Professional Documents
Culture Documents
تصميم
مZن جانZب أخZر ،و اسZتنادا لمبدأ اسZتمرارية المرافZق العموميZة حددت الفقرتان 3و 4مZن الفصZل 75ضوابZط التدبيZر المالي
العمومي في حالة عدم التصويت على مشروع قانون المالية قبل نهاية السنة المالية ،سواء تعلق األمر بالمداخيل أو بالنفقات.
إلZى جانZب الوظيفZة التZي يضطلZع بهZا الZبرلمان علZى مسZتوى مناقشZة و التصZويت علZى قانون الماليZة ،نZص الفصZل 76علZى أجل
تقديم قانون التصفية و حدد مضمونه في حصيلة ميزانيات التسيير التي انتهت مدة تنفيذها.
و جديZر بالذكZر ،أZن تنفيZذ قوانيZن الماليZة يخضZع لمراقبZة المجلZس األعلZى للحسZابات الذي يتولZى مراقبZة سZالمة العمليات المتعلقة
مداخيZل و مصZاريف األجهزة الخاضعZة لمراقبZة بمقتضZى القانون و يقيZم كيفيZة تدبيرهZا لشؤونهZا و يتخZذ عند االقتضاء عقوبات
عن كل إخالل بالقواعد السارية عليها.
المرتكزات الدستورية للتدبير الجيد للمالية العمومية
األسس الدستورية للحكامة المالية
المقتضيات الدسZتورية للحكامZة الماليZة الجيدة علZى المسZتوى المحلZي يجسدها
الفصل 141الذي منح الجماعات الترابية و في مقدمتها الجهات ،موارد مالية
ذاتية و أخرى مرصودة من قبل الدولة.
بهذا التكريZس الدسZتوري للموارد الذاتيZة للجهات و الجماعات الترابية و كذا
لمواردهZا المرصZودة مZن قبZل الدولZة ،يمكZن القول بأZن هذه األخيرة قZد أصبحت
تتوفZر علZى ضمانZة دسZتورية قويZة تمكنهZا مZن االسZتفادة مZن مواردهZا الخاصة و
من استشراف أفاق واضحة لترشيد استعمالها.
كمZا أZن نقZل الدولZة أZي اختصZاص لهذه الجهات و الجماعات الترابية يكون
مقترنا بالموارد المالية الالزمة لتمويله.
من جانبه نص الفصل 142على إحداث صندوق للتأهيل االجتماعي لسد العجز
في مجاالت التنمية البشرية و البنيات التحتية (الفصل .)143
و لعZل مZن المقتضيات الدسZتورية المهمZة للحكامZة الماليZة الترابيZة مZا نZص عليZه الفصZل 146من
الدستور الذي حرص على تضمين القانون التنظيمي للجماعات الترابية مقتضيات تهم :
النظام المالي للجهات و الجماعات الترابية األخرى،
مصدر الموارد المالية للجهات و الجماعات الترابية األخرى،
موارد و كيفيات تسZيير كZل مZن صZندوق التأهيZل االجتماعZي و صZندوق التضامZن بين الجهات
المنصوص عليها في الفصل ،142
قواعد الحكامة المتعلقة بحسن تطبيق مبدأ التدبير الحر،
مراقبة الصناديق و البرامج و تقسيم األعمال و إجراءات المحاسبة.
و فZي هذا المقام ،ال بZد مZن التذكيZر بمضمون الفصZل 149مZن الدسZتور و الذي أسZند للمجالس
الجهويZة للحسZابات مسZؤولية مراقبZة حسZابات الجهات و الجماعات الترابيZة األخرى و هيئاتها و
كيفية قيامها بتدبير شؤونها.
تكريس مبادئ الشفافية و المسؤولية
و المحاسبة في تدبير المال العام
إذا كانZت المبادئ و القواعZد الدسZتورية المرتبطZة بتدبيZر الماليZة العموميZة قد
تطورت و تبلورت مZع تطور التجربZة الدسZتورية المغربيZة ،فان مZا يميZز دستور
، 2011هو تكريسه لقيم الشفافية و المسؤولية و المحاسبة فZي تدبير المال العام.
هكذا ،حدد الفصZل 154مZن الدسZتور المبادئ األسZاسية للحكامZة المالية الجيدة
فZي معاييZر الجودة ،الشفافيZة ،المحاسZبة و المسZؤولية .كمZا ألزم الفصل 155
أعوان المرافق العمومية باحترام القانون الحياة ،الشفافية النزاهة و المسؤولية.
لقZد أصZبحت المرافZق العموميZة ملزمZة بتقديZم الحسZاب عZن تدبيرها لألموال
العمومية كما أصبحت تخضع للمراقبة و التقييم الفصل (الفصل .) 156
من جانبه ،ألزم الفصل 158كل ممارس للمسؤولية العمومية بالتصريح الكتابي بالممتلكات و األصول التي في حيازته،
بصZفة مباشرة أZو غيZر مباشرة ،بمجرد تسZلمه لمهامZه و خالل ممارسZتها و عنZد انتهائهZا ،و أناط بالمجلZس األعلى
للحسابات مهمة مراقبة هذه العملية الفصل (.)147
و إذا كان دسZتور 2011قZد أسZس مجموعZة مZن الهيئات المسZتقلة للضبZط و الحكامZة الجيدة مZن أجZل حماية الحقوق و
الحريات التنميZة البشريZة المستدامة و الديمقراطيZة التشاركيZة ،فانZه علZى مستوى الحكامZة الماليZة دعZم في فصZله 36الهيأة
الوطنية للنزاهZة و الوقاية مZن الرشوة و محاربتهZا ،مؤكدا في الفصZل 167على دورهZا في التنسيق و اإلشراف و ضمان
تتبZع سZياسة محاربZة الفسZاد و المسZاهمة فZي تخليZق الحياة العامZة و ترسZيخ مبادئ الحكامZة الجيدة و ثقافZة المرفق العام و
قيم المواطنة المسؤولة.
وال شZك أZن تفعيZل مجموع هذه المقتضيات المرتبطZة بالشفافيZة المسZؤولية و المحاسZبة فZي تدبيZر المال العام رهين بالدور
المحوري الذي بات يضطلع به المجلس األعلى للحسابات ،باعتباره الهيأة العليا الموكول إليها مراقبة المالية العمومية.
فإلZى جانZب وظيفتZه فZي مراقبZة تنفيZذ قوانيZن الماليZة ،أصZبح المجلZس األعلZى للحسZابات " :يمارس ...مهمة تدعيZم و حماية
مبادئ و قيم الحكامة و الشفافية و المحاسبة بالنسبة للدولة و األجهزة العمومية" (الفصل .)147
المستجدات الدستورية لمواكبة قانون المالية
يسZتمد قانون الماليZة قواعده مZن مصZادر متعددة و مختلفZة يأتZي الدسZتور فZي قمة
هرمهZا حيZث يتعيZن أZن تطابZق كZل قواعZد الماليZة أحكامZه تحZت طائلZة الدفع بعدم
دسZتوريتها و يحتZل القانون التنظيمZي المتعلZق بقانون الماليZة بعZد ذلZك مكانZة تأتي
مباشرة بعZد الدسZتور حيZث يضZع مختلZف القواعZد التZي تعنZى بتنظيZم سZير العمل
المالZي للدولZة و إلZى جانZب هذه المصZادر األسZاسية نجZد عدد مZن القوانين و
المراسيم التي تساهم بشكل مهم في تشكيل قواعد قانون المالية.
تطورات إعداد مشروع قانون المالية و مواكبته للمستجدات الدستورية
تتولZى الحكومZة فZي أغلZب األنظمZة الماليZة مسZؤولية إعداد مشروع قانون المالية
و ذلك نظرا للطابع التقني و الحسابي للقانون المالي ،و باعتباره األداة األساسية
لتطبيق البرنامج الحكومي.
فإذا كانZت الحكومZة تحتكZر صZالحية إعداد مشاريZع قوانيZن المالية دون الرجوع
إلى السلطة التشريعية ،فان القانون التنظيمي للمالية الجديد رقZم 130.13يؤسس
لمرحلZة تشاوريZه جديدة بيZن الحكومZة و الZبرلمان ،إضافZة إلZى وضZع مقاربة
برمجية متعددة السنوات يتم االستناد عليها في التحضير لمشروع قانون المالية.
تعزيز الدور التشاوري للبرلمان
مسZايرة للتحوالت التZي عرفتهZا األنظمZة الماليZة الحديثZة ،و تنزيال للمقتضيات الدستورية
المتقدمZة التZي تجاوزت المقاربZة التقليدية إلعداد قوانين الماليZة اتجZه المشرع المالZي نحو
محاولZة توفيZر آليZة تشريعيZة توفZق بيZن المحافظZة علZى االختصZاص التقليدي للحكومZة في
مجال إعداد مشاريZع قوانيZن الماليZة ،و إيجاد صZيغة تشريعيZة تكفZل مشاركZة المؤسسة
البرلمانية في هذه المرحلة المهمة من مسلسل القانون المالي.
نZص الفصZل 77مZن دسZتور 2011علZى أنZه يجZب أZن تكون المس0ؤولية م0شترك0ة بين
الحكوم0ة و ا ل0برلم0ان فZي الحفاظ علZى توازن مالي0ة الدول0ة ،و تبعZا لذلZك نصت المادة 47
مZن القانون التنظيمZي الجديZد غلZى إضافZة مرحلZة جديدة إلZى مسZطرة األعداد الهدف منها
اطالع البرلمان و إعالمه بالسياق العام و المعطيات المؤطرة لمرحلة األعداد.
حيZث يعرض الوزيZر المكلZف بالماليZة علZى اللجنتيZن المكلفتيZن بالماليZة بالZبرلمان قبل 31
يوليوز مZن كZل سZنة اإلطار العام إلعداد م0شروع قانون المالي0ة للس0نة الموالي0ة ،كما
يتضمن هذا العرض :
تطور الوضعية االقتصادية،
تقدم تنفيذ قانون المالية للسنة الجارية إلى حدود 30يونيو،
المعطيات المتعلقة بالسياسة االقتصادي و المالية،
البرمجة الميزاناتية اإلجمالية للدولة لثالث سنوات.
يكون هذا العرض موضوع مناقشة دون إخضاعه للتصويت ،و يمكن إجمال الدالالت
و الغايات المرجوة من هذا المقتضى المستجد في :
إشراك البرلمان في مرحلة إعداد القانون المالي،
تدعيم أدوار وأشغال لجنتي المالية بالبرلمان،
استشراف مالمح السياسة المالية و الجبائية المعتمدة من قبل الحكومة
البرمجة الميزاناتية لثالث سنوات
نصZت المادة 5مZن القانون التنظيمZي رقZم 130.13علZى أنZه " يتZم إعداد قانون الماليZة للسنة
استنادا إلى برمجة ميزاناتيZة لثالث سنوات و تحين هذه البرمجة كل سنة لمالءمتها مع تطور
الظرفية المالية و االقتصادية و االجتماعية للبالد".
و حيZث يوجZه رئيZس الحكومZة كZل سZنة و فZي أجZل أقصZاه 15مارس ،منشور الZى األمرين
بالصZرف إلعداد مقترحاتهZم المتعلقZة بالبرمجZة الميزاناتيZة لثالث سZنوات مدعومة بأهداف و
مؤشرات نجاعة األداء ،و يمكن تحديد أهداف و الفلسفة العامة من البرمجة في النقاط التالية :
توضيح الرؤية اإلستراتيجية للحكومة على المدى المتوسط،
تحديZد أولويات السZياسة العموميZة و السZهر علZى انسZجامها و لهّZا الغرض نZص الفصل 101
مZن دسZتور 2011علZى ضرورة انعقاد جلسZة برلمانيZة كZل سZنة تكون مخصZصة لتقييم
السياسات العمومية،
تحسين ظروف إعداد قانون المالية.
كمZا تتوخZى المقاربZة الجديدة تعزيZز نجاعZة أداء التدبيZر العمومZي المرتكZز علZى النتائج المحددة
في البرامج ،و ذلك باالنتقال من الحكامة عبر مساطر الى حكامة قائمة على األهداف.
مستجدات الترخيص البرلماني
تدخZل عمليZة المصZادقة علZى مشروع قانون الماليZة فZي دائرة اختصZاص السلطة
التشريعيZة ،و هZي مرحلZة تشريعيZة مZن خاللهZا يرخZص الZبرلمان للحكومة
بصرف النفقات العامة و جباية اإليرادات العامة.
و تماشيZا مZع روح الدسZتور كرس القانون التنظيمZي للماليZة بنود جديدة تتوخى
تقويZة دور الZبرلمان فZي المناقشZة ،كمZا تZم تعديZل الجدولZة الزمنيZة لمسطرة
الترخيص البرلماني .
اغناء و تنويع المعطيات المالية المقدمة للبرلمان
نZص الفصZل 75مZن الدسZتور علZى أنZه يصZدر قانون الماليZة مZن قبZل الZبرلمان طبZق الشروط المحددة فZي قانون تنظيمي ،و
يحدد هذا القانون التنظيمي طبيعة المعلومات و الوثائق المرفقة بمشروع قانون المالية لتعزيز المناقشة البرلمانية.
و بالرجوع إلZى القانون التنظيمZي للماليZة رقZم 130.13باعتباره امتداد للمقتضيات الدسZتورية ،نجده يحدد فZي المادة 48منه
الئحZة الوثائZق المرفقZة بمشروع قانون الماليZة التZي يبلZغ عددهZا 13معلومZة ماليZة ،كآليZة أسZاسية لتعزيZز السZلطة المالية
للZبرلمان و تعميZق شفافيZة الماليZة العموميZة و مZن بيZن هذه الوثائZق لتقريZر االقتصZادي و المالZي ،تقريZر حول المؤسسات و
المقاوالت العمومية ،تقرير حول المقاصة...
كمZا تقدم للجان البرلمانيZة المكلفZة بدراسZة الميزانيات القطاعيZة ،وثائZق أخرى منهZا مشاريZع نجاعZة األداء و البرمجZة الثالثية
السنوات لهذه القطاعات الوزارية.
فالمعلومات المالية المتمثلة في الوثائق المرفقة بمشروع قانون المالية ،تحمل في جوهرها عدة دالالت و غايات تتجلى في :
تبسيط مشروع قانون المالية لتعزيز المناقشة المالية،
الحد من احتكار المعلومة المالية من قبل الحكومة،
دعم دور البرلمان في المناقشة و التصويت و الرقابة،
تطوير األداء التشريعي و الدفع من العمل البرلماني.
كمZا أنZه يكمZن اعتبار التقاريZر وسZيلة مسZاعدة علZى قياس مدى شفافيZة خطاب الحكومZة ،و كذا صZدقية الحسابات و األرقام و
الوضع المالي و االقتصادي Zللدولة.
تعديل الجدولة الزمنية لمسطرة الترخيص
طبقZا لمZا جاء فZي الفقرة الثانيZة مZن الفصZل 75مZن الدسZتور الجديZد لسنة 2011مباشرة
بعد إيداع مشروع قانون المالية باألسبقية بمكتب مجلس النواب في 20أكتوبر على أبعد
تقرير يحال في الحين على اللجنة المكلفة بالمالية بمجلس النواب قصد دراسته.
و فZي هذا اإلطار نشيZر إلZى مبدأ جديZد يحكZم عمليZة اإلعداد و اإليداع و يتعلZق األمر
بمبدأ الصZدق ،حيZث نصZت المادة 10مZن القانون التنظيمZي للماليZة علZى أنه "تقدم
قوانيZن الماليZة بشكZل صZادق مجموعZة موارد و تكاليZف الدولZة" ،و بالتالZي فالحكومة
ملزمZة بتقديZم أرقام مZن القانون التنظيمZي للماليZة ،يبZث مجلZس النواب في مشروع
قانون المالية للسنة داخل 30يوما الموالية لتاريخ إيداعه.
تعرض الحكومZة فور التصZويت علZى المشروع أZو عنZد انصZرام األجل المحدد
لمجلZس النواب علZى مجلZس المسZتشارين النZص الذي تZم إقراره أZو النZص الذي قدمته
أول مرة مرة’ مدخلZة عليZه التعديالت ان اقتضZى الحال المصZوت عليهZا فZي مجلس
النواب و المقبولة من طرف الحكومة.
يبث مجلس المستشارين في المشروع داخل أجل 22يوما الموالية لعرضه عليها.
يقوم مجلس النواب في إطار قراءته الثانية بدراسة التعديالت المصوت عليها من
قبل مجلس المستشارين ،و يعود له البث النهائي في مشروع قانون المالية في أجل
ال يتعدى 8أيام.
و المالحZظ مZن خالل نZص المادة ،49عZن المدة اإلجماليZة المخصصة للتداول و
التصويت على مشروع القانون المالي هي 58يوما عوض 70يوما.
كمZا يتضZح اتجاه المشرع نحZو حذف مسZطرة إعالن الحكومZة حالZة االسZتعجال و تشكيل
لجنZة ثنائيZة مختلطZة ،و هذا مZا يؤكZد التوجZه نحZو تقويZة صZالحيات مجلZس النواب على
حساب مجلس المستشارين في مجال التشريع.
و تجدر اإلشارة إلZى أZن أهZم مسZتجد ايجابZي فZي مسZطرة المناقشZة ،مZا نصZت عليه المادة
56مZن القانون التنظيمZي للماليZة بناء علZى الفصZل 75مZن الدسZتور الحالZي فZي ربZط حق
رفZض الحكومZة مقترحات أعضاء الZبرلمان الراميZة إلZى تخفيZض الموارد أو إحداث
تكليف عمومي أو الزيادة فيه بضرورة تبرير أسباب الرفض أو التعليل.
المصدر الثاني
نشأة و تطور القانون التنظيمي للمالية
شهدت فترة الحمايZة الفرنسZية علZى المغرب بزوغ المنظومZة المغربيZة للمالية
العموميZة ،و التZي أضفZى عليهZا دسZتور 1962طابعZا أكثZر عصZرية و حداثة و
يثبZت التاريZخ القانونZي و المؤسZساتي المغربZي وجود عالقZة ترابطيZة بين
المراجعات الدستورية من جهة و إصالح القوانين التنظيمية المؤطرة للميزانية
مZن جهZة أخرى ،بحيZث ينشZأ هذا الترابZط جراء تأثيZر التحوالت و التغيرات في
السZياقات السZياسية و االقتصZادية و االجتماعيZة علZى تطور القوانيZن التنظيمية
للمالية.
اإلطار القانوني خالل فترة الحماية و غداة االستقالل
خضZع إعداد و تنفيZذ الميزانيZة خالل هذه الفترة لنصZين قانونييZن أسZاسيين ،و يتعلق
األمر ب :
الظهيZر الشريZف الصZادر فZي 18شعبان 1335الموافZق ل 9يونيZو 1917بسن
نظام للمحاسZبة العموميZة و الذي يمثZل أول نZص قانونZي يهZم تأطيZر الماليZة العمومية
اعتمده المغرب،
الظهيZر الشريZف رقZم 1.58.041الصZادر فZي 20محرم 1378الموافZق ل 6غشت
1958بشأZن سZن نظام للمحاسZبة العموميZة للمملكZة ،الذي كرس مفهوم المالية
العمومية للدولة المغربية بصفتها دولة مستقلة.
و لZم يقتصZر هذيZن الظهيريZن علZى الجوانZب الميزاناتيZة فقZط ،بZل امتدا لمجالي
المحاسZبة العموميZة و نظام تفويZت الصZفقات العموميZة قبZل سZنة ،1962و فZي ظل
غياب مجلZس تشريعZي يعهZد لZه بدراسZة والتصZويت علZى ميزانيZة الدولZة ،تمت
المصZادقة علZى ميزانيZة المغرب المسZتقل مZن طرف مجلZس الديوان و مجلس
الوزراء.
القانون التنظيمي األول لقانون المالية 1963
شكZل صZدور أول دسZتور للمملكZة بتاريZخ 14دجنZبر 1962مسZتهال لسZلسلة مZن اإلصZالحات األساسية
على مستوى اإلطار القانوني المؤطر لميزانية الدولة.
و كرس الفصZل 50مZن هذا النZص الدسZتوري مبدأ الترخيZص الميزاناتZي الذي يضطلZع بZه الZبرلمان عبر
تصZويته علZى قانون المالية .و شكلZت ميزانيZة سZنة 1963فرصZة لتفعيZل مبدأ الترخيZص الZبرلماني مع
الحرص على ترابط تطويZر اإلطار القانوني للماليZة العمومية و النهوض بالحقوق السياسية و االقتصادية
و االجZتماعية للمواطنين.
مZن ناحيZة أخرى ،شكZل دسZتور 1962مرجعZا العتماد عدد مZن النصZوص القانونيZة التZي تهZم ماليZة الدولة،
و يتعلق األمر ب :
( 9نونZبر ) 1963بشأن الظهيZر الشريZف رقZم 1.63.326الصZادر فZي 21جمادى الثانيZة 1383
القانون التنظيمZي للماليZة و الذي يعتZبر بمثابZة أول دسZتور مالZي للدولZة و الذي كرس الترابZط بيZن قوانين
الماليZة و المخZططات المعتمدة مZن طرف الZبرلمان ،و الفصZل بيZن القواعZد و المبادئ الميزاناتيZة و المالية
و تلك المتعلقة بالمحاسبة العامة و نظام الصفقات العمومية،
مرسZوم ملكZي رقZم 331.66بتاريZخ 10محرم 21( 1387ابريZل ) 1967بتطبيق مقتضيات القانون
التنظيمي للمالية المتعلق بتقديم قوانين المالية،
مرسZوم رقZم 2.79.512بتاريZخ 26مZن جمادى اآلخZرة 12( 1400مايو )1980بتغييZر المرسZوم الملكي
رقم 330.66الصادر في 10محرم 21( 1387ابريل ) 1967بسن نظام عام للمحاسبة العمومية.
القوانين التنظيمية للمالية لسنتي 1972- 1970
نجZم عZن إعالن حالZة االسZتثناء سZنة 1965حZل الZبرلمان ،ممZا نتZج عنه عودة ظهور الميزانيات
بدون ترخيص برلماني خالل هذه الفترة.
و تمخض عن اعتماد دساتير 1970و ، 1972اعتماد الظهائر الشريفة رقم 1.70.207بتاريخ
فاتZح شعبان 3( 1390أكتوبر ) 1970بمثابZة القانون التنظيمZي للماليZة و رقم 1. 72. 260
بتاريZخ 9شعبان 18( 1392شتنZبر ) 1972بمثابZة القانون التنظيمZي للماZليZة التZي استحدثت
آليات جديدة للتصويت على مشروع قانون المالية ،و كرست قانون تصفية موحد و نهائي.
بصZفة عامZة ،تدارك القانون التنظيمZي للماليZة لسZنة 1970الفراغ القانونZي المتعلق بمال
المداخيZل فZي حالZة رفZض أZو عدم اعتماد الميزانيZة فZي األجال القانونيZة و بخصوص القانون
التنظيمZي للماليZة لسZنة ،1970تZم تحديZد السZنة الميزاناتيZة بخالف السZنة المدنيZة بحيث تبتدأ يوم
فاتح يوليوز و تنتهي يوم 30يونيو.
و تجدر اإلشارة الZى كون اعتماد القانونيZن التنظيمييZن المذكوريZن و كذا التعديالت التي
لحقتهما ،تم في غياب مؤسسة برلمانية.
القانون التنظيمي لقانون المالية لسنة 1998
يندرج اإلصZالح الميزانياتZي الذي تمZت مباشرتZه بالمغرب ،منZذ سZنة ،2001في
إطار برنامZج موسZع يهZم تحديZث اإلدارة العموميZة و يروم هذا اإلصZالح أساسا
تقويZة فعاليZة العمZل العمومZي ،و تحسZين جودة الخدمZة العموميZة ،و تعزيZز استفادة
المواطنين من السياسات العمومية.
و يرتكز هذا اإلصالح على األسس التالية :
شموليZة االعتمادات :و التZي تتعلZق بتوسZيع المسZؤولية و المرونZة فZي مجال تدبير
األمريZن بالصZرف أZو األمريZن بالصZرف المسZاعدين لالعتمادات الموضوعZة تحت
تصZرفهم ،فZي مقابZل هيكلZة كراسZاتهم الميزانياتيZة حول مشاريZع مهيكلZة ،و تحديد
أهداف يتم قياس تحقيقها عبر مؤشرات األداء .
الالتمركZز الميزانياتZي مZن خالل التعاقZد :باعتباره نمZط جديZد لتدبيZر العالقZة بين
اإلدارة المركزيZة و مصZالحها الالمركزية .يندرج الالتمركZز الميزانياتZي في إطار
تعزيZز الفعاليZة و تقويZة االسZتقاللية الماليZة ،و يتZم أيضZا الالتمركZز الميزانياتZي عبر
عقود تبرم بين االدارة المركزية و المصالح الالممركزة،
البرمجة المتعددة السنوات :التي تسمح بتدبير ميزانياتي وفق رؤية متعددة السنوات و
التي تهدف إلى تعزيز االنضباط الميزانياتي العام ،بغية تحسين ظروف اعداد قانون
المالية و توضيح الرؤية اإلستراتيجية للسياسات القطاعية،
إصالح منظومة المراقبة :يتمثل هذا اإلصالح في مالئمة منظومة المراقبة مع منهجية
التدبير المرتكز على النتائج ،و تمثلت أولى تدابير هذا االتجاه في التقريب الوظيفي
لمراقبة االلتزام بالنفقات و الخزينة العامة للمملكة و إحداث المراقبة الترابية للنفقة
المتمثلة في المراقبة المخففة المطبقة على نفقات المصالح اآلمرة بالصرف التي يجب
أن تتوفر على نظام داخلي لمراقبة المشروعية ،و كذا افتحاص نجاعة األداء،
الشراكة :يتعلق األمر بربط عالقة شراكة بين الدولة و الفاعلين المحليين ،في منظور
يأخذ بعين االعتبار البعد الترابي ،وفقا لمبدأ الحكامة الجيدة .و يسمح هذا النسق
التدبيري بتعزيز التنسيق و التوازن بين الشركاء بغاية وضع اطار تعاقدي مناسب
يرتكز على تقييم النتائج.
و لقZد واكZب اإلصZالح الميزانياتZي المرتكZز علZى النتائZج إصZالح النظم
المعلوماتيZة المندمجZة للتدبيZر الميزانياتZي ،و الذي يسZتهدف مZن خاللZه تعزيز
رقمنZة و تبادل المعلومات الميزانية .و يتعلZق األمZر بنظام " "e-budgetبالنسبة
لمجال البرمجZة الميزانياتيZة ،و نظامي «Gestion intégrée Dépense »
de laو نظام التدبيZر المندمZج للمداخيZل GIR GID- Recetteبالنسبة لمجال
التنفيذ الميزانياتي.
و قد تمت هذه المرحلة التجريبية في ظل اإلطار التشريعي القائم .غير أنه تم اتخاذ عدد من النصوص التنظيمية:
-منشور الوزير األول رقم 12/ 2001بتاريخ 25دجنبر 2001حول مالئمة برمجة ميزانية الدولة و تنفيذها مع الالتركيز،
-المرسوم رقم 31( 2 01- 2676ديسمبر )2001المعدل و المتمم للمرسوم رقم 2- 98- 401صادر في 9محرم 1420
( 26أبريل )1999يتعلق بإعداد و تنفيذ قوانين المالية،
منشور وزير المالية و الخوصصة رقم E/ 483في 28فبراير 2002المتعلقة بإجراءات تطبيق المادة 17مكرر من المرسوم
رقم 2- 01- 2676
منشور الوزير األول رقم 27( 7/ 2003يونيو )2003حول الشراكة بين الدولة و الجمعيات،
منشور الوزير األول رقم 8( 3/ 2007فبراير )2007المصحوب بدليل منهجي حول إطار النفقات على المدى المتوسط،،
المرسوم رقم 2- 07- 1235صادر في 5ذي القعدة 4( 1429نوفمبر ) 2008المتعلق بمراقبة نفقات الدولة.
منشور وزير المالية و الخوصصة بتاريخ 17يناير 2005المتعلق بمالئمة تبويب ميزانية الدولة مع البعد الجهوي.
القانون التنظيمي رقم 130- 13لقانون المالية
استلزم اعتماد الدستور الجديد سنة 2011إصالح القانون التنظيمي رقم 7- 98لقانون المالية ليتماشى مع المبادئ الدستورية
الجديدة المؤطرة للمالية العمومية.
و يشكل القانون التنظيمي رقم 130-13لقانون المالية إطار تشريعيا يرسخ التدابير المتخذة خالل السنوات األخيرة في مجال
تحديث تدبير المالية العمومية .بحيث يكرس مبادئ المحاسبة و التقييم و الشفافية الميزانياتية كما مكن هذا القانون التنظيمي من
توسيع حق تقديم التعديالت البرلمانية.
لذلك ،يعتبر القانون التنظيمي رقم 130-13لقانون المالية تحوال بارزا في سيرورة تدبير المالية العمومية و تطور هاما قي
الممارسة الميزانياتية لإلدارة المغربية ،إما على المستوى التشريعي أو على مستوى الممارسات و السلوكيات.
المصدر الثالث :القضاء المالي