You are on page 1of 15

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعة عمار الثلجي االغواط‬

‫كلية االقتصادية و التجارية و علوم التسيير‬

‫فوج ‪4 :‬‬ ‫علوم التسيير سنة ثانية ليسانس‬

‫مقياس ‪ :‬مالية عمومية‬

‫عموميات حول النفقات العامة‬

‫األستاذ المشرف ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبة ‪:‬‬


‫‪ -‬د‪ .‬نور الدين هانا‬ ‫سايحي نور االيمان‬ ‫•‬

‫السنة الجامعية ‪2023/2022‬‬


‫خطة البحث‬
‫المقدمة‬

‫المبحث األول ‪ :‬ماهية النفقات العامة‬


‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم نفقات العامة‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تطور التاريخي لنفقات العامة‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬خصائص‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬حجم النفقات العامة وتقسيماتها‬
‫المطلب األول ‪ :‬حدود نفقات العامة‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬قواعد النفقات العامة‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬تقسيمات النفقات العامة‬

‫الخاتمة‬
‫قائمة المراجع‬
‫المقدمة‬
‫لقد إزدادت أهمية دراسة النفقات العامة نتيجة لتطور مماثل حصل في دور الدولة في المجتمع‬
‫وزيادة تدخلها في الحياة االقتصادية ‪ ،‬كما تقوم الدولة بهدف إشباع الحاجات العامة و تحقيق‬
‫المنفعة العامة بصرف إنفاق مبالغ مالية حيث تدعى بالنفقة العامة ‪.‬إذ أصبحت النفقات العامة في‬
‫العصر الحديث أداة من أدوات المالية التي تستخدمها الدولة لتحقيق تدخل في النشاط االقتصادي و‬
‫االجتماعي ‪ ،‬األمر الذي أدى الى اتساع حجم نفقات العامة ‪ .‬حيث سنتطرق في هذا البحث الى‬
‫ماهية النفقات العامة وهيكلها باإلضافة الى حجم نفقات التي تقوم بها الدولة‪.‬‬

‫❖اإلشكالية ‪ - :‬ما هية النفقات العامة ؟‬


‫‪ -‬ما هو حجم نفقات العامة؟‬

‫‪1‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬ماهية النفقات العامة‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم نفقات العامة‬

‫المالية العامة هي العلم الذي يدرس جميع المشاكل التي تواجه السلطات العامة في أعماله المتعلقة في‬ ‫‪-‬‬
‫أعمالها بجمع وتخصيص الموارد المالية‪(Lous Sutre2010).‬‬

‫وقد عرفها االقتصادي قاستون جاز على أنها العلم الذي يهتم بدراسة الوسائل التي تستطيع الدولة‬ ‫‪-‬‬
‫بواسطتها الحصول على المواد الالزمة لتغطية نفقاتها العامة وتوزيعها على جميع المواطنين من خالل‬
‫هذا التعريف يمكن اعتبار الم الية العامة أداة لتمكين تحقيق النشاط العام‪.‬‬

‫المالية العامة هي واحدة من تلك الموضوعات التي تقع على الحد الفاصل بين االقتصاد والسياسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وتعنى بإيرادات ونفقات السلطات العامة وتعديل أحدهما لآلخر ‪ " .‬دالتون "‬

‫فإن "المالية العامة هي جزء من االقتصاد السياسي الذي يناقش الطريقة التي تحصل بها الحكومة‬ ‫‪-‬‬
‫على اإليردات وتديرها" تايلور"‬

‫أما بالنسبة لبيار االلومير‪ ،‬المالية العامة هي العلم الذي دام لدراسة الوسائل التي تمى ‪ 14‬الدواة لتحقيق‬ ‫‪-‬‬
‫تدخالت في المجال االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬ففي هذا اإلطار المانية العامة أضحت غير محايدة بما أنها‬
‫تهتم بحياة المواطنين باعتبار الدولة الضامن األساسي لسالمة آداء السوق‪.‬‬

‫من جهة أخرى يمكن تعريف المالية العامة بأنها العلم الذي يدرس وسائل العمل المالية التي تسمح‬ ‫‪-‬‬
‫لألشخاص بموجب القانون العام التدخل في الحياة االقتصادية واالجتماعية‬

‫غير أن النظرة الحديثة للمالية العامة وخاصة بعد تدخل الدولة في مختلف األنشطة االقتصادية‬ ‫‪-‬‬
‫أضحت للمالية العامة العلم الذي يبحث في نشاط الدولة عندما تستخدم الوسائل المالية من نفقات‬
‫ورسوم ضرائب وقروض ووسائل نقدية موازنة ‪ ...‬إلخ‪ ،‬لتحقيق أهدافها السياسية واالقتصادية‬
‫‪1‬‬
‫واالجتماعية والثقافية‪.‬‬

‫وبالتالي النفقة العامة هي مبلغ من النقود يخرج من الذمة المالية للدولة أو أحد السلطات المكونة لها‬ ‫‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫بقصد إشباع حاجة من الحاجات المالية ‪.‬‬

‫ومن التعريف السابق يتضح بأن هناك ثالث شروط للنفقة المالية وهي كاآلتي ‪:‬‬

‫‪ 1‬عماد داتو سعيد ‪ ،‬محاضرات في المالية العامة ‪ ،‬قسم علوم تجارية ‪ ،‬جامعة جياللي ليابس ‪ ،‬سيدي بالعباس ‪ ، 2021-2020 ،‬ص ‪ 8‬ص‪9‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬محمد يسري حسن عثمان ‪،‬إقتصاديات المالية العامة ط ‪ ،1‬شركة مطابع الطوبجي التجارية ‪ ، 1996 ،‬ص ‪29-28‬‬

‫‪2‬‬
‫النفقة العامة بمبلغ من النقود‪:‬‬

‫النفقات العامة تتحدد في الشكل النقدي لحصول الدولة على السلع و الخدمات الالزمة لتسيير المرافق العامة‬
‫أو من أجل شراء السلع الرأس مالية الالزمة لإلنتاج أو لمنح اإلعانات و المساعدات بأشكالها المختلفة ‪.‬‬

‫‪ -‬وفي الماضي كانت الدولة تحصل على حاجاتها من السلع و خدمات جبرا بما لها من سلطة األمر و‬
‫النهي أو اإلستيالء أو المصادرة ‪.‬‬
‫‪ -‬في العصر الحديث حيث ظهر قصور اإلنفاق العيني و قصور أسلوب السخرة بدأ اإلنفاق النقدي يكون‬
‫أساسا لتحقيق اشباع الحاجات العامة في الدولة ‪.‬‬

‫وبالتالي يمكن القول أنه يعد انفاق مبالغ نقدية األسلوب العادي لحصول الدولة على احتياجاتها هي سمة العصر‬
‫الحديث ‪.‬‬

‫النفقة العامة تصدر عن الدولة أو احدى سلطاتها لكي تعتبر نفقة عامة‪:‬‬
‫المقصود بالشخص المعنوى العام هو الحكومة أو الهيئات المحلية أو المؤسسات العامة ذات الصفة االدارية‬
‫المستقلة ‪ ،‬وقد يكون مجلس محافظة أو مدينة أو قرية‪ -‬لذلك ال تعتبر المبالغ النقدية التي يقوم بانفاقها أفراد‬
‫يحملون الشخصية الطبيعية بالنفقات العامة ‪ -‬حتى لو كان الهدف من االنفاق تحقيق الصالح العام‪ .‬وبالتالي يمكن‬
‫القول أن النفقات العامة في مصر تشمل النفقات الواردة في ميزانية الخدمات الميزانية الحكومية وأيضا النفقات‬
‫الواردة فى ميزانية االعمال )القطاع العام‪(.‬‬

‫النفقة العامة تهدف لتحقيق نفع عام ‪:‬‬


‫التمييز بين الحاجات الفردية والتي يعمل كل فرد جاهدا بأسلوبه لالشباع وبين الحاجات الجماعية التي تتميز‬
‫بجماعية الطلب عليها ويتطلب اشباعها تضافر جهود المجتمع الشباعها والتي تسمى بالحاجات المستحقة‬
‫كالتعليم والصحة والذى يتطلب من الدولة القيام باشباع هذه الحاجات الجماعية لما فيها من نفع عام لألفراد‬
‫أو لعدم امكانية تجزئة مثل هذه الحاجات كالدفاع واألمن والقضاء ‪.‬‬

‫وحتى يت حقق شرط تحقيق نفع عام للنفقة يجب أن يتوافر بالنفقة شرطين أساسين األول تحقيق الصالح العام‬
‫والثاني مساواة الجميع أمام األعباء العامة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التطور التاريخي لمفهوم النفقات العامة‪:‬‬


‫لقد تطور مفهوم النفقة العامة مع تطور الدولة وتدخلها في االقتصاد إذا تسع نطاق اإلنفاق في ظل‬

‫‪3‬‬
‫الدولة المتدخلة واالشتراكية عما كان عليه في ظل الدولة الحارسة وعلية نتطرق إليهذا التطور وفق تطور‬
‫‪3‬‬
‫تدخل الدولة في االقتصاد على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ - 2‬مفهوم النفقات العامة في ظل الدولة الحارسة ( التقليدي) ‪:‬‬

‫لقد ساد في الفكر اإلقتصادي التقليدي مفهوم الدولة الحارسة الذي اقتصر دورها في تأمين الدفاع األمن‬
‫والعدالة إضافة إلى بعض أوجه النشاط المحدود وقد ترتب على ذلك اقتصار اإلنفاق على تأدية هذه الوظائف‬
‫التي تستهدف توفير بعض الخدمات والمرافق العامة التي ال تتعارض مع مبدأ مذهب الفردي الحر‪ ،‬حيث نادى‬
‫المفكرون التقليديون بضرورة الرشادة والعقالنية في النفقات العامة إلى أبعد الحدود وكان تبريرهم لذلك أن‬
‫اإلنفاق الحكومي ماهو إال استهالك غير إنتاجي من ثروة المجتمع وان الدولة تقوم بتغطية نفقاتها من خالل‬
‫الضرائب وان التوسيع في النفقات يعني التوسيع في تحصيل المزيد من الضرائب وهذا يؤثر على استهالكاتهم‬
‫ومدخراتهم حيث يمكن لإلفراد استخدام المبلغ الذي دفع كضريبة في الحصول على سلع استهالكية وادخارية‪.‬‬
‫وقد ظهرت عدة مبادئ للفكر الكالسيكي التي أثرت في مفهوم النفقات العامة أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬أفضل النفقات الع امة هي أقلها حجما‪ ،‬ألن النفقات العامة يترتب عنها تحويل الموارد اإلقتصادية‬
‫القيمة من قطاع خاص المنتج إلى القطاع الحكومي غير المنتج ولذا فإن زيادة حجم هذه النفقات‬
‫يعني تحويل موارد من قطاع يتحقق به عائد إلى قطاع أخر غير منتج‪.‬‬
‫أولوية التحديد لجانب النفقات العامة في الموازنة العامة وذلك من اجل تحقيق المبدأ األول وحتى‬ ‫‪-‬‬
‫ال نقلل من رفاهية األفراد فنحدد أوال حجم اإلنفاق ثم نبحث عن ذلك عن مصادر اإليرادات‬
‫العامة األقل تكلفة لتمويل هذه النفقات‪.‬‬
‫‪ -‬حيادية النفقة العامة وهذا يعني إن النفقة العامة ال يجب أن تؤثر على األنشطة اإلقتصادية‬
‫المختلفة الزراعية الصناعية التجارية وغيرها أوعلى مراكز على أصحاب الدخول المختلفة في‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫توازن الميزانية العامة سنويا حيث ال يجب سحب موارد اقتصادية من أفراد المجتمع تزيد أو تقل‬ ‫‪-‬‬
‫عن حجم اإلنفاق العام المقدر ال نه في الحالة األولى ت بدد الموارد االقتصادية وفي الحالة الثانية‬
‫ال تستطيع الدولة القيام بوظائفها األساسية مثل‪ :‬األمن‪.‬‬

‫‪ - 2‬مفهوم النفقات العامة في ظل الدولة المتدخلة (الحديثة) ‪:‬‬

‫‪ 3‬عبد دايم موسى‪ -‬يوسفي زكريا ‪،‬مذ كرة شهادة ماستر دور ترشيد النفقات في الحد من مخاطر التمويل في المؤسسة الصغيرة و المتوسطة ‪ ،‬قسم علوم‬
‫تجارية ‪ ،‬جامعة أحمد دراية أدرار ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2018-2017 ،‬ص‪ 8‬ص‪9‬‬

‫‪4‬‬
‫يعتبر تطور األوضاع االقتصادية واالجتماعية داللة هامة ودالل ة على ضرورة التخلي عن مفهوم الدولة‬
‫الحارسة الذي انتشر بدله مفهوم الدولة المتدخلة خاصة بعد أن ساد العالم أزمة الكساد الكبير ‪ 1929‬وفي الوقت‬
‫ذاته برزت أفكار النظرية الكنزية لالقتصادي اإلنجليزي " جون مينارد كينز "خالل ثالثينيات القرن العشرين‬
‫التي قامت على ضرورة تدخل الدولة في النشاط االقتصادي م ن خالل اإلنفاق باعتباره مضخة التي تنشط‬
‫الدورة الدموية للنشاط االقتصادي والتخلي عن الحياد المالي وإحالل محله المالية الوظيفية والذي يقرر بتحديد‬
‫اإلنفاق العام المطلوب أوال والمانع من أن يتحدد إنفاق عام أكبر من اإليرادات العامة‪.‬‬

‫ليكون في ظل الدولة االشتراكية والمنتجة التي تتحمل مسؤولية النشاط االقتصادي في مجموعة نتيجة سيطرتها‬
‫الفعلية على وسائل اإلنتاج‪ ،‬ازداد حجم النفقات العامة وذلك التساع نطاق نشاط الدولة‪ ،‬الذي يهدف إلى توزيع‬
‫موارد اإلنتاج بين مختلف االستخدامات وتنسيق أوجه النشاط االقتصادي بين اإلنتاج واالستهالك‪ ،‬أما الدول‬
‫النامية تتحمل الدولة مسؤولية أحداث التغيرات الهيكلية الالزمة لتحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬خصائص النفقات العامة‬

‫يمكن التمييز بين قسمين من الخصائص وهي الخصائص االقتصادية واالجتماعية من جهة والخصائص‬
‫القانونية من جهة أخرى كما يلي‪:4‬‬
‫‪ -‬الخصائص االقتصادية واالجتماعية‪:‬‬
‫يتحدد مفهوم النفقات العمومية استنادا إلى خصائص اقتصادية واجتماعية وهذا ما يتيح التمييز بين مفهومين‬
‫فمن خالل المفهوم التقليدي تم االقتصار على النفقات الرئيسية للدولة كنفقات الدفاع عن الحدود اإلقليمية‪ ،‬نفقات‬
‫حفظ األمن والنظام الداخليين‪ ،‬نفقات العدالة وكذلك نفقات التمثيل الدبلوماسي‪.‬‬
‫أما المفهوم الحديث فقد ظهر مع تطور دور الدولة ومسؤوليتها عن التوازن االقتصادي واالجتماعي حيث‬
‫اتسع مجال األنفاق العمومي ليشمل عدة قطاعات حيوية كالنقل‪ ،‬الصحة والتعليم ‪ ،‬إضافة إلى الدور االجتماعي‬
‫الذي أضحت الدولة تلعبه لتقليص الفوارق االجتماعية من خالل إعادة توزيع الدخل معتمدة على اإلعانات ‪،‬‬
‫ومكافحة البطالة‪ ،‬إضافة إلى دعم اإلنتاج ومنح امتيازات لبعض القطاعات‪.‬‬

‫الخصائص القانونية‪:‬‬
‫تتمثل الخصائص القانونية للنفقات العمومية في المراحل التي تمر بها عملية صرف النفقات والتي يمكن‬
‫تلخيصها فيما يلي ‪:‬‬

‫االلتزام بالدفع ‪ :‬هو اإلجراء الذي يترتب عليه دينا على عاتق الدولة‪.‬‬

‫‪ 4‬بلجياللي محمد‪ ،‬مذ كرة ماستر أثر ترسيد نفقات العمومية على تحسين جودة خدمات الصحة ‪ ،‬كلية علوم االقتصاد وتجارة وعلوم التسيير ‪-‬شعبة علوم‬
‫تسيير ‪ ،‬جامعة عبد الحاميد بن باديس ‪ ،‬مستغانم ‪، 2020-2019 ،‬ص ‪ 18‬ص ‪19‬‬

‫‪5‬‬
‫تحديد المبلغ موضوع الدفع‪ :‬يعتمد على التقدير لكونه قابال للزيادة أو النقصان‬

‫األمر بالدفع ‪ :‬يتمثل في أمر كتابي يوجهه األمر بالصرف إلى المحاسب العمومي المخول بالدفع لتسديد حقوق‬
‫الغير على الدولة‪.‬‬

‫صرف النفقة ‪ :‬يدخل ضمن صالحيات المحاسب المخول قانونا بصرف المبلغ المقابل للحوالة المقدمة له بعد ‪،‬‬
‫التأكد من هوية الشخص القابض والحصول الفعلي للمنفعة المرجوة من هذا اإلنفاق‪ ،‬كما يقوم بمراقبة المعطيات‬
‫اإلدارية التي تتم في المراحل السابقة‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬حدود النفقات العامة و تقسيماتها‬

‫يتوقف حجم النفقات العامة على طبيعة دور الدولة والنشاط االقتصادي في المجتمع‪ ،‬والمالحظة العامة التي‬
‫تصدق في جميع دول العالم أيا كان فلسفتها هي االتجاه المطرد لزيادة النفقات العامة ‪ -‬وحجم النفقات العامة‬
‫يتناوله ثالثة موضوعات يوضح الموضوع األول حدود النفقات العامة‪ ،‬والموضوع الثاني قواعد النفقات‬
‫‪5‬‬
‫العامة‪ ،‬والموضوع الثالث تزايد النفقات العامة‪.‬‬

‫أوال ‪ .‬حدود النفقات العامة‪:‬‬

‫النفقات العامة ال يمكن أن تحقق أهدافها اال اذا خضعت لضوابط معينة تربط بين النفقة النقدية والهدف منها‬
‫نظرا الرتباط حجم االنفاق العام بطبيعة دور الدولة فى الحياة العامة ‪ -‬فالنفقات العامة ال يمكن زيادتها الى ما ال‬
‫نهاية بحيث تستتبع كل الدخل القومى‪.‬‬
‫اذا هناك حدودا ال يمكن تجاوزها للنفقات العامة واال عرضنا االقتصاد لخطر داهم‪ ،‬ومحددات النفقات العامة‬
‫تتعلق بعاملين أساسيين‪ ،‬يتعلق األول ‪ :‬بطبيعة دور الدولة في المجتمع من ناحية‪ ،‬ويتعلق الثاني ‪ :‬بمجموعة من‬
‫االعتبارات االقتصادية من ناحية أخرى‪.‬‬
‫‪ - 1‬طبيعة دور الدولة في المجتمع ‪:‬‬

‫النفقات العامة فى حجمها وفي نوعها هي عبارة عن مرآة تعكس مهمة الدولة‪ -‬فالدولة الحديثة تمثل مجموعة‬
‫من المرافق العامة التى ينشئها ويشرف عليها الحكام (الدولة )والمرفق العام ما هو اال عبارة عن تنظيم معين‬
‫من أجل اشباع بعض حاجات السكان الجماعية على اكمل وأسرع وجه ممكن ‪ ،‬وأن أول يجب على الحكام عمله‬
‫هو تحديد الحاجات الجماعية التي يجب اشباعها بواسطة المرفق العام ورغم أن الحاجات الجماعية متعددة فهى‬
‫ال تنقلب الى حاجات عامة تقوم الدولة باشباعها اال بناء على قرار سياسى تتخذه الدولة بذلك‬

‫‪ 5‬د‪ .‬محمد يسري حسن عثمان ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪-35‬ص ‪39‬‬

‫‪6‬‬
‫• في ظل حياد المالية العامة يتمثل دور الدولة فى النظام الحر‪ ،‬كان هناك مبدأ الدولة الحارسة حيث يتم‬
‫اشباع الحاجات العامة التي تميزت بمحدوديتها والمتمثلة في الدفاع واألمن والعدالة‪.‬‬
‫• وفى ظل فكرة الدولة المتدخلة ويمثل دور الدولة في مرحلة االقتصاد المخطط حيث زادت الحاجات‬
‫العامة وتنوعت وتميزت هذه الفترة باتساع مسئولية الدولة قبل النواحى االقتصادية واالجتماعية‬
‫باالضافة الى وظائفها االساسية‪.‬‬
‫في ظل فكرة الدولة المنتجة أصبحت الحاجات العامة هي األساس وأصبح دور الدولة يقوم على اشباع‬ ‫•‬
‫كثير من الحاجات الفردية بطبيعتها بجانب الحاجات الجماعية بطبيعتها‪.‬‬

‫ويمكن أن نخلص من مناقشة طبيعة دور الدولة في المجتمع بأن تحديد الحاجات العامة فى ظل فكرة الدولة‬
‫المتدخلة )المرحلة الثانية) وفكرة الدولة المنتجة ) المرحلة الثالثة ( ال يعتمد على اعتبارات اقتصادية بحتة وانما‬
‫على اعتبارات ذات الطابع السياسي حيث الحاجات التي تعترف بها الدولة وتعلن عن القيام باشباعها‪ .‬أى‬
‫تصبغ على هذه الحاجات صفة العمومية وبالتالي فان القرار السياسى يسبق القرار االقتصادي في مجال االشباع‬
‫العام للحاجات الجماعية‪.‬‬
‫‪ - 2‬االعتبارات االقتصادية‪:‬‬
‫االنفاق العام يجب أن يتم على أساس المقارنة بين المنافع والتكاليف بحيث يجب العمل على تحقيق أكبر منفعة‬
‫بأقل نفقة سواء في نطاق النفقات العامة أو نطاق النفقات الخاصة ‪ -‬فقد ذهب قانون "ساي" لالسواق الى أن‬
‫النفقات العامة ال تجد مبررا لها اال في الحدود التي ينتج عنها منافع تعادل التضحيات التي تتحملها الجماعة ‪-‬‬
‫وحقيقة األمر أن أسلوب الم قارنات بين المنافع والتكاليف الشباع الحاجات العامة مردود عليه و بالتالي‪:‬‬
‫اشراك المنظمات السياسية واإلدارية ) األمة بأكملها ( في اشباع الحاجات العامة كمرفق الجيش والشرطة‬
‫والقضاء يمثل االختصاص األول للقطاع العام وال يمكن االلتجاء الى نظام االثمان‪.‬‬

‫‪ -‬استغالل الطاقة الذرية يتطلب أمواال طائلة ويتعرض لمخاطر تتجاوز امكانيات الصناعة الخاصة‬
‫(القطاع الخاص) حيث تقوم الحكومات بتمويله في كافة الدول تقريبا لما يرتبط به من اعتبارات الدفاع الوطني‬
‫‪ ،‬حيث أن االفراد يتمتعون بأفق اقتصادی محدود سواء في الزمان أو المكان‪.‬‬
‫اذا الحساب االقتصادى يتطلب أن يتم اتخاذ القرارات على مستوى الجماعة (مستوى الدولة( حيث مزيج من‬
‫االعتبارات االقتصادية والسياسية هو الذى يحدد في واقع األمر أبعاد القطاع العام‪.‬‬
‫‪ -‬ذهب التقليديون الى ضرورة عدم تجاوز النفقات العامة نسبة معينة من الدخل القومى ‪ ،‬وذهب البعض‬
‫منهم الى تحديد نسبة تحكمية لإلنفاق العام تتراوح ما بين ‪ 25 – 5‬بالمئة من الدخل القومى‪.‬‬
‫وكما نعلم أن التقليديون وهم أنصار الحرية االقتصادية يرون أن تدخل الدولة في غير الوظائف الثالثة (الدفاع ‪-‬‬

‫‪7‬‬
‫االمن – العدالة( يجب أن يكون في أضيق الحدود واال تسبب في االضرار بالجماعة حيث يروا أن المجهود‬
‫الخاص (القطاع الخاص( أكثر تفوقا من النشاط العام القطاع العام‬

‫أما أصحاب الفكر الحديث ال يميلون مقدما بتفوق النشاط الخاص القطاع الخاص وال يروا أن‬
‫المشروعات العامة (القطاع العام أقل كفاءة من المشروعات الخاصة (القطاع الخاص) بل يرون أن القطاع‬
‫العام قد يتفوق عن القطاع الخاص في بعض االحيان‪.‬‬
‫تخلص مما سبق أن مشكلة تحديد الحجم الكلى للنفقات العامة لها طابع سياسی ومذهبی متميز ولكن هناك ذلك‬
‫اعتبارات اقتصادية تمثل قيود على حجم النفقات العامة وأهمها حجم الدخل القومى ‪ ،‬وال تستطيع الدولة مهما‬
‫بلغ تدخلها في الحياة االقتصادية أن تتجاوز مقدار هذا الدخل على نحو مستمر‪..‬‬

‫فالدولة يمكن أن تلجأ لالقتراض من الخارج لمواجهة بعض النفقات العامة‪ ،‬ولكن امكانيات الدولة محدودة‬
‫بامكانيات السداد فى المستقبل ‪ -‬وبالتالي يمكن القول أن الدخل القومى هو المصدر النهائى الذى تستمد منه‬
‫الدولة االيرادات الالزمة لمواجهة نفقاتها ‪ -‬هذا باالضافة الى أن حجم االنفاق العام يرتبط فى الدول الرأسمالية‬
‫الى حد كبير باألحوال االقتصادية السائدة في زيد حجم االنفاق في فترات الكساد ويضغط بصفة عامة في فترات‬
‫الرخاء والتضخم‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬قواعد االنفاق العام‪:‬‬

‫الدولة تحدد أوال الخدمات التي ستتولى تقديمها للجماعة ثم تحدد ثانيا المرافق التي ستقوم باالنفاق عليها ‪،‬‬
‫ويجب أن توزع الدولة نفقاتها على هذه المرافق طبقا لضوابط معينة ( قواعد ( بقصد تحقيق اكبر قدر من‬
‫المنافع للجماعة وعادة ال تقوم السلطات المركزية باالنفاق من ميزانيتها على كافة المرافق بل تترك مهمة‬
‫االنفاق على بعض من هذه المرافق واالشراف عليها للسلطات المحلية أو االقليمية‪.‬‬

‫وتتمثل قواعد )ضوابط( االنفاق العام فى نقطتين هامتين ‪ ،‬األولى ‪ :‬العمل على تحقيق أكبر قدر من المنافع‪،‬‬
‫والثانية ‪ :‬ضغط تكاليف المرافق العامة‪.‬‬

‫‪ .1‬العمل على تحقيق أكبر قدر ممكن من المنافع‪:‬‬

‫ويستلزم تحقيق أكبر قدر من المنافع أن تتساوى المنفعة الحدية لالنفاق في مختلف الوجوه ‪ ،‬وهذا المقياس‬
‫يتطلب قياس مدى الزيادة التي تحدث في القومى نتيجة الزيادة في االنفاق األولى ويعيب هذا المقياس في اختيار‬
‫أى مدرسة تنشيء أو أى مستشفى تشيد ‪ -‬كما يعيب ذات المقياس أيضا عدم امكانية قياس اشباع الحاجات‬
‫االجتماعية البحتة األمن واألمان الذى يشبعهما جهاز الجيش والشرطة وأخيرا ال يستطيع المقياس المذكور‬

‫‪8‬‬
‫قياس بعض أنواع االنفاق لتحقيق غرض سياسی معين ) التحويالت االجتماعية لطبقة معينة بالذات( وعموما‬
‫يمكن تفادى عيوب ما سبق باستخدام طريقة الحساب االقتصادى‪.‬‬

‫‪ .2‬ضغط تكاليف المرافق العامة‪:‬‬


‫القائمين على االنفاق العام (الدولة) يتصرفون فى أموال ال تخصهم‪ .‬ويتصرفون في مبالغ ضخمة قد تغري‬
‫على البذخ والتبذير ‪ -‬األمر الذي يتطلب معه اتخاذ كافة االحتياطيات الالزمة لضمان حصول الدولة على‬
‫احتياجاتها بأقل التكاليف الممكن ة وهى تتعلق بمشكلة الرقابة على االنفاق العام‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تقسيمات النفقات العامة‬

‫يستند الباحثون والمختصون في المالية العامة على معيارين رئيسيين لتقسيم النفقات العمومية‪ ،‬هما المعيار‬
‫‪6‬‬
‫االقتصادي والمعيار العملي أو الوضعي‪ ،‬وذلك حسب التفصيل األتي‪:‬‬

‫اوال‪ :‬المعيار االقتصادي ‪:‬‬

‫وفقا للمعيار االقتصادي يمكن تصنيف النفقات العمومية استنادا إلى عدد من المعايير االقتصادية الفرعية‬
‫أهمها‪:‬‬
‫أ‪ .‬معيار طبيعة النفقة العامة‪ :‬حسب هذا المعيار يمكن التمييز بين النفقات الحقيقية والنفقات التحويلية‬
‫كمايلي‪:‬‬

‫✓ النفقات الحقيقية ‪ :‬وهي مختلف النفقات التي تصرفها الدولة قصد الحصول على السلع والخدمات‬
‫االنتاجية ( األرض ‪ ،‬العمل ‪ ،‬رأس المال لقيامها بوظائفها التقليدية والحديثة من أمن ودفاع وعدالة ‪،‬‬
‫وكذلك إقامة المشاريع االستثمارية ومشاريع البنية التحتية ذات النفع العام كإنشاء الطرقات وتشييد‬
‫المستشفيات والمدارس والجامعات وغيرها من المرافق العامة‪ ،‬وقد أطلق بعض الباحثين مثل‬
‫‪ Laufenburger‬على النوع من النفقات اسم النفقات المنشئة للخدمات لإلشارة إلى انتظار الدولة‬
‫الحصول على خدمات ومنافع مباشرة جراء إنفاقها‪.‬‬
‫✓ النفقات التحويلية‪ :‬هي تلك النفقات التي تصرفها الدولة إلى بقية القطاعات االقتصادية واالجتماعية‬
‫وكذلك العالم الخارجي على شكل إعا نات دون حصولها على أي مقابل نقدي أو عيني‪ ،‬وبناء على ذلك‬
‫فهي ال تعتبر عنصرا من عناصر الدخل الوطني‪.‬‬

‫‪ 6‬بلجياللي محمد ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪-9‬ص‪21‬‬

‫‪9‬‬
‫ويمكن التمييز بين ثالث أشكال من النفقات التحويلية انطالقا من األهداف المرجوة من صرفها كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬نفقات تحويلية اقتصادية ‪ :‬مثل اإلعانات الحكومية للمشاريع اإلنتاجية‪.‬‬


‫‪ -‬نفقات تحويلية اجتماعية‪ :‬مثل إعانات البطالة ومعاشات التقاعد‪.‬‬
‫‪ -‬نفقات تحويلية مالية مثل فوائد الدين العام‪.‬‬

‫ب‪ .‬معيار دورية النفقة العامة‪:‬‬


‫يمكن تقسيم النفقات العمومية حسب هذا المعيار إلى قسمين هما‪:‬‬

‫✓ النفقات العامة الجارية ‪ :‬هي كل النفقات التي ال ينتج عن إنفاقها زيادة في رأس المال االجتماعي أو‬
‫اإلنتاجي بالمؤسسات والهيئات العمومية ‪ ،‬وتتميز بالتكرار في غالبيتها وتسمى "النفقات العادية"‪ ،‬تتمثل‬
‫في النفقات الموجهة لتسيير مختلف الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية كالرواتب واألجور‬
‫ونفقات الصيانة وفواتير المياه والكهرباء‪.‬‬
‫✓ النفقات العامة الرأسمالية‪ :‬هذه النفقات ترتبط بفترة زمنية محددة من خالل مصادر تمويلية غير عادية‬
‫كالقروض واإلصدار النقدي ومنها اإلنفاق على المشاريع التنموية والنفقات االستثنائية والتي تتطلبها‬
‫االحتياجات الطارئ ة كالنفقات الحربية ونفقات إصالح األضرار ونفقات مكافحة البطالة‪ ،‬ونفقات‬
‫اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬ويطلق على هذا الصنف من النفقات العامة اسم "النفقات غير العادية"‬

‫ت‪ .‬معيار الغرض من النفقة العامة ‪ :‬حسب هذا المعيار يمكن تصنيف النفقات العامة إلى ثالث مجموعات‬
‫النفقة العامة اإلدارية ‪ :‬هي كل النفقات المخصصة إلدارة وتسيير كل المرافق العمومية وتتمثل في نفقات‬
‫المستخدمين بالمرافق العمومية ونفقات تسييرها‪.‬‬

‫النفقات العامة االقتصادية ‪ :‬هي النفقات التي تصرفها الدولة لتحقيق بعض األهداف االقتصادية‬
‫كتشجيع الوحدات اإلنتاجية للقطاع الخاص على زيادة اإلنتاج أو تحقيق الكفاءة في استخدام الموارد‬
‫وأيضا زيادة االستثمارات في القطاع العام‪.‬‬

‫النفقة العامة االجتماعية ‪ :‬هي النفقات التي تهدف إلى زيادة الرفاهية ألفراد المجتمع بصفة عامة‬
‫والفقراء بصفة خاصة‪ ،‬حيث يغلب على هذه النفقات الطابع االج تماعي‪ ،‬وتتمثل في مختلف اإلعانات‬
‫التي تقدمها الدولة مثل اإلعانات المقدمة للفقراء وذوي الدخل المحدود‪ ،‬إعانات الرعية الصحية‪،‬‬
‫اإلعانات الخاصة بالتعليم وغيرها من اإلعانات‬

‫ثانيا‪ :‬المعيار العملي أو الوضعي‪:‬‬


‫حسب هذا المعيار يمكن تقسيم النفقات العمومية الى ثالث أقسام رئيسية هي‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫أ‪ .‬التقسيم اإلداري ‪ :‬تصنف النفقات العمومية في الميزانية إلى عدة أبواب ‪ ،‬كل باب يخصص إلى وزارة أو‬
‫جهة إدارية معينة ‪ ،‬فيخصص باب لوزارة التربية وباب لوزارة التعليم العالي وباب لوزارة الصحة وآخر‬
‫لوزارة الدفاع وغيرها من الوزارات‪ ،‬ويتم تقسيم كل باب من األبواب ضمن الميزانيات المخصصة لكل وزارة‬
‫إلى فروع وكل فرع إلى بنود إنفاقية‪.‬‬

‫ب‪.‬التقسيم النوعي ‪ :‬يتم تقسيم النفقات بناء على نوعها وطبيعة األشياء المخصصة لها ضمن كل ميزانية لكل‬
‫وحدة إدارية حكومية ‪ ،‬حيث يمكن التمييز بين ثالث أنواع من النفقات وهي ‪:‬‬

‫نفقات مقابل العمل وتتمثل في الرواتب واألجور‪ ،‬نفقات مقابل مستلزمات اإلنتاج وتسمى بالنفقات الجارية و‬
‫نفقات مقابل أصول رأسمالية ويطلق عليها النفقات الرأسمالية‪.‬‬

‫ت‪ .‬التقسيم الوظيفي ‪ :‬يعتمد في هذا التقسيم على الوظائف التي تقوم بها الدولة والتي تخصص لها مبالغ مالية‬
‫محددة بغض النظر عن الهيئة اإلدارية أو الوزارة التي تقوم بهذه الوظيفة ‪ ،‬حيث قد تشترك بعض الوزارات في‬
‫ممارسة نفس الوظيفة في مجال تخصصها مثال وظيفة األمن تشترك فيها وزارة الدفاع وزارة الداخلية‪،‬‬
‫وتشترك وزارة الصحة ووزارة التعليم ووزارة الدفاع في وظيفة الرعاية الصحية ‪ ،‬وتظهر أهمية هذا التقسيم‬
‫في معرفة مدى اهتمام الدولة بوظيفة من الوظائف بالنظر في حجم النفقات الموجهة لها‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الخاتمة‬

‫تميزت النفقات العمومية عبر السنوات بالتزايد المستمر في جميع دول العالم بنسب متفاوتة‬
‫حسب اختالف األنظمة والسياسات المنتهجة ‪ ،‬خاصة بعد تطور دور الدولة وتحولها إلى عنصر‬
‫فاعل في االقتصاد من خالل نشاطاتها الرامية إلى تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬كما أن‬
‫هذه الزيادة قد تنتج عنها زيادة في السلع والخدمات المقدمة من طرف الدولة والتي ترجع إلى‬
‫العديد م ن األسباب يطلق عليها األسباب الحقيقة‪ ،‬وقد تكون زيادة في النفقات العمومية دون الزيادة‬
‫في حجم السلع والخدمات ألسباب أخرى يطلق علها األسباب الظاهرية‪.‬‬
‫ولقد كان لظاهرة تزايد النفقات العامة أثر كبير على سياسات الدول‪ ،‬حيث وجدت نفسها بين‬
‫إلزامية توفير حاجات المجتم ع وضرورة الحد من ظاهرة تزايد النفقات العامة‪ ،‬خاصة في ظل‬
‫محدودية مواردها المالية‪ ،‬ومنه ظهرت إلى الوجود فكرة ترشيد النفقات العامة ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -‬بلجياللي محمد‪ ،‬مذكرة ماستر أثر ترسيد نفقات العمومية على تحسين جودة خدمات الصحة ‪،‬‬
‫كلية علوم االقتصاد وتجارة وعلوم التسيير ‪-‬شعبة علوم تسيير ‪ ،‬جامعة عبد الحاميد بن باديس ‪،‬‬
‫مستغانم ‪2020-2019 ،‬‬
‫‪ -‬عماد داتو سعيد ‪ ،‬محاضرات في المالية العامة ‪ ،‬قسم علوم تجارية ‪ ،‬جامعة جياللي ليابس ‪،‬‬
‫سيدي بالعباس ‪2021-2020 ،‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محمد يسري حسن عثمان ‪،‬إقتصاديات المالية العامة ط ‪ ،1‬شركة مطابع الطوبجي‬
‫التجارية ‪1996 ،‬‬
‫‪ -‬عبد دايم موسى‪ -‬يوسفي زكريا ‪،‬مذكرة شهادة ماستر دور ترشيد النفقات في الحد من مخاطر‬
‫التمويل في المؤسسة الصغيرة و المتوسطة ‪ ،‬قسم علوم تجارية ‪ ،‬جامعة أحمد دراية أدرار ‪،‬‬
‫الجزائر ‪2018-2017 ،‬‬

‫‪13‬‬

You might also like