Professional Documents
Culture Documents
التأطير التشريعي للمالية العمومية - Final OK
التأطير التشريعي للمالية العمومية - Final OK
السنة اجلامعية
2024/2023
مقدمة
منذ فجر التاريخ ،سعى اإلنسان إىل تنظيم موارده ونفقاته ،فمع تطور احلضارات ،ظهرت احلاجة إىل أداة
فعالة لضبط املال العام وضمان استخدامه بكفاءة ،حيت برزت "امليزانية" كأداة أساسية للتدبري املايل
واحملاسيب .وقد نشأت امليزانية العامة يف اجنلرتا وتطورت يف فرنسا ،قبل أن تظهر يف املغرب.
ففي إجنلرتا ،اقتضى مبدأ اإلذن أو الرتخيص الربملاين الذي شكل حمط صراع اترخيي بني امللك والربملاانت
املتعاقبة يف إجنلرتا ،ضرورة أن جتمع مجيع نفقات وإيرادات الدولة يف شكل وثيقة ختضع ضرورة لرتخيص
الربملان .وذلك قبل أن ينتزعه الربملان سنة ،1628من خالل إصدار وثيقة إعالن احلقوق اليت أقرت للربملان
حق املوافقة املسبقة على فرض الضرائب ،مث إبصدار دستور احلقوق ،1688الذي وسع نطاق الرتخيص
الربملاين إبعطاء الربملان حق املوافقة املسبقة على كل أنواع اإليرادات والنفقات بشكل دوري.
كما ارتبط ظهور امليزانية بفرنسا ،ابمتالك الربملان حق إجازة النفقات واإليرادات ،على اعتبار أن هذا
احلق مل خيول للربملان الفرنسي دفعة واحدة ،بل امتلكه بشكل متدرج شأنه شأن الربملان اإلجنليزي ،بدءا
ابمتالك حق إجازة فرض الضرائب ،وصوال إىل إجازة كل اإليرادات والنفقات ،وابلتايل فإجازة الربملان
لإليرادات والنفقات يف وثيقة واحدة تتضمنهما معا وتكون هلا صفة دورية متجددة ،هو األمر الذي استدعى
ظهور امليزانية.
أما يف املغرب فقد ظل التدبري املايل يرتكز على نظام األمناء إىل حدود بداية القرن العشرين ،ومل تظهر
امليزانية كألية للتدبري املايل واحملاسيب إال خالل فرتة احلماية حيث استعملتها الدولة احلامية أي الفرنسية كوسيلة
لضبط والتحكم يف األوضاع االقتصادية واملالية ،وذلك بوضعها أول ميزانية سنة ،1914-1913من طرف
املديرية العامة للمالية اليت حلت حمل أمني األمناء ،وصدرت هذه امليزانية يف شكل وثيقة مرقمنة مكتوبة ابليد
مكونة من حوايل 60صفحة تتضمن تقديرات املوارد والنفقات.
وقد أوىل املشرع املغريب اهتماما ابلغا منذ السنوات األوىل لالستقالل ابإلصالح املايل و اإلداري وإرساء
دعائم اقتصاد وطين مبين على أساس السيادة ،وهكذا تضمن دستور 1962سلسلة من اإلصالحات
األساسية على مستوى اإلطار القانوين املؤطر مليزانية الدولة ،حيث كرس الفصل 50منه مبدأ الرتخيص
1
امليزانيايت الذي يضطلع به الربملان عرب تصويته على قانون املالية ،كما صدر أول قانون تنظيمي سنة
. 1963
1
وتوالت مشاهد اإلصالح العمومي عرب املراجعات الدستورية لسنوات 1996 1992،1972،1970
مت 2011وكذا إصالح القوانني التنظيمي للمالية العامة والرتابية ،على حد السواء ملواصلة البناء املؤسسايت
وتيسري وترية اإلصالح اهليكلي.
ويعد قانون امليزانية فرعا من فروع القانون العام الداخلي ،الذي يشكل حقال معرفيا مستقال وقائما بذاته،
خيتص بدراسة وحتليل كافة مبادئ وآليات ومساطر ميزانية الدولة يف خمتلف مراحلها.
وتعد ميزانية الدولة أداة ال بديل عنها يف تنفيذ وتنزيل السياسات العمومية واالسرتاتيجيات القطاعية
وغريها من الربامج اهلادفة لتحقيق التنمية يف خمتلف أبعادها ،واليت ال يرتبط بلوغها بتوفر سيولة مالية كبرية بيد
الدولة ،بقدر ما هو رهني برتشيد التصرف يف األموال املوجودة والتحكم يف التدبري املايل واحملاسيب وتوفر
الدولة على تشريع مايل متطور ،حيكم كافة العمليات امليزانياتية واحملاسبية املرتبطة بدورة امليزانية.
ويعد اإلطار القانوين املنظم مليزانية الدولة يف املغرب إطارا مرجعيا عصراي ،بفضل الطريقة التدرجية
الرتاكمية يف وضعه واليت جعلته مواكبا ومنسجما مع اإلصالحات البنيوية الكربى الرامية إىل تكريس دولة
احلق والقانون وحتديث اهلياكل االقتصادية واملالية وتعزيز تنافسيتها وحتقيق حكامتها .حيت عرفت املبادئ
واملقارابت امليزانياتية جمموعة من التكييفات والتغيريات ،انتقلت ابلتدبري املايل املغريب من أمناطه التقليدية إىل
أمناطه احلديثة.
بدءا مبنشور الوزير األول سنة ،2001الذي حث فيه القطاعات احلكومية بضرورة اعتماد مقاربة
ج ديدة للتدبري املايل للدولة أساسها ميزانية قائمة على النتائج شاملة االعتمادات ،متمتعة برقابة قبلية متسمة
ابلتخفيف وأخرى بعدية متسمة ابلتشدد .والذي شكل أساس اعتماد بعض املقارابت امليزانيانية احلديثة مثل
مشولية االعتمادات ،التدبري املرتكز على النتائج بدل الوسائل ،ميزانية النوع االجتماعي ،التوزيع اجلهوي
لالستثمارات العمومية وبعض أنواع مراقبة نفقات الدولة ،كمراقبة األداء ومراقبة االلتزام.
1
منصور عسو ،قانون الميزانية العامة ،دار النشر المغربية ،الدار البيضاء ،2005 ،الصفحة .12
2
غري أن كون هذه اإلصالحات مل تكن مستندة ألساس دستوري أو تشريعي ابعتبارها مستلهمة من
التشريع الفرنسي ،جعلها تفتقد لرؤاي مشولية ومندجمة ،وهو النقص الذي صححه دستور 2011الذي عمل
على تكريس املبادئ واملرتكزات الرئيسية اليت جيب أن تشكل قاعدة إصالح املالية العمومية ،واليت ميكن
إمجاهلا يف مبدأ العدالة يف حتمل التكاليف ،ومبدأ التضامن يف حتمل التكاليف غري املتوقعة ومبدأ قانونية
الضريبة والتكليف ،وكذا مبدأ الرتخيص الربملاين ومبدأ التوازن املايل ،فضال عن أولوية جملس النواب على
جملس املستشارين يف املادة املالية ،ابإلضافة إىل آليات ومبادئ احلكامة املالية ومبادئ ربط املسؤولية
ابحملاسبة.
هذا وقد أقر دستور 2011ابحلكامة اجليدة كمقاربة عصرية يف صنع القرار والتدبري العمومي ،ونظرا
ألمهيتها يف جودة وحكامة التدبري املايل العمومي وضع هلا جمموعة من املؤسسات واألجهزة الدستورية اليت
تنضاف إىل املؤسسات واهليئات الرقابية ،هبدف تعزيز اآلليات الرقابية بقوة استشارية وتشاركية تكون وظائفها
مكملة للمؤسسات التقليدية.
ونظرا لألمهية اليت حتظى هبا املالية العمومية يف إدارة الدولة وسياساهتا ،فقد خص املشرع الدستوري كل
من الربملان واحلكومة مبهمة العمل على احلفاظ على توازن املايل ،حيث لعب دستور 2011دورا أساسيا يف
تقوية دور الربملان إىل جانب احلكومة ،وهو األمر الذي كان مفقودا يف دستور املغرب لسنة .11996
ومتاشيا مع هذا املستجد ،اقتضى التدبري اجلديد إعادة النظر يف القانون التنظيمي للمالية ،فتم إبداع
قانون تنظيمي جديد للمالية حتت رقم ،2130.13والذي اعتمد على مقاربة جديدة ترتكز على النتائج
من خالل حتسني جناعة األداء ،ابعتماد الربجمة املتعددة السنوات يف صياغة السياسات العمومية ،وكذا توجيه
النفقات من خالل منطق النتائج ال منطق الوسائل .فضال على أنه محل يف طياته أهداف تقوية دور قانون
املالية كأداة لتنزيل السياسيات العمومية وحتقيق التوازن املايل ،وتعزيز شفافية املالية العمومية وحتقيق مصداقيته،
وتيسري مقروئيته ،وتدعيم دور الربملان يف جمال مراقبة املالية العمومية وتقييمها.
1
دستور المغرب لسنة ،1996الصادر بتنفيذه بالظهير الشريف رقم 1.96.157بتاريخ 23من جمادى األولى 7( 1417أكتوبر ،)1996الجريدة
الرسمية عدد ،4420ص .2281
2
القانون التنظيمي لقانون المالية رقم ،130.13صادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.15.62بتاريخ 14شعبان 2( 1436يونيو ،)2015الجريدة
الرسمية عدد 6370بتاريخ فاتح رمضان 18( 1436يونيو ،)2015ص .5810
3
فأصبحت امليزانية العامة هي ذلك البيان التقديري املفصل ابلنفقات واإليرادات غري الواردة مبيزانيات
مرافق الدولة املسرية بصورة مستقلة أو ابحلساابت اخلصوصية للخزينة ،واليت أيذن الربملان للحكومة بصرفها يف
حدود االعتمادات املصادق عليها وحتصيلها برسم سنة مالية مقبلة تنفيذا لسياسة الدولة العامة ،وتشمل
جزأين أحدمها يتعلق ابملوارد ويتعلق األمر بقائمة املوارد الواردة يف املادة 11من القانون التنظيمي لقانون
املالية ،130.13واثنيهما يتعلق ابلنفقات اليت تنقسم إىل ثالث أصناف ،نفقات التسيري والتجهيز
والنفقات املتعلقة خبدمة الدين العمومي.
واملقصود بقانون املالية كما تنص عليه املادة الثانية من القانون التنظيمي 130.13املتعلق بقانون املالية
هو كل من قانون املالية السنوي ،قوانني املالية املعدلة وقانون التصفية املتعلق بتنفيذ قوانني املالية ،وحسب
املادة 6منه فإن قانون املالية يتضمن أحكاما تتعلق ابملوارد والتكاليف أو هتدف إىل حتسني الشروط املتعلقة
بتحصيل املداخيل ومراقبة استعمال األموال العمومية ،حيث يتضح من خالل التعريف أن هذا القانون خيتص
أساسا ابألمور املالية ،وال ميكن للحكومة أن تقحم ما دون ذلك ،وهو ما يعرف ابلفرسان املوازنية les
.cavaliers budgétaires
هذا ويرى بعض الفقه أن امليزانية عمل إداري يتخذ شكل القانون ،بسبب افتقادها لبعض خصائص
القاعدة القانونية كاإللزامية والدميومة ،بينما يرى بعض آخر من الفقه أهنا قانون شكال وموضوعا ،ولو كانت
ال ختضع لنفس الشكليات املطلوبة يف سن القانون ،ألهنا تتضمن أحكاما ال ختتلف عن األحكام القانونية،
وهو االجتاه الذي ترجحه األغلبية.
وتكمن أمهية هذا املوضوع يف متيز املادة املالية بثوابت يكفلها الدستور بدءا بتوزيع األدوار بني السلطات
املداخيل وصرف االعتمادات ،واحلفاظ املتدخلة يف اإلعداد والتصويت على قوانني املالية واإلذن ابستخال
على التوازن ،فاملالية العمومية تعد مرآة عاكسة ملدى تطور الدولة وتفعيل مشاريعها وجناعة سياستها وصدقية
عمل مؤسساهتا.
وبناء على ما مت التطرق إليه ،يؤول بنا احلديث يف موضوع التأطري التشريعي للمالية العمومية ،إىل طرح
إشكالية حمورية على درجة كبرية من األمهية ميكن صياغتها على الشكل اآليت:
5
املبحث األول :الدستور املايل
املنظمة للمالية العامة وذلك من خالل حتليل املرجعية سنتطرق يف هذا املبحث لقراءة يف النصو
الدستورية (املطلب األول) واملقتضيات القانونية اليت يتضمنها القانون التنظيمي للمالية (املطلب الثاين).
.1القاعدة الذهبية
يقصد االقتصاديون القدماء مببدأ التوازن (القاعدة الذهبية) أن تكون التكاليف العامة للدولة يف حدود
مواردها ،حيث مل يعرتف املذهب الكالسيكي بعجز امليزانية ،1ويعترب مبدأ التوازن املايل مؤشرا أساسيا على
جناعة التدبري املايل للدولة ،حيث ينص الفصل 77من الدستور " ،2011يسهر الربملان واحلكومة على
1
عبد النبي اضريف ،قانون ميزانية الدولة ،مكتبة المعرفة ،الطبعة الرابعة ،سنة ،2019مراكش ،الصفحة.72
6
احلفاظ على توازن مالية الدولة" ،1كما اعتربته املادة األوىل من القانون التنظيمي لقانون املالية 130.13
قانون املالية السنوي على ضماهنا ،حيث جاء فيها" :حيدد قانون املالية من األمور األساسية اليت حير
ابلنسبة لكل سنة مالية طبيعة ومبلغ وختصيص جمموع املوارد وتكاليف الدولة وكذا التوازن امليزانيايت
واملايل الناتج عنها ،وتراعى يف ذلك الظرفية االقتصادية واالجتماعية عند إعداد قانون املالية وكذا
أهداف ونتائج الربامج اليت حددها هذا القانون ،فهو مبدأ عتيق للمالية العمومية التقليدية ذات الوظائف
احملدودة ،اعرتاه القدم وجتاوزه تطور دور الدولة وانتقاهلا حنو مقاربة التدخل االقتصادي يف مرحلة أوىل والرعاية
االجتماعية يف مرحلة اثنية ،2فمن أجل احلفاظ على توازن مالية الدولة ال جيب أن تتجاوز حصيلة
االقرتاضات جمموع نفقات االستثمار وسداد أصول الدين برسم السنة املالية ،وقد خول املشرع للحكومة
القيام ابلعمليات الضرورية لتغطيه حاجيات اخلزينة.3
ومن املعلوم أن التنسيق بني امليزانية واالقتصاد أصبح أمرا ضروراي يف الوقت احلاضر خاصة وأن الفقرة
الثانية من الفصل 75من الدستور جتعل من امليزانية أداة لتنفيذ خمططات التنمية االقتصادية واالجتماعية،4
فاملشرع املغريب استعمل مصطلح مالية الدولة "بكل مكوانهتا " كمبدأ أمشل وأعم من توازن امليزانية ،هكذا
نالحظ أن تطور موقع الدولة ومتطلباهتا جعل هذا املبدأ أيخذ منحا جديدا وهو ما أكده دستور2011
حيث مت إدخال قاعدة جديدة لتدبري املالية العمومية للدولة ،من خالل نصه يف الفقرة الثانية من الفصل
األول من الدستور على فصل السلط وتعاوهنا ،ابضطالع الربملان إىل جانب احلكومة ابلسهر على احلفاظ
على توازن مالية الدولة.5
من خالل قراءتنا للفصل 77من الدستور واملادة 20من القانون التنظيمي ،خنلص إىل أن هذه القاعدة
الذهبية ترتبط مبالية الدولة ،وأن مبدأ التوازن مبدأ يلزم كال من اجلهاز التنفيذي والتشريعي ابلسهر على
احملافظة عليه ،بيد أن دسرتة قواعد املالية العمومية ال تكفي يف حد ذاهتا ملنحها وجودا فعليا وحقيقيا ،فهناك
شروط أخرى جيب توفرها ،كوجود اإلرادة السياسية ومدى قدرة احملكمة الدستورية على إجراء رقابتها
1
الفصل 77من دستور ،2011الصادر بتنفيذه بالظهير الشريف رقم 1.11.91بتاريخ 27من شعبان 29( 1432يوليو ،)2011الجريدة الرسمية عدد
5964مكرر الصادرة بتاريخ 28شعبان 30( 1432يوليو .)2011
2
سي محمد البقالي ،سي محمد البقالي ،الكتلة الدستورية للمالية العمومية ،مطبعة المعارف الجديدة ،الطبعة الثانية ،2019 ،الرباط ، ،الصفحة .43
3
المادة 20من القانون التنظيمي لقانون المالية رقم ،130.13الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.15.62بتاريخ 14شعبان 2( 1436يونيو
،)2015الجريدة الرسمية عدد 6370بتاريخ فاتح رمضان 18( 1436يونيو .)2015
4
منصور عسو ،قانون الميزانية العامة ورهان الحكامة المالية ،2017 ،الطبعة األولى مطبعة الجديدة ،الصفحة .83
5
تدبير الدين العمومي ،التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات لسنة ،2012الصفحة .19
7
القضائية استنادا ملعايري واضحة ،وخنص ابلذكر كذلك التحديد الدقيق للمعيار املادي الذي مبقتضاه يتم تقييم
عدمه. وجود التوازن من
وقد نص الفصل 40من الدستور على مبدأي التضامن والتناسب يف حتمل التكاليف التنموية للبالد:
"على اجلميع أن يتحمل ،بصفة تضامنية ،وبشكل يتناسب مع الوسائل اليت يتوفرون عليها ،التكاليف اليت تتطلبها
تنمية البالد ،وكذا تلك الناجتة عن األعباء النامجة عن اآلفات والكوارث الطبيعية اليت تصيب البالد".
على بعض املرتكزات الدستورية للمالية العامة لعل أبرزها املساواة والتضامن واملالحظ أن املشرع حر
يف حتمل التكاليف العمومية كما أكد على شرط االستطاعة يف توزيع األعباء التنموية وتبعات الظروف
االستثنائية.
1
-الفصل السادس من دستور .2011
2
-الفصل 39من دستور .2011
8
فمبدأ املساواة وسيلة لتفادي حاالت الشطط ،حيث يفرض القاضي الدستوري اعتماد نفس املعاملة
الضريبية إزاء امللزمني املتواجدين يف نفس الوضعية ،وااللتزام ابلتعليل تفاداي للقرارات االستبدادية أو امتيازية،
الضرييب. وخاصة يف حتديد الوعاء
مطلق ،عام وشامل ،فهو ال يقتصر على ضرائب الضرييب للربملان هو اختصا إن منح االختصا
الدولة فحسب ،بل يشمل كذلك الضرائب الرتابية ،حفاظا على وحدة التشريع الضرييب ،حيث نص
الفصل 141من الدستور على منح اجلماعات الرتابية موارد مالية ذاتية وأخرى مرصودة من قبل الدولة ،كما
كلف هيئات عليا مبراقبة احلساابت " اجملالس اجلهوية للحساابت" تفعيال لربط املسؤولية ابحملاسبة وذلك
مبقتضى الفصل 149من الدستور.
كما يلعب القضاء الدستوري دورا هاما يف تدعيم عدد من مبادئ املالية العمومية ،ففي دفاعه عن مبدأ
املشروعية استعمل عبارات صرحية وواضحة أضفت على هذا املبدأ مسوا ابرزا ،حيث ينص الفصل 132من
الدستور على عدم قبول ضريبة ال حترتم الدستور ،حيث يتم إحالتها للقاضي الدستوري لدراسة مدى
دستوريتها.
وقد سامهت االجتهادات القضائية الدستورية يف تدعيم مبدأ املشروعية حيث جعلته يعرف حتوال انعكس
على الوظيفة اليت ما فتئت متتد وتتسع ،فالتغري الذي طال املشروعية مل يكن فقط كميا ،بل هو كيفي أيضا،
1
katia Blairon, « Pouvoirs et contre- pouvoirs en matière budgétaire et financière » Maitre de conférences de
droit public Nancy université- IRENEE, page 7.
9
وقد قال أحد الباحثني أن قواعد القانون ابتت تتضمن وستتضمن عنصرا دستوراي مؤسسا ،عنصر يرجع
حتديده يف املقام األخري للمجلس الدستوري.1
وأتكيد هذه الصالحية، بدوره على الدفاع عن هذا االختصا وجند القضاء الدستوري املغريب حير
ولعل القرار رقـم 950/14م .د بعدم دستورية الفقرة األخرية من املادة 6من القانون التنظيمي لقانون املالية
ينص على أنه " ال ميكن تعديل املقتضيات الضريبية واجلمركية إال تتضمن بندا رقم 130.13اليت كانت
مبوجب قانون املالية" ،خري دليل على أن مبدأ املشروعية أصبح مبدأ مركزاي يكرس مسو القانون وإرادة األمة،
مبدا يكتسب قيمة متميزة تسمو على مبادئ أخرى عريقة للمالية العمومية والقانون ،وهذا ما نلمسه كذلك
من خالل قراره التارخيي بشأن دستورية القانون التنظيمي رقم 7.98لقانون املالية لسنة ،1998ويف اجتهاد
مهم أكد اجمللس الدستوري يف قراره رقم 250.98على أن أنسب طريقة حتافظ احلكومة من خالهلا على
مبدأ التوازن هي أن" تتجنب تقدمي مشاريع قوانني أو تعديالت ختل به ،وأن تدفع استنادا إىل الفصل 51من
دستور ،1996بعدم قبول أي اقرتاح قانون أو تعديل من نفس القبيل يقدمه أعضاء الربملان ،2حبجة عدم
دستوريته.
.1مبدأ السنوية
حيدد هذا املبدأ املدة الزمنية اليت تغطيها امليزانية واليت متتد من اليوم األول (فاتح يناير) لبدء تنفيذ
االعتمادات املقررة إىل اليوم األخري (هناية دجنرب) إلقفاهلا وانتهاء العمل هبا ،هذه املدة ال تقل وال تزيد يف
معظم األحيان عن سنة واحدة.
1
Louis FAVOREU, « l’apport du conseil constitutionnel au droit public » Pouvoirs, revue française d'études
constitutionnelles et politiques, n° 13, 1991, page 2.
2
قرار المجلس الدستوري رقم 250.98 .الصادر بتاريخ 24أكتوبر 1998الجريدة الرسمية عدد ،4641بتاريخ 23نونبر ،1998الصفحة .3243
3عسو منصور ،قانون الميزانية العامة ،دار النشر المغربية 2005 ،الصفحة .45
10
أوال :تربيرات مبدأ السنوية
إن تطبيق مبدأ السنوية على قانون امليزانية فرضته جمموعة من االعتبارات منها ما هو مايل حيث أن
خاصية التوقعية لقانون امليزانية جيعل من السنة الفرتة املناسبة لقيام احلكومات بتقديراهتا حول كل العمليات
املالية اليت ستقوم هبا ،فوضع مدة أكثر من السنة يصعب على احلكومة وضع تقديرات دقيقة وجدية ،كما أن
اعتماد مدة أقل من سنة قد يؤدي إىل إرابك وظهور اضطراابت يف الربانمج املايل للدولة ،ومنها ما هو تقين
كإعداد امليزانية ومناقشتها واعتمادها الذي يتطلب وقتا وجهدا كبريا ،ومنها ما هو سياسي كضمان فعالية
الرقابة التشريعية للعمل احلكومي يف اجملال املايل.
إذا كان مبدأ السنوية متعارف عليه يف اعتماد قانون املالية ،فقد تعرف الدولة أحدااث استثنائية وظروفا
خاصة جتعل مشروع قانون املالية السنوي ال يسلك مسطرة املصادقة والصدور يف املوعد الدستوري كما يف
حالة احلروب أو اجلائحة أو الكوارث الطبيعية ،أو يف حالة أتخر إجراء االنتخاابت الربملانية ،وابلتايل أتخر
تشكيل احلكومة ،ويف هذه احلاالت يستثىن اعتماد قانون املالية من مبدأ السنوية ،كما ميكن أن حيدث نفس
الشيء يف الظروف العادية بسبب طبيعة بعض املشاريع أو الربامج اليت ميتد إجنازها على طول عدة سنوات
فيتم التصويت عليها يف سنة اعتمادها األوىل ليمتد هذا الرتخيص حىت يتم إجنازها وفق ما خطط له مسبقا،
ونفس الشيء ينطبق على بعض احلساابت اخلصوصية للخزينة .1
.2مبدأ الوحدة
املقصود ابلوحدة هو أن جمموع املوارد والنفقات العمومية للدولة جيب أن تقدر وتدرج يف وثيقة واحدة
وتعرض يف مشروع واحد ،وتتضمن وحدة التوقع ووحدة الرتخيص ،صيغتني األوىل مادية ومعناها جمموع
العمليات املالية والثانية شكلية ومعناها أن تكون يف وثيقة واحدة.
1
المصطفى معمر ،امحمد قزيبر ،مدخل لدراسة قانون الميزانية 2022/2021مطبعة سجلماسة مكناس.
11
ألسباب سياسية تستهدف هذه القاعدة ضمان رقابة الربملان وتسهيلها عرب اإلطالع البسيط على
حمتوايت الوثيقة وإدراك الوضع املايل ومدى توازنه لكن رغم ذلك فإن املبدأ يتماشى أكثر مع املالية التقليدية
ومنط الدولة البسيط ببساطة وظائفها أيضا لكن مع توسع الوظائف وتعدد املرافق وحتول البنيات اإلدارية
ساهم كل من زاويته يف تلطيف هذه القاعدة.
إن إمكانية تفكيك ميزانية الدولة إىل ثالثة مكوانت حسب القانون التنظيمي لقانون املالية ،ميزانية
عامة ،ميزانية مرافق الدولة املسرية بصورة مستقلة SEGMAوميزانية احلساابت اخلصوصية للخزينة ،تبدو
كاستثناء ظاهر للقاعدة ،أما االستثناء احلقيقي فيهم النشاط العمومي وخاصة ميزانيات اهليئات املتميزة عن
الدولة واجلماعات الرتابية واملؤسسات واملقاوالت العمومية ألن ميزانياهتا منفصلة ،ومبدئيا جيب أن تغطي
مواردها ونفقاهتا والفائض والعجز من مسؤوليتها رغم اعتمادها على إمدادات الدولة وكذا الرسوم شبه اجلبائية
اليت ال تدرج يف قانون املالية ،وقد نص عليها القانون التنظيمي يف املادة ،67وهي عمليات هلا تنظيم خا
تتم يف إطار مستقل عن قانون املالية.1
هي تسجيل النفقات واملوارد يف مبلغها اإلمجايل ،وهلذه القاعدة مربرات سياسية ملنع ما يسمى ابلصناديق
السوداء أو إخفاء عمليات معينة عن أنظار الرقابة وذلك لكي يتسىن للربملانيني التعرف على تفاصيل املركز
املايل للدولة ،وإن انفالت عمليات معينة من الرقابة ممكن يف حال إجراء املقاصة بني املداخيل واملصاريف
1
عسو منصور ،قانون الميزانية العامة ،مرجع سابق ،الصفحة .57
12
حيث إن أسرفت احلكومة يف النفقات اجلبائية ميكنها إخفاءها وراء مداخليها وإذا استخلصت بعض املرافق
موارد خاصة ميكنها إنفاقها يف أوجه مل يرخص هلا الربملان.
حيث أما املربرات االقتصادية فتتلخص يف جتنب اعتماد معايري املردودية املالية املتبعة يف القطاع اخلا
يتم فقط االهتمام ابلربح يف حني تعتين املالية العمومية مبعيار املصلحة العامة.
هلذه القاعدة أيضا سلبيات كتعقيد املساطر اإلدارية وصعوبة التدبري الفعال ومقتضيات احلكامة اجليدة.
تعين إدراج النفقات واملداخيل يف كتلتني دون ختصيص مورد معني لنفقة معينة ،وذلك ألسباب سياسية
تتمثل يف التشبث ابملصلحة العامة يف دولة موحدة متارس وظائفها حبياد اجتاه مؤسساهتا ومرافقها .وكما أن
املكلفني يسامهون حسب قدراهتم يف متويل مجيع النفقات دون ختصيص وهذا تطبيق من تطبيقات مبدأ
املساواة الدستوري ،وقد يشكل أيضا التخصيص سالحا فعاال للحكومة يف خلق ضرائب جديدة وختصيصها
لنفقة معينة مثال ختصيص رسوم على الكحول لتمويل نفقات الصحة.
تتعدد حاالت االستثناء سواء على مستوى قاعدة عدم املقاصة أو عدم التخصيص فيما خيص عدم
املقاصة ال توجد سوى ممارسات خفية قد تلجأ إليها بعض املرافق بينما تتعدد حاالت اخلروج عن قاعدة
عدم التخصيص وبسند قانوين مثل:
● حاالت احلساابت اخلصوصية للخزينة وميزانيات مرافق الدولة املسرية بصورة مستقلة كما جاء يف منت
الفقرة األخرية من املادة الثامنة من القانون التنظيمي .130.13
معنويون أو ذاتيون واهلبات والوصااي ،حيث ترصد حسب ● أموال املساعدات اليت يدفعها أشخا
رغبة الواهب.
● إعادة فتح االعتمادات نصت املادة 35على أنه ميكن أن يتم فتح اعتمادات جديدة بشأن املداخيل
1
املتأتية من اسرتجاع الدولة ملبالغ مؤداة بوجه غري قانوين أو بصفة مؤقتة.
1
المصطفى معمر ،امحمد قزيبر ،مرجع سابق ،الصفحتين 79و.80
13
الفرع الثاين :األسس الدستورية للحكامة اجليدة يف تدبري املالية العمومية
قد جاء الدستور اجلديد للمملكة بعدة مبادئ حكماتية حيث خص الباب الثاين عشر "للحكامة
اجليدة" وذلك وعيا أبمهيتها يف ترشيد عمل املرافق العمومية ،من بني هذه املبادئ (الفرع األول) جند اجلودة،
الشفافية ،ربط املسؤولية ابحملاسبة ،احرتام القانون ،احلياد ،النزاهة وغريها من املبادئ ،إضافة جملموعة إىل تعزيز
املقاربة تشاركية يف حتسني أداء املالية العمومية (الفرع الثاين) عرب إرساء آليات املشاركة املواطنة يف تدبري املالية
العمومية.
.1الشفافية
تعترب الشفافية مبدأ من املبادئ الدستورية الواجب التحلي هبا يف املمارسة السياسية ،ومرتكز دستوري
أساسي يسعى لتخليق جوانب احلياة العامة سواء يف اجملال السياسي أو االجتماعي أو اإلداري أو
االقتصادي ،ويعد جمال املالية العامة جماال خصبا لتكريس آليات الشفافية.
وقد كرس دستور 2011مبادئ الشفافية ضمن مقتضياته ،ويف هذا السياق فإن املرافق العمومية املكلفة
ابلتدبري املايل واحملاسبايت متارس مهامها وفق معايري الشفافية.
ومن هذا املنطلق ،فان تطبيق قواعد الشفافية يف املالية العمومية يساهم يف تيسري الوصول اىل املعلومات
ذات الصلة ابلوضعية املالية للدولة والتوازانت االقتصادية للمالية العمومية ،وخنص ابلذكر يف هذا املقام
متكني املواطنات واملواطنني واهليئات املكلفة ابلرقابة على املال العام من احلصول على خمتلف املعطيات
االقتصادية اليت ختص مالية الدولة مثل مؤشرات الدين العمومي والتكاليف العمومية واالقرتاض واالستدانة
انهيك عن املؤشرات املرتبطة ابالستثمار العمومي ،وهذه املظاهر املرتبطة ابلشفافية متكن خمتلف املتدخلني
14
سواء كانوا اشخاصا ذاتيني او اعتباريني من مراقبه شكليات اعداد وختطيط وتدبري املالية العمومية فضال عن
تقييمها والرقابة عليها.
هذه األسس الشفافة متكن من الوقوف على جوانب املالية العمومية وتقييم مدى انعكاسها وأثرها على
املواطن ابعتباره حمور ارتكاز السياسات العمومية املنزلة يف اجلانب املايل.
ويف جمال املالية العمومية ،صارت الشفافية رافعة أساسية ومنوذجية لضمان االستمرارية امليزانياتية على
املدى البعيد ،وفق خمطط اسرتاتيجي وبرجمة متعددة السنوات ،1وقد جتسد هذا املقتضى ابملوازاة مع دخول
القانون التنظيمي للمالية 130.13حيز التنفيذ ،ويف هذا اإلطار فإن القانون املذكور أرسى أسس الشفافية
يف املالية العمومية من خالل تضمني قانون املالية السنوي مجلة من املستندات اليت تعطي مصداقية وموثوقية
للوضعية اليت متيز املالية العمومية.
-املذكرات:
-مذكرة تقدمي ملشروع قانون املالية واليت تتضمن معطيات حول استثمارات امليزانية العامة وحول اآلاثر
املالية واالقتصادية للمقتضيات الضريبية واجلمركية املقرتحة؛
-مذكرة حول النفقات املتعلقة ابلتكاليف املشرتكة.
التقارير:
-التقرير االقتصادي واملايل؛
-تقرير حول املؤسسات العمومية واملقاوالت العمومية؛
-تقرير حول احلساابت اخلصوصية للخزينة؛
-تقرير حول النفقات اجلبائية؛
-تقرير حول الدين العمومي؛
-تقرير حول امليزانية القائمة على النتائج من منظور النوع؛
-تقرير حول املوارد البشرية واملقاصة وحول العقار العمومي املعبأ لالستثمار.
1
مجلة المالية ،وزارة االقتصاد والمالية ،العدد ،18نونبر ،2012الصفحة .15
2
المادة 48من القانون التنظيمي رقم 130.13لقانون المالية.
15
ومن جتليات إضفاء طابع الشفافية على املالية العمومية جند آلية تصفية امليزانية .فمن خالل قانون
التصفية املتعلق بتنفيذ قانون املالية للسنة ،يتم إثبات وحصر املبالغ الرمسية والنهائية للمداخيل املقبوضة
والنفقات املؤشر على األمر بصرفها برسم كل سنة مالية.
وقد اجته القانون التنظيمي للمالية اىل أبعد مدى يف تكريس شفافية املالية العمومية لغاية ضمان املصلحة
العامة من خالل إمكانية قانون التصفية يف إثبات التجاوزات املرصودة يف االعتمادات املفتوحة واإلذن
بتسويتها انهيك عن إلغاء االعتمادات الغري املستعملة.
ومن أبرز مظاهر الشفافية يف املالية العمومية جند إلزامية وضع جمموعة من الواثئق رهن إشارة السلطات
العمومية مبناسبه إعداد مشروع قانون التصفية ،ومن ضمن هذه الواثئق جند :1
احلساب العام للدولة مدعم ابحلصيلة احملاسبية والبياانت املالية االخرى والتقييم.
ملحق يتعلق ابالعتمادات االضافية املفتوحة مرفقا بكل االثبااتت الضرورية عند االقتضاء.
تقرير حول املوارد املرصدة للجماعات الرتابية.
جناعة االداء. تقرير افتحا
وبذلك بناء على ما أسهبنا ذكره ،فإن مرتكزات الشفافية تسعى اىل ضمان التدبري اجليد واألمثل واملعقلن
والرشيد للمالية العمومية.
ومن جتليات ارساء الشفافية يف الرقابة على املالية العمومية جند إدراج مؤسسات احلكامة اجليدة يف
2
الدستور ودورها يف جتسيد مبدأ الشفافية يف تدبري الشأن العام.
وكما سبقت اإلشارة ،فإن السياسات العمومية املنزلة يف املالية العمومية ،يظل املواطن ابلدرجة األوىل
حمور ارتكازها ،ونظرا ألثرها املباشر على وضعية املواطن ،فإن مبدأ الشفافية يعد من املبادئ الدستورية املؤطرة
يف جانب املالية العمومية مبا يضمن سالمة القرار املايل العمومي ،ومن هذا املنطلق فإن ارساء الشفافية يف
التدبري اجليد واملندمج املتكامل املتعدد االبعاد للمالية العمومية يتجسد من خالل اإلفصاح العلين للمعطيات
1
المادة 66من القانون التنظيمي رقم 130.13لقانون المالية.
2
مجلة المالية ،مرجع سابق ،الصفحة .15
16
اخلاصة ابمليزانيات العمومية ووضع رؤية اسرتاتيجية للمالية العمومية وتوضيح الروابط املالية بني الدولة
واجلماعات الرتابية.1
هكذا نعترب أ ن شفافية املالية العمومية قوامها تقدمي الوضعيات املالية واحملاسباتية للمرافق العمومية سواء
كان مجاعات ترابية او مؤسسات عمومية او هيئات عامة او منشآت مكلفة مبهام تدخل يف صميم املرفق
العام ،وذلك من أجل التمكن من القيام مبقارنة يف الزمان واملكان لوضعية املالية العمومية وظرفيتها وتقييمها.
أن تكريس مظاهر الشفافية يف املالية العمومية جيعل تدبري هذه األخرية خاضع ملبادئ احلكامة اجليدة،
2
ويتجسد ذلك من خالل الضوابط التالية:
وجود ضماانت للمصداقية والنسجام املعطيات املاكرو اقتصادية واملعطيات ذات الصلة ابمليزانية.
وجود ضماانت مرتبطة ابستقاللية اهليئات املكلفة بتقدمي املعطيات السالفة.
التحديد الواضح والصريح لالختصاصات والعالقات املالية بني الدولة واجلماعات الرتابية واملؤسسات
العمومية.
إذن فكل أسس الشفافية اليت تؤطر املالية العمومية تضمن ركائز نظام مايل وحماسبايت شامل وجامع
ومانع ومندمج ،وهذا ما سيجعل السياسة العمومية املتخذة يف املالية العمومية وكذا القرارات املالية العمومية
املرتتبة عنها ،يكون هلا أثر إجيايب على املواطن ابعتباره معين آبليات املالية ،وهذا ما سيساهم يف النهوض
أبوضاعه االقتصادية واملادية واالجتماعية وحتسينها والرفع من مؤشرات جودهتا.
.2اجلودة
يعترب مبدأ اجلودة جزء ال يتجزأ من مبادئ احلكامة اجليدة كما تضمنت ذلك الوثيقة الدستورية ،وبصفة
عامة خيضع تدبري وتسيري املرافق العمومية ملعايري اجلودة وفق قواعد وقيم الدميقراطية التشاركية ،وجتد اجلودة
سندها بصفة خاصة يف تدبري املالية العمومية ،حيث أن اجلودة تعترب معيارا اساسيا لقياس مدى التدبري
املعقلن والرشيد للمالية العمومية.
1
مجلة المالية ،المرجع نفسه ،الصفحة .16
2
مجلة المالية ،مرجع سابق ،الصفحة .16
17
وترتبط اجلودة ارتباطا وثيقا بتحديث أمناط التدبري ،1ويتجلى ذلك من خالل تعزيز مبادئ وقيم
الدميقراطية وااللتزام بتدبري خاضع ألحدث معايري التنظيم والتسيري.
من هذا املنطلق فإن جودة تدبري املالية العمومية تتأسس وترتكز على فعالية وجناعة األداء املايل وفق
2
منظور متكامل جلودة املالية العمومية ،ويف هذا السياق فإننا حنيل على التحلي خباصية اجلودة الشاملة.
فقاعدة اجلودة الشاملة متكن الفاعلني واملتدخلني يف جمال املالية العمومية من القيام حبسن االداء املايل
للمؤسسات االقتصادية واملالية ،ومفاد ذلك ان اجلودة الشاملة كأساس دستوري لتدبري املالية العمومية ،تعين
نظام إداري متكامل يشمل كافة االنشطة والعمليات اليت حتقق احتياجات وتوقعات العمالء احلالية
واملستقبلية ،ويتم ذلك بتكامل وتظافر جهود مجيع العاملني يف املؤسسة على اختالف مستوايهتم للعمل على
3
التحسني املستمر للخدمات واإلبداع يف العمل يف كافة اجملاالت ،مبا يضمن االداء التنظيمي املتميز.
وبناء على ما أسهبنا ذكره ،يتضح ان االداء اجليد للمالية العمومية يتحقق وفق مؤشرات اجلودة الشاملة
الواجب تبنيها من لدن الفاعلني واملتدخلني يف األداء املايل .وتتمثل مؤشرات اجلودة الشاملة يف التدبري اجليد
للمالية العموميه وفق القيام بدراسات اكتوارية لعناصر تكاليف العمومية من قبيل: 4
تكاليف الوقاية.
تكاليف الكشف واالختبار.
تكاليف املعيب (االختالالت).
هكذا اذن نستشف ان مبدأ اجلودة يعترب مرتكز دستوري اىل جانب مبدأ الشفافية ،فكالمها يشكالن
رافعتان حنو تدبري أمثل للمالية العمومية مبا حيقق تنمية مالية مستدامة ذات أثر اجيايب على املواطن.
قبل اخلوض يف تطبيقات قاعدة ربط املسؤولية ابحملاسبة يف تدبري املال العام ،فإنه جتدر اإلشارة إىل أن
ربط املسؤولية ابحملاسبة يعترب من املبادئ الدستورية املهمة يف احلياة السياسية ويف الشأن العام ،وقد تعزز
1
مجلة المالية ،المرجع نفسه ،الصفحة 14
2
بحري سارة ،عطا هللا عبد الحميد ،اثر تطبيق مدخل الجودة الشاملة على االداء المالي للمؤسسة االقتصادية ،رسالة لنيل الماستر في العلوم المالية ،السنة
الجامعية ، 2022/2021الصفحة .2
3
بحري سارة ،عطا هللا عبد الحميد ،مرجع سابق ،الصفحة .2
4
بحري سارة ،عطا هللا عبد الحميد ،المرجع نفسه ،الصفحة .13
18
ذلك من خالل االرتقاء مبكانته الدستورية حيث أشارت اليه الوثيقة الدستورية يف مقتضيات متفرقة ،وما
يثبت فعليا املكانة الدستورية املهمة ملبدأ ربط املسؤولية ابحملاسبة هو تضمني املشرع الدستوري هلذا املبدأ يف
الفصل االول من دستور 1 2011حيث أكد على أن النظام الدستوري للمملكة يرتكز على أساس ربط
املسؤولية ابحملاسبة ابعتبارها مبدائ أساسيا ضمن مبادئ احلكامة اجليدة.
وقد وجد مبدأ ربط املسؤولية ابحملاسبة تطبيقه وتنزيله يف املالية العمومية نظرا الرتباط هذه األخرية
ابلتوازانت املاكرو االقتصادية للدولة بشكل عام وأثرها على الوضع االقتصادي واالجتماعي للمواطنني بشكل
خا .
وقد مت ترسيخ مبدأ ربط املسؤولية ابحملاسبة كأساس دستوري لتدبري جيد للمالية العمومية من خالل
القانون التنظيمي للمالية 130.13حيث اعترب املشرع املايل ربط املسؤولية ابحملاسبة يكرس مسألة التالزم
بني ممارسة املسؤوليات والوظائف العمومية ابحملاسبة. .
ويف هذا اإلطار فقد كرس القانون التنظيمي للمالية 130.13قاعدة ربط املسؤولية ابحملاسبة كمبدأ
أساسي ضمن احلكامة املالية ،بل األكثر من ذلك ،فقد اعتمدت فلسفته على إقرار إصالح شامل وعميق
للسياسات العمومية املعتمدة يف جمال املالية العمومية من خالل إعداد وختطيط وتدبري نزيه ومعقلن وشفاف
وتشاركي للميزانية العامة.
ومن خالل القانون التنظيمي للمالية رقم 130.13جنده قد جعل مبدأ ربط املسؤولية ابحملاسبة
أساسا جوهراي وشرطا الزما يف تدبري جيد للمالية العمومية.
ومن جتليات ربط املسؤولية ابحملاسبة يف املالية العمومية ،هناك تقوية التدخل الربملاين يف املالية العمومية ،
وذلك من خالل ختويل املؤسسة التشريعية صالحية بسط رقابتها على املالية العمومية ،وما دام الربملان يضم
ممثلي األمة ويتحدث ون ابمسهم ،فإنه ميارس الرقابة على املالية العمومية من خالل جمموعه من اليات الرقابة ،
لعل ابرزها األسئلة الشفوية خالل جلسات الربملان حول السياسات العمومية املتخذة يف اجملال املايل،
1
ظهير شريف رقم 1.11.91صادر في 27شعبان 29( 1432يوليوز )2011بتنفيذ نص الدستور.
19
مشروع قانون املالية واللجان املالية مثل جلنة املالية والتنمية االقتصادية واليت تضطلع مبهمة دراسة وافتحا
قبل عرضه على التصويت واملصادقة.
ومن أبرز جتليات ربط املسؤولية ابحملاسبة يف املالية العمومية جند تدخل اجمللس األعلى للحساابت حيث
أصبح يتوىل هذا االخري اختصاصات تكمن يف تقييم ومحاية مبادئ وقيم احلكامة الرشيدة من خالل فحص
النفقات املتعلقة ابلعمليات االنتخابية ،مساعدة الربملان يف اجملاالت املتعلقة مبراقبة املالية العامة ،االجابة عن
االسئلة واالستشارات املرتبطة مبهام الربملان يف التشريع واملراقبة والتقييم املتعلق ابملالية العامة فضال عن
صالحيته يف اختاذ جزاءات مبناسبة االخالل ابلقواعد املطبقة على العمليات املتعلقة مبداخيل ومصاريف
1
األجهزة اخلاضعة ملراقبته وتقييم شكليات تدبريها لشؤوهنا .
هكذا اذن نستشف ان إقرار مبدأ ربط املسؤولية ابحملاسبة يف تدبري املالية العمومية يعد سندا ومرتكزا ابلغ
األمهية إلعمال احلكامة اجليدة لتوظيف املال العام يف مشاريع تنموية اسرتاتيجية من شأهنا حتسني الوضع
االقتصادي واالجتماعي للمواطن الذي يظل يف صلب السياسات العمومية املتخذة يف اجملال املايل.
منه يف إقرار حكامة فإىل جانب معياري الشفافية واجلودة ،نعترب ربط املسؤولية ابحملاسبة معيارا ال منا
جيدة يف تدبري جيد للمالية العمومية وفق الركائز الدستورية ،وهكذا فإعمال قواعد اجلودة والشفافية وربط
املسؤولية ابحملاسبة سيضع حد هلدر املال العام وتوجيه األموال العمومية حنو املشاريع واألنشطة التنموية
وتوظيفها يف االوراش االسرتاتيجية اليت هتم وضعية املواطن ابلدرجة األوىل وتساهم يف حتسني وضعه
االقتصادي واالجتماعي والنهوض به ،وعندئذ ،سنتحدث عن احلكامة املالية اليت تستلهم القواعد
الدستورية للحكامة اجليدة لغاية التدبري اجليد للمالية العمومية القائم على االهداف والنتائج وليس على
الوسائل واالشخا .
1
محمد سكلى ،مقال منشور بتاريخ 12مارس 2014على موقع العلوم القانونية Maroc droitمعنون ب "ربط المسؤولية بالمحاسبة على ضوء التقرير
االخير للمجلس االعلى للحسابات.
20
آليات تشاركية للحوار والتشاور خمتلفة األمهية على عدة مستوايت منها :اإلخبار ،االستشارة والتشاور وكذا
اإلصدار املشرتك للقرار.1
تضمن الفصل 139من الدستور آلية حقيقية لتجسيد نظام االستشارة 2الشعبية ،حيث جتسد على
املقاربة التشاركية على مستوى احمللي للمجالس املنتخبة والذي ينص على أنه "تضع جمالس اجلهات وجمالس
اجلماعات الرتابية األخرى آلية تشاركية للحوار والتشاور لتيسري مسامهات املواطنني واملواطنات واجلمعيات يف
إعداد برامج التنمية "....ترتجم عدة مواد قانونية أخرى هذا التوجه اجلديد للمشرع بناء على أساس رئيسي
وهو الدميقراطية املواطنة والتشاركية ومبادئ احلكامة اجليدة.
ابلنسبة للمستوى اجلماعي وعلى غرار املستوايت الرتابية األخرى فإن درجة اخنراط املواطنني يف تدبري
الشؤون العامة رهني ابإلرادة السياسية للمجالس اجلماعية واستعدادها ألخذ مبادرة إطالق دينامية للمشاركة
املباشرة مبا يتطابق مع خصوصيات السياق احمللي ،وتتجلى آليات هذه املقاربة التشاركية يف مسامهة اجملتمع
املدين ،واملواطن وكذا اهليئات النقابية لألجراء واملنظمات املمثلة للمشغلني يف دينامية حتسني أداء املالية
العمومية لتحقيق الشفافية ،واحلكامة والنجاعة.
إن اجملتمع املدين حيتل حاليا مكانة متقدمة يف دستور ،2011حيث يقوم تدخله على العمل
التطوعي ويشكل رافعة من أجل وضع لبنات التنمية االجتماعية يف فضاء عمومي مفتوح حتكمه قيم املواطنة
ومبادئ الدميقراطية وحقوق االنسان.
ونصت الوثيقة الدستورية مبقتضى الفصل 12على الدور األساسي الذي يلعبه اجملتمع املدين يف إطار
الدميقراطية التشاركية و أكدت على حقه يف تقدمي العرائض و ملتمسات تشريعية و املسامهة يف بلورة
السياسات العمومية ،حيث ينص الفصل املذكور وخاصة الفقرة الثالثة منه على أن "تساهم اجلمعيات املهتمة
بقضااي الشأن العام ،واملنظمات غري احلكومية ،يف إطار الدميوقراطية التشاركية ،يف إعداد قرارات ومشاريع
لدى املؤسسات املنتخبة والسلطات العمومية ،وكذا يف تفعيلها وتقييمها" ،وعلى هذه املؤسسات والسلطات
1
تقرير المديرية العامة للجماعات المحلية 2017حول :القرار المشترك نموذج آلية الميزانية التشاركية ،منشور ضمن سلسلة المنشورات التي تعنى
بموضوع الحكامة التشاركية المحلية على البوابة الوطنية للجماعات الترابية ،،الصفحة .4
2
أحمد أجعون ،الجهوية المتقدمة في الدستور المغربي لسنة ،2011المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سنة ،2014المغرب ،الصفحة .80
21
تنظيم هذه املشاركة طبق ضوابط و كيفيات حيددها القانون" ،كما أكد الفصل 13على "أن السلطات
العمومية تعمل على إحداث هيئات للتشاور ،قصد إشراك خمتلف الفاعلني االجتماعيني ،يف إعداد
السياسات العمومية وتفعيلها وتنفيذها وتقييمها".
2
وكرست القوانني التنظيمية اخلاصة ابجلهات( 1القانون التنظيمي رقم ،)111.14والعماالت واألقاليم
(القانون التنظيمي رقم ،)112.14وكذا اجلماعات (القانون التنظيمي ،3)113.14على آليات للمشاركة
الشعبية عرب التنصيص على جمموعة من اهليئات االستشارية 4اليت تشكل دعامة أساسية لتطبيق هذا التوجه،
وهي هيئات استشارية بشراكة مع فعاليات اجملتمع املدين ختتص بدراسة القضااي املتعلقة بتفعيل مبادئ
املساواة وتكافؤ الفر ومقاربة النوع.
وإن مل تنص هذه القوانني التنظيمية صراحة على مشاركة هذه اهليئات االستشارية على اعتماد امليزانية
بقواعد احلكامة حبسن تطبيق مبدأ التدبري التشاركية ،5إال أن اإلشارة إليها جاءت من خالل القسم اخلا
احلر ،حيث يتوجب إعداد الربامج التنموية احمللية وفق منهج تشاركي ،يعتمد على آليات احلوار والتشاور يف
إعداده وتتبعه وتقييمه وحتيينه ،ويتم تفعيل امليزانية التشاركية يف عدد من اجلماعات اليت تتبع جمموعة من
املراحل يف إعدادها ،فتتدخل من خالل آلية الرتافع على ختصيص ميزانيات أتخذ بعني االعتبار مقاربة النوع،
سواء على مستوى الربامج التنمية اجلهوية ،أو من خالل آليات تقدمي العرائض ،حيث خصص الفصل 121
من القانون التنظيمي املتعلق ابجلهات كيفيات وشروط تقدمي هذه العرائض من طرف مجعيات اجملتمع املدين
املعرتف هبا.
.2دور املواطن
تتجلى اآلليات الدستورية للدميوقراطية التشاركية أيضا من خالل إشراك املواطنني للمشاركة يف القرارات
بصفة عامة ويف جتويد أداء املالية بصفة خاصة من خالل املقتضيات الدستورية مبوجب الفصل 14من
1
القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.15.83صادر في 20من رمضان 7( 1436يوليوز
،)2015ج.ر عدد ،6380الصفحة .6585
2
القانون التنظيمي رقم 112.14المتعلق بالعماالت أواألقاليم ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.15.84صادر في 20من رمضان 7( 1436
يوليوز ،)2015ج.ر عدد ،6380الصفحة .6625
3
القانون التنظيمي رقم 113.14المتعلق بالجماعات ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.15.85صادر في 20من رمضان 7( 1436يوليوز
،)2015ج.ر عدد ،6380الصفحة .6660
4
عبد الحافظ ماموح ،اآلليات التشاركية للحوار والتعاون بين الجماعات الترابية والمجتمع المدني (المجلد عدد ،)07لسنة ،2017سلسلة الدراسات
الدستورية والسياسية ،الرباط ،الصفحة .176
5
محمد سويلم ،مجلة الواحات للبحوث والدراسات ،المجلد ،14العدد ،2سنة ،2021جامعة غرداية الصفحة .347
22
الدستور الذي ينص على ما يلي« :للمواطنات واملواطنني ،ضمن شروط وكيفيات حيددها قانون تنظيمي،
احلق يف تقدمي ملتمسات يف جمال التشريع» ،يف حني تتمثل اآللية الثانية يف الفصل 15من الدستور والذي
ينص على أن« :للمواطنات واملواطنني احلق يف تقدمي العرائض ،إىل السلطات العمومية .وحيدد قانون تنظيمي
شروط وكيفيات ممارسة هذا احلق».
وتعرف العريضة أهنا كل حمرر يطالبه مبوجبه املواطنون واملواطنات واجلمعيات جملس اجلماعة الرابية حسب
املستوى ،اجلماعة ،أو اجلهة أو العمالة أو اإلقليم ،إبدراج نقطة التدخل يف صالحياته ضمن جدول أعماله،
ويضبط القانون شروط وآليات تفعيل هذه التقنية ،1غري أهنا تبقى يف كافة األحوال رهينة لقبول مكتب
اجمللس إلدراجها جبدول األعمال ،ابعتبار أن املكتب ميكن له أن يرفض هذه العريضة ،ويتم تبليغ الوكيل أو
ممثل اجلمعية حسب هبذا الرفض خالل شهرين ،من اتريخ توصله ابلعريضة ابلنسبة للجهات وللعماالت
واألقاليم ،أو ثالث أشهر ابلنسبة للجماعات.
وعالقة ابعتماد امليزانية التشاركية ينطبق عليها نفس مبدأ اجلمعيات حيث مل تنص القوانني التنظيمية
بقواعد احلكامة حبسن تطبيق صراحة على مشاركة املواطنني ،واكتفت اإلشارة إليها من خالل القسم اخلا
مبدأ التدبري احلر ،حيث يتوجب إعداد الربامج التنموية احمللية وفق منهج تشاركي ،يعتمد على آليات احلوار
والتشاور يف إعداده وتتبعه وتقييمه وحتيينه ،ويتم تفعيل امليزانية التشاركية يف عدد من اجلماعات اليت تتبع
جمموعة من املراحل يف إعدادها ،فيتدخل املواطنون على غرار اجلمعيات من خالل انتداب مندويب األحياء أو
برامج التجهيز ما يعرف مبنتدايت املواطنني ،اليت تتم من خالل مشاركة السكان يف حتديد األولوية خبصو
احمللية.2
أما فيما خيص مشاركة املواطنني يف جمال التشريع ،وتفعيال لألحكام الدستورية وخاصة الفصلني 14
و 15من الدستور ،فقد صدر القانون التنظيمي رقم 64.14بتحديد شروط وكيفيات تقدمي امللتمسات يف
جمال التشريع ،3حيث عرفتها املادة 2من القانون املذكور أن "امللتمس يف جمال التشريع بقصد به كل مبادرة
1
رضوان لعزيزي ،الديموقراطية التشاركية للشأن الجهوي العام ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية جامعة موالي إسماعيل ،سنة -2017
،2018الصفحة https://hazbane.asso-web.com/uploaded/.pdf ،8
2
تقرير المديرية العامة للجماعات المحلية 2017حول :القرار المشترك نموذج آلية الميزانية التشاركية ،منشور ضمن سلسلة المنشورات التي تعنى
بموضوع الحكامة التشاركية المحلية على البوابة الوطنية للجماعات الترابية ،الصفحة .27
3
القانون التنظيمي رقم 64.14بتحديد شروط وكيفيات تقديم الملتمسات في مجال التشريع ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.16.108صادر في 23
من شوال 28( 1437يوليوز ،)2016الجريدة الرسمية عدد ،6492الصفحة .6077
23
يتقدم هبا مواطنات ومواطنون وفق أحكام هذا القانون التنظيمي هبدف املسامهة يف املبادرة التشريعية ،ويشار
إليها ابسم «امللتمس»" ،وقد حددت الفقرة الثانية من نفس املادة أن " أصحاب امللتمس :هم املواطنات
واملواطنون أصحاب امللتمس :املقيمون ابملغرب أو خارجه الذين اختذوا املبادرة إلعداد امللتمس ووقعوا عليه،
شريطة أن يكونوا متمتعني حبقوقهم املدنية والسياسية ومقيدين يف اللوائح االنتخابية العامة" ،إال أن هذا
القانون يستثين بعض اجملاالت منها القوانني التنظيمية.
يكرس القانون التنظيمي رقم 28.11املتعلق مبجلس املستشارين 1متثيلية اهليئات النقابية لألجراء
واملنظمات املمثلة للمشغلني ،حيث ختصص املادة األوىل من هذا القانون التنظيمي 08مقاعد متثل اهليئات
املهنية األكثر متثيلية ،و 20مقعدا للمنظمات هليئة انخبة مكونة من ممثلي املأجورين ،وذلك تنزيال ملقتضيات
الفصل 63من الدستور وخاصة الفقرة الثانية منه ،والذي ينص على أنه يتكون جملس املستشارين من "
مخسان من األعضاء تنتخبهم ،يف كل جهة ،هيئات انخبة تتألف من املنتخبني يف الغرف املهنية للمشغلني
األكثر متثيلية ،وأعضاء تنتخبهم على الصعيد الوطين ،هيئة انخبة مكونة من ممثلي املأجورين".
وحتدد الفقرة الثالثة من نفس املادة شروط وكيفيات متثيلية املنظمات املهنية للمشغلني ويعرف ابملنظمات
املهنية للمشغلني األكثر متثيلية على الصعيد اجلهوي ،كل منظمة مهنية للمشغلني الذين يزاولون نشاطهم يف
اجلهة أو اجلهات املعنية يف واحد أو أكثر من قطاعات الفالحة أو الصيد البحري أو الصناعة أو التجارة أو
الصناعة التقليدية أو اخلدمات ،تستجيب للمعايري التالية:2
-أن تؤسس بصفة قانونية وأن تشتغل طبقا للمبادئ الدميقراطية وأنظمتها األساسية؛
-أن يكون مقرها ابجلهة أو إبحدى اجلهات املعنية أو تتوفر على متثيلية هبا ،طبقا ألنظمتها
األساسية.
1
القانون التنظيمي رقم 28.11المتعلق بمجلس المستشارين ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.11.172صادر في 24من ذي الحجة 21( 1432
نوفمبر ،)2011الجريدة الرسمية عدد 5997مكرر ،الصفحة .5520
2
نفس المرجع.
24
-ممثلي املستخدمني يف جلان النظام األساس واملستخدمني يف املنشآت املنجمية؛
عليها يف النظام األساسي -ممثلي املوظفني يف اللجان اإلدارية املتساوية االعضاء املنصو
العام للوظيفة العمومية واألنظمة األساسية اخلاصة مبوظفي اجلماعات ومستخدمي
املؤسسات العمومية.
وفيما يتعلق بتجويد وحتسني أداء املالية العمومية تساهم هذه اهليئات يف مزاولة الصالحيات املخصصة
جمللس املستشارين ،مبقتضى الفصل 70من الدستور يف ممارسة السلطة التشريعية ،والتصويت على القوانني،
ومراقبة عمل احلكومة وتقييم السياسات العمومية.
القانون من بينها "....النظام الضرييب ،ووعاء الضرائب ومبقتضى الفصل 71الذي حيدد اختصا
ومقدارها وطرق حتصيلها ،النظام القانوين إلصدار العملة ونظام البنك املركزي ،نظام اجلمارك ،"...وكذا
الفصل 86حول كيفيات املصادقة على مشاريع القوانني التنظيمية ،والفصل 75حول كيفيات التصويت
على قانون املالية.
إن اعتماد آليات املقاربة التشاركية يف الشأن العمومي من شأنه حتسني وجتويد أداء املالية العمومية،
وتعزيز مبادئ املساواة والشفافية والنجاعة ،وإن وتكريسه من خالل الوثيقة الدستورية والقوانني التنظيمية
النابعة منه ،من شأنه إرساء أرضية مهمة يف الفقه وكذا االجتهاد يف جمال القانون الدستوري املغريب.
25
املالية سنة .20151ومع مرور الزمن ،يواجه القانون التنظيمي بعض التحدايت ،مثل صعوبة التطبيق وعدم
مواكبة التطورات .لذلك ،يُقرتح تطويره من خالل تبسيط النصو ،ومواكبة التطورات العاملية ،وتعزيز
الفعالية ،وإشراك الفاعلني ،وإجراء تقييم مستمر.
شهدت فرتة احلماية الفرنسية على املغرب بزوغ املنظومة املغربية للمالية العمومية ،واليت أضفى عليها
دستور 1962طابعا أكثر عصرية وحداثة .ويثبت التاريخ القانوين واملؤسسايت املغريب وجود عالقة ترابطية
بني املراجعات الدستورية من جهة وإصالح القوانني التنظيمية املؤطرة للميزانية من جهة أخرى ،حبيث ينشأ
هذا الرتابط جراء أتثري التحوالت والتغريات يف السياقات السياسية واالقتصادية واالجتماعية على تطور
القوانني التنظيمية للمالية2.
الفقرة األوىل :اإلطار القانوين للمالية العمومية منذ فرتة احلماية اىل سنة 1998
خالل فرتة احلماية وغداة االستقالل
1
الظهير الشريف رقم 1.15.62الصادر في 14من شعبان 2 /1436يونيو ،2015بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 130.13لقانون المالية ،الجريدة الرسمية
عدد 6370الصادرة في فاتح رمضان 18 /1436يونيو ،2015ص.5810 :
2
نشأة وتطور القانون التنظيمي للمالية ،وزارة االقتصاد والمالية ،https://shorturl.at/ru378 ،تاريخ الولوج 2024-03-19
26
شاملة يف النظام املايل املغريب ،ولكن هذه التغيريات مل تكن ابلضرورة إجيابية ابلنسبة للمغرب ،حيث أهنا أدت
إىل ربط اقتصاده وماليته بفرنسا ،مما حد من استقالليته يف إدارة شؤونه املالية1.
ترتب على رحيل االستعمار ،فراغا قانونيا وتنظيما على مستوايت خمتلفة ،يهمنا منها اجملال املايل،
ذلك أن السلطات املغربية وأمام استحالة استمرار خضوع مالية البالد لرقابة هيئات العليا الفرنسية ملا يف ذلك
مس ابلسيادة الوطنية ،وسعيا من املغرب تكريس االستقالل املايل فقد ابدر إىل أتسيس وزارة لالقتصاد الوطين
واملالية مبقتضى ظهري 1956على أنقاض املديرية العامة للمالية العامة املؤسسة على عهد احلماية2 .
مث أنشئ يف مرحلة اثنية جهازا مركزاي للمراقبة جتسد يف اللجنة الوطنية للحساابت احملدثة بظهري 14أبريل
،1960اليت أانط هلا املشرع مهمة إجراء املراقبة على احملاسبني العموميني فيما يتعلق ابلنفقات العمومية.غري
أن جتربة هذه اللجنة مل تلبث أن فشلت العتبارات متعددة ،أمهها حمدودية إطارها القانوين ،وضعف وسائلها
البشرية ،فضال عن تبعيتها املباشرة لوزارة املالية ،مما حد من دورها وفعاليتها يف القيام ابملهام ،اليت حددت هلا،
وأمام هذا الوضع ،كان البد من التفكري يف خلق جهاز مركزي أكثر استقاللية وفعالية ،يتوفر على الصفة
والوسائل الالزمة اليت جتعل منه جهاز أعلى للرقابة القضائية على املالية العمومية ،وهو ماسيتم فعال إبحداث
اجمللس األعلى للحساابت سنة ، 1979ليكون الوريث الشرعي ملهام وإختصاصات اللجنة املذكورة.
القوانني التنظيمية بني سنة 1963و 1998
شهدت املالية العمومية يف املغرب منذ االستقالل تطورات مهمة ،متثلت يف إصدار جمموعة من
القوانني التنظيمية اليت شكلت اإلطار القانوين لتدبري امليزانية العامة للدولة .وقد مرت هذه القوانني مبراحل
خمتلفة ،تعكس السياقات السياسية واالقتصادية اليت عرفتها البالد.
املرحلة األوىل :القانون التنظيمي األول للمالية)(1963
شكل صدور أول دستور للمملكة بتاريخ 14دجنرب 1962مستهال لسلسلة من اإلصالحات األساسية
على مستوى اإلطار القانوين املؤطر مليزانية الدولة .و كرس الفصل 50من هذا النص الدستوري مبدأ
الرتخيص امليزانيايت الذي يضطلع به الربملان عرب تصويته على قانون املالية .و شكلت ميزانية سنة 1963
1
LE GRAND ÉTAT-MAJOR FINANCIER : LES INSPECTEURS DES FINANCES, Chapitre XI. La place de l’Empire colonial dans
les carrières des inspecteurs des Finances, Paris 2011 p. 263-281
2
René Marchal, “Précis de l’législation financière marocaine”, 3 d, p. 5.
27
على ترابط تطوير اإلطار القانوين للمالية العمومية والنهوض فرصة لتفعيل مبدأ الرتخيص الربملاين مع احلر
ابحلقوق السياسية واالقتصادية واالجتماعية للمواطنني1 .
القانونية اليت هتم مالية الدولة ،و من انحية أخرى ،شكل دستور 1962مرجعا العتماد عدد من النصو
يتعلق األمر ب:
الظهري الشريف رقم 1.63.326الصادر يف 21مجادى الثانية 9( 1383نونرب )1963بشأن القانون
التنظيمي للمالية .و الذي يعترب مبثابة أول دستور مايل للدولة .و الذي كرس الرتابط بني قوانني املالية و
املخططات املعتمدة من طرف الربملان ،و الفصل بني القواعد واملبادئ امليزانياتية واملالية و تلك املتعلقة
ابحملاسبة العامة و نظام الصفقات العمومية2.
مرسوم ملكي رقم 331.66بتاريخ 10حمرم 21( 1387أبريل )1967بتطبيق مقتضيات القانون
التنظيمي للمالية املتعلق بتقدمي قوانني املالية؛
مرسوم رقم 2 .79 .512بتاريخ 26من مجادى اآلخرة 12 ( 1400مايو ) 1980بتغيري املرسوم
امللكي رقم 330 .66الصادر يف 10حمرم 21( 1387أبريل )1967بسن نظام عام للمحاسبة
العمومية.
استحدثت هذه القوانني آليات جديدة للتصويت على مشروع قانون املالية ،وكرست قانون تصفية موحد
وهنائي .بصفة عامة ،تدارك القانون التنظيمي للمالية لسنة 1970الفراغ القانوين املتعلق مبآل املداخيل يف
1
ميزانية الدولة ،منشورات وزارة المالية والخوصصة ،2004 ،ص 19
2
نور السداة حميوي ،القوانين التنظيمية بين المشرع الدستوري والسلطة التشريعية ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية عدد 103مارس – ابريل
،2012ص 57
28
القانون التنظيمي للمالية لسنة ،1970مت حالة رفض أو عدم اعتماد امليزانية يف اآلجال القانونية .وخبصو
حتديد السنة امليزانياتية خبالف السنة املدنية حبيث تبتدأ يوم فاتح يوليوز وتنتهي يوم 30يونيو.
وجتدر اإلشارة إىل كون اعتماد القانونني التنظيميني املذكورين وكذا التعديالت اليت حلقتهما ،مت يف غياب
مؤسسة برملانية.
29
oتوسيع صالحيات احلكومة بشأن فتح اعتمادات إضافية خالل السنة " يف حالة االستعجال
اعتباريني أو ذاتيني ،يف إطار ما والضرورة امللحة " أو يف مقابل األموال املدفوعة من قبل أشخا
يصطلح عليه " أموال املساعدة" ،للمسامهة يف نفقات ذات مصلحة عامة:
oإرجاء تنفيذ بعض النفقات؛
oإعادة نشر املناصب املالية بني الوزارات وجتميد استعمال بعضها.
oوضع قيود على املبادرات احلكومية فيما خيص ترحيل االعتمادات من سنة إىل أخرى؛
oتوضيح مبادئ املالية العامة :السنوية ،الشمولية ،الوحدة ،التخصص امليزانيايت1.
يعترب القانون التنظيمي رقم 13-130املتعلق بقانون املالية ،والذي دخل حيز التنفيذ يف عام
،2015حجر الزاوية يف اإلصالح امليزانيايت ابملغرب .يهدف هذا القانون إىل حتديث وتطوير تدبري املالية
العمومية ،وتعزيز الشفافية واملساءلة يف تدبري املال العام.
يعد القانون التنظيمي للمالية الوعاء التشريعي األنسب لسن جمموعة من القواعد واألحكام اخلاصة
بتسيري املالية العمومية ،خاصة ما يرتبط إبعداد القوانني املالية وتنفيذها مث إجراء الرقابة عليها 2.بناء على
ذلك ،لقد عرف املغرب إصدار جمموعة من القوانني التنظيمية للمالية ،وذلك قصد ضبط تدبري املالية
العمومية .وبذلك فقد تعددت مزااي اصالح امليزانيايت الذي قام به املغرب من خالل القانون التنظيمي للمالية
رقم 130.13الذي صدر مبوجب الظهري الشريف 1.15.62بتاريخ 2يونيو ،2015ولعل أوهلا املالئمة
مع املقتضيات الدستورية اجلديدة اليت تضمنها دستور 2011على األقل من حيث األهداف الكربى املقررة
بشأن تدبري املالية العمومية ومن خالهلا السياسات العمومية.
1
ظهير شريف رقم 1-98-138صادر في 7شعبان 26( 1419نوفمبر )1998بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 7-98لقانون المالية.
2
عصام القرني :األسس الدستورية للمالية العمومية بالمغرب ،مجلة العلوم السياسية ،العدد ،2018 ،3ص 71
30
كما أن امليزة الثانية واليت ال تقل أمهية عن األوىل هلا عالقة ابن اإلصالح امليزانيايت لسنة 2015ارتكز على
سند قوي وملزم جاء يف صيغة قانون تنظيمي مبا متثله هذه الصيغة من أمهية يف أتطري التغيري اجلذري يف
فلسفة تدبري الشأن املايل العمومي ،خبالف اإلصالح امليزانيايت لسنة 2002الذي اكتفى ابالستناد على
املراسيم واملناشري1.
املفاهيم اجلديدة اليت جاء هبا القانون التنظيمي 13-130
ومن بني املستجدات اليت جاء هبا القانون التنظيمي 130.13لقانون املالية ،التنصيص على التدبري
امليزانيايت املرتكز على النتائج ،الذي يعد من بني أهم القرارات اليت مت اختاذها يف هذا اجملال ،وذلك ملواجهة
اإلشكال القانوين الذي كان مثار بعد تبين التدبري امليزانيايت املرتكز على النتائج مبوجب منشور لوزير األول
(رئيس احلكومة حاليا) دون التنصيص على ذلك يف القانون التنظيمي لقانون املالية رقم .98.7
إن تبين التدبري امليزانيايت املرتكز على النتائج مبوجب القانون التنظيمي 130.13لقانون املالية دفعت املشرع
إىل ختصيص جمموعة من مواد هذا القانون لتحكم يف هذا النمط من التدبري ،وبذلك فقد تطرق املشرع يف
القانون التنظيمي 130.13للقانون املالية جملموعة من األسس اليت جيب على السلطات املختصة مراعاهتا يف
إعداد ميزانياهتا واخلاصة ابلتدبري امليزانيايت املرتكز على النتائج ،ومن بينها:
التبويب امليزانيايت :تبويبات املوارد ،تبويب النفقات.
منهجية األداء :تعريف اسرتاتيجية الربانمج ،حتديد أهداف جناعة األداء ،حتديد مؤشرات األداء.
تدبري الربامج امليزانياتية :الربامج تنزيل االسرتاتيجيات القطاعية يف برامج ،األبعاد الثالثة للربانمج،
املبادئ املتبعة عند وضع الربامج.
الربجمة متعددة السنوات2.
وبذلك ،فاعتماد التدبري امليزانيايت املرتكز على النتائج مبوجب القانون التنظيمي لقانون املالية سوف حيدث
تغيريا شامال آلليات العمل العمومي ،وهكذا ،فاملنهجية القائمة على النتائج ستحل حمل التدبري القائم على
1
محمد حيمود :اإلصالح الميزانياتي بالمغرب " دراسة على ضوء القانون التنظيمي للمالية ، 2015مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،ط ،1 :
،2017ص 47
2
المادة 38من القانون التنظيمي للمالية ،130.13ج ر ،ص 5816
31
الوسائل واالنتقال من مقاربة قانونية وتقنية للتدبري اإلداري إىل مقاربة قائمة على ثقافة تدبريية يف خدمة
املواطنني1.
إىل جانب ذلك ،فالقانون التنظيمي لقانون املالية ،130.13ميكن أن يشكل منحى تطوراي يف
إصالح مناهج التدبري املايل العام من خالل قدرته على الربط بني القيادة االسرتاتيجية للبعد الزمين والبحث
عن أفضل اخلدمات اليت من املمكن تقدميها للمواطنني2.
على الرغم من أن القانون التنظيمي 13-130املنظم لقوانني املالية يف املغرب حيدد آليات مفصلة للنفقات
صغريا فقط لدور الربملان يف الرقابة على املالية العامة.
وحتديد امليزانية ،إال أنه خيصص جزءًا ً
1
التدبير المرتكز على النتائج ،مقال منشور في الموقع االلكتروني لوزارة االقتصاد و المالية https://t.ly/umarxتمت زيارته في 07/04/2024
2
محمد العريف التطور التاريخي للقانون التنظيمي للمالية بالمغرب ،مجلة المغربية للمالية العمومية ،العدد ،2010 ،7 :من 132
3
نشأة وتطور القانون التنظيمي للمالية ،وزارة االقتصاد والمالية ،https://shorturl.at/ru378 ،تاريخ الولوج 2024-03-19
32
نظرا للمهام الرقابية اهلامة املنوطة ابلربملان ،واليت تشمل املشاركة يف إعداد وجتهيز
تثري هذه احملدودية القلق ً
قانون املالية ،فضالً عن مراقبة تنفيذه.
يعاين الربملان من ضيق املدة الزمنية املخصصة لدراسة مشروع قانون املالية ،حيث يصعب عليه فحص الواثئق
والتقارير املصاحبة بسبب حجمها وتعقيدها.
كما أن "حق التصويت الواحد" حيد من قدرة الربملان على تعديل مشروع قانون املالية ،حيث يصوت اجمللس
على النص أبكمله أو جزء منه بناءً على طلب احلكومة ،مع اقتصار التعديالت على املقرتحات أو املقبولة
من قبلها1 .
يُعترب قانون التصفية أداة رقابية هامة أخرى للربملان ،لكنه يعاين من التأخر يف إصداره يف كثري من األحيان،
خطريا ملبدأ الرقابة على املال العام.
مما يشكل خرقًا ً
كما حيد الفصل 75من دستور 2011من صالحيات الربملان يف جمال املالية العامة ،حيث يسمح
بتصويت الربملان على النفقات املرصودة للربامج التنموية متعددة السنوات مرة واحدة ،وال ميكن تغيري هذا
الرتخيص إال مبقتضى قانون.
وابلت ايل ،يعاين الربملان من حشو احلكومة لقانون املالية مبختلف املقتضيات اجلبائية واجلمركية ،مما جيعل من
الصعب إجراء إصالح ضرييب شامل2 .
تُشري هذه املالحظات إىل وجود قيود كبرية على دور الربملان يف الرقابة على املالية العامة يف املغرب ،مما يثري
خماوف بشأن الشفافية واملساءلة يف إدارة املال العام.
هيمنة السلطة التنفيذية يف اجملال املايل
تتجلى هيمنة السلطة التنفيذية يف العملية املالية من خالل سيطرهتا على خمتلف مراحلها:
مرحلة التحضري :حتتكر السلطة التنفيذية إعداد مشروع امليزانية حبكم امتالكها للكفاءات البشرية واملوارد
التقنية واملادية والبياانت اإلحصائية الالزمة .بينما يقتصر دور السلطة التشريعية على تلقي عرض من وزير
املالية واملشاركة يف مناقشات غري ملزمة.
1
احميدوش ،قراءة نقدية في القانون التنظيمي للمالية الجديد ،مقال منشور على مجلة دفاتر الحكامة ،العدد ،02سنة ،2015ص 49
2
سعيد رحو ،دور ال برلمان في التشريع المالي في ضوء الدستور والقانون التنظيمي لقانون المالية ،مقال منشور على مجلة المنارة ،عدد خاص حول القانون
الدستوري ،2019ص 343
33
مرحلة الرتخيص :رغم أن السلطة التشريعية مسؤولة رمسياً عن إقرار امليزانية ،إال أن السلطة التنفيذية تستخدم
آليات خمتلفة إلضعاف أتثريها ،مبا يف ذلك التحكم يف جدول أعمال الربملان ،واستخدام أغلبيتها لتمرير
امليزانية ،واللجوء إىل بند "التصويت ابلثقة".
مرحلة التنفيذ :تتوىل السلطة التنفيذية تنفيذ امليزانية وإدارة النفقات وحتصيل اإليرادات .ومع ذلك ،تتمتع
بسلطة تقديرية كبرية لتعديل وحىت اخلروج عن امليزانية املرخصة من خالل تدابري خمتلفة مثل االعتمادات
الطارئة واالعتمادات اإلضافية وحتويل األموال.
مرحلة الرقابة :رغم وجود أشكال خمتلفة للرقابة اإلدارية والقضائية والسياسية ،إال أن السلطة التنفيذية حتتفظ
بسيطرة كبرية من خالل هيئاهتا اإلدارية اخلاصة ،نظراً ألمهية املالية العامة يف تنفيذ أجندهتا.
وابلتايل ،جيادل النص أبن السلطة التنفيذية تتمتع مبوقع مهيمن يف العملية املالية ،مما حيد من سلطة التشريع
ويقوض مبادئ الدميقراطية الربملانية1.
يعد اإلصالح خطوة هامة حنو حتقيق تطلعات اجملتمع وتعزيز الشفافية واملساءلة يف إدارة األموال العامة.
األهداف الرئيسية إلصالح قانون التنظيم لقانون املالية يف املغرب:
.1تعزيز الفعالية والكفاءة :يهدف اإلصالح إىل تعزيز الفعالية والكفاءة يف اخلدمات العامة اليت تُقدم
للمواطنني .يتضمن ذلك حتسني العمليات اإلدارية وتبسيط اإلجراءات لتحقيق أقصى قدر من
الكفاءة.
.2حتسني استدامة وشفافية األموال العامة :يهدف اإلصالح إىل حتسني استدامة األموال العامة وضمان
توجيهها بشكل فعال حنو حتقيق األهداف الوطنية .يشمل ذلك تعزيز الشفافية يف إدارة املوارد املالية
وتقدمي معلومات دقيقة للجمهور.
1
محمد حيمود ،اإلصالح الميزانياتي بالمغرب،الطبعة األولى ،2017مطبعة النجاح الجديدة -الدار البيضاء ،ص 4
34
.3تعزيز الرقابة الربملانية :يهدف اإلصالح إىل تعزيز دور الربملان يف مراقبة األموال العامة والتأكد من
تنفيذ السياسات العامة بشكل صحيح .يشمل ذلك تعزيز التواصل بني احلكومة والربملان ومتكني
الربملان من متابعة تنفيذ امليزانية.
.4تعزيز دور قانون املالية كأداة رئيسية لتنفيذ السياسات العامة واالسرتاتيجيات القطاعية :يهدف
اإلصالح إىل تعزيز دور قانون املالية كأداة رئيسية لتنفيذ السياسات العامة واالسرتاتيجيات القطاعية.
يتعلق ذلك بتحديد األولوايت وتوجيه اإلنفاق العام حنو حتقيق األهداف احملددة1.
مضمون مقرتحات التعديالت
يف سياق السعي حنو تعزيز احلكامة والشفافية يف تدبري املالية العمومية ،أكد الوزير املنتدب املكلف ابمليزانية،
مشريا إىل أن هذا التعديل يهدف
خالل لقاء دراسي ابلرابط ،أمهية تعديل القانون التنظيمي لقانون املاليةً ،
أيضا مواكبة
إىل تقوية دور الربملان يف الرقابة على املالية العمومية واحلفاظ على التوازانت املالية .ويستهدف ً
الدينامية اإلصالحية احلالية من خالل توسيع نطاق تطبيق القانون ليشمل املؤسسات العمومية غري التجارية
وتعزيز املبادئ والقواعد املالية اليت حتكمها.
الوزير املنتدب املكلف ابمليزانية أشار إىل أن املقاربة املتبعة يف تعديل القانون تتسم ابلتشاركية ،حيث تقوم
على التنسيق الداخلي ضمن وزارة االقتصاد واملالية واالنفتاح على الشركاء والتجارب الدولية ،هبدف صياغة
تعديالت تليب االحتياجات الفعلية وتعاجل التحدايت القائمة.
من بني التعديالت املقرتحة ،يربز توسيع نطاق تطبيق القانون ليشمل املؤسسات العمومية غري التجارية،
وذلك إلخضاعها للرقابة الربملانية ومبادئ ترشيد النفقات والشفافية .كما متت اإلشارة إىل إدراج استثناء
يتعلق ابلقاعدة الذهبية للدين ،يسمح بتجاوزها يف سياقات اقتصادية أو اجتماعية استثنائية ،مع توضيح
آليات تفعيل هذا االستثناء.
أيضا توضيح مسطرة دراسة والتصويت على مشروع قانون املالية املعدل ،هبدف أتطري
تشمل التعديالت ً
اللجوء إىل مشاريع قوانني املالية املعدلة وتقليص اجلدول الزمين للدراسة والتصويت من 15إىل 5أايم ،مع
التأكيد على ضرورة تقدمي مذكرة تربز األسباب املربرة للتعديالت.
1أهداف القانون التنظيمي ،الموقع الرسمي لوزارة االقتصاد والمالية https://t.ly/8gocC ،تمت زيارته في 09.04.2024
35
التعديالت ركزت على أمهية هذا اإلصالح يف تعزيز دور قانون املالية كأداة لتحقيق التنمية وحتسني جودة
اخلدمات العمومية ،و ذلك من خالل جتاوز اإلشكاالت اليت أظهرهتا املمارسة العملية وضرورة تقوية الشفافية
املالية.
من خالل هذا التعديل املقرتحة ،تسعى احلكومة إىل حتقيق توازن أفضل بني احلاجة إىل االستجابة السريعة
للتغريات االقتصادية واالجتماعية وبني ضمان التدقيق والشفافية يف تدبري املالية العمومية .يظهر هذا النهج
الشامل والتشاركي رغبة يف تعزيز الدميقراطية التشاركية وحتسني األداء العام للدولة من خالل قانون مالية أكثر
مرونة وفعالية.1
القانونية املرتبطة ابملالية العمومية ،و يبقى أمهها قانون املالية السنوي و التشريع املايل يشمل خمتلف النصو
القانون املعدل و قانون التصفية ،ابإلضافة اىل التشريعات املرتبطة مبداخيل الدولة و نفقاهتا كالتشريع الضرييب
و اجلمركي ،و نظام الصفقات العمومية.
1
عرض دراسي بمجلس النواب حول ورش إصالح القانون التنظيمي رقم 130.13لقانون المالية ،أكتوبر 2023
36
الفرع االول :التشريعات املتعلقة بتدبري املالية العمومية والرقابة
ان السياق العاملي يف جمال املالية العمومية أتثر مبا يعرف ابلعقلنة الربملانية ،حيث بدا التفكري يف اعادة تنظيم
الصالحيات اجلديدة لكل من السلطة التنفيذية و التشريعية و القضائية ،مع حتجيم دور السلطة التشريعية
ابملقارنة مع ابقي السلط .وهنا برز الدور اجلديد والفعال للسلطة التنفيذية كشريك اساسي يف انتاج القوانني،
أمهها مشروع قانون املالية ،حيث اجتهت اغلب احلكومات اىل حتمل مسؤولية اعداده وعرضه بعد ذلك على
الربملان من اجل املصادقة عليه.
و حيظى قانون املالية ابهتمام كبري قبل خمتلف الفاعلني ،وأمهيته ليست فقط ابلنسبة للحكومة ابعتبارها هي
من تتوىل إعداده وإحالته على السلطة التشريعية للمصادقة عليه وتنفيذه فيما بعد ،وتضمن من خالله تنفيذ
سياستها يف خمتلف اجملاالت ،حيث ترتجم الربانمج اليت تسعى احلكومة اىل تنفيذه على ارض الواقع ،بل أيضا
1
. لكون أتثريه يكون فوراي مباشرة بعد دخوله حيز النفاذ على املعنيني بقراراته
يف املغرب ،مل حيدد الدستور املغريب اجلهة املكلفة أبعداد مشروع القانون املايل ،لكن القانون التنظيمي للمالية
اسند املهمة اىل وزير املالية حتت مسؤولية الوزير االول يف اعداده.
فمشروع قانون املالية يتضمن قسمني ،القسم األول يتضمن التعديالت اخلاصة ابلرتسانة املالية من تعديل
لضريبة أو إلغاءها أو الرفع منها ،أو تعديل شروط حتصيل الدين العمومي .اما القسم الثاين فيهم امليزانية
العامة أي املوارد والنفقات .الغاية من القانون املالية السنوي هو وضع توقعات مرقمة ومنطقية للموارد
والنفقات واحلصول على ترخيص الربملان ،وهو آلية لرتتيب االختيارات السياسية ،وأداة لتنزيل السياسات
العمومية ،ووسيلة لتتبع عمل احلكومة ،و هو ايضا وسيلة للمحاسبة والتقييم .و هبذا يشكل قانون مالية
السنوي حمطة أساسية يف العمل احلكومي والربملاين.2
1
محمد الغواطي ،قراءة تقنية في المسطرة التشريعية لمشروع قانون المالية ،مجلة المنارة للدراسات القانونية و االدارية ،تاريخ الولوج للموقع 13مارس
، 2024الموقع https://revuealmanara.com
2
عسو منصور ،قانون الميزانية العامة و رهان الحكامة المالية الجديدة ،طبعة اكتوبر ،2017ص 25
37
يتم اعداد مشروع قانون املالية بواسطة أجهزة خمتصة وفق جدول زمين حمدد و مسطرة حمددة ،إذ تنص
مقتضيات املادة 46من القانون التنظيمي للمالية رقم 131-130على أنه " يتوىل الوزير املكلف ابملالية
حتت سلطة رئيس احلكومة إبعداد مشاريع قوانني املالية طبقا للتوجهات العامة املتداول بشأهنا يف اجمللس
الوزاري" .يتوىل اذن الوزير املكلف ابملالية حتضري مشاريع قوانني املالية حتت سلطة رئيس احلكومة ،لكن هناك
فاعلون اخرون يعتربون كمتدخلني يف اعداد قانون املالية.
املؤسسة امللكية:
الدستورية اليت تلعب املؤسسة امللكية دورا أساسيا يف جمال اإلنتاج التشريعي بوجه عام انطالقا من النصو
متنح له هذه املهام ،وال شك أن اجملال املايل حيظى أبمهية من قبل املؤسسة امللكية خاصة فيما يتعلق
التنفيذية. ابملصادقة عليه وإعطاء األمر بتنفيذه يف إطار عالقة امللك ابلسلطة
تساهم املؤسسة امللكية يف حتضري مشروع قانون املالية من خالل توجيهاهتا ومالحظاهتا اليت تديل هبا خالل
اجتماعات اجملالس الوزارية اليت يتمتع جاللة امللك ابحلق الدستوري يف رائستها طبقا للفصل 48من
الدستور ،واليت يتم يف إطارها الدراسة والتداول يف كل القضااي الوطنية األساسية قبل البث فيها بشأن هنائي،
ومن ضمنها دراسة التداول حول التوجهات العامة للمشروع قانون املالية قبل إيداعه ابألسبقية لدى جملس
النواب ،كما يتمتع امللك بسلطة التحكيم وحسم اخلالفات ذات الطابع املايل اليت قد تنشأ بني الوزير املكلف
الوزراء.2 ابملالية وبني ابقي
إضافة إىل ما سبق ،جند الدستور املغريب أقر أيضا جلاللة امللك احلق يف التوجيه عرب اخلطب امللكية و اليت عرب
عنها ابلتوجيهات ملكية .و هبذا قد تستعمل املؤسسة امللكية اخلطب ،كوسيلة لتوجيه رسائل احلكومة،
والتواصل مباشرة مع الشعب وإصدار تعليماته السامية للسلطات العمومية ،بشأن أي إجراء اقتصادي أو
مايل أو اجتماعي ،يتعني تضمينه يف مشروع قانون مالية السنة ،حيث أنه يعترب سلطة توجيهية يف جمال إعداد
سنها.3 للقانون و
1
القانون التنظيمي رقم 130-13لقانون المالية الصادر بتنفيذه الظهير شريف رقم 1-15-62صادر في 14من شعبان 2( 1436يونيو )2015المنشور في
الجريدة الرسمية عدد 6370بتاريخ 18يونيو 2015
2
فاطمة الزهراء الحاجي ،صناعة القرار المالي ،رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون العام ،كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية بجامعة
سيدي محمد بن عبد هللا بفاس ،السنة الجامعية ، 2022-2021ص.10 :
3
فاطمة الزهراء الحاجي ،صناعة القرار المالي ،مرجع سابق ،ص12 :
38
رئيس احلكومة:
رئيس احلكومة يتوفر على نظرة مشولية وليس فقط قطاعية ،واليت تؤهله لتحديد االختيارات واألولوايت
االقتصادية واالجتماعية وما تستلزمه مع تكيفات ألدوات املالية العامة ( ضرائب ،رسوم ،قروض ،نفقات) ..
بلوغها.1 حتقيقا للتوازانت االقتصادية واالجتماعية املرجو
يعد رئيس احلكومة يف إطار إعداد قانون املالية رسالة توجيهية يف شكل منشور ،2يدعو من خالهلا مجيع
االمرين ابلصرف إلعداد مقرتحاهتم املتعلقة ابملداخيل و النفقات عن السنة املوالية وإعداد مقرتحاهتم املتعلقة
ابلربجمة امليزانياتية لثالث سنوات ،مدعومة أبهداف ومؤشرات جناعة الداء ،وبناء عليه ميكن اعتبار رئيس
احلكومة من الناحية النظرية املوجه إلعداد مشروع قانون املالية.
رئيس احلكومة يتوىل أيضا مهام التحكيم بني وزير املالية وابقي الوزراء ،خالل خمتلف مراحل اعداد مشروع
قانون املالية ،يف حالة نشوء اخلالفات مرتبطة ابالعتمادات املالية املخصصة لكل وزارة ،أو حول عدم مطابقة
مقرتحات احدى الوزارات للتوجهات احلكومية املتضمنة يف الرسالة التوجيهية لرئيس احلكومة.
كما تنضاف إىل مهامه يف جمال املالية العمومية ،رائسة اجمللس احلكومي الذي ينعقد للتداول يف مشروع
النواب. القانون املايل قبل ايداعه مبكتب جملس
الوزارة املكلفة ابملالية:
تلعب وزارة املالية مبختلف مديرايهتا دورا حموراي يف اعداد مشروع قانون املالية ،و يفسر ذلك بكوهنا املسؤولة
عن التوازن العام للميزانية ،و اهنا املشرفة مباشرة على مجيع املصاحل االدارية املختصة بتحصيل املوارد و
املختصة بفتح االعتمادات من اجل االلتزام ابلنفقات.
هيمنة وزارة املالية يف اعداد قانون املالية راجعة اىل اسباب عدة ،ففي إطار الصالحيات املخولة هلا ،تتوىل
الوزارة القضااي املالية والنقدية ،مبا يف ذلك كل ما يتعلق بسياسات القرض واملالية اخلارجية .وعالوة على
ذلك ،متارس الوصاية املالية على املقاوالت واملؤسسات العمومية أو اليت متلك الدولة فيها مسامهة ،كما
1
عسو منصور ،قانون الميزانية العامة و رهان الحكامة المالية الجديدة ،طبعة اكتوبر ،2017ص 102
2
وفق الفقرة االولى من المادة الرابعة مرسوم رقم 2.15.426صادر في 28من رمضان 15) 1436يوليوز )2015المتعلق بإعداد وتنفيذ قوانين
المالية كما تم تغييره و تتميمه بمقتضى المرسوم رقم 2.17.607الصادر في 30من ربيع ااالول 19)1439ديسمبر .(2017
39
وذلك طبقا للقوانني التشريعية تساهم إىل حد كبري عند االقتضاء يف حتويلها إىل القطاع اخلا
اخلوصصة.1 والتنظيمية لعملية
وعليه ميكن القول أبن مرجعيات اليت يستند عليها قانون املالية تتميز ابلتنوع ،وهذا ما يطرح سؤال االنسجام
بني هذه املعطيات من أجل بلورة سياسات عمومية متكاملة ومنسجمة ،كما يطرح تعدد الفاعلني العمومني
يف هذا اإلطار ،أمهية اعتماد مناهج واضحة النتقاء الربامج واملشاريع األكثر إحلاحا الستجابة حلاجيات
املواطن.2
يدعو رئيس احلكومة كل سنة ويف أجل أقصاه 15مارس ،بواسطة منشور ،اآلمرين ابلصرف إلعداد
مقرتحاهتم املتعلقة ابلربجمة امليزانياتية لثالت سنوات ،مدعومة أبهداف و مؤشرات جناعة األداء ،وتتم دراسة
هذه املقرتحات قبل 15ماي داخل جلان الربجمة وجناعة األداء اليت تضم ممثلني عن مصاحل الوزارة املكلفة
؛ ابملالية ،وممثلني عن مصاحل القطاعات الوزارية
قبل 15يونيو :يقدم الوزير املكلف ابملالية ،يف جملس احلكومة عرضا حول تقدم تنفيذ قانون املالية
اجلاري كما يقدم برجمة موارد و تكاليف الدولة لثالث سنوات ابإلضافة إىل اخلطوط العريضة ملشروع قانون
املالية للسنة املوالية ؛
قبل 31يوليو :مرحلة التشاور مع الربملان اليت جتسد بقيام الوزير املكلف ابملالية ،بعرض أمام
اللجنتني املكلفتني ابملالية ابلربملان لإلطار العام إلعداد مشروع قانون املالية للسنة املوالية ،ويتضمن هذا
العرض كذلك تطور الوضعية االقتصادية الوطنية ،و تقدم تنفيذ قانون املالية للسنة اجلارية إىل حدود 30
1
الموقع الرسمي لوزارة االقتصاد و المالية ، https://www.finances.gov.maتم التصفح بتاريخ 14مارس .2024
2
Noureddine Bensouda , pour les finances publique au service des citoyens, colloque organisé par la chambre française
de commerce de ď industrise au maroc , casablanca 11 octobre 2018 , p : 5
3
الموقع الرسمي لوزارة االقتصاد و المالية ، https://www.finances.gov.maتم التصفح بتاريخ 14مارس .2024
40
يونيو من نفس السنة و املعطيات املتعلقة ابلسياسة االقتصادية واملالية و كذا الربجمة امليزانياتية االمجالية لثالث
سنوات؛
بعد العرض املقدم أمام جلنيت الربملان :إعداد منشور السيد رئيس احلكومة الذي مبوجبه يدعوا اآلمرين
ميزانية السنة املالية املقبلة؛ ابلصرف إلعداد مقرتحاهتم املتعلقة ابملداخيل و النفقات خبصو
خالل شهر شتنرب وبداية شهر أكتوبر :جتميع ودراسة مقرتحات القطاعات الوزارية اخلاصة ابملداخيل
والنفقات واملرفقة مبشاريع جناعة األداء يف إطار اللجان امليزانياتية وإعداد مشروع قانون املالية للسنة والتقارير
املرافقة له؛
بداية شهر أكتوبر :تتبع املصادقة على التوجهات العامة ملشروع قانون املالية للسنة مبجلس الوزراء واليت
تتبعها املصادقة على املشروع مبجلس احلكومة ،ويف 20أكتوبر يتم إيداع مشروع قانون املالية للسنة
مبكتب جملس النواب؛
30 يوما املوالية إليداع املشروع :مواكبة الدراسة والتصويت على مشروع قانون املالية من طرف جملس
النواب؛
22 يوما املوالية للتصويت على املشروع من طرف جملس النواب أو النصرام األجل السابق :مواكبة
الدراسة والتصويت على مشروع قانون املالية من طرف جملس املستشارين؛
6 أايم املوالية للتصويت على املشروع من طرف جملس املستشارين أو النصرام األجل السابق :البث
النهائي يف مشروع قانون املالية من طرف جملس النواب يف إطار القراءة الثانية؛
إذا مل يتم يف 31ديسمرب التصويت على قانون املالية للسنة أو مل يصدر األمر بتنفيذه بسبب إحالته إىل
احملكمة الدستورية :إعداد وتتبع املصادقة على مرسوم فتح االعتمادات الالزمة لسري املرافق العمومية على
املداخيل ابستثناء ابستخال أساس ما هو مقرتح ابمليزانية املعروضة على املوافقة واملرسوم اخلا
املالية.1 املداخيل املقرتح إلغاؤها يف مشروع قانون
و حسب املادة 48من القانون التنظيمي 13-130فان مشروع قانون املالية يكون مرفقا مبجموعة من
الواثئق منها :مذكرة تقدمي ملشروع قانون املالية واليت تتضمن معطيات حول استثمارات امليزانية العامة وحول
1
الموقع الرسمي لوزارة االقتصاد و المالية ، https://www.finances.gov.maتم التصفح بتاريخ 10مارس .2024
41
اآلاثر املالية واالقتصادية للمقتضيات الضريبية واجلمركية املقرتحة ،التقرير االقتصادي واملايل ،تقرير حول
املؤسسات العمومية واملقاوالت العمومية ،تقرير حول مرافق الدولة املسرية بصورة مستقلة ،و تقارير اخرى.
من جهة اخرى ،و ابإلضافة اىل قانون املالية السنوي جند قانون التصفية و القانون التعديلي ،و كلها قوانني
الدولة. سنوية تشكل االطار القانوين للميزانية
ف قانون التصفية املتعلق بتنفيذ قانون املالية هو وثيقة قانونية تثبت وحتصر املبالغ النهائية للمداخيل املقبوضة
والنفقات املتعلقة بنفس السنة املالية واملؤشر على االمر بصرفها وحتصر كذلك حساب نتيجة السنة .1فهو
بذلك يوضح الفرق بني توقعات قانون املالية اليت صادقت عليه السلطة التشريعية عند بداية السنة املالية ،وما
بني اإلجنازات اليت حتققت عند هناية السنة.
يودع مشروع قانون التصفية املتعلق بتنفيذ قانون املالية سنواي ابألسبقية مبكتب جملس النواب يف أجل أقصاه
هناية الربع االول من السنة الثانية اليت تلي سنة تنفيذ قانون املالية املعين .2تشكل املراقبة اليت ميارسها الربملان
ادانه :3 واجمللس االعلى للحساابت املرحلة الرابعة من مراحل تدبري امليزانية وفق الرسم التوضيحي
1
حسب المادة 64من القانون التنظيمي رقم 130.13القانون المالية ،مرجع سابق.
2
حسب المادة 65من القانون التنظيمي رقم 130.13لقانون المالية.
3
ميزانية المواطن لقانون التصفية المتعلق بتنفيذ قانون المالية لسنة ،2020الصادر عن وزارة االقتصاد و المالية ،ص9
42
الفقرة الثانية :التشريعات املتعلقة برقابة املالية العمومية
امام االهتمام املتزايد للميزانية العمومية وادوارها التنموية ،برزت احلاجة للرقابة املالية على تنفيذها للتحقق من
نتائج التنفيذ ما تضمنته امليزانية من برامج وخمططات مث التحقق من ان عملية التنفيذ تتم طبقا للقواعد
القانونية واملالية السائدة ،ووفقا للتخطيط االسرتاتيجي للدولة.
وتعد الرقابة على تنفيذ امليزانية الوسيلة الفعالة ملراقبة كيفية حتصيل االموال العمومية وكيفية انفاقها ،ولذلك
فهي متثل الضمان احلقيقي لتحقيق الصاحل اهلام واالستغالل االمثل للموارد املالية للدولة.
.1املفتشية العامة للمالية
جتري الرقابة الدورية بواسطة املفتشية العامة للمالية اليت أتسست مبوجب الظهري رقم 1.59.269املؤرخ يف
14أبريل 1960منشور ابجلريدة الرمسية 2477بتاريخ 22أبريل .11960وقد حل حمل هذا األخري
مرسوم آخر مبثابة النظام االساسي هليئة التفتيش العام للمالية حتت رقم 2.93.807الصادر يف 16يونيو
. 1994منشور ابجلريدة الرمسية عدد 4262بتاريخ 6يوليوز 1994
وحتتل املفتشية العامة للمالية مكانة مركزية وموقعا حموراي ضمن أجهزة الرقابة على املال العام ابلنظر إىل مشولية
أو اجملال حبيث تتسع لتشمل مجيع األموال العمومية أاي كان مصدرها أو قيمتها رقابتها من حيث االختصا
أو مكانتها.
ختضع املفتشية العامة للمالية ،إىل سلطة الوزير املكلف ابملالية ،حيث ينص الفصل 1من الظهري املذكور
على أن " تؤسس لدى وزير املالية هيأة عليا للتفتيش تتألف من مفتشي املالية ،وجيعل مفتشو املالية حتت
إشراف مفتش عام خيضع مباشرة لنفوذ الوزير".
مراقبة مصاحل الصندوق واحملاسبة لدى احملاسبني العموميني وموظفي الدولة واجلماعات احمللية ؛
مراقبة تسيري احملاسبني والتأكد من قانونية العمليات املسجلة يف حساابت اآلمرين ابملداخيل والنفقات
العمومية وكل متصريف الدولة؛
1
الموقع الرسمي لوزارة االقتصاد و المالية ، https://www.finances.gov.maتم التصفح بتاريخ 23مارس 2024
2
الموقع الرسمي لوزارة االقتصاد و المالية ، https://www.finances.gov.maتم التصفح بتاريخ 23مارس 2024
43
املشاريع العمومية املمولة من طرف اهليئات األجنبية كالبنك الدويل لإلعمــار والتنـ ــمية القيام ابفتحا
" ،"BIRDوالبنك اإلفريقي للتنمية " ،"BADوبرانمج األمم املتحدة للتنمية " ." PNUD
املاديني و املعنويني املستفيدين بصفة مباشرة او غري مباشرة من دعم مايل من طرف مراقبة مجيع االشخا
العامة.1 الدولة او اجلماعات احمللية او املنشآت
مراقبة تسيري املنشآت العامة املشار اليها يف املادة االوىل من القانون رقم 69.00املتعلق ابملراقبة املالية
اخرى.2 للدولة على املنشآت العامة و هيأت
ابإلضافة اىل املهام اليت حددهتا املادة الثانية من نفس القانون رقم 69.00املتعلق ابملراقبة املالية للدولة
على املنشآت العامة و هيأت اخرى ،و منها "السهر على صحة عملياهتا االقتصادية واملالية ابلنظر إىل
القانونية والتنظيمية والنظامية املطبقة عليه و تقييم جودة تسيريها واجنازاهتا االقتصادية أحكام النصو
واملالية وكذا مطابقة تسيريها للمهام واألهداف احملددة هلا".
وختضع تدخالت املفتش العام للمالية لربانمج سنوي مصادق عليه من طرف وزير املالية ،وتطرأ بعض
التعديالت على هذا الربانمج حسب املهام املستعجلة والطارئة اليت تفرض نفسها .كما أن الربانمج السنوي
املعنية .3 املذكور أيخذ بعني االعتبار طلبات التدخل املعرب عنها من طرف خمتلف الوزارات
األخرى:4
يف نفس السياق ،تتميز املفتشية العامة للمالية خباصيتني متيزها عن ابقي هيئات التفتيش
اخلاصية األوىل :اختصاصاهتا ذات الطابع العام ،وذلك ابعتبار أن املفتشية العامة تتدخل ملراقبة وافتحا
تدبري مجيع األمرين بتسليم املداخيل ودفع النفقات.
اخلاصية الثانية :اختصاصات ذات الطابع األفقي ،حيث تشمل مجيع القطاعات الوزارية واجلماعات الرتابية
واملؤسسات العمومية .وكذا مجيع املتصرفني.
يلي:5 ابإلضافة إىل ذلك جند أن رقابة املفتشية العامة للمالية تتميز مبا
1
دونية جمال الدين ،الفساد المالي و سؤال الحكامة المالية بالمغرب ،مؤلف جماعي بعنوان حكامة المالية العامة بالمغرب ،مكتبة الرشاد ،الطبعة االولى
،2019ص . 166
2
لقانون رقم 69.00المتعلق بالمراقبة المالية للدولة على المنشآت العامة وهيئات أخرى ،الصادر بتنفيذه ظهير شريف رقم 1.03.195في ( 16من
رمضان ) 1424الموافق ل 11نوفمبر ،2003بالجريدة الرسمية عدد 5170بتاريخ( 23شوال 18 ) 1424ديسمبر ،2003ص . 4240
3
الموقع الرسمي لوزارة االقتصاد و المالية مرجع سابق
4
معاد بوكطيب ،الرقابة على المالية العامة ،مقال منشور بمجلة القانون و االعمال الدولية ،تاريخ النشر ابريل ،2019على الموقع التالي
/https://www.droitetentreprise.comتاريخ التصفح 23مارس 2024
5
معاد بوكطيب ،الرقابة على المالية العامة ،مقال منشور بمجلة القانون و االعمال الدولية ،مرجع سابق
44
مراقبة بعدية :أي أهنا تتدخل بعد إجناز العمليات املالية واحملاسباتية للتأكد من صحة العمليات
يف تقارير التفتيش وكذا ابالقرتاحات اليت يديل هبا مفتشي املالية لتفادي األخطاء املرتبطة ابلتدبري .كما
أهنا تساهم يف إشاعة ثقافة ترشيد وعقلنة التدبري العمومي.
على إرسال كل التقارير املتضمنة إلحدى املخالفات يف ميدان التأديب مراقبة زجرية :حيث حتر
املتعلق ابمليزانية والشؤون املالية إىل اجلهات املعنية ابألمر حسب نوعية املخالفات من أجل اختاذ
التدابري الالزمة.
مراقبة مفتوحة :ترسل التقارير املنجزة من طرف املفتشية العامة للمالية يف صيغتها األولية إىل املسؤولني
واألعوان اخلاضعني للتفتيش قصد إعطائهم الفرصة لإلدالء مبالحظاهتم حول حمتوى التقرير مع إدراج
هذه املالحظات يف الصيغة النهائية والتعليق عليها إن اقتضى احلال
جتدر اإلشارة إىل ان هيئة التفتيش العام للمالية ،ال ميكنها إال استنتاج املخالفة وإخبار السلطة الرائسية للجهة
املراقبة ووزير املالية يف حالة ثبوت إخالل خطري ،كما أن سلطتها الزجرية تنحصر يف إاثرة مسطرة تعليق
نشاط احملاسب يف حالة الضرورة ،دون أن يتمكن املفتش من تنفيذ العقوبة .كما أن التقارير اليت يتوصل هبا
وزير املالية ،تتضمن جممل املالحظات وخالصات العمل حول سري مصاحل وزارة املالية ،واإلدارات اليت
خضعت ملراقبة املفتشية ،كما تتضمن املشاكل والعراقيل اليت اعرتضت تطبيق القانون أو عمل مأمورايت
التفتيش.1
.2احملاسبة العمومية
1
ص 49 نجيب جيري ،الرقابة المالية بالمغرب بين الحكامة المالية ومتطلبات التنمية ،مجلة الحقوق المغربية ،دار نشر المعرفة ،طبعة ،2011
45
عرف مفهوم احملاسبة العمومية تطورا ملواكبة التطور الدولة ووظائفها ،مبا يف ذلك االقتصادية ،وما نتج عنها
من زايدة ملحوظة يف حجم النفقات واختالف جماالهتا ،زايدة إىل ذلك منو حجم االيرادات واختالف منابعا
ومصادرها ،فأصبحت احملاسبة العمومية أداة مهمة ملراقبة وتقييم أداء القطاع العمومي يف تسيري املال العام .
أتيت احملاسبة العمومية كآلية للتكفل حبماية املال العام من خالل تطبيق جمموعة من القواعد القانونية والتقنية
املطبقة على تنفيذ امليزانية العمومية وبيان عملياهتا املالية وعرض حساابهتا ومراقبتها واحملددة لاللتزامات
العموميني.1 ومسؤوليات األمرين ابلصرف واحملاسبني
يف املغرب يعد املرسوم امللكي رقم 66-330بتاريخ 10حمرم 21(1387ابريل )1967املتعلق بسن
نظام احملاسبة العمومية االطار القانوين احملوري يف هذا اجملال ،حيث عرف احملاسبة العمومية يف الفصل االول
منه على اهنا" جمموع القواعد اليت جتري ما عدا يف حالة سن مقتضيات خمالفة على العمليات املالية
واحلسابية للدولة واجلماعات احمللية ومؤسساهتا وهيأهتا واليت حتدد االلتزامات واملسؤوليات املنوطة ابألعوان
املكلفني هبا" .
مواد املرسوم تنقسم اىل جزأين ينقسم اىل جزئيني ،األول منهما متعلق ابملقتضيات العامة اليت تعترب مبثابة
بقواعد تطبيق هذه املقتضيات على املبادئ األساسية لنظام احملاسبة العمومية ،اما اجلزء الثاين فهو خا
الدولة وعند االقتضاء الرتخيصات ابملخالفة هلا.
و جتدر اإلشارة ان اهم القواعد اليت تقوم عليها الرقابـة يف جوانبـها احملاسبية ،تعتمد االجتاه التقليدي املستمد
من النموذج الفرنسي و الذي يرتكز على قاعدتني اساسيتني مها :قاعدة العمل املنجز la règle du
، service faitوقاعدة التسيري الفعلي . La règle de gestion fait
تشكل قاعدة العمل املنجز احد املكوانت الرئيسية للمحاسبة العمومية ،ويقصد هبا ،أن الدولة كباقي
العمومية االخرى ،ال ميكنها أن تؤدي النفقة املتعلقة ابلعمل او اخلدمة ،اال إذا مت إجناز هذا العمل األشخا
مربرا.2 او اخلدمة ،ويف مجيع احلاالت ،فإن أي اداء مسبق ،يعد مرفوضا على االطالق ،إذا مل يكن
1
محمد حيمود ،إشكالية تقييم التدبير المحلي :مقاربة نقدية على ضوء التوجيهات الرقابية الحديثة ،أطروحة لنيل الدكتوراه فـي الحقوق ،جامعة الحسن الثاني،
عين الشق ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،الدار البيضـاء ،السنة الجامعية 2002، 2001-ص40 :
2
يونس لعروسي ،السند القانوني لمشروعية االختصاص الرقابي على األموال العمومية بالمغرب ،مجلة مسالك للفكر السياسي و االقتصادي ،العدد 61 /62
،سنة ، 2023ص 58
46
ويف هذا الصدد فإن نظام احملاسبة العمومية ،يؤطر بشكل واضح هذه القاعدة واليت جندها ضمن الفصول
1
التالية:
الفصل ":40ال ميكن أداء االوامر ابلصرف أو احلواالت إال بعد التأشري عليها من طرف احملاسب املكلف
ابلنفقة".
الفصل " : 41األداء هو العمل الذي تربئ به املنظمة العمومية ذمتها من الدين وال ميكن ان يتم هذا االداء
قبل تنفيذ العمل"...
الفصل " :86تصدر األوامر ابلصرف أو احلواالت معززة ابإلثبااتت الضرورية من طرف اآلمر ابلصرف يف
ستني ( )60يوما على أبعد تقدير انطالقا من اتريخ تنفيذ اخلدمة املنجزة ،ويقوم اآلمر ابلصرف بتوجيهها اىل
احملاسب املكلف "...
اال انه و مع تزايد تدخل الدولة يف النشاط االقتصادي ،وإبرام جمموعة من الصفقات مع املقاوالت اخلاصة
لتأمني خدمات عمومية ،جلأت هذه الدولة إىل إعادة ترتيب هذه القاعدة ،لكوهنا حتول دون االخذ بعني
االعتبار املعطيات اجلديدة للمتعاقدين ،كاالستثمارات املهمة اليت تفرضها املقاوالت قبل الشروع يف االشغال
كالدراسات و األحباث ،لذلك جند أبن قواعد احملاسبة العمومية يف نفس الوقت الذي تؤكد فيه على عدم
الذين تتعاقد صرف النفقة ،اال بعد اثبات العمل املنجز ،فإهنا ال متنع من تقدمي تسبيقات مالية لألشخا
الدولة أو غريها من مؤسسات القطاع العام إلجناز خدمة معينة ،مما جعل الرتاجع النسيب لقاعدة العمل املنجز
.2 يرتبط ابلتطور الوظيفي لدور الدولة
أما القاعدة الثانية ،اليت ترتكز عليها رقابة املشروعية ،خاصة يف جانب االموال العمومية املتعلقة ابلتسيري
الفعلي اليت متت بلورهتا من طرف االجتهاد القضائي حملكمة احلساابت الفرنسية وذلك هبدف محاية جانب
املشروعية عرب فحص خمتلف العمليات املتعلقة ابألموال العمومية .ويف هذا اإلطار ،فإن العمليات املنجزة من
1
مرسوم ملكي رقم 66-330بتاريخ 10محرم 21( 1387أبريل )1967المتعلق بسن نظام عام للمحاسبة العمومية المنشور بالجريدة الرسمية عدد
2843بتاريخ ، 26/O4/1967ص 810
2
محمد حيمود ،إشكالية تقييم التدبير المحلي :مقاربة نقدية على ضوء التوجيهات الرقابية الحديثة ،أطروحة لنيل الدكتوراه فـي الحقوق ،جامعة الحسن الثاني،
عين الشق ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،الدار البيضـاء ،السنة الجامعية 2002، 2001-ص40 :
47
خالل املال العام ،مدعوة لالحرتام تطبيق شكليات معينة ،فهي مطالبة أبن تكون موضوع ترخيص من قبل
.1 امليزانية ،وتتطلب يف مرحلة اثنية ضرورة تدخل آمر ابلصرف وحماسب مؤهل قانوان
ميكن القول اذن ،ان احملاسبة هتدف عموما اىل تتبع االذن الذي منحته السلطة املختصة بصرف االعتمادات
املخصصة و السهر على عدم جتاوزها ،و حتصيل املداخيل احملدد اضافة اىل تتبع تنفيذ امليزانية ،و ذلك من
اجل حتقيق اهداف كربى تتعلق ابحملافظة على التوازن بني املوارد و النفقات و كذا االلتزام ابمليزانية املوضوعة
العجز.2 و تفادي حصول
تشمل التشريعات املتعلقة مبداخيل و نفقات الدولة جمموع القوانني اليت تنظم مجيع االيرادات الدولة ،مثل
التشريع الضرييب و اجلمركي و حتصيل الديون العامة و ذلك من اجل الرفع من مردودية االيرادات.
اما التشريعات امللحقة بنفقات الدولة فتشمل القوانني اليت تنظم مجيع نفقات الدولة ،من امهها القوانني
الدولة . املتعلقة بنظام الصفقات العمومية و ايضا املرسوم املتعلق مبراقبة نفقات
الفقرة األوىل :التشريع الضرييب و اجلمركي وحتصيل الديون العامة
.1التشريع الضرييب و اجلمركي
التشريع الضرييب
مع تطور مفهوم الدولة و تدخلها يف احلياة العامة ،عرف مفهوم الضريبة و الدور الذي تلعبه تطورا مهما ،و
انتقل من جمرد صورة من صور االيراد العام ذات هدف مايل اىل أداة لتحقيق اهداف اخرى ،فتستخدم
الضريبة اذن يف الداخل كأداة للقوى االجتماعية املسيطرة سياسيا يف مواجهة الطبقات و الفئات االجتماعية
األخرى ،كما اهنا تستخدم كأداة من أدوات السياسة اخلارجية كما يف حالة الرسوم اجلمركية لتسهيل التجارة
1
يونس لعروسي ،السند القانوني لمشروعية االختصاص الرقابي على األموال العمومية بالمغرب ،مجلة مسالك للفكر السياسي و االقتصادي ،العدد 61 /62
،سنة ، 2023ص 76
2
مالح حميد ،الحكامة المالية و ربط المسؤولية بالمحاسبة ،مجلة القانون و االعمال ،دار المنظومة ،عدد ،40الصادرة في يناير .2019
48
مع بعض الدول او للحد منها ،ابإلضافة اىل دور الضريبة ملواجهة مشكلة التضخم ،و هبذا يكون للضريبة
.
1
اهداف اجتماعية و سياسية و اقتصادية
تعترب املدونة العامة للضرائب املرجع األساسي الذي يقوم بعرض القواعد واإلجراءات اليت جيب اتباعها
لتحديد وحتصيل الضرائب على األفراد والشركات واملؤسسات .فهي حتدد أنواع الضرائب ،معدالهتا،
أيضا مسطرة تطبيق اجلزاءات اجلنائية
اإلعفاءات ،واإلجراءات اخلاصة ابلتصريح والتسوية الضريبية ،وتتضمن ً
على املخالفات.
املدونة العامة للضرائب حمدثة مبوجب املادة 5من قانون املالية رقم 43.06للسنة املالية 2007الصادر
بتنفيذه الظهري الشريف رقم 1.06.232بتاريخ 10ذي احلجة 31 )1427ديسمرب .)2006و يتم
حتديثها بشكل دوري ملواكبة التطورات االقتصادية والقانونية ،وتعديل القوانني واألنظمة الضريبية حسب
احلاجة .اجلهة املختصة إبصدار وتطبيق هذه القوانني والتشريعات هي وزارة االقتصاد واملالية ،ومن اإلدارات
املباشرة.2 املرتبطة هبا املديرية العامة للضرائب ،وإدارة اجلمارك والضرائب غري
ان االنفتاح التدرجيي لالقتصاد الوطين يستلزم وضع آليات للعمل والتواصل يف امليدان اجلبائي رهن إشارة
املستثمرين ،تتسم ابلوضوح والشمولية والسهولة .وقد مكنت املناظرة الوطنية االوىل حول اجلباايت املنعقدة
التالية:3 يومي 26و 27نوفمرب 1999من رسم مسار عملية تدوين املقتضيات اجلبائية واليت مرت ابملراحل
اجلبائية بواسطة مقتضيات هتدف إىل املالئمة والتبسيط ومسايرة تطور احمليط العام التحيني التدرجيي للنصو
لالقتصاد ؛
إصالح واجبات التسجيل سنة 2004
إصدار كتاب املساطر اجلبائية سنة 2005
إصدار كتاب الوعاء والتحصيل سنة 2006
اصدار املدونة العامة للضرائب سنة 2007
1
الدكتور عبد الفتاج بلخال ،الضرائب في المغرب ،دار ابي رقراق للطباعة و النشر ،الطبعة األولى سنة ،2009صفحة 9
2
لمهدي السهيمي ،إشكالية صناعة القرار الضريبي وسؤال العدالة الضريبية بالمغرب ،رسالة لنيل شهادة الماستر في المالية العامة ،كلية العلوم القانونية و
السياسية بالسطات ،جامعة االحسن األول ،السنة الجامعية ، 2021/2020ص 43
3
المدونة العامة للضرائب طبعة 2023الصادرة عن وزارة االقتصاد و المالية ،المديرية العامة للضرائب ،ص 5
49
إصالح واجبات التمرب والضريبة اخلصوصية السنوية على السيارات و إدراجها ابلكتاب الثالث من املدونة سنة
2009
نسخ الرسم على حمور احملرك وإدماجه ضمن مقتضيات الضريبة اخلصوصية السنوية على املركبات سنة 2017
ادراج مقتضيات الرسم على عقود التأمني ابلكتاب الثالث من املدونة العامة للضرائب سنة 2019
إدراج مقتضيات الرسم اجلو ي للتضامن وإنعاش السياحة ابلكتاب الثالث من املدونة العامة للضرائب سنة
. 2022
وهكذا ،مت التدوين يف نص واحد ،جلميع مقتضيات الوعاء والتحصيل واملساطر اجلبائية املتعلقة ابلضريبة على
الشركات والضريبة على الدخل والضريبة على القيمة املضافة وواجبات التسجيل وواجبات التمرب والضريبة
اخلصوصية السنوية على املركبات والرسم على عقود التأمني والرسم اجلوي للتضامن وإنعاش السياحة .
1
: وحتتوي هذه املدونة على ثالث كتب
الكتاب االول :يضم قواعد الوعاء والتحصيل واجلزاءات املتعلقة ابلضريبة على الشركات والضريبة على
الدخل والضريبة على القيمة املضافة وواجبات التسجيل ؛
الكتاب الثاين :يتعلق ابملساطر اجلبائية ويضم قواعد املراقبة واملنازعات املتعلقة ابلضرائب والواجبات
املذكورة
الكتاب الثالث :خيص واجبات التمرب والضريبة اخلصوصية السنوية على املركبات واملسامهة االجتماعية
للتضامن املرتتبة على األرابح واملسامهة االجتماعية للتضامن املطبقة على ما يسلمه الشخص لنفسه من
السياحة . مبىن معد للسكن الشخصي و الرسم على عقود التامني والرسم اجلوي للتضامن وإنعاش
وقد مت حتيني املدونة العامة للضرائب يف طبعة جديدة للسنة املالية 2023إبدراج التغيريات الواردة يف قانون
املالية رقم 50.22للسنة املالية 2023الصادر بتنفيذه الظهري الشريف رقم 1.22.75صادر يف 18من
. (2022 مجادى األوىل 13( 1444ديسمرب
1
المدونة العامة للضرائب طبعة 2023الصادرة عن وزارة االقتصاد و المالية ،المديرية العامة للضرائب ،ص 4
50
التشريع اجلمركي
متثل احلقوق والرسوم اجلمركية مصدرا ماليا هاما ألي دولة ،إذ تساهم يف ميزانية الدولة مبوارد مالية جد هامة،
الشيء الذي يؤكد أمهية الرقابة اجلمركية ابعتبار أن أي هترب من تسديد احلقوق والرسوم اجلمركية مهما
اختلفت صوره يشكل نزيفا ملوارد الدولة .وهذه الرقابة اجلمركية ال تفرضها االعتبارات املالية فقط وإمنا هناك
محاية املنتجات الوطنية وجلب رؤوس األموال اعتبارات أخرى ذات طابع اقتصادي منها على اخلصو
االستثمارات.1 األجنبية ،وتشجيع
حييل التشريع اجلمركي جملموعة االنظمة والقوانني املطبقة عند التصدير واالسترياد ،كما يطبق على التداول
وعبور البضائع رؤوس االموال والوسائل االداء ،سواء تعلق االمر بتحصيل الضرائب ورسوم اجلمركية وردها يف
بعض االحيان.
قانونية تشريعية تنظيمية تبني جمال عمل ادارة اجلمارك وتربز دورها يف تطبيق فهو اذن عبارة عن نصو
القانونية و التنظيمية اجلمركية و هي :مدونة اجلمارك و الضرائب غري مباشرة ،قانون تعرفة الرسوم لنصو
اجلمركية.2 التنظيمية املتعلقة ابجلمارك و كذا اإلجراءات و املساطر اجلمركية عند االسترياد ،و النصو
من جهة أخرى فاإلدارة املعنية تسهر خالل عمليات مراقبة واملتابعة لعملية االسترياد والتصدير لتطبيق
ابلتجارة اخلارجية والتشريع الذي ينظم العالقات املالية مع اخلارج. التشريع اخلا
متثل مدونة قانون اجلمارك والضرائب الغري مباشرة ،مبثابة قانون رقم 1-77-339والصادر بتاريخ 25
شوال 1397املوافق ل 9اكتوبر ،1977مرجعا يتضمن التشريعات والتنظيمات املتعلقة ابلنشاط اجلمركي،
ويتم تطبيقه على كامل االقليم اجلمركي .مواد املدونة تنظم عمليات االسترياد والتصدير وكذا العالقات
احلدود.3 التجارية مع اخلارج ومراقبة االنشطة يف املوانئ واملتابعة القضائية ضد املخالفات املرتكبة ،وكذا مراقبة
جتدر االشارة اىل ان االتفاقيات واملعاهدات الدولية تشكل سندا يف دعم التسيري الصحيح للتجارة اخلارجية
للدولة يف جمال التعاون التجاري والتعريف الدويل .ويرجع الفضل يف هذا للمنظمة العاملية للجمارك واملنظمة
العاملية للتجارة ابإلضافة اىل اتفاق الشراكة مع احتاد االورويب ودول عربية.
1
حسن بوسقيعة ،المنازعات الجمركية في ضوء الفقه واجتهاد القضاء والجديد في أحكام قانون 10-98المعدل والمتمم لقانون الجمارك ،دار الحكمة للنشر
والتوزيع ،طبعة ،2008ص 11
2
الموقع الرسمي لوزارة االقتصاد و المالية /https://www.finances.gov.maتم التصفح بتاريخ 24مارس 2024
3
خديجة بن عبد هللا ،التدبير اإلداري و المالي إلدارة الجمارك و الضرائب غير المباشرة ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،كلية العلوم القانونية و
االقتصادية و االجتماعية ،جامعة محمد الخامس اكدال ،السنة الجامعية ، 2014 2013ص64
51
التشريعية سواء كانت مكملة او كما حتمل قوانني املالية الصادرة يف بداية كل سنة مالية عددا من النصو
للدولة . معدلة و ذلك حسب متطلبات الواقع االقتصادي
تعترب الديون العمومية من أهم مصادر متويل ميزانية الدول ،من اجل تنفيذ سياستها االقتصادية
تشريعية وتنظيمية .كما يتوجب العمل واالجتماعية ،لذلك وجب اتطريها قانونيا فتصدر هلا نصو
كلما دعت احلاجة إىل ذلك ،و ذلك لضمان نوع من العدالة يف حتمل األعباء على تغيري هاته النصو
والتكاليف بني مجيع مواطنيها.
عرف املغرب يف العقد األخري من القرن العشرين ،قفزة نوعية يف حتديث القوانني املتعلقة بتحصيل الديون
العمومية وجعلها مسايرة لروح العصر ،حيث مت إصدار مدونة لتحصيل الديون العمومية مبقتضى الظهري
الشريف رقم 1.00.175الصادر يف 28من حمرم 1421املوافق 31ماي 2000بتنفيذ القانون رقم
15.97مبثابة مدونة حتصيل الديون العمومية ،هذه املدونة حلت حمل تشريعات قدمية كان يتم العمل هبا
.11935 منذ االستعمار ،يف مقدمتها ظهري 21غشت
مدونة حتصيل الديون جاءت يف اطار اهلدف من حتسني مردود اخلزينة من جهة ،و أتسيس هنج جديد
يف العالقة بني اإلدارة و املدين من جهة اثنية ،ومن أهم التعديالت اليت جاء هبا هذا القانون هو جعل
السابق. املسطرة اإلدارية مرحلة إجبارية قبل سلك املسطرة القضائية قبل ما كانت اختيارية يف القانون
و قد عرف املشرع املغريب التحصيل يف املادة األوىل من مدونة حتصيل الديون العمومية ،2أبنه" :جمموع
العمليات واإلجراءات اليت هتدف إىل محل مديين الدولة واجلماعات احمللية وهيآهتا واملؤسسات العمومية
على تسديد ما بذمتهم من ديون مبقتضى القوانني واألنظمة اجلاري هبا العمل ،أو الناجتة عن أحكام
وقرارات القضاء أو عن االتفاقات".
1
محمد محبوبي ،قراءة في مدونة تحصيل الديون العمومية الصادرة في 3ماي ، 2000موقع المركز الوطني للتوثيق التابع للمندوبية السامية للتخطيط ،
، https://urlz.fr/pT7eتاريخ التصفح 14مارس 2024
2
ظهير شريف رقم ، 1.00.175صادر في 28من محرم 1421الموافق ل 3ماي ، 2000بتنفيذ القانون رقم 15.97بمثابة مدونة تحصيل الديون
العمومية ،جريدة رسمية عدد ، 4800صادرة في 28صفر 1421الموافق ل 1يونيو .2000
52
اما ما يعترب ديوان عمومية ،فقدمت حتديدها حسب املادة الثانية من قانون 15.97املتعلق مبدونة حتصيل
العمومية: 1 الديون
الضرائب املباشرة للدولة والرسوم املماثلة و كذا الضريبة على القيمة املضافة
احلقوق والرسوم اجلمركية
حقوق التسجيل والتمرب والرسوم املماثلة
مداخيل وعائدات أمالك الدولة
حصيلة اإلستغالالت واملسامهات املالية الدولة
الغرامات و اإلداانت النقدية
ضرائب ورسوم اجلماعات احمللية وهيأهتا
سائر الديون األخرى لفائدة الدولة واجلماعات احمللية واملؤسسات العمومية اليت يعهد بقبضها
للمحاسبني املكلفني ابلتحصيل ،ابستثناء الديون ذات الطابع التجاري املستحقة لفائدة
املؤسسات العمومية .
و حتصيل الديون ،كما انه وضع و قد قام املشرع بتأطري ملختلف اجلوانب املتعلقة بعمليات استخال
جمموعة من االليات القانونية سواء تعلق االمر ابلتحصيل الرضائي للديون او التحصيل اجلربي مبرحلتيه
النزاعات. املرحلة االدارية و املرحلة القضائية يف حالة
الفقرة الثانية :التشريعات امللحقة بنفقات الدولة
العمومية : نظام الصفقات .1
تعترب الصفقات العمومية األداة االسرتاتيجية لألجهزة العمومية لتحقيق التنمية على املستوى الوطين واحمللي
كما أهنا أداة وظيفية إلعادة توزيع املوارد الوطنية واحمللية ،وتعد كذلك من أهم اآلليات التعاقدية لتنزيل
السياسات العمومية اليت تراهن عليها الدولة ،و وسيلة لتوجيه االقتصاد الوطين والعمل على تطويره حىت ميكنه
العاملي.2 أن يرقى إىل مستوى جيعله منافسا على الصعيد
1
قانون رقم ، 15.97بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية ،مرجع سابق.
2
عزيز قسومي ،حكامة الصفقات العمومية :قراءة تحليلية في المستجدات والرهانات ،مجلة مسارات في األبحاث و الدراسات القانونية ،عدد , 8طبعة
أكتوبر ، 2019ص 215
53
ان امهية الصفقات العمومية تعكسها االرقام ،حيث بلغت قيمتها 245مليار درهم يف سنة ،2022
حسب تصريح للوزير املنتدب املكلف ابمليزانية 1اي ما ميثل 20%من امجايل الناتج الداخلي اخلام .و الذى
عرف ارتفاعا برسم سنة 2023،حيث وصل الغالف الذي تضخه الدولة يف الصفقات العمومية اىل يناهز
اإلمجايل.2 300مليار درهم ،أي حوايل 21يف املائة من الناتج الداخلي
ونظرا ألمهيتها البالغة ،فقد أولت احلكومة اهتماما خاصا لإلطار القانوين واملؤسسي املنظم للصفقات ،جلعلها
أكثر شفافية و فعالية و متسمة بروح املنافسة الشريفة ،ومن جهة أخرى فقد فرضت التغريات العميقة اليت
شهدها مناخ األعمال الوطين و الدويل يف السنوات األخرية ،تكيي ًفا فعليًا لإلطار القانوين والتقين املنظم
ُ
للطلبيات العمومية مع التطورات اليت ميزت عامل األعمال وااللتزامات اليت قطعها املغرب يف سياق االتفاقيات
الدولية.3
منها : ويف هذا الصدد ،فقد مت اعتماد مجلة من اإلصالحات منذ استقال املغرب إىل اليوم ،نذكر
1
تصريح للوزير المنتدب المكلف بالميزانية خالل الندوة الصحفية التي أعقبت اجتماع المجلس الحكومي بتاريخ 9يونيو .2022
2
إصالح منظومة الصفقات العمومية رافعة للنهوض بتدبير المالية العمومية ،عن الموقع الرسمي لوكالة المغرب العربي لألنباء ،تاريخ النشر 24اكتوبر
،https://www.mapnews.ma/ar/actualites/ ،2023تاريخ التصفح 23مارس 2024
3
تقرير المجلس االقتصادي و االجتماعي حول الصفقات العمومية الصادر سنة ،2012ص 5
4
مرسوم رقم 2-06-388صادر في 16من محرم 5( 1428فبراير )2007بتحديد شروط وأشكال إبرام صفقات الدولة وكذا بعض القواعد المتعلقة
بتدبيرها ومراقبتها ،و المنشور بالجريدة الرسمية عدد 5518بتاريخ 19ابريل 2007
5
المرسوم رقم 2.12.349المتعلق بالصفقات العمومية ،الصادر في 8جمادى األولى 20 ( ، 1434مارس ) 2013والمنشور بالجريدة الرسمية عدد
6140بتاريخ 23جماد ى األولى 1434الموافق ( 4أبريل ) 2013
6
المرسوم رقم 2.22.431الصادر في 15شعبان 1444الموافق ل 8مارس 2023المتعلق بالصفقات العمومية المنشور في الجريدة الرسمية
عدد 7176بتاريخ 9مارس 2023
54
جيمع املرسوم 168 2.22.431مادة موزعة على اثنا عشر اباب .الباب األول مثال تناول االحكام العامة
مثل جمال التطبيق التعاريف و االستثناءات و كذا املبادئ العامة .حيث حتدد املادة االوىل منه هذه املبادئ و
هي حرية الولوج إىل الصفقات العمومية ،املساواة يف التعامل مع املتنافسني ،ضمان حقوق املتنافسني،
الشفافية يف اختيارات صاحب املشروع ،ابإلضافة اىل النزاهة و مبادئ احلكامة اجليدة يف ابرام الصفقات
العمومية.
و تتناول املواد مجيع اجلوانب املتعلقة ابلصفقات العمومية ،انواعها و امثاهنا ،اشكاهلا و مساطر ابرامها ،و
كذا الواثئق و املستندات املتعلقة هبا ،ابإلضافة اىل ابب للحكامة و اخر للشكاايت و الطعون.
للتذكري فقد جاء املرسوم 8 2.22.431مارس 2023يف اطار تفعيل توصيات اللجنة اخلاصة ابلنموذج
التنموي اجلديد املتعلقة ابلصفقات العمومية .حيث مت اعتماد اصالح شامل ملنظومة الصفقات العمومية و
ذلك يف اطار مقاربة تشاركية مجعت بني خمتلف مصاحل الدولة املعنيني يف خمتلف القطاعات و كذا املهنيني و
الفاعلني.
1
دورية لوزير التجهيز و الماء رقم 62بتاريخ 3ابريل 2023حول المرسوم الجديد رقم 2.22.431المتعلق بالصفقات العمومية و الموجهة الى
السيدات و السادة المدراء العامين للمؤسسات العمومية التابعة للوزارة .
55
تعزيز الية االفضلية الوطنية إلعطاء االولوية للشركات املغربية يف اطار املنافسة ،مع مراعاة االلتزامات
البالد يف اطار االتفاقيات والشراكة االسرتاتيجية والتبادل احلر.
احداث مرصد للطلبيات العمومية من اجل توفري املعطيات املتعلقة ابلطلبيات العمومية والرتويج
وتثمني املعلومات ذات الصلة.1
صدر املرسوم 2.07.1235لعام 2008بشأن ضوابط إنفاق الدولة ،بناءً على اقرتاح وزير االقتصاد
واملالية يف 4نوفمرب 2008ونشر يف 13نوفمرب 2008يف اجلريدة الرمسية.
حسب املادة االوىل من هذا املرسوم ختضع االلتزامات بنفقات الدولة الصادرة عن املصاحل االمرة ابلصرف
ملراقبة مالية وملراقبة املشروعية .كما ختضع هذه النفقات يف مرحلة االداء ملراقبة صحة النفقة.
ويف اطار الرقابة املشروعية فان نفقات الدولة حتدد يف مرحلة االلتزام ابلنفقة ،حيث ان مراقبة االلتزام تتم قبل
اي التزام ،يف املادة الثالثة من املرسوم املتعلق مبراقبة نفقات الدولة تنص على ان احملاسب العمومي يقوم مبراقبه
املشروعية من خالل التأكد من ان مقرتحات االلتزام ابلنفقات مشروعة ابلنظر لألحكام التشريعية والتنظيمية
ذات الطبع املايل ،مثل توفر االعتمادات و املناصب املالية ،االدراج املايل للنفقة ،صحة العمليات احلسابية
غريها . ملبلغ االلتزام و
و تتم مراقبة االلتزام ابلنفقات حسب املادة اخلامسة من نفس املرسوم اما بوضع التأشرية على مقرتح االلتزام
ابلنفقة ،اما إبيقاف التأشرية على املقرتح و إعادة امللف اىل املصلحة االمرة ابلصرف من اجل تسويتها ،و
اما برفض التأشرية مع التعليل.
وهناك جمموعة من االستثناءات يف هذا الصدد ختص صفقات الدولة مبا يف ذلك سندات الطلب واالتفاقيات
والعقود املربمة يف اطار برامج ومشاريع املستفيدة من اموال املسامهة اخلارجية املقدمة يف شكل هبات تطبيقا
املرسوم. التفاقيات ثنائية وذلك حسب املادة 11من نفس
1
دورية لوزير التجهيز و الماء رقم 62بتاريخ 3ابريل 2023حول المرسوم الجديد رقم 2.22.431المتعلق بالصفقات العمومية .مرجع ساق
56
املراقبة يف مرحلة االداء فان املادة 8من املرسوم ،تنص على انه جيب على احملاسب العمومي اما خبصو
قبل التأشري من اجل األداء ،أن يقوم مبراقبة صحة النفقة وذلك ابلتأكد من :صحة حساابت التصفية،
وجود التأشرية القبلية عند الضرورة ،الصفة اإلبراءية للتسديد و اليت تعين احلصول على أقساط الدين املرتتبة
و أخريا توفر على الدولة وإبراء ذمة املنظمة العمومية املعنية ،1امضاء االمر ابلصفي املؤهل او مفوضه،
اعتمادات االداء.
ابإلضافة اىل وجوب خضوع النفقات العمومية اىل املرسوم املتعلق مبراقبة نفقات الدولة ،فإهنا أيضا جيب ان
حترتم مقتضيات قرار لوزير االقتصاد واملالية رقم 3155-14املتعلق بتحديد قائمة الواثئق واملستندات املثبتة
ملقرتحات االلتزامات وأداء نفقات الدولة .حيث يفصل هذا القرار الواثئق و املستندات اليت تثنب نفقات
الدولة يف جزأين ،حيث اجلزء األول يتعلق ابلواثئق واملستندات املثبتة ملقرتحات االلتزام واداء نفقات الدولة
اخلاصة مبوظفي الدولة ،و يف اجلزء الثاين جند قائمة الواثئق واملستندات املثبتة ملقرتحات االلتزام واداء نفقات
الدولة اخلاصة ابملعدات واخلدمات اخلاضعة لاللتزام املسبق.
هذا اجلزء ينقسم اىل أبواب مفصلة ،يف الباب االول الواثئق واملستندات املثبتة ملقرتحات االلتزام واداء
النفقات املتعلقة ابلتعويضات املمنوحة ملوظفي الدولة ،اما يف الباب الثاين فهو متعلق بصفقات الدولة ،و
ابلواثئق واملستندات املثبتة الباب الثالث متعلق ابلنفقات املعدات واخلدمات االخرى ،و الرابع خا
املتعلقة بتغيري وضياع واثئق او ملف االلتزام ابلنفقة ورفع التقادم.
ابلنفقات بدون امر مسبق ابألداء ،كاملصاريف القضائية و اما اجلزء الثالث من القرار ،فهو خا
التعويضات ،و مصاريف متعلقة بنفقات الدين سواء الدين اخلارجي او الداخلي ،و كذلك نفقات بعض
مثال.2 احلساابت اخلصوصية للخزينة و اليت تغطي حساابت االخنراط يف املنظمات الدولية
1
طارق لباخ الثابت و المتغير في مراقبة المحاسب العمومي لآلمر بالصرف على ضوء مرسوم سنة 2008المتعلق بمراقبة نفقات الدولة مجلة المنارة
للدراسة القانونية و اإلدارية االلكترونية رابط الصفحة https://revuealmanara.comتم التصفح بتاريخ 23مارس2024
2
قرار لوزير االقتصاد والمالية رقم 3155-14الصادر في 5ذي الحجة 1435الموافق ل 30سبتمبر 2014بتحديد قائمة الوثائق والمستندات المثبتة
لمقترحات االلتزام و أداء نفقات الدولة ،الجريدة الرسمية عدد 6329يناير 2015الصفحة 716
57
املطلب الثاين :القضاء املايل
القضاء املايل يفيد اضطالع جهاز قضائي متخصص او هيئة مستقلة مبسالة الرقابة على تنفيذ امليزانية العامة.
وابعتبار ان القضاء هو املعين االول ابلسهر على تطبيق القواعد القانونية ،فان وجود سلطة قضائية مستقلة
وظيفيا تعترب الضمانة الفعلية إلجناح مهام الرقابة املالية واملتمثلة اساسا يف تنفيذ امليزانية والتأكد من ان
عمليات النفقات وااليرادات قد اجنزت على النحو الصادرة به اجازة السلطة التشريعية ،وطبقا للقوانني املالية
املقررة.1
يف هذا املطلب سنتطرق اىل هيئتني أساسيتني يف القضاء املايل ابملغرب ،حيث سنتناول القضاء الدستوري و
دوره يف جمال املالية العمومية (الفرع األول) ،مث سنخصص اجلزء الثاين للمحاكم املالية و دور اجمللس األعلى
للحساابت يف املالية العمومية و كذا اجملالس اجلهوية ( الفرع الثاين).
عرف القضاء الدستوري تطورا مهما ،وتدرجا من الغرفة الدستورية اىل اجمللس الدستوري ،و صوال اىل احملكمة
الدستورية .هذا التطور يف اهليئة عرف ابلتوازي كذلك تطورا وتوسعا يف االختصاصات.
الفقرة األوىل :نشأة وتطور القضاء الدستوري يف املغرب
تعود اللبنات االوىل ملبدأ مراقبة دستورية القوانني يف املغرب لسنة ، 1908مبقتضى مشروع دستور لسان
السيادة وتوحيد القوانني
املغرب .حتمل هذه الوثيقة الكثري من املفاهيم والتصورات احلديثة كاملواطنة واملساواة و ّ
وحق انتخاب املمثّلني اخل .و قد نصت الوثيقة على احداث
وعقلنة اإلدارة وربط املسؤولية ابحملاسبة ّ
ُ
ما يسمى " جملس الشرفاء" ،الذي كانت من بني االختصاصات الرئيسية املوكلة له مبقتضى هذا الدستور،
األمة."2 هو القيام مبهمة الرقابة عن مجيع األعمال الصادرة عن" جملس
لكن إحداث غرفة دستورية لدى اجمللس األعلى ،كان مبثابة التفعيل احلقيقي هلذا املبدأ طبقا لدستور 1962
،و قد استمر العمل هبا إىل حدود صدور دستور .1992هذا االخري سيؤسس هليئة قضائية مستقلة ذات
1
سعيد شكاك ،دراسة بعنوان القضاء المالي بالمغرب ورهان حكامة الميزانية العامة ،الميزانية العمومية بالمغرب دينامية اإلصالح و سؤال الحكامة ،مجلة
مسالك في الفكر و السياسة واالقتصاد ،العدد ، 61/62السنة ،2020-2023ص .47
2
محمد نبيل ملين ،فكرة الدستور في المغرب ،وثائق و نصوص ( ، )2011-1901تيل كيل ميديا ،الصفحة 42و 47
58
اختصاصات أوسع من سابقتها فيما خيص مراقبة دستورية القوانني .مع دستور 2011سيتم االنتقال من
أمشل. اجمللس االعلى إىل رتبة ارقى و هي احملكمة دستورية ،ذات صالحيات أوسع واختصاصات
تعترب الغرفة الدستورية بداية التجربة مبقتضى الدستور األول للمملكة املغربية بعد االستقالل لسنة ، 1962
. بعض التغيريات الطفيفة يف تشكيلتها مبقتضى دستوري 1970و1972
ابلنسبة لالختصاصات الغرفة الدستورية ،ينص الفصل ( )103من دستور 1962على أنه "متارس الغرفة
الدستورية االختصاصات املسندة إليها بفصول الدستور ،وابإلضافة إىل ذلك تبت يف صحة انتخاب أعضاء
الربملان وصحة عمليات االستفتاء".
وبذلك فقد حصر الدستور اختصاصاهتا من خالل جمموعة من فصوله ،و اليت تتمثل اساسا يف البت يف
صحة انتخاابت اعضاء الربملان و العمليات االستفتاء ،البت يف مطابقة دستورية القانون الداخلي لكل من
جملس النواب وجملس املستشارين قبل الشروع يف العمل به ،مراقبة دستورية القوانني التنظيمية قبل إصدار
التشريعية مبرسوم ذو صبغة تنظيمية ،و اخريا البت يف كل األمر بتنفيذه ،و موافقتها على تغيري النصو
خالف انشئ بني الربملان واحلكومة يف حالة عدم قبول هذه األخرية أي اقرتاح أو تعديل ال يدخل يف
القانون.1 اختصا
تكمن امجاال ابرز املالحظات واالنتقادات اليت وجهت اىل الغرفة الدستورية من لدن الفقه الدستوري ،يف
قضااي ضعف ضماانت االستقاللية واملراوحة بني الطبيعة القضائية والطبيعة السياسية ،وترتيب غرف
املسند اليها يف جمال الدستورية وموقعها يف اهلندسة الدستورية املتأخر وداللتها الرمزية .وحمدودية االختصا
.
2
الرقابة الدستورية وعدم ااتحة الفرصة لألقليات الربملانية للطعن يف دستورية القوانني
1
ايوب ايت حمو ،دور ال قضاء الدستوري في المادة الجبائية ،رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون العام ،كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية -
السويسي ،جامعة محمد الخامس بالرباط ،السنة الجامعية . 2020-2021ص10
2
رشيد المدور ،تطور الرقابة الدستورية في المغرب ،مجلة دراسات دستورية تصدرها المحكمة الدستورية ،المجلد الثالث ،العدد السادس ،يناير، 2016
ص 55
59
عرفت املراجعة الدستورية لسنة 1992تعديالت مرتبطة ابملؤسسة امللكية ،وأخرى ترتبط ابحلكومة والربملان
واملراقبة الدستورية ،حيث ارتقى ابلغرفة الدستورية لتصبح جملسا دستوراي قائما بذاته ،و ذلك يف ظل احملدودية
اليت عرفتها كما ذكران سابقا .وقد تطرق الدستور يف اببه السادس إىل تركيبة اجمللس الدستوري واختصاصاته،
وأحال على قانون تنظيمي فيما يتعلق بتنظيمه وتدبريه.
مما شكل منطلقا جديدا ،ال من انحية توسيع االختصاصات وتقوية الصالحيات ،وال من انحية الزايدة يف
عدد تشكيلته ،والعمل على ضمان استقاللية اجمللس جبعله هيأة ذات نظام مستقل ،خبالف عن ما كانت
عليه الغرفة الدستورية ،كغرفة من الغرف التابعة للمجلس األعلى .إىل جانب دسرتة مبدأ احلجية املطلقة اليت
تكتسيها قرارات اجمللس الدستوري ،سواء يف دستور 1992أو دستور ، 1996حيث نصت الفقرة األخرية
من الفصل 81الدستور السالف ذكره ،على أنه ":ال تقبل قرارات اجمللس الدستوري أي طريق من طرق
والقضائية".1 الطعن؛ وتلزم كل السلطات العامة ومجيع اجلهات اإلدارية
زايدة على االختصاصات اليت كانت ممنوحة للغرفة الدستورية ،ستضاف للمجلس الدستوري اختصاصات
جديدة ستشكل حمور قوته ،ولعل أهم هذه االختصاصات ،هو مراقبة دستورية القوانني العادية ،الذي
سيشكل الباب الواسع إلغناء االجتهاد اجلبائي ،ابعتبار أنه سيتيح إمكانية إحالة قوانني املالية السنوية
والقوانني التنظيمية للمالية ،أو قوانني ذات ارتباط ابملادة اجلبائية على أنظار القضاء الدستوري ،وما تتيحه
اجلبائية.2 هذه املراقبة من اغناء الجتهاد القضائي يف املادة
1
ايوب ايت حمو ،دور القضاء الدستوري في المادة الجبائية ،رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون العام ،كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية -
السويسي ،جامعة محمد الخامس بالرباط ،السنة الجامعية .2020-2021ص18
2
ايوب ايت حمو ،دور القضاء الدستوري في المادة الجبائية ،مرجع سابق .ص 20
60
وجت در االشارة هنا اىل أن ختصيص ابب مستقل للمحكمة الدستورية ،منفصل عن الباب املخصص للقضاء،
امنا يرمي اىل متييز احملكمة الدستورية عن القضاء ابعتبارها تقع خارج التنظيم القضائي العادي واهنا ال تشكل
جزءا من اي صنف من اصنافه االخرى وذلك لتكريس انفرادها ابستقالليتها اجتاه مجيع السلطات القضائية
والتنفيذية. والتشريعية
نص الفصل 132من الدستور على ان االختصاصات اليت متارسها احملكمة الدستورية تسند اليها اما بفصول
الدستور واما أبحكام القوانني التنظيمية .اما ابلنسبة الختصاصات اليت تدرج ضمن مهام احملكمة الدستورية،
يلي: فيمكم حتديديها فيما
المراقبة الدستورية
التشريعية متارسه احملكمة الدستورية ،ويتعلق األمر هنا ابلتأكد من مطابقة النصو وهي أهم اختصا
واألنظمة الداخلية جمللسي الربملان وبعض املؤسسات الدستورية وكذا االلتزامات الدولية للدستور ،وهذه املراقبة
قد تكون قبلية او بعدية.
التالية:1 ابلنسبة للمراقبة القبلية ،ميكن ان منيز بني مراقبة الزامية او اختيارية حسب احلاالت
املراقبة إلزامية فيما خيص :القوانيني التنظيمية اليت حتال إىل احملكمة الدستورية بعد مصادقة الربملان عليها
وقبل إصدار األمر بتنفيذها ،األنظمة الداخلية لبعض املؤسسات الدستورية مثل األنظمة الداخلية جمللس
النواب وجملس املستشارين ،واجمللس االقتصادي واالجتماعي والبيئي واجملالس املنظمة بقانون تنظيمي.
املراقبة اختيارية فيما خيص :القوانني ،اليت ميكن أن حتال من لدن جاللة امللك أو رئيس احلكومة أو رئيس
جملس النواب أو رئيس جملس املستشارين ،أو مخس أعضاء اجمللس األول ،أو أربعني عضوا من أعضاء
اجمللس الثاين قبل دخوهلا حيز التنفيذ .إضافة اىل االلتزامات الدولية ،حيث ختتص احملكمة الدستورية
ابلبت يف مطابقتها االلتزامات الدولية للدستور.
وجدير ابلذكر ،أن جمال املعاهدات يعترب من اجملاالت اخلاصة ابمللك ،لكن هناك نوع من املعاهدات تتطلب
املصادقة عليها احلصول مسبقا على املوافقة عليها بقانون وهي اليت هتم السلم و االحتاد أو رسم احلدود أو
1
الموقع الرسمي للمحكمة الدستورية ،الرابط ، https://www.cour-constitutionnelle.maتم التصفح 02مارس 2024
61
معاهدات التجارة أو املعاهدات اليت تؤدي إىل إحداث تكاليف مالية على ميزانية الدولة أو املعاهدات
األفراد.1 اخلاصة حبقوق وحرايت
ت نظر احملكمة يف كل دفع متعلق بعدم دستورية قانون ،إذا ما أثري أثناء النظر يف دعوى قائمة أمام القضاء
ودفع أحد األطراف أبن القانون الذي سيطبق يف النزاع ميس ابحلقوق واحلرايت اليت يضمنها الدستور
تبت احملكمة يف كل ملتمس حكومي ،يرمي إىل تغيري النصو التشريعية من حيث الشكل مبرسوم إذا
كان مضموهنا يدخل يف جمال من اجملاالت اليت متارس فيها السلطة التنظيمية اختصاصها
قيمة االنتخاابت تتحدد بعائدها الدميقراطي ،الذي يـشمل –فضالً عن أبعاد أخرى -بقاءها (أي:
االنتخاابت) جماالً مفتوحا للتنافس اإلجيـايب بني القوى واملصاحل واألفكار املتباينة بغرض بلوغ األفضل لعموم
اجملتمع ،مـع اإلقرار اجملتمعي أبهنا وسيلة رئيسة للرقابة الشعبية على أداء السلطة السياسية ،مث حملاسبة القائمني
للمواطنني.3 عليها ،مبا يضمن التصحيح الدوري لالختيار العام وفـق اإلرادة احلرة
إال أنه مع األسف غالبا ما تشوب العمليات االنتخابية الكثري من الشوائب تعيق التعبري احلر والسليم لإلرادة
الشعبية .و ملواجهة ذلك أحدثت بعض الدول مؤسسات دستورية أنيط هبا مراقبة العمليات االنتخابية
وصدقيتها. وضمان سالمتها
اىل احملكمة الدستوري ،و قد مشل الفرع السادس من القانون من جانبه ،اوكل املشرع املغريب هذا االختصا
التنظيمي رقم 066.13املتعلق ابحملكمة الدستورية املواد املتعلقة ابملنازعات يف انتخاابت أعضاء جملس
املستشارين.4 النواب و جملس
1
غزال أحمد ،قراءة حول اختصاصات المحكمة الدستورية وفقا للقانون التنظيمي رقم ،06 – 13المجلة المغربية لإلدارة و التنمية المحلية ،ص 74
2
الموقع الرسمي للمحكمة الدستورية المغربية ،الرابط ، https://www.cour-constitutionnelle.maتم التصفح 02مارس 2024
3
صالح محمد الغزالي ،رقابة المجتمع المدني على االنتخابات العربية ،مؤلف بعنوان الديمقراطية و االنتخابات في العالم العربي ،مؤلف مشترك صادر عن
المنظمة العربية لحقوق االنسان ،الطبعة االولى ،ص 200
4
الموقع الرسمي للمحكمة الدستورية المغربية ،مرجع سابق.
62
النظر يف الدفع بعدم دستورية قانون
من الصالحيات اجلديدة للمحكمة الدستورية واليت جاء هبا دستور ،2011صالحية البت يف الدفع بعدم
دستورية قانون بعد صدور األمر بتنفيذه أثناء النظر يف نزاع معروض أمام القضاء ،وذلك إذا دفع أحد
األطراف أبن القانون املطبق يف النزاع ميس ابحلقوق واحلرايت اليت يكفلها الدستور .فحسب الفصل 133
ُ
من الدستور" ختتص احملكمة الدستورية ابلنظر يف كل دفع متعلق بعدم دستورية قانون ،أثري أثناء النظر يف
قضية ،وذلك إذا دفع أحد األطراف أبن القانون ،الذي سيطبق يف النزاع ،ميس ابحلقوق وابحلرايت اليت
يضمنها الدستور .حيدد قانون تنظيمي شروط وإجراءات تطبيق هذا الفصل".
يف هذا االطار ،نذكر ان مشروع القانون التنظيمي رقم 15-86املتعلق بتحديد شروط وإجراءات الدفع
بعدم دستورية قانون ،املعروض على نظر احملكمة الدستورية ،يتكون من 27مادة موزعة على مخسة أبواب،
(القراءة األوىل يف يوليوز 2016و القراءة الثانية يف يناير ، )2018قد عرف دراسة ومن طرف احملكمة
الدستورية اليت اصدرت قرار رقم 18/70املتعلق مبراقبة مشروع قانون 15-86بتاريخ 6مارس .2018
ليحال مشروع القانون بصيغته النهائية على جلنة العدل و التشريع وحقوق االنسان مبجلس النواب يف 18
اثنية.1 فرباير .2022ويف 2يناير 2023متت موافقة جملس النواب على الصيغة النهائية يف اطار قراءة
يتجلى الدور األبرز للقضاء الدستوري يف جمال املالية العمومية ،يف اإلحالة الدستورية سواء للقانون التنظيمي
لقانون املالية ،او لقوانني املالية السنوية.
.1اإلحالة الدستورية للقوانني التنظيمية لقانون املالية
1
الموقع الرسمي لوزارة العدل على الرابط . /https://justice.gov.maتم التصفح بتاريخ 02ابريل 2024
63
بعد إحالة مشروع القانون التنظيمي 13-130لقانون املالية على اجمللس الدستوري ،اصدر هذا األخري
قرار رقم 950بتاريخ 23دجنرب ،2014الذي تطرق فيه جملموعة من النقاط ،نذكر من بينها حصر
امكانية التعديل املقتضيات الضريبية واجلمركية يف قانون املالية.
فقد ورد يف نص املشروع املادة السادسة منه مقتضى جيعل أي تغري متعلق ابملادة الضريبية او اجلمركية ينحصر
فقط يف قانون املالية السنوي ،لكن اجمللس الدستوري تنبه اىل خطورة حجب حق الربملانيني يف املبادرة
التشريعية يف املواد املعنية خارج لية قانون املالية ،وذلك فيما لو بقي املقتضى على حاله ،مما سيجعله خاضعا
للشروط واآلجال احملددة يف القانون التنظيمي لقانون املالية ،ويفضي ابلتايل ،دون سند دستوري اىل تقييد
التشريع.1 صالحيات الربملان وكذا صالحيات احلكومة يف جمال
واستند اجمللس الدستوري يف قضائه ،على الفصل 71من الدستور الذي جعل مواد النظام الضرييب ووعاء
الضرائب وحتصيلها وكذا نظام اجلمارك من مشموالت ميادين القانون ،واضاف يف حيثيات التعديل على ان
الفقرة مشوبة بعله عدم الدستورية جاءت خارقة للفصل 78من الدستور الذي سن حق الربملانيني ورئيس
احلكومة على حد سواء يف التقدم مبقرتحات قوانني .وأضاف ايضا ،ضرورة ان تعديل املقتضيات الضريبية
واجلمركية جيب ان يستحضر دائما قاعدة لتوازن مالية الدولة املقررة مبقتضى الفصل 77من الدستور.
ومبوجب هذه احليثيات اقر اجمللس ان الفقرة األخرية من املادة السادسة من القانون التنظيمي رقم -130
13لقانون املالية اليت تنص على انه ال ميكن تعديل مقتضيات الضريبية واجلمركية اىل مبوجب قانون املالية
.2 غري مطابقة للدستور
مثال:فتح اعتمادات إضافية مبرسوم يف حالة ضرورة ملحة وغري متوقعة ذات مصلحة وطنية
و يف نفس القرار رقم 950للمجلس الدستوري ،تطرق اىل نقطة ختص فتح اعتمادات إضافية مبوجب
مرسوم .جاء فيه ،تنص املادة 60من القانون التنظيمي رقم 13 130لقانون املالية على انه طبقا للفصل
70من الدستور ميكن يف حالة ضرورة ملحة وغري متوقعة ذات مصلحة وطنية ان تفتح اعتمادات اضافية
مبرسوم اثناء السنة ...ومع استحضار خصوصية قانون املالية ال سيما طابعه السنوي وطبيعته والتوقيعية اليت
دعت املشرع الدستوري اىل اخضاع التصويت على هذا القانون لشروط خاصة اسند حتديدها اىل قانون
1
القرار رقم 950الصادر بتاريخ 23دجنبر 2014عن المجلس الدستوري المتعلق بإحالة القانون التنظيمي رقم 130-13لقانون المالية .ص . 280
2الكتاب الجامع لمبادئ وقواعد القضاء الدستوري المغربي من خالل قرارات الغرفة الدستورية ( )1994-1963والمجلس الدستوري( ،)2015-1994
مطبعة األمنية – الرباط .2015 ،ص 293
64
ضمن استمرارية املرفق تنظيمي وفق احكام الفصل 75من الدستور ،ومع استحضار ما يستلزمه ابخلصو
العمومي طبقا للفصل 154من الدستور ،فان مقتضيات املادة املذكورة يعين املادة رقم 60ليس فيها ما
املالية.1 خيالف الدستور ،طاملا ان االذن املمنوحة للحكومة هبذا الصدد يتم وجواب مبوجب قانون
مثال :احداث حساابت خصوصية للخزينة خالل السنة املالية مبوجب مراسيم -حالة االستعجال
والضرورة امللحة وغري املتوقعة.
دائما يف نفس القرار ،فقد جاء فيه ان املادة 26من القانون التنظيمي رقم 13 130لقانون املالية يف فقرهتا
االخرية تنص على انه جيوز يف حاله االستعجال والضرورة امللحة والغري املتوقعة ان حتدث خالل السنة املالية
حساابت خصوصية للخزينة مبراسم ،ومع استحضار ما يستلزمه ،ابخلصو ،ضمان استمرارية املرافق العامة
طبقا للفصل 154من الدستور فان مقتضيات املادة املذكورة ليس فيها ما خيالف الدستور ،طاملا ان االذن
املمنوح للحكومة هبذا الصدد يتم وجواب مبوجب قانون املالية .قرار اجمللس الدستوري رقم 950بتاريخ 23
.2 2014 دجنرب
على الرغم من أن جتربة املغرب الزالت متواضعة فيما خيص إحالة قوانني املالية السنوية إىل القضاء الدستوري،
إىل أنه مت يف العديد من املناسبات املرتبطة مبناقشة مشروع قانون املالية السنوي داخل املؤسسة التشريعية
إحالته على أنظار القضاء الدستوري ،ونذكر يف هذا الصدد دور القضاء الدستوري يف مواجهة الفرسان
و .2018 املوازنية و نستحضر مثالني متعلقني ابلقانون املايل السنوي لسنة 2009
ال ميكن لقانون املالية أن يتضمن مواضيع خارجة عن املواضيع احملددة مبوجب املادة السادسة من القانون
التنظيمي للمالية رقم 130.13واليت تنص على أنه “ال ميكن أن تتضمن قوانني املالية إال أحكاما تتعلق
ابملوارد والتكاليف أو هتدف إىل حتسني الشروط املتعلقة بتحصيل املداخيل ومبراقبة استعمال األموال
العمومية ” .فالوحدة املوضوعية لقانون املالية تقتضي أن يقتصر هذا األخري على املقتضيات ذات الطابع
1
القرار رقم 950الصادر بتاريخ 23دجنبر 2014عن المجلس الدستوري المتعلق بإحالة القانون التنظيمي رقم 130-13لقانون المالية .ص296
2
القرار رقم 950الصادر بتاريخ 23دجنبر 2014نفس المرجع .ص 297
65
املايل وحذف كل ما ال يرتبط مبواضيعه ،حىت ال يتم استغالل قانون املالية كمطية لتمرير فرسان
برملانية.1 موازنية حكومية أو
فمصطلح الفرسان يفيد على أهنا “تلك املقتضيات املتضمنة يف مشروع أو مقرتح قانون واملعتربة وفقا
للضوابط الدستورية و القانونية املؤطرة لقواعد التشريع غري متالئمة مع طبيعته .2فالفرسان املوازنية إذن هي
" املقتضيات املضمنة يف قانون املالية ولكنها ال تتالءم مع طبيعة النص املنظم له ،وميكن أن يتم إضافة هذه
الربملان. 3 املقتضيات مببادرة من احلكومة أو
قانونية مكتملة ،بل قد تثار حىت ولو تعلق األمر ببند فقاعدة فرسان املوازنة إذن ال ترتبط أبنظمة أو نصو
و يف هذا االطار أصدر القاضي الدستوري قرارين يهمان فحص أحد املواد الواردة يف قانون املالية لسنة
2009و قانون املالية لسنة ، 2018حيث إن كال االحالتني كاان يهدفان لتصريح القضاء الدستوري أبن
املالية. البنود موضوع الطعن خارجة عن مشموالت قانون
املثال األول :قرار رقم 728/08املتعلق إبحالة قانون املالية لسنة 2009
ابلنسبة للقرار رقم ،728/08فقد بت اجمللس الدستوري يف املادة الثامنة من قانون املالية رقم 40 – 08
لسنة ،2009اليت شكلت موضوع طعن على اعتبار أهنا خمالفة ملقتضى املادة الثالثة من القانون التنظيمي
للمالية رقم 7.98اليت تنص على نفس مضمون املادة السادسة من القانون التنظيمي للمالية .13.130و
هو ما يشكل جتاوزا قانونيا او ما يصطلح عليه ابلفرسان املوازنية.
وابلرجوع إىل هذه مقتضى املادة موضوع الطعن ،جند أنه يرتبط أساسا بتحصيل الغرامات التصاحلية واجلزافية
حبيث هتدف هذه املادة إىل إحداث مسطرة خاصة لتحصيل الغرامات بشأن املخالفات يف جمال السري
واجلوالن .واعترب اجمللس يف قراره أبن املقتضى السالف الذكر ال ميكن إدراجه حبكم طبيعته ألنه ال يندرج
1محمد كريم ايت الشيخ و ايوب الصاف ،الفرسان الموازنية والقضاء الدستوري المغرب ،أية حماية لمبدأ الوحدة الموضوعية لقانون
المالية ،موقع الجامعة القانونية ر
االفتاضية ،عىل الرابط ، . https://urlz.fr/q8LL :تم التصفح بتاريخ 04ابريل .2024
3
Raphaël Déchaux, l’évolution de la jurisprudence constitutionnelle en matière de « Cavalier » entre 1996 et
2066, « Le terme « cavalier » désigne, dans le jargon légistique, les dispositions contenues dans un projet ou
une proposition de loi qui, en vertu des règles constitutionnelles ou organiques régissant la procédure
législative, n’ont pas leur place dans le texte dans lequel le législateur a prétendu les faire figurer.. ». Page 1
4
محمد البقالي ،الكتلة الدستورية للمالية العمومية “ محاولة لرصد المرتكزات الدستورية لقانون المالية والميزانية ،مطبعة البصيرة ،الرباط ،الطبعة األولى .2017ص82
66
عليها يف ضمن األحكام اليت من شأهنا أن هتدف إىل حتسني الشروط املتعلقة بتحصيل املداخيل املنصو
املادة الثالثة من القانون التنظيمي للمالية ، 7.98األمر الذي جيعل املادة الثامنة خارج نطاق اختصا
قانون املالية ابلرغم من اعتبار هذه الغرامات التصاحلية واجلزافية تعد من ضمن موارد الدولة طبقا للمادة
احلادية عشرة من القانون التنظيمي .اال أن املراد ابملادة موضوع الطعن ليس املورد وإمنا كذلك إحداث
التشريعية.1 املسطرة اخلاصة لتحصيل هذه الغرامات األمر الذي يدخل ضمن صلب اختصاصات السلطة
املثال الثاين :قرار رقم 217/66املتعلق إبحالة قانون املالية لسنة 2018
يف ابلنسبة للقرار رقم ،317/66فقد بتت احملكمة الدستورية يف ما يرتبط “ابلفرسان املوازنية” ابخلصو
الفقرة (ب) من املادة السابعة من قانون املالية لسنة 2018واليت مت الطعن فيها وفقا لرسالة اإلحالة .ومن
هذه املادة فيتعلق األمر مبوضوع تعديالت أدخلت على املدونة العامة للضرائب الن احية املوضوعية خبصو
وتتعلق بشروط االستفادة من إعفاءات االنضمام إىل التعاونيات واجلمعيات السكنية الداعي الذي بنيت
عليه رسالة اإلحالة كون هذه املادة خمالفة للدستور ،وابألساس أهنا تشكل عرقلة حلرية االنضمام إىل
األصلية املنظمة للعمل اجلمعوي ،واإلخالل ابلطابع االجتماعي لنظام اجلمعيات ،التضارب مع النصو
احلكم ابململكة.
لكن احملكمة الدستورية ابألخري صرحت بعدم خمالفة املادة موضوع الطعن بناء على حجج لعل من أمهها
وأكثرها كفاية مسألة املراقبة الدستورية للقوانني كوهنا ال تتم إال قياسا ابلدستور والقوانني التنظيمية وليس
القوانني العادية املماثلة لقانون املالية ،األمر الذي كان موضوع طرح من قبل الطاعنني كون قانون املالية جاء
خمالفا لقانون له نفس الدرجة القانونية إن مل نقل أقل منه مرتبة (القوانني املتعلقة بتأسيس اجلمعيات
والتعاونيات) .4جاء يف احلجج ايضا ،أن األمر يتعلق بتحديد شروط االستفادة من إعفاء قانوين ،وهي شروط
ابلنظر لغاايهتا الرامية إىل حماربة الغش الضرييب واملضاربة العقارية ،وارتباطها مبوارد ضريبة جيعلها ابلتايل من
1
قرار المجلس الدستوري رقم 08/728م د ملف رقم 08/1120بشأن دستورية قانون مالية سنة 2009رقم ،40.08الصادر بمقر المجلس الدستوري بالرباط ،بتاريخ
29دجنبر2008
2
قرار المحكمة الدستورية رقم 66/17م د ملف رقم 15/17بشأن دستورية قانون مالية سنة 2018رقم ،18.67المحكمة الدستورية بالرباط ،بتاريخ
23دجنبر .2017لالضطالع على القرارhttps://www.cour-constitutionnelle.ma/Decision?id=1109&Page=Decision :
3
قرار المحكمة الدستورية رقم 66/17م د ملف رقم 15/17بشأن دستورية قانون مالية سنة 2018رقم ،18.67المحكمة الدستورية بالرباط ،بتاريخ
23دجنبر .2017لالضطالع على القرارhttps://www.cour-constitutionnelle.ma/Decision?id=1109&Page=Decision :
4
محمد كريم ايت الشيخ و ايوب الصافي ،الفرسان الموازنية والقضاء الدستوري المغربي ،أية حماية لمبدأ الوحدة الموضوعية لقانون المالية ،مرجع سابق.
67
مشموالت قانون املالية .وابلتايل فإن املآخذ املستدل هبا للطعن ال تنبين على أي أساس دستوري صحيح ،مبا
الدستور. تكون معه املقتضيات املذكورة ليس فيها ما خيالف
يتوىل هذا اجمللس ممارسة الرقابة العليا على تنفيذ القوانني املالية ،2ويتحقق من سالمة العمليات املتعلقة
مبداخيل ونفقات األجهزة اخلاضعة لرقابته ،ويقيم كيفية قيامها بتدبري شؤوهنا ،ويبدي مساعدته للربملان
واحلكومة يف امليادين ،3اليت تدخل يف نطاق اختصاصاته ،ويرفع إىل امللك بياانت عن مجيع األعمال اليت
يقوم هبا ،ويصدر اجمللس األعلى للحساابت ثالث أحكام( ،احلكم ابلفائض ،ابخلصا ،إبراء الذمة
املالية).
يف اطار املهمة الدستورية اليت اوكلها املشرع للمجلس االعلى للحساابت مبقتضى املادة 147من الدستور
واملتعلقة مبمارسة الرقابة العليا على تنفيذ قوانني املالية ،يقوم اجمللس منذ 2016ابعداد تقرير حول تنفيذ
1
المادة الثالثة من قانون رقم 62-99المتعلق بمدونة المحاكم المالية
2
عبد الودود الزباخ ،مساهمة المحاكم المالية في إقرار الحكامة المالية ،مطبعة المعارف الجديدة الرباط ،2022 ،ص388
3
محمد براو الوسيط في شرح المحاكم المالية ،مطبعة دار السالم ،الرباط ،الطبعة األولى ،2012ص 362
68
ميزانية السنة املالية املنتهية بناء على املعطيات االولية املتاحة ،من اجل مساعدة السلطات العمومية على
حتسني الربجمة والتوقع والتنفيذ امليزانيات ابلنسبة للسنة املالية اجلديدة.
اما ابلنسبة الختصاصات اجمللس االعلى للحساابت يف امليدان املايل فيمكن تلخيصها على الشكل التايل:1
ممارسة الرقابة العليا على تنفيذ القوانني املالية
لتحقق من سالمة العمليات املتعلقة مبداخيل ومصروفات األجهزة اخلاضعة لرقابته قانوان.
بدل املساعدة للربملان واحلكومة.
يرفع اىل امللك بياان عن مجيع االعمال اليت يقوم هبا.
التدقيق والبث يف حساابت احملاسبني العموميني.
ممارسة مهمة قضائية يف ميدان التاديب املتعلق ابمليزانية والشؤون املالية.
كما يعترب اجمللس جهة استئنافية ضد االحكام النهائية للمجالس اجلهوية للحساابت.
كما يقوم اجمللس مبهمة التنسيق والتفتيش ازاء اجملالس اجلهوية للحساابت
متارس هذه اجملالس على مستوى اجلماعات احمللية وهياهتا ،وهلا نفس االختصاصات اليت ميارسها
اجمللس األعلى للحساابت على مستوى الدولة .فقد مت إحداث اجملالس اجلهوية للحساابت اليت تعد نقلة
نوعية يف جمال الرقابة املالية ابملغرب ،واليت جاءت كامتداد لعمل اجمللس األعلى للحساابت ،ولكن يقتصر
عملها على النطاق احمللي ،إذ تراقب حساابت اجلماعات احمللية وهيئاهتا وكيفية قيامها بتدبري شؤوهنا ،وهي
بذلك جزء ال يتجزأ من املنظومة الرقابية الوطنية إىل جانب اجمللس األعلى للحساابت وهيئات التفتيش
واملراقبة الداخلية اليت تدخل يف إطار الرقابة اإلدارية على املال العام.
1
سعيد شكاك ،دراسة بعنوان القضاء المالي بالمغرب ورهان حكامة الميزانية العامة ،الميزانية العمومية بالمغرب دينامية اإلصالح و سؤال الحكامة ،مجلة
مسالك في الفكر و السياسة واالقتصاد ،العدد ، 62/61السنة .2023-2020ص52
69
فاجملالس اجلهوية للحساابت تتحمل مسؤولية ووظيفة تقومي وتدبري الشأن العام احمللي وحتسني أدائه
وتطوير مردوديته ،وجتاوز العيوب واالختالالت اليت قد تكتنفه ،كما أهنا لعبت دورا هاما يف ختفيف العبء
على اجمللس األعلى للحساابت وعلى موارده البشرية احملدودة خاصة ابلنظر إىل احلقل الشاسع ملراقبة
اجلماعات احمللية.
كما أهنا تساهم يف حل املشاكل املرتبطة ابآلجال اليت يتطلبها نقل واثئق احملاسبة والواثئق اإلدارية من
اجلماعات احمللية إىل اجمللس األعلى للحساابت ،ابإلضافة إىل اهنا تقلص من اللجوء إىل مكاتب اخلربة
واالستشارة األجنبية من أجل تدقيق مالية وتدبري اجلماعات احمللية1.
وعموما فان الدور الذي تلعبه اجملالس اجلهوية للحساابت يعترب أساسيا لبلوغ أهداف التنمية احمللية،
2 فهي دعامة أساسية من أجل تطوير الفعالية االقتصادية واالجتماعية.
وقد جاء التفكري يف إنشاء اجملالس اجلهوية للحساابت ،لتعزيز دور اجمللس األعلى للحساابت والذي أنشأ
سنة 1979مبقتضى قانون ،79-12ومت التنصيص عليها أول مرة يف الدستور املراجع لسنة 1996الذي
جعل منها مؤسسات دستورية أيضا.
وقد شرعت اجملالس اجلهوية للحساابت منذ تنصيبها يف يناير من سنة ،2004يف ممارسة
االختصاصات القضائية وغري القضائية املوكولة إليها ضمن دائرة نفوذها الرتايب .فهي مؤسسات دستورية
وهيئات قضائية مؤلفة من قضاة ،3وختضع يف إجراءاهتا للمساطر القضائية ،وتصدر عنها أحكام ابسم
جاللة امللك4.
كما أهنا مؤسسات رقابية تنصب مهامها على فحص حساابت اجلماعات احمللية وهيئاهتا اء
واألجهزة العمومية احمللية األخرى يف إطار الرقابة املالية الالحقة على تنفيذ عمليات املداخيل والنفقات
العمومية احمللية كما أهنا تستهدف تطوير أساليب التدبري احمللي من خالل إعمال قواعد االقتصاد والنجاعة
1
محمد المجيدي ،دور المجالس الجهوية للحسابات في تطوير أداء الجماعات المحلية" .أطروحة لنيل دكتوراه في القانون العام ،السنة الجامعية 2008/2007
.،ص.4 :
2
رشيد المساوي ،المالية العامة ،مطبعة اسبارطيل-طنجة ،الطبعة الرابعة ،2017ص 162
3
المادة 19من مدونة المحاكم المالية.
4
طبقا للفصل 83من الدستور المغربي 2011والمادة 101من مدونة المحاكم المالية
70
والفعالية وغايتها املثلى هي الرفع من مستوى أداء اجلماعات واملرافق العمومية احمللية ،كما أهنا تتمتع بوظيفة
استشارية حيث ميكن أن تعرض عليها القضااي اليت ختص اإلجراءات املتعلقة بتنفيذ ميزانية اجلماعات احمللية
وهو ما جيعلها تساهم يف الدفع بعجلة التنمية احمللية
تعترب هذه احملاكم مبثابة البوابة األوىل للتقاضي اإلداري ،حيث ختتص ابلنظر يف جمموعة واسعة من القضااي،
مبا يف ذلك:
طلبات إلغاء القرارات اإلدارية :عندما يتضرر األفراد من قرارات إدارية مشوبة بعيب جتاوز السلطة،
ميكنهم اللجوء إىل احملاكم اإلدارية لطلب إلغائها.
النزاعات املتعلقة ابلعقود اإلدارية :ختتص هذه احملاكم ابلفصل يف النزاعات الناشئة عن إبرام وتنفيذ
العقود اإلدارية بني اإلدارة واألفراد أو الشركات.
1
د عبد الكريم الطالب :الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية ط 2008ص 29
71
دعاوى التعويض عن األضرار :ميكن لألفراد املطالبة ابلتعويض عن األضرار اليت حلقت هبم جراء
القانون العام ،وذلك أمام احملاكم اإلدارية. أعمال أو نشاطات أشخا
النزاعات املتعلقة ابلوظيفة العمومية :ختتص هذه احملاكم ابلنظر يف النزاعات املتعلقة ابلوضعية الفردية
للموظفني والعاملني يف القطاع العام.
تتوىل هذه احملاكم مهمة مراجعة األحكام الصادرة عن احملاكم اإلدارية (الدرجة األوىل) ،وذلك من خالل
استئناف األحكام االبتدائية .كما ختتص ابلنظر يف طلبات املساعدة القضائية املتعلقة ابالستئناف.
.3حمكمة النقض:
تعترب حمكمة النقض أعلى هيئة قضائية يف النظام اإلداري املغريب ،حيث ختتص مبراقبة مدى تطبيق القانون من
طرف حماكم االستئناف اإلدارية .كما ختتص ابلنظر ابتدائيا وانتهائيا يف بعض القضااي ذات األمهية اخلاصة،
مثل طلبات إلغاء القرارات الصادرة عن رئيس احلكومة.
مكوانت احملاكم اإلدارية:
تتشكل احملاكم اإلدارية من عدة مكوانت أساسية ،تضمن سري العدالة اإلدارية بكفاءة وحيادية:
رئيس احملكمة :يتوىل اإلشراف على سري العمل ابحملكمة وتوزيع القضااي على القضاة.
القضاة :يضطلعون مبهمة الفصل يف القضااي املعروضة على احملكمة ،وفقا للقانون واالجتهاد
القضائي.
املفوض امللكي :يقدم آراءه القانونية هليئة احلكم ،ويساهم يف الدفاع عن القانون واحلق ،دون املشاركة
يف املداوالت.
كتابة الضبط :تتوىل تلقي الدعاوى وتسجيلها ،وتنفيذ األحكام القضائية1.
1
محمد نميري ،دور القضاء اإلداري في حماية حقوق الدفاع بالنسبة للموظفين وفي مراقبته لمالءمة العقوبة ،مجلة المحاكم اإلدارية ،العدد 2:منشورات
جمعية نشر المعلومة القانونية والقضائية ،أكتوبر .2005
72
اما ابلنسبة للمسطرة القضائية ،فان إجراءات التقاضي ختضع أمام احملاكم اإلدارية لقواعد قانون املسطرة
املدنية ،مع بعض االستثناءات والتعديالت اليت تراعي خصوصية القضااي اإلدارية .وتتميز املسطرة ابلشفوية
والعلنية ،مع إمكانية اللجوء إىل املسطرة الكتابية يف بعض احلاالت1.
73
محاية حقوق املكلفني من خالل ضمان تطبيق القانون بشكل عادل ومنصف ،والتصدي ألي جتاوزات من
قبل اإلدارة الضريبية.
وابلتايل تُعترب اجتهادات احملاكم اإلدارية ركيزة أساسية يف حتقيق العدالة الضريبية ابملغرب ،حيث
تساهم يف تفسري وتطبيق القوانني الضريبية بشكل عادل ومنصف ،ومحاية حقوق املكلفني .وعلى الرغم من
هاما يف تطوير القانون الضرييب وتعزيز ثقة
دورا ً
التحدايت اليت تواجهها ،إال أن هذه االجتهادات تلعب ً
املواطنني يف النظام القضائي.
خامتة:
شهد اإلطار التشريعي للمالية العمومية يف املغرب تطوراً ملحوظاً على مر السنني ،سعياً لتحقيق
حكامة مالية جيدة وفعالة .يعترب دستور 2011مرجعاً أساسياً يف هذا اجملال ،حيث يرسخ مبادئ أساسية
كاملشروعية ،واملساواة ،والتضامن ،والشفافية ،وربط املسؤولية ابحملاسبة .كما شكل القانون التنظيمي للمالية
13-130نقلة نوعية يف تدبري املالية العمومية ،من خالل إدخال مفاهيم جديدة كالربامج واألداء ،وتعزيز
الشفافية واملساءلة.
تتوفر اململكة على جمموعة من القوانني واألنظمة اليت تنظم تدبري املالية العمومية ،وحتدد آليات الرقابة
عليها ،كقوانني املالية السنوية ،والنظامني الداخليني جمللسي الربملان ،وقانون املفتشية العامة للمالية .كما توجد
تشريعات خاصة بتنظيم املداخيل والنفقات العمومية ،كالتشريع الضرييب واجلمركي ،ومدونة حتصيل الديون
العامة ،ونظام الصفقات العمومية .ويلعب القضاء دوراً مهماً يف محاية املال العام ،من خالل الرقابة على
دستورية القوانني املالية ،وحماسبة املسؤولني عن تدبري املال العام.
ابلرغم من التطور امللحوظ ،ال يزال اإلطار التشريعي للمالية العمومية يواجه بعض التحدايت ،اليت
تستدعي املزيد من اإلصالحات .يالحظ ضعف دور الربملان يف جمال املالية العمومية ،مقارنة ابلسلطة
التنفيذية ،مما يستدعي تعزيز صالحياته الرقابية والتشريعية .كما حيتاج القانون التنظيمي 13-130إىل
مراجعة وتطوير ،ملواكبة التطورات االقتصادية واالجتماعية ،وتعزيز مبادئ احلكامة اجليدة .رغم التقدم احملرز،
74
ال تزال هناك حاجة إىل تعزيز الشفافية يف تدبري املالية العمومية ،وتفعيل آليات املساءلة واحملاسبة .جيب
العمل على تطوير أداء القضاء املايل واإلداري ،وتعزيز استقالليته وفعاليته يف محاية املال العام.
ولتطوير اإلطار التشريعي للمالية العمومية ،يقرتح القيام مبجموعة من اإلجراءات ،من بينها:
تعديل القانون التنظيمي للمالية :ملراجعة وتعديل القانون التنظيمي ،13-130لتعزيز دور الربملان يف
جمال املالية العمومية ،وتكريس مبادئ احلكامة اجليدة ،وتطوير آليات الرقابة واملساءلة.
تعزيز دور املؤسسات الرقابية :لتعزيز دور املؤسسات الرقابية كاملفتشية العامة للمالية واجمللس األعلى
للحساابت ،وتوفري اإلمكانيات الالزمة لتمكينها من القيام مبهامها على أكمل وجه.
تطوير التشريعات املتعلقة ابملداخيل والنفقات :للعمل على تطوير التشريعات املتعلقة ابملداخيل
والنفقات العمومية ،لضمان عدالة وفعالية النظام الضرييب ،وترشيد اإلنفاق العمومي.
تعزيز الشفافية واملساءلة :لتعزيز الشفافية يف تدبري املالية العمومية ،من خالل نشر املعلومات املالية
بشكل دوري ،وتفعيل آليات املساءلة واحملاسبة.
تطوير أداء القضاء املايل واإلداري :للعمل على تطوير أداء القضاء املايل واإلداري ،وتعزيز استقالليته
وفعاليته يف محاية املال العام.
ميثل اإلطار التشريعي للمالية العمومية ركيزة أساسية لتحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية ،وضمان
االستقرار املايل للدولة .لذلك ،جيب مواصلة اجلهود لتطوير هذا اإلطار ،وتعزيز مبادئ احلكامة اجليدة،
لضمان استخدام املال العام بكفاءة وفعالية ،وحتقيق التنمية املستدامة.
75
املراجع
املراجع ابلعربية:
الكتب
املصطفى معمر ،احممد قزيرب ،مدخل لدراسة قانون امليزانية 2022/2021مطبعة سجلماسة مكناس
عبد النيب اضريف ،قانون ميزانية الدولة ،مكتبة املعرفة ،الطبعة الرابعة ،سنة ،2019مراكش.
سي حممد البقايل ،سي حممد البقايل ،الكتلة الدستورية للمالية العمومية ،مطبعة املعارف اجلديدة ،الطبعة
الثانية ،2019 ،الرابط.
دونية مجال الدين ،الفساد املايل و سؤال احلكامة املالية ابملغرب ،مؤلف مجاعي بعنوان حكامة املالية
العامة ابملغرب ،مكتبة الرشاد ،الطبعة االوىل ،2019
عزيز قسومي ،حكامة الصفقات العمومية :قراءة حتليلية يف املستجدات والرهاانت ،جملة مسارات يف
األحباث و الدراسات القانونية ،عدد , 8طبعة أكتوبر 2019
حممد البقايل ،الكتلة الدستورية للمالية العمومية “حماولة لرصد املرتكزات الدستورية لقانون املالية
وامليزانية ،مطبعة البصرية ،الرابط ،الطبعة األوىل 2017
منصور عسو ،قانون امليزانية العامة ورهان احلكامة املالية ،2017 ،الطبعة األوىل مطبعة اجلديدة.
الكتاب اجلامع ملبادئ وقواعد القضاء الدستوري املغريب من خالل قرارات الغرفة الدستورية (-1963
)1994واجمللس الدستوري( ،)2015-1994مطبعة األمنية – الرابط 2015 ،
الدكتور عبد الفتاج بلخال ،الضرائب يف املغرب ،دار ايب رقراق للطباعة و النشر ،الطبعة األوىل سنة
،2009
حسن بوسقيعة ،املنازعات اجلمركية يف ضوء الفقه واجتهاد القضاء واجلديد يف أحكام قانون 10-98
املعدل واملتمم لقانون اجلمارك ،دار احلكمة للنشر والتوزيع ،طبعة 2008
صالح حممد الغزايل ،رقابة اجملتمع املدين على االنتخاابت العربية ،مؤلف بعنوان الدميقراطية و
االنتخاابت يف العامل العريب ،مؤلف مشرتك صادر عن املنظمة العربية حلقوق االنسان ،الطبعة األوىل
. 2008
76
نور السداة محيوي ،القوانني التنظيمية بني املشرع الدستوري والسلطة التشريعية ،اجمللة املغربية لإلدارة
57 احمللية والتنمية عدد 103مارس – ابريل ،2012
عصام القرين :األسس الدستورية للمالية العمومية ابملغرب ،جملة العلوم السياسية ،العدد ،2018 ،3
71
حممد حيمود :اإلصالح امليزانيايت ابملغرب " دراسة على ضوء القانون التنظيمي للمالية ، 2015
47 مطبعة النجاح اجلديدة ،الدار البيضاء ،ط ،2017 ،1 :
حممد العريف التطور التارخيي للقانون التنظيمي للمالية ابملغرب ،جملة املغربية للمالية العمومية،
العدد ،2010 ،7 :من 132
امحيدوش ،قراءة نقدية يف القانون التنظيمي للمالية اجلديد ،مقال منشور على جملة دفاتر احلكامة،
49 العدد ،02سنة ،2015
سعيد رحو ،دور الربملان يف التشريع املايل يف ضوء الدستور والقانون التنظيمي لقانون املالية ،مقال
343 حول القانون الدستوري ،2019 منشور على جملة املنارة ،عدد خا
حممد حيمود ،اإلصالح امليزانيايت ابملغرب،الطبعة األوىل ،2017مطبعة النجاح اجلديدة -الدار
4 البيضاء،
عبد الودود الزابخ ،مسامهة احملاكم املالية يف إقرار احلكامة املالية ،مطبعة املعارف اجلديدة الرابط،
388 ،2022
حممد براو الوسيط يف شرح احملاكم املالية ،مطبعة دار السالم ،الرابط ،الطبعة األوىل ،2012
362
سعيد شكاك ،دراسة بعنوان القضاء املايل ابملغرب ورهان حكامة امليزانية العامة ،امليزانية العمومية
ابملغرب دينامية اإلصالح وسؤال احلكامة ،جملة مسالك يف الفكر والسياسة واالقتصاد ،العدد
52 ،62/61السنة .2023-2020
حممد اجمليدي ،دور اجملالس اجلهوية للحساابت يف تطوير أداء اجلماعات احمللية" .أطروحة لنيل
.4 : دكتوراه يف القانون العام ،السنة اجلامعية ،2008/2007
162 رشيد املساوي ،املالية العامة ،مطبعة اسبارطيل-طنجة ،الطبعة الرابعة ،2017
29 د عبد الكرمي الطالب :الشرح العملي لقانون املسطرة املدنية ط 2008
77
حممد منريي ،دور القضاء اإلداري يف محاية حقوق الدفاع ابلنسبة للموظفني ويف مراقبته ملالءمة
العقوبة ،جملة احملاكم اإلدارية ،العدد 2:منشورات مجعية نشر املعلومة القانونية والقضائية ،أكتوبر
.2005
املكي السراجي ،وضعية القضاء اإلداري ودولة احلق ابملغرب ،القضاء اإلداري ودولة القانون
ابملغرب العريب ،منشورات اجمللة املغربية لإلدارة احمللية والتنمية ،سلسلة" مواضيع الساعة" الطبعة
األوىل.2008 ،
د .حممد مرزاق و د .عبد الرمحان أبليال وأ العريب كنون :النظام القانوين للمنازعات اجلبائية
200وما بعدها. ابملغرب .مطبعة األمنية ،الطبعة األوىل، 1996 ،
.193 د .حممد السماحي :مسطرة املنازعة يف الضريبة ،مطبعة الصومعة،1997 ،
األطروحات والرسائل:
حبري سارة ،عطا هللا عبد احلميد ،اثر تطبيق مدخل اجلودة الشاملة على االداء املايل للمؤسسة االقتصادية،
رسالة لنيل املاسرت يف العلوم املالية ،السنة اجلامعية . 2022/2021
فاطمة الزهراء احلاجي ،صناعة القرار املايل ،رسالة لنيل شهادة املاسرت يف القانون العام ،كلية العلوم
القانونية و االقتصادية و االجتماعية جبامعة سيدي حممد بن عبد هللا بفاس ،السنة اجلامعية -2021
2022
ملهدي السهيمي ،إشكالية صناعة القرار الضرييب وسؤال العدالة الضريبية ابملغرب ،رسالة لنيل شهادة املاسرت
يف املالية العامة ،كلية العلوم القانونية و السياسية ابلسطات ،جامعة االحسن األول ،السنة اجلامعية
2020/2021
ايوب ايت محو ،دور القضاء الدستوري يف املادة اجلبائية ،رسالة لنيل شهادة املاسرت يف القانون العام ،كلية
العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية -السويسي ،جامعة حممد اخلامس ابلرابط ،السنة اجلامعية
2020-2021
خدجية بن عبد هللا ،التدبري اإلداري و املايل إلدارة اجلمارك و الضرائب غري املباشرة ،أطروحة لنيل الدكتوراه
يف القانون العام ،كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية ،جامعة حممد اخلامس اكدال ،السنة
اجلامعية 2013 2014
78
حممد حيمود ،إشكالية تقييم التدبري احمللي :مقاربة نقدية على ضوء التوجيهات الرقابية احلديثة ،أطروحة
لنيل الدكتوراه فـي احلقوق ،جامعة احلسن الثاين ،عني الشق ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية،
الدار البيضـاء ،السنة اجلامعية 2002، 2001-
النصوص القانونية
دستور ،2011الصادر بتنفيذه ابلظهري الشريف رقم 1.11.91بتاريخ 27من شعبان 29( 1432
يوليو ،)2011اجلريدة الرمسية عدد 5964مكرر الصادرة بتاريخ 28شعبان 30( 1432يوليو
.)2011
القانون التنظيمي لقانون املالية رقم ،130.13الصادر بتنفيذه الظهري الشريف رقم 1.15.62بتاريخ
14شعبان 2( 1436يونيو ،)2015اجلريدة الرمسية عدد 6370بتاريخ فاتح رمضان 18( 1436
يونيو .)2015
القانون التنظيمي رقم 111.14املتعلق ابجلهات ،الصادر بتنفيذه الظهري الشريف رقم 1.15.83صادر
يف 20من رمضان 7( 1436يوليوز ،)2015ج.ر عدد .6380
القانون التنظيمي رقم 112.14املتعلق ابلعماالت أواألقاليم ،الصادر بتنفيذه الظهري الشريف رقم
1.15.84صادر يف 20من رمضان 7( 1436يوليوز ،)2015ج.ر عدد .6380
القانون التنظيمي رقم 113.14املتعلق ابجلماعات ،الصادر بتنفيذه الظهري الشريف رقم 1.15.85
صادر يف 20من رمضان 7( 1436يوليوز ،)2015ج.ر عدد .6380
القانون التنظيمي رقم 130-13لقانون املالية الصادر بتنفيذه الظهري شريف رقم 1-15-62صادر يف
14من شعبان 2( 1436يونيو )2015املنشور يف اجلريدة الرمسية عدد 6370بتاريخ 18يونيو
2015
القانون التنظيمي رقم 64.14بتحديد شروط وكيفيات تقدمي امللتمسات يف جمال التشريع ،الصادر بتنفيذه
الظهري الشريف رقم 1.16.108صادر يف 23من شوال 28( 1437يوليوز ،)2016اجلريدة الرمسية
عدد .6492
القانون التنظيمي رقم 28.11املتعلق مبجلس املستشارين ،الصادر بتنفيذه الظهري الشريف رقم
1.11.172صادر يف 24من ذي احلجة 21( 1432نوفمرب ،)2011اجلريدة الرمسية عدد 5997
مكرر.
79
قانون رقم 69.00املتعلق ابملراقبة املالية للدولة على املنشآت العامة وهيئات أخرى ،الصادر بتنفيذه ظهري
شريف رقم 1.03.195يف ( 16من رمضان ) 1424املوافق ل 11نوفمرب ،2003ابجلريدة الرمسية
عدد 5170بتاريخ( 23شوال 18 ) 1424ديسمرب2003
القانون رقم 15.97مبثابة مدونة حتصيل الديون العمومية ،جريدة رمسية عدد ، 4800صادرة يف 28
صفر 1421املوافق ل 1يونيو .2000الصادر بتنفيذه الظهري شريف رقم 28 1.00.175من حمرم
1421املوافق ل 3ماي . 2000
الظهري الشريف رقم 1.15.62الصادر يف 14من شعبان 2 /1436يونيو ،2015بتنفيذ القانون
التنظيمي رقم 130.13لقانون املالية ،اجلريدة الرمسية عدد 6370الصادرة يف فاتح رمضان /1436
18يونيو 5810 : ،2015
ظهري شريف رقم 1-98-138صادر يف 7شعبان 26( 1419نوفمرب )1998بتنفيذ القانون
التنظيمي رقم 7-98لقانون املالية.
5816 املادة 38من القانون التنظيمي للمالية ،130.13ج ر،
املراسيم
املرسوم رقم 2.22.431الصادر يف 15شعبان 1444املوافق ل 8مارس 2023املتعلق ابلصفقات
العمومية املنشور يف اجلريدة الرمسية عدد 7176بتاريخ 9مارس 2023
مرسوم رقم 2.15.426صادر يف 28من رمضان 15) 1436يوليوز )2015املتعلق إبعداد وتنفيذ
قوانني املالية كما مت تغيريه و تتميمه مبقتضى املرسوم رقم 2.17.607الصادر يف 30من ربيع ااالول
19)1439ديسمرب 2017
املرسوم رقم 2.12.349املتعلق ابلصفقات العمومية ،الصادر يف 8مجادى األوىل 20 ( ، 1434
مارس ) 2013واملنشور ابجلريدة الرمسية عدد 6140بتاريخ 23مجاد ى األوىل 1434املوافق ( 4
أبريل ) 2013
مرسوم رقم 2-06-388صادر يف 16من حمرم 5( 1428فرباير )2007بتحديد شروط وأشكال
إبرام صفقات الدولة وكذا بعض القواعد املتعلقة بتدبريها ومراقبتها ،و املنشور ابجلريدة الرمسية عدد 5518
بتاريخ 19ابريل 2007
80
مرسوم ملكي رقم 66-330بتاريخ 10حمرم 21( 1387أبريل )1967املتعلق بسن نظام عام
للمحاسبة العمومية املنشور ابجلريدة الرمسية عدد 2843بتاريخ 26أبريل1967
القرارات
قرار احملكمة الدستورية رقم 66/17م د ملف رقم 15/17بشأن دستورية قانون مالية سنة 2018رقم
،18.67احملكمة الدستورية ابلرابط ،بتاريخ 23دجنرب.2017
القرار رقم 950الصادر بتاريخ 23دجنرب 2014عن اجمللس الدستوري املتعلق إبحالة القانون التنظيمي
رقم 13-130لقانون املالية.
قرار لوزير االقتصاد واملالية رقم 3155-14الصادر يف 5ذي احلجة 1435املوافق ل 30
سبتمرب 2014بتحديد قائمة الواثئق واملستندات املثبتة ملقرتحات االلتزام و أداء نفقات الدولة ،اجلريدة
الرمسية عدد 6329يناير 2015
قرار اجمللس الدستوري رقم 08/728م د ملف رقم 08/1120بشأن دستورية قانون مالية سنة 2009
رقم ،40.08الصادر مبقر اجمللس الدستوري ابلرابط ،بتاريخ 29دجنرب2008
قرار اجمللس الدستوري رقم 250.98 .الصادر بتاريخ 24أكتوبر 1998اجلريدة الرمسية عدد ،4641
بتاريخ 23نونرب .1998
املقاالت
يونس لعروسي ،السند القانوين ملشروعية االختصا الرقايب على األموال العمومية ابملغرب ،جملة مسالك
للفكر السياسي و االقتصادي ،العدد ، 62/ 61سنة 2023
سعيد شكاك ،دراسة بعنوان القضاء املايل ابملغرب ورهان حكامة امليزانية العامة ،امليزانية العمومية ابملغرب
دينامية اإلصالح و سؤال احلكامة ،جملة مسالك يف الفكر و السياسة واالقتصاد ،العدد ، 62/61السنة
2023-2020
مالح محيد ،احلكامة املالية و ربط املسؤولية ابحملاسبة ،جملة القانون و االعمال ،دار املنظومة ،عدد ،40
الصادرة يف يناير 2019
رشيد املدور ،تطور الرقابة الدستورية يف املغرب ،جملة دراسات دستورية تصدرها احملكمة الدستورية ،اجمللد
الثالث ،العدد السادس ،يناير2016
أمحد أجعون ،اجلهوية املتقدمة يف الدستور املغريب لسنة ،2011اجمللة املغربية لإلدارة احمللية والتنمية ،سنة
،2014املغرب.
81
عبد احلافظ ماموح ،اآلليات التشاركية للحوار والتعاون بني اجلماعات الرتابية واجملتمع املدين (اجمللد عدد
،)07لسنة ،2017سلسلة الدراسات الدستورية والسياسية ،الرابط.
جملة املالية ،وزارة االقتصاد واملالية ،العدد ،18نونرب .2012
حممد سويلم ،جملة الواحات للبحوث والدراسات ،اجمللد ،14العدد ،2سنة ،2021جامعة غرداية .
جنيب جريي ،الرقابة املالية ابملغرب بني احلكامة املالية ومتطلبات التنمية ،جملة احلقوق املغربية ،دار نشر
املعرفة ،طبعة 2011
حممد نبيل ملني ،فكرة الدستور يف املغرب ،واثئق و نصو ( ، )2011-1901تيل كيل ميداي،
غزال أمحد ،قراءة حول اختصاصات احملكمة الدستورية وفقا للقانون التنظيمي رقم ،06 – 13اجمللة
املغربية لإلدارة و التنمية احمللية
التقارير و اصدارات:
املدونة العامة للضرائب طبعة 2023الصادرة عن وزارة االقتصاد و املالية ،املديرية العامة للضرائب
ميزانية املواطن لقانون التصفية املتعلق بتنفيذ قانون املالية لسنة ،2020الصادر عن وزارة االقتصاد واملالية
تدبري الدين العمومي ،التقرير السنوي للمجلس األعلى للحساابت لسنة ،2012
تقرير اجمللس االقتصادي و االجتماعي حول الصفقات العمومية الصادر سنة ،2012
املواقع اإللكرتونية:
حممد الغواطي ،قراءة يف املسطرة التشريعية ملشروع قانون املالية ،جملة املنارة للدراسات القانونية و االدارية ،
اتريخ الولوج للموقع 13مارس ، 2024املوقعhttps://revuealmanara.com
حممد كرمي ايت الشيخ و ايوب الصايف ،الفرسان املوازنية والقضاء الدستوري املغريب ،أية محاية ملبدأ الوحدة
املوضوعية لقانون املالية ،موقع اجلامعة القانونية االفرتاضية ،على الرابط https://urlz.fr/q8LL :
، .مت التصفح بتاريخ 04ابريل .2024
معاد بوكطيب ،الرقابة على املالية العامة ،مقال منشور مبجلة القانون و االعمال الدولية ،اتريخ النشر
ابريل ،2019على املوقع التايل /https://www.droitetentreprise.comاتريخ التصفح
23مارس 2024
82
إصالح منظومة الصفقات العمومية رافعة للنهوض بتدبري املالية العمومية ،عن املوقع الرمسي لوكالة املغرب
،2023 اكتوبر 24 النشر اتريخ لألنباء، العريب
،/https://www.mapnews.ma/ar/actualitesاتريخ التصفح 23مارس
رضوان لعزيزي ،الدميوقراطية التشاركية للشأن اجلهوي العام ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية
جامعة موالي إمساعيل ،سنة ،2018-2017
https://hazbane.asso-web.com/uploaded/.pdf
املوقع الرمسي لوزارة االقتصاد و املالية ، https://www.finances.gov.maمت التصفح بتاريخ
14مارس .2024
حممد حمبويب ،قراءة يف مدونة حتصيل الديون العمومية الصادرة يف 3ماي ، 2000موقع املركز الوطين
للتوثيق التابع للمندوبية السامية للتخطيط ، https://urlz.fr/pT7e ،اتريخ التصفح 14
مارس 2024
تقرير املديرية العامة للجماعات احمللية 2017حول :القرار املشرتك منوذج آلية امليزانية التشاركية ،منشور
ضمن سلسلة املنشورات اليت تعىن مبوضوع احلكامة التشاركية احمللية على البوابة الوطنية للجماعات الرتابية.
حممد سكلى ،مقال منشور بتاريخ 12مارس 2014على موقع العلوم القانونية Maroc droit
معنون ب "ربط املسؤولية ابحملاسبة على ضوء التقرير االخري للمجلس االعلى للحساابت
طارق لباخ الثابت و املتغري يف مراقبة احملاسب العمومي لآلمر ابلصرف على ضوء مرسوم سنة 2008
املتعلق مبراقبة نفقات الدولة جملة املنارة للدراسة القانونية و اإلدارية االلكرتونية رابط الصفحة
https://revuealmanara.comمت التصفح بتاريخ 23مارس 2024
نشأة وتطور القانون التنظيمي للمالية ،وزارة االقتصاد واملالية،https://shorturl.at/ru378 ،
اتريخ الولوج 2024-03-19
التدبري املرتكز على النتائج ،مقال منشور يف املوقع االلكرتوين لوزارة االقتصاد واملالية
https://t.ly/umarxمتت زايرته يف 2024/04/07
نشأة وتطور القانون التنظيمي للمالية ،وزارة االقتصاد واملالية،https://shorturl.at/ru378 ،
اتريخ الولوج 2024-03-19
أهداف القانون التنظيمي ،املوقع الرمسي لوزارة االقتصاد واملالية https://t.ly/8gocC ،متت زايرته
يف 09.04.2024
83
:مراجع أخرى
املتعلق2.22.431 حول املرسوم اجلديد رقم2023 ابريل3 بتاريخ62 دورية لوزير التجهيز و املاء رقم
ابلصفقات العمومية و املوجهة اىل السيدات و السادة املدراء العامني للمؤسسات العمومية التابعة للوزارة
تصريح للوزير املنتدب املكلف ابمليزانية خالل الندوة الصحفية اليت أعقبت اجتماع اجمللس احلكومي بتاريخ
2022 يونيو9
أكتوبر، لقانون املالية130.13 عرض دراسي مبجلس النواب حول ورش إصالح القانون التنظيمي رقم
2023
:املراجع ابلفرنسية
katia Blairon, « Pouvoirs et contre- pouvoirs en matière
budgétaire et financière » Maitre de conférences de droit public
Nancy université- IRENEE.
Louis FAVOREU, « l’apport du conseil constitutionnel au
droit public » Pouvoirs, revue française d'études
constitutionnelles et politiques, n° 13, 1991.
Noureddine Bensouda , pour les finances publique au service
des citoyens, colloque organisé par la chambre française de
commerce de l’industries au Maroc , Casablanca 11 octobre
2018
Raphaël Déchaux, l’évolution de la jurisprudence
constitutionnelle en matière de « Cavalier » entre 1996 et 2006
Sur le lien suivant :
https://www.conseil-constitutionnel.fr/sites/default/files/as/root
/bank_mm/pdf/Conseil/cavaliers.pdf.
LE GRAND ÉTAT-MAJOR FINANCIER : LES
INSPECTEURS DES FINANCES, Chapitre XI. La place de
84
l’Empire colonial dans les carrières des inspecteurs des Finances,
Paris 2011 p. 263-281
René Marchal, “Précis de l’législation financière marocaine”, 3
d, p. 5.
85
الفهـ ـ ـ ــرس
مقدمة 1................................................................................................................................................................................
الفرع األول :األسس واملبادئ الدستورية املؤطرة لتدبري املالية العمومية 6.........................................................................................................
الفرع الثاين :األسس الدستورية للحكامة اجليدة يف تدبري املالية العمومية 14 .....................................................................................................
الفقرة الثانية :املقاربة التشاركية يف حتسني أداء املالية العمومية20 ....................................................................................................... .
الفرع األول :القانون التنظيمي للمالية كمصدر لتأطري املالية العمومية 25 ........................................................................................................
الفقرة األوىل :اإلطار القانوين للمالية العمومية منذ فرتة احلماية اىل سنة 26 ............................................................................................. 1998
الفقرة الثانية :اإلصالح امليزانيايت والقانون التنظيمي رقم 13-130لقانون املالية 30 ..........................................................................................
املفاهيم اجلديدة اليت جاء هبا القانون التنظيمي 31 ......................................................................................................... 13-130
الفرع الثاين :حمدودية القانون التنظيمي للمالية 13-130وسبل تطويره 32 ....................................................................................................
86
مضمون مقرتحات التعديالت 35 ......................................................................................................................................
الفرع االول :التشريعات املتعلقة بتدبري املالية العمومية والرقابة 37 ..............................................................................................................
الفقرة األوىل :قانون املالية أداة لتدبري املالية العمومية 37 ....................................................................................................................
الفقرة الثانية :دور القضاء الدستوري يف جمال املالية العمومية 63 ............................................................................................................
87
مثال :حصر امكانية التعديل املقتضيات الضريبية واجلمركية يف قانون املالية63 ................................................................................... ......
مثال:فتح اعتمادات إضافية مبرسوم يف حالة ضرورة ملحة وغري متوقعة ذات مصلحة وطنية64 ................................................................... ......
مثال :احداث حساابت خصوصية للخزينة خالل السنة املالية مبوجب مراسيم -حالة االستعجال والضرورة امللحة وغري املتوقعة 65 .....................................
املثال األول :قرار رقم 728/08املتعلق إبحالة قانون املالية لسنة 66 ................................................................................... ......2009
املثال الثاين :قرار رقم 17/66املتعلق إبحالة قانون املالية لسنة 67 ................................................................................. ..........2018
88