You are on page 1of 12

‫يب‬ ‫القانون المال ر‬

‫والض‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫ر‬
‫دور مجلس النواب يف الرقابة عىل‬
‫الموازنة‬

‫إعداد‪:‬‬
‫لينا ر‬
‫هان‪ ،‬زاهر خداج‪ ،‬عيىس سعادة‬
‫ي‬
‫ر‬
‫القواني واعتماد الموازنة‪ ،‬وإنما تمتد اختصاصاته إل‬ ‫تقتض اختصاصات البلمان عىل سن‬
‫مدى أبعد‪ ،‬فهو يحاسب السلطة التنفيذية عىل جميع تضفاتها‪ ،‬ويراقب جميع أعمالها‪ ،‬وعن‬
‫طريق هذه الرقابة يستطيع البلمان التعرف عىل طريقة سب جهازي السلطة التنفيذية (رئاسة‬
‫الدولة والوزارة) وكيفية أدائها لألعمال المختلفة‪ ،‬فالبلمان ال يتسقط األخطاء ألعضاء‬
‫حب يتجنبوا‬‫السلطة التنفيذية ويحاسبهم عليها‪ ،‬وإنما يقوم بإرشادهم ويسدي النصح إليهم ى‬
‫حب يعملوا من جانبهم عىل تحقيق تلك الرغبات‪.‬‬ ‫المواطني ى‬
‫ر‬ ‫مواطن الزلل‪ ،‬ويبلغهم رغبات‬
‫َّ‬
‫بأنها خطة مالية ى‬
‫لفبة زمنية محددة توضح أطر لسب العمل خالل هذ المدة‬ ‫تعرف الموازنة‬
‫فه تعتمد عىل تقديرات مالية يتم وضعها من قبل‬ ‫من خالل المبالغ المخصصة لهذا العمل‪ ،‬ي‬
‫الب سيتم تحصيلها خالل هذه ى‬
‫الفبة باإلضافة إل النفقات المقدر‬ ‫ى‬
‫خباء لتوقع اإليرادات ي‬
‫الفبة‪ ،‬مما يسمح ألصحاب القرار معرفة ما إذا كانوا سيتمكنون من‬‫تكبدها خالل نفس ى‬
‫مواصلة العمل بالمستوى المتوقع لهم مع هذه اإليرادات والمضوفات المتوقعة‪.‬‬
‫السياس واالقتصادي‬
‫ي‬ ‫وللموازنة العامة للدولة أهمية كبى ألنها تعب عن برنامج العمل‬
‫واالجتماع للحكومة خالل ى‬
‫الفبة المالية‪ ،‬وبعبارة أخرى فإن الموازنة العامة للدولة لها داللة‬ ‫ي‬
‫سياسية واقتصادية واجتماعية؛ إذ من خاللها يمكن الكشف عن مختلف أغراض الدولة‪ ،‬عن‬
‫ه الموازنة‪،‬‬ ‫ى‬
‫الب تجمعها وثيقة واحدة ي‬
‫طريق تحليل أرقام اإليرادات العامة والنفقات العامة ي‬
‫ه الموازنة العامة للدولة‪.‬‬
‫ي‬

‫تعـد الوظيفـة الرقابيـة للبلمانـات مـن أهـم وظائفهـا فـي الـدول المعارصة‪ ،‬ولقـد أشـادت أغلـب‬
‫الدساتب واألنظمـة الداخليـة فـي الـدول البلمانيـة إلـى الـدور الرقـابـي الـذي تمارسه اللجان‬
‫مشوع‬ ‫البلمانيـة‪ ،‬وفيمـا يـخـص الـدور الرقان للجنـة الماليـة حيـث تتول مهمـة الرقابـة علـى ر‬
‫ي‬
‫قانون الموازنـة العامـة مـن خـالل صالحياتها الدستورية والقانونيـة كما تؤدي الرقابة فر‬
‫ي‬
‫المجتمعات ً كافة ً دورا ً مهما ر يف بناء ركائز نموها وتطورها‪ ،‬وذلك من خالل المتابعة‬
‫الب تقوم بها الدولة‪ ،‬والتأكد من كفاءة‬ ‫ى‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫وإالشاف عىل المشوعات العامة والعمليات المالية ي‬
‫ورصورة تطويرها‬ ‫التنفيذ وتحقيق النتائج المطلوبة‪ .‬من هنا ندرك أهمية الرقابة المالية‪ ،‬ر‬
‫بحيث تساعد ً مساعدة ً علمية للتحقق من أن تنفيذ الموازنة يسب عىل حسن تنفيذ‬
‫الب أعطاها البلمان‪.‬‬ ‫ى‬ ‫ر‬
‫الموازنة‪ .‬والرقابة المالية ٌ أمر رصوري ً وفقا للجازة ي‬
‫النيان عىل الموازنة العامة‪.‬‬ ‫ى‬
‫الب يمارسها المجلس‬
‫ي‬ ‫يعرف هذا البحث أدوات الرقابة البلمانية ي‬
‫يرتبط مفهوم الرقابة ٍ المالية‪-‬بشكل عام‪-‬ونشأتها ً ارتباطا ً وثيقا بمفهوم االدارة المالية العامة‪،‬‬
‫وذلك ألن إدارة االموال العامة تتطلب الثقة وتمثل ً نوعا من المسؤولية‪ .‬والرقابة المالية‬
‫ه رشط ررصوري لحسن إدارة المال العام ً وفقا ألحكام‬ ‫ليست ً هدفا ً نهائيا بحد ذاتها‪ ،‬وإنما ي‬
‫التشيعات ر يف العديد من الدول إل تحديد الجهات الخاضعة للرقابة‪ ،‬مع‬ ‫القانون‪ ،‬فقد لجأت ر‬
‫الب ُتعتب مؤسسات الرقابة المالية فيها من المؤسسات‬ ‫ى‬
‫أن دساتب بعض هذه الدول ي‬
‫الب َّ نصت ‪2‬عىل ذلك‪،‬‬ ‫ى‬
‫ه ي‬ ‫الدستورية‪ ،‬لم تنص عىل تحديد تلك الجهات‪ ،‬بل إن قوانينها ي‬
‫والب تمارس من خالل‬ ‫ى‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ويقوم مجلس النواب بوظيفتي اساسيتي هما الوظيفة التشيعية ي‬
‫اقباح نواب‬ ‫الب تحيلها الحكومة إل مجلس النواب أو من خالل ى‬ ‫ر ى‬
‫مناقشة ودراسة القواني ي‬
‫الداخىل للمجلس‬
‫ي‬ ‫فه تتم عب ادوات وآليات حددها النظام‬ ‫لقانون ما‪ ،‬أما الوظيفية الرقابية ي‬
‫ر‬
‫مثل السؤال واالستجواب‪ ...‬الخ‪ ،‬ولها دور بارز يف مراقبة ومساءلة السلطة التنفيذية‪ ،‬وهذه‬
‫ً‬
‫التشيعية بل وتساهم ايضا ر يف تنفيذ السياسات‬ ‫الوظيفة ال تقل رف أهميتها عن الوظيفة ر‬
‫ي‬
‫بطريقة فعالة وبما يحقق االهداف المتوخاة ومعالجة االختالالت والدفاع عن مصالح‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ر‬
‫المال يؤدي مجلس النواب دورا هاما‬ ‫ي‬ ‫وف الجانب‬ ‫المجتمع وتصحيح المسار حيثما لزم ذلك‪ ،‬ي‬
‫التشيعية وذلك باقراره لقانون الموازنة العامة وقانون موازنات الوحدات‬ ‫عب الوظيفة ر‬
‫المال‪ ،‬واخر ال يقل أهمية عب الرقابة‬ ‫ر‬
‫القواني االخرى المتعلقة بالشأن‬ ‫الحكومية اضافة ال‬
‫ي‬
‫عىل اداء الحكومة ر يف هذا الجانب‪.‬‬

‫يع تقدر فيه‬ ‫ر‬


‫تعرف المادة الثالثة من قانون المحاسبة العمومية الموازنة بأنها صك تش ي‬
‫نفقات الدولة وإيراداتها عن سنة مقبلة وتجاز بموجبه الجباية واإلنفاق‪.‬والموازنة تعكس من‬
‫الب تحتويــها سياسة الحكومة وتوجهاتها عىل الصعد السياسية واإلقتصادية‬ ‫ى‬
‫خالل األرقام ي‬
‫واإلجتماعية وغبها‪.‬‬
‫يتضمن التعريف المذكور عدة عنارص أهمها‪:‬‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫الب قدرتها‪.‬‬
‫‪-‬أولوية النفقات‪ ،‬حيث أن الدولة تحدد مواردها المالية استنادا إل النفقات ي‬
‫الب وافق عليها‬ ‫ى‬ ‫ر‬
‫–إجازة البلمان للحكومة بجباية الواردات وان تنفق يف حدود اإلعتمادات ي‬
‫المجلس والمفصلة ر يف جدول الموازنة‪.‬‬
‫–سنوية الموازنة‪ ،‬أي أن الموازنة توضع لمدة سنة واحدة فقط وهذا اإلذن المعىط للحكومة‬
‫ه نفسها السنة الميالدية‪.‬‬ ‫ر‬
‫ينته بانتهاء السنة‪ ،‬والسنة المالية يف لبنان ي‬
‫ي‬ ‫بالجباية واإلنفاق‬
‫تجب‬ ‫الب‬ ‫ى‬
‫ي‬ ‫ه الجهة ي‬ ‫ه السلطة الدستورية المختصة بإعداد الموازنة ألنها ي‬ ‫والحكومة ي‬
‫النهان فإن هذا األمر يحتاج إل‬ ‫ي‬ ‫وك يتم إقرار الموازنة بشكلها‬ ‫الواردات وتنفق اإلعتمادات‪ ،‬ي‬
‫ه‬ ‫وإقرارها ي‬ ‫مراحل عديدة محكومة بمهل قانونية ودستورية‪ ،‬كما أن عملية وضع الموزانة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫السلطتي ر‬‫ر‬ ‫إحدى صور التعاون ر‬
‫التشيعية والتنفيذية الذي يشكل ركنا أساسيا من أركان‬ ‫بي‬
‫بي السلطات وتعاونها وتوازنها‪.‬‬ ‫لمان القائم عىل مبدأ الفصل ر‬ ‫ر‬
‫السياس الب ي‬ ‫ي‬ ‫نظامنا‬
‫ر‬
‫أول خطوات إعداد الموازنة تبدأ يف الوزارات‪ ،‬حيث يضع كل وزير موازنة خاصة بوزارته‬
‫تتضمن نفقات وزارته المتوقعة للسنة المقبلة‪ ،‬مرفقة بالمستندات والوثائق واإلحصاءات‬
‫الب يطلبها‪ ،‬ويحيلها إل وزارة المالية‬ ‫ى‬
‫واإليضاحات الالزمة لتبير كل إعتماد من اإلعتمادات ي‬
‫مشوع لموازنتها‬ ‫قبل نهاية شهر أيار‪ .‬كذلك فإن وزارة المالية تقوم كبقية الوزارات بوضع ر‬
‫الب تضع تقديرات الواردات العامة للسنة‬ ‫ى‬ ‫ر‬
‫ه ي‬ ‫الخاصة‪ ،‬إال أن ما يمبها عن بقية الوزارات أنها ي‬
‫حي ان أي وزارة تضع فقط تقدير لنفقاتها‪.‬‬ ‫المقبلة‪ .‬رف ر‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫تقوم وزارة المالية أيضا بدور هام لناحية مناقشة مشاري ــع موازنات الوزارات حيث تقوم‬
‫(مديرية الموازنة ومراقبة عقد النفقات) بالتدقيق ر يف طلبات اإلعتمادات الواردة من الوزارات‬
‫بي النفقات‬ ‫تأمي التوازن ر‬ ‫ر‬ ‫الب قدمتها من أجل‬ ‫ى‬ ‫ر‬
‫ومناقشتها مع كل وزارة يف ضوء المستندات ي‬
‫بي النفقات واإليرادات هو من المبادئ الهامة واألساسية‬ ‫واإليرادات‪ ،‬حيث أن مبدأ التوازن ر‬
‫لمشوع الموازنة‪.‬‬ ‫الب تحرص وزارة المالية عىل التقيد به لدى إعدادها ر‬ ‫ى‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫مشوع الموازنة المتضمن األرقام اإلجمالية‬ ‫إستنادا إل هذه المناقشات تضع المديرية ر‬
‫ً‬
‫موجودا ر‬
‫بي أرقام النفقات‬ ‫للنفقات واإليرادات العامة وترفعه إل وزير المالية‪ ،‬فإذا كان التوازن‬
‫ً‬
‫وأرقام اإليرادات فال يوجد إشكالية‪ ،‬اما إذا كان هذا التوازن مفقودا‪ ،‬يلجأ وزير المالية إل‬
‫الب يطلبونها من أجل تحقيق‬ ‫ى‬
‫التباحث مع زمالئه إلقناعهم بشأن تخفيض اإلعتمادات ي‬
‫التوازن المطلوب‪ .‬وإذا لم ينجح الموضوع يتم رفعه إل مجلس الوزراء يناقش وجهات نظر‬
‫مشوع‬ ‫المعنيي ويبت رف الخالف ويعدل ما يجب تعديله ويناقش ر‬ ‫ر‬ ‫وزير المالية والوزراء‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫مشوع قانون‬ ‫الموازنة بكامله ويوافق عليه من أجل إحالته إل المجلس النيان متخذا صيغة ر‬
‫ي‬
‫الموازنة العامة‪.‬‬
‫إن خطوات إعداد الموازنة العامة وإقرارها مرتبطة بمهل دستورية وقانونية‪ ،‬حيث نصت‬
‫مشوع الموازنة إل‬ ‫المادة (‪ )17‬من قانون المحاسبة العمومية عىل أن يقد م وزير المالية ر‬
‫مشفوعا بتقرير يحلل فيه اإلعتمادات المطلوبة والفروقات ر‬ ‫ً‬
‫بي‬ ‫مجلس الوزراء قبل أول أيلول‬
‫وبي أرقام موازنة السنة الجارية‪ ،‬وهذا التقرير يختلف عن (فذلكة الموازنة)‬ ‫المشوع ر‬ ‫أرقام ر‬
‫لمشوع‬ ‫الب يضعها وزير المالية ويقدمها إل المجلس النيان‪ ،‬ذلك أنه بعد إقرار الحكومة ر‬ ‫ى‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫النيان‪،‬‬
‫ي‬ ‫الموازنة ر يف صيغتها النهائية يعد وزير المالية (فذلكة الموازنة) ويقدمها إل المجلس‬
‫وهذا ما نصت عليه المادة (‪ )18‬من قانون المحاسبة العمومية بقولها‪ :‬يقدم وزير المالية ال‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الثان تقريرا مفصال عن الحالة اإلقتصادية والمالية ر يف‬ ‫ي‬
‫تشين ر‬ ‫التشيعية قبل األول من ر‬ ‫السلطة ر‬
‫مشوع الموازنة‪”.‬‬ ‫الب اعتمدتها الحكومة رف ر‬ ‫ى‬
‫ي‬ ‫البالد وعن المبادئ ي‬
‫أما من جهة النصوص الدستورية فقد نصت المادة (‪ )83‬من الدستور عىل الموعد المحدد‬
‫مشوع قانون الموازنة ال المجلس النيان إذ جاء فيها‪“ :‬كل سنة فر‬ ‫للحكومة من أجل تقديم ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫تشين تقدم الحكومة لمجلس النواب موازنة شاملة نفقات الدولة ودخلها عن‬ ‫بدء عقد ر‬
‫تشين؟‬ ‫فمب يبدأ عقد ر‬ ‫السنة القادمة…” ى‬
‫النيان الذي يجتمع ر يف‬ ‫ي‬ ‫نصت المادة (‪ )32‬من الدستور عىل االجتماعات العادية للمجلس‬
‫عاديي‪ ،‬فالعقد األول‬ ‫ر‬ ‫عاديي ومما ورد فيها‪“ :‬يجتمع المجلس ر يف كل سنة ر يف عقدين‬ ‫ر‬ ‫عقدين‬
‫حب نهاية شهر أيار‬ ‫عش من شهر آذار وتتوال جلساته ى‬ ‫يبتدئ يوم الثالثاء الذي يىل الخامس ر‬
‫ي‬
‫ر‬
‫يىل الخامس عش من شهر تشين األول وتخصص‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الثان يبتدئ يوم الثالثاء الذي ي‬ ‫والعقد ي‬
‫جلساته بالبحث ر يف الموازنة والتصويت عليها قبل كل عمل آخر‪ ،‬وتدوم مدة هذا العقد ال‬
‫تشين‪.‬‬ ‫الثان هو المعروف بعقد ر‬ ‫ر‬
‫آخر السنة”‪ ،‬والعقد ي‬ ‫ً‬
‫النيان يحيله إل لجنة‬ ‫المجلس‬ ‫رئيس‬ ‫إل‬ ‫الموازنة‬ ‫قانون‬ ‫وع‬‫مش‬‫إذا بعد أن تقدم الحكومة ر‬
‫ي‬ ‫ً‬
‫المشوع ويحق لها أن تقبل أو تعدل أو‬ ‫عضوا‪ ،‬فتبحث رف ر‬ ‫المال والموازنة المؤلفة من ‪17‬‬
‫ي‬
‫المشوع‪ ،‬ولكن يمنع عليها أن تزيد يف النفقات‪ ،‬بينما يحق لها أن تنقل اإلعتمادات من‬ ‫ر‬ ‫ترفض ر‬
‫باب إل آخر أو من فصل إل فصل أو من بند إل بند‪ ،‬دون أن يؤدي ذلك إل زيادة ر يف أرقام‬
‫الموازنة العامة‪.‬‬
‫مشوع قانون الموازنة المرسل من‬ ‫بعد انتهاء لجنة المال والموازنة من دراسة ومناقشة ر‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الب أبدتها‪ ،‬وعندما‬ ‫الب أدخلتها واإلقباحات ي‬ ‫الحكومة تضع تقريرا مفصال يتضمن التعديالت ي‬
‫مشوع الموازنة مع تقرير اللجنة يدعو المجلس إل جلسة عامة‬ ‫يتسلم رئيس المجلس ر‬
‫تفصيىل‪ ،‬فتتم مناقشة النفقات‬ ‫ي‬ ‫لمناقشته والتصويت عليه‪ ،‬حيث يناقشه النواب بشكل‬
‫ً‬ ‫ً ً‬
‫والتصويت عىل األرقام بندا بندا وفقا لما تنص عليه المادة ‪ 83‬من الدستور‪ ،‬ثم يتم اإلنتقال‬
‫ال التصويت عىل الواردات ثم إقرار قانون الموازنة الذي يحتاج إل عملية إصداره من قبل‬
‫ونشه ر يف الجريدة الرسمية‪.‬‬ ‫رئيس الجمهورية ر‬
‫النيان من إقرار الموازنة خالل‬ ‫ي‬ ‫ر يف هذا السياق يطرح السؤال حول ماذا لو لم يتمكن المجلس‬
‫تشين؟‬ ‫المعقد المخصص لها‪ ،‬أي عقد ر‬
‫يىل‪”:‬إذا لم يبت‬ ‫من الدستور عىل هذا الموضوع حيث جاء فيها ما ي‬ ‫أجابت المادة ‪86‬‬
‫ر‬ ‫ً‬
‫المجلس النيان نهائيا رف ر‬
‫المعي لدرسه فرئيس‬ ‫مشوع الموازنة قبل اإلنتهاء من العقد‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫إستثنان يستمر لغاية نهاية‬ ‫ي‬ ‫الجمهورية باإلتفاق مع رئيس الحكومة يدعو المجلس فورا لعقد‬
‫ر‬ ‫ً‬
‫انقض العقد اإلستثنان هذا ولم يبت نهائيا ف ر‬ ‫الثان لمتابعة درس الموازنة وإذا ر‬ ‫ر‬
‫مشوع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫كانون ي‬
‫ً‬
‫الموازنة فلمجلس الوزراء ان يتخذ قرارا‪ ،‬يصدر بناء عليه رئيس الجمهورية‪ ،‬مرسوم يجعل‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫بموجبه ر‬
‫المشوع بالشكل الذي تقدم به ال المجلس مرعيا ومعموال به‪ .‬وال يجوز لمجلس‬
‫مشوع الموازنة قد طرح عىل المجلس قبل بداية‬ ‫الوزراء أن يستعمل هذا الحق إال إذا كان ر‬
‫ً‬ ‫عقده بخمسة ر‬
‫عش يوما عىل األقل‪”.‬‬
‫تفيد هذه المادة أن السلطة التنفيذية ال يمكنها أن تضع الموازنة موضع التنفيذ إذا تأخرت‬
‫التشيعية رف إقرارها إال إذا توافرت ر‬
‫الشوط الثالث التالية‪:‬‬ ‫السلطة ر‬
‫ي‬
‫النيان قبل بدء العقد المخصص لدراسة الموازنة‬ ‫مشوع الموازنة للمجلس‬ ‫تقديم الحكومة ر‬
‫ي‬ ‫ً‬
‫تشين‬ ‫يوما عىل األقل‪ ،‬وكما ذكرنا فإن هذا العقد يبدأ يوم الثالثاء الذي يىل ر‬ ‫بخمسة ر‬
‫عش‬
‫ي‬
‫األول‪.‬‬
‫ر‬
‫الثان لمتابعة درس الموازنة‪.‬‬ ‫ر‬
‫إستثنان يف شهر كانون ي‬
‫ي‬ ‫النيان بعقد‬
‫ي‬ ‫إنعقاد المجلس‬
‫اإلستثنان بدون إقرار الموازنة‪.‬‬
‫ي‬ ‫إنقضاء هذا العقد‬
‫يعىط للحكومة اإلذن بالجباية واإلنفاق خالل سنة كاملة‪ ،‬أي ان هذه‬ ‫ي‬ ‫إن قانون الموازنة‬
‫تجب الواردات بدون هذا‬ ‫تنته بانتهاء السنة‪ ،‬وال يحق للحكومة أن تنفق أو ي‬ ‫ي‬ ‫اإلجازة سنوية‬
‫ر‬
‫المشع إل حالة عدم تمكن المجلس من إقرار الموازنة يف المهلة المحددة‬ ‫اإلذن‪ ،‬ولذلك تنبه ر‬
‫الثان‪ ،‬ويكون اإلنفاق ر يف هذا‬
‫ر‬
‫لها بأن أعىط المجلس مهلة إضافية شهر واحد هو كانون ً ي‬
‫عشية‪ ،‬هذه‬ ‫اإلثب ر‬‫الشهر(طالما بدأنا رف السنة الجديدة من دون موازنة) وفقا لقاعدة ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫الب رصدت يف الموازنة السابقة) إل‬ ‫ى‬ ‫تعب بأن يتم قسمة (اإلعتمادات النهائية‬‫ر‬ ‫ى‬
‫ًي‬ ‫الب ي‬ ‫القاعدة ً ي‬
‫‪ 12‬جزءا وتكون قيمة الجزء هو الحد األعىل للنفاق شهريا‪.‬‬
‫لكن المادة ‪ 86‬من الدستور واضحة لهذه الناحية حيث حضت اإلنفاق عىل أساس القاعدة‬
‫الثان)‪ ،‬إال أن العرف المتبع ر يف لبنان‬‫ر‬
‫اإلستثنان فقط(أي شهر كانون ي‬ ‫ي‬ ‫عشية بالعقد‬ ‫اإلثب ر‬
‫ي‬
‫ر‬
‫عشية لعدة أشهر بعد كانون ر‬
‫الثان‪.‬‬ ‫اإلثب ر‬ ‫إستقر عىل اإلستمرار باإلنفاق عىل أساس القاعدة ر‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫ر يف دراسة األساس والمهل‬


‫القواني المرعية اإلجراء‪ ،‬يتم إقرار قطع الحساب بقانون صادر عن مجلس النواب‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ووفق‬
‫الب يمارسها مجلس النواب عىل الحكومة‪ ،‬وبسبب‬ ‫ى‬
‫وهو يشكل الرقابة المالية األساسية ي‬
‫صعوبة وتقنية قطع الحساب يتعذر عىل المجلس تدقيقه ووضع مالحظات ونقاشات عليه‪.‬‬
‫األساس بمساعدة مجلس النواب ر يف الرقابة‬
‫ي‬ ‫لذلك أنشأت األجهزة العليا للرقابة‪ ،‬وربط دورها‬
‫يىل‪:‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫عىل الحكومة‪ ،‬وهذا ما حصل يف لبنان حيث ورد يف المادة ‪ ٨٧‬من الدستور ما ي‬
‫إن حسابات اإلدارة المالية النهائية لكل سنة يجب أن تعرض عىل المجلس ليوافق عليها قبل‬
‫تىل تلك السنة‪ .‬وسيوضع قانون خاص لتشكيل ديوان‬ ‫ى‬ ‫ر‬
‫الب ي‬
‫نش موازنة السنة الثانية ي‬
‫المحاسبات‪.‬‬
‫ال يقتض دور األجهزة العليا للرقابة ( ديوان المحاسبة ر يف لبنان عىل معاونة مجلس النواب بل‬
‫يتجاوز ذلك ال أنواع كثبة من الرقابة‪ ،‬ويجب عىل هذه األجهزة أن تنسج عالقات جيدة مع‬
‫ً‬
‫السلطة التنفيذية أيضا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫إن ما تقدم ال ر‬
‫يعب إلحاق جهاز الرقابة رئاسيا وتسلسليا بمجلس النواب أو تأثره بالقرارات‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يقتض دوما إبقاء هذا الجهاز مستقال ‪ ،‬ومحافظا عىل طابع الحيادية ر يف عمله‪،‬‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫لتنفيذية ‪ ،‬بل‬
‫ر‬ ‫ً‬
‫السياس‪.‬‬
‫ي‬ ‫التحب‬ ‫عن‬ ‫البعد‬ ‫كل‬ ‫ومبتعدا‬

‫إن هذا الربط ر‬


‫بي الديوان ومجلس النواب يظهر مدى تأثر الرقابة الجيدة بالعالقة السائدة‬
‫ر‬
‫المؤسستي من جهة‪ ،‬وبمدى توفر اإلمكانيات وآليات العمل المتاحة للديوان الممارسة‬ ‫ب ر‬
‫ي‬
‫ه الحال ر يف الكثب من البلدان بيانا حكوميا غب مدقق‬ ‫ى‬
‫مهامه وإال يبق قطع الحساب كما ي‬
‫لدى الديوان والمجلس‪.‬‬

‫لناحية العالقة قد يضع الديوان تقارير ومالحظات حول البيانات المالية أو حول قطاعات‬
‫معينة‪ ،‬ولكنها ى‬
‫تبق من دون قيمة أو أثر إذا لم يتبناها المجلس ويعطيها المدى التنفيذي‪:‬‬
‫ر‬
‫معي من ثم العودة لمحاسبتها بعد ذلك‪.‬‬ ‫مناقشتها والزام الحكومة بها لتنفيذها خالل وقت‬

‫ر‬
‫والبشية للديوان باإلضافة ال الوقت الالزم‬ ‫ر‬
‫يقتض توفر االمكانيات المالية‬ ‫لناحية اإلمكانيات‬
‫ي‬
‫ويقتض أن تكون اإلمكانيات غب واقعة تحت‬‫ر‬ ‫إلتمام التدقيق وارسال التقارير إل المجلس‪،‬‬
‫ي‬
‫إمرة أو تضف جهة يراقبها الديوان‪.‬‬
‫يىل‪ :‬ترسل‬ ‫ر‬
‫الزمب لعمل ديوان المحاسبة نجد ما ي‬
‫ي‬ ‫اذا أهملنا كافة الجوانب وتناولنا اإلطار‬
‫حسابات مهمة محتسب المالية والجمارك المر ر‬
‫كزيي إل ديوان المحاسبة قبل ‪ ۳۱‬تموز (‪)۷‬‬ ‫ي‬
‫من السنة التالية لسنة الحساب‪.‬‬
‫يودع مدير المحاسبة ديوان المحاسبة حساب المهمة العام قبل أول أيلول (‪)۹‬‬
‫تنظم مديرية المحاسبة العامة الحساب اإلداري العام وقطع حساب الموازنة وترسلهما إل‬
‫ديوان المحاسبة قبل ‪ ١٥‬أب (‪ )۸‬من السنة التالية لسنة الحساب‪.‬‬
‫وه‬ ‫ر‬ ‫ى‬
‫أمام الديوان مهلة حب ‪ ١٥‬تشين األول ( ‪ ) ۱۰‬فقط إليداع تقاريره مجلس النواب‪ ،‬ي‬
‫المهلة الدستورية المحددة للحكومة إليداع الموازنة مجلس النواب والمعب عنها بداية‬
‫عقد ر‬
‫تشين األول‪.‬‬
‫ان أول ما يتضح مما سبق هو قض المهلة المعطاة للديوان ولمجلس النواب لدرس قطع‬
‫الحساب مع العلم بان إقراره متوجب قبل ر‬
‫نش موازنة السنة التالية‪ .‬وان هذا الواقع يرتب‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫الب قد يبديها ديوان المحاسبة عليه‪.‬‬ ‫إقرارا شكليا لهذا البيان مع االحتفاظ بالمالحظات ي‬
‫ان المهلة الكافية لدرس الموازنة والبيانات المالية تعتب من األسس المهمة إلجراء رقابة فعالة‬
‫ومجدية عىل عمليات الموازنة‪ ،‬وتؤدي ال الشفافية المطلوبة ر يف المالية العامة‪ .‬وهذا ما‬
‫تؤكده معايب منظمة التعاون اإلقتصادي والتنمية الرقابة )‪ ،(OECD‬وهو ما يتكرر ر يف ادلة‬
‫وف إعالنات اإلنتوساي‪ ،‬إذ ان اعالنات اإلنتوساي‬ ‫ر‬
‫الرقابة المالية مثل دليل الرقابة البلمانية ي‬
‫ه مقررات تصدر عن إجتماعات الهيئات العليا للرقابة المالية ر يف العالم‪.‬‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ر يف هذا اإلطار نذكر ان بلدانا كثبة اعتمدت مهال قريبة من تلك المطبقة ر يف لبنان‪ ،‬بينما‬
‫ُ َّ‬ ‫ً‬
‫اعتمدت دول أخرى مهال أخرى مثل مض حيث تقدم الموازنة ال مجلس الشعب قبل بداية‬
‫الختام خالل ستة أشهر من نهاية السنة‪ ،‬ويقدم الجهاز‬ ‫ي‬ ‫السنة بثالثة أشهر‪ ،‬ويقدم الحساب‬
‫المركزي للحسابات تقريره عن الحسابات المقدمة إليه خالل شهرين من ورودها إليه‪.‬‬

‫جديا رف الرقابة عىل الموازنة‪،‬فال ى‬ ‫ً‬


‫غالبا ما ال يكون ً‬
‫يفبض بمجلس‬ ‫ي‬ ‫نذكر ان مجلس النواب‬
‫لك يراقب تنفيذ اإلدارات العامة للموازنة‪ ،‬بل إن مراقبته‬
‫النواب انتظار انتهاء السنة المالية ي‬
‫يفبض أن تكون دائمة‪ ،‬فله أن يتدخل من خالل طرح الثقة بالوزير أو بالحكومة‪،‬‬ ‫لهذا التنفيذ ى‬
‫ر‬
‫قواني ذات أعباء مالية‬ ‫قواني القروض أو سلف الخزينة أو ما شابه من‬‫ر‬ ‫أو يمتنع عن إقرار‬
‫ضخمة دون التحقق من جدواها ووضع الضوابط ألصول االنفاق‪ .‬نذكر أن أحد النواب رصح‬
‫التشيعية (من العام ‪ )2019‬أنه عند الوصول إل بند اإلجازة للحكومة‬ ‫بعد إحدى الجلسات ر‬
‫الصح ر يف‬
‫ي‬ ‫للحصول عىل قرض بقيمة ‪ 150‬مليون دوالر لتنفيذ أعمال صيانة شبكة الضف‬
‫ر‬
‫اعبض النائب بأن الشبكة ال تحتاج إل صيانة وال مبر لهذا القرض يف ظل‬ ‫المي‪ ،‬وقد ى‬
‫قضاء ى ر‬
‫حضت الجلسة ألجل إقرار هذا القرض‪ ،‬فإذا‬ ‫األزمة المالية‪ ،‬فكان جواب رئيس الحكومة “أنا ر‬
‫لم يقر سأغادر الجلسة‪ ،‬وبالفعل وافق مجلس النواب عىل منح قرض ال وجوب له‪.‬‬
‫إن المحافظة عىل المال العام أصبح ررصوريا لتنفيذ الموازنة عىل الوجه األكمل‪ ،‬فالرقابة‬
‫أصبحت ركنا أساسيا من أركان اإلدارة ر يف الدولة الحديثة‪ ،‬و قد وجدت الرقابة لضبط مالية‬
‫ر‬
‫بالقواني و األنظمة‪ ،‬و مراقبة‬ ‫الدولة و التقليل من التجاوزات‪ ،‬و الكشف عن مدى التقيد‬
‫مدى االقتصاد ر يف النفقات‪ ،‬و مدى فعالية األجهزة الخاضعة للرقابة‪ ،‬و من أهداف الرقابة‬
‫يىل‪ - :‬التحقق من دقة التقارير المالية و من أنها تمثل واقع الوحدة الحكومية‬
‫المالية ما ي‬
‫بصورة تامة؛ ‪-‬تطوير اإلدارة المالية الحكومية؛ ‪-‬التحقق من االستخدام الفعال و المناسب‬
‫لألموال العامة الخاصة بالوحدات الحكومية؛ ‪ -‬الوقوف عىل مبرات و أسبا الممارسات غب‬
‫االقتصادية و معوقات تحقيق الهداف؛ ‪-‬توجيه الموارد العامة إل أوجه اإلنفاق المختلفة‬
‫بالشكل الذي يحقق الخطة العامة للدولة‪ .‬كما تسع الرقابة المالية إل تحقيق األهداف‬
‫التالية‪ :‬التأكد من أن النفقات العامة كافة قدمت وفقا لما هو مقرر لها؛ التحقق من أن جميع‬
‫ر‬
‫للقواني و اللوائح و األنظمة‬ ‫اإليرادات العامة ر يف الدولة قد حصلت و أدخلت ر يف ذمتها وفقا‬
‫المعمول بها؛ الكشف عن أية أخطاء أو انحرافات أو مخالفات تحدث من األجهزة الحكومية‬
‫و تحليلها و دراسة أسبابها‪ ،‬و توجيه تلك األجهزة إل الحلول المناسبة لعالجها و تصحيحها و‬
‫تجنب تكرارها؛ زيادة قدرة و فعالية األجهزة الحكومية عىل تحقيق األهداف العامة للدولة‬
‫بأعىل درجة من الكفاءة و االقتصاد؛ العمل عىل ترشيد اإلنفاق العام و توجيه األجهزة‬
‫لتحسي و تطوير إجراءات األعمال المالية؛ صمات حسن‬ ‫ر‬ ‫الحكومية إل أفضل السبل‬
‫ر‬
‫والروتي‬ ‫استخدام األموال واالقتصاد ر يف اإلنفاق‪ ،‬من دون عرقلة التنفيذ وذلك بمنع التشدد‬
‫المال واإلداري‪.‬‬
‫ي‬ ‫غب المبر ر يف اإلجراءات‪ ،‬وبشكل يضمن مكافحة الفساد‬
‫و عىل العموم فإن أهداف الرقابة المالية تنحض ر يف الحفاظ عىل المال العام والتحقق من أن‬
‫أعىط لها من‬ ‫للبخيص و االعتماد الذي‬ ‫السلطة التنفيذية قامت بتنفيذ الموازنة العامة وفقا ى‬
‫ي‬
‫قبل السلطة ر‬
‫التشيعية‪.‬‬
‫الب أجرته ‪ International Budget Organization‬قد وفر البلمان‬ ‫ى‬
‫وبالعودة ال المسح ي‬
‫ر يف لبنان رقابة ضعيفة خالل مرحلة التخطيط للموازنة ورقابة ضعيفة أثناء مرحلة التنفيذ‪،‬‬
‫ر‬
‫ولتحسي الرقابة يجب وضع اإلجراءات التالية كأولويات‪:‬‬
‫يتعي عىل البلمان مناقشة سياسة الموازنة قبل وضع ى‬
‫مقبح الموازنة للسلطة التنفيذية‬ ‫ر‬
‫واعتماد التوصيات الخاصة بالموازنة القادمة‪.‬‬
‫عي قبل شهرين عىل األقل قبل‬ ‫يتعي تقديم ى‬
‫مقبح الموازنة للسلطة التنفيذية إل ر‬
‫المش ر‬ ‫ر‬ ‫كما‬
‫بداية عام الموازنة‪.‬‬
‫مقبح الموازنة للسلطة التنفيذية ر‬
‫ونش التقارير‬ ‫التشيعية فحص ى‬‫يتعي عىل اللجان ر‬
‫ر‬ ‫كذلك‬
‫يتعي رلمان اعتماد ى‬
‫مقبح الموازنة للسلطة التنفيذية قبل بداية عام‬ ‫ر‬ ‫وتحليلها عىل ى‬
‫اإلنبنت‪،‬‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الموازنة‪ ،‬يتعي اللجان التشيعية فحص تنفيذ الموازنة السنوية ونش التقارير ونتائجها عىل‬
‫ى‬
‫اإلنبنت‪.‬‬
‫خالل الممارسة‪ ،‬التأكد من استشارة البلمان قبل أن تقوم السلطة التنفيذية بنقل التمويالت‬
‫بي الوحدات اإلدارية المحددة ر يف الموازنة المقررة أثناء سنة الموازنة أو إنفاق إي إيرادات غب‬ ‫ر‬
‫متوقعة أو تقليل النفقات نظرا لعجز ر يف اإليرادات‪.‬‬
‫اإلنبنت‪.‬‬‫ونش التقرير ونتائجه عىل ى‬‫التشيعية فحص تقرير التدقيق ر‬ ‫يتعي عىل اللجنة ر‬‫ر‬
‫ي‬
‫وتحسي الرقابة عىل التدقيق من قبل ديوان المحاسبة ر يف لبنان‪،‬‬‫ر‬ ‫من أجل تعزيز االستقالل‬
‫يوىص باتخاذ اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫الكاف ألداء مهامه‪ ،‬عىل النحو الذي تحدده‬ ‫ضمان أن يكون لدى جهاز الرقابة العليا التمويل ر‬
‫ي‬
‫أي جهة مستقلة (عىل سبيل المثال‪ ،‬السلطة ر‬
‫التشيعية أو القضائية)‪. .‬‬
‫و ضمان مراجعة عمليات التدقيق من قبل وكالة مستقلة‪.‬‬
‫لقد تناولنا ر يف هذه الدراسة دور مجلس النواب ر يف الرقابة عىل الموازنة من خالل دراسة أهمية‬
‫الرقابة‬
‫الب توصلت إليها هذه‬ ‫رف ختام هذه الدراسة نود أن نذكر أهم االستنتاجات والتوصيات ى‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ى‬
‫كاآلن‪:‬‬ ‫وه‬
‫ي‬ ‫الدراسة‪ ،‬ي‬
‫الب تأخذ بالنظام النيان الب ر‬ ‫عادة رف النظم الدستورية للدول ى‬ ‫ً‬
‫لمان‪ ،‬ذلك أن هذا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تظهر الرقابة‬
‫التشيعية والتنفيذية‬ ‫بي السلطات الثالث المعروفة وه ر‬ ‫النظام قائم عىل مبدأ الفصل ر‬
‫ً ً‬ ‫ي‬
‫بي سلطات الحكم‪،‬‬ ‫تاما ر‬ ‫يعب إقامة سياج مادي يفصل فصال‬ ‫والقضائية‪ ،‬لكن هذا الفصل ال ر‬
‫ًّ‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫مقتض مبدأ‬ ‫مباشة كل منها لوظيفتها بحجة المساس باألخرى‪ ،‬ومن ثم فإن‬ ‫ويحول من دون ر‬
‫بي السلطات الثالث تعاون‪ ،‬وأن يكون لكل منها رقابة عىل‬ ‫بي السلطات أن يكون ر‬ ‫الفصل ر‬
‫ً‬
‫األخرى ر يف نطاق اختصاصاتها‪ ،‬بحيث يكون نظام الحكم قائما عىل أساس أن السلطة تحد‬
‫ً‬
‫السلطة‪ .‬ومع هذا يجب أن نسلم بحقيقة أن موضوع الرقابة ليس حكرا عىل نظام الحكم‬
‫لمان‪ ،‬إال أن هذا ال ر‬ ‫وإن كانت تتبدى بشكل أوضح رف النظام الب ر‬ ‫ْ‬
‫يعب عدم وجود‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫فه‬
‫بعينه‪ ،‬ي‬
‫ر‬
‫أية مظاهر لهذه الرقابة يف نظام الحكم األخرى‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تتسم أهداف الرقابة البلمانية أحيانا بالتكامل وأحيانا أخرى بالتضارب‪ ،‬ويرجع ذلك إل تعدد‬
‫وف هذا الشأن نشب إل أن رغبة‬ ‫القائمتي بالرقابة وتباين أهدافهم وانتماءاتهم السياسية‪ ،‬ر‬
‫ر‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫ه أهداف تسب جنبا إل‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫أعضاء البلمان يف إعمال الدستور وتنقية القواني لمسايرة التطور‪ ،‬ي‬
‫جنب مع هدف مراقبة اإلنفاق‪ ،‬كما أن تأثب أهداف الرقابة البلمانية عىل السلطة التنفيذية‪،‬‬
‫تختلف حسب شدة هذا الهدف وطموحات القائم به‪ ،‬فالرغبة ر يف مجرد االستعالم عن أمر‬
‫ر‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫بهدف إسقاط الحكومة أو محاسبة اإلنفاق‪.‬‬ ‫ي‬ ‫مقارنة‬ ‫متواضعا‬ ‫هدفا‬ ‫محدد‪ ،‬يعد‬
‫التشيعية والتنفيذية ر يف األنظمة البلمانية أن تقف‬
‫السلطتي ر‬
‫ر‬ ‫ليس المقصود من الرقابة ر‬
‫بي‬
‫السلطتي أمام األخرى موقف الخصومة‪ ،‬بل أن الهدف منها هو تحقيق‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫هاتي‬ ‫كل من‬
‫التعاون والتوازن بينهما بما يكفل تطبيق السليم لقواعد القانون الدستوري‪.‬‬
‫ى‬
‫الب تنتج عن‬
‫تعد الرقابة البلمانية وسيلة تكشف عن المخالفات الدستورية والقانونية ي‬
‫ممارسة الحكومة ألعمالها‪ ،‬عن طريق األدوات الرقابية المقررة للبلمان‬
‫َّ‬
‫إن الرقابة ى‬
‫الب يمارسها مجلس النواب عىل أعمال السلطة التنفيذية تستند إل أساس أن‬ ‫ي‬
‫ى‬
‫الب يريد أن يتم تحقيقها عن‬
‫مجلس النواب يمثل إرادة الشعب ويعب عن طموحاته وآماله ي‬
‫طريق نوابه الذين أنتخبهم بإرادته الحرة‪ ،‬فطالما كان الشعب هو مصدر السلطات فإن‬
‫البلمان هو النائب عن الشعب ر يف هذه المهمة‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫‪https://internationalbudget.org/sites/default/files/country-surveys-‬‬
‫‪pdfs/2021/open-budget-survey-lebanon-2021-ar.pdf‬‬
‫دور اللجنة المالية ر يف الرقابة عىل الموازنة العامة)‪(almerja.com‬‬
‫)‪Sawt-AlJamiaa-14-AR.pdf (iul.edu.lb‬‬
‫ر‬
‫ياسي – وزارة اإلعالم‬ ‫كيفية إقرار الموازنة العامة رف لبنان‪ ..‬دراسة قانونية للدكتور ر‬
‫خض‬ ‫ي‬
‫اللبنانية)‪(ministryinfo.gov.lb‬‬
‫مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا ‪ ISSN 1112-6132‬المجلد ‪ / 16‬العدد ‪ 24‬السنة‪، 2020 :‬‬
‫ص ‪107 116 - 101‬‬
‫دور ديوان المحاسبة ر يف مراقبة تنفيذ الموازنة ر يف دولة اإلمارات العربية المتحدة (دراسة‬
‫النقب‪.‬‬
‫ي‬ ‫مقارنة) يوسف عبدهللا سعيد‬
‫الضوابط الدستورية و القانونية للرقابة عىل تنفيذ الموازنة العامة للدولة من باب اإليرادات‪،‬‬
‫الدليم‪.‬‬
‫ي‬ ‫إعداد‪ :‬جمال فالح ي‬
‫عىل‬

You might also like