You are on page 1of 19

‫اجمللد ‪ / 10‬الع ــدد‪ ،)2023( 02 :‬ص ‪90 -72‬‬ ‫جملـة القانون الدويل و التنمية‬

‫اإلصالح امليزانيايت يف اجلزائر على ضوء القانون العضوي ‪(15-18‬املربرات و األهداف)‬


‫‪Budgetary reform in Algeria in the light of Organic Law 15-18‬‬
‫‪)(Justifications and Objectives‬‬
‫سرابح خالد‪ ،1‬أستاذ حماضر –ب‪. -‬‬
‫بن عتو بن علي‪ ، 2‬أستاذ متعاقد ‪.‬‬
‫‪ 1‬جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف (اجلزائر)‪k.serbah@univ-chlef.dz ،‬‬
‫‪ 2‬جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف (اجلزائر)‪benalibenattouchlef@gmail.com ،‬‬
‫اتريخ النشر‪2023/04/27 :‬‬ ‫اتريخ القبول‪2023/01/25 :‬‬ ‫اتريخ االستالم‪2022/11/13 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫إن امليزانية العامة للدولة هي تلك الوثيقة الصادرة من سلطة خمتصة يف الدولة‪ ،‬واليت يتم بواسطتها‬
‫أتطري النشاط املايل للدولة‪ ،‬املتمثل يف حتصيل اإليرادات و صرف النفقات العمومية‪ ،‬حيث تتضمن بصفة‬
‫تقديرية مبالغ تلك اإليرادات و النفقات املتوقعة خالل السنة املالية املعنية هبا‪ ،‬و اليت تتوخى احلكومة من‬
‫خالهلا أيضا حتقيق أهداف اقتصادية و اجتماعية‪.‬‬
‫يف ظل املستجدات و التطورات اليت تطرأ على احلياة االقتصادية واملالية على املستوى الداخلي أو‬
‫الدويل يتوجب على السلطة املختصة(وزارة املالية) يف إعداد امليزانية العامة للدولة مواكبة هذه املستجدات‬
‫مبا يتال ءم مع املوارد املالية املتاحة و األعباء املالية اليت تقع على عاتق الدولة يف جمال اإلنفاق العام والذي‬
‫أصبح يطلق عليه حاليا يف اجلزائر مبشروع اإلصالح امليزانيايت اجلديد الذي جتسد بصدور القانون العضوي‬
‫رقم ‪ 15-18‬املتعلق بقوانني املالية‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية‪ :‬امليزانية العامة للدولة‪ ،‬اإليرادات‪ ،‬النفقات‪ ،‬اإلصالح امليزانيايت‪ ،‬القانون‬
‫العضوي ‪ ،15-18‬قوانني املالية‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The state’sgeneral budget isthat document issued by a‬‬
‫‪competentauthority in the state, throughwhich the financialactivity of the‬‬
‫‪state isframed, represented in the collection of revenues and the‬‬
‫‪72‬‬
‫اإلصالح امليزانيايت يف اجلزائر‬

‫‪disbursement‬‬ ‫‪of‬‬ ‫‪public‬‬ ‫‪expenditures.‬‬ ‫‪Throughwhich‬‬ ‫‪the‬‬


‫‪governmentalsoachieveeconomic and social goals.‬‬
‫‪In light of the developmentsthatoccur in economic and financial life‬‬
‫‪at the internal or international level, the competentauthority(Ministry of‬‬
‫‪Finance) in preparing the state’sgeneral budget must keep pace‬‬
‫‪withthesedevelopments in line with the availablefinancialresources and the‬‬
‫‪financialburdens‬‬ ‫‪on‬‬ ‫‪the‬‬ ‫‪state‬‬ ‫‪in‬‬ ‫‪the‬‬ ‫‪field‬‬ ‫‪of‬‬ ‫‪public‬‬
‫‪spendingWhichisnowcalled in Algeria the new budget reformproject,‬‬
‫‪whichwasembodied by the issuance of Organic Law No. 15-18 related to‬‬
‫‪finance laws‬‬
‫‪Keywords: the state'sgeneral budget, revenues, expenditures,‬‬
‫‪budgetaryreform, organiclaw 18-15, finance laws.‬‬
‫… ‪JEL Classification Codes: …, …,‬‬
‫__________________________________________‬
‫املؤلف املرسل‪ :‬سرابح خالد‪ ،‬اإلمييل‪k.serbah@univ-chlef.dz :‬‬
‫‪ .1‬مقدمة‪:‬‬
‫مع تغري دور الدولة إىل الدور املتدخل بعد األزمة االقتصادية لسنة ‪1929‬م‪ ،‬أصبحت امليزانية العامة أداة‬
‫من أدوات السياسة املالية و االقتصادية و االجتماعية يف البالد تكمل بقية األدوات من نفقات عامة و‬
‫إيرادات عامة‪ ،‬بل هي اليت تنظم وتنسق عمل مجيع األدوات األخرى‪ ،‬فأضحت برانمج عمل السلطة‬
‫التنفيذية تعرضه على السلطة التشريعية‪.1‬‬
‫تعرب ميزانية الدولة عن خيارات السلطة العامة السياسية و االقتصادية و االجتماعية يف جمال‬
‫إشباع احلاجات العامة ملختلف أفراد اجملتمع‪ ،‬وذلك يف إطار ما يتقرر يف هذا الشأن من من إجراءات‬
‫وتدابري مالية تتعلق بتحضري امليزانية وتنفيذها و الرقابة على األموال العامة منذ حتصيلها وحىت إنفاقها منعا‬
‫من إساءة استخدام هذه األموال العامة ‪.2‬‬
‫حتتل امليزانية العامة أمهية كبرية يف الدراسات االقتصادية و املالية و االجتماعية و السياسية‪ ،‬ملا هلا‬
‫من دور تتعاظم أمهيته بصفة مستمرة‪ ،‬فهي تستخدم يف االقتصادايت املعاصرة كعامل استقرار وتوازن فعال‬
‫بدرجة كبرية‪ ،‬كما تستخدم كأداة فعالة يف تشجيع االستثمار وحتقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬كما تؤدي دورا‬
‫هاما يف إعادة توزيع الدخل القومي مبا حيقق العدالة االجتماعية و التوازن االجتماعي يف اجملتمع‪ .‬وهكذا‬
‫فإن دراسة امليزانية العامة للدولة تثري جوانب متعددة قانونية و اقتصادية و مالية وسياسية و اجتماعية ‪.3‬‬

‫‪73‬‬
‫سرابح خالد‪ ،‬بن عتو بن علي‬

‫إن امليزانية العامة للدولة هي تلك الوثيقة الصادرة من سلطة خمتصة يف الدولة‪،‬واليت يتم بواسطتها‬
‫أتطري النشاط املايل للدولة‪ ،‬املتمثل يف حتصيل اإليرادات و صرف النفقات العمومية‪ ،‬حيث تتضمن بصفة‬
‫تقديرية مبالغ تلك اإليرادات و النفقات املتوقعة خالل السنة املالية املعنية هبا‪ ،‬و اليت تتوخى احلكومة من‬
‫خالهلا أيضا حتقيق أهداف اقتصادية و اجتماعية‪.‬‬
‫قد تعرقل بعض الظروف و املستجدات على املستوى الوطين أو الدويل كاألزمات االقتصادية و‬
‫املالية العاملية و سوء تسيري املال العام حمليا النشاط اإلداري و االقتصادي واالجتماعي للدولة الذي تسعى‬
‫لتحقيقه من خالل بعث املشاريع التنموية يف كل جماالت احلياة العامة‪ ،‬والذي ال يتأتى إال ابالستخدام‬
‫األمثل للموارد املالية العمومية و التحكم يف اإلنفاق العام دون إفراط أو تفريط أو ما يطلق عليه "حوكمة‬
‫امليزانية"‪.‬‬
‫يف هذا الصدد ابدرت السلطة التنفيذية يف اجلزائر ممثلة يف وزارة املالية إىل اعتماد مشروع إصالح‬
‫النظام امليزانيايت ا لذي يهدف إىل عصرنة هذا النظام من خالل االنتقال من ميزانية البنود أو الوسائل إىل‬
‫ميزانية الربامج واألهداف سعيا منها إىل إضفاء الشفافية والفعالية يف التسيري املايل الذي يرتكز على النتائج‬
‫واألداء(‪.)les résultats et la performance‬‬
‫تكللت هذه املبادرة بصدور القانون العضوي رقم ‪415-18‬الذي تضمنت أحكامه جماالت‬
‫وحدود اإلصالح امليزانيايت سواء من حيث إعداد امليزانية العامة أو من حيث تنفيذها‪.‬‬
‫من هذا املنطلق نطرح اإلشكالية التالية‪:‬ما هي مربرات حتديث النظام امليزانيايت يف اجلزائر؟ وماهي‬
‫األهداف املرجوة من هذا اإلصالح؟‪.‬‬
‫ولإلجابة على هذه اإلشكالية سنتطرق يف حبثنا إىل بيان دوافع و مربرات حتديث وعصرنة النظام‬
‫امليزانيايت يف اجلزائر(املبحث األول)‪ ،‬مث حتديد األهداف املرجوة من هذا اإلصالح على ضوء القانون‬
‫العضوي ‪ 15-18‬املتعلق بقوانني املالية (املبحث الثاين)‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫اإلصالح امليزانيايت يف اجلزائر‬

‫‪ .2‬دوافع و مربرات حتديث وعصرنة النظام امليزانيايت يف اجلزائر‬


‫إن الدافع األساسي لالنتقال من امليزانية الكالسيكية إىل امليزانية اجلديدة هو ما اكتنف ميزانية‬
‫الوسائل من نقائص و إشكاالت ترتب عنها عدم جناعة تفعيل املوارد املالية املتاحة وفق ما تقتضيه وترية‬
‫وحجم النفقة العمومية‪ .‬وقبل حتديد هذه النقائص و اإلشكاالت اليت تربر مشروع اإلصالح‪ ،‬جيدر بنا‬
‫التعرف على مدلول كل من ميزانية الوسائل و ميزانية الربامج و النتائج‪.‬‬
‫‪ .1.2‬تعريف ميزانية الوسائل وميزانية الربامج‬
‫عرفت املادة الثالثة من القانون ‪521-90‬املتعلق ابحملاسبة العمومية امليزانية العامة للدولة كما‬
‫يلي‪" :‬امليزانية العامة هي الوثيقة اليت تقدر للسنة املالية جمموع اإليرادات و النفقات اخلاصة ابلتسيري‬
‫واالستثمار و منها نفقات التجهيز العمومي و النفقات ابلرأمسال و ترخص هبا"‪ .‬فامليزانية العام للدولة‬
‫تعترب بيان تقديري مفصل ومعتمد لنفقات الدولة وايراداهتا عن فرتة مالية مستقبلة‪ ،‬غالبا ما تكون سنة ‪.6‬‬
‫واستنادا إىل القانون رقم ‪717-84‬املؤرخ يف ‪ 07‬جويلية ‪ 1984‬املتعلق بقوانني املالية‪ ،‬تنقسم‬
‫النفقات العامة إىل صنفني‪ ،‬مها مصاريف التسيري ومصاريف االستثمار ‪.8‬‬
‫‪ .1.1.2‬تعريف ميزانية الوسائل‬
‫تعترب ميزانية الوسائل أو البنود الصورة األوىل للميزانيات العامة‪ ،‬و هي تتميز بتقسيم النفقات‬
‫العمومية‪ ،‬حبسب نوعها أو طبيعتها و ليس حبسب غرضها أو هدفها‪ .‬أي أهنا تقوم أساسا على توزيع‬
‫النفقات وفق طبيعتها كأجور املستخدمني‪ ،‬مبالغ التعويضات‪ ،‬الصيانة‪ ،‬وغريها على فصول و فقرات‬
‫حبيث ي تضمن كل فصل أو فقرة غرض معني و مبلغ اعتماد حمدد‪ ،‬ليشكل يف األخري ما يسمى مبدونة‬
‫توزيع النفقات‪ .‬واملشرع اجلزائري حيدد نوعني من هذه النفقات‪:‬‬
‫‪.1.1.1.2‬نفقات التسيري‬
‫يقصد هبا االعتمادات املرصودة لتغطية األعباء العادية الضرورية لتسيري املصاحل العمومية املسجل‬
‫يف امليزانية العامة للدولة ‪.‬ويصنف املشرع اجلزائري هذه االعتمادات يف أربعة أبواب من النفقات وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬أعباء الدين العمومي و النفقات احملسومة من اإليرادات‪.‬‬
‫‪ -‬ختصيصات السلطة العمومية ‪.‬‬
‫‪ -‬النفقات اخلاصة بوسائل املصاحل‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫سرابح خالد‪ ،‬بن عتو بن علي‬

‫‪ -‬التدخالت العمومية‪.9‬‬
‫إن نفقات التسيري اليت تتضمنها هذه األبواب األربعة توزع يف اجلدول (ب) من امليزانية‪.10‬‬
‫‪ .2.1.1.2‬نفقات التجهيز(االستثمار)‬
‫هي النفقات ذات الطابع النهائي املخصصة لتنفيذ املخطط الوطين السنوي للتنمية‪ .‬وهي عبارة عن‬
‫االستثمارات ذات الطابع االقتصادي و االجتماعي و اإلداري‪.‬‬
‫يف اجملال االقتصادي تستخدم أساسا يف الفالحة و الريو إلجناز املنشآت القاعدية يف اجملال اإلداري و‬
‫الرتبوي و االجتماعي و الثقايف‪ ،‬و يف اجملال االجتماعي أصبح السكن يشكل مشكال خطريا اضطر‬
‫الدولة للتدخل للتخفيف من حدته‪ ،‬وترصد االعتمادات املخصصة هلذا الغرض ضمن نفقات‬
‫التجهيز‪،‬كما ترصد ضمن نفس صنف هذه النفقات االعتمادات املخصصة لتمويل املخططات‬
‫البلدية للتنمية(‪.11)PCD‬‬
‫إن نفقات التجهيز توزع يف اجلدول (ج) من امليزانية العامة للدولةيف ثالثة أبواب هي‪:‬‬
‫‪ -‬االستثمارات املنفذة من قبل الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬إعاانت االستثمار املمنوحة من قبل الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬النفقات األخرى برأس املال ‪.12‬‬
‫أتسيسا على ما سبق تعد نفقات عمومية‪ ،‬ابملفهوم التقليدي‪ ،‬النفقات اليت تنجزها اهليئات العمومية‬
‫ابعتبارها أشخاصا معنوية عامة(خاضعة للقانون العام)‪.‬هذا املفهوم للنفقات العمومية له حمتوى قانوين‬
‫ابألساس‪ ،‬حيث أن الطابع العمومي للنفقات يستمد من الصفة القانونية للهيئات اليت تلتزم هبا‪ ،‬وهي‬
‫اهليئات العمومية‪ ،‬وليس من غرضها أو املستفيدين منها‪.‬‬
‫كما يعد هذا املفهوم تقليداي ألنه مستوحى من الفكر التقليدي (أو الكالسيكي) يف جمال املالية‬
‫العامة‪ ،‬والذي يتمحور أساسا حول التفرقة بني النشاط العمومي والنشاط اخلاص‪ ،‬ومفهوم الدولة‬
‫الل يبريالية‪ ،‬إذ أن هذه األخرية (واهليئات العمومية األخرى) مل تكن مطالبة ابلقيام إال ببعض املهام احملددة و‬
‫احملدودة ‪ ،‬اليت خترج بطبيعتها عن دائرة النشاط اخلاص مثل الشرطة ‪ ،‬و القضاء ‪ ،‬و اجليش‪ .‬فالنفقات‬
‫العمومية هبذا املفهوم ‪ ،‬هلا نفس الغرض األساسي و الدائم ‪ ،‬وهو ضمان سري املرافق العامة‪ .‬ومن مث‪ ،‬فإن‬
‫االهتمام كان منصبا دوما على حجم هذه النفقات (مبالغها) و املوارد الالزمة لتغطيتها‪ .‬ومبا أن النفقات‬
‫العمومية كانت كلها ذات طبيعة إدارية‪،‬فإن تصنيفها كان يستند‪ ،‬بصفة عامة‪ ،‬إىل الدوائر الوزارية اليت تلتزم‬
‫‪76‬‬
‫اإلصالح امليزانيايت يف اجلزائر‬

‫هبا‪ ،13‬فبالنظر إىل نص املادة ‪ 20‬من القانون العضوي ‪ ":1417-84‬توضع االعتمادات املفتوحة مبوجب‬
‫قانون املالية حتت الدوائر الوزارية فيما يتعلق بنفقات التسيري وكذا املتصرفني العموميني الذين يتحملون‬
‫مسؤولية العمليات املخططة فيما يتعلق بنفقات االستثمار‪.‬‬
‫ختصص هذه االعتمادات وتوزع حسب احلاالت على الفصول أو القطاعات اليت تتضمن النفقات‬
‫حسب طبيعتها أوغرض استعماهلا وفقا ملدوانت حتدد عن طريق التنظيم‪".‬‬
‫كما تنص املادة ‪ 36‬من نفس القانون على ما يلي‪ ":‬حيدد التوزيع بني القطاعات لالعتمادات‬
‫املفتوحة واملخصصة للنفقات ذات الطابع النهائي من املخطط السنوي‪ ،‬مبوجب قانون املالية‪.16"....15‬‬
‫نستشف من املادتني السابقتني عدم جتانس نفقات التسيري اليت توزع حسب كل دائرة وزارية مع‬
‫نفقات التجهيز اليت توزع حسب القطاعات مما ينجر عن سوء التخصيص لنفقات التسيري ونفقات‬
‫التجهيز‪.‬‬
‫‪ .2.1.2‬تعريف ميزانية النتائج‬
‫مت اعتماد ميزانية الربامج أو األهداف ضمن املقاربة اجلديدة لعملية اإلصالح امليزانيايت‬
‫املستحدث اليت أوردها القانون العضوي ‪ 15-18‬يف الفقرة الثالثة من املادة ‪ 87‬واليت جاء نصها كما‬
‫يلي‪.... ":‬تقرير وزاري للمردودية‪ ،‬توضح من خالله الظروف اليت نفذت فيها الربامج املسجلة يف امليزانية‬
‫وكذا مدى بلوغ األهداف املتوقعة اليت يتم قياسها وتتبعها من خالل مؤشرات األداء املرتبطة هبا‪ ،‬والنتائج‬
‫‪17‬‬
‫احملققة والتفسريات املتعلقة ابلفوارق املعاينة‪."....‬‬
‫إن هذا االنتقال يف النظام امليزانيايت اجلديد أملته ضرورة االنتقال إىل جودة وفعالية التسيري املايل‪،‬‬
‫حيث أن ميزانية الوسائل ال تويل اهتماما ابألهداف و العوائد االقتصادية و االجتماعية و اعتبارات كفاءة‬
‫اإلنفاق‪ ،‬و ذلك لكون اإلدارة يف ظل هذه امليزانية هتتم بتفاصيل البنود احملاسبية‪ ،‬مما يفقدها الرؤية‬
‫الصحيحة لتحقيق االسرتاتيجية للسياسة االقتصادية و االجتماعية اليت تسعى امليزانية العامة للدولة‬
‫لتحقيقها‪.‬وكذلك عدم وجود مقاربة واضحة لتقييم النتائج و حتميل املسؤوليات‪.‬‬
‫أتسيسا على ما سبق ميكن القول أن ميزانية النتائج أو األهداف هي نظام جديد من أنظمة‬
‫امليزانية‪،‬تظهر فيه امليزانية ليس مبجرد توزيع النفقات حسب أغراض اإلنفاق و الوحدات اإلدارية املستفيدة‬
‫منها‪ ،‬بل تربط اإلنفاق العمومي مبا ميكن أن حيققه من أهداف حمددة مسبقا يف إطار برانمج واضح و‬
‫حمدد زمنيا‪ ،‬وهذا ما نصت عليه املادة الثانية (‪ )02‬من القانون العضوي املتعلق بقوانني املالية كما يلي‪":‬‬
‫‪77‬‬
‫سرابح خالد‪ ،‬بن عتو بن علي‬

‫يعد قانون املالية ابلرجوع إىل أتطري و برجمة امليزانية كما هو حمدد يف املادة ‪ 05‬من هذا القانون‪ ،‬ويساهم‬
‫يف جتسيد السياسات العمومية اليت يكون تنفيذها مؤسسا على مبدأ التسيري املتمحور على النتائج‪ ،‬انطالقا‬
‫‪18‬‬
‫من أهداف واضحة وحمددة وفقا لغاايت املصلحة العامة واليت تكون موضوع تقييم‪".‬‬
‫من خالل هذه ا ملادة‪ ،‬فإن ميزانية الربامج و األهداف تقوم على أساس وضع برانمج حمدد‬
‫األهدافو اآلجال و االعتمادات املالية املرصدة إلجنازه‪ ،‬مع إعطاء الفرصة لإلدارة ابختيار البدائل لتحقيق‬
‫أهداف الربانمج‪ ،‬و كذا إجراء عملية تقييم أداء دورية ملقارنة ما مت حتقيقه من أهداف ‪ ،‬ومن مث إقرار‬
‫مسؤولية املسريين اإلداريني املكلفني بتنفيذ هذه امليزانية‪.‬‬
‫‪ .2.2‬مربرات حتديث وعصرنة النظام امليزانيايت يف اجلزائر‬
‫أسفر القانون العضوي ‪ 17-84‬عن عدة اختالالت هيكلية وحماسبية أثر على مسايرة هذا‬
‫النظام امليزانيايت على مواكبة التطورات احلاصلة على املستوى الدويل و الوطين يف الظل األزمة االقتصادية‬
‫واملالية اليت يشهدها العامل اليوم جراء الركود الذي خلفته جائحة كوروان‪.‬‬
‫إن هذا الواقع استدعى التفكري يف مجلة من اإلصالحات على املنظومة املالية يف اجلزائر بسبب‬
‫عدة عوامل تعترب كمربرات لالنتقال حنو إصالح جديد ميس هيكل امليزانية ومضموهنا‪.‬‬
‫‪ .1.2.2‬مربرات اإلصالح املتعلقة بشكل امليزانية‬
‫يشكل هيكل امليزانية العامة للدولة يف القانون ‪ 17-84‬قسمني‪ ،‬أحدمها ميثل اجلانب اإلجيايب املتمثل يف‬
‫قسم اإليرادات‪،‬و اآلخر ميثل اجلانب السليب املتمثل يف قسم النفقات‪ .‬و يف القانون اجلزائري تظهر امليزانية‬
‫العامة يف قوانني املالية بثالث جداول‪ ،‬تتمثل يف كل من اجلدول"أ" املتعلق ابإليرادات‪ ،‬و اجلدول"ب"‬
‫املتعلق بنفقات التسيري‪ ،‬و أخريا اجلدول "ج" املتعلق بنفقات التجهيز‪ ،‬حيث تنص املادة ‪ 06‬من القانون‬
‫‪ 17-84‬السالف الذكر على مايلي‪ " :‬تتشكل امليزانية العامة للدولة من اإليرادات والنفقات العمومية‬
‫النهائية للدولة احملددة سنواي مبوجب قانون املالية و املوزعة وفق األحكام التشريعية و التنظيمية املعمول‬
‫هبا"‪.19‬‬
‫إن خاصية عدم التجانس اليت تظهر يف هيكل امليزانية وابألخص يف اجلدول "ب" املتضمن‬
‫نفقات التسيري و اجلدول "ج" املتضمن نفقات التجهيز مما قد يؤدي إىل سوء التخصيص بني نفقات‬
‫اجلدولني‪ ،‬هذه االزدواجية يف امليزانية"‪ "Dualité du budget‬استدركها املشرع اجلزائري بتخصيص‬
‫جدول واحد يضم موارد الدولة و أعبائها بنص املادة ‪ 03‬من القانون ‪ 15-18‬كما يلي‪ ":‬حيدد قانون‬

‫‪78‬‬
‫اإلصالح امليزانيايت يف اجلزائر‬

‫املالية ابلنبة لسنة مالية طبيعة ومبلغ وختصيص موارد وأعباء الدولة‪ ،20"...‬وهبذا يكون املشرع قد أفضى‬
‫طابع الشفافية والوضوح على هيكلة وثيقة امليزانية العامة‪.‬‬
‫من بني املربرات الداعية إىل اعتماد هذا اإلصالح امليزانيايت و املتعلق بشكل امليزانية اجلديدة هو‬
‫نقص الشفافية يف وثيقة امليزانية اليت تقدمها السلطة التنفيذية ممثلة يف وزارة املالية إىل السلطة التشريعية من‬
‫أجل املصادقة عليها‪ ،‬ويعترب حق الربملان يف اعتماد مشروع امليزانية العامة من أقوى حقوق السلطة‬
‫التشريعية‪ ،‬إذ عن طريق إجازته هلذا املشروع يستطيع مراقبة أعمال السلطة التنفيذية بشكل فعال يف مجيع‬
‫اجملاالت‪،21‬وعلية فإن النظام املتعلق بواثئق امليزانية اجلديدة يسهل على أعضاء الربملان حتديد العناصر‬
‫املكونة لتصنيفات إيرادات الدولة‪ ،‬وكذلك التصنيفات املتعلقة أبعباء ميزانية الدولة‪.‬‬
‫فقد حدد املرسومني التنفيذيني ‪ 22353-20‬و‪ 23354-20‬على التوايل هذه التصنيفات حىت‬
‫تكون وثيقة امليزانية العامة سهلة و يتيسر االطالع على مضموهنا من طرف أعضاء الربملان‪.‬‬
‫‪ .2.2.2‬مربرات اإلصالح املتعلقة مبضمون امليزانية‬
‫لقد مشل إصالح النظام امليزانيايت جوانب عديدة مست مضمون امليزانية العامة للدولة‪ ،‬سنتناول‬
‫أبرزها كما يلي‪:‬‬
‫‪ .1.2.2.2‬من حيث دورة امليزانية العامة‬
‫ختتص دورة امليزانية العامة سابقا يف اجلزائر من حيث تطبيقها مبدة سنة واحدة أو اثين عشر‬
‫شهرا‪ ،‬وختتلف الدول يف حتديد بداية و هناية هذه املدة‪ ،‬واجلدير ابلذكر أن قاعدة السنوية يف امليزانية العامة‬
‫جتد جذورها التارخيية يف مبد أ سنوية الضريبة الذي اعتمد بشكل واسع يف الضرائب املباشرة بشكل عام‬
‫وضريبة الدخل بشكل خاص‪ ،‬ومنه انتقل إىل امليزانية العامة للدولة‪ ،‬حبيث أصبحت الدول أتخذ مدة‬
‫السنة أساسا حلساابهتا و التعرف على موقفها املايل ‪ ،24‬فهذه املدة ال تسمح بوضع تقديرات أقرب للواقع‪،‬‬
‫و ذلك عكس إذا كانت مدة امليزانية مت إعدادها ألكثر من سنة‪ ،‬حيث يصعب تقدير مبالغ امليزانية‪ ،‬و‬
‫ذلك ابلنظر للتغري املستمر للظروف االقتصادية اليت تبىن عليها تلك التقديرات‪ ،‬فغياب االطار امليزانيايت‬
‫املتعدد السنوات أثر على اإلطار االسرتاتيجي الذي ميكن من تسجيل النفقات حسب منطق أولويتها‪،‬‬
‫وابلتايل ال يسمح للسلطة التنفيذية استشراف واختاذ احللول املناسبة حسب املتطلبات املالية املستجدة‪،‬‬
‫وهذا ما أكدته املادة ‪ 04‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪25335-20‬كما يلي‪ ":‬يهدف اإلطار امليزانيايت‬
‫املتوسط املدى إىل‪:‬‬
‫‪79‬‬
‫سرابح خالد‪ ،‬بن عتو بن علي‬

‫‪ -‬تعزيز توازن االقتصاد الكلي و االنضباط امليزانيايت‪،‬‬


‫‪ -‬حتسني ختصيص املوارد احملتملة حسب أولوية النفقات على أساس اخليارات االسرتاتيجية‬
‫للحكومة‪،‬‬
‫‪ -‬تعزيز التقدير امليزانيايت‪،‬‬
‫‪ -‬ترشيد النفقات العمومية‪،‬‬
‫‪ -‬التغطية املالية الدائمة وتقييم االحتماالت امليزانياتية"‪.26‬‬
‫‪ .2.2.2.2‬من حيث تنفيذ امليزانية العامة للدولة‬
‫أتسيسا على ما مت ذكره سابقا فإن اإلصالح اجلوهري مس مضمون امليزانية العامة للدولة من‬
‫حيث تنفيذها من خالل اعتماد مصطلح الربانمج الذي أنيط تنفيذه للمسؤولني اإلداريني بغية بعث روح‬
‫املبادرة لديهم من جهة ‪ ،‬و مساءلتهم يف حال اإلخالل ابلتزاماهتم املالية بعدم حتقيق النتائج املرجوة من‬
‫جهة أخرى‪.‬‬
‫ويف هذا اإلطار نصت املادة ‪ 23‬من القانون العضوي ‪ 15-18‬يف فقرهتا األوىل على ما يلي‪:‬‬
‫"تفتح االعتمادات املالية مبوجب قوانني املالية لتغطية أعباء ميزانية الدولة ‪.‬وتوضع حتت تصرف الوزراء‬
‫واملسؤولني عن املؤسسات العمومية طبقا ألحكام املادة ‪ 79‬من هذا القانون ‪.‬وميكن الوزراء تكليف‬
‫اهليئات اإلقليمية واملؤسسات العمومية حتت الوصاية بتنفيذ كل أو جزء من برانمج خاص بقطاعهم‪".27‬‬
‫وحسب هذه املادة فإن أعباء ميزانية الدولة جتمع حسب التصنيفات اآلتية حبسب ‪:‬‬
‫‪ -‬النشاط(‪ :)Activité‬يتكون هذا التصنيف من الربانمج وتقسيماته‪،‬‬
‫‪ -‬الطبيعة االقتصادية للنفقات(‪ :)Nature économique de dépenses‬يتكون هذا‬
‫التصنيف من أبواب النفقات وأقسامها‪.‬‬
‫‪ -‬الوظائف الكربى للدولة(‪ :)Grandes fonctions de l’Etat‬يتكون هذا التصنيف من‬
‫خالل تعيني القطاعات املكلفة بتحقيق األهداف حسب الوظيفة‪.‬‬
‫‪ -‬اهليئات اإلدارية املكلفة إبعداد امليزانية وتنفيذها(‪ :)Entités administratives‬يعتمد هذا‬
‫التصنيف على توزيع االعتمادات املالية على الوزارات واملؤسسات العمومية‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫اإلصالح امليزانيايت يف اجلزائر‬

‫و تتلخص ميزانية الربانمج(‪ )LE PROGRAMME‬املوكلة إىل املسريين اإلداريني لتنفيذها فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫ـ اسرتاتيجيةسياسة عامةتتضمن‪:‬‬
‫ـ جمموعة متناسقة من اإلجراءات والتدابري لصاحل هذه االسرتاتيجية ‪Un ensemble cohérent de‬‬
‫‪dispositifs et de mesures au service de cette stratégie‬‬
‫ـ ـ حتقيق أهداف حمددة تقاس مبؤشرات األداء ‪Poursuivant des objectifs spécifiques,‬‬
‫‪mesurés par des indicateurs de performance‬‬
‫ـ موارد كافية‬
‫‪des moyens adéquats‬‬
‫ـ خاضع ملسؤولية موظفي الدولة‬
‫‪Placé sous la responsabilité d’agents de l’Etat‬‬
‫‪ .3‬أهداف اإلصالح امليزانيايت اجلديد‬
‫تتطلب حوكمة امليزانية العامة تسيريا قائما على ترشيد اإلنفاق العام‪ ،‬وذلك من خالل مقارنة‬
‫البياانت املالية و املعطيات امليدانية وتقييم مدى مطابقتها للقوانني والتنظيم والقواعد احملاسبية املتعارف‬
‫عليها واألهداف احلكومية املخطط هلا‪ .‬وتتجسد هذه الغاية إبجراء فحوصات موضوعية مستقلة قائمة‬
‫على أساس اقتفاء أثر املعطيات و املعلومات يف دورة سري العمليات املالية داخل نظام اهليئة اخلاضعة‬
‫للرقابة‪ .‬وب لورة تلك الفحوصات بشكل تقارير أو عقوابت على املخالفني لتلك القواعد و األهداف من‬
‫خالل إقرار املسؤولية اإلدارية واجلزائية ملواجهة كل أشكال الفساد اإلداري واملايل‪ ،‬وعليه تنص املادة ‪26‬‬
‫من املرسوم التنفيذي ‪ 28414-92‬على ما يلي‪ ":‬تعد املصاحل املختصة‪ ،‬التابعة للوزير املكلف ابمليزانية‪،‬‬
‫تقريرا ملخصا عاما يوزع على جمموع اإلدارات املعنية ومؤسسات الدولة‪".‬‬
‫‪ .1.3‬الرقابة كآلية حملاربة الفساد‬
‫إن امليزانية العامة للدولة أصبحت من أهم العوامل املؤثرة يف توجيه االقتصاد الوطين‪ ،‬إذ تعترب‬
‫مبثابة تقديرات أو توقعات لنشاط السلطات التنفيذية يف اجملال املايل ملا ستنفقه أو تتحصل عليه‬
‫مستقبال‪ ،‬فهي ليست ترمجة عن حدث فعلي قائم ولكنها تقدير ملا ينتظر إجراؤه من أحداث مستقبلية عن‬
‫اإلنفاق واجلباية إن ممت تنفيذها على أمت ما ُخطط له ‪ ،‬وصودق عليه مبوجب قوانني مالية‪ ،‬كل نفقة لغايتها‬

‫‪81‬‬
‫سرابح خالد‪ ،‬بن عتو بن علي‬

‫وحصل‪،‬وعلى هذا تعددت أنواع الرقابة لضمان حسن التنفيذ واألداء واحلفاظ على املال‬ ‫وكل إيراد إال ُ‬
‫العام‪ ،‬لذا وجب التصدي لظاهرة الفساد املايل بكل أشكاله‪.‬‬
‫‪.1.1.3‬دور أجهزة الرقابة يف مكافحة الفساد املايل‬
‫‪29‬‬
‫هو محاية املال العام وتعزيز الشفافية وحتميل املسؤولية‬ ‫لقد اهلدف من إصدار القانون ‪01-06‬‬
‫للمسؤولني الذين يسيئون إدارة هذا املال‪.‬‬
‫فقد نصت املادة األوىل من هذا القانون على ذلك كما يلي‪ ":‬يهدف هذا القانون إىل ما أييت‪:‬‬
‫‪ -‬دعم التدابري الرامية إىل الوقاية من الفساد ومكافحته‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز النزاهة و املسؤولية و الشفافية يف تسيري القطاعني العام واخلاص‪.‬‬
‫‪ -‬تسهيل ودعم التعاون الدويل واملساعدة التقنية من أجل الوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬مبا يف‬
‫ذلك اسرتداد املوجودات"‪.30‬‬
‫وابعتبار أجنر ائم الفسادسبب يف إهدار املال العام‪ ،‬فهي تعد من أكرب املشكالت العاملية اليت جتمع‬
‫املؤسسات احمللية والدولية على اعتبارها العقبة الرئيسية أما ما لسري احلسن للمرافق اإلدارية واستمرارية تقدي‬
‫اخلدمات للمواطنني على أحسن وجه‪ ،‬وضماان لتكريس الشفافية يف أداء الوظيفة العامة وتسيري املال العام‪،‬‬
‫أخذ املشرع اجلزائري على عاتقه إعادة النظر يف السياسة املالية مبا يتالءم وترشيد النفقات العمومية‪.‬‬
‫جاء يف نص املادة ‪ 134‬من األمر‪ 3111-03‬ما يلي‪" :‬تطبق العقوابت السارية على النصب‪ ،‬على‬
‫كل شخص خالف يف تصرفه‪ ،‬سواء حلسابه اخلاص أو حلساب شخص معنوي‪ ،‬أحد أحكام املواد ‪76‬‬
‫و‪ 80‬و‪ 81‬من هذا األمر"‪.‬‬
‫وإذ ا كانت األنظمة القانونية جلميع الدول تتضمن النص على الرقابة املالية السابقة على تنفيذ امليزانية‬
‫بوجه عام وعلى تنفيذ النفقات العامة بوجه خاص؛ فإهنا ليست جمتمعة على الكيفيات اليت متارس هبا هذه‬
‫الرقابة واجلهة اليت تتوالها‪.‬‬
‫ففي إيطاليا مثال يتوىل الرقابة املالية على تنفيذ النفقات العمومية مندوبون من حمكمة احملاسبات‪ ،‬ويف‬
‫إجنلرتا يراقب االلتزام ابلنفقات العمومية مكتب "املراقب املدقق العام" الذي يقوم مقام حماكم احملاسبات يف‬
‫الدول األخرى اليت توجد هبا هذه احملاكم‪.32‬‬

‫‪82‬‬
‫اإلصالح امليزانيايت يف اجلزائر‬

‫ويف فرنسا ومصر واجلزائر‪ ،‬فإن مهمة الرقابة السابقة عل تنفيذ النفقات العمومية تعود إىل وزارة املالية‬
‫اليت متارسها من خالل ممثلها على مستوى كافة الوزارات واهليئات واملؤسسات العمومية‪ ،‬والذي تطلق عليه‬
‫يف هذه الدول تسمية "املراقب املايل" (‪.)Le Contrôleur Financier‬‬
‫‪ .2.1.3‬آليات الرقابة على التسيري املايل‬
‫تتولىأجهزة خمتلفة مراقبة التسيير املايل واحملاسيب ملصاحل الدولة‪ ،‬وهذا وفقا لإلجراءات املنصوص عليها‪ ،‬ومن‬
‫هذه األجهزة املفتشية العامة للمالية اليت حددت صالحياهتا مبوجب املرسوم التنفيذي رقم ‪،33272-08‬‬
‫حيث نصت املادة ‪ 02‬علىأنه‪ " :‬متارس رقابة املفتشية العامة للمالية على التسيير املايل واحملاسيب على‬
‫مصاحل الدولةواجلماعااتإلقليميةوكذا اهليئات واملؤسسات اخلاضعةلقواعداحملاسبةالعمومية"‪.‬‬
‫إانلعملعلىتنفيذأوصرفالنفقااتلعامةامللتزمبها‪،‬يستوجباتباعإجراءاتومراحلقانونية‪،‬ومنضمنهاإخضاعهاللرق‬
‫ابةاملاليةاملسبقةللمراقباملايل‪ ،‬أي أن توقيت الرقابة يكون ابلتحديد قبل القيام بعملية صرف النفقة وقبل‬
‫االلتزام القانوين هبا‪ ،‬والذي يطلق عليه البعض "االرتباط ابلنفقة" أوعقدها(‪،)Engagement‬وهو عبارة‬
‫عن الواقعة املادية أو القانونية اليت ترتب التزاما على عاتق اإلدارة العامة (تعيني موظف أو إبرام صفقة مع‬
‫مقاول)‪ ،‬أي ميالد ووجود دين يف ذمة اإلدارة العامة‪.‬‬
‫وابلرجوع إىل املرسوم التنفيذي رقم ‪34374-09‬جند أن املشرع اجلزائري أسند إىل املراقب املايل‬
‫مهمة الرقابة البعدية (الالحقة) على بعض النفقات املتعلقة بعمليات ممولة من ميزانية الدولة ‪ ،‬يتأكد من‬
‫خالهلا من سالمة اإلجراءات القانونية اليت حتددها خمتلف القوانني واألنظمة املعمول هبا‪.‬‬
‫‪ .2.3‬مسؤولية اآلمرين ابلصرف على تنفيذ امليزانية‬
‫مبجرد أن يتم حتديد هذا اإلطار العام من قبل مسؤول الربانمج‪ ،‬ينظم مسؤول النشاط طريقة‬
‫إعداد مشروعه جبميع مصاحله‪ ،‬من خالل اقرتاح برجمة للعمليات الذي ستكون مرتبطة ابألهداف‬
‫واملؤشرات والقيم املستهدفة وامليزانية التقديرية املوافقة‪.‬‬
‫تسمح املقرتحات املعدة من قبل املصاحل بتفحص املشروع بشكل عام مع مجيع املتدخلني‪ ،‬مما‬
‫يضمن أن األهداف والربجمة املختارة للعمل مناسبة مع اإلطار املعتمد من قبل مسؤول الربانمج‪.‬‬
‫‪ .1.2.3‬مهام اآلمرين ابلصرف‬
‫نصت املادة ‪ 02‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪35404-20‬على مهام اآلمر ابلصرف يف امليزانية‬
‫اجلديدة كما يلي‪":‬العمليات املتعلقة بتسيري وتفويض االعتمادات املالية من اختصاص اآلمرين ابلصرف‪.‬‬
‫‪83‬‬
‫سرابح خالد‪ ،‬بن عتو بن علي‬

‫يتوىل اآلمرون ابلصرف برجمة وتوزيع ووضع االعتمادات املالية حتت التصرف‪ ،‬ويلتزمون ابلنفقات‬
‫ويقومون بتصفيتها واألمر بصرفها أو حترير احلواالت"‬
‫وعليه يتوىل اآلمر ابلصرف املرحلة اإلدارية املتمثلة يف‪:‬‬
‫‪-‬مرحلة االلتزام ابلنفقة‪:‬يقصد اباللتزام ابلنفقة السبب الذي جيعل اإلدارة مدينة مببلغ من النفقات‬
‫العمومية جتاه شخص أخر يدعى الدائن ابلنفقة‪.‬‬
‫‪-‬مرحلة تصفية النفقة ‪ :‬و يقصد هبا إثبات أداء دائن اإلدارة ما عليه من خدمة من جهة و كذا حساب‬
‫مبلغ النفقة بناء على مقدار تلك اخلدمة‪.‬‬
‫‪-‬مرحلة حترير حوالة الدفع‪ :‬يقصد حبوالة الدفع الوثيقة اليت يصدرها اآلمر ابلصرف و اليت تبني مبلغ‬
‫النفقة ( املطابق للعم ل املنجز) و اسم املستفيد من النفقة‪ ،‬و إرساهلا للمحاسب العمومي قصد القيام‬
‫بدفع مبلغ النفقة للدائن املستفيد منها‪.‬‬
‫‪ .2.2.3‬مسؤولية اآلمرين ابلصرف على حسن األداء وتنفيذ الربامج‬
‫خول املشرع جمللس احملاسبة صالحية توقيع غرامات مالية ضد اآلمرين ابلصرف ‪ ،‬يف حالة أتخريهم أو‬
‫رفضهم تقدي احلساابت واملستندات الثبوتية الالزمة لذلك يف اآلجال احملددة‪ ،‬ترتاوح ما بني‪1000‬دج‬
‫و‪ 10.000‬دج ‪ ،‬وميكن أن تشدد العقوبة يف حالة جتاوز اآلجال اجلديدة املقررة وهذا عن طريق توقيع‬
‫إكراه مايل يقدر مبائة ‪ 100‬دج عن كل يوم أتخريه ملدة ال تتجاوز ستني يوما‪ ،‬وبتجاوز هذه املدة ميكن‬
‫أن يكيف موقف اآلمر ابلصرف على أنه عرقلة لسري العدالة‪ ،‬وتطبق عليه ابلتايل األحكام اليت يقررها‬
‫قانون العقوابت‪،‬ويطلب جملس احملاسبة من السلطات اإلدارية املعنية تعيني عون جديد يكلف بتقدي‬
‫احلساابت بدال منه يف أجل حمدد‪.‬‬
‫لقد ألزم قانون العضوي ‪ 15-18‬اآلمرين ابلصرف إعداد تقارير دورية عن مدى سري الربامج‬
‫املوكلة هلم حتت طائلة توقيع اجلزاءات يف حال أي إخالل بواجباهتم‪.‬‬
‫‪.4‬خامتة‪:‬‬
‫إن اإلصالح الذي ورد يف القانون العضوي ‪ 15-18‬يعترب جماال لتصحيح كافة االختالالت اليت‬
‫عرفها القانون العضوي السابق ‪ ،17-84‬حيث مت عصرنة النظام املايل من خالل اإلصالحات املتعلقة‬
‫ابمليزانية العامة للدولة يف اجلزائر يف مجيع جوانبها ‪ ،‬سواء تعلق األمر إبعدادها أو شكلها أو مضموهنا أو‬

‫‪84‬‬
‫اإلصالح امليزانيايت يف اجلزائر‬

‫دورهتا وحىت املبادئ اليت حتكمها حىت يتم حتقيق األهداف املرجوة واملتمثلة أساسا يف تسيري نوعي للنشاط‬
‫املايل للدولة‪.‬‬
‫أتسيسا على ما سبق ميكن اقرتاح التوصيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ضرورة تكثيف الدورات التكوينية املتعلقة هبذا اإلصالح يف مجيع اهليئات اإلدارية واملالية‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد وتفعيل النصوص القانونية اليت جاء هبا القانون العضوي ‪ 15-18‬واليت توضح أهداف‬
‫ومربرات هذا اإلصالح امليزانيايت‪.‬‬
‫‪ -‬نشر كل املستجدات املتعلقة ابلتسيري امليزانيايت عرب كافة الوسائط االلكرتونية حىت يتسىن‬
‫للمتدخلني يف اجملال املايل التعرف على التقنيات املستحدثة يف تنفيذ امليزانية العامة‪.‬‬

‫قائمة املصادر واملراجع‬


‫أوال‪-‬قائمة املصادر‪:‬‬
‫‪ -1‬القانون العضوي رقم ‪ 15-18‬املؤرخ يف ‪ 22‬ذي احلجة ‪1439‬ه املوافق ‪ 02‬سبتمرب‬
‫‪ 2018‬متعلق بقوانني املالية‪،‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬عدد ‪،53‬‬
‫صادر يف ‪ 02‬سبتمرب ‪2018‬م‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ -2‬القانون ‪ 21-90‬املؤرخ يف ‪ 14‬حمرم ‪1411‬هـ املوافق ‪15‬أوت ‪،1990‬يتعلق ابحملاسبة‬
‫العمومية‪ ،‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬عدد ‪ ،35‬صادر يف ‪15‬أوت‬
‫‪1990‬م‪ ،‬ص ‪.1131‬‬
‫‪ -3‬القانون ‪ 17-84‬املؤرخ يف ‪ 08‬شوال ‪ 1404‬املوافق ‪ 07‬جويلية ‪ 1984‬املتعلق بقوانني‬
‫املالية‪،‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية ‪ ،‬الصادرة يف ‪ 11‬شوال ‪ 1404‬املوافق‬
‫‪ 10‬جويلية ‪،1984‬العدد‪ ،28‬ص ‪.1040‬‬

‫‪85‬‬
‫سرابح خالد‪ ،‬بن عتو بن علي‬

‫‪ -4‬القانون رقم ‪ 16-20‬املؤرخ يف ‪ 16‬مجادى األوىل ‪1442‬هـ املوافق ‪ 31‬ديسمرب ‪2020‬م‪،‬‬


‫يتضمن قانون املالية لسنة ‪2021‬م‪ ،‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية ‪،‬‬
‫الصادرة يف ‪ 16‬مجادى األوىل ‪1442‬هـ املوافق ‪ 31‬ديسمرب ‪2020‬م ‪،‬العدد‪ ،83‬ص ‪.3‬‬
‫‪ -5‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 353-20‬املؤرخ يف ‪ 14‬ربيع الثاين ‪1442‬ه ـ‪ 30‬نوفمرب ‪2020‬م ‪،‬‬
‫حيدد العناصر املكونة لتصنيفات إيرادات الدولة‪ ،‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية‬
‫الشعبية ‪ ،‬الصادرة يف ‪20‬ربيع الثاين ‪1442‬ه ـ ‪ 06‬ديسمرب ‪2020‬م ‪،‬العدد‪ ،73‬ص ‪.4‬‬
‫‪ -6‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 354-20‬املؤرخ يف ‪ 14‬ربيع الثاين ‪1442‬ه ـ ‪ 30‬نوفمرب ‪2020‬م ‪،‬‬
‫حيدد العناصر املكونة لتصنيفات إيرادات الدولة‪ ،‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية‬
‫الشعبية ‪ ،‬الصادرة يف ‪20‬ربيع الثاين ‪1442‬ه ـ ‪ 06‬ديسمرب ‪2020‬م ‪،‬العدد‪ ،73‬ص ‪.5‬‬
‫‪ -7‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 335-20‬املؤرخ يف ‪ 6‬ربيع الثاين ‪1442‬هـ املوافق ‪ 22‬نوفمرب‬
‫‪2020‬م‪ ،‬حيدد كيفيات تصميم و إعداد اإلطار امليزانيايت املتوسط املدى‪ ،‬اجلريدة الرمسية للجمهورية‬
‫اجلزائرية الدميقراطية الشعبية ‪ ،‬الصادرة يف ‪16‬ربيع الثاين ‪1442‬ه ـ ‪ 02‬ديسمرب ‪2020‬م‬
‫‪،‬العدد‪ ،71‬ص ‪.3‬‬
‫‪ -8‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 414 – 92‬املؤرخ يف ‪ 19‬مجادى األوىل ‪ 1413‬املوافق ‪ 14‬نوفمرب‬
‫‪، 1992‬يتعلق ابلرقابة السابقة للنفقات اليت يلتزم هبا‪،‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية‬
‫الشعبية‪،‬العدد ‪ ،82‬الصادرة بتاريخ ‪20‬مجاداىألوىل‪ ،1413‬ص ‪.2101‬‬
‫‪ -9‬القانون‪ 01-06‬مؤرخ يف ‪ 21‬حمرم ‪1427‬هـ املوافق ‪ 20‬فرباير ‪2006‬م‪ ،‬يتعلق ابلوقاية من‬
‫الفساد ومكافحته‪ ،‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬العدد‪14‬الصادر يف ‪8‬‬
‫صفر ‪1427‬ه ـ املوافق ‪ 08‬مارس ‪ 2006‬م‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪ -10‬األمر ‪ ،11-03‬املؤرخ يف ‪ 27‬مجادى الثانية ‪1424‬هـ املوافق ‪ 26‬أوت ‪2003‬م يتعلق‬
‫ابلنقد والقرض‪ ،‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬العدد‪52‬الصادر يف ‪28‬‬
‫مجادى الثانية ‪1424‬هـ املوافق ‪ 27‬أوت ‪2003‬م ‪ ،‬ص ‪.3‬‬

‫‪86‬‬
‫اإلصالح امليزانيايت يف اجلزائر‬

‫‪ -11‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 272 -08‬املؤرخ يف ‪ 6‬رمضان ‪1429‬هـ املوافق ‪ 6‬سبتمرب‬


‫‪ 2008‬م‪ ،‬حيدد صالحيات املفتشية العامة للمالية‪ ،‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية‬
‫الشعبية‪ ،‬العدد‪50‬الصادر يف ‪ 7‬رمضان ‪1429‬هـ املوافق ‪ 7‬سبتمرب ‪2008‬م‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪ -12‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 374-09‬املؤرخ يف ‪ 28‬ذي القعدة ‪ 1430‬املوافق ‪ 16‬نوفمرب‬
‫‪،2009‬يعدل و يتمم املرسوم التنفيذي رقم ‪ 414 -92‬املؤرخ يف ‪ 14‬نوفمرب ‪ 1992‬واملتعلق‬
‫ابلرقابة السابقة للنفقات اليت يلتزم هبا‪ ،‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية ‪،‬العدد‬
‫‪، 67‬الصادرة يف ‪ 02‬ذي احلجة ‪ 1430‬املوافق ‪ 19‬نوفمرب ‪، 2009‬ص‪.‬ص‪.7 -3.‬‬
‫‪ -12‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 404 -20‬املؤرخ يف ‪ 14‬مجادى األوىل ‪1442‬ه ـ املوافق ‪29‬‬
‫ديسمرب ‪ 2020‬م حيدد كيفيات تسيري وتفويض االعتمادات املالية‪ ،‬اجلريدة الرمسية للجمهورية‬
‫اجلزائرية الدميقراطية الشعبية ‪،‬العدد ‪، 19‬الصادرة يف ‪ 14‬مجادى األوىل ‪1442‬ه ـ املوافق ‪29‬‬
‫ديسمرب ‪2020‬م‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫اثنيا‪-‬قائمة املراجع‬
‫‪/1‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -1‬أمحد خلف حسني الدخيل‪ ،‬املالية العامة من منظور قانوين‪ ،‬املؤسسة احلديثة للكتاب‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪ ،‬طرابلس‪ ،‬لبنان‪.2019 ،‬‬
‫‪ -2‬صفوت عبد السالم عوض هللا‪ ،‬علم املالية العامة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬
‫‪ -3‬أعمر حيياوي ‪ ،‬مسامهة يف دراسة املالية العامة " النظرية العامة وفقا للتطورات الراهنة" ‪ ،‬دار‬
‫هومة ‪.2010،‬‬
‫‪ -4‬يلس شاوش بشري ‪ ،‬املالية العامة "املبادئ العامة وتطبيقاهتا يف القانون اجلزائري"‪ ،‬ديوان‬
‫املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬وهران‪.2007 ،‬‬
‫‪ -5‬حممد مسعي‪ ،‬احملاسبة العمومية‪ ،‬دار اهلدى للطباعة والنشر التوزيع‪، ،‬اجلزائر‪.2003،‬‬
‫‪ -6‬حسن عواضة‪ ،‬املالية العامة " دراسة مقارنة"‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة ‪03‬‬
‫‪.1973،‬‬

‫‪87‬‬
‫سرابح خالد‪ ،‬بن عتو بن علي‬

‫اهلوامش‪:‬‬

‫‪ -1‬أمحد خلف حسني الدخيل‪ ،‬املالية العامة من منظور قانوين‪ ،‬املؤسسة احلديثة للكتاب‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬طرابلس‪ ،‬لبنان‪،2019 ،‬‬
‫ص ‪.191‬‬
‫‪ -2‬صفوت عبد السالم عوض هللا‪ ،‬علم املالية العامة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪ ،‬ص‪.267‬‬
‫‪ -3‬صفوت عبد السالم عوض هللا‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.268‬‬
‫‪ -4‬القانون العضوي رقم ‪ 15-18‬املؤرخ يف ‪ 22‬ذي احلجة ‪1439‬ه املوافق ‪ 02‬سبتمرب ‪ 2018‬متعلق بقوانني املالية‪،‬اجلريدة‬
‫الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬عدد ‪ ،53‬صادر يف ‪ 02‬سبتمرب ‪2018‬م‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ -5‬القانون ‪ 21-90‬املؤرخ يف ‪ 14‬حمرم ‪1411‬هـ املوافق ‪15‬أوت ‪،1990‬يتعلق ابحملاسبة العمومية‪ ،‬اجلريدة الرمسية للجمهورية‬
‫اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬عدد ‪ ،35‬صادر يف ‪15‬أوت ‪1990‬م‪ ،‬ص ‪.1131‬‬
‫‪ -6‬صفوت عبد السالم عوض هللا‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.269‬‬
‫‪ -7‬القانون ‪ 17-84‬املؤرخ يف ‪ 08‬شوال ‪ 1404‬املوافق ‪ 07‬جويلية ‪ 1984‬املتعلق بقوانني املالية‪،‬اجلريدة الرمسية للجمهورية‬
‫اجلزائرية الدميقراطية الشعبية ‪ ،‬الصادرة يف ‪ 11‬شوال ‪ 1404‬املوافق ‪ 10‬جويلية ‪،1984‬العدد‪ ،28‬ص ‪.1040‬‬

‫‪ -8‬أعمر حيياوي ‪ ،‬مسامهة يف دراسة املالية العامة " النظرية العامة وفقا للتطورات الراهنة" ‪ ،‬دار هومة ‪ ، 2010،‬ص ‪.46‬‬

‫‪ -9‬أنظر املادة ‪ 24‬من القانون ‪ ،21- 90‬املرجع السابق‪.‬‬


‫‪ -10‬يلس شاوش بشري ‪ ،‬املالية العامة "املبادئ العامة وتطبيقا هتا يف القانون اجلزائري"‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬وهران‪2007 ،‬‬
‫‪ ،‬ص‪.61‬‬
‫‪ -11‬يلس شاوش بشري‪ ،‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -12‬أنظر املادة ‪ 35‬من القانون ‪ ،17-84‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 13‬ـ حممد مسعي‪ ،‬احملاسبة العمومية‪ ،‬دار اهلدى للطباعة والنشر التوزيع‪، ،‬اجلزائر‪،2003،‬ص‪.‬ص‪.73-72‬‬
‫‪88‬‬
‫اإلصالح امليزانيايت يف اجلزائر‬

‫‪ -14‬املادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ ، 17-84‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.1042‬‬


‫‪ -15‬أنظر القانون رقم ‪ 16-20‬املؤرخ يف ‪ 16‬مجادى األوىل ‪1442‬هـ املوافق ‪ 31‬ديسمرب ‪2020‬م‪ ،‬يتضمن قانون املالية لسنة‬
‫‪ 2021‬م‪ ،‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية ‪ ،‬الصادرة يف ‪ 16‬مجادى األوىل ‪1442‬هـ املوافق ‪ 31‬ديسمرب‬
‫‪2020‬م ‪،‬العدد‪ ،83‬ص ‪.3‬‬
‫‪ -16‬ملادة ‪36‬من القانون رقم ‪ ، 17-84‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.1044‬‬
‫‪ -17‬املادة ‪ ،87‬الفقرة ج‪ ،‬من القانون العضوي ‪ ،15-18‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ -18‬أنظر املادة ‪ 2‬من القانون العضوي ‪ ،15-18‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ -19‬أنظر املادة ‪ 06‬القانون رقم ‪ ، 17-84‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.1040‬‬
‫‪ -20‬أنظر املادة ‪ 3‬من القانون العضوي ‪ ،15-18‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ -21‬صفوت عبد السالم عوض هللا‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.274‬‬
‫‪ -22‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 353-20‬املؤرخ يف ‪ 14‬ربيع الثاين ‪1442‬ه ـ‪ 30‬نوفمرب ‪2020‬م ‪ ،‬حيدد العناصر املكونة لتصنيفات‬
‫إيرادات الدولة‪ ،‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية ‪ ،‬الصادرة يف ‪20‬ربيع الثاين ‪1442‬ه ـ ‪ 06‬ديسمرب ‪2020‬م‬
‫‪،‬العدد‪ ،73‬ص ‪.4‬‬
‫‪ -23‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 354-20‬املؤرخ يف ‪ 14‬ربيع الثاين ‪1442‬ه ـ ‪ 30‬نوفمرب ‪2020‬م ‪ ،‬حيدد العناصر املكونة لتصنيفات‬
‫إيرادات الدولة‪ ،‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية ‪ ،‬الصادرة يف ‪20‬ربيع الثاين ‪1442‬ه ـ ‪ 06‬ديسمرب ‪2020‬م‬
‫‪،‬العدد‪ ،73‬ص ‪.5‬‬
‫‪ -24‬أمحد خلف حسني الدخيل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.206‬‬
‫‪ -25‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 335-20‬املؤرخ يف ‪ 6‬ربيع الثاين ‪1442‬هـ املوافق ‪ 22‬نوفمرب ‪2020‬م‪ ،‬حيدد كيفيات تصميم وإعداد‬
‫اإلطار امليزانيايت املتوسط املدى‪ ،‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية ‪ ،‬الصادرة يف ‪16‬ربيع الثاين ‪1442‬ه ـ ‪02‬‬
‫ديسمرب ‪2020‬م ‪،‬العدد‪ ،71‬ص ‪.3‬‬
‫‪ -26‬أنظر املادة ‪ ،4‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،335-20‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -27‬أنظر املادة ‪ 23‬الفقرة األوىل من القانون القانون العضوي ‪ ،15-18‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪-28‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 414 – 92‬املؤرخ يف ‪ 19‬مجادى األوىل ‪ 1413‬املوافق ‪ 14‬نوفمرب ‪،1992‬يتعلق ابلرقابة السابقة‬
‫للنفقات اليت يلتزم هبا‪،‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪،‬العدد ‪ ،82‬الصادرة بتاريخ ‪20‬مجاداىألوىل‪ ،1413‬ص‬
‫‪.2101‬‬
‫‪ -29‬القانون‪ 01-06‬مؤرخ يف ‪ 21‬حمرم ‪1427‬هـ املوافق ‪ 20‬فرباير ‪2006‬م‪ ،‬يتعلق ابلوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬اجلريدة‬
‫الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬العدد‪14‬الصادر يف ‪ 8‬صفر ‪1427‬ه ـ املوافق ‪ 08‬مارس ‪ 2006‬م‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪ -30‬املادة األوىل من القانون‪ ،01-06‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪ -31‬األمر ‪ ،11-03‬املؤرخ يف ‪ 27‬مجادى الثانية ‪1424‬هـ املوافق ‪ 26‬أوت ‪2003‬م يتعلق ابلنقد والقرض‪ ،‬اجلريدة الرمسية‬
‫للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬العدد‪52‬الصادر يف ‪ 28‬مجادى الثانية ‪1424‬هـ املوافق ‪ 27‬أوت ‪2003‬م ‪ ،‬ص ‪.3‬‬

‫‪89‬‬
‫سرابح خالد‪ ،‬بن عتو بن علي‬

‫‪ -32‬حسن عواضة‪ ،‬املالية العامة " دراسة مقارنة"‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة ‪ ،1973، 03‬ص‪.262‬‬
‫‪ -33‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 272 -08‬املؤرخ يف ‪ 6‬رمضان ‪1429‬هـ املوافق ‪ 6‬سبتمرب ‪2008‬م‪ ،‬حيدد صالحيات املفتشية العامة‬
‫للمالية‪ ،‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬العدد‪50‬الصادر يف ‪ 7‬رمضان ‪1429‬هـ املوافق ‪ 7‬سبتمرب ‪2008‬م‪،‬‬
‫ص ‪.8‬‬
‫‪ -34‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 374-09‬املؤرخ يف ‪ 28‬ذي القعدة ‪ 1430‬املوافق ‪ 16‬نوفمرب ‪،2009‬يعدل و يتمم املرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 414 -92‬املؤرخ يف ‪ 14‬نوفمرب ‪ 1992‬واملتعلق ابلرقابة السابقة للنفقات اليت يلتزم هبا‪ ،‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية‬
‫الدميقراطية الشعبية ‪،‬العدد ‪، 67‬الصادرة يف ‪ 02‬ذي احلجة ‪ 1430‬املوافق ‪ 19‬نوفمرب ‪، 2009‬ص‪.‬ص‪.7 -3.‬‬
‫‪ -35‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 404 -20‬املؤرخ يف ‪ 14‬مجادى األوىل ‪1442‬ه ـ املوافق ‪ 29‬ديسمرب ‪2020‬م حيدد كيفيات تسيري‬
‫وتفويض االعتمادات املالية‪ ،‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية ‪،‬العدد ‪، 19‬الصادرة يف ‪ 14‬مجادى األوىل‬
‫‪1442‬ه ـ املوافق ‪ 29‬ديسمرب ‪2020‬م‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪90‬‬

You might also like