Professional Documents
Culture Documents
الرقابة السياسية على تنفيذ قانون المالية
الرقابة السياسية على تنفيذ قانون المالية
صباح العبودي
العربي عبدالوي
فيصل ريم
المطلب الثاني :محدودية الرقابة البعدية وبعض توصيات تأهيل الرقابة على المال العام
2
المبحث األول :أنواع وآليات الرقابة السياسية على المال العام
تنقسم الرقابة السياسية على المال العام الى ثالث أصناف رقابة قبلية فرقابة مواكبة ثم
رقابة الحقة (المطلب األول) ويتجسد الدور الرقابي من خالل مجموعة من االليات الرقابية
(المطلب الثاني)
المطلب األول :أنواع الرقابة السياسية على قانون المالية
الفرع األول :الرقابة القبلية على قانون المالية
الرقابة السياسية القبلية او السابقة هي تلك التي يجريها البرلمان على النشاط المالي
للحكومة من خالل دراسته ومناقشته لمشروع قانون المالية والتصويت عليه
ومن المعلوم أن الرقابة السياسية السابقة على تنفيذ الميزانية العامة ،تنتهي بمصادقة
البرلمان على مشروع القانون المالي وهي فرصة ألعضاء مجلسي البرلمان باعتبارهم
ممثلي األمة لدراسة ومناقشة بنود توجهات الحكومة في المجال المالي قبل الشروع في
تنفيذه من قبل السلطة التنفيذية.
وتشكل مناقشة القانون المالي فرصة مهمة للبرلمان لمراقبة التوجهات العامة
واالختيارات المالية التي تنوي الحكومة سنها في تدبير المال العام ويكون البرلمان نوعا ما
في موقع قوة قبل التصويت على مشروع قانون المالية بحيث تكون الحكومة مستعدة للنقاش
والحوار وخصوصا إذا كانت األغلبية التي تساندها هشة البنية ومتنوعة التوجهات وحتى
وإن كان العكس ،فأغلبية قوية للحكومة تقاس بمدى تجاوب أغلبيتها مع االختيارات التي
تسنها في القانون المالي.
وتمارس هذه الرقابة عبر اللجان البرلمانية أو الجلسة العامة على النشاط المالي
للحكومة ،حينما يكون بصدد دراسة ومناقشة مشروع قانون المالية والتصويت عليه .وهذا ما
يؤكد دور اللجان البرلمانية باعتبارها "برلمانات مصغرة" حيث العمل الرقابي الحقيقي يتم
داخلها بفعل طبيعة عملها واشتغالها ،ال سيما وأن النقاشات داخلها ال تخضع لعامل الوقت
حيث تتوسع أكثر لتحيط بكافة الجوانب المتعلقة بالسياسة الحكومية
الفرع الثاني :الرقابة المواكبة على قانون المالية
يخضع تنفيذ المال العمومي لمراقبة سياسية مزامنة ،تمارسها السلطة التشريعية على
الحكومة ،والهدف منها الحيلولة دون وقوع السلطات المكلفة بالتحصيل واإلنفاق في الخطأ
أثناء التنفيذ ،إال أن هذه المراقبة تعد غير كافية لحماية المال العام من الضياع ،ألنها تجري
3
داخل دواليب السلطة التنفيذية ،األمر الذي يمكن معه اإلغفال والتغاضي عن األخطاء
واالختالسات التي قد تشوب أموال األمة ،وهذا ما يبرر فرض المشرع لمراقبة سياسية
مزامنة مستقلة عن السلطة التنفيذية.
تتجلى الرقابة البرلمانية المواكبة لتنفيذ قانون المالية في العمل الذي تقوم به المؤسسة
التشريعية من خالل مراقبتها وتتبعها لتنفيذ قانون المالية المصادق عليه في إطار صالحياتها
الرقابية استنادا الى الفصل 70من الدستور والذي ينص في فقرته األولى على ما يلي:
"يصوت البرلمان على القوانين ،ويراقب عمل الحكومة ،ويقيم السياسات العمومية".
وتمارس السلطة التشريعية اختصاصاتها الرقابية على المال العام من خالل مجموعة من
االليات التي نظمها الدستور المغربي والقانون التنظيمي لقانون المالية باإلضافة الى النظامين
الداخليين لكل من مجلس النواب ومجلس المستشارين وباقي المقتضيات المتعلقة بهذا الشأن
وتسمى بالرقابة المزامنة او المواكبة لكونها تواكب البرامج والسياسات العمومية
للحكومة خالل السنة المالية مباشرة بعد التأشير على بداية تنفيذ قانون المالية السنوي الى
غاية نهاية السنة المالية لتنتقل المؤسسة التشريعية بعدها الى صنف اخر من الرقابة وهو
الرقابة البعدية او الالحقة على قانون المالية.
الفرع الثالث :الرقابة السياسية الالحقة على قانون المالية
يمارس البرلمان رقابته البعدية من خالل المناقشة والتصويت على قانون التصفية،
حيث يستطيع مساءلة الحكومة حول نتائج تدبيرها ومدى انضباطها واحترامها للقوانين
واألنظمة والرخص المالية حين تنفيذها للعمليات المالية المرتبطة باإلنفاق واإليرادات .1تقوم
الرقابة المالية الالحقة على عالقة وثيقة بين البرلمان والمجلس األعلى للحسابات ،فعملية
تدقيق المالية العامة العمومية هي عملية تقنية معقدة وبالتالي فمن دون مساعدة المجلس
األعلى للحسابات الذي يعهد إليه بمهمة تدقيق الحسابات ،وهي مساعدة تقنية ودقيقة ،ال
يستطيع البرلمان تتبع ومراقبة الكيفية التي يتم بها التصرف في المالية العمومية.
وينص الفصل 76من دستور 2011على أنه " :تعرض الحكومة سنويا على البرلمان،
قانون التصفية المتعلق بتنفيذ قانون المالية ،خالل السنة الثانية التي تلي سنة تنفيذ هذا القانون
ويتضمن قانون التصفية حصيلة ميزانيات التجهيز التي انتهت مدة نفادها".
1نجيب جيري ،الرقابة المالية بالمغرب بين الحكامة ومتطلبات التنمية ،منشورات مجلة الحقوق المغربية ،سلسلة المعارف القانونية والقضائية،
منشورات مطبعة دار المعرفة ،الطبعة األولى ،2012ص .73
4
وحسب المادة 64من القانون التنظيمي رقم 130.13لقانون المالية فإن قانون التصفية
المتعلق بتنفيذ قانون المالية " يثبت ويحصر المبلغ النهائي للمداخيل المقبوضة ،والنفقات
المتعلقة بنفس السنة المالية والمؤشر على األمر بصرفها ويحصر حساب نتيجة السنة".
يعتبر قانون التصفية بدوره قانون مالي إلى جانب القوانين المالية األخرى " قانون
المالية للسنة وقوانين المالية المعدلة" ،فهو قانون يهتم بتصفية حسابات قانون مالي أصلي،
فإذا كان قانون المالية السنوي يفتح السنة المالية ،فان قانون المالية للتصفية يقفلها.
وترد في قانون التصفية مجموعة من الجداول بما في ذلك جداول التوازن بين
التكاليف والمداخيل ،أما باقي المقتضيات القانونية األخرى فال ترد ألن المقصود هو تصفية
الحساب ال غير ،وعلى هذا األساس يمكن القول بأن قانون التصفية هو قانون مالية في كل
شيء كما أن األرقام تكون حقيقية عكس الواردة في قانون المالية األصلي الذي تكون أرقامه
تقديرية ،وبالتالي فإن قانون التصفية هو قانون تصفية الحسابات وتصفية للميزانية.
لقانون التصفية أهمية قصوى كآلية إخبارية يطلع من خاللها نواب األمة عن طرق
صرف االعتمادات واستخالص الموارد ،وهو وسيلة يستعملها البرلمان للرقابة البعدية على
أعمال الحكومة ،لالطالع على حصيلة تنفيذ الميزانية بصفة عامة.
المطلب الثاني :اليات الرقابة السياسية على تنفيذ قانون المالية
تتجلى الرقابة البرلمانية على تنفيذ قانون المالية من خالل االليات القانونية التالية:
الفرع االول :اليات الرقابة السياسية غير المثير لمسؤولية الحكومة
الفقرة األولى :األسئلة البرلمانية
كما هو معلوم فإن هذه اآللية الرقابية ،تعتبر األكثر انتشارا ،وذلك راجع لسهولة مسطرة
تفعيلها ومحدودية تأثيراتها السياسية ،إذ ال يصل األمر إلثارة المسؤولية السياسية للحكومة
كما هو الشأن لملتمس الرقابة مثال ،2والغرض من األسئلة الموجهة ألعضاء الحكومة من
طرف البرلمان بغية االستفسار عن قضية معينة أو تدبير سياسي معين من بين الوسائل
الرقابية التي تبناها المشرع الدستوري والبرلماني على حد سواء.3
- 2رشيد لمدور ،العمل البرلماني بالمغرب ،قضايا وإشكاالت ،مطبعة طوب بريس الرباط ،الطبعة األولى ،2006ص .73
- 3فاطمة الزهراء هيرات ،الرقابة السياسية على تدبير المالية العامة – لجنة مراقبة المالية العامة نموذجا ،-أعمال الندوة المغاربية حول
الرقابة على األموال العمومية في البلدان المغاربية –بحوث علمية محكمة ،-مطبعة األمنية الرباط.263 ،
5
وقد صنف المشرع المغربي األسئلة البرلمانية إلى األسئلة الشفهية واألسئلة اآلنية
واألسئلة التي تليها مناقشة ،واألسئلة الكتابية ،ثم أخيرا األسئلة الشهرية الموجهة إلى رئيس
4
الحكومة حول السياسات العامة.
- 4ضياء السمن ،إبراهيم صبري ،مطبعة الحمامة تطوان ،الطبعة األولى .158 ،2006
- 5الفصل 102من دستور .2011
6
من خالل الفصل 70من الدستور المغربي لسنة ،2011تم منح المؤسسة التشريعية،
إختصاصا جديدا ،إلى جانب التشريع ومراقبة عمل الحكومة ،تقوم من خالله بتقييم
السياسيات العمومية ،6ومن بينها السياسة المالية .
ويمارس البرلمان هذا االختصاص الجديد بتخصيص جلسة سنوية لمناقشة السياسات
7
العمومية وتقييمها.
يهدف التقييم الذي يقوم به مجلس النواب إلى إنجاز أبحاث وتحاليل دقيقة بهدف التعرف
على نتائج السياسات والبرامج العمومية ،وقياس آثارها على الفئات المعنية وعلى المجتمع،
كما يهدف إلى معرفة مستوى اإلنجاز الذي تم تحقيقه قياسا باألهداف المرسومة وذلك بغاية
إصدار توصيات وتقديم اقتراحات بشأن التحسينات التي يمكن إدخالها على السياسة العمومية
موضوع التقييم.8
و يمكن لرئيس مجلس النواب ،بناء على قرار مكتبه أن يوجه ،بشكل تلقائي أو بطلب من
مجموعة العمل المكلفة بالتقييم ،طلبا إلى المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي أو إحدى
هيئات الحكامة والمؤسسات الدستورية بحسب الحاجة ،إلبداء الرأي أو إعداد دراسة أو بحث
حول البرنامج العمومي موضوع التقييم.
7
و قد نص الفصل 67من الدستور على أنه يجوز أن تشكل بمبادرة من الملك أو بطلب
من ثلث أعضاء مجلس النواب أو ثلث أعضاء مجلس المستشارين ،لجان نيابية لتقصي
الحقائق يناط بها جمع المعلومات المتعلقة بوقائع معينة أو بتدبير المصالح والمؤسسات
والمقاوالت العمومية واطالع المجلس الذي شكلها على نتائج أعمالها ،وال يجوز تكوين لجن
نيابية لتقصي الحقائق في وقائع تكون موضوع متابعات قضائية مادامت هذه المتابعة
جارية.9
وفيما يلي جدول بلجن تقصي الحقائق المشكلة بالمغرب من 1979الى حدود االن:
8
الفرع الثاني :اليات الرقابة السياسية المثيرة لمسؤولية الحكومة
9
التي أسندت إليه أو لمواصلة تحمل مسؤوليته السياسية ،12وذلك وفق ما جاء في مضمون
الفصل 88من دستور 2011
وتعتبر الحكومة منصبة بعد حصولها على ثقة مجلس النواب ،المعبر عنها بتصويت
األغلبية المطلقة لألعضاء الذين يتألف منهم لصالح البرنامج الحكومي .وهذا هو النوع األول
من أنماط الثقة المنصوص عليها في النظام الدستوري المغربي ،أما النوع الثاني من الثقة
الممنوحة للحكومة فهي ثقة بناء على تصريح حكومي ،حول السياسة العامة للبالد أو
الموافقة على نص ،وهي ثقة لها طابع مزدوج ،فإما أن يقدم رئيس الحكومة تصريحا
حكوميا ،وإما أن يربط مصيرها السياسي بالموافقة على نص ،وهذه الثنائية منصوص عليها
في الفصل 103من دستور .2011
- 12ع بد الغني أعبيزة ،مراقبة العمل الحكومي بالمغرب ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية ،عدد ،67
الطبعة األولى ،2006ص.71
10
عمومي أو الزيادة في تكليف موجود وكذلك بالرجوع إلى المادة 56من القانون التنظيمي
رقم 130 13لقانون المالية نقرأ من خاللهما تعسفا صارحا على المبادرة التشريعية
البرلمانية في المجال المالي وتقييدا واضحا للسلطة الرقابية لممثلي الشعب .ورغم أن
الدستور الحالي ربط إعمال الحكومة بهذا الفصل بشرط بيان األسباب ،فإن ذلك يبقى مجرد
إجراء شكلي فقط ،فعدم اقتناع أعضاء الحكومة بأسباب رفض الحكومة للتعديالت المقترحة
ال تترتب عليه أية نتائج قانونية وبذلك يمكن اعتبار الفصل 77من دستور 2011بمثابة
"فيتو" تستعمله الحكومة في وجه ممثلي الألمة ،وكذلك مطية لتمرير قانون مالية السنة بكل
سهولة .كما تظهر هذه الحدود من خالل مضامين الفصل 83من دستور 2011الذي قيد
بدوره حق أعضاء البرلمان في أن يتقدموا بمقترحاتهم وتعديالتهم إلى اللجان البرلمانية
ألعضاء مجلسي البرلمان وللحكومة حق التعديل
وللحكومة ،بعد افتتاح المناقشة ،أن تعارض في بحث كل تعديل لم يعرض من قبل على
اللجنة التي يعنيها األمر "
الفقرة الثانية :ضيق الحيز الزمني المخصص للمصادقة على مشروع قانون المالية
تحدد المادة 49من القانون التنظيمي رقم 130.13 .لقانون المالية 13اجاال للمصادقة
على مشروع قانون المالية من قبل مجلسي البرلمان ( 30يوما المجلس النواب ) و( 22يوما
لمجلس المستشارين) ومن خالل قراءة هذه المادة يمكن اعتبار الحيز الزمني المخصص
للمصادقة إكراها حقيقيا نظرا لضيقه بالمقارنة مع حجم المسؤولية الملقاة على ممثلي األمة
لحماية المال العام من خالل مناقشة مضامين هذا المشروع وتقديم مقترحات مما يجعلهم أمام
خيارين ال ثالث لهما؛ إقرار قانون المالية بالمصادقة عليه دون فتح نقاش معمق أو سقوط
حق اإلقرار النصرام األجالل ،وبالمقابل نجد أن هذا القانون ال يجبر الحكومة على التقيد
باآلجال بل أكثر من ذلك أنه ال يحملها أية مسؤولية في حالة اإلخالل باألجل القانوني.
بالمقابل ومقارنة مع ما نجده في الواليات المتحدة األمريكية مثال ،حيث يبدأ دور
الكونغرس فيما يتعلق بميزانية الدولة في أول ثالثاء من شهر فبراير بدراسة مشروع ميزانية
الدولة المقدمة من الرئيس األمريكي.
في 15أبريل يقوم الكونغرس بالمصادقة على قرار توافقي يتعلق بميزانية الدولة.
13ظهير شريف رقم 1.15.62صادر في 14من شعبان 2( 1436يونيو )2015بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 130.13لقانون المالية.
11
بعد ذلك في الصيف ،يقوم الكونغرس بدراسة قانون توافقي مشترك ،بعد ذلك يعتمد
الكونغرس اقتراحات القوانين المتعلقة بالنفقات التي أعدتها لجانه الفرعية الثالثة عشر.
في 30سبتمبر يعتبر آخر أجل العتماد اقتراحات القوانين المتعلقة بالنفقات المعدة من
طرف اللجان الفرعية.
يعتبر الفاتح من أكتوبر تاريخ انطالق السنة المالية.
الفقرة الثالثة :السلطات الواسعة للحكومة في المجال المالي
تتمتع الحكومة بصالحيات واسعة للتشريع وتستمد هذه الصالحيات من الدستور ومن
القوانين التنظيمية حيث يخول الفصل 81من دستور 2011للحكومة إمكانية إصدار مراسيم
قوانين وذلك خالل الفترة الفاصلة بين الدورات وباتفاق مع اللجان التي يعنيها األمر في كال
مجلسي البرلمان ويتوجب عرض مراسيم قوانين على البرلمان من أجل المصادقة عليها
خالل الدورة العادية الموالية التي يعقدها.
كما وسعت القوانين التنظيمية للمالية من مجال تأهيل الحكومة للتشريع ،ويتضح ذلك
من خالل القانون التنظيمي 7-98وخصوصا في المادة 18المتعلقة بإحداث الحسابات
الخصوصية خالل السنة بمرسوم والتي تقابلها المادة 26من القانون التنظيمي رقم 130.13
لقانون المالية كما خصص القانون 7-98بابا كامال سماه الترخيص البرلماني (المواد من 41
الى ،)46باإلضافة إلى المادة 62من القانون التنظيمي رقم 130. 13التي تسمح للحكومة
بفتح اعتمادات إضافية خالل السنة المالية.
إن هذه المقتضيات وغيرها تقلص بشكل كبير من الوظيفة التشريعية للبرلمان في المادة
المالية وال تخلو من انعكاسات على نظام فصل السلطات التشريعية والتنفيذية ،وبالتالي فإنها
تجرد البرلمان من صالحياته ،فالبرلمان بالنسبة للجزء الكبير من موضوع قانون المالية
أصبح هو المشرع االستثنائي والحكومة هي المشرع األصلي
اذ تجدر اإلشارة أنه وخالفا لجل باقي دول العالم ،فإن مشروع ميزانية الدولة األمريكية
المقدم من الرئيس يعتبر بمثابة توصية أو مرجع للكونغرس فقط حيث يطلق عليه تسمية
الميت عند الوصول Dead on arrivalوليس له الطابع االلزامي هذا من الناحية
الدستورية أما من الناحية الواقعية فإن ميزانية الدولة األمريكية هي ميزانية توافقية ،تخضع
للمد والجزر بين اإلدارة والكونغرس
12
الكونغرس األمريكي يتحكم في تنفيذ ميزانية الدولة من خالل التعليمات التي تصاحب
الترخيص بالنفقة وعلى الرئيس األمريكي االلتزام بها
بعد تقديم الرئيس األمريكي لمشروع ميزانيته للكونغرس ،تقوم مختلف الوزارات بتقديم
الوثائق المبررة لمشاريع ميزانيتها وهي تكتسي أهمية بالغة ،يرفق بهده المبررات مجموعة
من التقارير تتعلق بالبرامج المراد تحقيقها ومدى نجاعة اإلنفاق بالنسبة للسنة الماضية.
ويتمتع الكونغرس هو اآلخر بجهاز خاص يعنى بميزانية الدولة وهو مكتب الكونغرس
Congressional budget officeللميزانية
يقدم مكتب الميزانية للكونغرس تقديراته بشأن ميزانية الدولة مبني على التقارير
والدراسات التي يعدها بنفسه حول تنفيذ ميزانية الدولة للسنة الماضية والفرضيات
االقتصادية .تقديرات الميزانية من طرف مكتب الكونغرس غالبا ما تكون مختلفة عن
مشروع ميزانية
الفقرة الرابعة :إمكانيات الحكومة في تجاوز الترخيص البرلماني
إذا كان البرلمان يرخص للحكومة بتحصيل الموارد وصرف النفقات الواردة في القانون
المالي ،فإن الحكومة ليست ملزمة بإنفاق كل ما تضمنه القانون المالي ،ويترك لها الخيار بين
أن تنفق أو ال تنفق.
كما ان للحكومة إمكانية تجاوز الترخيص البرلماني من خالل اللجوء الى فتح
االعتمادات الالزمة لسير المرافق العمومية واستخالص المداخل في حالة عدم التصويت
على قانون مالية السنة ،قبل بداية السنة المالية أو إذا لم يصدر األمر بتنفيذه بسبب إحالته إلى
14
المجلس الدستوري ولك استنادا الى المادة ( 50من القانون رقم )130.13
ومقارنة مع النموذج األمريكي في هذا الباب نجد انه في حال عدم اتفاق غرفتي
الكونغرس مع بعضهما البعض ،أو عدم اتفاق الكونغرس مع الرئيس األمريكي وفوات آجال
اعتماد ميزانية الدولة تصبح الدولة الفدرالية في حالة شلل تام ،shut downال يمكنها حتى
14طبقا للفصل 75من الدستور .إذا لم يتم في 31ديسمبر التصويت على قانون المالية للسنة أو لم يصدر األمر بتنفيذه بسبب إحالته إلى المحكمة
الدستورية ،فإن الحكومة تفتح بمرسوم االعتمادات الالزمة لسير المرافق العمومية والقيام بالمهام المنوطة بها على أساس ما هو مقترح بالميزانية
المعروضة على الموافقة.
ويسترسل العمل في هذه الحالة باستخالص المداخيل طبقا لألحكام التشريعية والتنظيمية الجارية عليها باستثناء المداخيل المقترح إلغاؤها في
مشروع قانون المالي ة ،أما المداخيل التي ينص المشروع المذكور على تخفيض مقدارها فتستخلص على أساس المقدار الجديد المقترح......
13
من دفع أجور الموظفين الفدراليين ،وال يزول هذا الشلل إال بعد مصادقة الكونغرس على
15
مشروع الميزانية.
الفقرة الخامسة :محدودية لجنة تقصي الحقائق
فالنسبة لمحدودية لجنة تقصي الحقائق تتمثل في عدة قيود ،وذلك عند محاولتها القيام
بجمع المعلومات حول الوقائع المتعلقة ببعض الميادين ذات الطابع السري ،حيث يرجع
السبب لمجموعة من العوائق الدستورية والقانونية والعملية التي تحد من فعالية هذه اللجنة،
باإلضافة إلى حصر مبادرة تأسيس هذه اللجان بيد األغلبية البرلمانية ،يحرم المعارضة من
ممارستها ،مما يحد من استعمال هذه اآللية الرقابية من طرف أقلية البرلمان .كما أن دورها
يقتصر فقط على أمور معينة وتنتهي بمجرد إيداع التقرير الذي تعده حول القضايا ،ويمكن
في كل حين وضع حد لمهامها بمجرد فتح تحقيق قضائي حول الوقائع التي تكون محل بحث
هذه اللجان 16،كما أن القانون التنظيمي ،المتعلق بطريقة تسيير هذه اللجنة قد وضع بعض
القيود التي تعقلن لجوء البرلمان إلى هذه اآللية الرقابية ،بحيث عملها ال يشمل المجاالت
الحساسة مثل السياسة األمنية والدفاعية بالمغرب .
الفقرة السادسة :محدودية ملتمس الرقابة
رغم أهمية هذا الملتمس في تفعيل الرقابة ،إال أن شروطه تبقى صعبة وصارمة،
حيت يعرف عقلنة كبيرة في مسطرة إثارته ،وقد تجعله عديم الفعالية في إسقاط الحكومة
وخصوصا أن هذه األخيرة ستمد من اغلبية واسعة،
والفصل 105من دستور ،2011أقر أن ملتمس الرقابة الذي يلتجأ إليه مجلس النواب
لمعارضة الحكومة مواصلة تحمل مسؤوليتها ،ال يقبل إال إذا وقعها على األقل خمس
األعضاء الذين يتألف منهم المجلس ،في حين اقتصر الدستور الجزائري على سبع أعضاء
مجلس النواب لتقديم هذا الملتمس كما يمكن التقدم بطلب سحب الثقة من الحكومة حسب
الدستور االسباني إذا وافق عليه عشر األعضاء فقط.
والموافقة على هذا الملتمس ال يصح إال بتصويت األغلبية المطلقة لألعضاء الذين يتألف
منهم هذا المجلس بعد ثالثة أيام من إيداع الملتمس...
15مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير في العلوم القانونية تخصص القانون الدستوري ،بعنوان :الدور الرقابي للبرلمان على ميزانية الدولة،
جامعة الحاج لخضر -باتنة -الجزائر ،السنة الجامعية ،2014/2015ص .66 ،65
- 16الفصل 67من دستور .2011
14
غير أن التركيبة السياسية للبرلمان المغربي تلعب دورا أساسيا في إفشال كل محاولة
إلثارة المسؤولية السياسية للحكومة ،ذلك أن جميع الحكومات التي تعاقبت في المغرب كانت
تتمتع دائما بمساندة واسعة من قبل األحزاب المتمثلة في البرلمان ،لكون الحكومة تنبثق دائما
من األغلبية.
خالفا لما نجده في نماذج مقارنة كالكونغرس األمريكي مثال والذي في كثير من األحيان
تكون تركيبته السياسية مخالفة للون الحزبي للرئيس وبالتالي يلعب دوره الرقابي بكل تجرد
من أي محاباة سياسية.
الفرع الثاني :الحدود العملية للرقابة السياسية على تنفيذ قانون المالية
بعد أن طرحنا مختلف الحدود القانونية على الرقابة السياسية وانعكاساتها على تقليص
السلطة المالية لممثلي األمة وبالمقابل توسع متزايد للسلطة التنفيذية في المجال المالي وإلى
جانب هذه الحدود القانونية هناك قيود واقعية ناجمة عن الممارسة العملية ومن أهمها
الفقرة األولى :ضعف مؤهالت أعضاء البرلمان
حيث أن المادة 48من القانون التنظيمي ،130 13تفعيال لمقتضيات الفصل 75من
الدستور ،فصلت في طبيعة الوثائق والتقارير المرفقة لمشروع قانون المالية المودع لدى
مجلس النواب (أزيد من 13مذكرة وتقرير) ،وهو األمر الذي يتطلب بالضرورة توفر نواب
الشعب على مستوى عال من الكفاءة واإللمام بمجال المالية العامة ،حتى يتمكنوا من التحليل
والدراسة النقدية لمضامين مشروع قانون المالية وبالتالي تقديم مقترحات تعديلية دون
اإلخالل بتوازن المالية ورغم تسجيل تحسن مهم في نسبة المستويات التعليمية للبرلمانيين من
والية تشريعية ألخرى ،مازال مشكل الكفاءات البرلمانية المتخصصة مطروحا خصوصا إذا
استحضرنا طبيعة تركيبة اللجن ومن بينها اللجنة المالية والتي تنبني هيكلتها على أساس
التمثيلية السياسية لألحزاب داخل البرلمان على حساب الكفاءة والفعالية.
الفقرة الثانية :ضعف المعلومات البرلمانية
ترتبط السلطة بتوافر المعلومات ،فالمعلومات تشكل عامال مهما للسلطة السياسية ،فتقاسم
المعلومات هو تقاسم للسلطة ،والمشكل الذي يشغل البرلمان المغربي بشكل دائم هو الولوج
إلى مصادر المعلومات خاصة االقتصادية والمالية والتي تحتكرها الحكومة واإلدارة
وتستغلها كموجه ومتحكم.
15
لكي يمارس البرلمان سلطته الرقابية بجميع أشكالها يحتاج مسبقا إلى التوفر على
المعلومات والتي يمكنه الحصول عليها بطريقتين ،فإما بتلقيها أو بالبحث عنها ،والمعلومات
لها مصدران أساسيان هي الحكومة من خالل االطالع على (مرفقات مشروع قانون المالية
السنوي أو التعديلي المنصوص عليها في المادة 48من القانون التنظيمي للمالية )130.13
والمجلس األعلى للحسابات تفعيال (للفصل 148من دستور )2011
الفقرة الثالثة :ظاهرة تغيب البرلمانيين
أصبحت ظاهرة تغيب البرلمانين عن الجلسات العلنية للبرلمان جلية وظاهرة للعيان اذ
ان بعض القوانين تناقش علنيا ويتم التصويت عليها من طرف عدد قليل جدا من أعضاء
المجلس يكاد ال يصل في بعض األحيان الى عدد ممثلي حزب واحد من األحزاب الممثلة
ولعل خير مثال على ذلك المصادقة على قانون الميزانية للسنة المقبلة ( )2024من طرف
17
87نائبا مقابل معارضة 31نائب ،في حين ان مجلس يصل عدد أعضائه الى 395نائب.
في حين تنص الفقرة األولى من المادة 159من الدستور السويسري على انه "ال
تستطيع المجالس أن تتداول إال عند حضور أغلبية أعضائها".18
كما جاء في مضمون الفقرة الخامسة من المادة األولى من الدستور االمريكي على انه
يمكن لكل مجلس من المجلسين وضع قواعد نظامه الداخلي وعقاب أعضائه على سلوكهم
غير النظامي ،كما يمكنه بموافقة الثلثين طرد أحد األعضاء.19
المطلب الثاني :محدودية الرقابة البعدية وبعض توصيات تأهيل الرقابة على المال
العام.
الفرع االول :محدودية الرقابة البعدية من خالل قانون التصفية.
إن قانون التصفية يكتسي أهمية بالغة على اعتبار أنه وسيلة لتحسين طرق التقدير
والتنبؤ وتقليص هامش الخطأ في إعداد القوانين المالية الالحقة والتأكد من تنفيذ القانون
المالي السنوي السابق ،إال انه على المستوى العملي يتم إفراغ قانون التصفية من مضمونه
وأهدافه الرقابية لكونه ال يلقى االهتمام الكبير من قبل البرلمان والبرلمانيين خالفا لالهتمام
الذي يلقاه القانون المالي ،ومرد ذلك؛ التماطل الحكومي وعدم احترام آجال إيداعه للمناقشة،
16
وهذا ما يضعف المهمة الرقابية للبرلمان الذي لن يتمكن من فحص نتائج تنفيذ الميزانية من
طرف الحكومة.
و تعترض هذه الطريقة في مراقبة أعمال الحكومة عدة عراقيل ،تتمثل في أن جل
القوانين التي عرفتها المملكة ،لم يتم التصويت عليها في الوقت المحدد قانونا ،وهذا ما يفرغ
هذه المراقبة من محتواها ،لتصبح مجرد إجراءات شكلية ،تقوم بها السلطة التشريعية بعد
مرور خمس سنوات أو أكثر على نهاية السنة المالية المعنية ،فقانون التصفية لسنة 2011لم
20
يصوت عليه إال في سنة ،2015
والسبب راجع لتاريخ إحالته الذي كان يوم 20يناير .2014باإلضافة إلى تاريخ
21
التصويت الذي كان يوم 22شتنبر 2014ضمن اجتماع واحد دام لمدة 3ساعات.
وبناء على ما سطره دستور 2011بمقتضى الفصل ،76تم احترام األجل المحدد
بخصوص قانون التصفية لسنة 2012حيث تم إيداعه بالبرلمان خالل نهاية سنة 2014في
الوقت الذي لم يكن قانون التصفية لسنة 2011مصادق عليه.
كما تجدر اإلشارة إلى المدة الزمنية المتاحة للبرلمان بمجلسيه على اعتبار أن دراسة
مشروع قانون التصفية للمالية تتم بإتباع نفس المسطرة التشريعية المعمول بها في دراسة
القوانين العادية؛ غير كافية بالشكل المطلوب لمناقشة مضمون قانون التصفية .ورغم
احترام اآلجال المحددة دستوريا لقانون التصفية لسنة 2013الذي تم إيداعه بمجلس
النواب في نهاية سنة 2015وتم المصادقة عليه في سنة 2016؛ ومشروع قانون التصفية
لسنة 2014الذي تم التصويت عليه سنة .2017
عالوة على ما تم دكره فتأخر مشاريع قوانين التصفية و قصر المدة الزمنية لمناقشتها
يجعل من المراقبة المالية للبرلمان عديمة الجدوى ،ويجعل الحكومة في موقع مريح ،فما
هي يا ترى األهمية من مناقشة مشاريع قوانين تصفية تآكلت وتقادم مفعولها بشكل يستحيل
معه الوقوف بجد وعن قرب على فحوى االعتمادات المنفذة ،في حين من المفروض أن
ينكب البرلمان على دراسة مشاريع قوانين التصفية في وقت وجيز للتأكد من تنفيذ قوانين
22
المالية ،حتى يكون للمراقبة المالية البعدية مضمونا ومغزى حقيقين.
20ظهير شريف رقم 1.14.194صادر في 13يناير ،2015بتنفيذ القانون رقم 135.13المتعلق بتصفية ميزانية السنة المالية ،2011
ج.رعدد.6332 :
21تقرير لجنة المالية والتنمية االقتصادية حول مشروع قانون رقم 125.13بتصفية ميزانية السنة المالية ،2011دورة أكتوبر
،2014السنة التشريعية الرابعة ،2015-2014:الوالية التاسعة.2016-2011 :
22المعطي سهيل ،الرقابة المالية البرلمانية ،المجلة المغربية للتدقيق والتنمية ،عدد ،1998 ،8-9ص .99
17
ولعل ما ينبغي أن يستلهمه المشرع المغربي من أجل تأهيل الرقابة السياسية الالحقة عبر
قانون التصفية ويأخذ به على سبيل المثال هو مسطرة اآلجال في فرنسا حيث ينص القانون
التنظيمي لسنة ( 2000المادة )47على أن الحكومة تقوم بإيداع وتوزيع-على مجلسي
البرلمان-مشروع قانون التصفية قبل فاتح يونيو من السنة التي تلي سنة تنفيذ القانون المالي
السنوي .هذا يعني أن المشروع يعرض بعد انصرام ستة أشهر على نهاية السنة المالية.
الفرع الثاني :بعض التوصيات لتأهيل الرقابة السياسية على تنفيذ قانون المالية
باإلضافة إلى أهم المستجدات التي جاء بها القانون التنظيمي 130.13الصادر سنة
2015حول تقوية دور البرلمان في مناقشة ومراقبة المالية العمومية بصفة عامة وقانون
التصفية بصفة خاصة تتمثل في:
إغناء وتنويع المعطيات المقدمة للبرلمان (التقارير المرفقة بمشروع قانون التصفية).
مالءمة الجدول الزمني للدراسة والتصويت على قانون التصفية مع المقتضيات
الدستورية.
نالحظ احترام الجدول الزمني المخصص إليداع مشروع قانون التصفية من قبل
الحكومة نسبيا بعد سنة 2011
عالوة على ما تم ذكره سندرج مجموعة من التوصيات من شأنها أن تكون مؤشرات
لنجاعة األداء تعكس االنجازات المحصلة والفوارق المسجلة التي من شأنها أن تؤهل الرقابة
السياسية.
اعتماد مجموعة من النصوص التنظيمية والتشريعية حول مسطرة المناقشة
والمصادقة على مشروع قانون تصفية وفق اجال معقولة ومحددة بشكل سنوي تسمح
للبرلمان بإضفاء رقابته بالشكل المطلوب من بينها نص يوقع الجزاء على الحكومة
في حالة تأخر إبداع مشروع قانون التصفية في الوقت المحدد قانونا.
إعطاء اهتمام كبير بخصوص قانون التصفية من خالل دراسته ومناقشته
والتصويت عليه وذلك بخلق جو يعرف تصادمات ونقاشات حادة سواء داخل لجان
المالية أو في الجلسة العامة.
. تمكين البرلمان من سلطة إجراء محاكمة في جميع تهم المسؤولين المتعلقة
بتصفية الميرانية كما هو الشأن بالنسبة للبرلمان األمريكي.
18
تمكين لكل مجلس من المجلسين وضع قواعد نظامه الداخلي وعقاب أعضائه
على سلوكهم غير النظامي ،وتمكينهم بالحق في طرد أحد األعضاء بموافقة نصاب
معقول.
توفير اليات التكوين والتأطير عبر إحداث مراكز ومختبرات تعنى بالدراسة والتحليل
في المجال القانوني بصفة عامة والمجال المالي بصفة خاصة تمتد جسورها إلى
مراكز التخصص والخبرة.
19
خاتمــة
وأخيرا يمكن القول بأن المال العام بحاجة للحماية والرقابة لتجنب التبديد وسوء
االستعمال ،ألن المحافظة على المال العام تعني التحقق من أن اإلنفاق قد تم وفقا لما هو
مقرر له ،وبأن الموارد العمومية قد تم تحصيلها وإنفاقها طبقا للقوانين الجاري بها العمل،
فالرقابة ليست هدفا في حد ذاتها ،لكنها تعتبر عنصرا ضروريا من أجل الكشف عن كل
مخالفة تمس بمشروعية القانون المالي بهدف التصحيح والمحاسبة واتخاذ اإلجراءات الكفيلة
بمنع تكرارها ،وربط المسؤولية بالمحاسبة كما هو مقرر في الفقرة الثانية من الفصل األول
من الدستور.
و ختاما تبقى اإلشارة و نحن نختم عرضنا هذا أن الهدف األسمى من الرقابة السياسية
على تنفيذ قانون المالية يكمن في ما يلي:
• تعزيز دور قانون المالية ليشكل أداة رئيسية لتنزيل السياسات العمومية
واالستراتيجيات القطاعية.
• تقوية الفعالية والنجاعة وخلق انسجام السياسات العمومية وتحسين الخدمات المقدمة
للمواطنين تحسين الشفافية المالية العمومية
• تقوية دور البرلمان في المناقشة الميزانياتية ومراقبة وتقييم السياسات العمومي
20
المراجع
نجيب جيري ،الرقابة المالية بالمغرب بين الحكامة ومتطلبات التنمية ،منشورات مجلة
الحقوق المغربية ،سلسلة المعارف القانونية والقضائية ،منشورات مطبعة دار المعرفة،
الطبعة األولى 2012
رشيد لمدور ،العمل البرلماني بالمغرب ،قضايا وإشكاالت ،مطبعة طوب بريس الرباط،
الطبعة األولى .2006
فاطمة الزهراء هيرات ،الرقابة السياسية على تدبير المالية العامة – لجنة مراقبة المالية
العامة نموذجا ،-أعمال الندوة المغاربية حول الرقابة على األموال العمومية في البلدان
المغاربية –بحوث علمية محكمة ،-مطبعة األمنية الرباط.
ضياء السمن ،إبراهيم صبري ،مطبعة الحمامة تطوان ،الطبعة األولى .2006
عبد الغني أعبيزة ،مراقبة العمل الحكومي بالمغرب ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية
والتنمية ،سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية ،عدد ،67الطبعة األولى .2006
مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير في العلوم القانونية تخصص القانون الدستوري ،بعنوان:
الدور الرقابي للبرلمان على ميزانية الدولة ،جامعة الحاج لخضر -باتنة -الجزائر ،السنة
الجامعية ،2014/2015ص .66 65
المعطي سهيل ،الرقابة المالية البرلمانية ،المجلة المغربية للتدقيق والتنمية ،عدد ،8-9
.1998
تقرير لجنة المالية والتنمية االقتصادية حول مشروع قانون رقم 125.13بتصفية ميزانية
السنة المالية ،2011دورة أكتوبر ،2014السنة التشريعية الرابعة ،2015-2014:الوالية
التاسعة.2016-2011 :
ظهير شريف رقم 1.11.91صادر في 27من شعبان 29( 1432يونيو )2011بتنفيذ نص
الدستور
21
دستور الواليات المتحدة األمريكية الصادر سنة 1789شامال تعديالته لغاية عام 1992
https://www.parlement.ma/
https://www.chambredesrepresentants.ma/
https://www.chambredesrepresentants.ma/ar/
https://www.hespress.com/
22
الفهرس
المقدمة2......................................................................................................
المطلب االول :محدودية بعض اليات الرقابة السياسية على ضوء القانون المقارن10..........
الفرع األول :الحدود القانونية للرقابة السياسية على تنفيذ قانون المالية10........................
الفرع الثاني :الحدود العملية للرقابة السياسية على تنفيذ قانون المالية15..........................
المطلب الثاني :محدودية الرقابة البعدية وبعض توصيات تأهيل الرقابة على المال العام16...
الفرع الثاني :بعض التوصيات لتأهيل الرقابة السياسية على تنفيذ قانون المالية18..............
الخاتمة20....................................................................................................
المراجع21..................................................................................................
23