Professional Documents
Culture Documents
تعبر الميزانية العامة عن النفقات واإليرادات التي تسمح لمدولة بتمويل المرافق العامة واإلستجابة لمختمف حاجيات
المجتمع ،فيي أداة من أدوات السياسة المالية لتحقيق أغراض الدولة اإلقتصادية واإلجتماعية ،تساىم المي ازنية في توجيو
إقتصاد الدولة حيث تقوم بتقدير إيراداتيا ونفقاتيا قصد تفادي الوقوع في العجز الموازني ،ما يميز الميزانية ىي كونيا
نظرة توقعية ومستقبمية.
ىي وثيقة ىدفيا تقدير النفقات الضرورية إلشباع الحاجات العامة واإليرادات الالزمة لتغطية ىذه النفقات عن فترة
عادة ما تكون سنة ،وتكون مصادق عمييا من الييئة التشريعية.
كما تعرف أيضا بأنيا :وثيقة تتضمن نفقات الدولة وايراداتيا لمدة سنة تعدىا السمطة التنفيذية (الحكومة) وتصادق
عمييا الييئة التشريعية (البرلمان).
* الميزانية هي نظرة تقديرية :تقوم الميزانية عمى أساس التوقع حيث يتم تقدير كل من النفقات واإليرادات لمسنة
المقبمة.
* الميزانية تستوجب الترخيص :تقوم السمطة التنفيذية بإعداد وثيقة الميزانية العامة وتقدم لمسمطة التشريعية إلعتمادىا
واجازتيا وفقا لقانون ،فال يمكن أن تكون الميزانية سارية المفعول إال بعد موافقة الييئة التشريعية ،فالترخيص يسمح
لمحكومة بالقيام بنشاطاتيا خاصة فيما يتعمق بالتحصيل.
* الجانب اإلقتصادي :تعتبر الميزانية أداة لتحقيق أىداف الدول اإلقتصادية وتتبع األوضاع السائدة من تضخم
وانكماش ،وتعمل الميزانية العامة عمى توجيو جميع نواحي اإلقتصاد وليا آثار كبيرة عمى اإلنتاج الوطني وعمى مستويات
النشاط في كافة القطاعات.
* الجانب السياسي :عادة ما تمثل ورقة ضغط تمارس عمى الحكومات من قبل الييئات التشريعية التي تقرىا
وتعتمدىا وتناقشيا وتعدليا وقد تصل إلى حد الرفض أحيانا.
-4المبادئ العامة للميزانية:
أ -مبدأ السنوية :يتم التوقيع والترخيص لنفقات وايرادات الدولة بصفة منتظمة ودورية ويعود ىذا لعدة إعتبارات:
٭ اإلعتبارات المالية :تعد فترة السنة ىي الفترة التي تمارس فييا أغمب النشاطات اإلقتصادية ،حيث أن السنة ىي
المدة التي تسمح بتقدير النفقات واإليرادات (ال يمكن تقدير أكثر من ذلك نظ ار لتغير الظروف اإلقتصادية والمالية)،
وتعتمد عمى ما تم القيام بو خالل السنة الماضية ودراسة اإلتجاىات المختمفة.
يعني أن تتضمن الميزانية قسم خاص بالنفقات وقسم خاص باإليرادات ،بحيث يكون كل قسم مستقل عن اآلخر،
األمر الذي يسيل الرقابة البرلمانية عمى الميزانية.
يقر ىذا المبدأ بتساوي اإليرادات والنفقات ،فإذا زادت النفقات عمى اإليرادات فإن الميزانية ستعرف إختالال أي وجود
عجز موازني ،وتكون بذلك غير مستوفية ليذا المبدأ ،لكن في الوقت الراىن قل ما يؤخذ بيذا المبدأ ،وقد تمجأ الدول إلى
العجز حسب الظروف اإلقتصادية السائدة.
يطمق لفظ دورة المي ازنية العامة عمى المراحل الزمنية المتعاقبة والمتداخمة التي تمر بيا ميزانية الدولة تحقيقا
لممسؤوليات المشتركة بين السمطات التنفيذية والتشريعية:
أ -مرحلة اإلعداد :تقوم السمطة التنفيذية بتحضير الميزانية العامة عن طريق تجميع المعمومات الخاصة باإليرادات
ومصادرىا وكيفية تحصيميا ،وانفرادىا بيذه الميمة مرده مايمي:
-إمتالكيا لممعمومات الضرورية المتعمقة بإحتياجات المجتمع والمرافق العامة الالزمة لمسير الحسن لمدولة؛
-قدرتيا عمى تقدير نفقاتيا وايراداتيا لتنفيذ خطة عمميا وتحقيق األىداف العامة لسياستيا؛
-تحضير مشروع الميزانية العامة ينطمق من الظروف اإلقتصادية ومنو يراعى اإلنسجام في النشاط المالي لمدولة؛
-قيام وزير المالية باإلشراف عمى تحضير مشروع الميزانية والذي يناقش أوال بين مختمف الو ازرات ثم يطرح عمى
الييئة التشريعية لممناقشة والتصويت والمصادقة.
ب -مرحلة اإلعتماد:
يتم إعتماد الميزانية من طرف السمطة التشريعية التي تقوم بالموافقة عمى إقرار الضرائب كما تعمل عمى مراقبة موارد
الد ولة ،بعد المناقشة يتم التصويت عمى الميزانية ،ويتم إصدارىا بموجب قانون يسمى قانون المالية من قبل الييئة
التشريعية.
تقوم بيا السمطة التنفيذية وتنتقل بذلك الميزانية إلى التطبيق العممي حيث تقوم الحكومة ممثمة في و ازرة المالية في
تحصيل وجباية اإليرادات الواردة في الميزانية كما تتولى الموافقة عمى اإلنفاق عمى مختمف القطاعات كما ىو منصوص
عميو.
يتمثل اليدف من ىذه المرحمة في فحص الحسابات العامة ،ومع تزايد دور الدولة في النشاط اإلقتصادي بدأ اإلىتمام
بتطوير مرحمة الرقابة والمراجعة لكي تتماشى مع الميام الجديدة التي ألقيت عمى عاتقيا ،واتسع نطاق ىذه المرحمة
لتشمل إلى جانب الرقابة الحساسة رقابة تقسيمية ،تتخذ من التحميل العممي والدراسة الفنية أداة لتقييم األداء ورفع الكفاءة
وىكذا أصبحت الرقابة المالية بنوعييا الحسابي والتقييمي أىم مراحل دورة الميزانية.
يعتبر عجز الميزانية مشكمة تواجو كل الدول تقريبا حيث تزايدت النفقات العامة وأصبحت اإليرادات العامة غير كافية
لتمويميا ،مما أدى بالكثير منيا إلى الوقوع في العجز الموازني.
سياسة التمويل الداخلي (القروض الداخلية) :طرح سندات الخزينة لمواجية العجز ،لكن ىذه السياسة قد تؤدي
إلى إرتفاع حجم الدين العام الداخمي.
ترشيد النفقات العامة :عن طريق الحد من التبذير واإلسراف واإلستعمال الكفؤ لمموارد المتاحة.
سياسة التمويل الخارجي (اإلستدانة الخارجية) :تطرح العديد من المشاكل خاصة إمكانية الوفاء باإللتزامات تجاه
المقرضين ،أي تسديد أصل الدين زائد الفوائد والشروط الصعبة التي تضاف إلى األعباء المالية التي تتحمميا
خاصة الدول النامية والدول ذات اإلقتصاديات اليشة.