Professional Documents
Culture Documents
النظام الميزانياتي القديم
النظام الميزانياتي القديم
بوعافية سندس
خاتمة
قائمة المراجع
مقدمة :
أصبحت الميزانية العامة في العصر الحديث ضرورة البد منها لكل دولة فهي تعتبر المحور الذي تدور
حوله جميع أعمال الدولة ونشاطاها في جميع المجاالت على اختالف أنواعها.
وهي تلعب بشقيها اإليرادات العامة والنفقات العامة أدوار مهمة في جميع نوحي الحياة اإلقتصادية و
اإلجتماعية والسياسية ،كما أتها المرآة العاكسة لقوة كل بلد ومدى نجاحه في تطبيق مخططاته وسياسته
شرعت الجزائر منذ مطلع التسعينات في القيام بإصالحات هامة تهدف اساسا الى ادخال و بناء دعائم
اقتصاد السوق ،جعل االستثمار المنتج كمحرك للنمو ،إعادة توجيه نشاط الدولة حول اهدافها االساسية،
و لبلوع اهدافها ،تقوم الدولة بالتخطيط المسبق آلنشطتها بواسطة وثيقه تسمى "الميزانية" من خاللها
ترسم سياستها الميزانياتية و سبل تنفيذها بعد ذلك .هذه السياسة الميزانياتية تعد الى جانب السياسة
وفي هذا البحث فإننا بصدد التعرف على النظام الميزانياتي لبقديم الذي كانت تعتمده الجزائر منذ
االستقالل و انطالقا من هذا نتسائل :ماهي دوافع و األهداف التي منها شكلت الجزائر النظام الميزانياتي
قديما ؟
المبحث األول :مدخل مفاهيمي للنظام الميزانياتي القديم
هي تنظيم مالي يقابل بين النفقات العامة و اإليرادات العامة ،و يحدد العالقة بينهما و يوجههما معا
لتحقيق السياسة المالية ،و بتمعنى آخر فهي بمثاية البيان المالي لالقتصاد العام.
تعتبر الميزانية وثيقة هامة مصادق عليها من طرف البرلمان ،تهدف إلى تقدير النفقات الضرورية
إلشباع الحاجات العامة ،و اإليرادات الالزمة لتغطية هذه النفقات عن فتره زمنية مقبلة عادة ما تكون
ميزانية الدولة هي الغالف المالي المخصص لمالية الدولة و هي بذلك تحمل حسابات النفقات العامة و
اإليرادات العامة ،أي تسجل مختلف الضرائب و رخص اإلنفاق الخاصة بالدولة ،و هي بيان يرخص و
يناقش مسبقا و يطرح في قانون المالية .كما تعتبر أداة من أدوات السياسة االقتصادية.
الميزانية العامة للدولة توقع و ترخيص في شكل قانون لنفقات و موارد الدولة ،يصادق عليها من
1
طرف البرلمان في قانون المالية و الذي يترجم األهداف االقتصادية المالية للحكومة.
د .لعمارة جمال " ،تطور فكرة و مفهوم الموازنة العامة للدولة" ،بمجلة العلوم اإلنسانية -جامعة محمد خيضر بسكرة ،العدد األول ،نوفمبر ، 2010ص 101 1
المطلب الثاني :االطار القانوني لنظام الميزانياتي القديم :
يمثل االطار القانوني الذي تستند عليه العمليات الميزانية بالجزائر حاليا تمثل أساسا في القانون رقم
17 -84المؤرخ في 07جويلية 1984و المتعلق بقوانين المالية و الذي جاء بعد 18سنة عن
1965
يتضمن نص هذا القانون قرابة 81مادة و هذا مقارنة مع األمر الصادر في 02جانفي لسنة 1959
الخاص بالقانون الفرنسي السابق و الذي لم يتضمن إال 46مادة و الذي شكل مصدرا استوحى منه
المشرع الجزائري .كما يجب التذكير بأن القانون 157 - 62المؤرخ في 31ديسمبر 1962نص
عل التجديد أو االستمرار بالعمل ،الى اشعار أخر ،بالتشريع الساري المفعول الى غاية .1962
أحكام متعلقة بتعريف قوانين المالية ،قوانين المالية التكميلية و قانون ضبط الميزانية. .1
أحكام متعلقة بالميزانية العامة للدولة ،تخص االيرادات العامة و النفقات العامة. .2
أحكام مرتبطة بالميزانيات االخرى ،كالميزانية الملحقة و ميزانية الجماعات و الهيئات العمومية. .3
احكام عامة مرتبطة بعمليات الخزينة و هي الحسابات الخاصة بالخزينة و عمليات الخزينة. .4
2
أحكام عامة مرتبطة بإعداد ،مصادقة و تنفيذ قوانين المالية. .5
األستاذ الدكتور محمد الصغير بعلي و األستاذ الدكتور يسري أبو العال ،المالية العامة،دار العلوم للنشر و التوزيع ،عنابة ،ب س ،ص 189 2
المبحث الثاني :وثائق و دورة النظام الميزانياتي القديم
قوانين المالية :مفهوم المادة 01من القانون رقم 17 - 84المؤرخ في 07جويلية 1984و المتعلق
بقوانين المالية فإن ":قوانين المالية في إطار التوازنات العامة المهددة من طرف مخططات التنمية
االقتصادية و االجتماعية المتعددة السنوات أو السنوية ،تحدد طبيعة ،مبلغ و توجيه الموارد و االعباء
الماحق "أ " :تتضمن االيرادات المحددة نهائيا بميزانية الدولة ،لموارد العادية و الجباية البترولية .
الملحق " ب " :توضح توزيع االعتمادات المفتوحة بعنوان ميزانية التسيير على مختلف الوزارات .
الملحق " ج " :توضح توزيع النفقات ذات الطابع النهائي حسب القطاع .
مراسيم توزيع االعتمادات :بحكم أن تطبيق القوانين هو عمل الحكومة ،فإن األمر يتعلق بتوزيع مبلغ
االعتمادات المفتوحة للتسيير في الملحق " ب " المتضمنة في قانون المالية و ذلك طبقا لقاعدة التخصص
،على االقسام ،االقسام الفرعية ،العناوين ،االجزاء و الفصول .وقد تكون هذه المراسيم حسب
العامة للميزانية التابعة لوزارة المالية و توضح توزيع النفقات المرخص بها في قانون المالية على،
كما تتضمن القوائم االسمية للمستخدمين وكذا التقييم المالي لالعتمادات الضرورية لتغطية نفقات
مستخدمي المقررات ترخص البرنامج و اعتمادات الدفع :طبقا لمادة 6من القانون رقم 21 - 90
المؤرخ في 15أوت 1990و المتعلق بالمحاسبة العمومية ،تشكل تراخيص البرامج الحد األقصى
للنفقات التي بشأنها يرخص لآلمرين بالصرف بااللتزام بتنفيذ االستثمارات المخصصة و تبقى سارية
و تمثل اعتمادات الدفع المخصصات السنوية القابلة لألمر بالصرف و تحرر حواالت الدفع من أجل
تغطية التعهدات المبرمة في اطار رخص البرنامج المعنية و تم تعبئتها حسابات التخصيص الخاص
المفتوحة بقانون المالية و حسب البرنامج ويتم نقل الفائض المتبقى عند نهاية السنة الى اعتمادات
3
السنة الموالية.
تتبنى هذه المرحلة اصدار المذكرة التوجيهية التي على اثرها تبدأ دورة اعداد الميزانية .هذه المذكرة
يصدرها وزير المالية و توجه الى جميع اآلمرين بالصرف و ذلك خالل شهر مارس من كل سنة إذ
توضح خصوصيات الدورة الميزانية لبعض الوزارات و باالعتماد على هذه المذكرة تبعث الى اآلمرين
بالصرف المنتمين اليها بتوجيهات مكيفة مع تسيره .يقوم بعد ذلك كل هؤالء اآلمرين بالصرف بتحضير
اقتراح اتهم الخاصة بميزانية التسيير و التجهيز ،و يمكن االعتماد في ذلك على النموذج المقدم من
طرف المديرية العامة للميزانية (تقرر وزارة المالية حول األنظمة الميزانياتية ،
يتم انجاز هذه العملية انطالقا من وثيقتين :مرسوم التوزيع و دفار (كتيبات) الميزائية يم اعدادها
بمراعات التصنيف المعمول به و هو الفصول و المواد ،من طرف الوزر اآلمر بالصرف االولي و تخضع
إن تنفيذ العمليات الميزانية ،المالية و المحاسبية للدولة يلعب دورا محددا باالقتصاد الوطني .إنجاز
هذه العمليات بتدخل عونين عموميين حددها القانون بتسمية اآلمرين بالصرف والمحاسبون
خالل هذه المرحلة يتم استشارة مجلس المحاسبة حول المشاريع التمهيدية لقانون ضبط الميزانية .
التقارير التي يعدها المجلس يتم ارسالها الى البرلمان عن طريق الحكومة ،حيث تسمح للبرلمان
بالحصول عل قراءة تم اعدادها على أساس المعطيات المجمعة لدى أعوان التنفيذ (اآلمرن بالصرف و
4
المحاسبين العموميين).
حوري عمر ،اإلصالح الميزانياتي في الجزائر – الواقع و األفاق ، -مرجع سابق ،ص 65 4
أهداف كثيرة و طموحة كان يصبو مشروع نظم الميزانية القديم إلى تحقيقها ،نذكر أهمها فيما يلي:
-اعتماد منهجية تكرس التسيير االقتصادي للمال العام و تتماشى مع مقتضيات اقتصاد السوق و تمكن
-اعتماد نظام معلومات واضحة و موجهة نحو النتائج ،من شأنها أن تساهم في ترشيد التسيير المالي
-دعم قدرات التقدير و التحليل لدى االطارات المالية بما يضمن فعالية أكبر للقرارات المالية
5
-تحسين أساليب و أنماط إعداد الميزانية و صياغة الوثائق بشكل شفاف و واضح
د ثابتي الحبيب ،عصرنة نظم الميزانية في الجزائر الدعامة األساسية إلصالح اإلدارة العمومية و ترشيد اإلنفاق العام ،مجلة التنظيم والعمل ،المجلد4العدد 6 5
-غياب إطار تخطيط ميزانوي متعدد السنوات ،األمر الذي خلق فجوات سحيقة أحيانا بين الميزانيات و
المخططات الوطنية
-تسيير النفقات العمومية على أساس الوسائل ال النتائج المستهدفة ،و قد سبقت االشارة إلى هذه
-تركيز الرقابة المسبقة على عناصر الشرعية و المطابقة مع إغفال تام لعناصر الفعالية و األداء،
-غياب أو محدودية االستقاللية المالية لمختلف المؤسسات العمومية و المجموعات االقليمية بسبب
عدم كفاية مواردها الخاصة و اعتمادها شبه الكلي أحيانا على إعانات الدولة
6
-نظام معلومات ميزانوي غير فعال
خاتمة :
د ثابتي الحبيب ،عصرنة نظم الميزانية في الجزائر الدعامة األساسية إلصالح اإلدارة العمومية و ترشيد اإلنفاق العام ،مرجع سابق ،ص 23 6
ان السياسة المالية في الجزائر في السابق كانت تستند أساسا على القانون 17-84المؤرخ في
07جويلية 1984المعدل و المتمم و المتعلق بقوانين المالية و الذي تمحور خاصة حول تسيير
الموارد بدل التسيير باآلهدف ،حيث كلف الدولة ارتفاعا مستمرا في النفقات العمومية دون بلوغ
األهداف المسطرة كلية ،و لهذا فان السلطات العمومية ،في مختلف الوثائق ،تشير الى وجوب وضع
ان االصالح الميزانياتي خيار استراتيجي ال مفر منه رغم تعقديته و صعوبته من خالل تباطئ تقدم
االشغال التي التزمت بها الدولة بمفهوم العصرنة وكذلك لعدم ادخال حيز التطبيق ،القانون العضوي
لقوانين المالية و الذي خصصت له الحكومة حيث يعد األول من نوعه في الجزائر كما يعد االطار المالئم
لتكييف تسيير في السنوات األخيرة محورا هاما في نشاطها المال العام مع األوضاع الجديدة التي أدخلت
األستاذ الدكتور محمد الصغير بعلي و األستاذ الدكتور يسري أبو العال ،المالية العامة،دار العلوم .2
حوري عمر ،اإلصالح الميزانياتي في الجزائر – الواقع و األفاق ، -مجلة اإلدارة و التنمية .3
د ثابتي الحبيب ،عصرنة نظم الميزانية في الجزائر الدعامة األساسية إلصالح اإلدارة العمومية و .4