You are on page 1of 23

‫الماستر المتخصص‬

‫ماستر تدبير الموارد البشرية و المالية لإلدارة‬

‫مادة المالية العامة‬

‫الرقابة السياسية على تنفيذ‬


‫قانون المالية‬

‫من إعداد الطلبة‪:‬‬

‫مينة النصراوي‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬صباح العبودي‬

‫‪ ‬العربي عبدالوي‬

‫‪ ‬فيصل ريم‬

‫‪ ‬عبد الحميد ايت اها‬

‫الموسم الجامعي ‪2024-2023‬‬


‫مقدمــة‬
‫تعد ميزانية الدولة أهم وسيلة يتم من خاللها رسم السياسة العامة للدول في شتى‬
‫المجاالت‪ ،‬كما تعتبر وسيلة أساسية في توجيه الحياة العامة للمواطنين‪ ،‬وهي عبارة عن‬
‫موارد ونفقات تستعملها السلطة التنفيذية من أجل تجسيد برامجها في أرض الواقع‪.‬‬
‫واعتبارا لكون موارد ميزانية الدولة هي ملك للشعب‪ ،‬لذلك كان لزاما إشراك الشعب عن‬
‫طريق ممثليه في وضع هذه الميزانية وتتبع مختلف أوجه اإلنفاق‪.‬‬
‫ولكون البرلمان الممثل األسمى لألمة ويعبر عن إرادة الشعب والمواطن المغربي‪ ،‬فقد‬
‫أوكلت له مهمة رقابية على المال العام من خالل المناقشة والترخيص على قانون المالية‬
‫وباإلضافة الى رقابة مواكبة ورقابة الحقة لتنفيذ هذا القانون‪.‬‬
‫ونظرا لألهمية البالغة لموضوع الرقابة السياسية على المال العام من خالل مراقبة‬
‫وتقويم العمل الحكومي وتقييمه‪ ،‬حفاظا على ثروات الشعب وتحقيق تطلعاته في مختلف‬
‫المجاالت السياسية واالقتصادية واالجتماعية وغيرها‪ ،‬سنحاول مقاربة هدا الموضوع من‬
‫خالل اإلجابة على اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫إلى أي حد يستطيع البرلمان لعب دوره الرقابي في ضمان الحكامة في استعمال المال‬
‫العام من خالل آليات الرقابية التي خولها له المشرع؟ وما هي حدود هذه االليات؟‬
‫لإلجابة عن هذه اإلشكالية سنعتمد على التصميم اآلتي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أنواع وآليات الرقابة السياسية على المال العام‬


‫المطلب األول‪ :‬أنواع الرقابة السياسية على قانون المالية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اليات الرقابة السياسية على تنفيذ قانون المالية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬محدودية الرقابة السياسية وسبل تأهيلها‬


‫المطلب االول‪ :‬محدودية بعض اليات الرقابة السياسية على ضوء القانون المقارن‬

‫المطلب الثاني‪ :‬محدودية الرقابة البعدية وبعض توصيات تأهيل الرقابة على المال العام‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول‪ :‬أنواع وآليات الرقابة السياسية على المال العام‬
‫تنقسم الرقابة السياسية على المال العام الى ثالث أصناف رقابة قبلية فرقابة مواكبة ثم‬
‫رقابة الحقة (المطلب األول) ويتجسد الدور الرقابي من خالل مجموعة من االليات الرقابية‬
‫(المطلب الثاني)‬
‫المطلب األول‪ :‬أنواع الرقابة السياسية على قانون المالية‬
‫الفرع األول‪ :‬الرقابة القبلية على قانون المالية‬
‫الرقابة السياسية القبلية او السابقة هي تلك التي يجريها البرلمان على النشاط المالي‬
‫للحكومة من خالل دراسته ومناقشته لمشروع قانون المالية والتصويت عليه‬
‫ومن المعلوم أن الرقابة السياسية السابقة على تنفيذ الميزانية العامة‪ ،‬تنتهي بمصادقة‬
‫البرلمان على مشروع القانون المالي وهي فرصة ألعضاء مجلسي البرلمان باعتبارهم‬
‫ممثلي األمة لدراسة ومناقشة بنود توجهات الحكومة في المجال المالي قبل الشروع في‬
‫تنفيذه من قبل السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫وتشكل مناقشة القانون المالي فرصة مهمة للبرلمان لمراقبة التوجهات العامة‬
‫واالختيارات المالية التي تنوي الحكومة سنها في تدبير المال العام ويكون البرلمان نوعا ما‬
‫في موقع قوة قبل التصويت على مشروع قانون المالية بحيث تكون الحكومة مستعدة للنقاش‬
‫والحوار وخصوصا إذا كانت األغلبية التي تساندها هشة البنية ومتنوعة التوجهات وحتى‬
‫وإن كان العكس‪ ،‬فأغلبية قوية للحكومة تقاس بمدى تجاوب أغلبيتها مع االختيارات التي‬
‫تسنها في القانون المالي‪.‬‬
‫وتمارس هذه الرقابة عبر اللجان البرلمانية أو الجلسة العامة على النشاط المالي‬
‫للحكومة‪ ،‬حينما يكون بصدد دراسة ومناقشة مشروع قانون المالية والتصويت عليه‪ .‬وهذا ما‬
‫يؤكد دور اللجان البرلمانية باعتبارها "برلمانات مصغرة" حيث العمل الرقابي الحقيقي يتم‬
‫داخلها بفعل طبيعة عملها واشتغالها‪ ،‬ال سيما وأن النقاشات داخلها ال تخضع لعامل الوقت‬
‫حيث تتوسع أكثر لتحيط بكافة الجوانب المتعلقة بالسياسة الحكومية‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الرقابة المواكبة على قانون المالية‬
‫يخضع تنفيذ المال العمومي لمراقبة سياسية مزامنة‪ ،‬تمارسها السلطة التشريعية على‬
‫الحكومة‪ ،‬والهدف منها الحيلولة دون وقوع السلطات المكلفة بالتحصيل واإلنفاق في الخطأ‬
‫أثناء التنفيذ‪ ،‬إال أن هذه المراقبة تعد غير كافية لحماية المال العام من الضياع‪ ،‬ألنها تجري‬

‫‪3‬‬
‫داخل دواليب السلطة التنفيذية‪ ،‬األمر الذي يمكن معه اإلغفال والتغاضي عن األخطاء‬
‫واالختالسات التي قد تشوب أموال األمة‪ ،‬وهذا ما يبرر فرض المشرع لمراقبة سياسية‬
‫مزامنة مستقلة عن السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫تتجلى الرقابة البرلمانية المواكبة لتنفيذ قانون المالية في العمل الذي تقوم به المؤسسة‬
‫التشريعية من خالل مراقبتها وتتبعها لتنفيذ قانون المالية المصادق عليه في إطار صالحياتها‬
‫الرقابية استنادا الى الفصل ‪ 70‬من الدستور والذي ينص في فقرته األولى على ما يلي‪:‬‬
‫"يصوت البرلمان على القوانين‪ ،‬ويراقب عمل الحكومة‪ ،‬ويقيم السياسات العمومية"‪.‬‬
‫وتمارس السلطة التشريعية اختصاصاتها الرقابية على المال العام من خالل مجموعة من‬
‫االليات التي نظمها الدستور المغربي والقانون التنظيمي لقانون المالية باإلضافة الى النظامين‬
‫الداخليين لكل من مجلس النواب ومجلس المستشارين وباقي المقتضيات المتعلقة بهذا الشأن‬
‫وتسمى بالرقابة المزامنة او المواكبة لكونها تواكب البرامج والسياسات العمومية‬
‫للحكومة خالل السنة المالية مباشرة بعد التأشير على بداية تنفيذ قانون المالية السنوي الى‬
‫غاية نهاية السنة المالية لتنتقل المؤسسة التشريعية بعدها الى صنف اخر من الرقابة وهو‬
‫الرقابة البعدية او الالحقة على قانون المالية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الرقابة السياسية الالحقة على قانون المالية‬
‫يمارس البرلمان رقابته البعدية من خالل المناقشة والتصويت على قانون التصفية‪،‬‬
‫حيث يستطيع مساءلة الحكومة حول نتائج تدبيرها ومدى انضباطها واحترامها للقوانين‬
‫واألنظمة والرخص المالية حين تنفيذها للعمليات المالية المرتبطة باإلنفاق واإليرادات‪ .1‬تقوم‬
‫الرقابة المالية الالحقة على عالقة وثيقة بين البرلمان والمجلس األعلى للحسابات‪ ،‬فعملية‬
‫تدقيق المالية العامة العمومية هي عملية تقنية معقدة وبالتالي فمن دون مساعدة المجلس‬
‫األعلى للحسابات الذي يعهد إليه بمهمة تدقيق الحسابات‪ ،‬وهي مساعدة تقنية ودقيقة‪ ،‬ال‬
‫يستطيع البرلمان تتبع ومراقبة الكيفية التي يتم بها التصرف في المالية العمومية‪.‬‬
‫وينص الفصل ‪ 76‬من دستور ‪ 2011‬على أنه‪ " :‬تعرض الحكومة سنويا على البرلمان‪،‬‬
‫قانون التصفية المتعلق بتنفيذ قانون المالية‪ ،‬خالل السنة الثانية التي تلي سنة تنفيذ هذا القانون‬
‫ويتضمن قانون التصفية حصيلة ميزانيات التجهيز التي انتهت مدة نفادها"‪.‬‬

‫‪ 1‬نجيب جيري‪ ،‬الرقابة المالية بالمغرب بين الحكامة ومتطلبات التنمية‪ ،‬منشورات مجلة الحقوق المغربية‪ ،‬سلسلة المعارف القانونية والقضائية‪،‬‬
‫منشورات مطبعة دار المعرفة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2012‬ص ‪.73‬‬

‫‪4‬‬
‫وحسب المادة ‪ 64‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 130.13‬لقانون المالية فإن قانون التصفية‬
‫المتعلق بتنفيذ قانون المالية " يثبت ويحصر المبلغ النهائي للمداخيل المقبوضة‪ ،‬والنفقات‬
‫المتعلقة بنفس السنة المالية والمؤشر على األمر بصرفها ويحصر حساب نتيجة السنة‪".‬‬
‫يعتبر قانون التصفية بدوره قانون مالي إلى جانب القوانين المالية األخرى " قانون‬
‫المالية للسنة وقوانين المالية المعدلة"‪ ،‬فهو قانون يهتم بتصفية حسابات قانون مالي أصلي‪،‬‬
‫فإذا كان قانون المالية السنوي يفتح السنة المالية‪ ،‬فان قانون المالية للتصفية يقفلها‪.‬‬
‫وترد في قانون التصفية مجموعة من الجداول بما في ذلك جداول التوازن بين‬
‫التكاليف والمداخيل‪ ،‬أما باقي المقتضيات القانونية األخرى فال ترد ألن المقصود هو تصفية‬
‫الحساب ال غير‪ ،‬وعلى هذا األساس يمكن القول بأن قانون التصفية هو قانون مالية في كل‬
‫شيء كما أن األرقام تكون حقيقية عكس الواردة في قانون المالية األصلي الذي تكون أرقامه‬
‫تقديرية‪ ،‬وبالتالي فإن قانون التصفية هو قانون تصفية الحسابات وتصفية للميزانية‪.‬‬
‫لقانون التصفية أهمية قصوى كآلية إخبارية يطلع من خاللها نواب األمة عن طرق‬
‫صرف االعتمادات واستخالص الموارد‪ ،‬وهو وسيلة يستعملها البرلمان للرقابة البعدية على‬
‫أعمال الحكومة‪ ،‬لالطالع على حصيلة تنفيذ الميزانية بصفة عامة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اليات الرقابة السياسية على تنفيذ قانون المالية‬
‫تتجلى الرقابة البرلمانية على تنفيذ قانون المالية من خالل االليات القانونية التالية‪:‬‬
‫الفرع االول‪ :‬اليات الرقابة السياسية غير المثير لمسؤولية الحكومة‬
‫الفقرة األولى‪ :‬األسئلة البرلمانية‬
‫كما هو معلوم فإن هذه اآللية الرقابية‪ ،‬تعتبر األكثر انتشارا‪ ،‬وذلك راجع لسهولة مسطرة‬
‫تفعيلها ومحدودية تأثيراتها السياسية‪ ،‬إذ ال يصل األمر إلثارة المسؤولية السياسية للحكومة‬
‫كما هو الشأن لملتمس الرقابة مثال‪ ،2‬والغرض من األسئلة الموجهة ألعضاء الحكومة من‬
‫طرف البرلمان بغية االستفسار عن قضية معينة أو تدبير سياسي معين من بين الوسائل‬
‫الرقابية التي تبناها المشرع الدستوري والبرلماني على حد سواء‪.3‬‬

‫‪ - 2‬رشيد لمدور‪ ،‬العمل البرلماني بالمغرب‪ ،‬قضايا وإشكاالت‪ ،‬مطبعة طوب بريس الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2006‬ص ‪.73‬‬
‫‪ - 3‬فاطمة الزهراء هيرات‪ ،‬الرقابة السياسية على تدبير المالية العامة – لجنة مراقبة المالية العامة نموذجا‪ ،-‬أعمال الندوة المغاربية حول‬
‫الرقابة على األموال العمومية في البلدان المغاربية –بحوث علمية محكمة‪ ،-‬مطبعة األمنية الرباط‪.263 ،‬‬

‫‪5‬‬
‫وقد صنف المشرع المغربي األسئلة البرلمانية إلى األسئلة الشفهية واألسئلة اآلنية‬
‫واألسئلة التي تليها مناقشة‪ ،‬واألسئلة الكتابية‪ ،‬ثم أخيرا األسئلة الشهرية الموجهة إلى رئيس‬
‫‪4‬‬
‫الحكومة حول السياسات العامة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬لجنة مراقبة المالية العامة‬


‫تكمن أهمية هذه اللجنة‪ ،‬باعتبارها أهم الوسائل التي يتمتع بها البرلمان‪ ،‬لمراقبة تنفيد‬
‫الحكومة للميزانية المرخص بها‪ ،‬فلجنة مراقبة المالية العامة تقوم باستدعاء كلما تطلب‬
‫األمر ذلك وزير المالية إللقاء عرض يهم موضوع من مواضيع الساعة‪ ،‬ذات الطابع المالي‪،‬‬
‫وذلك بهدف تأثيره على مالية الدولة‪ ،‬وتتبع تنفيد الحكومة اللتزاماتها المالية وفق ما هو‬
‫مقرر في مشروع قانون المالية السنوي‪.5‬‬
‫وتختص لجنة مراقبة المالية العامة‪ ،‬حسب المادة ‪ 81‬من النظام الداخلي لمجلس‬
‫النواب في مراقبة وتتبع اإلنفاق العمومي ودراسة التقارير الموضوعات للمجلس األعلى‬
‫للحسابات والتقارير التي يعدها وفقا للفصل ‪ 148‬من الدستور‪ ،‬وأخير النصوص‬
‫التشريعية المتعلقة بمراقبة المالية العامة‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬المهام االستطالعية‬


‫تنص المدة ‪ 107‬من النظام الداخلي لمجلس النواب على أنه يجوز للجن الدائمة أن‬
‫تكلف‪ ،‬بناء على ما جاء في هذه المادة‪ ،‬عضوين أو أكثر من أعضائها‪ ،‬بمهمة استطالعية‬
‫مؤقتة حول شروط وظروف تطبيق نص تشريعي معين‪ ،‬أو موضوع يهم المجتمع‪ ،‬أو يتعلق‬
‫بنشاط من أنشطة الحكومة واإلدارات والمؤسسات والمقاوالت العمومية باتفاق مع مكتب‬
‫مجلس النواب‪.‬‬
‫وقد حددت المادة ‪ ،109‬من نفس القانون‪ ،‬المسطرة المتبعة في دراسة المهام‬
‫االستطالعية الموقتة‬

‫الفقرة الرابعة‪ :‬تقييم السياسات العمومية‪.‬‬

‫‪ - 4‬ضياء السمن‪ ،‬إبراهيم صبري‪ ،‬مطبعة الحمامة تطوان‪ ،‬الطبعة األولى ‪.158 ،2006‬‬
‫‪ - 5‬الفصل ‪ 102‬من دستور ‪.2011‬‬

‫‪6‬‬
‫من خالل الفصل ‪ 70‬من الدستور المغربي لسنة ‪ ،2011‬تم منح المؤسسة التشريعية‪،‬‬
‫إختصاصا جديدا‪ ،‬إلى جانب التشريع ومراقبة عمل الحكومة‪ ،‬تقوم من خالله بتقييم‬
‫السياسيات العمومية‪ ،6‬ومن بينها السياسة المالية ‪.‬‬
‫ويمارس البرلمان هذا االختصاص الجديد بتخصيص جلسة سنوية لمناقشة السياسات‬
‫‪7‬‬
‫العمومية وتقييمها‪.‬‬
‫يهدف التقييم الذي يقوم به مجلس النواب إلى إنجاز أبحاث وتحاليل دقيقة بهدف التعرف‬
‫على نتائج السياسات والبرامج العمومية‪ ،‬وقياس آثارها على الفئات المعنية وعلى المجتمع‪،‬‬
‫كما يهدف إلى معرفة مستوى اإلنجاز الذي تم تحقيقه قياسا باألهداف المرسومة وذلك بغاية‬
‫إصدار توصيات وتقديم اقتراحات بشأن التحسينات التي يمكن إدخالها على السياسة العمومية‬
‫موضوع التقييم‪.8‬‬
‫و يمكن لرئيس مجلس النواب‪ ،‬بناء على قرار مكتبه أن يوجه‪ ،‬بشكل تلقائي أو بطلب من‬
‫مجموعة العمل المكلفة بالتقييم‪ ،‬طلبا إلى المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي أو إحدى‬
‫هيئات الحكامة والمؤسسات الدستورية بحسب الحاجة‪ ،‬إلبداء الرأي أو إعداد دراسة أو بحث‬
‫حول البرنامج العمومي موضوع التقييم‪.‬‬

‫الفقرة الخامسة‪ :‬لجان تقصي الحقائق‬


‫تعد لجان تقصي الحقائق من بين الوسائل األكثر شيوعا و تداوال في معظم النظم‬
‫البرلمانية‪ ،‬من أجل التقصي و التحقيق و استفسار الحكومة بهدف الحصول على المعلومات‬
‫لمراقبة عملها‪ ،‬و لجنة تقصي الحقائق هي اللجنة التي يشكلها البرلمان لفحص أحوال‬
‫المصالح و المؤسسات العامة‪ ،‬أو أي مشروع من المشروعات العامة أو أي جهاز تنفيذي أو‬
‫إداري ‪،‬يدخل في نطاق االختصاص الرقابي للمجلس و ذلك لتقصي الحقيقة عن األوضاع‬
‫المالية أو اإلدارية أو السياسية بالنسبة للموضوع و الجهة التي شكلت اللجنة من أجله أي‬
‫ألجل التحقق من مدى التزام الجهات السابقة ـ المصالح و المؤسسات ـ بسيادة القانون أو‬
‫بالخطة و بالموازنة للدولة‪.‬‬

‫‪ - 6‬الفقرة الثانية من الفصل ‪ 70‬من دستور ‪.2011‬‬


‫‪ - 7‬المادة ‪ 287‬من النظام الداخلي لمجلس النواب‪.‬‬
‫‪ - 8‬المادة ‪ 288‬من نفس النظام‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫و قد نص الفصل ‪ 67‬من الدستور على أنه يجوز أن تشكل بمبادرة من الملك أو بطلب‬
‫من ثلث أعضاء مجلس النواب أو ثلث أعضاء مجلس المستشارين‪ ،‬لجان نيابية لتقصي‬
‫الحقائق يناط بها جمع المعلومات المتعلقة بوقائع معينة أو بتدبير المصالح والمؤسسات‬
‫والمقاوالت العمومية واطالع المجلس الذي شكلها على نتائج أعمالها‪ ،‬وال يجوز تكوين لجن‬
‫نيابية لتقصي الحقائق في وقائع تكون موضوع متابعات قضائية مادامت هذه المتابعة‬
‫جارية‪.9‬‬
‫وفيما يلي جدول بلجن تقصي الحقائق المشكلة بالمغرب من ‪ 1979‬الى حدود االن‪:‬‬

‫لجن تقصي الحقائق المشكلة من ‪1979‬‬

‫الجنة برلمانية للبحث والتقصي حول تسرب‬ ‫‪ 30‬ماي ‪1979‬‬


‫مواد امتحانات الباكالوريا لدورة ماي ‪1979‬‬

‫الجنة تقصي الحقائق عقب أحداث فاس على‬ ‫‪11‬دجنبر ‪1991‬‬


‫إثر اإلضراب العام‬

‫الجنة نيابية لتقصي الحقائق في موضوع‬ ‫‪28‬دجنبر ‪1995‬‬


‫المخدرات‬

‫الجنة نيابية لتقصي الحقائق حول وضعية‬ ‫ماي ‪2000‬‬


‫مؤسسة القرض العقاري والسياحي‬

‫الجنة نيابية لتقصي الحقائق حول األحداث‬ ‫‪ 18‬يونيو ‪2008‬‬


‫األخيرة التي عرفتها مدينة سيدي إفني‬

‫الجنة نيابية لتقصي حقائق أحداث كديم إيزيك‬ ‫‪ 27‬نونبر ‪2011‬‬


‫وأعمال العنف والشغب بمدينة العيون‬

‫‪ 9‬ضياء السمن‪ ،‬ابراهيم صبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪161.‬‬

‫‪8‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اليات الرقابة السياسية المثيرة لمسؤولية الحكومة‬

‫الفقرة االولى‪ :‬ملتمس الرقابة‬


‫يعتبر ملتمس الرقابة من أهم الوسائل الرقابية التي يقوم بها البرلمان لمواجهة‬
‫الحكومة‪ ،‬لما لها من تأثير سياسي‪ ،‬وتختلف ملتمسات الرقابة من حيت التسمية بين التي يقوم‬
‫بها مجلس النواب ومجلس المستشارين‪ ،‬باعتبار أن الرقابة التي تمارسها هذه األخيرة تسمى‬
‫بملتمس مساءلة‪ 10‬والذي يقوم به مجلس النواب يسمى ملتمس الرقابة‪.11‬‬
‫ويشير الفصل ‪ 105‬من الدستور على انه يحق لمجلس النواب بأن يقوم بمعارضة‬
‫الحكومة في مواصلة مسؤوليتها‪ ،‬بالتصويت على ملتمس الرقابة وال يقبل هذا الملتمس إال إذا‬
‫وقعه على األقل خمس األعضاء الذي يتألف منهم المجلس‪ .‬وال تصح الموافقة على ملتمس‬
‫الرقابة إال بتصويت أغلبية األعضاء الذين يتألف منهم‪.‬‬
‫وعموما‪ ،‬كيفما كان الحال فإن ملتمسات الرقابة يتم تفعيلها في المجال المالي‬
‫لممارسة الضغط واإلحراج على الحكومة في طريقة تدبير أمورها المالية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬ملتمس المساءلة‬


‫في إطار ممارسة المعارضة البرلمانية لحقوقها الرقابية في مجلس المستشارين‪ ،‬فإن‬
‫دستور ‪ 2011‬وبموجب الفصل ‪ ،106‬يمكنها أن تلجأ إلى ملتمس المساءلة يوقعه خمس‬
‫األعضاء‪ ،‬يتلوه نقاش ال يعقبه تصويت‪ ،‬وعلى الرغم من ان هذه االلية ال يتلوها تصويت‬
‫يرتب اثار قانونية اال انها تبقى الية رقابية بيد مجلس المستشارين تثير مسؤولية الحكومة‬
‫السياسية في المجال موضوع المسائلة‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬سحب الثقة‬


‫يراد بتقنية الثقة‪ ،‬تلك العملية الدستورية والسياسية التي يقوم بها رئيس الحكومة أمام‬
‫رئيس مجلس النواب للحصول على تزكية أو موافقة للمجلس على البدئ في مزاولة المهام‬

‫‪ - 10‬الفصل ‪ 106‬من دستور ‪2011‬‬


‫‪ - 11‬الفصل ‪ 105‬من دستور ‪.2011‬‬

‫‪9‬‬
‫التي أسندت إليه أو لمواصلة تحمل مسؤوليته السياسية‪ ،12‬وذلك وفق ما جاء في مضمون‬
‫الفصل ‪ 88‬من دستور ‪2011‬‬
‫وتعتبر الحكومة منصبة بعد حصولها على ثقة مجلس النواب‪ ،‬المعبر عنها بتصويت‬
‫األغلبية المطلقة لألعضاء الذين يتألف منهم لصالح البرنامج الحكومي‪ .‬وهذا هو النوع األول‬
‫من أنماط الثقة المنصوص عليها في النظام الدستوري المغربي‪ ،‬أما النوع الثاني من الثقة‬
‫الممنوحة للحكومة فهي ثقة بناء على تصريح حكومي‪ ،‬حول السياسة العامة للبالد أو‬
‫الموافقة على نص‪ ،‬وهي ثقة لها طابع مزدوج‪ ،‬فإما أن يقدم رئيس الحكومة تصريحا‬
‫حكوميا‪ ،‬وإما أن يربط مصيرها السياسي بالموافقة على نص‪ ،‬وهذه الثنائية منصوص عليها‬
‫في الفصل ‪ 103‬من دستور ‪.2011‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬محدودية الرقابة السياسية وسبل تأهيلها‪.‬‬


‫سنعالج في هذا المبحث الحدود التي تواجه البرلمان في مراقبته على تنفيذ قانون المالية‬
‫على ضوء بعض النماذج المقارنة كمطلب أول‪ ،‬لنتطرق بعد ذلك إلى محدودية الرقابة‬
‫البعدية وبعض توصيات تأهيل الرقابة على المال العام كمطلب ثاني‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬محدودية بعض اليات الرقابة السياسية على ضوء القانون المقارن‪.‬‬
‫تكتسي الرقابة السياسية على تنفيذ قانون المالية مكانة أصيلة الى جانب كل من الرقابة‬
‫(اإلدارية والقضائية) وذلك باعتبار هذه الرقابة وسيلة لحماية المال العام من الضياع‪،‬‬
‫وتستمد المؤسسة البرلمانية قوتها الرقابية بموجب الفقرة الثانية من الفصل ‪ 70‬من دستور‬
‫‪ ،2011‬إال أن هذه الرقابة تفقد قيمتها االعتبارية وفعاليتها بسبب الحدود القانونية والعملية‬
‫المفروضة عليها والتي سنكشف على مظاهرها من خالل هذا المطلب‬
‫الفرع األول‪ :‬الحدود القانونية للرقابة السياسية على تنفيذ قانون المالية‬
‫الفقرة األولى‪ :‬حدود على حق المبادرة واالقتراح والتعديل‬
‫من خالل الفقرة الثانية من الفصل من ‪ 77‬دستور ‪ 2011‬الذي ينص على ان للحكومة أن‬
‫ترفض‪ ،‬بعد بيان األسباب المقترحات والتعديالت التي يتقدم بها أعضاء البرلمان‪ ،‬إذا كان‬
‫قبولها يؤدي بالنسبة لقانون المالية إلى تخفيض الموارد العمومية‪ ،‬أو إلى إحداث تكليف‬

‫‪ - 12‬ع بد الغني أعبيزة‪ ،‬مراقبة العمل الحكومي بالمغرب‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية‪ ،‬عدد ‪،67‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،2006‬ص‪.71‬‬

‫‪10‬‬
‫عمومي أو الزيادة في تكليف موجود وكذلك بالرجوع إلى المادة ‪ 56‬من القانون التنظيمي‬
‫رقم ‪ 130 13‬لقانون المالية نقرأ من خاللهما تعسفا صارحا على المبادرة التشريعية‬
‫البرلمانية في المجال المالي وتقييدا واضحا للسلطة الرقابية لممثلي الشعب‪ .‬ورغم أن‬
‫الدستور الحالي ربط إعمال الحكومة بهذا الفصل بشرط بيان األسباب‪ ،‬فإن ذلك يبقى مجرد‬
‫إجراء شكلي فقط‪ ،‬فعدم اقتناع أعضاء الحكومة بأسباب رفض الحكومة للتعديالت المقترحة‬
‫ال تترتب عليه أية نتائج قانونية وبذلك يمكن اعتبار الفصل ‪ 77‬من دستور ‪ 2011‬بمثابة‬
‫"فيتو" تستعمله الحكومة في وجه ممثلي الألمة‪ ،‬وكذلك مطية لتمرير قانون مالية السنة بكل‬
‫سهولة‪ .‬كما تظهر هذه الحدود من خالل مضامين الفصل ‪ 83‬من دستور ‪ 2011‬الذي قيد‬
‫بدوره حق أعضاء البرلمان في أن يتقدموا بمقترحاتهم وتعديالتهم إلى اللجان البرلمانية‬
‫ألعضاء مجلسي البرلمان وللحكومة حق التعديل‬
‫وللحكومة‪ ،‬بعد افتتاح المناقشة‪ ،‬أن تعارض في بحث كل تعديل لم يعرض من قبل على‬
‫اللجنة التي يعنيها األمر "‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬ضيق الحيز الزمني المخصص للمصادقة على مشروع قانون المالية‬
‫تحدد المادة ‪ 49‬من القانون التنظيمي رقم‪ 130.13 .‬لقانون المالية‪ 13‬اجاال للمصادقة‬
‫على مشروع قانون المالية من قبل مجلسي البرلمان (‪ 30‬يوما المجلس النواب ) و(‪ 22‬يوما‬
‫لمجلس المستشارين) ومن خالل قراءة هذه المادة يمكن اعتبار الحيز الزمني المخصص‬
‫للمصادقة إكراها حقيقيا نظرا لضيقه بالمقارنة مع حجم المسؤولية الملقاة على ممثلي األمة‬
‫لحماية المال العام من خالل مناقشة مضامين هذا المشروع وتقديم مقترحات مما يجعلهم أمام‬
‫خيارين ال ثالث لهما؛ إقرار قانون المالية بالمصادقة عليه دون فتح نقاش معمق أو سقوط‬
‫حق اإلقرار النصرام األجالل‪ ،‬وبالمقابل نجد أن هذا القانون ال يجبر الحكومة على التقيد‬
‫باآلجال بل أكثر من ذلك أنه ال يحملها أية مسؤولية في حالة اإلخالل باألجل القانوني‪.‬‬
‫بالمقابل ومقارنة مع ما نجده في الواليات المتحدة األمريكية مثال‪ ،‬حيث يبدأ دور‬
‫الكونغرس فيما يتعلق بميزانية الدولة في أول ثالثاء من شهر فبراير بدراسة مشروع ميزانية‬
‫الدولة المقدمة من الرئيس األمريكي‪.‬‬
‫في ‪ 15‬أبريل يقوم الكونغرس بالمصادقة على قرار توافقي يتعلق بميزانية الدولة‪.‬‬

‫‪ 13‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.62‬صادر في ‪ 14‬من شعبان ‪ 2( 1436‬يونيو ‪ )2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 130.13‬لقانون المالية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫بعد ذلك في الصيف‪ ،‬يقوم الكونغرس بدراسة قانون توافقي مشترك‪ ،‬بعد ذلك يعتمد‬
‫الكونغرس اقتراحات القوانين المتعلقة بالنفقات التي أعدتها لجانه الفرعية الثالثة عشر‪.‬‬
‫في ‪ 30‬سبتمبر يعتبر آخر أجل العتماد اقتراحات القوانين المتعلقة بالنفقات المعدة من‬
‫طرف اللجان الفرعية‪.‬‬
‫يعتبر الفاتح من أكتوبر تاريخ انطالق السنة المالية‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬السلطات الواسعة للحكومة في المجال المالي‬
‫تتمتع الحكومة بصالحيات واسعة للتشريع وتستمد هذه الصالحيات من الدستور ومن‬
‫القوانين التنظيمية حيث يخول الفصل ‪ 81‬من دستور ‪ 2011‬للحكومة إمكانية إصدار مراسيم‬
‫قوانين وذلك خالل الفترة الفاصلة بين الدورات وباتفاق مع اللجان التي يعنيها األمر في كال‬
‫مجلسي البرلمان ويتوجب عرض مراسيم قوانين على البرلمان من أجل المصادقة عليها‬
‫خالل الدورة العادية الموالية التي يعقدها‪.‬‬
‫كما وسعت القوانين التنظيمية للمالية من مجال تأهيل الحكومة للتشريع‪ ،‬ويتضح ذلك‬
‫من خالل القانون التنظيمي ‪ 7-98‬وخصوصا في المادة ‪ 18‬المتعلقة بإحداث الحسابات‬
‫الخصوصية خالل السنة بمرسوم والتي تقابلها المادة ‪ 26‬من القانون التنظيمي رقم ‪130.13‬‬
‫لقانون المالية كما خصص القانون ‪ 7-98‬بابا كامال سماه الترخيص البرلماني (المواد من ‪41‬‬
‫الى ‪ ،)46‬باإلضافة إلى المادة ‪ 62‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 130. 13‬التي تسمح للحكومة‬
‫بفتح اعتمادات إضافية خالل السنة المالية‪.‬‬

‫إن هذه المقتضيات وغيرها تقلص بشكل كبير من الوظيفة التشريعية للبرلمان في المادة‬
‫المالية وال تخلو من انعكاسات على نظام فصل السلطات التشريعية والتنفيذية‪ ،‬وبالتالي فإنها‬
‫تجرد البرلمان من صالحياته‪ ،‬فالبرلمان بالنسبة للجزء الكبير من موضوع قانون المالية‬
‫أصبح هو المشرع االستثنائي والحكومة هي المشرع األصلي‬
‫اذ تجدر اإلشارة أنه وخالفا لجل باقي دول العالم‪ ،‬فإن مشروع ميزانية الدولة األمريكية‬
‫المقدم من الرئيس يعتبر بمثابة توصية أو مرجع للكونغرس فقط حيث يطلق عليه تسمية‬
‫الميت عند الوصول ‪ Dead on arrival‬وليس له الطابع االلزامي هذا من الناحية‬
‫الدستورية أما من الناحية الواقعية فإن ميزانية الدولة األمريكية هي ميزانية توافقية‪ ،‬تخضع‬
‫للمد والجزر بين اإلدارة والكونغرس‬

‫‪12‬‬
‫الكونغرس األمريكي يتحكم في تنفيذ ميزانية الدولة من خالل التعليمات التي تصاحب‬
‫الترخيص بالنفقة وعلى الرئيس األمريكي االلتزام بها‬
‫بعد تقديم الرئيس األمريكي لمشروع ميزانيته للكونغرس‪ ،‬تقوم مختلف الوزارات بتقديم‬
‫الوثائق المبررة لمشاريع ميزانيتها وهي تكتسي أهمية بالغة‪ ،‬يرفق بهده المبررات مجموعة‬
‫من التقارير تتعلق بالبرامج المراد تحقيقها ومدى نجاعة اإلنفاق بالنسبة للسنة الماضية‪.‬‬
‫ويتمتع الكونغرس هو اآلخر بجهاز خاص يعنى بميزانية الدولة وهو مكتب الكونغرس‬
‫‪ Congressional budget office‬للميزانية‬
‫يقدم مكتب الميزانية للكونغرس تقديراته بشأن ميزانية الدولة مبني على التقارير‬
‫والدراسات التي يعدها بنفسه حول تنفيذ ميزانية الدولة للسنة الماضية والفرضيات‬
‫االقتصادية‪ .‬تقديرات الميزانية من طرف مكتب الكونغرس غالبا ما تكون مختلفة عن‬
‫مشروع ميزانية‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬إمكانيات الحكومة في تجاوز الترخيص البرلماني‬
‫إذا كان البرلمان يرخص للحكومة بتحصيل الموارد وصرف النفقات الواردة في القانون‬
‫المالي‪ ،‬فإن الحكومة ليست ملزمة بإنفاق كل ما تضمنه القانون المالي‪ ،‬ويترك لها الخيار بين‬
‫أن تنفق أو ال تنفق‪.‬‬
‫كما ان للحكومة إمكانية تجاوز الترخيص البرلماني من خالل اللجوء الى فتح‬
‫االعتمادات الالزمة لسير المرافق العمومية واستخالص المداخل في حالة عدم التصويت‬
‫على قانون مالية السنة‪ ،‬قبل بداية السنة المالية أو إذا لم يصدر األمر بتنفيذه بسبب إحالته إلى‬
‫‪14‬‬
‫المجلس الدستوري ولك استنادا الى المادة (‪ 50‬من القانون رقم ‪)130.13‬‬
‫ومقارنة مع النموذج األمريكي في هذا الباب نجد انه في حال عدم اتفاق غرفتي‬
‫الكونغرس مع بعضهما البعض‪ ،‬أو عدم اتفاق الكونغرس مع الرئيس األمريكي وفوات آجال‬
‫اعتماد ميزانية الدولة تصبح الدولة الفدرالية في حالة شلل تام ‪ ،shut down‬ال يمكنها حتى‬

‫‪ 14‬طبقا للفصل ‪ 75‬من الدستور‪ .‬إذا لم يتم في ‪ 31‬ديسمبر التصويت على قانون المالية للسنة أو لم يصدر األمر بتنفيذه بسبب إحالته إلى المحكمة‬
‫الدستورية‪ ،‬فإن الحكومة تفتح بمرسوم االعتمادات الالزمة لسير المرافق العمومية والقيام بالمهام المنوطة بها على أساس ما هو مقترح بالميزانية‬
‫المعروضة على الموافقة‪.‬‬
‫ويسترسل العمل في هذه الحالة باستخالص المداخيل طبقا لألحكام التشريعية والتنظيمية الجارية عليها باستثناء المداخيل المقترح إلغاؤها في‬
‫مشروع قانون المالي ة‪ ،‬أما المداخيل التي ينص المشروع المذكور على تخفيض مقدارها فتستخلص على أساس المقدار الجديد المقترح‪......‬‬

‫‪13‬‬
‫من دفع أجور الموظفين الفدراليين‪ ،‬وال يزول هذا الشلل إال بعد مصادقة الكونغرس على‬
‫‪15‬‬
‫مشروع الميزانية‪.‬‬
‫الفقرة الخامسة‪ :‬محدودية لجنة تقصي الحقائق‬
‫فالنسبة لمحدودية لجنة تقصي الحقائق تتمثل في عدة قيود‪ ،‬وذلك عند محاولتها القيام‬
‫بجمع المعلومات حول الوقائع المتعلقة ببعض الميادين ذات الطابع السري‪ ،‬حيث يرجع‬
‫السبب لمجموعة من العوائق الدستورية والقانونية والعملية التي تحد من فعالية هذه اللجنة‪،‬‬
‫باإلضافة إلى حصر مبادرة تأسيس هذه اللجان بيد األغلبية البرلمانية‪ ،‬يحرم المعارضة من‬
‫ممارستها‪ ،‬مما يحد من استعمال هذه اآللية الرقابية من طرف أقلية البرلمان‪ .‬كما أن دورها‬
‫يقتصر فقط على أمور معينة وتنتهي بمجرد إيداع التقرير الذي تعده حول القضايا‪ ،‬ويمكن‬
‫في كل حين وضع حد لمهامها بمجرد فتح تحقيق قضائي حول الوقائع التي تكون محل بحث‬
‫هذه اللجان‪ 16،‬كما أن القانون التنظيمي‪ ،‬المتعلق بطريقة تسيير هذه اللجنة قد وضع بعض‬
‫القيود التي تعقلن لجوء البرلمان إلى هذه اآللية الرقابية‪ ،‬بحيث عملها ال يشمل المجاالت‬
‫الحساسة مثل السياسة األمنية والدفاعية بالمغرب ‪.‬‬
‫الفقرة السادسة‪ :‬محدودية ملتمس الرقابة‬
‫رغم أهمية هذا الملتمس في تفعيل الرقابة‪ ،‬إال أن شروطه تبقى صعبة وصارمة‪،‬‬
‫حيت يعرف عقلنة كبيرة في مسطرة إثارته‪ ،‬وقد تجعله عديم الفعالية في إسقاط الحكومة‬
‫وخصوصا أن هذه األخيرة ستمد من اغلبية واسعة‪،‬‬
‫والفصل ‪ 105‬من دستور ‪ ،2011‬أقر أن ملتمس الرقابة الذي يلتجأ إليه مجلس النواب‬
‫لمعارضة الحكومة مواصلة تحمل مسؤوليتها‪ ،‬ال يقبل إال إذا وقعها على األقل خمس‬
‫األعضاء الذين يتألف منهم المجلس‪ ،‬في حين اقتصر الدستور الجزائري على سبع أعضاء‬
‫مجلس النواب لتقديم هذا الملتمس كما يمكن التقدم بطلب سحب الثقة من الحكومة حسب‬
‫الدستور االسباني إذا وافق عليه عشر األعضاء فقط‪.‬‬
‫والموافقة على هذا الملتمس ال يصح إال بتصويت األغلبية المطلقة لألعضاء الذين يتألف‬
‫منهم هذا المجلس بعد ثالثة أيام من إيداع الملتمس‪...‬‬

‫‪ 15‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير في العلوم القانونية تخصص القانون الدستوري‪ ،‬بعنوان‪ :‬الدور الرقابي للبرلمان على ميزانية الدولة‪،‬‬
‫جامعة الحاج لخضر ‪ -‬باتنة‪ -‬الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2014/2015‬ص ‪.66 ،65‬‬
‫‪ - 16‬الفصل ‪ 67‬من دستور ‪.2011‬‬

‫‪14‬‬
‫غير أن التركيبة السياسية للبرلمان المغربي تلعب دورا أساسيا في إفشال كل محاولة‬
‫إلثارة المسؤولية السياسية للحكومة‪ ،‬ذلك أن جميع الحكومات التي تعاقبت في المغرب كانت‬
‫تتمتع دائما بمساندة واسعة من قبل األحزاب المتمثلة في البرلمان‪ ،‬لكون الحكومة تنبثق دائما‬
‫من األغلبية‪.‬‬
‫خالفا لما نجده في نماذج مقارنة كالكونغرس األمريكي مثال والذي في كثير من األحيان‬
‫تكون تركيبته السياسية مخالفة للون الحزبي للرئيس وبالتالي يلعب دوره الرقابي بكل تجرد‬
‫من أي محاباة سياسية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الحدود العملية للرقابة السياسية على تنفيذ قانون المالية‬
‫بعد أن طرحنا مختلف الحدود القانونية على الرقابة السياسية وانعكاساتها على تقليص‬
‫السلطة المالية لممثلي األمة وبالمقابل توسع متزايد للسلطة التنفيذية في المجال المالي وإلى‬
‫جانب هذه الحدود القانونية هناك قيود واقعية ناجمة عن الممارسة العملية ومن أهمها‬
‫الفقرة األولى‪ :‬ضعف مؤهالت أعضاء البرلمان‬
‫حيث أن المادة ‪ 48‬من القانون التنظيمي ‪ ،130 13‬تفعيال لمقتضيات الفصل ‪ 75‬من‬
‫الدستور‪ ،‬فصلت في طبيعة الوثائق والتقارير المرفقة لمشروع قانون المالية المودع لدى‬
‫مجلس النواب (أزيد من ‪ 13‬مذكرة وتقرير)‪ ،‬وهو األمر الذي يتطلب بالضرورة توفر نواب‬
‫الشعب على مستوى عال من الكفاءة واإللمام بمجال المالية العامة‪ ،‬حتى يتمكنوا من التحليل‬
‫والدراسة النقدية لمضامين مشروع قانون المالية وبالتالي تقديم مقترحات تعديلية دون‬
‫اإلخالل بتوازن المالية ورغم تسجيل تحسن مهم في نسبة المستويات التعليمية للبرلمانيين من‬
‫والية تشريعية ألخرى‪ ،‬مازال مشكل الكفاءات البرلمانية المتخصصة مطروحا خصوصا إذا‬
‫استحضرنا طبيعة تركيبة اللجن ومن بينها اللجنة المالية والتي تنبني هيكلتها على أساس‬
‫التمثيلية السياسية لألحزاب داخل البرلمان على حساب الكفاءة والفعالية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬ضعف المعلومات البرلمانية‬
‫ترتبط السلطة بتوافر المعلومات‪ ،‬فالمعلومات تشكل عامال مهما للسلطة السياسية‪ ،‬فتقاسم‬
‫المعلومات هو تقاسم للسلطة‪ ،‬والمشكل الذي يشغل البرلمان المغربي بشكل دائم هو الولوج‬
‫إلى مصادر المعلومات خاصة االقتصادية والمالية والتي تحتكرها الحكومة واإلدارة‬
‫وتستغلها كموجه ومتحكم‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫لكي يمارس البرلمان سلطته الرقابية بجميع أشكالها يحتاج مسبقا إلى التوفر على‬
‫المعلومات والتي يمكنه الحصول عليها بطريقتين‪ ،‬فإما بتلقيها أو بالبحث عنها‪ ،‬والمعلومات‬
‫لها مصدران أساسيان هي الحكومة من خالل االطالع على (مرفقات مشروع قانون المالية‬
‫السنوي أو التعديلي المنصوص عليها في المادة ‪ 48‬من القانون التنظيمي للمالية ‪)130.13‬‬
‫والمجلس األعلى للحسابات تفعيال (للفصل ‪ 148‬من دستور ‪)2011‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬ظاهرة تغيب البرلمانيين‬
‫أصبحت ظاهرة تغيب البرلمانين عن الجلسات العلنية للبرلمان جلية وظاهرة للعيان اذ‬
‫ان بعض القوانين تناقش علنيا ويتم التصويت عليها من طرف عدد قليل جدا من أعضاء‬
‫المجلس يكاد ال يصل في بعض األحيان الى عدد ممثلي حزب واحد من األحزاب الممثلة‬
‫ولعل خير مثال على ذلك المصادقة على قانون الميزانية للسنة المقبلة (‪ )2024‬من طرف‬
‫‪17‬‬
‫‪ 87‬نائبا مقابل معارضة ‪ 31‬نائب‪ ،‬في حين ان مجلس يصل عدد أعضائه الى ‪ 395‬نائب‪.‬‬
‫في حين تنص الفقرة األولى من المادة ‪ 159‬من الدستور السويسري على انه "ال‬
‫تستطيع المجالس أن تتداول إال عند حضور أغلبية أعضائها‪".18‬‬
‫كما جاء في مضمون الفقرة الخامسة من المادة األولى من الدستور االمريكي على انه‬
‫يمكن لكل مجلس من المجلسين وضع قواعد نظامه الداخلي وعقاب أعضائه على سلوكهم‬
‫غير النظامي‪ ،‬كما يمكنه بموافقة الثلثين طرد أحد األعضاء‪.19‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬محدودية الرقابة البعدية وبعض توصيات تأهيل الرقابة على المال‬
‫العام‪.‬‬
‫الفرع االول‪ :‬محدودية الرقابة البعدية من خالل قانون التصفية‪.‬‬
‫إن قانون التصفية يكتسي أهمية بالغة على اعتبار أنه وسيلة لتحسين طرق التقدير‬
‫والتنبؤ وتقليص هامش الخطأ في إعداد القوانين المالية الالحقة والتأكد من تنفيذ القانون‬
‫المالي السنوي السابق‪ ،‬إال انه على المستوى العملي يتم إفراغ قانون التصفية من مضمونه‬
‫وأهدافه الرقابية لكونه ال يلقى االهتمام الكبير من قبل البرلمان والبرلمانيين خالفا لالهتمام‬
‫الذي يلقاه القانون المالي‪ ،‬ومرد ذلك؛ التماطل الحكومي وعدم احترام آجال إيداعه للمناقشة‪،‬‬

‫‪ 17‬موقع هيسبريس‪ ،‬تاريخ الزيارة ‪ 07‬دجنبر ‪ 2023‬الساعة ‪13:40‬‬


‫‪ 18‬المادة ‪ 159‬من دستور سويسرا عام ‪ 1999‬شامال تعديالته لغاية عام ‪2014‬‬
‫‪ 19‬الفقرة الخامسة من المادة ‪ 1‬من دستور الواليات المتحدة األمريكية الصادر سنة ‪ 1789‬شامال تعديالته لغاية عام ‪1992‬‬

‫‪16‬‬
‫وهذا ما يضعف المهمة الرقابية للبرلمان الذي لن يتمكن من فحص نتائج تنفيذ الميزانية من‬
‫طرف الحكومة‪.‬‬
‫و تعترض هذه الطريقة في مراقبة أعمال الحكومة عدة عراقيل‪ ،‬تتمثل في أن جل‬
‫القوانين التي عرفتها المملكة‪ ،‬لم يتم التصويت عليها في الوقت المحدد قانونا‪ ،‬وهذا ما يفرغ‬
‫هذه المراقبة من محتواها‪ ،‬لتصبح مجرد إجراءات شكلية‪ ،‬تقوم بها السلطة التشريعية بعد‬
‫مرور خمس سنوات أو أكثر على نهاية السنة المالية المعنية‪ ،‬فقانون التصفية لسنة ‪ 2011‬لم‬
‫‪20‬‬
‫يصوت عليه إال في سنة ‪،2015‬‬
‫والسبب راجع لتاريخ إحالته الذي كان يوم ‪ 20‬يناير ‪ .2014‬باإلضافة إلى تاريخ‬
‫‪21‬‬
‫التصويت الذي كان يوم ‪ 22‬شتنبر ‪ 2014‬ضمن اجتماع واحد دام لمدة ‪ 3‬ساعات‪.‬‬
‫وبناء على ما سطره دستور ‪ 2011‬بمقتضى الفصل ‪ ،76‬تم احترام األجل المحدد‬
‫بخصوص قانون التصفية لسنة ‪ 2012‬حيث تم إيداعه بالبرلمان خالل نهاية سنة ‪ 2014‬في‬
‫الوقت الذي لم يكن قانون التصفية لسنة ‪ 2011‬مصادق عليه‪.‬‬
‫كما تجدر اإلشارة إلى المدة الزمنية المتاحة للبرلمان بمجلسيه على اعتبار أن دراسة‬
‫مشروع قانون التصفية للمالية تتم بإتباع نفس المسطرة التشريعية المعمول بها في دراسة‬
‫القوانين العادية؛ غير كافية بالشكل المطلوب لمناقشة مضمون قانون التصفية‪ .‬ورغم‬
‫احترام اآلجال المحددة دستوريا لقانون التصفية لسنة ‪ 2013‬الذي تم إيداعه بمجلس‬
‫النواب في نهاية سنة ‪ 2015‬وتم المصادقة عليه في سنة ‪2016‬؛ ومشروع قانون التصفية‬
‫لسنة ‪ 2014‬الذي تم التصويت عليه سنة ‪.2017‬‬
‫عالوة على ما تم دكره فتأخر مشاريع قوانين التصفية و قصر المدة الزمنية لمناقشتها‬
‫يجعل من المراقبة المالية للبرلمان عديمة الجدوى‪ ،‬ويجعل الحكومة في موقع مريح‪ ،‬فما‬
‫هي يا ترى األهمية من مناقشة مشاريع قوانين تصفية تآكلت وتقادم مفعولها بشكل يستحيل‬
‫معه الوقوف بجد وعن قرب على فحوى االعتمادات المنفذة‪ ،‬في حين من المفروض أن‬
‫ينكب البرلمان على دراسة مشاريع قوانين التصفية في وقت وجيز للتأكد من تنفيذ قوانين‬
‫‪22‬‬
‫المالية‪ ،‬حتى يكون للمراقبة المالية البعدية مضمونا ومغزى حقيقين‪.‬‬

‫‪ 20‬ظهير شريف رقم ‪ 1.14.194‬صادر في ‪ 13‬يناير ‪ ،2015‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 135.13‬المتعلق بتصفية ميزانية السنة المالية ‪،2011‬‬
‫ج‪.‬رعدد‪.6332 :‬‬
‫‪ 21‬تقرير لجنة المالية والتنمية االقتصادية حول مشروع قانون رقم ‪ 125.13‬بتصفية ميزانية السنة المالية ‪ ،2011‬دورة أكتوبر‬
‫‪ ،2014‬السنة التشريعية الرابعة‪ ،2015-2014:‬الوالية التاسعة‪.2016-2011 :‬‬
‫‪ 22‬المعطي سهيل‪ ،‬الرقابة المالية البرلمانية‪ ،‬المجلة المغربية للتدقيق والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،1998 ،8-9‬ص ‪.99‬‬

‫‪17‬‬
‫ولعل ما ينبغي أن يستلهمه المشرع المغربي من أجل تأهيل الرقابة السياسية الالحقة عبر‬
‫قانون التصفية ويأخذ به على سبيل المثال هو مسطرة اآلجال في فرنسا حيث ينص القانون‬
‫التنظيمي لسنة ‪( 2000‬المادة ‪ )47‬على أن الحكومة تقوم بإيداع وتوزيع‪-‬على مجلسي‬
‫البرلمان‪-‬مشروع قانون التصفية قبل فاتح يونيو من السنة التي تلي سنة تنفيذ القانون المالي‬
‫السنوي‪ .‬هذا يعني أن المشروع يعرض بعد انصرام ستة أشهر على نهاية السنة المالية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬بعض التوصيات لتأهيل الرقابة السياسية على تنفيذ قانون المالية‬

‫باإلضافة إلى أهم المستجدات التي جاء بها القانون التنظيمي ‪ 130.13‬الصادر سنة‬
‫‪ 2015‬حول تقوية دور البرلمان في مناقشة ومراقبة المالية العمومية بصفة عامة وقانون‬
‫التصفية بصفة خاصة تتمثل في‪:‬‬
‫إغناء وتنويع المعطيات المقدمة للبرلمان (التقارير المرفقة بمشروع قانون التصفية)‪.‬‬
‫مالءمة الجدول الزمني للدراسة والتصويت على قانون التصفية مع المقتضيات‬
‫الدستورية‪.‬‬
‫نالحظ احترام الجدول الزمني المخصص إليداع مشروع قانون التصفية من قبل‬
‫الحكومة نسبيا بعد سنة ‪2011‬‬
‫عالوة على ما تم ذكره سندرج مجموعة من التوصيات من شأنها أن تكون مؤشرات‬
‫لنجاعة األداء تعكس االنجازات المحصلة والفوارق المسجلة التي من شأنها أن تؤهل الرقابة‬
‫السياسية‪.‬‬
‫‪ ‬اعتماد مجموعة من النصوص التنظيمية والتشريعية حول مسطرة المناقشة‬
‫والمصادقة على مشروع قانون تصفية وفق اجال معقولة ومحددة بشكل سنوي تسمح‬
‫للبرلمان بإضفاء رقابته بالشكل المطلوب من بينها نص يوقع الجزاء على الحكومة‬
‫في حالة تأخر إبداع مشروع قانون التصفية في الوقت المحدد قانونا‪.‬‬
‫‪ ‬إعطاء اهتمام كبير بخصوص قانون التصفية من خالل دراسته ومناقشته‬
‫والتصويت عليه وذلك بخلق جو يعرف تصادمات ونقاشات حادة سواء داخل لجان‬
‫المالية أو في الجلسة العامة‪.‬‬
‫‪ . ‬تمكين البرلمان من سلطة إجراء محاكمة في جميع تهم المسؤولين المتعلقة‬
‫بتصفية الميرانية كما هو الشأن بالنسبة للبرلمان األمريكي‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ ‬تمكين لكل مجلس من المجلسين وضع قواعد نظامه الداخلي وعقاب أعضائه‬
‫على سلوكهم غير النظامي‪ ،‬وتمكينهم بالحق في طرد أحد األعضاء بموافقة نصاب‬
‫معقول‪.‬‬
‫‪ ‬توفير اليات التكوين والتأطير عبر إحداث مراكز ومختبرات تعنى بالدراسة والتحليل‬
‫في المجال القانوني بصفة عامة والمجال المالي بصفة خاصة تمتد جسورها إلى‬
‫مراكز التخصص والخبرة‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫خاتمــة‬
‫وأخيرا يمكن القول بأن المال العام بحاجة للحماية والرقابة لتجنب التبديد وسوء‬
‫االستعمال‪ ،‬ألن المحافظة على المال العام تعني التحقق من أن اإلنفاق قد تم وفقا لما هو‬
‫مقرر له‪ ،‬وبأن الموارد العمومية قد تم تحصيلها وإنفاقها طبقا للقوانين الجاري بها العمل‪،‬‬
‫فالرقابة ليست هدفا في حد ذاتها‪ ،‬لكنها تعتبر عنصرا ضروريا من أجل الكشف عن كل‬
‫مخالفة تمس بمشروعية القانون المالي بهدف التصحيح والمحاسبة واتخاذ اإلجراءات الكفيلة‬
‫بمنع تكرارها‪ ،‬وربط المسؤولية بالمحاسبة كما هو مقرر في الفقرة الثانية من الفصل األول‬
‫من الدستور‪.‬‬

‫و ختاما تبقى اإلشارة و نحن نختم عرضنا هذا أن الهدف األسمى من الرقابة السياسية‬
‫على تنفيذ قانون المالية يكمن في ما يلي‪:‬‬

‫• تعزيز دور قانون المالية ليشكل أداة رئيسية لتنزيل السياسات العمومية‬
‫واالستراتيجيات القطاعية‪.‬‬
‫• تقوية الفعالية والنجاعة وخلق انسجام السياسات العمومية وتحسين الخدمات المقدمة‬
‫للمواطنين تحسين الشفافية المالية العمومية‬
‫• تقوية دور البرلمان في المناقشة الميزانياتية ومراقبة وتقييم السياسات العمومي‬

‫‪20‬‬
‫المراجع‬
‫نجيب جيري‪ ،‬الرقابة المالية بالمغرب بين الحكامة ومتطلبات التنمية‪ ،‬منشورات مجلة‬
‫الحقوق المغربية‪ ،‬سلسلة المعارف القانونية والقضائية‪ ،‬منشورات مطبعة دار المعرفة‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪2012‬‬

‫رشيد لمدور‪ ،‬العمل البرلماني بالمغرب‪ ،‬قضايا وإشكاالت‪ ،‬مطبعة طوب بريس الرباط‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪.2006‬‬

‫فاطمة الزهراء هيرات‪ ،‬الرقابة السياسية على تدبير المالية العامة – لجنة مراقبة المالية‬
‫العامة نموذجا‪ ،-‬أعمال الندوة المغاربية حول الرقابة على األموال العمومية في البلدان‬
‫المغاربية –بحوث علمية محكمة‪ ،-‬مطبعة األمنية الرباط‪.‬‬

‫ضياء السمن‪ ،‬إبراهيم صبري‪ ،‬مطبعة الحمامة تطوان‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2006‬‬
‫عبد الغني أعبيزة‪ ،‬مراقبة العمل الحكومي بالمغرب‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية‬
‫والتنمية‪ ،‬سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية‪ ،‬عدد ‪ ،67‬الطبعة األولى ‪.2006‬‬

‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير في العلوم القانونية تخصص القانون الدستوري‪ ،‬بعنوان‪:‬‬
‫الدور الرقابي للبرلمان على ميزانية الدولة‪ ،‬جامعة الحاج لخضر ‪ -‬باتنة‪ -‬الجزائر‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪ ،2014/2015‬ص ‪.66 65‬‬

‫المعطي سهيل‪ ،‬الرقابة المالية البرلمانية‪ ،‬المجلة المغربية للتدقيق والتنمية‪ ،‬عدد ‪،8-9‬‬
‫‪.1998‬‬

‫تقرير لجنة المالية والتنمية االقتصادية حول مشروع قانون رقم ‪ 125.13‬بتصفية ميزانية‬
‫السنة المالية ‪ ،2011‬دورة أكتوبر ‪ ،2014‬السنة التشريعية الرابعة‪ ،2015-2014:‬الوالية‬
‫التاسعة‪.2016-2011 :‬‬

‫ظهير شريف رقم ‪ 1.11.91‬صادر في ‪ 27‬من شعبان ‪ 29( 1432‬يونيو ‪ )2011‬بتنفيذ نص‬
‫الدستور‬

‫دستور سويسرا عام ‪ 1999‬شامال تعديالته لغاية عام ‪2014‬‬

‫دستور فرنسا الصادر عام ‪ 1958‬شامال لتعديالته لغاية عام ‪2008‬‬

‫‪21‬‬
‫دستور الواليات المتحدة األمريكية الصادر سنة ‪ 1789‬شامال تعديالته لغاية عام ‪1992‬‬

‫ظهير شريف رقم ‪ 1.15.62‬صادر في ‪ 14‬من شعبان ‪ 2( 1436‬يونيو ‪ )2015‬بتنفيذ‬


‫القانون التنظيمي رقم ‪ 130.13‬لقانون المالية‬

‫ظهير شريف رقم ‪ 1.14.194‬صادر في ‪ 13‬يناير ‪ ،2015‬بتنفيذ القانون رقم ‪135.13‬‬


‫المتعلق بتصفية ميزانية السنة المالية ‪ ،2011‬ج‪.‬رعدد‪.6332 :‬‬

‫‪https://www.parlement.ma/‬‬

‫‪https://www.chambredesrepresentants.ma/‬‬

‫‪https://www.chambredesrepresentants.ma/ar/‬‬

‫‪https://www.hespress.com/‬‬

‫‪22‬‬
‫الفهرس‬
‫المقدمة‪2......................................................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أنواع وآليات الرقابة السياسية على المال العام‪3...................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أنواع الرقابة السياسية على قانون المالية‪3..........................................‬‬

‫الفرع األول‪:‬الرقابة القبلية على قانون المالية‪3........................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬الرقابة المواكبة على قانون المالية‪3.....................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الرقابة السياسية الالحقة على قانون النالية‪4..........................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اليات الرقابة السياسية على تنفيذ قانون المالية‪5...................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اليات الرقابة السياسية غير المثيرة لمسؤولية الحكومة‪5............................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اليات الرقابة السياسية المثيرة لمسؤولية الحكومة‪9..................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬محدودية الرقابة السياسية وسبل تأهيلها‪10..........................................‬‬

‫المطلب االول‪ :‬محدودية بعض اليات الرقابة السياسية على ضوء القانون المقارن‪10..........‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الحدود القانونية للرقابة السياسية على تنفيذ قانون المالية‪10........................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الحدود العملية للرقابة السياسية على تنفيذ قانون المالية‪15..........................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬محدودية الرقابة البعدية وبعض توصيات تأهيل الرقابة على المال العام‪16...‬‬

‫الفرع األول‪ :‬محدودية الرقابة البعدية من خالل قانون التصفية‪16.................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬بعض التوصيات لتأهيل الرقابة السياسية على تنفيذ قانون المالية‪18..............‬‬

‫الخاتمة‪20....................................................................................................‬‬

‫المراجع‪21..................................................................................................‬‬

‫‪23‬‬

You might also like