Professional Documents
Culture Documents
هيكلة ميزانية الدولة د. عمر العسري
هيكلة ميزانية الدولة د. عمر العسري
عرض حول:
2
تضمنت تقديرات الموارد والنفقات المتعلقة على التوالي ،بالمغرب الشرقي وغرب المغرب
والقروض التي أضيفت إليها تقديرات ومصاريف المصالح اإلدارية المركزية .أما في عهد
االستقالل فقد صدرت أول ميزانية عامة تشمل المغرب الموحد سنة ،1958وكان أول قانون
تنظيمي للمالية سنة .1963
إن موضووووووووع هيكلة وبنية ميزانية الدولة لها أهمية كبرى بالنظر للدور االجتماعي
واالقتصووادي الذي تلعبه السووياسووة المالية من أجل إرسووا مبادئ الحكامة في تدبير الشوونون
العامة.
وعلى هذا األساس سوف يركز هذا الموضوع على الدور المركزي الذي تلعبه هيكلة
وبنية الميزانية في إعداد مشروع قانون المالية ،والصالحيات الدستورية والقانونية المنطرة
لبنية الميزانية.
على ضوء هذه اإلشكالية يمكن طرح مجموعة من األسئلة الفرعية التالية:
ما هي هيكلة وبنية الميزانية العامة للدولة؟
ماهي المرجعيات القانونية األساسية المنطرة لبنية الميزانية؟
ما هي أساليب التدبير المالي بالنسبة للمالية العامة للدولة؟
وماهي اآلليات المعتمدة لتحسين جودة التدبير المالي؟
سيتم تحليل هذا الموضوع قدر اإلمكان والجهد المستطاع وذلك وفق التصميم التالي :
المبحث األول :بنية وهيكلة قانون المالية
المطلب االول :المبادئ التقليدية والحديثة للميزانية
المطلب الثاني :بنية ومضمون قانون مالية السنة
المبحث األول :إعداد قانون مالية السنة
المطلب األول :موارد ونفقات الميزانية العامة للدولة
المطلب الثاني :مكونات قانون مالية السنة
3
يتوجب أن يناقش البرلمان مشروع قانون المالية بطريقة دورية (مبدأ السنوية( ،وأن
يكون على علم بكل موارد ونفقات الدولة (مبدأ الوحدة) ،وأيضا على كل النفقات والموارد
(مبدأ الشمولية) ،والوقوف عند توزيعها (مبدأ تخصيص االعتمادات) .كما أن كل الموارد
والنفقات يتوجب أن يحكمها الصدقية والمقروئية (مبدأ الصدقية) ،وينضاف إلى ذلك الحرص
في اقرار هذه القوانين على ضمان توازن الميزانية (مبدأ التوازن).
مع أهمية هذه المبادئ فإنها توزع إلى مبادئ كالسيكية وأخرى حديثة ،وقد شهدت
هذه المبادئ تحوالت مع االنتقال من الميزانية التقليدية إلى الميزانية الحديثة.
المطلب االول :المبادئ التقليدية والحديثة للميزانية
يقصد بالمبادئ التقليدية للميزانية تلك المبادئ التي تم تأطيرها في ظل المرحلة
التقليدية ،والتي عرفت تحوالت في ظل الميزانية الحديثة .ويتعلق األمر بكل من مبادئ
السنوية ،الوحدة ،الشمولية ،تخصيص االعتمادات ،والتوازن.
الفقرة األولى :المبادئ التقليدية للميزانية
يعد مبدأ السنوية من المبادئ التي نتجت عن نقاش عميق في الممارسات الطويلة في
البلدان األوربية ،إذ استطاع ممثلو األمة بعد زمن طويل من الصراع من فرض سلطتهم على
الميزانية بأن يكون الترخيص الذي يخوله للحكومة لتنفيذ الميزانية دوريا ال يتعدى كأصل
سنة ،قبل أن تفرض تحوالت الميزانية التليين من القواعد التي حكمت المبدأ.3
يقوم مبدأ السنوية على أن قانون المالية يتعين أن يصوت عليه من قبل البرلمان خالل
سنة ويتم تنفيذه في سنة .فوفقا لهذا المبدأ يتعين على الحكومة أن ترجع إلى البرلمان كل سنة
للحصول على الترخيص بمباشرة قبض المداخيل وتنفيذ النفقات عن طريق إيداع مشروع
قانون مالية السنة الذي يتضمن األحكام المتعلقة بذلك.
ويتحدد السند القانوني لمبدأ السنوية في كل من الدستور والقانون التنظيمي للمالية ،فقد
أشار إليه الدستور بصفة غير مباشرة من خالل التعبير الوارد في الفقرة الثالثة من الفصل
75على أنه" :إذا لم يتم في نهاية السنة المالية التصويت على قانون المالية أو لم يصدر
األمر بتنفيذه".
عبد النبي ضريف :قانون ميزانية الدولة على ضو القانون التنظيمي للمالية ،مرجع سابق ،ص .32 3
4
تحكم مبدأ السنوية مبررات عدة ،يمكن توزيعها بين مبررين أساسين :مبرر سياسي:
يتمثل في تخويل البرلمان فرصة مناقشة التدابير المالية لمدة سنة ،ومن تم ضبط التدبير
الحكومي وضمان المراقبة المنتظمة للمالية العامة .مبرر تقني :يوفر للحكومة بعض الوقت
لتنفيذ برنامجها وللقيام بتهيئة مشروع جديد ،كما يمنحها قدرة على وضع توقعاتها للموارد
والنفقات ،على خالف ما إذا تم وضعه لعدة سنوات.4
تتحدد االسووتثنا ات الواردة على مبدأ السوونوية المضوومنة في نطاي الوثيقة الدسووتورية
في حالتين أساسيتين :أي ما يتعلق بإنجاز المخططات التنموية االستراتيجية والبرامج متعددة
السووووونوات ،وذلك وفقا لما نصوووووت عليه الفقرة الثانية من الفصووووول 75من دسوووووتور 2011
"يصووووووووت البرلمان مرة واحدة على نفقات التجهيز التي يتطلبها في مجال التنمية ،إن جاز
المخططات التنموية االسوووووتراتيجية والبرامج المتعددة السووووونوات التي تعدها الحكومة وتطلع
عليها البرلمان وعندما يوافق على تلك النفقات يسوووووووتمر مفعول الموافقة تلقائيا على النفقات
طيلة هذه المخططات والبرامج ،وللحكومة وحدها الصوووووالحية لتقديم مشووووواريع قوانين ترمي
إلى تغيير ما تمت الموافقة عليه في اإلطار المذكور".
و يمكن حصر االستثنا ات الواردة في القانون التنظيمي للمالية في ما تم التنصيص
عليه في المادتين 5و 7ويتعلق األمر باعتماد البرامج متعددة السنوات ،هكذا نصت المادة
5من القانون التنظيمي رقم 130.13لقانون المالية على أنه "يتم إعداد قانون المالية للسنة
استنادا إلى برمجة ميزانياتية لثالث سنوات ،وتحين هذه البرمجة كل سنة لمال متها مع تطور
الظرفية المالية واالقتصادية واالجتماعية للبالد .تهدف هذه البرمجة على الخصوص إلى
تحديد تطور مجموع موارد وتكاليف الدولة على مدى ثالث سنوات اعتمادا على فرضيات
اقتصادية ومالية واقعية ومبررة.
من المبادئ التي تضبط ميزانيات الدولة هي الخضوع لتنظيم واضح ،فمما يجب أن
يحكمها هو وجود وضوح في توزيع الموارد والنفقات ،وهو ما أسس لمبدأ تخصيص
االعتمادات ،الذي بضمانه يتحقق ما يتوخاه التشريع المالي الذي يقنن تبويب الميزانيات
وينصرف هذا المبدأ إلى أن الترخيص الذي يمنحه البرلمان للحكومة ليس عاما وبدون قيود
محمد البقالي :الكتلة الدستورية للمالية العمومية ،مطبعة البصيرة ،الرباط .،2017 ،ص .22 4
5
وال يسمح للحكومة أن تتصرف في االعتمادات المفتوحة بكل حرية ،بل إن الترخيص
البرلماني يقوم على فكرة توجيه التمويالت إلى نفقات معينة والتي تتوزع بين مختلف
الوزارات والمندوبيات السامية ذلك أنه خالل مرحلة مناقشة مشروع قانون المالية تكون كل
الوزارات ملزمة بتقديم مشاريع ميزانياتها الفرعية إلى البرلمان من أجل التصويت عليها.5
يعد مبدأ توازن الميزانية من المبادئ التي استأثرت باهتمام الفكر االقتصادي المالي
سوا الكالسيكي أو الحديث ،إذ أن لكل توجه كان له تصور لمبدأ الميزانية ومدى التوافق
على قبول العجز .وانعكس التوجه على مقاربة الدول في تدبيرها للميزانية .إذ بالرغم من
التطور الفكري والممارسة ،فإن أحد االنشغاالت األساسية للميزانية هو ضمان توازن
الميزانية ،وإن أضحى تحقيق ذلك سنويا صعب المنال ،إلى حد أن أصبح تعايش لقوانين
المالية مع العجز والقبول به.6
إن مبدأ الوحدة كمبدأ ضابط للميزانية كخيار دافع عنه البرلمان ألنه يمكن من ممارسة
فعلية الختصاصاته في إقرار ومراقبة الميزانية ،قبل أن تفرض تحوالت الميزانية التليين من
القواعد التي حكمت المبدأ كما هو الشأن لمبدأ السنوية.
ينصرف مبدأ الوحدة إلى ضرورة إثبات كل مداخيل وواردات الدولة في وثيقة واحدة.
أي تمكين هذه المنسسة من التوفر على وثيقة واحدة تتضمن كل المداخيل والنفقات .فهذين
المكونين يتوجبان أن يسجال بشكل كامل في قانون المالية ،أي أنه مهما تعددت مصادر
المداخيل ،ومهما تباينت مصاريف النفقات ،فال يكون للدولة سوى ميزانية واحدة .تبعا لذلك
يجب أن يكون هناك وحدة في تقدير اإليرادات ووحدة في الترخيص البرلماني.
إذا كان مبدأ الوحدة ،شأن باقي المبادئ ،كان يطبق بشكل صارم خالل مرحلة الميزانية
التقليدية ،فإنه نتيجة للتطورات التي عرفتها وظيفة الدولة أصبح من الصعب إدراج جميع
واردات ونفقات الدولة في ميزانية واحدة ،كما ظهرت هيئات أخرى تتوفر على الشخصية
المعنوية وتضطلع بوظائف المرفق العمومي ،وبرزت مرافق عمومية جديدة ،وبدأت الحاجات
إلى فتح حسابات خاصة .هذا الواقع أدى إلى التأسيس الستثنا ات على مبدأ الوحدة ،وفي
5إبراهيم بن به ،نظام مسنولية المدبرين العموميين أمام القاضي المالي ،منشورات المجلة المغربية للسياسات العمومية ،مطبعة طوب بريس،
الرباط ،2017 ،ص .12
6محمد البقالي :الكتلة الدستورية للمالية العمومية ،،مرجع سابق ،ص .23
6
تجلياته بروز العديد من الوحدات الفرعية للميزانية وبالوقوف على تجربة الممارسة ،تتحدد
تلك الوحدات الفرعية في كل من الميزانية العامة ،الميزانيات الملحقة ،مرافق الدولة المسيرة
بصورة مستقلة ،ثم الحسابات الخصوصية للخزينة.7
يرتبط مبدأ الشمولية بمبدأ الوحدة ،إذ أن هناك صلة وثيقة بين المبدأين ،بل إنه يحكم
باالستثنا ات التي تسري على مبدأ الوحدة وينصرف هذا المبدأ إلى أنه ال يكفي أن يكون
مجموع النفقات والمداخيل مضمنة في وثيقة واحدة ،وإنما يلزم بأن يشتمل قانون المالية على
مجموع الواردات وكل النفقات ،أي ال تقوم الميزانية بتقديم الفري بينهما وأال يخصص مورد
معين إلى نفقة معينة ألن كتلة الموارد والنفقات يشكالن كتلتين متميزتين ،وهي بذلك تناقض
طريقة "الناتج الصافي" التي تقضي بأن ال يسجل في الميزانية صافي مواردها أو صافي
نفقاتها.
يرتبط مبدأ الشمولية بمبدأ الوحدة .لكن مبدأ الشمولية يتميز عن مبدأ الوحدة بتجليين
اثنين قاعدة الناتج الصافي أو قاعدة عدم التخصيص بين الموارد والنفقات ،وفقا لهذه القاعدة
يلزم قانون المالية على ذكر تفصيل كل عمليات الموارد وكل عمليات نفقات الدولة وقاعدة
عدم تخصيص موارد إلى نفقات معينة ،فتخصيص مورد إلى نفقة يقود إلى نقل خطر المورد
على النفقة و إشكالية ربط نفقة بمورد ،والتي قد تفضي إلى مخاطر على مستوى التدبير ،في
حالة ما إذا كان المورد غير كاف لتغطية هذه النفقات.8
الفقرة الثاني :المبادئ الحديثة لتدبير الميزانية
إن مبادئ الميزانية هي قواعد نظرية كما وصفها فقها المالية العامة وكتابها ،منهم
من بالغ بقيمتها وزاد عددها ،ومنهم من قسمها من حيث األهمية إلى مبادئ أساسية وأخرى
ثانوية ،وتختلف قيمة هذه المبادئ في الزمان والمكان وفق التشريع الوضعي لكل دولة .وقد
ارتبطت هذه المبادئ بالمفهوم الكالسيكي للموازنة العامة الذي كان سائدا في القرن التاسع
عشر ،إال أنه مع تطور مفهوم المالية العامة فقد تطورت مبادئ الميزانية العامة.9
7عبد هللا أ أضريف :المالية العامة أسس وقواعد وتدبير الميزانية ومراقبتها ،منشورات دار أبي رقراي للطبع والنشر ،الطبعة األولى ،الرباط،
،2012ص .16
8جواد النوحي :قانون الميزانية ،دروس لطلبة الفصل 3من سلك اإلجازة ،مرجع سابق ،ص .42
9عبد هللا أضريف :المالية العامة أسس وقواعد وتدبير الميزانية ومراقبتها ،مرجع سابق ،ص 19
7
على عكس باقي المبادئ يعتبر مبدأ الصدي وربط المسنولية بالمحاسبة من المبادئ
الحديثة والتي تعتبر نتاج قرارات المجلس الدستوري الفرنسي ،والذي أكد في العديد من
قرارته على أنه يتعين أن يحكم الميزانية مبدأ الصدقية ،وفي ظل هذا التطور ستتجه التشريعات
للتكريس القانوني للمبدأ باإلضافة إلى الدور المهم الذي يلعبه مبدأ التخصيص.
ما يزال مبدأ التخصيص يحتل مكانة هامة ضمن مبادئ الميزانية .غير أن تفسيره
يتباين من دولة ألخرى ،كما أنه لم يخل من استثنا ات .وتجدر اإلشارة في البداية إلى أن مبدأ
التخصيص ال يتعلق إال بالنفقات فهو ال يهم المداخيل ،ويعني هذا المبدأ أن اعتماد السلطة
التشريعية للنفقات ال يجوز أن يكون إجماليا بل يجب أن يخصص مبلغ معين لكل وجه من
أوجه اإلنفاي العام ،أي توزيع االعتمادات على وحدات محددة ومضبوطة .وإال فان إعداد
واعتماد النفقات في صورة مبلغ إجمالي يمنح للحكومة الحرية المطلقة في شان توزيعه على
أوجه اإلنفاي المختلفة وفق مشيئتها وإرادتها المنفردة.10
وبذلك تغيب الحكمة من رسم البرامج والسياسات لتوجيه الموارد االقتصادية للمجتمع
نحو استخداماتها المثلى ،ويتعذر على السلطة التشريعية مراقبة اإلنفاي الحكومي في تفصيالته
وتقييم أدا ه.
هكذا يقضي مبدأ التخصيص بأن تخصص هذه االعتمادات إلى نفقات محددة في قانون
المالية ،وبالتالي فان الهدف من هذا المبدأ هو وضع قيود على الحكومات وإلزامها بما هو
مسطر في قانون المالية كما صادي عليه البرلمان ،حيث ال يجوز مثال للحكومة استخدام
االعتماد المخصص للشغل في الدفاع ،أو تغيير وجهة االعتماد المخصص للصحة نحو تسديد
الدين العام .هكذا يجب احترام صرف االعتمادات لألغراض المخصصة لها ,وإال تصبح
الموافقة البرلمانية أمرا شكليا ودون جدوى.
عالوة على ذلك ،ففي المغرب نظر المشرع إلى هذا المبدأ بطريقة خاصة ،حيث وطبقا
للقانون التنظيمي للمالية تدرج نفقات الميزانية العامة تحت ثالثة أبواب :باب يتعلق بنفقات
التسيير ،وباب يتعلق بنفقات االستثمار وأخيرا باب خاص بخدمة الدين العمومي ،وتقسم نفقات
التسيير ونفقات االستثمار إلى فصول ،ويخصص لكل قطاع وزاري أو منسسة فيما يرجع
10نجيب جبري :إصالح التدبير المالي بالمغرب بين الحكامة ومتطلبات التنمية ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،عدد ،104مطبعة
المعارف الجديدة ،الرباط ،2011 ،ص .50
8
لنفقات التسيير فصل للموظفين وفصل للمعدات والنفقات المختلفة ،كما يخصص لنفقات
االستثمار فصل لكل قطاع وزاري أو منسسة ،أما نفقات الدين العمومي فتقدم في فصلين،
فصل يهم الفوائد والعموالت المتعلقة بالدين العمومي ،وفصل يهم استهالكات الدين العمومي
المتوسط والطويل األجل.11
يمكن تلخيص االستثنا ات الواردة على مبدأ التخصيص في االعتمادات التي ال تقدم
في فصول وتهم أساسا نفقات الحسابات الخصوصية للخزينة التي ال تقدم في فصول وإنما
حسب أصناف الحسابات ،نفس األمر بالنسبة لمرافق الدولة المسيرة بطريقة مستقلة والفصول
غير المخصصة ويتعلق األمر بفصل النفقات الطارئة والمخصصات االحتياطية وفصل
التكاليف المشتركة.
لم يتم استحداث هذه القاعدة وإضافتها إلى القواعد التقليدية السابقة إال بفعل ما كرسته
اجتهادات كل من المجلس الدستوري ومجلس الدولة في فرنسا من آرا حول ضرورة االلتزام
بصدي معطيات الميزانية ،لكون الميزانية الصادقة تعتبر أحد مظاهر دمقرطة التدبير المالي
وما تفرضه من وضوح للنشاط المالي للدولة ،فضال عن كونها مظهرا للحكامة المالية
. 12
الجيدة .
ويقصد بهذا المبدأ أن األرقام الواردة في القانون المالي والمتعلقة بالتكاليف والموارد
يجب أن تكون على درجة عالية من الصدقية وقريبة أكثر إلى الواقعية ،وال يمكنها أن تكون
كذلك بدون أن تنبني على توقعات تراعي الظرفية االقتصادية ومستوى التوازنات المالية
حيث جا القانون التنظيمي للمالية رقم 130.13الذي نص في المادة 10منه التي أوردت
أنه" :تقدم قوانين المالية بشكل صادي مجموع موارد وتكاليف الدولة ويتم تقييم صدقية الموارد
والتكاليف بنا على المعطيات المتوفرة أثنا إعدادها والتوقعات التي يمكن أن تنتج عنها".
يمثل ترسيخ مبدأ ربط المسنولية بالمحاسبة ضمن مقتضيات القانون التنظيمي لقانون
المالية المغربي ضمانة أساسية لتعزيز دولة الحق والقانون ،باتخاذه تدابير هيكلية تروم تدعيم
الحكامة الجيدة ،وتعزيز دور قانون المالية العتباره أداة أساسية لتنزيل السياسات العمومية،
محمد البقالي :الكتلة الدستورية للمالية العمومية ،،مرجع سابق ،ص .25 11
محمد حنين :قانون الميزانية ،سلسلة محاضرات ألقيت على الطلة بكلية الحقوي أكدال.2011 ، 12
9
وتحسين جودة خدمات المرفق العمومي وتقوية مسنولية المدبرين وتوسيع الدور الرقابي
للبرلمان.
لقد سعى المشرع إلى تسليط الضو على التدابير الكفيلة بترجمة مبدأ ربط المسنولية
بالمحاسبة بمقتضيات القانون التنظيمي للمالية ،من خالل تبسيط المبادئ واآلليات القانونية
الداعمة لهذا المبدأ الدستوري ،ويتعلق األمر بمبدأ شفافية المالية العمومية باستحداث مبدأ
المعطيات المقدمة للبرلمان ،والتنصيص على تحديد واضح ألدوار صدقية ،وإغنا
ومسنوليات الحكومة في تحصيل واستخدام الموارد العمومية ،وتقييم للنتائج من خالل ربط
البرامج بأهداف واضحة يتحمل المدبرون مسنولية تحقيقها ،وترفق هذه األهداف بمنشرات
مرقمة لقياس النتائج بغية قياس فعالية ونجاعة النفقات العمومية وتقييد المنجزات المحصل
عليها.
وأيضا بالجهات المكلفة بتفعيل مبدأ ربط المسنولية بالمحاسبة المتمثلة في الحكومة
والمجلس األعلى للحسابات وكذا البرلمان ،ففي إطار الرقابة اإلدارية على تنفيذ قانون المالية،
وألجل تفعيل المحاسبة وتقييم المنجزات على ضو أهداف النجاعة والفعالية ،تخضع كل
الوزارات ،الفتحاص نجاعة أدائها من طرف المفتشية العامة للمالية ،التي تعمل على إعداد
وعرض تقرير دوري للبرلمان يرفق بمشروع قانون التصفية ،كما يرفق بهذا المشروع وثائق
محاسبية يعدها ويقدمها المجلس األعلى للحسابات ألجل تعزيز مناقشة البرلمان لمشروع
قانون التصفية وتقوية رقابته البعدية على األدا المالي للحكومة.
10
تم تعريف قانون مالية السووووووونة في المادة 3في القانون التنظيمي للمالية على النحو التالي:
"يتوقع قانون المالية للسووونة ،لكل سووونة مالية ،مجموع موارد وتكاليف الدولة ،ويقيمها وينص
عليها ويأذن بها ،وذلك استنادا إلى البرامج الميزانياتية المنصوص عليها في المادة ."5
كما جا في المادة 13من القانون التنظيمي للمالية ،فإنه تشمل الميزانية العامة للدولة
على جزأين ،الجز األول بالموارد ،ويتعلق الجز الثاني بالتكاليف.13
تتضمن موارد الميزانية العامة للدولة ،الضرائب والرسوم ،حصيلة الغرامات ،األجور
عن الخدمات المقدمة واألتاوى ،أموال المساعدة والهبات والوصايا ،دخول أمالك الدولة،
حصيلة بيع المنقوالت والعقارات حصيلة االستغالالت والمساهمات المالية للدولة وكذا القسط
الراجع للدولة من أرباح المنسسات العمومية ،المبالغ المرجعة من القروض والتسبيقات
والفوائد المترتبة عليها ،حصيلة االفتراضات ،الحصائل المختلفة ،هذا وتقدم موارد الميزانية
العامة في فصول منقسمة إن اقتضى الحال إلى موارد وفقرات .14
تشمل نفقات الميزانية العامة للدولة كل من نفقات التسيير ونفقات االستثمار والنفقات
المتعلقة بخدمة الدين العمومي.
يدخل في مجال نفقات التسوووووويير كل قطاع وزاري أو منسووووووسووووووة فصوووووول للموظفين
واألعوان وفصل للمعدات والنفقات المختلفة.
وتشمل أيضا نفقات الموظفين واألعوان والمعدات المرتبطة بتسيير المرافق العمومية
والنفقات المختلفة المتعلقة بتدخل الدولة وال سووووووويما في المجاالت اإلدارية واالقتصوووووووادية
واالجتماعية والثقافية والبيئية أيضوووووووا النفقات المتعلقة بتنفيذ القرارات واألحكام القضوووووووائية
الصوووووووووادرة ضووووووووود الوودولووة والنفقووات المتعلقووة بووالوودين العمومي وأخيرا النفقووات الطووارئووة
والمخصصات االحتياطية.
فبنية نفقات التسيير هي كالتالي :النفقات الطارئة التكاليف المشتركة للتسيير المعدات
والنفقات المختلفة ثم الموظفون.15
عبد الفتاح بلخال ,علم المالية العامة والتشريع المالي المغربي ،مطبعة فضالة ،الدار البيضا ،2005 ،ص .58
19
13
بصورة مستقلة وبالحسابات الخصوصية للخزينة؛ األحكام المتعلقة بتحصيل الديون العمومية
وبمراقبة استعمال األموال العمومية وبالمسنولية المالية والشخصية لمدبري مرافق الدولة
عند االقتضا ؛ التقييم اإلجمالي لمداخيل الميزانية العامة وميزانيات مرافق الدولة المسيرة
بصورة مستقلة وأصناف الحسابات الخصوصية للخزينة؛ الحدود القصوى لتكاليف الميزانية
العامة عن كل باب ولمجموع ميزانيات مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة مجمعة حسب
ن فقات االستغالل ونفقات االستثمار وللحسابات الخصوصية للخزينة عن كل صنف ،ويقدم
جدول التوازن بكيفية تبرز كافة عناصر التوازن الميزانياتي وحاجيات التمويل.20
تحصر في الجز الثاني :نفقات الميزانية العامة عن كل فصل؛ ونفقات ميزانيات
مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة عن كل مرفق؛ ونفقات الحسابات الخصوصية للخزينة
عن كل حساب على ضو هذه المادة تحدد بنية قانون مالية السنة.
يتضمن قانون المالية ثالث مكونات أساسية :الميزانية العامة ،الميزانيات الملحقة،
مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة ،ثم الحسابات الخصوصية للخزينة ،مع اإلشارة إلى أن
المغرب عرف صنفا أخر من مكونات قانون المالية انتهى به العمل ولم يشير إليه القانون
التنظيمي للمالي رقم 130.13على خالف القوانين التنظيمية السابقة ،ويتعلق األمر
بالميزانيات الملحقة.
تقدم نفقات الميزانية العامة داخل األبواب في فصول منقسمة إلى برامج وجهات ومشاري.
20عبد اللطيف برحو :مالية الجماعات الترابية بين واقع الرقابة ومتطلبات التنمية ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،مرجع سابق ،ص
.49
14
تعد الميزانية العامة الجز األساسي لقانون المالية ،فهي تتضمن العمليات الجارية
للدولة ،وتبين األرقام أن هذه الوحدة الفرعية تمثل العمود الفقري لقانون المالية .واألكثر من
ذلك ،فإن باقي الوحدات الفرعية (مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة والحسابات
الخصوصية للخزينة) ،تعتمد بشكل كلي أو جزئي من أجل تغطية تكاليفها على إمدادات
الميزانية العامة .وتعتمد الميزانية العامة على مكونين أساسين هما الموارد والنفقات.
ويقصد بالموارد مجموع األموال التي تحصل عليها الدولة من مختلف المصادر المالية
التي يخول القانون صالحية تحصيلها ،والتي تمكنها من تغطية نفقاتها العامة من أجل تدبير
المرافق العامة وتسيير شنون الدولة وتلبية الحاجات العامة للمواطنين.21
وتتكون موارد الميزانية العامة للدولة من مصادر متنوعة ،غالبا ما يتم تقسيمها إما
إلى موارد جبائيه وأخرى غير جبائيه ،أو إلى موارد عادية وأخرى غير عادية .وتتوزع
موارد الدولة على نحو ما ورد في المادة 11من القانون التنظيمي للمالية رقم 13.130في:
-الضرائب والرسوم؛
-حصيلة الغرامات؛
-األجور عن الخدمات المقدمة ،واألتاوى؛
-أموال المساعدة والهبات والوصايا؛
-دخول أمالك الدولة؛
-حصيلة بيع المنقوالت والعقارات؛
-حصيلة االستغالالت واألتاوى وحصص األرباح وكذلك الموارد والمساهمات المالية
المتأتية من المنسسات العمومية والمقاوالت العمومية؛
-المبالغ المرجعة من القروض والتسبيقات والفوائد المترتبة عليها؛
-حصيلة االفتراضات؛
-الحصائل المختلفة.
أما النفقات ،فتنصرف إلى صرف إحدى الهيئات أو اإلدارات العامة الممثلة للدولة
مبلغا ماليا معينا بغرض سد إحدى الحاجات العامة والقيام بمهامها .ويتم ذلك من أجل الحصول
عبد النبي ضريف :قانون ميزانية الدولة على ضو القانون التنظيمي للمالية ،رقم ،130.13مرجع سابق ،ص .36 21
15
على سلع وخدمات الزمة لتسيير المرافق العامة أو لشرا ما يلزمها من الوسائل اإلنتاجية
للقيام بالم شاريع االستثمارية التي تتولى القيام بها ،أو من أجل العمل على تقديم خدمات
وإعانات اقتصادية واجتماعية وثقافية وغيرها لفائدة المجتمع .ويشترط أن تتخذ هذه النفقة
الشكل النقدي وتكون صادرة عن شخص معنوي عام ،وأن تكون من أجل إشباع الحاجة
والمصلحة العامة.
تقسم تكاليف الميزانية العامة إلى ثالث أنواع :نفقات التسيير ونفقات االستثمار والنفقات
المتعلقة بخدمة الدين العمومي ،بالنسبة لنفقات التسيير تشتمل على :22مخصصات السلطات
العمومية؛ نفقات الموظفين واألعوان والمعدات المرتبطة بتسيير المرافق العمومية؛ النفقات
المختلفة المتعلقة بتدخل الدولة والسيما في المجاالت اإلدارية واالقتصادية واالجتماعية
والثقافية والبيئية؛ النفقات المتعلقة بتنفيذ القرارات واألحكام القضائية الصادرة ضد الدولة؛
النفقات المتعلقة بالدين العمري؛ النفقات المتعلقة بالتكاليف المشتركة؛ النفقات المتعلقة
بالتسديدات والتخفيضات واإلرجاعات الضريبية؛ النفقات الطارئة والمخصصات
االحتياطية.23
تشتمل االعتمادات المتعلقة بنفقات االستثمار على اعتمادات األدا ،واعتمادات
االلتزام التي تشكل الحد األعلى للنفقات المأذون لألمرين بالصرف االلتزام بها لتنفيذ
االستثمارات المقررة وتوجه نفقات االستثمار باألساس إلنجاز المخططات التنموية
االستراتيجية والبرامج متعددة السنوات بغية الحفاظ على الثروات الوطنية أو إعادة تكوينها
أو تنميتها ويتعين اإلشارة إلى أنه يمكن للحكومة كما حدث سنة 2013أثنا السنة المالية
وقف تنفيذ بعض نفقات االستثمار إذا استلزمت ذلك الظروف االقتصادية والمالية .ويتم إخبار
اللجنتين المكلفتين بالمالية بالبرلمان مسبقا بذلك وتشتمل النفقات المتعلقة بالدين العمومي على
النفقات من فوائد وعموالت والنفقات المتعلقة باستهالك الدين المتوسط والطويل األجل.24
ينصرف إلى نوع من الحسابات التي يتم إحداثها لالطالع بوظيفة معينة ،بحيث تعتبر
إحدى المكونات األساسية لميزانية الدولة وتشكل إطارا مرنا للتدبير الموازناتي ،إذ يمكن من
16
تفعيل السياسات الحكومية الرامية إلى إنجاز برامج التنمية االقتصادية واالجتماعية وتأهيل
البنيات التحتية الوطنية والجهوية .كما تعتبر الحسابات الخصوصية للخزينة من اآلليات
األساسية لتفعيل السياسات العامة للتنمية وإلنجاز عمليات اإلصالح والقيام باالستراتيجيات
القطاعية.25
وتستفيد هذه الحسابات من مخصصات مالية تمكنها من المساهمة في تنفيذ التوجهات
الحكومية الرامية إلى ضمان توزيع أمثل للموارد المالية وترشيد النفقات المبرمجة في هذا
اإلطار.
وما يالحظ بخصوص الحسابات الخصوصية للخزينة أن العديد من القرا ات تربطها
بالصناديق السودا ،فهناك من يربطها بالحسابات السرية ،وهناك من يربطها بقنوات التمويل
التي تهرب أو تخرج عن المراقبة القضائية والسياسية .فهذه القرا ة تظل مضللة ،فالحسابات
الخصوصية للخزينة منطرة بالنص القانوني ،فقد خصص لها القانون التنظيمي رقم
130.13الفصل الخامس الباب األول (المواد 25إلى .)30
وتتميز الحسابات الخصوصية للخزينة بما يلي:
-تتعلق بعمليات وليس بمصالح أو مرافق.
توضع في استقالل تام عن الميزانية العامة؛ -
لديها شروط خاصة لتمويلها؛ -
-تتسم بطابع منقت واستعجالي بالنظر لطبيعة وظيفتها.
ويتم العمل بالحسابات الخصوصية للخزينة ،التي تحدث بقانون المالية ،وينص هذا
القانون على مداخيل ونفقات هذه الحسابات ،كما يحدد المبلغ األقصى للنفقات التي يمكن
أن تدرج فيها و "يجوز في حالة االستعجال والضرورة الملحة وغير المتوقعة أن تحدث
الحكومة خالل السنة المالية حسابات خصوصية للخزينة بموجب مراسيم طبقا للفصل 70
من الدستور .ويتم إخبار اللجنتين المكلفتين بالمالية بالبرلمان مسبقا بذلك .ويجب عرض
هذه المراسيم على البرلمان بقصد المصادقة عليها في أقرب قانون للمالية".26
محمد سكلى :التدبير المالي العمومي ومتطلبات الحكامة المالية ،مرجع سابق ،ص .47 25
17
المبحث الثاني :األجهزة المختصة في إعداد مشروع قانون المالية
لمسطرة إعداد الميزانية دور أساسي ومحوري في اإلطار العام للمالية ويعتبر قانون
130.13محوري وهام .خصوصا مع تبني المشرع الدستوري المغربي لمبادئ العقلنة
البرلمانية ،وذلك عبر تقييد حرية االختصاصات المخولة للبرلمان ،حتى ال تندي سلطات
البرلمان الموسعة إلى عدم استقرار الحكومة ،خصوصا في المجال المالي الذي تحيط به عدة
قيود تقنية محاسبتيه وقيود على مسطرة المناقشة ،إضافة إلى سيطرة السلطة التنفيذية على
المبادرة التشريعية ،وأسبقيتها في جدول أعمال البرلمان.
وعموما إذا كانت مسألة التصويت والمصادقة تدخل ضمن المجاالت المخصصة
دستوريا للبرلمان .فالمحورية واألهمية في حلقة إعداد الميزانية ،تنطلق من السلطة التنفيذية
التي تعتبر األكثر إتصاال بمتطلبات الحياة اليومية للمواطن والمجتمع ،وهي األصلح تقنيا
لوضع تصور عام لطري تمويل االحتياجات وتدبيرها.27
المطلب األول :األجهزة المختصة في إعداد مشروع قانون المالية
تتوفر وزارة المالية على أجهزة إدارية متخصصة في الميدان المالي ،وتتكلف عمليا
بتحقيق التوازن االقتصادي والمالي العام .لذلك منحها المشرع مهمة تحضير مشروع قانون
المالية ويأتي على رأس هذه األجهزة وزير المالية ،تساعده على ذلك مجموعة المصالح
المختصة .ولقد أوكلت معظم التشريعات 28إعداد وتحضير الميزانية للسلطة التنفيذية ،كما هو
الحال بالمغرب أيضا يتبع نفس المسطرة التقنية ،إن صح التعبير ،وذلك انطالقا من الباب
الثالث للقانون التنظيمي للمالية .ووفقا للفصل 49من الدستور يتولى الوزير المكلف بالمالية
وتحت وصاية منسسة رئيس الحكومة إعداد مشروع المالية طبقا للتوجيهات التي تداولت في
المجلس الوزاري ،وانطالقا من المادة 46من القانون التنظيمي 130.13يتولى الوزير
المكلف بالمالية تحضير مشاريع قوانين المالية وذلك تحت سلطة رئيس الحكومة .ويدعو
رئيس الحكومة عبر منشور 29موجه لآلمريين بالصرف إلعداد مقترحاتهم وكذا مشاريع
األحكام المراد إدراجها في مشروع قانون المالية إلى وزارة المالية قصد إقرار مشاريع
مصطفى معمر :مدخل لدراسة المالية العامة (قانون الميزانية – القانون الضريبي) ،مطبعة سجلماسة ،مكناس ،طبعة ،2012ص.17 27
منصور ميال مبادي المالية العامة ،الجامعة المفتوحة ،1994محاضرات مادة المالية العامة جامعة القاضي عياض .2011/2010 28
18
ميزانيات القطاعات الوزارية والمنسساتية وذالك حسب جدول زمني محدد في المنشور وتتم
دراسة هذه المقترحات داخل لجان البرمجة ونجاعة األدا .30وقبل ذلك يتكلف كل مفتش
للمالية تابع لمديرية الميزانية بملف وزارة أو أكثر ،ويتفحص ما تضمنته المقترحات ويتأكد
من احترامه للتوجهات المنصوص عليها في الرسالة تأطيرية ،ولإلطار الشكلي المحدد
للمقترحات وذلك قبل تحديد تاريخ لمناقشة اقتراحات كل وزارة على حدة في إطار لجنة
مختصة تضم مدير الميزانية ،والمسنول الذي أسندت له دراسة وتقييم ميزانية الوزارة المعنية
وممثل عن هذه األخيرة ،وتبدأ االجتماعات لمناقشة االقتراحات المتعلقة بالموظفين ثم المعدات
ثم النفقات المختلفة ،ويتم كل هذا في مناقشة فرع بعد آخر.
وتجدر اإلشارة إلى أنه في حالة عدم التوصل إلى اتفاي بخصوص موضوع النفقات
الجديدة -وهي كثيرة الحدوث-ترفع المسألة على مستوى أعلى حيث يعد أعضا اللجنة تقريرا
بهذا الصدد لوزير المالية يرتكز عليه في مناقشته مع الوزير المعني بالخالف ،وإذا لم يحصل
اتفاي على هذا المستوى ترفع المسألة أمام رئيس الحكومة الذي يحاول التوفيق ،وإذا لم يتم
التوصل إلى حل يبت في األمر في المجلس الوزاري الذي يرأسه جاللة الملك والذي له
صالحيات واسعة في هذا الشأن.
ومع نهاية المفاوضات بشأن المقترحات المالية يمكن للحكومة أن تحدد المبالغ القصوى
لإلعتماد المتعلق بكل وزارة .وعلى مستوى مجلس الحكومة يقدم الوزير المكلف بالمالية قبل
15يوليوز من كل سنة عرضا حول تقدم تنفيذ قانون المالية الجاري كما يقدم برمجة موارد
وتكاليف الدولة لثالث سنوات مع الخطوط العريضة للمشروع الموالي للمالية .بحيث يعتبر
وزير المالية المسنول األول عن مشروع المالية ويلعب دورا أساسيا في التنسيق واإلعداد
وحل العراقيل التقنية التي قد تصادف اإلعداد بين الوزارة وباقي الوزارات.
بعد ذلك يتم ب عرض المشروع على لجنتي المالية بالبرلمان وفقا للمادة 47من القانون
التنظيمي ،يعرض الوزير المكلف بالمالية على اللجنتين بالمالية بالبرلمان قبل 31بوليوز،
اإلطار العام إلعداد مشروع قانون المالية للسنة الموالية ،ويتضمن هذا العرض تطور
الوضعية االقتصادية الوطنية .تقدم تنفيذ قانون الجاري إلى غاية 30يونيو من نفس السنة .
19
المعطيات المتعلقة بالسياسة االقتصادية والمالية البرمجة الميزانيائية إال جمالية لثالث سنوات
ويكون هذا العرض موضوع مناقشة عامة ،غير انه ال يترتب عليه التصويت.
يعرف إعداد الميزانية وفق القانون التنظيمي 130.13العديد من المتغيرات
والمستجدات كما سبق الذكر وذلك استنادا على برمجة لثالث سنوات مع تحيين كل سنة
لمواكبة تطور الظرفية المالية واالقتصادية للمغرب.
مسار التحضير وإعداد مشروع قانون المالية للسنة: 6
المرحلة التاريخ
إعداد منشور السيد رئيس الحكومة الموجه لآلمرين بالصرف قصد إعداد
مقترحاتهم المتعلقة بالبرمجة الميزانياتية لثالث سنوات مدعومة بأهداف قبل 15مارس
و منشرات نجاعة األدا .
تجميع و دراسة المقترحات السابقة داخل لجان البرمجة ونجاعة األدا . قبل 15ماي
يقدم الوزير المكلف بالمالية ،في مجلس الحكومة عرضا حول تقدم تنفيذ
قانون المالية الجاري كما يقدم برمجة موارد وتكاليف الدولة لثالث قبل 15يونيو
سنوات باإلضافة إلى الخطوط العريضة لمشروع قانون المالية للسنة
الموالية.
مرحلة التشاور مع البرلمان التي تجسد بقيام الوزير المكلف
بالمالية بعرض أمام اللجنتين المكلفتين بالمالية بالبرلمان لإلطار العام
إلعداد مشروع قانون المالية للسنة الموالية ويتضمن هذا العرض
كذلك تطور الوضعية االقتصادية الوطنية ،و تقدم تنفيذ قانون المالية
للسنة الجارية إلى حدود 30يونيو من نفس السنة والمعطيات المتعلقة
بالسياسة االقتصادية والمالية و كذا البرمجة الميزانياتية اإلجمالية لثالث
سنوات.
قبل 31يوليو
20
بعد العرض المقدم أمام لجنتي البرلمان :إعداد منشور السيد رئيس
الحكومة الذي بموجبه يدعوا اآلمرين بالصرف إلعداد مقترحاتهم
المتعلقة بالمداخيل والنفقات بخصوص ميزانية السنة المالية المقبلة،
خالل شهر شتنبر وبداية شهر أكتوبر :تجميع ودراسة مقترحات
القطاعات الوزارية الخاصة بالمداخيل والنفقات والمرفقة بمشاريع نجاعة
األدا في إطار اللجان الميزانياتية وإعداد مشروع قانون المالية للسنة
والتقارير المرافقة له.
بداية شهر أكتوبر :تتبع المصادقة على التوجهات العامة لمشروع قانون
المالية للسنة بمجلس الوزرا والتي تتبعها المصادقة على المشروع
بمجلس الحكومة.
7للتوسع أكثر انظر الفصول 89و 90و 92من دستور المملكة المغربية لسنة .2011
21
وما تستلزمه من تكييفات ألدوات المالية العامة (ضرائب ،رسوم ،قروض ،نفقات…) تحقيقا
للتوازنات االقتصادية واالجتماعية والمالية المرجو بلوغها.
من هــذا المنطق ،فــــإن رئيس الحكومة يعد بمناسبة الشروع فــي إعـداد مشروع قانون
المالية ،رسالة تأخذ بعين االعتبار جميع المعطيات وفي ضوئها تشرع وزارة المالية ومختلف
الوزارات والمصالح الحكومية في تحضير المشروع المذكور ،وترفق هذه الرسالة التوجيهية
عادة ما تسمى “ رسالة التأطير" التي تحدد األغلفة المالية التي يتعين على مختلف القطاعات
الحكومية االلتزام بها عند إعداد مقدرات ميزانياته القطاعية برسم السنة المعنية.كما يتولى
رئيس الحكومة ،خالل مختلف مراحل إعداد مشروع القانون المالي ،التحكيم بين وزير المالية
وباقي الوزرا في شأن الخالفات التي قد تنشأ حول الغالف المالي المخصص لكل وزارة،
أو حول عدم مطابقة مقترحات إحدى الوزارات للتوجيهات الحكومة المتضمنة في الرسالة
التوجيهية لرئيس الحكومة .وتتسم المناقشات عادة داخل المجلس ،الذي تستغري أشغاله في
الغالب ثالثة اجتماعات أو أكثر ،إما لكون بعض الوزرا يعتبرون أن الموارد الموضوعة
رهن تصرفهم غير كافية أو ألن بعض المقتضيات القانونية المقترحة ال يتحقق ولها االتفاي.
وغ البا ما تقضي هذه المناقشات إلى الوصول إلى حلول توافقية وإلى إغنا المشروع وإعادة
صياغته بشكل يحظى باإلجماع ،ولكن دون المساس بتوجيهاته العامة وتوازناته األساسية.
وفي األخير يبث مجلس الحكومة تحت رئاسة رئيس الحكومة في مشروع قانون المالية قبل
عرضه على المجلس الوزاري.
ينص الفصل 49من الدستور على أن المجلس الوزاري مشاريع القوانين ،ومن بينها مشروع
قانون المالية ،قبل إيداعها بمكتب مجلس النواب ،كما تنص المادة 64مــن المرسوم المتعلق
بالمحـــاسبة العمومية على اعتبار الوزرا آمرين بالصرف بحكم القانون فيما يتعلق بمداخيل
ونفقات وزارتهم ،حيث يباشرون مهام االلتزام بنفقات المصالح التابعة لهم ،والسهر عليها
واألمر بأدائها ،كما يتم استخالص مداخيل تلك المصالح تحت إشرافهم.
وطبقا الفصل 49من الدستور الذي ينص على أن المجلس الوزاري يتداول في التوجهات
العامة لمشروع قانون المالية .فالملك هو الذي يرئس مجلس الوزرا وله الكلمة الفصل أو
النهائية في تحديد أو توجيه إعداد مشروع قانون المالية.
22
وفي األخير بعد مصادقة المجلس الوزاري على مشروع القانون المالي ،ويرسل لرئيس
الحكومة قصد إيداعه باألسبقية لدى مجلس النواب.8
خالصة:
إن المالية العامة هي العلم الذي يوفر للدولة الوسائل التي تستطيع بواسطتها الحصول
على الموارد الالزمة من جهة وكيفية إنفاقها من جهة أخرى وقانون المالية هو وثيقة مالية
سنوية تتضمن الميزانية العامة للدولة وأحكام مالية مختلفة متعلقة باإليرادات العامة.
يحتوي قانون المالية على أحكام خاصووووة متعلقة باإليرادات العامة كإحداث ضوووورائب
ورسوووم جديدة أو إلغا ضوورائب ورسوووم أو تغيير معدالتها أو أحكامها ...كما يحتوي قانون
المالية على االعتمادات المالية المرصودة لنفقات التسيير ونفقات التجهيز.
قانون المالية السوونوي هو قانون المالية األول ويتضوومن االعتمادات السوونوية المفتوحة
ألحكام المالية المختلة وهناك قانون المالية التكميلي الذي يصوودر فقط بقصوود تغيير التقديرات
8تنص المادة 155من النظام الداخلي لمجلس النواب على أن يودع مشروع قانون المالية للسنة والميزانيات باألسبقية ،لدى مكتب مجلس النواب
23
المتعلقة باإليرادات العامة والنفقات العامة و قانون المالية االسوووووووتثنائي ويصووووووودر لظروف
طارئة.
إن القانون التنظيمي للمالية هو قانون تنظيمي يصدر عن المشرع العادي بتكليف من
المشرع الدستوري ،يحدد األحكام والمبادئ والهيكلة التي على أساسها يوضع قانون المالية.
إن النفقات العامة النفقة العامة تعني اسووووووتخدام مبلغ من المال من قبل شووووووخص معنوي عام
بقصووووود تحقيق منفعة أو مصووووولحة عامة واإليرادات العامة هي األموال التي تحصووووول عليها
الدولة من مختلف المصادر كالضرائب والرسوم وعائدات أمالك الدولة والقروض العامة.
المبادئ األساسية للميزانية العامة هي شمولية الميزانية حيث يجب أن تشمل الميزانية
على جميع النفقات واإليرادات وعدم تخصوووويص اإليرادات والتي ال يجوز تخصوووويص إيراد
معين لتغطية نفقة معينة وحدة الميزانية إدراج اإليرادات والنفقات ضووووووومن ميزانية واحدة
إلعطا صووووورة عن الوضووووعية المالية للدولة وسوووونوية الميزانية حيث تكون الميزانية لسوووونة
واحدة توافقا مع السنة المالية لألفراد والمنسسات المكلفين بالضريبة.
إن مرحلووة اإلعووداد يبوودأ بوإعووداد الميزانيووة -وبوواألخص تقوودير النفقووات العووامووة -في
الوحدات التابعة لكل وزارة ،ثم ينتقل من هذه الوحدات إلى اإلدارة المركزية ،ثم إلى الوزير
الحكومة. المختص فوزير المالية وأخيرا مجلس
الئحة المراجع:
عبد النبي ضريف :قانون ميزانية الدولة على ضو القانون التنظيمي للمالية.
محمد البقالي :الكتلة الدستورية للمالية العمومية ،مطبعة البصيرة ،الرباط.2017 ،
إبراهيم بن به ،نظام مسنولية المدبرين العموميين أمام القاضي المالي ،منشورات
المجلة المغربية للسياسات العمومية ،مطبعة طوب بريس ،الرباط.2017 ،
عبد هللا أأضريف :المالية العامة أسس وقواعد وتدبير الميزانية ومراقبتها ،منشورات
دار أبي رقراي للطبع والنشر ،الطبعة األولى ،الرباط.2012 ،
نجيب جبري :إصالح التدبير المالي بالمغرب بين الحكامة ومتطلبات التنمية ،المجلة
المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،عدد ،104مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط.2011 ،
24
محمد حنين :قانون الميزانية ،سلسلة محاضرات ألقيت على الطلة بكلية الحقوي
أكدال.2011 ،
عبد الفتاح بلخال :علم المالية العامة والتشريع المالي المغربي ،مطبعة فضالة ،الدار
البيضا .2005 ،
محمد سكلى :التدبير المالي العمومي ومتطلبات الحكامة المالية ،أطروحة لنيل
الدكتوراه في القانون العام ،جامعة محمد الخامس -أكدال ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية.2013-2012 ،
مصطفى معمر :مدخل لدراسة المالية العامة (قانون الميزانية – القانون الضريبي)،
مطبعة سجلماسة ،مكناس ،طبعة .2012
منصور ميال مبادي المالية العامة ،الجامعة المفتوحة ،1994محاضرات مادة المالية
العامة جامعة القاضي عياض .2011/2010
موقع وزارة االقتصاد والمالية
https://www.finances.gov.ma/arma/Pages/LF-R
الفهرس:
الصفحة العنوان
2 تقديم:
25
11 المطلب الثاني :بنية ومضمون قانون مالية السنة
24 خالصة:
26 الفهرس:
26