Professional Documents
Culture Documents
الخاتمة
قائمة المراجع
المقدمة
لقد إزدادت أهمية دراسة النفقات العامة نتيجة لتطور مماثل حصل في دور الدولة في المجتمع
وزيادة تدخلها في الحياة االقتصادية ،كما تقوم الدولة بهدف إشباع الحاجات العامة و تحقيق
المنفعة العامة بصرف إنفاق مبالغ مالية حيث تدعى بالنفقة العامة .إذ أصبحت النفقات العامة في
العصر الحديث أداة من أدوات المالية التي تستخدمها الدولة لتحقيق تدخل في النشاط االقتصادي و
االجتماعي ،األمر الذي أدى الى اتساع حجم نفقات العامة .حيث سنتطرق في هذا البحث الى
ماهية النفقات العامة وهيكلها باإلضافة الى حجم نفقات التي تقوم بها الدولة.
1
المبحث األول :ماهية النفقات العامة
المالية العامة هي العلم الذي يدرس جميع المشاكل التي تواجه السلطات العامة في أعماله المتعلقة في -
أعمالها بجمع وتخصيص الموارد المالية(Lous Sutre2010).
وقد عرفها االقتصادي قاستون جاز على أنها العلم الذي يهتم بدراسة الوسائل التي تستطيع الدولة -
بواسطتها الحصول على المواد الالزمة لتغطية نفقاتها العامة وتوزيعها على جميع المواطنين من خالل
هذا التعريف يمكن اعتبار الم الية العامة أداة لتمكين تحقيق النشاط العام.
المالية العامة هي واحدة من تلك الموضوعات التي تقع على الحد الفاصل بين االقتصاد والسياسة. -
وتعنى بإيرادات ونفقات السلطات العامة وتعديل أحدهما لآلخر " .دالتون "
فإن "المالية العامة هي جزء من االقتصاد السياسي الذي يناقش الطريقة التي تحصل بها الحكومة -
على اإليردات وتديرها" تايلور"
أما بالنسبة لبيار االلومير ،المالية العامة هي العلم الذي دام لدراسة الوسائل التي تمى 14الدواة لتحقيق -
تدخالت في المجال االقتصادي واالجتماعي ،ففي هذا اإلطار المانية العامة أضحت غير محايدة بما أنها
تهتم بحياة المواطنين باعتبار الدولة الضامن األساسي لسالمة آداء السوق.
من جهة أخرى يمكن تعريف المالية العامة بأنها العلم الذي يدرس وسائل العمل المالية التي تسمح -
لألشخاص بموجب القانون العام التدخل في الحياة االقتصادية واالجتماعية
غير أن النظرة الحديثة للمالية العامة وخاصة بعد تدخل الدولة في مختلف األنشطة االقتصادية -
أضحت للمالية العامة العلم الذي يبحث في نشاط الدولة عندما تستخدم الوسائل المالية من نفقات
ورسوم ضرائب وقروض ووسائل نقدية موازنة ...إلخ ،لتحقيق أهدافها السياسية واالقتصادية
1
واالجتماعية والثقافية.
وبالتالي النفقة العامة هي مبلغ من النقود يخرج من الذمة المالية للدولة أو أحد السلطات المكونة لها -
2
بقصد إشباع حاجة من الحاجات المالية .
ومن التعريف السابق يتضح بأن هناك ثالث شروط للنفقة المالية وهي كاآلتي :
1عماد داتو سعيد ،محاضرات في المالية العامة ،قسم علوم تجارية ،جامعة جياللي ليابس ،سيدي بالعباس ، 2021-2020 ،ص 8ص9
2د .محمد يسري حسن عثمان ،إقتصاديات المالية العامة ط ،1شركة مطابع الطوبجي التجارية ، 1996 ،ص 29-28
2
النفقة العامة بمبلغ من النقود:
النفقات العامة تتحدد في الشكل النقدي لحصول الدولة على السلع و الخدمات الالزمة لتسيير المرافق العامة
أو من أجل شراء السلع الرأس مالية الالزمة لإلنتاج أو لمنح اإلعانات و المساعدات بأشكالها المختلفة .
-وفي الماضي كانت الدولة تحصل على حاجاتها من السلع و خدمات جبرا بما لها من سلطة األمر و
النهي أو اإلستيالء أو المصادرة .
-في العصر الحديث حيث ظهر قصور اإلنفاق العيني و قصور أسلوب السخرة بدأ اإلنفاق النقدي يكون
أساسا لتحقيق اشباع الحاجات العامة في الدولة .
وبالتالي يمكن القول أنه يعد انفاق مبالغ نقدية األسلوب العادي لحصول الدولة على احتياجاتها هي سمة العصر
الحديث .
النفقة العامة تصدر عن الدولة أو احدى سلطاتها لكي تعتبر نفقة عامة:
المقصود بالشخص المعنوى العام هو الحكومة أو الهيئات المحلية أو المؤسسات العامة ذات الصفة االدارية
المستقلة ،وقد يكون مجلس محافظة أو مدينة أو قرية -لذلك ال تعتبر المبالغ النقدية التي يقوم بانفاقها أفراد
يحملون الشخصية الطبيعية بالنفقات العامة -حتى لو كان الهدف من االنفاق تحقيق الصالح العام .وبالتالي يمكن
القول أن النفقات العامة في مصر تشمل النفقات الواردة في ميزانية الخدمات الميزانية الحكومية وأيضا النفقات
الواردة فى ميزانية االعمال )القطاع العام(.
وحتى يت حقق شرط تحقيق نفع عام للنفقة يجب أن يتوافر بالنفقة شرطين أساسين األول تحقيق الصالح العام
والثاني مساواة الجميع أمام األعباء العامة.
3
الدولة المتدخلة واالشتراكية عما كان عليه في ظل الدولة الحارسة وعلية نتطرق إليهذا التطور وفق تطور
3
تدخل الدولة في االقتصاد على النحو التالي:
لقد ساد في الفكر اإلقتصادي التقليدي مفهوم الدولة الحارسة الذي اقتصر دورها في تأمين الدفاع األمن
والعدالة إضافة إلى بعض أوجه النشاط المحدود وقد ترتب على ذلك اقتصار اإلنفاق على تأدية هذه الوظائف
التي تستهدف توفير بعض الخدمات والمرافق العامة التي ال تتعارض مع مبدأ مذهب الفردي الحر ،حيث نادى
المفكرون التقليديون بضرورة الرشادة والعقالنية في النفقات العامة إلى أبعد الحدود وكان تبريرهم لذلك أن
اإلنفاق الحكومي ماهو إال استهالك غير إنتاجي من ثروة المجتمع وان الدولة تقوم بتغطية نفقاتها من خالل
الضرائب وان التوسيع في النفقات يعني التوسيع في تحصيل المزيد من الضرائب وهذا يؤثر على استهالكاتهم
ومدخراتهم حيث يمكن لإلفراد استخدام المبلغ الذي دفع كضريبة في الحصول على سلع استهالكية وادخارية.
وقد ظهرت عدة مبادئ للفكر الكالسيكي التي أثرت في مفهوم النفقات العامة أهمها:
-أفضل النفقات الع امة هي أقلها حجما ،ألن النفقات العامة يترتب عنها تحويل الموارد اإلقتصادية
القيمة من قطاع خاص المنتج إلى القطاع الحكومي غير المنتج ولذا فإن زيادة حجم هذه النفقات
يعني تحويل موارد من قطاع يتحقق به عائد إلى قطاع أخر غير منتج.
أولوية التحديد لجانب النفقات العامة في الموازنة العامة وذلك من اجل تحقيق المبدأ األول وحتى -
ال نقلل من رفاهية األفراد فنحدد أوال حجم اإلنفاق ثم نبحث عن ذلك عن مصادر اإليرادات
العامة األقل تكلفة لتمويل هذه النفقات.
-حيادية النفقة العامة وهذا يعني إن النفقة العامة ال يجب أن تؤثر على األنشطة اإلقتصادية
المختلفة الزراعية الصناعية التجارية وغيرها أوعلى مراكز على أصحاب الدخول المختلفة في
المجتمع.
توازن الميزانية العامة سنويا حيث ال يجب سحب موارد اقتصادية من أفراد المجتمع تزيد أو تقل -
عن حجم اإلنفاق العام المقدر ال نه في الحالة األولى ت بدد الموارد االقتصادية وفي الحالة الثانية
ال تستطيع الدولة القيام بوظائفها األساسية مثل :األمن.
3عبد دايم موسى -يوسفي زكريا ،مذ كرة شهادة ماستر دور ترشيد النفقات في الحد من مخاطر التمويل في المؤسسة الصغيرة و المتوسطة ،قسم علوم
تجارية ،جامعة أحمد دراية أدرار ،الجزائر ، 2018-2017 ،ص 8ص9
4
يعتبر تطور األوضاع االقتصادية واالجتماعية داللة هامة ودالل ة على ضرورة التخلي عن مفهوم الدولة
الحارسة الذي انتشر بدله مفهوم الدولة المتدخلة خاصة بعد أن ساد العالم أزمة الكساد الكبير 1929وفي الوقت
ذاته برزت أفكار النظرية الكنزية لالقتصادي اإلنجليزي " جون مينارد كينز "خالل ثالثينيات القرن العشرين
التي قامت على ضرورة تدخل الدولة في النشاط االقتصادي م ن خالل اإلنفاق باعتباره مضخة التي تنشط
الدورة الدموية للنشاط االقتصادي والتخلي عن الحياد المالي وإحالل محله المالية الوظيفية والذي يقرر بتحديد
اإلنفاق العام المطلوب أوال والمانع من أن يتحدد إنفاق عام أكبر من اإليرادات العامة.
ليكون في ظل الدولة االشتراكية والمنتجة التي تتحمل مسؤولية النشاط االقتصادي في مجموعة نتيجة سيطرتها
الفعلية على وسائل اإلنتاج ،ازداد حجم النفقات العامة وذلك التساع نطاق نشاط الدولة ،الذي يهدف إلى توزيع
موارد اإلنتاج بين مختلف االستخدامات وتنسيق أوجه النشاط االقتصادي بين اإلنتاج واالستهالك ،أما الدول
النامية تتحمل الدولة مسؤولية أحداث التغيرات الهيكلية الالزمة لتحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية.
يمكن التمييز بين قسمين من الخصائص وهي الخصائص االقتصادية واالجتماعية من جهة والخصائص
القانونية من جهة أخرى كما يلي:4
-الخصائص االقتصادية واالجتماعية:
يتحدد مفهوم النفقات العمومية استنادا إلى خصائص اقتصادية واجتماعية وهذا ما يتيح التمييز بين مفهومين
فمن خالل المفهوم التقليدي تم االقتصار على النفقات الرئيسية للدولة كنفقات الدفاع عن الحدود اإلقليمية ،نفقات
حفظ األمن والنظام الداخليين ،نفقات العدالة وكذلك نفقات التمثيل الدبلوماسي.
أما المفهوم الحديث فقد ظهر مع تطور دور الدولة ومسؤوليتها عن التوازن االقتصادي واالجتماعي حيث
اتسع مجال األنفاق العمومي ليشمل عدة قطاعات حيوية كالنقل ،الصحة والتعليم ،إضافة إلى الدور االجتماعي
الذي أضحت الدولة تلعبه لتقليص الفوارق االجتماعية من خالل إعادة توزيع الدخل معتمدة على اإلعانات ،
ومكافحة البطالة ،إضافة إلى دعم اإلنتاج ومنح امتيازات لبعض القطاعات.
الخصائص القانونية:
تتمثل الخصائص القانونية للنفقات العمومية في المراحل التي تمر بها عملية صرف النفقات والتي يمكن
تلخيصها فيما يلي :
االلتزام بالدفع :هو اإلجراء الذي يترتب عليه دينا على عاتق الدولة.
4بلجياللي محمد ،مذ كرة ماستر أثر ترسيد نفقات العمومية على تحسين جودة خدمات الصحة ،كلية علوم االقتصاد وتجارة وعلوم التسيير -شعبة علوم
تسيير ،جامعة عبد الحاميد بن باديس ،مستغانم ، 2020-2019 ،ص 18ص 19
5
تحديد المبلغ موضوع الدفع :يعتمد على التقدير لكونه قابال للزيادة أو النقصان
األمر بالدفع :يتمثل في أمر كتابي يوجهه األمر بالصرف إلى المحاسب العمومي المخول بالدفع لتسديد حقوق
الغير على الدولة.
صرف النفقة :يدخل ضمن صالحيات المحاسب المخول قانونا بصرف المبلغ المقابل للحوالة المقدمة له بعد ،
التأكد من هوية الشخص القابض والحصول الفعلي للمنفعة المرجوة من هذا اإلنفاق ،كما يقوم بمراقبة المعطيات
اإلدارية التي تتم في المراحل السابقة.
يتوقف حجم النفقات العامة على طبيعة دور الدولة والنشاط االقتصادي في المجتمع ،والمالحظة العامة التي
تصدق في جميع دول العالم أيا كان فلسفتها هي االتجاه المطرد لزيادة النفقات العامة -وحجم النفقات العامة
يتناوله ثالثة موضوعات يوضح الموضوع األول حدود النفقات العامة ،والموضوع الثاني قواعد النفقات
5
العامة ،والموضوع الثالث تزايد النفقات العامة.
النفقات العامة ال يمكن أن تحقق أهدافها اال اذا خضعت لضوابط معينة تربط بين النفقة النقدية والهدف منها
نظرا الرتباط حجم االنفاق العام بطبيعة دور الدولة فى الحياة العامة -فالنفقات العامة ال يمكن زيادتها الى ما ال
نهاية بحيث تستتبع كل الدخل القومى.
اذا هناك حدودا ال يمكن تجاوزها للنفقات العامة واال عرضنا االقتصاد لخطر داهم ،ومحددات النفقات العامة
تتعلق بعاملين أساسيين ،يتعلق األول :بطبيعة دور الدولة في المجتمع من ناحية ،ويتعلق الثاني :بمجموعة من
االعتبارات االقتصادية من ناحية أخرى.
- 1طبيعة دور الدولة في المجتمع :
النفقات العامة فى حجمها وفي نوعها هي عبارة عن مرآة تعكس مهمة الدولة -فالدولة الحديثة تمثل مجموعة
من المرافق العامة التى ينشئها ويشرف عليها الحكام (الدولة )والمرفق العام ما هو اال عبارة عن تنظيم معين
من أجل اشباع بعض حاجات السكان الجماعية على اكمل وأسرع وجه ممكن ،وأن أول يجب على الحكام عمله
هو تحديد الحاجات الجماعية التي يجب اشباعها بواسطة المرفق العام ورغم أن الحاجات الجماعية متعددة فهى
ال تنقلب الى حاجات عامة تقوم الدولة باشباعها اال بناء على قرار سياسى تتخذه الدولة بذلك
5د .محمد يسري حسن عثمان ،مرجع سبق ذكره ،ص -35ص 39
6
• في ظل حياد المالية العامة يتمثل دور الدولة فى النظام الحر ،كان هناك مبدأ الدولة الحارسة حيث يتم
اشباع الحاجات العامة التي تميزت بمحدوديتها والمتمثلة في الدفاع واألمن والعدالة.
• وفى ظل فكرة الدولة المتدخلة ويمثل دور الدولة في مرحلة االقتصاد المخطط حيث زادت الحاجات
العامة وتنوعت وتميزت هذه الفترة باتساع مسئولية الدولة قبل النواحى االقتصادية واالجتماعية
باالضافة الى وظائفها االساسية.
في ظل فكرة الدولة المنتجة أصبحت الحاجات العامة هي األساس وأصبح دور الدولة يقوم على اشباع •
كثير من الحاجات الفردية بطبيعتها بجانب الحاجات الجماعية بطبيعتها.
ويمكن أن نخلص من مناقشة طبيعة دور الدولة في المجتمع بأن تحديد الحاجات العامة فى ظل فكرة الدولة
المتدخلة )المرحلة الثانية) وفكرة الدولة المنتجة ) المرحلة الثالثة ( ال يعتمد على اعتبارات اقتصادية بحتة وانما
على اعتبارات ذات الطابع السياسي حيث الحاجات التي تعترف بها الدولة وتعلن عن القيام باشباعها .أى
تصبغ على هذه الحاجات صفة العمومية وبالتالي فان القرار السياسى يسبق القرار االقتصادي في مجال االشباع
العام للحاجات الجماعية.
- 2االعتبارات االقتصادية:
االنفاق العام يجب أن يتم على أساس المقارنة بين المنافع والتكاليف بحيث يجب العمل على تحقيق أكبر منفعة
بأقل نفقة سواء في نطاق النفقات العامة أو نطاق النفقات الخاصة -فقد ذهب قانون "ساي" لالسواق الى أن
النفقات العامة ال تجد مبررا لها اال في الحدود التي ينتج عنها منافع تعادل التضحيات التي تتحملها الجماعة -
وحقيقة األمر أن أسلوب الم قارنات بين المنافع والتكاليف الشباع الحاجات العامة مردود عليه و بالتالي:
اشراك المنظمات السياسية واإلدارية ) األمة بأكملها ( في اشباع الحاجات العامة كمرفق الجيش والشرطة
والقضاء يمثل االختصاص األول للقطاع العام وال يمكن االلتجاء الى نظام االثمان.
-استغالل الطاقة الذرية يتطلب أمواال طائلة ويتعرض لمخاطر تتجاوز امكانيات الصناعة الخاصة
(القطاع الخاص) حيث تقوم الحكومات بتمويله في كافة الدول تقريبا لما يرتبط به من اعتبارات الدفاع الوطني
،حيث أن االفراد يتمتعون بأفق اقتصادی محدود سواء في الزمان أو المكان.
اذا الحساب االقتصادى يتطلب أن يتم اتخاذ القرارات على مستوى الجماعة (مستوى الدولة( حيث مزيج من
االعتبارات االقتصادية والسياسية هو الذى يحدد في واقع األمر أبعاد القطاع العام.
-ذهب التقليديون الى ضرورة عدم تجاوز النفقات العامة نسبة معينة من الدخل القومى ،وذهب البعض
منهم الى تحديد نسبة تحكمية لإلنفاق العام تتراوح ما بين 25 – 5بالمئة من الدخل القومى.
وكما نعلم أن التقليديون وهم أنصار الحرية االقتصادية يرون أن تدخل الدولة في غير الوظائف الثالثة (الدفاع -
7
االمن – العدالة( يجب أن يكون في أضيق الحدود واال تسبب في االضرار بالجماعة حيث يروا أن المجهود
الخاص (القطاع الخاص( أكثر تفوقا من النشاط العام القطاع العام
أما أصحاب الفكر الحديث ال يميلون مقدما بتفوق النشاط الخاص القطاع الخاص وال يروا أن
المشروعات العامة (القطاع العام أقل كفاءة من المشروعات الخاصة (القطاع الخاص) بل يرون أن القطاع
العام قد يتفوق عن القطاع الخاص في بعض االحيان.
تخلص مما سبق أن مشكلة تحديد الحجم الكلى للنفقات العامة لها طابع سياسی ومذهبی متميز ولكن هناك ذلك
اعتبارات اقتصادية تمثل قيود على حجم النفقات العامة وأهمها حجم الدخل القومى ،وال تستطيع الدولة مهما
بلغ تدخلها في الحياة االقتصادية أن تتجاوز مقدار هذا الدخل على نحو مستمر..
فالدولة يمكن أن تلجأ لالقتراض من الخارج لمواجهة بعض النفقات العامة ،ولكن امكانيات الدولة محدودة
بامكانيات السداد فى المستقبل -وبالتالي يمكن القول أن الدخل القومى هو المصدر النهائى الذى تستمد منه
الدولة االيرادات الالزمة لمواجهة نفقاتها -هذا باالضافة الى أن حجم االنفاق العام يرتبط فى الدول الرأسمالية
الى حد كبير باألحوال االقتصادية السائدة في زيد حجم االنفاق في فترات الكساد ويضغط بصفة عامة في فترات
الرخاء والتضخم.
الدولة تحدد أوال الخدمات التي ستتولى تقديمها للجماعة ثم تحدد ثانيا المرافق التي ستقوم باالنفاق عليها ،
ويجب أن توزع الدولة نفقاتها على هذه المرافق طبقا لضوابط معينة ( قواعد ( بقصد تحقيق اكبر قدر من
المنافع للجماعة وعادة ال تقوم السلطات المركزية باالنفاق من ميزانيتها على كافة المرافق بل تترك مهمة
االنفاق على بعض من هذه المرافق واالشراف عليها للسلطات المحلية أو االقليمية.
وتتمثل قواعد )ضوابط( االنفاق العام فى نقطتين هامتين ،األولى :العمل على تحقيق أكبر قدر من المنافع،
والثانية :ضغط تكاليف المرافق العامة.
ويستلزم تحقيق أكبر قدر من المنافع أن تتساوى المنفعة الحدية لالنفاق في مختلف الوجوه ،وهذا المقياس
يتطلب قياس مدى الزيادة التي تحدث في القومى نتيجة الزيادة في االنفاق األولى ويعيب هذا المقياس في اختيار
أى مدرسة تنشيء أو أى مستشفى تشيد -كما يعيب ذات المقياس أيضا عدم امكانية قياس اشباع الحاجات
االجتماعية البحتة األمن واألمان الذى يشبعهما جهاز الجيش والشرطة وأخيرا ال يستطيع المقياس المذكور
8
قياس بعض أنواع االنفاق لتحقيق غرض سياسی معين ) التحويالت االجتماعية لطبقة معينة بالذات( وعموما
يمكن تفادى عيوب ما سبق باستخدام طريقة الحساب االقتصادى.
يستند الباحثون والمختصون في المالية العامة على معيارين رئيسيين لتقسيم النفقات العمومية ،هما المعيار
6
االقتصادي والمعيار العملي أو الوضعي ،وذلك حسب التفصيل األتي:
وفقا للمعيار االقتصادي يمكن تصنيف النفقات العمومية استنادا إلى عدد من المعايير االقتصادية الفرعية
أهمها:
أ .معيار طبيعة النفقة العامة :حسب هذا المعيار يمكن التمييز بين النفقات الحقيقية والنفقات التحويلية
كمايلي:
✓ النفقات الحقيقية :وهي مختلف النفقات التي تصرفها الدولة قصد الحصول على السلع والخدمات
االنتاجية ( األرض ،العمل ،رأس المال لقيامها بوظائفها التقليدية والحديثة من أمن ودفاع وعدالة ،
وكذلك إقامة المشاريع االستثمارية ومشاريع البنية التحتية ذات النفع العام كإنشاء الطرقات وتشييد
المستشفيات والمدارس والجامعات وغيرها من المرافق العامة ،وقد أطلق بعض الباحثين مثل
Laufenburgerعلى النوع من النفقات اسم النفقات المنشئة للخدمات لإلشارة إلى انتظار الدولة
الحصول على خدمات ومنافع مباشرة جراء إنفاقها.
✓ النفقات التحويلية :هي تلك النفقات التي تصرفها الدولة إلى بقية القطاعات االقتصادية واالجتماعية
وكذلك العالم الخارجي على شكل إعا نات دون حصولها على أي مقابل نقدي أو عيني ،وبناء على ذلك
فهي ال تعتبر عنصرا من عناصر الدخل الوطني.
9
ويمكن التمييز بين ثالث أشكال من النفقات التحويلية انطالقا من األهداف المرجوة من صرفها كما يلي:
✓ النفقات العامة الجارية :هي كل النفقات التي ال ينتج عن إنفاقها زيادة في رأس المال االجتماعي أو
اإلنتاجي بالمؤسسات والهيئات العمومية ،وتتميز بالتكرار في غالبيتها وتسمى "النفقات العادية" ،تتمثل
في النفقات الموجهة لتسيير مختلف الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية كالرواتب واألجور
ونفقات الصيانة وفواتير المياه والكهرباء.
✓ النفقات العامة الرأسمالية :هذه النفقات ترتبط بفترة زمنية محددة من خالل مصادر تمويلية غير عادية
كالقروض واإلصدار النقدي ومنها اإلنفاق على المشاريع التنموية والنفقات االستثنائية والتي تتطلبها
االحتياجات الطارئ ة كالنفقات الحربية ونفقات إصالح األضرار ونفقات مكافحة البطالة ،ونفقات
اإلنعاش االقتصادي ،ويطلق على هذا الصنف من النفقات العامة اسم "النفقات غير العادية"
ت .معيار الغرض من النفقة العامة :حسب هذا المعيار يمكن تصنيف النفقات العامة إلى ثالث مجموعات
النفقة العامة اإلدارية :هي كل النفقات المخصصة إلدارة وتسيير كل المرافق العمومية وتتمثل في نفقات
المستخدمين بالمرافق العمومية ونفقات تسييرها.
النفقات العامة االقتصادية :هي النفقات التي تصرفها الدولة لتحقيق بعض األهداف االقتصادية
كتشجيع الوحدات اإلنتاجية للقطاع الخاص على زيادة اإلنتاج أو تحقيق الكفاءة في استخدام الموارد
وأيضا زيادة االستثمارات في القطاع العام.
النفقة العامة االجتماعية :هي النفقات التي تهدف إلى زيادة الرفاهية ألفراد المجتمع بصفة عامة
والفقراء بصفة خاصة ،حيث يغلب على هذه النفقات الطابع االج تماعي ،وتتمثل في مختلف اإلعانات
التي تقدمها الدولة مثل اإلعانات المقدمة للفقراء وذوي الدخل المحدود ،إعانات الرعية الصحية،
اإلعانات الخاصة بالتعليم وغيرها من اإلعانات
10
أ .التقسيم اإلداري :تصنف النفقات العمومية في الميزانية إلى عدة أبواب ،كل باب يخصص إلى وزارة أو
جهة إدارية معينة ،فيخصص باب لوزارة التربية وباب لوزارة التعليم العالي وباب لوزارة الصحة وآخر
لوزارة الدفاع وغيرها من الوزارات ،ويتم تقسيم كل باب من األبواب ضمن الميزانيات المخصصة لكل وزارة
إلى فروع وكل فرع إلى بنود إنفاقية.
ب.التقسيم النوعي :يتم تقسيم النفقات بناء على نوعها وطبيعة األشياء المخصصة لها ضمن كل ميزانية لكل
وحدة إدارية حكومية ،حيث يمكن التمييز بين ثالث أنواع من النفقات وهي :
نفقات مقابل العمل وتتمثل في الرواتب واألجور ،نفقات مقابل مستلزمات اإلنتاج وتسمى بالنفقات الجارية و
نفقات مقابل أصول رأسمالية ويطلق عليها النفقات الرأسمالية.
ت .التقسيم الوظيفي :يعتمد في هذا التقسيم على الوظائف التي تقوم بها الدولة والتي تخصص لها مبالغ مالية
محددة بغض النظر عن الهيئة اإلدارية أو الوزارة التي تقوم بهذه الوظيفة ،حيث قد تشترك بعض الوزارات في
ممارسة نفس الوظيفة في مجال تخصصها مثال وظيفة األمن تشترك فيها وزارة الدفاع وزارة الداخلية،
وتشترك وزارة الصحة ووزارة التعليم ووزارة الدفاع في وظيفة الرعاية الصحية ،وتظهر أهمية هذا التقسيم
في معرفة مدى اهتمام الدولة بوظيفة من الوظائف بالنظر في حجم النفقات الموجهة لها.
11
الخاتمة
تميزت النفقات العمومية عبر السنوات بالتزايد المستمر في جميع دول العالم بنسب متفاوتة
حسب اختالف األنظمة والسياسات المنتهجة ،خاصة بعد تطور دور الدولة وتحولها إلى عنصر
فاعل في االقتصاد من خالل نشاطاتها الرامية إلى تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية ،كما أن
هذه الزيادة قد تنتج عنها زيادة في السلع والخدمات المقدمة من طرف الدولة والتي ترجع إلى
العديد م ن األسباب يطلق عليها األسباب الحقيقة ،وقد تكون زيادة في النفقات العمومية دون الزيادة
في حجم السلع والخدمات ألسباب أخرى يطلق علها األسباب الظاهرية.
ولقد كان لظاهرة تزايد النفقات العامة أثر كبير على سياسات الدول ،حيث وجدت نفسها بين
إلزامية توفير حاجات المجتم ع وضرورة الحد من ظاهرة تزايد النفقات العامة ،خاصة في ظل
محدودية مواردها المالية ،ومنه ظهرت إلى الوجود فكرة ترشيد النفقات العامة .
12
قائمة المراجع
-بلجياللي محمد ،مذكرة ماستر أثر ترسيد نفقات العمومية على تحسين جودة خدمات الصحة ،
كلية علوم االقتصاد وتجارة وعلوم التسيير -شعبة علوم تسيير ،جامعة عبد الحاميد بن باديس ،
مستغانم 2020-2019 ،
-عماد داتو سعيد ،محاضرات في المالية العامة ،قسم علوم تجارية ،جامعة جياللي ليابس ،
سيدي بالعباس 2021-2020 ،
-د .محمد يسري حسن عثمان ،إقتصاديات المالية العامة ط ،1شركة مطابع الطوبجي
التجارية 1996 ،
-عبد دايم موسى -يوسفي زكريا ،مذكرة شهادة ماستر دور ترشيد النفقات في الحد من مخاطر
التمويل في المؤسسة الصغيرة و المتوسطة ،قسم علوم تجارية ،جامعة أحمد دراية أدرار ،
الجزائر 2018-2017 ،
13