You are on page 1of 30

‫محاضرات في المالية الترابية‬

‫القانون العام الفصل الخامس‬

‫األستاذ‪ :‬بدر بوخلوف‬

‫من إعداد الطالبة ‪ :‬جمعة شطاطر‬

‫السنة الجامعية‪2023-2024 :‬‬


‫أوال‪ :‬تدبير الميزانية المحلية‬
‫‪ -1‬أهمية المالية المحلية‪:‬‬
‫المالية المحلية وسيلة لتنفيذ السياسات العمومية الترابية و تحقيق التنمية المجالية ‪ ،‬و هي‬
‫كذلك وسيلة منظمة للنشاط المالي على مستوى النفقات و الموارد ‪ .‬وتعتبر المرآة العاكسة‬
‫للسياسة المتبعة من طرف مجلس الجماعة الترابية‪.‬‬
‫‪ -2‬مفهوم الميزانية المحلية‪:‬‬
‫هي وثيقة يقرر و يؤذن بموجبها لكل سنة مالية موارد و تحمالت هذه الجماعة‪.‬‬
‫و قد أوردت القوانين التنظيمية للجماعات الترابية تعريف المالية المحلية‪.‬فعرفها القانون‬
‫التنظيمي للجهات ‪ 111.14‬في مادته ‪ ، 165‬والقانون التنظيمي للعماالت و األقاليم‬
‫‪ 112.14‬في المادة ‪ ، 144‬و القانون التنظيمي للجماعات ‪ 113.14‬في المادة ‪.152‬‬
‫‪ -3‬مبادئ الميزانية‪:‬‬
‫الميزانية عمل مالي تقديري‪ :‬تعده الجهة التي أوكل لها المشرع أمر إعداده‪ ،‬و تصادق عليه‬
‫سلطات المراقبة بعد اعتماده م طرف المجالس المنتخبة‪.‬‬
‫الميزانية بيان معتمد‪ :‬يتم اتخاذه بشكل قانوني من خالل التأشير و المصادقة عليه‪.‬‬
‫المقاربة الجديدة لتدبير الميزانية‪ :‬هي مقاربة وفق منطق النتائج و ليس وفق منطق‬
‫الوسائل‪.‬‬
‫‪ -4‬مبررات المالية المحلية‪:‬‬
‫هي أساس التدبير المالي الترابي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تسطر فيها مختلف العمليات و التصرفات المالية للجماعة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعبر في الواقع عن االستقالل المالي الحقيقي و الفعلي للهيئات الالمركزية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الميزانية الترابية تلخص في عمقها مجمل عناصر التدبير و النشاط المالي للهيئات‬ ‫‪‬‬
‫الالمركزية الترابية‪ ،‬بمعنى آخر أنها آلية فعالة لتنزيل و تنفيذ كل البرامج و‬
‫المخططات الترابية‪.‬‬
‫‪ -5‬هيكلة الميزانية المحلية وفق المستجدات القانونية األخيرة‪:‬‬
‫تتكون وثيقة الميزانية من الميزانية الرئيسية ‪ ،‬و ميزانيات ملحقة والحسابات الخصوصية ‪.‬‬
‫تشمل الميزانية المحلية جزأين‪ ،‬الجزء األول يتعلق التسيير( مداخيل و نفقات) و الجزء‬
‫الثاني يتعلق بالتجهيز(مداخيل و نفقات)‪.‬‬
‫تندرج موارد و نفقات الجماعات المحلية في أبواب تنقسم إلى فصول و برامج و مشاريع و‬
‫سطور وفق تبويب الميزانية الذي يحدد بقرار مشترك من طرف الوزير المكلف بالداخلية و‬
‫الوزير المكلف بالمالية‪.‬‬
‫و ماقيل عن تبويب الميزانية المحلية يقال أيضا عن الميزانيات الملحقة و الحسابات‬
‫الخصوصية‪.‬و بناءا على ما تقدم فمسألة تبويب الميزانية تم تحديده بموجب نصوص تنظيمية‬
‫في شكل مراسيم صادرة بتاريخ ‪3‬يوليوز ‪، 2014‬و هي‪:‬‬
‫‪ ‬مرسوم رقم ‪ 2.17.351‬و الخاص بتحديد تبويب ميزانية الجهة‪.‬‬
‫‪ ‬مرسوم رقم ‪ 2.17.352‬و الخاص بتحديد تبويب ميزانية العماالت و األقاليم‪.‬‬
‫‪ ‬مرسوم رقم ‪ 2.17.353‬و الخاص بتحديد تبويب ميزانية الجماعات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المبادئ المؤطرة للميزانية المحلية‬
‫‪ -1‬المبادئ التقليدية‬
‫أ‪ -‬مبدأ السنوية‬
‫ويقصد به صدور الميزانية لفترة زمنية محددة و هي السنة المالية ‪،‬و تبدأ السنة المالية من‬
‫‪ 1‬يناير و تنتهي في ‪ 31‬دجنبرمن السنة نفسها‪.‬‬
‫و قد نصت المواد ‪ 166‬من ق‪.‬ت للجهات ‪ 111.14‬للجهات‪ 154 ،‬من ق‪.‬ت للعماالت و‬
‫األقاليم ‪ 112.14‬و ‪ 153‬من ق‪.‬ت للجماعات ‪ 113.14‬على أن الميزانية المعروضة على‬
‫المصادقة يجب أن تحترم هذه القاعدة ‪ ،‬تحت مراقبة السلطات الحكومية المكلفة الداخلية‪.‬‬
‫و الحترام هذا المبدأ حددت السلطات آجاال العتماد الميزانية من طرف المجالس التداولية و‬
‫آجال إرسالها إلى السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية و هي كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬نصت المادة ‪ 198‬من القانون التنظيمي للجهات ‪" 111.14‬يجب أن تعتمد الميزانية‬
‫في تاريخ أقصاه ‪ 5‬نونبر" ‪ ،‬و المادة ‪ 200‬من القانون نفسه أنه "إذا لم يتم اعتماد‬
‫الميزانية في التاريخ المحدد و بعد اللجوء إلى دورة استثنائية فانه يتعين على اآلمر‬
‫بالصرف أن يوجه إلى السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية في تاريخ أقصاه ‪ 1‬دجنبر‬
‫الميزانية المعتمدة أو غير المعتمدة مرفوقة بمحاضر مداوالت المجلس"‪.‬‬
‫‪ ‬بالنسبة للعماالت و األقاليم و الجماعات البد من اعتماد ميزانية في أجل أقصاه ‪15‬‬
‫نونبر‪.‬‬
‫و في حالة عدم اعتمادها في التاريخ المذكور يتعين على اآلمر بالصرف توجيه الميزانية‬
‫المعتمدة أو غير المعتمدة في المجلس التداولي إلى السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية‪.‬‬
‫االستثناءات الواردة على مبدأ السنوية‪:‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬تكون في إطار السنة المالية و هي حالة عدم المصادقة على الميزانية قبل‬
‫بداية السنة المالية‪ ،‬في هذه الحالة تأتي المصادقة متأخرة على بداية السنة المالية ‪ ،‬و بالتالي‬
‫تكون في الفترة المتبقية من السنة‪ ،‬بمعنى أن الميزانية المحلية تكون عن فترة أقل من سنة‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬تكون خارج إطار السنة المالية ‪ ،‬و هي حالة عدم تصويت المجلس التدولي‬
‫على الميزانية قبل ‪ 31‬دجنبر ‪ ،‬و اإلجراءات الواجب إتباعها في هذه الحالة على وزير‬
‫الداخلية أن‪ ،‬يرخص تنفيذ المصاريف على أساس واحد من ‪ 12‬مؤقتا من االعتمادات‬
‫المصوت عليها خالل السنة المالية الفارطة ‪ ،‬هذا الترخيص يخول استخالص الرسوم و كل‬
‫المستحقات حسب التعريفات المحددة في السنة المنصرمة و بالتالي تكون الميزانية قد‬
‫استمرت لمدة تفوق السنة‪.‬‬
‫ب‪-‬مبدأ الوحدة‪:‬‬
‫و يقصد به تقديم جميع موارد و تحمالت الجماعة الترابية في وثيقة واحدة بدال من عدة‬
‫وثائق يصعب ضبطها و مراقبتها ‪ ،‬هذا اإلجراء يتيح الوضوح و الدقة في تسطير العمليات‬
‫المالية المحلية‪.‬‬
‫هذه القاعدة لم يتم تكريسها إال في سنة ‪ ،1976‬وعرف قبل هذا اعتماد الميزانية المزدوجة‪،‬‬
‫حيث نص الميثاق الجماعي لسنة ‪ 1960‬على أن الميزانية تتكون من وثيقتين األولى متعلقة‬
‫بالتسيير و الثانية بالتجهيز‪.‬‬
‫‪ ‬سلبيات الميزانية المزدوجة‪:‬‬
‫‪ ‬ضياع الوقت و الجهد في تحضير ميزانيتين مختلفتين كل سنة و التصويت و‬
‫المصادقة عليهما‪.‬‬
‫‪ ‬التأخر في تحضير الميزانية اإلضافية في انتظار تحصيل القسط األوفر من المداخيل‬
‫المقرر برمجتها‪.‬‬
‫‪ ‬حصر و تأخير نفقات التجهيز إلى حين إعداد عمليات نقل االعتمادات‪.‬‬
‫و بذلك وضع اإلصالح الجماعي ل ‪ 1976‬حدا لهذه السلبيات و اعتمد نظام وحدة الميزانية‬
‫كأحد المبادئ التقليدية في التدبير المالي الترابي|‪.‬كما أكد القانون رقم ‪ 45.08‬الخاص‬
‫بالتنظيم المالي للجماعات الترابية و مجموعاتها على مبدأ الوحدة هو األخر‪ ،‬و كذلك‬
‫القوانين التنظيمية للجماعات الترابية‪ .‬و أجمعت هذه القوانين على أن الميزانية المحلية هي‬
‫تلك الوثيقة التي يقدر و يؤذن بموجبها بالنسبة لكل سنة مالية مجموع موارد و تكاليف‬
‫الجماعة الترابية المعنية‪.‬‬
‫‪ ‬اكراهات مبدأ الوحدة‪:‬‬
‫أمام تعدد األدوار و الملفات الملقاة على عاتق الجماعة الترابية في الشق التنموي و أمام‬
‫التحوالت و الرهانات المتعددة في التنمية يعرف مبدأ الوحدة اضطرابا و يتجلى ذلك في‬
‫صعوبة إدراج جميع نفقات الجماعة في وثيقة واحدة‪ .‬و هذا ما ساهم في بروز ميزانيات‬
‫متعددة داخل الجماعة الواحدة‪.‬‬
‫‪ ‬االستثناءات الواردة على مبدأ الوحدة‪:‬‬
‫الميزانيات الملحقة‪ :‬ظهرت هذه الميزانيات مع اإلصالح المالي لسنة ‪ ،1976‬و هي تقنية‬
‫مالية معاصرة تساعد على التدبير المحكم للمالية المحلي‪ .‬وطبقا للقوانين التنظيمية‬
‫للجماعات الترابية فان هذه الميزانيات الملحقة تحدث بقرار للسلطة الحكومية المكلفة‬
‫بالداخلية ‪ ،‬و تدرج في هذه الميزانيات العمليات المالية لبعض المصالح التي ال تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية و التي يهدف نشاطها بشكل أساس إلى انتاج سلع أو تقديم خدمات مقابل‬
‫أجر‪ ،‬و تشتمل على جزأين‪:‬‬
‫الجزء األول خاص بمداخيل و نفقات التسيير‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الجزء الثاني خاص بنفقات التجهيز و الموارد المرصودة لهذه النفقات‪ ،‬وتقدم وجوبا‬ ‫‪‬‬
‫متوازنة‪.‬‬
‫يتم تحضير هذه الميزانيات و التأشير عليها و تنفيذها و مراقبتها وفق الشروط الخاصة بها‪.‬‬
‫و يعوض عدم كفاية مداخيل التسيير بدفع مخصص للتسيير مقرر برسم التكاليف في الجزء‬
‫األول من الميزانية‪.‬‬
‫الحسابات الخصوصية‪ :‬أعطى ظهير ‪ 30‬شتنبر ‪ 1976‬للتنظيم المالي الجماعات الترابية‬
‫إمكانية فتح حسابات خصوصية لتتبع بعض العمليات المالية الخاصة بها‪ ،‬و أكد كذلك‬
‫القانون ‪ 45.08‬في مادته الحادية عشر على هذا األمر ‪.‬و الهدف من هذه الحسابات‬
‫الخصوصية هو بيان وتتبع بعض العمليات الخاصة التي ال يمكن إدراجها بطريقة مالئمة‬
‫في الميزانية ‪ ،‬نظرا لطابعها الخاص أو للعالقة السببية المتبادلة بين المدخول و النفقة أو‬
‫لضمان استمرارها من سنة مالية إلى أخرى أو لالحتفاظ بأثر عمليات تمتد على ما يزيد‬
‫على سنة ‪.‬‬
‫و الحسابات الخصوصية نوعان‪ :‬حسابات مرصدة ألمور خصوصية ‪ ،‬و حسابات النفقات‬
‫من المخصصات ‪ ،‬و كالهما يحدث بقرار من السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية‪.‬‬
‫ج‪ -‬مبدأ التوازن‪:‬‬
‫أكد على هذا المبدأ القانون ‪ 45.08‬و القوانين التنظيمية للجماعاات الترابياة ‪ ،‬و أقارت علاى‬
‫أن الميزانية المحلية البد و أن تكون متوازنة في جزئيها‪ .‬ويعني هذا المبدأ ضرورة تسااوي‬
‫جملااااااااااااااااااااااااااااااة اإلياااااااااااااااااااااااااااااارادات مااااااااااااااااااااااااااااااع جملااااااااااااااااااااااااااااااة النفقااااااااااااااااااااااااااااااات ‪.‬‬
‫و يتجلى هذا التوازن في صورتين ‪:‬‬
‫‪ ‬التوازن الشكلي‪ :‬و هو تغطية النفقات المزمع القيام بها بواسطة اإليرادات المزمع‬
‫جبايتها العادية منها أو غير العادية‪.‬‬
‫‪ ‬التوازن المادي‪ :‬و يعني أن تغطى كل النفقات بواسطة اإليرادات العادية ‪ ،‬أي أنه ال‬
‫يسمح باللجوء إلى االقتراض لسد العجز الميزانياتي‪.‬‬
‫التوازن يفرض أال تتجاوز النفقات مداخيل الميزانية‪ .‬و ال بد أن يتم األخذ بالتوازن بالنسبة‬
‫لكل جزء من أجزاء الميزانية ‪ ،‬فنفقات التسيير(الجزء األول) ال يمكن أن تتجاوز المداخيل‬
‫‪ ،‬و كذلك الشأن بالنسبة للتجهيز‪.‬إضافة إلى ذلك ال يمكن تمويل نفقات التسيير بالموارد‬
‫المخصصة للتجهيز ‪ ،‬كما نصت القوانين التنظيمية للجماعات الترابية على أنه البد من‬
‫إدراج توازن الميزانية المحلية و الميزانيات الملحقة و الحسابات الخصوصية للخزينة في‬
‫بيان مجمع‪.‬‬
‫د‪ -‬مبدأ الشمول‪:‬‬
‫سعى المشرع المحلي من خالل هذا المبدأ إلى تسجيل هذه اإليرادات و النفقات المحلية في‬
‫وثيقة الميزانية دون إجراء أي مقاصات بينها بمعنى تسجيل كل تقدير بنفقة و كل تقدير‬
‫بإيراد ‪ ،‬دون إجراء مقاصة بين نفقات و إيرادات أحد المرافق إلظهار صافي القيمة ‪،‬‬
‫بمعنى االلتزام بمبدأ عمومية الميزانية المحلية و األخذ بالميزانية اإلجمالية وذلك حتى تظهر‬
‫كافة تقديرات نفقات المرافق و كافة تقديرات إيراداتها ‪.‬‬
‫و الشمول يعني إدراج جميع موارد الجماعة و جميع نفقاتها في كتلتين مختلفتين و‬
‫منفصلتين عن بعضهما البعض ‪ ،‬بالنسبة لكال الميزانيتين أي التسيير و التجهيز‪ .‬و لتحقيق‬
‫أهداف مبدأ الشمول و الرفع من فعاليته البد من التقيد بقاعدتين أساسيتين أثناء مرحلة إعداد‬
‫و تحضير الميزانيات السنوية للجماعات الترابية ‪ ،‬و هما‪:‬‬
‫‪ ‬قاعدة عدم التخصيص ‪:‬أي عدم تخصيص مدخول لنفقة ‪ ،‬هذه القاعدة ال تطبق إال‬
‫على الجزء األول التسيير‪ ،‬أما الجزء الثاني التجهيز ال يخضع لها ‪ ،‬كذلك األمر‬
‫بالنسبة للميزانية الملحقة و الحسابات الخصوصية‪.‬‬
‫والحكمة من هذه القاعدة هو أن تخصيص نوع معين من اإليرادات لتمويل نوع معين من‬
‫الخدمات يؤدي إلى توقف هذه الخدمات في حالة تراجع هذه اإليرادات في فترة معينة‪.‬‬
‫‪ ‬قاعدة عدم المقاصة ‪ :‬و تعني أنه يمنع منعا كليا طرح مصروف من مدخول أو نفقة‬
‫من إيراد بشكل مباشر أو خارج الميزانية المحلية‪.‬‬
‫‪ -2‬المبادئ الحديثة‬
‫و هي مبادئ نصت عليها المستجدات التشريعية و التنظيمية‪.‬‬
‫أ‪ -‬مبدأ الصدقية‪:‬‬
‫ظهر هذا المبدأ في فرنسا و أسس له المجلس الدستوري الفرنسي في مجموعة من القرارات‬
‫أكد فيها أحقية البرلمان في مراقبة صدقية التوقعات المقدمة في الميزانية ‪.‬وبعد ذلك تم‬
‫تكريسه في القوانين التنظيمية لقوانين المالية في فرنسا‪.‬‬
‫تم استعمال هذا المبدأ ألول مرة في القانون التنظيمي المغربي للمالية ‪ 130.13‬في المادة‬
‫‪ 10‬منه ‪":‬تقدم قوانين المالية بشكل صادق مجموع موارد و تكاليف الدولة ‪ ،‬و يتم تقييم‬
‫صدقية الموارد و التكاليف بناءا على المعطيات المتوفرة أثناء إعدادها و التوقعات التي‬
‫يمكن أن تنتج عنها"‪.‬‬
‫و يمكن تقسيم مبدأ الصدقية إلى ‪:‬‬
‫الصدقية الميزانياتية و يقصد به واقعية الفرضيات التي يتم على أساسها اعتماد قانون‬ ‫‪‬‬
‫المالية‪ ،‬مع تقديمها بشكل صادق لمجموع موارد و تكاليف الدولة ‪/‬الجماعة الترابية‬
‫مع االلتزام بتقديم قانون المالية المعدل لميزانية الدولة ‪/‬الجماعة الترابية نتيجة حدوث‬
‫تغيير مهم في أولويات و فرضيات قانون المالية السنوي‪/‬الميزانية السنوية المحلية‪.‬‬
‫صدق الحسابات و يفرض أن تكون حسابات الدولة ‪/‬الجماعات الترابية محترمة‬ ‫‪‬‬
‫للقواعد القانونية و صادقة و تعكس صورة حقيقية لثروتها و وضعيتها المالية‪ ،‬طبقا‬
‫للمادة ‪ 31‬من القانون التنظيمي للمالية ‪.Loi organique de finance‬‬
‫هنا يتكلف المحاسبون العموميون بمراقبة األمر بالصرف و التأكد من صدقية التسجيالت‬
‫المحاسبية و المساطر و جودة المحاسبات العمومية‪.‬‬
‫يتعهد المجلس األعلى للحسابات بالتصديق على مطابقة حسابات الدولة ‪ /‬الجماعات الترابية‬
‫للقانون و صدقيتها ( المادة ‪ 33‬من القانون التنظيمي للمالية ‪.)130.13‬‬
‫مالحظة‪ :‬المجلس الدستوري الفرنسي ربط مبدأ الصدقية بالمادة ‪ 14‬و ‪ 15‬من اإلعالن‬
‫الفرنسي لحقوق المواطن‪.‬كما المشرع الفرنسي عمل على إدماج و إدراج مبدأ الصدقية في‬
‫المراجعة الدستورية ل ‪ 23‬يوليوز ‪.2008‬‬
‫عموما فالمالية المحلية تم إخضاعها لمبدأ الصدقية بموجب القوانين التنظيمية الخاصة‬
‫بالجماعات الترابية ‪ ،‬حيث أشارت إلى أن الميزانية المحلية البد و أن تقدم بشكل صادق‬
‫مواردها و تكاليفها‪.‬‬
‫ب‪-‬مبدأ الشفافية‪:‬‬
‫برز هذا المبدأ مع دستور ‪ 2011‬في الفصل ‪ 27‬من باب الحكامة ‪ ،‬و هذا يعني تمكين‬
‫المواطن من االطالع على مضمون الميزانية المحلية و كل من له مصلحة في ذلك على‬
‫اعتبار أن الجماعة شخصا معنويا عاما‪ ،‬و الميزانية التي تديرها و تدبرها هي ميزانية‬
‫عمومية خاضعة لرقابة السلطات الحكومية لوزارة الداخلية ‪.‬‬
‫الشفافية تفرض انفتاح الجماعة الترابية على المواطنين و تمكينهم من الحصول على‬
‫المعلومة المالية المتعلقة بالميزانية ‪ ،‬باإلضافة إلى نشر الميزانية المحلية و تمكين المواطن‬
‫من نسخة منها‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إعداد الميزانية المحلية و المصادقة عليها‬
‫‪-1‬أسس اإلعداد و التحضير‪:‬‬
‫ال بد من اإلشارة إلى أن الجماعات الترابية مطالبة تحت إشراف رئيسها خالل السنة األولى‬
‫من المدة االنتدابية من وضع برنامج التنمية بالنسبة للجهات و العماالت و األقاليم ‪ ،‬و‬
‫برنامج العمل بالنسبة للجماعات ‪ . Plan d’action‬وهذان البرنامجان يحددان لمدة ست‬
‫سنوات األعمال التنموية المقرر برمجتها أو انجازها بتراب الجماعة الترابية وفق منهج‬
‫تشاركي مع سلطات الرقابة اإلدارية بصفتها أجهزة لتنسيق أنشطة المصالح الالممركزة‬
‫لإلدارة المركزية ‪ .‬وهناك ‪ 3‬مراسيم حددت مسطرة اإلعداد و التحضير كل منها على حدا‪:‬‬
‫مرسوم ‪ 2.16.299‬برنامج التنمية الجهوية و آليات الحوار التشاور‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مرسوم ‪ 2.16.300‬برنامج تنمية العمالة أو اإلقليم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مرسوم ‪ 2.16.301‬برنامج عمل الجماعة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مسطرة إعداد البرامج التنموية و برنامج العمل متشابهة‪ ،‬و بالتالي سنقتصر على مسطرة‬
‫إعداد برنامج التنمية الجهوية مع ضرورة مراعاة ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد األولويات التنموية ‪.‬‬


‫‪ -‬مواكبة التوجهات اإلستراتيجية السياسية للدولة و بلورتها جهويا‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد البعد البيئي لتحقيق التنمية المستدامة ‪.‬‬
‫‪ -‬األخذ بعين االعتبار اإلمكانيات المادية المتوفرة للجهة‪.‬‬
‫‪ ‬مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية‪:‬‬
‫يتخذ رئيس مجلس الجهة خالل السنة األولى قرار إعداد مشروع برنامج التنمية الجهوية‬
‫بعد اجتماع تشاوري بحضور والي الجهة‪ .‬يعلق بمقر الجهة قرار إعداد المشروع داخل أجل‬
‫‪ 15‬يوما النعقاد االجتماع‪ ،‬بعد إبالغ والي الجهة بذاك‪ .‬ويتضمن القرار الجدولة الزمنية‬
‫لعملية إعداد المشروع‪ .‬فما هي مراحل إعداده؟‬
‫انجاز تشخيص تبرز فيه اإلمكانيات االقتصادية و االجتماعية و الثقافية و البيئية‬ ‫‪‬‬
‫للجهة‪.‬‬
‫وضع و ترتيب األولويات التنموية للجهة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحديد المشاريع و توطيد األنشطة ذات األولوية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تقييم موارد الجهة و نفقاتها التقديرية الخاصة بالثالث سنوات األولى‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بلورة وثيقة مشروع برنامج التنمية الجهوية مع ضرورة وضع منظومة لتتبع‬ ‫‪‬‬
‫المشاريع و البرامج البرامج المحددة األهداف‪.‬‬

‫و طبقا لمقتضيات القوانين التنظيمية المنظمة للجماعات الترابية يتعين على رئيس المجلس‬
‫تحضير الميزانية على أساس برمجة تمتد لثالث سنوات محددة لمجموع موارد و تكاليف‬
‫الجماعة الترابية طبقا لبرنامج التنمية الجهوية أو برنامج التنمية للعمالة أو اإلقليم أو برنامج‬
‫عمل الجماعة‪ .‬و يتم تحيين هذه البرمجة كل سنة لمالئمة تطور بنية موارد و نفقات الجهة‪.‬‬
‫و صدرت ‪ 3‬مراسيم متعلقة بالبرمجة المتعددة السنوات الخاصة بميزانيات الجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬و قد أناطت بالرئيس إعداد مشروع البرمجة الممتدة على ثالث سنوات و المرتبطة‬
‫بميزانية الجماعة الترابية بناءا على توقعات مجموع الموارد و التكاليف طبقا لبرنامج‬
‫التنمية بالنسبة للجهة أو العمالة و اإلقليم أو برنامج العمل بالنسبة للجماعة ‪ ،‬و يجب أن‬
‫يكون مقرونا بأهداف و مؤشرات النجاعة ‪.‬‬

‫‪ -2‬مسطرة إعداد و تحضير الميزانية المحلية‪:‬‬


‫أ‪ -‬األجهزة المتدخلة في إعداد الميزانية المحلية‪:‬‬

‫اآلمر بالصرف‪ :‬جاء في الفصل ‪ 138‬من الدستور"يقوم رؤساء الجهات و مجالس الجماعات‬
‫الترابية األخرى بتنفيذ مداوالت هذه المجالس و مقرراتها"‪،‬كما نص الفصل ‪ 140‬من‬
‫الدستور في فقرته الثانية "تتوفر الجهات و الجماعات الترابية األخرى في مجاالت‬
‫اختصاصها و دائرتها الترابية على سلطة تنظيمية لممارسة صالحياتها"‪.‬‬
‫استنتاج‪:‬‬

‫المشرع الدستوري منح سلطة تنفيذية وسلطة تنظيمية لرؤساء الجهات و باقي الجماعات‬
‫الترابية األخرى‪ .‬و لممارسة هذه السلطة التنفيذية البد من التوفر على صفة اآلمر بالصرف‬
‫كما أن إعداد الميزانية يوكل رسميا إلي رؤساء الجماعات الترابية بصفتهم آمرين‬
‫بالصرف‪(.‬سابقا كان يوكل إلى الوالي و العامل)‬

‫من الناحية العملية أمر إعداد الميزانية موكول في حقيقة األمر إلى المصالح اإلدارية المكلفة‬
‫بالشؤون المالية و الميزانية‪ ،‬لتوفرهم على‪ :‬الكفاءة‪ ،‬التخصص‪ ،‬المعلومة المالية‪ ،‬حجم‬
‫الواردات‪ ،‬مبلغ النفقات‪ ،‬مبلغ المساهمات و الهبات و القروض‪ ،‬وبالتالي كل المعطيات‬
‫الضرورية إلعداد الميزانية‪ .‬وهنا يمكن اإلشارة مباشرة إلى جهاز مكتب المجلس الجماعي و‬
‫بالضبط إحدى لجانه و هي لجنة المالية و الميزانية و البرمجة‪ ،‬و يتم إحداثها لدى المجالس‬
‫الترابية خالل دورة تعقدها بعد مصادقتها على أنظمتها الداخلية‪.‬‬

‫لجنة المالية و الميزانية هي عبارة عن مجموعة من األفراد الذين ينتخبون أو يعينون طبقا‬
‫لتجربتهم أو الهتماماتهم في المجال المالي قصد أداء مهام محددة من خالل قراءات نهائية أو‬
‫استشارية بعد دراستهم للميزانية المحلية و ذلك بتنسيق مباشر مع مصالح المالية و الميزانية‪.‬‬
‫تجتمع لجنة المالية بطلب من رئيس المجلس أو رئيسها أو ثلث أعضائها لدراسة القضايا‬
‫المعروضة عليها‪ .‬وتعرض الميزانية داخل أجل ‪ 10‬أيام على األقل قبل افتتاح الدورة المتعلقة‬
‫بالميزانية من قبل المجلس و البد من إرفاقها بجملة من الوثائق المحددة في المراسيم الصادرة‬
‫سنة ‪ ،2016‬و هي كالتالي‪:‬‬
‫بيان عن البرمجة الممتدة عن ثالث سنوات الخاصة بالميزانية المعنية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مشروع نجاعة األداء برسم السنة المعنية‪،‬بيان عن االلتزامات المالية الناتجة عن‬ ‫‪-‬‬
‫االتفاقيات و العقود المبرمة من قبل الجهة المعنية‪،‬‬
‫بيان عن األقساط السنوية بتسديد القروض‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬بيان عن القرارات و األحكام القضائية‪،‬‬
‫‪ -‬بيان عن المداخل المستخلصة‪،‬‬
‫‪ -‬بيان عن النفقات الملتزم بها‪.‬‬
‫إن تعدد هذه الوثائق و تنوعها يدعم مسألة تسهيل مقروئية مشروع الميزانية و يدعم‬
‫وضوحها و صدقيتها‪ ،‬فهي بمثابة إبراء ذمة أمام سلطات المراقبة‪.‬‬
‫المجلس التداولي هو السلطة الرئاسية للجنة المالية و الميزانية سواء صدرت عنها قرارات‬
‫نهائية أو توصيات‪ ،‬بحكم أن اللجنة لن تستطيع مباشرة أعمالها بمعزل عن المجلس المنبثقة‬
‫عنه‪.‬‬
‫ب‪ -‬قواعد تقدير المداخل و النفقات‪:‬‬
‫‪ ‬قواعد تقدير المداخل‪:‬‬

‫يتأسس تقدير مداخل الميزانية المحلية على تطبيق قاعدة حسابية تتجسد في أخد المداخل‬
‫المحصلة خالل السنتين األخيرتين مع إضافة ما تم تحصيله من مداخل أثناء ‪9‬أشهر األولى‬
‫السابقة على فترة إعداد الميزانية(من ‪ 1‬إلى ‪ 30‬شنبر) و يقسم المجموع المحصل من‬
‫العمليتين على ‪ 33‬شهرا ثم يضرب في ‪ 12‬شهرا ليتم الحصول في النهاية على إجمالي‬
‫التقديرات التي من الممكن اقتراحها ضمن الميزانية العامة‪.‬‬

‫استخالصات السنتين المنصرمتين‪+‬استخالصات السنة الجارية(‪ 9‬اشهر)‬


‫× ‪12‬‬

‫‪33‬‬

‫هذه القاعدة ال تسري على جميع الرسوم و الواجبات المحلية نظرا للطبيعة المختلفة لهذه‬
‫الموارد ‪ ،‬فمثال تقدير منتوج الخدمات و األمالك ال يحتاج إلى إتباع أي قاعدة لتوفر الجماعة‬
‫الترابية على قاعدة حصرية لجميع األمالك من أكرية و غيرها ‪ ،‬تنضاف إلى التقديرات‬
‫السابقة حصة الجماعة من الضريبة على القيمة المضافة ‪ ،‬إذ تقوم وزارة الداخلية بتوزيع هذه‬
‫الموارد على الجماعات الترابية قبل الشروع في إعداد ميزانيتها السنوية بهدف عقلنة‬
‫تقديراتها المالية الخاصة بالمداخل‪.‬‬

‫بالنسبة لميزانية التجهيز فعلى الجماعة تحديد مصدر الموارد المخصصة لها لتغطية تكاليف‬
‫المشاريع التنموية الخاصة بها‪.‬‬

‫‪ ‬قواعد تقدير النفقات‪:‬‬

‫تولي سلطات المراقبة اهتماما رقابيا أكثر لهذه النفقات من خالل توجيهاتها التي تفرض قواعد‬
‫متعلقة بتقدير أنواع محددة من نفقات التسيير‪.‬‬

‫تقدير نفقات الموظفين‪ :‬الجماعة هنا ملزمة بتقدير دقيق لهذه النفقات و توجيهها بشكل جيد‬
‫في الميزانية ‪ ،‬و احتساب التحمالت اإلضافية الخاصة بها و المتعلقة بالترقية النظامية إضافة‬
‫إلى ضبط عملية التوظيف بمناسبة إعداد قوائم المناصب المالية ‪.....‬‬

‫تقدير نفقات التسيير العادية و نفقات الدين‪ :‬نفقات تدبير المرافق العمومية المحلية و‬
‫التكاليف الخاصة بها يتوخى من خاللها التحلي بالعقالنية‪ ،‬الترشيد ‪ ،‬اقتصاد الطاقة ‪ ،‬عدم‬
‫إرهاق مالية الجماعة‪.‬‬

‫تضع سلطات المراقبة آليات لتوجيه و مراقبة تحجيم تطور هذه النفقات من خالل التوجيه‪،‬‬
‫الضبط و الترشيد‪ .‬و تخضع كل حاجيات الجماعة لقاعدة الدراسة المسبقة للمتطلبات الفعلية‬
‫للمصالح اإلدارية للجماعة‪.‬‬

‫تشكل التوجيهات الواردة في الدوريات و المذكرات الصادرة بخصوص إعداد و تنفيذ ميزانية‬
‫الجماعة الترابية أهم اآلليات المتحكمة في تقدير النفقات و تخصيص االعتمادات في مشاريع‬
‫الميزانيات المحلية ‪ .‬وهذه التوجيهات ال ترقى إلى لدرجة النص القانوني إال أن الواقع العملي‬
‫يؤكد على مكانتها الفعلية و تأثيرها في مسار إعداد الميزانية و في مضامينها‪.‬‬
‫تقدير و ضبط نفقات التجهيز‪ :‬نفقات التجهيز تعرف خصوصية تتجلى في تقديرها عبر‬
‫برمجة الفوائض(تقديري‪،‬حقيقي)‪.‬‬

‫التدخل الرقابي هنا يعرف عناية خاصة فيما يتعلق بمراقبة التقديرات و ضبطها و توجيهها‬
‫في اتجاه تعبئة اإلمكانات المالية قصد برمجة و إعداد مشاريع تنموية‪.‬‬

‫‪ -3‬موارد و تكاليف الجماعة الترابية(الجهة نموذجا)‬

‫موارد الجماعة الترابية نوعان ‪:‬‬

‫‪ -‬موارد ذاتية‪ :‬خص بها المشرع الجماعات الترابية على سبيل الحصر‪.‬‬
‫‪ -‬موارد محولة أو مرصدة من الدولة للجماعة الترابية في إطار حصتها من الضريبة‬
‫على القيمة المضافة‪.‬‬
‫أ‪ -‬الرسوم المستحقة لفائدة الجماعة الترابية‬
‫الرسوم المستحقة لفائدة الجهات‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫بالنسبة للجهات فقد نصت المادة ‪ 4‬من القانون ‪ 47.06‬المتعلق بجبايات الجماعات الترابية‬
‫على أن الرسوم المستحقة لفائدتها هي‪:‬‬

‫‪ -‬الرسم على رخص الصيد البري‪.‬‬


‫‪ -‬الرسم على استغالل المناجم‪.‬‬
‫‪ -‬الرسم على الخدمات المقدمة بالموانئ‪.‬‬

‫سؤال‪:‬هل كل الجهات تتوفر على مناجم؟ وهل كل الجهات تتوفر على موانئ؟‬

‫بطبيعة الحال ليست كل الجهات بها موانئ و مناجم ‪ ،‬و بالتالي ليست هناك عدالة أوال مجالية‬
‫و ثانيا جبائية ‪ ،‬و الدليل على ذلك وجود جهات غنية كجهة ‪-‬الدار البيضاء سطات‪ -‬و جهة ‪-‬‬
‫الرباط القنيطرة‪ -‬و أخرى فقيرة ال تتوفر على موانئ وال على مناجم كجهة –فاس مكناس‪ -‬و‬
‫جهة –بني مالل خنيفرة‪. -‬‬
‫الرسوم المستحقة لفائدة العماالت و االقاليم‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تنص المادة‪ 3‬من القانون ‪ 47.06‬المتعلق بجبابات الجماعات الترابية على أن الرسوم‬
‫المستحقة لفائدة العماالت و األقاليم هي كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬الرسم على رخص السياقة ‪.‬‬


‫‪ -‬الرسم على المركبات الخاضعة للمراقبة التقنية‪.‬‬
‫‪ -‬الرسم على بيع الحاصالت الغابوية‪.‬‬
‫الرسوم المستحقة لفائدة الجماعات‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫نصت عليها المادة ‪ 2‬من القانون ‪ 47.06‬المتعلق بجبايات الجماعات الترابية و هي ‪11‬رسما‪،‬‬
‫وهي‪:‬‬

‫‪ -‬الرسم المهني‬
‫‪ -‬رسم السكن‬
‫رسم الخدمات الجماعية‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬الرسم على األراضي الحضرية‬
‫‪ -‬الرسم على عملية لبناء‬
‫‪ -‬الرسوم على مجال بيع المشروبات‬
‫‪ -‬الرسم على اإلقامة بالمؤسسات السياحية‬
‫‪ -‬الرسم على المياه المعدنية ومياه المائدة‬
‫‪ -‬الرسم على النقل العمومي للمسافرين‬
‫‪ -‬الرسم على استخراج مواد المقالع‬

‫سؤال‪ :‬هل جميع الجهات تفعل هذه الرسوم؟ أم أن هناك اعتبارات أخرى(سياسية) تتحكم في‬
‫تنفيذ و تنزيل هذه الرسوم؟‬

‫الجهة مثال في ممارستها الختصاصاتها تتوفر على موارد مالية ذاتية أقرها ف ‪ 11‬من‬
‫الدستور و المادة ‪6‬من ق م ‪ 2023‬و المادة ‪ 188‬من ق ‪، 111.14‬كالهبات و الوصايا و‬
‫أخرى محولة من الدولة فقد نصت المادة ‪ 6‬من قانون المالية لسنة ‪ 2023‬على‪ ":‬ترصد‬
‫الدولة للجهات بموجب قوانين المالية بصفة تدريجية ‪ 5%‬من حصيلة الضريبة على الشركات‬
‫و‪ 5%‬من حصيلة الضريبة على الدخل و ‪ 20%‬من حصيلة الرسم على عقود التأمين ‪ ،‬عالوة‬
‫على حصيلة االقتراضات (داخلية أو خارجية)‪.‬‬
‫‪ ‬موارد الجهة محددة في‪:‬‬
‫‪ -‬حصيلة الضرائب أو حصص ضرائب الدولة المخصصة للجهة بموجب قوانين المالية‬
‫و هي‪:‬الضريبة على الشركات‪ ،‬الضريبة على الدخل و الضريبة على عقود التأمين‪.‬‬
‫‪ -‬المخصصات المالية من الميزانية العامة للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬حصيلة الضرائب و الرسوم المؤذون للجهة تحصيلها‪.‬‬
‫‪ -‬حصيلة األتاوى المحدثة‪.‬‬
‫‪ -‬حصيلة األجور على الخدمات المقدمة‪.‬‬
‫‪ -‬حصيلة الغرامات‪.‬‬
‫‪ -‬حصيلة االستغالالت و حصص األرباح و غيرها‪.‬‬
‫‪ ‬تكاليف الجهة تتوزع على ‪ 3‬أصناف وهي‪:‬‬
‫‪ -‬نفقات الميزانية الجهوية‬
‫‪ -‬نفقات الميزانيات الملحقة بالجهة‬
‫‪ -‬نفقات الحسابات الخصوصية للجهة‬

‫و تشمل نفقات ميزانية الجهة على‪:‬‬

‫‪ -‬نفقات التسيير وتشمل أمور عدة كنفقات الموظفين‪ ،‬األعوان‪،‬المعدات ‪ ،‬نفقات تنفيذ‬
‫األحكام القضائية الصادرة ضد الجهات‪.‬‬
‫‪ -‬نفقات التجهيز ‪ :‬و هي نفقات األشغال و جميع برامج التجهيز ‪ ،‬النفقات المخصصة‬
‫للوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع ‪ ،‬نفقات انجاز برامج التنمية الجهوية ‪.‬‬
‫‪ -‬النفقا ت اإلجبارية ‪ :‬و تدخل في خانتها نفقات الماء ‪ ،‬الكهرباء ‪ ،‬المواصالت ‪ ،‬الديون‬
‫المستحقة ‪ ،‬و الرواتب و التعويضات‪.‬‬
‫قاعدة ‪ :‬ال يمكن أن تشمل نفقات التجهيز على نفقات الموارد البشرية أو نفقات المعدات‪.‬‬
‫‪ -4‬المصادقة و التصويت على الميزانية المحلية‬
‫أ‪ -‬مساطر و اجال التصويت‪:‬‬

‫البد و أن تعتمد الميزانية من المجلس التداولي في أجل أقصاه ‪ 5‬نونبر من طرف مجلس‬
‫الجهة ‪ ،‬و ‪ 15‬نونبر بالنسبة للعماالت و األقاليم و الجماعات‪ .‬وهنا البد أن تتم عملية‬
‫التصويت على المداخيل قبل التصويت على النفقات ‪ ،‬بحيث يجري في شأن تقدير المداخل‬
‫تصويت إجمالي فيما يخص الميزانية المحلية و الميزانيات الملحقة و ميزانية الحسابات‬
‫الخصوصية‪ .‬و يجري في شأن نفقات الميزانية التصويت عن كل باب ‪.‬‬

‫استثناء ‪ :‬في حالة عدم اعتماد الميزانية في التاريخ المحدد يدعى المجلس لالجتماع في دورة‬
‫استثنائية داخل أجل ‪ 15‬يوما ابتداءا من تاريخ االجتماع الذي تم خالله رفض الميزانية‪ ،‬و‬
‫يدرس المجلس جميع االقتراحات المتعلقة بتعديل الميزانية التي من شأنها تفادي رفضها‪.‬‬

‫بالنسبة للجهات ‪ :‬يتعين على اآلمر بالصرف أن يوجه إلى السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية‬
‫في تاريخ أقصاه فاتح دجنبر الميزانية المعتمدة أو غير المعتمدة مرفقة بمحاضر مداوالت‬
‫المجلس‪.‬‬

‫بالنسبة للعماالت و األقاليم و الجماعات ‪ :‬البد على اآلمر بالصرف أن يوجه الى عامل‬
‫العمالة أو اإلقليم في تاريخ أقصاه ‪ 10‬دجنبر الميزانية المعتمدة أو غير المعتمدة مرفقة‬
‫بمحاضر مداوالت المجلس ‪.‬‬

‫ب‪-‬سيناريوهات عدم المصادقة‪:‬‬

‫تقوم السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية بعد دراسة الميزانية غير المعتمدة و أسباب الرفض‬
‫بالنظر في أسباب رفضها و مقترحات التعديالت المقدمة من المجلس و كذا األجوبة المقدمة‬
‫في شأنها من لدن الرئيس بوضع ميزانية للتسيير على أساس اخر ميزانية مؤشر عليها مع‬
‫مراعاة تطور تكاليف و موارد الجماعة الترابية المعنية و ذلك داخل أجل أقصاه ‪ 31‬دجنبر‪.‬‬
‫في هذه الحالة تستمر الجماعة الترابية المعنية في أداء األقساط السنوية لالقتراضات التي‬
‫بذمتها‪.‬‬

‫ج‪ -‬دالالت التصويت على الميزانية‪:‬‬

‫‪ -‬في حالة اعتماد الميزانية‪ :‬فهذا يعني أن مشروع الميزانية المحلية يعكس و يعبر عن‬
‫طموحات المجلس ‪ ،‬و أنه متوافق خوله و يراعي كافة القواعد و القوانين الجاري بها‬
‫العمل في مجال إعداد الميزانية ‪ ،‬عالوة على أن للرئيس أغلبية مريحة و مجلس منسجم‬
‫و معارضة بناءة ‪ ،‬كما أن هذه المعارضة قد تكون غير متمكنة من المشروع المالي و‬
‫ال تمارس دورها في دراسة مشروع الميزانية و فحصه و تقييمه من الناحية السياسية‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة رفض المشروع‪ :‬هنا تطرح جملة من األسئلة و على رأسها ‪ ،‬لماذا رفض‬
‫مشروع الميزانية من طرف المجلس؟‬

‫إن المجلس قد يصوت بالرفض على المشروع المالي ألنه ربما ال يعكس طموحاته و‬
‫انتظاراته ‪ ،‬أو ألنه ال يراعي قواعد الميزانية و القوانين الجاري بها العمل ‪ ،‬أو ألنه ال يعكس‬
‫برنامج عمل المجلس المصوت عليه ‪.‬‬

‫كما يمكن أن يرفض لوجود معارضة قوية و متمكنة من فحص و دراسة مشروع الميزانية و‬
‫الوقوف عند ثغراته و عيوبه‪.‬أو لصراعات سياسية ضيقة يتم تصريفها في الميزانية‬
‫المشروع‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬التأشير أو المصادقة على الميزانية المحلية‬

‫‪ -1‬شروط التأشير على الميزانية‪:‬‬

‫تعطي مرحلة المصادقة على الميزانية المحلية طابع الشرعية و تلبسها رداء القانون‪ ،‬ألن‬
‫شرعية االعتماد و الموافقة على مشروع الميزانية من طرف المجلس المنتخب هي شرعية‬
‫غير مكتملة و منقوصة مرتبطة بموقف سلطة المراقبة من المشروع المالي‪ ،‬أي إعطاء تلك‬
‫الوثيقة اإلدارية صبغة قانونية‪.‬‬

‫إن السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية ال تؤشر على الميزانية إال بعد التأكد من مراعاتها لكافة‬
‫الشروط الضرورية من قبيل‪:‬‬

‫‪ -‬احترام مبادئ الميزانية المحلية‬


‫‪ -‬توافر االعتمادات المالية‬
‫‪ -‬التوفر على برنامج عمل أو برنامج تنموي‬
‫‪ -‬إعداد برمجة متعددة السنوات‬
‫‪ -‬تواجد الوثائق و التقارير المرافقة للميزانية‬
‫‪ -2‬مسطرة و اجال التأشير على الميزانية‬

‫طبقا للقوانين التنظيمية المنظمة للجماعات الترابية تعرض الميزانية على تأشيرة السلطة‬
‫الحكومية المكلفة بالداخلية بالنسبة للجهات ‪ ،‬و على تأشيرة عامل العمالة أو اإلقليم بالنسبة‬
‫للعماالت و األقاليم و الجماعات في تاريخ أقصاه ‪ 20‬نونبر و تصبح الميزانية قابلة للتنفيذ‬
‫بعد التأشير عليها ‪ ،‬و هنا البد من مراقبة ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬احترام أحكام القوانين التنظيمية للجماعات الترابية و األنظمة الجاري بها العمل‪.‬‬
‫‪ -‬توازن الميزانية على أساس صدقية القرارات الخاصة بالمداخل و النفقات ‪.‬‬
‫‪ -‬تسجيل النفقات اإلجبارية‪ ،‬إرفاق الميزانية ببيان عن البرمجة الممتدة عل سنوات و كذا‬
‫القوائم المحاسبية و المالية للجماعة الترابية‪.‬‬
‫سيناريو‪:‬‬

‫في حالة رفضت السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية بالنسبة للجهات أو عامل العمالة أو اإلقليم‬
‫بالنسبة للعماالت و األقاليم و الجماعات التأشير على الميزانية ألي سبب من األسباب ‪ ،‬تقوم‬
‫السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية أو العامل بتبليغ رئيس المجلس بأسباب رفض التأشير‬
‫داخل أجل ال يتعدى ‪ 15‬يوما ابتدءا من تاريخ التوصل بالميزانية‪ .‬ويقوم رئيس المجلس في‬
‫هذه الحالة بتعديل الميزانية و عرضها من جديد على المجلس للتصويت عليها داخل أجل ‪10‬‬
‫أيام من تاريخ ابتدءا من تاريخ التوصل بأسباب رفض التأشير ‪،‬و يتعين عليه عرضها من‬
‫جديد للتأشير عليها قبل ‪ 20‬دجنبر ‪ ،‬في هذه الحالة تؤشر السلطة الحكومية على الميزانية في‬
‫تاريخ أقصاه ‪ 30‬دجنبر‪.‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫ف ي حالة التأشير على الميزانية المخلية فانها تصبح قابلة للتنفيذ ‪.‬أما في حالة رفض التأشير‬
‫فان القوانين التنظيمية للجماعات الترابية عملت على تبيان االجراءات المتطلبة الستيفاء‬
‫التأشير ‪ ،‬عالوة على الدور المنوط برؤساء المجالس الترابية في هذه الحالة ‪ .‬كما أنها نظمت‬
‫أي ذات القوانين حاالت عدم عرض الميزانية على التأشير و كذا األمور الملقاة على عاتق‬
‫رؤساء الجماعات الترابية بخصوص إيداع الميزانية بمقرالجماعة الترابية المعنية ووضعها‬
‫رهن إشارة العموم بأي وسيلة من وسائل اإلشهار و ضرورة إبالغها إلى الخازن لدى الجهة‬
‫أو حسب الحالة‪( .‬للتوسع انظر مقتضيات المواد من ‪ 202‬إلى ‪ 208‬من القانون التنظيمي‬
‫للجهات ‪ 111.14‬و من المادة ‪ 180‬إلى ‪ 186‬من القانون التنظيمي للعماالت و األقاليم‬
‫‪ 112.14‬و من المادة ‪ 189‬إلى ‪ 195‬من القانون التنظيمي للجماعات ‪) 113.14‬‬
‫خامسا‪ :‬تنفيذ الميزانية المحلية‬
‫يقصد بتنفيذ الميزانية المحلية كل العمليات التي يتم بواسطتها تحصيل المبالغ الواردة في‬
‫جانب اإليرادات‪ ،‬و إنفاق المبالغ من جانب النفقات ‪ .‬يتمثل التنفيذ المالي للميزانية المحلية في‬
‫األجرأة العملية لألرقام و االعتمادات الواردة في هذه العمليات سواء تعلق األمر بتحصيل‬
‫اإليرادات أو تنفيذ و صرف االعتمادات‪ .‬ويتقاسم هذه المهمة جهازان يتمثالن في اآلمر‬
‫بالصرف و المحاسبين العموميين‪.‬‬

‫‪ -1‬اآلمر بالصرف‬

‫هو كل شخص أهله القانون للقيام باسم جهاز عام برصد و اثباث أو األمر باستخالص دين‬
‫أو أداء نفقة‪.‬‬

‫‪ ‬اآلمرون بالصرف محليا هم‪:‬‬


‫‪ -‬رئيس مجلس الجهة الجهات‪.‬‬
‫‪ -‬رئيس مجلس العمالة أو اإلقليم العماالت و األقاليم‪.‬‬
‫‪ -‬رئيس المجلس الجماعي الجماعات‪.‬‬
‫‪ -2‬المحاسبون العموميون‬

‫هم في األصل موظفون يتبع الجانب المهم منهم لمصالح وزارة المالية‪ .‬و قد حددهم القانون‬
‫في كل موظف أو عون مؤهل قانونا للقيام باسم جهاز عام بعمليات المداخيل و النفقات و‬
‫تداول السندات‪.‬‬

‫المحاسب العمومي هو الشخص الذي يقوم بالتنفيذ المادي و الفعلي للعمليات المالية العمومية‪،‬‬
‫فيقوم باستخالص المداخل و أداء النفقات المأمور بها من طرف اآلمر بالصرف‪.‬و اآلمر‬
‫بالصرف و المحاسب العمومي ينظمهم قانون المحاسبة العمومية للجماعات الترابية و‬
‫مجموعاتها الصادر في ‪ 08‬فبراير ‪.2010‬‬
‫إن التنفيذ اإلداري و المادي للعمليات المالية و المحاسبية المحلية من طرف اآلمرين بها و‬
‫المحاسبين العموميين سواء لإليرادات أو النفقات المحلية يخضع لنوعية محددة من المساطر‬
‫و اإلجراءات تتوزع إلى مرحلتين أساسيتين هما‪:‬‬

‫‪ -‬المرحلة اإلدارية و تناط باآلمر بالصرف‬


‫‪ -‬المرحلة المحاسبية و تدخل في دائرة اختصاص المحاسب العمومي‬
‫‪ -3‬مسطرة لتنفيذ لإليرادات و النفقات العامة المحلية‬
‫أ‪ -‬بخصوص اإليرادات العامة المحلية‪:‬‬

‫تتوزع مراحل التحصيل اإلداري و المالي إلى أربع خطوات‪:‬‬

‫‪ -‬التحقق من الدين من خالل البحث و التفتيش عن العمليات الخاضعة للتضريب من‬


‫طرف األجهزة المختصة‪.‬‬
‫‪ -‬التصفية‪ :‬و هي عملية حسابية تهدف إلى معرفة و تحديد المبلغ المالي الواجب تحصيله‪،‬‬
‫أي تحديد المبلغ الخاضع للتضريب أو اإليراد‪.‬‬
‫‪ -‬التحصيل‪ :‬و هو عملية مادية يتم بواسطتها إدخال األموال العمومية الى خزينة‬
‫الجماعات الترابية أو المجموعات التابعة لها‪ ,‬بمعنى آخر االستخالص من قبل اإلدارة و‬
‫األداء من قبل المدين أو الملزم‪.‬‬

‫هذه المراحل هي مراحل إدارية يعود االختصاص فيها إلى األمر بالصرف ‪.‬‬

‫‪ -‬أما المرحلة الرابعة فهي خطوة ذات طبيعة مالية صرفة تعود الى المحاسب العمومي‪.‬‬
‫ب‪ -‬بخصوص النفقات المحلية‪:‬‬

‫مراحلها هي األخرى أربع و هي‪:‬‬

‫‪ -‬االلتزام بالنفقة ‪ :‬هو كل إجراء أو عمل ينشأ التزاما باإلنفاق من قبل الدولة أو الجماعة‬
‫الترابية ‪ ،‬كتسمية موظف ‪ ،‬أو االتفاق مع مقاول أو متعهد ألجل اقتناء مواد أو تنفيذ‬
‫أشغال محلية مثال‪.‬‬
‫إن االلتزام كمفهوم يراد به ذلك العمل اإلداري الذي تنبث بموجبه اإلدارة الترابية أو‬
‫المجموعة التزاما من شأنه أن يترتب عنه تحمل المادة ‪ 142‬من نظام المحاسبة عمومية‬
‫للجماعات الترابية لسنة ‪.2010‬‬

‫‪ -‬تصفية النفقة ‪ :‬و يقصد به العمل الذي يرمي الى التحقق الفعلي من الدين الواجب األداء‬
‫و تحديد مبلغه المالي‪.‬‬

‫إن الهدف من التصفية هو التأكد من حقيقة الدين و حصر مبلغ النفقة‪.‬‬

‫‪ -‬األمر باألداء‪ :‬هو عبارة أمر خطي يوجهه اآلمر بالصرف إلى المحاسب العمومي لدفع‬
‫مبلغ محدد من المال الى شخص معين ‪ ،‬و األمر باألداء يتخذ إما شكل سندات أو‬
‫حواالت باألداء ‪.‬‬
‫إن اآلمر بالصرف و األداء هو العمل اإلداري الذي يحتوي طبقا لنتائج التصفية على األمر‬
‫بأداء دين الجماعة الترابية أو المجموعة ‪ ،‬و يناط هذا العمل باآلمر بالصرف المختص‪.‬‬
‫‪ -‬األداء ‪:‬و يراد به الدفع الفعلي للمبلغ الصادر بشأنه األمر بالصرف الى صاحب الحق فيه‬
‫‪ ،‬و هو بذلك يعتبر العملية التي من خاللها تعمد الجماعة الترابية الى تبرئة ذمتها من‬
‫الدين الواجب أداؤه‪.‬‬
‫األداء من الناحية القانونية هو العمل الذي تبرئ به الجماعة الترابية أو المجموعة الترابية‬
‫ذمتها من الدين‪.‬‬
‫إن التنفيذ اإلجرائي لعمليات المداخيل و النفقات العامة المحلية يتخذ عمليا و محاسبيا جملة من‬
‫الخصائص‪.‬و على أساس ذلك يتخذ اآلمر بالصرف العمليات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬اثباث و تصفية مداخيل الجماعة الترابية‬
‫‪ ‬إصدار األوامر من أجل تحصيل الديون‬
‫‪ ‬إصدار األمر بأداء النفقة‬
‫وبناءا على األوامر الصادرة عن اآلمر بالصرف يسهر الخازن(حسب الحالة بالنسبة‬
‫للجماعات الترابية) على انجاز العمليات التالية‪:‬‬

‫التكفل بأوامر المداخيل‬ ‫‪‬‬


‫استيفاء الحقوق و الرسوم‬ ‫‪‬‬
‫المحافظة على األموال و غيرها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ج‪ -‬إجراء تنفيذ اإليرادات العامة المخلية‪:‬‬

‫و يتم عبر مراحل ‪:‬‬


‫‪ -‬التحقق من الدين‬
‫‪ -‬التصفية‬
‫‪ -‬األمر بالتحصيل‬
‫‪ -‬التحصيل‬
‫د‪ -‬إجراءات تنفيذ النفقات العامة المحلية‪:‬‬
‫‪ -‬االلتزام بالنفقة‬
‫‪ -‬التصفية‬
‫‪ -‬اآلمر باألداء‬
‫‪ -‬األداء‬
‫سادسا‪ :‬الرقابة على تنفيذ الميزانية العامة المحلية‬

‫‪ -1‬الرقابة السياسية أو رقابة المجلس التداولي‪:‬‬

‫تتجلى هذه الرقابة في قيام الجهاز السياسي المختص بمراقبة الجهاز التنفيذي للميزانية‪ ،‬و هي‬
‫في الغالب تمارس من طرف المؤسسات المنتخبة‪.‬و تمتاز هذه الرقابة بكونها عامة و شاملة و‬
‫تتناول جميع أوجه النشاط المالي المنجز من قبل السلطة التنفيذية مركزيا أو ترابيا‪ .‬فهذه‬
‫الرقابة الممارسة هنا على المجلس التداولي شبيهة بالرقابة التي يمارسها الجهاز التشريعي‬
‫على الجهاز التنفيذي‪ ،‬و هي رقابة شاملة و يقصد به‪:‬‬

‫رقابة سابقة‪ :‬تتمثل أساسا في اعتماد الميزانية المحلية‪.‬‬

‫رقابة موازية‪ :‬من خالل تتبع تنفيذ الميزانية عن طريق التصويت على التعديالت الجزئية‬
‫خالل السنة‪.‬‬

‫رقابة الحقة ‪ :‬تعترف من خاللها األجهزة التداولية للمجالس الترابية بالحق في مسائلة األجهزة‬
‫التنفيذية عن الطريقة التي تم بها الصرف و اإلنفاق الفعلي لالعتمادات المالية ‪،‬وهي رقابة‬
‫يقوم بها المجلس الجماعي على طرف اآلمر بالصرف ‪ ،‬و تتوج إما بتثمين الدور الذي قام به‬
‫اآلمر بالصرف في مجال التنفيذ وفق البناء المالي للميزانية المعتمدة أو برفض التنفيذ المالي‬
‫للميزانية بالشكل الذي قام به اآلمر بالصرف‪.‬‬

‫‪ -2‬الرقابة اإلدارية أو رقابة السلطة اإلدارية‪:‬‬

‫إنها وظيفة من الوظائف الكالسيكية لإلدارة العمومية ‪ ،‬و منها ما يتعلق باإلدارة الترابية‪.‬‬
‫أ‪ -‬تعريف الرقابة اإلدارية‪:‬‬

‫هي تلك الرقابة التي تقوم بها السلطة التنفيذية على نفسها أو على بعضها البعض‪ ،‬وهي رقابة‬
‫متنوعة و شاملة لجميع مجاالت تدخل مرافق اإلدارة العمومية مركزيا أو ترابيا‪ ،‬كما أنها من‬
‫حيث التوقيت الزمني إما سابقة أو الحقة على صرف النفقات العمومية‪.‬‬

‫رقابة سابقة‪ :‬و تتجلى في الحق المعترف به لألجهزة اإلدارية المختصة في التأشير على‬
‫جانب هام من التصرفات المالية المحلية‪.‬‬

‫رقابة موازية ‪ :‬و تضطلع بها األجهزة التي أوكل لها القانون أمر ذلك‪.‬‬

‫رقابة الحقة‪ :‬و تمتاز بطابع التجزئ و سمة الوقائية من خالل إصالح الطرق المتبعة في‬
‫مجال التنفيذ المالي‪.‬‬

‫رقابة ذات طابع زجري‪ :‬و تمارس من طرف‪:‬‬

‫‪Inspection Générale d’Administration‬‬ ‫المفتشية العامة لإلدارة الترابية‬ ‫‪‬‬


‫‪Territoriale‬‬

‫و هي هيأة إدارية رقابية تابعة لوزير الداخلية‪ ،‬و يتجلى دورها في المراقبة و التحقق من‬
‫التسيير اإلداري و التقني و المحاسبي للمصالح التابعة لوزارة الداخلية و كذا الجماعات‬
‫الترابية و مجموعاتها ‪ .‬و تباشر مهامها مثل باقي المفتشيات العامة للوزارات في إطار‬
‫برنامج دوري يحدده وزير الداخلية ‪ .‬و يحضى أعضائها بسلطة االطالع على كل الوثائق و‬
‫اللجوء إلى تحقيق أو تحري يرونه ضروريا النجاز مهامهم الرقابية‪.‬‬

‫إن الميزة األساسية للمفتشية العامة للإدارة الترابية هي العمومية و التوسع سواء من حيث‬
‫االختصاص أو مجاالت التدخل ‪ .‬لكن و بالرغم من أدوارها الرقابية في الكشف عن‬
‫الخروقات التي قد تشوب عملية التدبير المالي للجماعات الترابية فان هناك جملة من الحدود‬
‫و االكراهات سواء على المستوى القانوني أو على مستوى الموارد المادية و البشرية‪.‬‬
‫على المستوى القانوني ‪ :‬فالقانون المنظم لم يفصل في طبيعة دور المفتشية العامة لإلدارة‬
‫الترابية و طرق عملها و الهدف من إقرارها و الجزاءات التي يمكن اتخاذها في حالة اكتشاف‬
‫المخالفات المالية‪.‬‬

‫على مستوى الموارد المادية و البشرية‪ :‬فان البنية العامة للمفتشية و طرق عملها تتصف‬
‫بالطبيعة المركزية االنتقائية عالوة على ضعف الوسائل المادية و البشرية الموضوعة تحت‬
‫تصرفها ‪ ،‬كل هذه العوامل تؤثر على فعالية األدوار الرقابية المنتظرة منها‪.‬‬

‫المفتشية العامة للمالية ‪Inspection Générale de Finance‬‬ ‫‪‬‬

‫هي هيأة عليا للرقابة تابعة لوزارة المالية‪،‬و يعهد إليها بمراقبة مالية الدولة و الجماعات‬
‫الترابية و المؤسسات العمومية (أشخاص القانون العام) و كل هيأة تستفيد من دعم مالي‪.‬‬
‫وتختص هذه المفتشية بسلطة تفتيش واسعة ‪ ،‬و تشمل مراقبة مصالح الصندوق و المحاسبة‪.‬و‬
‫تمارس على االمرين بالصرف و المحاسبين العموميين ‪ ،‬و بصفة عامة على كافة أعوان‬
‫أشخاص القانون العام‪.‬‬

‫رقابة المفتشية العامة للمالية ال تقتصر على مشروعية التصرفات المالية فقط بل تنصب على‬
‫تسيير و تنظيم المرافق العمومية‪ .‬كما أنها تمارس رقابتها على شكل دوريات مفاجئة تسجل‬
‫نتائجها في محاضر ‪ ،‬و يتم االنضباط في المهام الرقابية للمفتشية العامة للمالية لجملة من‬
‫القواعد و ‪،‬هي ‪ :‬المالحظة و المفاجئة و التقرير المضاد و قاعدة تشخيص التقرير‪.‬‬

‫و على الرغم من طبيعتها المؤسساتية التي تميزها إال أن هناك حدودا قانونية ‪ ،‬تنظيمية‪،‬‬
‫مادية و بشرية تعيق نجاعة تقاريرها و فعالية تدخالتها الرقابية‪ ،‬و التي من أهمها قدم‬
‫النصوص القانونية‪ ،‬و غياب االستقاللية و عدم التوفر على سلطة الزجر و العقاب ‪ ،‬عالوة‬
‫على ضعف وسائلها المادية و البشرية األمر الذي يفسر حجم عملياتها الرقابية المتسم‬
‫بالضعف أمام المهام الملقاة على عاتقها‪.‬‬

‫‪ -3‬الرقابة القضائية الرقابة بواسطة هيأة مستقلة‬


‫مفهوم الرقابة المالية أو رقابة القضاء المالي ‪ :‬و يتأسس في الفقه المالي على إيجاد هيأة‬
‫عليا للرقابة مطبوعة بطابع التخصص و متمتعة بمستوى عال من االستقاللية في التنظيم ‪،‬‬
‫وتتوفر على اإلمكانيات المادية و البشرية الالزمة في الممارسة‪.‬‬

‫إن الرقابة القضائية تعتبر من أسمى و أسلم الطرق في الرقابة على التنفيذ الموازناتي إن على‬
‫المستوى المركزي أو الترابي‪ .‬و تتميز التجربة المغربية في هذا اإلطار بتواجد هيأة عليا‬
‫للرقابة المالية ‪ ،‬تتمثل في المجلس األعلى للحسابات سنة ‪ ،1979‬عالوة على المجالس‬
‫الجهوية للحسابات‪.‬‬

‫أ‪ -‬المجلس األعلى للحسابات‪:‬‬

‫هو أعلى هيأة تقليدية عليا تعنى بالرقابة على تنفيذ القوانين المالية و يمكن اعتباره من الناحية‬
‫القانونية هيأة قضائية إدارية خاصة‪ .‬و قد حكمه تطور تاريخي اختتم تنظيمه بمقتضى القانون‬
‫رقم ‪ 79.12‬الصادر بتاريخ ‪ 14‬شتنبر سنة ‪.1979‬‬

‫ب‪ -‬المجالس الجهوية‪:‬‬

‫و هي تعتبر اإلطار المحلي لعمل المجلس األعلى للحسابات ‪ ،‬و تتولى على المستوى الجهوي‬
‫مراقبة حسابات الجماعة الترابية و هيئاتها و كيفية قيامها بتدبير شؤونها‪.‬‬

‫‪ ‬االختصاص القضائي للمجالس الجهوية للحسابات‪:‬و يتجلى في التدقيق و البث في‬


‫الحسابات الخاصة بالجماعات الترابية و هيئاتها ‪ ،‬و حسابات المؤسسات العمومية ‪ ،‬و‬
‫المقاوالت التي تملك الجماعات الترابية رأسمالها كليا‪ ،‬أو المؤسسات العمومية الخاضعة‬
‫لوصايتها و المتوفرة على محاسب عمومي ‪.‬كما تتولى التأديب المتعلق بالميزانية و‬
‫الشؤون المالية ‪ ،‬و ذلك بالنسبة لكل مسؤول أو موظف أو عون بأحد األجهزة الخاضعة‬
‫لرقابة المجلس‪.‬‬
‫‪ ‬االختصاص االداري للمجالس الجهوية للحسابات‪ :‬و يتجلى في مراقبة اإلجراءات‬
‫المتعلقة بتنفيذ الميزانية و مراقبة التسيير استخدام األموال العمومية‪.‬‬
‫مراقبة التسيير‪ :‬و يحيل هذا المفهوم إلى رقابة األداء ‪ ،‬رقابة اإلدارة ‪ ،‬رقابة تقييم البرامج ‪،‬‬
‫رقابة الكفاءة و األداء رقابة االقتصاد و الكفاءة ‪ ،‬رقابة المسؤولية ‪.‬إن رقابة التسيير تهم‬
‫الجانب الخاص بالتسيير العام للجماعات الترابية و هيئاتها‪ ،‬بمعنى أنها تشمل كل أوجه‬
‫التسيير لألجهزة المعنية بالرقابة‪.‬‬

‫مراقبة استخدام األموال العمومية ‪ :‬و الهدف منها هو التأكد من أن استخدام األموال‬
‫العمومية التي يتم تلقيها يطابق األهداف المتوخاة من المساهمة أو المساعدة‪.‬‬

You might also like