You are on page 1of 31

‫المحاضرة األولى ‪ :‬مقياس المالية العامة‬

‫المطلب االول‪ :‬المفهوم التقليدي لعلم المالية العامة‬


‫تعرف المالية العامة هنا بمفهوم املالية العامة يف ظل الدولة احلارسة كان مفهوماً ضيقاً وعالقته باالقتصاد الوطين وباجملاالت االجتماعية‬
‫يتعد مفهوم التوازن احلسايب بني حجم اإلنفاق وحجم اإليرادات‪ ،‬واستبعد التوسع‬ ‫والسياسية كانت ضعيفةً‪ ،‬وهدفها كان مالياً حبتاً‪ ،‬ومل َّ‬
‫باإلنفاق العام بسبب وظائف الدولة احملدودة‪ ،‬فاقتصر دور اإليرادات على بعض الضرائب الضرورية‪ .‬وكان من أبرز املؤلفني الذين أعطوا‬
‫املالية العامة مالحمها األوىل االقتصادي اإلنكليزي "آدم مسيث" يف كتابه "ثروة األمم"‪" ،‬وريكاردو" يف كتابه "الصلة الوثيقة بني االقتصاد‬
‫والضرائب" و"جون ستيورات ميل" يف كتابه عن "مبادئ االقتصاد السياسي"‪ ،‬ومن مث ظهرت كتابات مستقلة خاصة بعلم املالية العامة‪،‬‬
‫ككتاب "باستابل" عام ‪ ،1892‬و"دالتون" عام ‪ ،1922‬و"وبيجو" عام ‪ ،1928‬بذلك اختذ علم املالية العامة استقاللية وذاتية خاصة به وإن‬
‫كان له صلة وثيقة بغريه من العلوم‪.‬‬

‫واستمر احلال يف تطبيق املفهوم التقليدي للمالية العامة حىت جاءت احلربان العامليتان األوىل والثانية وما صاحبهما من تداعيات وآثار دفعت‬
‫إىل ضرورة إجياد مفهوم آخر للمالية العامة يتماشى واملتطلبات السياسية واالقتصادية واالجتماعية واملالية للدولة‪ ،‬ويتناسب مع دورها‬
‫وأهدافها اجلديدة‪ ،‬سواء الدولة التدخلية يف ظل النظام الرأمسايل أم الدولة املنتجة يف ظل النظام االشرتاكي‪ ،‬وبدأت تتمايز املالمح العامة للمالية‬
‫التدخلية الرأمسالية من املالمح العامة للمالية االشرتاكية‬
‫كانت تشرق وفقا للفكر الذي ساد حىت من تصف القرن ‪19‬م بأنه العلم الذي يهتم بدراسة الوسائل اليت حتصل هبا الدولة على اإليرادات‬
‫الالزمة لتغطية النفقات العامة فالعلم كان يعرف على هذا النحو هبدف واحد وهو تغطية النفقات العامة وكذلك بوسائل حتقيق هذا اهلدف‬
‫أي كيفية توزيع أعباء العامة على خمتلف املواطنني وقد كان الطابع األساسي هلذا العلم آنذاك طابعا قانونيا إذ كان الشاغل الكبري لشارحي‬
‫املالية العامة بيان وسائل احلد من نشاط الدولة ومحاية مصاحل األفراد من التدخل احلكومي غري املفيد ولقد كانت دراسة (م‪.‬ع) من هذه‬
‫الزاوية الضيقة أمرا منتقدا إذ أن الظواهر املالية ‪ ،‬مثلها يف ذلك مثل غريها من الظواهر االجتماعية تتأثر بالعديد من العوامل (اق‪.‬س‪.‬اج‪ ).‬إال‬
‫أن الوقائع حىت هناية ح ع ‪ I‬كان البد من شارص (م‪.‬ع) إىل البحث عن تعريف جديد ذلك لتعدد موضوعاته وتعدد جوانب دراسته وهكذا‬
‫أصبحت (م‪.‬ع) بأهنا العلم الذي يبحث يف دراسة األسس اليت ينبين عليها الضرائب واحلصول على إيرادات العامة الالزمة لتأدية اخلدمات‬
‫العامة ويبحث كيفية املوازنة بني إيرادات ونفقات الدولة ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المفهوم الحديث لعلم المالية العامة ‪:‬‬
‫تعريف املالية العامة حديثا ‪ :‬بعد أزمة الكساد الكبري ونشوب ح ع ‪ II‬جعل هذا التعريف قاصرا على اإلملام مبا طرأ على دور الدولة يف احلياة‬
‫(ا‪.‬ق) من تطور ‪ ،‬فأهداف الدولة مل تعد حمددة باحملافظة على األمن والنظام وإمنا بدأت السلطات العامة يف السعي مباشرة لتحقيق الرفاهية‬
‫العامة وتوزيع أفضل للدخل القومي يتميز بتحقيق أكرب قدر من العدالة االجتماعية ولقد لفت تزايد تدخل الدولة يف احلياة االقتصادية أنظار‬
‫للماليني ودفعهم إىل الرتكيز على اجلانب االقتصادي يف دراسة الظواهر املالية والبحث عن أفضل األساليب لرتشيد االتفاق لعام وضمان حتقيق‬
‫االستخدام األمثل للموارد العامة ‪ ،‬وقد أدى هذا التطور إىل تدعيم العالقة بني علمي االقتصاد واملالية العمة حىت أصبح يتلخص يف ‪ :‬دراسة‬
‫االقتصاديات املرافقة واهليئات العامة ولنفصل أكثر فان املالية العامة هي ذلك العلم الذي يشرح المبادئ التي تحكم التنظيم المالي للدولة‬
‫والهيئات العامة ويبحث عن وسائل تنفيذ أهداف المرافق بأكثر الأساليب االقتصادية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬مصادر المالية العامة‬
‫هناك مصادر دستورية ‪ ،‬مصادر تشريعية‬
‫املصادر الدستورية ‪ :‬يضع الدستور املبادئ األساسية للضريبة كما هو مقرر يف املادة ‪ 04‬واليت تنص على مساواة اجلميع أمام الضرائب ‪،‬‬
‫املشاركة يف األعباء العامة حسب املقدرة والضريبة حمددة بقانون األعباء املالية من الضرائب والرسوم وحيدد املدة القصوى الربملان من أجل‬
‫املصادقة على قانون املالية‬
‫كما يصادق الربملان على قانون املالية يف مدة أقصاها ‪ 75‬يوما اعتبارا من تاريخ اإليداع وإذا جتاوز هذه املدة يصدر قانون املالية بأمر من‬
‫رئيس اجلمهورية ( املادة ‪ )120‬كما ينص على أن التصويت على امليزانية من اختصاص الربملان املادة ‪ 122‬كذلك ضمن حسن استعمال‬
‫االعتمادات املالية لكل قطاع برقابة الربملان املادة ‪ 160‬ورقابة جملس احملاسبة املادة ‪. 170‬‬
‫املصادر التشريعية ‪ :‬وتتمثل قوانني املالية املصدر األكرب إذ تفصل اإليرادات والنفقات ملا يشبع احلاجات العامة للمجتمع يف كل اجملاالت وما‬
‫دامت احلاجات العامة تتقيد يف فرتات قصرية ‪ ،‬يصدر قانون املالية كل سنة على أن يليه قانون مالية تكميلي ملواجهة الظروف املتجددة أما‬
‫عمليات التحصيل والصرف فتكون وفقا للقانون املتعلق مبجلس احملاسبة العمومية املؤرخ يف ‪ 15‬أوت ‪ 1990‬ومثة مصدر آخر يتعلق مبجلس‬
‫احملاسبة املذكور ملا له من دور فعال يف مراقبة أموال الدولة ‪.‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬أدوات المالية العامة‬
‫يعتمد نظام املالية العامة يف حتقيق أهدفه على عدة أدوات مالية وهي النفقات واإليرادات وامليزانية العامة‬
‫النفقات العامة ‪ :‬يقوم النشاط العام من خالل هيئاته (القطاع العام) بتحديد احلاجات العامة ‪ ،‬وال ميكن للقطاع العام أن يليب هذه احلاجيات‬
‫إال إذا توفرت السلع واخلدمات الالزمة ويقوم النشاط العام يف مقابل احلصول على هذه السلع واخلدمات بتسديد ما يسمى بالنفقات العامة‬
‫اإليرادات العامة‪ :‬أن تغطية النفقات العامة يتطلب إيرادات عامة واهم مصادر اإليرادات العامة ‪:‬‬
‫‪ .1‬الدخل الحكومي‪ :‬ويقصد به املمتلكات العقارية واملنقولة اململوكة من طرف الدولة سواء كانت ملكية عامة أو خاصة فهي أ مالك‬
‫الدولة ما خيضع للقانون العام مثل الشوارع واحلدائق ‪.‬‬
‫وقد كانت أمالك الدولة هي املصدر الرئيسي إليرادات الدولة غري أن أمهية هذا العنصر قلت مع التطور االجتماعي وما تبعه من تطور فري‬
‫نشاط الدولة إىل األحكام اخلاصة‪.‬‬
‫‪ .2‬القروض العامة واإلعانات‪ :‬تتمثل اإلعانات اخلارجية يف اهلبات واملساعدات اخلارجية اليت تتلقاها الدولة من دول أخرى وغري املقيمني يف‬
‫الداخل ‪.‬‬
‫أما القروض العامة فغما أن تكون خارجية تتحصل عليها الدولة من اخلارجية أو داخلية تتحصل علي ها من األفراد يف الداخل ‪.‬‬
‫لقد كانت أمالك الدولة هي املصدر الرئيسي لإليرادات العامة غري أن أمهية هذا العنصر قلت مع التطور االجتماعي وما تبعه من تطور يف‬
‫نشاط الدولة ‪.‬‬
‫الضرائب ‪ :‬تعترب مصدرا مهما لإليرادات العامة خلزينة الدولة حيث متثل التحويالت اإلجبارية جلزء من املداخيل والثروات اخلاصة وما حتقق‬
‫منفعة عامة‪.‬‬
‫امليزانية العامة ‪ :‬هي كل خطة مالية متثل تقريرا مفصال لنفقات الدولة وإيراداهتا مدهتا سنة ويصدر سنويا بيئة املوازنة بعد موافقة اهليئة‬
‫التشريعية عليها وتعترب بريطانيا أول دولة قامت بتجربة املوازنة لنظامها املايل ومل تقتصر وظيفة املوازنة لتأكيد رقابة السلطات الشعبية على‬
‫‪2‬‬
‫احلسابات العامة فقط ‪ ،‬بل تعدهتا لتمثل أداة لتحقيق التشغيل الكامل واالستقرار االقتصادي وهذا يعين أن املوازنة أو امليزانية حتولت إىل أداة‬
‫إلدارة االقتصاد وتوجيهيه ‪ ،‬وعموما ال خالف بني النظم املالية يف هذا الشأن وإمنا يقع اخلالف بينهما يف حتديد حجم األدوات املالية أي‬
‫النفقات العامة واإليرادات العامة وأنواعها واألمهية اليت تعطى لكل نوع‬
‫فبالنسبة حلجم األدوات املالية فإنه خيتلف من نظام آلخر ومن فرتة إىل أخرى (ضمن نفس النظام ) ‪ ،‬فهو أكثر مشوال يف النظام االشرتاكي منه‬
‫يف النظام الرأمسايل‪ ،‬كما أنه خيتلف من مرحلة إىل أخرى ومن بلد إىل آخر يف هذا النظام ‪ ،‬ففي املنافسة احلرة كان أضيق احلدود مث ازدادت‬
‫النفقات واإليرادات العامة كثريا فيما بعد‪..‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬أهداف المالية العامة‬
‫من الطبيعي أن يكون للنظام املايل للدولة انعكاسا لنظامها االقتصادي واالجتماعي والسياسي حيث أنه يشكل كما أشرنا سابقا جزء منه‬
‫وهكذا إذن تتحد أهداف النظام املايل بطبيعته وأهداف النظام االقتصادي للبلد وهلذا ختتلف األهداف املنوط حتقيقها بنظام املالية العامة‬
‫باختالف النظم االقتصادية وبصفة عامة ميكن القول بأن اهلدف الضمين للنظام املايل للدول الرأمسالية املتطورة ميثل يف بلوغ أقصى مسامهة يف‬
‫احلفاظ على النظام الرأمسايل وتطوره يف ظل الصراعات االجتماعية اليت ينطوي علي ها النظام ‪ ،‬ومن هنا يرى أغلب أساتذة املالية العامة يف‬
‫هذه البلدان أن على املالية العامة أن ختدم حتقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫أ‌‪ -‬احملافظة على االستقرار االقتصادي‬
‫ب‌‪ -‬حتقيق العدالة يف توزيع الدخل‬
‫ت‌‪ -‬حتقيق توزيع أمثل للموارد‬
‫ث‌‪ -‬دعم النمو االقتصادي‬
‫أما اهلدف الرئيسي لنظام املالية العامة يف ضل االشرتاكية هو حتقيق أقصى مسامهة يف إشباع االحتياجات االجتماعية ويف اجناز اخلطط العامة‬
‫لتنمية االقتصاد الوطين وهنا تشكل اخلطط املالية جزءا من نظام التخطيط الذي حيكم حياة اجملتمع يف هذه البلدان ‪.‬‬
‫فيما خيص البلدان النامية فإنه ميكن القول بان اهلدف العام جيب أن يتمثل يف حتقيق أكرب مسامهة ممكنة يف اجناز املهام الكربى اليت تواجه هذه‬
‫البلدان أي األهداف اليت ترتبط باخلروج من دائرة التخلف والتبعية يف أقل زمن ممكن ‪.‬‬

‫المطلب السادس ‪ :‬عالقة علم المالية العامة بالعلوم األخرى ‪:‬‬


‫تعترب املالية العامة مظهر من مظاهر احلياة االجتماعية إذن فمن الطبيعي واملنطقي أن توجد عالقة بني هذه املظاهر وغريه من هذه املظاهر احلياة‬
‫االجتماعية من اقتصاد وسياسة واجتماع وقانون وحماسبة وإحصاء وغريها ‪ ،‬فاملالية العامة تؤثر يف غريها من مظاهر احلياة االجتماعية وتتأثر‬
‫هبا لذا وجب علينا أن نعرتض للعالقة اليت تربط علم املالية العامة بالعلوم األخرى ‪.‬‬
‫العالقة بين علم المالية العامة وعلم االقتصاد‪:‬‬
‫إن العالقة بني علم املالية العامة وعلم االقتصاد تعترب من أوثق العالقات ذلك أن االقتصاد هو العلم الذي يبحث عن حل املشكلة االقتصادية‬
‫اليت تتعرض النشاط االقتصادي ابتداء من اإلنتاج حىت توزيع الناتج (مثل كيفية إشباع احلاجات اإلنسانية ) فإن علم املالية العامة أو االقتصاد‬
‫املايل هو العلم الذي يبحث يف إجياد أفضل الوسائل إلشباع احلاجيات العامة مما يساهم يف حل املشكلة االقتصادية ‪.‬‬
‫‪ . 2‬عالقة علم املالية بعلم السياسة ‪ :‬إن علم السياسة يهتم بدراسة نظم احلكم وعالقة السلطة العامة ببعضها البعض أما علم املالية العامة فهو‬
‫‪3‬‬
‫يبحث يف كيفية سري النفقات واإليرادات ويكون الرتابط فيهما متمثل بان الظروف املالية له أثر هام يف أوضاع الدولة السياسية لكم من دول‬
‫فقدت استقالهلا السياسي وتعرضت لذنوب الثورات وهذا بسبب اضطراب ماليتها العامة وعدم استقرارها ‪.‬‬
‫‪ .3‬عالقة علم المالية العامة بعلم االجتماع‪ :‬إن العالقة بني هذين العلمني تتضح يف جمال الضرائب إذ يرتتب على فرض الضرائب أثار‬
‫اجتماعية إىل جانب آثارها املالية واالقتصادية متس طوائف معينة من املواطنني حىت ولو مل يقصد املشرع من فرض الضريبة سوى احلصول‬
‫على إيرادات اخلزينة العامة إال أن الدولة يف كثري من األحيان تستهدف من خالل الضريبة آثارا اجتماعية مقصودة كتقليل التفاوت بني‬
‫ثروات األفراد ودخوهلم والضريبة على استهالك بعض املواد املضرة كالكحول حبيث تساهم يف التقليل من استهالكه والضريبة على أراضي‬
‫البناء غري املستعملة هتدف إىل تشجيع بناء املساكن وهكذا تتبني العالقة الوشيكة والتأثري املتبادل بني السياسة املالية وبني األوضاع االجتماعية‬
‫السائدة فيها‪.‬‬
‫‪ .4‬عالقة علم المالية العامة بعلم القانون ‪ :‬أما عالقة املالية العامة بعلم القانون فإن مضموهنا يبلور لنا معرفة أن القانون هو األداة التنظيمية‬
‫اليت يلجأ إليها املشرع لوضع القواعد العامة (امللزمة) يف خمتلف امليادين ومنها امليدان املايل ‪ ،‬فتأخذ خمتلف ‪ ،‬عناصر املالية العامة من نفقات‬
‫وإيرادات وميزانية بشكل قواعد قانونية كالدستور ‪.‬‬
‫فالدستور يتضمن الواعد األساسية املنظمة ملختلف جوانب املالية العامة واليت يتعني توضع القوانني املالية يف حدودها فهو ينظم النفقات العامة‬
‫والشروط األساسية لفرض الضرائب وعقد القروض وقواعد إقرار امليزانية أو اعتمادها بواسطة السلطة التشريعية وكيفية مراقبة تنفيذها‬
‫فميزانية الدول تصدر يف أغلب دول العامل من خالل االلتزام بالنصوص الدستورية العامة وهذا ملا هلا من مضمون مايل يلزم للموافقة عليه‬
‫وإجازة االلتزام هبذه النصوص‬
‫‪ .5‬عالقة علم المالية العامة بعلم المحاسبة ‪:‬‬
‫إن صلة املالية العامة باحملاسبة واملراجعة وفنوهنا من اهتالك وجرد واحتياطات وخمصصات وعمل امليزانية اخلتامية وامليزانية العمومية للمنشآت‬
‫التجارية والصناعية وغريها وتزداد صلة املالية العامة واحملاسبة بازدياد تدخل الدول يف احلياة االقتصادية عن طريق إقامة املشروعات االقتصادية‬
‫املختلفة مما يستلزم نشر ميزانية جتارية هلذه املشروعات إىل جانب البيانات املالية اخلاصة هبا والواردة يف ميزانية الدولة ‪.‬‬
‫‪ . 6‬علقة علم املالية العامة باإلحصاء ‪ :‬عن علم املالية العامة يستعني باإلحصاء يف التحقق من مسائل كثرية تدخل يف نطاق النشاط املايل‬
‫للدولة كمستوى الدخل القومي وتوزيع الثروة والدخول بني طبقات اجملتمع وعدد السكان وتوزيعهم يف املناطق اجلغرافية وعلى احلرف‬
‫املختلفة وحال ميزان املدفوعات وغري ذلك من اإلحصاءات اليت ال غىن للباحثني يف املالية العامة عنها ألهديتها البالغة يف دراسة ورسم البيان‬
‫املالية العامة للدولة‪.‬‬
‫المطلب السابع‪ :‬الفرق بين المالية العامة والمالية الخاصة‬
‫يهتم علم املالية العامة مبعاجلة اجلانب املايل لنشاط الدولة مبختلف مؤسساهتا العامة ‪.‬‬
‫أما املالية اخلاصة فهي ختتص ببحث هذا اجلانب من نشاط األفراد‪.‬‬
‫أ) اإلنفاق ‪ :‬هتدف املؤسسة اخلاصة من إنفاقها حتقيق ربح باعتبار أن هذا هو اهلدف الرئيسي من نشاط األفراد‬
‫أما الدولة فإهنا هتدف من نشاطها حتقيق املنفعة العامة يف مقام األول ‪ ،‬حىت ولو تعارض هذا مع حتقيق أقصى ربح ممكن من هذا النشاط‪.‬‬
‫بل إن الدولة قد تقوم مبشروع ما رغم أهنا تعلم سلفا أن إيراداهتا لن تسمح بتغطية نفقاهتا ما يرتتب عليه خسارة وذلك لكونه حيقق نفعا عاما‬
‫ملصلحة اجملتمع ولتحقيق اعتبارات أخرى بديلة عن الربح قد تكون السياسة اجتماعية واقتصادية‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ويرتتب اختالف اهلدف من اإلنفاق بني النشاط اخلاص والدولة أن خيتلف احلكم على مدى جناح مشاريع الدولة هو حتقيق أقصى منفعة عامة‬
‫ممكنة ‪.‬‬
‫ب‪ .‬اإليراد‪:‬‬
‫حتصل املشاريع اخلاصة على إيراداهتا بطرق اختيارية أي باإلنفاق عن طريق بيع منتجاهتا للدولة أو األفراد‬
‫أما الدولة فإهنا حتصل على إيراداهتا مبوجب ما تتمتع به من سلطات خاصة ناشئة عن حقها يف السيادة وباعتبارها سلطة سياسية فيها تستطيع‬
‫فإهنا تستطيع يف بعض األحيان إىل عنصر األخيار للحصول على إيراداهتا كما هو احلال بالنسبة للضرائب أو القروض اإلجبارية وذلك مينعها‬
‫من استخدام وسائل عادية اليت يتبعها القطاع اخلاص للحصول على إيراداته‪.‬‬
‫ج‪ .‬امليزانية‬
‫يوجد فرن من حيث كيفية الوصول إىل موازنة امليزانية لدى الدولة من جهة واملؤسسات اخلاصة من جهة‪.‬‬
‫‪ -‬فالدولة تقوم بتقدير نفقاهتا أوال الالزمة لتسيري املرافق العامة وحتقيق أهداف سياسية و(ا‪.‬ق) و(ا‪.‬ج) مث تقوم بإعداد املصادر اليت حتصل منها‬
‫على إيرادات كافية ملواجهة النفقات‬
‫‪ -‬املؤسسات اخلاصة تقدر حجم إيرادات أوال من دخول أرباح مث حتدد أوجه اإلنفاق ‪.‬‬
‫د‪ .‬األساليب المعتمدة ‪:‬‬
‫يسعى الفرد لتحقيق منفعته اخلاصة يف إطار احلرية فتلجأ إىل عقود لتحقيق رغباته وتقدر النفقات على أساس إيرادات وإسراف يؤدي إىل‬
‫اقرتاض وإمكانيات يف ذلك حمدودة‬
‫أما الدولة فإن نفقاهتا ضرورية لضمان سري املرافق العامة فهي حتدد نفقاهتا ونبحث عن وسائل الالزمة لتغطيتها فهي تلجأ إىل طرق عديدة‬
‫لتعديل إنفاقها تتم عن طريق سلطتها مثل الضريبة‬
‫وبالتايل نشاطها يتم يف إطار احلرية ‪ ،‬أما نشاط الدولة يف عملية حصوهلا على إيراداهتا فأساسه الضرائب‬
‫هـ‪ .‬النظرة المستقبلية ‪:‬‬
‫ال يقدم أفراد يف الغالب إال على أنشطة ذات الرحبية السريعة غري بعيدة عن النتائج‬
‫تقدم الدولة على مشاريع ال تظهر جبنبها إال بعد فرتة طويلة جدا‪.‬‬
‫و‪.‬احلجم ‪:‬‬
‫حجم مالية األفراد أقل حجما من مالية الدولة فالدولة تصرف سنويا مليارات الدينارات بصفة هنائية بينما ليس يف مقدور مؤسسات خاصة‬
‫حتمل خسارة ماليني الدينارات وهذا فقط على مستوى حملي ألن بعض مالية الشركات املتعددة اجلنسيات تفوق مالية العديد من الدول ‪.‬‬
‫اهلدف ‪:‬‬
‫يسعى الفرد الستخدام مالية لتحقيق ربح فهذا اخلري هو حمرك نشاط الفرد وهلذا نرتك أنشطة الغري مرحبة للدولة ألهنا ال هتدف لتحقيق الربح‬
‫بغري ما تسعى لتلبية احلاجات العامة‪.‬‬
‫القانون ‪:‬‬
‫ختضع مالية األفراد يف تكوينها ويف حريتها إىل قواعد والتزامات القانون اخلاص ‪ ،‬بينما املالية العامة ختضع إىل قواعد صارمة هي قواعد القانون‬
‫العام ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫المحاضرة الثـــــــــــــــــــــانية‪ :‬اإليرادات العامة و تقسيماتها المختلفة‬

‫تقوم الدول بتقدمي العديد من اخلدمات احمللية اهلامة اليت تتطلب كثريا من األموال‪ ،‬و حتتاج تلك اخلدمات و املشاريع إىل‬
‫كفاءات بشرية مدربة و مؤهلة تقوم بتحقيقها؛ و حىت ميكن جذهبا و حفزها على العمل و يضمن بقاءها البد من توفري موارد‬
‫مالية كافية‪ ،‬و من املهم معرفة مصدرها أيضا‪.‬‬
‫و من هنا يتم طرح اإلشكالية التالية‪ :‬ما املقصود باإليرادات العامة؟ و كيف يتم تقسيمها؟ و من أين يتم احلصول عليها؟‬
‫المبحث األول‪ :‬اإليرادات العامة و تقسيماتها المختلفة‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم اإليرادات العامة‪:‬‬
‫يقصد باإليرادات العامة كأداة مالية‪ ،‬جمموعة الدخول اليت حتصل عليها الدولة من املصادر املختلفة من أجل تغطية نفقاهتا‬
‫العامة و حتقيق التوازن االقتصادي و االجتماعي‬
‫اإليرادات العامة هي موارد اقتصادية حتصل عليها الدولة يف شكل تدفقات نقدية من أجل تغطية النفقات العامة هبدف إشباع‬
‫احلاجات العامة اجلزء املكمل و الضروري لتمويل اإلنفاق العام‪.‬‬
‫اإليرادات العامة‪ :‬هي جمموع اليت جتبيها من خمتلف املصادر واجلهات لتمويل النفقات العامة واإليفاء باحلاجات العامة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تطور اإليرادات العامة‪:‬‬
‫كان مفهوم اإليرادات العامة غري معروف لدى اجلماعات البدائية األوىل‪ ،‬إذ كان القيام بواجب احلراسة والدفاع عن‬
‫اجلماعة هو الوجه الوحيد للحياة املشرتكة بني أفراد القبيلة الواحدة‪ .‬فلم تكن مثة حاجة إىل اإليرادات العامة ولو لتمويل‬
‫احلروب‪ .‬ولكن هذا الوضع تطور نتيجة متركز بيد حاكم قوي؛‬
‫وملا تطور مفهوم الدولة وعظمت وظائفها وازدادت نفقاهتا‪ ،‬مل تعد إيرادات أمالك احلاكم تكفي لتلبية احلاجات العامة‬
‫تلم بالبالد نائبة أو حني‬
‫املتزايدة‪ .‬فكان يتوجه إىل الرعية يطلب العون واملساعدة‪ .‬وكان ذلك يف صورة تربعات اختيارية حني ّ‬
‫يتعلق األمر بالدفاع عن األمة والذود عن كياهنا‪ .‬ومل تلبث هذه التربعات االختيارية االستثنائية أن صارت فرائض إجبارية‬
‫ودائمة نتيجة تناقص اإليرادات اإلقطاعية من جهة‪ ،‬وعدم استجابة الرعايا لطلبات احلاكم املتزايدة بالتربع من جهة أخرى‪،‬‬
‫فظهر مفهوم االقتطاعات العامة مورداً أساسياً للدولة تغطي به نفقاهتا وحتقق املنافع العامة‪ .‬وكان البد من أن يقابل ذلك تبدل‬
‫يف مفهوم اإليرادات‪ ،‬فلم تعد تلك اإليرادات تأيت من أمالك خاصة للحاكم‪ ،‬وإمنا صارت إيرادات مصدرها الرعية توضع حتت‬
‫تصرف جهة عامة تستخدم امتيازاهتا القانونية يف إدارهتا‪ ،‬فهي بالتايل إيرادات عامة‪ .‬ويتم توزيع العبء الناجم عنها بني‬
‫املكلفني توزيعاً عادالً ووفق مبدأ املساواة‪ .‬فظهر مفهوم املال العام الذي خيتلف عن مال احلاكم اخلاص‪ .‬ونشأت جمموعة من‬
‫القواعد القانونية تنظم العالقة املالية للدولة مع اآلخرين‪ ،‬على أساس من االحرتام والسيادة‪ .‬فكان لزاماً‪ ،‬نتيجة هذا التطور‪ ،‬أن‬
‫تصبح اإليرادات العامة وسيلة مالية أساسية تستخدمها الدولة لتوفري املال الالزم لتغطية النفقات العامة‪ ،‬وأداة للتأثري يف احلياة‬
‫االقتصادية واالجتماعية وحتقيق أهداف العامة للدولة‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تقسيمات اإليرادات العامة‪:‬‬
‫لقد حاول الكتاب املاليون تقسيم اإليرادات العامة إىل أقسام متعددة يضم كل منها اإليرادات املتشاهبة يف اخلصائص؛‬

‫‪6‬‬
‫من حيث مصدر اإليرادات ‪ :‬تقسم إىل إيرادات أصلية و إيرادات مشتقة‪ ،‬و بقصد باإليرادات األصلية تلك اليت حتصل عليها‬
‫الدولة من ممتلكاهتا‪ ،‬أما املشتقة فهي تلك اإليرادات اليت حتصل عليها الدولة عن طريق اقتطاع جزء من ثروة اآلخرين؛‬
‫من حيث التشابه مع إيرادات القطاع اخلاص‪ :‬و مثاهلا إيرادات ممتلكات الدولة اخلاصة‪ ،‬و إيرادات متعلقة بالنشاط العام و ليس‬
‫هلا نظري يف إيرادات األفراد و مثاهلا الرسوم و الضرائب و الغرامات املالية‪ ،‬و يعيب هذا التقسيم أن الدولة و هي بصدد إدارة‬
‫ممتلكاهتا اخلاصة تتمتع بسلطات عامة ال يتمتع هبا األفراد‪ ،‬قد تستعمل الدولة هذه السلطات لتضمن أمثان مبيعاهتا جزء منها‬
‫يعترب ضريبة يف الواقع و من مث ال ميكن القول بأن إيرادات ممتلكات الدولة تعترب شبيهة بإيرادات نشاط اإلفراد شبها كامال؛‬
‫من حيث سلطة الدولة يف احلصول على اإليرادات‪ :‬قسمت إىل إيرادات تستند إىل اإلجبار و إيرادات ال تستند إليه؛‬
‫· اإليرادات املستندة على اإلكراه‪ :‬من جانب الدولة يف احلصول على اإليرادات استنادا إىل سيادهتا و تشمل‪ :‬الضرائب‪،‬‬
‫الغرامات‪ ،‬الرسوم‪ ،‬التعويضات‪ ،‬القروض اإلجبارية [ إجبار األفراد على التنازل عن جزء من دخوهلم لفرتة معينة]‪.‬‬
‫· اإليرادات اليت ال تستند إىل اإلجبار‪ * :‬و هي اليت حتصل عليها الدولة من ملكية خاصة هبا‪ ،‬مثال ذلك‪ :‬تأجري األراضي‬
‫الزراعية اليت متلكها الدولة؛ * اإليرادات اليت حتصل عليها الدولة كمقابل لسلعة أو خدمة تبيعها؛ * القروض اإلجبارية اليت‬
‫تستند إىل اإلجبار حيث تعرض الدولة على األفراد إقراضها مبالغ معينة ملواجهة بعض اإلنفاق العام و ملدة معينة‪ ،‬تلتزم الدولة‬
‫بعد انقضائها بردها باإلضافة إىل فائدة معينة يف مواعيد جمددة؛‬
‫من حيث دورية اإليرادات العامة‪ :‬هناك متييز بني اإليرادات العادية و اإليرادات غري العادية‪ ،‬فالعادية هي اليت حتصل عليها‬
‫الدولة سنويا و بصورة دورية كإيرادات ممتلكاهتا اخلاصة و الضرائب و الرسوم‪ ،‬و دورية اإليراد قد ترجع إىل طبيعة إيرادات‬
‫املمتلكات العامة أو للنصوص التشريعية‪ ،‬أما غري العادية أو االستثنائية فيقصد هبا تلك اليت حتصل عليها الدولة بصورة غري‬
‫دورية و غري منتظمة‪ ،‬بل تلجأ إليها الدولة من وقت آلخر‪ ،‬كالقروض و اإلصدار النقدي‪ ،‬و بيع جزء من ممتلكاهتا و بالرغم‬
‫من أن هذا التقسيم قد لعب دورا كبريا يف الفكر املايل القدمي إال أنه قد فقد الكثري من أمهيته يف العصر احلايل‪ ،‬فقد كان الغرض‬
‫قدميا هو اللجوء إىل املوارد غري العادية يف الظروف غري العادية كوسيلة تكميلية‪ ،‬و لكن مع تطور دور الدولة و زيادة النفقات‬
‫العامة و اتساعها‪ ،‬و قصور اإليرادات العامة و حدها منها مواجهة تطور النفقات العامة‪ ،‬أصبح اللجوء إىل ما يسمى‬
‫باإليرادات غري العادية أمرا عاديا و متكررا بالنسبة للدول املتقدمة و النامية على السواء و لذلك مل يعد هلذا التقسيم أمهية‬
‫اقتصادية تذكر‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مصادر اإليرادات العامة‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مصادر اإليرادات العامة من ممتلكات الدولة‪:‬‬
‫تعترب إيرادات الدولة من ممتلكاهتا أحد مصادر اإليرادات اليت ميكن االعتماد عليها لتمويل النفقات احلكومية‪ ،‬و ختتلف األمهية‬
‫النسبية اليت يتمتع هبا هذا العنصر من دولة إىل أخرى وفقا الختالف الفلسفة االقتصادية اليت تؤمن هبا و درجة تقدمها‬
‫االقتصادي؛‬
‫و تنقسم إيرادات الدولة من أمالكها إىل عدد من اإليرادات منها‪:‬‬
‫إيرادات الدومني‪:‬‬
‫معىن كلمة الدومني ممتلكات الدولة أي األموال العقارية واملنقولة اليت متلكها الدولة واملؤسسات واهليئات العامة ملكية عامة أو‬
‫خاصة ‪.‬ومنها ما خيضع ألحكام القانون العام كالرتع والشوارع وامليادين ومنها ما خيضع ألحكام القانون اخلاص شأنه شأن‬
‫املمتلكات اخلاصة مثل األراضي اليت تتوىل احلكومة بيعها أو تأجريها‪.‬‬
‫فالدومني هو كل مل متتلكه الدولة سواء كانت ملكية عامة أو خاصة و سواء كانت أمواال منقولة أو عقارية و ميكن تقسيم‬
‫الدومني وفقا ملعيار النفع إىل الدومني العام و الدومني اخلاص؛‬
‫‪7‬‬
‫أمهية الدومني ‪:‬‬
‫كان الدومني هو املصدر األساسي يف إيرادات الدولة إال أنه قلت أمهيته النسبية مع التطور االجتماعي واستتبعه تطور نشاط‬
‫الدولة ؛‬
‫إن دومني الدولة كان يف ما مضى دومينا زراعيا بصفة أساسية وأن دخله كان ميثل جانبا هاما من اإليرادات الكلية للدولة‪ .‬مث‬
‫تناقصت أمهية الدومني الزراعي و إيراداته بالنسبة لإليرادات الضريبية حىت مطلع القرن احلايل‪ ،‬مث تطورت صورة أخرى من‬
‫الدومني هي الدومني الصناعي والتجاري واملايل‪ .‬وأخذت أمهيتها تزداد يف تغذية اإليرادات العامة تبعا الزدياد تدخل الدولة يف‬
‫احلياة االقتصادية واضطالعها جبانب كبري من النشاط اإلنتاجي حىت أصبحت تشكل جزءا هاما من اإليرادات العامة وإن بقيت‬
‫الضرائب املصدر األول يف تكوين هذه اإليرادات‪ ،‬السيما يف االقتصاديات الرأمسالية‪ ،‬وتعتمد أمهية الدومني كمصدر لإليرادات‬
‫العامة هبذه البلدان يف املستقبل على سري تطور الدولة يف خمتلف ميادين اإلنتاج فيها‪ ،‬أما االقتصاديات االشرتاكية فإن دائرة‬
‫دومني الدولة تغطي كل أو معظم فروع اإلنتاج الزراعي والصناعي والتجاري واملايل‪ ،‬وتسهم إيراداته باجلانب األكرب من‬
‫اإليرادات العامة؛‬
‫و امللكية العامة للدولة هي امللكية اليت ختضع ألحكام القانون العام و ختصص للنفع العام‪ ،‬مثل‪ :‬احلدائق العامة‪ ،‬الطرق‪...‬و يتم‬
‫االنتفاع هبا جمانا يف أغلب األحيان و لكن يف حاالت معينة تقوم الدولة بفرض بعض الرسوم على دخول بعض احلدائق العامة‪،‬‬
‫أو رسوم للمرور على بعض الطرق‪ ،‬و يكون اهلدف من فرض هذه الرسوم ليس حتقيق إيراد بقدر ما هو تنظيم استعمال‬
‫األفراد هلذه اخلدمات‪ ،‬و توفري جزء من األموال لتخصيصها لرفع مستوى خدمات هذه امللكية العامة؛ أما امللكية اخلاصة فإهنا‬
‫تشمل كافة أمالك الدولة يف اهليئات العامة ذات الطبيعة االقتصادية‪ ،‬و ختضع هذه امللكيات للقانون اخلاص‬
‫تقسيمات الدومين‪:‬‬
‫ينقسم الدومني إىل عام و خاص‪:‬‬
‫الدومين العام‪:‬‬
‫وهي اليت متلكها الدولة أو األشخاص العامة مثل احلدائق ‪ -‬الغابات ‪ -‬األهنار‪ ،‬وعادة ال حتصل الدولة على مقابل االنتفاع هبا‬
‫إال أنه يف بعض الدول تفرض الرسوم على زيارة احلدائق العامة واملتاحف العامة وغريها ويكون اهلدف من ذلك الرغبة يف‬
‫تنظيم استعمال األفراد هلا ‪ ،‬واإليرادات احملصلة من هذه األمالك ال تقل يف الغالب إيرادا كبريا يعول عليه يف االقتصاد القومي؛‬
‫الدومين الخاص‪:‬‬
‫و يقصد به األموال اليت متتلكها الدولة ملكية خاصة و معدة لالستعمال اخلاص و حتقق نفعا عاما للفئة اليت تستخدمها و‬
‫بطبيعة احلال فإن استخدام هذه األموال يكون مبقابل و حيقق دخال ميثل مصدرا من مصادر اإليرادات العامة‪ ،‬و ينقسم الدومني‬
‫اخلاص إىل ثالثة أنواع هي[‪:]...‬‬
‫· الدومين العقاري‪:‬‬
‫متلك الدولة أمواال عقارية‪ ،‬تدر عليها أرباحا تدخل خزينتها وتعترب اإليرادات العامة‪ ،‬وتشمل هذه اإليرادات بصورة خاصة‬
‫اإليرادات الناشئة عن ملكية الدولة لألراضي ولألبنية والغابات واملناجم‪.‬‬
‫ولقد كان النشاط الزراعي املتعلق باستغالل األراضي من أهم أنواع الدومني اخلاص يف العصور الوسطى ‪،‬ويأيت دخل هذا‬
‫النوع من الدومني من مثن بيع املنتجات الزراعية ومن األجرة اليت يدفعها املستأجرون؛‬
‫وقد بدأ الدومني الزراعي يفقد أمهيته ابتداء من هناية القرن الثامن عشر مع زوال العهد اإلقطاعي وتوغل النظام الرأمسايل؛ وقيام‬
‫الدول األوروبية بالتصرف يف األراضي وبيعها لألفراد ألسباب سياسية واقتصادية وسنقدم بعض األمثلة املبينة كيف انتقلت‬
‫ملكية األراضي من دولة إىل أخرى فقد باعت فرنسا عام ‪ 1853‬منطقة للويزيانا إىل الواليات املتحدة األمريكية بسبب حاجة‬
‫‪8‬‬
‫فرنسا إىل املال يف ذلك احلني ‪ ،‬وباعت روسيا يف ‪ 1868‬منطقة أالسكا إىل الواليات املتحدة األمريكية ‪،‬ولقد ختلت بعض‬
‫الدول عن أراضيها على نطاق واسع كما حدث يف كل من كندا وأسرتاليا وبعض الدول يف أمريكا الالتينية وذلك عندما‬
‫وجدت حكومات تلك الدول أن يف متلك أراضي مرتامية األطراف ال قدر على استثمارها ‪،‬وحىت يف تارخينا العريب اإلسالمي‬
‫وأثناء الفتوحات طلب اخلليفة عمر بن اخلطاب من مالك األراضي املفتوحة البقاء فيها مقابل دفع الضريبة؛‬
‫ولكن بقي للدول استغالل الغابات نظرا ملا تتطلب من نفقات ضخمة لغرس األشجار وصيانتها وال تكون منتجة إال يف املدة‬
‫الطويلة ويرجع اهتمام الدول بالغابات إىل الفوائد الكربى اليت حتققها فهي تعمل على إعاقة السيول ومنع انتشار األتربة وتؤثر‬
‫على األحوال املناخية ‪.‬‬
‫كما متتلك الدولة األراضي البور هبدف إصالحها وبصفة عامة فان اإليرادات الناجتة عن األراضي الزراعية ليست غزيرة وال‬
‫مرنة أما عن املناجم واحملاجر (الدومني اإلستخراجي ) إن استغالل املناجم واحملاجر ال ختتص به الدولة بصورة عامة يف مجيع‬
‫الدول بل خيتلف األمر حبسب اإليديولوجية السائدة يف كل دولة وغالبا ما تأخذ صورة اشرتاك مع الفرد يف استغالل املناجم؛‬
‫· الدومين الصناعي والتجاري‪:‬‬
‫ويضم هذا الدومني خمتلف املشروعات الصناعية والتجارية اليت تقدم هبا الدولة مثلها يف ذلك مثل األفراد ‪ ،‬وتدر أغلب هذه‬
‫املشروعات إيرادات مالية تعترب مصدرا من مصادر اإليرادات العامة وقد ازدادت أمهية الدومني الصناعي والتجاري يف الدول‬
‫الرأمسالية حتت تأثري املذهب ألتداخلي ‪ ،‬والذي انتشر بعد احلرب العاملية األوىل وخاصة بعد أزمة النشاط الرأمسايل يف الثالثينات‬
‫من القرن املاضي‪ ،‬والذي اقتضى تدخل الدولة يف حياة اجملتمعات االقتصادية واالجتماعية بعد أن كانت حتجم عن ذلك من‬
‫قبل حتت تأثري املذهب احلر ؛‬
‫ويرجع اتساع تدخل الدولة أساسا إىل اإليديولوجية السائدة فيها ومدى جتسيدها للنشاط االقتصادي الفردي‪ ،‬كما يرجع إىل‬
‫املقارنة بني مزايا االستغالل الفردي مع فرض الضرائب على أرباحه وبني مزايا االستغالل احلكومي واحلصول على كل إرباحه‬
‫مع األخذ بعني االعتبار الظروف األخرى بطبيعة احلال ‪.‬‬
‫إن إقامة الدولة للمشروعات الصناعية والتجارية قد يكون هبدف حتقيق أغراض مالية تتمثل يف احلصول على إيرادات للخزانة‬
‫العامة ‪ ،‬أو قد تستهدف الدولة من وراء ذلك حتقيق إغراض اجتماعية تتمثل يف توفري خدمة عامة للمواطنني كاخلدمات‬
‫الصحية والتعليمية وخاصة لفئات معينة باإلضافة إىل خدمة توريد املياه والكهرباء وأخريا قد تستهدف الدولة من بعض‬
‫املشروعات الصناعية حتقيق أهداف هلا عالقة باألمن القومي تتمثل يف خدمة اجملهود احلريب وضمان إنتاج أنواع معينة من‬
‫األسلحة واملعدات احلربية؛‬
‫إيرادات الدولة من الدومين المالي‪:‬‬
‫وهو أحدث أنواع الدومني اخلاص ظهورا ويقصد بالدومني املايل حمفظة الدولة من األوراق املالية كاألسهم والسندات اململوكة‬
‫هلا واليت حتصل منها على أرباح وفوائد متثل إيرادا ماليا يدخل ضمن دخل أمالك الدولة ‪،‬ولقد ازدادت أمهية الدومني املايل يف‬
‫الوقت احلاضر باإلضافة إىل حدوث تطور يف مضمونه ‪،‬فلم يعد قاصرا على اإليرادات الناجتة عن حق الدولة يف إصدار النقود‬
‫بل أصبح يتضمن أساسا األسهم اليت متثل مسامهة الدولة يف مشروعات ذات االقتصاد املختلف (اليت جتمع بني امللكية العامة‬
‫وامللكية اخلاصة) كما تسيطر الدولة على بعض املشروعات ذات النفع العام حىت تتمكن من توجيهها إىل ما حيقق الصاحل‬
‫العام ‪ ،‬وقد يوجه النقد إىل توجه الدولة الستثمار أمواهلا يف شراء األسهم والسندات نظرا للتقلبات االقتصادية الكبرية اليت‬
‫تتعرض هلا سوق األوراق املالية يف بعض األحيان مما يؤثر على إيراد الدولة ويصبح غري ثابت أو مضمون ‪ ...‬إال أن الدولة قد‬
‫جتد نفسها مدفوعة إىل ممارسة مثل هذا النشاط املايل لتحقيق هدف سياسي أو مصلحة اقتصادية يكون من شأنه اطمئنان‬

‫‪9‬‬
‫األفراد إىل شراء األسهم والسندات اخلاصة باملشروعات اليت تشارك فيها مما ينتج عليه إجناح حركة التنمية االقتصادية اليت‬
‫حتتاج إليها البالد هذا فضال عن فوائد القروض اليت متنحها الدولة إىل اهليئات العامة احمللية وللمؤسسات واملشروعات العامة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مصادر اإليرادات األخرى‪:‬‬
‫الضريبة‪:‬‬
‫تعددت التعاريف اليت أعطاها علماء املالية و املفكرون االقتصاديون للضريبة غري أن هذه التعاريف تنصب يف معني واحد‪:‬‬
‫" الضريبة هي األداء املايل اإلجباري الذي يدفعه امللزم هبا بصفة نقدية و دون مقابل لتحقيق تغطية النفقات العامة"؛‬
‫الرسم‪:‬‬
‫القرض العام‪:‬‬
‫مبلغ من املال حتصل عليه الدولة أو أحد هيأهتا العامة من األفراد طبيعيني أو معنويني سواء كانوا داخل البالد أو خارجها‪.‬‬

‫المحاضرة الثالثة ‪ :‬الضرائب‬


‫تعترب الضريبة من أقدم و أهم املصادر املالية للدولة نظرا لضخامة املوال اليت توفرها للخزينة العامة للدولة‪ ،‬و قد تزايدت أمهيتها‬
‫بتزايد حصتها يف هيكل اإليرادات العامة و كذا الدور الكبري الذي تلعبه يف جمال حتقيق أهداف الدولة السياسية و املالية و‬
‫االجتماعية و االقتصادية و التنموية ومن مث ضخامة آثارها على خمتلف مستويات القطاع اإلنتاجية و االستهالكية و التوزيعية‬
‫ومع التطور الذي عرفته الدولة من اقتصاد اشرتاكي إىل اقتصاد السوق فقد احتلت الضريبة خريا كبريا من الدراسات املالية و‬
‫االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬حيث أصبحت موضوع اهتمام رجال الفكر املايل سعيا منهم إلجياد حلول لألزمات املالية و‬
‫االقتصادية كما أصبحت أداة من أدوات السياسة املالية للدولة اليت تؤثر بشكل مباشر على اقتصاد الدولة و نظرا لألمهية اليت‬
‫تتصف هبا الضريبة يف خمتلف اجملاالت اجلبائية و لكثرة ما تثريه من مسائل تستحق الدراسة أصبح احلديث عن هذا املوضوع‬
‫علما قائما يف كل أقطار العامل و الذي هو حديثنا يف هذاه احملاضرة‬
‫المبحث األول ‪ :‬ماهية الضريبة‬
‫المطلب األول ‪ :‬نشأة الضريبة ‪  :‬لقد كان يعيش أفراد اجملتمع قدميا يف شكل قبائل‪ ،‬وكان يتم ذلك دون أن يستلزم نفقات‬
‫عامة‪ ،‬لكن سرعان ما ظهرت احلاجة املشرتكة بني األفراد يف القبيلة الواحدة و القبائل األخرى كاحلاجة إال املن و الدفاع و‬
‫الغذاء و بالتايل استلزم على الرغم ” رئيس القبيلة” االستعانة باهلبات و األموال و التربعات‪ ،‬وكان العمل التطوعي الفردي أو‬
‫اجلماعي ‪.‬‬
‫إن تعدد حاجات الفرد و تنوعها أدى إال طهور ما يسمى باحلاجة العامة اليت ال ميكن ألي فرد حتمل نفقاهتا لوحده‪ ،‬مما استلزم‬
‫وجود جملس القبيلة‪ ،‬يقوم بتنظيم احلياة داخل القبيلة و تقسيم العمل من أجل توزيع النفقات بني مجيع األفراد‪ ،‬و مع توسيع‬
‫القبيلة و زيادة مهام جملس القبيلة ظهر مفهوم الدولة كمنظم للحياة االجتماعية و أصبح من الضروري للدولة تامني املوارد‬
‫الالزمة للمحافظة على املن و الدفاع عن ممتلكات األفراد مما أدى هبا إىل فرض تكاليف إلزامته على األفراد نظري ممارسة بعض‬
‫املهن أو عبور بعض اجلسور و لقد عرف املسلمني أول توع من الضريبة اليت فرضت عليهم و اليت نظم أسسها احلليفة عمر بن‬
‫خطاب ومن أول البلدان املطبقة هلا سوريا و مصر‪ ،‬و يف ذلك العهد كانت توجد أربعة أنواع من الضرائب الزكاة و اخلراج و‬
‫اجلزية و العثور‪ ،‬الزكاة هي أقدم معني من النصاب احلويل خيرجه املسلم هلل تعاىل فهو حق واجب يف مال خمصوص لطائفة‬
‫خمصوصة لتحقيق رضا اهلل و تزكية النفس و املال و حتقيق أهداف اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬سياسية و مالية‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تعريف الضريبة و خصائصها‬
‫‪10‬‬
‫تعريف الضريبة ‪ :‬هناك عدة تعاريف للضريبة ومن بينها ما يلي ‪:‬‬
‫–‪ ‬عرف الفقيه الفرنسي جيز‪  jesse ‬حيث يعرف الضريبة أهنا ” استقطاع نقدي تقرضه السلطة على األفراد بطريقة هنائية و‬
‫بال مقابل بقصد تغطية األعباء العامة ‪.‬‬
‫–‪ ‬كما عرف األستاذ‪  Mell ‬يعرف الضريبة بشكل أوسع و أعم و أمشل ” الضريبة استقطاع نقدي تفرض السلطات العامة‬
‫على األشخاص الطبيعني و االعتباريني وفقا لقدراهتم التكليفية‪ ،‬بطريقة هنائية‪ ،‬و بال مقابل بقصد تغطية األعباء العامة و‬
‫لتحقيق تدخل الدولة‬
‫تعريف ثالث ‪  :‬الضريبة هي مبلغ من املال تقتطعه السلطة العامة من األفراد جربا و بصفة هنائية دون مقابل و ذلك لتحقيق‬
‫أهداف اجملتمع‬
‫التعريف الشامل ‪ :‬من التعاريف السابقة ميكن أن تعرف الضريبة على أهنا خدمة مالية أو تأدية نقدية تفرض على األفراد جربا‬
‫من السلطة العامة دون مقابل و بصفة هنائية‪ ،‬من أجل تغطية النفقات العامة و حتقيق األهداف احملددة من طرف الدولة‪ ،‬و‬
‫يعترب حتديد الضريبة نسبتها و طرق حتصيلها من اختصاص السلطة التشريعية‪ ،‬و من خالل هذه التعاريف تتضح لنا اخلصائص‬
‫التالية‪:‬‬
‫·‪ ‬الضريبة إلتزام نقدي ‪  :‬خالفا ملا كان سائدا قدميا حيث كانت الضريبة تفرض عينا‪ ،‬ذلك نتيجة لعدم سيادة االقتصادية‬
‫النقدي‪ ،‬و مع التقدم االقتصادي و االجتماعي و ظهور عيوب الضرائب و صعوبة جبايتها‪ ،‬أخذت الضريبة صفة االستقطاع‬
‫النقدي من مال املكلف ‪.‬‬
‫·‪ ‬الضريبة فريضة جبرية ‪ :‬إن الضريبة تفرض جربا‪ ،‬أي املكلف ليس حرا يف دفعها‪ ،‬بل أن السلطات العامة‪ ،‬هي اليت حتدد‬
‫مقدار الضريبة و كيفيتها و موعد دفعها‪ ،‬لذلك فالضريبة تأخذ بقرار من جانب واحد و هذا ما مييزها عن غريها من‬
‫اإليرادات املالية األخرى كالرسوم و القروض االختيارية اليت تستخدم الدولة أساليب إلغراء االكتتاب األفراد مع تعهدها برد‬
‫األصل و سدد قيمة القرض‬
‫·‪ ‬الضريبة فريضة نهائية ‪  :‬مبعىن ال يستطيع املكلف دافع الضريبة املطالبة باسرتجاع املبلغ الضرييب املدفوع مهما كانت‬
‫الظروف و األحوال ‪.‬‬
‫·‪ ‬الضريبة تفرض بال مقابل ‪:‬فال يتوقع املكلف دافع الضريبة أن تعود عليه مبنفعة خاصة مباشرة‪ ،‬و لكن املنفعة تعود عليه‬
‫بصفته عضو يف اجملتمع‪ ،‬من خالل املنفعة العامة اليت تعود على مجيع املواطنني فليس من املنطق أن يطلب املكلف أي نفع مقابل‬
‫دفعه للضريبة‬

‫و هدف الضريبة في تحقيق المنفعة العامة ‪  :‬إن هذه الصفة هي من أبرز عالمات التطور اليت مرت به الضريبة فقد رأى‬
‫الفكر التقليدي إن هدف الضريبة األساسي‪ ،‬بل األوحد يف إيراداهتا املالية‪ ،‬غري أن الدساتري و القوانني خالل القرنني ‪ 18‬و‬
‫‪ ، 19‬منعت استخدام إيرادات الضريبة يف إشباع احلاجات اخلاصة بامللوك و األمراء بل جيب أن ختصص إيرادات الضريبة‬
‫لتحقيق املنفعة العامة إال أن احلالف قد قام بني االقتصاديني حول حتديد املنفعة العامة‬
‫المطلب الثالث ‪:‬األساس القانوني للضريبة ‪  :‬ان األساس القانوين للضريبة كان ميثار جدل بني نظريات كثرية انتشرت يف‬
‫القرن التاسع منها من قال إن فرض الضريبة يستند إىل العالقة التعاقدية بني الدولة و الفرد و منهم من اعترب فرض الضريبة‬
‫واجبا وطنيا ” نظرية التضامن” لذلك سندرس هذه النظريات ‪.‬‬
‫‪ -1‬النظرية التعاقدية للضريبة ‪  :‬اعترب أصحاب هذه النظرية‪ ،‬الضريبة عالقة تعاقدية بني الدولة و الفرد و فسر ذلك على‬
‫النحو التايل ” الفرد يدفع الضريبة ألنه حيصل على شيء باملقابل فيكون أساس فرض الضريبة عقدا ضمنيا بني الفرد و الدولة‪،‬‬
‫‪11‬‬
‫يتم االتفاق على أحكامه بني الدول و األفراد بواسطة ممثلي الشعب‪ ،‬و السلطة التشريعية” و لكن ليس هذا هو التفسري‬
‫الوحيد للعقد‪ .‬بعضهم اعتربوا الضريبة ”‪ ‬عقد بيع‪ ” ‬تبتاع من الدولة جبزء من ماله اخلدمات املقدمة له من الدولة‪ ،‬و منهم‬
‫اعترب الضريبة ”‪ ‬عقد إيجار‪ ”  ‬فالدولة تقدم خدمات و تعد املرافق لألفراد‪ ،‬و األفراد تدفع هلا الضريبة مقابل هذه اخلدمات و‬
‫آخرون نظروا إىل‪2 ‬الضريبة على أهنا ”‪ ‬عقد تامين‪ ” ‬دافع الضريبة عندما يدفعها‪ ،‬يؤمن بقسط من ماله على باقية و هناك من‬
‫قال على إن الضريبة ”‪ ‬عقد مقايضة‪ ” ‬بني مال املكلف و املنفعة اليت حيصل عليها من الدولة و آخرون قالوا ”‪ ‬الضريبة عقد‬
‫شراكه‪ ”  ‬معتربين الدولة شركة تقدم خدماهتا العامة لألفراد و تتقاضي مقابل ذلك حصتها من أرباح هذه الشركة ‪.‬‬
‫و الواقع أن النظرية التعاقدية للضريبة ماهي اإلنتاج النظرية الفردية يف تفسري الدولة‪ ،‬تلك النظريةو اليت نادي هبا كل من‬
‫مونتيسكو و آدم مسيث‪ ،‬و أن التطورات اليت حدثت يف كل العامل مع بداية القرن العشرين‪ ،‬جعل من النظرية التعاقدية للضريبة‬
‫تقدم تفسري يناسب فرتة معنية قد انقضت و حاليا تعرض الضريبة بال مقابل فاملكلف الذي يدفع الضريبة‪ ،‬ال حيمل على نفع‬
‫خاص به بل يدفع الضريبة لكونه عضوا يف اجلماعة السياسية‪ ،‬و ملا كانت الدولة ضرورة اجتماعية و سياسية و جيب أن تقدم‬
‫بتحقيق غايات مادية و معنوية لألفراد و هذه الغايات تتطلب اإلنفاق‪ ،‬كان للدولة احلق يف أن تطالب رعاياها و القاطنني فيها‬
‫باملسامهة بعبء اإلنفاق العام‬
‫‪ -2‬نظرية التضامن االجتماعي ‪ :‬اعترب أصحاب هذه النظرية‪ ،‬الضريبة عبارة عن تضامن بني اجلماعة االجتماعية اخلاضعة‬
‫بسلطة سياسية واحدة‪ ،‬و هم لذلك يستمدون فكرهتم من التطور التارخيي للضريبة‪ ،‬حيث كانت الضريبة عبارة عن تضامن‬
‫شخصي بني اجلماعات السياسية كالعشرية و القبيلة‪ ،‬مث أصبحت هبة مالية يدفعها األفراد إىل احلاكم ملساعدته على تنفيذ‬
‫بعض املشروعات كاحلروب‪ ،‬ومن مث من أجل تغطية بعض النفقات العامة‪ ،‬لتصبح الضريبة مشاركة أو مساعدة‪ ،‬و أخريا‬
‫أصبحت الضريبة فريضة يدفعها اإلفراد كواجب اجتماعي تضامين‪ ،‬و بذلك الضريبة هي إحدى الطرائق التوزيع األعباء العامة‬
‫اليت يتطلبها التضامن االجتماعي بني األفراد ‪.‬‬
‫و هكذا فنظرية التضامن االجتماعي هي األكثر مطابقة للواقع ألن الضريبة ال تقوم على أساس عقد بني الدولة و الفرد بل‬
‫تقوم على أساس ما للدولة من سلطة مبعثا التضامن االجتماعي و الرغبة يف احلياة املشرتك‬
‫المطلب الرابع ‪:‬أهداف الضرائب‪:‬‬
‫تفرض الضريبة على األفراد من اجل حتقيق أعراض و أهداف معنية مالية و اقتصادية و اجتماعية و سياسية و قد تطورت‬
‫هلذه األهداف بتطور دور الدولة و ميكن حصرها على النحو التايل ‪:‬‬
‫‪ -1‬الهدف المالي ‪  :‬يتمثل اهلدف املايل لضريبة يف كوهنا تعترب من أهم املوارد املالية اليت تعتمد عليها الدولة لتغطية نفقاهتا‬
‫العامة‪ ،‬ة لتحقيق هلذا الغرض يشرتط وفرة حصيلة الضريبة‪ ،‬أي أن يكون مردود الضريبة كبريا و بقدر كايف لتغطية احتياجات‬
‫االتفاق العام ‪.‬‬
‫‪ -2‬الهدف االقتصادي ‪  :‬و يتمثل يف حتقيق االستقرار عرب الدورة االقتصادية عن طريق ختفيض الضرائب أثناء فرتة الركود و‬
‫اإلنكماش و زيادهتا أثناء فرتة التضخم من أجل احلفاظ على القدرة الشرائية‪ ،‬كما تستخدم الضريبة لتشجيع نشاط و قطاع‬
‫اقتصادي معني مبنحة فرتة إعفاء ضريبة معني ‪.‬‬
‫‪ -3‬الهدف االجتماعي ‪  :‬تستخدم الضريبة إلعادة توزيع الدخل الوطين الفائدة الفئات الفقرية حمدودة الدخل فاإلجراءات‬
‫الضريبة تساهم يف حتقيق العدالة االجتماعية و ذلك بزيادة القدرة الشرائية للفئات حمدودة الدخل و تقليص اهلوة بني هذه‬
‫الفئات وتلك اليت هلا مداخيل مرتفعة ‪.‬‬
‫‪ -4‬الهدف السياسي ‪  :‬يسمح النظام الضرييب لدولة بتحقيق أهداف سياسية معنية مثل حتقيق التوازن اجلهوي‪ ‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬التنظيم الفني للضرائب‬
‫‪12‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬القواعد األساسية للضرائب‬
‫يقصد باملبادئ العامة اليت حتكم الضريبة جمموعة قواعد و أسس اليت يتعني على املشروع إتباعها و مراعاهتا عن وضع أسس‬
‫النظام الضرييب يف الدولة و تتلخص فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬قاعدة العدالة ‪  :‬على مواطين كل دولة أن مياطموا يف نفقات احلكومة قدرها ميكن قدراهتم التكليفية‪ ،‬مبعىن تناسبا مع‬
‫الدخل‪ ،‬الذين يتمتعون به حتت محاية الدولة ‪.‬‬
‫متاثل نفقة احلكومة‪ ،‬اجتاه أفراد نفس األمة‪ ،‬مصاريف اإلدارة اجتاه املالك يف ملكية كبرية الذين جيدون أنفسهم جمربين مجيعا‬
‫على مسامهة يف هذه املصاريف تناسبا مع الفائدة اليت يتمتعون هبا يف هذه امللكية ‪.‬‬
‫‪ -2‬قاعدة اليقين ‪  :‬جيب أن تكون الضريبة أو جزء منها الذي يلزم كل فرد بدفعها‪ ،‬أن تكون يقينتة و ليست عشوائية ‪.‬‬
‫فالفرتة‪ ،‬النمط‪ ،‬حجم الدفع كل هذا جيب أن تكون واضحا و دقيقا سواء للمكلف بالضريبة أو بالنسبة لكل دفع آخر ‪.‬‬
‫‪ -3‬قاعدة المالئمة ‪  :‬جيب أن حتصل كل ضريبة يف الفرتة و حسب النمط الذي ميكن تراه األكثر مالئمة للمكلف بالضريبة‬
‫”‪ ‬و ذلك عند حصوله على دخله ”‪. ‬‬
‫‪ -4‬قاعدة االقتصادي في النفقة ‪  :‬جيب أن حتصل كل الضريبة بطريقة جتعل‪ ،‬أقل حجم ممكن من النقود خيرج من أيادي‬
‫الشعب مقارنة مبا جيب أن يرد إىل اخلزينة العمومية‬
‫هذه هي القواعد األربعة األوىل تتعلق بتوزيع الضريبة‪ ،‬فلهي قاعدة نظرية مت انتقادها يف الكثري من األحيان‪.‬‬
‫أما القواعد الثالث األخرى ‪ :‬فهي قواعد تطبيقية‪ ،‬ممالة من طرف احلس اجليد و تطبيقها ال يتضمن الكثري من الصعوبات ‪.‬‬
‫باختصار فإن هذه القواعد تسمح ب ‪:‬‬
‫–‪ ‬املساواة أمام الضريبة (قاعدة العدالة)‬
‫–‪ ‬أن الضريبة تكون يقينية و ليست غامضة أو غري معقولة (قاعدة اليقني)‬
‫–‪  ‬أن يتم حتصيل الضريبة يف الفرتة حسب النمط الذي يالئم مجيع املواطنني (قاعدة املالئمة)‬
‫–‪  ‬أن تكون املوارد املالية اليت جتنيها الدولة من الضريبة أكرب من تلك اليت استعملت يف حتصيلها‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الوعاء الضريبة‬
‫يقصد يه املادة اخلاضعة للضريبة‪ ،‬و يتم حتديد وعاء الضريبة األسلوبني التحديد الكيفي لوعاء الضريبة‪ ،‬التحديد الكمي لوعاء‬
‫الضريبة ‪.‬‬
‫* التحديد الكيفي لوعاء الضريبة‪  : ‬عند حتديد وعاء الضريبة يتم أخذ يعني االعتبار الظروف الشخصية للفرد و اليت تتمثل يف‬
‫‪:‬‬
‫–‪ ‬مركزه العائلي و االجتماعي ‪  :‬فيستبعد من الضريبة اجلزء من الدخل املتعلق بإشباع احلاجات الضرورية للفرد‪ ‬و‪ ‬عائلته ‪.‬‬
‫–‪ ‬مصدر الدخل ‪ :‬تفرض الضريبة و ختتلف حسب مصدر الدخل إذا كان عمال أو رأمسال‬
‫–‪ ‬المركز المالي ‪ :‬متيز الضريبة يف املعاملة بني املركز املايل لكل مكلف هبا من حيث حجم دخله‬
‫* التحديد الكمي لوعاء الضريبة‪ : ‬تستخدم عدة طرق لتقدير قيمة املادة اخلاضعة للضريبة‬
‫–‪ ‬طريقة المظاهر الخارجية ‪  :‬تعتمد إدارة الضرائب عند حتديد وعاء الضريبة على بعض املظاهر اخلارجية اليت تتعلق باملكلف‬
‫هبا كأن تقدر دخله على أساس القيمة اإلجيارية ملنزله ‪.‬‬
‫–‪ ‬طريقة التقرير الجزافي ‪  :‬تقوم هذه الضريبة على أساس حتديد دخل املكلف بالضريبة حتديد جزافيا استناد إىل بعض‬
‫املؤشرات مثل رقم األعمال الذي يعد دليال على ربح التاجر و عدد عمل ساعات الطبيب يعد دليال على دخله ‪.‬‬
‫–‪ ‬طريقة التقدير المباشرة ‪ :‬يتم حتديد وعاء املادة اخلاضعة للضريبة بصورتني ‪:‬‬
‫‪13‬‬
‫إما بالتصريح أو عن طريق التقدير املباشر بواسطة اإلدارة بالنسبة للتصريح يتم من طرف املكلف بالضريبة‪ ،‬و حتتفظ اإلدارة‬
‫حبقها يف رقابة هذا التصريح و تعديله يف حالة وجود غش أو خطأ و قد يصدر التصريح الذي يقدم لإلدارة عن شخص آخر‬
‫غري املكلف بالضريبة شريطة أن تكون هناك رابطة قانونية بينهما كعالقة دائن و مدين ‪.‬‬
‫–‪ ‬التقدير بواسطة إدارة الضرائب‪  : ‬خيول القانون لإلدارة تقدير وعاء املال أو املادة اخلاضعة للضرائب بصفة مباشرة و‬
‫تسمى هذه الطريقة بالتفتيش اإلداري مثل مناقشة املكلف بالضريبة أو فحص دفاتره و سجالته احملاسبية و قد أعطى القانون‬
‫للمكلف بالضريبة حق الطعن يف صحة تقدير اإلدارة وفقا لقواعد و إجراءات حمددة‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬أنواع الضرائب‬
‫تنقسم إىل عدة أنواع ختتلف باختالف الزاوية اليت ينظر إليها منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬من حيث تحمل العب ‪ :‬تتكون إما مباشرة أو غير مباشرة ‪.‬‬
‫أ‌‪ -‬الضرائب المباشرة ‪  :‬هي كل اقتطاع قائم مباشرة على األشخاص أو على املمتلكات‪ ،‬و الذي يتم حتصيله بواسطة قوائم‬
‫أمسية‪ ،‬و اليت تنتقل مباشرة من املكلف بالضريبة إىل اخلزينة العمومية‬
‫‪ -1‬مزايا ضريبة المباشرة ‪ :‬ومن مزايا و عيوهبا نذكر‬
‫–‪ ‬ثبات حصيلتها ‪ :‬إذ تفرض على عناصر تتمتع بالثبات النسيب‬
‫–‪ ‬مرونتها ‪  :‬باإلمكان زيادة حصيلة هذا النوع من الضرائب كلما اقتضت احلاجة و ذلك يرفع سعر الضريبة ‪.‬‬
‫–‪ ‬عدالتها ‪ :‬و ذلك من خالل توزيع األعباء الضريبة وفقا ملقدرة املكلفني على الدفع ‪.‬‬
‫–‪ ‬قلة تكاليف جبايتها ‪  :‬حيث أهنا تفرض على عناصر يسهل حصرها و بالتايل لسنا حباجة إىل وقت و جهد كبريين للوصول‬
‫إليها ‪.‬‬
‫–‪ ‬أشعار المواطنين بواجبهم ‪ :‬إذ يتحدد شروط دفنها و مواعيد الدفع مبا يتفق و ظروف املمول‪.‬‬
‫‪ -2‬عيوب الضريبة ‪:‬‬
‫–‪ ‬بطء حصيلتها و مرور فرتة بني استحقاق الضريبة و توريدها للخزانة ‪.‬‬
‫–‪ ‬ضخامة العبء الضرييب بدفع املكلف إىل التهوب الضرييب‬
‫ب‪ -‬الضرائب غير مباشر ‪  :‬فهي تقع يف معظم األحيان على عناصر االستهالك أو اخلدمات املؤداة و بالتايل يتم تسديدها‪،‬‬
‫طريقة غري مباشرة‪ ،‬من طرف الشخص الذي يود استهالك هذه األشياء أو استعمال اخلدمات اخلاضعة للضريبة‪ ،‬مثل الضرائب‬
‫على الواردات‪ ،‬لصنع‪ ،‬البيع‪ ،‬النقل……‪..‬اخل‬
‫‪ -3‬مزايا الضريبة غير مباشرة ‪:‬‬
‫‪  -1‬مرونتها ز ارتفاع حصيلتها التساع نطاقها إذ تشمل اإلنتاج‪ ،‬االستهالك املبيعات كما يساهم كافة املواطنني يف أدائها‬
‫جانب سهولة دفعها دون أن يشعر املواطن ‪.‬‬
‫‪  -2‬السرعة حتصيلها و تدفقها املستمر خالل السنة املتعلقة هبا‪ ،‬ألن اإلنفاق تتداول بطريقة مستمر ملدة سنة‬
‫عيوب الضريبة غير مباشرة ‪:‬‬
‫‪  -1‬عدم عدالتها ألن عبء الضرائب مباشرة بشكل عام أكرب على ذوي الدخول الصغرية منه على ذوي الدخول املرتفعة‪،‬‬
‫حيث خيصص الفقراء بنسبة أكرب من دخلهم على االستهالك‪ ،‬كما أن حصيلة الضرائب يستطيع الرتكيز على السلع‬
‫الضرورية ‪.‬‬
‫‪  -2‬ارتفاع تكاليف جبايتها – كي جتيب الضرائب غري مباشرة حباجة إىل إجراءات تقدير و مراقبة و نفقات حتصيل ‪..‬اخل‬

‫‪14‬‬
‫‪ -3‬من حيث المادة الخاضعة للضريبة ‪:‬‬
‫أ‌‪ -‬الضريبة على األشخاص ‪  :‬املقصود بالضريبة على األشخاص تلك الضريبة اليت يكون مطردها الشخص ذاته و هي من‬
‫أقدم الضرائب يف التاريخ‪ ،‬و عرفتها احلضارات كافة و كان يطلق عليها سابقا ”‪ ‬الضريبة على الرؤوس‪ ” ‬و طبقها العرب‬
‫حتت اسم ”‪ ‬الجزية‪“ ‬‬
‫ب‌‪ -‬الضريبة على األموال ‪ :‬فهي الضريبة اليت تفرض على املال ذاته أو ما يطلق عليها ضريبة رأس املال حيث تصيب‬
‫العقارات حبد ذاهتا و ليس إيرادها و األموال بذاهتا و ليس ناجتها ‪.‬‬
‫‪ -4‬من حيث تحديد الوعاء الضريبي ‪:‬‬
‫أ‌‪ -‬الضريبة الواحدة ‪  :‬منذ أن دخلت حيز التنظيم‪ ،‬و أصبحت جزءا من السياسة املالية و السياسة االقتصادية‪ ،‬ومنذ أن‬
‫اعتربت مصدرا ماليا ال ميكن جتاهله‪ ،‬لتغطية النفقات العامة‪ ،‬منذ ذلك احلني أخذ الدارسون على دراسة التنظيم الفين للضريبة‬
‫فهل تفرض ضريبة وحيدة ‪.‬‬
‫–‪  ‬تراعي حالة املكلف الشخصية لكوهنا توجد األعباء الضريبة و بالتايل يستطيع املكلف التحقيق عن أعبائها عليه‪.‬‬
‫–‪  ‬نفقات الضريبة الوحيدة قليلة ‪ :‬فهي ضريبة بسيطة‪ ،‬تسمح باالقتصاد يف حتقيقها و رقابتها و جبايتها‪ ،‬و هي بذلك سهلة‬
‫التنظيم‪ ،‬واألقل إزعاجا للمكلف ‪.‬‬
‫ب‌‪ -‬الضريبة المتعددة ‪  :‬يف نظام الضرائب املتعددة يتم فرض أكثر من ضريبة أساسية واحدة على أنواع متعددة من الدخول‬
‫و األموال‪ ،‬وكلما زادت حاجة الدولة إىل املال‪ ،‬تزداد أنواع الضرائب املفروضة‪ ،‬وهنا النظام خيتلف تطبيقية باختالف الدولة‬
‫و درجة تطورها ‪.‬‬
‫–‪  ‬الضرائب املتعددة أكثر مراعاة احلالة املكلف النعمية‪ ،‬ألن املكلف يدفع الضريبة على أكثر من وعاء ضرييب دون أن يشعر‬
‫بدفعها و خباصة تلك اليت يدفعها من مثن السلع اخلدمات‪.‬‬
‫–‪  ‬الضرائب املتعددة‪ ،‬حتد من ظاهرة التهرب الضرييب ففي نظام الصربية الوحيدة إذا ما مت هترب ضرييب ستكون النتيجة سيئة‪ ‬‬
‫‪ -5‬من حيث السعر ‪ :‬و تنقسم إلى‪: ‬‬
‫الضريبة النسبية ‪  :‬هي تلك الضرائب اليت يبقي سعرها ثابت تغيري املادة اخلاضعة للضريبة‪ ،‬كأن تفرض ضريبة على الدخل‬
‫بسعر ‪ % 10‬فهذا السعر ينطبق على مجيع الدخول كبرية كانت أم صغرية‬
‫الضريبة التصاعدية ‪  :‬و هي تلك الضرائب اليت يزداد سعرها بازدياد املادة اخلاضعة للضريبة‪ ،‬فتالحظ أن معدل الضريبة يزيد‬
‫كلما ازداد املبلغ اخلاضع للضريبة و بالتايل تزيد حصيلة الضريبة‪ ،‬هذا النوع من الضريبة تستخدمه معظم التشريعات الضريبة‪،‬‬
‫خاصة اليت تراعي العدالة االجتماعية‪ ،‬فتمتاز الضرائب التصاعدية بتحقيق العدالة و املساواة الن أصحاب الدخول العالية‬
‫يتحملون عبئا أكرب من أصحاب الدخول املتدنية كما تؤدي إىل إعادة توزيع الدخل الثروة و عدم متركزها بتدفئة قليلة من‬
‫أفراد اجملتمع ‪.‬‬
‫أشكال الضرائب التصاعدية ‪:‬‬
‫أ‌‪ -‬التصاعد بالطبقات ‪ :‬حسب هذه الطريقة يقسم املكلفون إىل عدد معين من الطبقات حبيث تدفع كل طبقة سعر ضرييب‬
‫معني‪ ،‬و يزداد معدل الضريبة كلما زاد دخل املكلف و دخل يف طبقة أعلى هذه الطريقة على الرغم مما مييزها من بساطة‪ ،‬إال‬
‫أن فيها عيبا جوهريا ألن صاحب الدخل قد يلحق به الضرر أحيانا بسبب زيادة بسيطة جدا يف دخله‪.‬‬
‫ب‌‪ -‬التصاعد بالشرائح ‪ :‬حسب هذه الطريقة تنقسم املادة اخلاضعة للضريبة إىل شرائح يطبق على كل منها سعر معني يرتفع‬
‫باالنتقال من شرحية إىل أخرى و هذا األسلوب يتالىف العيب السابق‪ ،‬فال تطبق الضريبة على الدخل كله مبعدل واحد و إمنا‬
‫تطبق عليه معدالت بعدد شرائح املادة اخلاضعة للضريبة و تعترب التصاعد بالشرائح من أكثر األساليب املستخدمة يف تطبيق‬
‫‪15‬‬
‫الضريبة ‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬تصفية و تحصيل الضرائب‬


‫·‪ ‬تصفية الضريبة‪  : ‬املقصود هبا هو حساب قيمتها املستحقة للخزانة العامة و ذلك بعد حتديد و تقدير عناصر وعاء الضريبة‬
‫حسب الطرق اليت مت ذكرها سابقا فبعد حتديد الوعاء الضرييب يتم حساب قيمة الضريبة الواجبة الدفع للدوائر املالية و هذا‬
‫احلساب غالبا ما يتم من قبل الدوائر املالية‪ ،‬و خاصة فيما يتعلق بالضرائب احملصلة مبوجب جداول مثل الضريبة على الرواتب‬
‫و اجلور‪ ،‬و أحيانا يتم حساب الضريبة املستحقة على املكلف من قبل املكلف تقسمه‪ ،‬و يتم دفع الضريبة على أقساط بعد‬
‫التدقيق من قبل الدوائر املالية‪.‬‬
‫·‪ ‬تحصل الضريبة (جباية الضريبة)‪  : ‬يدخل العائد الضرييب إىل خزانة الدولة وفقا لألصول و القواعد املقررة قانونيا حيث‬
‫يرتك للدوائر املالية‪ ،‬أمر اختاذ التدابري و اإلجراءات القانونية جلمع إيرادات الضرائب‪ ،‬فالتشريع الضرييب حيدد عادة باإلضافة إىل‬
‫وعاء الضريبة و معدهلا املدة اليت جيب إن تدفع خالهلا هذه الضريبة و املؤيدات و االمتيازات اليت تتمتع هبا الدولة تأمينا جلباية‬
‫األموال العامة‪ ،‬و هناك أكثر من شكل جلباية الضرائب منها‪:‬‬
‫التحصيل المنظم ‪  :‬و به يتم العمل مبوجب جداول مهيأة من قبل اإلدارة املالية‪ ،‬اليت تقوم بإعداد جداول حتقق‪ ،‬و هي عبارة‬
‫عن قائمة تبني أمساء املكلفني‪ ،‬و مكان الضريبة و مبلغ الضريبة و نوعها و املستندات اليت تقرر مبوجبه الضريبة‪.‬‬
‫التحصيل الطوعي ‪ :‬يتم التحصيل الضرييب وفق هذه الطريقة دون احلاجة إىل صدور جداول حتقق‪ ،‬فاملكلف يقوم بنفسه‬
‫بتوريد الضرائب املستحقة عليه للدوائر املالية مثل الضريبة على القيمة املضافة بفرنسا حيث يتم توريد الضريبة للخزانة العامة‬
‫كل ثالثة أشهر و كذلك الضريبة على املبيعات يف األردن ‪.‬‬
‫التحصيل بالعودة إلى المنبع ‪  :‬و هبا يقوم الغري بدفع الضريبة إىل اإلدارة املالية نيابة عن املكلف‪ ،‬وأكثر الضرائب حجزا يف‬
‫املنبع هي ضريبة الرواتب و اجلور‪ ،‬حيث يقوم صاحب العمل سواءا كان شخصا خاصا بتوريد الضريبة إىل الدوائر املالية وفق‬
‫القوانني و القواعد الناظمة لذلك ‪.‬‬

‫الجباية بطريقة لصق الطابع ‪  :‬حيث تستويف الضريبة عن طريق استعمال ورقة مدفوعة من فئات خمتلفة أو إلصاق طوابع‬
‫خاصة منفصلة ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬اآلثار االقتصادية للضريبة‬
‫المطلب األول ‪ :‬أثر الضريبة على االستهالك و االدخار‪:‬‬
‫إن فرص الضرائب يؤدي بشكل عام إىل ختفيض االستهالك‪ ،‬و خاصة استهالك أصحاب الدخول احملدودة‪ ،‬ألن اقتطاع جزء‬
‫من دخوهلم على شكل ضرائب حيد من قوهتم الشرائية ألن الدخل املعد لإلنفاق سوف ينخفض‪ ،‬نالحظ هذا جليا يف الدول‬
‫النامية‪ ،‬حيث تدىن الدخول و اقتطاع جزء كبري من الدخل لإلنفاق االستهالكي‪ ،‬إذ تصل هذه النسبة يف بعض هذه الدول إىل‬
‫‪% 90‬كما أن االستهالك األغنياء يتأثر من الضرائب بنسبة ضئيلة ‪.‬‬
‫إىل جانب اثر الضرائب االستهالك يوجد أثر على االدخار‪ ،‬و لكن املتضرر من ذلك هم األغنياء ألن بإمكاهنم أن يقتطعوا‬
‫جزء من دخلهم على شكل ادخار‪ ،‬فزيادة الضرائب يؤدي إىل ختفيض ادخارهم إما الفقراء تأثرهم يكون قليل جدا‪ ،‬لن‬
‫ادخارهم منخفض جدا‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أثر الضريبة على اإلنتاج ‪ :‬تؤثر يف اإلنتاج بالنقصان‪ ،‬كذلك يتأثر اإلنتاج نتيجة تأثري الضرائب يف عرض‬
‫‪16‬‬
‫الطلب رؤوس املوال اإلنتاجية‪. ‬‬
‫فعرض رؤوس املوال اإلنتاجية يتوقف على االدخار واالستثمار‪ .‬و كما رأينا من قبل فإن الضرائب تؤدي إىل االدخار وقلة‬
‫رؤوس األموال اإلنتاجية‪ ،‬فإنه يتأثر مبقدار الربح احملقق‪ ،‬فإذا كان فرض الضريبة يؤدي إىل تقليل الربح‪ ،‬فبطبيعة احلال يقل‬
‫الطلب عليها أما إذا زاد الربح فإن الطلب يزيد عليها و كذلك فإن فرض الضريبة قد يؤدي إىل انتقال عناصر اإلنتاج األخرى‬
‫قليلة العبء الضرييب‪ ،‬مما يؤثر على النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬أثر الضريبة على األسعار ‪  :‬يرتتب على إن الضريبة تقتطع جزء من دخول األفراد إن يقل الطلب على سلع‬
‫و خدمات معينة من جانب هؤالء األفراد‪ ،‬و بالتايل يؤدي ذلك إىل اخنفاض أسعار هذه السلع‪ ،‬بشرط أال تدخل الدولة‬
‫حصيلة الضريبة يف جمال التداول‪ ،‬مبعىن أن تستخدمها الدولة يف تسديد قروض خارجية مثال‪ ،‬و تكوين احتياطي معين‪ ،‬فإن تيار‬
‫اإلنفاق النقدي يقل و بالتايل يقل الطلب و تنخفض األسعار و خاصة يف فرتات التضخم‪ ،‬أما يف فرتات االنكماش‪ ،‬حيث‬
‫تلجأ الدولة إىل تقليل االقتطاع الضرييب من الدخول اإلفراد‪ ،‬رغبة منها يف تشجيع اإلنفاق‪ ،‬مما يؤدي إىل حدوث حالة من‬
‫االنتعاش و زيادة يف الطلب الكلي الفعال أما إذا استخدمت الدولة تلك احلصيلة يف جمال التداول كشراء سلع و خدمات أو‬
‫دفع رواتب العمال أو مبالغ مستحقة للموردين أو املقاولني‪ ،‬فإن هؤالء يستخدمون هذه املبالغ يف زيادة الطلب على السلع و‬
‫اخلدمات مما يؤدي إىل عدم اخنفاض األسعار ‪.‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬أثر الضريبة توزيع الدخل ‪:‬‬
‫و قد ينتج على الضريبة أن يعاد توزيع الدخل و الثروة بشكل غري عادل‪ ،‬صاحل الطبقات غري الغنية على حساب الفئات‬
‫الفقرية‪ ،‬و حيدث هذا بالنسبة للضرائب غري مباشرة‪ ،‬باعتبارها أشد عبئا على الفئات الفقرية‪ ،‬أما الضرائب املباشرة فهي تؤثر‬
‫على الطبقات الغنية و مستوى االدخار‪ ،‬كما أوضحنا من قبل ‪.‬‬
‫و مما هو جدير بالذكر‪ ،‬أن الطريقة اليت تستخدم هبا الدولة احلصيلة الضريبة تؤثر على منط التوزيع‪ ،‬فإذا أنفقت الدولة هذه‬
‫احلصيلة يف شكل نفقات حتويليه أو ناقلة‪ ،‬مبعىن حتويل الدخول من طبقات اجتماعية معنية إىل طبقات أخرى دون أية زيادة يف‬
‫الدخل‪ ،‬حبيث تستفيد منها الفئات الفقرية‪ ،‬فإن هذا يؤدي إىل تقليل التفاوت بني الدخول‬

‫المحاضرة الرابعة ‪ :‬القروض العامة‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية القرض العام و أنواعه‬


‫المطلب األول‪ :‬تعريف القرض العام‬
‫ميكن تعريف القرض العام " بأنه عبارة عن مبلغ نقدي تستوفيه الدولة من الغري (سواءا كان هذا الغري من األفراد ام البنوك ام‬
‫اهليئات اخلاصة ام الدولية أم الدول األخرى ) و تتعهد الدولة بردة و بدفع الفائدة عنه وفقا لشروط معينة‪.‬‬
‫و القرض العام هو‪ " :‬مبلغ من النقود حتصل عليه الدولة من السوق الوطنية أو اخلارجية و تتعهد برده و دفع الفائدة عنه وفقا‬
‫لشروط معينة‪.‬‬
‫يتضح من هذا التعريف‪ ،‬أن القرض كمورد من موارد الدولة خيتلف عن الضريبة باعتبارها املوارد العامة على اإلطالق‪ ،‬فبينما‬
‫تعترب الضريبة مسامهة إجبارية يف تغطية نفقات الدولة حتصل عليها من املكلفني بصفة هنائية دون أن تدفع عنها أية فوائد يقوم‬
‫القرض ( كقاعدة عامة ) على أساس االختيارية من جانب املكتب يف القرض ( املقرض )‪ ،‬كما تلتزم الدولة برد املبالغ املكتب‬

‫‪17‬‬
‫هبا و دفع فوائد عنها حىت يتم الرد كذلك جند أن الضريبة ال ختتص حصيلتها لغرض معني‪ ،‬أما القرض فاألصل فيه ان ختتص‬
‫حصيلة لغرض حمدد حيدده القانون الذي جيربه‪.‬‬
‫و مع ذلك فإن هناك أوجه تشابه بني القرض و الضريبة‪ ،‬فكالمها البد أن يصدر بقانون و كالمها يلقي هبيئة على األفراد يف‬
‫النهاية‪.‬‬
‫و نسارع إىل بيان أن الفكر املايل قد كشف عن حدوث تقارب بني القرض العام و الضريبة‪ ،‬ذلك ان الدولة تلجأ إىل إصدار‬
‫قرض عام إجباري يلتزم به املواطنون باالكتئاب فيه‪ ،‬كما ان الدولة تتجاهل احلروب‪ ،‬و ملواجهة عجز املوازنة العامة و‬
‫القروض العام يف كل هذا إمنا يقرتب من الضريبة يف مساهتا‪ ،‬كما جند أن الضريبة تتطور بشكل يقرهبا من القرض العام من‬
‫حيث خصائصه فقد ختتص حصيلة بعض أنواع الضرائب لتمويل أنواع معينة من النفقات العامة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أسباب اللجوء إلى القرض الغادر‪:‬‬
‫و تسلك الدولة هذا السبيل عادة يف حالتني أساسيتني‪:‬‬
‫األوىل‪ :‬حينما تصل الضرائب إىل حدها األقصى و ذلك بلوغ املعدل الضرييب حجمه املمثل‪ ،‬املمر الذي يعين أن املقدرة‬
‫التكليفية القومية تكون قد استنفذت‪ ،‬حبيث ال يصح للدولة أن تلجا إىل املزيد من الضرائب و اإلرادات إىل تدهور النشاط‬
‫االقتصادي و مستوى املعيشة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬يف احلاالت اليت يكون فيها الضرائب ردود فعل عنيفة لدى املكلفني ‪ ،‬حىت و قبل حتقيق احلالة السابقة‪ ،‬و هو ما يعين أن‬
‫الضرائب باإلضافة إىل حدودها االقتصادية‪ ،‬هناك حدود أخرى من طبيعة نفسية تضع قيدا على قدرة الدولة يف االستعانة هبا‪،‬‬
‫و يف مثل هذا األحوال يشكل القرض وسيلة يف يد الدولة لتجميع املدخرات اليت ال تستطيع الضرائب احلصول عليها‪ ،‬و بالتايل‬
‫فإن عبء متويل النشاط العام يف أبعادها املتعددة‪ ،‬يصبح موزعني جانبيني من األفراد‪ ،‬املقرضني و املمولني بدال من كونه قاصرا‬
‫على فئة ممويل الضرائب و حدهم‪ ،‬و يف احلالتني املتقدمتني ال تقتصر أمهية القروض العامة على كوهنا موردا غري منتظم‬
‫يستخدم يف متويل النفقات العامة‪ ،‬بل أهنا متثل من الناحيتني النظرية و التطبيقية أداة من أدوات السياسة املالية ( بل و السياسة‬
‫االقتصادية باملعىن الواسع )‪ ،‬أي أداة من أدوات التوجيه االقتصادي‪ ،‬ينبغي استخدامها بعناية فائقة خلدمة األغراض االقتصادية‬
‫للدولة يف ضوء عالقتها مبستوى الدخل الوطين‪ ،‬و مدى التأثري الذي متارسه بالنسبة له‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬طبيعة القرض العام‬
‫أوال‪ :‬الطبيعة القانونية للقرض العام‪:‬‬
‫يعترب بعض الفقهاء القرض عمال تشريعيا ينظمه القانون‪ ،‬أو عمال من أعمال املبايعة‪ ،‬لكن غالبية الفقهاء يعتربونه عقدا من‬
‫العقود اإلدارية تسري عليه كافة القواعد واألحكام اليت تسري على العقود‪ ،‬فهو يقوم على الرضا وتقابل اإلجياب من جانب‬
‫الدولة املقرتضة من ناحية و القبول من جانب املكتبيني من ناحية أخرى‪ ،‬كما انه يرتتب حقوقا و التزامات لكل من الطرفني‬
‫املتعاقدين ال جيوز املساس هبا‪ ،‬حقيقة تتطلب املبادئ الدستورية يف الدول الدميقراطية وجوب موافقة ممثلي الشعب على إصدار‬
‫القرض‪ ،‬مبعىن أنه ال جيوز للحكومة عقد قرض إال مبوافقة اجمللس التشريعي‪ ،‬أو بعبارة أخرى البد من قانون إلصدار القرض‪،‬‬
‫إال أنه من الواضح أن حق الربملان يف إصدار القروض يعترب نتيجة منطقية حلقه يف قرض الضرائب‪ ،‬ألنه إذا أجري للحكومة‬
‫االلتجاء إىل االقرتاض دون موافقة الربملان لعمدت احلكومة إىل االلتجاء لالقرتاض يف كل مرة يرفض فيها الربملان فرض‬
‫ضرائب جديدة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الطبيعة االقتصادية للقرض العام‬
‫خيص كالمنا يف هذا اجملال القروض العامة الداخلية و خيص يف إطار هذه األخرية القروض اليت توجد مصدر تغطيتها يف خمتلف‬
‫األفراد سواء انتقلت هذه املدخرات إىل الدولة من األفراد مباشرة أو بواسطة البنوك و هيئات التأمني‪ ،‬و من مث ال يتعلق ما‬
‫‪18‬‬
‫سنقوله بشأن الطبيعة االقتصادية للقرض العام بالقروض اليت جند مصدر تغطيتها عن طريق (‪ )2‬اإلضافة إىل كمية النقود‬
‫املوجودة يف التداول سواء أكانت نقود أو ودائع أي انه ال يتعلق باالقرتاض التضخمي‪.‬‬
‫هذا و قد تار اجلدل حول الطبيعة االقتصادية للقرض العام‪ ،‬فالبعض يرى أن القرض العام ال يتمثل استقطاب تقوم به الدولة و‬
‫يتحدله االقتصاد القومي‪ ،‬و ذلك على أساس أن الدولة تقوم بدفع فوائد القرض طيلة حياته و مبلغ أصله عندما حيني موعد‬
‫الوفاء به‪ ،‬و ينصب رأي آخر إىل أن القرض العام ميثل إسقاطا باهضا التكاليف من جهة نظر االقتصاد القومي‪ ،‬إذ باإلضافة إىل‬
‫العبء الذي يتحمله االقتصاد متمثال يف أصل الدين يوجد ما يزيد ثقال يف صورة فوائد تلتزم الدولة بدفها‪ ،‬و ينتهي هذا الرأي‬
‫إىل أن الدين العام يعترب إفقار لالقتصاد القومي‪ ،‬و بالتايل يتعني عدم اللجوء إليه على سبيل االستثناء البحث‪ ،‬و هذا يف الوقت‬
‫الذي يعتربه البعض إثراء االقتصاد القومي و ينصح صانعي السياسة املالية بالتوسع يف االقرتاض العام‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع القروض العامة‬
‫ميكن تقسيم القروض العامة من حيث صورها و أنواعها إىل تقسيمات ختتلف باختالف املعيار الذي يستند إليه التقسيم‪ ،‬فمن‬
‫ناحية مصدر القرض املكاين ميكن تقسيم القروض إىل داخلية و خارجية و من ناحية احلرية يف االكتئاب ميكن تقسيمها إىل‬
‫قروض إجبارية و قروض اختيارية‪ ،‬و من ناحية توقيت القرض ميكن التمييز بني القروض املؤبدة و القروض املؤقتة‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ن ناحية مصدر القرض المكاني ( القروض الداخلية و الخارجية )‬
‫* القروض الداخلية‪:‬‬
‫القرض الداخلي هو قرض يتم االكتتاب يف سنداته أشخاص طبيعيون أو إعتباريون داخل الدولة ( بصرف النظر عن جنسية‬
‫املقرضني ) أي عندما يكون السوق املايل الذي يعقد فيه القرض داخل الدولة‪ ،‬و يستلزم عقد القرض توافر املدخرات الوطنية‬
‫اليت تزيد عن حاجة السوق الداخلي لإلستثمارات اخلاصة بالقدر الذي يكفي لتحويلها لتغطية مبلغ القرض‪ ،‬و تطلق على‬
‫القرض الداخلي هبذا املفهوم أحيانا اسم القرض الوطين أحيانا و ذلك إشارة إىل الغرض القومي الذي يستخدم القرض يف‬
‫حتقيقه كان يكون ضروريا ملواجهة نفقات احلرب‪ ،‬أو لتمويل مشروعات التعمري و إعادة البناء عقب الكوارث الطبيعية و‬
‫احلربية أو يكون اهلدف منه هو ختليص الدولة من عبئ دين عام خارجي‪ .‬و تتمتع احلكومة بدرجة كبرية من احلرية يف حتديد‬
‫شروط القرض الداخلي فقد متنح امتيازات متنوعة لتشجيع الناس على االكتتاب يف سنداته‪ ،‬و يتم ذلك يف ضوء درايتها‬
‫الكاملة بظروف اجملتمع اقتصاديا و اجتماعيا و سياسيا‪ ،‬و تكون لدى احلكومة فرصة كانت مزاياه املادية ضئيلة‬
‫* القروض الخارجية‪:‬‬
‫فاملكتتبني فيه سنداته هم األشخاص الطبيعيون أو االعتباريون الذين يقيمون خارج الدولة‪ ،‬و من مث فإن االكتئاب فيه يطرح يف‬
‫السوق املايل اخلارجي ‪ .‬فالدولة يف هذه احلالة تتوجه إىل املدخرات األجنبية يف دولة أخرى‪ ،‬أو تلجأ إىل مؤسسة من مؤسسات‬
‫التمويل الدويل إلقراضها‪ ،‬و غالبا ما يتطلب عقد القرض اخلارجي أن تقدم الدولة بعض الضمانات و املزايا فضال عن الفوائد‬
‫املنصوص عليها لتشجيع األفراد و املؤسسات املالية على االكتتاب يف سنداهتا‪.‬‬
‫و تتجه الدولة إىل عقد القروض اخلارجية بصفة عامة حيث ال تكون هناك مدخرات أو رؤوس أموال وطنية كافية للقيام‬
‫باملشروعات اإلنتاجية الضرورية‪ ،‬و من مث ترى الدولة االستعانة برؤوس األموال األجنبية على أن تستخدمها هي بنفسها ال‬
‫أصحاهبا األجانب يف عملية التنمية االقتصادية و إمنا لعدم كفاية حصيلة الدولة من العمالت األجنبية لتغطية العجز يف ميزان‬
‫املدفوعات‪.‬‬
‫و قد يتحول القرض اخلارجي إىل قرض داخلي أو العكس‪ ،‬تقوم الدولة بتحويل القرض اخلارجي إىل قرض داخلي عند حتسن‬
‫ظروفها و أوضاعها االقتصادية قبل حلول أجله و ذلك بقيام الدولة أو مواطنيها بشراء سندات القرض من الدائنني املقيمني يف‬

‫‪19‬‬
‫اخلارج و من الناحية العكسية ميكن أن يتحول القرض الداخلي إىل قرض خارجي إذا ما حتولت ملكية السندات من األشخاص‬
‫املقيمني يف الداخل إىل ملكية أشخاص ينتمون إىل دولة أخرى ‪.‬‬
‫و هكذا جند أن القرض الداخلي ال يشكل عبئا حقيقيا يشارك يف إعادة توزيع القوة الشرائية بني فئات اجملتمع‪ ،‬أما القرض‬
‫اخلارجي فإنه يعمل بشكل مباشر على زيادة القوة الشرائية للمجتمع‪ ،‬و لكنه يشكل عبئ حقيقي عليه‪ ،‬ذلك أن اجملتمع إمنا‬
‫يلتزم برد هذا القرض و دفع فوائده إىل من اكتتب يف سنداته‪ ،‬و هذا العبئ الذي يلقي به االقرتاض من اخلارج على تأهل‬
‫اجملتمع إمنا يتحمله اجليل الذي يقوم بسداد الدين‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬من ناحية ( الحرية في االكتتاب ) لقروض االختيارية و اإلجبارية‬
‫* القروض االختيارية‪:‬‬
‫األصل يف القروض العامة أن تكون اختيارية‪ ،‬و يقصد بالقروض االختيارية أن يكون األفراد أحرارا يف االكتتاب يف سندات‬
‫القرض أو عدم االكتتاب فيه ‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬من ناحية توقيت القرض‬
‫أوال‪ :‬القروض المؤبدة‪ :‬يكون القرض مؤبدا إذا كانت الدولة ال تلتزم بالوفاء به خالل مدة معينة مع التزامها بدفع فوائده إىل‬
‫حيث الوفاء‪ ،‬و الصفة املقدمة هنا مقررة لصاحل الدولة دون املقرضني (الدائنني ) إذا جيوز هلا يف أي وقت الوفاء بالقرض املؤيد‬
‫بدون أن يكون من دق هؤالء االعرتاض على هذا و طلب استمرار القرض و جتهل فوائده‪.‬‬
‫و حينما يكون القرض مؤبدا‪ ،‬تتمتع الدولة بقدر كبري من اختيار الوقت املالئم للتسوية و كأن تتحني فرصة وجود فائض يف‬
‫امليزانية تستخدمه يف الوفاء أو ترقب أحوال السوق املالية و تتبع مسار و اجتاه سعر الفائدة للتخلص من جزء من الدين يف‬
‫ظروف مواتية من وجهة نظرها أن القروض املؤبدة تشكل خطورة يف نفس الوقت بالنظر إىل اهنا ال تلزم الدولة بالسداد يف‬
‫أجل معني مما يغري ذلك احلكومات املتعاقبة على عدم تسويتها‪ ،‬و تكون النتيجة ان ترتاكم الديون على الدولة و تزداد أعبائها‬
‫مما قد يقضي يف النهاية إىل سوء األحوال املالية يف الدولة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬القروض المؤقتة ( القابل لالستهالك )‬
‫فتلزم الدولة به يف وقت حمدد‪ ،‬طبقا للقواعد املتفق عليها يف قانون اإلصدار كأن حتدد التزامها بالرد بعد ‪ 5‬سنوات أو ‪10‬‬
‫سنوات أو يف حدود تقع بني تارخيني حمددة كأن تلتزم الدولة نفسها بسداد القرض مابني ‪ 8‬إىل ‪ 10‬سنوات من تاريخ‬
‫إصداره و ميكن تقيم القروض املؤقتة من حيث مدهتا إىل‪:‬‬
‫‪ -1‬ترويض قصرية االجل‪.‬‬
‫‪ -2‬قروض متوسطة األجل‪.‬‬
‫‪ -3‬قروض طويلة األجل‪.‬‬
‫القروض قصرية األجل‪ :‬تدفع يف هناية فرتة قصرية ال تزيد عن السنة و هي قروض تصدرها الدولة لسد عجز نقدي ( ينتج عن‬
‫سبق اإلنفاق عند اإليراد من الناحية الزمنية يف ميزانية متوازنة ) األمر الذي يلزم معه االقرتاض حلني حتصيل اإليرادات اليت‬
‫تغطي هذا اإلنفاق يف امليزانية‪ ،‬و يف هذه احلالة تصدر الدولة ما يعرف بأذونات اخلزانة العامة‪ .‬أو لسد عجز مال ( و هو‬
‫زيادة حقيقية يف النفقات عن اإليرادات )ترى الدولة تغطيته عن طريق إصدار قرض لفرتة قصرية نظرا لعدم مناسبة الظروف‬
‫السائدة يف السوق املايل إلصدار قرض ذي فرتة متوسطة أو طويلة‪.‬‬
‫يف هذه احلالة تصدر الدولة ما تعرف بأذونات اخلزانة غري العادية‪ ،‬و يطلق على هذه القروض الدين السائر‪)2( .‬‬
‫اما القروض املتوسطة و طويلة األجل‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫فإنه ال يوجد من فاصل و دقيق بينهما من حيث املدى الزمين لكل منهما‪ ،‬و إن كان ميكن القول بصفة عامة أن القروض‬
‫املتوسطة ترتاوح مدهتا من ‪ 1‬إىل ‪ 5‬سنوات و ان القروض الطويلة تسدد يف هناية فرتة طويلة نسبيا من ‪ 5‬سنوات األكثر و‬
‫يطلق على النوعني األخريين من القروض إصطالح الدين املثبت‪.‬‬
‫و تلجا احلكومة إىل إصدار القروض متوسطة أو طويلة األجل لعالج العجز اجلوهري يف املوازنة العامة أو لتمويل مشروعات‬
‫التنمية أو لتمويل نفقات الدفاع و احلروب‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الجوانب الفنية للقروض العامة‬
‫يتطلب عقد القروض العامة و الوفاء هبا عدة خطوات فنية تتصل بعملية اإلصدار من حيث شروطها و وسائلها كما تتصل‬
‫بانقضاء هذه القروض و نناقش فيما يلي أهم هذه اخلطوات‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬إصدار القروض العامة‬
‫عملية إصدار القروض العامة هي عملية حتصل الدولة من خالهلا على قيمة القرض مع تعهدها بردة و دفع فوائده وفقا لشروط‬
‫يتفق عليها‪.‬‬
‫و يثري إصدار القرض العام أنواع ثالثة من املسائل و هي‪:‬‬
‫‪ - 1‬شروط اإلصدار‪ :‬من تعيني املبلغ القرض و سعر الفائدة و سعر اإلصدار و كذلك نوع السندات املصدرة و فئاهتا‪.‬‬
‫‪ - 2‬طرق اإلصدار‪ :‬أو ما يسمى نظام اإلصدار أي طريقة االكتتاب اليت جيدي تبعا هلا إصدار القرض‪.‬‬
‫‪ -3‬مزايا و ضمانات القرض العام‪.‬‬
‫‪ -1‬شروط اإلصدار‪:‬‬
‫ا‪ -‬مقدار القرض ( مبلغ القرض )‪ :‬كقاعدة عامة يتم تعيني مقدار القرض بواسطة القانون الذي حيول اهليئة العامة إصدار‬
‫القرض‪ ،‬فإذا ما حدد القانون مقدار القرض مببلغ معني فإن االكتتاب يتوقف عند بلوغ هذا املبلغ‪ ،‬و لكن يف احلاالت اليت‬
‫ختشى فيها الدولة عدم تغطية القرض – األمر الذي يعين انعدام الثقة – عادة ما تلجأ الدولة إىل دعوة األفراد إىل االكتتاب يف‬
‫قرض عام غري حمدد املقدار‪.‬‬
‫كما يف احلالة اليت تزيد فيها الدولة امتصاص جزء من القوة الشرائية لألفراد و كان من الصعب تقدير هذا اجلزء تقديرا كميا‬
‫مقدما يف مثل هذه احلاالت حتدد الدولة تارخييا ينتهي االكتتاب هنايته و يتحدد مقدار القرض عند حلول هذا التاريخ‪.‬‬
‫و إذا ما حددت الدولة مقدار القرض فإن ذلك ال حيول دون ختطي االكتتاب هلذا املقدار إذ عند إقبال اجلمهور على االكتتاب‬
‫قد يصل جمموع االكتتاب األفراد إىل ضعف مقدار القرض أو ثالثة أمثاله‪ .‬و يتم إنقاص نصيب كل مكتتب بنسبة مساوية‬
‫لعدد مرات تغطية القرض‪ ،‬فإذا كان القرض قد ختطى مرتني‪ ،‬نقص نصيب كل مكتب إىل نصف املبلغ الذي أراد ان يقرضه‬
‫للدولة‪.‬‬
‫ب‪ -‬سعر الفائدة‪ :‬و تراعي احلكومة يف تعيني سعر الفائدة حالة السوق املالية و ظروف الطلب على النقود و العرض النقدي‪،‬‬
‫غري أنه ميكن تقليل سعر الفائدة عن السعر اجلاري يف السوق إذا كان للقرض احلكومي مزايا متيزه عن القروض العادية‪ ،‬كذلك‬
‫تعني احلكومة مواعيد دفع الفوائد اليت تستحق على السندات يف املستقبل‪ ،‬و قد تدفع فائدة السند مرة واحدة كل سنة و لكن‬
‫الغالب أن تدفع على دفعتني مرة كل ستة أشهر‪.‬‬
‫ج‪ -‬سعر اإلصدار‪ :‬إذا كانت القيمة االمسية للسند من سندات القرض ( ‪ 100‬دينار مثال )‪ ،‬فقد تبيعه احلكومة عند إصداره‬
‫بقيمته اإلمسية‪ ،‬و حينئذ يقال أن القرض أصدر بسعر التكافؤ ‪ ،‬و لكنها قد تبيعه بأقل من قيمته االمسية أي " خبصم إصدار "‬
‫كأن تبيع السند مببلغ ( ‪ 90‬دينار مثال )‪ ،‬كما أهنا قد تبيعه بأكثر من قيمته اإلمسية أي بعالوة إصدار " كأن تبيع السند مببلغ‬
‫‪ 105‬دينار و واضح أنه احلكومة عندما تقرر السعر الذي تبيع به السندات تأخذ يف احلسبان حالة السوق املالية و حالة توافر‬
‫‪21‬‬
‫األموال الذي ميكن أن تستثمر يف سنداهتا‪ ،‬كما أن الغرض من بيع السندات " خبصم إصدار " من إغراء اجلمهور املكتتبني‪،‬‬
‫باإلقبال على االكتتاب إذ أن ذلك يعد مبثابة رفع سعر الفائدة احلقيقي على السندات‪.‬‬
‫د‪ -‬نوع السندات للمصدرة و فئاهتا‪ :‬قد تكون سندات القرض كلها من فئة واحدة كأن تكون القسمة اإلمسية لكل سند (‬
‫‪ 100‬دينار ) و لكن قد تعدد فئات السندات املصدرة يف قرض واحد‪ ،‬فيكون منها ما قيمته اإلمسية (‪ 10‬دينار ) و ما قيمته (‬
‫‪ 100‬دينار ) و ما قيمته (‪ 1000‬دينار مثال ) و ميكن القول أنه ال ينبغي أن تكون فئات السندات صغرية جدا حىت ال يسهل‬
‫تداوهلا بني الناس فتحل بذلك حمل النقود ( و قد يؤدي ذلك إىل التضخم ) كما أنه ال تكون فئاهتا عالية جدا فيصعب تداوهلا‬
‫يف السوق املالية‪.‬‬
‫و قد تكون سندات القرض اسمية‪ ،‬أو لحاملها‪ ،‬او مختلطة‪.‬‬
‫* سندات امسية‪ :‬عندما تشتمل على اسم مالكها و يتم تسجيلها يف سجل خاص بالدين العام‪ ،‬و هي سندات ال تنتقل ملكيتها‬
‫إال بتغيري البيانات الواردة يف هذا اجملال‪.‬‬
‫* سندات حلاملها‪ :‬عندما ال تشتمل على اسم مالكها و يتم تداوهلا بالتسليم و تدفع فائدهتا حلائزها‪.‬‬
‫* سندات خمتلطة‪ :‬و هي سندات ال يتم نقل ملكيتها إال بإجراءات مماثلة لتلك اإلجراءات املتعلقة بالسندات االمسية‪ ،‬و لكن‬
‫يتم دفع فائدهتا حلائزها كما هو احلال يف السندات حلاملها ‪.‬‬

‫‪ -2‬طرق اإلصدار‪ ( :‬طريقة االكتتاب ) أي هي العمليات املادية اليت يتم بواسطتها مجع مقدار القرض من األفراد‪ ،‬هناك‬
‫أربع طرق لإلصدار‪.‬‬
‫أ‪ -‬االكتتاب العام ‪ :‬وفقا هلذا األسلوب تقوم الدولة نفسها بطرح سندات القرض العام لالكتتاب فيها مع حتديد بداية و هناية‬
‫ميعاد االكتتاب يف القرض و بيان شروطه و مزاياه و يتميز هذا األسلوب بأنه يوفر للدولة قيمة العمولة اليت يتقاضاها الوسطاء‬
‫( املصارف ) و بانه يضمن وجود رقابة دقيقة على عملية اإلصدار‬
‫من ناحية أخرى يعيب على هذه الطريقة أهنا قد ال تغطي القرض‪ ،‬و من مث فهي ال تلجأ إىل هذه الطريقة إال يف احلاالت اليت‬
‫يكون فيها مقدار القرض صغريا نسبيا أو يف احلاالت اليت تكون فيها مؤكدة من تغطية القرض‪ .‬و يتوقف جناح أسلوب‬
‫اإلصدار املباشر على درجة ثقة املقرضني يف سياسات احلكومة‪.‬‬
‫ب‪ -‬االكتتاب املصريف ‪ :‬وفقا هلذا األسلوب تقوم املصارف ( و املؤسسات املالية ) بدور الوسيط يف تغطية القرض‪ ،‬و تقوم‬
‫هذه املصارف بشراء سندات القرض من احلكومة عن طريق املمارسة أو املناقصة‪ ،‬حينئذ يكون هلذه املصارف احلرية يف إعادة‬
‫بيع هذه السندات للجمهور‪ ،‬مباشرة أو بيعها يف سوق األوراق املالية بالسعر الذي تراه مناسبا‪.‬‬
‫و مع أن هذا األسلوب إلصدار القرض ميكن الدولة من احلصول على االموال اليت تريدها بسرعة إال أنه يدفع احلكومة إىل بيع‬
‫سندات القرض للجهاز املصريف بسعر منخفض حىت تتمكن من حتقيق األرباح‪.‬‬
‫ج‪ -‬اإلصدار يف البورصة ‪ :‬مبوجب هذا األسلوب لإلصدار تعرض احلكومة سندات القرض للبيع يف سوق لألوراق املالية لبيعها‬
‫باألسعار اليت تراها مناسبة كل يوم‪ ،‬و يتميز هذا األسلوب بأنه ميكن للحكومة من متابعة تقلبات األسعار يف السوق و بيع‬
‫السندات يف الوقت املناسب‪ ،‬و مع ذلك يعيب هذا األسلوب أنه ال ميكن الدولة من عرض كميات كبرية من السندات حىت ال‬
‫تنخفض امثاهنا فتضر مبركزها املايل‪ ،‬و ترتفع أسعار الفائدة فتزيد من أعباءها‪.‬‬
‫د‪ -‬االكتتاب باملزاد‪ :‬اليت تتبع على األخص يف البلدان االجنلوسكسكونية فتتلخص يف قيام الدولة‪ ،‬بتحديد سعر الفائدة للقرض‬
‫و اعرتاضها بيع سندات القرض بأقل من سعر التكافؤ عندئذ من ميثل احلد األدىن الذي يتقبله‪ ،‬و لكنها ال تبيع السند فعال إال‬
‫لألشخاص الذين يعرضون أمثانا تقارب سعر التكافؤ أو تزيد من هذا السعر‪ ،‬مثال ذلك أن يكون السعر االمسي للسند ‪100‬‬
‫‪22‬‬
‫دينار سعر فائدة ‪ ، % 5‬و أن يكون احلد االدىن الذي يتقبله الدولة مثنا للسند ‪ 90‬دينارا‪ ،‬و لكنها تطرح السندات أمام‬
‫األفراد باملزاد و تبيعها ملن يدفع أعلى مثن يزيد عن ‪ 90‬دينار ‪.‬‬
‫و إذا تغطى القرض أكثر من مرة نبدأ بتخصيص السندات ملن أعطى أعلى سعر مث الذي يليه و هكذا حىت تكتمل تغطية‬
‫القرض مرة واحدة‪ ،‬و تستعمل هذه الطريقة عادة يف أذونات اخلزانة‪ ،‬و ميكن اعتبار املزايدة يف سعر اإلصدار مناقصة يف سعر‬
‫الفائدة‪.‬‬
‫‪ -3‬المزايا التي تمنح للمكتتبين‪:‬‬
‫قد تقوم الدولة لتشجيع األفراد على االكتتاب يف القرض العام مبنح املكتتبني مزايا إضافية ختتلف صورها‪:‬‬
‫أ‪ -‬فقد تعمل الدولة على زيادة الضمان للمقرتضني على طريق ختصيص نوع معني من إيرادهتا لدفع فوائد القرض و سداد‬
‫قيمته عندما حيل موعد الوفاء به‪.‬‬
‫ب‪ -‬كما أهنا قد تسمح للمقرتضني بدفع املبالغ املقرتضة على دفعات متعددة‪ ،‬على هذا النحو تقوم الدولة بتشجيع صغار‬
‫املدخرين‪ ،‬و تساعد على تكوين املدخرات‪.‬‬
‫ج‪ -‬كذلك قد تنجب الدولة املقرتضني خطر اخنفاض قيمة العملة الوطنية يف الفرتة ما بني إصدار القرض و سداده‪ ،‬فتتعهد بان‬
‫تدفع عند السداد – قيمة القرض مقدرا للعملة األجنبية ذات مركز قوي – و على هذا النحو تضمن للمقرض أن إقراضه هلا‬
‫لن ينقص يف القدرة الشرائية اليت حتت تصرفه‪.‬‬
‫د‪ -‬أخريا قد تعفى الدولة فوائد القرض من بعض الضرائب املفروضة على الدخول األخرى ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬انقضاء القرض العام‬


‫تقوم الدولة بالقضاء على القرض العام (لتخلص منه) بعدة طرق أهمها مايلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تثبيت القرض العام‪:‬‬
‫التثبيت هو مبدأ حل القرض و حتويله من دين سائر إىل دين مثبت و العادة ان تقضي هذه الطريقة الديون املالية القصرية‬
‫األجل‪ ،‬و قد تكون عملية التثبيت إجبارية مبعىن اهنا تفرض على الدائنني كما قد تكون اختيارية‪.‬‬
‫و حتويل القرض العام فهي حتويل قرض قصري األجل عند حلول موعد سداده إىل قرض متوسط و طويل األجل و حيدث هذا‬
‫من خالل إصدار الدولة لقرض عام جديد متوسط أو طويل األجل بنفس قيمة القرض القدمي قصري األجل‪ ،‬مع السماح جلملة‬
‫سندات القرض القدمي باالكتتاب يف القرض اجلديد بتقدمي السندات اليت حيملوهنا‪ ،‬و عندئذ يتم حتويل القرض القدمي يف احلدود‬
‫اليت يقبل فيها مجلة السندات االكتتاب يف القرض اجلديد‪ ،‬و يف هذه احلالة يكون التحويل إختياريا و بديهي أن هذا التحويل‬
‫االختياري البد ان يعتمد على عدد من احلوافز اليت تشجع محلة سندات القرض القدمي على االكتتاب يف سندات القرض‬
‫اجلديد‪ ،‬فقد يكون سعر الفائدة للقرض اجلديد أعلى منه للقرض القدمي و على سعر الفائدة السائدة يف السوق‪.‬‬
‫و ميكن حتويل القرض اجباريا‪ ،‬إذ تستطيع الدولة أن جترب محلة سندات القرض القدمي على االكتتاب يف سندات قرض جديد‪،‬‬
‫بسبب عجزها عن سداد القرض عند حلول أجل الوفاء به‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تبديل القرض العام‬
‫يقصد بتبديل الدين العام ان تستبدل الدولة القرض العام املثبت بآخر يساويه يف املبلغ و لكن يقصد بالتبدل غالبا من حيث‬
‫سعر الفائدة ) و الغرض من التحويل إذن هو ختفيف عبئ الديون العامة على ميزانية الدولة‪.‬‬
‫و قد يكون تبديل القرض اختياريا‪ ،‬و ذلك عندما تعطى احلكومة حلملة سندات القرض القدمي حرية االختيار بني سداد أصل‬
‫القرض أو قبول ختفيض معدل الفائدة و تبديله‪ ،‬و يكون التبديل إجباريا إذا قامت الدولة بإجبار محلة السندات القرض القدمي‬
‫‪23‬‬
‫على قبول سندات قرض جديد معدل فائدته أقل أو إجبارهم على استرياد قيمة سندات القرض القدمي بإرادهتا املفردة دون أي‬
‫املقدار لرغبتهم أو إرادهتم‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬استهالك القرض العام‬
‫االستهالك هو الوفاء بالدين على دفعات‪ ،‬و تتحول الدولة هبذه الطريقة من ديوهنا املؤيدة و من ديوهنا الطويلة األجل اليت تنص‬
‫على استهالكها حني عقدها‪.‬‬
‫و هو بذلك خيتلف عن التبديل و التثبيت الذين يؤدي إىل خلق دين جديد‪ ،‬و ال ينص يف القرض املؤبد على مواعيد االستهالك‬
‫ولكن الدولة تستطيع ذلك مىت أرادت‪ ،‬و لكن يف القروض ذات االجل حتدد مواعيد و طريقة االستهالك عند االصدار‪ ،‬و‬
‫على الدولة ان تلزم تلك املواعيد و الطريقة الهنا مشروطة ملصلحة الدائن و املدين على السواء و إال كان استهالكها غري‬
‫مشروع‪.‬‬
‫رابعا االمتناع ‪:‬‬
‫قد ينقضي دين من الديون بإفالس الدولة إفالسا كليا و ذلك بان متتنع أو تتوقف عن دفع فوائده أو أصله‪ ،‬و قد يكون‬
‫اإلفالس جزئيا إذا خلت الدولة بشروط القرض التعاقدية كان جترب دائنيها على استرياد قيمة سنداهتم قبل ميعاد استحقاقها أو‬
‫تفرض عليهم تثبيتها أو تبديلها أو استهالكها على خالف ما تعاقدت به‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫المحاضرة الثالثة ‪ :‬مراحل إعداد الموازنة العامة‬

‫تستند املوازنة العامة يف اجلزائر عند إعدادها للعديد من املبادئ و القواعد التنظيمية وهي متر باملراحل التالية ‪:‬‬

‫‪-1‬مرحلة اإلعداد و التحضير لمشروع الموازنة العامة ‪:‬‬

‫وزارة املالية يف اجلزائر هي اجلهة املختصة هبذه العملية حيث يتم التنسيق بني وزارة املالية و الوزارات األخرى ‪،‬حيث تبدأ هذه‬
‫املرحلة كما يلي‬

‫‪ -‬عادة على مستوى الوحدات احلكومية الصغرية ‪،‬حيث تقوم كل مصلحة مثال بلدية بإعداد تقديراهتا خبصوص ما حتتاج اليه‬
‫من نفقات وما تتوقع احلصول عليه من ايرادات خالل السنة املالية اجلديدة‬

‫‪،-‬مث تقوم كل هيئة أو مصلحة البلديةمثالبإرسال هذه التقديرات اىل الوزارة التابعة هلا (وزارة الداخلية و الجما عات‬
‫المحلية ) مثال ‪،‬بعد ذلك تتم املراجعة و التنقيح لتم ادراجها يف مشروع متكامل مليزانية الدولة ‪،‬‬

‫‪ -‬تقوم وزارة المالية من خاللالمديرية العامة للميزانية ب جمع كافة التقديرات من كل الوزارات ويقوم وزير املالية باعداد‬
‫املشروع األول للميزانية و يعرضه على الوزير األول الذي يعرضه بدوره على جملس الوزراء ‪.‬‬

‫‪-‬و يف األخري يضبط وزير املالية املشروع النهائي للميزانية الذي سيعرض فيما بعد على اجمللس الشعيب الوطين للمصادقة يف‬
‫املرحلة الثانية (املوالية ) ‪.‬‬

‫‪-2‬مرحلة اعتماد الموازنة العامة في الجزائر (المصادقة )‪:‬حيث يودع مشروع الموازنة العامة و قانون المالية مرفقا‬
‫جبميع الوثائق لدى المجلس الشعبي الوطني قبل ‪ 30‬سبتمرب ليمر باملراحل التالية ‪:‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اعتماد الميزانية‬

‫أوال ‪ :‬السلطة المختصة باعتماد الميزانية‬


‫السلطة املختصة باعتماد و إجياز امليزانية هي السلطة التشريعية و االعتماد شرط أساسي ال غىن عنه لوضع امليزانية موضع التنفيذ‬
‫و ذلك طبقا للقاعدة املشهورة؟ أسبقية االعتماد على التنفيذ ؟‪.‬‬

‫‪ -‬حتى يتم اعتماد الميزانية العامة تمر بمجلسين ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬يعرض مشروع الميزانية للمناقشة و التعديل و التصويت على مستوى المجلس الشعبي الوطني في أجل أقصاه‬
‫‪ 47‬يوما‬
‫‪25‬‬
‫اذا تمت المصادقة على قانون املالية و املوازنة العامة من طرف اجمللس الوطين يقوم رئيس المجلس الشعبي الوطني‬
‫بإرسال النص المصوت عليه إىل مجلس األمة ليتم مناقشته و املصادقة عليه يف أجال ‪ 20‬يوما ‪،‬‬

‫ثانيا‪ :‬و بعد ذلك يعرض على مجلس االمة للمناقشة و التعديل و التصويت لمدة ‪ 20‬يوما‬

‫ثانيا‪ :‬طريقة المناقشة على مستوى البرلمان‬


‫ـ و حتى تعتمد السلطة التشريعية ( البرلمان بغرفتيه) يف اعتماد امليزانية يتم يف املوافقة على الضرائب و مراقبة موارد الدولة عامة‪.‬‬
‫لكن باإلضافة إىل ذلك وجب اعرتاف السلطة التشريعية حبق أخر و هو املوافقة على النفقات‪.‬‬
‫و مير اعتماد امليزانية داخل اجمللس التشريعي بثالث مراحل هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬مرحلة املناقشة العامة‪:‬‬
‫يعرض مشروع امليزانية العامة للمناقشة يف الربملان‪،‬تنصب على كليات امليزانية العامة و ارتباطها باألهداف الوطنية كما يراها أعضاء‬
‫اجمللس‪.‬‬
‫ب‪ -‬مرحلة املناقشة التفصيلية املتخصصة ‪:‬‬
‫تطلع هبا جلنة متخصصة و هي جلنة الشؤون االقتصادية و املالية ‪.‬‬
‫ـ تستعني مبا تراه من خرباء استثماريني‪ ،‬تناقش مشروع امليزانية منكل جوانبها و ترفع بعد ذلك تقريرها إىل اجمللس‪.‬‬
‫ج‪ -‬مرحلة املناقشة النهائية‪:‬‬
‫يناقش اجمللس تقارير اللجنة و يقوم بالتصويت وفقا للدستور و القوانني املعمول هبا‪.‬‬
‫تتوقف كفاءة السلطة التشريعية يف فحصها ملشروع امليزانية على اعتبارات عدة منها‪:‬‬
‫‪ -‬توفر قدر وايف من اإلحاطة مبختلف جوانب امليزانية و توفر املعلومات املالية و االقتصادية و مكونات ميزانية الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬سياسيا و اقتصاديا و النقابية‪ ،‬فكلما كانت ناضجة توفرت للسلطة التشريعية قوة سياسية و كلما كانت غري ناضجة‪ ،‬كان تأثري‬
‫السلطة التنفيذية أقوى‪.‬‬
‫‪ -‬و للمجلس التشريعي حق إجراء التعديالت على مشروع امليزانية حيث ال حيق له إجراء تعديالت جزئية بل يفرتض أن يكون البناء‬
‫متكامال و يشمل امليادين السياسية‪ ،‬االقتصادية و االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬ال حيق لنواب الشعب إجراء تعديالت على مشروع امليزانية العامة ألهنا ال هتدف لتحقيق الصاحل العام بل قد ختل بالبناء املتكامل‪.‬‬
‫‪ -‬ينحصر حق الربملان يف املوافقة على مشروع امليزانية أو رفضه‪ .‬و يف حالة رفضه تقدم احلكومة استقالتها أي تسحب الثقة منها‪ .‬إال‬
‫إذا مت إجراء انتخابات نيابية جديدة‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬أداة اعتماد الميزانية‬


‫إذا وافق الربملان على مشروع امليزانية العامة يصدرها وفق قانون يطلق عليه قانون املالية‪ ،‬حيث حيدد املبلغ اإلمجايل لكل من‬
‫النفقات و اإليرادات‪ .‬و يف هاته احلالة يتم التوقيع على قانون املالية و مشروع امليزانية من طرف رئيس الجمهورية ليتم‬
‫نشره في الجريدة الرسمية ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫و يف حالة خالف بني الغرفتني (اجمللس الشعيب الوطين وجملس األمة ) يتم إحالة القضية على اللجنة املتساوية األعضاء للفصل‬
‫يف اخلالف بني الغرفتني ملدة ‪ 8‬أيام ‪ .‬و إذا مل يتم التوصل إىل حل اخلالف وحلت السنة اجلديدة يف هذه احلالة نطبق مبدأ‬
‫امليزانية أالثين عشر و هو ما يسمح للحكومة بتنفيذ نفقات امليزانية اجلديدة ب مبلغ ‪1‬على ‪ 12‬للشهر الواحد مقارنة‬
‫بالسنة املاضية بالنسبة لنفقات التسيري و ‪ 1‬على ‪ 4‬للثالثي بالنسبة لنفقات التجهيز ‪ ...‬يتواصل العمل هبذه الطريقة حىت‬
‫إعادة مشروع امليزانية للحكومة و تعديله و إعادة اعتماده من طرف السلطة التشريعية مرة أخرى‬
‫ـ لقد ثار اخلالف حول قانون املالية العامة إذا ما كان قانون دقيق أم ال‪ ،‬حيث أنه يقرر فحسب اعتماد الربملان ملبالغ اإليرادات‬
‫و النفقات الواردة يف امليزانية‪.‬‬
‫ـ يعد قانون امليزانية قانونا باملعىن العضوي كونه صادرا عن السلطة املختصة بالتشريع‪.‬‬
‫ـ إن اعتماد الربملان لإليرادات خيتلف عن اعتماده للنفقات‪ :‬فاإليرادات تقوم احلكومة بتحصيلها‪ ،‬لكنها ال تلتزم برقم اإليرادات‬
‫املطلوبة بل قد تتعداه‪ ،‬دون إذن مسبق من الربملان بذلك‪.‬‬
‫ـ و خيتلف األمر يف اعتماد الربملان للنفقات‪ .‬فال جيوز أن تكون النفقات أكرب من اإليرادات و ال حيق للدولة اعتماد نفقات‬
‫باب معني لباب أخر إال مبوافقة الربملان‪.‬‬
‫ـ و قد تضطر احلكومة إىل طلب نفقات أخرى غري واردة يف امليزانية و ذلك لنشأة وجه جديد لإلنفاق‪ .‬و لكن يستوجب هذا‬
‫موافقة الربملان ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪-‬مرحلة تنفيذ الموازنة العامة و الرقابة عليها في الجزائر ‪:‬‬

‫يتم إسناد هذه املهمة إىل وزارة املالية باعتبارها عضوا من أعضاء السلطة التنفيذية ‪،‬ومن أجل التنفيذ اجليد للموازنة العامة يتم‬
‫إسناد هذه املهمة لفئتني من املوظفني مها األمر بالصرف مثال املدير يف ثانوية و المحاسب العمومي مثال املقتصد يف‬
‫ثانوية ‪،‬نعرف األمر بالصرف و احملاسب العمومي كما يلي ‪:‬‬

‫اآلمر بالصرف ‪ :‬هم مدراء اهليئات العمومية أي األشخاص املكلفون بإدارة و تسيري هذه اهليئات ‪،‬فهو يقوم بعملية‬
‫التعاقد ‪،‬تصفية الدين ‪،‬حتصيل اإليرادات واألمر بصرف النفقات ‪،‬من أجل هذه تنفيذ هذه العمليات عليه تقدمي نسخة من‬
‫القرار أو مرسوم تعيينه مرفقة بنموذج توقيعه لدى احملاسب ‪،‬لكون هذا األخري أي المحاسب ال يعرتف إال باألوامر املوقعة من‬
‫قبل األمر بالصرف ‪.‬‬

‫*األمر بالصرف يقوم بالتنفيذ اإلداري للميزانية العامة‬

‫المحاسب العمومي ‪ :‬هو كل شخص يعني قانونا للقيام بالعمليات اخلاصة بأموال الدولة سواء تعلق األمر بتحصيل االيرادات‬
‫و دفع النفقات ‪،‬كما يعترب حماسبا عموميا كل من يكلف قانونا مبسك احلسابات اخلاصة باألموال العمومية و حراستها ‪،‬‬

‫*المحاسب يقوم بالتنفيذ الفعلي و المالي و المحاسبي للميزانية‬

‫‪27‬‬
‫‪-‬القاعدة األساسية يف إجراءات تنفيذ املوازنة العامة ‪:‬هي الفصل بني وظائف األمر بالصرف و المحاسب العمومي‪ ،‬حيث‬
‫أن هناك استقاللية سلطة األمر بالصرف عن احملاسب العمومي ‪،‬و ال ميكن أن يشغل شخص واحد منصب األمر بالصرف و‬
‫احملاسب العمومي في نفس الوقت حيث أن األمر بالصرف يقوم بالتنفيذ اإلداري للميزانية العامة والمحاسب يقوم بالتنفيذ‬
‫الفعلي‪ ،‬املايل و احملاسيب للميزانية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬عمليات تنفيذ النفقات العامة للدولة‬


‫إن إجازة السلطة التشريعية العتمادات النفقات ال يعين التزام الدولة بإنفاق كافة مبالغ االعتمادات و لكنه يعين اإلجازة و‬
‫الرتخيص للدولة بان تقوم باإلنفاق يف حدود هذه املبالغ أي تقوم بإنفاق هذه املبالغ كلها أو بعضها يف حالة احلاجة إىل ذلك‪.‬‬
‫ولضمان عدم إساءة استعمال أموال الدولة‪ ،‬و التأكد من إنفاقها‪ ،‬نضم القانون عمليات صرف األموال العامة على أربع‬
‫خطوات‪.‬هي‪:‬‬

‫االلتزام ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫ينشا االلتزام نتيجة قيام السلطة اإلدارية باختاذ قرار لتحقيق عمل معني كاإلنفاق من جانب الدولة مثال‪ :‬تعيني‬
‫موظف عام أو بالقيام ببعض أعمال املنفعة العامة مثال‪:‬إنشاء طرق أو جسور‪...‬اخل واإلنفاق ليس اهلدف منه زيادة‬
‫أعباء الدولة بال حتقيق أهداف معينة عامة‬
‫كما ينشا االلتزام بإنفاق مبلغ معني نتيجة إصابة مواطن بسيارة حكومية مما يضطر الدولة على دفع مبلغ تعويض‪.‬‬
‫و يف كلتا احلالتني فان االرتباط بالنفقة يعين العمل القيام بعمل مكن شانه أن جيعل الدولة مدينة‪.‬‬
‫التصفية‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫بعد أن يتم االلتزام تأيت اخلطوة الثانية املتعلقة بالتصفية أي بتحديد مبلغ النفقة الواجب على الدولة دفعها فيتم تقدير‬
‫املبلغ املستحق للدائن و خصمه من االعتماد املقرر يف امليزانية مع ضرورة التأكد من أن الشخص الدائن غري مدين‬
‫بشيء حىت ميكن إجراء املقاصة بني الدينني‪.‬‬
‫يكون الدفع بعد انتهاء األعمال‪ ،‬فالدائن ينهي أعماله أوال قبل أن تدفع له الدولة املبالغ املدينة هبا نتيجة هذه‬
‫األعمال‪ .‬حىت تتمكن من حتديد مبلغ الدين على النحو فعلي‪.‬‬
‫األمر بالدفع ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫بعد أن يتم حتديد مبلغ النفقة أو الدين‪،‬يصدر قرار من اجلهة اإلدارية املختصة بضمان أمر بدفع مبلغ النفقة ‪ .‬و يصدر‬
‫ها القرار عادة من وزير املالية أو من ينوب عنه‪.‬‬
‫الصرف ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫يقصد بالصرف أن يتم دفع املبلغ احملدد يف األمر عن طريق موظف تابع لوزارة املالية غري الذي يصدر عنه أمر الدفع‬
‫منعا للتالعب و غالبا ما يتم هذا يف صورة إذن على البنك املركزي الذي حتتفظ فيه الدولة حبساباهتا‪.‬‬
‫فاخلطوات الثالث األوىل تتعلق باالختصاص اإلداري املتعلق باجلهة اإلدارية‪ .‬أما اخلطوة األخرية فتتعلق باال‬

‫‪28‬‬
‫ثانيا‪ :‬بالنسبة إلجراءات حتصيل اإليرادات ‪:‬فتتثمل يف العمليات التالية ‪:‬‬

‫تتوىل وزارة املالية مهمة تنفيذ امليزانية عن طريق جتميع اإليرادات من خمتلف املصادر و إيداعها يف اخلزينة العمومية و يتم يف‬
‫املقابل اإلنفاق لكن حسب احلدود الواردة يف اعتماد امليزانية‪.‬‬
‫أ‪ :‬عمليات حتصيل اإليرادات‪:‬‬
‫كما ذكرنا سابقا‪ ،‬ختتلف القيمة القانونية لإليرادات الواردة يف امليزانية عن قيمتها فيما يتعلق بالنفقات‪.‬‬
‫فإجازهتا للنفقات تعين جمرد الرتخيص للحكومة باإلنفاق يف حدود املبالغ اليت مت اعتمادها‪.‬‬
‫إجازهتا لإليرادات‪ ،‬حبيث ال متلك هذه عدم حتصيل جزء منها‪ ،‬وأال تكون قد ارتكبت خطأ حتاسب عليه أمام السلطة‬
‫التشريعية‪.‬‬
‫و يتم حتصيل اإليرادات العامة بواسطة موظفني خمتصني يف وزارة املالية مباشرة أو تابعني جلهات حكومية تتبع وزارة املالية‪.‬‬
‫و جيب مراعاة عدة قواعد عامة يف عمليات حتصيل اإليرادات العامة تتمثل يف‪:‬‬
‫ـ أن يتم حتصيل اإليرادات يف مواعيد معينة وطرق معينة وفقا لنص القانون‪.‬‬
‫ـ جيب حتصيل مستحقات الدولة فور نشوء حقوقها لدى الغري و قد تضمن املشروع حق الدولة يف حتصيل إيراداهتا يف أسرع‬
‫وقت ممكن‪ ،‬بإعطاء احلكومة حق امتياز على أموال املدين عن سائر الدائنني‪ .‬كما أعطاها احلق يف إجراء احلجز اإلداري‬
‫لتحصيل ديوهنا‪.‬‬
‫ـ و لضمان دقة و سالمة التحصيل‪ ،‬فانه من املقرر و وفقا للقواعد التنظيمية‪ ،‬الفصل يف عمليات التحصيل بني املوظفني‬
‫املختصني بتحديد مقدار الضريبة‪ ،‬و اآلخرين املختصني جببايتها‪.‬‬

‫ويمكن تلخص مراحل تحصل اإليرادات كما يلي‬

‫اإلثبات ‪:‬و هي عملية إدارية من اختصاص األمر بالصرف و هو اجراء يتم مبوجبه تكريس حق الدائن العمومي‬ ‫أ‪-‬‬
‫‪،‬‬
‫اإلحالة على التحصيل ‪:‬و تعرف بالتصفية و تسمح بتحديد املبلغ الصحيح للديون الواقعة على املدين لفائدة‬ ‫ب‪-‬‬
‫الدائن العومي و األمر بتحصيلها ‪،‬‬
‫التحصيل ‪:‬و هي عملية من اختصاص المحاسب العمومي حبيث يعترب التحصيل اإلجراء الذي يتم مبوجبه ابراء‬ ‫ت‪-‬‬
‫الديون العمومية‬

‫ثالثا ‪-‬مرحلة الرقابة على تنفيذ الموازنة العامة ‪:‬‬

‫‪29‬‬
‫يقصد هبا جمموعة االجراءات االزمة ملتابعة أعمال تنفيذ اخلطط و السياسات املوضوعة بقصد التعرف على أية احنرافات و‬
‫معاجلتها يف الوقت املناسب ‪،‬و احملافظة على املال العام من عمليات االختالس ‪،‬الضيع و سوء االستعمال ‪.‬بالنسبة ألنواع‬
‫الرقابة لدينا ‪:‬‬

‫الرقابة االدارية ‪:‬و هي رقابة داخلية أي رقابة اهليئة التنفيذية على نفسها يف اجلزائر تتم من خالل أجهزة المفتشين الدائمين‬
‫على مستوى الوزارة أو االدارة الوصية و من قبل السلطة املالية املختصة من خالل األجهزة التابعة لوزارة المالية واليت تقوم‬
‫بالرقابة املالية على مستويني و مها ‪:‬‬

‫‪-‬الرقابة املالية على كل الوزارات و اهليئات العمومية و اجلماعات احمللية و تتم من قبل املراقب و احملاسب العمومي ‪.‬‬

‫‪-1‬الرقابة على األجهزة املالية نفسها حبيث تتم من قبل املفتشية العامة للمالية ‪.‬‬

‫الرقابة القضائية ‪:‬‬

‫يعترب مجلس المحاسبة هيئة عليا رقابية منحت هلا سلطات واسعة يف اجملال املايل ‪،‬و ميارس رقابة تتعلق بكل مصاحل الدولة و‬
‫اجلماعات االقليمية و املؤسسات و املرافق و اهليئات العمومية باختالف أنواعها اليت ختضع لقواعد احملاسبة العامة‪.‬‬

‫‪ -2‬الرقابة السياسية ‪:‬‬

‫يقصد هبا الرقابة اليت متارسها السلطة التشريعية على نشاط احلكومة هبدف التحقق من مدى صحة عملية تنفيذ قانون‬
‫املالية ‪،‬أي أن البرلمان ال يقتصر دوره على مناقشة قانون املالية فقط ‪،‬وامنا يتعدى ذلك ملراقبة طرق و حجم االنفاق و جماالته‬
‫من خالل توجيه أسئلة شفوية ‪،‬كتابية و استجواب أعضاء احلكومة و تشكيل جلان حتقيق اذا تعلق األمر بالقضايا العامة ‪.‬‬

‫كما حيق للربملان االستعانة بأجهزة متخصصة كمجلس المحاسبة ‪،‬كما حيق للجان املالية استدعاء ممثلي السلطة التنفيذية من‬
‫أجل االستماع و الستفسار عن األمور املالية بصفة عامة ‪،‬كما قد تتم عن طريق مناقشة احلساب اخلتامي ‪،‬و هي تتم من‬
‫خالل مرحلتني ‪:‬‬

‫الرقابة أثناء تنفيذ الموازنة ‪:‬يتم طلب خمتلف التقارير و الوثائق من خالل لجنة الشؤون المالية و االقتصادية و ال ميكن‬
‫ألي جهة االمتناع عن ذلك ‪.‬‬

‫‪ -3‬الرقابة الالحقة لتنفيذ الموازنة‪:‬بعد تنفيذ املوازنة و إعداد احلساب اخلتامي‪،‬فيحق للسلطة التشريعية التحقق من صحة‬
‫تنفيذ املوازنة مدى مطابقتها ملبادئ احملاسبة العمومية و النصوص التشريعية و املالية املعتمدة ‪ ،‬و يف حالة اكتشاف األخطاء و‬
‫المخالفات حيق تحريك المسؤولية السياسية ضد الوزراء عن طريق سحب الثقة من الوزير املعين أو احلكومة بأكملها ‪.‬‬

‫‪30‬‬
31

You might also like