Professional Documents
Culture Documents
تعد المؤسسات العمومية أحد أهم الفاعلين في مجال تنفيذ السياسات العمومية في مختلف
اإلستراتيجية المسطرة من طرف الجهاز التنفيذي من القطاعات فهي تتوخى تحقيق األهداف
خالل إنجاز المشاريع الكبرى حيث أصبحت تلعب دورا متميزا في خلق الثروات وفرص
الشغل إلى جانب تقديم خدمات اجتماعية وثقافية.1
كما أنه يجب التمييز اصطالحيا بين المؤسسة العمومية Etablissement public
والمقاولة العمومية ،Entreprise publiqueحيث تعددت المواقف الفقهية واختلفت اآلراء
في تحديد مفهومها .فالمؤسسة العمومية تعتبر شخصا عاما ينشأ أساسا من أجل تسيير مرفق
عام ،وقد يكتسي طابعا صناعيا أو تجاريا أو إداريا ،أما المقاولة فتعتبر عمومية ابتداء من
وصول المساهمة العمومية إلى نسبة معينة في رأسمالها على األقل % 33مما يسمح
للشخص العام بالتحكم في مراقبة األجهزة المسيرة للمقاولة.2
يالحظ أن التعريف الذي استقر عليه االجتهاد القضائي للمؤسسة العمومية تمثل في
كونها "كل شخص عمومي غير الدولة والجماعات الترابية" ،3حيث يستشف من هذا
التعريف أنه بجانب األشخاص المعنوية اإلقليمية ،التي تقوم على فكرة الالمركزية الترابية،
هناك أشخاص معنوية أخرى تقوم على فكرة الالمركزية المرفقية والتي تتمتع بالشخصية
القانونية التي تمنحها االستقالل المالي واإلداري وهو ما يتمثل من خالل المؤسسات
العمومية.4
وهنا وجب تحديد مفهوم االستقالل المالي للمؤسسة العامة والذي يتمثل في أن يكون
لهذه المؤسسة ميزانية مستقلة خاصة بها ،ومنفصلة عن ميزانية الشخص العام الذي ترتبط
به ويكون لها ذمة م الية مستقلة ،وتتحمل وحدها المسؤولية عن أعمالها الضارة ،كما
أنها هي التي تتقاضى وتتعاقد ،وترفع الدعاوى وترفع عليها.5إال أن هذا االستقالل ،ال يعد
-1عبد الواحد العسلي ،دور الخازن المكلف باألداء في مراقبة المؤسسات العمومية ،أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق ،شعبة القانون العام،
جامعة سيدي محمد بن عبد هللا ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،فاس ،السنة الجامعية .2014/2013
-2أحمد بوعشيق ،المرافق العامة الكبرى ،الطبعة الخامسة ،2000 ،ص .138
- x vedel. G. Droit administratif, p 729. 3
-4محمد كرامي ،القانون اإلداري -التنظيم اإلداري – النشاط اإلداري ،الطبعة األولى ،2000ص .119
-5محمد األعرج ،طرق تدبير المرافق العامة بالمغرب ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،الطبعة الثانية ،ص.66 .
2
1
مطلقا وإنما مقيد بقيدين :قيد التخصص ،وقيد الرقابة أو الوصاية اإلدارية ،وذلك للتأكد من
عدم خروجها عن القواعد المقررة لها بقانون أو بقرار إنشائها.6
وبخصوص اإلطار التاريخي لتطور ظهور المؤسسات العمومية بالمغرب فقد عرفت عدة
مراحل متباينة .تميزت بظهور أولى المقاوالت العمومية بالمغرب حيث عملت سلطات
الحماية على بسط نفوذها وهيمنتها فقد تم إحداث أول مؤسسة عمومية في 7غشت 1920
تحمل اسم المكتب الشريف للفوسفاط و غيرها.أما بعد أن استعاد المغرب استقالله السياسي
كان على الدولة أن تأخذ على عاتقها بناء أهم مرتكزات االقتصاد الوطني،مما ترتب عنها
ظهور عدة مؤسسات عمومية)فترة التوسع( عرفت هذه المرحلة التدخل المهم للدولة بغية
تنمية القطاع الخاص وذلك عن طريق قانون المغربة ،إال أن هذه العملية اتسمت بتمركز
أكبر للسلطات االقتصادية التابعة للدولة ،وقد أدى ذلك إلى اتساع القطاع العام وزحفه في
جميع االتجاهات.
✓ فجاء تقرير جواهري لسنة ،1979الذي وقف على أول عملية تعداد للمؤسسات
القطاع العام ،والتي رتبها وفقا لمستوى مشاركة الدولة حيث تبين أن هناك 64مؤسسة
عمومية و 396مقاولة عمومية تساهم الدول في رأسمالها بنسب مختلفة.
وبعد ذلك كان اإلحصاء الذي قامت به مديرية المؤسسات والمساهمات العمومية في ✓
بتاريخ 8أبريل 1988دورا كبيرا في خطوات توسع القطاع العام بإنشاء مؤسسات عامة
جديدة أو السماح لمؤسسات عامة قائمة بإحداث فروع تابعة لها.
وفي سنة 2011عرفت تحوال مهما يتعلق بإصدار دستور المملكة المغربية الذي يحمل
في طياته مبادئ الحكامة الجيدة والحكامة المالية ،أما سنة 2015فستعرف ظهور القانون
التنظيمي للمالية ،130.13بعده سيتم إصدار تقرير المجلس األعلى للحسابات الخاص
بالمؤسسات العمومية وذلك سنة .2016
يستشف مما سبق ،أنه لدراسة موضوع الرقابة المالية على المؤسسات العمومية أهمية
بالغة نظرا للدور الذي أصبحت تحتله هذه الهيئات في تطوير الدولة المغربية وكذا انعكاسات
المساعدات واإلعانات المالية الموجهة لها على الميزانية العامة للدولة.ومن خالل ما سبق
قوله أنفا يمكن طرح اإلشكال التالي :
-6مليكة الصروخ ،القانون اإلداري دراسة مقارنة ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة السابعة ،2010ص.345 .
3
2
إلى أي حد ساهم القانون 69.00والمتعلق بالرقابة المالية على المنشآت العامة في
الرفع من فعالية ونجاعة عملية الرقابة على هذه المؤسسات؟
وتتفرع عن هذه اإلشكالية مجموعة من األسئلة الفرعية تتمثل في:
ما هي الهيئات المختصة بالرقابة المالية؟
ما هي أنواع الرقابة المالية المطبقة على المؤسسات العمومية ؟
ما آفاق تحسين الشفافية المالية بالمؤسسات العمومية؟
تالمس هذه األسئلة الفرعية مختلف الجوانب المتعلقة باإلشكالية الرئيسية و الموضوع
المراد معالجته بالدراسة و التحليل لإلجابة عليه سيتم اعتماد األسلوب الوصفي التحليلي
والقانوني .
وفق المحورين التاليين :
المبحث األول :ال مرتكزات المالية للدولة على المؤسسات العمومية في ظل القانون
69.00
المبحث الثاني :معيقات الرقابة المالية للدولة وآفاق تحسين الشفافية المالية
بالمؤسسات العمومية
4
3
المبحث األول :المرتكزات المالية للدولة على المؤسسات العمومية
تمارس الدولة على المؤسسات العمومية بموجب القانون 69.00المنظم لرقابة الدولة
على مالية المنشآت العامة بواسطة عدة هيئات مختصة بالرقابة المالية (المطلب األول) وذلك
عبر عدة أنواع من الرقابة المالية (المطلب الثاني).
إن الحديث عن الحكامة الجيدة للمؤسسات والمقاوالت العمومية البد أن يجرنا إلى
التطرق إلى الرقابة التي تمارسها الدولة على هذه المؤسسات المقاوالت وهكذا فقد حدد
القانون 69.00هاته الهيئات على سبيل الحصر في الماد 7و 9و 10منه وهي كاآلتي:
يعتبر وزير المالية على رأس الجهاز الحكومي الذي يخضع له كل من المراقبين
الماليين والمحاسبين العموميين وهو يقوم باإلضافة إلى اختصاصاته التقليدية بالمصادقة على
الميزانية والحسابات الختامية والسنوية وكذلك تمديد وتقليص المساهمات المالية ،ويتدخل في
مساعدته للقيام بهذه المهام مراقبو الدولة و الخزنة المكلفين باألداء ،حيث طبقا لمقتضيات
القانون ، 69.00تتحدد مهمة الرقابة المالية للوزير المكلف بالمالية على المقاوالت العمومية
طبقا ألحكام القانون 7في قيام ال سيد الوزير بتحديد كيفيات تطبيق هذا القانون بالنسبة إلى كل
مؤسسة أو الميزانيات والبيانات التوقعية لمدة متعددة السنوات وإقرارها والتأشير عليها
وطريقة مسك محاسبة اآلمر بالصرف والمساعي الواجب مسكها من لدن الخازن المكلف
باألداء ،كما يقوم بمراقبة الوثائق التي يتم بمقتضاها توقيع وتقييم وترخيص عمليات
االستغالل والتمويل الخزينة وعمليات االستثمار برسم السنة المحاسبية المالية.
-7المادة 7من القانون رقم 69.00المتعلق بالمراقبة المالية للدولة على المنشآت العامة وهيئات أخرى .الصادر بتنفيذ الظهير الشرف رقم
1.03.195الصادر في 16رمضان 11( 1424نوفمبر .)2003
5
4
الفقرة الثانية :مراقب الدولة
يتمتع مراقب الدولة ،ضمن الحدود التي يعينها الوزير المكلف بالمالية بسلطة تأشير
على االقتناءات العقارية أو االتفاقية المتعلقة باألشغال والتوريدات والخدمات وكذا منح
اإلعانات المالية والهبات ،ويمارس كذلك حق تأشير مسبق على قرارت تسيير المستخدمين
بالمؤسسات العمومية التي ال تتوفر على نظام أساسي للمستخدمين وتبين الحدود المحددة من
طرف وزير المالية على أساس أهمية الهيئة وعدد العمليات المعنية ومبالغها.
وفي حالة رفض التأشيرة ،يبث الوزير المكلف بالمالية في األمر ،كما يجوز لمراقب
الدولة أن يبدي رأيه في كل عملية تتعلق بتسيير الهيئة أثناء مزاولته لمهامه وأن يبلغه كتابة
إلى الوزير المكلف بالمالية أو رئيس مجلسي اإلدارة أو الجهاز التداولي أو إدارة الهيئة
بحسب الحالة ،ويحرر في هذا الشأن تقريرا سنويا يوجهه إلى الوزير المكلف بالمالية
ويعرضه على المجلس اإلدارة أو الجهاز التداولي.
يعين الخازن المكلف باألداء وفق المادة الثانية من المرسوم الصادر في 16دجنبر
2003بمقرر للوزير المكلف بالمالية من بين الموظفين العاملين بقطاع المالية والمنتمين
على األقل إلى إطار مرتب في سلم األجور رقم 10أو إطار معتبر في حكمه ويزاول مهامه
لدى نفس الهيئة لمدة أقصاها ست سنوات.
ويعتبر الخازن المكلف باألداء كمحاسب عمومي مسؤوال عن عمليات النفقات وهو
يقوم بعمله وفقا لمقتضيات قانون المحاسبة العمومية إضافة إلى ظهير 11نونبر 2003
ويتعين على المديرية المعين لها هذا العون أن تضع رهن إشارته الوسائل المتعلقة بالمعدات
والموظفين التي يراها وزير المالية ضرورية للقيام بمهمته.
ويجب على الخازن التأكد من أن األداءات التي تتم لفائدة الدائن الحقيقي وتوفر
االعتمادات وبناء على وثائق صحيحة تثبت صحة حقوق الدائن والعمل المنجز في حالة عدم
توفر إحدى هذه العناصر فيمكن أن يرفض إنجاز أي أداء ال يحترم العناصر السابقة ،وفي
هذه الحالة يتحتم على العون المحاسب أن يمثل لهذا الطلب الذي يضيفه إلى سند األداء
ويخبر بذلك فورا المراقب المالي قبل أن يقوم باألداء ،وتنتفي مسؤولية الخازن المكلف
6
5
باألداء عندما يوجه رفضا معال إلى مدير الهيئة المعنية ويوجه له بذلك المدير أمرا بالتسخير قصد التأشير على وسيلة
األداء ،ويجب عليه التقيد بهذا األمر بالتسخير ويخبر وزير المالية بذلك فورا كما يوقع الخازن المكلف باألداء مع مدير
الهيئة المعنية على وسائل األداء كاألوراق التجارية والوسائل والعمليات البنكية األخرى .وهناك بعض المؤسسات التي ال
يمارس اآلمر بالصرف اختصاصاته بها إال بقرار من وزير المالية.
وإضافة إلى هذه الهيئات األساسية فيما يخص المراقبة المالية للدولة على المنشآت العامة ،1هناك هيئات ثانوية أخرى
تقوم بنفس المهمة تتمثل في مفوض أو مندوب الحكومة والذي يمارس عدة اختصاصات حسب المواد ( )1,2,3,6,9من
القانون ،69.00كما يعد تقريرا سنويا عن حالة تنفيذ اإلتفاقية المشار إليها في المادة 15ويوجهه إلى الوزير المكلف
بالمالية ويعرضه على مجلس اإلدارة أو الجهاز التداولي .إضافة إلى مراقبة المفتشية العامة للدولة التي تضطلع بسلطة
التأكد والمراقبة على مجموع األداءات ومجموع النفقات العمومية إضافة إلى إجراء أبحاث لتقييم عمليات التسيير بوجه
عام إال أن هذه العمليات تبقى ثانوية بحيث ال تقوم هذه المفتشية بعملها من تلقاء نفسها وإنما بناء على طلب من وزير
المالية أو السلطة الحكومية أو بناء على طلب المقاولة العمومية نفسها.
يعتبر المجلس األعلى للحسابات الجهاز األعلى للرقابة على المالية العامة ببالدنا ،طبقا للفصل 147من دستور
المملكة ،2حيث يتحقق من سالمة العمليات المتعلقة بمداخيل ومصاريف األجهزة الخاضعة لمراقبته بمقتضى القانون،
ويقيم كيفية تدبيرها لشؤونها ،ويتخذ عند االقتضاء ،عقوبات عن كل إخالل بالقواعد السارية على العمليات المذكورة .كما
تناط به إختصاصات أخرى تتعلق بمراقبة وتتبع التصريح بالممتلكات وتدقيق حسابات األحزاب السياسية وفحص النفقات
المتعلقة بالعمليات اإلنتخابية .وفضال عن ذلك ،وطبقا للفصل 148من الدستور ،يبذل المجلس مساعدته للبرلمان
والحكومة وللهيئات القضائية.
وعلى غرار األجهزة العليا للرقابة على المالية العامة في الدول التي تعتمد النموذج القضائي ،يتولى المجلس من
أجل القيام بهذه المهام ممارسة نوعين من االختصاصات التي ينظمهما القانون رقم 99.62المتعلق بمدونة المحاكم
المالية ،3وهي :إختصاصات قضائية تتجلى في التدقيق والبت في حسابات األجهزة العمومية المدلى بها من طرف
المحاسبين العموميين أو المحاسبين بحكم الواقع ،وفي التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية ،وإختصاصات غير
قضائية ،تتمثل في مراقبة تدبير مرافق الدولة والمؤسسات واألجهزة العمومية األخرى ألجل تقديره من حيث الكيف
- 1المادة 16من القانون رقم 00.69المتعلق بالمراقبة المالية للدولة على المنشآت العامة وهيئات أخرى.
- 2نص الفص 147دستور المملكة لسنة ، 2011على أن" :المجلس األعلى للحسابات هو الهيأة العليا لمراقبة المالية العمومية بالمملكة ،ويضمن الدستور إستقالله"...
مرجع سابق.
- 3القانون رقم 62.99المتعلق بمدونة المحاكم المالية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.02.124بتاريخ فاتح ربيع اآلخر 13( 1423يونيو ،)2002ج.ر .عدد
،5030كما تم تعديله بالقانون رقم 55.16الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.16.153بتاريخ 21من ذي القعدة 25( 1437غشت ،)2016ج.ر .عدد .6501
6
وإقتراح الوسائل الكفيلة بتحسين طرقه والزيادة في فعاليته ومردوديته ومستوى أدائه ،وكذا مراقبة استخدام األموال
العمومية التي تتلقاها المقاوالت أو الجمعيات.4
ويمارس المجلس األعلى للحسابات األعمال الرقابية بواسطة هيأة قضائية إنطالقا من الوثائق المدلى بها إليه أو
باإلنتقال إلى عين المكان تبعا لبرنامج عمل سنوي يعده الرئيس األول ،يكلل بتقارير عن العمليات واألنشطة التي يقوم
بها ،كما ينشر معها مجموعة من القرارات التي يصدرها بحق من ثبث لديهم إختالالت مالية.
ويأتي الحديث عن هذه التجربة الهامة والمتميزة خصوصا بعد مرور ما يقرب عن ثمانية عشرة سنة على صدور
مدونة المحاكم المالية سنة ، 2002وبعد تركيزاإلنتباه ،من طرف المجلس على القطاعات ذات الطابع اإلجتماعي
كالصحة والتعليم 5.ولعل ما يبرر المهمات الرقابية التي قام بها المجلس هو حجم األموال التي تتلقاها األكاديميات
الجهوية للتربية والتكوين وخاصة المخطط اإلستعجالي 2012 -2009والذي أصدر بشأنه تقريرا خاصا ،باإلضافة إلى
تقارير حول تسيير بعض األكاديميات وقرارات تأديبية بحق موظفي بعض المصالح التابعة لألكاديميات الجهوية وهو ما
سنعرض له من خالل إبراز هذه الرقابة في شقيها القضائي وغير القضائي وهي محدودة من حيث العدد.
الرقابة المالية يقصد بها تلك الرقابة التي تمارسها الدولة على المقاوالت العامة بموجب القانون رقم 00.69المنظم
لرقابة الدولة المالية على المنشآت العامة باختالف أنشطتها وطبيعتها وكذا المساطر القانونية المؤطرة لها ،كل هذا جعل
الدولة تجد صعوبة في مراقبتها ماليا وإداريا ،ولهذا انجد ان المشرع وضع عن طريق القانون 00.69عدة أنواع من
المراقبة ،إللحاطة بالعمليات المالية والتنظيم المالي لكل نوع من هذه المنشآت العامة ،بحيث تحدد وتراجع بصفة دورية
بمرسوم قائمة المنشآت العامة الخاضعة لكل نوع من المراقبة وترفق هذه القائمة بالتقرير الملحق بمشروع قانون مالية
السنة.
- 4المجلس األعلى للحسابات ،قرارات صادرة عن غرفة التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية ،أبريل ،2019منشور في موقع المجلس،
http://www.courdescomptes.ma/
- 5ادريس طاهري ،تجربة المجلس األعلى في مراقبة تسيير الجامعات ،المجلة المغربية للمالية العمومية العدد ،2014/4كلية العوم القانونية واإلقتصادية واإلجتماعية،
فاس.
7
وتخضع هذه المؤسسات للمراقبة إما بكيفية قبلية (الفقرة األولى) ،أو بكيفية مواكبة
(الفقرة الثانية) ،أو بكيفية اتفاقية (الفقرة الثالثة) ،لنختتم هذا المطلب بالحديث عن مراقبة
المقاوالت ذات االمتياز (الفقرة الرابعة).
إن المراقبة المالية القبلية على المؤسسات والمقاوالت العمومية تعتبر رقابة مشروعية،
ينظمها الظهير الشريف رقم 1.03.195الصادر في 16رمضان 11( 1424نونبر )2003
بتنفيذ القانون رقم 69.00المتعلق بالمراقبة المالية للدولة على المنشآت العامة وهيئات
أخرى.9
فيقصد بالرقابة القبلية طبقا ألحكام المواد ،10 ،9 ،8 ،7من القانون 69.00تلك
الرقابة التي يقوم بها كل من وزير المالية ومراقب الدولة والخازن المكلف باألداء كل حسب
اختصاصه ،10بحيث تخضع للرقابة القبلية المبنية على المشروعية عمليات ،المؤسسات
العمومية التي ال تملك أنظمة معلوماتية ،ذات مصداقية يمكن أن تقدم للمؤسسات تحصينات
بخصوص ضبط وتوقع المخاطر االقتصادية والمالية ،11وترتكز هذه المراقبة على التأكد من
مشروعية المداخيل على النفقات .
أما فيما يتعلق بمراقب الدولة وإضافة إلى االختصاصات التي أشرنا إليها سابقا في
إطار الحديث عن الهيئات المختصة بالرقابة المالية ،فإن دوره بخصوص المراقبة القبلية
يتجلى في كونه يتمتع بحق االطالع الدائم على جميع المعلومات والوثائق سواء لدى الهيئة أو
الشركات التابعة لها ومساهماتها وله أن يقوم بجميع أعمال التحقق والمراقبة التي يراها
مالئمة اعتمادا على المستندات ...الخ.
أما دور الخازن المكلف باألداء فيتمثل بكونه مسؤوال عن صحة عمليات النفقات سواء
بالنظر إلى أحكام األنظمة األساسية والمالية للهيئة ،كما يجب عليه التأكد من أن األداءات تتم
لفائدة الدائن الحقيقي ،وكذلك في توفر االعتمادات ،12ويلعب دورا محوريا ويمارس مهامه
-9عبد الواحد العسالي ،دور الخازن المكلف باألداء في مراقبة لمؤسسات العمومية ،ملخص أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،بكلية
الحقوق بفاس ،المجلة المغربية للمالية العمومية ،مطبعة البالبل البطحاء ،فاس ،سنة ،2014ص .109
-10المادة 3من القانون رقم 69.00المتعلق بالمراقبة المالية للدولة على المنشآت العامة وهيئات أخرى.
-11إدريس ألطاهري ،التدبير المالي للجامعات بالمغرب ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا ،فاس ،السنة
الجامعية ،2014/2013ص.273 .
-12المادة 9من القانون رقم .69.00المتعلق بالمراقبة المالية للدولة على المنشآت العامة وهيئات أخرى.
8
8
بصفته محاسبا عموميا معتمدا على المواد البشرية والمادية لهذه األخيرة ،وتتميز
اختصاصاته بالتعدد والتنوع،
وتجدر اإلشارة إلى أن الخازن المكلف باألداء ليس له أي دور في المراقبة المواكبة،
وتخضع للمراقبة المالية ال قبلية التي يتكلف بها الخازن المكلف باألداء والوزير المكلف
بالمالية ،ومراقب الدولة ،كل في مجال اختصاصه 2226منشأة عامة حسب تقرير حول
المؤسسات والمنشآت العامة الملحق بمشروع قانون المالية لسنة 132013نذكر منها:
وكالة تهيئة بحيرة مارشيكا .AASLM
يقوم مراقب الدولة والوزير المكلف بالمالية بمراقبة مواكبة على شركات الدولة التي
تملك فيها الدولة أو جماعة محلية مساهمة مباشرة ،14وعلى المؤسسات العامة المرتبطة مع
الدولة بعقود برامج ، ،15حيث ترتكز هذه المراقبة على عمليات تقييم النتائج وجودة
التدبير ،16وتتسم هذه المراقبة بكونها تتم بالموازاة مع قيام المقاولة العمومية بأنشطتها
وعملياتها.17
كما تخضع للمراقبة المواكبة المؤسسات العامة التي تثبت اعتمادها الفعلي لمنظومة
اإلعالم والتسيير والمراقبة الداخلية المصادق عليها بصفة صحيحة من لدن مجلس اإلدارة أو
الجهاز التداولي:
مخطط تنظيمي تحدد فيه البنيات التنظيمية للتسيير والتدقيق الداخلي بالمؤسسة
ومهامها واختصاصاتها.
محاسبة تمكن من إعداد قوائم تركيبية صحيحة وصادقة ومشهود بصحتها.
9
9
مخطط لمدة متعددة السنوات يشمل فترة ال تقل عن ثالث سنوات يتم تحيينها
كل سنة.
تقرير سنوي عن التسيير يعده مدير المؤسسة..
ويمارس الوزير المكلف بالمالية في إطار المراقبة المواكبة على شركات الدولة ذات
المساهمة المباشرة المو افقة المسبقة على مقررات مجلس اإلدارة أو الجهاز التداولي المتعلق
بعمليات معينة ،حيث ال تصبح نهائية إال بعد موافقته
تخضع للمراقبة المواكبة المؤسسات العامة المرتبطة مع الدولة بعقود برامج ،كما تعفي
هذه المؤسسات من الموافقة المسبقة على الوثائق المنصوص عليها في المادتين 7و 11من
القانون .69.00
كما تحدد في عقود البرامج لمدة متعددة السنوات وعلى الخصوص التزامات الدولة
والهيئة المتعاقدة واألهداف التقنية واالقتصادية والمالية المحددة للهيئة ،ويوقع عقود البرامج
باسم الدولة كل من الوزير المكلف بالوصاية والوزير المكلف بالمالية وعن الهيئة رئيسي
مجلس اإلدارة أو الجهاز التداولي أو المدير إذا فوض إليه ذلك من طرف رئيسي مجلسي
اإلدارة أو الجهاز التداولي السالف الذكر.18
ويجب على الهيئات الخاضعة للمراقبة المواكبة ،تبعا لمقتضيات المادة 14من القانون
69.00إحداث لجنة للتدقيق والتي تتألف باإلضافة إلى مراقب الدولة ،من عضوين إلى أربعة
أعضاء غير مسيرين أو من ينوب عنهم شخصيا لهذا الغرض ،حيث تهدف هذه اللجنة إلى
تقييم العمليات وجودة التنظيم ،ودقة وحسن تطبيق منظومة اإلعالم وإنجازات الهيئة ،وتوجه
لجنة التدقيق مباشرة إلى مدير الهيئة تقريرا يتضمن نتائج تدخالتها ،وكذا التوصيات التي
تراها مفيدة لتحسين التسيير والتحكم في المخاطر االقتصادية والمالية للهيئة ،ويعرض هذا
التقرير على مجلس اإلدارة أو الجهاز التداولي.19
تخضع للمراقبة بمقتضى اتفاقية شركات الدولة التي ال تملك فيها الدولة أو جماعة
محلية مساهمة مباشر ،وكذا الشركات التابعة العامة التي تملك فيها مباشرة الدولة أو جماعة
-18المادة 18من القانون رقم ، 69.00المتعلق بالمراقبة المالية للدولة على المنشآت العامة وهيئات أخرى
-19المادة 14من القانون رقم ، 69.00المتعلق بالمراقبة المالية للدولة على المنشآت العامة وهيئات أخرى
10
10
محلية أغلبية رأس المال ،ويسهر على تنفيذ المراقبة بمقتضى اتفاقية مندوب الحكومة ،إما
عن طريق اتفاقية مراقبة مبرمة مع الدولة أو اتفاقية مبرمة مع المقاولة األم وفقا لمقتضيات
الباب الخامس من القانون ،2069.00ويتم تعيينه وفق ما تنص عليه المادة األولى من مرسوم
19دجنبر 212003بقرار لوزير المالية من بين الموظفين العاملين بقطاع المالية ،حيث يعد
تقريرا سنويا عن حالة تنفيذ االتفاقية ،يوجهه إلى الوزير المكلف بالمالية ويعرضه على
مجلس اإلدارة أو الجهاز التداولي.22
كما تنص اتفاقية المراقبة على التزامات شركة الدولة أو الشركة التابعة العامة
المتعاقدة ،خاصة المقررات الواجب الحصول في شأنها على الترخيص المسبق من مجلس
إدارتها.
وتحدد وتراجع بصفة دورية بمرسوم قائمة شركات الدولة الخاضعة للمراقبة االتفاقية،
وترفق بالوثائق الملحقة بمشروع قانون المالية عند عرضه على البرلمان ،وبالرجوع إلى
التقرير المرفق بقانون مالية 2011والمتعلق بالمنشآت والمقاوالت العمومية ،نجد أن
شركات الدولة الخاضعة للمراقبة االتفاقية نذكر منها:
شركات الدولة ذات المساهمة غير المباشر:
شركات الدار البيضاء للنقل .100%ADER ✓
شركة ترامواي الرباط – سال .100%TRANSPORTS ✓
SAOشركة العمران لتهيئة أكاد ير . 100%STRS ✓
ومن خالل تقرير المنشآت العامة المرفق بالقانون المالي لسنة ،2011تم التوصل إلى
أن عدد الشركات الخاضعة للرقابة االتفاقية 17شركة وتمثل .16%
-20المادة 20من القانون رقم ، .69.00المتعلق بالمراقبة المالية للدولة على المنشآت العامة وهيئات أخرى
-21مرسوم رقم 2.02.121الصادر في 19دجنبر ، 2003المتعلق بمراقبي الدولة ومندوبي الحكومة والخزينة المكلفين باألداء لدى المنشآت
العامة وهيئات أخرى ،الجريدة الرسمية ،عدد ، 5174،بتاريخ 1يناير ،2004ص.112 .
-22الفقرة الثانية من المادة 16من القانون رقم ، 69.00المتعلق بالمراقبة المالية للدولة على المنشآت العامة وهيئات أخرى.
11
11
الفقرة الرابعة :رقابة التسيير على األكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ( تقرير
المجلس حول مراقبة المخطط اإلستعجالي )2012/2009
لقد صدر عن المجلس األعلى للحسابات ،تقرير حول تقييم المخطط اإلستعجالي لوزارة التربية الوطنية في ماي
، 2018فبال رغم من مرور ست سنوات على المخطط فإن مرحلة تقييمه و دراسة األثر على الفرد والمجتمع تبقى
واردة ،وهو عمل يندرج ضمن المهام المنوطة بالمجلس في مجال المراقبة على التسيير « contrôle de la
» getionالمنصوص عليها المنصوص عليها في المادتين َ 75و 76من القانون 62.99بمثابة مدونة المحاكم
المالية والذي تم تغييره وتتميمه كما أسلفنا بالذكر.
وللقيام بهذه المهمة على أكمل وجه ،وضع المجلس أهداف ونطاق إشتغاله كما حدد منهجية عمل بشكل مسبق.
فيما يخص األهداف ونطاق المهمة فقد إنصبت على مراقبة المخطط اإلستعجالي وتقييمه في مختلف مراحل
إنجازه ،بد ًء بمرحلة اإلعداد والتخطيط و التنفيذ الميزانياتي ومنظومة القيادة والتتبع وصوال إلى قياس النتائج وتقييمها
من خالل األهداف المسطرة .وألجل تحقيق أهداف التقرير والخروج بخالصاصات ،إتبع المجلس مختلف الطرق من
قبيل دراسة جميع الوث ائق ذات الصلة بالمخطط األستعجالي بما فيها نتائج التقييم الداخلي وفحصها ،وإجراء المقابالت
مع المسؤولين المركزين بقطاع التربية الوطنية ،سعيا لمقارنة هذه المنجزات باألهداف المسطرة سلفا.1
في شكل خالل هذه المرحلة إستطاع المجلس أن يضع يده على مجموعة من اإلختالالت وتم صياغتها
مالحظات حول مرحلة األعداد.3
-اإلنتظار حتى سنة 2009لتنزيل اإلصالحات الواردة في الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي
إنطلق منذ سنة 2000وهي مدة طويلة مقارنة مع حجم اإلنتظارات التي جاء بها الميثاق؛
- 1المجلس األعلى للحسابات ،تقرير حول تقييم المخطط اإلستعجالي لوزارة التربية الوطنية ،مايو .2018
- 2نفس المرجع.
- 3نفس المرجع.
12
-عدم فعالية اللجوء إلى الخبرة األجنبية من أجل إعداد مخطط إستعجالي حيث تم عقد صفقة 18مليون
مع مكتب دراسات إصطدمت دراساته بصعوبات التنزيل مما جعل الوزارة تعيد هيكلة المخطط؛
-عدم توفر الوزارة على اآلليات والميكانيزمات التي تمكنها من ضبط الحاجيات الحقيقية مما جعل
التخطيط اليتماشى و إعادة هيكلة المخطط يسقط في إخفاق اإلستجابة لمتطلبات اإلصالح؛
-عدم نهج المقاربة التشاركية خالل مرحلة إعادة تأطير المخطط بالرغم من أن المخطط األولي تم
اإللتزام به أمام جاللة الملك وتوقيع 9إتفاقيات شراكة.
وللتحقق من الكلفة الحقيقية للمخطط ،في غياب معطيات مالية بكل مشروع ،إسترشد المجلس إلى فحص نفقات
المخطط اإلستعجالي للفقرة الممتدة مابين 2012-2009بالرجوع إلى اإلعتمادات النهائية التي تضمنتها الحسابات
اإلدارية للوزارة والميزانيات النهائية لألكاديميات وهي تقنية المراقبة والفحص من خالل وضعية اإلستهالك وبذلك
إستطاع المجلس األعلى للحسابات التوصل إلى معطيات رقمية مكنته من رسم صورة عن حجم المبالغ المالية المعبأة،
وقد لخصها في الجدول التالي:
جدول رقم :وضعيات إستهالك اإلعتمادات المرصودة لوزارة التربية الوطنية خالل الفترة 2012-2009
اإلعتمادات الملتزم
المبالغ المؤداة اإلعتمادات النهائية الفصل
بها
13.791.296.177 15.553.987.590 19.157.634.223 المعدات والنفقات
اإلستثمار(إعتمادات
11.373.786.164 19.502.954.882 23.966.725.044
األداء)
25.165.082.341 35.056.942.472 43.124.359.267 المجموع
المصدر :تقرير المجلس األعلى من خالل معطيات وزارة التربية الوطنية
بعدددددما تددددم حصددددرالمبلغ اإلجمددددالي للمخطددددط اإلسددددتعجالي كمددددا هددددو مبددددين فددددي الجدددددول أعدددداله
43.124.359.267مليار درهم ،إستطاع المجلس األعلى للحسابات الوقوف على مجموعة من المؤشرات التدي مدن
13
شأنها أن تشكل صورة عن الوضعية الحقيقية عن للتدبير المالي للمخطط األستعجالي وتسداعده علدى قيداس مددى فعاليدة
األجهزة المالية وهي كالتالي:
جدول رقم :مقارنة نسبة تنفيذ ميزانية قطاع التربية الوطنية مع مستوى تنفيذ الميزانية العامة خالل الفترة 2012-2009
وعموما بعد تحليل أرقام المبالغ ونسب تسوية هذه النفقات خلص المجلس إلى المالحظات الجوهرية التالية فيما
يخص تدبير ميزانية المخطط اإلستعجالي:
-األداء العام لتدبير الميزانية خالل فترة تنفيذ المخطط اإلستعجالي يبقى ضعيفا ،ويعكس ضعف التعبئة
التي كان ينبغي توفيرها ل تنزيل المخطط اإلستعجالي كبرنامج إستراتيجي ذو بعد وطني؛
-تدبير اإلعتمادات المرخص بها في فصل المعدات والنفقات المختلفة لم يخضع لمقاربة التدبير
بالمشاريع كما هو مبين في الوثائق المؤطرة للمخطط اإلستعجالي؛
-عمليات تحويل اإلعتمادات من المادة " 3000اإلدارة الخارجية " إلى المواد من " 3001إلى
3016الخاصة باألكاديميات الجهوية " كنفقات تم تصفيتها وأداؤها على المستوى المركزي ،في حين أن
اإلستهالك الفعلي لهذه اإلعانات تم على مستوى األكاديميات الجهوية للتربية والتكوين؛
-عدم إعداد ميزانيية منففصلة تخص المخطط اإلستعجالي ،حيث لم تعمل الوزارة على وضع نظام
يمكن من تمييز الموارد المالية المخصصة للبنامج اإلستعجالي عن باقي النفقات األخرى وبالتالي ،تم دمج
الغالف المالي المخصص للبرنامج ضمن بنود الميزانية؛
-ضعف القدرات التدبيرية في مجال المحاسبة والتدبير المالي للمشاريع ،كما يتضح ذلك من خالل
غياب تأطير ميزانياتي واضح للمخطط االستعجالي ،وغياب نظام للقيادة يمكن من التحكم في مختلف مكونات
14
المخطط ،وعدم إرساء نظام معلوماتي مندمج يمكن من تجميع المعلومات ويساعد على اتخاذ القرارات
المناسب؛
-إزدواجية النفقات من خالل تواجدها ضمن محاسبة األكاديميات والمصالح المركزية ،مما يفتح الباب
أمام سوء الترشيد وغياب الحكامة.
وعموما فإن المجلس األعلى للحسابات صرح بأن التكلفة المالية الحقيقية للمخطط االستعجالي تقريبية حيث تم
تقييمها من خالل اعتمادات األداء المفتوحة في القوانين المالية وفي الميزانيات الخاصة باألكاديميات الجهوية للتربية
والتكوين عن السنوات الممتدة من 2009إلى 4.2012كما وقف على مجموعة من اإلختاللت التدبيرية التي ردت
عليها الوزارة بتبريرات وقد أوردها التقرير في ثناياه بالخط األزرق.5
المبحث الثاني :اختااللت الرقابة المالية للدولة على المؤسسات العمومية وآفاق
تحسينها
يلعب قطاع المؤسسات والمقاوالت العمومية دورا مهما في التنمية االقتصادية واالجتماعية ببالدنا اعتبارا لوزنه
في اإل قتصاد الوطني ومكانته في إعداد وتنفيذ السياسات العمومية ،إال أن هذا القطاع يعاني من مجموعة من المعيقات
واإلختاالت التي تتمثل في ضعف المراقبة المالية للمؤسسات العمومية على ضوء قانون 00.69
المطلب األ ول :تجليات ضعف المراقبة المالية للمؤسسات العمومية على ضوء قانون
00.69
من المالحظ أن القانون رقم 00.69المتعلق بالمراقبة المالية للدولة على المنشآت العامة وهيئات أخرى ،ال يميز
بين األ شكال القانونية للمؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري وشركات الدولة والشركات العامة التابعة
والمقاوالت ذات اإل متياز ،وذلك على مستوى ميزانية ومحاسبة هذه المؤسسات وقوائمها التركيبية وكذلك بيان توزيع
رأسمالها حيث ترك المجال لمقررات الوزارة المكلفة بالمالية لتحديد التنظيم المالي 6والمحاسبي الخاص بكل صنف من
أصنافها .حيث أن هذه المقررات تحدد لكل هيئة تنظيمها المالي والمحاسبي والذي ينص على أن تعتمد قواعد المحاسبة
العمومية بالمقاوالت العمومية.
- 4المستنتجات العامة الواردة في تقرير المجلس األعلى للحسابات ،نفس المرجع السابق ،ص.90.
- 5تقرير المجلس األعلى للحسابات حول تقييم البرنامج اإلستعجالي ،مرجع سابق.
نوال المرابطي ،أهمية المحاسبة التحليلية كأداة في مراقبة التسيير ،رسالة ماجيستر ،جامعة الجزائر2006/2005 ، - 6
15
حيث نالحظ أن السلطات المغربية أصبحت تميل إلحداث وكاالت بتنفيذ برامج أو
سياسات قطاعية كبرى أو حتى اإلشراف أو تدبير سياسات حكومية استراتيجية مما يجعل
هذه الوكاالت والمؤسسات خارج آلية رقابة حقيقية على تدبيرها المالي وعلى استثماراتها
التنموية ،مما يعتبر بمثابة تهريب لهذه االستثمارات من الحكومة المسؤولة سياسيا أما الملك
والبرلمان وحتى أمام الرأي العام ،إلى هيئات ال تخضع ألية رقابة واضحة.
وفي إطار تفعيل المبادئ الدستورية المتعلقة بالحكامة الرشيدة والشفافية في تدبير الشأن
العام ،وربط المسؤولية بالمحاسبة ،والتي نص عليها دستور 2011وخصوصا الفصل 27
منه الذي ينص على الحق في الولوج إلى المعلومة فقد أنجزت مديرية المنشآت العامة و
الخوصصة ،مرسوما يخص تحديد أشكال نشر الحسابات السنوية للمؤسسات العمومية،26
حيث مرت صياغته طبقا للقانون 69.00المتعلق بالمراقبة المالية ،فنصت المادة 20منه
على ما يلي "الحسابات السنوية للمؤسسات العمومية تنشر في الجريدة الرسمية وفق األشكال
التي تحدد واسطة مرسوم".إال أن المالحظات العامة بخصوص عملية النشر فإن أغلبية هذه
المؤسسات ال تقوم بها ،مما يصعب من إمكانية تتبع ومراقبة هذه المنشأة.
كما أن القانون رقم 69.00ال يفرض أية سلطة رقابية حقيقة على هذه المؤسسات حيث
تتجلى قوتها في الرقابة المحاسبية الشكلية التي يجريها أعوان وزارة المالية على الوثائق وال
يمكن مناقشة مشاريعها وكذا استعمالها لمحافظها المالية ،وخصوصا عندما يتعلق األمر
بالمؤسسات العمومية االستراتيجية.27
-غياب تدبير ومراقبة القطاعات االستراتيجية:
حيث أن مخطط المغرب األخضر مثال أصبح تنفيذه مخوال لوكالة التنمية الفالحية
بقيمة استثمارات تصل إلى 194مليار درهم (مدته 10سنوات) عوض أن تقدم الوزارة على
الفالحة بذلك مباشرة بمعنى أن تفويت تدبير هذه االستثمارات التنموية للوكاالت تفرغ العمل
الحكومي من أي مضمون حقيقي.28
-26مرسوم رقم 2.13.882صادر في 12من صفر 16( 1435دجنبر ، )2013بتحديد أشكال تمييز الحسابات السنوية للمؤسسات
العمومية ،الجريدة الرسمية ،عدد ،6218الصادر بتاريخ 29صفر 2( ، 1435يناير .)2014
-27الفصل 49من الدستور المغربي ،الذي ينص على أنه سيتم تحديد الئحة المؤسسات العمومية االستراتيجية بقانون تنظيمي مثل :مكتب تنمية
الصناعة ONARIP.CDGمكتب األبحاث والمساهمات المعدنية.
-28عبد اللطيف برحو ،من يراقب أموال المؤسسات العمومية ،الموقع اإللكتروني www.medi1tv.comتاريخ الزيارة
2017/12/26الساعة. 22H40MIN.
13
16
-االنتقال من الرقابة القبلية إلى الرقابة البعدية:
هذا االنتقال الذي نصت عليه مقتضيات القانون 69.00يعرف صعوبات متعدد تتمثل
في الضمانات المتعلقة بمدى التزام مديري المقاوالت العمومية بمعايير الجودة ،والفعالية في
التدبير المبني على النتائج خاصة على مستوى مراقبة المشروعية أو الرقابة القبلية ،فإن
الواقع يظهر أنه ال تزال هناك العديد من االختالالت على مستوى التسيير والتدبير ،ولذلك
فإن االنتقال إلى الرقابة المواكبة قد يؤدي إلى تفاقم هذه الظواهر لكونها تعتبر رقابة بعدية
تقوم على الفعالية و النجاعة في األداء.
-المؤسسات العمومية والدين الخارجي:
بالنظر إلى القانون رقم 69.00فإنه لم يضم سقفا للديون الموجهة من الدولة إلى
المؤسسات العمومية حيث تعد هذه األخيرة بمثابة عبء يثقل كاهل ميزانية الدولة ويقف
وراء توسيع المديونية الخارجية داخل المالية العامة ،حيث أصبحت هذه المؤسسات بمثابة
حكومة موازية لتلك التي تتشكل نظريا بناءا على نتائج االنتخابات التشريعية واألغلبية
البرلمانية داخل مجلس النواب ،حيث تتدخل في مجاالت استراتيجية موزعة على القطاعات
االجتماعية والصناعية والخدمات والفالحة.29
في حين دق المجلس األعلى للحسابات ناقوس الخطر في تقريره الخاص بالمؤسسات
العمومية ،محذرا من الخطر الذي باتت تشكله على مالية الدولة ،مشددا على أن هذه الهيئات
تجعل ميزانية الدولة في عجز دائم ،يقدر بحوالي 25مليار درهم سنويا ،وبالتالي لجوء
المؤسسات العمومية إلى االقتراض في الخارج بضمانة الدولة ،إذ باتت تمثل القسم األكبر
من الديون الخارجية للمغرب وذلك بغية إنجاز برامجها لالستثمارات.
حيث أن ديون التمويل قد سجلت خالل سنة 2016ارتفاعا بنسبة 7.6%مقارنة مع
سنة 2015ليصل بذلك المجموع إلى 261مليار درهم 80%منها توجد في ذمة المؤسسات
العمومية وهي:
المكتب الشريف للفوسفاط .OCP
-29خالصات تقرير الموازي لمشروع القانون المالي لسنة 2018الخاص بوضعية المؤسسات والمقاوالت العمومية.
14
17
وكالة طنجة البحر المتوسط.
علما أن المؤسسات والمقاوالت العمومية ذات الطابع التجاري تستأثر لوحدها ب 91%
من الديون الخارجية لما يفوق 236مليار درهم ،كما أن مشروع قانون المالية لسنة 2018
يتوقع أن ترتفع اإلمدادات المالية الموجهة للمؤسسات العمومية إلى 30مليار درهم حيث
كانت سنة 2016حولي 26مليار درهم بنسبة تقدر بحوالي 12.3%من نفقات الميزانية
العامة للدولة.
-مراقبة الدولة:
حسب مقتضيات القانون 69.00فإنه لم يتم التنصيص على ضرورة تفرع مراقب
الدولة لممارسة مهامه الرقابية الموكول له على أكمل وجه ،حيث غالبا ما تجده مكلفا بمهام
أخرى د اخل وزارة االقتصاد والمالية وهذا ما يؤدي إلى التأثير على جودة ونجاعة دوره
الرقابي ،فضال على أن الطبيعة القانونية لوظيفة المراقبة تحتم عليه أن يتوفر على تكوين
جيد خصوصا في المسائل المتعلقة بالجانب المالي نظرا لترجيح الجانب التقني في هذا
الميدان
18
الفقرة األولى :تدعيم الحكامة لتسيير المؤسسات العمومية على مستوى الرقابة
-31تقرير المجلس األعلى للحسابات حول قطاع المؤسسات والمقاوالت العمومية بالمغرب ،مشروع قانون المالية لسنة ،2018ص .133.
-32قواعد التسيير الجيد لهيئة الحكامة ،حسب الميثاق المغربي للممارسات الجيدة لحكامة المنشآت والمؤسسات العمومية.
-33ياسين ابن خلدون ،المجلس الحكومي -مشروع قانون رقم 61.17المتعلق بحكامة المؤسسات والمقاوالت العمومية 22 ،أكتوبر .2017
،www.medi1tv.ma -34اطلع عليه ،6/01/2018على الساعة.21H40MIN
-35الميثاق المغربي للممارسات الجيدة لحكامة المؤسسات والمنشآت العامة لسنة .2012
16
19
توضيح أهداف المراقبة (الجدوى ،صحة ودقة العمليات وتقييم األداء)
ومسؤوليات الفاعلين المعنيين وإدراج تصنيف جديد للمراقبة (قبلية ومواكبة إلى جانب
المراقبة التعاقدية).
ويهدف تعزيز الترسانة القانونية المنظمة للمؤسسات والمقاوالت العمومية
وتدعيم حكامتها إلى تنزيل أفضل السياس ات واالستراتيجيات العمومية وذلك تماشيا وانسجاما
مع الممارسات الدولية الجيدة فيما يخص الشفافية والحكامة ،من خالل إعداد مخططات
والسهر على حسن تطبيق الميثاق.36
ويهدف هذا الميثاق الذي يشمل المبادئ العامة والتوصيات ومناهج السلوك في
مجال الحكامة الجيدة إلى إرساء تسيير مسؤول وشفاف يضمن مصداقية وفعالية ونجاعة
األداء العمومي وكذا تأكيد إلزامية اإلجبار باإلنجازات وشفافية اتخاذ القرارات وتشجيع
التفاعل والشفافية من أجل االستجابة النتظارات األطراف المعنية .
كل فئة من المؤسسات والمقاوالت العمومية وذلك باالعتماد على معايير وجيهة ومالئمة.
تعزيز وتوثيق دور الدولة كموجه استراتيجي. ✓
إضفاء الفعالية والمسؤولية على األجهزة التداولية عن طريق تحديد عدد ✓
أعضائها في مستوى مالئم وتأسيس إجراءات تعيينهم وكذا إدماج األعضاء المستقلين
وإحداث اللجان المتخصصة لمعالجة القضايا المتعلقة على الخصوص بالتوجهات
االستراتيجية وبالتدقيق.37
-36تقرير حول المؤسسات والمقاوالت العمومية المرافقة لمشروع قانون المالية لسنة ،2017ص.135 .
-37تقرير حول المؤسسات والمقاوالت العمومية المرافقة لمشروع قانون المالية لسنة ،2018ص.125 .
17
20
الفقرة الثانية :المؤسسات العمومية أساس إلصالح المالية العمومية
إن الوعي بأهمية اإلصالح أصبح قائما لدى المهتمين به خصوصا بعد التقرير األخير
للمجلس األعلى ،حيث أصبح الكل مقتنعا ومتفقا على ضرورة إصالح وتحديث المؤسسات
العمومية ،فقد نظمت الحكومة يوم األربعاء 6يونيو 2017جلسة عمل بالتعاون مع الوكالة
الفرنسية للتنمية لتقديم نتائج أعمال فرق العمل المكلفة بالتدقيق في المخطط التنفيذي
الستراتيجية تطوير حكامة المؤسسات والمنشآت العمومية تضمنت 4محاور تقوم على
إعادة النظر في الحكامة العامة للمؤسسات العمومية باإلضافة إلى تحديث الحوار االجتماعي
داخل المؤسسات بالنسبة للموظفين وإيجاد آليات جديدة داخل المؤسسات العمومية مع إعادة
الهيكلة المالية لهذه المؤسسات.38
هذا وقدصرح وزير االقتصاد والمالية ،في إطار مشروع قانون الحكامة الجيدة
والمراقبة المالية للمؤسسات العمومية ،بفصل طرق وأشكال االفتحاصات التي يفترض أن
تخضع لها المؤسسات المالية والمؤسسات ذات الرأسمال المختلط ،هذا المشروع الذي ينظم
أجهزة الحكامة للمؤسسات العمومية ،الذي وضع لدى األمانة العامة للحكومة ،يأتي كي يدعم
نصا قانونيا آخر بلورته حكومة الوزيراالول السابق السيد عبد الرحمان اليوسفي واعتمد في
عهد حكومة السيد إدريس جطو ،والذي يفصل اختصاصات اآلمرين بالصرف والمراقبين
والمحاسبين العموميين .ويهدف القانون 69.00إلى بلورة نظام مراقبة حديث ومتطور ،فقد
سعى إلى إصالح وانتقال أغلب المقاوالت العمومية من المراقبة القبلية المنصبة أساسا على
شرعية العمليات نحو مراقبة مواكبة تتمحور حول النتائج والفعالية.39
ومن جهة ثانية في إطار المساهمة في تحسين مناخ األعمال في بالدنا سوف يتم حالل
سنة 2018متابعة تطبيق اإلجراءات الرامية للرفع من جودة تسيير المؤسسات والمقاوالت
العمومية وتعزيز شفافيتها ،وذلك من خالل مواصلة الجهود من أجل التطوير المستمر
والتحيين الدائم ألدوات تسيير المؤسسات والمقاوالت العمومية.
وبغية تبسيط وتوحيد المساطر المتعلقة بالمراقبة المالية للدولة على المؤسسات
العمومية والمقاوالت العمومية ،فقد أعدت وزارة االقتصاد والمالية قائمتان للوثائق المثبتة
-38توفيق الراجحي ،نحو صياغة مخطط أعمال إلنجاز استراتيجية إصالح المؤسسات العمومية ،مقال منشور على الموقع االلكتروني التالي:
،www.radioexpressfm.comاطلع عليه ،6/01/2018على الساعة..01H40MIN
-39تقرير حول قطاع المؤسسات العمومية والمقاوالت العمومية بالمغرب /العمق االستراتيجي والحكامة ،لسنة ،2016ص .33.
18
21
لمساطر األداء وعمليات االلتزام بنفقات المؤسسات العمومية الخاضعة للمراقبة القبلية،
وتشكل القائمتان أداتين رهن إشارة مراقبي الدولة والخزنة المكلفين باألداء والوكالء
والم حاسبين لتمكينهم من التوفر العمومية على مرجع موحد للمراقبة غايته تبسيط اإلجراءات
الرقابية وتقليص آجال معالجة الملفات وضمان فعالية أكبر إنجاز النفقات العمومية
والمساهمة بالتالي في تحسين تدبير المؤسسات والمقاوالت العمومية وتعزيز أدائها.40
خاتمة
وفي الختام يتضح أن الدولة المغربية بدلت مجهودات كبيرة على المستوى التشريعي
منذ مرحلة االستقالل في إصالح الرقابة المالية للدولة على المؤسسات والمقاوالت العمومية،
وذلك منذ صدور ظهير 14أبريل ،1960متبوعا بالقانون 69.00ووصوال إلعداد مشروع
القانون المتعلق بالحكامة والمراقبة المالية ،لكن رغم ذلك يالحظ أن القانون رقم 69.00قد
شهد قصورا كبيرا ،خصوصا فيما يتعلق بالمهام الرقابية التي يقوم بها وزير المالية ،أو
مراقب الدولة ،أو الخازن المكلف باألداء ،حيث تبقى فقط مجرد رقابة إدارية ،ووعيا من
وزارة المالية بالنقائص التي يشهدها النظام الحالي ،فإنها تعكف حاليا على إعداد إصالح
يتوخى جعل هذه الرقابة أكثر فاعلية وأقل تكلفة ،وذلك عبر توجيه المراقبة القبلية نحو منطق
النتائج ،وتقويم أداء المؤسسات مع دعم تدريجي لمسؤوليات المسيرين ،وتخفيض كلفة نظام
التسيير والرقابة ،بأن تصبح رقابة المشروعية من مهامه مصالح الرقابة الذاتية لآلمر
بالصرف ،وأن تتولى وزارة المالية الرقابة المواكبة وتقويم أداء المؤسسات.41حيث أن كل
انحراف للمؤسسة العمومية ،يسمح للمشرع أو السلطة التنظيمية كذلك بإسناد مهام جديدة
وبعيدة عن كل البعد من مجل تخصصها ،وكمثال على ذلك إسناد إدارة بعض الفنادق إلى
المكتب الوطني للسكك الحديدية واستخراج الحاالت الخاصة بها وتقديم المشروبات
والمأكوالت للمنتفعين من خدماته.42
فالواقع العملي يؤكد أنه ليس هناك إرادة سياسية حقيقية لمراقبة هذه المنشآت العامة،
بشكل دقيق وصارم ،حيث تتسم فقط برتابة شكلياتها ،وثقل مساطرها كما أنها تقتصر على
-40تقرير حول قطاع المؤسسات والمقاوالت العمومية،مشروع قانون مالية سنة ،2018ص.125 .
-41د-إدريس طاهري ،التدبير المالي لجامعة بالمغرب ،مرجع سابق.
-42محمد مرغني ،القانون اإلداري بالمغرب ،الطبعة األولى،1993، ،ص.196 .
19
22
رقابة المشروعية دون االهتمام بمضمون العمليات ،ومنه فهي تحرص على احترام المساطر
الشكلية دون االهتمام بالبرامج أو النتائج أو األهداف ،43حيث أن المردودية داخل قطاع
المنشآت العامة تبقى بعدا غائبا في المنهجية التقليدية لتدبير مالية هذه المؤسسات. 44
20
23
الئحة المراجع
❖ القوانين:
• دستور المملكة المغربية لسنة 2011الصادر بتنفيذه الظهير الشريف 1.11.91
بتاريخ 29يوليوز ،2011الجريدة الرسمية عدد 5964مكرر.2011/07/30 ،
• الظهير الشريف رقم 1.03.195الصادر في 11نونبر 2003بتنفيذ القانون
69.00المتعلق بالمراقبة المالية للدولة على المنشآت العامة وهيآت أخرى ،الجريدة
الرسمية عدد 5170بتاريخ 18دجنبر .2003
• مرسوم رقم 2.02.121الصادر في 19دجنبر ،2003المتعلق بمراقبي الدولة
ومندوبي الحكومة والخزينة المكلفين باألداء لدى المنشآت العامة وهيئات أخرى ،الجريدة
الرسمية عدد 5174بتاريخ 1يناير .2004
• مرسوم رقم 2.13.882صادر في 12من صفر 16( 1435دجنبر )2013بتحديد
أشكال تمييز الحسابات السنوية للمؤسسات العمومية ،الجريدة الرسمية عدد 6218الصادر
بتاريخ 29صفر 2( 1435يناير .)2014
• تقرير المجلس األعلى للحسابات حول قطاع المؤسسات والمقاوالت العمومية
بالمغرب. 2016 ،
• تقرير المنشآت العامة المرفق بقانون المالية لسنة .2011
• تقرير حول قطاع المؤسسات العمومية والمقاوالت العمومية بالمغرب /العمق
االستراتيجي والحكامة ،لسنة .2016
• تقرير حول المؤسسات والمقاوالت العمومية المرافقة لمشروع قانون المالية لسنة
.2017
• خالصات تقرير الموازي لمشروع القانون المالي لسنة 2018رقم 68.17الخاص
بوضعية المؤسسات والمقاوالت العمومية.
• الميثاق المغربي للممارسات الجيدة لحكامة المنشآت والمؤسسات العامة.
21
24
❖ الكتب:
• د.أحمد بوعشيق ،المرافق العامة الكبرى ،الطبعة الخامسة.2000 ،
• د .محمد مرغني ،القانون اإلداري بالمغرب ،الطبعة األولى.1993،
• د.محمد كرامي ،القانون اإلداري -التنظيم اإلداري – النشاط اإلداري ،الطبعة
األولى .2000
• د .مليكة الصروخ ،القانون اإلداري دراسة مقارنة ،مطبعة النجاح الجديدة ،الطبعة
السابعة ،2010الدار البيضاء.
• د .محمد حنين،تدبير المالية العمومية ،الرهانات واإلكراهات ،دار القلم للطباعة
والنشر والتوزيع ،الطبعة األولى ،الرباط 2005
❖ األطروحات والرسائل:
األطروحات:
• د .إدريس الطاهري ،التدبير المالي للجامعات بالمغرب ،أطروحة لنيل الدكتوراه في
القانون العام ،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا ،فاس ،لسنة .2014/2013
• د .عبد الواحد العسلي ،دور الخازن المكلف باألداء في مراقبة المؤسسات العمومية،
أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق ،شعبة القانون العام،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا،
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،فاس ،السنة الجامعية .2014/2013
الرسائل:
• نوال المرابطي ،أهمية المحاسبة التحليلية كأداة في مراقبة التسيير ،رسالة ماجيستر،
جامعة الجزائر.2006/2005 ،
• اتريدي محمد ،باحث بكلية الحقوق ،أكدال – الرباط ،الرقابة المالية لوزارة المالية
على المقاوالت العمومية ،دراسة في القانون رقم .2012 ،69.00
• كوثر شوقي ،باحثة في قانون األعمال ،كلية الحقوق أكادير ،قراءة في القانون
.69.00
❖ المقاالت:
22
25
• د .ادريس طاهري ،محاضرات افتتاحية لمادة "التدبير المالي للمؤسسات العمومية"
ألقيت في حضرة طلبة ماستر الدستور والحكامة المالية .2017/12/21
• محمد األعرج ،طرق تدبير المرافق العامة بالمغرب ،المجلة المغربية لإلدارة
المحلية والتنمية ،الطبعة الثانية.
• جمال الدين زهير ،القاضي ومفهوم المقاولة العامة في المغرب ،المجلة المغربية
لإلدارة المحلية والتنمية ،العدد ،19أبريل – يونيو .1997
• ياسين ابن خلدون ،المجلس الحكومي -مشروع قانون رقم 61.17المتعلق بحكامة
المؤسسات والمقاوالت العمومية 22 ،أكتوبر .2017
❖ المواقع اإللكترونية:
• www.radioexpressfm.com.
• www.droitetentreprise.com.
23
26
الفهرس
تقديم1......................................................................................................................
المبحث األول :مرتكزات المالية للدولةعلى المؤسسات العمومية في ظل القانون 4................ 69.00
المطلباألول :الهيئات المختصة بالرقابة المالية 4....................................................................
الفقرةاألولى :رقابة الوزارة المكلفة بالمالية4.......................................................................
الفقرةالثانية :مراقب الدولة5.......................................................................... ............ ....
الفقرةالثالثة :الخازن المكلف باألداء5................................................................. ............ .
الفقرة الرابعة :المجلس األعلى للحسابات ،كهيأة عليا للرقابة المالية 6...................................................
المطلب الثاني :أنواع الرقابة المالية في ضوء القانون7................................................. 69.00
الفقرةاألولى :الرقابة القبلية8 ................................................... .......................................
الفقرةالثانية :الرقابة المواكبة9 ........................................................................................
الفقرةالثالثة :الرقابة االتفاقية10.........................................................................................
الفقرةالرابعة :رقابة التسيير على األكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ) تقريرالمجلس حول مراقبة المخطط
اإلستعجالي 12................................................................... ........................... ) 2009 / 2012
المبحث الثاني :اختالالت الرقابة المالية للدولة على المؤسسات العمومية وآفاق تحسينها15.................
المطلب األول :تجليات ضعف المراقبة المالية للمؤسسات العموميةعلى ضوءا قانون 15........ 69.00
المطلب الثاني :مرتكزات تدعيم الحكامة الجيدة لتسييرالمؤسسات العمومية أساس لإلصالح البناء18....
الفقرةاألولى :تدعيم الحكامة لتسييرالمؤسسات العموميةعلى مستوى الرقابة19..............................
الفقرةالثانية :المؤسسات العمومية أساس إلصالح المالية العمومية21..........................................
خاتمة23 ..................................................................................................................
الئحةالمراجع24................................................................... .......................................
الفهرس26 ................................................................................................................