Professional Documents
Culture Documents
دنان
المحاضرة االولى
مطبوعة مقدمة لطلبة السنة االولى جدع مشترك )(1ére année Master
فرع ( 2فوج)8-7-6-5
السنة الجامعية9191/9102
1
دروس في المالية العامة (المحاضرة االولى) إعداد االستاذة المحاضرة :ر .دنان
البرنامج
الفصل األول :االطار العام لدراسة لعلم المالية العامة
أوال :تعريف علم المالية العامة و تطوره
ثانيا :الحاجات العامة
ثالثا :عالقة علم المالية العامة بالعلوم االخرى
الفصل الثاني :النفقات العامة
أوال :ماهية النفقات العامة
ثانيا :تقسيم النفقات العامة
ثالثا :ضوابط النفقات العامة
3
دروس في المالية العامة (المحاضرة االولى) إعداد االستاذة المحاضرة :ر .دنان
يهتم علم المالية العامة بدراسة المشكالت التي تتعلق بتوجيه الموارد االقتصادية و المالية ،إلشباع
الحاجات العامة .وهي حاجات تهم المجتع كله ،وباعتبار الحكومة ممثلة عن المجتمع ،تكون المسؤولة
عن اشباع الحاجات العامة ومثال ذلك األمن الخارجي و الداخلي ،الصحة ،التعليم...ومن أجل القيام
بهذه المهمة البدى للحكومة أن تحصل على موارد اقتصادية الستخدامها من أجل إشباع الحاجات
العامة .وتحصل الحكومة على تلك الموارد االقتصادية في صورة تدفقات مالية تسمى باإليرادات العامة،
واستخدام الحكومة لإليرادات العامة يتم في شكل نفقات عامة تمثل تكاليف إشباع الحاجات العامة.
والمجال الذي يدور حوله علم المالية العامة هوالنشاط المالي للحكومة .ويتعلق هذا النشاط بااليرادات
والنفقات العامة ،وبالتالي فقد اختلف نطاق هذا العلم وفقا لتطور الدولة في النشاط االقتصادي ،وقد مر
بتطورات عديدة منذ بداية القرن السادس عشر وحتى القرن الراهن وقد كان هذا التطور تجسيدا لالفكار و
المذاهب االقتصادية التي كانت سائدة خالل تلك الفترة .وفي هذا الصدد يمكن التمييز بين مدرستين
اقتصاديتين في ظل النظام االقتصادي الرأسمالي وهما المدرسة التقليدية والمدرسة الحديثة.
-مرحلة االقصاد الحر(المالية العامة المحايدة) :تدور النظريات التقليدية التي سيطرت على الفكر
االقتصادي حتى مطلع القرن العشرين ،حول فكرة أساسية مؤداها إن أفضل السبل لتحقيق الرفاهية
االقتصادية واالجتماعية،يتمثل في ترك الحرية الكاملة لألفراد ،في تحديد حجم ونوعية مايمارسونه من
نشاط اقتصادي .أى أن الحرية االقتصادية لالفراد في ظل مايسمى بالمذهب الحر هي المسير و المحرك
للنشاط االقتصادي ،ولقد نادوا بعدم تدخل الدولة في الميدان االقتصادي وأن يقتصر دورها على أدنى
قدر ممكن ،بحيث ينحصر في مهمات تأمين الدفاع الخارجي ،وتحقيق األمن الداخلي وتوفير العدالة ما
يسمى الدولة الحارسة .وهو األمر الذي يتطلب معه انخفاض النفقات العامة بحيث تكون بأقل قدر
ممكن ،كما أن الضرائب يجب فرضها بحيث يكون لها أقل أثر على اإلنتاج واألثمان واالستهالك ،وأن
يرافق ذلك ضرورة تحقيق توازن في الموازنة العامة للدولة ،بحيث ال يتحقق فائض أو عجز فيها .ومن تم
فإن الكالسيك فرضوا على المالية العامة صفة الحياد نتيجة العتقادهم أن قوى السوق كفيلة بتحقيق
التوازن بين العرض الكلي والطلب الكلي تلقائيا عند مستوى التشغيل الكامل ،معتمدين في تحليالتهم على
حيادية بعض العناصر والمتغيرات منها على الخصوص حيادية الدولة ،فهي مجرد حارس يتولى الوظائف
التقليدية ،وهذا يعني تقييد الدور الذي تقوم به الدولة في النشاط االقتصادي مع إخضاع السياسة المالية
لقيود شديدة بحيث ال يتعارض النشاط االقتصادي للحكومة مع مبادئ االقتصاد الحر.
4
دروس في المالية العامة (المحاضرة االولى) إعداد االستاذة المحاضرة :ر .دنان
-مرحلة التدخل (المالية العامة المتدخلة) :لقد أدت التطورات االقتصادية و االجتماعية التي حدثت في
الثالثينات القرن الماضي الى خروج الدولة عن حيادها التقليدي و التدخل في الحياة االقتصادية،ضرورة
التخلي عن مفهوم الدولة الحارسة وانتشر بدال منه الدولة المتدخلة وخاصة بعد ان سادت العالم االزمة
الكبرى ،9191في نفس الوقت الذي برزت فيه النظرية الكينزية (النظرية العامة في العمالة والفائدة
والنقود) ،ففي تلك النظرية هاجم كنيز كثي ار أفكار االقتصاديين التقليديين ،والتي قامت على أساس ضرورة
تدخل الدولة في النشاط االقتصادي لتحقيق التوظيف الكامل ،وذلك بتوظيف الموارد التي عجز النشاط
الخاص عن تشغيلها أو محاربة التضخم ،وباستعمال كافة أدوات السياسة االقتصادية .وهو ما أدى الى
ظهور المالية العامة المتدخلة والتي تقوم على األسس التالية:
ضرورة تدخل الدولة في النشاط االقتصادي ،وأن هذا التدخل لم يقتصر على عالج األزمات ،بل يمتد
ليشمل الهياكل االقتصادية واالجتماعية؛
رفض الفكر الحديث لفكرة التوازن الحسابي للموازنة العامة للدولة ،واستخدام أسلوب التوازن
االقتصادي الكلي ولو أدى هذا إلى عدم توازن الميزانية العامة في المدى القصير .
لم يعد االنفاق العام يتحدد في الخدمات األساسية للمجتمع بل شمل االنفاق جميع النشاطات
االقتصادية االستهالكية و االنتاجية.
االيرادات العامة أصبحت أدوات فعالة تستخدمها الدولة لتحقيق أهداف متعددة حسب مقتضيات
المصلحة االقتصادية واالجتماعية.
وعليه يمكن تعريف المالية العامة في الفكر الحديث ( هو العلم الذي يدرس نشاط االقتصاد العام ،أي هو
العلم الذي يهتم بدراسة المبادئ التي تحكم نشاط الدولة ووسائلها إلشباع الحاجات العامة وألثار هذا
النشاط على االفتصاد القومي).
ثانيا :الحاجات العامة وخصائصها :يقسم الفكر المالي الحاجات العامة إلى نوعين:
-الحاجات االجتماعية :والتي يتم إشباعها عن طريق سلع وخدمات يتاح االنتفاع بها دون مقابل
مباشر لجميع أفراد المجتمع كاألمن والدفاع والعدالة . . .الخ ،وهو يعود بالنفع على المواطنين كافة وال
يمكن أن يحرم أي منهم من اإلفادة بهذه الخدمات ،كما ال يمكن تجزئتها على نحو يمكن تحديد ما يعود
على الفرد منها ،كما تتسم هذه الحاجات بخاصية عدم القدرة على االستبعاد ووجود هذه الخاصية تؤدي
إلى فشل نظام السوق في إشباعها ،ومن ثم فال مناص من تدخل الدولة لتوفير احتياجات األفراد
والمجتمع.
5
دروس في المالية العامة (المحاضرة االولى) إعداد االستاذة المحاضرة :ر .دنان
-الحاجات الجديرة باإلشباع أو المستحقة :وهي تلك الحاجات التي يتم إشباعها عن طريق سلع
وخدمات التي يمكن قياس مدى انتفاع الشخص بالخدمة وتقدير ثمن االنتفاع .واالنتفاع بهذه الخدمات
ودفع ثمنها يعتبر أمر اختياري مثل التعليم والصحة والنقل ،وبما أنها تتضمن مقابل أي ثمن لها فإن
الجهات والنشاطات الخاصة يمكن لها أن توفر مثل هذه الخدمات أو الحاجات العامة القابلة للتجزئة ،إال
أن أهمية هذه الخدمات وضرورتها للفرد من ناحية ،وللمجتمع من ناحية أخرى ،قد تفرض على الدولة
القيام بها .وعليه يتوقف نطاق هذه الحاجات على الطبيعة السياسية واالجتماعية واالقتصادية لدور الدولة
في المجتمع ،كالتعليم ،كصحة والنقل.) . . .
-خصائص الحاجات العامة :تتميز الحاجات العامة بعدد من الخصائص تميزها عن غيرها من
الحاجات الخاصة ،وفيما يلي نذكر ألهم خصائص الحاجات العامة:
-عدم القدرة على االستبعاد :تتسم بعض المنتجات العامة وتحديد الخدمات غير القابلة للتجزئة
(المنتجات االجتماعية) بخاصية عدم القدرة على استبعاد أحد األشخاص من استهالكها ،باإلضافة إلى
أن هذه المنتجات التي تتمتع بهاتين الخاصيتين يجعلها غير قابلة للتسعير وقد يعجز جهاز السوق في
إشباعها كليا مثل خدمات األمن الدفاع والعدالة .مما يستدعي ضرورة تدخل الدولة لإلنتاج هده المنتجات
لألفراد المجتمع دون مقابل ،ويتم تمويل مثل هذه الخدمات من حصيلة الموارد السيادية العامة للدولة
والمتمثلة في الضرائب.
االستهالك غير التنافسي :تتميز بعض المنتجات العامة بخاصية عدم وجود ظاهرة االستهالك -
التنافسي أو ظاهرة االشتراك في االستهالك ،فإذا كانت الخدمة متاحة ألحد األفراد فإنها سوف تكون
متاحة في نفس الوقت لبقية أفراد المجتمع وبنفس المقدار ودون تحمل المجتمع لنفقات إضافية .أن وجود
تلك الظواهر من عدم القدرة على االستبعاد واختفاء االستهالك التنافسي تختفي العالقة بين المنتج
والمستهلك ويفشل السوق في توفير مثل هذه السلع ويصبح على الحكومة عبئ التدخل المباشر للتوفير
تلك السلع والخدمات.
6
دروس في المالية العامة (المحاضرة االولى) إعداد االستاذة المحاضرة :ر .دنان
-1عالقة علم المالية بعلم االقتصاد :االقتصاد هو العلم الذي يبحث عن حل المشكلة االقتصادية
التي تعترض النشاط االقتصادي ابتداء من االنتاج حتى توزيع الناتج ،وعلم المالية العامة هو العلم الذي
يبحث في ايجاد أفضل الوسائل إلشباع الحاجيات العامة مما يساهم في حل المشكلة االقتصادية.
-2عالقة علم المالية بعلم القانون :القانون هو االداة التنظيمية التي يلجأ اليها المشرع لوضع القواعد
العامة الملزمة في مختلف الميادين ومنها الميدان المالي ،فتأخد مختلف عناصر المالية العامة من نفقات
ويرادات وموازنة العامة قواعد قانونية كالدستور ،فهو يتضمن القواعد االساسية المنظمة لمختلف جوانب
المالية والتي يتعين وضع القوانين المالية في حدودها.
-3عالقة علم المالية بعلم السياسة :ان علم السياسة يهتم بدراسة نظم الحكم وعالقة السلطة العامة
ببعضها البعض ،أما علم المالية العامة فهو يبحث في كيفية سير النفقات و االيرادات ويكون الترابط
فيهما متمثل بان الظروف المالية لها أثر هام في أوضاع الدولة السياسية.
-4عالقة علم المالية بعلم االحصاء وعلم المحاسبة :ان البحث في الضرائب و االيرادات المالية
األخرى يتطلب المعرفة التامة بأصول المحاسبة المالية حتى اليتم التبذير في االيرادات العامة واستخدمها
لتمويل النفقات العامة حسب األصول وحسب إلحصائيات المتوفرة باستخدام االرقام القياسية حتى تثبت
المستوى العام ألسعار السلع و الخدمات المقدمة من طرف الدولة من خالل الموازنة العامة .إن دراسة
المالية العامة البد وأن تتوقف على نتائج يمكن الحصول عليها من الدراسات اإلحصائية و القيود و
المعلومات المحاسبية.
رابعا :التمييز بين المالية العامة و المالية الخاصة يهتم علم المالية العامة بمعالجة الجانب
المالي لنشاط الدولة بمختلف مؤسساتها العامة ،اما الماية الخاصة فهي تختص ببحث هذا الجانب من
النشاط وجدول التالي يقارن بين المالية الخاصة و العامة
7
دروس في المالية العامة (المحاضرة االولى) إعداد االستاذة المحاضرة :ر .دنان
تهدف الى اشباع الحاجات العامة دون االهتمام تهدف الى اشباع الحاجات الخاصة وتعظيم من حيث الهدف
المنفعة الشخصية. بتحقيق الربح االقتصادي.
يتم تحديد النفقات العامة أوال ثم تقرير االيرادات يتم تحديد االيرادات أوال ثم تقرر حدود من حيث االسلوب
النفقات. العامة.
تمتلك مرونة عالية في توسيع مصادر االيراداتها التمتلك مرونة عالية في توسيع مصادر من حيث المرونة
االيرادات . لمواجهة نفقاتها.
تعتمد وسيلة الجباروممارسة حق السلطة السيادية تعتمد وسيلة اإلقناع واالختيار في ممارسة من حيث الوسيلة
النشاط المالي الخاص في تحصيل وجباية االيرادات عامة
تمارين
-9حدد المقصود بالحاجات الجماعية
-9ماهي الموضوعات التي تتكون منها دراسة علم اقتصاديات المالية العامة؟
-3حدد أثر تطور النظام الرأسمالي على حجم ونطاق تدخل الدولة في النشاط االقتصاد؟
-4ما هو الفرق بين المالية العامة والمالية الخاصة؟
8
دروس في المالية العامة (المحاضرة االولى) إعداد االستاذة المحاضرة :ر .دنان
المراجع
.9باهر محمد علتم ،اقتصاديات المالية العامة ،مركز جامعة القاهرة ،مصر .9009
.9خالد شحادة الخطيب وأحمد زهير شامية ،أسس المالية العامة ،دار وائل للنشر ،عمان ،الطبعة
الثانية .9002
.3سعيد عبد العزيز عثمان ،اقتصاديات الخدمات و المشروعات العامة ،دراسة نظرية تطبيقية الدار
الجامعية ،مصر.9000،
.4طاهر الجناني ،علم المالية و التشريع المالي ،دار الطباعة و النشر ،بغداد بدون سنة.
.2عادل أحمد حشيش ،أساسيات المالية العامة ،مدخل للدراسة أصول الفن المالي لالقتصاد العام ،دار
الجامعية الجديدة مصر.9002 ،
.2عبد اهلل الشيخ ،محمود الطاهر ،مقدمة في اقتصاديات المالية العامة ،جامعة الملك سعود ،الرياض،
السعودية ،الطبعة األولى .9111
.7عبد المطلب عبد الحميد ،اقتصاديات المالية العامة ،الدار الجامعية ،القاهرة.9002 ،
.1فليح حسين خلف ،المالية العامة ،عالم الكتب الحديث ،أربد ،األردن.9001 ،
.1مجدي محمود شهاب ،االقتصاد المالي ،نظرية مالية الدولة ،السياسات المالية لنظام الرأسمالي،
الدار الجامعية ،بيروت .9111
.90محمد البنا ،اقتصاديات المالية العامة ،مدخل حديث ،الدار الجامعية ،القاهرة .9001
.99مراد محمد حلمي ،مالية الدولة ،معهد الدراسات العربية ،القاهرة ،بدون سنة نشر.
9