Professional Documents
Culture Documents
محاضرات في المالية المحلية-1
محاضرات في المالية المحلية-1
مسطرة إعداد البرامج التنموية و برنامج العمل متشابهة ،و بالتالي سنقتصر على مسطرة
إعداد برنامج التنمية الجهوية مع ضرورة مراعاة ما يلي:
و طبقا لمقتضيات القوانين التنظيمية المنظمة للجماعات الترابية يتعين على رئيس المجلس
تحضير الميزانية على أساس برمجة تمتد لثالث سنوات محددة لمجموع موارد و تكاليف
الجماعة الترابية طبقا لبرنامج التنمية الجهوية أو برنامج التنمية للعمالة أو اإلقليم أو برنامج
عمل الجماعة .و يتم تحيين هذه البرمجة كل سنة لمالئمة تطور بنية موارد و نفقات الجهة.
و صدرت 3مراسيم متعلقة بالبرمجة المتعددة السنوات الخاصة بميزانيات الجماعات
الترابية ،و قد أناطت بالرئيس إعداد مشروع البرمجة الممتدة على ثالث سنوات و المرتبطة
بميزانية الجماعة الترابية بناءا على توقعات مجموع الموارد و التكاليف طبقا لبرنامج
التنمية بالنسبة للجهة أو العمالة و اإلقليم أو برنامج العمل بالنسبة للجماعة ،و يجب أن
يكون مقرونا بأهداف و مؤشرات النجاعة .
اآلمر بالصرف :جاء في الفصل 138من الدستور"يقوم رؤساء الجهات و مجالس الجماعات
الترابية األخرى بتنفيذ مداوالت هذه المجالس و مقرراتها"،كما نص الفصل 140من
الدستور في فقرته الثانية "تتوفر الجهات و الجماعات الترابية األخرى في مجاالت
اختصاصها و دائرتها الترابية على سلطة تنظيمية لممارسة صالحياتها".
استنتاج:
المشرع الدستوري منح سلطة تنفيذية وسلطة تنظيمية لرؤساء الجهات و باقي الجماعات
الترابية األخرى .و لممارسة هذه السلطة التنفيذية البد من التوفر على صفة اآلمر بالصرف
كما أن إعداد الميزانية يوكل رسميا إلي رؤساء الجماعات الترابية بصفتهم آمرين
بالصرف(.سابقا كان يوكل إلى الوالي و العامل)
من الناحية العملية أمر إعداد الميزانية موكول في حقيقة األمر إلى المصالح اإلدارية المكلفة
بالشؤون المالية و الميزانية ،لتوفرهم على :الكفاءة ،التخصص ،المعلومة المالية ،حجم
الواردات ،مبلغ النفقات ،مبلغ المساهمات و الهبات و القروض ،وبالتالي كل المعطيات
الضرورية إلعداد الميزانية .وهنا يمكن اإلشارة مباشرة إلى جهاز مكتب المجلس الجماعي و
بالضبط إحدى لجانه و هي لجنة المالية و الميزانية و البرمجة ،و يتم إحداثها لدى المجالس
الترابية خالل دورة تعقدها بعد مصادقتها على أنظمتها الداخلية.
لجنة المالية و الميزانية هي عبارة عن مجموعة من األفراد الذين ينتخبون أو يعينون طبقا
لتجربتهم أو الهتماماتهم في المجال المالي قصد أداء مهام محددة من خالل قراءات نهائية أو
استشارية بعد دراستهم للميزانية المحلية و ذلك بتنسيق مباشر مع مصالح المالية و الميزانية.
تجتمع لجنة المالية بطلب من رئيس المجلس أو رئيسها أو ثلث أعضائها لدراسة القضايا
المعروضة عليها .وتعرض الميزانية داخل أجل 10أيام على األقل قبل افتتاح الدورة المتعلقة
بالميزانية من قبل المجلس و البد من إرفاقها بجملة من الوثائق المحددة في المراسيم الصادرة
سنة ،2016و هي كالتالي:
بيان عن البرمجة الممتدة عن ثالث سنوات الخاصة بالميزانية المعنية، -
مشروع نجاعة األداء برسم السنة المعنية،بيان عن االلتزامات المالية الناتجة عن -
االتفاقيات و العقود المبرمة من قبل الجهة المعنية،
بيان عن األقساط السنوية بتسديد القروض، -
-بيان عن القرارات و األحكام القضائية،
-بيان عن المداخل المستخلصة،
-بيان عن النفقات الملتزم بها.
إن تعدد هذه الوثائق و تنوعها يدعم مسألة تسهيل مقروئية مشروع الميزانية و يدعم
وضوحها و صدقيتها ،فهي بمثابة إبراء ذمة أمام سلطات المراقبة.
المجلس التداولي هو السلطة الرئاسية للجنة المالية و الميزانية سواء صدرت عنها قرارات
نهائية أو توصيات ،بحكم أن اللجنة لن تستطيع مباشرة أعمالها بمعزل عن المجلس المنبثقة
عنه.
ب -قواعد تقدير المداخل و النفقات:
قواعد تقدير المداخل:
يتأسس تقدير مداخل الميزانية المحلية على تطبيق قاعدة حسابية تتجسد في أخد المداخل
المحصلة خالل السنتين األخيرتين مع إضافة ما تم تحصيله من مداخل أثناء 9أشهر األولى
السابقة على فترة إعداد الميزانية(من 1إلى 30شنبر) و يقسم المجموع المحصل من
العمليتين على 33شهرا ثم يضرب في 12شهرا ليتم الحصول في النهاية على إجمالي
التقديرات التي من الممكن اقتراحها ضمن الميزانية العامة.
33
هذه القاعدة ال تسري على جميع الرسوم و الواجبات المحلية نظرا للطبيعة المختلفة لهذه
الموارد ،فمثال تقدير منتوج الخدمات و األمالك ال يحتاج إلى إتباع أي قاعدة لتوفر الجماعة
الترابية على قاعدة حصرية لجميع األمالك من أكرية و غيرها ،تنضاف إلى التقديرات
السابقة حصة الجماعة من الضريبة على القيمة المضافة ،إذ تقوم وزارة الداخلية بتوزيع هذه
الموارد على الجماعات الترابية قبل الشروع في إعداد ميزانيتها السنوية بهدف عقلنة
تقديراتها المالية الخاصة بالمداخل.
بالنسبة لميزانية التجهيز فعلى الجماعة تحديد مصدر الموارد المخصصة لها لتغطية تكاليف
المشاريع التنموية الخاصة بها.
تولي سلطات المراقبة اهتماما رقابيا أكثر لهذه النفقات من خالل توجيهاتها التي تفرض قواعد
متعلقة بتقدير أنواع محددة من نفقات التسيير.
تقدير نفقات الموظفين :الجماعة هنا ملزمة بتقدير دقيق لهذه النفقات و توجيهها بشكل جيد
في الميزانية ،و احتساب التحمالت اإلضافية الخاصة بها و المتعلقة بالترقية النظامية إضافة
إلى ضبط عملية التوظيف بمناسبة إعداد قوائم المناصب المالية .....
تقدير نفقات التسيير العادية و نفقات الدين :نفقات تدبير المرافق العمومية المحلية و
التكاليف الخاصة بها يتوخى من خاللها التحلي بالعقالنية ،الترشيد ،اقتصاد الطاقة ،عدم
إرهاق مالية الجماعة.
تضع سلطات المراقبة آليات لتوجيه و مراقبة تحجيم تطور هذه النفقات من خالل التوجيه،
الضبط و الترشيد .و تخضع كل حاجيات الجماعة لقاعدة الدراسة المسبقة للمتطلبات الفعلية
للمصالح اإلدارية للجماعة.
تشكل التوجيهات الواردة في الدوريات و المذكرات الصادرة بخصوص إعداد و تنفيذ ميزانية
الجماعة الترابية أهم اآلليات المتحكمة في تقدير النفقات و تخصيص االعتمادات في مشاريع
الميزانيات المحلية .وهذه التوجيهات ال ترقى إلى لدرجة النص القانوني إال أن الواقع العملي
يؤكد على مكانتها الفعلية و تأثيرها في مسار إعداد الميزانية و في مضامينها.
تقدير و ضبط نفقات التجهيز :نفقات التجهيز تعرف خصوصية تتجلى في تقديرها عبر
برمجة الفوائض(تقديري،حقيقي).
التدخل الرقابي هنا يعرف عناية خاصة فيما يتعلق بمراقبة التقديرات و ضبطها و توجيهها
في اتجاه تعبئة اإلمكانات المالية قصد برمجة و إعداد مشاريع تنموية.
-موارد ذاتية :خص بها المشرع الجماعات الترابية على سبيل الحصر.
-موارد محولة أو مرصدة من الدولة للجماعة الترابية في إطار حصتها من الضريبة
على القيمة المضافة.
أ -الرسوم المستحقة لفائدة الجماعة الترابية
الرسوم المستحقة لفائدة الجهات:
بالنسبة للجهات فقد نصت المادة 4من القانون 47.06المتعلق بجبايات الجماعات الترابية
على أن الرسوم المستحقة لفائدتها هي:
سؤال:هل كل الجهات تتوفر على مناجم؟ وهل كل الجهات تتوفر على موانئ؟
بطبيعة الحال ليست كل الجهات بها موانئ و مناجم ،و بالتالي ليست هناك عدالة أوال مجالية
و ثانيا جبائية ،و الدليل على ذلك وجود جهات غنية كجهة -الدار البيضاء سطات -و جهة -
الرباط القنيطرة -و أخرى فقيرة ال تتوفر على موانئ وال على مناجم كجهة –فاس مكناس -و
جهة –بني مالل خنيفرة. -
الرسوم المستحقة لفائدة العماالت و االقاليم:
تنص المادة 3من القانون 47.06المتعلق بجبابات الجماعات الترابية على أن الرسوم
المستحقة لفائدة العماالت و األقاليم هي كالتالي:
نصت عليها المادة 2من القانون 47.06المتعلق بجبايات الجماعات الترابية و هي 11رسما،
وهي:
-الرسم المهني
-رسم السكن
رسم الخدمات الجماعية -
-الرسم على األراضي الحضرية
-الرسم على عملية لبناء
-الرسوم على مجال بيع المشروبات
-الرسم على اإلقامة بالمؤسسات السياحية
-الرسم على المياه المعدنية ومياه المائدة
-الرسم على النقل العمومي للمسافرين
-الرسم على استخراج مواد المقالع
سؤال :هل جميع الجهات تفعل هذه الرسوم؟ أم أن هناك اعتبارات أخرى(سياسية) تتحكم في
تنفيذ و تنزيل هذه الرسوم؟
الجهة مثال في ممارستها الختصاصاتها تتوفر على موارد مالية ذاتية أقرها ف 11من
الدستور و المادة 6من ق م 2023و المادة 188من ق ، 111.14كالهبات و الوصايا و
أخرى محولة من الدولة فقد نصت المادة 6من قانون المالية لسنة 2023على ":ترصد
الدولة للجهات بموجب قوانين المالية بصفة تدريجية 5%من حصيلة الضريبة على الشركات
و 5%من حصيلة الضريبة على الدخل و 20%من حصيلة الرسم على عقود التأمين ،عالوة
على حصيلة االقتراضات (داخلية أو خارجية).
موارد الجهة محددة في:
-حصيلة الضرائب أو حصص ضرائب الدولة المخصصة للجهة بموجب قوانين المالية
و هي:الضريبة على الشركات ،الضريبة على الدخل و الضريبة على عقود التأمين.
-المخصصات المالية من الميزانية العامة للدولة.
-حصيلة الضرائب و الرسوم المؤذون للجهة تحصيلها.
-حصيلة األتاوى المحدثة.
-حصيلة األجور على الخدمات المقدمة.
-حصيلة الغرامات.
-حصيلة االستغالالت و حصص األرباح و غيرها.
تكاليف الجهة تتوزع على 3أصناف وهي:
-نفقات الميزانية الجهوية
-نفقات الميزانيات الملحقة بالجهة
-نفقات الحسابات الخصوصية للجهة
-نفقات التسيير وتشمل أمور عدة كنفقات الموظفين ،األعوان،المعدات ،نفقات تنفيذ
األحكام القضائية الصادرة ضد الجهات.
-نفقات التجهيز :و هي نفقات األشغال و جميع برامج التجهيز ،النفقات المخصصة
للوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع ،نفقات انجاز برامج التنمية الجهوية .
-النفقا ت اإلجبارية :و تدخل في خانتها نفقات الماء ،الكهرباء ،المواصالت ،الديون
المستحقة ،و الرواتب و التعويضات.
قاعدة :ال يمكن أن تشمل نفقات التجهيز على نفقات الموارد البشرية أو نفقات المعدات.
-4المصادقة و التصويت على الميزانية المحلية
أ -مساطر و اجال التصويت:
البد و أن تعتمد الميزانية من المجلس التداولي في أجل أقصاه 5نونبر من طرف مجلس
الجهة ،و 15نونبر بالنسبة للعماالت و األقاليم و الجماعات .وهنا البد أن تتم عملية
التصويت على المداخيل قبل التصويت على النفقات ،بحيث يجري في شأن تقدير المداخل
تصويت إجمالي فيما يخص الميزانية المحلية و الميزانيات الملحقة و ميزانية الحسابات
الخصوصية .و يجري في شأن نفقات الميزانية التصويت عن كل باب .
استثناء :في حالة عدم اعتماد الميزانية في التاريخ المحدد يدعى المجلس لالجتماع في دورة
استثنائية داخل أجل 15يوما ابتداءا من تاريخ االجتماع الذي تم خالله رفض الميزانية ،و
يدرس المجلس جميع االقتراحات المتعلقة بتعديل الميزانية التي من شأنها تفادي رفضها.
بالنسبة للجهات :يتعين على اآلمر بالصرف أن يوجه إلى السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية
في تاريخ أقصاه فاتح دجنبر الميزانية المعتمدة أو غير المعتمدة مرفقة بمحاضر مداوالت
المجلس.
بالنسبة للعماالت و األقاليم و الجماعات :البد على اآلمر بالصرف أن يوجه الى عامل
العمالة أو اإلقليم في تاريخ أقصاه 10دجنبر الميزانية المعتمدة أو غير المعتمدة مرفقة
بمحاضر مداوالت المجلس .
تقوم السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية بعد دراسة الميزانية غير المعتمدة و أسباب الرفض
بالنظر في أسباب رفضها و مقترحات التعديالت المقدمة من المجلس و كذا األجوبة المقدمة
في شأنها من لدن الرئيس بوضع ميزانية للتسيير على أساس اخر ميزانية مؤشر عليها مع
مراعاة تطور تكاليف و موارد الجماعة الترابية المعنية و ذلك داخل أجل أقصاه 31دجنبر.
في هذه الحالة تستمر الجماعة الترابية المعنية في أداء األقساط السنوية لالقتراضات التي
بذمتها.
-في حالة اعتماد الميزانية :فهذا يعني أن مشروع الميزانية المحلية يعكس و يعبر عن
طموحات المجلس ،و أنه متوافق خوله و يراعي كافة القواعد و القوانين الجاري بها
العمل في مجال إعداد الميزانية ،عالوة على أن للرئيس أغلبية مريحة و مجلس منسجم
و معارضة بناءة ،كما أن هذه المعارضة قد تكون غير متمكنة من المشروع المالي و
ال تمارس دورها في دراسة مشروع الميزانية و فحصه و تقييمه من الناحية السياسية.
-في حالة رفض المشروع :هنا تطرح جملة من األسئلة و على رأسها ،لماذا رفض
مشروع الميزانية من طرف المجلس؟
إن المجلس قد يصوت بالرفض على المشروع المالي ألنه ربما ال يعكس طموحاته و
انتظاراته ،أو ألنه ال يراعي قواعد الميزانية و القوانين الجاري بها العمل ،أو ألنه ال يعكس
برنامج عمل المجلس المصوت عليه .
كما يمكن أن يرفض لوجود معارضة قوية و متمكنة من فحص و دراسة مشروع الميزانية و
الوقوف عند ثغراته و عيوبه.أو لصراعات سياسية ضيقة يتم تصريفها في الميزانية
المشروع.
رابعا :التأشير أو المصادقة على الميزانية المحلية
تعطي مرحلة المصادقة على الميزانية المحلية طابع الشرعية و تلبسها رداء القانون ،ألن
شرعية االعتماد و الموافقة على مشروع الميزانية من طرف المجلس المنتخب هي شرعية
غير مكتملة و منقوصة مرتبطة بموقف سلطة المراقبة من المشروع المالي ،أي إعطاء تلك
الوثيقة اإلدارية صبغة قانونية.
إن السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية ال تؤشر على الميزانية إال بعد التأكد من مراعاتها لكافة
الشروط الضرورية من قبيل:
طبقا للقوانين التنظيمية المنظمة للجماعات الترابية تعرض الميزانية على تأشيرة السلطة
الحكومية المكلفة بالداخلية بالنسبة للجهات ،و على تأشيرة عامل العمالة أو اإلقليم بالنسبة
للعماالت و األقاليم و الجماعات في تاريخ أقصاه 20نونبر و تصبح الميزانية قابلة للتنفيذ
بعد التأشير عليها ،و هنا البد من مراقبة ما يلي:
-احترام أحكام القوانين التنظيمية للجماعات الترابية و األنظمة الجاري بها العمل.
-توازن الميزانية على أساس صدقية القرارات الخاصة بالمداخل و النفقات .
-تسجيل النفقات اإلجبارية ،إرفاق الميزانية ببيان عن البرمجة الممتدة عل سنوات و كذا
القوائم المحاسبية و المالية للجماعة الترابية.
سيناريو:
في حالة رفضت السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية بالنسبة للجهات أو عامل العمالة أو اإلقليم
بالنسبة للعماالت و األقاليم و الجماعات التأشير على الميزانية ألي سبب من األسباب ،تقوم
السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية أو العامل بتبليغ رئيس المجلس بأسباب رفض التأشير
داخل أجل ال يتعدى 15يوما ابتدءا من تاريخ التوصل بالميزانية .ويقوم رئيس المجلس في
هذه الحالة بتعديل الميزانية و عرضها من جديد على المجلس للتصويت عليها داخل أجل 10
أيام من تاريخ ابتدءا من تاريخ التوصل بأسباب رفض التأشير ،و يتعين عليه عرضها من
جديد للتأشير عليها قبل 20دجنبر ،في هذه الحالة تؤشر السلطة الحكومية على الميزانية في
تاريخ أقصاه 30دجنبر.
خالصة:
ف ي حالة التأشير على الميزانية المخلية فانها تصبح قابلة للتنفيذ .أما في حالة رفض التأشير
فان القوانين التنظيمية للجماعات الترابية عملت على تبيان االجراءات المتطلبة الستيفاء
التأشير ،عالوة على الدور المنوط برؤساء المجالس الترابية في هذه الحالة .كما أنها نظمت
أي ذات القوانين حاالت عدم عرض الميزانية على التأشير و كذا األمور الملقاة على عاتق
رؤساء الجماعات الترابية بخصوص إيداع الميزانية بمقرالجماعة الترابية المعنية ووضعها
رهن إشارة العموم بأي وسيلة من وسائل اإلشهار و ضرورة إبالغها إلى الخازن لدى الجهة
أو حسب الحالة( .للتوسع انظر مقتضيات المواد من 202إلى 208من القانون التنظيمي
للجهات 111.14و من المادة 180إلى 186من القانون التنظيمي للعماالت و األقاليم
112.14و من المادة 189إلى 195من القانون التنظيمي للجماعات ) 113.14
خامسا :تنفيذ الميزانية المحلية
يقصد بتنفيذ الميزانية المحلية كل العمليات التي يتم بواسطتها تحصيل المبالغ الواردة في
جانب اإليرادات ،و إنفاق المبالغ من جانب النفقات .يتمثل التنفيذ المالي للميزانية المحلية في
األجرأة العملية لألرقام و االعتمادات الواردة في هذه العمليات سواء تعلق األمر بتحصيل
اإليرادات أو تنفيذ و صرف االعتمادات .ويتقاسم هذه المهمة جهازان يتمثالن في اآلمر
بالصرف و المحاسبين العموميين.
-1اآلمر بالصرف
هو كل شخص أهله القانون للقيام باسم جهاز عام برصد و اثباث أو األمر باستخالص دين
أو أداء نفقة.
هم في األصل موظفون يتبع الجانب المهم منهم لمصالح وزارة المالية .و قد حددهم القانون
في كل موظف أو عون مؤهل قانونا للقيام باسم جهاز عام بعمليات المداخيل و النفقات و
تداول السندات.
المحاسب العمومي هو الشخص الذي يقوم بالتنفيذ المادي و الفعلي للعمليات المالية العمومية،
فيقوم باستخالص المداخل و أداء النفقات المأمور بها من طرف اآلمر بالصرف.و اآلمر
بالصرف و المحاسب العمومي ينظمهم قانون المحاسبة العمومية للجماعات الترابية و
مجموعاتها الصادر في 08فبراير .2010
إن التنفيذ اإلداري و المادي للعمليات المالية و المحاسبية المحلية من طرف اآلمرين بها و
المحاسبين العموميين سواء لإليرادات أو النفقات المحلية يخضع لنوعية محددة من المساطر
و اإلجراءات تتوزع إلى مرحلتين أساسيتين هما:
هذه المراحل هي مراحل إدارية يعود االختصاص فيها إلى األمر بالصرف .
-أما المرحلة الرابعة فهي خطوة ذات طبيعة مالية صرفة تعود الى المحاسب العمومي.
ب -بخصوص النفقات المحلية:
-االلتزام بالنفقة :هو كل إجراء أو عمل ينشأ التزاما باإلنفاق من قبل الدولة أو الجماعة
الترابية ،كتسمية موظف ،أو االتفاق مع مقاول أو متعهد ألجل اقتناء مواد أو تنفيذ
أشغال محلية مثال.
إن االلتزام كمفهوم يراد به ذلك العمل اإلداري الذي تنبث بموجبه اإلدارة الترابية أو
المجموعة التزاما من شأنه أن يترتب عنه تحمل المادة 142من نظام المحاسبة عمومية
للجماعات الترابية لسنة .2010
-تصفية النفقة :و يقصد به العمل الذي يرمي الى التحقق الفعلي من الدين الواجب األداء
و تحديد مبلغه المالي.
-األمر باألداء :هو عبارة أمر خطي يوجهه اآلمر بالصرف إلى المحاسب العمومي لدفع
مبلغ محدد من المال الى شخص معين ،و األمر باألداء يتخذ إما شكل سندات أو
حواالت باألداء .
إن اآلمر بالصرف و األداء هو العمل اإلداري الذي يحتوي طبقا لنتائج التصفية على األمر
بأداء دين الجماعة الترابية أو المجموعة ،و يناط هذا العمل باآلمر بالصرف المختص.
-األداء :و يراد به الدفع الفعلي للمبلغ الصادر بشأنه األمر بالصرف الى صاحب الحق فيه
،و هو بذلك يعتبر العملية التي من خاللها تعمد الجماعة الترابية الى تبرئة ذمتها من
الدين الواجب أداؤه.
األداء من الناحية القانونية هو العمل الذي تبرئ به الجماعة الترابية أو المجموعة الترابية
ذمتها من الدين.
إن التنفيذ اإلجرائي لعمليات المداخيل و النفقات العامة المحلية يتخذ عمليا و محاسبيا جملة من
الخصائص.و على أساس ذلك يتخذ اآلمر بالصرف العمليات التالية:
اثباث و تصفية مداخيل الجماعة الترابية
إصدار األوامر من أجل تحصيل الديون
إصدار األمر بأداء النفقة
وبناءا على األوامر الصادرة عن اآلمر بالصرف يسهر الخازن(حسب الحالة بالنسبة
للجماعات الترابية) على انجاز العمليات التالية:
تتجلى هذه الرقابة في قيام الجهاز السياسي المختص بمراقبة الجهاز التنفيذي للميزانية ،و هي
في الغالب تمارس من طرف المؤسسات المنتخبة.و تمتاز هذه الرقابة بكونها عامة و شاملة و
تتناول جميع أوجه النشاط المالي المنجز من قبل السلطة التنفيذية مركزيا أو ترابيا .فهذه
الرقابة الممارسة هنا على المجلس التداولي شبيهة بالرقابة التي يمارسها الجهاز التشريعي
على الجهاز التنفيذي ،و هي رقابة شاملة و يقصد به:
رقابة موازية :من خالل تتبع تنفيذ الميزانية عن طريق التصويت على التعديالت الجزئية
خالل السنة.
رقابة الحقة :تعترف من خاللها األجهزة التداولية للمجالس الترابية بالحق في مسائلة األجهزة
التنفيذية عن الطريقة التي تم بها الصرف و اإلنفاق الفعلي لالعتمادات المالية ،وهي رقابة
يقوم بها المجلس الجماعي على طرف اآلمر بالصرف ،و تتوج إما بتثمين الدور الذي قام به
اآلمر بالصرف في مجال التنفيذ وفق البناء المالي للميزانية المعتمدة أو برفض التنفيذ المالي
للميزانية بالشكل الذي قام به اآلمر بالصرف.
إنها وظيفة من الوظائف الكالسيكية لإلدارة العمومية ،و منها ما يتعلق باإلدارة الترابية.
أ -تعريف الرقابة اإلدارية:
هي تلك الرقابة التي تقوم بها السلطة التنفيذية على نفسها أو على بعضها البعض ،وهي رقابة
متنوعة و شاملة لجميع مجاالت تدخل مرافق اإلدارة العمومية مركزيا أو ترابيا ،كما أنها من
حيث التوقيت الزمني إما سابقة أو الحقة على صرف النفقات العمومية.
رقابة سابقة :و تتجلى في الحق المعترف به لألجهزة اإلدارية المختصة في التأشير على
جانب هام من التصرفات المالية المحلية.
رقابة موازية :و تضطلع بها األجهزة التي أوكل لها القانون أمر ذلك.
رقابة الحقة :و تمتاز بطابع التجزئ و سمة الوقائية من خالل إصالح الطرق المتبعة في
مجال التنفيذ المالي.
و هي هيأة إدارية رقابية تابعة لوزير الداخلية ،و يتجلى دورها في المراقبة و التحقق من
التسيير اإلداري و التقني و المحاسبي للمصالح التابعة لوزارة الداخلية و كذا الجماعات
الترابية و مجموعاتها .و تباشر مهامها مثل باقي المفتشيات العامة للوزارات في إطار
برنامج دوري يحدده وزير الداخلية .و يحضى أعضائها بسلطة االطالع على كل الوثائق و
اللجوء إلى تحقيق أو تحري يرونه ضروريا النجاز مهامهم الرقابية.
إن الميزة األساسية للمفتشية العامة للإدارة الترابية هي العمومية و التوسع سواء من حيث
االختصاص أو مجاالت التدخل .لكن و بالرغم من أدوارها الرقابية في الكشف عن
الخروقات التي قد تشوب عملية التدبير المالي للجماعات الترابية فان هناك جملة من الحدود
و االكراهات سواء على المستوى القانوني أو على مستوى الموارد المادية و البشرية.
على المستوى القانوني :فالقانون المنظم لم يفصل في طبيعة دور المفتشية العامة لإلدارة
الترابية و طرق عملها و الهدف من إقرارها و الجزاءات التي يمكن اتخاذها في حالة اكتشاف
المخالفات المالية.
على مستوى الموارد المادية و البشرية :فان البنية العامة للمفتشية و طرق عملها تتصف
بالطبيعة المركزية االنتقائية عالوة على ضعف الوسائل المادية و البشرية الموضوعة تحت
تصرفها ،كل هذه العوامل تؤثر على فعالية األدوار الرقابية المنتظرة منها.
هي هيأة عليا للرقابة تابعة لوزارة المالية،و يعهد إليها بمراقبة مالية الدولة و الجماعات
الترابية و المؤسسات العمومية (أشخاص القانون العام) و كل هيأة تستفيد من دعم مالي.
وتختص هذه المفتشية بسلطة تفتيش واسعة ،و تشمل مراقبة مصالح الصندوق و المحاسبة.و
تمارس على االمرين بالصرف و المحاسبين العموميين ،و بصفة عامة على كافة أعوان
أشخاص القانون العام.
رقابة المفتشية العامة للمالية ال تقتصر على مشروعية التصرفات المالية فقط بل تنصب على
تسيير و تنظيم المرافق العمومية .كما أنها تمارس رقابتها على شكل دوريات مفاجئة تسجل
نتائجها في محاضر ،و يتم االنضباط في المهام الرقابية للمفتشية العامة للمالية لجملة من
القواعد و ،هي :المالحظة و المفاجئة و التقرير المضاد و قاعدة تشخيص التقرير.
و على الرغم من طبيعتها المؤسساتية التي تميزها إال أن هناك حدودا قانونية ،تنظيمية،
مادية و بشرية تعيق نجاعة تقاريرها و فعالية تدخالتها الرقابية ،و التي من أهمها قدم
النصوص القانونية ،و غياب االستقاللية و عدم التوفر على سلطة الزجر و العقاب ،عالوة
على ضعف وسائلها المادية و البشرية األمر الذي يفسر حجم عملياتها الرقابية المتسم
بالضعف أمام المهام الملقاة على عاتقها.
إن الرقابة القضائية تعتبر من أسمى و أسلم الطرق في الرقابة على التنفيذ الموازناتي إن على
المستوى المركزي أو الترابي .و تتميز التجربة المغربية في هذا اإلطار بتواجد هيأة عليا
للرقابة المالية ،تتمثل في المجلس األعلى للحسابات سنة ،1979عالوة على المجالس
الجهوية للحسابات.
هو أعلى هيأة تقليدية عليا تعنى بالرقابة على تنفيذ القوانين المالية و يمكن اعتباره من الناحية
القانونية هيأة قضائية إدارية خاصة .و قد حكمه تطور تاريخي اختتم تنظيمه بمقتضى القانون
رقم 79.12الصادر بتاريخ 14شتنبر سنة .1979
و هي تعتبر اإلطار المحلي لعمل المجلس األعلى للحسابات ،و تتولى على المستوى الجهوي
مراقبة حسابات الجماعة الترابية و هيئاتها و كيفية قيامها بتدبير شؤونها.
مراقبة استخدام األموال العمومية :و الهدف منها هو التأكد من أن استخدام األموال
العمومية التي يتم تلقيها يطابق األهداف المتوخاة من المساهمة أو المساعدة.