األسرية السوية وتفكك الكيان األسري ( حسن رشوان
،2003،ص. )101
:4_3العالقات غير الشرعية :يقصد بها تلك العمليات الجنسية المحرمة شرعا و المنبودة اجتماعيا التي تربط بين اثنين تحدث
هذي العمليات السباب عديدة وهذا مايوجههم إلي مراكز خاصة ،مما يولد لدى اطفالهم حرمان العاطفي وهذا يؤثر سلبا علي حياة
الطفل اجتماعيا و نفسيا وعقليا ( ميموني ،2003،ص. )167
:5_3األم العاملة :األم نقطة انطالق الطفل وسبب في تطور نمو النفسي لطفلها ،وهي بالنسبة له المعين األول لكل ماقد يحس
بهمن حاجات والكفالة األولي لكل رغباته ،ويؤكد العلماء النفس علي األهمية البالغة لهذه العاطفة المتبادلة بين الطفل واألمه وقد يحدث
عند غياب األم عن ابنها ساعات العمل سوف ينعكس ذلك في سلوكياته غير التوافقية ( محمود حسن ،1981،ص. )272
:6_3الوفاة :يقصد بالوفاة الوالدين او أحدهما ،وخاصة مرحلة الطفولة ويسمي يتم مبكر يترتب عن هذا حرمان الطفل من الجو
األسري بعد إرساله مؤسسات الخاصة باألطفال المحرمين من عائالتهم ،فغياب األم يحرمه من إشباع احتياجته الجسمية والنفسية التي
من خاللها يشعر بالرضا و الطمأنينة والثقة و العاطفة ،وغياب األب يؤدي إلي حرمانه من تشكيل هويته وشخصيته بطريقة سليمة .
:7_3العجز اإلقتصادي :هو عجز األباء علي توفير متطلبات األبناء من مأكل أو لباس وعدم قدرتهم علي توفير ضروف
المعيشية المناسبة ألبنائهم .فإستعانوا بمؤسسة بديلة تنجح من وجهة نظرهم في تربية أبناءهم وتعليمهم ( عبد المجيد سيد أحمد،
،1998ص.)53
:1_1نظرية التحليل النفسي :يعيش الطفل خالل األشهر األولى في ال تمايز بينه وبين العالم الخارجي ،فاألم بثبات استجابتها
المكيفة لحاجيات الطفل وتوظيفها له ،تعطي شعورا باإلطمئنان تحت تأثير هذه العناية والنضج العصبي وتطور اإلدراك .
_قامت T,Gin Devarieبدرااسة حول هذا المفهوم والحظت تزامن بين تكوين الموضوع المعرفي والموضوع اللبيدي حسب
ماوصفه روني سبيتز R.spitzفي تكوين ثالث مراحل بعد الالتمايز ،وإدراك جزئي للموضوع ،ثم تدريجيا إدراك والتعرف علي
الموضوع إذا كانت ديمومة الموضوع المعرفي تحدث عند 24شهرا فديمومة الموضوع األمومي تيقي هشة خالل سنوات األولى من
الحياة ،علي األساس العالقة مع موضوع اللبيدي األول تتكون المواضيع الداخلية كنماذج العالقات اإلجتماعية ،تأهيل الطفل نفسيا
طرف امه ومحيطه يكون لديه إحساس بالقيمة والتقدير .وهذا مايؤدي إلي تكوين ثقة في الذات وفي محيطه مم يفتح له المجال بالمبادرة
واإلبتكار ويقوي رغبته في الحياة وفي النمو أما الحرمان فيترك تغيرات في نرجسية الطفل آثار الحرمان لها عالقة بموقف انهياري
( spitz,2011,p167.
:2_1نظرية التعلق :انطالقا من نظرية Bowibyحول التعلق ،قام مجموعة من الباحثين بعد دراسات حول األطفال بغرض
التعرف أكثر علي سلوكات التعلق وهي من مؤشرات علي نوعية التعلق ،ومن بين هؤوالء نذكر الباحثة Mains worithالتي تشاطره
6
في كون أن التعلق حاجة أساسية للطفل ،وقد قامت محموعة من الدراسات تعتمد أساسا علي المالحظة األم وابنها في مواقف مختلفة
مراحل النمو الطفل وقد توصلت إلى أن حساسية األم للطفل وقدرتها علي تفهم حاجاته تسمح بالتنبؤ بنوع التعلق األحق .
بعد سنة من مالحظتها األولى رجعت إلى نفس الثنائيات بغرض تقييم تعلق األطفال بأمهاتهم ،فوضعتهم فيما يسمي " الوضعية الغريبة
" حيث يضعون في عرفة غريبة فيها لعب وتعرضهم لمواقف ،مختلفة كفصلهم عن األم ثم يدخل شخص غريب عن الطفل تعود األم
ويذهب الشخص الغريب ،تذهب األم من جديد ويعود القريب من هذه المواقف تحدد سلوكات الطفل Aubry,2003,p34(.
:3_1نظرية اإلثارة – التعلم :استعمل أجوريا قيرا Ajouria guerraمصطلح الحرمان الحس حركي ويقول " :ماأسميه
حسي هناك هو مايأتي من الخارج ( ألن ماؤأتي من الداخل صعب مرتبط بالنزوات ) ونظريا ساعد علي تكوين الشخصية سواء
بالفعالية في حد ذاتها او بواسطة الرضا أو اإلشباع أو اإلحباط الذي يثير في الفرد أو التوظيف النفسي الذي يكونه " ،ويعني هنا
الحرمان من المثيرات التي تساعد الطفل علي التعلم هو أكبر من تدهور العالقة وحدوث اإلنفصال عن األم ،وقد بنيت التجارب التي
أقيمت علي الحيوانات تأثير انعدام المثيرات علي سلوك التعلم بحيث ظهر عليها سلوك اإلنسحاب ومظاهر ضعف جسمي وصل حتي
اإلعاقة ( ميموني،2005،ص)181
:1_2اآلثار الجسمية :يؤثر الحرمان علي صحة الجسم ،كل الباحثين يالحظون ارتفاع مرضية األطفال فب اضطرابات متنوعة
،وتقول j.Aurbry ..اإلحباط يمنع الجسم من تطوير مناعة ضد الميكروبات العادية وهكذا يظهر اإلحباط كعامل أساسي في
مرضية ووفيات األطفال "
:3_2اضطراب الذكاء واللغة :حسب ج.أوبري j.Aubryحاصل النمو Q.Dينخفض بقدر ما ازدادت مدة بقاء الطفل
بالمؤسسة النمو يضطرب ويمس التدهو :اللغة :تأخر شامل أو جزئي ،لغة آلية فقيرة ،الذكاء العام وتكوين المفاهيم والتجريد ضعف
الفهم والتركيز واالنتباه وعدم وضع العالقة بين األشياء وفهم ترابطها
:4_2العالقة اإلجتماعية :نجد نوعين من األطفال :بعضهم في حركة دائمة يلمسون كل شيء ويتشبثون بكل من يدخل إلى
الحضانة غريب أو معروف يلتصقون به ويطلبون منه حملهم واإلهتمام بهم مما يجعل الغريب يالحظ ان األطفال اجتماعيون ولهم
عالقات جيدة مع األخر ،لكن في الواقع عالقات سطحية وتعلقهم عابر مدى عبور األشخاص وهذا لتعدد أوجه األمومية وعدم ثباتها
الصنف الثاني :ال يبالي باآلخر وعند اإلقتراب منه يبكي او يخفي وجهه أو ينسحب
7
:5_2اضطراابات معرفة الذات :ضعف معرفة الجسم بحيث يتعرف الطفل علي جسمه من خالل عناية ومعاملة األم له
وتوظيفها لجسمه بمالطفته ولمسه وتقبيله ،لكن الطفل في الحضانة اليحظي بهذه العناية الوجدانية
يظهر أيضا االضطراب في الرعونة Maladresseوعدم التحكم في الجسم وفي الحركة .يالحظ س.براحي عند أطفال 6و 8
سنوات تأخر بسنتين او أربع بالنسبة إلى األطفال يعيشون في عائالتهم وهذا في :
التحكم والضبط اللجسم والحركة -
تأخر في الجانبية مع خلط بين اليمني واليسرى وفي التوجه في المكان والزمان -
-العدوان في نوعين :عدوان ذاتي ضرب رأسه ،عض يديه ولطم وجهه او نتف شعره /عدوان نحو اآلخر خاصة مع
األطفال ألن الكبار اليقبلونه فينتقم من األصغر منه او من المعوقين /،التبول دائم ومنتشر وتبقي نسبة منهم تتبول حتي سن
المراهقة /األمراض السيكوسوماتية منتشرة عند الرضع ( قيء ،إسهال،الحساسيةالجلدية،مشاكلتنفسية ) اما عند الراشدين
بقاء االضطرابات السيكوسوماتية مثل صعوبة التنفس ،قرحة المعدة .
7_2؛الجنوح :حاولت بعض الدراسات ربط الجنوح مع الحرمان األمومي مثل جي.بولبي j.bowlby.في دراسته
لسراقين والحظ أنهم عانو من تفريق في طفو لتهم ،وحسب بعض دراسات وقوع الجنوح مرتفع 4إلى 5مرات عند
المحرومين :تشرد بغاء عند اإلناث ،سرقة للتعويض .....
: 8_2الرسوب المدرسي :يالحظ س.حشوف تأخر مدرسيا ورسوبا هاما عند األطفال أغلبيتهم يدخلون المدرسة لكن
ال يصل مستويى التعليم المتوسط 08,06و 06,42المستوي الثانوي ،أعلبيتهم تمر باألقسام الخاصة نظرا إلى ضعفهم
وعدم اهتمامهم بالدراسة ،في دار الطفولة ذكور بواهران (.د .عنو ،2020 ،ص)524_518
:يظهر اإلضطراب في عدة مراحل وتزداد خطورته حسب مدة التفريق : :2_3الخور اإلتكالي
في الشهر األول :الطفل بكاء متطلب ،يلتصق بالمالحظ ....البكاء
في الشهر الثاني :يقل البكاء ،ضباح ينقص الوزن ويتوقف النمو
في الشهر الثالث :رفض العالقة ،انطواء ،يختفي االحتجاج ،يعاني الطفل من األرق ،تأخر حركي ،ويجمد تعبير الوجه
كأنه ال يبالي بشيء
بعد الشهر الثالث :يثبت الجمود ،يختفي البكاء ،يزداد تأخر النمو ويتحول إلى مغص ،كل ماازدادت مدة التفريق ،زاد
اإلضطراب وفقدان األمل والمرضية
الحظ ر.سبيتز أنه إذا أعيد الطفل إلى أمه أو إلى بديل مطمئن وثابت بعظ فترة قصير يستعيد الطفل قواه ويتجاوز األزمة
وتزول اإلضطرابات لكن حسب بحوث
: 3_3داء المصحات :عندما تتجاوز مدة التفريق أربعة شهور وال يجد الطفل بديال أموميا وبعد تجاوز مراحل
الخور اإلتكالي يسقط الطفل في حالة خطيرة سماها ر.سبيتز داء المصحات .... :جامدين ،الوجه خال من أي تعبير
8
اليستطيع الطفل حتي أن يلتفت لوحده في سريره ثم تظهر اظطرابات حركية إيقاعية . ..حركات غير مألوفة لألصابع
...ص373
قدم سبيتز spitzتفسيرا ميناسيكولوجيا لهذا اإلنهيار ،على أساس العالقات للموضوع اللبيدي ويقول :غياب الموضوع
اللبيدي يحرم الطفل من تفريغ نزوات العدوان في هذا الموضوع فيرجعها إلي ذاته ألنها الموضوع الوحيد الذي يملكه وهذا
يؤدي إلى اإلضطرابات
وهنا يحدث فصل الظافع العدواني عن الدافع اللبيدي ،من جهة أخري عدم توظيف لبيدي في موضوع خارجي يجعل
الطفل ينطوي وينكص إلى مستوى النرجسية األولية Narcissisme primaireوال يستطيع أن يوظف نزواته حتى
في جسمه مثل مايفعل في النرجسية الثانوية .
ويظهر كأن الدافع اللبيدي يستعمل إلبقاء القليل من القوى الحيوية التي تنظف شيئا فشيئا (.مرجع سابق ،2020،ص)517
:4_3الوقاية :أكد عدد كبير من علماء النفس أن الطفل في حاجة ماسة إلى أبويه من أجل إعطاء قدر من اإلتزان النفسي
الذي يستمده من توازنهما باعتبارهما أساس استقراره النفسي ومصدر شعوره باألمان واإلطمئنان والتمتع بالحب والقبول
ومصدر ثقته ،والعامل الفعال في تطبعه اإلجتماعي لذا :فإن الصحة النفسية تعتمد علي العالقة الحميمية بين الوالدين
ولتفادي شعور وإحساس الطفل بالحرمان هناك بعض النقاط من شأنه تساعد في تفادي تلك اآلثار :
-أن يشعر الطفل أنه مرغوب فيه ومحبوب ،وتحقيق هذه الحاجات النفسية عن طريق الوالدين واإلخوة ،ويعتبر تحقيقها
الدعامة األولى لتقوية الروابط األسرية .
-عند فقدان األم بسبب الموت او المرض أو الطالق ،فإنه يجب رعاية الطفل من قبل أم بديلة قادرة علي أن تقدم له كل
الرعاية واإلهتمام والحب .
-عدم تكرار ماعاناه الوالدان من حرمان في طفولتهم مع أبنائه ،بل يجب عليهم منح الرعاية والحب واإلهتمام حتي ال تبدأ
المأساة من جديد
-ضرورة تفاعل األسرة مع األقارب حتي يتمكن األطفال من الحصول علي العطف من أقاربهم إذا عجزت األسرة عن
تقديم هذا العطف في بعض األحيان .
-إشعار الطفل بأنه مقبول ومرغوب فيه من قبل الوالدين وخاصة األم ،وترجمة هذا القول إلى أفعال .
-يجب علي المجتمع تقديم الرعاية الكافية لألطفال المحرومين من األم (.نبوية لطفي ،2000،ص. )60
9
-الخاتمة :
-من خالل تطرقنا للنقاط السابقة في هذا الموضوع ،الذي يجعلنا ننظر إلي الحرمان العاطفي األمومي نظرة خاصة تدلي
بأن الحرمان تختلف أنواعه ودرجاته وكذا أسبابه فتجد أنه (الحرمان ) بسبب أو نتيجة لوفاة األم او حالة طالق بل وكذا
حضورها ،لكن من دون اإلهتمام الالزم لنموه أي دون العطاء واإلشباع فهي حاضرة جسديا غائبة بمشاعرها في نفس
الوقت فاإلبن هنا محروم من ما يحتاجه الطفل من العطف والحنان والرعاية الذي من المفروض أن يجده في حضن أمه
وماتراه في واقعنا أن هذه الفئة من األطفال اليبالي بها وال تلقي أي اهتمام من أي فرد كان و للحرمان العاطفي بصفة عامة
وبكل أنواعه عواقب وخيمة فتنجم عنه اضطرابات نفسية وسلوكية .
المالحظة :
موضوع الحرمان العاطفي األمومي غير متوفر في المصنف Dsmألن من قاعدة الحرمان تنتج عدة
اضطرابات مختلفة قد توجد في المصنف dsm
بمعني أن بنية طفل والديه ودفئ األسري إذا حدث خلل قد يضطرب الطفل .ويشكل سلبا علي حياته
المستقبلية
10
دراسة التطبيقية : -
-دراسة حالة ( :الحرمان العاطفي األمومي)
-المفحوصة تلميذة بالسنة 8أساسي تحتل المرتبة األولى بين األختين ،األم تعمل كممرضة ،األب تقني في التجارة ،
منفصالن عن بعضهما منذ 3سنوات ،من ناحية النمو النفسي الحركي عادي ،ولدت الحالة بوزن 4كغ و400غ والدة
عادية وتم المشي والجلوس والتلفظ بأول الكلمات في السنة األولى .
-الحالة تعاني ضعف التحصيل الدراسي في كل المواد الدراسية دون استثناء ،وصعوبة التركيز نفسية اجتماعية هي طالق
الوالدين ،فتغيب األب تولد عنه لدى الحالة الشعور بفقدان األمل والكآبة وفقدان الثقة بالنفس وباآلخرين بسبب اإلرتباط
العالئقي القوي بين الحالة وأبيها .
-حيث تظهر أعراض الشعور بالذنب واإلحساس بالضياع بسبب غياب األب ،ماجعل الحالة تعيش توترا نفسيا وقلقا حادا
إلى درجة عدم النوم واألرق والخوف من مواجهة األصدقاء والزمالء بحقيقة أو وضع العائلة أي طرق الوالدين مما
اضطرها إلى الكذب علي زمالئها بأن أبها في فرنسا .
-كما تسيطر على الحالة أعراض اإللتزام بإحساس التخوف الشديد من مواجهة المستقبل الغامض والمجهول واإلحساس
بالذنب إلى درجة الوحدة والعزلة وعدم الثقة باألم التى ترفض كل محاولة زيارة من طرف األب ألبنائه ،وإحساس بناتها
بالذنب على أنهن السبب في شقائها وتعاستها ،وأن المعاملة القاسية نتيجة شعورها بالقلق الحاد والتخوف من مستقبلها كأم
مسؤولة عن هذه األسرة .
-هذه المعاملة وتصرفات األم جعلت الحالة تعتقد أن تغيير الوضعية يكون عن طريق عودة األب ضرورة السترجاع األمن
والطمأنينة والشعور بالراحة النفسية األسرية .
-تبين الفحوص النفسية كاختيار رسم الرجل أن نسبة الذكاء Qiالعته مما تسبب في عدم القدرة على المراجعة والتركيز
في استيعاب الدروس وتولدت عنه أزمة قلق تجعل المفحوصة أثناء الفروض واإلمتحانات لها أعراض االرتعاد والرعشة
وفقدان الرقابة الذاتية .
أما تحليل رسم العائلة فيبين أن الحالة لديها قوة الدافعية ،الجرأة والعنف ،فقد التلقائية وثقل األوامر وحركة نكوصية
باإلضافة إلى المعاناة من شدة الرقابة الداخلية أو الخارجية .
-والشعور بالذنب األمومي والكف العاطفي ،قلة الحركة والصرامة التي تعيشها الحالة والعزلة وقلة الحيوية والشعور باليأس
والكآبة .
-مع وجود ميول عاطفية سلبية تجاه األم وتشويه بعض األطراف يدل على الكره واإلحتقار وعدم تقييم كل األشخاص حتى
نفسها ،ولتجنب القلق الناتج عن عدم وجود اتصال مع األم هناك عدة دفاعات لألنا وهي إنكار الحقيقة وقلب األدوار
والنكوص والتحويل والقلق أمام األنا األعلي فلم ترسم البنت نفسها .
-كما توجد أعراض عدوانية وقوة واالندفاعات والجرأة والتخيل والطيبة وعدم النضج وضعف الذكاء ،باإلضافة إلى
وجود رغبات لها صعوبات اإلتصال وبالمجتمع وعدم الثقة باآلخرين وبالنفس ،وكذلك واإلحساس بالذنب في عدم وجود
اليدين وتفكك الشخصية ،كما تعرف الحالة عدم األلفة والصداقة بسبب العائلية وتغيب األب .
-في حين يشير اختبار رسم الشجرة إلى اندفاع الذات والحساسية وتسلط الغرائز وفقدان إدراك الحقائق وتثبيت تفكيري
وفقدان بعد النظر والتخوف من الحقيقة بسبب االنشغال بالذات .
-تعرف الحالة عدم النضج وتمثيل طفولي للعالم وضعف الموهبة واالنطواء والكبت والشعور بالنقص واإلحساس بالذنب
والحذر واإلنحراف ،باإلضافة إلى المواقف الخاطئة وعدم رؤية المهم وعدم التفكير وفقدان ومراقبة الذات ،عدم وجود
الطاقة واألحالم وتخيل ضعيف ،الشعور بعدم االستقاللية والتمركز حو الذات والنرجسية والعدوانية .
-أم الحالة ذات شخصية قلقة مضطربة وتشاؤمية تتصف بفقدان الثقة بالنفس في إمكانيات التحكم في الوضعية االقتصادية
،وحتي العاطفية لكل أبنائها ،وتعبر عن قلقها من خالل المعاملة القاسية واستخدام الضرب والشتم كوسائل ضرورية
لتربية أبنائها .
11
-وعن طريق العالج اإلسنادي أدركت األم دورها في تهدئة أوضاعها النفسية االجتماعية وضرورة تدعيم االهتمام الشديد
بالحالة وإعطاء دفع للتلقائية وتصرفاتها والتحاور والمناقشة مع ابنتها وترك حرية تامة لألب لزيارة أبنائه حتي تخلق جوا
مالئما لهؤالء األبناء خاصة الحالة بما يسمح بتقبل األزمة النفسية االجتماعية بنوع من االستقرار النفسي .
(مرجع سابق ،2020،ص)544
12
والمراجع : -قائمة المصادر
_1مصطفي حجزي " :1981االحداث الجانحون " ،دار الطليعة للطباعة والنشر ،ليروت ،لبنلن ط ، 2لبنان
_ 2محمد الطبل وآخرون " : 2003آدب معاملة اليتيم " ،الصحابة للتراث ،ط ، 1طنطا (مصر )
_3بدرة ميموني ":2003االضطرابات النفسية والعقلية عند الطفل والمراهق " ،ديوان المطبوعات الجزائرية ،الجزائر
_4محمود حسن " :1981األسرة ومشكالتها " ،دار النهضة للطباعة والنشر ،بيروت
_5عبد المجيد سيد محمد " : 1998علم النفس الطفولة " ،دار الفكر العربي ،ط ،1القاهرة
_6د.عنو عزيزة : 2020محاضرات في اإلضطرابات السلوكية والنمائية المعينة والمحددة ،دار الخلدونية ،القبة
_الجزائر _
_ 7جون بولبي ترجمة (محمد قيري) " :1956رعاية الطفل وتطور الحب " ،دار المعارف ،ط،1مصر
_8معاوية محمود أبو غزال " :1990النظريات التطور اإلنساني وتطبيقاتها التربيوية " ،دار المسيرة للنشر والتوزيع
والطباعة ،عمان األردن
_ 9نبوية لطفي محمد عبد هللا " :2000مفهوم الذات لدى األطفال المحرومين من األم " ،معهد الدراسات العليا لطفولة
،جامعة عين شمس ،بمصر
_10ياسر يوسف إسماعيل " : 2009المشكالت السلوكية لدى األطفال المحرومين من بيئتهم األسرية " ،مذكرة لنيل
الماجستر ،جامعة غزة
_اللغة األجنبية :
_Aubry.j. (2010) ,psychanalyse des enfant séparés : Études chimiques (1952_1986) ,
Paris :Flammarion .
.
13
14