Professional Documents
Culture Documents
2018 2017
صحبه هه. هه ه
صلحى للا حو حسلحم حعلحى نحبهي نحا م حمد ،حو حعلحى آله حو ح
الحمد لل ،حو ح
ﳋﳍﳎﳏﳐﳑﱠ [هود]88 :
ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﳈﳉﳊ ﳌ
1
تسعى خمتلف الدول إىل حتقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية ،وإىل مواجهة احلاجات املتباينة والكثرية ،خاصة ما
تعلق منها بتوفري حاجات األفراد واملتعلقة باملرافق العامة من تعليم وصحة وأمن ودفاع ،إضافة إىل إجناز خمتلف املنشآت
األساسية والقاعدية اليت تزيد من تطور وازدهار البلد.
ومن أجل حتقيق ذلك والوصول إىل األهداف املرجوة تقوم الدول باعتماد موازنة عامة؛ وبالتالي العمل على البحث
وتأمني خمتلف مصادر اإليرادات لتمويلها ،ثم إعادة توجيها يف شكل إنفاق عام لتحقيق االستقرار والتوازن االقتصادي
واالجتماعي للمجتمع.
وتعترب املالية العامة املرآة العاكسة حلالة االقتصاد وظروفه جلميع الدول خالل فرتة زمنية معينة ،ويالحظ ذلك من
خالل ما ميكن أن تلعبه اإليرادات والنفقات باعتبارها أحد موضوعات املالية العامة من دور وتأثري على النشاط االقتصادي
واالجتماعي للمجتمع.
وإذا كان للمالية العامة هذه األهمية والتأثري ،فالتساؤل الذي حيضر هنا حول املوضوع الذي تعاجله املالية العامة،
واملقصود منها ،ومكانها يف نطاق العلوم االجتماعية األخرى.
ومن هنا ترتكز هذه املطبوعة على دراسة املالية العامة من خالل الرتكيز على:
-دراسة النفقات العامة اليت تقوم بها الدولة قصد اشباع احلاجات العامة ،وبيان تقسيماتها وآثارها االقتصادية واالجتماعية
النامجة عن القيام باإلنفاق العام ،باإلضافة إىل ظاهرة تزايد النفقات العامة.
-دراسة االيرادات العامة السيما يف العصر احلديث اليت تتسم باتساع نطاقها ،حيث مل يعد دورها يقتصر على متويل النفقات
العامة بل أصبح أداة للتوجيه االقتصادي واالجتماعي ،وتوجيه االستثمارات وحماربة التضخم وإعادة توزيع الدخل الوطين.
-دراسة األداة اليت تستخدم يف تنفيذ السياسة العامة للدولة عن طريق التنسيق بني النفقات واإليرادات العامة بغرض حتقيق
التوازن االقتصادي واالجتماعي وحتقيق أهداف اجملتمع؛ وهذا من خالل املوازنة العامة.
وعليه فإن حماور هذه املطبوعة تتكون من:
-الفصل التمهيدي :مدخل إىل علم املالية العامة،
-الفصل األول :يتناول النفقات العامة،
-الفصل الثاني :يتناول االيرادات العامة،
-الفصل الثالث :يعاجل املوازنة العامة للدولة.
2018 2017
2
الفصل التمهيدي
مدخل إىل علم املالية العامة
متهيد:
تتعدد احلاجات والرغبات اليت يسعى كل فرد يف اجملتمع إلشباعها مستغال كل الوسائل املتاحة؛ فإذا تعلقت هذه
احلاجات بالفرد نفسه مسيت حاجات خاصة ،وإذا كانت متعلقة باجملتمع ككل مسيت باحلاجات العامة .هذه األخرية تعد
عملية إشباعها من وظائف الدولة ،من خالل امليزانية العامة؛ وهي بذلك تهدف إىل حتقيق أهداف الدولة من خالل القيام
بوظائف ها العامة وحتقيق مصاحل اجملتمع مستخدمة يف ذلك إيراداتها ونفقاتها العامة كوسائل وأدوات لتحقيق تلك األهداف.
متثل احلاجات العامة اليت يتطلب من الدولة إشباعها حمور النشاط املالي واالقتصادي للدولة ،عن طريق قيام الدولة
بالنفقات العامة ،مما يستدعي حصول الدولة على إيرادات عامة كافية لتغطية هذه النفقات.
وعلى ذلك ينبغي للدولة أن تضع برناجمًا حمددًا يف وثيقة اصطلح على تسميتها امليزانية العامة أو املوازنة العامة ،تتضمن
تقدير تفصيلي إليرادات ونفقات الدولة لفرتة مقبلة ،وهي عادة سنة.
كما تلعب الد ولة يف أي جمتمع حديث دور املنظم مهما اختلفت درجة التقدم والشكل واهلدف؛ وحتى يتحدد دور
الدولة يف النشاط االقتصادي البد من وجود سياسة مالية حتدد الدولة من خالهلا أطر عالقتها مع باقي السياسات االقتصادية.
وبالتالي ،تتحقق األهداف املرغوبة واملطلوبة واملتفق عليها.
وعليه ميكن ختصيص الفصل التمهيدي لدراسة تطور مفهوم املالية العامة ،أهمية املالية العامة ،وعالقة املالية العامة
بالعلوم األخرى؛ باعتبارها مواضيع أساسية لعلم املالية العامة .كاآلتي:
أوال :مراحل تطور مفهوم املالية العامة،
ثانيًا :ماهية املالية العامة،
ثالثًا :أوجه التشابه واالختالف بني املالية العامة واخلاصة،
وعالقة املالية العامة بالعلوم األخرى.
2018 2017
3
1العصور الوسطى هي فرتة تارخيية متتد من القرن اخلامس إىل القرن اخلامس عشر امليالدي ،حيث أصيبت حضارة أوروبا باالحنطاط ،وساد فيها التخلف والرجعية والظلم
يف أوربا (تسمى أيضًا بالعصور املظلمة)؛ لكنها متثل التطور العلمي والثقايف والعدل يف العامل اإلسالمي .بدأت يف أعقاب سقوط اإلمرباطورية الرومانية يف عام 476م
وامتدت حتى العصر احلديث املبكر 1517م .كان اإلقطاع هو النظام السائد ،حيث كان اإلقطاعي هو السيد املطاع ميتلك القلعة واألرض واملزارع واملراعي والناس
الذين يعيشون على أرضه كذلك .بعدها أدّى التَطوّر التِقَين والثقايف بعد الثورة الصناعية إىل إعادة تشكيل املُجتَمع األوروبي ،مما أسدَل السِتَارَ عن العصور الوسطى
معلنةً بذلك بداية العصر احلديث.
2الدومني عبارة قطعة من األرض خيصصها السيد لنفسه من أرض الضيعة ،وتزرع بواسطة فالحون أحرار وعبيد على أن تعود الغلة للسيد.
3طارق احلاج ،املالية العامة ،دار صفاء ،عمان1430 ،هـ2009/م ،ص -ص .17 -14
2018 2017
4
1اعتمد يف متويل بيت املال على موارد أهمها :الزكاة ،والغنائم ،واخلراج ،واجلزية ،والعشور .غري أنه ،حاليًا مل يعد هلا وج ود ويتم االعتماد على الضرائب والرسوم .فبعد
تعرض بيوت أموال املسلمني لظروف طارئة وتكون إيرادات الدولة غري كافية جعلت احلكام يلجئون إىل فرض تلك الضرائب لتجهيز اجليوش أو ملصلحة الدولة عامة.
وهذا ما جعل الفقهاء املسلمني ينظرون إىل اجلواز أو عدمه من زاوية الظرو ف الطارئة وكفاية الزكاة يف تغطية هذه النفقات املستجدة حتى مسوها النوائب ،أو هل
فرض هذه الضرائب هو من باب التسلط على أموال الناس من غري وجه حق حتى مساها بعض الفقهاء إتاوات أو ج بايات ،وعدوها نوعا من الظلم على وجه القهر والغلبة.
و مفهوم الضريبة من وجهة نظر فقهاء الشريعة اإلسالمية هي اقتطاعات مالية تفرضها الدولة يف أموال املمولني -املوسرين واألغنياء -من أفراد األمة فوق الزكاة لضرورة
طارئة مستندة يف ذلك إىل قواعد الشريعة العامة ،دون أن يقابل ذلك نفع معني للممول ،تستخدمه الدولة يف تغطية النفقات العامة للمواطنني .ومتتاز هذه الضرائب بأنها مؤقتة
بالظروف اليت فرضت من أجلها ،وليست تشريعًا دائمًا أصيالً بل هي استثنائية تنتهي بانتهاء الظروف اليت استوجبتها .وكونها موقتة بوقت أو ظرف معني تنتهي بانتهائه فهذا
أهم فرق بني الضريبة عند االقتصاديني والضريبة عند الفقهاء اجمليزين.
2طارق احلاج ،املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص .103 ،102
2018 2017
5
وتأتي أهمية الزكاة باعتبارها أد اة لتوفري السيولة الالزمة لتمويل التنمية؛ فمن جانب الكفاءة التحصيلية متثل وفرة
احلصيلة مصدراً مهماً للتمويل ،وكذا مصدر متويلي دائم ومتجدد ملستحقيها ،تتمثل يف استثمار جزء من حصيلتها يف
مشروعات إنتاجية .فكلما كان التحكم يف الزكاة جباية وتوزيعاً؛ كلما كان األثر واضحاً وفعّاالً وذي أثر إجيابي يف
املتغريات االقتصادية الكلية.
-2اخلراج :ويفرض على األراضي اليت فتحها املسلمون.
-3عشور التجارة :وهي ضرائب عل ى جتارة املسلمني وأهل الذمة وعلى أهل احلرب إذا مروا بتجاراتهم يف أرض املسلمني،
وذلك مقابل محاية الدولة اإلسالمية للتجار وجتاراتهم .وهي على املسلمني زكاة ،وعلى أهل الذمة يف جتارتهم نصف
العشر من قيمتها من احلول إىل احلول ،وأما احملارب فعليه العشر الكامل.
-4اجلزية :وهي مبلغ من املال تفرض على رؤوس أهل الذمة الذين دخلوا حدود بالد املسلمني .وال يوجد مقدار حمدد هلا ،فقد
يزيد أو ينقص حسب األوضاع اليت يقدرها خليفة املسلمني.
-5مخس الغنائم :اليت يتحصل عليها املسلمني من الغنائم يف احلروب والفتوحات؛ وهي هلل ولرسوله ولذوي القربى واليتامى
واملساكني وابن السبيل ،وأربع أمخاس الغنائم الباقية للمقاتلني يف سبيل اهلل الذين حصلوا عليها.
ثانيًا :أوجه االنفاق العام يف النظام املالي اإلسالمي
ينفق املال يف اإلسالم على عدة أوجه ،ولكل إنفاق وجه يصرف فيه ،وهذا ما مييز اإلسالم عن غريه من النظم حيث حيدد
اإلسالم أوجه االنفاق قبل أن يرد إليه املال املراد إنفاقه
ﱡﭐﲑ ﲒ ﲓ ﲔ االنفاق على من هلم حق يف الزكاة اليت فرضها اهلل سبحانه وتعاىل ملستحقيها بقوله : -
ﲠﱠ [التوبة.]60 ،
ﲡ ﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟ
وجّه االقتصاديون التقليديون جانبا من اهتماماتهم حنو دراسة موضوع املالية العامة ،متأثرين بفلسفة احلرية االقتصادية اليت حتد من تدخل الدولة يف احلياة االقتصادية، 2
وجيب أن يقتصر دورها على احلفاظ على األمن والعدالة بالدرجة األوىل؛ فهي كما شبهها آدم مسيث "رجل احلراسة الليلي" .وكنتيجة منطقية تعكس فلسفة املذهب
التقليدي القائم على قانون ساي لألسواق (العرض خيلق الطلب املساوي له) ،ومدلول اليد اخلفية آلدم مسيث وبيئة تسود فيها مقومات احلرية االقتصادية واملنافسة التامة.
2018 2017
6
وجدت الدولة أنها مسؤولة على كثري من األعمال بعد عجز القطاع اخلاص عن أدائه ،وكذا زيادة مستوى رفاهية اجملتمع ومستوى املعيشة والزيادة يف عدد السكان، 1
واحملافظة على البيئة والبحث عن مصادر جديدة للطاقة ،باإلضافة إىل ضمان االستقرار السياسي والتدخل يف مجيع مناحي احلياة.
2018 2017
7
4تشكل التحصيالت الضريبية نسبة ضعيفة من الناتج الوطين حيث ال تتعدى % 18مقارنة بالدول املتقدمة اليت تفوق نسبة .% 35كما تعتمد الدول النّامية الضرائب غري
املباشرة (ترتاوح النسبة من %53إىل ،)% 90يف حينت تشكل نسبة ما بني %29إىل %42يف الدول املتقدمة واليت تعتمد على الضرائب املباشرة اليت تشكل نسبة
كبرية من جمموع اإليرادات الضريبية.
2018 2017
8
1تطور دور الدولة من دولة حارسة تقتصر وظيفتها على اجلانب اإلداري والعسكري والقضائي إىل دولة متدخلة تعمل لتحقيق التوازن االقتصادي واالجتماعي عن طريق تنمية
كافة املرافق العامة االقتصادية واالجتماعية..
2أي حتقيق التعادل التام بني جانيب إيرادات الدولة ونفقاتها؛ ظنا منهم أن هذا التوازن يضمن حتقيق احلياد املالي للدولة.
إن تنفيذ املوازنة العامة جبانب اإليرادات والنفقات يتعني أن ال يرتتب عليه تغريات جوهرية على قرارات األفراد ،حيث يتوافق ذلك مع احلياد املالي للدولة اليت ينادي هذا 3
الفكر بضرورة التمسك بها؛ فتدخل الدولة من خالل الضرائب أو برامج االنفاق يتعني أال يكون له تأثري جوهري على سلوك القطاع اخلاص.
4خبابة عبد اهلل ،أساسيات يف اقتصاد املالية العامة ،مؤسسة شباب اجلامعة ،اإلسكندرية2009 ،م ،ص .14
فالدولة احلارسة كان على ماليتها العامة أن تؤمن التوازن الرقمي بني إيراداتها ونفقاتها دون أن يرتتب على ذلك توازن من الناحية االقتصادية أو االجتماعية .أما الدولة 5
احلديثة املتدخلة فتؤمن ماليتها العامة التوازن بني نفقاتها املتزايدة وإيراداتها لتحقيق أهداف التنمية االقتصادية واالجتماعية.
2018 2017
9
ولكي تقود الدولة بدورها يف إشباع احلاجات العامة البد من احلصول على إيرادات مالية ميكن إنفاقها لتمويل أداء
هذه اخلدمات .وقيام الدولة بهذه النفقات مرهون حبصوهلا على إيراد مالي هلا ،وهذا هو جوهر النشاط املالي للدولة؛ والذي
ال يقصد لذاته إمنا هو وسيلة للقيام باخلدمات اليت تشيع احلاجات العامة.
( Public Finance يتعلق النشاط املالي للحكومة باإلنفاق والتحصيل وهو ما يعرف باقتصاديات املالية العامة
)Economicsأو املالية العامة ( ،)Public Financeوأحيانا يعرف باقتصاديات القطاع العام ( )Public Sector Economiesأو
االقتصاد العام ( .)Public Economicsكما ختتلف معاجلة موضوعات املالية العامة باختالف النظم االقتصادية واالجتماعية؛
( Private فاالقتصاديات الرأمسالية تطلق على هذا العلم اسم املالية العامة متييزا هلا عن مالية األفراد أو املالية اخلاصة
) Financeاليت يقوم بإعدادها املشروعات أو الوحدات اإلنتاجية اخلاصة أو األفراد .بينما يطلق االقتصاد املخطط على هذا
العلم اسم املالية ( )Financeحيث ختضع للخطة العامة.
املطلب الثالث :عناصر املالية العامة
تسعى املالية العامة إىل حتقيق هدف تلبية احلاجات العامة من خالل تقديم سلع وخدمات عامة إلشباع احلاجات العامة
للمجتمع .وعليه ،ميكن ذكر عناصر املالية العامة كاآلتي:
أوالً :احلاجات العامة
تعرف احلاجة على أنها كل إشباع يسعى االنسان لتلبيته عن طريق السلع واخلدمات (حاجات فيزيولوجية (مادية)،
حاجات نفسية ،حاجات ضرورية ،حاجات كمالية) ،وهي متتاز مبحدوديتها وتعددها.
-واحلاجات العامة هي تلك احلاجات اليت حيقق إشباعها منفعة عامة وليس منفعة خاصة (فردية)،
-أما احلاجات اخلاصة؛ فهي تلك احلاجات اليت حيقق إشباعها منفعة تعود باملنفعة على الفرد فقط.
وميكن التفرقة بني احلاجات العامة واخلاصة عن طريق بعض املعايري ،واليت ميكن تلخيصها كاآلتي:
احلاجات اخلاصة احلاجات العامة معيار التفرقة
هي تلك احلاجات اليت تشبع رغبات الفرد وحتقق هي حاجات تليب رغبات اجملتمع ،وهي غري قابلة للتجزئة؛
منفعة تق على الفرد وخاصة به فقط كاألكل مثل األمن ،التعليم ،العدالة والصحة ،وغريها( .سواء التعريف
واللباس. ساهموا يف متويل نفقاتها أم ال).
يقوم الفرد نفسه بإشباع حاجاته ،وكما يقرر تتوىل الدولة عملية إشباع احلاجات العامة ،وهي من حتدد
مصدر عملية اإلشباع
بنفسه سلم أولوياته. وترتب األولوية يف عملية اإلشباع.
يقوم الفرد باإلنفاق على تلبية حاجاته اخلاصة يقع على عاتق الدولة االنفاق لتلبية احلاجات العامة ،ويعتمد
جهة االنفاق
وإشباعها حسب حجم دخله. حجم إشباع احلاجات العامة على حجم االنفاق ودخل الدولة.
ينتفع الفرد باحلاجة اخلاصة بقدر ما يستطيع دفعه يستخدم األفراد احلاجات العامة واالنتفاع بها كلُ حسب
حجم االستهالك
من مثن للحصول عليها. حاجته؛ كاالنتفاع باحلدائق والطرقات ،والصحة وغريها.
ثانيا :اخلدمات العامة
هي الوسائل النافعة اليت هلا قيمة ،وتسهم يف إشباع احلاجات اإلنسانية ،واليت يتطلّب توفريها وإنتاجها جمموعة من
الوسائل املادية .وتتميز مبا يأتي:
-قدرتها على إشباع حاجة إنسانية،
-تتوفر مبقدار حمدد،
-هلا قيمة ذاتية وتبادلية. -إمكانية حيازتها واالنتفاع بها،
إذا اعتربنا مثال احلاجة إىل التعليم حاجة عامة؛ يتعني على الدولة إشباعها ،يتطلب ذلك على الدولة أن تقوم ببناء املدارس واملعاهد واجلامعات وجتهيزها بكل متطلبات 1
اخلدمة التعليمية وتوفري املدرسني واملوظفني هلذه املنشآت التعليمية مع دفع أجورهم ومرتباتهم.
2خدجية األعسر ،اقتصاديات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص .14
3فهي حمدودة تبعًا للتطور البشرية؛ حيث تطورت من األكل والشرب واللباس إىل العالج ،التعليم ،العدالة والرتفيه وغريها .وهي حمدودة تبعا لإلمكانيات فحاجة الفرد ذو
الدخل املرتفع ختتلف عن حاجات الدخل املنخفض ،كما أن هناك بعض احلاجات ميكنها أم تستبدل بأخرى وتؤدي نفس الرغبة.
وتعددت احلاجات لعدة أسباب منها؛ الذوق وتأثري اجملموعات االجتماعية ،باإلضافة إىل التقدم التكنولوجي ،والدعاية واالشهار وغريها.
2018 2017
10
1عبد الغفور إبراهيم أمحد ،مبادئ االقتصاد واملالية العامة ،دار زهران للنشر والتوزيع ،عمان ،2009 ،ص ،ص .222 ،221
2018 2017
11
املبحث الثالث :أوجه التشابه واالختالف بني املالية العامة واملالية اخلاصة
ترتبط املالية العامة بأموال الدولة من حيث اإليرادات والنفقات ضمن موازنة الدولة املرتبطة بأهدافها املختلفة .يف حني
أن املالية اخلاصة ترتبط باألفراد واملشاريع الفردية (يطلق عيها اإلدارة املالية)؛ ويقصد بها العلم الذي يبحث يف اإليرادات
والنفقات املتعلقة بالقطاع اخلاص ضمن إطار امليزانية العمومية بهدف حتقيق الربح.
1يف ظل املالية احملايدة مل يتم التفريق بني املالية العامة واملالية اخلاصة؛ حيث أخضعت مالية الدولة حلماية املالية اخلاصة .ومبجيء املالية املتدخلة ميزت بني مالية النشاط
العام للدولة (املالية العامة) ومالية النشاط اخلاص (املالية اخلاصة) وأصبح معيارًا جوهريا لتحديد طبيعة ودرجة تدخل الدولة يف النشاط االقتصادي يف اجملتمع.
2أنظر- :طارق احلاج ،املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص .20 ،19
-سوزي عدلي ناشد ،أساسيات املالية العامة ،منشورات احلليب احلقوقية ،بريوت ،2009 ،ص ،ص .18 ،17
2018 2017
12
1وهو العلم الذي يدرس الظاهرة العلمية من زاويتها الكلية ويقوم بتحليل ما يطلق عليه التدفقات املالية .وهو فرع جديد يدرس خمتلف مباحث علم املالية العامة من وجهة نظر
اقتصادية حبتة .فهذا العلم يبحث يف اآلثار اخلاصة بالعبء الضرييب الكلي على االقتصاد بصفة عامة ،أو يف آثار النفقات العامة االستثمارية اليت تنعكس على النمو
االقتصادي .بينما علم املالية يبحث ،على وجه اخلصوص ،يف الفن املالي للعمليات املالية الفردية ويف القواعد اليت يتم طبقا هلا فرض الضريبة مثال ،كما حيدد أيضا
حق املكلفني يف التظلم أو الطعن يف القرارات املالية والضريبية ،ويرسم قواعد الرقابة يف املسائل املالية .ومع ذلك ،فإن كافة هذه العمليات املالية ال ميكن فهمها ما
مل توضع يف جوها االقتصادي العام الذي يستطيع وحده أن يضفي عليها مدلوالتها ومعانيها احلقيقية بشكل واضح.
2018 2017
13
-يتدخل القانون يف حتديد جباية الضريبة وأسلوب إنفاقها وكذا اجلزاءات فيمن يتهرب من أدائها واملساهمة يف حتمل أعباء
الدولة من خالل قانون املالية،
-يوجد تشريع مالي حيدد كيفية احملافظة على املال العام ،ويبني حسن التصرف به ،وكذا حماسبة كل من يسيء استخدام
املال العام .كما يوجد القانون اإلداري الذي يهتم حبسن سري املرافق العامة،
-يظهر هذا االرتباط من خالل اهلدف املشرتك؛ فمن أهداف املالية العامة حتقيق العدالة جلميع األفراد من خالل تلبية احلاجات
اهلامة جلميع األفراد كاألمن والدفاع والتعليم وتعبيد الطرق ،وحماولة توفري توازن بني حاجة الفرد ومصاحل اجملتمع،
كما أن من أهداف القانون حتقيق العدالة بني األفراد فيما بينهم وبني األفراد وأجهزة الدولة.
2018 2017
14
1ختتص اإلدارة العامة بنشاط السلطة التنفيذية يف الدولة على املستوى املركزي أو احمللي أو اإلقليمي ،باإلضافة إىل اهليئات واملؤسسات احلكومية املتخصصة واملستقلة.
2خدجية األعسر ،اقتصاديات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص .36 ،35
2018 2017
15
الفصل األول
النفقـــات العامــــة
متهيد:
نظرا لتطور مفهوم الدولة وتزايد دورها يف النشاط االقتصادي واالجتماعي زاد االهتمام أكثر بالنفقات العامة ،حيث
أصبحت من أهم أدوات السياسة املالية تأثريًا يف خمتلف اجملاالت االقتصادية.
وتهدف دراسة النفقات العامة إىل معرفة أثرها على الفرد يف اجلانب االقتصادي واالجتماعي وبالتالي االسرتشاد بعد
ذلك يف توجيه وتنفيذ االنفاق العام على النحو الذي حيقق أهداف الدولة االقتصادية واالجتماعية وغريها مع األدوات املالية
األخرى .وعليه سيتم دراسة مفهوم النفقات العامة وتطورها وكذا أهم اآلثار االقتصادية اليت ترتتب عنها.
وعليه سيتم ختصيص الفصل األول لدراسة ماهية النفقات العامة من خالل تطورها ،وتقديم تعريفها وأركانها وقواعد
وحدودها ،ثم نقدم خمتلف تقسيمات النفقات العامة باإلضافة إىل آثار النفقات العامة على بعض املؤشرات االقتصادية ،ثم
نأتي إىل األسباب احلقيقية والظاهرية لزيادة النفقات العامة؛ وهذا باعتبارها مواضيع أساسية للنفقات العامة .ونذكرها
كاآلتي:
أوال :ماهية النفقات العامة،
ثانيًا :تقسيمات النفقات العامة،
ثالثًا :آثار النفقات العامة،
رابعًا :ظاهرة تزايد النفقات العامة.
2018 2017
16
1حياد تلك النفقات العامة معناه أنه ال تؤثر سياسة االنفاق العام يف توازن االقتصاد ،أو يف حتديد اجتاهات منوه أو يف أسلوب توزيع الناتج الوطين ،وبالتالي ال يؤثر يف اهليكل
االقتصادي واالجتماعي للدولة .وهلذا كانت تقدر النفقات العامة أوال ثم تؤمن اإليرادات الالزمة هلا.
2ولعل فكر ة االقتصادي "ساي" وعبارته املشهور " إن أفضل النفقات أقلها حجمًا" خري دليل على هذا االجتاه.
3خبابة عبد اهلل ،أساسيات يف اقتصاد املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص .55 ،54
4حممود حسني الوادي ،زكريا أمحد عزام ،مبادئ املالية العامة ،دار املسرية ،عمان ،2007 ،ص .117
5عبد املطلب عبد احلميد ،اقتصاديات املالية العامة ،الدار اجلامعية ،االسكندرية ،2005 ،ص .173
2018 2017
17
ثانيًا -أركان النفقات العامة :هذه العناصر الثالثة البد أن تتحقق فيها ،وبدونها ال تكون النفقة عامة.
-1النفقة العامة هي مبلغ نقدي
يتطلب تدخل الدولة يف النشاط االقتصادي عن طريق النفقات العامة ،واليت تتمتع بطابعها النقدي حيث يتم إنفاقها يف
صورة تدفقات نقدية ،ق صد إشباع احلاجات العامة وكذا احلصول على السلع اخلدمات الالزمة لتسيري املرافق العامة،
باإلضافة إىل شراء ما يلزمها من األموال اإلنتاجية للقيام باملشاريع العامة وتقديم املساعدات واملنح واالعانات.
ذاك أنه مع التطور واالنتقال من االقتصاد املقايضة أو العيين إىل االقتصاد النقدي ،مل يعد مقبوالً كما كان سائدًا
من قبل أن تدفع الدولة لألفراد مقابالً عينيًا مقابل حصوهلا على السلع واخلدمات .فبعد اعتماد الدول للنقود كوسيط للتبادل
وللحصول على السلع واخلدمات أصبح االنفاق العام (وااليراد العام) يتم يف الغالب بشكل نقدي .ومن السهل على السلطة
التشريعية أن تراقب االنفاق النقدي.
ويعترب االنفاق النقدي من أفضل صور االنفاق بناء على دعائم أساسية ،نوجزها كاآلتي:
-استخدام الدولة للنقود يسهل حسب النظام املالي احلديث تقرير الرقابة بصورها املتعددة على النفقات العامة حلسن
استخدامها .عكس االنفاق العيين الذي يصعب رقابته وتقييمه؛
-رغم ما يوفره االنفاق العيين من مزايا عينية ،إال أنه يؤدي إىل االخالل مببدأ العدالة واملساوة بني األفراد يف االستفادة من
نفقات الدولة ويف توزيع األعباء والتكاليف العامة بني األفراد؛
-االنفاق العيين يثري مشاكل إدارية وتنظيمية ،وقد يؤدي إىل احملاباة وعدم الدقة.
وعليه ،ال تعترب الوسائل غري النقدية اليت قد تتبعها الدولة للحصول على ما حتتاجه من منتجات أو منح املساعدات من قبيل النفقات العامة .كذلك ال تعترب نفقات عامة 1
املزايا العينية مثل السكن اجملاني ،أو النقدية كاإلعفاء من الضرائب ،أو الش رفية كمنح األلقاب واألومسة اليت تقدمها الدولة لبعض القائمني خبدمات عامة أو غريهم
من األفراد( .أنظر :عاد حشيش ود ،مصطفى رشدي ،مقدمة يف االقتصاد العام (املالية العامة) ،دار اجلامعة اجلديدة للنشر ،اإلسكندرية ،1998 ،ص .)148
2سوزي عدلي ناشد ،أساسيات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص .27 ،26
3وعليه ال تعدّ من النفقات العامة تلك اليت يقوم به شخصية خاصة سواء كانت طبيعية أو اعتبارية وسواء قصد بها إشباع حاجة عامة أو خاصة .فالتربعات اليت يقدمها األفراد
لتعبيد الطرق أو إنشاء اجلسور أو بناء املساجد واملستشفيات ال تعدّ من النفقات العامة.
يرجع طابع النفقة العامة إىل الوضع القانوني للمنفق؛ فالنفقة العامة هي اليت يقوم بها الشخص املعنوي العام .حيث تهدف طبيعة نشاط أشخاص القانون العام إىل حتقيق 4
املص لحة العامة باالعتماد على سلطة اجلرب ،وبذلك ختتلف على طبيعة أشخاص القانون اخلاص الذي يهدف إىل حتقيق املصلحة اخلاصة باالعتماد على التعاقد.
5يتفق هذا املعيار مع الفكر الكالسيكي التقليدي الذي يقرت فيه دور الدولة على األمن الداخلي والعدالة وبعض املرافق العامة.
2018 2017
18
يستبعد هذا املعيار جزء كبريًا من نفقات الدولة اليت تدخل ضمن النفقات العامة اليت تقوم بها الدولة من إشباع احلاجات العامة اليت ظهرت إثر تطور الدولة مما يصعب 1
4وعليه ،فإن حتقيق أكرب قدر من املنفعة يعين يف املقام األول أال توجه النفقة العامة لتحقيق املصاحل اخلاصة لبعض األفراد أو بعض فئات اجملتمع دون البعض اآلخر ،ملا
يتمتعون به من نفوذ سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي.
5خبابة عبد اهلل ،أساسيات يف اقتصاد املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص .66 ،65
6مما جتدر اإلشارة إليه هنا ،أنه يصعب إخضاع املنفعة اليت تعود على اجملتمع ملقياس واضح منضبط ،ذلك إنه للنفقات العامة آثار متعددة ،مما يتعذر معه قياس هذه املنفعة
أو تقديرها على وجه الدقة.
2018 2017
19
وبوجه عام ميكن القول بأن حتقيق أقصى منفعة لألفراد يتوقف على عاملني:
-1مقدار الدخل النسيب :أي أن نصيب كل فرد من الدخل الوطين؛ فكلما زاد مقدار الدخل النسيب وقل التباين بني دخول
األفراد ،كلما أدى ذلك إىل حتقيق رفاهية األفراد .ولتحقيق هذه الرفاهية أو حتقيق أقصى منفعة اجتماعية جيب أن تتجه
سياسة الدولة يف احلصول على إيرادها ويف إنفاقه حنو العمل على زيادة الدخل الوطين ،وتقليل التباين بني دخول األفراد.
-2طريقة توزيع الدخل الوطين على األفراد :فزيادة الدخل الوطين يكون بالعمل على حتسني اإلنتاج بزيادة القوى املنتجة من
جهة وتنظيم اإلنتاج من جهة أخرى .أما تقليل التباين بني دخول األفراد فيكون بنقل القوى الشرائية من األشخاص الذين
تقل عندهم منفعتهم احلدية إىل األشخاص الذين تزداد لديهم تلك املنفعة ،أي من جانب أصحاب الدخول املرتفعة إىل
أصحاب الدخول احملدودة ،هذا من ناحية ومن ناحية أخرى بتقليل التباين بني دخل نفس األشخاص وخباصة أفراد الطبقات
الفقرية يف األوقات املختلفة حتى جتعل احلياة االقتصادية للمجتمع تعرف أكرب قدر من االستقرار.
ولتحقيق قاعدة حتقيق املنفعة القصوى؛ تعتمد ال دولة على املعلومات والبيانات اإلحصائية املتوفرة من أجل حتقيق أقصى
منفعة ممكنة م عتمدة على االعتبارات االقتصادية واالجتماعية والسياسية ،ودراسة عميقة ملتطلبات االقتصاد واجملتمع
واملشكالت اليت يواجهها من أجل توجيه هذه النفقات وفق ما حيققه كل منها من منافع مجاعية باحلجم والنوع ،والكم
والتوقيت املناسبني ،مع مراعاة حاجة املناطق اجلغرافية املختلفة وكذا املنفعة اليت تعود على الطبقات االجتماعية املختلفة.
ثانيًا :قاعدة االقتصاد يف االنفاق وحسن التدبري
تقتضي هذه القاعدة االبتعاد عن االسراف والتبذير يف االنفاق فيما ال مربر له ،وكذا االبتعاد عن الشح والتقتري؛ فيجب أن
يتم االنفاق بطريقة رشيدة واقتصادية ،وبشكل حيقق أكرب منفعة بأقل نفقة ،مع وجود دواعي جدية مربرة لإلنفاق.
وميكن إيضاح أهمية هذه القاعدة من خالل ما يأتي:
-ضبط النفقات العامة يف شتى القطاعات على أساس مراعاة احلاجات احلقيقية الفعلية ،بشكل جيعل الدولة ال تتحمل
النفقات عامة إال إذا كانت ضرورية متامً ا ،وبالقدر الالزم فقط ،لتحقيق املصلحة العمومية جلميع األفراد ،ويتحملون
يف نفس الوقت أقل عبء مالي ممكن.
-يؤدي حدوث االسراف والتبذير يف االسراف يف االنفاق العام إىل ضياع األموال ،كان من الضروري استخدامها يف جماالت
حتقق منافع أكرب وأجدى؛
-التبذير واالسراف يف االنفاق يضعف ا لثقة يف مالية الدولة ،ملا قد يسببه من ضياع ألموال ضخمة دون أن تولد أية قيمة
مضافة أو حتمل أية منفعة ،وبالتالي يعطي مربر للمكلفني للتهرب من دفع الضرائب؛
-يتطلب حتقيق هذه القاعدة؛ رقابة مالية صارمة ،وجهاز إداري عالي الكفاءة.
ثالثًا :قاعدة املوافقة والرتخيص من السلطة املختصة
يناءً على هذه القاعدة؛ ال يصرف أي مبلغ من األموال العامة إال بعد موافقة وترخيص من اجلهة أو السلطة املختصة،
ضمن حدود اختصاصها الزماني واملكاني .من خالل:
-احرتام اإلجراءات القانونية يف تنفيذ النفقة العامة حسب التدابري التشريعية القائمة إلجراء االنفاق العام،
-متابعتها مبختلف أساليب الرقابة ،لتحقيق أكرب منفعة وأن تتم باقتصاد دون إسراف أو تبذير.
1يتم هذا عن طريق عدة اعتبارات عملية ،على أن تأخذ بعني االعتبار درجة النمو االقتصادي لكل دولة على حدة.
2يتطلب تطبيق مبدأ "أكرب منفعة بأقل تكلفة" أمرين أساسيني؛ هما:
-ضرورة حتقيق املنفعة العامة بأقل نفقة ممكنة ،وهو ما يعرف مببدأ "الوفر يف االتفاق" الذي يتطلب حساب كل من النفقة واملنفعة ،والعمل على رفع املنفعة املرتتبة على
االنفاق سواء يف نطاق إنتاج السلع املالية أو اخلدمات الشخصية .فالوحدة النقد ية احلدية من النفقات العامة ال تكون مربرة إال إذا حققت منفعة مجاعية حدية مساوية
هلا على األقل؛
-ضرورة تساوي املنفعة املرتتبة على النفقة العامة مع التضحية اليت تسببها ،أي على التضحية اليت تضيعها على املمولني .وهو ما يعرف مببدأ "املنفعة احلدية املتساوية"،
ول تطبيق هذا املبدأ على االنفاق العام جيب حتديد احلجم الكلي للنفقات العامة ،وكذا توزيعها بني خمتلف االستخدامات.
3عكس املالية اخلاصة اليت ال حتتاج إىل إجراءات وموافقة مسبقة ،بل يكفي أن تصدر املوافقة ممن ميلك حق االنفاق سواء فرد أو شركة خاصة.
2018 2017
20
1إبراهيم عبد اهلل ،أنور العجارمة ،مبادئ املالية العامة ،دار الصفاء للطباعة والنشر والتوزيع ،ص ،ص .115 ،114
2سبق لنا حتليل تطور دور الدولة بانتقاله من مرحلة الدولة احلارسة إىل مرحلة الدولة املتدخلة ،ثم مرحلة الدولة املنتجة.
3خدجية األعسر ،اقتصاديات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص .92 ،91
2018 2017
21
ومن ثم ،فإن النفقات العامة جيب أن تتحدد عند املستوى الذي حيقق معدالً مالئمًا من التنمية االقتصادية للدول
النامية ،بينما جيب أن يتحدد عند املستوى الذي حيقق التشغيل الكامل للدول املتقدمة مع ضرورة التمييز يف هذه احلالة بيم
حالتني:
-حالة التشغيل الكامل :فالنفقات ال عامة جيب أن تتحدد عند احلد الذي حيتفظ بالطلب الفعلي عند مستوى التشغيل الكامل
لتفادي موجات التضخم ،وما يرتتب عليها من ارتفاع األسعار ،وانهيار قيمة النقود؛ أي البد من ضبط النفقات العامة
لتخفيض الطلب الفعلي ،نظرًا لعدم مرونة العرض بالنسبة للزيادة يف الطلب الفعلي يف هذه احلالة.
-حالة التشغيل الناقص (اجلزئي) :جيب أن تعمل النفقات العامة على سد النقص يف الطلب الفعلي ،والعمل على رفع مستواه
إىل املستوى املطلوب لتحقيق التشغيل الكامل ،وتسمى هذه السياسة بسياسة دعم القوة الشرائية.
-3التطور التكنولوجي:
التغريات اهلائلة واملتسا رعة يف اجلانب التكنولوجي واملعلوماتي أدى لزيادة النفقات العامة مبعدالت كبرية ،وأثر على
التقسيم األمثل للناتج الوطين؛ حيث ،أدت كثري من االخرتاعات إىل إنشاء طلب عليها وبالتالي زيادة االنفاق العام وتنشيطه
بدرجة أكرب.
-4مدى إمكانية الدولة يف احلصول على اإليرادات:
يتحدد حجم النفقات العامة مبدى قدرة الدولة يف احلصول على اإليرادات العامة؛ ملا هلا من سلطة يف فرض الضرائب
وإصدار النقود وكذا االقرتاض ،عكس األفراد يف متويل نشاطهم اخلاص.
كما تتمتع النفقات العامة هلذه األسباب مبرونة كبرية ،وإذا كان اهلدف زيادة حجمها يف ظل ثبات الدخل الوطين
فإنه جيب عليها التحكم يف عدة اعتبارات اقتصادية واجتماعية وسياسية نوجزها كاآلتي:
-مستوى الدخل الوطين ،ومنط توزيعه بني الفئات االجتماعية املختلفة،
-اعتبارات احملافظة على القوة اإلنتاجية الوطنية وتنميتها،
-اعتبارات احملافظة على مستوى املعيشة لألفراد،
-اعتبارات احملافظة على قيمة النقود،
-5احملافظة على قيمة النقود:
يتعني على السلطات احلكومية للدولة عند حتديد حجم النفقات العامة مراعاة أثرها على قيمة النقود؛ ذلك أن زيادة النفقات
العامة إذا أدت لزيادة الطلب الفعلي عن العرض الكلي زيادة ال يستجيب هلا هذا العرض ستؤدي إىل تدهور قيمة النقود ،وهو
ما يؤثر سلبًا على أصحاب الدخول الثابتة ،والدائنني ،كما تضر بالتنمية االقتصادية حيث سرتتفع تكلفتها.
فقيمة النقود نعترب معيارًا مهمًا يف حتديد حجم النفقات العامة؛ ويتحقق ذلك يف حالتني:
-زيادة الطلب الفعلي عن العرض الكلي يف الدول املتقدمة عن املستوى الالزم لتحقيق التشغيل الكامل،
-زيادة الطلب الف علي عن العرض الكلي يف الدول النامية بشكل يستجيب له العرض لعدم مرونة اجلهاز اإلنتاجي.
-6التغريات السكانية:
يعترب تغري التعداد السكاني وهيكل التوزيع العمري باإل ضافة على احلرك السكاني للدولة من بني أهم املتغريات
واحملددات حلجم االنفاق العام؛ حيث أن التغري يف معدل منو السكان يولد تغريات يف هيكل التوزيع العمري للسكان،
وبالتالي ينعكس أثره مباشرة يف االنفاق على التعليم والصحة والسكن والرعاية الصحية .كما أن ظهور مدن جديدة
وسكنات ضمن احلراك السكاني يؤدي بدوره إىل الطلب على اخلدامات العامة.
1مثال اخرتاع السيارات أدى لزيادة الطلب على السفر وعلى الطريق السريعة والواسعة ،وغريها.
2خدجية األعسر ،اقتصاديات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص .93
3حيث ترتفع الطاقة املالية للدولة بارتفاع مستوى الدخل الوطين،
4حيث تقلل من قدرة ال دولة يف احلصول على الضرائب غري املباشرة ،وكذا من إصدار النقود واالقرتاض.
5خدجية األعسر ،اقتصاديات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص .94
2018 2017
22
1سوزي عدلي ناشد ،أساسيات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص .34 ،33
2018 2017
23
1تزداد أهمية هذا النوع من النفقات يف الدول النامية إلجناز البنية التحتية األساسية للتنمية ولعدم أقبال القطاع اخلاص على االستثمار فيها الرتفاع درجة املخاطرة وعائدها
وألنها حتتاج لرؤوس أموال ضخمة
2خبابة عبد اهلل ،أساسيات يف اقتصاد املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص .114
خدجية األعسر ،اقتصاديات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص .84 ،83 3
2018 2017
24
-هي النفقات اليت تسهم يف تكوين رؤوس األموال العينية -هي تلك النفقات اليت ال تسهم يف تكوين رؤوس
(تسمى بالنفقات الرأمسالية أو االستثمارية) وهي اليت قد األموال (تسمى بالنفقات اجلارية) وهي نفقات البد منها
تعطي دخالً ،وقد تكون جمرد نفقات إنتاجية ال تعطي لتسيري املرافق العامة للدولة.
دخالً. معيار املساهمة يف
التفرقة بني النفقات الرأمسالية النفقات اجلارية هلد عدة مربرات نذكرها كاآلتي: تكوين رؤوس األموال
-النفقات الرأمسالية تربر اللجوء إىل القروض العامة بغرض تغطيتها، العينية
-هذه التفرقة تربر األخذ مبيزانية عادية وأخرى غري عادية يف التطبيق العملي،
-تزداد أهمية النفقات الرأمسالية يف ح الة إعادة البناء والتعمري بعد احلروب ،وإقامة البنى األساسية وزيادة اإلنتاج ورفع
معدالت النمو االقتصادي.؛ ويف هذه احلاالت يتم ضغط النفقات اجلارية من أجل التوسع يف النفقات الرأمسالية.
وميكن توضيح مزايا هذا التقسيم يف النقاط اآلتية:
-مبا أن النفق ات العامة تتكرر بصورة عادية ،ما جيعل احلكومة قادرة على تقديرها بدقة ،وبالتالي تدبري ما يلزمها من
اإليرادات العادية ،إيرادات أمالك الدولة ،والضرائب والرسوم؛
-أما النفقات غري العادية فهي حسب طبيعتها غري متوقعة ،وبالتالي سيتم متويلها باللجوء إىل اإليرادات غري العادية
كالقروض واإلصدار النقدي اجلديد؛
فقد هذا التقسيم أهميته يف الوقت احلاضر يف ظل املالية العامة احلديثة؛ فمن النادر أن تلتزم الدول بالقاعدة اخلاصة
باإليرادات العامة ،حيث تلجأ يف كثري من األوقات إىل اإليرادات العامة غري العادية بتمويل العجز يف املوازنة العامة أيًّا كان
مصدر هذا العجز.
ثالثًا :تقسيم النفقات حسب مشوليتها
تقسم النفقات العامة حسب نطاق سريانها إىل نفقات حملية ومركزية ،وميكن توضيحها وشرحها كاآلتي:
النفقات املركزية النفقات احمللية
-هي تلك النفقات اليت ختدم مجيع مرافق الدولة ومجيع األفراد بغض -هي تلك النفقات اليت ختصص خلدمة سكان إقليم أو منطقة معينة دون
النظر عن مكان سكناهم، سواها ،داخل حدود الدولة وذلك حسب التقسيم اإلداري للدولة
-يتوىل عملية االتفاق وزارات وهيئات ومؤسسات الدولة، (حمافظة ،والية ،بلدية)... ،
-يتحمل أعباء هذه النفقات املوازنة العامة للدولة حيث ترد يف موازنتها -يتوىل عملية االنفاق اهليئات واجملالس احمللية،
العامة. -تتحمل أعباء هذه النفقات بالدرجة األوىل املوازنة احمللية لٌليم أو البلدية،
حيث ترد هذه النفقات يف موازناتهم.
وللتمييز بني النفقات احمللية واملركزية وضع كتّاب املالية العامة ثالث معايري للتفرقة بينها ،نوجزها فيما يأتي:
النفقات العامة املركزية النفقات العامة احمللية معيار التفرقة
-تعترب نفقات مركزية إذا وجهت لصاحل جمتمع الدولة -تعترب نفقات حملية إذا وجهت لصاحل أفراد إقليم أو
بكامله، منطقة معينة،
معيار
-مثل :نفقات األمن والدفاع ،والبحوث العلمية ... -مثال :نفقات إيصال الكهرباء واملاء واهلاتف... ،
املستفيد من النفقة
-من بني مآخذ هذا املعيار أن النفقات املركزية يعود نفعها إىل كل إقليم أو منطقة من الدولة ،كما أن النفقات العامة
احمللية يعود نفعها على مجيع األفراد يف اجملتمع.
تعترب نفقة عامة مركزية إذا حتمل اجملتمع عبئها عن طريق -تعترب نفقة حملية إذا حتمل عبئها جمتمع اإلقليم أو
املوازنة العامة للدولة. املنطقة عن طريق املوازنة احمللية. معيار
انتقد هذا املعيار كون كثري من النفقات احمللية متول بإعانات من املوازنة العامة للدولة؛ وهلذا فإن عبء النفقات احمللية حتمل عبء النفقة
يقع على اجملتمع بكامله.
خبابة عبد اهلل ،أساسيات يف اقتصاد املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص .117 ،116 1
2تربر املالية العامة احلديثة اللجوء إىل أي نوع من أنواع اإليرادات العامة على ضوء الظروف االقتصادية واالجتماعية واملالية السائدة يف الدولة.
طارق احلاج ،املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص .125 3
خبابة عبد اهلل ،أساسيات يف اقتصاد املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص .119 ،118 4
2018 2017
25
-تعترب نفقة عامة مركزية إن وردت يف املوازنة العامة للدولة. -تكون نفقة عامة حملية إذا وردت يف موازنة اإلقليمـ
بغض النظر عن املستفيد منها ،ومن يتحمل عبئها.
-يعترب بعض االقتصاديني هذا أفضل معري للتفرقة بني النفقة العامة احمللية واملركزية ،فمن الناحية اإلدارية بساعد على معيار
إجراء املقارنة يف االنفاق على مستوى اإلقليم ،وحتديد نصيب الفرد من هذا االنفاق .كما يسهل عملية متابعة تطور املوازنة اليت ترد
االنفاق خالل الفرتات املختلفة ما يساعد السلطة املركزية من حتديد حاجات كل إقليم وأولويات كل إقليم. فيها النفقة
-غ ري أنه انتقد من ناحية أن تبويب النفقات العامة وإدراجها يف املوازنة العامة للدولة واملوازنة احمللية يعتمد على اعتبارات
تارخيية وسياسية خمتلفة.
خبابة عبد اهلل ،أساسيات يف اقتصاد املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص .119 1
أنظر - :خبابة عبد اهلل ،أساسيات يف اقتصاد املالية العامة ،مرجع سابق ،ص -ص .121 -119 2
خدجية األعسر ،اقتصاديات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص .81 ،80 -
ال يغري من طبيعة النفقات احلقيقية -اليت حتصل الدولة على مقابل هلا يف صورة سبع أو خدمات-قيام الدولة بتوزيع هذه اخلدمات بعد ذلك باجملان كاخلدمات التعليمية 3
والصحية واالجتماعية؛ إذ تعترب نفقاتها من بني النفقات احلقيقية اليت حصلت عليها الدولة يف مقابلها على كل من خدمات املوردين واملقاولني الذين قاموا بعملية االنشاء
وتزويدها باملعدات الالزمة هلا وخدمات القائمني عليها كاملعلمني واألطباء واملختصني االجتماعيني .فالعربة هي واقعة االنفاق وليست العربة بالتوزيع اجملاني ،الذي يعترب
واقعة أخرى الحقة عليها.
2018 2017
26
-النفقات العامة التحويلية هي النفقات اليت تؤد إىل استهالك -نكون أمام نفقات عامة حقيقية إذا كانت الدولة
املوارد العينية وعناصر اإلنتاج استهالكا غري مباشر، (الشخص العام) هي اليت تستخدم وبصورة مباشرة
-مثل إعانات البطالة واملرض والشيخوخة والعجز والطفولة، املوارد العينية وعناصر اإلنتاج ،أو ما يعرف
-فاألفراد الذين تتحول هذه النفقات حلسابهم للمستفيدين هم باالستهالك احلكومي املباشر.
معيار من يقوم
الذين يقومون باالتفاق وباستهالك جزء من املوارد -مثل رواتب وأجور املوظفني والعمال.
باالستهالك املباشر
االقتصادية للمجتمع وبيست الدولة.
للموارد االقتصادية
-ختتلف األهمية النسبية لكل من النفقات العامة احلقيقية والنفقات العامة التحويلية من دولة ألخرى ومن فرتة ألخرى
للمجتمع
حسب املرحلة اليت مير بها االقتصاد الوطين؛
-غالبا ما تشكل النفقات العامة التحويلية النسبة األكرب من إمجالي النفقات العامة؛ ويعود ذلك للعديد من األسباب
أهمها زيادة األخذ بنظام التأمينات االجتماعية وزيادة اإلعانات االجتماعية ،إعانات حتسني مستوى املعيشة ،وازدياد
اللجوء إىل القروض العام ،باإلضافة إىل انتشار البطالة وانتشار األزمات االقتصادية؛
وهناك بعض النفقات ثار حوهلا بعض اجلدل من حيث اعتبارها نفقات حقيقية أم نفقات حتويلية نوضحها كاآلتي:
اعتبارها نفقة عامة حتويلية اعتبارها نفقة عامة حقيقية النفقة
-ألن أصحاب املعاشات حيصلون عليها دون مقابل ،وال تؤدي -اعترباها دخول مؤجلة؛ حيث أن املرتب الذي حيصل عليه املعاشات
لزيادة الناتج الوطين ،كما أن األفراد هم الذين يستخدمون املوظف أثناء فرتة عمله ال يقابل إال جزء من اخلدمة اليت قدمها
القوة الشرائية للمعاشات. للدولة ،أما اجلزء اآلخر فإنه حيصل عليه بعد انتهاء خدمته.
-تعترب فوائد الدين العام نفقات حتويلية ملا هلا من تأثري كبري -ألن االنفاق العام بشقيه االستهالكي واالستثماري حيدث زيادة فوائد
على إعادة توزيع الدخل الوطين( .معظم نظم احملاسبة الوطنية يف الناتج الوطين عن طريق زيادة الطلب الفعّال. الدين العام
تعترب نفقات فوائد الدين العام نفقات حتويلية).
-التعويضات اليت تدفعها الدولة ملنكوبي احلرب لتعويضهم -التعويضات اليت تدفعها الدولة لألفراد لتعويضهم عن أضرار تعويضات
عما حلق بهم وبأمواهلم من أضرار تعترب تعويضات نفقات إصابتهم بسبب أخذ الدولة جلزء من ممتلكاتهم الستخدامها يف احلروب
حتويلية ألنها تتم بال مقابل؛ وتستند إىل مبدأ التضامن اجملهود احلربي أو االنشاءات املؤقتة على أراضيهم فإنها تعترب
االجتماعي. نفقات حقيقية ألنها تتم مبقابل.
تقسيمات النفقات التحويلية:
قسمت كتب املالية العامة النفقات العامة التحويلية إىل أنواع خمتلفة تبعا للغرض منها؛ فنجد:
-1النفقات العامة التحويلية املباشرة :هي تلك النفقات اليت تتحول من الدولة إىل املستفيد على شكل دخول نقدية ،وتعرف
بالتحويالت النقدية؛
-2النفقات العامة التحويلية غري املباشرة :هي نفقات يتلقى املستفيد منها سلعة أو خدمة باجملان أو أن يدفع مثنًا يقل عن تكلفة
إنتاجها ،وتسمى بالتحويالت العينية.
كما جند تقسيم آخر للنفقات العامة التحويلية يقسمها إىل ثالثة أنواع:
-1النفقات العامة التحويلية االجتماعية :تتم بال مقابل ،وتهدف إىل رفع مستوى معيشة بعض األفراد ،أو الطبقات االجتماعية؛
مثل اإلعانات النقدية اليت تدفعها الدولة إىل بعض األفراد أو الفئات لتحقيق قدر من التوازن االجتماعي مثل تعويضات
املرض والعجز والشيخوخة والبطالة وإعانات دعم االستهالك.
-2النفقات العامة التحويلية االقتصادية :وهي إعانات متنح لبعض املشروعات اإلنتاجية ،أو لبعض فروع اإلنتاج؛ بهدف ختفيض
نفقات اإلنتاج ،وتصريف املنتجات بأمثان منخفضة أو لرفع معدالت الربح.
-3النفقات العامة التحويلية املالية :وتتعلق بفوائد الدين العام واستهالكه باملفهوم التقليدي.
خدجية األعسر ،اقتصاديات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص .83 ،82 1
خبابة عبد اهلل ،أساسيات يف اقتصاد املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص .122 ،121 2
حت تل النفقات العامة املالية التحويلية نسبة كبرية من إمجالي النفقات التحويلية يف الدول النّامية لتفاقم مشكلة الدين العام يف هذه الدول. 3
2018 2017
27
املطلب الثالث :التقسيم الوضعي للنفقات العامة (وفق القوانني املطبقة يف كل دولة)
خيتلف هذا التقسيم عن التقسيمات السابقة؛ ذلك أن كثري من الدول تتبنّى أنواعًا من التقسيمات ختتلف كثريًا عن
التقسيمات العلمية ،ويرجع ذلك إىل اختالف النظام االقتصادي والسياسي واملالي ،كما حتكمها اعتبارات سياسية وإدارية
وتارخيية خمتلفة ،وكذا مرحلة التطور اليت متر بها الدول؛ غري أنها ،جتمع يف كثري من األحيان بني معايري عديدة ،وخباصة
التقسيمات اإلدارية ،والتقسيمات الوظيفية واالقتصادية.
أوالً :التقسيم اهليكلي اإلداري
وخنتصر يف التقسيم على تقسيم النفقات العامة يف االقتصاد اجلزائري.
حيث توضع االعتمادات املفتوحة مبوجب قانون املالية ،حتت تصرف الدوائر الوزارية فيما يتعلق بنفقات التسيري ،وكذا
املتصرفني العموميني الذين يتحملون مسؤولية العمليات املخططة فيما يتعلق بنفقات االستثمار.
ختصص هذه االعتمادات وتوزع حسب طبيعتها أو غرض استعماهلا وفقا ملدونات حتدد عن طريق التنظيم.
وتنقسم النفقات العامة حسب القانون رقم 17-84املؤرخ يف 08شوال 1414هـ املوافق لـ 1984 / 07 / 07م واخلاص بقوانني
املالية إىل قسمني:
-1نفقات التسيري :تندرج فيها االعتمادات املالية املخصصة لكل الدوائر الوزارية ،فكل وزارة هلا اعتماد مالي خاص بها
طبقا لقانون املالية للسنة املعنية .وهي تسمح للدولة بتسيري وأداء مهامها والتزاماتها اجلارية .كما تتضمن نفقات التسيري
تغطية األعباء العادية الضرورية لتسيري املصاحل العمومية اليت تسجل اعتماداتها يف امليزانية العامة للدولة.
وتتوزع نفقات التسيري على أربعة ( )04أبواب:
-أعباء الدين العمومي ،والنفقات احملسومة من اإليرادات،
-ختصيصات السلطات العمومية،
-النفقات اخلاصة بوسائل املصاحل،
-التدخالت العمومية.
يدخل الباب األول والثاني ضمن األعباء املشرتكة يف امليزانية العامة ،ويتم تفصيلها وتوزيعها مبقتضى مرسك رئاسي .أما
الباب الثالث والرابع فيتعلقان بالدوائر الوزارية ،ويتم توزيعها مبوجب مراسيم التوزيع.
-2نفقات التجهيز (االستثمار) :توزع على خمتلف القطاعات بهدف زيادة الثروة ورأس املال يف اجملتمع .حيث تسجل نفقات
التجهيزات العمومية ونفقات االستثمارات والنفقات بالرأمسال يف امليزانية العامة للدولة على شكل رخص برامج وتنفذ
باعتمادات الدفع.
ثانيًا :التقسيم الوظيفي
يتم تقسي م النفقات العامة إىل عدة جمموعات إنفاقيه خمتلفة ،وكل جمموعة تكون مرتبطة بأداء وظيفة حمددة من
الوظائف اليت تقوم بها الدولة؛ فتقسم عادة الوظائف احلكومية إىل وظيفة الدفاع ،وظيفة األمن الداخلي ،وظيفة الزراعة
ووظيفة الصحة.
وما جتدر اإلشارة إليه ،أنه يتم توزيع النفقات على هذه الوظائف وذلك بغض النظر عن اجلهات اإلدارية اليت ستقوم
بتأدية هذه النفقات ،فالوظيفة الواحدة قد يتم تأديتها من طرف أكثر من جهة إدارية حكومية ،فمثال وظيفة الصحة ميكن
1ذلك أن التقسيمات العلمية غري ملزمة للدول ،كما ختتلف درجة اعتماد الدول يف تقسيم النفقات العامة على التقسيمات العلمية يف موازنتها العامة.
2املادة 20من القانون رقم 17-84املؤرخ يف 08شوال 1414هـ املوافق لـ 07جويلية 1984م واخلاص بقوانني املالية.
3املادة 23من القانون رقم 17-84املؤرخ يف 08شوال 1414هـ املوافق لـ 07جويلية 1984م واخلاص بقوانني املالية.
4املادة 05من القانون رقم 21-90املؤرخ يف 24حمرم 1411هـ املوافق لـ 15أوت 1990املتعلق باحملاسبة العمومية,.
5املادة 24من القانون رقم 17-84املؤرخ يف 08شوال 1414هـ املوافق لـ 07جويلية 1984م واخلاص بقوانني املالية.
6يتفرع الباب إىل أقسام ،والقسم يتجزأ بدوره يتجزأ إىل فصول؛ ويشكل الفصل الوحدة القاعدية واملرجعية األساسية يف توزيع اعتمادات امليزانية .كما يرمز للفصل بأربعة
أرقام ،الرقمني األوليني على اليسار يدالن على الفصل ،أما الرقم الثالث فللداللة على الباب ،والرقم الرابع خيص القسم الثاني.
7املادة 06من القانون رقم 21-90املؤرخ يف 24حمرم 1411هـ املوافق لـ 15أوت 1990املتعلق باحملاسبة العمومية,.
2018 2017
28
أ ن يتم تأديتها من خالل وزارة الصحة ،ومن خالل وزارة الرتبية الوطنية (الصحة املدرسية)...إخل ،ومنه فإن حتديد النفقات
العامة على الربامج الصحية يستلزم حتويل النفقات املتوقعة لكل وزارة على الربامج الصحية ،وجمموع املنفق على الربامج
الصحية وذلك مبختلف اجلهات اإلدارية (الوزارات) ميثل اإلنفاق العام على وظيفة الصحة.
ثالثًا :التقسيم االقتصادي
يركز التقسيم االقتصادي تقسيم النفقات العامة على املهام واألعمال املختلفة اليت متارسها مجيع إدارات الدولة،
بشرط أن يتم توزيعها حسب القطاعات االقتصادية (صناعة ،زراعة ،خدمات...إخل).
ويهدف هذا التقسيم إىل التمييز بني النفقات اجلارية والرأمسالية يف الوحدة اإلدارية ،فكل وحدة إدارية حتتوي على
نفقات جارية وعلى نفقات رأمسالية (األثاث...اخل).
1 1
= املضاعف =
امليل احلدي لالدخار − 1امليل احلدي لالستهالك
مالحظات:
-يزداد املضاعف بزيادة امليل احلدي لالستهالك ،وينخفض باخنفاضه،
-خيتلف األثر الذي حيدثه املضاعف باختالف مرونة وتوسع اجلهاز اإلنتاجي ،حيث كلما كان اجلهاز اإلنتاجي مرنًا وقادرًا
على التجاوب للزيادات املتتالية يف االستهالك ،أنتج املضاعف أثره بشكل ظاهر وملموس.
1خدجية األعسر ،اقتصاديات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص-ص .97 -95
يف الدول املتقدمة يتسم االستهالك بطول دورته املتتالية ،واإلنتاج على جانب كبري من املرونة .عكس الدول النامية فأثر املضاعف بها ضعيف رغم ارتفاع امليل احلدي 2
لالستهالك لدى األفراد ،ويرجع ذلك لعدم مرونة جهازها اإلنتاجي ،وعدم قدرته على التجاوب مع الزيادة يف االستهالك.
2018 2017
29
-2أثر املعجل :مضمون فكرة املعجل يشري إىل زيادة االنفاق أو نقصه على حجم االستثمار أو أثر نسبة التغري يف اإلنتاج على
االستثمار ،حيث تؤدي الزيادة األولية يف االنفاق املؤدية إىل اإلنتاج الوطين إىل إحداث زيادة يف االستثمار بنسبة
أكرب .حيث أن:
الزيادة يف االنفاق على السلع وزيادة حجم الدخل الوطين والتشغيل خالل عمليات االستهالك املتتالية الناشئة عن زيادة االنفاق األوىل
(أثر املضاعف) تؤدي بدورها إىل توسيع الطاقة اإلنتاجية للمنتجني بزيادة طلبهم على االستثمار (شراء اآلالت واملعدات اإلنتاجية .)...
ف يلتقي هنا أثر املضاعف بأثر املعجل ويرتبط به من حيث زيادة حجم اإلنتاج (نتيجة لإلنفاق على السلع االستهالكية) بنسبة أكرب
من االنفاق األولي (أثر املضاعف) ،األمر الذي يؤدي إىل زيادة االستثمار (أثر املعجل ،أو االستثمار املولد).
يتم حساب املعجل على أساس النسبة بني التغري يف مقدار االستثمار وبني التغري يف مقدار االنفاق (االستهالك).
ويعرب عنه بالعالقة اآلتية:
التغري يف االستثمار
املعجل =
التغري يف االستهالك )اإلنفاق(
مالحظات:
-يتوقف مدى األثر الذي املعجل على معامل رأس املال ،الذي يوضح العالقة بني رأس املال واإلنتاج وحيدد معامل رأس املال
الالزم إلنتاج وحدة واحدة من الناتج،
-خيتلف هذا املعامل من قطاع آلخر؛ ومن ثم ،يصبح لكل قطاع املعجل اخلاص به،
-أثر النفقات العامة على االستثمار من خالل فكرة املعجل يتوق على نوع هذه النفقات ،وطبيعة امليل احلدي لالستهالك
لألفراد املستهلكني.
ثانيًا :تأثري النفقات العامة على اإلنتاج
يتوقف هذا األثر على دخول الدولة جمال اإلنتاج كمنافس أو موجه للنشاط االقتصادي ،وتوزيع موارد اجملتمع على أوجه
النشاط املختلفة؛ وذلك ،عن طريق التأثري على قدرة األفراد على العمل ورغبتهم فيه ،وتوزيع املوارد على االستخدامات املختلفة.
تتجلى هذه اآلثار يف النقاط اآلتية:
.1تؤدي النفقات الرأمسالية أو اإلنتاجية باإلضافة إىل تكوين رؤوس األموال العينية؛ اليت حتدث زيادة مباشرة يف الدخل
الوطين اجلاري ،تقاس مبقدار االستثمارات اجلديدة ،إىل زيادة املقدرة اإلنتاجية الوطنية.
. 2تؤدي النفقات العامة االجتماعية اليت تتمثل يف النفقات املخصصة إلنتاج اخلدمات العلمية والطبية والثقافية والتعليمية،
ونفقات التعليم الفين والتدريب املهين واألحباث العلمية واإلعانات االجتماعية؛ إىل زيادة الناتج الوطين اجلاري وزيادة
املقدرة اإلنتاجية لرأس املال البشري.
. 3تساهم اإلعانات االقتصادية املمنوحة للمشروعات إىل رفع أرباحها وبالتالي ارتفاع مقدرتها اإلنتاجية.
. 4تؤدي النفقات العامة على الدفاع واألمن والعدالة وحتقيق االستقرار ،إىل رفع املقدرة اإلنتاجية الوطنية.
. 5يؤدي اإلنفاق العام على البنية التحتية كالطرق ووسائل النقل واملواصالت ،والطاقة وتلك اليت متول التقدم التكنولوجي؛
إىل خفض نفقة اإلنتاج ،وبالتالي إىل رفع األرباح ،وزيادة الناتج الوطين.
.6تؤدي زيادة النفقات العامة يف جمال مشاريع جديدة إىل استحداث وظائف ،واستيعاب بعض العاطلني عن العمل.
كما يؤثر االنفاق احلكومي على هيكل اإلنتاج يف االقتصاد الوطين من عدة جوانب أخرى نذكر أهمها كاآلتي:
-اإلنفاق احلكومي على املشرتيات من اإلنتاج اجلاري له تأثري كبري على حجم اإلنتاج ومعدالت منوه ،بينما اإلنفاق العام على
املشرتيات من املخزون ال ميثل زيادة حقيقية يف الناتج الوطين؛
1خدجية األعسر ،اقتصاديات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص .99 ،98
2املخزون السلعي يعترب إنتاج فرتات سابقة وليس إنتاجًا جاريًا.
2018 2017
30
-زيادة توجيه الدولة جلزء من اإلنفاق العام حنو التصنيع احلربي يؤدي لتحويل املوارد املتاحة من معادن وطاقات إنتاجية إىل
سلع غري قابلة لالستهالك الفردي ،مما يؤثر على مستوى إنتاج بقية القطاعات؛ ومن ثم ،على قيمة الناتج الوطين.
1خدجية األعسر ،اقتصاديات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص .100
2مثال يف اجلزائر؛ تقنني أسعار اخلبز واحلليب.
2018 2017
31
1استخدام النفقات العامة كوسيلة لتحقيق مستوى التوظيف الكامل يتضمن االعرتاف بوجود نسبة من البطالة (االختيارية) قد ترتاوح ما بني %4 – 3من القوة العاملة .وبصفة
عامة؛ يزيد اإلنفاق العام يف فرتات الكساد ،ويقل يف فرتات التضخم حتى ال يؤدي لزيادة حدة التضخم وسرعة انهيار اإلنتاج فينقلب التضخم إىل كساد.
2خدجية األعسر ،اقتصاديات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص .101
3سوزي عدلي ناشد ،أساسيات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص .77
4عن طريق التوسع يف اإلنفاق على اخلدمات التعليمية والصحية والسكنية اجملانية.
2018 2017
32
1أول من لفت للظاهرة تزايد النفقات العامة االقتصادي األملاني (فاجنر )1892 ،بعد أن قام بدراسة متعلقة بالنفقات العامة وتزايدها من منظور تارخيي اقتصادي مالي؛ حيث
استنتج أن النفقات العامة كانت حمدودة يف ظل وظيفة الدولة التقليدية ،ومن خالل الوظيفة االنتاجية تعاظم دور الدولة وتداخلها يف احلياة االقتصادية والتقدم الفين
ازدادت لغرض اجتماعي ،أما من الناحية االجتماعية أرجع (فاجنر) تزايد النفقات العامة على زيادة يف حجم النفقات العامة لغرض اجتماعي.
االرتفاع املستمر يف أسعار السلع واخلدمات يؤدي إىل اخنفاض قيمة النقود وقوتها الشرائية؛ وعليه ،احلصول على نفس الكمية من السلع واخلدمات بعد ارتفاع أسعارها 2
(اخنفاض القوة الشرائية للنقود) يعين زيادة املبالغ املخصصة لإلنفاق العام.
3سوزي عدلي ناشد ،الوجيز يف املالية العامة ،دار اجلامعة اجلديدة للنشر ،اإلسكندرية ،2000 ،ص .64
2018 2017
33
1يف وقتنا احلالي؛ مل تعد الدول تبسط نفوذها من خالل االحتالل والسيطرة املباشرة ألراضي الغري وإن استعيض عنه بالسيطرة االقتصادية والسياسية.
2عادل أمحد حشيش ،أساسيات املالية العامة ،دار النهضة العربية ،بريوت ،1992 ،ص .104
3غري أن اإلنفاق العام يف هذا اجملال يكون أكرب خاصة يف ظل انتشار التسيب اإلداري واالختالسات والرشاوي ،والذي يكون على حساب أموال الدولة.
2018 2017
34
-1زيادة عدد السكان :تؤدي زيادة السكان اجلدد إىل زيادة يف اإلنفاق العام نتيجة لتوسع دور الدولة يف خدماتهم ملواجهة
زيادة السكان اجلدد.
-2منو الوعي االجتماعي :أدى انتشار التعليم إىل تعزيز فكرة الوعي االجتماعي مما صاحبها تزايد يف مطالب األفراد أكثر
مما سبق مثل أن يطلبوا تأمني أنفسهم ضد البطالة والفقر.
الفرع اخلامس :أسباب سياسية
انعكس انتشار كثري من املبادئ واألفكار السياسية على نفقات الدولة وأدى إىل زيادتها ،حيث أصبحت كثري من
الدول تنفق الكثري من األموال بل وختصص جزء من النفقات العامة ضمن املوازنة العامة للدولة من أجل حتقيق أهداف سياسية
داخلية وخارجية .وميكن أن نذكر منها فيما يأتي:
-1انتشار املبادئ احلضارية :يرتتب على انتشار مبادئ احلضارية وخروج األفراد من حالة العزلة وكذا اإلسراف إىل زيادة
مسؤولية الدولة اجتاه األفراد وبالتالي زيادة النفقات.
-2زيادة نفقات التمثيل اخلارجي :أدى تطور العالقات الدولية يف اآلونة األخرية إىل اتساع مدى التمثيل الدبلوماسي من جهة،
وتطور دور الدولة يف املنظمات الدولية واإلقليمية من جهة أخرى فضال عن واجبات التعاون بني الدول أدى إىل هذه
الزيادة يف النفقات العامة.
الفرع السادس :أسباب عسكرية
أدى انتشار احلروب منذ أواخر القرن التاسع عشر إىل زيادة ختصيص بنود من املوازنة العامة لإلنفاق على التسلح،
وجتهيز اجليش بأفضل املعدات وزيادة املنتسبني إليه ،إذ غالبا ما تصل النفقات العامة إىل نصف موازنة الدول وخاصة يف
أوقات احلروب .وميكن تلخيص ظاهرة زيادة النفقات ألسباب عسكرية إىل ما يأتي:
-زيادة التوترات والصراعات بني الدول ألسباب سياسية واقتصادية واسرتاتيجية،
-انتشار استخدام األسلحة احلديثة ذات التكاليف املرتفعة،
-يتميز اإلنفاق احلربي بسرية األمر مما يؤدي إىل زيادة اإلنفاق،
-اختالف إسرتاتيجية الدفاع احلديثة عن التقليدية ،فلم تعد مقتصرة عن التسلح بل متتد إىل العمل االستخباراتي ،ووضع
خطط الدفاع إىل خارج احلدود.
2018 2017
35
الفصل الثاني
اإليـــرادات العامـــــة
متهيد:
ترتب على التغري يف طبيعة دور الدولة اتساع يف وظائف ها ،فقد أصبحت تشمل مجيع النواحي االقتصادية واالجتماعية
والثقافية ،القيام باملشاريع العمرانية الكربى ،والعمل على حتسني شروط املعيشة ،ونشر العلم وحفظ الصحة العامة ،كما
أصبحت مسؤولة عن التوازن االقتصادي ،وحتقيق معدل مرتفع من النمو ويف إعادة توزيع الدخل الوطين؛ هذا االتساع ،نتج
عنه ظاهرة تزايد النفقات العامة ،وتطور يف حجم اإليرادات العامة وتعدد أنواعها وأغراضها ،فاإليرادات التقليدية مل تعد
كافية لتغطية النفقات العامة اليت ال تتوقف عن الزيادة.
كما أن دور اإليرادات العامة مل يعد مقصوراً على متويل النفقات العامة ،بل أصبح باإلضافة إىل ذلك أداة من أدوات
التوجيه االقتصادي واالجتماعي ،كتشجيع األنشطة االقتصادية املرغوب فيها أو احلد من تلك األنشطة غري املرغوبة ،وتوجيه
االستثمارات وحماربة التضخم ،وحتقيق إعادة يف توزيع الدخل الوطين.
وعليه ،خنصص الفصل ا لثاني من املطبوعة لدراسة اإليرادات العامة؛ وهذا من خالل دراسة ماهية اإليرادات العامة من
خالل تقديم تعريفها وخمتلف تقسيمات اإليرادات العامة ،ثم خمتلف مصادر اإليرادات العامة من ضرائب ورسوم ودومني،
باإلضافة إىل القروض العامة واإلصدار النقدي اجلديد .وهذا باعتبارها مواضيع أساسية لإليرادات العامة.
واليت نذكرها كاآلتي:
أوال :ماهية اإليرادات العامة،
ثانيًا :مصادر اإليرادات العامة.
2018 2017
36
1رانيا حممود العمارة ،املالية العامة ،اإليرادات العامة ،مركز الدراسات العربية للنشر والتوزيع ،القاهرة 1436 ،هـ 2015 /م ،ص ،ص .32 ،31
2سوزي عدلي ناشد ،أساسيات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص .87
2018 2017
37
صفة اإلجبار أو اإلكراه من الدولة هنا تفهم أنها تهدف إىل القيام باألعباء العامة ،وأن يتحمل معها هذه األعباء أفراد اجملتمع ،وليس ذلك على سبيل القهر .حيث يتحمل 1
كل فرد نصيب مساهمته يف هذه األعباء ط بقًا ملقدرته املالية والتكليفية ألداء اخلدمات العامة؛ وبالتالي ،تكون املساهمة هنا آتية من اعتبارات اجتماعية وسياسية
تتمثل يف التضامن يف حتمل األعباء العامة من كافة أفراد اجملتمع حتى ولو كانت هذه املساهمة إجبارية.
2املادة رقم 11من القانون رقم 17-84املؤرخ يف 1984-07-07م ،واملتعلق بقوانني املالية.
3املادة رقم 132من قانون الوالية ،رقم 09-90املؤرخ يف 1990-04-07م.
4املادة رقم 146من قانون البلدية ،رقم 08-09املؤرخ يف 1990-04-07م.
2018 2017
38
1خبابة عبد اهلل ،أساسيات يف اقتصاد املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص .133 ،132
2وعليه ،يبدو منطقيا بأنه يساهم يف تغطية أعباء الدولة اليت حتمي األفراد ومتنحهم خدمات عامة مثل األمن والدفاع والعدالة وغريها من اخلدمات العامة .وبالتالي ال توجد
عالقة بني ما يدفعه املكلف للدولة من ضرائب ،وما حيصل عليه من منفعة من اإلنفاق العام الذي تقوم به الدولة.
2018 2017
39
-4-2الضريبة تدفع بصورة نهائية :يدفع األفراد الضريبة للدولة بشكل نهائي ،كما أن الدولة ال تلتزم برد قيمتها أو بدفع
أي فوائد عنها .فاملمول ليس له احلق يف اسرتداد املبلغ الذي دفعه للخزينة العامة (حتى ومل تقم الدولة بإنفاقها)،
طاملا كان ربط وحتصيل الضريبة قد مت وفقًا لإلجراءات القانونية.
-5-2الضريبة متكن الدولة من حتقيق النفع العام :تعد الضريبة من أهم مصادر اإليرادات العامة على اإلطالق ،ولذا فإنها
متكن الدولة من حتقيق أهدافها خصوصا النفع العام.
ثانيًا :الواقعة املنشئة للضريبة
يقصد بالواقعة املنشئة للضريبة بأنها واقعة متلك الشخص الطبيعي أو املعنوي (كاهليئات واملؤسسات واجلمعيات
والشركات واملصاحل ذات الشخصية املعنوية أو من كان يف حكمه للعرصة).
ويعرفها أخرون (الواقعة أو التصرف املوجب حلصول الدولة على الضريبة من املكلف).
فدين الضريبة ال يتحقق بذمة شخص ما جملرد صدور قانون الضريبة؛ وإمنا ،يتطلب األمر حتى ينشأ ذلك أن يتحقق
بالنسبة له الشرط الذي حدده قانون الضريبة ،وهو ما يعرف "بالواقعة املنشئة للضريبة"؛ واليت تتمثل حبصول الدخل يف نهاية
السنة املالية بالنسبة للضريبة على رأس املال وعبور السلعة للحدود بالنسبة للضريبة اجلمركية.
ثالثًا :االنعكاس الضرييب
يعرف انعكاس الضريبة بـأنه عملية نقل املكلف للعبء الضرييب إىل شخص آخر ،والذي قد ينقلها إىل غريه.
حيث يتم التمييز بني:
-املكلف القانوني :هو الذي تتحقق عليه الضريبة ويتم حتصيلها،
-املكلف احلقيقي :هو الذي يتحمل دفع الضريبة فعليًا بعد أن تنعكس عليه وتستقر عنده.
ويأخذ شكلني هما :انعكاس الضريبة إىل األمام ،وانعكاس الضريبة إىل اخللف ،وسيتم توضيح ذلك كاآلتي:
انعكاس الضريبة إىل اخللف انعكاس الضريبة إىل األمام البيان
-هو الشكل الذي ينتقل فيه العبء الضرييب من الشخص التالي -هو الشكل الذي ينتقل فيه العبء الضرييب من
إىل الشخص األول (الشخص يف املرحلة السابقة)، الشخص األول إىل الشخص الذي يليه يف مرحلة تالية،
املفهوم
-مثال ،انتقال الضريبة من العامل إىل رب العمل ،أو من املستهلك -مثال ،انتقال الضريبة من املنتج إىل املستهلك ،أو من
إىل املنتج. البائع إىل املشرتي ،أو من رب العمل إىل العامل.
-ختفيض أسعار املشرتيات من قبل املكلف أو مقدرة العامل على -رفع أسعار املنتج من قبل املكلف أو ختفيض أجر
رفع أجرة فيتحمل رب العمل ذلك، العامل من قبل رب العمل،
-حيدث يف فرتات الركود االقتصادي، -حيدث يف فرتات االزدهار االقتصادي، مظاهره
-حالة عدم استطاعة رفع سعر املنتجات لتغطية العبء الضرييب، -حالة الضرائب غري املباشرة؛ مثل ضرائب اإلنتاج أو أو كيفية انتقاله
فيضطر دافع الضريبة للضغط بتخفيض أسعار املواد األولية أو املبيعات.
أجور العمال.
-االنعكاس الضرييب الكلي :عندما يقوم املكلف بنقل املبلغ اإلمجالي للضريبة اليت دفعها على اآلخرين،
حاالته
-االنعكاس الضرييب اجلزئي :ف ي حالة نقل جزء من املبلغ الضرييب إىل اآلخرين.
-بعض الضرائب قابلة لالنعكاس الضرييب؛ خاصة الضرائب غري املباشرة ،مثل ضرائب اإلنتاج ،وضرائب االستهالك،
والضرائب اجلمركية،
معايري فهم
-بعض الضرائب هلا صعوبة كبرية يف انعكاسها الضرييب (نقل عبئها)؛ مثل الضرائب على اإليراد العام اليت تستقر على
االنعكاس
املكلف القانوني،
الضرييب
-بعض الضرائب غري قابلة لالنعكاس الضرييب ،والذي يتحمل عبئها بالشكل النهائي هو املكلف القانوني مثل ضرائب
الدخل وضرائب األجور.
1هذا ما مييز الضريبة عن القرض العام ،حيث تلتزم الدولة قانونًا برد مبلغه للمقرضني دون فوائد منه.
2يتوىل القانون الذي يقرر فرض ضريبة معينة إىل حتديد القواعد العامة هلا ،أي الشروط العامة الالزمة لتطبيق الضريبة.
3طارق احلاج ،املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص -ص .96 -93
2018 2017
40
1ا قتصر دور الدولة كحارسة يف الفكر املالي التقليدي؛ وبالتالي ،كان الغرض من الضريبة غرضًا ماليًا حبتًا من أجل حتقيق إيراد مالي ملواجهة نفقاتها احملدودة لتسيري
املرافق العامة ،دون أن يكون له أثر يف القرارات االقتصادية لألفراد و توزيع دخوهلم .كما ختتلف دورها حبسب طبيعة النظام االقتصادي ودرجة النمو االقتصادي للدولة.
2أنظر - :رانيا حممود عمارة ،املالية العامة ،اإليرادات العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص .108 ،107
-خبابة عبد اهلل ،أساسيات يف اقتصاد املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص -ص .137 -135
-طارق احلاج ،املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص -ص .51- 48
3اهلدف املالي هو اهلدف الوحيد للضريبة وفق الفكر املالي التقليدي ،حيث ما حتققه الضريبة من أهداف اجتماعية واقتصادية مل يكن مقصودًا حبد ذاته.
4حتقيق هدف معني من خالل الضريبة جيب أال يكون على حساب األهداف األخرى للمجتمع؛ فمثالً استخدام اإلعفاءات الضريبية لزيادة االستثمارات جيب أال يكون على
حساب عدالة توزيع الدخل يف اجملتمع.
5يعرف هذا بـ"احلياد الضرييب" ؛ أي يف حالة عدم القدرة على حتقيق عدم تأثري الضريبة على كفاءة السوق ،إلنه جيب العمل أن يكون أثر الضرائب على قوى السوق عند
أدنى مستوى له.
6هناك قواعد أخرى لكنها تدخل ضمن املذكورة ،مثل :االستقرار ،املرونة ،الوضوح ،الوفرة ،القدرة على الدفع... ،اخل.
7أنظر - :رانيا حممود عمارة ،املالية العامة ،اإليرادات العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص -ص .115 -110
-خبابة عبد اهلل ،أساسيات يف اقتصاد املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص .134
2018 2017
41
-1قاعدة العدالة :ال بد أن تكون الضريبة عادلة من حيث مساهمة املكلفني يف دفع الضرائب كل حسب مقدرته ومبا
يتناسب مع حجم دخله .حيث يتم توزيع العبء املالي العام على أفراد اجملتمع كل حسب استطاعته قصد حتقيق
العدالة يف توزيع األعباء العامة على األفراد.
-2قاعدة املالءمة :حيث جيب أن تراعي التشريعات الضريبية تنظم الضريبة بصورة تتناسب وتالءم ظروف املكلفني بها ،أي
البد أن جتبى الضريبة يف الوقت والطريقة اليت تالئم املكلف ،حتى ال تثقل على املكلف وال تؤدي إىل التهرب الضرييب.
-3قاعدة اليقني :مبعنى أن تكون الضريبة واضحة من حيث املقدار وموعد الدفع وكيفية الدفع .حبيث حتدد بقانون يوضح
قيمة الضريبة ،وأسس احتسابها والواقعة املنشأة للضريبة واملصروفات الواجب خصمها ،ومعيار السداد حبيث تربط
على قواعد حمددة توضح التزامات املكلف جتاه اخلزينة العم ومية من جهة تقيد اجلهة اإلدارية بالقانون دون ترك
فرصة للتعسف يف التقدير.
-4قاعدة االقتصاد يف النفقات :مراعاة هذه القاعدة يضمن للضريبة فعاليتها كمورد هام تعتمد عليه الدولة .مبعنى أنه ما
يصرف من نفقات وتكاليف من أجل حتصيل الضريبة (مثل نفقات أجور املوظفني ،وسائل االتصال والنقل )... ،جيب
أن تكون ضئيلة ومتدنية وتتم بأسهل وأيسر الطرق ال تكلف اإلدارة املالية مبالغ كبرية ،فزيادة أجهزة إدارية
وتوظيف عدد كبري من املوظفني خمالف لقاعدة االقتصاد ،حيث قد تتجاوز حصيلة الضريبة ذاتها.
الفرع الثالث :التنظيم الفنّي للضريبة
يعرف التنظيم الفين بأنه جمموع القواعد واألنظمة واإلجراءات املتعلقة بفرض الضريبة ،واليت تظهر من خالل حتديد
وعاء الضريبة ومعدهلا وحتصيلها.
-1وعاء الضريبة:
يعرف بأنه املادة اليت ختضع للضريبة ،وهو الشيء أو اجملال اخلاضع للضريبة أو حمل الضريبة نفسها ،وبيان أسلوب
الوصول إليها وطرق تقديرها .وقد تكون هذه املادة أمواالً (رأس مال ،دخل) أو تصرفًا أو نشاطً معينًا أو أشخاصًا .وبالتالي
فإن املادة الضريبية تعين العنصر االقتصادي الذي خيضع للضريبة ،وتشكل املادة اخلاضعة للضريبة مصدر الضريبة.
حتديد وعاء الضريبة خيضع ألسلوبني:
-التحديد الكيفي لوعاء الضريبة؛ حيث يتم االعتماد على الظروف الشخصية للمكلف عند فرض الضريبة ،حيث
تتطلب التفرقة بني عينية الضريبة وشخصية الضريبة.
-التحديد الكمي لوعاء الضريبة؛ هنا يتوقف حجم احلصيلة الضريبية على طريقة حتديد الوعاء الضرييب أو تقدير
قيمة الدخل اخلاضع للضريبة ،وهذا باستخدام عدة أسس منها:
-طريقة املظاهر اخلارجية،
-طريقة التقدير اجلزايف،
-طريقة التقدير املباشر،
-التقدير بواسطة اإلدارة الضريبية.
أثارت هذه القاعدة جدال بني مفكري املالية حيث مرت مبراحل؛ فقد مت ربط بداية بني حتقيق العدالة وبني الضريبة النسبية ،واليت مبقتضاها يتحدد سعر نسيب للضريبة 1
من دخل الفرد (مثالً %10من دخ ل الفرد) ،غري أن هذا املبدأ تعرض للنقد حيث تضر بأصحاب الدخل احملدود وبالتالي ال حتقق مبدأ العدالة واملساواة .ما دفع علماء
املالية لرتك فكرة الضريبة النسبية واللجوء إىل الض ريبة التصاعدية؛ حيث تفرض بنسب تتغري بتغري قيمة املادة اخلاضعة للضريبة (الدخل) (مثالً سعر الضريبة ،% 10
%20 ،%15على دخول األشخاص الدخل األقل يأخذ السعر األقل والدخل األكثر يأخذ السعر األكثر) .وبالتالي ،حتقق الضريبة التصاعدية قدرًا من العدالة واملساواة
بني املكلفني بها.
2أنظر - :خباية عبد اهلل ،أساسيات يف اقتصاد املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص .138
-سوزي عدلي ناشد ،أساسيات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص .134 ،133
3يقصد بعينية الضريبة؛ أن الضريبة تفرض على الدخل بغض النظر عن شخصية املكلف أو ظروفه العائلية أو االجتماعية .أما شخصية الضريبة ،معناها أن الضريبة تفرض
على الدخل أخذة بعني اال عتبار املركز الشخصي والظروف الشخصية للمكلف (املركز االجتماعي ،مصدر الدخل ،املركز املالي).
2018 2017
42
1أنظر - :خباية عبد اهلل ،أساسيات يف اقتصاد املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص .140
-سوزي عدلي ناشد ،أساسيات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص .191
يقصد بقواعد حتصيل الضريبة القواعد القانونية اليت حددها التشريع الضرييب جلباية الضريبة؛ من حيث :الواقعة املنشئة للضريبة ،طرق حتصيل الضريبة ،وضمانات 2
حتصيل الضريبة.
سوزي عدلي ناشد ،أساسيات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص .199 3
4خدجية األعسر ،اقتصاديات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص .167
يعترب هذا التقسيم من أهم التقسيمات على اإلطالق؛ كما هناك شبه إمجاع على أن الضرائب املباشرة هي ضرائب على الدخل والثروة ،بينما الضرائب غري املباشرة هي 5
2018 2017
43
-2-1الضرائب غري املباشرة :ويطلق عليها اسم ضرائب اإلنفاق ،وذلك لكونها تفرض على الدخل مبناسبة إنفاقه ،لذا فهي
تصيب الدخل بطريقة غري مباشرة ،حيث أنه من املمكن نقل عبئها ودافع الضريبة هو الذي يتحملها مثل
الضرائب اجلمركية ،الضرائب على اإلنفاق ،والضريبة على التداول ،الضرائب على رقم األعمال ،ضريبة
املبيعات.
ويتوقف على درجة مرونة العرض والطلب على السلعة حمل الضريبة ونوع العنصر اخلاضع ومدى توافر أو انعدام املنافسة.
-2معايري التفرقة بني الضرائب املباشرة وغري املباشرة:
توجد عدة معايري للتفرقة بني الضرائب املباشرة وغري املباشرة؛ وفقًا للخصائص املشرتكة بني أنواع الضرائب املباشرة
من جهة ،وأنواع الضرائب غري املباشرة من جهة أخرى .وميكن توضيح ذلك كاآلتي:
الضريبة غري املباشرة الضريبة املباشرة املفهوم املعيار
-يتم حتصيلها بنا ًء على جداول معدة سابقًا -إذا كانت حتصل وف ًق جلداول يبني فيها -يقوم على أساس اإلدارة املعيار
مبناسبة وقوع وقائع، اسم املكلف ومقدار الدخل اخلاضع املالية املكلفة بالتحصيل القانوني
-مثل تسليم البائع للمشرتي سلعة ،أو عند للضريبة، أو معيار
إنتاج سلعة ،كالضرائب على السلع -مثل الضرائب على الدخل وعلى رأس املال. التحصيل
االستهالكية كالسكر. -إذا مت تقديرها وفرضها بنا ًء على اتصال
-فرض الضريبة دون أية عالقة مباشرة بني مباشر بني إدارة الضرائب واملكلف.
املكلف واإلدارة الضريبية
-وتعترب غري مباشرة إذا كانت تفرض على تعترب مباشرة إذا كان حمل الضريبة يتميز يعين مدى ثبات واستقرار معيار الثبات
وقائع تتميز باالنقطاع وعدم الثبات، بالثبات واالستقرار، املادة اخلاضعة للضريبة. واالستقرار
-مثل اقتناء بعض السلع -مثل متلك الثروة والدخل ،الضريبة
العقارية ،ونشاط معني أو احلصول على دخل
دوري متجدد.
-تعترب غري مباشرة إذا مت نقل عبء الضريبة -تعتري مباشرة إذا حتملها املكلف نهائيًا؛ أي يعين من يتحمل الضريبة، املعيار
من مكلف إىل آخر ،أي خيتلف املمول يتحمل العبء الضرييب املمول االمسي أول ويستند هذا املعيار على االقتصادي
االمسي أو القانوني عن املمول الفعلي القانوني (املمول احلقيقي) إمكانية نقل العبء الضرييب أو معيار
احلقيقي. -حبيث ال ميكن التخلص منها أو نقل عبئها من عدمه من شخص املكلف نقل العبء
-مثل الضريبة على اإلنتاج أو االستهالك، إىل املمول آخر تربطه به عالقة اقتصادية، القانوني إىل شخص آخر الضرييب
الضرائب اجلمركية. -مثل الضريبة العامة على اإليراد أو ضريبة تربطه به عالقة اقتصادية.
الدخل ،الضريبة على رأس املال.
-3مزايا وعيوب الضرائب املباشرة وغري املباشرة:
ميكن أن نعدد مزايا وعيوب للضرائب املباشرة وغري املباشرة من خالل ما يأتي:
الضرائب غري املباشرة الضرائب املباشرة البيان
-تعترب أكثر مالئمة بالنسبة للمكلف ألنها تكون نسبة قليلة -ثبات حصيلتها؛ ذلك أنها ترض على عناصر تتمتع بالثبات
-مرونتها واتساع حصيلتها؛ نظرا التساع نطاقها حيث تشمل النسيب ليست سريعة التغري .لذا يتم االعتماد عليها كمصدر
اإلنتاج ،االستهالك ،املبيعات، أساسي لإليرادات العامة
املزايا
-بساهم كافة األفراد يف أدائها، -مرونتها؛ حيث باإلمكان زيادة حصيلتها كلما اقتضت
-سهولة دفعها دون أن يشعر الفرد من وطأتها، احلاجة عند طريق معدل الضريبة.
-باإلمكان رفع سعرها ما ميكن من زيادة حصيلتها،
1تقسيم الضرائب إىل مباشرة وغري مباشرة يعترب تقسيم عام ،وتتعدد املعايري املستخدمة هلذا التقسيم.
2هذه املعايري هلا عدة انتقادات؛ ألنها ليس منضبطة وجامعة للتفريق بني الضرائب املباشرة وغري املباشرة يف بعض احلاالت .وأنه من غري الالزم االعتماد على معيار نظري واحد
للتمييز بني هذين النوعني ن الضرائب.
3أنظر- :خبابة عبد اهلل ،أساسيات يف اقتصاد املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص-ص .150 -146
-طارق احلاج ،املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص -ص .58 -56
2018 2017
44
-السرعة يف حتصيلها وتدفقها املستمر خالل السنة املالية املتعلقة -عدالتها؛ من خالل توزيع األعباء الضريبية وفقا الستطاعة
بها ألن عملية اإلنفاق والتداول تستمر على املدار السنة، املكلفني على الدفع.
-تعترب من أهم األدوات يف توجيه النشاط اإلنتاجي واالستثماري -قلة تكاليف جبايتها؛ مبا أنها تفرض على عناصر ظاهرة
يف االقتصاد الوطين. ويسهل حصرها فهي ال حتتاج إىل وقت وجهد كبريين.
-املالئمة يف دفعها؛ يتم حتديد شروط ومواعيد دفعها مبا يتفق
وظروف املمول.
-تعترب من األدوات الفعالة يف إعادة توزيع الدخل والثروة بني
فئات اجملتمع،
-عدم عدالتها؛ ألنها تتنافى مع مبدأ املقدرة على الدفع ،حيث ال -بطء حصلتها؛ حيث تكون فرتة بني استحقاق الضريبة
متيز بني دافعها ذو دخل منخفض ودخل مرتفع( .إال أن بعض وتوريدها للخزينة.
الدول تفرض ضرائب عالية على السلع الكمالية وضرائب أقل -سهولة التهرب الضرييب أو الغش يف اإلقرارات املقدمة بسبب
على السلع الضرورية). ضخامة العبء الضرييب؛ يدفع املكلف بها إىل التهرب من
-يف الغالب تستتبع حصيلة الضرائب الرتكيز على السلع دفعها.
العيوب
الضرورية مقارنة بالسلع الكمالية، -عدم املالئمة للمكلف ،كونه يدفع مبالغ مالية كبرية عند
-تساعد يف زيادة قوى التضخم ألنها تزيد من سعر السلعة، نهاية كل سنة،
-ارتفاع تكاليف جبايتها؛ حيث حتتاج إىل إجراءات تقدير -آثارها السلبية والعكسية على العمل واالدخار.
ومراقبة ونفقات حتصيل ،..،قد تؤدي هذه الرقابة إىل عرقلة
اإلنتاج يف حد ذاته.
-4أمثلة للضرائب املباشرة وغري املباشرة يف اجلزائر:
ومن أمثلة الضرائب املباشرة حسب ما نص عليه القانون الضرييب اجلزائري على سبيل الذكر:
أ-الرسم على النشاط املهين ( :)TAPوهي ضريبة تفرض على رأس املال ،املتأتي عن طريق التجارة ،بأنواعها املختلفة ،سواء
كانت خدماتية أم شراء واعادة البيع أم على االنتاج واملهن احلرة.
ب-الضريبة على الدخل اإلمجالي :وهي تتنوع بتعدد األشخاص والدخول ،وهي كاآلتي:
-الضريبة على الدخل اإلمجالي على األرباح التجارية والصناعية ( :)IRG/BICوهي ضريبة تفرض على األرباح العائدة من
األعمال التجارية والصناعية.
-الضريبة على الدخل اإلمجالي على األرباح غري التجارية ( :)IRG/BNCوهي ضريبة تفرض على األرباح العائدة من املهن
احلرة كاحملاماة ومكاتب الدراسات والعيادات الطبية اخلاصة ...وغريها.
-الضريبة على الدخل اإلمجالي على الدخل العقاري ( :)IRG/RFوهي ضريبة تفرض على الدخول اليت جينيها أصحابها من
إجيار العقارات املبنية وغري املبنية ،سواء كانت حمالت جتارية أو حمالت سكنية ،أو أراضي زراعية ...وغريها.
-الضريبة على الدخل اإلمجالي على األجور ( :)IRG/Salaireوهي ضريبة تفرض على كل أجر يأخذه العامل سواء كان
يعمل يف القطاع العام أو القطاع اخلاص ،مع مراعاة بعض األجور اليت قد أعفاها القانون من هذه الضريبة إذا مل
تبلغ النصاب القانوني احملدد (األجر الوطين األدنى املضمون .)SMING
-الضريبة على أرباح الشركات ( :)IBSوهي ضريبة تفرض على األرباح العائدة من األعمال التجارية والصناعية واخلدماتية
اليت متارسها األشخاص املعنوية اخلاصة.
1كانت تصيب الشخص بعينه ،وكان يطلق عليها ضريبة الرؤوس ،كما كانت تفرض على األشخاص مقابل احلماية اليت توفرها هلم الدولة.
2018 2017
45
متتاز بوفرتها وبسهولة جبايتها وحتديد سعرها .كما هلا انتقادات وجهت هلا كعدم عدالتها ألنها تصيب مجيع األفراد بال
استثناء سواء األغنياء أو الفقراء.
-2الضرائب على األموال :اجتهت الدول إىل األخذ بالضرائب على األموال بسبب االنتقادات املوجهة إىل الضرائب على
األشخاص ،إذ أصبحت الثروة هي وعاء الضريبة يف النظم املالية املعاصرة وعناصر الثروة كل من الدخل ورأس
املال .حيث تفرض الضريبة على املمتلكات واألشياء اليت ميتلكها األفراد سواء كانت أمواال منقولة أو
عقارية.
متتاز بعدالتها ألنها تصيب حجم األموال اليت ميلكها املكلف ،لكن لديها بعض العيوب مثل صعوبة حصر أموال الشخص
الحتساب الضريبة وإمكانية التهرب الضرييب.
ثالثًا :من حيث الواقعة املنشأة الضريبة
حيث أن االلتزام بالضريبة يكون مبجرد توفر تلك الظروف الشخصية واملوضوعية اليت تؤدي إىل االلتزام بالضريبة.
-1واقعة متلك رأس مال :حيث ميتلك الوارث قدرا من املال عن طريق الوراثة ،وبالتالي ينشأ من واقع التملك فرض ضريبة
الرتكات ،كما أنها تفرض يف عند حدوث واقعة الوفاة وانتقال هذه الرتكة إىل الورثة.
-2واقعة االنتاج :بعد حتديد املشرع الضرييب السلع اليت تفرض عليها الضريبة فإنه يقوم بتحديد املرحلة اليت حتصل عندها
الضريبة فإجراء عملية التصنيع تنشأ تعهد بدفع الضريبة حيث تفرض الضريبة على السلع اليت تنتج بكميات
كبرية وذلك من أجل ضمان غزارة احلصيلة الضريبية.
-3واقعة االستهالك :حيث تفرض الضريبة يف هذه احلالة على أساس إنفاق الفرد لدخله من أجل االستهالك ،حيث تفرض
هنا الضريبة عندما حيصل الفرد على السلع واخلدمات اليت حيتاج إليها.
-4واقعة حتقق الدخل :حيث مبجرد حتقق الدخل ينشأ االلتزام بدفع الضريبة ،فالدخل ينجم عن طريق خدمة يقدمها الفرد
أو سلعة ينتجها ومنه نالحظ أن املصادر األساسية للدخل هي العمل ورأس املال والعمل ورأس املال معا.
رابعًا :من حيث حتديد وعاء الضريبة
تنقسم إىل ضريبة وحيدة وضريبة متعددة.
-1نظام الضريبة الواحدة :يقتصر على عنصر واحد فقط من العناصر احملتمل أن ختضع للضريبة .فالضريبة املوحدة هي
النظام الذي تعتمد الدولة فيه على ضريبة واحدة فقط أو على ضريبة رئيسية واحدة للحصول على ما يلزمها من
موارد مالية .ومن أمثلة ذلك األنظمة الضريبية اليت تقتصر فرض الضريبة على الدخل أو اإلنفاق أو الناتج.
يتسم هذا النظام بالبساطة والعدالة وسهولة أدائها واقتضائها ،وقلة نفقاتها ،كونها تتفادي املصاحل اإلدارية يف حتصيلها.
غري أنه هلا بعض العيوب منها:
-لديها حصيلة قليلة ألنها تصيب نشاطًا معينًا من األنشطة االقتصادية وبالتالي ال ميكنها مقابلة الزيادة الكبرية
يف النفقات العامة،
-كما لديها أسعار عالية وعليه يزيد التهرب الضرييب.
-ليست منطقية وال عادلة؛ ألنها تفرض على طبقة واخدة دون بقية الطبقات.
-2نظام الضريبة املتعددة :هي اعتماد الدولة على أنواع متعددة وخمتلفة من الضرائب اليت خيضع هلا املكلفون .حيث تفرض
عدة ضرائب على الشخص وتتنوع بتنوع موارده وممتلكاته ونشاطه .حيث هي احلالة األكثر شيوعًا وذلك من
الناحية التطبيقية يف غالبية الدول ،ويعترب هذا النظام أكثر قدرة على حتقيق أهداف اجملتمع وأكثر توافقا مع
الدور احلديث للدولة يف النشاط االقتصادي.
1يقصد بالدخل :ما حيصل عليه الفرد بصفة دورية ومستمرة من مصدر معني؛ يتمثل يف ملكيته لوسائل اإلنتاج أو يف عمله أو فيهما معًا.
أما رأس املال :فهو جمموع ما ميلكه الشخص من قيم استعمالية يف حلظة زمنية معينة ،ويستوي يف ذلك أن تأخذ الشكل العيين ألرض أو عقار أو مبنى أو سلع إنتاجية أو
سلع استهالكية أو أوراق مالية (أسهم وسندات) أو مبلغ من .النقود.
2018 2017
46
1أنظر - :خبابة عبد اهلل ،أساسيات يف اقتصاد املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص .142 ،141
طارق احلاج ،املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص -ص .82 -80
2018 2017
47
-2-2الضريبة القياسية :يقصد بها تلك الضريبة اليت حيدد التشريع الضرييب سعرها إما بشكل نسبة معينة من املادة
اخلاضعة للضريبة ،أو يف شكل مبلغ على كل وحدة من هذه الوحدات دون حتديد إلمجالي حصتها.
تتميز بتغري حصيلتها مع تغري املادة اخلاضعة للضريبة وحسب الظروف االقتصادية ،وتتميز كذلك بعدالتها حيث تراعي
الظروف الشخصية للمكلفني بها .غري أنها تتطلب إدارة مالية عالية الكفاءة بسبب تهرب بعض املكلفني من أدائها.
الفرع اخلامس :مظاهر تواجه النظم الضريبية
سنحاول توضيح بعض املظاهر باختصار ،مثل مفهوم االزدواج الضرييب ،باإلضافة إىل التهرب والغش الضرييب.
أوال :االزدواج الضرييب
يعرف بأنه؛ فرض الضريبة ألكثر من مرة على نفس الشخص أو نفس املال .أو هو خضوع املال نفسه ألكثر من مرة
لضريبة من النوع نفسه للشخص نفسه يف الفرتة الزمنية نفسها.
-1عناصر االزدواج الضرييب :وعليه؛ جيب توفر مخسة عناصر لتقرير ما إذا كان هناك ازدواج ضرييب أم ال؛ وهي:
أ -فرض الضريبة مرتني أو أكثر على نفس الشخص،
ب -فرض الضريبة مرتني أو أكثر على نفس املال،
ت -فرض نفس الضريبة أو ضريبة مشابهة هلا،
ث -فرض الضريبة مرتني أو أكثر يف نفس املدة،
ج -فرض الضريبة بواسطة سلطتني ماليتني خمتلفتني.
-2شروط االزدواج الضرييب :جيب أن يتوفر ما يأتي:
أ-وحدة الضريبة؛ يشرتط لوجود ازدواج ضرييب أن تفرض ضريبتان من نوع واحد ،كالضريبة على الدخل اإلمجالي على
األرباح التجارية والصناعية.
ب-وحدة املمول؛ ويعين أن يكون الشخص الذي فرضت عليه الضريبتان هو الشخص نفسه.
ت-وحدة املادة اخلاضعة للضريبة؛ يشرتط أن يكون وعاء الضريبة يف مرات فرضها واحدا ،كأن تفرض اجلزائر ضريبة على
دخل األسهم والسندات األجنبية اليت ميلكها األجانب الفرنسيون املقيمني يف اجلزائر ،وتفرض فرنسا عليهم ضريبة
على الدخل نفسه.
ث-وحدة املدة؛ وهو فرض ضريبتان يف املدة نفسها ،أي يف عام 2017؛ فإذا اختلفت السنة مل نكن أمام ازدواج ضرييب.
-3أنواع االزدواج الضرييب:
أ-االزدواج الضرييب الداخلي؛ حيث تفرض احلكومة املركزية إحدى الضرائب ،ثم تتبعها إدارة حملية بفرض نفس الضريبة
على مادة معينة أو عندما تفرض ضريبتني أو أكثر على نفس املادة أكثر من مرة يف املدة نفسها.
ب-االزدواج الضرييب اخلارجي ؛ يقع عندما تقوم دولتان أو أمثر بفرض نفس الضريبة أو ضرائب مشابهة على نفس الوعاء
ونفس الشخص.
ثانيًا :التخلص من العبء الضرييب
مبا أن الضريبة متثل عبئًا على املكلف بها ،خاصة وأنه ال تعود عليه مبقابل خاص وكذا إحساسه بثقل عبئها ،فإن
هذا وغريه يدفعه بكل الطرق إىل حماولة التخلص منها؛ إما بنقل عبئها إىل شخص آخر أو التخلص من عبئها بصورة جزئية
أو كلية .ويكون ذلك من خالل طريقتني:
-1جتنب الضريبة :هو التخلص من الضريبة كليًا أو جزئيًا دون خمالفة أو انتهاك ألحكام القانون املالي من الناحية الشكلية
حيث يتخلص املكلف من دفع الضريبة دون ارتكاب أي خمالفة لنصوصه ،أو عن طريق االستفادة من ثغرات القانون.
ومثال ذلك:
1هناك عدة أسباب أدت وساعدت على التوسع والنمو غري العادي للظاهرة؛ وبالتالي ،وجدت عدة طرق ملكافحة ظاهرة التهرب الضرييب ،إال أنها ال متنع من التهرب وتقضي
عليه غري أنها ننكن أن حتد من انتشاره.
2018 2017
48
-عندما يتصرف املكلف تصرف سليب رغبة منه يف عدم دفع الضريبة ،كأن ال يقوم بعملية البيع أو الشراء،
-توجيه النشاط االقتصادي إىل أوجه النشاط املعفاة من الضريبة ،أو املفروض عليها أقل سعر،
-قيام أشخاص بتوزيع ثروتهم على الورثة عن طريق اهلبة كي يتجنب اخلضوع لضريبة الرتكات.
-حيدث التجنب الضرييب دوليًا الختالف النظم الضريبية بني الدول ،مثل شركات جتعل مركزها يف دول ال تفرض
ضرائب مرتفعة على أرباح الشركات.
-2التهرب الضرييب :ويقصد به حماولة املمول التالعب حبجم وعاء الضريبة عن طريق إخفاء بعض عناصر املادة اخلاضعة
للضريبة ،والتهرب من دفع الضرائب املستحقة عليه كليةً أو جزئيًا .أي أن املمارسات اليت تتم هنا خترج عن إطار
القانون وحدوده ،وبالتالي هي ممارسات غري مشروعة.
-1-2الفرق بني التهرب والتجنب الضرييب :يظهر جوهر الفرق بينهما يف أن التهرب الضرييب يفرتض حتقق الواقعة املنشأة
للضريبة بالفعل ،إال أن املكلف يتهرب من دفعها كليًا أو جزئيًا باالستفادة من اإلعفاءات الضريبية وثغرات القانون
والنقص الذي يعرتي نصوصه.
-2-2التهرب الضرييب والغش الضرييب :قد يتحول التهرب الضرييب إىل غش ضرييب (التهرب الضرييب غري املشروع)؛
فالغش الضرييب يعد تصرفا غري مشروع ألنه يستخدم طرق احتيالية (تدليسية) من جانب املكلف قصد التخلص
من عبء الضريبة ،مثل:
-االمتناع عن تقدير اإلقرار الضرييب ،أو تعمد الكذب يف اإلقرار،
-تقديم بيانات غري صحيحة عن قيمة الوعاء الضرييب أو حقيقة املركز املالي للمكلف،
-مسك مبحتوى دفاتر صورية يف مواجهة مصلحة الضرائب.
-مقارنة بني التهرب والغش الضرييب:
الغش الضرييب التهرب الضرييب
-تتجه فيه إرادة املكلف حنو ختفيف أو إسقاط العبء -إرادة املكلف متجهة حنو ختفيف العبء الضرييب ،باستعمال
الضرييب ،ملنه يستعمل طرقا غري مشروعة عن طريق التدليس طرق مشروعة،
واالحتيال؛ وعليه يرتتب عليه خمالفات قانونية، -وعليه التهرب الضرييب بهذه الصورة يتوفر فيه العنصر
-وعليه يتوفر العنصر املعنوي والعنصر املادي. املعنوي (سوء النية) دون العنصر املادي (احليل التدليسية).
ال جيب اخللط بني مفهوم التهرب الضرييب والغش الضرييب؛ فاألول ميثل العام والثاني اخلاص ،فالغش الضرييب ميثل حالة
خاصة من حاالت التهرب الضرييب هي حالة التهرب من الضريبة عن طريق انتهاك القانون.
1أنظر - :سوزي عدلي ناشد ،أساسيات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص .208
-خدجية األعسر ،اقتصاديات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص .185
2سوزي عدلي ناشد ،أساسيات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص .210 ،209
2018 2017
49
2018 2017
50
-وقد تكون اخلدمة امتيازاً خاصاً مينح لفرد معني ،مثل احلصول على بطاقة التعريف الوطنية أو جواز السفر أو مقرتن
رخصة السياقة، بالنفع العام
-إال أن هذا النفع اخلاص الذي يعود على الفرد دافع الرسم يقرتن بنفع عام على اجملتمع كله من تنظيم العالقة بني
الفرد واإلدارة.
-مثال الرسوم القضائية اليت يدفعها املتقاضون مقابل احلصول على خدمة مرفق القضاء يرتتب عليها حتقيق نفع خاص،
متمثل يف احلصول منهم على حقه وعدم املنازعة فيه بعد ذلك وهذا يعود على اجملتمع ككل بالنفع العام املتمثل يف
استقرار احلقوق وتوفري العدالة .كذلك خدمات الصحة والتعليم وغريها.
-3تقسيم الرسوم:
تتنوع الرسوم وختتلف باختالف التكوين االقتصادي واالجتماعي للدولة ،وميكن تقسيمها على النحو اآلتي:
-1-3رسوم اقتصادية :موجودة يف كل م ا له عالقة بالنشاط االقتصادي ،وهي كثرية ،ومن أمثلتها رسوم الربيد ،واهلاتف
واملاء ،ورسوم األسواق وغريها.
-2-3رسوم إدارية :وهي كثري كذلك؛ مثل ،رسوم التسجيل العقاري ،رسم التعليم ،رسم جواز السفر ،وغريها.
-3-3رسوم قضائية :وهي الرسوم اليي يدفعها األفراد يف حال النزاعات واليت يقوم القضاء بالفصل فيها.
ثانيًا :تقدير وفرض الرسوم
ال توجد قاعدة عامة حتكم سلوك الدولة يف حتديد أو تقدير الرسم الواجب دفعه؛ وبالتالي ،ميكن النظر إىل حتديد
سعر الرسم وفقاً لعدة اعتبارات منها:
-نفقة اخلدمة،
-املنفعة اليت تعود على دافع الرسم من اخلدمة،
-واألهداف اليت يبغى اجملتمع حتقيقها من تقديم اخلدمة حمل الرسم.
ويعترب الرسم هو نتيجة لتفاعل هذه العوامل مجيعها ،والدولة عموماً يف تقديرها لقيمة الرسم تضع يف سياستها املالية
اعتبارين أساسيني وهما :الرغبة يف حتقيق إيراد عام للدولة ،وحتقيق املصلحة العامة وتنظيم أدائها .فإذا أرادت الدولة حتقيق
إيراد كبري ،كانت قيمة الرسوم كبرية تفوق نفقات اخلدمات اليت تتحملها الدولة ،بينما تكون قيمة الرسوم أقل أو تتناسب
مع تكلفة أداء اخلدمات إذا كانت اعتبارات املصلحة العامة هي األوىل بالنسبة للدولة.
فالدولة ال تهدف هنا مجع إيراد مالي؛ وإمنا توزع نفقات املرافق القائمة بأدائها بني األفراد املنتفعني بها عن طريق دفع
الرسوم وبني اجملتمع ككل ،وذلك عن طريق فرض الضرائب وفى نفس الوقت حتاول الدولة تشجيع األفراد على هذه
اخلدمات برسوم قليلة للنهوض باجملتمع من كافة النواحي التعليمية والصحية.
وقد يتساوى الرسم مع مستوى تغطية نفقات املرافق العامة اليت تقدم اخلدمة؛ وذلك ألن ،الغرض األساسي من إنشاء
املرافق هو املصلحة العامة هو املصلحة العامة وليس حتقيق الربح .وبالتالي ،ال يلزم أن تزيد إيراداته عن نفقاته ،وال يلزم أن
يتحقق هذا التناسب بالنسبة لكل شخص يستفيد من اخلدمة ،وإمنا يكفي أن تتناسب تكاليف املرفق مع حصيلة الرسوم
املقروضة على االنتفاع بها.
وأخرياً قد يتحدد سعر الرسم بأكثر من نفقة اخلدمة املقدمة وهنا يكون غرض الدولة الرغبة يف احلد من إقبال
األفراد على طلب اخلدمة أو احلصول على إيراد مالي (مثل رسوم التوثيق اإلشهار العقاري وإجراءات السفر).
1رانيا حممود عمارة ،املالية العامة ،اإليرادات العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص .85 ،84
2فرسوم التعليم واخلدمات الصحية ال متثل إال قيمة رمزية إذا ما مت مقارنتها بتكاليف اخلدمات اخلاصة اليت حيصل عليها الفرد الذي يدفع الرسم ،ألنها خدمات يرتتب
عليها نفع عام بشكل كبري على اجملتمع إىل جانب النفع اخلاص لدافعها.
2018 2017
51
1رانيا حممود عمارة ،املالية العامة ،اإليرادات العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص .87
2فهو نفع عام لتحسني أحوال املواطنني الصحية واألمنية ،وفى نفس الوقت تعود هذه املشروعات بالنفع اخلاص على أصحاب العقارات املبنية يف هذه املناطق ،فرتفع من قيمتها
وسعرها نتيجة للتحسينات اليت أضافتها الدولة يف هذه املناطق ،وبالتالي فمن املنطقي أن حتصل الدولة على مقابل هلذه املنافع اليت أدتها لطبقة املالك العقاريني وهي ما
يستحقه باإلتاوة أو مقابل التحسني.
3رانيا حممود عمارة ،املالية العامة ،اإليرادات العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص .87
2018 2017
52
-درجة اإلكراه يف اإلتاوة أكرب من درجة اإلكراه يف حالة الرسم ،فال يستطيع أحد أن
يتجنب دفع اإلتاوة.
-أما الرسم فقد ميتنع الفرد عن طلب اخلدمة واالنتفاع بها،
-احلد األقصى لإلتاوة هو مقدار املنفعة اخلاصة اليت عادت علي مالك العقار (زيادة
رأمسالية يف العقار)،
-يف حني أن احلد األقصى للرسم هو نصيب الفرد من تكاليف اخلدمة.
-3أوجه التشابه واالختالف بني الرسم والضريبة:
ميكن توضيح أوجه التشابه واالختالف بني الرسم والضريبة كاآلتي:
أوجه االختالف أوجه التشابه
-الرسم يفرض مقابل خدمة معينة يطلبها الفرد وحيصل منها على نفع خاص يشبع حاجاته مباشرة باإلضافة -يتشابه كل من الرسم
للنفع العام الذي يعود على اجملتمع بصورة غري مباشرة. والضريبة يف عنصر اإلجبار،
-أما الضريبة كأهم مصادر اإليرادات العامة فهي تفرض بدون مقابل مساهمة من الفرض يف تغطية جانب من
النفقات العامة،
-حتديد مقدار الرسم يتم عادة على أساس قيمة اخلدمة اليت حيصل عليها الفرد،
-بينما حتديد مقدار الضريبة يتم على أساس املقدرة التكليفية أو املالية لدافع الضريبة ،وهذا هو االختالف
الواضح بني الرسم والضريبة.
-الرسم يفرض بناء على قانون يف صورة قرارات أو لوائح إدارية،
-أما الضريبة ال تفرض إال بقانون يصدر من السلطة التشريعية نظر خلطورة هذه األداة.
1سوزي عدلي الناشد ،الوجيز يف املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص -ص .95 -91
2018 2017
53
األراضي الزراعية اليت متلكها الدولة وغريها من الطرق العامة ،املطارات ،املوانئ ،احلدائق العامة ،املصاحل أمثلة هلذه األموال
العقارات ،املشروعات التجارية والصناعية واألوراق العامة ،الوزارات وغريها من األموال األخرى.
املالية اليت متتلكها الدولة
يتم استخدام هذه املمتلكات من جانب اجلمهور باجملان، االستخدام
ولكن يف بعض األحيان تفرض الدولة يف حاالت معينة رسوماً
ضئيلة مقابل االنتفاع بها.
اهلدف من هذا النوع من اإليرادات هو احلصول على أن تفرض الدولة يف بعض األحيان رسوم على دخول احلدائق الغرض
إيرادات للخزانة العامة وعلى الرغم من خضوع هذا العامة واملطارات واملوانئ واملستشفيات ،وذلك بغرض تنظيم
الدومني ألحكام القانون اخلاص. استعمال هذه املمتلكات أو على األقل تغطية بعض النفقات
العامة أو صيانتها.
هناك نصوص ًا خاصة متعلقة به حلمايته مثل عدم جواز لكن هذه الرسوم املفروضة ال جتعل الدومني العام مصدراً مالحظات
متلكه بالتقادم أو كسب أي حقوق عينية عليها مبضي لإليرادات العامة ،إذ أنه مال عام معه لالستخدام العام،
املدة. فالغرض منه تقديم خدمات عامة وليس احلصول على أموال
للخزانة العامة ،وبالتالي خيرج من نطاق دراستنا هنا احلديث
عن إيرادات ممتلكات الدولة (الدومني العام).
1رانيا حممود عمارة ،املالية العامة ،اإليرادات العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص -ص .52 -44
2018 2017
54
1اخلدمات األساسية كاملواصالت والنقل والطاقة ومشروعات الصناعات الثقيلة خاصة يف الدول اليت متر باملراحل األوىل للتنمية فتقوم الدولة بهذه املشروعات ،وقد حتاول
أن تشجع القطاع اخلاص عليها مع تقديم مساعدات له حتى يستطيع القيام بها ،فهي مشروعات حتتاج إىل رؤوس أموال ضخمة ال تقدر عليها األفراد.
2018 2017
55
-قد يكون اهلدف من االحتكار هو تقديم السلع الضرورية فتمنع الدولة رؤوس األموال اخلاصة من الدخول يف أهدافه
للمستهلكني بأسعار يف مقدرة كافة فئات الشعب املختلفة وخاصة مثل هذه املشروعات فنكون يف هذه احلالة بصدد
ذوي الدخول املنخفضة أو احملدودة ،وتقوم الدولة بهذا االحتكار منعاً احتكار عام قانوني ،أو تؤدى ظروف اإلنتاج إىل
الجتاه املشروعات اخلاصة إىل رفع أسعارها لعلمها مبدى احتياج األفراد االحتكار الفعلي للسوق فنكون هنا بصدد احتكار
هلا باعتبارها سلع ضرورية استهالكية. عام فعلى.
-ال تسعى إىل حتقيق إيراد مالي ،ولكن جمرد محاية األفراد وتيسري
استهالكهم للسلع الضرورية ،واليت من أمثلتها :اخلبز ،املاء،
الكهرباء ،وسائل املواصالت ،فالدولة هنا ال تسعى مطلق ًا إىل حتقيق
الربح.
-يف بعض األحيان قد تتحمل خسارة كدعم أو إعانات تقدمها الدولة
هلذه املشروعات من ميزانيتها العامة أي من حصيلة الضرائب ،ولكنها
تهدف إىل هدف أمسى من مجيع حصيلة اإليرادات أال وهو حتقيق
أغراض اجتماعية ونفع للمواطنني كافة.
-تهدف الدولة من ذلك االحتكار احلصول على إيرادات وال ميكن
وصف هذه اإليرادات االحتكارية بأنها ضريبة.
االحتكار املالي املتعلق بالدولة ال خيتلف كثرياً عن االحتكار اخلاص سواء كان االحتكار قانونياً أو فعلياً ،فانه ميكن أساليب
باملشروعات اخلاصة ،ففي احلالتني يسعى احملتكر إىل التوازن لتحقيق أن تتعدد أساليب حتديد األمثان العامة وفقاً لتعدد حتديده
أقصى ربح ممكن. األهداف اليت تسعى الدولة إىل حتقيقها من
هناك من يرى أن الثمن يف حالة االحتكار املالي يتحدد عند مستوى أعلى احتكارها
من املستوى الذي يتحدد عنده الثمن يف حالة االحتكار اخلاص. للسوق (هل هي أهداف مالية أم اقتصادية أم تفادى
االحتكارات أم اعتبارات املصلحة العامة كما سبق
أن ذكرنا من قبل).
-3الدومني املالي:
-1-3تعريف الدومني املالي :يعترب من أحدث أنواع الدومني اخلاص ،ويقصد بالدومني املالي للدولة :احملفظة املالية للدولة
واإليرادات اليت تدرها هذه احملفظة من أسهم وسندات مملوكة للدولة واليت حتصل منها إيراد مالي يتمثل يف
األرباح والفوائد ومتثل إيراداً للخزانة العامة.
-2-3أهميته :ازدادت أهميته يف العصر احلديث وتطور تطوراً كبرياً فلم يعد قاصراً على حق الدولة يف إصدار النقود،
ولكنه اتسع ليشمل األسهم واليت متثل مساهمة الدولة يف املشروعات االقتصادية العامة ،أو عن طريق قيام الدولة
باستثمار أمواهلا عن طريق شراء سندات ذات فائدة مرتفعة ،وهذا يؤدى إىل إشراف الدولة على القطاع اخلاص من
أجل حتقيق املصلحة العامة.
كما تسعى الدولة من خالل الدومني املالي ليس فقط حتقيق إيرادات مالية وإمنا أيضاً حتقيق أغراض سياسية
واقتصادية معينة ،الن شرائها لألسهم والسندات يشجع األفراد على شراء األسهم والسندات اخلاصة باملشروعات اليت تشارك
فيها الدولة ،فيؤدى ذلك إىل جناح حركه التنمية االقتصادية بالدولة.
كذلك قد تسمح بعض الدول لبعض املمولني بسداد نسبة معينة من بعض الضرائب يف شكل سندات حمددة ،فيرتتب
على ذلك زيادة يف ممتلكات الدولة من األوراق املالية ،أو يف شكل آخر يتمثل يف منح قروض بفوائد معينة عنها سواء قدمتها
الدولة لألفراد أو للهيئات العامة احمللية واملؤسسات العامة ،مما يساعد ذلك على زيادة إيرادات الدولة وهو غرض أساسي يف
زيادة احلصيلة ومتويل النفقات العامة.
2018 2017
56
ﲪ ﲬﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ
ﲫ ﱡﭐ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ 1يعترب حترمي الراب من أبلغ صور االعجاز التشريعي يف اإلسالم ،قال :
ﲳ ﲴﲵ ﱠ [البقرة .]279 ،278 ،ومن الناحية الشرعية ،ال فرق بني الربا والفائدة؛ فالفائدة أصلها ربوي ،فهي جمرد وسيلة من وسائل التحايل على الربا ،وهي
الرتمجة احلديثة لكلمة الربا ،أو البديل اللفظي هلا .للربا خماطر على الدول واألفراد الذين يتعاملون بالربا بكافة صوره القدمية واحلديثة .فعلى مر التاريخ االقتصادي
ارتبط سعر الفائدة باالضطرابات االقتصادية .كما أن لسعر الفائدة أثرًا على سلوك املستهلكني واملستثمرين؛ لذلك ال يستطيع أحد أن ينكر أن الفائدة هي أحد أهم
عوامل التضخم يف البالد؛ وبالتالي ،فهي ال تعاجله بل تزيد من حدته.
2رانيا حممود عمارة ،املالية العامة ،اإليرادات العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص .56
2018 2017
57
رابعًا :أنواع وتقسيمات القروض العامة :تنقسم إىل عدة أنواع حبسب وجهة النظر إليها ،وهذا على النحو اآلتي:
-1القروض الداخلية والقروض اخلارجية
يعتمد هذا النوع من القروض على جنسية املكتتبني يف القروض.
القروض اخلارجية (األجنبية) القروض الداخلية (الوطنية) البيان
هي القروض اليت تصدرها الدولة خارج حدودها اإلقليمية، هي القروض اليت تصدرها الدولة داخل حدودها التعريف
ويكتتب فيها األفراد أو اهليئات اخلاصة أو العامة األجنبية. اإلقليمية ،ويكتتب فيها املواطنني أو املقيمني على
وقد تكون القروض اخلارجية عن طريق االقرتاض من املنظمات إقليم الدولة.
واملؤسسات الدولية.
يف عقد القرض اخلارجي الدولة ال تلجأ إليه إال إذا مل تتوافر رؤوس لكي ينعقد عقد القرض الداخلي ،البد من توافر االنعقاد عقد
األموال الوطنية وعجزها عن متويل االستثمارات املختلفة املدخرات الوطنية الكافية لتغطية مبلغ القرض وذلك القرض
واملشروعات اإلنتاجية الضرورية لالقتصاد الوطين، وفقاً للشروط واملزايا اليت تشجع املواطنني على
وقد تلجأ الدولة إلي القرض اخلارجي ملواجهة العجز يف ميزان اإلقبال عليه واالكتتاب فيه.
مدفوعاتها يف حالة نقص حصيلتها من العمالت األجنبية.
-القروض اخلارجية فإنها تؤثر على الثروة الوطنية بالزيادة أو -القروض الداخلية ال تؤثر على الثروة الوطنية
النقص ،فإصدارها يعد زيادة للثروة الوطنية حيث ينتقل جزء من بالزيادة أو النقص ،وإمنا تنقل جزءاً من هذه الثروة
ثروة البالد األخرى إىل الدولة، من األفراد املكتتبني يف القرض إىل الدولة أو
أما سداد القروض وفوائدها يؤدى إىل نقص الثروة الوطنية فينتقل العكس ،فهي إعادة توزيع جزء من الثروة الوطنية
جزء منها من الدولة إىل الدول األخرى. لصاحل األفراد.
-أما القرض اخلارجي فإنه يعفى اجليل احلاضر من عبء هذا -يقوم القرض الداخلي بتحميل االقتصاد الوطين
االدخار. عبء االدخار الذي ميثله ،أي عبء احلرمان من
االستهالك فيشكل عبئ ًا على أفراد اجليل احلاضر. أوجه االختالف
-أما القروض اخلارجية فإنها تؤدى إىل حتسن يف سعر الصرف -ال تؤثر القروض الداخلية اليت تعقد بالعملة الوطنية
وحالة ميزان املدفوعات يف الدولة املقرتضة ،وحيدث العكس عند على سعر الصرف أو ميزان املدفوعات سواء عند
سداد أقساطها وفوائدها. إصدارها أو عند سداد أقساطها وفوائدها.
-قد يؤدى القرض اخلارجي على خالف القرض الداخلي ،إىل تدخل الدول األجنبية املقرضة يف الشئون الداخلية للدولة
املقرتضة أو قد تفرض شروط معينة ال تتفق مع سياسة الدولة املالية واالقتصادية واالجتماعية.
وإذا مل تستطع الدولة الوفاء بالتزاماتها املالية املرتتبة على القرض اخلارجي ،فقد يؤدى هذا إىل التدخل العسكري من
الدولة املقرضة للضغط على الدولة املقرتضة يف الوفاء بالتزاماتها.
-2القروض االختيارية والقروض اإلجبارية
يستند هذا النوع من القروض إىل طريقة أو شكل العقد ،أو باألصح إىل مدى حرية األفراد يف االختيار بني االكتتاب
أو عدم االكتتاب يف القرض العام .واألصل يف القرض العام أن يكون اختيارياً ،وهذا يعنى أن يكون القرض حمل تفاوض
واتفاق بني الدولة ومقرضيها ،فيكون لألفراد حرية االكتتاب يف سندات القرض ملا حتققه من مزايا ودون أية ضغوط.
ومع ذلك فقد تلجأ الدولة يف إصدار قروض إجبارية وذلك ألسباب كثرية من بينها:
أ -دعم قدرتها على متويل اإلنفاق وقت احلروب واألزمات االقتصادية واملالية.
ب -الرغبة يف امتصاص جزء من القوة الشرائية الزائدة عن حاجة السوق ،كعالج ملعدل التضخم وحماربة منها لتخفيضه
وحفاظاً على النمو االجتماعي واالقتصادي.
ج -ضعف ثقة األفراد يف السياسة االقتصادية واملالية للحكومة نتيجة لعدم االستقرار السياسي واالقتصادي فال يقبل أحد
على االكتتاب االختياري يف سندات القرض.
وأحيانا تصدر الدولة قرضاً اختيارياً ثم حتوله بعد ذلك لقرض إجباري ،وذلك من خالل تأجيل موعد سداده دون أن
تأخذ موافقة املقرضني على هذا التأجيل.
1رانيا حممود عمارة ،املالية العامة ،اإليرادات العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص -ص .62 -57
2018 2017
58
1مصطفى حسين مصطفى ،اقتصاديات املالية العامة ،دار النهضة العربية ،بدون سنة نشر ،ص-ص .465-463
2018 2017
59
1تلجأ الدولة إىل القروض غري حمددة املقدار أو القيمة ،عندما ختشى من عدم القدرة على تغطية القرض بالكامل فيؤدى ذلك إىل زعزعة الثقة بأوضاعها املالية ،أو إذا
كانت الدولة تهدف إىل امتصاص جزء كبري من القوة الشرائية املوجودة يف يد األفراد ويصعب عليها تقدير هذا اجلزء مقدماً .وأخرياً تلجأ الدولة هلذا النوع إذا كانت
يف حاجة ملحة ملبالغ ضخمة لتعرضها لظروف طارئة أو صعبة.
2ويقصد بسعر التعادل :السعر الرمسي الذي يصدر به السند واملبني عليه والذي تتعهد الدولة برده عند سداد القرض،
3توجد تفرقة مهمة بني سعر الفائدة االمسي وسعر الفائدة احلقيقي ،فسعر الفائدة االمسي هو سعر الفائدة املبني يف سندات القرض ،أي أن الفائدة تنسب إىل مبلغ القرض
املعرتف به من الدولة والذي تتعهد برده .أما سعر الفائدة احلقيقي فيختلف تبعاً ملا إذا كان إصدار القرض قد مت بسعر التعادل أو بأقل من سعر التعادل ،فإذا صدر
القرض بسعر التعادل فان سعر الفائدة األمسى هنا يكون مساوياً بسعر الفائدة احلقيقي ،أما إذا كان اإلصدار عند سعر أقل من سعر التعادل ،فان سعر الفائدة األمسى
يكون أقل من سعر الفائدة احلقيقي.
4على الدولة أن تبحث حالة السوق املالية وحتدد سعر الفائدة على هذا األساس حتى ال جتعل املقرضني يرتددون يف شراء سندات القرض العام ،وبالتالي جيب على الدولة أن
تقدم هلم مزايا أخرى تعوضهم عن الفرق بني أسعار سنداتها وأسعار السندات اخلاصة.
2018 2017
60
1لكن قد يتعرض صغار املدخرين إىل املضاربة اليت تلجأ إليها البنوك عند أعادة طرح هذه السندات ،وبالتالي جيب على الدولة أال تلجأ إىل هذه الطريقة إال يف األحوال اليت
ال تستطيع تغطية القرض بالكامل.
2ال حيبذ اخلرباء التجاء الدولة إىل هذه الطريقة ملا حييط بها من خماطر تقلبات البورصة ،وبالتالي جيب على الدولة أن تلجأ هلذه الطريقة يف حالة بيع سندات القرض العام
إذا كان املبلغ املطلوب اقرتاضه حمدوداً.
3مصطفى حسين مصطفى ،اقتصاديات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص-ص .476 -474
4تقوم الدولة باحلفاظ على القيمة احلقيقة للقرض خالل الفرتة ما بني إصدار القرض وسداده ،فرتبط الدولة قيمة السند ببعض العمالت األجنبية الثابتة أو بالذهب وترد هذه
املبالغ على أساس العملة األجنبية أو الذهب وذلك عند سداد القرض.
2018 2017
61
1سوزي عدلي ناشد ،أساسيات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص-ص .314 -311
2فعلى احلكومة أن تقرر بعض املزايا حتى تضمن جناح عملية التبديل مثل إعفاء القرض اجلديد من الضرائب أو منح مكافأة مالية ملن يقبل التبديل أو رفع سعر الفائدة عن
سعر السوق أو حتديد مدة قصرية لرد القرض لو كان القرض غري حمدد املدة.
2018 2017
62
وقد يتم االستهالك عن طريق القرعة فتخرج بعض السندات سنوياً بالقرعة ثم تسدد قيمتها االمسية بالكامل حلامليها.
-اختيارياً :عندما يكون للدولة احلق أن تقوم بسداد القرض يف الوقت املناسب بالنسبة هلا خاصة يف القروض املؤبدة غري
حمددة امليعاد ،فتحدد الدولة أجل هذا الرد.
وقد حيدث ذلك بالنسبة للقروض طويلة األجل أو ذات األجلني ،فتلتزم الدولة برد القرض يف أجل معني ،ولكنها
حتتفظ لنفسها حبق الرد يف تاريخ سابق عليه .وتعترب هذه الطريقة حالً وسطاً بني االستهالك اإلجباري احملدد األجل
واالستهالك االختياري غري حمدد األجل.
سادساً :اآلثار االقتصادية للقروض العامة
حتدث القروض العامة آثاراً اقتصادية عديدة ختتلف باختالف نوع القرض ،والفرتة الزمنية وآثارها عند إصدارها حتى
استهالكها ،وتتوقف هذه اآلثار على قدرة الدولة على االقرتاض.
وحناول أن تتعرض هلذه النقاط بشيء من اإلجياز من خالل النقاط اآلتية:
-1اآلثار االقتصادية للقروض العامة يف مرحلة إصدارها:
- 1-1آثار القروض الداخلية:
-متثل القروض الداخلية اقتطاع من القوة الشرائية املوجودة حتت تصرف األفراد ،وبالتالي فإنها ميكن أن حتث آثار
انكماشية تنعكس على الناتج واالستهالك القومي فتؤثر على االدخار واالستثمار.
-ويظهر هذا التأثري من خالل تدخل الدولة يف هذه القروض وهذا يعين منافستها للقطاع اخلاص فيما يتعلق باالدخار املعد
لالستثمار ،ويؤدي هذا التنافس إىل ارتفاع سعر الفائدة وهذا يؤثر على القدرة يف االستثمار،
-ميثل فرص استثمار جديدة ألصحاب الدخول املرتفعة فيحدوا من استهالكهم وزيادة مدخراتهم ،هذا باإلضافة إىل أنه
ميكن أن خيتفي هذا االنكماش لو استخدمت الدولة هذه القروض العامة يف متويل عمليات استثمارية فتزيد إنتاجها
على االستثمار اخلاص ،كما أن القروض العامة قد تشجع عملية التداول النقدي عن طريق التوسع يف االئتمان
املصريف(السندات).
-2-1آثار القروض اخلارجية:
-أما بالنسبة للقروض اخلارجية فهي متثل قوة شرائية جديدة ،ميكن أن تؤدي إلي زيادة الناتج القومي وتقوية الباعث
على االستثمار لدي القطاع اخلاص ،وكذلك تعمل علي حتسني ميزان املدفوعات حاليت العجز والفائض.
-2اآلثار االقتصادية للقروض العامة يف مرحلة إنفاقها:
-حيدث للقروض العامة عند إنفاقها نوع من اآلثار التوسعية اليت ميكن أن تعوض االنكماش الذي حدث عند إصدارها.
وعليه البد أن ختصص حصيلة القرض لتمويل نفقات عامة استثمارية منتجة ،هلا آثار اجيابية على االستثمار اخلاص،
ألنها تساهم يف تكوين رؤوس األموال العينية فتزيد من املقدرة اإلنتاجية الوطنية.
-ميكن أن حتدث بعض النفقات العامة االستهالكية هذه اآلثار االجيابية ،وذلك عندما ختصص حصيلة القرض لتغطية
نفقات تعليمية أو صحية أو ثقافية أو حتى تقديم إعانات اقتصادية للمشروعات اخلاصة.
-رفع معدل أرباح هذه املشروعات فتزيد مقدرتها اإلنتاجية ،كل ذلك يؤثر اجيابياً على الناتج الوطين ،أيضاً ميكن أن
حتدث زيادة يف الدخل القومي عن طريق التأثري على الطلب الفعلي.
-3اآلثار االقتصادية للقروض العامة عند انقضائها:
- 1-3بالنسبة للقروض الداخلية:
-تعمل هذه القروض على تشجيع املدخرات اخلاصة واالستثمار اخلاص وذلك إذا مت متويل القرض العام وفوائده من الضرائب
غري املباشرة واحلد من االستهالك وتوجيه هذه املبالغ لالدخار واالستثمار.
1عاطف صدقي ،حممد الرزاز ،املالية العامة ،دار النهضة العربية ،القاهرة2000 ،م ،ص-ص .340-337
2018 2017
63
فهي ال متثل عبئاً على االقتصاد الوطين يف جمموعه ،ألنها تقتصر على حتويل جزء من القوة الشرائية املتاحة داخل الدولة -
الواحدة من اخلزانة العامة إىل األفراد ،فتزداد القوة الشرائية لديهم ،مما يكون بذلك له آثراً كبرياً على إعادة توزيع
الدخل القومي لصاحل الفئات املكتتبة يف القروض.
-2-3أما بالنسبة للقروض اخلارجية:
-يزيد علي دفع فوائدها واستهالكها ،زيادة األعباء املالية ألنها تدفع لعمالت أجنبية ،أي ينتقل جزء من الثروة الوطنية إىل
اخلارج ،األمر الذي حيدث معه آثار انكماشية على الناتج الوطين والدخل الوطين،
-لكي خترج الدولة من هذا املأزق عليها بزيادة صادراتها ونقص وارداتها وهو أمر يصعب تنفيذه يف الدولة النامية.
املطلب اخلامس :اإلصدار النقدي اجلديد
تضطر الدولة يف بعض الظروف إىل اإلصدار النقدي اجلديد ،ملواجهة نفقاتها املتزايدة وعجز امليزانية ،وذلك بعد
استنفاذ كافة املصادر اإليرادي ة العادية واالئتمانية ،فتقوم بإصدار كمية جديدة من النقود وطرحها يف التداول ،ويعرف
ذلك بالتضخم املالي أو التمويل عن طريق التضخم.
أوالً :تعريف اإلصدار النقدي اجلديد
يتمثل اإلصدار النقدي اجلديد كأسلوب للتمويل العام يف خلق كمية إضافية من النقود ،وتستطيع الدولة أن تقوم
بذلك إذا كانت هي اليت تتولي عملية اإلصدار عن طريق بنكها املركزي ،أما إذا كانت جهة اإلصدار مستقلة ،فإن الدولة
حتصل على النقود اجلديدة يف صورة قرض تتعهد برده فيما بعد.
كذلك تستطيع الدولة أن تصل إىل خلق كمية إضافية من النقود عن طريق االئتمان الذي متنحه البنوك التجارية.
ويطلق على هذا اإلصدار النقدي اجلديد بالتمويل التضخمي أو التمويل بالتضخم ،فهو عبء إضايف على دخول وثروات األفراد
نتيجة الرتفاع األمثان واخنفاض قيمة النقود.
ثانيًا :مربرات اللجوء إىل اإلصدار النقدي اجلديد
تضع الدول الراغبة يف اللجوء إىل هذا األسلوب بعض املربرات اليت نوجزها كاآلتي:
-يعترب حافزًا على االستثمار؛ ذلك أن اإلصدار النقدي اجلديد يؤدي إىل ضعف القوة الشرائية للنقود ،وبالتالي ارتفاع األمثان.
مما يؤدي إىل زيادة أرباح والتوسع يف االستثمار القائم وظهور فرص جديد لالستثمار،
-اإلصدار النقدي اجلديد يعترب وسيلة ضرورية لتمويل االستثمار العام واحلصول على الوسائل الالزمة لربامج التنمية ،حيث
يقو اإلصدار النقدي اجلديد بتكوين اد خار إجباري لتمويل مشروعات إنتاجية هلا أثر على معدالت التنمية.
غري أن هذه املربرات مل حتقق األهداف املرجوة ،وعادت بنتائج تضخمية على االقتصاد؛ ذلك أن سهولة اللجوء إليه من
طرف الدولة عند عجز املوازنة واللجوء إىل طرق التمويل األخرى كثريا ما يؤدي إىل اختالل التوازن االقتصادي والنقدي،
باإلضافة إىل عدم عدالته يف توزيع العبء بني خمتلف الفئات االجتماعية.
1يؤدي اإلصدار النقدي اجلديد إىل اخنفاض قيمة النقود ،مما يشكل عبئًا إضافيًا على دخول وثروات األفراد.
2سوزي عدلي ناشد ،أساسيات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص .325 ،324
2018 2017
64
وبناء على هذا التأسيس ،رفضت النظرية التقليدية أسلوب متويل النفقات العامة عن طريق اإلصدار اجلديد ألنه يؤدي
إىل عجز بامليزانية وزيادة يف اإلنفاق النقدي والتضخم ،مما يتبع معه ختفيض قيمة النقود وتعطيل جهاز الثمن عن القيام
بوظيفته يف توجيه اإلنتاج ،وهو ما يفقد األفراد ثقتهم بالنقود فينخفض ادخارهم النقدي.
وقد يؤدي هذا التضخم أيضاً إىل هروب رؤوس األموال الوطنية لالستثمار يف اخلارج وإحجام رؤوس األموال األجنبية
عن االستثمار يف الداخل ،فيحدث عجز مبيزان املدفوعات لزيادة الواردات عن الصادرات.
-2موقف الفكر احلديث:
عند الفكر احلديث الطلب هو الذي خيلق العرض ،وميكن أن يكون أقل منه ،فعند كينز الطلب الفعلي ال يرتفع
تلقائياً إىل املستوي الالزم لتحقيق التش غيل الكامل ،وال بد من تدخل الدولة عن طريق زيادة النفقات العامة ،وذلك لتنشيط
الطلب والوصول حلالة التشغيل الكامل ،وهذا يتطلب أن تقوم الدولة باإلصدار النقدي اجلديد.
والتجاء الدول الرأمسالية املتقدمة هلذا األسلوب ال يعرضها للتضخم؛ ألنها ببساطة متلك جهازاً إنتاجياً مرناً ،تتوفر فيه
طاقات معطلة نتيجة لنقص الطلب الفعلي.
لذلك فارتفاع هذا الطلب يؤدي إىل تشغيل هذه الطاقات ووصول االقتصاد الوطين ملستوي التشغيل الكامل؛ وبالتالي،
جيب وقف استخدام هذا األسلوب عندما يصل االقتصاد الوطين إىل حد التشغيل الكامل.
رابعًا :أسلوب التمويل التضخمي يف الدول النامية
اختلف االقتصاديون حول مدى مالئمة أسلوب التمويل التضخمي يف الدول النامية ،وذلك من أجل حتقيق االستثمارات
الالزمة لعملية التنمية االقتصادية واالجتماعية ،وميكن توضيح ذلك من خالل العناصر اآلتية:
-1تشغيل املوارد والتمويل التضخمي:
يذهب أنصار هذا األسلوب إىل القول بأنه توجد موارد اقتصادية معطلة يف الدول النامية ،وبالتالي جيب أن تلجأ الدولة
لتمويل جزء من االستثمارات لتشغيل هذه املوارد فيزيد دعمها الناتج الوطين وميتص القوة الشرائية اجلديدة ،دون حدوث
سلبيات التضخم .بينما يرد معارضي التضخم على ذلك بقوهلم أن هذا يصلح يف الدول املتقدمة حيث الطاقات اإلنتاجية الكبرية
واجلهاز اإلنتاجي املرن ،ولكن ال يصلح يف الدول النامية حيث أن طاقتها اإلنتاجية ضعيفة وجهازها اإلنتاجي غري مرن بشكل
يسمح باستيعاب زيادة الطلب ،فتحدث فجوات تضخمية كبرية.
-2التمويل التضخمي واالدخار واالستثمار:
يذهب أنصار التضخم للقول بأنه يساعد على تكوين املدخرات وإعادة توزيع الدخل لصاحل أصحاب الدخول املتغرية
اليت متيل لالدخار (الطبقة الغنية) ويف غري صاحل أصحاب الدخول الثابتة اليت ينخفض لديها هذا امليل (الطبقة الفقرية)،
وكذلك فإن ارتفاع األسعار يشجع رجال األعمال على االستثمار فريتفع معه معدل النمو.
ويرد على ذلك املعارضون أن هذه احلجة تتنايف مع سياسة ضرورة إعادة توزيع الدخل القومي يف صاحل الطبقات حمدودة
الدخل ،وقد تزيد الدخول وال يزيد االستثمارات ،حيث تتجه هذه الزيادة إىل تكوين املخزون وأعمال املضاربة دون االستثمار،
كما أن الدول النامية خاصة ال توجه استثماراتها إال إىل خدمة عملية التنمية االقتصادية.
-3التمويل التضخمي وحركات رؤوس األموال:
يري أنصار التضخم أن ارتفاع األسعار يف الدول النامية يشجع رؤوس األموال األجنبية على االنتقال إليها ،مما يؤدي
إىل تنشيط عملية التنمية االقتصادية.
بينما يري املعارضون ،أن التضخم مينع دخول رؤوس األموال األجنبية إىل هذه الدول اليت تعاني منه ،حيث خيشى
أصحابها من اآلثار السلبية للتضخم وعجز ميزان املدفوعات وزيادة الواردات ونقص الصادرات.
وبوجه عام ،جيب اللجوء إىل هذا األسلوب (اإلصدار النقدي اجلديد) يف حدود معينة ،وكوسيلة تكميلية ملصادر
التمويل املختلفة ،ولفرتة حمدودة ويتضمن عمليات استثمارية دون استهالكية ،حتى يتم تاليف اآلثار السيئة اليت تنتج عنه.
1عاطف صدقي ،حممد الرزاز ،املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص-ص .348-346
2018 2017
65
الفصل الثالث
املوازنة العامة للدولة
متهيد:
تعترب املوازنة العامة للدولة يف العصر احلديث أداة فعالة الختاذ القرارات احلكومية ،واليت يف حسبانها العوامل
املختلفة من اقتصادية وسياسية واجتماعية ،وبالتالي فإن امليزانية العامة ليست جمرد إجراءات وأساليب إدارية وفنية فقط،
وإمنا هي وسيلة رئيسية من وسائل تنفيذ السياسة العامة للدولة.
كما أوىل علماء املالية املعاصرين أهمية كبرية للموازنة العامة للدولة ،وتوالت الدراسات اليت حتاول اإلحاطة مبختلف
جوانبها الق انونية أو املالية أو االجتماعية...اخل.
وعليه ،سيتم ختصيص هذا الفصل للدراسة مفهوم املوازن ة العامة وأنواعها باإلضافة إىل قواعد املوازنة العامة ،ثم ننتقل
إىل مراحل إعداد وحتضري املوازنة العامة ثم تنفيذها والرقابة عليها .وهذا باعتبارها مواضيع أساسية للموازنة العامة.
وعليه سيتم تناول املوازنة العامة من خالل العناصر اآلتية.
أوالُ :ماهية املوازنة العامة،
ثانيًا :قواعد املوازنة العامة،
ثالثًا :دورة املوازنة العامة للدولة.
2018 2017
66
1إذ استعملت هذه الكلمة ألول مرة يف العصور الوسطى لتدل على احلقيبة اجللدية اليت كان حيملها وزير اخلزانة اإلنكليزي عندما كان يذهب إىل جملس العموم وخيرج
منها الوثائق املتعلقة بنفقات وإيرادات الدولة أثناء إلقاء بيانه أمام هذا اجمللس عن السنة املالية القادمة.
2018 2017
67
وعليه؛ انتقل االهتمام من احلفاظ على توازن جانيب اإليرادات والنفقات يف امليزانية السنوية إىل التوازن االقتصادي
واالجتماعي لالقتصاد الوطين ككل وليس التوازن املالي واحلسابي للميزانية .ومن ناحية أخرى ،فإن التوازن السنوي مل يعد
أمرا تلتزم الدولة بتنفيذه إذ أن املالية العامة احلديثة توجه جل اهتماماتها إىل ما يسمى بالتوازن الدوري ،وكنتيجة هلذه
األفكار احلديثة وغريها فقد طرأ على قواعد امليزانية كثري من التعديل والتطوير لتالئم االجتاهات اجلديدة يف املالية العامة.
وأخريا حتولت املوازنة العامة من جمرد وثيقة حماسبية ورقابية على املالية إىل أداة لإلدارة االقتصادية.
الفرع الثالث :تعريف املوازنة العامة
هناك عدة تعريفات؛ نذكر بعضها كاآلتي:
التعريف األول :املوازنة العامة هي تقدير مفصل للنفقات العامة واإليرادات العامة عن فرتة مالية مستقبلية غالبًا ما تكون سنة.
وهي أداة رئيسية للحكومة تستخدمها يف سياستها املالية لتحقيق الرفاهية والنمو االقتصادي والعدالة االجتماعية.
التعريف الثاني :املوازنة العامة هي اخلطة السنوية للقطاع العام اليت حتدد اإليرادات املتوقع حتصيلها وتقديرات اإلنفاق العام
الضروري لتحقيق األهداف اليت تسعى إليها السطلة العامة من القيام بنشاطها االقتصادي خالل السنة القادمة.
التعريف الثالث :بالنسبة للقانون اجلزائري فقد مت تعريف امليزانية العامة يف املادة ( )3من القانون 90أوت ،1990بأنها:
الوثيقة اليت تقدر للسنة املالية جمموع اإليرادات والنفقات اخلاصة بالتسيري واالستثمار منها نفقات التجهيز العمومي
والنفقات بالرأمسال وترخص بها.
وعليه؛ فاملوازنة العامة للدولة هي بيان تعدادي تقديري للنفقات واإليرادات خالل مدة مقبلة تقدر عادة بسنة ،مقسمة
إىل تقسيمات يف أبواب وفصول وبنود وغريها ،وهي اخلطة املالية للدولة لتحقيق أهداف التنمية االقتصادية والعدالة االجتماعية.
الفرع الرابع :الطبيعة القانونية للموازنة العامة (املوازنة عمل قانوني إداري)
مت تفسري قوانني املوازنة على أنها عمل إداري لكونها عمال تعده السلطة التنفيذية ،وبني قانون املوازنة الذي هو عمل
تشريعي شكال ،ألن دراسته وإقراره يتم وفق األصول املتبعة يف دراسة بقية القوانني وإقرارها .ومن الناحية املوضوعية فهي
عمل إداري ،ألنها ال حتتوي على أية قاعدة عامة جديدة تعطي للحكومة أي سلطة أو حق مل يكن هلا مبقتضى القوانني
السابقة ،فاإليرادات اليت حتصلها احلكومة والنفقات اليت يؤذن هلا بإنفاقها كلها ناجتة عن قوانني سابقة.
فهذا الرأي ينظر إىل املوازنة من زاويتني:
-فاملوازنة من الناحية الشكلية تعترب قانونا ألنها متر بذات اإلجراءات اليت مير بها القانون العادي وتصدر عن السلطة
التشريعية للقوانني العادية فهي قانون من حيث املظهر اخلارجي،
-أما من الناحية املوضوعية فهي عمل إداري ألنها تتضمن ختمينا وتقديرا احتماليا للنفقات واإليرادات اليت تتطلبها املرافق
ال عامة ،وهي ال حتتوي على قواعد عامة ملزمة كما هي طبيعة القانون من الناحية املوضوعية.
وأخريا جند رأي ثالث يرى:
-أن املوازنة جتمع بني العمل التشريعي واإلداري أقرب إىل الصواب ألن إقرارها يعود إىل السلطة التشريعية فهي إذن قانون من
ناحية الشكل تقر بشكل قانوني حسب األصول ولكن ليس هلا طبيعة القانون ألن غايتها اختاذ السلطة التنفيذية
قرارات مالية متعلقة بالتحصيل واإلنفاق ملدة سنة.
وبذلك يتألف (قانون املوازنة) من نصوص قانونية حتدد اعتمادات املوازنة وتقدير إيرادات الدولة ونفقاتها ،فتتميز
صرف االعتمادات وحتصيل اإليرادات ،ويلحق بها جداول تفصيلية لتوزيع األرقام اإلمجالية على وفق أنواع التصنيف املتبعة،
ويفضل أال حت توي املوازنة السنوية على نصوص ال عالقة له باألحكام األساسية للموازنة العامة ،مع أن بعض التجارب تشري
إىل مرافقة مشروع بعض التعديالت الضريبية.
1خدجية األعسر ،اقتصاديات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص .223
2اجلريدة الرمسية رقم ،35املادة 03من القانون 21-91املؤرخ يف 15أوت 1990م ،واملتعلق باحملاسبة العمومية.
2018 2017
68
يتم صياغة التقدير والتنبؤات اخلاصة بالنفقات واإليرادات عن طريق حتليل السياسات االقتصادية واملالية للدولة وكذلك عن طريق مقارنة املوازنات السابقة للدولة.. 1
فاملوازنة العامة ال تعترب نهائية إال بعد اعتمادها من السلطة التشريعية ،وبعدها يعود األمر إىل السلطة التنفيذية (احلكومة) مرة أخرى ،فتقوم بتنفيذ بنود املوازنة العامة 2
باإلنفاق والتحصيل يف احلدود اليت صدرت بها إجازة هذه السلطة قصد حتقيق األهداف.
2018 2017
69
-4املفهوم السياسي للموازنة :يعكس اجمللس النيابي فلسفة السياسة يف إدارة احلكم من الناحية االقتصادية واالجتماعية
لتحقيق أهدافه من خالل املوازنة العامة؛ إ ذ تعد األرقام من خالل الوحدات وتناقش مع السلطة التنفيذية وفق الضوابط
والتعليمات املعدة سلفاً ،واملوجهة إلعداد مشروع املوازنة يف ضوء السياسة العامة اليت ترغب بها احلكومة.
-5املفهوم القانوني للموازنة :تعترب املوازنة العامة للدولة قانون؛ ألنها متر بنفس اإلجراءات اليت مير بها تشريع أي قانون،
ومشوهلا على أحكام قانونية تنظم مالية الدولة ،كما أن معظم القوانني تتضمن أسس وقواعد إعداد املوازنة العامة
للدولة من حيث اإلعداد إىل التشريع وتصدر أرقامها مبوجب قانون املالية السنوي.
-6املفهوم التخطيطي للموازنة :تغري مفهوم الدولة من الدولة احلارسة إىل الدولة املنظمة ،وممارستها ملختلف األنشطة
االقتصادية لتحقيق توازن حقي قي لالقتصاد الوطين ،أثر على مفهوم امليزانية التقليدي وأصبح ينظر إليها كأداة
أساسية للتخطيط ،وأصبح هناك ربط بني التقديرات وبني حتقيق األهداف وأصبحت املهمة اجلديدة هو التحليل
لألرقام بضوء السياسات العامة ،ودعم التخطيط على املستوى الوطين..
-7املفهوم االقتصادي للموازنة :يعد التحول املشار إليه يف املفهوم التخطيطي لتدخل الدولة املباشر يف النشاط االقتصادي
لغرض حتفيز االقتصاد برفع معدالت النمو وحتقيق االستقرار االقتصادي ،فأصبحت املوازنة العامة األداة اليت
بواسطتها يتحكم يف التضخم أو الكساد االقتصادي.
املطلب الثالث :أنواع املوازنة العامة والتمييز بينها وبني مسميات مشابهة هلا
من التعريفات السابقة للموازنة العامة يتضح أنها ختتلف وتتميز عن موازنات تشبهها يف التسمية ،كما تنقسم املوازنة
العامة لعدة أنواع؛ وهذا نتيجة للنشاطات املالية الواسعة اليت تقوم فيها ،وكذا الوثائق املالية اليت قد تتفق مع املوازنة العامة
يف بعض اجلوانب وقد ختتلف عنها يف جوانب أخرى.
الفرع األول :متييز املوازنة العامة عن مسميات تشابهها :وميكن توضيح ذلك فيما يأتي:
أوال :ميزانية املشاريع
تضع كل من املشاريع العامة واخلاصة ميزانية تنظم حساباتها املالية ،وحتديد فيها مقدار موجودات املشاريع
ومتطلباتها يف تاريخ معني نتيجة لعملية متت يف مدة زمنية سابقة .يف حني املوازنة العامة ختتص يف سنة مالية قادمة إىل جانب
أنها تعتم دها السلطة التشريعية ،يف حني أن ميزانية املشاريع ال حتتاج إىل هذه املوافقة كي تعد نافذة.
كما تتضمن ميزانية املشاريع أو للمنشأة أرصدة املوجودات (األصول) واملطلوبات (اخلصوم) ،بينما تتضمن املوازنة
العامة للدولة النفقات واإليرادات العامة املتوقعة.
ثانيا :املوازنة الوطنية
وبقصد بها التقدير الكمي املتوقع للنشاط االقتصادي الكلي (العام واخلاص) يف تعامالته الداخلية واخلارجية خالل
مدة سنة قادمة .إال أن االختالف يظهر يف املوازنة العامة ليست تقديرا كميًا ،وإمنا تقدير رقمي متوقع لإلنفاق واإليراد العام
للحكومة فقط دون القطاع اخلاص كما يف املوازنة الوطنية.
ثالثا :احلسابات الوطنية
وهي دراسة للنشاط االقتصادي للدولة عن مدة زمنية سابقة من خالل دراسة حسابات الدخل الوطين .ويكمن االختالف
يف املدة الزمنية فهذه الوثيقة ختتص بسنة مالية سابقة ،عكس املوازنة العامة اليت متتد ملدة سنة مالية مستقبلية.
رابعا :احلساب اخلتامي
يتضمن عرض لنتائج تنفيذ املوازنة العامة للدولة ،وهو بهذا الوصف جزء من أعمال املوازنة العامة .إال أن االختالف
يظهر يف أن احلساب اخلتامي يكون للسنة املالية سابقة وليس القادمة.
كما أن احلساب اخلتامي ال يتضمن توقعات مستقبلية ،وإمنا نتائج تلك التوقعات بعد حدوثها ،فهو كشف باألرقام
الفعلية املتحققة لت قديرات املوازنة بعد سنة من تنفيذها .أي مبعنى هو الوجه الفعلي للوجه التقديري للموازنة العامة ،وتستخدم
األرقام الفعلية للحساب اخلتامي كإحدى الوسائل يف حتضري نفقات وإيرادات السنة القادمة.
2018 2017
70
2018 2017
71
1من هنا حياول البعض توضيح أوجه االختالف بني موازنة األداء وموازنة الربامج على أساس الربنامج الذي ميثل مستوى تنظيمي أعلى من مستوى األداء .وخيتلفان من ناحية
الزمن؛ فموازنة الربامج تتصل باملستقبل بينما تتناول موازنة األداء باملاضي .ومن ناحية اهلدف تسعى الربامج إىل هدف موازنة األداء ،فإن األخري تفيد يف اقرتاح التحسينات
الضرورية لتنفيذ الربامج ،ولذا عدها أغلب الكتاب بأنها موازنة الربامج .وموازنة األداء تعين حتليل لتكلفة واملنفعة مما يؤدي إىل تضاؤل الفرق بينهما.
2طارق احلاج ،املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص .151 ،150
املرجع نفسه ،ص ،ص .154 ،153 3
4تطبق بعض الدول النامية مثل هذه املوازنة مبا أنها تساعدها على وضع خطط تنموية مثال مخاسية وتنفيذها؛ لكن ،تطبيقها منتشر يف الدول املتقدمة كاألوروبية واألمريكية
ألنها تشرتط دقة ومعرفة كبرية يف األساليب الكمية وحتليل النظم والرياضيات.
2018 2017
72
2018 2017
73
1واملقصود باملوازنة هنا موازنة الدولة وحدها؛ وبالتالي ،ال يعد استثناء من هذه القاعدة وجود موازنات عامة أخرى خاصة بأشخاص عامة غري الدولة كموازنة البلديات مثال،
حيث أن البلدية شخص عام مستقل عن الدولة وبالتالي فإن له موازنة عامة مستقلة عن موازنتها.
2عبد الباسط على جاسم الزبيدي ،املالية العامة واملوازنة العامة للدولة والرقابة على تنفيذها ،املكتب اجلامعي احلديث ،اإلسكندرية ،2015 ،ص .174
2018 2017
74
والفرق بني املوازنات امللحقة واملستقلة؛ يتمثل يف مدى استقالل املوازنة عن ميزانية الدولة ومدى رقابة السلطة الرقابية.
فاملوازنات امللحقة إذا حققت فائضًا أو عجزًا يف املوازنة فإنه يدرج يف املوازنة العامة للدولة ،كما ختضع هذه
املوازنات للرقابة .أما املوازنات املستقلة فإن الفائض أو العجز حيتفظ به دا خل املشروع ،كما ال تعرض هذه
املوازن ات وتناقش مبعرفة السلطة الرقابية ،بل مبعرة إدارة املشروع .لذلك ،فإن املوازنات املستقلة أكثر استقالالً
من املوازنات امللحقة.
-4املوازنات غري العادية (موازنة الطوارئ) :يتم وضعها ملواجهة حاالت استثنائية غري متكررة ،كما يف حاالت الكوارث
الطبيعية مثل الزالزل و الفيضانات أو إعادة اإلعمار بعد احلرب أو إلقامة مشاريع استثنائية كربى ،خاصة بالبنى
التحتية ،وإنشاء السكك احلديدية ،ومطارات ،وشبكات الري... ،
ومن مزايا هذه املوازنة؛ أن إيرادات الدولة العادية ال تتسع للنفقات اليت حتتاجها هذه املشاريع الطارئة ،لذا فإن االعتمادات
املخصصة هلا ال تلغى بانقضاء السنة وإمنا تبقى حلني نفاذها .كما أن هذه املوازنة ذات طابع مؤقت مما حيول
دجمها مع املوازنة العامة للدولة كي ال حيدث خلل يف املوازنة .هذا ،وإن فكرة االستثنائية هلذه املوازنات قد بدأت
تضعف بسبب أنها تتكرر يف أغلب الدول نتيجة الستخدامها املتكرر.
-5املوازنة اجلارية وموازنة االستثمار :تلجأ بعض الدول حاليًا إىل تقسيم املوازنة العامة إىل موازنتني فرعيتني هما :املوازنة
اجلارية ،وتتضمن خمصصا ت األجور واملرتبات وما يدخل ضمنهما ،وخيصص الثاني للنفقات اجلارية .أما موازنة
االستثمار فتتضمن بابني ،األول خيصص للنفقات االستثمارية ،بينما الثاني للتحويالت الرأمسالية.
والغرض من هذا التقسيم دعم املقدرة اإلنتاجية لالقتصاد بطريقة منظمة من خالل استقطاب املوارد املالية املتاحة داخليا
وخارجيا لدعم النمو أثناء تنفيذ الربامج واملشروعات.
1خدجية األعسر ،اقتصاديات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص .232
2سوزي عدلي ناشد ،الوجيز يف املالية العامة ،مرجع سبق ذمره ،ص-ص .295 -289
3نصت املادة رقم 03من القانون 17-84املتعلق بقوانني املالية على :بقر ويرخص قانون املالية للسنة بالنسبة لكل سنة مدنية... ،
خيتلف تاريخ بدايتها ونهايتها من بلد آلخر؛ يف اجلزائر تبدأ مع بداية السنة امليالدية ( ،)01/01يف السعودية مع بداية السنة اهلجرية ( 01احملرم) ،يف الواليات املتحدة 4
2018 2017
75
-طريقة حسابات اخلزانة (األساس النقدي) :يف هذه الطريقة ينظر إىل املوازنة على أنها حساب للخزانة ،حيث تغلب عليها
وجهة النظر املالية ،ويكون حساب السنة املالية اخلتامي على أساس ما أنفق وما مت حتصيله فعال خالل هذه السنة
بصرف النظر عن تاريخ نشوء التزام الدولة بالدفع أو تاريخ نشوء حقها يف التحصيل.
-طريقة حسابات التسوية (أساس االستحقاق) :أما يف هذه الطريقة فيتم حساب السنة املالية اخلتامي للدولة على أساس
املبالغ اليت التزمت احلكومة بدفعها حتى ولو مل يتم دفعها فعال خالل السنة املعينة.
وسوف نتطرق إىل االستثناءات الواردة على هذه القاعدة وتطبيقاتها خالل املطلبني اآلتيني:
الفرع الثاني :االستثناءات على قاعدة سنوية املوازنة
هذا املبدأ ال خيلو من بعض االستثناءات نتيجة لظروف معينة ،تقتضي يف بعض األحيان حتديدها لفرتة تزيد أو تقل عن
سنة ،واليت نذكرها كاآلتي:
أوال :االستثناءات األقل من سنة
-1االعتمادات اإلضافية (التكميلية):
املوازنة العامة هي تقدير للنفقات واإليرادات لفرتة مقبلة ،وبعد التصديق على قانون املوازنة والبدء بالتنفيذ نضطر إىل
صرف مبالغ جديدة تزيد عما هو مقدر لعدم كفاية التخصيص ،كما أنه قد تطرأ ظروف جديدة كاحلروب أو الكوارث
وغريها تستدعي القيام باإلنفاق الذي مل يكن واردًا أصال يف املوازنة ،األمر الذي جيعل املوازنة يف حالة عجز يستدعي األمر
مواجهته؛ وهنا ،تتوجه احلكومة إىل الربملان طالبة املوافقة على اعتمادات إضافية.
وعليه تعترب هذه االعتمادات اإلضافية خرق واستثناء ملبدأ السنوية؛ ذلك أن ،هذه االعتمادات وهي تتعلق باملدة املتبقية
من السنة املالية فهي تقدر ملدة تقل عن السنة.
-2املوازنة املؤقتة:
حيصل أن تبدأ السنة اجلديدة دون املصادقة على املوازنة اجلديدة ألسباب متعددة؛ كتأخر احلكومة يف إعداد مشروع
املوازنة .وعليه تضطر احلكومة إىل العمل باملوازنة املنتهية أو أن تلتمس من السلطة التشريعية إصدار قانون جييز للحكومة
العمل ببعض بنود املوازنة اجلديدة حلني املصادقة عليها .والقانون األخري إما أن يكون تصديق لنفقات معينة دون إيرادات،
وأما أن يتخذ شكل املصادقة على موازنات شهرية شاملة للنفقات واإليرادات معا.
علما بأن فرتة نفاذ املوازنات املؤقتة هي ملدة شهر أو شهرين ،وال ميكن أن متتد ألكثر من ذلك .وختصم االعتمادات
اليت تقر يف املوازنات املؤقتة من مقدار االعتمادات اليت سيصادق عليها يف املوازنة اجلديدة.
ثانيا :االستثناءات ألكثر من سنة
-1ميزانية الدورة االقتصادية
تتعاقب على االقتصاديات الرأمسالية تقلبات اقتصادية دورية ،تتخذ شكل كساد أو رخاء قد يصاحبه تضخم إذا
كان الطلب الفعلي يتجاوز حد التشغيل الكامل.
وأمام تعاقب هذه الدورات ،فكر االقتصاديون بعمل موازنة عامة تستغرق فرتة الدورة ،حبيث تقوم الدولة من خالهلا
بالتدخل لتخفيض الطلب الفعلي إىل احلد الذي يكفي بتشغيل الطاقة اإلنتاجية لالقتصاد بكامله ،وذلك منعا لظهور
1يف حالة تأخر املصادقة على املوازنة بعد 12/31يلجأ إىل منح احلكومة رخص شهرية تتمثل قي 12/1من نفقات السنة املاضية ،وأحيانا من مشروع نفقات السنة املقبلة
حسب طلب احلكومة .يف حالة ما إذا كان تاريخ املصادقة على قانون املالية للسنة املعينة ال يسمح بتطبيق أحكامه عند تاريخ أول
يناير من السنة املالية املعتربة (املادة 69من القانون ،)17-84يواصل مؤقتا تنفيذ إيرادات ونفقات املوازنة العامة للدولة حسب الشروط اآلتية:
-بالنسبة لإليرادات طبقا للشروط والنسب وكيفيات التحصيل املعمول بها تطبيقا لقانون املالية السابق،
-بالنسبة لنفقات التسيري يف حدود 12/1من مبلغ االعتمادات املفتوحة بالنسبة للميزانية السابقة وذلك شهريا وملدة ثالثة أشهر،
-بالنسبة العتمادات االستثمار ويف حدود 4/1احلصة املالية املخصصة لكل قطاع وكل مسري كما تنتج عن توزيع اعتمادات الدفع املتعلق باملخطط السنوي للسنة
املالية السابقة،
-يواصل ت نفيذ مشاريع امليزانية امللحقة واألحكام ذات الطابع التشريعي واملطبقة على احلسابات اخلاصة باخلزينة ،طبقا لألحكام التشريعية والتنظيمية اليت تسريها
قبل بداية السنة املالية اجلديدة للميزانية.
2018 2017
76
التضخم .ويتحقق ذلك عن طريق العمل لزيادة اإليرادات العامة على النفقات العامة ،وتكوين احتياطي يوضع يف صندوق
خاص ،ويف فرتة تقوم الدولة بالتدخل لتنشيط الطلب الفعلي إىل احلد الذي يسمح لتشغيل الطاقة اإلنتاجية عن طريق زيادة
النفقات العامة حيث متول هذه الزيادة عن طريق الفوائض اليت حققتها الدولة يف فرتة الرخاء.
-2ميزانية الربامج االقتصادية واالجتماعية (اخلطة االقتصادية)
أتى نظام التخطيط االقتصادي يف البلدان االشرتاكية -بشكل خاص -على الكثري مما كان سائدا يف النظام
االقتصادي احلر .ومن ثم ،فقد جرف اندفاعه ذلك إىل مبدأ سنوية املوازنة ،ومل يعد يلقى يف ظل هذه األنظمة تلك القداسة
اليت كانت له فيما سبق .ك ما أن األخذ بالتخطيط يف بعض البلدان الرأمسالية (التخطيط الرأمسالي) قد أدى أيضا إىل
إدخال بعض التعديالت املهمة على هذا املبدأ.
فالتخطيط يقوم على حصر املوارد االقتصادية والتنسيق بينها وتوجيهها إىل الوجهة اليت حتقق أهدافا معينة خالل مدة
زمنية معينة .وقد قضى ب ذلك على سلطان القرارات الفردية ليحل هو حملها ويوجهها الوجهة اليت يتحقق بها أهداف اخلطة،
فهو الذي حيدد حجم االستثمارات الضرورية لتنمية االقتصاد الوطين ومصادر متويلها املتعددة.
كما أنه حيدد حجم االستهالك ومداه؛ ومن ثم ،ونظرًا لطول املدة اليت يستلزمها تنفيذ اخلطة (مخس سنوات يف
الغالب) ووجود مشاريع حكومية كبرية يستغرق إنشاؤها أكثر من عام ،فقد أمجع الكتاب على أن مبدأ السنوية هذا قد
أحلقه التعديل يف إطار حياة اخلطة املمتدة لعدد من السنني.
املطلب الثالث :قاعدة مشول وعمومية املوازنة
يقصد بهذه القاعدة أن تظهر مجيع تقديرات النفقات واإليرادات العامة يف وثيقة واحدة ،بدون إنقاص أي جزء منهما
أو إجراء مقاصة بني االثنني .وإذا كانت قاعدة وحدة املوازنة كما رأينا تهدف إىل إعداد وثيقة واحدة ملوازنة الدولة؛ فإن قاعدة
العمومية ته دف إىل أن يسجل يف هذه الوثيقة وبالتفصيل كل تقدير لنفقة أو إيراد دون أن حيدث مقاصة بني نفقات بعض
املرافق أو اهليئات العامة وبني إيراداته ،وهذا يعين أن املوازنة ال تظهر سوى رصيد الفرق بني تقديرات نفقات املرفق وتقديرات
إيراداته (املوازنة الصافية).
الفرع األول :املبادئ املتفرعة عن قاعدة الشمول
يتفرع عن هذه القاعدة مبدأين نذكرهما كاآلتي:
أوال :عدم جواز إجراء املقاصة بني النفقات واإليرادات
فمن املعروف أن بعض املؤسسات احلكومية نتيجة ملمارستها لنشاط معني جتاري أو صناعي أو خدمي حتقق من خالله
إيرادًا معينا تتخذ شكل الرسم أو الضريبة أو الثمن العام .ويتحمل مقابل ذلك تكاليف معينة تتخذ صورة األجور واملرتبات
ومثن املواد األولية املستخدمة يف اإلنتاج...اخل ،وبالنسبة هلذه املؤسسات ميكن إتباع أسلوبني للمحاسبة هي:
-1أسلوب املوازنة الصافية:
إجراء مقاصة بني إيرادات ونفقات كل وحدة ،فإذا كانت إيراداتها أكثر من نفقاتها فإن صايف اإليراد يظهر يف حقل
اإليرادات ،وإذا كانت النفقات هي األكثر فإن صايف النفقات يظهر يف حقل النفقات أي تقيد اإليرادات والنفقات يف املوازنة
العامة صافية ،بعد أن حتسم من اإليرادات ما ب ذل يف سبيلها من مصاريف ،وأن حيسم من النفقات ما تكون قد أدخلت اإلدارة
املختصة من ريع إىل اخلزانة ،ويطلق على هذا األسلوب بالناتج الصايف.
أما من الناحية املالية أنه يسهل التبذير ،فإذا أسرفت احلكومة يف نفقات اجلباية يصبح من السهل عليها إخفاء هذه
النفقات وراء اإليرادات اليت جتبيها وإذا جبت بعض املرافق إيرادات خاصة ال ذكر هلا يف املوازنة يصبح من السهل عليها
إنفاقها يف أوجه مل يقرها الربملان.
1عبد الباسط على جاسم الزبيدي ،املالية العامة واملوازنة العامة للدولة والرقابة على تنفيذها ،مرجع سبق ذكره ،ص -ص .184 -179
إن ألسلوب الناتج الصايف سلبيات كثرية نذكر أهمها من الناحية السياسية يؤدي هذا األسلوب إىل إخفاء قسم كبري من اإليرادات والنفقات على الربملان وبذلك فإن هذا 2
األسلوب ال يساعد على التعرف على حجم النفقات واإليرادات العامة ألن بعضها مل يدرج ضمن جداول املوازنة.
3حممد طاقة ،بدى العزاوي ،اقتصاديات املالية العامة ،دار املسرية ،عمان ،ص -ص .176 -174
2018 2017
77
2018 2017
78
-2العجز املقصود :التوازن املالي يف الوقت احلاضر غري ضروري؛ بل أصبح تعمد العجز املالي مقصود يف سبيل الوصول إىل
التوازن االقتصادي ،الذي يقصد به أحيانًا أسلوب الدورة االقتصادية.
تلجأ الدولة إىل العجز املقصود يف املوازنة عندما تعاني من أزمة اقتصادية ،وختشى على اقتصادها من الشلل؛ وبذلك،
فهي ختفض من الضرائب وتزيد يف االخنفاض حتى حتدث استثمارات وتنشئ مناصب شغل كبرية وحتافظ على القدرة
الشرائية لألفراد وتنعش املشاريع غري الفعالة ،األمر الذي يسبب عجزًا يف املوازنة؛ إال أنه يكون مقصودًا من طرف احلكومة
اليت تسعى من ورائه جتاوز األزمة بسالم وحتقيق الرخاء للمجتمع .و عندما تتحقق فرتة الرخاء هذه تزيد الدولة من نسبة
الضرائب وعددها ،فرتتفع اإليرادات.
وفيما خيص النفقات؛ تكتفي بالضروري دون التوسع يف املشاريع ،وهكذا ينتج فائض يف امليزانية يقابل العجز
املقصود السابق الذكر .هذا الشيء الذي ينتج عنه توازن امليزانيات لفرتتي األزمة والرخاء ،وتسمى الفرتة (املرحلة) اليت جتمع
فرتتي األزمة والرخاء "بالدورة االقتصادية" ،وي قصد مبيزانيات الدورة االقتصادية التوازن بني فرتة األزمة وفرتة الرخاء ،حيث
يكون يف األوىل العجز ويف الثانية فائض أي (فائض نفقات ،فائض إيرادات) وجمموعها يساوي صفر .وبذلك تكون صيغة
"التوازن يف دورة اقتصادية:
إيرادات سنوات األزمة +إيرادات سنوات الرخاء = نفقات سنوات األزمة +نفقات سنوات الرخاء".
وعليه ،استخدمت الدول املختلفة متويل التنمية عن طريق عجز املوازنة؛ ويتم تغطية هذا العجز عن طريق اإلصدار
النقدي اجلديد ،إال أن يشرتط لنجاح هذه الطريقة أن يستخدم لفرتة مؤقتة (هي فرتة األزمة) لتنشيط الطلب الفعلي؛ وبالتالي،
حتقيق التوازن لالقتصاد الكلي هذا من جهة ،كما جيب اختاذ إجراءات مالية للتحكم يف التضخم (اإلصدار النقدي)؛
وبالتالي ،احلد من االرتفاع املستمر يف األسعار من جهة أخرى حتى يتحقق التوازن يف الدورة االقتصادية.
الفرع الثاني :مبدأ توازن املوازنة يف النظريات املالية
-1التوازن يف النظرية التقليدية :تعمل النظرية املالية التقليدية على توازن املوازنة ،أي عدم االلتجاء إىل القروض أو اإلصدار
النقدي اجلديد .وقد جعلت هذه النظرية من مبدأ التوازن معيارًا للحكم على سالمة السياسة املالية وهدفا هلا.
ويفسر ذلك املوقف بأن حتقيق فا ئض يف املوازنة يدفع السلطة التشريعية إىل املطالبة بزيادة النفقات العامة ذات الطابع
السياسي ،كما أنه يعرقل النشاط االقتصادي عن طريق دفعه حنو االنكماش .ومن ثم ،فالتوازن يف ظل النظرية التقليدية
يستلزم وجود موازنة عامة بال عجز وبال فائض ،أي موازنة عامة تعادل فيها حسابيًا كفة اإليرادات العامة والنفقات العامة.
-2توازن املوازنة يف النظرية املالية احلديثة
برهنت األزمة االقتصادية يف الثالثينات عجز النظرية االقتصادية التقليدية عن طريق حتقيق التوازن االقتصادي
التلقائي ،لذلك جاءت النظرية الكينزية وأكدت ضرورة تدخل الدولة عن طريق زيادة نفقاتها لغرض حتفيز الطلب الفعلي
وحتقيق التوازن االقتصادي ،ودعوتها لتمويل تلك الزيادة عن طريق القروض العامة أو اإلصدار النقدي املالي أو إحداث فائض
املوازنة العامة يف أوقات التضخم لغرض تقليص الطلب الفعلي لتحقيق التوازن عند التشغيل الكامل.
ويعين ذلك أنه ليس املهم أن تكون املوازنة يف حالة فائض أو عجز أو يف حالة توازن؛ بل املهم ،هو حتقيق التوازن
االقتصادي باستخدام املوازنة العامة وسيلة لذلك ،ويعين أولوية التوازن االقتصادي بالنسبة للتوازن املالي.
كما أن املالية العامة يف النظرية احلديثة مل تعد تنظر إىل العجز يف امليزانية على أنه كارثة مالية حمققة؛ وذلك ،يف
ضوء التطورات املالية االقتصادية اليت متيز القرن احلالي ،ولكن ليس معنى ذلك استبعاد فكرة التوازن بل أن يستبدل
بفكرة التوازن املالي فكرة أوسع منها التوازن االقتصادي العام حتى لو أدى إىل عجز مؤقت يف املوازنة.
1حتى تتمكن للدولة ممارسة هذا األسلوب أي أسلوب الدورة االقتصادية؛ ال بد هلا من االحتياط للمستقبل يف حالة الرخاء ،وإجياد صندوق أو مؤسسة مالية تودع فيها األموال
الفائضة الستغالهلا يف فرتات األزمات.
2عبد الباسط حازم الزبيدي ،املالية العامة واملوازنة العامة للدولة والرقابة على تنفيذها ،مرجع سبق ذكره ،ص -ص .190 -185
2018 2017
79
1حسني مصطفى حسني ،املالية العامة ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،2001 ،ص .82
2حسين خربوش ،حسن البحي ،املالية العامة ،الشركة العربية املتحدة ،القاهرة ،2013 ،ص ،ص .182 ،181
2018 2017
80
1مثال إذا أردنا تقدير إيرادات موازنة 2017نأخذ بتقديرات موازنة 2015م كونها سنة مالية منتهية ومقفل حسابها ،وليس تقديرات 2016م كونها مل تنتهي بعد.
2مثال؛ لو أردنا تقدير إيرادات سنة 2017حنسب متوسط الزيادات للسنوات املالية السابقة واملنتهية لألعوام ،2014 ،2013و2015م ،وهكذا.
2018 2017
81
أو تنحيته نتيجة ختفيض املوارد العمومية أو زيادة النفقات العمومية إال إذا كان مرفقًا بتدابري تستهدف الزيادة يف
إيرادات الدولة ،أو توفري مبالغ يف فصل آخر من النفقات العمومية يساوي على األقل املبالغ املقرتح إنفاقها.
-3مرحلة التصويت :يف مرحلة نهائية يكون التصويت على مشروع املوازنة العامة بصورة إمجالية ،خالفا ملوازنات اإلدارة
احمللية اليت يصوت عليها بابًا بابًا وفصالً فصالً ومادة مبادة .كما أن القاعدة أن يتم التصويت قبل بداية السنة املدنية
اجلديدة احرتامًا ملبدأ السنوية.
الفرع الثاني :قرارات اعتماد املوازنة العامة
هناك ثالث قرارات تصدر بعد املناقشة والتداول ،نوجزها كاآلتي:
-1املوافقة واعتماد مشروع املوازنة العامة ،يتحول املشروع إىل "قانون املوازنة العامة" ويصبح قابل للتنفيذ،
-2رفض اعتماد املشروع ،هذت اإلجراء له انعكاسات خمتلفة خاصة إذا استمر الرفض إىل نهاية السنة املالية،
-3املوافقة مع التعديل ،حيث يتم إدخال بعض التعديالت على مشروع املوازنة العامة وبعد قبوله يتم اعتماده.
وإذا متت املوافقة يتحول املشروع ليصبح قانونا قابال للتنفيذ ،ويكون من حق اهليئة النيابية أن ترفض أو تطلب تعديل
بنود القانون ،وذلك استنادا إىل غالبية الدساتري يف خمتلف الدول ،وإذا حدث تأخر يف اعتماد مشروع املوازنة ،يتم اعتماد عدة
إجراءات أو طرق ومنها اعتماد موازنة مؤقتة أو اعتماد مبالغ على احلساب أو العمل باملوازنة العامة القدمية ،واليت تقضي بأن
تسري احلكومة على املوازنة املنتهية إىل أن يتم التصديق على املوازنة اجلديدة.
املطلب الثالث :تنفيذ املوازنة العامة
يقصد بتنفيذ املوازنة العامة حتصيل اإليرادات العامة وصرف النفقات العامة كما ورد يف قانون املوازنة العامة .فبعد
عملية إعداد املوازنة ثم املصادقة عليها واعتمادها من قبل اهليئة النيابية ،تبدأ املرحلة األخرية من حياة املوازنة وهي مرحلة
التنفيذ العملي أي وضع بنودها موضع التنفيذ ،حيث تتوىل السلطة التنفيذية القيام بهذا الدور يف هذه املرحلة.
الفرع األول :تنفيذ صرف النفقات العامة
إذا كانت مبالغ اإليرادات تبقى مبالغ حمتملة ومتوقعة؛ فإن قانون املوازنة العامة ينص على احلد األقصى للمبالغ
املصرخ بإنفاقها لكل غرض ،حيث ال ميكن لإلدارة جتاوز االعتمادات املقررة.
-1صرف بنود النفقات العامة
تتحدد عملية صرف املال العام على مقدار االعتماد املخصص لكل بند من بنود النفقات العامة ،والذي ميثل احلد
األقصى لإلنفاق .كما تستند السلطة التنفيذية يف االنفاق على قاعدة "ختصيص االعتمادات" مبعنى أن االعتماد املخصص
لنفقة معينة ال ميكن استخدامه لنفقة أخرى إال بعد إجازة وموافقة من اهليئة املختصة.
وع ليه ،فإنه يف حالة خمالفة تقديرات النفقات للواقع ،فال ميكن التعديل يف التوازن املعتمد للنفقات سواء بالزيادة أو
النقصان إال مبوافقة اهليئة املختصة ،حيث ال ميكنها أن حتول مبلغ اعتماد من غرض خصص له إىل غرض آخر مل خيصص
له .وإن احتاج األمر إىل حتويل املبالغ من ا لباب املخصص هلا إىل غرض آخر يستلزم حصول موافقة لذلك ،كما ختتلف
إجراءات املتبعة من حالة ألخرى.
ويتم صرف بنود نفقات املوازنة العامة بعدة عمليات إدارية وحسابية ،فالعمليات اإلدارية يقوم بها الوزراء؛ فكل وزير
يرتبط مبصروفات وزارته ،ويتحقق من وجوبها ،ويأمر بدفعها .أما العمليات احلسابية يقوم بها احملاسبون والذين يتبعون
1عبد الباسط على جاسم الزبيدي ،مرجع سبق ذكره ،ص -ص .205 -199
2تنص املادة 75من القانون 17-84على أنه ال ميكن صرف أية نف قة مبا يتجاوز مبلغ االعتمادات املفتوحة ضمن الشروط احملددة يف هذا القانون ،مامل تنص أحكام
تشريعية على خالف ذلك.
يف بعض احلاالت قد حيدث جتاوز أو اعتمادات إضافية يف أحد أبواب املوازنة العامة وقواعد ربط املوازنة وتعليمات وزار املالية ،وتتطلب يف كال احلالتني االلتزام مبجموعة 3
2018 2017
82
وزير املالية يف أغلب الدول؛ هلذا ،بعد أن تنتهي العمليات اإلدارية تبدأ العمليات احلسابية ،وهي تنحصر بالدفع .والواقع أن
عملية الدفع عبارة عن عمليتني:
-األوىل التأكد من صحة أمر الدفع بأن يكون صادر من جهة خمتصة ومستويف شروطه،
-والثانية حصول الدائن على مستند خمالصة صحيحة تربئ ذمة الدولة.
-2مراحل صرف النفقات العامة
صرف النفقات العامة مير بعدة مراحل ،وقصد عدم إساءة استعمال األموال العامة والتأكد من إنفاقها على حنو
مالئم ،فقد نظما قانون احملاسبة العمومية مراحل صرف النفقة كاآلتي:
أ-االرتباط بالنفقة (العقد) ( :) l’engagementعبارة عن الواقعة املادية أو القانونية اليت يرتتب عليها التزامًا على عاتق اإلدارة
العامة (مثال تعيني موظف ،إبرام صفقة أو مشروع ،)...ويقصد به نشوء دين يف ذمة اإلدارة العامة.
ب-تصفية أو حتديد النفقة ( :) liquidationوهو التقدير الفعلي واحلقيقي للمبلغ (التقويم النقدي) الواجب أداؤه بناءً على
مستندات تثبت وجود الدين وحلول أجله.
ج-األمر بالصرف ( :)l’ordonnancementويقد بعد معرفة وحتديد مبلغ النفقة ،ثم يقوم الشخص املختص اآلمر بالصرف
( وزير ،مدير )... ،بإصدار األمر إىل احملاسب العمومي يدفع املبلغ املوجود بالعقد إىل الشخص املتعاقد ،مبوجب
وثيقة مكتوبة تسمى حوالة الدفع (.)mandat de paiement
د-الصرف ( :) paiementوهو الدفع الفعلي للمبلغ املستحق لصاحبه عن طريق احملاسب بعد التأكد من املستندات وتوفر
الغالف املالي وموافقتها للتشريعات والقوانني.
الفرع الثاني :حتصيل اإليرادات العامة
يقصد بتنفيذ اإليرادات العامة عمليات حتصيل خمتلف اإليرادات العامة ،فبعد اعتماد املوازنة وإجازتها لإليرادات ينشأ
التزام على عاتق احلكومة بضرورة جباية كل مبالغ اإليرادات املصادق عليها .
ويتطلب حتصيل اإليراد العام عمليتني أساسيتني:
-األوىل التحقق من قيام احلق للدولة وتقدر قيمته،
-والثانية اجلباية أي التحصيل الفعلي لقيمة احلق.
ويشرتط يف اجلباية أن يتوافر فيها شرطا املالئمة واالقتصاد ،ويقصد باملالئمة إن جتبى اإليرادات يف أوقات مناسبة
ومواعيد معينة ،وال تؤدي إىل إرهاق املكلفني ،وأن تكون اجلباية مقرونة باالقتصاد بأن يتم جبايتها بأقل نفقة ممكنة.
كما يتم التمييز بني العمليات اإلدارية واحلسابية؛ حيث ،يتم الفصل بني هذين النوعني من العمليات ،وتطبيقا هلذا
املبدأ تقتضي جباية كل إيراد تدخل موظفني ،ويرتتب على ذلك اختالف املسؤولية اليت يتحملها كل فريق من املوظفني:.
-موظفني إداريني يعهد إليهم تقرير اإليراد ،أي حتديد مقداره واألمر بتحصيله؛ فاملوظفني اإلداريون الذين يقرون اجلباية
(الوزراء ،واملدراء العامون) يتحملون مبدئيا مسؤولية ،لكنها غري منظمة بشكل دقيق يف أغلب التشريعات،
-وموظفني حماسبني يطلب منهم تنفيذ اجلباية أي استالم مبلغ اإليراد ،ومسؤوليتهم الشخصية حمددة بشكل دقيق ،إذ هم
مسؤولون عن حتصيل احلقوق اليت كلفوا بها.
إن حتصيل اإليرادات العامة ال يتم إال بسند قانوني ،والذي يشمل التشريعات املالية الصادرة مثل قانون الضرائب
والرسوم واملوازنة العامة أو بقرار صادر من السلطة العامة يف الدولة مبا هلا من امتيازات وإرادة يف إن تضع سند مثبت لدينها
على الغري ،وإن متضي بوسائلها اإلدارية يف حتصيل هذا الدين ،وحتصيل ديون الدولة لدى الغري ،وأن متضي بوسائلها اإلدارية
يف حتصيل هذا الدين ،وحتصيل ديون الدولة لدى الغري يقرتن دائما بامتياز التنفيذ املباشر.
1املواد 15إىل 22من قانون 21-90املؤرخ يف 24احملرم 1411هـ املوافق لـ ،1990-08-15واملتعلق باحملاسبة العمومية.
خبابة عبد اهلل ،أساسيات يف اقتصاد املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص .273 ،272 2
احملاسب العمومي هو موظف موجود يف اإلدارة العامة ،إال أنه ال خيضع لسلطة اآلمرين بالصرف (تابع لوزارة املالية) ،وه ذا حتى يتمكن من مراقبة عمليات صرف النفقة 3
2018 2017
83
1املادة 07من القانون رقم 17-84تنص على أنه ال ميكن ختصيص أي إيراد لتغطية نفقة خاصة.
2عبد الباسط على جاسم الزبيدي ،املالية العامة واملوازنة العامة للدولة والرقابة على تنفيذها ،مرجع سبق ذكره ،ص -ص .213 -210
3يف اجلزائر مثال جند صندوق ضبط اإليرادات.
2018 2017
84
1خدجية األعسر ،اقتصاديات املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص .244
2عبد الباسط على جاسم الزبيدي ،املالية العامة واملوازنة العامة للدولة والرقابة عليها ،مرجع سبق ذكره ،ص -ص .253 -242
2018 2017
85
ومتارس هذه الرقابة اإلدارة ذاتها صاحبة التصرف ،أو قد متارسها هيئة مستقلة .ومتتاز هذه الرقابة بتاليف كل
العيوب املوجهة إىل الرقابة بأنها جمرد عملية تسجيل تارخيي ،أو كما تعرف "مبحاورات الصم" ،فهي تسجيل املخالفات بعد
وقوعها وتفتح اجملال للمحاورة بني جهات املراقبة واجلهات اإلدارية.
-2الرقابة املالية من حيث املوضوع
-1-2رقابة املشروعية
مبعنى أن اإلجراءات والتصرفات اليت تتخذها السلطة التنفيذية ال تتمتع حبماية القانون وال تكون هلا أي قيمة ،ما مل
تكن متوافقة مع القواعد النافذة .مبعنى أخر ال جيوز لإلدارة -وإال كانت خمالفة للقانون -وأال تقوم بأي عمل قانوني أو
مادي إال وفقا للقانون أو بتخويل منه.
فاملشروعية صفة كل ما هو مطابق للقانون ،وعليه تعرف رقابة املشروعية بأنها رقابة مدى مطابقة تصرف اإلدارة مع
القانون مبفهومه العام الواسع ،وتنصرف رقابة املشروعية إىل التصرف املالي من حيث النفقات واإليرادات.
-2-2الرقابة احملاسبية
ويقصد بها الرقابة التقليدية؛ وهي مراجعة حسابية مستندية حبتة لتنفيذ املوازنة ،بقصد التحقق من أن النفقات
العامة متت وفقا لبنود اعتمادها ويف األغراض املخصصة هلا ،وأنها قد صرفت ملستحقيها مبستندات سليمة معتمدة وفقا
للقوانني واللوائح املالية املنصوصة فيها .فهدفها هو التأكد من سالمة اإلجراءات وصحة مستندات الصرف.
ته دف الرقابة احلسابية إىل بذل أقصى جهد الكتشاف األخطاء الفنية والغش والتزوير واملخالفات املالية ،وال متتد
هذه الرقابة إىل مدى حتقيق أهداف املوازنة أو آثارها على االقتصاد الوطين.
3-2الرقابة االقتصادية
تتجاوز هذه الرقابة اجلانب احلسابي أو التأكيد من مشروعية عمل اإلدارة ،إىل تقويم النشاط احلكومي نفسه؛ فهي
تبحث عن مدى حتقيق أهداف املوازنة ،وبالتالي مدى حتقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية للمجتمع .كما تهدف إىل
الكشف عن مدى كفاءة الوحدات اإلدارية ووضع املقرتحات اليت قد تراها ضرورية لالرتقاء بهذه الكفاءة اإلدارية.
والرقابة االقتصادية تتضمن رقابة الكفاءة؛ اليت تعين ،حتقيق أكرب قدر ممكن من النتائج بأقل قدر ممكن من
اجلهود والتكاليف .وكذلك تعين رقابة الفاعلية؛ اليت تعين الرقابة على مدى حتقيق النتائج املرجوة.
=3الرقابة املالية من حيث الوظيفة
-1-3الرقابة املالية اإلدارية
متارس هذه الرقابة بصفة إدارية ،تقوم على املالئمة واألداء والفعالية ،وتكون فيها نتائج الرقابة غري ملزمة (استشارية)
سواء قدمت السلطات العليا يف الدولة أو إىل اجلهات موضوع الرقابة .ويتضمن تقرير التنبيه على األخطاء والكشف عن
املخالفات وطلب اختاذ اإلجراءات بشأنها.
و هو إجراء تقوم به السلطات اإلدارية مبقتضى نص يف القوانني واألنظمة بقصد التحقق من تنفيذ ما تأمر به تلك
السلطات وما تنهي عنه ،وميارس التفتيش اإلداري من قبل موظف ي السلطة اإلدارية واهليئات العامة يف حدود النصوص القانونية
اليت تعترب جزء من التنظيم اإلداري الذي تقتضيه رعاية املصلحة العامة للمجتمع.
-2-3الرقابة املالية القضائية
تعرف الرقابة القضائية بأنها تلك الرقابة اليت تتوالها أجهزة إدارية تأخذ الطابع القضائي ،وتتوىل ممارسة هذه الرقابة
عادة أجهزة رقابة مالية عليا يف الدولة وغالبا ما تتبع السلطة التشريعية.
ينحصر االختصاص القضائي للرقابة املالية يف احلكم على احلسابات العامة ،واحلكم بالغرامة على املخالفني يف التصرفات
املالية .تقوم هذه الرقابة على األعمال املالية بعد انتهائها ،لذلك فإن هذا النوع من الرقابة ال يتضمن رقابة سابقة أو مرافقة.
1حامد عبد اجمليد دراز ،مسريو إبراهيم أيوب ،مبادئ املالية العامة ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية ،2003 ،ص .176
2عبد الباسط على جاسم الزبيدي ،املالية العامة واملوازنة العامة للدولة والرقابة عليها ،مرجع سبق ذكره ،ص -ص .254 -252
2018 2017
86
1عبد الباسط على جاسم الزبيدي ،املالية العامة واملوازنة العامة للدولة والرقابة عليها ،مرجع سبق ذكره ،ص -ص .258 -254
2وتعرف السلطة الرئاسية بأنها السلطة اليت ميكن للرئيس اإلداري مبقتضاها أن يلغي أو يعدل بعض األعمال القانونية الصادرة عن تابعية املباشرين.
3املراقب املالي ومديري احلسابات واملفتشون العامون يف النظام اجلزائري.
2018 2017
87
ختتتم السنة املالية فيما خيص اهليئة النيابية بالتصويت على قانون يتضمن تسوية ميزانية السنة املالية املعنية .حيث نصت املادة رقم 05من القانون 17-84املتعلق بقوانني 1
املالية على :أن يشكل قانون ضبط امليزانية الوثيقة اليت تثبت مبقتضاها تنفيذ قانون املالية ،وعند االقتضاء قوانني املالية التكميلية أو املعدلة اخلاصة بكل سنة مالية.
كما يلزم القانون احلكومة بتقديم البيانات والوثائق اليت حتتاجها عند القيام باملراقبة.
2عبد الباسط على جاسم الزبيدي ،املالية العامة واملوازنة العامة للدولة والرقابة عليها ،مرجع سبق ذكره ،ص -ص .265 -261
3سوزي عدلي ناشد ،الوجيز يف املالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص .346 ،345
2018 2017
88
تقع أهمية املالية العامة يف الدولة كما يقع اجلهاز العصيب بالنسبة جلسم االنسان؛ ذلك أن املالية العامة هي املرآة
العاكسة لوضعية الدولة االقتصادية واملالية واالجتماعية والسياسية خالل فرتة زمنية معينة ،حيث يكفي الوقوف على حجم
اإليرادات والنفقات لبيان مستوى تطور االقتصاد ،وكذا معرفة حجم املستوى املعيشي لألفراد.
كما يرتتب على قيا م الدولة باملالية العامة آثار اقتصادية واجتماعية بل وسياسية ،تؤثر على كل قطاعات االقتصاد
الوطين من صناعة وزراعة وخدمات .وتؤثر أيضا على مكونات االقتصاد الكلية من استثمار واستهالك وادخار والناتج
الوطين ،واملستوى العام لألسعار .كما يؤثر هذا الدور للدولة يف النشاط االقتصادي على خمتلف فئات اجملتمع ،وإن اختلفت
درجة التأثري من فئة ألخرى.
كما تهدف الدولة مما حتصل عليه من إيرادات وما تقوم به من إنفاق ،إىل إشباع احلاجات العامة ،كثل خدمات
األمن والدفاع وإنشاء الطرق ،وباء اجلسور واملطارات واملوانئ وغريها من أوجه اإلنفاق العام ،كما تسعى لتحقيق أهداف
اقتصادية واجتماعية معينة مثل رفع النمو االقتصادي للدولة ،مع توفري مزيد من فرص العمل وحتقيق عدالة اجتماعية.
وعـليه ،جيب أن تتجـه اجلهود املبذولـة مستقبالً لتطويـر وإعادة صياغـة للماليـة العامـة إىل ماليـة عامـة وظيفيـة،
بأسـاليب أكثر عمقًا وعلى أسس علمية ،وذلك عن طريق توجيه كافة أدوات السياسة املالية من أجل إحداث آثار اقتصادية
واجتماعية إجيابية حقيقية .وهذا باالعتماد على تشخيص علمـي دقيـق بهدف التأثـري على املتغـريات االقتصاديـة واالجتماعيـة
قصـد تعزيـز التنميـة املستدامة.
2018 2017
89
أوالً :الكتب:
-1إبراهيم عبد اهلل ،أنور العجارمة ،مبادئ املالية العامة ،دار الصفاء للطباعة والنشر والتوزيع،
-2حامد عبد اجمليد دراز ،مسرية إبراهيم أيوب ،مبادئ املالية العامة ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية،2003 ،
-3حسين خربوش ،حسن البحي ،املالية العامة ،الشركة العربية املتحدة ،القاهرة،2013 ،
-4حسني مصطفى حسني ،املالية العامة ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر،2001 ،
-5خبابة عبد اهلل ،أساسيات يف اقتصاد املالية العامة ،مؤسسة شباب اجلامعة ،اإلسكندرية2009 ،م،
-6خدجية األعسر ،اقتصاديات املالية العامة ،كلية االقتصاد والعلوم السياسية ،جامعة القاهرة،2016 ،
-7رانيا حممود العمارة ،املالية العامة ،اإليرادات العامة ،مركز الدراسات العربية للنشر والتوزيع ،القاهرة 1436 ،هـ 2015 /م،
-8سوزي عدلي ناشد ،أساسيات املالية العامة ،منشورات احلليب احلقوقية ،بريوت،2009 ،
-9سوزي عدلي ناشد ،الوجيز يف املالية العامة ،دار اجلامعة اجلديدة للنشر ،اإلسكندرية،2000 ،
-10طارق احلاج ،املالية العامة ،دار صفاء ،عمان1430 ،هـ2009/م،
-11عاد حشيش ود ،مصطفى رشدي ،مقدمة يف االقتصاد العام (املالية العامة) ،دار اجلامعة اجلديدة للنشر ،اإلسكندرية،1998 ،
-12عادل أمحد حشيش ،أساسيات املالية العامة ،دار النهضة العربية ،بريوت،1992 ،
-13عاطف صدقي ،حممد الرزاز ،املالية العامة ،دار النهضة العربية ،القاهرة2000 ،م ،ص-ص .340-337
-14عبد الباسط الزبيدي ،املالية العامة واملوازنة العامة للدولة والرقابة على تنفيذها ،املكتب اجلامعي احلديث ،اإلسكندرية،2015 ،
-15عبد الغفور إبراهيم أمحد :مبادئ االقتصاد واملالية العامة ،دار زهران للنشر والتوزيع ،عمان،2009 ،
-16عبد املطلب عبد احلميد ،اقتصاديات املالية العامة ،الدار اجلامعية ،االسكندرية،2005 ،
-17حممد طاقة ،بدى العزاوي ،اقتصاديات املالية العامة ،دار املسرية ،عمان،2010 ،
-18حممود حسني الوادي ،زكريا أمحد عزام ،مبادئ املالية العامة ،دار املسرية ،عمان،2007 ،
-19مصطفى حسين مصطفى ،اقتصاديات املالية العامة ،دار النهضة العربية ،بدون سنة نشر.
2018 2017
90
01 مقدمــــــــــــــــــة
02 الفصل التمهيدي :مدخل إىل علم املالية العامة
03 املبحث األول :مراحل تطور مفهوم املالية العامة
03 املطلب األول :تطور املالية العامة عرب العصور
04 املطلب الثاني :تأثري النظام االقتصادي على مفهوم املالية العامة
07 املطلب الثالث :خصائص املالية العامة يف الدول النامية
08 املبحث الثاني :ماهية املالية العامة
08 املطلب األول :مفهوم املالية العامة
08 املطلب الثاني :مضمون وموضوع املالية العامة
09 املطلب الثالث :عناصر املالية العامة
10 املطلب الرابع :أهمية املالية العامة يف إطار السياسة االقتصادية للدولة
11 املبحث الثالث :أوجه التشابه واالختالف بني املالية العامة واملالية اخلاصة
11 املطلب األول :أوجه التوافق والتشابه بني املالية العامة واخلاصة
11 املطلب الثاني :أوجه االختالف بني املالية العامة واخلاصة
12 املطلب الثالث :عالقة علم املالية العامة بالعلوم األخرى
15 الفصل األول :النفقات العامة
16 املبحث األول :ماهية النفقات العامة
16 املطلب األول :تطور مفهوم النفقات العامة
16 املطلب الثاني :تعريف النفقات العامة وأركانها
18 املطلب الثالث :قواعد وضوابط النفقات العامة
20 املطلب الرابع :حدود النفقات العامة
22 املبحث الثاني :تقسيمات النفقات العامة
22 املطلب األول :أهمية حتديد تقسيمات النفقات العامة
22 املطلب الثاني :التقسيمات العلمية أو املوضوعية للنفقات العامة
27 املطلب الثالث :التقسيم الوضعي للنفقات العامة
28 املبحث الثالث :آثار النفقات العامة
28 االقتصادية للنفقات العامة املطلب األول :اآلاثر
31 املطلب الثاني :اآلاثر االجتماعية للنفقات العامة (اآلاثر التوزيعية)
32 املبحث الرابع :ظاهر تزايد النفقات العامة
32 املطلب األول :األسباب الظاهرية لتزايد اإلنفاق العام
33 املطلب الثاني :األسباب احلقيقية لزيادة النفقات العامة
2018 2017
91
2018 2017