You are on page 1of 4

‫المحاضرة الرابعة‪ :‬الميزانية العامة‬

‫تعبر الميزانية العامة عن النفقات واإليرادات التي تسمح لمدولة بتمويل المرافق العامة واإلستجابة لمختمف حاجيات‬
‫المجتمع‪ ،‬فيي أداة من أدوات السياسة المالية لتحقيق أغراض الدولة اإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬تساىم المي ازنية في توجيو‬
‫إقتصاد الدولة حيث تقوم بتقدير إيراداتيا ونفقاتيا قصد تفادي الوقوع في العجز الموازني‪ ،‬ما يميز الميزانية ىي كونيا‬
‫نظرة توقعية ومستقبمية‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف الميزانية العامة‪:‬‬

‫ىي وثيقة ىدفيا تقدير النفقات الضرورية إلشباع الحاجات العامة واإليرادات الالزمة لتغطية ىذه النفقات عن فترة‬
‫عادة ما تكون سنة‪ ،‬وتكون مصادق عمييا من الييئة التشريعية‪.‬‬

‫كما تعرف أيضا بأنيا‪ :‬وثيقة تتضمن نفقات الدولة وايراداتيا لمدة سنة تعدىا السمطة التنفيذية (الحكومة) وتصادق‬
‫عمييا الييئة التشريعية (البرلمان)‪.‬‬

‫‪ -2‬خصائص الميزانية العامة‪:‬‬

‫* الميزانية هي نظرة تقديرية‪ :‬تقوم الميزانية عمى أساس التوقع حيث يتم تقدير كل من النفقات واإليرادات لمسنة‬
‫المقبمة‪.‬‬

‫* الميزانية تستوجب الترخيص‪ :‬تقوم السمطة التنفيذية بإعداد وثيقة الميزانية العامة وتقدم لمسمطة التشريعية إلعتمادىا‬
‫واجازتيا وفقا لقانون‪ ،‬فال يمكن أن تكون الميزانية سارية المفعول إال بعد موافقة الييئة التشريعية‪ ،‬فالترخيص يسمح‬
‫لمحكومة بالقيام بنشاطاتيا خاصة فيما يتعمق بالتحصيل‪.‬‬

‫‪ -3‬أهمية الميزانية العامة‪:‬‬

‫تظير أىمية الميزانية من عدة نواحي منيا‪:‬‬

‫* الجانب اإلقتصادي‪ :‬تعتبر الميزانية أداة لتحقيق أىداف الدول اإلقتصادية وتتبع األوضاع السائدة من تضخم‬
‫وانكماش‪ ،‬وتعمل الميزانية العامة عمى توجيو جميع نواحي اإلقتصاد وليا آثار كبيرة عمى اإلنتاج الوطني وعمى مستويات‬
‫النشاط في كافة القطاعات‪.‬‬

‫* الجانب السياسي‪ :‬عادة ما تمثل ورقة ضغط تمارس عمى الحكومات من قبل الييئات التشريعية التي تقرىا‬
‫وتعتمدىا وتناقشيا وتعدليا وقد تصل إلى حد الرفض أحيانا‪.‬‬
‫‪ -4‬المبادئ العامة للميزانية‪:‬‬

‫تتمثل فيما يمي‪:‬‬

‫أ‪ -‬مبدأ السنوية‪ :‬يتم التوقيع والترخيص لنفقات وايرادات الدولة بصفة منتظمة ودورية ويعود ىذا لعدة إعتبارات‪:‬‬

‫٭ اإلعتبارات المالية‪ :‬تعد فترة السنة ىي الفترة التي تمارس فييا أغمب النشاطات اإلقتصادية‪ ،‬حيث أن السنة ىي‬
‫المدة التي تسمح بتقدير النفقات واإليرادات (ال يمكن تقدير أكثر من ذلك نظ ار لتغير الظروف اإلقتصادية والمالية)‪،‬‬
‫وتعتمد عمى ما تم القيام بو خالل السنة الماضية ودراسة اإلتجاىات المختمفة‪.‬‬

‫٭ اإلعتبارات السياسية‪ :‬إمكانية مراقبة عمل الحكومة من قبل السمطة التشريعية‪.‬‬


‫ب‪ -‬مبدأ الوحدة‪:‬‬
‫يقصد بو أن جميع العمميات المالية لمدولة (بنود اإليرادات والنفقات) تجمع وتوضع ضمن خطة واحدة لتقديميا لمييئة‬
‫التشريعية‪ ،‬كما تخضع جميعيا لقانون المالية‪ ،‬وينتج عن ذلك قاعدة عدم تخصيص اإليرادات أي عدم تخصيص إيراد‬
‫معين لتغطية نفقة معينة‪.‬‬

‫ج‪ -‬مبدأ العمومية‪:‬‬

‫يعني أن تتضمن الميزانية قسم خاص بالنفقات وقسم خاص باإليرادات‪ ،‬بحيث يكون كل قسم مستقل عن اآلخر‪،‬‬
‫األمر الذي يسيل الرقابة البرلمانية عمى الميزانية‪.‬‬

‫د‪ -‬مبدأ التوازن‪:‬‬

‫يقر ىذا المبدأ بتساوي اإليرادات والنفقات‪ ،‬فإذا زادت النفقات عمى اإليرادات فإن الميزانية ستعرف إختالال أي وجود‬
‫عجز موازني‪ ،‬وتكون بذلك غير مستوفية ليذا المبدأ‪ ،‬لكن في الوقت الراىن قل ما يؤخذ بيذا المبدأ‪ ،‬وقد تمجأ الدول إلى‬
‫العجز حسب الظروف اإلقتصادية السائدة‪.‬‬

‫‪ -5‬دورة الميزانية العامة‪:‬‬

‫يطمق لفظ دورة المي ازنية العامة عمى المراحل الزمنية المتعاقبة والمتداخمة التي تمر بيا ميزانية الدولة تحقيقا‬
‫لممسؤوليات المشتركة بين السمطات التنفيذية والتشريعية‪:‬‬

‫أ‪ -‬مرحلة اإلعداد‪ :‬تقوم السمطة التنفيذية بتحضير الميزانية العامة عن طريق تجميع المعمومات الخاصة باإليرادات‬
‫ومصادرىا وكيفية تحصيميا‪ ،‬وانفرادىا بيذه الميمة مرده مايمي‪:‬‬
‫‪ -‬إمتالكيا لممعمومات الضرورية المتعمقة بإحتياجات المجتمع والمرافق العامة الالزمة لمسير الحسن لمدولة؛‬
‫‪ -‬قدرتيا عمى تقدير نفقاتيا وايراداتيا لتنفيذ خطة عمميا وتحقيق األىداف العامة لسياستيا؛‬
‫‪ -‬تحضير مشروع الميزانية العامة ينطمق من الظروف اإلقتصادية ومنو يراعى اإلنسجام في النشاط المالي لمدولة؛‬
‫‪ -‬قيام وزير المالية باإلشراف عمى تحضير مشروع الميزانية والذي يناقش أوال بين مختمف الو ازرات ثم يطرح عمى‬
‫الييئة التشريعية لممناقشة والتصويت والمصادقة‪.‬‬
‫ب‪ -‬مرحلة اإلعتماد‪:‬‬

‫يتم إعتماد الميزانية من طرف السمطة التشريعية التي تقوم بالموافقة عمى إقرار الضرائب كما تعمل عمى مراقبة موارد‬
‫الد ولة‪ ،‬بعد المناقشة يتم التصويت عمى الميزانية‪ ،‬ويتم إصدارىا بموجب قانون يسمى قانون المالية من قبل الييئة‬
‫التشريعية‪.‬‬

‫ج‪ -‬مرحلة التنفيذ‪:‬‬

‫تقوم بيا السمطة التنفيذية وتنتقل بذلك الميزانية إلى التطبيق العممي حيث تقوم الحكومة ممثمة في و ازرة المالية في‬
‫تحصيل وجباية اإليرادات الواردة في الميزانية كما تتولى الموافقة عمى اإلنفاق عمى مختمف القطاعات كما ىو منصوص‬
‫عميو‪.‬‬

‫د‪ -‬مرحلة الرقابة‪:‬‬

‫يتمثل اليدف من ىذه المرحمة في فحص الحسابات العامة‪ ،‬ومع تزايد دور الدولة في النشاط اإلقتصادي بدأ اإلىتمام‬
‫بتطوير مرحمة الرقابة والمراجعة لكي تتماشى مع الميام الجديدة التي ألقيت عمى عاتقيا‪ ،‬واتسع نطاق ىذه المرحمة‬
‫لتشمل إلى جانب الرقابة الحساسة رقابة تقسيمية‪ ،‬تتخذ من التحميل العممي والدراسة الفنية أداة لتقييم األداء ورفع الكفاءة‬
‫وىكذا أصبحت الرقابة المالية بنوعييا الحسابي والتقييمي أىم مراحل دورة الميزانية‪.‬‬

‫‪ -6‬عجز الميزانية العامة‪:‬‬

‫يعتبر عجز الميزانية مشكمة تواجو كل الدول تقريبا حيث تزايدت النفقات العامة وأصبحت اإليرادات العامة غير كافية‬
‫لتمويميا‪ ،‬مما أدى بالكثير منيا إلى الوقوع في العجز الموازني‪.‬‬

‫أ‪ -‬أسباب عجز الميزانية العامة‪:‬‬


‫‪ -‬التوسع في اإلنفاق العام أي لما تتزايد الحاجات العامة واإلنفاق الحكومي بمختمف أشكالو؛‬
‫‪ -‬تراجع وضعف النمو وانخفاض الدخول ومنيا اإليرادات العامة‪.‬‬
‫ب‪ -‬طرق معالجة عجز الميزانية العامة‪:‬‬

‫تتبنى الدول العديد من السياسات لمواجية العجز‪ ،‬نوجزىا فيما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬سياسة التمويل الداخلي (القروض الداخلية)‪ :‬طرح سندات الخزينة لمواجية العجز‪ ،‬لكن ىذه السياسة قد تؤدي‬
‫إلى إرتفاع حجم الدين العام الداخمي‪.‬‬
‫‪ ‬ترشيد النفقات العامة‪ :‬عن طريق الحد من التبذير واإلسراف واإلستعمال الكفؤ لمموارد المتاحة‪.‬‬
‫‪ ‬سياسة التمويل الخارجي (اإلستدانة الخارجية)‪ :‬تطرح العديد من المشاكل خاصة إمكانية الوفاء باإللتزامات تجاه‬
‫المقرضين‪ ،‬أي تسديد أصل الدين زائد الفوائد والشروط الصعبة التي تضاف إلى األعباء المالية التي تتحمميا‬
‫خاصة الدول النامية والدول ذات اإلقتصاديات اليشة‪.‬‬

You might also like