You are on page 1of 8

‫الفصل األول ‪ :‬الميزانية ‪ ،‬قوانين المالية و الرخص الموازناتية ‪.

‬‬

‫‪ -1‬ماهية الميزانية (‪ )le budget‬و قانون المالية (‪: )loi de finance‬‬

‫الميزانية (‪ )budget‬كلمة فرنسية االصل من القرون الوسطى "‪ "bougette‬و تعني حقيبة ( ‪une‬‬
‫‪ ،)sacoche‬ثم انتقلت الى االنجليزية "‪ "a budget‬حيث تشير الى الحقيبة الجلدية الصغيرة و التي ينقل‬
‫فيها رئيس الحكومة البريطاني الوثائق المالية للبرلمان لغرض العرض و المناقشة ‪.‬‬

‫و إن كان هناك استعمال شائع لمصطلحي " الميزانية " و " قانون المالية " بصورة ترادفية تقريبية ‪ ،‬لكن‬
‫اذا أردنا الدقة فهما ال يحمالن نفس المعنى ‪ .‬فدستور الجزائر لسنة ‪ 1976‬مثال أشار الى مصطلح‬
‫الميزانية دون االشارة إلى قانون المالية و نفس االمر مع دستور ‪ ، 1989‬حيث يجب علينا أن ننتظر‬
‫الى غاية دستور ‪ 1996‬اين ورد فيه مصطلح قانون المالية مع االبقاء على مصطلح الميزانية ضمن‬
‫نص الدستور ‪.‬‬

‫و بالرغم من ورود المصطلحين معا ضمن القانون المتعلق بقوانين المالية رقم ‪ 17 -84‬لكنه لم يضبط‬
‫بدقة مضامين كل مصطلح باالخص ان دستور ‪ 76‬كما أشرنا لم يتناول صراحة مفهوم قانون المالية ‪،‬‬
‫وضح الى حد بعيد الفرق بين المصطلحين ‪ ،‬من خالل‬
‫لكن القانون العضوي لقانون المالية ‪ّ 15-18‬‬
‫اعتباره الميزانية عمل وصفي للموارد و االعباء المالية للدولة ‪ ،‬في حين يشكل قانون المالية فعل‬
‫ترخيص لتحصيل تلك الموارد و تغطية تلك االعباء ‪ :‬تنص المادة الثالثة من القانون ‪ 15-18‬على "‬
‫يحدد قانون المالية بالنسبة لسنة مالية طبيعة و مبلغ و تخصيص موارد و أعباء الدولة ‪ ،‬و كذا التوازن‬
‫الميزاني و المالي الناتج عنه ‪ ،‬مع مراعاة توازن اقتصادي محدد " ‪ ،‬في حين تنص المادة ‪ 14‬على "‬
‫تحدد هذه‬
‫تبين في الميزانية على شكل ايرادات و نفقات ‪ .‬و ّ‬
‫تقدر موارد ميزانية الدولة و أعباءها و ّ‬
‫ّ‬
‫الموارد و االعباء و يرخص بها سنويا بموجب قانون المالية ‪ ،‬و توزع حسب االحكام المنصوص عليها‬
‫في هذا القانون ‪ .‬تضمن مجموع االيرادات تنفيذ مجموع النفقات ‪ ،‬و يقيد مجموع االيرادات و النفقات‬
‫ضمن حساب وحيد يشكل الميزانية العامة للدولة "‪.‬‬

‫أي ان الميزانية هي مفهوم ‪ -‬محاسبي – أكثر تقييدا في المعنى من مفهوم قانون المالية –السياسي ‪-‬‬
‫تفصل الرخص الممنوحة اجماليا ضمن‬
‫تطور و ّ‬
‫‪ ،‬فهي ال تمثل االّ مجموعة الحسابات التي تصف و ّ‬
‫قانون المالية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -2‬أصناف قوانين المالية ‪:‬‬

‫‪ .1-2‬قانون المالية للسنة ‪:‬‬

‫قانون المالية للسنة هو قانون توقع يتم اعداده من طرف الحكومة يوضح العديد من األمور المالية بشأن‬
‫نشاط و عمل الدولة خالل السنة ‪ ،‬سيقدم توقعات بشأن المداخيل الجبائية المنتظرة ‪ ،‬سيقدم توقعات بشأن‬
‫االعتمادات المالية ال موجهة لتغطية النفقات الموزعة على الو ازرات المنفقة ‪ ،‬سيقدم توقعات أيضا‬
‫بخصوص التوظيف العمومي ‪ ،‬بخصوص الدين العمومي ايضا ‪ ،‬سيوضح قانون المالية كل السياسة‬
‫الجبائية المختارة من طرف الحكومة خالل سنة مالية معينة ‪.‬‬

‫يجب أن تكون توقعات قانون المالية صريحة (‪ )sincères‬اي تحترم مبدأ الصراحة الموازناتية ‪ ،‬كما‬
‫نصت عليه المادة ‪ 70‬من القانون العضوي ‪ " : 15-18‬تقدم قوانين المالية موارد و اعباء الدولة بصفة‬
‫تقيم هذه الصراحة من خالل المعلومات المتوافرة و التقديرات التي يمكن أن تنتج عنها " ‪،‬‬
‫صريحة ‪ ،‬و ّ‬
‫أي يجب على الحكومة تقديم ن ص صادق مفهوم لمشروع قانون المالية أمام النواب ‪.‬‬

‫يجب أن يودع هذا النص على مكتب المجلس الشعبي الوطني بحسب المادة ‪ 71‬من القانون ‪- 18‬‬
‫‪ 15‬في أجل أقصاه ‪ 7‬اكتوبر من السنة التي تسبق السنة المالية المعنية ‪ ،‬و يعود الى النواب بالغرفة‬
‫االولى (المجلس الشعبي الوطني) و ليس نواب الغرفة الثانية (مجلس االمة) اختصاص األولوية في‬
‫دراسة مشروع قانون المالية ‪ ،‬و يتم التصويت و المصادقة على مشروع قانون المالية في السنة (ن‪)1-‬‬
‫ليبدأ تطبيقه ابتداء من ‪ 01‬جانفي من السنة ن ‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 146‬من الدستور(تعديل ‪) 2020‬‬
‫بتحول‬
‫ّ‬ ‫ان البرلمان (بغرفتيه) يصادق على قانون المالية في مدة أقصاها ‪ 75‬يوما من ايداعه ‪ ،‬و‬
‫المشروع الى قانون يتم اذن تنفيذه خالل سنة مدنية احتراما لمبدأ السنوية ‪.‬‬

‫‪ .2-2‬قانون المالية التصحيحي ‪:‬‬

‫يتم التصويت و المصادقة على هذا القانون من طرف البرلمانيين بطلب من الحكومة خالل السنة ن أي‬
‫خالل سنة تنفيذ قانون المالية للسنة ‪ ،‬و لقانون المالية التصحيحي هدف أساسي ‪ :‬التعديل أثناء التنفيذ‬
‫خالل السنة ن التوقعات األولية التي وضعت ضمن قانون المالية للسنة ن المصوت و المصادق عليه‬
‫من طرف البرلمانيين ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫هناك حالتان رئيسيتان تقرر فيهما الحكومة تبني قانون مالية تصحيحي ‪:‬‬

‫أثناء تنفيذ قانون المالية للسنة ‪ ،‬مواجهة أزمة اقتصادية (االزمة المالية العالمية ل‪ )2008‬او‬ ‫‪-‬‬
‫أزمة صحية (جائحة كورونا ‪ )2019‬مستجدة ‪.‬‬
‫‪ -‬عند تغيير حكومي ‪ :‬في حالة تبني سياسة عامة بديلة (اقتصادية او غيرها) بسبب تعيين رئيس‬
‫جمهورية جديد أ و تشكيل حكومة جديدة بسبب أغلبية جديدة بالبرلمان ‪ ،‬حيث يكون الهدف من‬
‫اصدار قانون مالية تصحيحي في هذه الحالة ارسال رسالة للشعب ‪ ،‬بوجود قطيعة حقيقية في‬
‫المجال المالي و الميزاني مع ممارسات السلطة السابقة‪.‬‬

‫يمكن كذلك للحكومة ان تطلب التصويت على قانون مالية تصحيحي في حالة ما إذا كان هناك وزراء‬
‫(و ازرات) قد استهلكوا االعتمادات المالية للنفقات الممنوحة لهم في قانون المالية للسنة ‪ ،‬و بالتالي يطلبون‬
‫اعتمادات موازاناتية جديدة لتغدية نفقات مصالحهم و بالتي ستأتي منطقيا عبر قانون مالية تصحيحي ‪.‬‬

‫‪ .3-2‬القانون المتضمن تسوية الميزانية)‪: (loi de règlement du budget‬‬

‫يتم التصويت عليه ضمن السنة (ن‪ )1+‬قبل األول من شهر أوت لتلك السنة بعد االنتهاء من تنفيذ‬
‫قانون المالية للسنة ن ‪ ،‬و يهدف قانون تسوية الميزانية الى اعطاء النتيجة في مايخص ‪:‬‬

‫تم استعمالها من طرف الو ازرات المنفقة خالل السنة ن ‪،‬‬


‫‪ ‬اعتمادات النفقات التي ّ‬
‫تم تحصيلها بصورة نهائية من طرف الحكومة ‪.‬‬ ‫‪ ‬االيرادات التي ّ‬

‫بحيث ستكون لنا تبعا لذلك نتيجة نهائية ستظهر وضعية ميزانية الدولة هل هي عاجزة فائضة ام متوازنة‪.‬‬

‫هناك مجموعة من الوثائق التي يجب على الحكومة أن ترفقها بمشروع قانون تسوية الميزانية أمام البرمان‬
‫‪ ،‬بحسب المادة ‪ 87‬من القانون ‪ 15-18‬تتمثل في ‪:‬‬

‫‪ ‬مالحق تفسيرية تتعلق بنتائج العمليات الموازناتية و الحسابات الخاصة للخزينة و عمليات الخزينة‬
‫‪ ‬الحساب العام للدولة ‪ :‬يتضمن هذا الحساب الميزان العام للحسابات ‪(balance génerale des‬‬
‫)‪ ، comptes‬و حساب النتائج)‪ ، (compte des resultats‬و الحصيلة(‪ ، )le bilan‬و‬
‫الملحق أو المالحق)‪ ، (annexes‬و تقييم اللتزامات الدولة الخارجة عن الحصيلة‬

‫‪3‬‬
‫)‪ ، (engagements hors bilan d’etat‬و تقرير يوضح على الخصوص التغيرات في‬
‫الطرق و القواعد المحاسبية المطبقة خالل السنة المالية ‪.‬‬
‫‪ ‬تقرير وزاري للمردودية ‪ :‬يوضح فيه ظروف تنفيذ قانون المالية للسنة ‪ ،‬مدى بلوغ االهداف‬
‫المتوقعة المقاسة بمؤشرات األداء المرتبطة بها ‪ ،‬ماهي النتائج المحققة و ما هو التفسير المقدم‬
‫لشرح الفوارق المعاينة ‪.‬‬

‫باالضافة الى تلك الوثائق ‪ ،‬تشير المادة ‪ 88‬من القانون ‪ 15-18‬أن مشروع قانون تسوية الميزانية‬
‫معدين من طرف مجلس المحاسبة ‪:‬‬
‫يجب أن يتم ارفاقه بتقريرين ّ‬

‫‪ ‬تقرير يتعلق بنتائج تنفيذ قانون المالية للسنة المالية المعنية و بتسيير االعتمادات المالية التي‬
‫تمت دراستها (من طرف مجلس المحاسبة) باالخص على ضوء البرامج المنفذة ‪.‬‬
‫‪ ‬تقرير يتعلق بتصديق(‪ )certification‬حسابات الدولة حسب مبادئ ‪ :‬النزاهة)‪، (régularité‬‬
‫يدعم التقرير بتحقيقات جرت في هذا االطار‪.‬‬
‫الصراحة )‪(sincérité‬و االخالص (‪ ، )fidélité‬و ّ‬

‫‪ .4-2‬قوانين المالية الخاصة )‪:(lois de finance spéciales‬‬

‫ال تتم المصادقة على مشروع قانون المالية للسنة ن قبل ‪ 31‬ديسمبر للسنة (ن ‪-‬‬
‫هناك دائما احتمال أ ّ‬
‫‪ ، ) 1‬مما يعني شلال ماليا للدولة خالل السنة ن حيث ال يمكن للدولة تمويل مجال النشاط العمومي ‪،‬‬
‫هناك بالطبع مجموعة من التدابير التي يسمح بها القانون العضوي لقوانين المالية ‪ 15-18‬و المعمول‬
‫بها عموما في مجال المالية العمومية ‪ ،‬حيث تشكل استثناء على مبدأ السنوية و تسمح باالستمرار في‬
‫تطبيق مضامين قانون المالية للسنة ن‪ 1-‬خالل السنة ن بصورة مؤقتة ‪ ،‬سواء ما تعلق بجانب اعتمادات‬
‫النفقات أو تراخيص تحصيل االيرادات وفق اجراءات وشروط محددة ‪.‬‬

‫نص على اجرائين‬


‫لكن القانون العضوي لقوانين المالية الفرنسي ل‪ 2001‬في مادته المادة ‪ّ ، 5-4‬‬
‫خاصين لتجاوز هذه الوضعية (اجرائين غائبين عن القانون العضوي الجزائري )‪:‬‬

‫تقدم للتصويت بصورة مستعجلة ‪ ،‬القسم االول فقط من مشروع قانون‬


‫‪ ‬االمكانية امام الحكومةّ ان ّ‬
‫المالية للسنة ‪ .‬القسم االول (يقابله الجزء األول‪/‬الباب االول في الجزائر) يضم في مادته االولى‬
‫الرخصة التي يمنحها البرلمان للحكومة حتى تقوم بتحصيل الضرائب ‪ ،‬فمن خالل ضمان‬

‫‪4‬‬
‫التصويت االستعجالي على القسم االول من مشروع قانون المالية للسنة ن ‪ ،‬تكون الحكومة‬
‫متأكدة من تحصيل االيرادات الضرورية لعمل الجهاز العمومي ‪.‬‬
‫تمرر بصورة‬
‫‪ ‬المادة ‪ 45‬من ‪ lolf‬الفرنسي تنص أيضا على امكانية منح الترخيص للحكومة بأن ّ‬
‫استعجالية نص قانون يتضمن مادة واحدة فقط ‪ :‬الترخيص بتحصيل الضريبة ضمن تراب االقليم‬
‫الوطني ‪ ،‬و يعتبر بمثابة قانون مالية خاص ‪.‬‬

‫‪ -3‬التراخيص الموازناتية ( ‪)les autorisations budgétaires‬‬


‫هناك نوعان من التراخيص ضمن ميزانية الدولة ‪:‬‬
‫‪ .1-3‬التراخيص الموازناتية في ما يتعلق بالنفقات ‪:‬‬
‫تسمى رخصة الميزانية للنفقات العامة اعتمادات موازناتية (‪. )crédits budgétaires‬‬
‫أ‪ -‬مفهوم االعتماد الميزاني أو الموازناتي ‪:‬‬
‫االعتماد الميزاني ليس مبلغا من المال ففتح اعتماد لوزير منفق ال يعني منحه نقودا ‪ ،‬االعتماد الميزاني‬
‫المخصص لوزير منفق (‪ )ministre dépensier‬هو ترخيص قانوني بسيط له بالقدرة على تقرير نفقة‬
‫عمومية ‪ ،‬فهو يتمتع أثناء تنفيذ الميزانية العامة للدولة بصفة آمر بالصرف للدولة ( ‪ordonnateur‬‬
‫‪ ، )d’etat‬و الوزير المنفق هو الوحيد الذي يتمتع بسلطة االلتزام ( ‪ )engagement‬بنفقة لفائدة و ازرته‬
‫و لحساب الدولة ‪ ،‬و بالتالي فالوزير المنفق هو الذي يقوم يوميا بالتعامل مع االعتمادات الميزانية للنفقات‬
‫‪ ،‬بالمقابل فإن المحاسب العمومي للدولة )‪(comptable public de l’etat‬هو الذي يقوم تحت‬
‫مسؤوليته الشخصية و النقدية بالتعامل مع أموال الدولة (‪ )deniers de l’etat‬لتسديد مستحقات دائنيها‪.‬‬

‫يتضمن االعتماد الميزاني عنصرين ال يمكن الفصل بينهما ‪:‬‬

‫‪ -‬موضوع االعتماد (‪ : )objet‬أي وجهة استعماله ‪.‬‬


‫‪ -‬مبلغ االعتماد)‪ : (montant‬أي المبلغ الممنوح للوزير المنفق لغرض االنفاق ضمن الموضوع ‪.‬‬

‫ب‪ -‬أنواع االعتمادات الموازناتية ‪:‬‬

‫نميز ما بين االعتمادات الميزانية للنفقات بناء على الوظيفة التي ستوجه لها‬
‫كمعيار ّأول ‪ ،‬يمكن أن ّ‬
‫تلك الرخص المالية الموازناتية ‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -‬االعتمادات المتضمنة في قانون المالية للسنة ‪ :‬مخصصة للوزراء المنفقين ‪ ،‬و تعتبر بمثابة‬
‫اعتمادات ابتدائية (‪ )crédits initiaux‬لتغطية نفقات مصالح الدولة ‪.‬‬
‫‪ -‬االعتمادات المضافة في اطار قانون المالية التصحيحي ‪ :‬و نكون هنا بصدد اعتمادات‬
‫تصحيحية اضافية (‪ ، )crédits réctificatifs additionnels‬بسبب خطأ التوقعات االبتدائية‬
‫بشأن النفقات ضمن قانون المالية للسنة ‪ ،‬او توافر مداخيل اضافية لسبب من االسباب يمكن‬
‫توزيعها‪.‬‬
‫‪ -‬االعتمادات الواردة ضمن قانون تسوية الميزانية ‪ :‬و تأتي في اطار قانون تسوية الميزانية‬
‫لتغطي لكل برنامج أو حساب خاص الفروقات ما بين االعتمادات المرخصة و االعتمادات‬
‫المعاينة ‪ ،‬فنتحدث هنا عن اعتمادات تكميلية (‪.)crédits complémentaires‬‬
‫‪ -‬اعتمادات مراسيم التسبيق ‪ :‬و هي اعتمادات لتغطية نفقات غير منصوص عليها في قانون‬
‫المالية للسنة و دون انتظار اصدار قانون المالية التصحيحي ‪ ،‬و تكون حصريا في حالة‬
‫االستعجال القصوى ‪ ،‬مع ضرورة الموافقة عليها ضمن قانون المالية التصحيحي الموالي ‪.‬‬

‫تقليديا نميز نوعين أساسين من االعتمادات الميزانية الممنوحة للوزراء المنفقين ‪:‬‬
‫‪ -‬االعتمادات الحصرية (‪: )les crédits limitatifs‬‬
‫المشرع عكس ذلك ‪ ،‬فإن جميع‬
‫ّ‬ ‫قرر‬
‫هي اعتمادات القانون العام ‪ ،‬و ذلك يعني أنه ماعدا في حالة ما ّ‬
‫االعتمادات الميزانية الممنوحة للوزراء المنفقين في اطار قانون مالية للسنة ستكون اعتمادات حصرية ‪.‬‬
‫تتميز االعتمادات الحصرية بتشددها حيث تقيد من سلطة الوزراء المنفقين ‪ ،‬حسب نص المادة ‪31‬‬
‫من القانون ‪ 15-18‬فإنه ال يمكن االلتزام و األمر بصرف أو دفع النفقات المتعلقة باالعتمادات الحصرية‬
‫إالّ في حدود االعتمادات المالية المفتوحة من طرف قانون المالية للسنة ‪ ،‬و قد يحدث ان يجد بعض‬
‫الوزراء المنفقين أنفسهم قد استعملوا الحجم الكّلي االعتمادات الحصرية التي منحت لهم من طرف قانون‬
‫المالية السنوي ‪ ،‬مما يحتّم على الحكومة ان تطلب من البرلمان تمرير قانون المالية التصحيحي ‪.‬‬
‫‪ -‬االعتمادات التقييمية (‪: )les crédits evaluatifs‬‬
‫هذا النوع من االعتمادات سيمنح للوزير المنفق مرونة أكبر ‪ ،‬فالمبلغ المسجل في مقابل موضوع االعتماد‬
‫يعتبر مجرد تقدير(تقييم) ‪ ،‬و هذا يعني من الناحية القانونية أن الوزير المنفق بامكانه زيادة مبلغ االعتماد‬
‫التقييمي فوق السقف المحدد دون طلب رخصة من البرلمان ‪ ،‬مما يجعل هذا النوع من االعتمادات خطيرا‬
‫على سالمة مالية الدولة ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫و لهذا السبب قام القانون العضوي ‪ 15-18‬بتحديد انواع النفقات العمومية التي قد تكون موضوع‬
‫اعتمادات تقييمية و حسب نص المادة ‪ 32‬يقتصر االمر فقط على ‪:‬‬
‫‪ ‬أعباء الدين العمومي ‪،‬‬
‫‪ ‬رد المبالغ المحصلة من غير حق ‪،‬‬
‫‪ ‬التخفيضات و االستعدادات ‪،‬‬
‫‪ ‬األعباء المتعلقة بااللتزامات الدولية ‪،‬‬
‫‪ ‬االعباء المتعلقة بسريان مفعول ضمانات ممنوحة من الدولة ‪.‬‬

‫‪ .2-3‬الرخص الموازناتية فيما يتعلق بااليرادات ‪:‬‬

‫ال يوجد بالجزائر اقتطاع ضريبي دائم ‪ ،‬فيجب إذن استصدار الرخصة البرلمانية لتحصيل الموارد‬
‫العمومية من طرف الحكومة سنويا ‪ ،‬و تكون الرخصة صالحة لسنة مدنية (من أول جانفي الى ‪31‬‬
‫ديسمبر) و هي مدة تنفيذ قانون المالية للسنة ‪ ،‬و هذا ما تنص عليه المادة ‪ 16‬من القانون ‪.15-18‬‬

‫و يجد اشتراط هذه الرخصة البرلمانية سنويا منشأه ضمن المبدأ الدستوري الذي ينص على الموافقة على‬
‫الضريبة‪ ،‬فالمادة ‪ 82‬من الدستور الجزائري (دستور ‪ 1996‬تعديل ‪ )2020‬تنص على " ال تحدث أي‬
‫ضريبة إال بمقتضى قانون" ‪ ،‬تاريخيا يمكن الرجوع بهذا المبدأ الى فرنسا و االعالن العالمي لحقوق‬
‫االنسان و المواطن في مادته ‪ 14‬الذي يشترط بدوره حصول الحكومة على موافقة البرلمان مسبقا‬
‫لتحصيل الضريبة ‪ ،‬و قبله "الميثاق العظيم" (‪ )Magna Carta‬سنة ‪ 1215‬بانجلت ار الذي نص على‬
‫ضرورة استشارة و الموافقة القبلية على الضريبة من طرف من سيدفعونها ‪.‬‬

‫إذا لم يتم التصويت على المادة االولى من الفصل األول من الجزء االول من قانون المالية للسنة‬
‫(ترخيص تحصيل االيرادات للسنة) ‪ ،‬فإن الدولة ستجد نفسها مشلولة بدون موارد و وسائل لتسيير الهياكل‬
‫و الخدمات العامة ‪ ،‬و لتجنب ذلك نصت المادة ‪ 78‬من القانون ‪ 15-18‬على أنه في حالة عدم‬
‫المصادقة على قانون المالية للسنة بحلول تاريخ ‪ 01‬جانفي من السنة المعنية ‪ ،‬يستمر تنفيذ ايرادات‬
‫الميزانية العامة بصورة مؤقتة وفق النسب و كيفيات التحصيل السارية تطبيقا لقانون المالية السابق ‪ ،‬و إن‬
‫كانت المادة ال تضع حدا زمنيا للترخيص وفق ه ذه العبارة ‪ ،‬لكن هاته الموافقة مرتبطة منطقيا بالمجال‬
‫الزمني للرخص المؤقتة الممنوحة لتنفيذ النفقات العامة و هي مدة ‪ 03‬أشهر كحد أقصى ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫بعد انقضاء هذه المدة لم يضع قانون ‪ 15-18‬حال واضحا لمشكل عدم المصادقة على قانون المالية‬
‫للسنة ‪ ،‬في حين نصت المادة ‪ 146‬من الدستور الجزائري (تعديل‪ )2020‬على انه في حالة عدم‬
‫مصادقة البرلمان على قانون المالية في االجال المحددة (‪ 75‬يوما من تاريخ ايداعه بمكتب المجلس) فإن‬
‫رئيس الجمهورية يقوم باصدار مشروع الحكومة بأمر ‪.‬‬

‫‪8‬‬

You might also like