You are on page 1of 8

‫بحث و دراسة قيمة عن قانون المالية‬

‫‪ :‬المقدمة‬
‫تقتصر الميزانية العامة الدولة على تبيان اإليرادات النفقات النهائية للدولة‪ ،‬وهي تعتبر جزء من‬
‫قانون المالية‪ ،‬و قانون المالية ليس كالقوانين األخرى ألنه ال يتضمن عقوبات أو جزاءات مترتبة و‬
‫إنما إجراءات تنظيمية موضوعة من طرف الدولة من حيث تحصيل اإليرادات و تنفيذ النفقات وكما‬
‫هي طبيعة البحوث تبني اإلشكالية و تجعل منها محور لها قمنا صياغة بحثنا هذا في اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫ما هو قانون المالية‪ ،‬وما مدى تأثير قانون المالية على االقتصاد؟‪،‬لإلجابة عن هذا السؤال تطرقنا في‬
‫بحثنا هذا إلى فصلين الفصل األول تطرقنا إلى دراسة عامة حول قانون المالية في ثالث مباحث‬
‫تناوانا في هذه المباحث كال من مفهوم‪ ،‬مصادر‪ ،‬مكونات قانون المالية ‪ ،‬وفي الفصل الثاني تطرقنا‬
‫إلى دراسة أنواع قانون المالية و أهميته و كذلك أهم األجراءات المتخذة لقانون مالية ‪، 2008‬و‬
‫‪.‬تأثيرات قانون المالية من تأثيرات إقتصادية و سياسية‬

‫‪.‬الفصل األول‪ :‬دراسة عامة حول قانون المالية‬


‫‪:‬إن عدم تدخل الدولة في الشؤون اإلقتصادية أدى إلى ظهور المبادىء التالية‬

‫‪.‬عدم تأثير مالية الدولة عبر ميزانيتها‪-‬‬

‫‪.‬ضرورة توازن ميزانية الدولة‪-‬‬

‫حيادية المالية العامة و لقد سادت هذه الفكرة فترة من الزمن لكنها لم تدم طويال‪.‬بسبب العوامل‪-‬‬
‫‪:‬التالية‬

‫‪.‬األزمة اإلقتصادية عام ‪-1929‬‬

‫‪.‬آثار الحرب العالمية األولى و الثانية‪-‬‬

‫‪.‬ظهور أفكار إشتراكية‪-‬‬

‫هذا ما أدى إلى تغير النظرة في مفهوم الدولة ودورها ووسائل و القوانين المالية المستعملة للتدخل في‬
‫‪ :‬المبادىء اإلقتصادية حيث ظهرت مبادىء أخرى‬

‫‪.‬تدخل الدولة ضروري في الحياة اإلقتصادية و المالية و النقدية من أجل تحقيق التوازن اإلقتصادي‪-‬‬

‫ضرورة توجيه اإلقتصاد من طرف الدولة و عليه توجيه تدفقات األموال العامة و ذلك بتثريع قوانين‪-‬‬
‫‪ .‬جديدة تتماشى مع الظروف الحالية‬

‫تطور قانون المالية في الجزائر‬


‫أول ميزانية للجزائر المستعمرة ظهرت في نص يعود تاريخه إلى عام ‪ 1839‬الذي يقر ميزانية‬
‫عامة للمصالح اإلستعمارية في الجزائر و في أول أوت ‪ 1898‬أنشأت المفاوضات المالية (جمعيات‬
‫المفاوضات المالية ‪ (، )1944-1898‬الجمعية المالية الجزائرية ‪( ،)1946 -1945‬لجمعية‬
‫الجزائرية ‪)1956-1947‬‬

‫وفي عام ‪ 1931‬أعترف للجزائر بالشخصية المالية بالرغم من كون ميزانيتها تقترب من الميزانيات‬
‫المحلية سواء في تكوينها أو شكلها ‪ ،‬و في ‪20‬سبتمبر ‪ 1947‬ألغيت المفاوضات المالية و أنشئ‬
‫المجلس الجزائري الذي يقر ميزانية عامة تشمل ميزانية الجنوب التي كانت مستقلة عن األحكام‬
‫التنظيمية و القانونية اإلدارية إال أنه يفتقر إلى الممارسة الكاملة للسيادة المالية ‪ ،‬و بعد اإلستقالل و‬
‫في ديسمبر ‪ 1962‬أول ميزانية للجزائر المستقلة إتسمت بجانب المحافظة على سير جهاز الدولة و‬
‫تجسيد لوجودها خصوصا على الصعيد المالي و التنظيمي نظرا لغياب التخطيط و ضعف اإلمكانيات‬
‫المالية و إصدار أول قانون رقم ‪ 02-88‬المؤرخ في ‪ 12‬جانفي ‪ 1988‬المتضمن التوجيه و‬
‫التخطيط ‪ ،‬فأنه يمكن للدولة إصدار قانون للمالية بحيث يوجه و يؤطر السياسات المالية و المالية‬
‫‪.‬العامة للجزائر لضمان توجيه موحد للتنمية و الوصول إلى الهدف و هو النهوض باالقتصاد المحلي‬

‫‪.‬المطلب الثاني‪:‬تعريف قانون المالية‬


‫قانون المالية يقر و يرخص بالنسبة لكل سنة مدنية ‪ ،‬مجمل موارد الدولة و أعبائها و كذا الوسائل‬
‫المالية األخرى المخصصة لتسيير المرافق العمومية كما يقر و يرخص عالوة على ذلك المصاريف‬
‫‪ .‬المخصصة للتجهيزات العمومية و كذلك النفقات بالرأسمال‬

‫كما ورد له تعريف آخر‪”:‬قانون المالية المالية هو تلك الوثيقة المحضرة من قبل السلطة التنفيذية و‬
‫المصادق عليها من قبل البرلمان و التي تحدد خالل سنة مالية طبيعية كمية المبالغ التي تخص موارد‬
‫الدولة و أعبائها المنتظر تنفيذها و ذلك في إيطار احترام التوازنات العامة ‪ ،‬و قانون المالية هو‬
‫المعبر عن النظام المالي ا‬

‫لمتبع في دولة ما ‪ ،‬و هذا األخير ما هو إال مجموعة العناصر و العالقات التي تعبر عن النظام‬
‫“ اإلقتصادي و اإلجتماعي السائدين‬

‫‪.‬المطلب الثالث‪:‬خصائص قانون المالية‬


‫‪:‬قانون المالية عملية سياسية ‪1/‬‬
‫‪.‬ألنه ال يعتبر عملية تشريعية لوحدها و إنما يعبر عن النظام المالي للدولة و بالتالي سياسة إقتصادية‬

‫‪ :‬خاصية اإلجازة‪2/‬‬
‫إن مشروع قانون المالية الذي تحضره الحكومة تحت إشراف وزارة المالية ال يكون قابل للتنفيذ إال‬
‫إذا طالب بذلك البرلمان و أصدره رئيس الجمهورية‬

‫‪ :‬قانون المالية عملية سنوية وضرورية ‪3/‬‬


‫يوضع قانون المالية لسنة واحدة حسب المادة ‪ 03‬من قانون ‪ 84/17‬لكن يمكن أن تطرأ على هذا‬
‫المبدأ إستثناءات قد تحدث كأن يجعل قانون المالية يمتد ألكثر من سنة و عندها قانون المالية القادم‬
‫يكون أقل من سنة‬

‫خاصية التقدير ‪4/‬‬


‫هو عملية تقدير ألنه يتضمن تقديرات فيما يخص النفقات و بالتالي تقديرات الموارد لتغطية هذه‬

‫‪ .‬النفقات‬

‫‪ :‬ويتجسد فيما يلي‬

‫‪image‬‬

‫‪ .‬أ‪ /‬تقرير سنوي للتوازن اإلقتصادي و المالي و النتائج المحصل عليها و أفاق المستقبل‬
‫‪.‬ب‪ /‬ملحقات تفسيرية تبين خاصة مايلي‬

‫التقسيمات حسب كل صنف من أصناف الضرائب ‪،‬ال سيما تلك المتعلقة باإلجراءات الجديدة ‪ ،‬و*‬
‫‪ .‬بصفة عامة تقديرات الحواصل الناتجة عن موارد أخرى‬

‫توزيع نفقات التسيير لمصالح الدولة حسب حيب كل فصل المرفوقة عند اإلقتضاء بتقييم حول تطور*‬
‫‪ .‬تكاليف الخدمات‬

‫‪ .‬توزيع النفقات ذات الطابع النهائي للمخطط السنوي ‪ ،‬حسب كل قطاع*‬

‫‪.‬القامة الكاملة للرسوم شبه جبائية*‬

‫‪ .‬المبحث الثاني‪:‬مصادر قانون المالية‬


‫المطلب األول‪:‬المصادر الدستورية‬
‫يضع الدستور المبادىء األساسية للضرائب ‪ ،‬كما هومقر في المادة ‪ 64‬من دستور ‪ 1966‬كل‬
‫المواطنون متساوون في أداء الضريبة و يجب على كل واحد أن يشارك في تمويل التكاليف العمومية‬
‫‪ ،‬حسب قدرته الضريبية ال يجوز أن تحدث أية ضريبة أو جباية أو رسم أو أي حق أيا كان‪،‬و يحدد‬
‫المدة القصوى للبرلمان من أجل المصادقة على قانون المالية في مدة أقصاها ‪ 75‬يوما من تاريخ‬
‫‪ .‬إيداعه‬

‫كما ينص على أن التصويت على الميزانية من إختصاص البرلمان ‪ ،‬كما تنص المادة ‪ 123‬من‬
‫الدستور “يشرع البرلمان بقوانين عضوية في المجاالت التالية ‪:‬تنظيم السلطات العمومية و عملها ‪،‬‬
‫نظام اإلنتخابات ‪ ،‬القانون المتعلق بقوانين المالية ‪”،‬كذلك البرلمان له رقابة على كل القطاعات عن‬
‫إستعمال اإلعتمادات المالية ” تقدم الحكومة لكل غرفة من البرلمان عرضا عن إستعمال اإلعتمادات‬
‫المالية التي أقرتها لكل سنة مالية “باإلضافة إلى رقابة مجلس المحاسبة و المتمثلة في الرقابة البعدية‬
‫ألموال الدولة و الجماعات اإلقليمية و المرافق العمومية وذلك بتقرير سنوي يرفع إلى رئيس‬
‫‪ .‬الجمهورية‬

‫‪.‬المطلب الثاني ‪:‬مصادر التشريع الضريبي‬


‫يعتبر علماء المالية أن التشريع الضريبي فرع من القانون المالي ‪ ،‬يتكفل بتنظيم االسس و القواعد‬
‫المتعلقة بتقرير اإليرادات العامة السيادية و جبايتها ‪ ،‬و العال قات القانونية التي تنشأ فيما بين‬
‫السلطات الضريبية و الممولين ( المكلفين بالضريبة)‬

‫و التشريع الضريبي هو جزء من كل ‪ ،‬إنه تشريع أكثر تخصصا ‪ ،‬يتناول الضرائب و الرسوم ‪ ،‬و‬
‫هما موردان عاديان من موارد المالية العامة‪ .‬من أركانه‬

‫أ‪-/‬تحديد أهداف الدولة التي تحددها فلسفتها السياسية و اإلقتصادية ‪ ،‬و ترجمة ما قد يطرأ على هذه‬
‫األهداف من تغيرات ( و بذلك تتفاوت األهداف ما بين الدول الرأسمالية المتقدمة ‪ ،‬و الدول‬
‫‪.‬الرأسمالية المتخلفة و الدولة اإلشتراكية)‬

‫‪image‬‬

‫ب‪/‬إيجاد الوسيلة الالزمة أو مجموع الوسائل الالزمة ‪ ،‬لتحقيق أهداف الدولة اإلقتصادية و السيلسية‪،‬‬
‫‪.‬و هذه السائل تقوم على عنصرين ‪ :‬االول فني و الثاني تنظيمي‬
‫الفني يراعي ظروف البيئة الضريبية التي ستسري عليها أحكام التشريع الضريبي العام ‪ ،‬و ال –‬
‫سيما أن كل نظام ضريبي ليس إال تعبيرا عن مجتمع معين في زمن معين‬

‫التنظيمي يتعلق من جهة باألجهزة اإلدارية المتعددة و المتشعبة التي تنهض بمهمات الجباية‪ ،‬و من‬
‫‪-‬جهة‬

‫أخرى بتحقيق التنسيق بين الضرائب المختلفة ‪ ،‬و ذلك بمراعات تجنب إحداث أي تصدع في كيان‬
‫‪ .‬النظام الضريبي‬

‫‪ .‬المبحث الثالث ‪:‬مكونات قانون المالية‬


‫‪ .‬المطلب األول‪ :‬األحكام المنظمة لعمليات مالية‬
‫يتمثل الجزء األول من قانون المالية في النصوص التشريعية و التي توضع في حالة حدوث تغيرات‬
‫‪ .‬متعلقة بنفقات و اإليرادات‬

‫‪.‬المطلب الثاني ‪ :‬الجداول المتعلقة بالميزانية‬


‫‪:‬في الجزائر نجد ثالث جداول باإلضافة إلى الميزانية الملحقة هذه الجداول هي كاآلتي‬

‫‪:‬الجدول أ‬

‫هو عبارة عن جدول يظهر مجموع اإليرادات النهائية و هي مجموع الحصيلة الضريبية تتضمن‬
‫‪ :‬موارد الميزانية العامة للدولة مايلي‬

‫‪:‬إيرادات عادية*‬

‫‪:‬إيرادات جبائية‬

‫‪.IRG, TVA, IBS‬الرسوم الجمركية‪ ،‬حقوق التسجيل‬

‫‪:‬إيرادات نهائية أخرى‬

‫‪.‬الدومين ‪ ،‬الهبات‪ ،‬الغرامات ‪ ،‬األتاوى ‪ ،‬اإليرادات النظامية‬

‫‪:‬إيرادات غير عادية*‬

‫المتمثلة في الجباية البترولية‪ ،‬التي هي مجموع الضرائب و الرسوم التي تحصلها الدولة من‬
‫السونطراك‬

‫‪.‬من عملية تصدير المحروقات‬

‫‪:‬الجدول ب‬

‫هو عبارة عن ميزانية التسيير فيه مجموع النفقات اإلدارية و هي مجموع األموال التي تنفقها الدولة‬
‫‪:‬لضمان السير الحسن لاليدارات‪“ ،‬و تجمع نفقات التسيير في أربعة أبواب “هي‬

‫‪.‬أعباء الدين العمومي و النفقات المحسومة من اإليرادات*‬


‫‪.‬تخصيصات السلطات العمومية*‬

‫‪.‬النفقات الخاصة بوسائل المصالح*‬

‫‪image‬‬

‫التدخالت العمومية*‬

‫‪:‬الجدول ج‬

‫يتعلق بنفقات التجهيز المصروفة من قبل الدولة‪ ،‬و تسجل نفقات التجهيزات العمومية و نفقات‬
‫‪.‬اإلستثمار و نفقات رأس المال على شكل رخص برامج و تنفيذ بإعتمادات الدفع‬

‫‪:‬رخص البرامج‬

‫الحد األعلى للنفقات التي يؤذن لآلمرين بالصرف بإستعمالها في تنفيذ اإلستثمارات المخططة و تبقى‬
‫صالحة دون أي تجديد لمدتها حتى يتم إلغاؤها‬

‫‪:‬إعتمادات الدفع‬

‫تمثل التخصيصات السنوية التي يمكن األمر بصرفها أو تحويلها أو دفعها لتغطية اإللتزامات المبرمة‬
‫‪.‬في إيطار رخص البرامج المطبقة‬

‫باإلضافة إلى هذه الجداول لدينا الميزانية الملحقة الممنوحة من طرف الدولة للهيئات التجارية و‪-‬‬
‫اإلقتصادية التي ال تتمتع بالشخصية المالية‬

‫‪.‬الفصل الثاني ‪:‬أنواع ‪ ،‬أهمية تأثيرات قانون المالية‬


‫‪.‬المبحث األول‪:‬أنواع قانون المالية‬
‫‪.‬المطلب األول‪ :‬قانون مالية سنوي‬
‫يعرف كذلك بقانون األساسي ‪ ،‬وحسب المادة ‪ 3‬من قانون ‪ 84/17‬هو يقر و يرخص مجمل موارد‬
‫الدولة و أعبائها و كذا الوسائل المالية األخرى المخصصة لتسيير المرافق العمومية ‪ ،‬كذلك يقر و‬
‫‪ .‬يرخص المصاريف المخصصة للتجهيزات العمومية و كذلك النفقات الخاصة برأسمال‬

‫‪”.‬المطلب الثاني‪ :‬قانون مالية تكميلي “المعدل‬


‫يمكن لقانون المالية المعدل دون سواه ‪ ،‬إتمام أحكام قانون المالية للسنة أو تعديلها خالل السنة‬
‫‪،‬الجارية‬

‫إن قانون المالية التكميلي هو الوحيد الذي يعدل قانون المالية السنوي و على هذا األساس فهو مرتبط“‬
‫به ‪ ،‬فقانون المالية السنوي يكون معرض للخلل لتغير بعض المعطيات اإلقتصادية أو اإلجتماعية أو‬
‫السياسية مما يستدعي التعديل عن طريق القوانين التكميلية و يتم المصادقة على القوانين التكميلية‬
‫‪:‬بطريقتان‬

‫‪.‬إما أن تعد الحكومة هذه القوانين و تقترحها على البرلمان للمصادقة عليها *‬
‫إما أن تقوم الحكومات بإدخال هذه التعديالت على القانون األساسي بصفة مباشرةو ذلك بإستعمال*‬
‫سلطتها التنظيمية المتمثلة في المراسيم التنظيمية المتمثلة في المراسيم التنفيذية لتعرضها فيما بعد‬
‫‪ .‬على البرلمان للمصادقة عليها‬

‫‪ .‬بالنسبة للنفقات إذا كانت غير كافية أو جديدة تظهر على شكل نفقات تكميلية أو جديدة*‬

‫بالنسبة لإليرادات إذا كانت غير كافية تطلب السلطة التنفيذية إيرادات جديدة (ضرائب ‪ ،‬رسوم) ‪* ،‬‬
‫“مثل القانون التعديلي ‪ 1997‬الذي خص بتعديل مادة من قانون مالية ‪ ، 1991‬يعتبر القانون الوحيد‬
‫الذي بإمكانه تعديل قانون المالية السنوي و لكن يمكن أن تكون هناك قوانين أخرى بإمكانها تعديل‬
‫‪ ،‬قانون المالية األساسي نظرا ألهميتها و حساسيتها ‪ ،‬مثل القانون الضريبي‬

‫و يعتمد عليه في تحضير قوانين المالية أو قانون المالية للسنة القادمة و كذلك إستخراج الفوارق بين‬
‫‪.‬األرقام التقديرية و األرقام الحقيقية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أهمية قانون المالية ‪ ،‬وأهم اإلجراءات المتخذة لقانون مالية‪2008‬‬
‫‪:‬المطلب األول‪ :‬أهمية قانون المالية‬
‫هو السبيل الوحيد الذي تستطيع الدولة من خالله التصرف في األموال الحكومية ‪ ،‬فأي برنامج ال*‬
‫يطبق إال من خالل هذا القانون المالي السياسي‪ .‬فكل مؤسسة تستعد لتنفيذ برنامج حكومي معين و‬
‫محدد فهي تحدد الحاجات العامة التي يجب تلبيتها لتؤدي الدورة المعمول بها في هذا البرنامج‬
‫‪.‬السياسي المتكامل‬

‫‪.‬بدون هذا القانون المالي ال يمكن لإليرادات أن تحصل أو النفقات أن تصرف*‬

‫يقوم بوضع التقييم و تحديد التوقعات و كذا التراخيص لكل العمليات المالية‪،‬المرتبطة بمداخيل و*‬
‫‪ .‬نفقات الدولة لكل سنة مالية‬

‫إن اإليرادات أو النفقات المسجلة في الميزانية يمكن أن تحقق عجز أو فائض فهنا قانون المالية*‬
‫‪.‬هوالذي يحدد هذا األخير الناتج عن الفرق بين اإليرادات أو النفقات‬

‫هو وسيلة مراقبة ‪ ،‬حيث تقوم السلطة التشريعية بمراقبة السلطة التنفيذية ‪ ،‬و ذلك بتسجيل األرقام*‬
‫‪.‬الفعليةالتي حصلت بالنسبة للنفقات و اإليرادات‬

‫‪.‬المطلب الثاني‪:‬أهم اإلجراءات المتخذة لقانون مالية ‪2008‬‬


‫كان مشروع قانون المالية لسنة ‪ 2008‬خضع لمناقشة حادة في المجلس الشعبي الوطني لتضمنه‬
‫إجراءات ذات صلة مباشرة بالحياة اليومية للمواطن حيث أبقى النواب على أغلب التعديالت التي‬
‫تقدمت بها لجنة المالية و الميزانية بالمجلس ‪ ،‬و تضمن قانون المالية ‪ 2008‬عدة إجراءات فيما يلي‬
‫‪:‬أهمها‬

‫‪ .‬عدم إلزام المستوردين للسلع بتوفير حد أدنى من رأس المال اإلجتماعي·‬

‫عدم قابلية الحجز من طرف أشخاص آخرين على أموال البنوك و المؤسسات الموضوعة في·‬
‫‪ .‬الحسابات المفتوحة لدى بنك الجزائر قصد ضمان السير الحسن ألنظمة الدفع الجديدة‬

‫‪ .‬تجديد لألحكام المتعلقة بتكفل الدولة بالحاجيات الخاصة‪ ،‬بإعانة المؤسسات العمومية المتدهورة·‬
‫تكفل ميزانية الدولة بديون المجالس الشعبية البلدية المستحقة ال سيما للصندوق الوطني للتوفير و·‬
‫‪ .‬اإلحتياط بنك‪ ،‬خالل إنجاز البرامج السكنية الترقوية خالل سنوات الثمانينات‬

‫‪.‬منع إستيراد كل البضائع التي تحمل معلومات زائفة ‪ ،‬تبعث على اإلعتقاد بأنها من أصـل جزائري·‬

‫‪.‬إتالف كل السلع المقلدة·‬

‫‪image‬‬

‫‪.‬المبحث الثالث‪ :‬تأثيرات قانون المالية‬


‫‪.‬المطلب األول‪:‬التأثيرات اإلقتصادية‬
‫تعتبر الوضعية اإلقتصادية هي المؤشر الحقيقي على قوانين المالية حيث يظهر ذلك في الدول النامية‬
‫التي تتميز بضعف النشاط اإلقتصادي و المالي و هذا مما يدفعها اإلهتمام بالسياسات الجبائية على‬
‫المنتوجات المستوردة‪ ،‬و على سبيل المثال لدينا حالة الجزائر ” لتخفيض أسعار البطاطا أقر القانون‬
‫لتشجيع اإلنتاج الفالحي ‪ ،‬و ذلك بإعفاء إستراد البذور الموجهة للفالحة من أي رسوم جمركية و ذلك‬
‫لمدة ثالث سنوات إبتداءا من سنة ‪ ، 2008‬غير أنه و رغم ذلك تبقى المخاوف من إستمرار إرتفاع‬
‫أسعار البطاطا ‪ ،‬في ظل مخاوف الفالحين من إنتاجها إثر الخسائر الكبيرة التي تكبدوها الموسم‬
‫“ الفارط ‪ ،‬بسبب تضررها من األمطار الغزيرة‬

‫كما تؤثر الوضعية اإلقتصادية على االموال العامة ( التي هي مجموع الثروة الوطنية المقتطعة من‬
‫ضرائب و رسوم) و تدفقاتها حيث كاما كان اإلقتصاد مزدهر فكانت التدفقات المالية كبيرة ‪ ،‬وعليه‬
‫‪ .‬يستلزم إيجاد قوانين مالية تراقب تدفقات وسيرورة هذه األموال‬

‫‪.‬المطلب الثاني ‪ :‬التأثير السياسي‬


‫عدم اإلستقرار السياسي يؤدي إلى نفقات غير ضرورية (مثل نفقات الحروب) و بالتالي تطبق*‬
‫‪.‬القوانين على جمع اإليرادات فرض الضرائب و الرسوم و ال تطبق على قوانين النفقات العمومية‬

‫إذا كان العامل السياسي يلعب دور كبير في إثراء األمة المالية أو إفقارها فهنا قانون المالية هي*‬
‫األخرى لها تأثيرات بالغة األهمية على الحياة السياسية ‪.‬كونها عبارة عن أحكام و مواد تسيير‬
‫‪.‬التدفقات المالية الدولية‬

‫السبب الرئيسي في قيام الثورة الفرنسية سنة ‪ 1789‬هو إجحاف الملك الفرنسي فيٌ رار الضرائب*‬
‫‪.‬و حصرها في المجاالت الشخصية‬

‫‪image‬‬

‫‪:‬الخاتمة‬
‫من خالل هذه الدراسة المتواضعة حول قانون المالية تجدر بنا اإلشارة إلى أن قانون المالية هو‪-‬‬
‫المعبر عن النظام المتبع في دولة ما‪ ،‬و هو مجموعة من العناصر و العالقات التي تعبر عن النظام‬
‫‪ .‬اإلجتماعي و اإلقتصادي السائدين‬

‫فقانون المالية المحضر على شكل الميزانية العامة للدولة من قبل وزير المالية على أساس الميزانية‪-‬‬
‫التقديرية للمؤسسات العمومية و ميزانية مختلف القطاعات و الوزارات تحت إشراف رئيس الحكومة‬
‫و المناقش من طرف البرلمان و المصوت علية من طرف رئيس الحكومة و أعضاء المجلس الشعبي‬
‫الوطني و نوابه ‪ ،‬و في االخير و بعد الصادقة عليه يوقع عليه رئيس الجمهورية و يصدر على شكل‬
‫جريدة رسمية و المعمول به في جميع القطاعات و الوزارات ‪ ،‬واقع عملي البد منه وقد أكد المشرع‬
‫‪.‬على لزوميته كونه ال يمكن للنفقات بدونه أن تصرف أو اإليرادات و اإليرادات ان تحصل‬

‫فقانون المالية يلعب دورا هاما في توازن اإلقتصاد الوطني بإعتباره القاناة القانونية الوحيدة التي‪-‬‬
‫تستطيع من خاللها أجهزة الدولة أن تتصرف في االموال الحكومية فاي برنامج سياسي ال يمكن‬
‫تجسيده غال من خالل هذا القانون المالي السياسي والذي يوفر من كل مؤسسة عمومية اإلمكانيات‬
‫‪.‬الالزمة لتؤدي الدورة المعمول بها في هذا البرنامج السياسي المتكامل‬

You might also like