You are on page 1of 23

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪.

‬‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫المركز الجامعي نور البشير‬
‫كلية العلوم اإلقتصادية التجارية وعلوم التسيير‬
‫قسم مالية ومحاسبة‬

‫الــمــوازنــة الــعــامـة‬

‫● تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫● من إعداد الطالب‪:‬‬


‫طـالـبـي‬ ‫عالمي إسماعيل‪.‬‬
‫مـقـدم مـحـمـد‪.‬‬

‫● التخصص‪ :‬السنة الثانية ليسانس‬


‫(علوم مالية ومحاسبة)‪.‬‬
‫● الفوج‪02 ✔ :‬‬

‫‪2020-2021‬‬

‫الصفحة ‪ 1‬من ‪23‬‬


‫خـــطـــة الــبــحث‬

‫مــقــدمة‬

‫الــمــبحــث األول‪ :‬ماهية الموازنة العامة‪.‬‬


‫الــمــطــلب األول‪ :‬نشأة الموازنة العامة ‪.‬‬
‫الــمــطــلب الــثــانــي‪ :‬تعريف الموازنة العامة‪.‬‬

‫الــمــبحــث الــثــانــي‪ :‬أنواع وعجز الموازنة العامة‪.‬‬


‫الــمــطــلب األول‪ :‬أنواع الموازنات‪.‬‬
‫الــمــطــلب الــثــانــي‪ :‬عجز الموازنة العامة ‪.‬‬

‫الــمــبحــث الــثــالــث‪ :‬برامج اإلصالح‪.‬‬


‫الــمــطــلب األول‪ :‬برامج اإلصالح و التنمية الذاتية‪.‬‬
‫الــمــطــلب الــثــانــي‪ :‬برامج اإلصالح و اللجوء إلى المؤسسات الدولية ‪.‬‬

‫الــمــبحــث الــرابــع‪ :‬سياسة الموازنة العامة بتدخل المؤسسات المالية الدولية‪.‬‬


‫الــمــطــلب األول‪ :‬برنامج اإلستقرار اإلقتصادي ‪.‬‬
‫الــمــطــلب الــثــانــي‪ :‬برنامج التصحيح الهيكلي ‪.‬‬

‫الــخــاتــمة‬

‫قــائــمــة الــمــصــادر والــمــراجــع‪:‬‬

‫الصفحة ‪ 2‬من ‪23‬‬


‫مــقــدمة‪:‬‬
‫للموازنة العامة للدولة أهمية كبرى ألنها تعبر عن برنامج العمل‪ ،‬السياسي واإلقتصادي‬
‫واإلجتماعي ‪ ،‬للحكومة خالل الفترة المالية‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬فإن الموازنة العامة للدولة لها داللة‬
‫سياسية واقتصادية واجتماعية‪ ،‬إذ يمكن الكشف عن مختلف أغراض الدولة‪ ،‬عن طريق تحليل‬
‫أرقام اإليرادات العامة‪ ،‬والنفقات العامة‪ ،‬التي تجمعهما وثيقة واحدة‪ ،‬هي الميزانية العامة للدولة ‪،‬‬
‫وفي إختصار‪ ،‬يمكن القول إن الموازنة العامة للدولة ليست مجرد بيان يتضمن اإليرادات العامة‪،‬‬
‫والنفقات العامة‪ ،‬وإنما هي‪ ،‬كذلك وثيقة الصلة باإلقتصاد القومي‪ ،‬واألداة الرئيسية‪ ،‬التي يمكن‬
‫من طريقها تحقيق أهداف الدولة‪ ،‬السياسية واإلقتصادية واإلجتماعية‪.‬‬

‫قد الموازنة العامة للدولة مرآة تعكس كافة أنشطة الدولة و مهامها في كافة المجاالت السياسية و‬
‫االقتصادية و االجتماعية و الثقافية و العسكرية‪ ,‬و تعتبر الموازنة من المسائل المهمة و األساسية‬
‫لكي تقوم الدولة بالوظائف الموكولة إليها و ادارة االقتصاد الوطني و توجييه وفقا لمخطط‬
‫المرسومة‪ .‬فالموازنة خطة مالية تصدر سنوية بصك تشريعي يحدد من خاللها نفقات و ايرادات‬
‫الدولة‪.‬‬
‫وعلى ضوء ما تقدم تتضح معالم إشكالية البحث التي يمكن صياغتها على الشكل التالي;‬
‫ما هي الموازنة العامة و ما هي أنواعها وكيف يكون تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي و‬
‫مدى فعاليته؟‬
‫وعليه تطرقنا في هذا البحث إلى المباحث التالية‪:‬‬
‫الــمــبحــث األول‪ :‬ماهية الموازنة العامة‪.‬‬
‫الــمــبحــث الــثــانــي‪ :‬أنواع وعجز الموازنة العامة‪.‬‬
‫الــمــبحــث الــثــالــث‪ :‬برامج اإلصالح‪.‬‬
‫الــمــبحــث الــرابــع‪ :‬سياسة الموازنة العامة بتدخل المؤسسات المالية الدولية‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 3‬من ‪23‬‬


‫الــمــبحــث األول‪ :‬ماهية الموازنة العامة‪.‬‬

‫الــمــطــلب األول‪ :‬نشأة الموازنة العامة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬نشأة الموازنة العامة‪:‬‬

‫قبل أن يظهر مفهوم الموازنة كانت تمثل النفقات و اإليرادات شكل من أشكال األموال الخاصة‬
‫بالحاكم و لم يكن يفصل بين األموال التي يستخدمها لسد حاجات الدولة أي النفقات العامة ‪ ،‬و‬
‫األموال التي يستخدمها لسد أغراض الحاكم أي النفقات الخاصة (‪ )1‬أي ال فرق بين النفقات‬
‫الخاصة و النفقات العامة ‪ ،‬وكذلك األمر بالنسبة لإليرادات التي كانت تجمع من أفراد الشعب‬
‫على إختالف مستوياتهم و طبيعة أعمالهم ‪ ،‬وكان للملك مطلق الحرية في فرض الضرائب و‬
‫الرسوم و جمع األموال و إنفاقها كيف يشاء‪ ،‬و ذلك لعدم وجود ضوابط تشريعية التي تحدد‬
‫سلطات الملك في هذا المجال ‪ ،‬و يتجاهل الملك في بعض األحيان رأي ممثلي الشعب عند فرض‬
‫الضرائب و ما يساعده على ذلك السلطة ‪ ،‬و المسؤول األول على اإلنفاق و الجباية ‪.‬‬

‫● الموازنة العامة في إنجلتر( ‪: )2‬‬

‫لقد كان للملك الحق و السلطة في التصرف في الموازنة بحرية‪ ،‬لذلك طالب البرلمان األنجليزي‬
‫بفرض سيطرته على الملك شارل األول و الرجوع إليه ألخذ موافقته على فرض الضرائب و‬
‫هذا ما نص عليه إعالن الحقوق عام ‪ 1628‬وطالبت البرلمانات المتتالية على الضغط للتقليص‬
‫من سلطات الملك في اإلنفاق و الجباية إال بإذن البرلمان ‪.‬‬
‫و في سنة ‪ 1688‬تم إصدار ما يسمى بدستور الحق في عهد الملك وليام الثالث مانعا كل‬
‫ما يجيء من أجل التاج دون موافقة البرلمان الذي له الحق في تحديد المقدار و المواعيد ثم أعطى‬
‫بعد ذلك حق البرلمان على الجباية و فرض الضرائب و حق الرقابة عليها ‪ ،‬تالها حق متابعة‬
‫أوجه النفقات ثم حق مناقشة النفقات العامة ثم في األخير إعطاء البرلمان حق مناقشة أعمال‬
‫الحكومة من نفقات عامة و إيرادات عامة بشكل موافقة دورية و سنوية ‪ ،‬ومنه أصبح له الحق في‬
‫إعتمادها قبل بداية كل عام ‪ ،‬و مناقشة تنفيذها بعد كل عام و منها ظهر المفهوم الحقيقي للموازنة‬
‫العامة ‪.‬‬

‫(‪ - )1‬فهمي محمود شكري ‪ ،‬الموازنة العامة ‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع ‪ ،‬بيروت ‪ 1990 ،‬ص ‪3 .14‬‬
‫(‪ - )2‬بلهاشمي خيرة ‪ ،‬أثر اإلصالحات اإلقتصادية في الموازنة العامة في الجزائر ‪ ، 2001 - 1967 ،‬رسالة ماجيستير ‪،‬‬
‫‪ 2002‬جامعة الجزائر ‪ ،‬ص ‪.3‬‬

‫الصفحة ‪ 4‬من ‪23‬‬


‫● ظهور الموازنة العامة في فرنسا‪:‬‬

‫ظهرت الموازنة العامة في فرنسا إثر الثورة الفرنسية و صدرت قرارات الجمعية الوطنية‬
‫األساسية سنة ‪ 1789‬لتقرر عدم مشروعية فرض الضرائب إال بإذنها ‪،‬إثر إعالن وثيقة حقوق‬
‫اإلنسان التي نصت على أن من حق الشعب مباشرة أو بواسطة ممثليه أن يتأكد من ضرورة‬
‫فرض الضرائب و أن يوافق عليها بحرية و يراقب تطبيقها و يقرر أساسها و نسبتها وطريقة‬
‫جبايتها و مدتها و جاء بعد ذلك دستور ‪ 1791‬الذي أعطى للمجلس التشريعي حق تحديد النفقات‬
‫العامة باإلضافة إلى دستور ‪ 1793‬الذي نص على أنه ال يمكن فرض أية ضريبة إال في سبيل‬
‫المصلحة العامة ولجميع المواطنين الحق في المساهمة في فرض الضرائب و مراقبتها‪)3(.‬‬

‫الــمــطــلب الــثــانــي‪ :‬تعريف الموازنة العامة‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف الموازنة العامة‪:‬‬

‫لقد إرتبط مفهوم و مضمون الموازنة العامة للدولة‪ ،‬بتطور مفهوم و مضمون علم المالية العامة و‬
‫الذي إرتبط بدوره بتطور دور الدولة في النشاط اإلقتصادي‪.‬‬

‫و بصفة عامة فإن األصول التاريخية للموازنة العامة للدولة ترجع إلى عرف تاريخي يتطلب‬
‫ضرورة الموافقة المسبقة للشعب على كيفية جباية إيرادات الدولة و كيفية إنفاق ما تم تحصيله من‬
‫إيرادات على أوجه و مجاالت و برامج إتفاقية محددة و بمعنى أوضح فإن هذا العرف التاريخي‬
‫تضمن أال تفرض ضريبة إال بقانون يوافق عليه ممثلوا الشعب ‪ ،‬كما ال تنفق األموال العامة إال‬
‫بعد مناقشتها بواسطة ممثلي الشعب أيضا ‪.‬‬
‫حديث إرتبط إرتباطا وثيقا بوجود الدولة الحديثة‪،‬ومفهوم الموازنة العامة كمفهوم علمى إرتبط‬
‫إرتباطا وثيقا بوجود الدولة الحديثة القائمة على مبدأ الفصل بين السلطات‪)4( :‬‬
‫السلطة التشريعية‬

‫السلطة التنفيذية‬

‫(‪ -)3‬بلهاشمي خيرة ‪ ،‬أثر اإلصالحات االقتصادية في الموازنة العامة في الجزائر مرجع سابق ‪،‬ص ‪.4‬‬
‫‪)4(- Jesse Burkhead Government Budgeting John Wileynewyork, 1963, p2‬‬

‫الصفحة ‪ 5‬من ‪23‬‬


‫السلطة القضائية‬
‫فالميزانية هي وثيقة مالية تشمل جميع اإليرادات الحكومية ومصروفاتها خالل سنة مالية وتعكس‬
‫التوجهات الرئيسية للسياسة العامة للحكومة(‪ ،)5‬فإنها البرنامج المالي السنوي لخطة التنمية‬
‫اإلقتصادية واإلجتماعية التي تضعها الدولة من أجل تحقيق أهدافها المتعددة في المجاالت‬
‫اإلقتصادية واإلجتماعية‪.‬‬

‫كما تعرف الميزانية في مفهومها العام أنها جرد للنفقات و اإليرادات المقرر تحقيقها في مدة‬
‫زمنية معينة من طرف شخص أو مجموعة أو هيئة معينة و هي تعني بالنسبة للدولة مجموع‬
‫الحسابات التي ترسم السنة مالية واحدة أو هي قائمة تحتوي على اإليرادات و النفقات العامة‬
‫المتوقعة لسنة مقبلة و تكون مصادق عليها من طرف السلطة التشريعية و هي التعبير المالي‬
‫البرنامج العمل المصادق علي ه و الذي تنوي الحكومة تحقيقه السنة مقبلة تحقيقا ألهداف المجتمع‪.‬‬

‫مما سبق نخلص إلى أن الموازنة العامة هي توقع وإجازة لنفقات الدولة وإيراداتها لفترة قادمة‬
‫عادة ما تكون سنة ومنه يمكن تحديد أهم العناصر التي يعتمد عليها مفهوم الموازنة العامة فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫● الموازنة العامة توقع ‪)6 (:‬‬

‫تتضمن الموازنة العامة تقديرا إحتماليا لنفقات الدولة وإيراداتها أي ما ينتظر أن تنفقه السلطة‬
‫التنفيذية وما يتوقع أن تحصله من إيرادات خالل فترة الحقة‪ .‬ومدى الدقة في التقديرات يشكل‬
‫عامال مهما في كسب أعمال الحكومة من قبل المجتمع والسلطة التشريعية ‪ ،‬فهناك نفقات‬
‫يسهل تقديرها بدقة على إفتراض إستمراريتها كأن تكون على شكل إلتزامات على الحكومة مثل‬
‫رواتب الموظفين‪ ،‬كما هناك أنواع أخرى يصعب تقديرها حيث يعتمد التقدير على عوامل‬
‫يصعب السيطرة عليها مثل النفقات اإلستثمارية ‪ ،‬أما تقديرات اإليرادات العامة بالرغم من أنها‬
‫تتوقف على القوانين الضريبية غير أنها تتأثر بالنشاط االقتصادي للفترة الالحقة ‪ ..‬لهذا عند تقدير‬
‫كل من اإليرادات والنفقات العامة البد من وضع تقديرات للوضع اإلقتصادي واإلجتماعي‬
‫المتوقع أن يكون خالل نفس الفترة‪ ،‬أي أن على السلطة التشريعية والذي يعد بمثابة برنامج‬
‫الحكومة في الفترة القادمة حيث هذا البرنامج يعكس سياستها في كافة المجاالت اإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية والسياسية وذلك من خالل ما تتصرف إليه أوجه اإلنفاق واإليرادات المختلفة ‪.‬‬
‫طالما أن الموازنة العامة هي تنبؤ وتقدير ‪ ،‬فتجدر اإلشارة إلى أن مسار العمل المالي ال يمكن‬
‫رسمه مقدما بشكل تام ‪ ،‬لذلك يجب السماح بوجود مرونة كافية لكي تساعد على التكيف مع‬
‫اإلحتماالت غير المتوقعة‪.‬‬

‫(‪ - )5‬ساعد على محاضرات المالية العامة ‪ ،‬المعهد الوطني للمالية ‪،‬ص ‪43‬‬
‫(‪ -)6‬عبد هللا الشيخ‪ ،‬محمود الطاهر‪ ،‬مقدمة في اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬مطابع جامعة الملك سعود‪ ،1992 ،‬ص‪.406‬‬

‫الصفحة ‪ 6‬من ‪23‬‬


‫● الموازنة العامة إجازة ‪(7 (:‬‬

‫تعد الموازنة بمثابة خطة عمل الحكومة لفترة الحقة‪ ،‬غير أنها تبقى في شكل مشروع أو إقتراح‬
‫بموازنة غير قابلة للتنفيذ إال بعد قبولها من طرف الشعب عن طريق ممثليه في المؤسسات‬
‫الدستورية ‪ ،‬أي أن الموازنة العامة تصدر بموافقة السلطة التشريعية واعتمادها‪.‬‬

‫يقصد بإعاتماد السلطة التشريعية للموازنة العامة هو الموافقة على توقعات الحكومة بالنسبة‬
‫للنفقات واإليرادات العامة لسنة قادمة كما تتضمن خاصية اإلعتماد أيضا منح السلطة التنفيذية‬
‫اإلذن المسبق باإلنفاق وتحصيل اإليرادات‪ ،‬وبالتالي الموازنة العامة ال تعتبر نهائية إال بعد‬
‫إعتمادها من السلطة التشريعية‪ ،‬وبعدها يعود األمر إلى السلطة التنفيذية (الحكومة) ‪ ،‬مرة أخرى‬
‫ت قوم بتنفيذ بنود الموازنة العامة باإلنفاق والتحصيل في الحدود التي صدرت بها إجازة هذه‬
‫السلطة قصد تحقيق أهداف المجتمع ‪.‬‬

‫إن ضرورة إعتماد السلطة التشريعية للموازنة العامة ‪ ،‬أي موافقتها على سياسات وبرامج‬
‫الحكومة قبل تنفيذها دوريا‪ ،‬يهدف إلى متابعة السلطة التشريعية لما إعتمده سابقا مع سال التنفيذ‬
‫سعيا لتحقيق أهداف المجتمع المسؤولة عنه‪.‬‬

‫● الموازنة كأداة توجيه ‪:‬‬

‫تطور دور الموازنة العامة و إتبعت في ذلك تطور دور الدولة في المجتمع الحديث ‪ ،‬ففي المالية‬
‫الحديثة تطور دور الدولة وزاد نشاطها اإلقتصادي واإلجتماعي‪ ،‬فأصبحت متدخلة في جميع‬
‫المجاالت (‪ ، )8‬وبما أن الموازنة العامة تعكس برامج الدولة اإلقتصادية واإلجتماعية | والسياسية‪،‬‬
‫إزدادت أهميتها فأصبحت هي األداة الرئيسية في يد الحكومة لتحقيق أهدافها في مختلف‬
‫المجاالت‪ ،‬كما تعتبر اإلطار المنظم األدوات السياسة المالية وما تسعى إلى تحقيقه من أهداف‪.‬‬
‫تعتبر الموازنة العامة بمثابة توجيه للسياسات العامة للدولة قصد تحقيق ما تنشد إليه من أهداف‬
‫أخيرا يمكن القول أن الموازنة العامة للدولة أداة تخطيط للمستقبل‪ ،‬حيث تعكس األهداف المرجو‬
‫تحقيقها‪ ،‬مع إبراز السياسات العامة لتحقيق هذه األهداف‪ ،‬فيمكن للحكومة بواسطة الموازنة‬
‫العامة توجيه األوضاع والسياسات اإلقتصادية إلى المسار الصحيح ‪.‬‬

‫(‪ - )7‬دراوسي المسعود ‪ ،‬السياسة المالية و دورها في تحقيق التوازن اإلقتصادي (‪ ) 2004 - 1990‬أطروحة دكتوراه دولة ‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر ‪ 2005‬ص ‪.129‬‬
‫(‪ - )8‬في نفس المرجع ص ‪.130‬‬

‫الصفحة ‪ 7‬من ‪23‬‬


‫الــمــبحــث الــثــانــي‪ :‬أنواع وعجز الموازنة العامة‪.‬‬

‫‪ -1‬الــمــطــلب األول‪ :‬أنواع الموازنات‪.‬‬

‫‪ -2‬الموازنة التقليدية ( الرقابية )‪:‬‬


‫‪ 1-1‬تعريف الموازنة التقليدية‪:‬‬
‫يقتصر مفهوم الموازنة التقليدية على أنها تقديرات مسبقة للنفقات المتوقعة خالل سنة وبيان‬
‫مصادر اإليرادات المقترحة لتمويل هذه النفقات وهي أكثر أنواع الموازنات إنتشارا في العالم‬
‫وتتصف هذه الموازنة بفرض الرقابة على أوجه إنفاق األموال العامة ومعرفة صحة إتجاهاتها‬
‫مما يمكن من تشخيص المسؤولية وبصورة واضحة عند حدوث أي إنحراف أو إهمال أو تقصير‬
‫وترجع هذه الصفة إلى التطور التاريخي للموازنة العامة حيث نشأت بوصفها موازنة رقابة على‬
‫األموال العامة و إستمرت بصفتها الرقابية لمدة طويلة ‪ ،‬فأصبح الهدف من إعدادها إحكام الرقابة‬
‫على النفقات العامة مما حدى ببعض الكتاب إلى تسميتها بالموازنة الرقابية ولتحقيق صفة الرقابة‬
‫يتم التركيز على التخصيصات في الموازنة العامة والتحقق من أن النفقات في حدودها وفي‬
‫األغراض المخصصة لها وأن إجراءات اإلنفاق كانت سليمة وطبقا للوائح والقوانين السارية‬
‫وإلغراض الرقابة فإن النفقات يجب أن ال تزيد عن المبالغ المحددة ألي وزارة أو مصلحة‬
‫حكومية لذلك فان الحسابات التي تعد في نهاية المدة يتم فيها مقارنة المبالغ المنفقة فعال مع المبالغ‬
‫المخصصة لكل وحدة إدارية ‪)9(.‬‬
‫وعلى الرغم مما تتمتع به الموازنة التقليدية من مزايا ‪ ،‬منها سهولة إعدادها إذ تكون مفهومة من‬
‫كافة المستويات وذلك لطول مدة إستخدامها كما أنها تساعد على إجراء الرقابة المحاسبية في‬
‫مرحلة تنفيذ الموازنة وتسهل من عملية مقارنة إتجاهات النفقات بواسطة البيانات والتقارير‬
‫المتجمعة التي تعدها الوحدات اإلدارية لعدة سنوات متتالية فإنها تعاني من عدة إنتقادات منها أنها‬
‫تؤكد على الرقابة الشديدة على أوجه نفقات الوزارات والمصالح الحكومية وأن الرقابة على‬
‫النفقات تقتصر غالبا على الناحية الحسابية للتأكد من عدم تجاوز التخصيصات عند اإلنفاق ومن‬
‫أن الخدمات والسلع المدرجة في الموازنة قد أشتريت فعال بدون األخذ في اإلعتبار األهداف‬
‫والغايات التي أشتريت من أجلها وإلى مدى اإلنجازات التي تحققت نتيجة اإلنفاق ‪ ،‬كما وتفتقر‬
‫الموازنة التقليدية إلى وسائل المتابعة لمعرفة ما تم تنفيذه من أعمال ومشروعات وتكلفة ذلك‬
‫ومدى تحقيق التنفيذ للنتائج المستهدفة إضافة إلى أن مواد اإلنفاق تكون غالبا غير متصلة بخطة‬

‫(‪ 27 - )9‬نفس المرجع السابق ص‪280‬‬

‫الصفحة ‪ 8‬من ‪23‬‬


‫أو ببرنامج عام للتنمية كما أن الموازنة التقليدية ينقصها وجود الدراسات التي تتضمن الطرق‬
‫البديلة للقيام باألعمال وال تستخدم فيها المقاييس والقواعد العلمية لنيل تكلفة العائد التي تبني عليها‬
‫القرارات الهامة عند توزيع التخصيصات بين أوجه النفقات العامة ‪.‬‬

‫‪ -3‬موازنة األداء ‪:‬‬


‫‪ 1-2‬تعريف موازنة األداء‪:‬‬
‫عرف األستاذ جيس بير ( ‪ ) JESSE BURHEAD‬موازنة األداء بأنها (ذلك التبويب في‬
‫الموازنة الذي يركز على األشياء التي تقوم بها الحكومة وليس على األشياء التي تشتريها وبهذا‬
‫فإن موازنة األداء تنقل التركيز من وسائل القيام بالعمل إلى العمل المنجز ذاته ) أما مكتب‬
‫الموازنة في الواليات المتحدة األمريكية فق د عرفها بأنها ( الموازنة التي تبين األهداف التي تطلب‬
‫لها التخصيصات المالية وتكاليف البرامج المقترحة للوصول إلى تلك األهداف والبيانات‬
‫والمعلومات الكمية التي تقيس اإلنجازات وكل ما أنجز من األعمال المدرجة تحت كل برنامج )‬
‫ومن التعريفين أعاله يتضح أن موازنة األداء تؤكد على ما تفعله اإلدارات الحكومية وليس على‬
‫ما تشتريه من سلع وخدمات أي أنها تحول اإلهتمامات من وسائل تنفيذ العمل إلى العمل المطلوب‬
‫تنفيذه ‪.‬‬

‫‪ 2-2‬خصائص موازنة األداء ‪ :‬يمكن إجمال خصائص موازنة األداء فيما يأتي ‪:‬‬
‫✔ أنها تساعد في توزيع اإلمكانيات المالية المتوفرة لدى الدولة بشكل أفضل حيث تقدم‬
‫بيانات تفصيلية من البرامج والمشروعات المزمع تنفيذها بواسطة الوزارات وعن تكاليف تلك‬
‫البرامج وعن االنجازات والعوائد منها ‪.‬‬
‫تساعد على تحسين عملية تنفيذ البرامج والمشروعات الوزارات والمصالح الحكومية فهي‬
‫تبين مقدما عدد وحدات األداء التي ستتحقق نتيجة تنفيذ برنامج معين ‪.‬‬
‫✔ توفر موازنة األداء للمواطنين معلومات كافية عن مختلف أوجه اإلنفاق الحكومي وأنواع‬
‫الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطنين ‪.‬‬
‫✔ تسهيل عملية التصديق على الموازنة بواسطة السلطة التشريعية حيث يستطيع أعضاء‬
‫السلطة التشريعية تفهم ما تقوم به الحكومة من أعمال ومقدار اإلنجازات التي ستحققها وتكاليفها‬

‫‪ 3-2‬تطبيق موازنة األداء ‪:‬‬

‫الصفحة ‪ 9‬من ‪23‬‬


‫عند تطبيق موازنة األداء فالبد من إتباع الخطوات اآلتية ‪:‬‬
‫✔ تقوم إدارة الموازنة بالتعاون مع الوزارات والمصالح بوضع الخطط والبرامج لما تقوم به‬
‫الوزارات من أعمال ‪.‬‬
‫دراسة الهيكل التنظيمي لإلدارات واألجهزة التي ستشرف على تنفيذ تلك البرامج ‪ .‬ال تحيد‬
‫وحدات األداء لكل برنامج ‪.‬‬
‫✔ تقدير التكاليف اإلجمالية إلنجاز العمل لكل برنامج ‪.‬‬

‫وضع نظام داخلي إلعداد التقارير عن سير العمل أثناء تنفيذ البرامج خالل السنة المالية مع‬
‫مقارنة ما يتم انجازه فعال بما هو مقرر إنجازه في الخطة ‪ 7 .‬تنظيم وثيقة الخطة على أساس‬
‫البرامج ويخصص برنامج إعتماد في الموازنة يمول به ‪ .‬و تنظيم السجالت الحسابية على أساس‬
‫البرامج وتبين فيها وحدات األداء ويقيد في هذه السجالت ما ينفق على كل برنامج لتسهيل عملية‬
‫الرقابة على اإلنفاق ‪.‬‬

‫‪ 4-2‬صعوبات تطبيق موازنة األداء‪:‬‬


‫تتطلب موازنة األداء تحيد وحدات األداء التي ستقاس بها إنجازات البرامج الحكومية ويسهل‬
‫وتحديد وإختيار وحدات األداء النشاطات واألعمال الحكومية التي تنتج منها أثار مادية ملموسة‬
‫إال أن هناك بعض النشاطات واألعمال الحكومية التي ال تخضع لعملية القياس حيث ال تتوفر في‬
‫هذه النشاطات أشياء مادية محسوسة يمكن عدها وقياس كميتها وتعتبر هذه الحاالت وما شابهها‬
‫من الصعوبات التي تجابه كل من يحاول تطبيق موازنة األداء على أعمال الجهاز الحكومي ‪.‬‬
‫● توضيح تبويب األداء (‪:(10‬‬

‫‪-)10(Government J.Burkhead, Budgeting OPCT, P 148‬‬

‫الصفحة ‪ 10‬من ‪23‬‬


‫‪ -4‬موازنة التخطيط والبرمجة‪:‬‬
‫تمثل موازنة التخطيط والبرمجة مرحلة متقدمة في تطور الموازنات العامة حيث تم فيها تجاوز‬
‫اإلطار البسيط لتقدير اإليرادات والنفقات بإستخدام التحليل المنظم والتخطيط طويل األجل‬
‫ويمكن توضيح ذلك من خالل النقاط اآلتية ‪:‬‬

‫‪ 1-3‬تعريف موازنة التخطيط و البرمجة‪ :‬عرفت لجنة التنمية االقتصادية األمريكية موازنة‬
‫التخطيط والبرمجة بأنها نظام أو أسلوب على الوسائل البديلة الصياغة وتحقيق أهداف محددة‬
‫بشكل كمي ويركز تصميم هذا النظام التحقيق األهداف التي تسمح بإستمرار مقارنة النتائج‬
‫بالتكاليف ‪.‬‬
‫‪ 2-3‬خصائص موازنة التخطيط و البرمجة‪:‬‬
‫إن تبويب الموازنة وتصنيف نفقاتها يجري على أساس خطط أو برامج وليس على أساس بنود‬
‫ومواد النفقات كما هو الحال في الموازنة التقليدية ويتطلب ذلك من الوزارات و المصالح‬
‫الحكومية أن تقوم بوضع البرامج التي ستقوم بتنفيذها في السنوات المقبلة ‪ ،‬والوسائل والطرق‬
‫المختلفة والبديلة الالزمة لتنفيذها والتكاليف اإلجمالية للتنفيذ وتقدير الناتج أو الفائدة الممكن‬
‫الحصول عليها عند تنفيذ هذه البرامج ‪.‬‬

‫إن إتخاذ القرارات بخصوص الموافقة على خطة أو برنامج معين أو رفضه أو تأجيله يتم على‬
‫أساس مقاييس وتحليالت معينة كتحليل الكلفة إلى المنفعة ويشمل هذا التحليل دراسة التكاليف‬
‫اإلجمالية لكل البدائل المتاحة ثم مقارنتها بالمنافع أو الفوائد التي يتوقع أن تحققها هذه البدائل من‬
‫أجل إختيار أفضلها ‪.‬‬

‫إن الفترة الزمنية في موازنة التخطيط والبرمجة تمتد لعدد من السنوات بحث تغطي الفترة‬
‫الالزمة إلكمال الخطة أو البرنامج فقد تكون هذه الفترة الزمنية خمس سنوات أو أكثر وفي هذه‬
‫الحالة تستطيع الوزارات والمصالح الحكومية تنفيذ المشاريع أو البرامج طويلة األجل ‪ ،‬وتستطيع‬
‫إجراء الدراسات والتحليل المتوقعة ‪.‬‬

‫إن هذه الموازنة تستوجب الحصول على تقارير عن سير األعمال في المشاريع تحت التنفيذ أو‬
‫التي أنجزت أو التي بدأ في تنفيذها وبهذا فإنها تمارس الرقابة عليها وكما تتم من حين إلى آخر‬
‫مراجعة البرامج والمشاريع وإجراء التغيرات عليها وذلك على ضوء التقارير التي ترد إلى دائرة‬
‫الموازنة ‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 11‬من ‪23‬‬


‫‪ 4-3‬صعوبات تطبيق موازنة التخطيط و البرمجة‪:‬‬

‫أ‪ -‬صعوبة تحيد األهداف ‪ :‬من العناصر األساسية في موازنة التخطيط والبرمجة إعتمادها على‬
‫مقاييس وتحاليل معينة عند دراستها للخطط والبرامج المختلفة فقبل إتخاذ أي قرار بخصوص‬
‫الموافقة أو رفض أي برنامج ‪ ،‬البد من إجراء تحليل الكلفة إلى المنفعة المتوقعة نتيجة تنفيذ ذلك‬
‫البرنامج ‪ ،‬ولكن الصعو بة تظهر عندما تكون النتائج غير خاضعة للقياس فمن الصعب إجراء‬
‫التحليل الكمي فمثال ‪ ،‬المقارنة بين برنامج بناء سد الزيادة األرض المروية وبين برنامج لوزارة‬
‫الخارجية لتدعيم عالقات البلد مع البلدان األخرى ففي الحالة األولى يمكن قياس الناتج باألرقام‬
‫بينما في الحال ة الثانية ال يكون بالمستطاع ذلك تقريبا ذلك الن الناتج ال يخضع للقياس وبوجه عام‬
‫فإن الخطط والبرامج السياسية واإلجتماعية غالبا ال تخضع للقياس الكمي الدقيق ‪)11(.‬‬

‫ب‪ -‬تذبذب المعلومات و البيانات ‪ :‬النقص في المعلومات والبيانات الالزمة لتحليل الوضع‬
‫الحاضر والمستق بل‪ ،‬فمن الصعب أن تكون المعلومات عن البرنامج المنوي تنفيذها وافية تماما ‪،‬‬
‫غالبا ما تكون مبينة على أسس تقديرية وألن هناك عوامل قبل البدء بالتنفيذ وذلك ألن البرامج‬
‫متغيرة كثيرة ال يمكن تحديدها تماما وقت إعداد البرامج كما أن الفترة التي يتطلبها تنفيذ برنامج‬
‫ما تعتبر طويلة نسبيا إذ يزيد غالبا عن خمس سنين ولهذا فان التقديرات ال تبين األمور على‬
‫حقيقتها تماما‬

‫‪ -4‬موازنة األساس الصفری ‪:‬‬


‫تعد موازنة األساس الصفري من الموازنات الحديثة التي سلطت عليها األضواء في السنوات‬
‫األخيرة الماضية وأن المعنى الحرفي لها يشير إلى أنها موازنة تبدأ من الصفر وتتجاهل اإلتجاه‬
‫نحو مستويات اإلنفاق الماضية ‪.‬‬

‫‪ 1-4‬تعريف موازنة األساس الصفري ‪:‬‬


‫عرف ( ألين شيك ) موازنة ا ألساس الصفري بأنها المراجعة والتقويم والتحليل على جميع أوجه‬
‫اإلنفاق المقترحة وليس فقط على الزيادات الحاصلة على معدالت اإلنفاق الحالية وعرفها مؤتمر‬
‫األمم المتحدة الذي انعقد في الدنمارك بأنها ‪:‬‬
‫نظام يفترض عدم وجود أية خدمة أو نفقات في البداية واألخذ في اإلعتبار الحد األدنى للتكلفة أو‬
‫بموجبه أكثر الطرق فاعلية للحصول على مجموعة من المخرجات ووضع اإلطار الذي يمكن‬
‫تقويم فاعلية مستويات النفقات الجارية المعتمدة وفقا لهذه اإلعتبارات ‪.‬‬

‫(‪ - )11‬االتجاهات الحديثة في أعداد الموازنات العامة ‪ ،‬رجع سابق‪ ،289 ،‬ص ‪1986‬‬

‫الصفحة ‪ 12‬من ‪23‬‬


‫طبيعة موازنة األساس الصفري ‪ :‬إن موازنة األساس الصفري ال تعطى األولوية للمشروعات أو‬
‫البرامج تحت التنفيذ أوالمعتمدة سابقا على المشروعات الجديدة بل تفترض عدم وجود أية نفقات‬
‫أو خدمات في البداية وبالتالي فهي تقوم بتوزيع التخصيصات المالية الخاضعة للترشيد على‬
‫المشروعات المختلفة وفقا للنتائج المتوقعة فإذا تبين من التحليل اإلقتصادي أن المشروعات تحت‬
‫التنفيذ ذات فوائد أو منافع قليلة مقارنة بتكاليف إقامتها المرتفعة يتم إلغاءها و ال تخصص لها أية‬
‫موارد وهذا يعني أن موازنة األساس الصفري تفترض أن كل مشروع أو نشاط يطلب له‬
‫تخصيص موارد على األساس الصفري‪ ،‬تفترض أن كل مشروع أو نشاط يطلب له تخصيص‬
‫موارد على أنه جديد حتى ولو كان قائما ومستمرا في التنظيم وذلك حتى يتم اإللتزام بتقديم‬
‫المبررات المذكورة في كل مرة يتم فيها إعداد الموازنة التقديرية ومن ثم يمكن النظر إلى األساس‬
‫الموجود بالموازنة الحالية ألي مشروع أو نشاط قائم فعال على إنه يعادل الصفر من زاوية إعداد‬
‫الموازنة المستقبلية ‪.‬‬

‫‪ 2-4‬و مزايا موازنة األساس الصفري ‪:‬‬


‫✔ أنها طريقة رشيدة في إعادة توزيع التخصيصات بين البرامج والمشروعات طبقا لألولويات‬
‫وبشكل يحقق أكبر إستفادة ممكنة فبواسطتها يمكن منح التخصيص أو زيادته لبرنامج معين إذا‬
‫كفاءته منخفضة ‪ .‬ظهرت أن كفاءته عالية وتخفيض التخصيص أو إلغائه عندما يتضح أن‬
‫✔ أنها تسهم في تهيئة المناخ الصحي للعالقات اإلنسانية داخل التنظيم حيث يتضمن مبدأ‬
‫مشاركة األفراد ( المديرين ) بكافة المستويات اإلدارية بالتنظيم في إعداد وتحضيرالموازنة ‪.‬‬
‫أنها وسيلة يتم فيها تحقيق العدالة عند توزيع الموارد المالية فيما بين البرامج سواء أكانت‬
‫هذه البرامج ممولة من قبل ضمن موازنات ماضية أم حاضرة وطبقا لألولويات المطلوبة‬
‫حيث يتم إعطاء األولوية للبرامج ذات األثر الفعال عن البرامج ذات المنفعة المتدنية‪.‬‬
‫أنها تؤدي إلى زيادة كفاءة وفاعلية األجهزة الحكومية ألن أدائها سيخضع للتقييم المستمر‬
‫وألن إعتمادها أو تخصيصاتها ستنخفض إذا ظهر أن كفاءتها أصبحت منخفضة ‪ .‬ال تسمح هذه‬
‫الموازنة بمشاركة أعداد كبيرة من المسؤولين في إتخاذ القرارات عند أعدادها ‪.‬‬
‫‪ 3-4‬عيوب موازنة األساس الصفري ‪:‬‬
‫✔ تتطلب توفر مؤهالت ومهارات وخبرات معينة في واضعي ومحللي الموازنة كتوفر‬
‫متخصصين في محاسبة التكاليف وقياس األداء وتقييم المشروعات‬
‫تحتاج إلى بيانات متنوعة وشاملة عن تكاليف البرامج والمشروعات والعوائد المتوقعة‬
‫وعن‬
‫وحدات القياس لإلنجازات التي قد تكون غير متوفرة أو يصعب الحصول عليها‪.‬‬
‫إمكانية ظهور بعض المشاكل السلوكية نتيجة التفاعل بين األفراد ( المشاركين ) في‬

‫الصفحة ‪ 13‬من ‪23‬‬


‫إعداد الموازنة مما يؤثر على نتيجة تخصيص الموارد ‪.‬‬
‫✔ عدم وجود الدعم الكافي من جانب اإلدارة العليا وهذا يرجع إلى المدراء الذين يشعرون‬
‫ببعض المخاوف ومشاكل التطبيق قبل أن تتحقق الفوائد أو المنافع ‪.‬‬
‫تستغرق إجراءات إعداد الموازنة وقتا أطول ومجهودا أكبر وأعباء أكثر مما تتطلبه‬
‫إجراءات الموازنة العادية‪.‬‬

‫الــمــطــلب الــثــانــي‪ :‬عجز الموازنة العامة‬

‫تعتبر مشكلة عجز الموازنة العامة من المسائل و القضايا الجوهرية التي أثارت اهتمام الباحثين‬
‫في دول العالم ‪ ,‬فهي من المشكالت المالية التي المتميزة بتطويرها الذي يصيب كافة المجاالت ‪:‬‬
‫االجتماعية ‪ ,‬السياسية و االقتصادية في ظل تقلص المواد ‪ ,‬و اتساع الحاجات ‪.‬‬
‫وقد تعدت المشكلة كونها قضية تواجهها دول العالم الثالث ‪ ,‬بل و حتى الدول الصناعية المتقدمة‬
‫أصبحت تنظر إلى عجز الموازنة العامة كمشكلة حقيقية تتطلب تخطيطا دقيقا و جهدا كبيرا ‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم عجز الموازنة العامة ‪:‬‬


‫يمثل العجز في الموازنة العام ة الفارق السلبي‪ .‬موازنة توسيعية من خالل زيادة المصروفات‬
‫التي تؤدي بدورها إلى زيادة الطلب الكلي دون أن يرافقها زيادة في المداخيل ‪.‬‬
‫أسباب عجز الموازنة العامة ‪:‬‬
‫يمكن تلخيص األسباب الرئيسية فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬التوسيع في دور الدولة لإلنفاق العام ‪ ,‬و ذلك من خالل زيادة متطلبات و احتياجات المواطنين‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف النمو االقتصادي و تقلص مداخيل الدولة ‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع الضرائب غير المباشرة خاصة ‪ ,‬وهو ما يؤدي الى ارتفاع األسعار ‪ ,‬و الذي ينتج عنه‬
‫المطالبة برفع األجور أي ضرورة تدعيم الدولة لألجور ‪.‬‬
‫ارتفاع االقتطاعات على العائدات للعائالت يؤثر على القدرة الشرائية ‪ ,‬و من ثم على ادخارهم ‪,‬‬
‫وبصفة عامة يمكن أن ندرج هذه األسباب في سببين رئيسين هما ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬زيادة اإلنفاق الحكومي‪.‬‬
‫ب ‪ -‬تقلص الموارد العامة ‪.‬‬
‫معالجة عجز الموازنة العامة ‪:‬‬

‫الصفحة ‪ 14‬من ‪23‬‬


‫لقد تطرقت دراسات عديدة لموضوع عجز الموازنة العامة ‪ ,‬و كيفية مواجهتها ‪ ,‬بإيجاد الطرق‬
‫المثلى لتمويله و التعامل معه ‪ ,‬و سنحاول أن نستعرض في هذا الجانب ‪ ,‬التوجيهات االقتصادية‬
‫الحالية المعالجة لمشكلة عجز الموازنة العامة حسب األسس الدولية و التطبيقات الحديثة‪.‬‬
‫فمن دول العالم من تنتهج برامج اإلصالح الذاتي لمعالجة المشكلة ‪ ,‬و منها من تلجأ إلى‬
‫المؤسسات المالية الدولية لتمويل عجزها و خاصة اللجوء إلى صندوق النقد الدولي ‪ ,‬و مختلف‬
‫المؤسسات المالية الدولية األخرى‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 15‬من ‪23‬‬


‫الــمــبحــث الــثــالــث‪ :‬برامج اإلصالح‪.‬‬

‫الــمــطــلب األول‪ :‬برامج اإلصالح و التنمية الذاتية‪.‬‬


‫تنتهج كثيرا من دول العالم برامج اإلصالح الذاتية التي تعتمد على إجراءات و طرق عالجية‪,‬‬
‫تختلف حسب طبيعة نظامها المالي و خصائص تهدف هذه البرامج إلى ترشيد النفقات العامة‪,‬‬
‫وزيادة اإليرادات الضرورية بفرض الضرائب على جميع المجاالت القابلة لذلك أي اإلبقاء على‬
‫دور الدولة واضحا في االقتصاد بما يحقق التنمية الشاملة و التخطيط المحكم‪ ,‬و في إطار برامج‬
‫اإلصالح الذاتي‪ ,‬و بغية عالج الجزء المتعلق بالموازنة العامة من النظام المالي تلجأ الدولة إلى‬
‫إتباع أخذ السياسات التمويلية التالية‪:‬‬
‫سياسة التمويل الداخلي لتغطية العجز في الموازنة العامة‪:‬‬
‫تلجأ الدولة النامية إلى االقتراض الداخلي عوضا عن طلب القروض من األسواق العالمية في‬
‫سبيل ذلك تصدر تلك الدول سندات الخزينة لتمويل العجز في الموازنة العامة ‪ ,‬غير أن هذه‬
‫السياسة قد تترتب عنها بعض اآلثار السلبية كزيادة حجم الدين العام الداخلي عندما تكون أسعار‬
‫الفائدة مرتفعة‬
‫ترشيد النفقات العامة ‪:‬‬
‫وهو تطبيق عملي ألفضل كفاءة في توزيع الموارد ‪ ,‬فهو يشمل بالضرورة الحد من اإلسراف في‬
‫كافة المجاالت و األخذ بمبدأ اإلنفاق ألجل الحاجة الملحة لتحقيق النمو المطلوب في االقتصاد‬
‫الوطني ‪.‬‬
‫سياسة التمويل الخارجي لتغطية عجز الموازنة العامة ‪:‬‬
‫يهدف هذا اإلجراء إلى التأثير على ميزان المدفوعات بتعزيز رصيد احتياطي العملة األجنبية‬
‫المتحصل عليها من القروض ‪ ,‬أو المحافظة على أسعار صرف العملة المحلية في حدود المعقول‬
‫التي ال تؤدي إلى حدوث خلل في الموازنة العامة ‪ ,‬نتيجة ارتفاع قيمة الدين العام الناتج عن‬
‫انخفاض قيمة العملة المحلية ‪ .‬ويدخل في سياسة التمويل الخارجي لسندات الخزينة التي تستقطب‬
‫األموال األجنبية و استخدام سياسة تشجيع الطلب الخارجي و تنشيطه من خالل تشجيع‬
‫الصادرات في الوقت نفسه ‪ ,‬و هو ما يحقق نتائج فورية ‪ ,‬كبيرة ‪ ,‬و يقلل من عجز الموازنة‬
‫العامة ‪ ,‬و من المالحظ أن مثل هذا اإلجراء لسياسة التمويل الخارجي ‪ ,‬تنتهجه الدول الصناعية و‬
‫ال يمكن في كثير من األحيان أن يستخدم بنجاح ‪ .‬في الدول النامية ‪ ,‬ألن العبء الذي تستحمله‬
‫هذه الدول في سداد تلك القروض ع لى المدى البعيد ‪ ,‬سيفوق حجم العائدات من هذه القروض ‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 16‬من ‪23‬‬


‫الــمــطــلب الــثــانــي‪ :‬برامج اإلصالح و اللجوء إلى المؤسسات الدولية ‪.‬‬
‫‪ -1‬صندوق النقد الدولي و إشكالية التمويل ‪:‬‬
‫يشترط صندوق النقد الدولي لعالج مشكلة عجز الموازنة العامة ‪ ,‬تدعيم مجموعة من السياسات‬
‫الموجهة إلى القطاع المالي ‪ ,‬وهو ما تعمل به الدول الراغبة في االستفادة من برامجه ‪ ,‬و ذلك‬
‫بتطبيق جملة من التدابير المالية و تعديل سياستها القائمة ‪ ,‬وهو النشاط الضروري قبل الحصول‬
‫على الدعم المالي كجزء من عملية التكييف الذي يهدف إليه الصندوق ‪ ,‬و يشمل جملة التدابير‬
‫الخاصة بجوانب المصروفات ‪ ,‬ينبغي اتخاذ االجراءات الالزمة لضبط االنفاق بما يقلل عجز‬
‫الموازنة العامة و المصروفات المقصودة لتخفيض هذه النفقات الغير المكتملة و ذلك بالتركيز‬
‫على الجوانب التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬إجراء اإلستقطاعات المالية للقطاعات التي تتحمل التقشف ‪ ،‬كقطاع الدفاع و القطاع اإلجتماعي‬
‫و قطاع اإلدارة ‪.‬‬
‫‪. -‬إلغاء المعونات و المصروفات اإلستهالكية التي تشجع النمو و اإلستثمار ‪ ،‬أي رفع الدعم‬
‫الحكومي على السلع الضرورية ‪ ،‬و حصرها في الفئات المستحق لها ‪ ،‬يشرط أن يتم التخفيض‬
‫في التكاليف المترتبة على هذا اإلجراء ‪ ،‬كتقليص أعداد الموظفين في القطاع العام ‪.‬‬
‫‪ -‬أما في جانب الضرائب ‪ ،‬فإن البرنامج يوصي بضرورة تطبيق اإلصالحات الضريبية إلى‬
‫زيا دة المرونة و شمولية النظام الضريبي ‪ ،‬و تندرج هذه السيلسة ضمن اإلجراءات الهادفة إلى‬
‫زيادة اإليرادات العامة عن طريق توسيع القاعدة الضريبية و تحسين وسائل جبايتها بما يقلل‬
‫التهرب الضريبي ‪.‬‬
‫إستخدام سياسة تسعيرية تتناسب و كلفة إنتاج السلع و الخدمات ‪.‬‬
‫‪-‬إلغاء الد عم الحكومي الممنوع للمؤسسات العامة ‪ ،‬و كذا تصفية المشروعات التي تحقق خسارة‬
‫دائمة و مستمرة ‪.‬‬
‫كما يوصي الصندوق بإجراء دراسات لغمكانية تطبيق الخوصصة على إعتبار أنها تؤدي إلى‬
‫تقليل أعباء األنفاق العام ‪ ،‬و زيادة اإلجراءات ‪ ،‬مما يقلل العبء عن الموازنة العامة و يخفض‬
‫العجز فيها ‪.‬‬
‫‪ -‬و في مجال ميزان المدفوعات يشير صندوق النقد الدولي إلى ضرورة تقليل عجز الميزان‬
‫التجاري ‪ ،‬بتصحيح الثغرة المالية بين اإلستمارات و إدخارات القطاع الخاص و عجز أو فائض‬
‫الحكومة ‪ ،‬كما أن برنامج صندوق النقد الدولي يضع حدودا عليا اإلهتمام المصرفي الداخلي‬
‫للحكومة و الذي يهدف إلى مراعاة الحدود للقروض الحكومية المسموح بها لتمويل عجز‬
‫الموازنة العامة ‪.‬‬
‫آثار التمويل على عجز الموازنة ‪:‬‬
‫من المالحظ أن معظم الدول التي تلجأ إلى تطبيق برامج الصندوق النقدي الدولي تجد نفسها‬
‫مجبرة على اإلستعانة به ‪ ،‬لما يترتب عن ذلك من هزات إجتماعية و إضطرابات داخل هذه‬
‫الدول ‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 17‬من ‪23‬‬


‫قد تؤدي قرارات ترشيد اإلنفاق و اإلجراءات المتعلقة ببيع المؤسسات العامة إلى إرتفاع نسبة‬
‫البطالة ‪ ،‬كذا تخلي الدولة عن دعم السلع الضرورية و تخفيض الخدمات ‪ .‬فهذه العوامل كلها‬
‫تؤدي إلى نتائج إجتماعية و سياسية سلبية ‪.‬‬
‫وقد أوضحت بيانات صندوق النقد الدولي ‪ ،‬أن من بين ‪ 77‬برنامجا تمت دراستها و جد أنه في‬
‫‪ 28‬منها قد أنخفض عجز الموازنة العامة و عجز الميزان التجاري ‪.‬‬
‫و في ‪ 20‬منها إرتفاع عجز الموازنة العامة و الميزان التجاري ‪ ،‬و فيها تبقى منها زاد عجز‬
‫الميزان التجاري رغم إن خفاض عجز الموازنة العامة ‪ ،‬أو إنخفاض عجز الميزان التجاري رغم‬
‫زيادة العجز الحكومي ‪.‬‬
‫لقد أصبح العجز مشكل حقيقي تواجهه موازنات دول العالم خاصة النامية منها ‪ ،‬غير أن بعض‬
‫علماء المالية يرون أن التوازن اإلقتصادي قد يتم في بعض الحاالت على حساب العجز في‬
‫الموازنة ‪ ،‬و هذا ما يعرف بنظرية العجز المتراكم ‪ .‬إال ان العجز قد يكون من األمور المرغوب‬
‫فيها في بعض األحيان كوسيلة لحل بعض المشاكل اإلقتصادية ‪ ،‬أو توسيع عملية التنمية ‪ ،‬حيث‬
‫تعتمد بعض الدول إلى استخدام العجز لمحاربة البطالة بزيادة التوظيفات و المساعدات و األجور‬
‫في القطاع العام‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 18‬من ‪23‬‬


‫الــمــبحــث الــرابــع‪ :‬سياسة الموازنة العامة بتدخل المؤسسات المالية الدولية‪.‬‬

‫بسبب الوضعية اإلقتصادية الصعبة التي عرفها اإلقتصاد الجزائري مع نهاية ‪ 1993‬و بداية سنة‬
‫‪ ، 1994‬لجأت الجزائر إلى اتباع سياسة التصحيح المدعمة من قبل المؤسسات المالية الدولية (‬
‫صندوق النقد الدولي – البنك العالمي ) و المتمثلة خاصة في سياسة اإلستقرار اإلقتصادي و‬
‫سياسة التصحيح الهيكلي ‪.‬‬

‫الــمــطــلب األول‪ :‬برنامج اإلستقرار اإلقتصادي ‪.‬‬

‫لقد أعدت الجزائر في ‪ 12‬أبريل سنة ‪ 1994‬برنامجا للإلستقرار اإلقتصادي ‪ ،‬مؤكدا من طرف‬
‫إتفاق ‪standby‬لمدة سنة و مبلغه ‪ 1‬مليار مع صندوق النقد الدولي ‪.FMI‬‬
‫إن الهدف من سياسة اإلستقرار اإلقتصادي هواستعادة التوازن في اإلقتصاديات الكلية من خالل‬
‫ترشيد الطلب المحلي و تقييد عجز الموازنة العامة بإتخاذ إجراءات لزيادة اإليرادات الحكومية و‬
‫ترشيد النفقات و كذلك اتباع سياسة سعر الصرف ‪ ،‬تهدف إلى جانب الموارد إلى قطاعات‬
‫التصدير و القطاعات التي تنتج السلع البدلية للواردات ‪.‬‬
‫ومن ضمن اإلجراءات التصحيحي ة التي اتخذت في سياسة الموازنة تمثلت أساسا في محاولة الحد‬
‫من العجز و رفع الدعم في المواد الغذائية األساسية ‪،‬وتخلي الخزينة عن تمويل اإلستثمارات‬
‫العمومية للمؤسسات العمومية ‪،‬وهذا من أجل تقليص النفقات العامة ‪ ،‬و بالمقابل لجأت الدولة إلى‬
‫عدة إجراءات لزيادة اإليرادات ‪ ،‬كوضع نظام سعر الصرف للدينار أكثر واقعية و مصداقية‬
‫ورفع أسعار المواد الطاقوية ‪ ،‬مع العلم أنه حدد عجز الموازنة خالل ‪ %0 3‬من ‪ pib‬مقابل‬
‫‪ %7.9‬سنة ‪.1993‬‬

‫الــمــطــلب الــثــانــي‪ :‬برنامج التصحيح الهيكلي ‪.‬‬


‫يهدف البرنامج في برهانه الموازني إلى عدة أهداف يمكن حصرها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬اإلصالح الهيكلي الضريبي‬
‫‪ -‬تقوية اإلدارة الضريبية‬
‫‪ -‬إجراء تحسينات في محاسبة الموازنة و خاصة في عناصر المصروفات و الرقابة عليها ‪.‬‬
‫‪ -‬إصالح قطاع الشركات العامة من خالل خوصصة بعضها و إجراء التحسينات على البعض‬
‫األخر ‪ ،‬وفي إطار هذا البرنامج التصحيحي الذي أعد مع المؤسسات المالية الدولية ‪bird-fmi‬‬
‫في أبريل ‪ 1995‬مدته ثالث سنوات و مبلغه ‪ 1.8‬مليار ‪ s‬أقيمة سياسة إلعادة هيكلة المؤسسات‬
‫مع مواصلة التطهير المالي إلى جانب إصالح الهيكل الضريبي‪ .‬إلى جانب اإلصالحات المتخذة‬

‫الصفحة ‪ 19‬من ‪23‬‬


‫بصفة ذاتية من قبل الدولة في مجال اإليرادات العامة (إصالح النظام الضريبي ‪ ،‬سياسة تخفيض‬
‫الدينار‪ )............‬فقد أثبتت الجزائر إصالحات أخرى مست مجال النققات العامة بهدف تخفيض‬
‫العبء على الدولة و تمثلت هذه اإلصالحات بالخصوص إصالح أسعار و بتاراق ادعم على‬
‫النفقات من أجل التحكم في عجز الموازنة و في ما يلي تطور أرصدة الموازنة العامة للجزائر ‪:‬‬
‫السنوات‬
‫البيان‪98. 97. 96 .95 . 94 93. 92. 91 .90 .89. 88 .‬‬
‫اإليرادات‬
‫العامة‪.611731 .477181. 313949 .311864 .248900 .152500 .116400 .93500‬‬
‫‪.901500 .829400 .825157‬‬
‫النفقات‬
‫العامة ‪759617 .566329 .476624 .420131. 216100. 136500. 124500. 119700‬‬
‫‪.976721. 914100. 724607.‬‬
‫الرصيد‬
‫‪+100918 -147806 -89148 -162678 -108267 +36800 +16000 -8100 -2629‬‬
‫‪-75221 -84700‬‬
‫المصدر ‪ ONS :‬النشرة اإلحصائية السنوية للجزائر قوانين المالية ‪ 97.98‬مايالحظ أن الرصيد‬
‫السالب قد غطى على موازنات هذه الفترة ‪ ،‬ففي هذه الفترة الممتدة مابين ‪ 1991-1988‬بدأ‬
‫الرصيد يتحسن ‪ ،‬و ذلك أن عجز سنة ‪ 1988‬وصل ب ‪ 26200‬مليون دج ليتحول إألى فائض‬
‫قدره ‪ 38800‬مليون دج ‪ ،‬وهذا راجع إلى التغيرات التي مست هذه الفترة كانت إيجابية بإتفاق‬
‫‪ STAND BY‬الذي أبرمته الجزائر مع المؤسسات المالية الدولية ‪ ،‬و كذا زيادة إيرادات الجباية‬
‫البترولية من خالل إنتعاش سعر برميل النفط الذي وصل سنة ‪ 1991‬إلى ‪19‬دوالر و اإليرادات‬
‫التي خصت مجال النفقات العامة من اجل التحكم في زيادتها ‪ ،‬و ذلك من خالل رفع الدعم عن‬
‫"اإلنجاز" في إطار قانون نظام األسعار ‪.‬‬
‫أما عن فترة ‪ 1995- 1992‬فتميزت بعودة العجز الموازنة العامة مرة أخرى ‪ ،‬ففي سنة ‪1992‬‬
‫سجل رصيد الموازنة عجزا قدر ب ‪ 108267‬مليون دج ‪ ،‬و ذلك من جراء ارتفاع حجم النفقات‬
‫العامة في هذه السنة ‪ ،‬حيث تضاعفت بحوالي مرتين عما كانت عليه سنة ‪ ، 1991‬و هذا راجع‬
‫لبداية عملية التطهير المالي للمؤسسات العمومية إلى نهاية سنة ‪ 1991‬خصصت الدولة لهذه‬
‫العملية مبالغ ضخمة‪ ،‬و بالمقابل نجد أن اإليرادات العامة لسنة ‪ 1992‬لم ترتفع إال بمعدل ‪25.29‬‬
‫‪ %‬لسنة ‪. 1991‬‬
‫لقد بقي الرصيد سالبا في هذه الفترة الستمرار زيادة إجمالي النفقات العامة عن حصيلة اإليرادات‬
‫العامة التي تأثرت بإستمرار ‪ ،‬تدهور سعر برميل النفط الذي وصل سنة ‪ 1995‬إلى ‪$ 17‬‬
‫بالرغم من اإلستمرار في سياسة تخفيض الدينار أمام الدوالر‪.‬‬
‫أما فيما يخص الفترة ‪ 1998-1996‬فقد تميزت بعودة تحسن الرصيد بفائض قدر ب ‪100548‬‬
‫مليون دج ‪ ،‬و هذا راجع الزيادة التي مست اإليرادات العامة للبالد " حيث قدر معدل نموها ب‬

‫الصفحة ‪ 20‬من ‪23‬‬


‫‪ % 34.9‬عن سنة ‪ ، 1995‬و ذلك لغنتعاش سعر برميل النفط الذي وصل إلى ‪ ، $ .21‬و كذا‬
‫بداية تطبيق قانون الخوصصة في أفريل ‪.1996‬‬
‫أما في سنة ‪1997‬و ‪ ، 1998‬فبمقارنة عجز الموازنة العامة من حيث قيمة هذا العجز بالنسبة‬
‫لسنوات الفترة الماضية ‪ 95-92‬يعتبر مقبول ‪ ،‬و يرجع ذلك لعودة تدهور سعر برميل النفط الذي‬
‫وصل في سنة ‪ 1998‬إلى مادون ‪ $ 12.8‬و بذلك كان له تأثيرا سلبيا على إيرادات الموازنة‬
‫العامة من ذلك أن الخسارة التي قدرت ب ‪ 600‬مليون ‪ $‬نتيجة لتراجع سعر برميل النفط خالل‬
‫السداسي األول و الثاني لسنة ‪. 1977‬‬
‫ويمكن أن نبين ما يحدث في بلد العجز والفائض من خالل الجدول التالي‪:‬‬

‫بلد الفائض‬ ‫بلد العجز‬


‫‪-‬فائض في الميزان التجاري‬ ‫‪ -‬حدوث عجز في الميزان‬
‫التجاري‬
‫‪-‬زيادة أولية في الدخل‬ ‫‪ -‬انخفاض أولي في الدخل‬

‫‪-‬زيادة حجم الواردات‬ ‫‪ -‬نقص االستيراد‬

‫‪ -‬اتجاه ميزان المدفوعات الى‬ ‫‪ -‬رجوع التوازن إلى ميزان‬


‫التوازن‬ ‫المدفوعات‬

‫الصفحة ‪ 21‬من ‪23‬‬


‫الــخــاتــمة ‪:‬‬
‫عرفت مرحلة إنتقال اإلقتصاد الوطني إلى إقتصاد السوق تطور كبيرا في المالية العامة ‪،‬‬
‫فأصبحت موازنة الدولة تتميز برصيدها السالب و ذلك لعدم قدرة اإليرادات العامة على تغطية‬
‫نفقات الدولة خاصة و أن اإليرادات تعتمد بنسبة كبيرة على موارد الجباية البترولية و هذا‬
‫ماجعلها تتأثر تأثيرا كبيرا بتفلبات أسعار النفط ‪.‬‬
‫نستنتج أن هناك مجموعة من اآلليات التي تسمح بإعادة التوازن لميزان المدفوعات إما عن‬
‫طريق األسعار أو الدخل‪ ,‬فالتوازن في ميزان المدفوعات اليعني توازن الجانب الدائن والمدين‬
‫فحسب‪ ,‬بل بشرط أال تتحقق هذه الحالة عن طريق سريان أوضاع اقتصادية غير مالئمة‬
‫( مثل انخف اض مستوى اإلنتاج والتشغيل وتدهور معدل التبادل الدولي أوتد ني معدل نمو الدخل‬
‫القومي )‪ ,‬أو اللجوء إلى تقييد المعامالت الخارجية‪ ,‬ذلك انه إذا تحقق التعادل بين الجانب الدائن‬
‫والمدين في ميزان المدفوعات عن طريق تصاعد معدالت البطالة وانخفاض مستوى الدخل‬
‫واإلنتاج‪ ,‬ف ان من شأن ذلك ان يخفض مستوى الرفاهية ألفراد المجتمع‪ .‬ولذلك ال يمكن ان نسمي‬
‫هذا التعادل الذي يتم عن هذا الطريق توازنا وعادة ما يطلق علي هذه الحاالت االختالل المستتر‪,‬‬
‫الن الظاهر للعيان ان هناك توازنا في ميزان المدفوعات‪ ,‬في حين ان إمعان النظر يكشف النقاب‬
‫عن ح الة اختالل‪ ,‬لذلك فاآلليات السابقة ( األسعار والدخل ) بما لها من ايجابيات وسلبيات تحاول‬
‫السير بميزان المدفوعات باتجاه التوازن غير آخذة بعين االعتباراحيانا ببعض العوامل الداخلية‬
‫والخارجية‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 22‬من ‪23‬‬


‫قــائــمــة الــمــصــادر والــمــراجــع‪:‬‬
‫اللغة العربية‪:‬‬
‫‪ -1‬فهمي محمود شكري ‪ ،‬الموازنة العامة ‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع‬
‫‪ ،‬بيروت ‪.1990 ،‬‬
‫‪ -2‬بلهاشمي خيرة ‪ ،‬أثر اإلصالحات اإلقتصادية في الموازنة العامة في الجزائر ‪– 1967 ،‬‬
‫‪ ، 2001‬رسالة ماجيستير ‪ 2002 ،‬جامعة الجزائر‪.‬‬
‫‪ - -3‬ساعد علي ‪ ،‬محاضرات المالية العامة ‪ ،‬المعهد الوطني للمالية‪.‬‬
‫‪ -4‬عبد هللاا الشيخ‪ ،‬محمود الطاهر‪ ،‬مقدمة في اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬مطابع جامعة الملك‬
‫سعود‪.1992 ،‬‬
‫‪ -5‬دراوسي المسعود ‪ ،‬السياسة المالية و دورها في تحقيق التوازن اإلقتصادي (‪– 1990‬‬
‫‪ ) 2004‬أطروحة دكتوراه دولة ‪ ،‬جامعة الجزائر‪.‬‬
‫‪ -6‬االقتصاد الدولي‪:‬األستاذ حشيشي ‪ -‬دار النهضة العربية ‪ -‬القاهرة ‪.1986 -‬‬
‫‪ -7‬التجارة الخارجية و الدخل القومي‪ :‬د‪ .‬فؤاد هاشم عوض ‪ -‬دار النهضة العربية ‪-‬‬
‫القاهرة‪.1976-‬‬
‫‪ -8‬التجارة الدولية وميزان المدفوعات‪ :‬األستاذ غيبة حيدر ‪-‬القاهرة‪.1966 -‬‬
‫‪ -9‬نظرية التجارة الدولية‪ :‬الببالوي حازم ‪-‬القاهرة – ‪.1968‬‬
‫االقتصاد الكلي‪ :‬األستاذ عمار صخري ‪ -‬ديوان المطبوعات الجامعية – ‪.1986‬‬ ‫‪-10‬‬

‫اللغة الفرنسية‪:‬‬

‫‪Jesse Burkhead Government Budgeting John Wileynewyork,‬‬


‫‪.1963‬‬

‫الصفحة ‪ 23‬من ‪23‬‬

You might also like