You are on page 1of 3

‫المحاضرة الثالثة‬

‫الميزانية العامة للدولة‬


‫حتى تقوم الدولة بالدور المنوط بها فإنه ي تيعن عليه ا أن تق وم بن وعين من العملي ات‬
‫المالية‪ ،‬األولى تتمثل في االيرادات أي المداخيل المتنوعة لتغطية النفقات‪ ،‬والثانية تتمثل في‬
‫النفقات حتى تستطيع القيام بجميع أوجه نشاطاتها‪.‬‬
‫ويتم ذلك من خالل ميزانية عامة تعبر عن توجهات السلطة العامة وخياراتها سواء السياسية‬
‫أو االجتماعية أو االقتصادية للسنة المالية المدنية‪ ،‬إلشباع الحاجات العام ة وفق ا لم ا تق رره‬
‫الدولة من اجراءات وشكليات متعلقة بتحضير الميزانية واقرارها وتنفيذها‪.‬‬
‫التعريف بالميزانية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫عرفتها المادة ‪ 03‬من القانون ‪ 21-90‬المؤرخ في ‪ 15‬غشت ‪ ،1990‬المتعلق بالمحاس بة‬
‫العمومية على أنها " الوثيقة التي تقدر للس نة المدني ة مجم وع اإلي رادات والنفق ات الخاص ة‬
‫بالتسيير واالستثمار ومنها نفقات التجهيز العمومي والنفقات بالرأسمال وترخص بها"‪.‬‬
‫أما المادة ‪ 06‬من القانون ‪ 17-84‬المؤرخ في ‪ 10‬يوليو ‪ 1984‬فقد بينت مضمون ميزانية‬
‫الدول ة من خالل التنص يص على م ا يلي " تتش كل الميزاني ة العام ة للدول ة من االي رادات‬
‫والنفقات النهائية للدول ة المح ددة س نويا بم وجب ق انون المالي ة والموزع ة وف ق األحك ام‬
‫التشريعية والتنظيمية المعمول بها"‪.‬‬
‫ونفس الشيء بالنسبة للق انون العض وي ‪ 15-18‬الم ؤرخ في ‪ 02‬س بتمبر ‪ 2018‬المتعل ق‬
‫بقوانين المالية‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 14‬منه على ما يلي " تقدر موارد ميزانية الدولة وأعبائه ا‬
‫وتبين في الميزانية على شكل إيرادات ونفقات وتحدد ه ذه الم وارد واالعب اء وي رخص به ا‬
‫سنويا بموجب قانون المالية‪ ،‬وتوزع حسب األحكام المنصوص عليها في هذا القانون‪.‬‬
‫تضمن مجموع االيرادات تنفيذ مجموع النفقات‪ ،‬وتقيد جميع االيرادات والنفق ات في حس اب‬
‫وحيد يشكل الميزانية العامة للدولة‪.‬‬
‫ومن هنا يمكن أن نستخلص أن الميزانية العام ة للدول ة تتم يز ب أربع خص ائص وهي أنه ا‪:‬‬
‫وثيقة تشريعية‪ ،‬تقديرية‪ ،‬ترخيصية واخيرا سنوية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫خصائص الميزانية العامة‬ ‫‪-2‬‬
‫الطابع التش ريعي‪ :‬ب الرغم من أن اع داد الميزاني ة من المه ام الموكل ة للحكوم ة إال أنه ا ال‬
‫تصبح نافذة إال بعد عرضها على السلطة التش ريعية لمناقش تها والمص ادقة عليه ا في إط ار‬
‫ق انون المالي ة للس نة المدني ة عمال بأحك ام الم اد تين ‪ 138‬و ‪ 141‬من الدس تور‪ ،‬وب النظر‬
‫للط ابع التش ريعي له ا ف إن أي تع ديل على ق انون المالي ة يتطلب عرض ه من جدي د على‬
‫البرلمان للمصادقة عليه‪.‬‬
‫*الطابع التقديري‪:‬‬
‫باعتبارها وثيقة تقديرية فإن المبالغ المالي ة المح ددة في الميزاني ة هي مب الغ احتمالي ة‪ ،‬ألن ه‬
‫يستحيل تحديد هذه المبالغ بدقة بالنظر لوجود متغ يرات في تنفي ذ الميزاني ة ووج ود عوام ل‬
‫يص عب توقعه ا ق د ت ؤثر عليه ا‪ ،‬وعلى س بيل المث ال انهي ار اس عار الب ترول بفع ل جائح ة‬
‫كورونا‪ ،‬والتي تعتبر عامل غير متوقع من طرف الدول‪.‬‬
‫ومن هنا يتعين التفرقة بين الميزاني ة العام ة للدول ة والحس اب الخت امي للميزاني ة أو ق انون‬
‫ضبط الميزانية الذي بموجب ه ‪-‬يتم التحدي د الفعلي والحقيقي لحجم االي رادات ال تي تحص لت‬
‫عليها الدولة والنفقات التي تم صرفها فعال خالل السنة المالية المدنية‪.‬‬
‫*الطابع الترخيصي‪:‬‬
‫سبق القول أن تنفيذ الميزانية ال يكون إال بعد مصادقة السلطة التشريعية عليها‪ ،‬بمع نى آخ ر‬
‫أن هذه المصادقة ترخص للسلطة التنفيذية في تنفي ذ م ا ج اء في الميزاني ة المص ادق عليه ا‬
‫بموجب قانون المالية للسنة المالية‪ ،‬ويتم هذا الترخيص قبل بداية الس نة المالي ة ومث ال ذل ك‬
‫قانون المالية لسنة ‪ 2020‬تم المصادقة عليه بت اريخ ‪ 11‬ديس مبر ‪ 2019‬ونش ره بالجري دة‬
‫الرس مية بت اريخ ‪ 30‬ديس مبر ‪ " 2019‬أنظ ر الجري دة الرس مية للجمهوري ة الجزائري ة‬
‫الديمقراطية الشعبية رقم ‪ 81‬الصادرة بتاريخ ‪ 30‬ديسمبر ‪."2019‬‬
‫تجدر االشارة هنا أن يتعين التفرقة بين ترخيص االيرادات وترخيص النفقات‪ ،‬إذ أن صرف‬
‫النفقات يبقى من تقدير السلطة التنفيذية على ان ال تتجاوز الحد المنص وص علي ه في ق انون‬
‫المالية‪ ،‬بمع نى أن ه ق د يك ون حجم االنف اق الفعلي خالل الس نة المالي ة أق ل مم ا ه و م دون‬
‫بالميزانية‪ ،‬أما فيما يخص ترخيص تحصيل االيرادات في الميزانية يعت بر إلزامي ا واجباري ا‬

‫‪2‬‬
‫للسلطة التنفيذية والمبلغ المحدد في الميزانية ه و المبل غ األدنى للتحص يل إذ يمكن أن يك ون‬
‫التحصيل أكبر من ذلك‬
‫*الطابع السنوي للميزانية‪:‬‬
‫ويقصد به تقدير االيرادات والنفقات للسنة المالية المدنية‪ ،‬وهو المبدأ المكرس قانونا بموجب‬
‫المادة ‪ 03‬من القانون ‪ 17-84‬المتعلق بقوانين المالي ة الس الف ال ذكر وك ذا الم ادة ‪ 03‬من‬
‫القانون ‪ 21-90‬المتعلق بالمحاسبة العمومية‪ ،‬غير أن هذا المبدأ تعترضه استثناء منصوص‬
‫عليه في المادة ‪ 69‬من القانون ‪ 17-84‬السالف الذكر وهي الحالة ال تي ال يمكن فيه ا تنفي ذ‬
‫الميزانية في األول من يناير من السنة المالية‪ ،‬إال أن هذا االس تثناء في حقيق ة األم ر أص بح‬
‫مب دأ عام ا في تنفي ذ الميزاني ة ب الجزائر‪ ،‬إذ غالب ا م ا تتحص ل القطاع ات الوزاري ة على‬
‫ميزانياتها بعد تاريخ ‪ 01‬يناير من الس نة المالي ة‪ ،‬وب النظر لض رورة س ير المراف ق العام ة‬
‫بانتظام واضطراد فال بد إذن من مواصلة تنفيذ النفق ات واالي رادات وفق ا للميزاني ة الس ابقة‬
‫والمحددة في نص المادة ‪ 69‬المذكورة أعاله‪ " .‬لالطالع أكثر راجع الم ادة ‪ 69‬من الق انون‬
‫‪ 17-84‬المؤرخ في ‪ 07‬يوليو ‪ 1984‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الجزائرية الديمقراطية الشعبية رقم ‪ 28‬الصادرة بتاريخ ‪ 10‬يوليو ‪."1984‬‬

‫‪3‬‬

You might also like