You are on page 1of 10

‫الم‬

‫المقدمة ‪:‬‬
‫تقتصر الميزانية العامة الدولة على تبيان اإليرادات النفقات النهائية للدولة‪ ،‬وهي تعتبر جزء من قانون المالية‪ ،‬و قانون‬
‫المالية ليس كالقوانين األخرى ألنه ال يتضمن عقوبات أو جزاءات مترتبة و إنما إجراءات تنظيمية موضوعة من طرف‬
‫الدولة من حيث تحصيل اإليرادات و تنفيذ النفقات وكما هي طبيعة البحوث تبني اإلشكالية و تجعل منها محور لها قمنا‬
‫صياغة بحثنا هذا في اإلشكالية التالية‪ :‬ما هو قانون المالية‪ ،‬وما مدى تأثير قانون المالية على االقتصاد؟‬

‫المبحث االول ‪ :‬قانون المالية‬

‫المطلب االول ‪ :‬دراسة عامة حول القانون المالية‬


‫إن عدم تدخل الدولة في الشؤون اإلقتصادية أدى إلى ظهور المبادىء التالية‪:‬‬

‫‪-‬عدم تأثير مالية الدولة عبر ميزانيتها‪.‬‬

‫‪-‬ضرورة توازن ميزانية الدولة‪.‬‬

‫‪-‬حيادية المالية العامة و لقد سادت هذه الفكرة فترة من الزمن لكنها لم تدم طويال‪.‬بسبب العوامل التالية‪:‬‬

‫‪-‬األزمة اإلقتصادية عام ‪.1929‬‬

‫‪-‬آثار الحرب العالمية األولى و الثانية‪.‬‬

‫‪-‬ظهور أفكار إشتراكية‪.‬‬

‫هذا ما أدى إلى تغير النظرة في مفهوم الدولة ودورها ووسائل و القوانين المالية المستعملة للتدخل في المبادىء‬
‫اإلقتصادية حيث ظهرت مبادىء أخرى ‪:‬‬

‫‪-‬تدخل الدولة ضروري في الحياة اإلقتصادية و المالية و النقدية من أجل تحقيق التوازن اإلقتصادي‪.‬‬

‫‪-‬ضرورة توجيه اإلقتصاد من طرف الدولة و عليه توجيه تدفقات األموال العامة و ذلك بتثريع قوانين جديدة تتماشى مع‬
‫الظروف الحالية ‪.‬‬

‫تطور قانون المالية في الجزائر‬


‫أول ميزانية للجزائر المستعمرة ظهرت في نص يعود تاريخه إلى عام ‪ 1839‬الذييقر ميزانية عامة للمصالح اإلستعمارية‬
‫في الجزائر و في أول أوت ‪ 1898‬أنشأتالمفاوضات المالية (جمعيات المفاوضات المالية ‪ (، )1944-1898‬الجمعيةالمالية‬
‫الجزائرية ‪( ،)1946 -1945‬لجمعية الجزائرية ‪)1956-1947‬‬
‫وفي عام ‪ 1931‬أعترف للجزائر بالشخصية المالية بالرغم من كون ميزانيتهاتقترب من الميزانيات المحلية سواء في‬
‫تكوينها أو شكلها ‪ ،‬و في ‪20‬سبتمبر ‪ 1947‬ألغيت المفاوضات المالية و أنشئ المجلس الجزائري الذي يقر ميزانيةعامة‬
‫تشمل ميزانية الجنوب التي كانت مستقلة عن األحكام التنظيمية والقانونية اإلدارية إال أنه يفتقر إلى الممارسة الكاملة‬
‫للسيادة المالية ‪،‬و بعد اإلستقالل و في ديسمبر ‪ 1962‬أول ميزانية للجزائر المستقلة إتسمتبجانب المحافظة على سير‬
‫جهاز الدولة و تجسيد لوجودها خصوصا على الصعيدالمالي و التنظيمي نظرا لغياب التخطيط و ضعف اإلمكانيات المالية و‬
‫إصدارأول قانون رقم ‪ 02-88‬المؤرخ في ‪ 12‬جانفي ‪ 1988‬المتضمن التوجيه و التخطيط ‪،‬فأنه يمكن للدولة إصدار قانون‬
‫للمالية بحيث يوجه و يؤطر السياسات الماليةو المالية العامة للجزائر لضمان توجيه موحد للتنمية و الوصول إلى الهدف‬
‫وهو النهوض باالقتصاد المحلي‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف قانون المالية‬
‫ُيمكن تعريف الميزانية على أنها تحقيق أهداف مالية مستقبلية محددة‪ ،‬عن طريق دراسة إيرادات وتكاليف وظروف‬
‫مشروع ما خالل فترة معينة‪ ،‬وهي أحد أهم ال ُّطرق اإلدارية التي تساعد على معرفة درجة إتقان األداء للعمل‪ ،‬وتساعد‬
‫على تحقيق األهداف المالية‪ ،‬كما تساعد على التعامل مع الكوارث والمواقف المالية التي تم توقعها سابقاً‪ ]١[.‬و ُيمكن‬
‫تعرف الميزانية على أنها ملخص يشمل اإليرادات والمصروفات خالل فترة زمنية محددة‪ ،‬والتي تساعد على إدارة‬
‫األموال‪ ،‬و تحديد األولويات لألمور المراد اإلنفاق عليها‪ ،‬كما تساعد الميزانية على تحديد النفقات المهدرة والتقليل‬
‫منها‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬قانون المالية في الجزائر‬


‫‪ -‬المادة األولى تشير إلى استمرار تحصيل الضرائب المباشرة وغير المباشرة‪ ،‬والمداخيل األخرى لصالح الدولة والجماعات‬
‫المحلية والمؤسسات العمومية والهيئات المؤهلة قانو ًنا‪.‬‬

‫‪ -‬المادة الثانية تحدد مبلغ الموارد المتوقعة من الدولة لعام ‪ 2023‬بمبلغ محدد‪.‬‬

‫‪ -‬المادة الثالثة تتعلق برخص االلتزام واعتمادات الدفع وكيفية توزيعها حسب البرامج والتخصيصات‪.‬‬

‫‪ -‬المادة الرابعة تشير إلى تمويل هيئات الضمان االجتماعي في ميزانية القطاعات الصحية والمؤسسات االستشفائية‪.‬‬

‫‪ -‬يتم تمويل مساهمات الضمان االجتماعي على أساس المعلومات المتعلقة بالمؤمنين اجتماع ًيا وتحدد بمبلغ محدد‪.‬‬

‫‪ -‬ميزانية الدولة تغطي نفقات الوقاية والتكوين والبحث الطبي وتمويل العالج للمعوزين اجتماع ًيا‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬خصائص قانون المالية‬


‫‪ /1‬قانون المالية عملية سياسية‪:‬‬
‫ألنه ال يعتبر عملية تشريعية لوحدها و إنما يعبر عن النظام المالي للدولة و بالتالي سياسة إقتصادية‪.‬‬

‫‪/2‬خاصية اإلجازة ‪:‬‬


‫إن مشروع قانون المالية الذي تحضره الحكومة تحت إشراف وزارة المالية ال يكون قابل للتنفيذ إال إذا طالب بذلك‬
‫البرلمان و أصدره رئيس الجمهورية‬

‫‪ /3‬قانون المالية عملية سنوية وضرورية ‪:‬‬


‫يوضع قانون المالية لسنة واحدة حسب المادة ‪ 03‬من قانون ‪ 84/17‬لكن يمكن أن تطرأ على هذا المبدأ إستثناءات قد‬
‫تحدث كأن يجعل قانون المالية يمتد ألكثر من سنة و عندها قانون المالية القادم يكون أقل من سنة‬

‫‪ /4‬خاصية التقدير‬
‫هو عملية تقدير ألنه يتضمن تقديرات فيما يخص النفقات و بالتالي تقديرات الموارد لتغطية هذه‬

‫النفقات ‪.‬‬

‫ويتجسد فيما يلي ‪:‬‬

‫أ‪ /‬تقرير سنوي للتوازن اإلقتصادي و المالي و النتائج المحصل عليها و أفاق المستقبل ‪.‬‬

‫ب‪ /‬ملحقات تفسيرية تبين خاصة مايلي‪.‬‬

‫*التقسيمات حسب كل صنف من أصناف الضرائب ‪،‬ال سيما تلك المتعلقة باإلجراءات الجديدة ‪ ،‬و بصفة عامة تقديرات‬
‫الحواصل الناتجة عن موارد أخرى ‪.‬‬

‫*توزيع نفقات التسيير لمصالح الدولة حسب كل فصل المرفوقة عند اإلقتضاء بتقييم حول تطور تكاليف الخدمات ‪.‬‬
‫*توزيع النفقات ذات الطابع النهائي للمخطط السنوي ‪ ،‬حسب كل قطاع ‪.‬‬

‫*القامة الكاملة للرسوم شبه جبائية‪.‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬مصادر قانون المالية‬


‫المصادر الدستورية‬
‫يضع الدستور المبادىء األساسية للضرائب ‪ ،‬كما هومقر في المادة ‪ 64‬من دستور ‪ 1966‬كل المواطنون متساوون في‬
‫أداء الضريبة و يجب على كل واحد أن يشارك في تمويل التكاليف العمومية ‪ ،‬حسب قدرته الضريبية ال يجوز أن تحدث‬
‫أية ضريبة أو جباية أو رسم أو أي حق أيا كان‪،‬و يحدد المدة القصوى للبرلمان من أجل المصادقة على قانون المالية في‬
‫مدة أقصاها ‪ 75‬يوما من تاريخ إيداعه ‪.‬‬

‫كما ينص على أن التصويت على الميزانية من إختصاص البرلمان ‪ ،‬كما تنص المادة ‪ 123‬من الدستور “يشرع البرلمان‬
‫بقوانين عضوية في المجاالت التالية ‪:‬تنظيم السلطات العمومية و عملها ‪ ،‬نظام اإلنتخابات ‪ ،‬القانون المتعلق بقوانين‬
‫المالية ‪”،‬كذلك البرلمان له رقابة على كل القطاعات عن إستعمال اإلعتمادات المالية ” تقدم الحكومة لكل غرفة من‬
‫البرلمان عرضا عن إستعمال اإلعتمادات المالية التي أقرتها لكل سنة مالية “باإلضافة إلى رقابة مجلس المحاسبة و‬
‫المتمثلة في الرقابة البعدية ألموال الدولة و الجماعات اإلقليمية و المرافق العمومية وذلك بتقرير سنوي يرفع إلى رئيس‬
‫الجمهورية ‪.‬‬

‫مصادر التشريع الضريبي‪.‬‬


‫يعتبر علماء المالية أن التشريع الضريبي فرع من القانون المالي ‪ ،‬يتكفل بتنظيم االسس و القواعد المتعلقة بتقرير‬
‫اإليرادات العامة السيادية و جبايتها ‪ ،‬و العال قات القانونية التي تنشأ فيما بين السلطات الضريبية و الممولين ( المكلفين‬
‫بالضريبة)‬

‫و التشريع الضريبي هو جزء من كل ‪ ،‬إنه تشريع أكثر تخصصا ‪ ،‬يتناول الضرائب و الرسوم ‪ ،‬و هما موردان عاديان من‬
‫موارد المالية العامة‪ .‬من أركانه‬

‫أ‪-/‬تحديد أهداف الدولة التي تحددها فلسفتها السياسية و اإلقتصادية ‪ ،‬و ترجمة ما قد يطرأ على هذه األهداف من تغيرات‬
‫( و بذلك تتفاوت األهداف ما بين الدول الرأسمالية المتقدمة ‪ ،‬و الدول الرأسمالية المتخلفة و الدولة اإلشتراكية)‬

‫ب‪/‬إيجاد الوسيلة الالزمة أو مجموع الوسائل الالزمة ‪ ،‬لتحقيق أهداف الدولة اإلقتصادية و السياسية‪ ،‬و هذه الوسائل‬
‫تقوم على عنصرين ‪ :‬االول فني و الثاني تنظيمي‪.‬‬

‫– الفني يراعي ظروف البيئة الضريبية التي ستسري عليها أحكام التشريع الضريبي العام ‪ ،‬و ال سيما أن كل نظام‬
‫ضريبي ليس إال تعبيرا عن مجتمع معين في زمن معين‬

‫التنظيمي يتعلق من جهة باألجهزة اإلدارية المتعددة و المتشعبة التي تنهض بمهمات الجباية‪ ،‬و من جهة‬

‫أخرى بتحقيق التنسيق بين الضرائب المختلفة ‪ ،‬و ذلك بمراعات تجنب إحداث أي تصدع في كيان النظام الضريبي ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مكونات و أنواع وأهمية قانون المالية‬

‫المطلب االول‪ :‬مكونات قانون المالية‬


‫‪1‬األحكام المنظمة لعمليات مالية ‪.‬‬
‫يتمثل الجزء األول من قانون المالية في النصوص التشريعية و التي توضع في حالة حدوث تغيرات متعلقة بنفقات و‬
‫اإليرادات ‪.‬‬

‫‪2‬الجداول المتعلقة بالميزانية‪.‬‬


‫في الجزائر نجد ثالث جداول باإلضافة إلى الميزانية الملحقة هذه الجداول هي كاآلتي‪:‬‬
‫الجدول ‪:1‬‬

‫هو عبارة عن جدول يظهر مجموع اإليرادات النهائية و هي مجموع الحصيلة الضريبية تتضمن موارد الميزانية العامة‬
‫للدولة مايلي ‪:‬‬

‫*إيرادات عادية‪:‬‬

‫إيرادات جبائية‪:‬‬

‫الرسوم الجمركية‪ ،‬حقوق التسجيل‪IRG, TVA, IBS.‬إيرادات نهائية أخرى‪:‬‬

‫ايرادات نهائية اخرى‬

‫الدومين ‪ ،‬الهبات‪ ،‬الغرامات ‪ ،‬األتاوى ‪ ،‬اإليرادات النظامية‪.‬‬

‫*إيرادات غير عادية‪:‬‬

‫المتمثلة في الجباية البترولية‪ ،‬التي هي مجموع الضرائب و الرسوم التي تحصلها الدولة من السونطراك من عملية‬
‫تصدير المحروقات‬

‫‪-‬الجدول‪:2‬‬

‫ه‍‍و عبارة عن ميزانية التسيير فيه مجموع النفقات اإلدارية و هي مجموع األموال التي تنفقها الدولة لضمان السير‬
‫الحسن لاليدارات‪“ ،‬و تجمع نفقات التسيير في أربعة أبواب “هي‪:‬‬

‫*أعباء الدين العمومي و النفقات المحسومة من اإليرادات‪.‬‬

‫*تخصيصات السلطات العمومية‪.‬‬

‫*النفقات الخاصة بوسائل المصالح‪.‬‬

‫*التدخالت العمومية‬

‫‪-‬الجدول‪:3‬‬

‫يتعلق بنفقات التجهيز المصروفة من قبل الدولة‪ ،‬و تسجل نفقات التجهيزات العمومية و نفقات اإلستثمار و نفقات رأس‬
‫المال على شكل رخص برامج و تنفيذ بإعتمادات الدفع‪.‬‬

‫رخص البرامج‪:‬‬

‫الحد األعلى للنفقات التي يؤذن لآلمرين بالصرف بإستعمالها في تنفيذ اإلستثمارات المخططة و تبقى صالحة دون أي‬
‫تجديد لمدتها حتى يتم إلغاؤها‬

‫إعتمادات الدفع‪:‬‬

‫تمثل التخصيصات السنوية التي يمكن األمر بصرفها أو تحويلها أو دفعها لتغطية اإللتزامات المبرمة في إيطار رخص‬
‫البرامج المطبقة‪.‬‬

‫‪-‬باإلضافة إلى هذه الجداول لدينا الميزانية الملحقة الممنوحة من طرف الدولة للهيئات التجارية و اإلقتصادية التي ال‬
‫تتمتع بالشخصية المالية‬
‫المطلب الثاني‪:‬أنواع قانون المالية‪.‬‬

‫القانون المالية السنوي‪.‬‬


‫يعرف كذلك بقانون األساسي ‪ ،‬وحسب المادة ‪ 3‬من قانون ‪ 84/17‬هو يقر و يرخص مجمل موارد الدولة و أعبائها و كذا‬
‫الوسائل المالية األخرى المخصصة لتسيير المرافق العمومية ‪ ،‬كذلك يقر و يرخص المصاريف المخصصة للتجهيزات‬
‫العمومية و كذلك النفقات الخاصة برأسمال ‪.‬‬

‫قانون مالية تكميلي “المعدل”‪.‬‬


‫يمكن لقانون المالية المعدل دون سواه ‪ ،‬إتمام أحكام قانون المالية للسنة أو تعديلها خالل السنة الجارية‪،‬‬

‫“إن قانون المالية التكميلي هو الوحيد الذي يعدل قانون المالية السنوي و على هذا األساس فهو مرتبط به ‪ ،‬فقانون‬
‫المالية السنوي يكون معرض للخلل لتغير بعض المعطيات اإلقتصادية أو اإلجتماعية أو السياسية مما يستدعي التعديل‬
‫عن طريق القوانين التكميلية و يتم المصادقة على القوانين التكميلية بطريقتان‪:‬‬

‫* إما أن تعد الحكومة هذه القوانين و تقترحها على البرلمان للمصادقة عليها‪.‬‬

‫*إما أن تقوم الحكومات بإدخال هذه التعديالت على القانون األساسي بصفة مباشرة و ذلك بإستعمال سلطتها التنظيمية‬
‫المتمثلة في المراسيم التنفيذية لتعرضها فيما بعد على البرلمان للمصادقة عليها ‪.‬‬

‫*بالنسبة للنفقات إذا كانت غير كافية أو جديدة تظهر على شكل نفقات تكميلية أو جديدة ‪.‬‬

‫* بالنسبة لإليرادات إذا كانت غير كافية تطلب السلطة التنفيذية إيرادات جديدة (ضرائب ‪ ،‬رسوم) ‪“ ،‬مثل القانون‬
‫التعديلي ‪ 1997‬الذي خص بتعديل مادة من قانون مالية ‪ ، 1991‬يعتبر القانون الوحيد الذي بإمكانه تعديل قانون المالية‬
‫السنوي و لكن يمكن أن تكون هناك قوانين أخرى بإمكانها تعديل قانون المالية األساسي نظرا ألهميتها و حساسيتها ‪،‬‬
‫مثل القانون الضريبي‬

‫و يعتمد عليه في تحضير قوانين المالية أو قانون المالية للسنة القادمة و كذلك إستخراج الفوارق بين األرقام التقديرية و‬
‫األرقام الحقيقية‪.‬‬

‫قانون ضبط الميزانية‬

‫هو تلك الوثيقة التي يثبت بمقتضاها تنفيذ قانون المالية و عند إقتضاء قوانين المالية التكميلية أو المعدلة الخاصة بكل‬
‫سنة مالية‪ ,‬و كتعريف آخر له‪ :‬قانون ضبط الميزانية هو قانون يضبط النتائج المالية لكلسنة مالية‪ ،‬وهو يصادق على‬
‫الفروقات و النتائج و التقريرات المعدة في إيطارقانون المالية السنوي ‪ ،‬إذن هو وسيلة مراقبة السلطة التشريعية‬
‫للسلطةالتنفيذية ‪ ،‬فيسجل األرقام الفعلية التي حصلت بالنسبة للنفقات و اإليرادات‪.‬‬

‫و يعتمد عليه في تحضير قوانين المالية أو قانون المالية للسنة القادمة وكذلك إستخراج الفوارق بين األرقام التقديرية و‬
‫األرقام الحقيقية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية قانون المالية‬


‫*هو السبيل الوحيد الذي تستطيع الدولة من خالله التصرف في األموال الحكومية ‪ ،‬فأي برنامج ال يطبق إال من خالل هذا‬
‫القانون المالي السياسي‪ .‬فكل مؤسسة تستعد لتنفيذ برنامج حكومي معين و محدد فهي تحدد الحاجات العامة التي يجب‬
‫تلبيتها لتؤدي الدورة المعمول بها في هذا البرنامج السياسي المتكامل‪.‬‬

‫*بدون هذا القانون المالي ال يمكن لإليرادات أن تحصل أو النفقات أن تصرف‪.‬‬

‫*يقوم بوضع التقييم و تحديد التوقعات و كذا التراخيص لكل العمليات المالية ‪ ،‬المرتبطة بمداخيل و نفقات الدولة لكل‬
‫سنة مالية ‪.‬‬
‫*إن اإليرادات أو النفقات المسجلة في الميزانية يمكن أن تحقق عجز أو فائض فهنا قانون المالية هوالذي يحدد هذا‬
‫األخير الناتج عن الفرق بين اإليرادات أو النفقات‪.‬‬

‫*هو وسيلة مراقبة ‪ ،‬حيث تقوم السلطة التشريعية بمراقبة السلطة التنفيذية ‪ ،‬و ذلك بتسجيل األرقام الفعلية التي حصلت‬
‫بالنسبة للنفقات و اإليرادات‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬الميزانية‬

‫المطلب االول‪:‬تعريف الميزانية‬

‫ُيمكن تعريف الميزانية على أنها تحقيق أهداف مالية مستقبلية محددة‪ ،‬عن طريق دراسة إيرادات وتكاليف وظروف‬
‫مشروع ما خالل فترة معينة‪ ،‬وهي أحد أهم ال ُّطرق اإلدارية التي تساعد على معرفة درجة إتقان األداء للعمل‪ ،‬وتساعد على‬
‫تحقيق األهداف المالية‪ ،‬كما تساعد على التعامل مع الكوارث والمواقف المالية التي تم توقعها سابقا ً‪ ]١[.‬و ُيمكن تعرف‬
‫الميزانية على أنها ملخص يشمل اإليرادات والمصروفات خالل فترة زمنية محددة‪ ،‬والتي تساعد على إدارة األموال‪ ،‬و‬
‫تحديد األولويات لألمور المراد اإلنفاق عليها‪ ،‬كما تساعد الميزانية على تحديد النفقات المهدرة والتقليل منها‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مراحل تحضير الميزانية‬

‫‪ -1‬مرحلة الصياغة‬
‫تقدر الحكومة الموارد والمخصصات والمصروفات خالل العام المالي المقبل بنا ًء على االفتراضات التي قدمتها وزارة‬
‫المالية‪ ،‬ووزارة التخطيط‪ ،‬والبنك المركزي‪ ،‬وتأخذ هذه االفتراضات في االعتبار الظروف واألوضاع االقتصادية‬
‫والسياسية واالجتماعية على الصعيدين الوطني والدولي‪.‬‬

‫واستنادًا لهذه االفتراضات‪ ،‬تصدر وزارة المالية‪ ،‬في شهر سبتمبر أو أكتوبر منشور إعداد الموازنة‪ ،‬تطلب فيه من‬
‫الوزارات والهيئات الحكومية األخرى إعداد موازناتها الخاصة وإرسالهال لوزارة المالية‪.‬‬

‫ويوجد نوعان من النفقات في الموازنة العامة‪ :‬النفقات الجارية (التي تتكرر بمرور الوقت مثل الرواتب أو نفقات الصيانة)‪،‬‬
‫النفقات االستثمارية التي تمثل مصروفات جديدة ال تتكرر بمرور الوقت مثل نفقات البنية التحتية الجديدة‪.‬‬

‫وتقوم وزارة التخطيط بمراجعة النفقات المتعلقة بمشاريع البنية التحتية (االستثمار)‪ ،‬في حين تراجع وزارة المالية‬
‫النفقات المتكررة (الرواتب واألجور‪ ،‬الصيانة‪ ،‬وما إلى ذلك)‪ ،‬ويتم تقديم موازنة مجمعة إلى مجلس الوزراء بعد جوالت‬
‫من التفاوض بين وزارة المالية والوزارات األخرى‪.‬‬

‫وتصدر وزارة المالية بيان ما قبل الموازنة قبل ‪ 6‬أشهر من السنة المالية الطالع الهيئة التشريعية والجمهور على معالم‬
‫الموازنة‪ ،‬ويتوصل مجلس الوزراء إلى اتفاق بشأن الموازنة‪ ،‬ثم يقدم مشروع (مقترح) السلطة التنفيذية للموازنة لرئيس‬
‫الجمهورية‪ ،‬الذي يحيله إلى مجلس النواب للمناقشة واإلقرار‪ ،‬كما تقوم وزارة المالية بنشر هذا المشروع لمد المواطنين‬
‫برؤى متبصرة وتفاصيل حول خطط الحكومة للعام المقبل‪.‬‬

‫‪ -2‬مرحلة المناقشة واإلقرار‬


‫تستغرق مناقشة مشروع الموازنة ما يقرب من ‪ 3‬أشهر‪ ،‬إذ بعد تقديمه للبرلمان‪ ،‬تقوم لجنة الخطة والموازنة بدراسة‬
‫المقترح‪ ،‬كما تقوم بمراجعته اللجان المتخصصة ( لجنة الصحة‪ ،‬ولجنة التعليم‪ ،‬وغيرهما)‪ ،‬ثم تتم مناقشة التساؤالت‬
‫والتوصيات الناتجة مع الحكومة‪ ،‬ويجوز للبرلمان إجراء تعديالت على الموازنة بالتشاور مع الحكومة طالما لم يتم زيادة‬
‫العجز في الموازنة‪ ،‬وأخي ًرا تضع لجنة الخطة والموازنة‪ ،‬كل بند من بنود الموازنة على حده للتصويت من قبل البرلمان‪،‬‬
‫وعقب إقراره يعتمد رئيس الجمهورية قانون ربط الموازنة‪ ،‬وينشر‪.‬‬
‫عقب نشر قانون ربط الموازنة‪ ،‬تصدر وزارة المالية‪ ،‬وثيقتين‪ :‬الموازنة المعتمدة‪ ،‬وموازنة المواطن‪.‬‬
‫والموازنة المعتمدة هي الصيغة النهائية التي ستنفذها وزارة المالية‪ ،‬أما موازنة المواطن‪ ،‬فهي صيغة مبسطة تهدف إلى‬
‫تحقيق الوضوح والشفافية‪ ،‬وتوفر للجمهور فرصة حقيقية للمشاركة في عملية إعداد الموازنة‪.‬‬

‫‪ -3‬مرحلة التنفيذ‬
‫تقوم وزارة المالية بتنفيذ الموازنة من خالل جمع اإليرادات من مصادر مختلفة (الضرائب‪ ،‬المنح‪ ،‬وما إلى ذلك)‪ ،‬وإنفاقها‬
‫بما يخدم برامج الموازنة‪ ،‬وتقوم وزارة المالية بتوزيع االعتمادات على أساس شهري للوزارات المختصة‪ ،‬التي تحتفظ‬
‫بدفاتر حسابية لإليرادات والمصروفات‪ ،‬تقدمها لوزارة المالية‪ ،‬وتظهر هذه الدفاتر الحسابية في صورة تقارير حسابية‬
‫دورية خالل السنة‪ ،‬وتقارير نصف سنوية‪ ،‬وتقارير ختامية في نهاية العام‪ ،‬وتنشر تلك التقارير على الموقع اإللكتروني‬
‫لوزارة المالية‪.‬‬

‫وتنشر وزارة المالية تقرير مراجعة نصف السنة‪ ،‬وهو يعد بمثابة نقطة تحقق‪ ،‬يتم من خاللها دراسة نتائج منتصف العام‬
‫ً‬
‫مقارنة بافتراضات الموازنة‪ ،‬وفي حالة وجود أية تعديالت بالموازنة‪ ،‬ينبغي أن تتم مناقشتها والموافقة عليها‬ ‫وفحصها‬
‫من البرلمان‪ ،‬وبعد أربعة أشهر من نهاية السنة المالية‪ ،‬تقدم الوزارات والهيئات الحكومية إيراداتها ومصروفاتها الفعلية‬
‫في تقرير الحساب الختامي إلى وزارة المالية‪ ،‬حيث يتم تجميعها ونشرها في تقرير نهاية السنة‪.‬‬

‫‪ -4‬المراجعة‬
‫والمرحلة األخيرة من عملية إعداد وتنفيذ الموازنة هي مرحلة المراجعة (التدقيق)‪ ،‬وهي المرحلة التي تقع على عاتق‬
‫الجهاز المركزي للمحاسبات‪ ،‬إذ يقوم الجهاز بمراجعة نتائج الموازنة للتأكد من دقتها المحاسبية‪ ،‬وتوافقها مع القوانين‬
‫واللوائح اإلدارية‪ ،‬وعادة ما يستغرق األمر من الجهاز المركزي للمحاسبات ما يقرب من الشهرين؛ لتقديم تقرير المراجعة‬
‫وأخيرا يتم إقرار‬
‫ً‬ ‫لوزارة المالية والبرلمان‪ ،‬حيث تتم مناقشة التوصيات والمقترحات الخاصة بأية إجراءات تصحيحية‪،‬‬
‫تقرير وزارة المالية للحساب الختامي بموجب قانون‪ ،‬يوقعه رئيس الجمهورية وتنشره وزارة المالية على موقعها‬
‫اإللكتروني‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪:‬الفرق بين قانون مالية و الميزانية‬


‫القانون المالي‬ ‫الميزانية‬ ‫الجوانب‬

‫القانون المالي هو وثيقة قانونية ُيعدّ ها البرلمان أو الهيئة‬ ‫الميزانية هي وثيقة تفصيلية تحدد النفقات‬
‫واإليرادات المخططة لفترة زمنية معينة‪ ،‬و ُتستخدم التشريعية للحكومة لتحديد التخصيصات المالية السنوية‬
‫‪.‬للتحكم اليومي في اإلنفاق ومراقبة األداء المالي ‪.‬والتزامات الحكومة المالية‬ ‫التعريف‬

‫تحدد الميزانية تفاصيل اإلنفاق واإليرادات‪ ،‬و ُتستخدم يحدد القانون المالي االلتزامات المالية للحكومة على مدى‬
‫العام القادم‪ ،‬بما في ذلك التخصيصات المالية والضرائب‬ ‫لتنفيذ القوانين المالية وتحقيق األهداف المالية‬
‫‪.‬والرسوم‬ ‫‪.‬المحددة في القانون المالي‬ ‫الوظيفة‬

‫ُيعد الميزانية لفترة زمنية معينة‪ ،‬سواء كانت ذلك‬


‫يشير إلى العام المالي الذي ُيعد فيه‪ ،‬ويغطي الفترة الزمنية‬ ‫سنة مالية أو فترة زمنية قصيرة أو طويلة األمد‪،‬‬
‫‪.‬التي تبدأ عادة من ‪ 1‬يناير وتنتهي في ‪ 31‬ديسمبر‬ ‫‪.‬حسب الحاجة‬ ‫المدة الزمنية‬

‫يحتوي على تفاصيل أكثر حول كيفية تخصيص‬


‫األموال المتاحة وتحديد األولويات في اإلنفاق‪ ،‬مما‬
‫ُيركز على التخصيصات وااللتزامات الكبيرة للحكومة‬ ‫يشمل تفاصيل عن أقسام النفقات والمشروعات‬
‫‪.‬والقوانين المتعلقة بالضرائب والرسوم‬ ‫‪.‬المحددة واإليرادات المتوقعة‬ ‫التفصيل‬

‫ُيستخدم للمتابعة والرصد اليومي لإلنفاق وضمان‬


‫االمتثال لتوجيهات القانون المالي وتحقيق األهداف يشكل األساس القانوني لإلنفاق الحكومي والمشروعات‬
‫‪.‬الكبرى خالل العام المالي‬ ‫‪.‬الشهرية والفصلية‬ ‫التنفيذ‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫‪-‬من خالل هذه الدراسة المتواضعة حول قانون المالية تجدر بنا اإلشارة إلى أن قانون المالية هو المعبر عن النظام المتبع‬
‫في دولة ما‪ ،‬و هو مجموعة من العناصر و العالقات التي تعبر عن النظام اإلجتماعي و اإلقتصادي السائدين ‪.‬‬

‫‪-‬فقانون المالية يلعب دورا هاما في توازن اإلقتصاد الوطني بإعتباره القاناة القانونية الوحيدة التي تستطيع من خاللها‬
‫أجهزة الدولة أن تتصرف في االموال الحكومية فاي برنامج سياسي ال يمكن تجسيده غال من خالل هذا القانون المالي‬
‫السياسي والذي يوفر من كل مؤسسة عمومية اإلمكانيات الالزمة لتؤدي الدورة المعمول بها في هذا البرنامج السياسي‬
‫المتكامل‪.‬‬

‫‪-‬قـائمــة المراجـــــــــع‪-‬‬
‫‪-‬أحمد بديع بليج ‪ ،‬التشريع الضريبي و الضريبة على الدخل ‪ ،‬منشأة المعارف ‪ ،‬اإلسكندرية ‪.1985 ،‬‬
‫‪-‬فوزي عطوي ‪ ،‬المالية العامة –النظم الضريبية و موازنة الدولة‪ -‬منشورات الحلبي الحقوقية‪.2003،‬‬

‫‪-‬السيد عبد المولى ‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬بيوت ‪.1984 ،‬‬

‫‪-‬فرحات شهيناز‪ ،‬الجديد في قانون المالية ‪ ،‬مذكرة التخرج لنيل شهادة ليسانس‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬دفعة‪.2004‬‬

‫‪-‬محمد شراق ‪ ،‬التخفيضات الجبائيةالجديدة‪ ،‬جريدة الخبر اإلثنين ‪ 22‬ذي الحجة ‪ 1428‬الموافق لـ‪ 31‬ديسمبر ‪.2007‬‬

‫‪-‬ق‪.‬و‪ ،‬أهم اإلجراءات التي تضمنها قانون مالية ‪ ،2008‬جريدة المساء‪ ،‬اإلثنين ‪ 22‬ذي الحجة‪ 1428‬الموافق لـ ‪31‬‬
‫ديسمبر ‪.2007‬‬

‫خطة البحث‬
‫المقدمة‬
‫المبحث االول‪:‬قانون المالية‬

‫المطلب االول‪:‬دراسة عامة حول قانون المالية‬

‫المطلب الثاني‪:‬تعريف قانون المالية‬

‫المطلب الثالث‪:‬قانون المالية في الجزائر‪2023‬‬

‫المطلب الرابع‪:‬خصائص قانون المالية‬

‫المطلب الخامس‪:‬مصادر قانون المالية‬

‫المبحث الثاني‪:‬مكونات و انواع واهمية قانون المالية‬

‫المطلب االول‪:‬مكونات قانون المالية‬

‫المطلب الثاني‪:‬انواع قانون المالية‬

‫المطلب الثالث‪:‬اهمية قانون المالية‬

‫المبحث الثالث‪:‬الميزانية‬

‫المطلب االول‪:‬تعريف الميزانية‬

‫المطلب الثاني‪:‬مراحل تحضير الميزانية‬

‫المطلب الثالث‪:‬الفرق بين قانون المالية والميزانية‬

‫الخاتمة‬

‫المراجع‬

You might also like