You are on page 1of 24

‫ألستاذة جاب الخير وردة‪ :‬المالية العامة‬

‫الفصل التمهيدي‪:‬‬
‫مدخل إلى المالية العامة‬
‫‪ -1‬تعريف المالية العامة‬
‫ارتبط مفهوم ومضمون المالية العامة في تطوره ارتباطا وثيقا بتطور دور الدولة في النشاط‬
‫االقتصادي‪ ،‬وبعد أن كان علم المالية العامة في المفهوم التقليدي مقتصرا على البعد المالي‬
‫الحسابي فقط‪ ،‬أصبح هذا المفهوم في العصر الحديث له أبعاد متعددة بعضها اقتصادية وأخرى‬
‫اجتماعية ومالية‪.‬‬
‫حيث تعرف المالية العامة بأنها " العلم الذى يدرس القواعد المنظمة للنشاط المالى للهيئات العامة‬
‫وهى بصدد الحصول على الموارد الالزمة وانفاقها من اجل اشباع الحاجات العامة تحقيقا ً‬
‫الغراض الدولة االقتصادية واالجتماعية والسياسية "‬
‫ومن التعريف السابق نستنج عدة عناصر أساسية تكون في محل اهتمام الباحث في المالية العامة‪:‬‬
‫*‪-‬تحديد حجم الحاجات العامة الواجبة اإلشباع‪.‬‬
‫*‪-‬تحديد الوسائل واألدوات التي بموجبها يتم توفير الموارد إلشباع حاجت المجتمع‪.‬‬
‫*‪-‬تحديد تأثير نشاط الدولة على االقتصاد القومي ككل‪.‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين المالية العامة والمالية الخاصة‬
‫يقصد بالمالية العامة مالية السلطات العامة أي مالية القطاع الحكومي‪ ،‬أما المالية الخاصة يقصد بها‬
‫مالية األفراد والمشروعات الفردية والشركات بأنواعها‪ ،‬ويمكن تمييز المالية العامة على المالية‬
‫الخاصة في ثالث عناصر ‪:‬‬
‫‪ -1-2‬الفرق فى جانب النفقات العامة‬
‫‪ -‬فى المالية العامة نجد ان الدولة تستهدف من نفقاتها العامة تحقيق الصالح العام حتى ولو لم يؤدي‬
‫نشاطها المالى إلى تحقيق الربح‪.‬‬
‫‪ -‬فى المالية الخاصة يسعى االفراد او المنشات الخاصة بصفة أساسية لتحقيق المنفعة الشخصية‬
‫المتمثلة فى األرباح‪.‬‬
‫‪ -2-2‬من حيث االيرادات العامة‬
‫‪ -‬تتميز المالية العامة باعتمادها على ما للدولة من سلطة االجبار فى فرض الضرائب و الرسوم‬
‫‪ -‬يعتمد المشروع الخاص فى الحصول على ايراداته على التخصيص االختيارى أي التمويل‬
‫الذاتي ‪ ،‬أو التعاقد مع الغير( قروض‪ ،‬أسهم وسندات‪ ،‬حصص اجتماعية ‪...‬الخ)‪.‬‬
‫‪ -3-2‬من حيث الموازنة العامة‬
‫‪ -‬ومن جهة الموازنة بين النفقات وااليرادات تبدأ الدولة بتقرير أوجة اإلنفاق المختلفة ثم يتبع ذلك‬
‫تدبير االيرادات الالزمة لتغطية هذه النفقات‪.‬‬
‫‪ -‬بينما يبدأ األفراد في المشروع الخاص بتقدير إيراداتهم ثم يقدرون أوجه اإلنفاق بحيث ال‬
‫تتجاوز االيرادات قدر االمكان ‪.‬‬
‫‪ -3‬مصادر وأدوات وأهداف المالية العامة‬
‫‪ -1-3‬مصادر المالية العامة‬
‫المصادر التشريعية ‪ :‬وتتمثل قوانين المالية المصدر األكبر إذ تفصل اإليرادات والنفقات لما يشبع‬
‫الحاجات العامة للمجتمع في كل المجاالت وما دامت الحاجات العامة تتقيد في فترات قصيرة ‪،‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫ألستاذة جاب الخير وردة‪ :‬المالية العامة‬

‫يصدر قانون المالية كل سنة على أن يليه قانون مالية تكميلي لمواجهة الظروف المتجددة أما‬
‫عمليات التحصيل والصرف فتكون وفقا للقانون المتعلق بمجلس المحاسبة العمومية‪،‬لدولة‪ .‬كما‬
‫يصادق البرلمان على قانون المالية في مدة أقصاها ‪ 75‬يوما اعتبارا من تاريخ اإليداع وإذا تجاوز‬
‫هذه المدة يصدر قانون المالية بأمر من رئيس الجمهورية كما أن التصويت على الميزانية من‬
‫اختصاص البرلمان ‪.‬‬
‫‪ -2-3‬أدوات المالية العامة‬
‫يعتمد نظام المالية العامة في تحقيق أهدافه على عدة أدوات مالية وهي النفقات واإليرادات‬
‫والميزانية العامة‬
‫النفقات العامة ‪ :‬يقوم النشاط العام من خالل هيئاته (القطاع العام) بتحديد الحاجات العامة ‪ ،‬وال‬
‫يمكن للقطاع العام أن يلبي هذه الحاجيات إال إذا توفرت السلع والخدمات الالزمة ويقوم النشاط‬
‫العام في مقابل الحصول على هذه السلع والخدمات بتسديد ما يسمى بالنفقات العامة‬
‫اإليرادات العامة‪ :‬أن تغطية النفقات العامة يتطلب إيرادات عامة واهم مصادر اإليرادات العامة‪:‬‬
‫أمالك الدولة‪ ،‬الضرائب والقروض العامة‬
‫الميزانية العامة ‪ :‬هي كل خطة مالية تمثل تقريرا مفصال لنفقات الدولة وإيراداتها مدتها سنة‬
‫ويصدر سنويا بيئة الموازنة بعد موافقة الهيئة التشريعية عليها ولم تقتصر وظيفة الموازنة لتأكيد‬
‫رقابة السلطات الشعبية على الحسابات العامة فقط ‪ ،‬بل ة تحولت إلى أداة إلدارة االقتصاد‬
‫وتوجيهيه‪.‬‬
‫‪ -3-3‬أهداف المالية العامة‬
‫تتحدد أهداف النظام المالي حسب طبيعة وأهداف النظام االقتصادي للبلد ولهذا يرى أغلب أساتذة‬
‫المالية العامة أن على المالية العامة في الدول المتقدمة يجب أن تخدم تحقيق األهداف التالية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬المحافظة على االستقرار االقتصادي‬
‫ب‪ -‬تحقيق العدالة في توزيع الدخل‬
‫ت‪ -‬تحقيق توزيع أمثل للموارد‬
‫ث‪ -‬دعم النمو االقتصادي‬
‫أما البلدان النامية فإنه يمكن القول بان الهدف العام يجب أن يتمثل في تحقيق أكبر مساهمة ممكنة‬
‫في انجاز المهام الكبرى التي تواجه هذه البلدان أي األهداف التي ترتبط بالخروج من دائرة التخلف‬
‫والتبعية في أقل زمن ممكن‬
‫‪ -4‬تطور مالية الدولة‬
‫تطورت مالية الدولة بتطور الفكر اإلقتصادي فنجد في فترة الفكر الليبرالي الكالسيكي سادت‬
‫مرحلة الدولة الحارسة‪ ،‬وبعد أزمة ‪ 1929‬ومع ظهور الفكر الكينزي ظهرت الدولة المتدخلة‪.‬‬
‫وهذين الشكلين من أشكال الدولة بمفهومها اإلقتصادي يتعاقبان في فترات زمنية مختلفة ‪ ،‬وفي‬
‫نفس الدولة بدرجات مختلفة‪.‬‬
‫‪ -1-4‬الدولة الحارسة‪ :‬تبنى الفكر الكالسيكي مجموعة من المبادئ في المالية العامة‪:‬‬
‫*المبدأ األول‪ :‬تحديد النفقات العامة‪ :‬أي الحرص على تحديد النفقات واإلقتصاد فيها‪ ،‬ويرى أنه ال‬
‫يجب الترخيص إال للنفقات الضرورية لسير المصالح العمومية ‪ ،‬وتعتبر أهم مجاالت اإلنفاق ‪:‬‬
‫األمن ‪ ،‬الدفاع والقضاء‪.‬‬
‫* المبدأ الثاني‪ :‬توازن الموازنة العامة‪ :‬تسعى المالية العامة في الدولة الحارسة إلى تحقيق توازن‬
‫الموازنة العامة قدر اإلمكان أي أن تكون اإليرادات أكبر أو تساوي النفقات العامة‪ ،‬وترفض أي‬
‫اقتراض للدولة أو قبول بأي عجز مالي‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫ألستاذة جاب الخير وردة‪ :‬المالية العامة‬

‫* المبدأ الثالث‪ :‬حيادية المالية العامة‪ :‬حسب الفكر الكالسيكي يتمثل دور الجدولة في فك النزاعات‬
‫بين األعوان اإلقتصادية دون التدخل في عالقتهم اإلقتصادية‪.‬كما يتحدد دورها في ضمان العدالة‬
‫واألمن الداخلي والخارجي دون التكفل بالتنمية اإلقتصادية واإلجتماعية‪.‬‬
‫‪ -2-4‬الدولة المتدخلة‪ :‬ظهرت هذه األفكار بعد أزمة الكساد الكبير‪ 1929‬والتي أدت إلى إعادة‬
‫النظر في معظم أساسيات وبديهيات الفكر الكالسيكي‪ .‬تبنت الدولة المتدخلة مجموعة من المبادئ‬
‫في المالية العامة هي‪:‬‬
‫*المبدأ األول‪ :‬زيادة النفقات العامة‪ :‬شجع هذا المبدأ الكثير من الدول على زيادة النفقات العامة من‬
‫أجل تمويل احتياجات الح ع ‪ 1‬والح ع ‪. 2‬‬
‫* المبدأ الثاني‪ :‬إعادة النظر في توازن الموازنة العامة‪ :‬اضطرت حكومات هذه الدول إلى التخلي‬
‫عن مبدأ توازن الموازنة العامة والبحث عن مصادر أخرى لتمويل العجز‪.‬حيث اعتبر العجز‬
‫الموازني أداة لتحفيز وإنعاش اإلقتصاد في ظل شروط معينة يجب توفرها‪.‬‬
‫* المبدأ الثالث‪ :‬خروج المالية العامة عن حياديتها‪:‬أصبحت موازنة الدولة بفعل تدخل الحكومات‬
‫في الشؤون اإلقتصادية غير حيادي ‪ ،‬وتمارس تأثيرها في الحياة اإلقتصادية واإلجتماعية‪..‬لقد‬
‫أصبحت كل الدول تستخدم المالية العامة أداة رئيسية في رسم السياسة اإلقتصادية فيما يعرف‬
‫بالسياسة المالية‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫األستاذة جاب الخير وردة‪ :‬المالية العامة‬

‫الفصل األول‪:‬‬
‫النفقات العامة‬
‫‪ -1‬مفاهيم أساسية حول النفقات العامة‬
‫‪ -1 -1‬تعريف النفقة العامة‬
‫" النفقة العامة هي مبلغ نقدي يقوم بإنفاقه شخص عام بقصد تحقيق نفع عام"‪ ،‬ويتبين من هذا‬
‫التعريف أن النفقة العامة تشتمل على عناصر ثالثة وهي‪:‬‬
‫‪-1‬النفقة العامة مبلغ نقدي‪.‬‬
‫‪-2‬النفقة العامة يقوم بها شخص عام‪.‬‬
‫‪-3‬النفقة العامة يقصد بها تحقيق نفع عام‪.‬‬
‫‪ -2-1‬مصدر النفقة‬
‫باعتماد المعيار القانوني ‪ ،‬يدخل في عداد النفقات العامة تلك النفقات التي يقوم بها األشخاص‬
‫المعنوية العامة (وهم أشخاص القانون العام) وتتمثل في الدولة والكومات المركزية والمحلية بما‬
‫في ذلك الهيئات والمؤسسات العامة ذات الشخصية المعنوية‪ ،‬وعلى هذا فإن المبالغ التي ينفقها‬
‫األشخاص الخاصة الطبيعية واالعتبارية ال تعتبر نفقة عامة حتى ولو كانت تهدف إلى تحقيق‬
‫خدمات عامة‪ ،‬كتبرع أحد هؤالء األشخاص بالمبالغ الالزمة لبناء مدرسة أو مستشفى أو مسجد‬
‫مثال‪ ،‬ويدخل ذلك في إطار اإلنفاق الخاص‪.‬‬
‫‪ -3-1‬هدف النفقة العامة‬
‫ينبغي أن تصدر النفقات العامة مستهدفة باألساس إشباع الحاجات العامة‪ ،‬وتحقيق الصالح العام‪،‬‬
‫فالنفقات التي ال تشبع حاجة عامة وال تعود بالنفع العام على األفراد ال يمكن اعتبارها نفقات عامة‪،‬‬
‫ويستند هذا العنصر على سندين‪ :‬أولهما يتلخص في أن المبرر الوحيد للنفقات العامة هو وجود‬
‫حاجة عامة تقوم الدولة أو غيرها من األشخاص العامة بإشباعها نيابة عن األفراد ومن ثم يلزم أن‬
‫يكون الهدف من النفقة العامة هو تحقيق نفع عام يتمثل في إشباع حاجة عامة‪ ،‬أما السند الثاني‬
‫يتمثل في مبدأ المساواة بين المواطنين في تحمل األعباء العامة أي الضرائب‪ .‬وال تتحقق هذه‬
‫المساواة إال إذا أنفقت حصيلة الضرائب في تحقيق مصالح عامة وتلبية حاجات عامة‪..‬‬
‫‪ -2‬تقسيم (تصنيف) النفقات العامة‬
‫وضع علماء المالية العامة تقسيمات متعددة للنفقات العامة يرتكز كل منها على وجهة نظر معينة‬
‫في تحبيذ تقسيم دون آخر‪ ،‬وبالرغم من أن هذه لتقسيمات قد يتداخل بعضها في البعض اآلخر إال‬
‫أن لها أهمية كبيرة في استظهار طبيعة اإلنفاق العام وأثاره وأغراضه‪.‬‬
‫‪ -1-2‬تقسيم النفقات العامة حسب المشرع الجزائري‬
‫حسب القانون ‪ 17-84‬النفقات العامة إلى نفقات التسيير ونفقات التجهيز‬
‫‪ -1‬نفقات التسيير‪ :‬تلك النفقات الالزمة لتسيير أجهزة الدولة اإلدارية والمرافق العامة كالمرتبات‬
‫ونفقات صيانة المباني الحكومية و وتجهيز المكاتب وغيرها‪.‬‬
‫‪ -2‬نفقات التجهيز‪ :‬هي النفقات الرأسمالية أو االستثمارية التي يتولد عنها زيادة في الناتج الداخلي‬
‫الخام ويقصد بها تلك النفقات التي تخصص لتكوين رؤوس األموال في القطاعات اإلقتصادية‬
‫العمومية المنتجة مثل القطاع الصناعي والفالحي والبناء والصيد البحري‪....‬الخ‪.‬‬
‫‪ -2-2‬تقسيم النفقات العامة حسب الوظائف األساسية للدولة‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫األستاذة جاب الخير وردة‪ :‬المالية العامة‬

‫يقوم هذا التقسيم على فكرة تجميع كل مجموعة من الخدمات ذات الطبيعة الواحدة تبعا للوظائف‬
‫األساسية التي تؤديها الدولة‪ ،‬ووفقا لهذا التقسيم يمكن التمييز بين ثالثة أنواع مختلفة للنفقات العامة‬
‫هي‪ :‬الوظيفة اإلدارية‪ ،‬والوظيفة االجتماعية‪ ،‬والوظيفة االقتصادية‪.‬‬
‫‪-1‬النفقات اإلدارية‪ :‬وهي النفقات المتعلقة بسير المرافق العامة والالزمة لقيام الدولة وهي تشتمل‬
‫على نفقات اإلدارة العامة والدفاع واألمن والعدالة والتمثيل السياسي‪ ،‬وأهم بنود هذا النوع من‬
‫النفقات هي نفقات الدفاع الوطني‪.‬‬
‫‪-2‬النفقات االجتماعية‪ :‬وهي التي تهدف إلى تحقيق آثار اجتماعية معينة بين األفراد وذلك عن‬
‫طريق تحقيق قدر من الثقافة والتعليم والرعاية الصحية لألفراد‪ ،‬باإلضافة إلى تحقيق قدر من‬
‫التضامن االجتماعي عن طريق مساعدة بعض الفئات التي توجد في ظروف اجتماعية تستدعي‬
‫المساندة (تقديم المساعدات واإلعانات لذوي الدخل المحدود‪ ،‬والعاطلين عن العمل ‪.‬هذه النفقات‬
‫لمتعلقة بمرافق التعليم‪ ،‬الصحة‪ ،‬والثقافة العامة‪ ،‬واإلسكان‪.‬‬
‫‪-3‬النفقات االقتصادية‪ :‬وهي النفقات التي تتعلق بقيام الدولة بخدمات عامة تحقيقا ألهداف‬
‫اقتصادية كاالستثمارات الهادفة إلى خدمة إلى تزويد االقتصاد القومي بخدمات أساسية كالنقل‬
‫والمواصال ت‪ ،‬ومحطات توليد القوى الكهربائية‪ ،‬والري والصرف‪ ،‬إلى جانب تقديم اإلعانات‬
‫االقتصادية للمشروعات العمة والخاصة‪.‬‬
‫‪ -3-2‬تقسيم النفقات العامة حسب تأثيرها على الدخل الوطني‬
‫تقسم النفقات العامة حسب تأثيرها في الدخل الوطني أو نقله إلى نفقات حقيقية وتحويلية‬
‫‪-1‬النفقات الحقيقية ‪ :‬ويقصد بها تلك النفقات التي تصرفها الدولة في مقابل الحصول على سلع‬
‫وخدمات أو رؤوس أموال إنتاجية كالمرتبات وأثمان التوريدات والمهمات الالزمة لسير المرافق‬
‫العامة‪ ،‬سواء التقليدية أو الحديثة التي اقتضاها تدخل الدولة في الحياة االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫والنفقات االستثمارية أو الرأسمالية‪.‬‬
‫فالنفقات العامة هنا تؤدي إلى حصول الدولة على مقابل لإلنفاق (عمل‪ ،‬خدمة أو سلعة)‪ ،‬كما تؤدي‬
‫إلى خلق دخول جديدة يجب إضافتها إلى باقي الدخول المكونة للدخل القومي‪.‬‬
‫‪-2‬النفقات التحويلية‪ :‬فيقصد بها تلك النفقات التي ال يترتب عليها حصول الدولة على سلع‬
‫وخدمات ورؤوس أموال‪ ،‬إنما تمثل تحويل لجزء من الدخل القومي عن طريق الدولة من بعض‬
‫الفئات االجتماعية كبيرة الدخل إلى بعض الفئات األخرى محدودة الدخل‪ ،‬والمثال على ذلك‬
‫اإلعانات والمساعدات االجتماعية المختلفة‪ :‬كالضمان االجتماعي واإلعانات ضد البطالة‬
‫والشيخوخة وإعانات غالء المعيشة‪ ،‬واإلعانات االقتصادية التي تمنحها الدولة لبعض المشروعات‬
‫الخاصة بقصد حملها على تخفيض أسعار منتجاتها‪ ،‬وتستهدف الدولة من هذه النفقات إعادة توزيع‬
‫الدخل ولو بصورة جزئية لمصلحة الطبقة الفقيرة‪.‬‬
‫‪ -4-2‬تقسيم النفقات العامة حسب الدورية والتكرار‬
‫‪ -1‬النفقات العادية‪ :‬يقصد بها تلك النفقات التي تتكرر كل سنة بصفة منتظمة في ميزانية الدولة‬
‫كمرتبات الموظفين‪ ،‬وتكاليف صيانة المباني واألجهزة العامة ونفقات التعليم والصحة العامة‬
‫ونفقات تحصيل الضرائب وغيرها من النفقات التي تظهر بصفة دورية منتظمة في الميزانية‪ ،‬وال‬
‫يعني هذا أن كمية أو حجم هذه النفقات يجب أال يتغير من ميزانية إلى أخرى حتى توصف‬
‫بالعادية‪ ،‬بل يكفي أن تتكرر بنوعها في كل ميزانية حتى ولو اختلف مقدارها من وقت آلخر حتى‬
‫تعتبر نفقات عادية‪.‬‬
‫‪ -2‬النفقات غير العادية‪ :‬هي تلك النفقات التي ال تتكرر كل سنة بصفة منتظمة في الميزانية‪ ،‬بل‬
‫تدعو إلى الحاجة إليها في فترات متباعدة تزيد عن السنة أي تأتي بصفة استثنائية لمواجهة ظروف‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫األستاذة جاب الخير وردة‪ :‬المالية العامة‬

‫اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية معينة في وقت محدد وكمثال على ذلك النفقات الحربية‪ ،‬ونفقات‬
‫إصالح الكوارث الطبيعية كالزالزل والفيضانات ونفقات إنشاء السدود والخزانات ومد خطوط‬
‫السكك الحديدية وتعبيد الطرق وتأسيس األساطيل التجارية وغيرها‪.‬‬
‫ولهذا التقسيم فائدته وخطره‪ ،‬وتتمثل فائدته في التكرار الدوري للنفقات العادية مما يمكن الحكومة‬
‫من تقديرها تقديرا يكون قريبا من الصحة‪ ،‬وتدبير األموال الالزمة لسدادها من اإليرادات العادية‬
‫وأهمها الضرائب‪ ،‬أما النفقات غير العادية وباعتبارها تحدث بصفة عرضية واستثنائية فإن سدادها‬
‫يكون عادة من إيرادات غير عادية كالقروض العامة واإلصدار النقدي الجديد‪ ،‬أما خطره فيكمن‬
‫في لجوء الحكومة كلما تحقق عجز في الميزانية إلى عقد قروض عامة بدعوى إجراء نفقات غير‬
‫عادية عندما ال تكفي لتغطيتها مواردها العادية وتخصيص ميزانية غير عادية لذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬ضوابط اإلنفاق العام‬
‫إن سالمة مالية الدولة تقتضي التزام المشرع المالي بها عند دراسة اإلنفاق العام باحترام بعض‬
‫المبادئ أو الضوابط‪ ،‬حتى يحقق هذا اإلنفاق آثاره المنشودة من إشباع الحاجات العامة‪.‬‬
‫‪-1-3‬ضابط المنفعة العامة‪ :‬أي تحقيق أكبر قدر من المنفعة يعني أال توجه النفقة العامة لتحقيق‬
‫المصالح الخاصة لبعض األفراد أو لبعض فئات المجتمع دون البعض اآلخر نظرا لما يتمتعون به‬
‫من نفوذ سياسي أو اجتماعي‪.‬‬
‫كما يعني أيضا أن ينظر إلى المرافق والمشروعات العامة نظرة إجمالية شاملة لتقدير احتياجات‬
‫كل مرفق وكل وجه من أوجه اإلنفاق في ضوء احتياجات المرافق والمشروعات وأوجه اإلنفاق‬
‫األخرى‪.‬‬
‫‪ -2-3‬ضابط االقتصاد في اإلنفاق‪:‬‬
‫يعتبر االقتصاد في اإلنفاق شرطا ضروريا ألعمال ضابط المنفعة السابق ذكره‪ ،‬فمن البديهي أن‬
‫المنفعة الجماعية القصوى الناجمة على النفقة ال تتصور إال إذا كان تحققها ناتجا من استخدام أقل‬
‫نفقة ممكنة‪ ،‬وعليه يتعين على سائر الهيئات والمشروعات العامة في الدولة مراعاة االقتصاد في‬
‫إنفاقها‪ ،‬واالقتصاد في اإلنفاق يقصد به حسن التدبير ومحاربة اإلسراف والتبذير والعمل على‬
‫تحقيق أكبر عائد بأقل تكلفة ممكنة‪ .‬بحيث ال تتحمل الدولة نفقات عامة إال إذا كانت أساسية‬
‫وضرورية تماما‪.‬‬
‫‪ -3-3‬تقنين النشاط المالي ‪:‬‬
‫ففيما يتعلق بتقنين القواعد اإلجرائية لإلنفاق العام‪ ،‬فإن القوانين المالية في الدولة تنظم كل ما يتعلق‬
‫بصرف النفقات العامة أو إجراءها فتحدد السلطة التي تأذن باإلنفاق وتوضح خطوات الصرف‬
‫واإلجراءات الالزمة بالنسبة لكل منها‪ ،‬وعليه فإن تقنين النشاط المالي واإلنفاقي للدولة يقتضي أن‬
‫تكون نفقاتها العامة مستوفية إلجراءات تحقيقها وصياغتها وتنفيذها على النحو المبين في الميزانية‬
‫والقوانين واللوائح والقرارات المالية األخرى‪.‬‬

‫‪ -4‬حدود النفقات العامة‬


‫النفقات العامة عبارة عن مبالغ نقدية تقتطعها الدولة من الدخل القومي لتقوم هي بإنفاقها قصد‬
‫إشباع الحاجات العامة‪ ،‬والسؤال المطروح هنا يدور حول ما إذا كانت هناك نسبة معينة من الدخل‬
‫القومي ال يحق للدولة تجاوزها وهي بصدد تحديد النفقات ‪.‬‬
‫وفي الواقع أن تحديد حجم اإلنفاق العام أو حدوده في مكان وزمان معينين إنما يتوقف على‬
‫مجموعة من العوامل أهمها‪ :‬العوامل االإليديولوجية واالقتصادية والمالية‪.‬‬
‫‪ -1-4‬العوامل اإليديولوجية السائدة في الدولة‪ :‬ففي ظل الدولة الحارسة يتحدد حجم النفقات العامة‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫األستاذة جاب الخير وردة‪ :‬المالية العامة‬

‫بالنسبة إلى الدخل القومي بالقدر الضروري للقيام بوظائف االمن والدفاع والعدالة مما يترتب‬
‫عليه قلة حجم النفقات العامة ونسبتها إلى الدخل ‪.‬‬
‫أما في ظل الدولة المتدخلة فإن دور النفقات العامة يزداد أهمية عن ذي قبل‪ ،‬فباإلضافة إلى‬
‫وظائف الدولة التقليدية فهي تقوم بوظائف اقتصادية واجتماعية جديدة تتمثل في استغاللها لبعض‬
‫المشروعات اإلنتاجية‪ ،‬ومحاربة اآلثار الضارة للدورات االقتصادية‪ ،‬والعمل على ثبات قيمة‬
‫النقود وتنمية االقتصاد‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ -2-4‬قدرة الدولة على الحصول على اإليرادات العامة‬
‫يتحدد حجم النفقات العامة في الدولة بناء على مدى قدرتها في الحصول على اإليرادات التي‬
‫تضمن تغطية هذه النفقات‪ ،‬وعادة ما تتمتع الدولة في تدبير موارد ماليتها بالسلطة السيادية في‬
‫فرض الضرائب والقروض واإلصدار النقدي‪ ،‬وقد تتجاوز النفقات العامة بحد معين عن اإليرادات‬
‫العامة‪ ،‬لكن ذلك مرهون بقدرة االقتصاد على تحمل األثار اإلقتصادية والمالية واإلجتماعية لمثل‬
‫هذه السياسات‪.‬‬
‫‪ -3-4‬مستوى النشاط اإلقتصادي‬
‫يتأثر حجم النفقات العامة وحدودها بالظروف االقتصادية التي يمر بها االقتصاد القومي وخاصة‬
‫في فترات الرخاء والكساد‪ .‬إذ تلجأ الدول إلى زيادة نفقاتها العامة في أوقات الكساد إلحداث زيادة‬
‫في ا لطلب الكلي الفعلي والوصول باالقتصاد القومي إلى مستوى التشغيل الكامل‪ ،‬ويحدث العكس‬
‫في أوقات الرخاء لتفادي االرتفاع التضخمي وتدهور قيمة النقود نظرا لوصول االقتصاد القومي‬
‫إلى حالة التشغيل الكامل‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫األستاذة جاب الخير وردة‪ :‬المالية العامة‬

‫الفصل األول‪:‬‬
‫النفقات العامة‬

‫‪ -5‬ظاهرة تزايد النفقات العامة‬


‫إن ظاهرة اتجاه النفقات العامة إلى الزيادة والتنوع عاما بعد عام أصبحت من الظواهر المعروفة‬
‫بالنسبة لمالية الدولة وبمختلف الدول وذلك نتيجة تطور دور الدولة وازدياد درجة تدخلها في الحياة‬
‫االقتصادية واال جتماعية‪ ،‬وقد خلص االقتصاديون اعتمادا على استقراء اإلحصاءات في مختلف‬
‫الدول إلى أن جعلوا هذه الظاهرة قانونا عاما من قوانين التطور االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬
‫ونتناول فيمايلي أسباب تزايد النفقات العامة والمتمثلة في‪:‬‬
‫‪-1-5‬األسباب الحقيقية لزيادة للنفقات العامة‪:‬‬
‫يقصد بالزيادة الحقيقية للنفقات العامة زيادة المنفعة الحقيقية المترتبة على هذه ‪.‬‬
‫إن الزيادة الحقيقية في حجم النفقات ترجع إلى أسباب متعددة تختلف باختالف مستوى التطور في‬
‫كل دولة من الدول وهي‪ :‬أسباب إيديولوجية و اقتصادية واجتماعية وسياسية وإدارية ومالية‪.‬‬
‫‪ -1‬األسباب اإليديولوجية‬
‫يعني توجيه النشاط االقتصادي وجهة معينة بحسب األيديولوجية السائدة في الدولة‪.‬‬
‫المرتبطة بمدى تدخل الدولة في الحياة اإلقتصادية في الدولة الحارسة والمتدخلة‪.‬‬
‫‪-2‬األسباب االقتصادية‪:‬‬
‫إن من أهم األسباب االقتصادية المفسرة لظاهرة التزايد في النفقات العامة زيادة الدخل والتوسع في‬
‫المشروعات العامة وعالج التقلبات التي تطرأ على النشاط االقتصادي (خاصة في حالة الكساد‪،‬‬
‫وتسعى الدولة من قيامها بهذه المشروعات إلى الحصول على موارد لخزانة الدولة‪ ،.‬والتعجيل‬
‫بالتنمية االقتصادية‪ ،‬ومحاربة االحتكار‪.‬‬
‫‪ -3‬األسباب االجتماعية‪:‬‬
‫فقد أدى ميل السكان في العصر الحديث إلى التركز في المدن والمراكز الصناعية إلى زيادة‬
‫النفقات العامة المخصصة للخدمات التعليمية والصحية والثقافية والخاصة بالنقل والمواصالت‬
‫والمياه والغاز والكهرباء …الخ‪ ،‬كما أدى انتشار التعليم إلى تعزيز فكرة الوعي االجتماعي فأصبح‬
‫األفراد يتطلبون من الدولة القيام بوظائف جديدة كتأمين األفراد ضد البطالة والفقر والمرض‬
‫والعجز والشيخوخة ‪.‬‬
‫‪ -4‬األسباب السياسية‪:‬‬
‫إن انتشار المبادئ الديمقراطية ترتب عنها اهتمام الدولة بحالة الطبقات محدودة الدخل‪ ،‬والقيام‬
‫بالكثير من الخدمات الضرورية لها‪ ،‬وكثيرا ما يدفع الحزب الحاكم إلى اإلكثار من المشروعات‬
‫االجتماعية قصد إرضاء الناخبين وإلى اإلفراط في تعيين الموظفين مكافأة ألنصاره وينجم عن هذا‬
‫كله بطبيعة الحال تزايد في النفقات العامة‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى اتساع نطاق التمثيل الدبلوماسي لكثرة عدد الدول المستقلة و ظهور منظمات‬
‫دولية متخصصة وغير متخصصة ومنظمات إقليمية متعددة قد أدى إلى زيادة اإلنفاق العام على‬
‫هذا المرفق الحيوي‪.‬‬
‫وكذا زيادة النفقات الحربية والعسكرية‪.‬‬
‫‪-5‬األسباب اإلدارية‪:‬‬
‫إن تغيير الهيكل التنظيمي و اإلداري لهيئات الدولة ( الواليات‪ ،‬الدوائر‪ ،‬البلديات) يؤدي إلى زيادة‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫األستاذة جاب الخير وردة‪ :‬المالية العامة‬

‫اإلنفاق الحكومي بسبب الزيادة في عدد الموظفين في ملحقات الوظائف العامة من سعاة وأثاث‬
‫وسيارات …الخ ‪.‬‬
‫‪-6‬األسباب المالية‪:‬‬
‫إن سهولة االقتراض في الوقت الحاضر أدى بالدولة إلى كثرة االلتجاء إلى عقد قروض عامة‬
‫للحصول على موارد للخزانة العامة مما يسمح للحكومة بزيادة اإلنفاق‪ .‬وفي حالة وجود فائض في‬
‫اإليرادات أو مال احتياطي غير مخصص لهدف معين فإن ذلك يؤدي إلى إغراء الحكومة بإنفاقه‬
‫في أوجه غير ضرورية‪.‬‬
‫‪-2-5‬األسباب االظاهرية لتزايد النفقات العامة‪:‬‬
‫وهي أسبات تؤدي إلى زيادة مبالغ النفقات العامة دون زيادة نصيب الفرد من المنفعة العامة‬
‫المترتبة عنها ‪.‬ترجع األسباب المؤدية إلى زيادة النفقات العامة بهذا المعنى إلى تدهور قيمة النقود‬
‫وطريقة إعداد الميزانية والحسابات العامة ووزيادة عدد السكان‪.‬‬
‫‪-1‬تدهور قيمة النقود‪:‬‬
‫إن تدهور قيمة النقود أي انخفاض قدرتها الشرائية يؤدي إلى نقص كمية السلع والخدمات التي‬
‫يمكن الحصول عليها بواسطة عدد معين من الوحدات النقدية مقارنة بالكمية التي كان يمكن‬
‫الحصول عليها قبل هذا التدهور‪ ،‬ويترجم تدهور قيمة النقود في ارتفاع المستوى العام لألسعارأي‬
‫التضخم‬
‫‪-2‬اختالف الفن المالي‪:‬‬
‫وهو يتعلق بإعداد الميزانية والحسابات العامة‪ ،‬فقد ترجع الزيادة في النفقات العامة إلى االختالف‬
‫في الفن المالي وإلى اختالف طرق قيد الحسابات المالية‪.‬‬
‫‪-3‬زيادة السكان‪:‬‬
‫إذا كان اإلنفاق العام يتزايد لمجرد مواجهة الزيادة عدد سكانها دون أن يمس السكان األصليين فإن‬
‫الزيادة في اإلنفاق تكون مجرد زيادة ظاهرية‪ ،‬واتجاه النفقات العامة إلى التزايد في هذه الحاالت‬
‫يكون راجعا إلى اتساع نطاق الخدمات والمنافع العامة لمواجهة حاجات السكان المتزايدون منها‪.‬‬
‫‪ -6‬اآلثار االقتصادية للنفقات العامة‬
‫تتوقف اآلثار االقتصادية للنفقات العامة على عدة عوامل منها‪ :‬طبيعة هذه النفقات‪ ،‬والهدف الذي‬
‫ترمي إلى تحقيقه‪ ،‬وطبيعة اإليرادات الالزمة لتمويلها‪ ،‬والوضع االقتصادي السائد‪.‬‬
‫سنتعرض بإيجاز أهم هذه اآلثار إلى آثار مباشرة وغير مباشرة‪.‬‬
‫‪ -1-6‬اآلثار االقتصادية المباشرة للنفقات العامة‬
‫أ‪-‬اآلثار المباشرة للنفقات العامة في اإلنتاج الوطني‪:‬‬
‫ال شك أن النفقات العامة تؤثر على اإلنتاج والعمالة من خالل تأثيرها في حجم الطلب الكلي‬
‫الفعلي‪ ،‬إذ تشكل هذه النفقات جزءا هاما من هذا الطلب تزداد أهميته بزيادة تدخل الدولة في حياة‬
‫األفراد‪ ،‬وعالقة النفقات العامة بحجم الطلب وأثرها عليه يتوقف على حجم النفقة ونوعها‪ ،‬فالنفقات‬
‫الحقيقية تمثل طلبا على السلع والخدمات‪ ،‬أما النفقات التحويلية فأثرها يتوقف على طريقة تصرف‬
‫المستفيدين بهذه النفقات‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى يرتبط أثر النفقة العامة في اإلنتاج بمدى أثر الطلب الكلي الفعلي في حجم اإلنتاج‬
‫والعمالة‪ ،‬وهو ما يتوقف على مدى مرونة الجهاز اإلنتاجي أو مستوى العمالة والتشغيل في الدول‬
‫المتقدمة‪ ،‬وعلى درجة التنمية االقتصادية بالبلدان النامية‪.‬‬
‫ب‪-‬اآلثار المباشرة للنفقات العامة في االستهالك‬
‫تؤثر النفقات العامة في االستهالك القومي بطريق مباشر‪ ،‬وذلك عن طريق الزيادة األولية في‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫األستاذة جاب الخير وردة‪ :‬المالية العامة‬

‫الطلب على أموال االستهالك نتيجة لإلنفاق العام ويمكن تتبع هذا النوع من اآلثار من خالل نفقات‬
‫االستهالك الحكومي أو العام ومن خالل النفقات التي توزعها الدولة على األفراد في شكل مرتبات‬
‫أو أجور تخصص نسبة منها إلشباع الحاجات االستهالكية من السلع والخدمات‪.‬‬
‫‪ -1‬فالبنسبة لنفقات االستهالك الحكومي أو العام‪ :‬يبدو أثرها على زيادة االستهالك من خالل ما‬
‫تقوم به الدولة في سبيل إشباع الحاجات العامة من إنفاق‪ ،‬وقد يتخذ االستهالك الحكومي صورة‬
‫شراء سلع أو مهمات تتعلق بأداء الوظيفة العامة أو تلزم الموظفين العموميين أو ألعمال المرافق‬
‫والمشروعات العامة‪.‬‬
‫‪-2‬نفقات االستهالك الخاصة بالدخول الموزعة على األفراد‪ :‬تبدأ آثار هذه النفقات عندما تقوم‬
‫الدولة بتخصيص جزء من النفقات العامة لدفع مرتبات وأجور ومعاشات لموظفيها وعمالها‬
‫الحاليين والسابقين‪ ،‬ويخصص الجزء الكبر من هذه الدخول الموزعة على األفراد إلشباع الحاجات‬
‫االستهالكية الخاصة من السلع والخدمات‪ ،‬وتعتبر نفقات الدولة في هذه الحالة مقابل ما يؤديه‬
‫عمالها من أعمال أو خدمات‪ ،‬ولذلك فهي تعتبر من قبيل النفقات العامة المنتجة‪ ،‬حيث تؤدي‬
‫مباشرة إلى زيادة اإلنتاج الكلي‪.‬‬
‫ج‪ -‬اآلثار اإلقتصادية المباشرة للنفقات العامة على توزيع الدخل‬
‫تؤثر النفقات العامة على توزيع الدخل من خالل مرحلتين هما‬
‫المرحلة االولى ‪ :‬التوزيع االول للدخل‬
‫وهنا تقوم الدولة بتوزيع الدخل على عوامل االنتاج التى تعمل لدى الدولةة مثةل االجةور والمرتبةات‬
‫التةةى تةةدفعها الدولةةة للعةةاملين بهةةا وبالقطةةاع العةةام ‪ ،‬ونتيجةةة عوامةةل سياسةةية واجتماعيةةة واقتصةةادية‬
‫يحدث خلل فى هذا التوزيع االول للدخل فيزداد دخول األفةراد ويةنخفض دخةول افةراد ممةا يتطلةب‬
‫عمل الدولة على إعادة توزيع الدخل مرة اخرى ‪.‬‬
‫المرحلة الثانية ‪ :‬دور الدولة فى اعادة توزيع الدخل‬
‫وتعمل الدولة هنا على إعادة توزيع الدخل باستخدام النفقات العامة والتى يختلةف تأثيرهةا بةاختالف‬
‫نوع النفقة ‪-:‬‬
‫‪ -‬النفقات التحويلية بصفة عامة تؤدى الى اعادة توزيع الدخل وان كانت تختلف باختالف نوعها‬
‫‪ -‬النفقات التحويلية االجتماعية تؤدى الى اعادة توزيع الدخل لصالح الطبقات الفقيرة‬
‫‪ -‬النفقات التحويلية االقتصادية تعمل على اعادة توزيع الدخل بشكل عينى فى صورة سلع وخدمات‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬النفقات التحويلية المالية مثل فوائد الديون تعمل على اعادة توزيةع الةدخل لصةالح الطبقةات الغنيةة‬
‫التى تقرض الدولة وتحصل على الفوائد ‪ ،‬المقتتطعة اصالً من الضرائب التى يدفعها الفقراء‪.‬‬
‫‪ -‬النفقات الحقيقية كما قلنا هى توثر على توزيع االول للدخل وال تعمل على اعادة توزيع الدخل ‪،‬‬
‫إال اذا كانت اجور الموظفين مثالً اكبر من القيمة الحقيقية لمجهودهم وهنا تكون الزيادة فى االجر‬
‫عبارة عن نفقة تحويلية لذلك نجد انها تؤثر على اعادة توزيع الدخل‪.‬‬
‫‪--2-6‬اآلثار غير المباشرة للنفقات العامة‬
‫تحدث اآلثار غير المباشرة للنفقات العامة من خالل دورة الدخل فيها ويعرف بـ" أثر المضاعف و‬
‫أثر المعجل" وهي عبارة عن رؤية كينز لحل أزمة الكساد عن طريق اإلنعاش اإلقتصادي‪.‬‬
‫أ – أثر المضاعف‪ :‬استخدم االقتصادي“ كينز ”فكرة المضاعف لبيان أثر االستثمار المستقل‪ ،‬أو‬
‫الذاتي في الدخل ‪ ،‬من خالل ما يؤدي إليه هذا االستثمار من زيادة االستهالك المولد في االقتصاد‬
‫االذي بدوره يؤدي إلى زيادة الدخل ‪ ،‬بإضعاف الزيادة األولية في االستثمار المستقل‪ ،‬وهو ما‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫األستاذة جاب الخير وردة‪ :‬المالية العامة‬

‫يطلق عليه مضاعف االستثمار الذي يعبر عن العالقة بين الزيادة في االستثمار المستقل والذاتي‬
‫في الدخل‪.‬‬
‫فالتوسع في اإلنفاق الحكومي‪ ،‬يؤدي إلى توزيع دخول جديدة‪ ،‬تتمثل في دخول عوامل اإلنتاج‬
‫)أجر‪ ،‬ريع‪ ،‬فائدة‪ ،‬ربح ( يخصص المستفيدون من هذه الدخول جز ًءا منها لإلنفاق على‬
‫االستهالك‪ ،‬يتوقف على الميل الحدي لالستهالك‪ ،‬وجز ًءا لإلدخار‪ ،‬يتوقف على الميل الحدي‬
‫لالدخار ويؤدي هذا الجزء المخصص لالستهالك إلى زيادة الطلب على سلع االستهالك‪ ،‬ويؤدي‬
‫بالتالي إلى زيادة هذه السلع‪ ،‬ويؤدي إلى توزيع دخول جديدة‪ ،‬توزع بدورها ما بين االستهالك‬
‫واالدخار‪.‬‬
‫وهكذا تتوالى الزيادة في الدخول الجديدة‪ ،‬من خالل دورة الدخل في سلسلة متتالية من اإلنفاق‬
‫االستهالكي المتناقص‪ ،‬وهو ما يعرف باالستهالك المولد‪ ،‬التي تشكل في مجموعها زيادة إجمالية‬
‫في الدخل ‪ ،‬تفوق التوسع األولي في النفقات العامة‪.‬‬
‫إذن مضاعف اإلنفاق الحكومي‪ ،‬هو المعامل العددي الذي يوضح لنا مقدار الزيادة في الدخل‬
‫القومي‪ ،‬التي تتولد عن الزيادة في اإلنفاق الحكومي‪ ،‬من خالل ما تمارسه هذه الزيادة من تأثير‬
‫على اإلنفاق االستهالكي؛ أي أن أثر المضاعف يتوقف على الميل الحدي لالستهالك‪ ،‬يزداد‬
‫بازدياد الميل الحدي لالستهالك‪ ،‬وينخفض بانخفاضه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أثر المعجل‪ :‬ال تقتصر اآلثار غير المباشرة للنفقات العامة في اإلنتاج ‪ ،‬على الزيادة المتتابعة‬
‫من االستهالك المولد‪ ،‬وإنما هناك آثار غير مباشرة أخرى‪ ،‬تحدث في اإلنتاج القومي من خالل‬
‫الزيادة التي تحدثها النفقات العامة في الطلب على االستثمار‪ ،‬وهي ما يطلق عليها االستثمار المولد‬
‫أو التابع ‪.‬أي ذلك االستثمار الذي يشتق من الطلب على السلع االستهالكية ‪.‬وهو ما يعرف بأثر‬
‫المعجل أو المسارع‪ ،‬وتفصيل ذلك‪ ،‬إن الزيادة في اإلنفاق العام ‪ ،‬تؤدي إلى زيادة الطلب على‬
‫السلع النهائية االستهالكية‪ ،‬مما يدفع منتجي هذه السلع إلى زيادة إنفاقهم االستثماري‪ ،‬إلنتاج تلك‬
‫السلع التي ازداد الطلب عليها‪ ،‬بمعدل أكبر ‪.‬ويمكن حساب المعجل‪ ،‬بقسمة التغير في االستثمار‬
‫)الزيادة (على التغير في الناتج الوطني )الزيادة(‪.‬‬
‫وتتحدد آثار المعجل بعدد من االعتبارات أهمها‪ ،‬ما يتوافر من مخزون من السلع االستهالكية‪،‬‬
‫وما يتوافر من طاقات إنتاجية عاطلة غير مستغلة‪ ،‬حيث أن وجود مثل هذا المخزون وهذه‬
‫الطاقات المعطلة‪ ،‬يحد من أثر المعجل ‪.‬كما تتوقف آثار المعجل على تقدير منتجي السلع‬
‫االستهالكية التجاهات الزيادة في الطلب على هذه السلع‪ ،‬فيما إذا كانت اتجاهات الطلب ذات‬
‫طبيعة مؤقتة أو طارئة‪ ،‬فإنها ال تشجع هؤالء المنتجين على زيادة حجم االستثمار‪ ،‬أو إذا كانت‬
‫ذات طبيعة مستمرة‪ ،‬فهي تؤدي إلى زيادة حجم االستثمارات‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫األستاذة جاب الخير وردة‪ :‬المالية العامة‬

‫الفصل األول‪:‬‬
‫النفقات العامة‬
‫‪ -7‬تصنيف النفقات العامة في الجزائر‬
‫حسب القانون ‪ 17-84‬النفقات العامة إلى نفقات التسيير ونفقات التجهيز‬
‫‪ -1-7‬نفقات التسيير‪ :‬تلك النفقات الالزمة لتسيير أجهزة الدولة اإلدارية والمرافق العامة‬
‫كالمرتبات ونفقات صيانة المباني الحكومية و وتجهيز المكاتب وغيرها‪.‬‬
‫حسب المادة ‪ 24‬من قانون ‪ 17-84‬تنقسم نفقات التسيير إلى أربعة أبواب رئيسية هي‪:‬‬
‫* الباب األول‪ :‬أعباء الدين العمومي والنفقات المحسومة من اإليرادات‬
‫يشمل هذا الباب على االعتمادات الضرورية للتكفل بأعباء الدين العمومي باإلضافة إلى األعباء‬
‫المختلفة المحسومة من اإليرادات ويشمل هذا النوع خمسة أجزاء‪:‬‬
‫‪ -‬دين قابل لالستهالك( اقتراض الدولة)؛‬
‫‪ -‬الدين الداخلي (فوائد سندات الخزينة)؛‬
‫‪ -‬الدين الخارجي؛‬
‫‪ -‬ضمانات( من أجل القروض والتسبيقات المبرمة من طرف الجماعات المحليةوالمؤسسات‬
‫العمومية)؛‬
‫‪ -‬نفقات محسومة من اإليرادات( تعويض على منتوجات مختلفة)‪.‬‬
‫* الباب الثاني‪ :‬تخصيصات السلطة العمومية‬
‫تمثل نفقات تسيير المؤسسات العمومية السياسية وغيرها‪ ،‬المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬مجلس األمة‪،‬‬
‫المجلس الدستوري‪...‬الخ‪ ،‬وهذه النفقات مشتركة بين الوزارات‪..‬‬
‫* البالب الثالث‪ :‬النفقات الخاصة بوسائل المصالح‬
‫وتشمل كل االعتمادات التي توفر لجميع المصالح وسائل التسيير المتعلقة بالموظفين والمعد ات‬
‫ويضم ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬المستخدمين ( مرتبات العمل‪ - ،‬المنح والمعاشات؛ ‪ --‬النفقات االجتماعية)؛‬
‫‪-‬معد ات تسيير المصالح؛‬
‫‪-‬أشغال الصيانة؛‬
‫‪ -‬إعانات التسيير؛‬
‫‪ -‬نفقات مختلفة‪.‬‬
‫*الباب الرابع‪ :‬التدخالت العمومية‬
‫تتعلق بنفقات التحويل التي هي بدورها تقسم بين مختلف أصناف التحويالت حسب األهداف‬
‫المختلفة لعملياتها كالنشاط الثقافي‪ ،‬االجتماعي واالقتصادي وعمليات التضامن وتضم ‪:‬‬
‫‪ -‬التدخالت العمومية واإلدارية( إعانات للجماعات المحلية)؛‬
‫‪-‬النشاط الدولي( مساهمات في الهيئات الدولية)؛ ‪-‬‬
‫‪ -‬النشاط الثقافي والتربوي( منح دراسية)؛‬
‫‪-‬النشاط االقتصادي(إعانات اقتصادية)‬
‫‪ -‬إسهامات اقتصادية(إعانات للمصالح العمومية واالقتصادية)؛‬
‫‪ -‬النشاط االجتماعي( المساعدات والتضامن)؛‬
‫‪ -‬إسهامات اجتماعية( مساهمة الدولة في مختلف صناديق المعاشات‪...‬الخ)‬
‫* مالحظة هامة‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫األستاذة جاب الخير وردة‪ :‬المالية العامة‬

‫‪ -‬إن كل نفقات التسيير المحصورة في األبواب األربعة تقسم في قانون المالية في الجدول‪ -‬ب ‪-‬‬
‫الملحق بقانون المالية‪.‬‬
‫‪-‬النفقات الخاصة بالباب الثالث والرابع تقسم حسب الوزارات‪ ،‬حيث يحدد قانون المالية المبلغ‬
‫اإلجمالي لإلعتمادات الموجهة لكل دائرة وزارية ثم يتكفل المرسوم بتوزيع هذه االعتمادات‬
‫اإلجمالية لكل جزء‪ ،‬وفصل حسب طبيعة كل نفقة‪.‬‬
‫‪ -‬النفقات الخاصة بالباب األول والثاني المشتركة بين كل الوزارات أو التي ال ترتبط بوزارة معينة‬
‫في ميزانية النفقات المشتركة في أسفل الجدول – ب‪ -‬بعد تخصيص االعتمادات الموجهة لكل‬
‫وزارة كما هو مبي ن في الجدول‪ -‬ب‪. -‬‬
‫‪ -2-7‬نفقات التجهيز‪ :‬هي النفقات الرأسمالية أو االستثمارية التي يتولد عنها زيادة في الناتج‬
‫الداخلي الخام ويقصد بها تلك النفقات التي تخصص لتكوين رؤوس األموال في القطاعات‬
‫اإلقتصادية العمومية المنتجة مثل القطاع الصناعي والفالحي والبناء والصيد البحري‪....‬الخ‪.‬‬
‫يتم تقسيم نفقات التجهيز وتظهر في الجدول‪ -‬ج‪ -‬الملحق بقانون المالية حسب العناوين و القطاعات‬
‫والفصول والمواد‪.‬‬
‫فحسب المادة ‪ 35‬من قانون ‪ 17-84‬توزع نفقات التجهيز على ثالثة أبواب وتدون باسم العنوان‪:‬‬
‫أ‪ -‬العناوين‬
‫* العنوان األول‪ :‬استثمارات منفذة من طرف الحكومةأو المؤسسات العمومية‪.‬‬
‫* العنوان الثاني ‪:‬عم استثماري‪ ،‬أي إعانات اإلستثمار الممنوحة من طرف الدولة‬
‫* العنوان الثالث‪ :‬نفقات رأسمالية أخرى‪.‬‬
‫ب‪ -‬القطاعات‪ :‬تجمع نفقات التجهيز في عناوين حسب القطاعات( عشرة قطاعات) هي ‪:‬‬
‫المحروقات‪ ،‬الصناعة التحويلية‪ ،‬الطاقة والمناجم‪ ،‬الفالحة والري‪ ،‬الخدمات المنتجة‪ ،‬المنشآت‬
‫األساسية االقتصادية واإلدارية‪ ،‬التربية والتكوين‪ ،‬المنشآت األساسية االجتماعية والثقافية‪ ،‬المباني‬
‫ووسائل التجهيز‪ ،‬المخططات البلدية للتنمية مع اإلشارة إلى أن القطاع قد يضم عدد معين من‬
‫الوزارات ‪.‬‬
‫ج‪ -‬الفصول والموارد‪ :‬تقسم القطاعات إلى قطاعات فرعية وفصول ومواد حيث نتصور بطريقة‬
‫أكثر وضوح ودقة وذلك حسب مختلف النشاطات االقتصادية التي تمثل هدف برنامج االستثمار‪،‬‬
‫حيثث أن كل عملية تكون مركبة من قطاع‪ ،‬وقطاع فرعي‪ ،‬وفصل ومادة‪ .‬كأن نقول مثال العملية‬
‫رقم‪ 2423‬فهي تشمل على ‪:‬‬
‫القطاع ‪................................2‬الصناعات التحويلية؛‬
‫القطاع الفرعي ‪......................24‬التجهيزات؛‬
‫الفصل ‪.............................242‬الصلب؛ المادة‪.............................2423‬التحويالت‬
‫األولية للمواد‬
‫‪.‬تظهر نفقات التجهيز في الجدول –جـ‪ -‬الملحق بقانون المالية‪.‬‬
‫‪ -8‬برامج اإلنفاق العمومي في الجزائر‬
‫بدأت الوضعية المالية للجزائر في التحسن سنة ‪ 2000‬متزامنة مع ارتفاع متميز ألسعار‬
‫البترول بلغ ‪ $ 28.7‬للبرميل مقابل ‪ $ 18‬سنة‪ 99‬و‪ $ 12.85‬سنة‪، 98‬وساعد استقرار أسعار‬
‫البترول سنة‪ 2001‬في رفع احتياطي الصرف خالل السداسي األول إلى ‪ 15.2‬مليار‪ $‬مقابل ‪11.9‬‬
‫مليار‪ $‬سنة‪ ،1999‬أدى إلى تحقيق فائض في الميزان التجاري والرصيد اإلجمالي للخزينة و نمو‬
‫المخزون النقدي‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫األستاذة جاب الخير وردة‪ :‬المالية العامة‬

‫سمح هذا اإلنفراج المالي في تحول الجزائر نحو اتباع سياسة إنفاقية توسعية ‪ ،‬خاصة وأن كل‬
‫المؤشرات توحي باستمرار ارتفاع سعر البترول على المدى المتوسط فأقرت برامج إنفاق مالي‬
‫محددة المدة ‪.‬‬
‫‪ -1-8‬برنامج دعم اإلنعاش اإلقتصادي ‪2004-2001‬‬
‫هو برنامج تنموي‪ ،‬يهدف لتمويل نفقات التجهيز‪ ،‬وهذا ال يعني العدودة إلى نهج التخطيط أو‬
‫التوجيه اإلقتصادي‪ ،‬فهو موجه للبنية التحتية‪ ،‬بحيث يسمح بجذب اإلستثمارات الوطنية واألجنبية‪،‬‬
‫كما يتجه نحو تأسيس محيط اجتماعي أحسن‪ ،‬زيادة على خلق وضع مالئم لتطور اقتصادي‬
‫متجانس‪ .‬يغطي هذا البرنامج الفترة ‪ 2004 -2001‬بغالف مالي قدره ‪ 7‬مليار دوالر ما يقارب‬
‫انذاك ‪ 525‬مليار دج موجهة لــ للتنمية المحلية‪ ،‬و تعزيز الخدمات العمومية‪ ،‬و تنمية الموارد‬
‫البشرية‪ ،‬و دعم اإلصالح‪.‬‬
‫خصصت على النحو التالي‪:‬‬
‫مضمون برنامج دعم اإلنعاش اإلقتصادي ‪2004-2001‬‬
‫المبلغ المخصص(مليار دج) النسبة ‪%‬‬ ‫محاور اإلنفاق‬
‫‪% 40.1‬‬ ‫‪210.4‬‬ ‫أشغال كبرى وهياكل قاعدية‬
‫‪% 21.7‬‬ ‫‪114‬‬ ‫تنمية محلية‬
‫‪% 12.4‬‬ ‫دعم قطاع الفالحة والصيد البحري ‪65.4‬‬
‫‪% 8.6‬‬ ‫‪45‬‬ ‫دعم اإلصالحات‬
‫‪% 17.2‬‬ ‫‪90.2‬‬ ‫تنمية بشرية‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪525‬‬ ‫المجموع‬
‫أهداف البرنامج‪:‬يسعى البرنامج إلى تحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تحسين المستوى المعيشي و توفير السكن‪.‬‬
‫‪ -‬بلوغ معدل نمو بين ‪ 5‬و ‪% 6‬سنويا على مدى أربع سنوات و إنعاش االستهالك‪،‬‬
‫‪ -‬تـخفيض محسوس لنسبة البطالة‪.‬‬
‫‪ -2-8‬البرنامج التكميلي لدعم النمو ‪2009-2005‬‬
‫قررت الحكومة استكمال النتائج المحققة في برنامج دعم اإلنعاش بجدولة برنامج تنموي‬
‫خماسي للفترة ‪ 2009-2005‬سمي 'البرنامج التكميلي لدعم النمو'‪ .‬خصص له مبلغ ‪ 4202‬مليار‬
‫دج‪،‬موزعة كما يبينه الجدول التالي ‪:‬‬
‫مضمون البرنامج التكميلي لدعم النمو‪2009-2005:‬‬
‫النسبة ‪%‬‬ ‫المبلغ المخصص(مليار دج)‬ ‫محاور اإلنفاق‬
‫‪% 45.5‬‬ ‫‪1908.5‬‬ ‫تحسين ظروف معيشة السكان‬
‫‪% 40.5‬‬ ‫‪1703.1‬‬ ‫تطوير المنشآت األساسية‬
‫‪% 08‬‬ ‫‪337.2‬‬ ‫دعم التنمية االقتصادية‬
‫‪% 4.8‬‬ ‫‪203.9‬‬ ‫تطوير الخدمة العمومية‬
‫‪% 01.1‬‬ ‫‪50‬‬ ‫التكنولوجيات الجديدة لالتصال‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪4202.7‬‬ ‫المجموع‬
‫أهداف البرنامج‪:‬‬
‫‪ -‬تحديث و توسيع الخدمات العامة‪ :‬من أجل تحسين اإلطار المعيشي من جهة و من جهة كتكملة‬
‫لنشاط القطاع الخاص في سبيل ازدهار االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬تحسين مستوى معيشة األفراد‪ :‬وذلك من خالل تحسين الجوانب المؤثرة على نمط معيشة‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫األستاذة جاب الخير وردة‪ :‬المالية العامة‬

‫األفراد‪ ،‬سواء كان الجانب الصحي‪،‬األمني أو التعليمي‪.‬‬


‫‪ -‬تطوير الموارد البشرية و البنى التحتية‪ :‬وذلك راجع للدور الذي يلعبه كال من الموارد البشرية‬
‫والبنى التحتية في تطوير النشاط االقتصادي‪ ،‬عن طريق ترقية المستوى التعليمي و المعرفي‬
‫لألفراد و االستعانة بالتكنولوجيا في ذلك‪ ،‬كما أن البنى التحتية لها دور هام جدا في تطوير النشاط‬
‫اإلنتاجي و بالخصوص في دعم إنتاجية القطاع الخاص من خالل تسهيل عملية المواصالت و‬
‫انتقال السلع و الخدمات و عوامل اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬رفع معدالت النمو االقتصادي‪ :‬يعتبر رفع معدالت النمو االقتصادي الهدف النهائي للبرنامج‬
‫التكميلي لدعم النمو‪.‬‬
‫‪ -3-8‬برنامج التنمية الخماسي ‪2014-2010‬‬
‫يندرج هذا البرنامج ضمن ديناميكية إعادة إنعاش اإلقتصاد الوطني التى انطلقت أول ما انطلقت‬
‫قبل عشر سنوات ببرنامج دعم اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬استلزم برنامج االستثمارات العمومية الذي‬
‫وضع للفترة الممتدة ما بين ‪ 2010‬و ‪ 2014‬مبلغ ‪ 21214‬مليار دج أو ما يعادل ‪ 286‬مليار‬
‫دوالر‪ .‬و هو يشمل شقين اثنين هما‪:‬‬
‫‪-‬ا ستكمال المشاريع الكبرى الجاري انجازها على الخصوص فى قطاعات السكك الحديدية و‬
‫الطرق و المياه بمبلغ يعادل ‪130‬مليار دوالر‪.‬‬
‫‪ -‬إطالق مشاريع جديدة بمبلغ يعادل ‪ 156‬مليار دوالر‪.‬‬
‫* أهداف البرنامج‬
‫‪ -‬دعم التنمية البشرية التي تعتبر الركيزة األساسية للبرنامج االقتصادي واالجتماعي‬
‫‪ -‬تحسين ظروف العيش في العالم الريفي من خالل تحسين التزود بالماء الصالح للشرب ودفع ‪- -‬‬
‫قطاع األشغال العمومية لفك العزلة عن كل المناطق ‪.‬‬
‫‪ -‬ترقية وتطوير اقتصاد المعرفة من خالل دعم البحث العلمي وتعميم التعليم‪ ،‬وتعميم استعمال ‪- -‬‬
‫تكنولوجيا المعلومات واالتصال داخل المنظومة الوطنية للتعليم وفي المرافق العمومية‬
‫‪ -‬تحسين مناخ االستثمار واتخاذ التدابير الالزمة إلنعاش الصناعة الوطنية وتطوير المحيط‬
‫اإلداري والمالي والقانوني للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬ترقية الصادرات خارج المحروقات ‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير الترقية العقارية واألداة الوطنية في قطاع البناء واألشغال العمومية‬
‫‪ -‬مواصلة التجديد الفالحي وتحسين األمن الغذائي للبالد‪.‬‬
‫‪ -‬تثمين الموارد الطاقوية والمنجمية وتثمين القدر ات السياحية والصناعة التقليدية ‪.‬‬
‫‪ -‬الحفاظ على السلم االجتماعي في خدمة التنمية‪.‬‬
‫‪-4-8‬برنامج اإلستثمارات العمومية ‪2019-2015‬‬
‫يعتبر هذا البرنامج تكملة للبرامج التنموية السابقة حيث يغطي هذا البرنامج عمليات اإلستثمارات‬
‫العمومية المسجلة خالل فترة ‪ ، 2019-2015‬حيث تم إنشاء صندوق تسيير عمليات اإلستثمارات‬
‫العمومية المسجلة بعنوان برنامج توطيد النمو االقتصادي ‪. 2019-2015‬وقد خصص له مبلغ قدر‬
‫بـ ‪ 286‬مليار دوالر‪.‬‬
‫* أهداف البرنامج‪:‬‬
‫‪ -‬تحقيق نسبة سنوية للنمو قدرها ‪ % 7‬قصد الحد من البطالة وتحسين ظروف معيشة المواطنين‬
‫‪ -‬استحداث مناصب الشغل؛ ومواصلة جهد مكافحة البطالة وتشجيع االستثمار ‪‬المنتج المحدث‬
‫للثروة ومناصب العمل؛‬
‫‪ -‬اإلهتمام أكثر بالتنويع اإلقتصادي وتحقيق نمو الصادرات خارج قطاع المحروقات؛‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫األستاذة جاب الخير وردة‪ :‬المالية العامة‬

‫‪ -‬الحفاظ على المكاسب االجتماعية‪ :‬من خالل منح األلولوية لتحسين الظروف المعيشية للسكان‬
‫في قطاعات السكن‪ ،‬التربية‪ ،‬التكوين‪ ،‬والصحة العمومية‪ ،‬وربط البيوت بشبكات الماء والكهرباء‬
‫والغاز‪...‬الخ؛ وترشيد التحويالت اإلجتماعية ودعم الطبقات المحرومة العاملة؛‬
‫‪ -‬العناية بلتكوين ونوعية الموارد البشرية من خالل تشجيع وترقيةو تكوين اليد العاملة المؤهلة‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫األستاذة جاب الخير وردة‪ :‬المالية العامة‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الضرائب‬
‫‪ -1‬تعريف وخصائص الضريبة‬
‫الضريبة هى " فريضة مالية جبرية يلزم الممول بدفعها دون مقابل خاص وتهدف الى تغطية‬
‫النفقات العامة تحقيقا ً لمصالح المجتمع ويكون فى شكل نقود "‬
‫ومن التعريف السابق نكتشف ان هناك اربعة خصائص للضريبة‬
‫‪ -1-1‬فريضة جبرية تصدر عن السلطة التقديرية للدولة‬
‫الضريبة فريضة جبرية بمعنى ان الخاضعين لها ليس لديهم خيار فى دفعها من عدمه بل انهم‬
‫ملزمين بادائها ‪.‬وتمارس الدولة سلطتها فى فرض وتحصيل الضريبة بتحديد وعاء الضريبة‬
‫وسعرها واسلوب تحصيلها ‪.‬‬
‫‪ -2-1‬الضريبة فريضة بال مقابل خاص‬
‫فنجد ان فرض الضريبة على الممولين ال تتطلب وجود نفع خاص يعود عليهم من فرضها ‪،‬‬
‫فتفرض الضريبة بناء على المقدرة التمويلية للفرد الممول وليس بناء على النفع الذى يعود عليه ‪.‬‬
‫‪ -3-1‬الغرض من الضريبة تحقيق اهداف عامة‬
‫نجد ان الضريبة تهدف الى تحقيق نفع عام ‪ ،‬كما اصبحت للضرائب اهداف عامة متعددة منها‬
‫اهداف اجتماعية وسياسية واقتصادية ‪.‬‬
‫‪ -4-1‬حصيلة الضريبة مبلغ من النقود‬
‫االتجاه السائد فى العصر الحديث هو ان تحصل الضريبة فى صورة نقدية وليست صورة عينية‬
‫كما كان سائد قديماً‪.‬‬
‫‪ : 2‬قواعد الضريبة‬
‫‪ --12‬قاعدة العدالة ( المساوة )‬
‫الم قصود بالعدالة هو ان يتم توزيع االعباء الضريبة على افراد المجتمع بطريقة تحقق المساوة‬
‫بينهم حسب المقدرة التمويلية‪.‬‬
‫‪ -2-2‬قاعدة اليقين‬
‫والمقصود هنا ان يكون الممول على يقين كامل بكل ما يحيط بالضريبة من سعر الضريبة ووعائها‬
‫وميعاد تحصيلها وان يتناسب ميعاد وطريقة تحصيلها مع ظروف الممول‪.‬‬
‫‪ -3-2‬قاعدة اإلقتصاد في نفقة تحصيلها‬
‫اى يجب ان تكون الضريبة متناسبة مع قدرة الدولة على تحصيلها وقدرة موظفى الجهاز الضريبى‬
‫على التعامل معها بأقل نفقات اقتصادية حتى يتحقق مبدأ االقتصاد فى نفقات تحصيل الضريبة‬
‫‪ -4-2‬قاعدة المالئمة في التحصيل‬
‫المقصود ان الضريبة يجب ان تفرض على الممولين بحيث توافق توقيت حصولهم على مداخيلهم‬
‫الخاضعة للضريبة‬
‫‪ -3‬أهداف الضريبة‬
‫‪ -1-3‬األهداف المالية‪ :‬هدف الضريبة في الحصول على األموال الالزمة لتمويل النفقات العامة‬
‫‪ -2-3‬األهداف اإلجتماعية‪- :‬تشجيع النسل أو الحد منه‪ ،‬إعادة توزيع الدخل والثروة بهدف تقليل‬
‫الفوارق بين الطبقات االجتماعية‪ ،‬تشجيع استهالك السلع المرغوب فيها اجتماعيا‪ ،‬أو محاربة‬
‫استهالك بعض السلع الضارة …الخ‪.‬‬
‫‪-3-3‬اإلهداف االقتصادية‪ :‬التي يمكن للدولة تحقيقها باستخدام الضرائب منها‪:‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫األستاذة جاب الخير وردة‪ :‬المالية العامة‬

‫‪-‬تشجيع أو محاربة بعض أشكال المشروعات عن طريق التمييز في المعاملة الضريبية‪ ،‬تشجيع‬
‫االدخار والتكوين الرأسمالي عن طريق تقرير بعض اإلعفاءات تبعا لنوع السلعة‪ ،‬حماية اإلنتاج‬
‫الوطني ومعالجة العجز في ميزان المدفوعات‪ ،‬التخفيف من حدة التقلبات االقتصادية عن طريق‬
‫السياسة الضريبية …الخ‪.‬‬
‫أما أغرا ض الضريبة في البلدان النامية فتـتحدد‪ ،‬بشكل رئيسي في تعبئة الموارد االقتصادية‬
‫وتوجيهها لخدمة أهداف التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -3-4‬األهداف السياسية‪ :‬كما تستخدم الضرائب لتحقيق أهداف سياسية لحساب طبقة على حساب‬
‫طبقة أخرى‪ ،‬أو لتسهيل التجارة مع بعض البلدان أو للحد منها بواسطة رفع أو خفض الضرائب‬
‫الجمركية على الواردات‪.‬‬
‫‪ - 4‬أنواع الضرائب‬
‫* الضرائب المباشرة والغير مباشرة‬
‫الضرائب المباشرة ‪ :‬هى التى تحصل بناء على سجالت لدى إدارة الضرائب‪ ،‬و يتحمل عبئها‬
‫دافع الضريبة نفسه مثل الضرائب على الدخل والثروة‬
‫الضرائب غير مباشرة‪ :‬هي التي ال يرتبط تحصيلها باى بيانات اى ال سجالت لدى إدارة‬
‫الضرائب‪،‬و يتمكن دافعها من نقل عبئها الى غيره من االشخاص مثل الضرائب على االنفاق‬
‫والتداول‬
‫مزايا الضرائب المباشرة‬
‫‪ -‬تراعى مبادئ العدالة الضريبية فكل ممول يدفع بناء على مقدرته التكليفية‬
‫‪ -‬حصيلتها تتثم بالثبات النسبى النها تفرض على مصادر تتميز بالثبات النسبى كالثروة والدخل‬
‫‪ -‬قدرة االدارة الضريبية على تحقيق قاعدة المالئمة فى الدفع أكبر فى الضرائب المباشرة‬
‫عيوب الضرائب مباشرة‬
‫‪ -‬ثقل وطئتها النفسية على الممول واحساسه بتدخل الدولة فى شئونه االقتصادية مما يدفعه الى‬
‫محاولة التهرب منها‪.‬‬
‫‪ -‬تراخى حصيلة الضرائب مباشرة الى حين انتهاء السنة المالية وهو ماال يتوافق مع نفقات الدولة‬
‫مزايا الضرائب الغير مباشرة‬
‫‪ -‬سهولة دفعها اذ يتم وضعها ضمن السلعة التى يشتريها الفرد‬
‫‪ -‬صعوبة التهرب منها وضخامة حصيلتها‬
‫‪ -‬اتساع نطاقها ليشمل االنتاج واالستهالك لذلك فهى تناسب الدول المتخلفة ذات االوعية الضريبية‬
‫القليلة‬
‫عيوب الضرائب الغير مباشرة‬
‫‪ -‬ال تراعى مبدأ العدالة الضريبية فهى تفرض على السلع دون التمييز بين دافعيها ‪-‬‬
‫‪ -‬تتسم حصيلتها باالهتزرا وعدم الثبات خاصة فى اوقات الكساد واالزمات االقتصادية ‪.‬‬
‫* الضرائب الوحيدة والضرائب المتعددة‬
‫‪ -‬الضرائب الوحيدة معناها ان النظام الضريبى للدولة ال يحتوى إال على ضريبة واحدة تستخدمها‬
‫الدولة وتحقق من خاللها اهدافها المالية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫‪ -‬الضرائب المتعددة ومعناها ان يتكون النظام الضريبى من مجموعة ضرائب مختلفة تستخدمها‬
‫الدولة ايضا ً فى تحقيق اهدافها‬
‫مزايا الضريبة الوحيدة‬
‫‪ -1‬بساطة اجرائتها‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫األستاذة جاب الخير وردة‪ :‬المالية العامة‬

‫‪ -2‬تحقق العدالة الضريبية من وجه نظر مؤيديها‬


‫‪ -3‬صعوبة التهرب منها وانخفاض تكاليف تحصيلها‬
‫عيوب الضريبة الوحيدة‬
‫‪ -1‬ال تمتع بالعدالة الضريبية الن الوعاء المحدد للضريبة يتم اختياره بأسلوب تحكمى من‬
‫الدولة‬
‫‪ -2‬يمكن ان تنخفض حصيلتها جداً نتيجة التهرب الضريبى او انخفاض وعائها‬
‫‪ -3‬عبئها ثقيل على الممول النها تفرض عليه كلها مرة واحدة‬
‫‪ -4‬ال تحقق اهداف الدولة المتنوعة مثل الضريبة المتعددة‬
‫* الضرائب النسبية والضرائب التصاعدية‬
‫‪ -1‬الضرائب النسبية‬
‫وهى ضرائب تفرض بسعر ضريبة موحد أيا كانت المادة الخاضعة للضريبة وال يتغير السعر‬
‫بتغير مستويات الدخل او الثروة ‪.‬‬
‫وهنا نجد ان الضريبة النسبية ال تتمتع بالعدالة الضريبية ‪.‬‬
‫‪ -2‬الضرائب التصاعدية‬
‫وهى ضرائب تفرض بسعر تصاعدى اى انه مع زيادة الدخل يزداد سعر الضريبة وهنا نج‬
‫‪ -5‬أثار الضريبة على المتغيرات االقتصادية الكلية‬
‫‪ -1-5‬أثر الضريبة على اإلنتاج و االستثمار ‪:‬‬
‫تؤثر الضريبة على اإلنتاج من خالل تأثيرها على نفقة االنتاج وهو ما يؤدى إلى التأثير على حافز‬
‫الربح الذي يتحقق فى السوق فكلما زادت الضريبة زادت نفقة االنتاج وانخفضت االرباح مما يؤثر‬
‫على االستثمار واالنتاج ويختلف التأثير من سوق إلى أخر‪.‬‬
‫‪ -2‬أثر الضريبة على االدخار واالستثمار‪:‬‬
‫تؤثر الضريبة على الدخل مما يؤثر على كل من االستهالك واالدخار أى أن االدخار الخاص‬
‫لألفراد سوف ينخفض نتيجة ضعف مرونة االستهالك وعدم القدرة على تخفيضه بسهولة ‪.‬‬
‫وهنا نجد ان االدخار الخاص ينخفض ولكن يزداد فى نفس الوقت االدخار العام نتيجة زيادة‬
‫حصيلة الضرائب ولما كان االستثمار الخاص الناتج من االدخار الخاص أكفء غالبا ً من‬
‫االستثمار العام فنجد ان التأثير الكلى على االستثمار غالبا النقصان‬
‫إال أن هذا التأثير على االستثمار واالدخار يتوقف على نوع الضريبة‪:‬‬
‫‪ -‬الضرائب الغير مباشرة على اإلنفاق االستهالكي والضرائب الجمركية تعمل بصورة غير‬
‫مباشرة على زيادة حجم االدخار‪.‬‬
‫‪ -‬تؤثر الضريبة على االستثمار من خالل الميل لالستثمار حيث تؤدى فرض الضريبة إلى خفض‬
‫الكفاية الحدية لرأس المال ومن ثم خفض حجم االستثمار ‪.‬‬
‫‪ -‬الضرائب على الدخل تؤدى إلى خفض االستثمار بصفة عامة ‪.‬‬
‫‪ -3‬أثر الضريبة على مستوى التشغيل فى النشاط االقتصادي‪:‬‬
‫نجد ان للضريبة دور كبير فى التأثير على مستوى النشاط االقتصادى فاقتصاديات الدول‬
‫الرأ سمالية تمر بدورات اقتصادية يتقلب فيها االقتصاد بين حالة كساد وحالة تضخم وتستخدم‬
‫السياسة الضريبة فى الحد من مخاطر كل منها كما يلى‬
‫أ‪ -‬فى حالة الكساد‪:‬‬
‫‪ -‬يتم تخفيض العبء الضريبي على الدخل حتى يتحرر جزء من الدخل يوجه إلى االستهالك ‪.‬‬
‫‪ -‬يتم زيادة األعباء الضريبية على األرباح الغير موزعة حتى يقوم المستثمر باستثمارها ‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫األستاذة جاب الخير وردة‪ :‬المالية العامة‬

‫‪ -‬يتم تخفيض الضرائب على األرباح لتشجيع اإلنتاج‪.‬‬


‫ب‪-‬فى حالة التضخم‪:‬‬
‫يتم اتباع سياسات تهدف الى زيادة العبء الضريبى حتى يتم امتصاص جزء من القوة الشرائية فى‬
‫المجتمع للحد من التضخم إال أنه يجب اختيار النوع المناسب من الضرائب المستخدمة فنجد ان‬
‫‪ -‬الضرائب المباشرة ‪ ‬تؤدى إلى خفض الدخول واالستهالك وإضعاف حوافز االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬الضرائب الغير مباشرة ‪ ‬تؤدى إلى ضغط االستهالك والحد من التضخم‬
‫إال انه هناك أثر معاكس نتيجة رفع األسعار ومن ثم خفض اإلنتاج وهو األمر يؤدى إلى مزيد من‬
‫التضخم وخفض القوة الشرائية‪.‬‬
‫‪ -4‬أثر الضريبة على إعادة توزيع الدخل‬
‫تتدخل الدولة فى التأثير على توزيع الدخل القومى على مرحلتين‬
‫هناك اتجاهات ثالثة رئيسية تمارس الضرائب فيها أثارها التوزيعية على الدخل القومي‪:‬‬
‫أولها‪ ‬توزيع الدخل على الفئات أو الطبقات االجتماعية المختلفة ‪.‬‬
‫ثانيها ‪‬توزيعه كميا بين عوامل اإلنتاج‪.‬‬
‫الثالث‪‬توزيعه نوعيا على ألوان النشاط االقتصادي أو إقليميا على مناطق الدولة المختلفة‬
‫دور كل من الضرائب المختلفة فى اعادة توزيع الدخل‬
‫‪ -1‬اعادة توزيع الدخل عن طريق الضرائب المباشرة‬
‫‪ -‬الضر ائب على الدخل إذا كانت مفروضة بسعر نسبى على ذوى الدخول المرتفعة تزيد من‬
‫اختالل توزيع الدخل ‪ ،‬أما إذا كانت بسعر تصاعدي فغالبا ما يكون تأثيره فى إعادة توزيع الدخل‬
‫القومي لصالح أصحاب الدخول الصغيرة‪.‬‬
‫‪ -‬الضرائب على رأس المال تؤدى إلى توزيع الدخل فى غير صالح الطبقات الغنية مالكة رأس‬
‫المال‬
‫‪ -2‬اعادة توزيع الدخل عن طريق الضرائب الغير المباشرة‪:‬‬
‫الضرائب غير المباشرة بوجه عام تؤدى إلى إعادة توزيع الدخل فى غير صالح الطبقات ذات‬
‫الدخول المحدودة إال ان فاعلية تأثير الضرائب الغير مباشرة يرتبط بعاملين هما ‪:‬‬
‫‪ -‬نوع السلعة المفروض عليها الضريبة‪.‬‬
‫السلع الكمالية‪‬األثر لتوزيعي للضريبة فى صالح الطبقات محدودة الدخل ألن األغنياء هم‬
‫المشتريين لتلك السلعة وهم دافعي الضريبة الغير مباشرة ‪.‬‬
‫السلع الضرورية‪ ‬التوزيع فى غير صالح الطبقة محدودة الدخل ألنه يقوم بشرائها ومن‬
‫ثم يدفع الضريبة الغير مباشرة‬
‫‪ -‬ومن حيث أسلوب فرض الضريبة‬
‫‪ -‬الضرائب غير المباشرة ذات أثر أقوى على إعادة التوزيع لصالح الطبقات محدودة الدخل كلما‬
‫كانت على أساس قيمي أى تحسب على قيمة الشراء ألنة قيمة شراء الفقراء تكون قليلة ‪.‬‬
‫‪ -‬أما إذا فرضت الضريبة غير المباشرة على أساس نوعى فأنها ال تساعد على تقليل حدة التفاوت‬
‫بين الطبقات من حيث الدخل بالنظر لتسويتها للعبء الضريبي بين السلع غالية الثمن من استهالك‬
‫الطبقات القادرة والسلع الرخيصة الثمن الغالبة على استهالك الطبقات الفقيرة ‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫األستاذة جاب الخير وردة‪ :‬المالية العامة‬

‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫الميزانية العامة للدولة ومراحل إعدادها‬
‫‪ -1‬تعريف الميزانية‬
‫تعريف‪": 1‬الميزانية وثيقة مصدق عليها من السلطة التشريعية المختصة تحدد نفقات الدولة و‬
‫إيراداتها خالل فترة زمنية معينة" ‪.‬‬
‫تعريف‪: 2‬الميزانية حسب المشرع الجزائري‪:‬‬
‫"تتشكل الميزانية العامة للدولة من اإليرادات و النفقات النهائية للدولة المحددة سنويا بموجب قانون‬
‫المالية ‪،‬و الموزعة وفق األحكام التشريعية والتنظيمية المعمول بها"‬
‫" الميزانية هي الوثيقة التي تقدر للسنة المدنية مجموع اإليرادات والنفقات الخاصة بالتسيير و‬
‫االستثمار منها نفقات التجهيز العمومي و النفقات بالرأسمال و ترخص بها"‬
‫تعريف‪ : 3‬هي جرد النفقات و اإليرادات المقرر تحقيقها خالل مدة محددة من طرف شخص أ‬
‫ومجموعة وهي تعني بالنسبة للدولة مجموعة الحسابات التي ترسم لسنة واحدة الموارد و األعباء‬
‫الدائمة‪.‬‬
‫تعريف‪": 4‬قائمة تحتوي على اإليرادات و النفقات العامة المتوقعة لسنة مقبلة و تكون مصادقة‬
‫عليها من طرف السلطات التشريعية ‪،‬وهي التعبير المالي لبرنامج العمل المصادق عليه و الذي‬
‫تنوي الحكومة تحقيقه للسنة المقبلة تحقيقها ألهداف المجتمع"‬
‫‪ -2‬خصائص الميزانية‬
‫تتميز الميزانية بأربع خصائص‪:‬‬
‫‪ -1-2‬وثيقة محاسبية‪ :‬تقسيم الميزانية إلى إيرادات و نفقات‬
‫حيث تخضع الميزانية للشكليات التي يعرفها نظام المحاسبة العمومية على هيئات عمومية ذات‬
‫طابع إداري (غير ربحي) و التي تعتمد في مسك محاسبتها على تقسيم الميزانية إلى قسم خاص‬
‫باإليرادات و اآلخر بالنفقات و وكل جانب مقسم إلى فصول ‪ ،‬وكل فصل إلى أبواب وكل باب إلى‬
‫مواد ثم بنود (‪)1‬‬
‫‪ -2-2‬وثيقة تقديرية ‪:‬تبقى الميزانية وثيقة تقديرية ‪ ،‬تمتاز بعدم اليقين ‪ ،‬حتى ولو اعتمد في أعدادها‬
‫على عناصر موضوعية ألنها تحوي بيانات تقديرية عن فترة مقبلة ال تستوجب التنفيذ حتى يتأكد‬
‫من تحقيقها ويرجع سبب ذلك إلى عدم التأكد ‪.‬‬
‫‪ -3-2‬وثيقة مساعدة التخاذ القرار‪:‬تعتبر الميزانية قاعدة التخاذ القرار بالنسبة لمسؤولي المؤسسات‬
‫حيث يعتمد في اتخاذ قراراتهم بصفة أساسية على معطيات الميزانية‪،‬نظرا الطبيعة و مميزات‬
‫المعلومات التي تتضمنها و التي تسمح بالتعبير عن كل اإلمكانيات و الموارد بطريقة مبسطة و‬
‫معبرة و سهلة التحليل ‪.‬‬
‫‪ -4-2‬قاعدة لمراقبة األداء ‪ :‬كما تم تعريف الميزانية سابقا فهي تعبر عن برنامج أو خطة عمل‬
‫للمؤسسة لفترة زمنية محددة و بالتالي تعتبر كأداة لمراقبة أألداء من خالل قياس حجم و نسبة ما تم‬
‫تحقيقه من البرامج المسطرة والمقارنة بين ما كان مقررا و ما تم تحقيقه فعال (‪)4‬‬
‫‪ -3‬دورة الميزانية العامة‪ :‬مراحل إعداد موازنة الدولة‬
‫يطلق لفظ دورة الميزانية العامة على المراحل الزمنية المتعاقبة و المتداخلة التي تمر بها ميزانية‬
‫الدولة تحقيقا لهذه المستويات المشتركة بين السلطات التنفيذية و التشريعية و دورة الميزانية إلى‬
‫جانب اتصافها بخاصية االستمرار و التداخل تتصف أيضا بوجود مراحل مميزة تتعاقب زمنيا و‬
‫تتكرر عام بعد عام و لكل منها خصائصها و مشاكلها و متطلباتها ولذلك كان من الممكن تقسيم‬
‫دورة الميزانية العامة إلى ألربعة مراحل متميزة ‪:‬التحضير و األعداد ‪،‬االعتماد‪،‬التنفيذ‪،‬المراجعة و‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫األستاذة جاب الخير وردة‪ :‬المالية العامة‬

‫الرقابة ‪،‬وسنتعرض لهم بالتفصيل في الفروع التالية‪:‬‬


‫‪ :1-3‬مرحلة التحضير و اإلعداد‬
‫ولئن تعددت أنظمة تحضير الميزانية إال أننا نجد أن حق تحضير و إعداد الميزانية العامة على‬
‫السلطة التنفيذية وحدها فعلى السلطة التنفيذية تقع مسؤولية تحقيق أهداف المجتمع االجتماعية و‬
‫االقتصادية و من الناحية العملية فإن السلطة التنفيذية اقدر من السلطة التشريعية على تحضير و‬
‫إعداد الميزانية ‪،‬فهي بمالها من أجهزة حكومية و إمكانيات فنية أدرى و ال شك بمقدرة القطاعات و‬
‫الفئات المختلفة على تحمل األعباء المالية‪.‬‬
‫و تبدأ هذه المرحلة عادة على مستوى أصغر الوحدات الحكومية حيث تتولى كل مصلحة أو هيئة‬
‫أو مؤسسة عامة إعداد تقديراتها لما يلزمها من نفقات و ما تتوقع أن تحصل عليه من إيرادات‬
‫خالل السنة المالية المطلوبة إعداد تقديراتها لما يلزمها من نفقات و ما تتوقع إن تحصل عليه من‬
‫إيرادات خالل السنة المالية‪.‬‬
‫و المطلوب إعداد ميزانياتها‪ ،‬و يختلف الفاصل الزمني بين هذه المرحلة من التحضير و بين بداية‬
‫السنة المالية التي يجري لها هذا التقدير و من دولة ألخرى ‪.‬‬
‫ثم تتولى وحدة تنفيذية متخصصة 'مع تفاوت في اإلجراءات التفصيلية من نظام آلخر‪.‬‬
‫' فحص تحصيالت الوحدات الحكومية المختلفة وتنفيذها أو تعديلها جوهرها ثم تنسيقها في مشروع‬
‫واحد متكامل لميزانية الدولة ‪،‬حيث يرفع مع البيان المالي إلى السلطة التشريعية لفحصه و اعتماده‬
‫وفي مرحلة التحضير و اإلعداد للميزانية تسترشد الحكومة بمجموعة من المبادئ العامة ‪،‬وعدد‬
‫من األساليب الفنية ‪،‬أما عن المبادئ العامة فقد حصرت تقليديا في أربعة مبادئ و هي ‪:‬مبدأ الوحدة‬
‫‪،‬مبدأ العمومية ‪،‬مبدأ توازن الميزانية‪.‬و لعل أهم هذه المبادئ الوحدة و العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬االعتبارات التنظيمية التي تحكم مرحلة إعداد مشروع الدورة العامة‪:‬‬
‫و تتمثل في جميع القواعد و اإلجراءات التي يصنعها المشرع أو تقوم بتحديدها وزارة المالية دائرة‬
‫الموازنة العامة ‪،‬ويفترض بجميع الجهات الحكومية أن تلتزم بها أثناء تحضير مشروع الموازنة‬
‫‪،‬و غالبا ما تأخذ عملية التحضير الخطوات التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬صدور البالغ الرسمي عن المكلف برسم السياسة بشكل عام وسياسة الموازنة بكل خاص و‬
‫يتضمن هذا البالغ األسس و التعليمات الواجب إتباعها من قبل الوزارات و الدوائر و المؤسسات‬
‫الحكومية عند إعدادها المشروع موازنتها للسنة المالية المقبلة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقوم الوزارات و الدوائر و المؤسسات الحكومية بالتعميم على إدارتها المختلفة و تزويدها‬
‫بالنماذج المعتمدة من دائرة الموازنة و مطالبتها بتقديم توقعاتها عن نشاطها و أعمالها للسنة المالية‬
‫المقبلة و تقديم مقترحاتها بخصوص إعداد الموازنة الخاصة بها‪ .‬ويتولى اإلدارة العليا فيما يتعلق‬
‫بمركز الوزارة أو الدائرة و الحاكم اإلداري فيما يتعلق باإليرادات الحكومية في المحافظات‪ ،‬و‬
‫األولوية القيام بدراسة المقترحات المقدمة و التجاور و التشاور مع مديري اإلدارات و الوحدات‬
‫والعمل على إجراء أي تعديالت على المقترحات و المشروعات المقدمة منهم‪ ،‬ووضع مشروع‬
‫نهائي على موازناتها و تقديم ذلك لدائرة الموازنة العامة أو اإلدارة المسؤولة عن التنظيم المالي‬
‫داخل الوزارة أو الدائرة هذا و غالبا ما بتم تشكيل لجان فرعية تدعى"لجان الموازنة"و ذلك على‬
‫مستوى الوزارات أو المؤسسات المختلفة و تكون مهمتها القيام بإعداد مشروعات الموازنات‬
‫الفرعية بالتنسيق مع اإلدارات العليا على نفس المستوى‪.‬‬
‫ج‪ /‬تتسلم دائرة الموازنة العامة مشاريع الموازنات المقدمة من الوزارات و الدوائر الحكومية حيث‬
‫يتم دراستها من قبل المختصين بالدائرة‪ ،‬ثم تبدأ المناقشة بين الوزارات و الدوائر المعينة و دوائر‬
‫الموازنة حول المخصصات المطلوبة للسنة المالية المقبلة‪ ،‬و من ثم يتم التوصل إلى أرقام متفق‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫األستاذة جاب الخير وردة‪ :‬المالية العامة‬

‫عليها على ضوء االحتياجات السائدة و الموارد المالية المتاحة‪.‬‬


‫د‪/‬بعد االنتهاء من مرحلة مناقشة مشاريع الموازنات المقدمة من الوزارات و الدوائر الحكومية يتم‬
‫التوصل إلى صورة إجمالية واضحة لحجم اإليرادات و النفقات المقدرة للسنة المالية المقبلة و‬
‫مقدار العجز المقدر و يتم استعراض ذلك من قبل المجلس االستشاري للموازنة ‪.‬‬
‫هـ‪ /‬يتم رفع مشروع قانون الموازنة العامة لمجلس الوزراء حيث يبدأ بدراسته و استعراضه و‬
‫مناقشته بعناية و يقوم بإجراءاته تعديالت قديراها مناسبة و تنسجم مع اتجاهات السياسة العامة و‬
‫يتم وضع الموازنة في صورتها شبه النهائية‪ ،‬حيث يتم رفع مشروع قانون الموازنة العامة لمجلس‬
‫األمة للمناقشة النهائية‬
‫‪ -2-3‬مرحلة االعتماد (اإلقرار و المصادقة)‬
‫تعتبر هذه المرحلة من أدق المراحل و أكثرها حساسية‪ ،‬وذلك ألن عملية اعتماد الموازنة أو‬
‫المصادقة عليها تمثل المرحلة األخيرة التي تناقش الموازنة خاللها قبل العمل على إخراجها إلى‬
‫حيز التنفيذ و لئن أثيرت المناقشات حول اختصاصات كل من السلطة التنفيذية و التشريعية في‬
‫مرحلة تحضير و أعداد الميزانية فان مرحلة االعتماد كانت‪،‬‬
‫و ستضل دائما من اختصاص السلطة التشريعية بحكم كونها ممثلة لقوى الشعب تقع مسؤولية‬
‫التحقق من سالمة البرامج و السياسات الحكومية عن طريق اعتماد مشروع الميزانية و متابعة‬
‫تنفيذها للتأكد من حسن األداء باستخدام أساليب الرقابة المالية(وهي المرحلة الرابعة من دورة‬
‫الميزانية)‪.‬‬
‫ويبدأ مشروع الميزانية داخل المجلس التشريعي و يمر بثالث مراحل و هي‪):‬‬
‫‪ -1‬مرحلة المناقشة العامة‪:‬‬
‫حيث يعرض مشروع الميزانية العامة للمناقشة العامة في البرلمان ‪،‬و هذه المناقشة تنصب غالبا‬
‫عن كليات الميزانية العامة و ارتباطها باألهداف القومية كما يراها أعضاء المجلس‪.‬‬
‫‪ -2‬مرحلة المناقشة التفصيلية المتخصصة‪:‬‬
‫و سنطلع به لجنة مختصة متفرعة عن المجلس النيابي (لجنة الشؤون االجتماعية) و تقوم اللجنة‬
‫بمناقشة مشروع الميزانية في جوانبها التفصيلية ثم ترتفع بعد ذلك تقريرها إلى المجلس‪.‬‬
‫‪ -3‬مرحلة المناقشة النهائية‪:‬‬
‫يقوم المجلس مجتمعا بمناقشة تقرير اللجنة ثم يصوت على الميزانية العامة بأبوابها و فروعها وفقا‬
‫للدستور و القوانين المعمول بها‪.‬‬
‫أداة اعتماد الميزانية‪:‬‬
‫إذا وافق البرلمان على المشروع الميزانية العامة‪ ،‬فانه يقوم بإصدارها بمقتضى قانون يطلق عليه‬
‫"قانون المالية" و هو قانون يحدد الرقم الجمالي لكل النفقات العامة و اإليرادات العامة‪ ،‬ويرفق به‬
‫جدوالن يتضمن األول بيانا تفصيليا للنفقات و الثاني بيانا تفصيليا لإليرادات‪.‬‬
‫‪ -3-2‬مرحلة التنفيذ‪:‬‬
‫وهي هذه المرحلة تنتقل الميزانية العامة من النظري إلى حيز التطبيق العملي الملموس ‪،‬حيث تقوم‬
‫الحكومة تنفيذ الميزانية ‪،‬فتتولى الوزارات و المصالح و الهيئات المختلفة القيام بالبرامج و‬
‫المشروعات و تسيير الخدمات التي اعتمدتها السلطة التشريعية مراعية في ذلك ارتفاع الكفاءة‬
‫الفنية للتنفيذ و انخفاض تكاليفه‪،‬كما تتولى المصالح المعنية تحصيل الضرائب و اإليرادات المقررة‬
‫بأدلة كل إمكانياتها في سبيل منع التهرب الضريبي و انخفاض التكاليف الجبائية‪.‬‬
‫وال تقتصر مهمة تنفيذ الميزانية على مجرد تحصيل اإليرادات‪ ،‬ودفع المصروفات التي أدرجت‬
‫في الميزانية العامة بل أن تتبع آثار هذه العمليات على االقتصاد القومي و أن تراقب اتجاهاتها نحو‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫األستاذة جاب الخير وردة‪ :‬المالية العامة‬

‫األهداف االقتصادية المنشودة حتى تستطيع في الوقت المناسب تعديل سياساتها االنفاقية و‬
‫االيرادية إن لزم األمر ولما كانت عمليات التقدير و التنبؤ قد سادت مرحلة تحضير الميزانية‬
‫**‪°‬كما سبق أن ذكرنا‪°‬فان على مرحلة التنفيذ إن تواجه كافة النتائج التي تترتب على مقارنة‬
‫التقديرات بالواقع‪.‬‬
‫‪ -4-2‬مرحلة المراجعة و الرقابة‪:‬‬
‫تعد هذه المرحلة هي آخر مرحلة تعرفها الميزانية العامة للدولة و تسمى مرحلة مراجعة تنفيذ‬
‫الميزانية و الهدف منها هو التأكد من أن تنفيذ الميزانية قد تم على الوجه المحدد وفق السياسة التي‬
‫وضعتها السلطة التنفيذية و إجازتها من طرف السلطة التشريعية‪ .‬و بناءا على ذلك فان لهدف‬
‫األساسي من الرقابة على الميزانية هو ضمان تحقيقها ألقصى قدر من المنافع للمجتمع في حدود‬
‫السياسات العامة للدولة‪.‬‬
‫و تأخذ الرقابة على تنفيذ الميزانية عدة صور مختلفة وهي الرقابة اإلدارية و الرقابة التشريعية و‬
‫الرقابة المستقلة‪.‬‬
‫النفقات و اإليرادات قد تمت على النحو الصادر به لدى السلطة التشريعية و طبقا للقواعد المالية‬
‫المقررة للدولة ‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬

You might also like