You are on page 1of 153

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫جامعة فرحات عباس سطيف ‪1‬‬

‫كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية‬

‫قسم علوم التسيير‬

‫مطبوعة بعنوان‬

‫المالية العامة‬
‫والسياسة المالية‬

‫موجهة‬
‫لطلبة السنة الثانية ل م د جميع التخصصات‬

‫لطلبة السنة الثالثة تسيير عمومي‬

‫لطلبة السنة األولى ماستر تنمية محلية وإق ليمية‬

‫إعداد أ‪ .‬علوني عمار‬

‫أستاذ محاضر – أ –‬

‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪1‬‬
‫تقديم‬
‫تحتل املالية العامة مكانة هامة في سياسات الدول االقتصادية واالجتماعية ملا لها من دور في تحقيق األهداف‬

‫املتعددة التي تسعى الحكومات لتحقيقها والرفع من مستوى اقتصادياتها وتحقيق أهداف التنمية‬

‫االقتصادية وذلك عن طريق أدواتها املتعددة ولقد اكتسبت السياسة املالية دورا مهما ومنذ األزمة العاملية في‬

‫منتصف القرن املاض ي وأصبحت أداة هامة من أدوات السياسة االقتصادية والسياسة االجتماعية في توجيه‬

‫مسار اقتصاد أي بلد ومعالجة ما يتعرض له من هزات وأزمات فضال عن ما لها من اثر في التنمية القتصادية‬

‫وفي جميع الدول سواء متقدمة أو نامية ‪ ،‬وبفضل هذا التطور الذي عرفته املالية العامة في وقتنا الحاضر‬

‫أصبح من واجب الدولة ولزاما عليها أن تتدخل في توجيه االقتصاد الوطني وأصبحت السياسة املالية تلعب‬

‫دورا جوهريا في تحقيق األهداف التي ينشدها أي مجتمع لذا أصبح على السياسة املالية أن توازن مالية الدولة‬

‫بما يتفق مع توازن االقتصاد كما اندمجت امليزانية العامة وأصبحت تشكل اإلطار االقتصادي واالجتماعي‬

‫للبالد باعتبارها برنامجا ماليا اقتصاديا‪،‬اجتماعيا وسياسيا وإطارا لتنفيذ مخططات الدولة االقتصادية‬

‫واالجتماعية باستخدام السياسة االنفاقية والسياسة الجبائية وسياسة القروض والسياسات املرافقة لهما‪،‬‬

‫ونظرا ألهمية املالية العامة في تكوين طالب االقتصاد أقدم له هذه املطبوعة كدعم لفهم مجمل مكونات‬

‫املالية العامة والسياسة املالية وأتمنى أن يوفقني هللا في ذلك‪.‬‬

‫األستاذ عمارعلوني‬

‫‪2‬‬
‫الفهرس‬

‫الصفحة‬ ‫البيان‬ ‫المحاور‬


‫‪9-1‬‬ ‫المقدمة‬ ‫المقدمة‬

‫‪13 - 10‬‬ ‫مدخل للتعريف بموضوع المالية العامة‬ ‫األول‬

‫‪38 - 1 4‬‬ ‫النفقات العامة‬ ‫الثاني‬

‫‪77 - 39‬‬ ‫اإليرادات العامة‬ ‫الثالث‬

‫‪97 - 78‬‬ ‫الميزانية العامة‬ ‫الرابع‬

‫‪127 - 98‬‬ ‫المالية المحلية‬ ‫الخامس‬

‫‪139 - 128‬‬ ‫السياسة المالية‬ ‫السادس‬

‫‪142 - 140‬‬ ‫المراجع‬ ‫المراجع‬

‫مقدمة‬

‫‪3‬‬
‫يسعى اإلنسان دائما إلى إشباع حاجاته املتعددة هذه الحاجات متجددة ومتزايدة ‪ ،‬تنقسم هذه الحاجات إلى‬
‫حاجات فردية وحاجات جماعية يتم إشباع الحاجات الفردية عن طريق النشاط الخاص أما الحاجات‬
‫الجماعية فتتولى الدولة إشباعها وتعرف الحاجات التي تقوم الدولة بإشباعها بالحاجات الجماعية و تلك التي‬
‫يترك أمر إشباعها إلى األفراد وتسمى بالحاجات الخاصة‪ ،‬الحاجات العامة تختلف من دولة إلى أخرى و قد‬
‫تختلف داخل الدولة الواحدة كما تختلف وفقا لفلسفة وسياسة واقتصاد الدولة ونظامها االجتماعي‪،‬‬
‫الحاجات العامة وأمر إشباعها يعتبر محور النشاط املالي واالقتصادي للدولة هذا النشاط الذي يتمثل في ما‬
‫تقوم به الدولة من نفقات عامة وهذا يتطلب الحصول على إيرادات من املصادر املتوفرة لتغطية هذه‬
‫النفقات‪ ،‬تدون النفقات واإليرادات في سجل خاص وهو ما يطلق عليه بامليزانية العامة بحيث تتضمن تقدير‬
‫تفصيلي إليرادات الدولة ونفقاتها لفترة قادمة عادة ما تحدد بسنة تسمى بالسنة املالية‪ ،‬ولذلك تشكل‬
‫النفقات العامة واإليرادات العامة وامليزانية العامة املوضوعات األساسية التي يهتم بها علم املالية العامة‪،‬‬
‫وقبل دراسة مختلف موضوعات املالية العامة يتطلب تناول بعض الجوانب التي لها عالقة بمكونات هذه‬
‫املوضوعات‪.‬‬
‫‪ -1‬دورالدولة في الفكراالقتصادي‪ :‬لقدد أخدذ دور الدولدة فدي الحيداة االقتصدادية واالجتماعيدة ومندذ قروندا حيدزا‬
‫مهما في النقاشات الفكرية ‪ ،‬فدور الدولدة ونشداطها أخدذ أكمدر مدن ثالثدين سدنة فقد بدين كينز وااكز ومدازال إلدى‬
‫يومنددا ه دذا يحتددل صدددارة النقدداي بددين التيددارات الفكريددة ونظ درا ملددا ملاليددة الدولددة مددن عالقددة بمفهددوم دور الدولددة‬
‫نعرج على ما تناولته املدارس االقتصادية املختلفة حول هذا الدور وذلك من خالل األتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الفك ززرالرأس ززما ي‪ :‬دك ددان االعتق دداد ق ددديما عن ددد التقلي دددين أمث ددال آدم س ززمي ودافي ززد رو زا ززاردوا وس ززا ب ددان‬
‫العددرض هددو الددذي يخلددق الطلددب ‪ -‬قددانون سدداي لقسددوال أن كددل عددرض يخلددق طلددب عليدده ‪ -‬وأن املجتمددع يصددل إلددى‬
‫مسددتوى التشددغيل الكامددل للمددوارد أي يصددل إلددى مسددتوى التو ددف الكامددل‪ ،‬وأن االقتصدداد يتددوازن تلقائيددا الن كددل‬
‫ع ددرض يخل ددق طل ددب مك ددافو ل دده بمعن ددى ان دده ل ددو زاد الع ددرض وح ددث حال ددة كس دداد ف ددي املجتم ددع ف لي ددة الس ددول وجه دداز‬
‫األسددعار سددوف ياددضع الوضددع الن العددرض الزائددد سددوف يددألدى إلددى انخفدداض األسددعار وهددو مددا ي ددجع علددى مزيددد‬
‫من الطلب ليالءم العرض ونخرج من حالة الكساد وهكذا إذا حدث العكد وانخفدض العدرض وحددث ت دخم‬
‫األسددعار س ددوف ترتف ددع مم ددا يقل ددل مددن الطلددب بحي دث يتناس ددب م ددع العددرض‪ ،‬معن ددى ذل ددك االقتص دداد يت ددوازن ت ددوازن‬
‫تلقائيددا باسددتخدام ليددة األسددعار وبالتددالي ال توجددد ضددرورة لتدددخل الدولددة مددا دام ال يوجددد أزمددات تتطلددب تدددخلها‪.‬‬
‫منذ األزمة االقتصادية املسماة بأزمة الكساد الكبير أصبح مفهوم السياسة االقتصدادية فارضدا نفسده وخاصدة‬
‫م ددع ه ددور النظري ددة العام ددة لالقتص ددادي البريط دداني كير ددز وج دداءت ه ددذه النظ ددرة بمثاب ددة ق ددار النج دداة للنظ ددام‬
‫الرأسددمالي حيددث أعطددت هددذه النظريددة دورا واسددعا للدولددة‪ ،‬فعلددى الددر م أن السددول تلعددب دورا بددارزا فددي التددوازن‬
‫االقتصادي إلى أن الدولة ال تبقى محايدة‪ ،‬حيث تتدخل كلما كانت هناك الضرورة بوسدائلها املعتدادة السياسدة‬
‫املالية والسياسة النقدية‪ ،‬واألهم من ذلك فإن تدخل الدولة ال يعنى عرقلة ميكانيزمات السول كمدا ينظدر إليده‬
‫بعد ددض املفكد ددرين والكتد ددا فد ددي هد ددذا املجد ددال ‪ ،‬إن مفكد ددرو املدرسد ددة الكالسد دديكية يجمعد ددون عل د دى سد دديادة الحريد ددة‬
‫االقتصددادية ومبدددأ عدددم تدددخل الدولددة فددي حركيددة النشدداط االقتصددادي وحصددر دورهددا فددي األمددن والعدددل والقيددام‬
‫بددبعض النشدداطات التددي يقجددم القطدداع الخدداص عددن التوجدده إليهددا النخفدداض أو عدددم ربحي هددا‪ ،‬إن التطددورات التددي‬

‫‪4‬‬
‫عرف ه ددا الدولد ددة س ددواء علد ددى املسد ددتوى ال ددداخلي أو علد ددى املسد ددتوى الخ ددارىي أدى إلد ددى إثبد ددات فش ددل ليد ددات السد ددول‬
‫والتددوازن التلقددالي الددذي دكدان يددألمن بدده الكالسدديك أي أن حيدداد الدولددة أدى إلددى اخددتالالت فددي نظددام السددول وتوز ددع‬
‫المروات ( إعادة توز ع الددخل ممدا أدى إلدى حددوث أزمدات وكاندت أهمهدا التدي زعزعدت النظدام الليبرالدي فدي ‪، 1929‬‬
‫هذه األزمة التي طرحت بشكل جدي دور الدولة من جديد ومدا الدذي يمكدن أن تفعلده لجخدروج مدن أزمدة الكسداد‪،‬‬
‫حيددث تبلددورت أفكددار كثيددرة حددول هددذا املوضددوع تجسدددت فددي عددام ‪ 1936‬عنددد هددور النظريددة العامددة لالقتصددادي‬
‫االنجليدزي كيرددز‪ ،‬إن النظريددة الكيرزيددة جدداءت بطددرخ جديددد مخالفدا لطددرخ الكالسدديك ومنتقدددا ألفكددارهم فددي مجددال‬
‫التشغيل‪ ،‬النقود‪ ،‬الفائدة ولقد كانت أفكار كيرز بمثابدة قدار نجداة ألفكدارهم وأعطدت لجحكومدات دورا جديددا‪،‬‬
‫أي لعبددت هددذه األفكددار دورا بددارزا فددي تصددميم ووضددع السياسددات االقتصددادية‪ ،‬كمددا أدت إلددى إب دراز دور الدولددة فددي‬
‫الحياة االقتصدادية ترافقدت مدع التجربدة التطبيقيدة للسياسدة الكرزيدة ومدع التطدورات االقتصدادية العامليدة‪ ،‬كمدا‬
‫أثبتددت السياسددات االقتصددادية أهميددة التدددخل الحكددومي لتاددحيح عدددم التددوازن مددن خددالل سياسددة االسددتثمار‬
‫والسياسة املالية والنقدية‪ .‬وفي ‪ 1959‬أعطي ‪ Musgrave‬للدولة ثالثة و ائف أساسية وهي‪:‬‬
‫‪ ‬و يفة توفير املوارد‪ ،‬حيث تخصص الدولة نفقات عامة ألجل تمويل وتوفير الحاجات العامة‪.‬‬
‫‪ ‬و يفددة املددنظم‪ ،‬وهنددا الدولددة تتدددخل لكددي تحددافا علددى التددوازن االقتصددادي ومعالجددة االخددتالالت‬
‫التددي تظهددر فددي االقتصدداد‪ ،‬حيددث تتدددخل إلنعدداي االقتصدداد فددي حدداالت الكسدداد وكددذلك فددي حدداالت‬
‫الت دخم‪ ،‬حيدث بدرز فدي السدتمنات مدا يسدمى ( ‪ Stop and Go‬والدذي يعتمدد علدى املثبتدات أهدم‬
‫أدواته السياسة املالية والسياسة النقدية‪.‬‬
‫‪ ‬و يفية إعادة التوز ع والتي تعتمد على التوز ع العادل للمروة‪.‬‬
‫إن مددا جدداء بدده ‪ Musgrave‬يتوافددق مددع األفكددار التددي جدداء بهددا "‪ "A. Wagner‬أو مددا سددمي فيمددا بعددد بقددانون فدداقرر‬
‫هددذا القددانون الددذي رب د بددين تزايددد معدددالت النمددو وتزايددد تدددخل الدولددة‪ ،‬بحيددث مرونددة اإلنفددال العددام بالنسددبة‬
‫للدخل اإلجمالي تكون أكبر من الواحد وبرر فاقرر قانونه بأن التنميدة االقتصدادية تتطلدب ضدرورة توجده الدولدة‬
‫نحو اإلنفال على القاعدة الهيكلية‪ ،‬كما تتزايد على الخدمات مثل الاحة‪ ،‬التعلديم‪ ،‬الثقافدة ‪...‬الد ‪ .‬لقدد أصدبح‬
‫دور الدول ددة أكب ددر‪ ،‬ألن دده انتق ددل إل ددى الت دددخل االس ددتراتي ي م ددن أج ددل تنظ دديم الق ددوى املختلف ددة املتفاعل ددة ف ددي املي دددان‬
‫االقتص ددادي‪ ،‬س ددواء م ددن حي ددث ترش دديد عملي ددة اس ددتغالل واس ددتخدام امل ددوارد الطبيعي ددة‪ ،‬يعتب ددر امل ددوارد وتو يفه ددا‬
‫لص ددالع املجتم ددع وإع ددادة توز ددع ال دددخل بواس ددطة اعلي ددات املعمول ددة ل ددذلك وتوز ددع التنمي ددة عل ددى كاف ددة امل ددواطنين‬
‫لتفددادي هددور الطبقيددة ومددا يددنجم ع‪،‬هددا مددن ص دراعات‪ ،‬إن دور الدولددة فددي الحيدداة االقتصددادية‪ ،‬أثبتدده الواقددع ومددا‬
‫تدددخل الدولددة فددي األزمددات االقتصددادية واملاليددة املعاصددرة ألحسددن دليددل علددى ذلددك وخاصددة أزمددة ‪ 2008‬أي األزمددة‬
‫املالية التي عصفت باقتصاديات الدول الرأسمالية وامتد تأثيرها إلى مختلف دول العالم‪.‬‬
‫ب‪ -‬الفكزراالتززكيا ي‪ :‬الفكددر االشددتراكي ينسددب إلددى مألسد هددذه املدرسددة وهددو ززارم مززارك ويرجددع إليدده الفضددل‬
‫فدي بندداء النمدوذج االشددتراكي علدى مددن و علمدي ولددذلك سددميت باالشدتراكية العلميددة ألجهدا تقددوم علدى الض ددو واألدلددة‬
‫العلمية ‪ ،‬كما وجد مدا سدمي باالشدتراكية الخياليدة هدي كافدة األفكدار االقتصدادية التدي سدبقت كدارل مدارك والتدي‬
‫لددم تألسد علددى أسد منطقيددة أو تحليددل علمددي ‪ ،‬بنددي مددارك نظريتدده علددى أسدداس التطددور التدداري ي أو مددا تسددمى‬
‫بالجدلي ددة التاريخي ددة فالت دداريمل بالنس ددبة مل ددارك ف ددي تط ددوره ال يس ددير ب ددإرادة األف دراد ولكن دده محك ددوم بق ددوانين توج دده‬

‫‪5‬‬
‫تطددوره حتمددا فددي اتجدداه معددين‪ ،‬وقددد تددأثر مددارك بنظريددة ايجز حيددث يددرى أن أي نظددام البددد أن يحتددوى فددي طياتدده‬
‫علدى بددذور فنائدده ألندده ال يتسدم بالكمددال املطلددق ‪ ،‬فتدداريمل أي مجتمدع هددو عبددارة عددن صدراع بددين الطبقددات ‪ .‬فصدراع‬
‫الطبق ددات ه ددو ال ددذي ينق ددل الت دداريمل م ددن نظ ددام اجتمدداعي إل ددى خددر ه ددذا الص دراع س ددينت ي عن دددما ي ددتم القضدداء عل ددى‬
‫الطبقددة املسدديطرة‪ ،‬فددالثورة االشددتراكية حسددب املدرسددة املاركسددية تنشددأ لوجددود ملكيددة أدوات اإلنتدداج تتركددز فددي‬
‫أيدددي ف ددة ض د يلة ‪ ،‬فالتندداقض بددين قددوة العمددل وفرديددة امللكيددة هددو الددذي يحددرك الصدراع الطبقددي ويق د ي علددى‬
‫الرأسمالية من داخلها وبذلك يكون االشتراكيون قد أخذوا من مبدأ الحرية االقتصادية موقفا ينداقض موقدف‬
‫الفكددر الرأسددمالي فددالفرد ال يملددك حريددة اإلنتدداج أو االسددتثمار أي إلغدداء امللكيددة الفرديددة ألدوات اإلنتدداج فالدولددة‬
‫وحدددها هددي التددي تملددك أدوات اإلنتدداج وبددذلك تكددون الدولددة هددي املالددك الوحيددد لكددل األمددوال وهددي التددي تملددك أيضددا‬
‫حق اإلنتاج واالستثمار‪.‬‬
‫ج‪ -‬الفكزراإلسزممي‪ :‬لقدد أقدر اإلسدالم الحريدة االقتصدادية املقيددة وخاصدة امللكيدة الفرديدة وهدذا مدا يتفدق مدع‬
‫الفطدرة و سداير امليدول الطبيعيدة للدنف البشدرية التدي يقددرها وكدذا يتفدق مدع مصدجحة الجماعدة بدإ راء الفدرد‬
‫وت جيعه والعدالة تقت ي أن يلي النظام ر بات الفرد وميوله في الحدود التي ال تضر الجماعة‪ ،‬جزاء مدا بدذل‬
‫مدن طاقدة وجهدد ‪ ،‬اإلسدالم يقدر حريدة األفدراد فدي التملدك فدي اإلنتداج واالسد هالك يدر أن هدذه الحريدة مقيددة بمدا‬
‫يتفق مع مصجحة الفدرد نفسده ‪ ،‬ومصدجحة املجتمدع ألن الحريدة االقتصدادية املطلقدة لمسدت سدوى فوضد ى واملدال‬
‫تحدت يدد اإلنسدان أماندة وإذا كاندت الحريدة االقتصدادية حدق فدإن الحدق يقابلده واجدب أو التدزام اتجداه املجتمدع ‪،‬‬
‫ومدن بدين هدذه االلتزامدات مراعداة أحكدام اإلسدالم فدي الحدالل والحدرام فلدم مدن حدق الفدرد أن يسدرف ويبدذر‪،‬‬
‫االلتزام بالواجبات الشرعية وعدم التصرف في املال الخاص تصرفا يألذي الغيدر‪ ،‬إن الفكدر اإلسدالمي يتميدز عدن‬
‫األنظمة األخرى بالحرية املنضبطة املوجهة‪ ،‬والحركيدة املرشددة الهادفدة فاإلنسدان حدر طاملدا أنده ينفدع وال يضدر‪،‬‬
‫إن القيود التي تفرض على الحرية في االقتصاد تحكمها قيود ذاتية وتتكون طبيعيا في ل التربيدة الخاصدة التدي‬
‫ينشد عليهدا الفدرد واملكوندات الفكريدة والروحيدة التدي صدقل اإلسدالم ال خصدية ضدم‪،‬ها ‪ ،‬قيدود موضدوعية وهدي‬
‫القيدود التدي تفدرض علدى الفدرد فدي أي بقدوة الشدرع ‪،‬أي ال حريدة للفدرد فيمدا نصدت عليده الشدر عة وبالتدالي جعدل‬
‫اإلسالم من الدولدة مألسسدة أساسدية فدي حفدا نظدام الحيداة االقتصدادية واالجتماعيدة وتلعدب دورهدا وفدق رييدة‬
‫شداملة مسدتمدة مدن تصدور اإلسدالم لجحيداة‪ ،‬كمدا تتدولى تلبيدة الحاجدات األساسدية التدي يعجدز األفدراد عدن تلبي هدا‬
‫ألن مهام الدولة من خالل امللكية العامدة ومسد ولي ها فدي خدمدة الصدالع العدام وأداء أهدم الو دائف التدي أسدندت‬
‫لها في الفكر اإلسالمي هي تحقيق املقاصد الشرعية ‪ ،‬حماية املصالع الجماعية وتدعيم املبادئ األخالقية‪.‬‬
‫‪ -2‬وظززا الدولززة‪ :‬عددرف النصددف األخيددر مددن القددرن الثددامن عشددر هددور الدولددة القوميددة كمددا تددم التحددول إلددى‬
‫نظد ددام اقتصد ددادي جديد ددد هد ددو النظد ددام الرأسد ددمالي ذلد ددك النظد ددام الد ددذي اتخد ددذ مد ددن املبد ددادئ واألفكد ددار التد ددي صد ددا ها‬
‫الكالسدديك والنيوكالسدديك واعدددهم الكرزيددون لرسددم السياسددات التددي تتدددخل بهددا الدولددة والتددي طبقددت فددي القددرن‬
‫التاسددع عشددر والقددرن العشددرين‪ ،‬وأهددم املبددادئ التددي اسددتند إليهددا هددذا التيددار ضددرورة الحريددة االقتصددادية وعليدده‬
‫ف ددإن أي ت دددخل للدول ددة ف ددي النش دداط االقتص ددادي بق دددر يزي ددد ع ددن الح دددود القص ددوى ي ددألدي اخ ددتالالت عميق ددة ف ددي‬
‫النشدداط االقتصددادي‪ ،‬فعلددى الددر م مددن الدددعم الددذي لقيدده تدددخل الدولددة واليددات تدددخلها مددن قبددل االقتصدداديون‬
‫املعاصدرون إال أن الدولدة حدددت و ائفهدا فدي التوجيده والتحفيدز والحفداط علدى اإلطدار العدام للمجتمدع باإلضدافة‬

‫‪6‬‬
‫إلدى الو دائف التقليديدة املعروفدة مثدل حفدا األمدن والعددل‪ ،‬إذا كاندت القاعددة العامدة فدي الفكدر االقتصدادي‬
‫الرأسدمالي هدي عددم تددخل الدولدة فدي النشداط االقتصدادي إال أن تددخلها فدي حداالت معيندة يعدد ضدروريا إلشدباع‬
‫الحاجات الضرورية كما هر الفكر االقتصادي االشتراكي ينادي بتعظيم التددخل فدي النشداط االقتصدادي‪،‬أي‬
‫يجدب أن تمتلدك الدولدة البيدة إن لدم يكدن كدل مدوارد املجتمدع ووسدائل إنتاجده‪ ،‬وعلدى الدولدة أن تتدولى عمليدة‬
‫توز ع الناتج القومي بين عناصر اإلنتاج وبين أفدراد املجتمدع‪ ،‬أمدا الفكدر اإلسدالمي فقدد أخدذ بالوسدطية أي حمدل‬
‫الدول ددة مس ددألوليات وكطل ددك حم ددل الف ددرد مس ددألوليات أخ ددرى تص ددب كله ددا ف ددي مقاص ددد الش ددر عة ورواف دددها‪ .‬ور ددم‬
‫االهتمامددات التددي أوالهددا علمدداء العلددوم االجتماعيددة بمختلددف تخصصدداتهم ملوضددوع الدولددة إال أن تعريفدداتهم لهددا‬
‫اختلفت وتعددت تبعا لطبيعة املوضوع والزاوية التي ينظدر م‪،‬هدا للدولدة ‪ ،‬لدذلك نجدد كدل تخصدص عدرف الدولدة‬
‫وفقددا الهتماماتدده‪ ،‬يمكددن اإلشددارة إلددى أهددم هددذه التعريفددات والددذي يعتبددر الدولددة عبددارة عددن مجموعددة مددن الندداس‬
‫االجتمد دداعيين بيد دد‪،‬هم طبقد ددة حاكمد ددة وأخد ددرى محكومد ددة وبد ددذلك فد ددان الدولد ددة تعتب د در ند ددوع مد ددن التنظد دديم الجمد دداعي‬
‫اإلنساني‪ ،‬كمدا إن الدولدة هدي بم دة املجتمدع السياسدية وجدزء مدن بي تده االجتماعيدة الشداملة‪ ،‬أمدا التعريدف الدذي‬
‫ش ددبه اتف ددال علي دده فه ددو ال ددذي يع ددرف الدول ددة بأجه ددا مجموع ددة م ددن األف دراد يقيم ددون بص ددفة دائم ددة ف ددي إقل دديم مع ددين‬
‫تحكمهددم هي ددة منظمددة اسددتقر الندداس علددى تسددمي ها‪ .‬إن الدولددة كظدداهرة سياسددية – اجتماعيددة قامددت مددن اجددل‬
‫ممارس ددة الس ددلطة والس دديادة عل ددى ح دددودها الجغرافي ددة وه ددي ب ددذلك تعم ددل عل ددى تلبي ددة ك ددل الحاج ددات الجماعي ددة‬
‫ملواطنيهددا ترتبددت عليهددا جملددة مددن الو ددائف التددي يجددب أن تقددوم بهددا و عتمددد اسددتقرار واسددتمرار الدولددة علددى قدددرة‬
‫السلطة السياسية فيها على أداء و ائفها على حسب ما تقتضيه املصجحة العامدة‪ ،‬وتعدد قضدية و دائف الدولدة‬
‫مددن القضددايا الهامددة التددي شددغلت املجتمعددات البشددرية واملدددارس الفكريددة حتددى وان اختلفددت فددي طرحهددا بدداختالف‬
‫التوجدده الفكددري واملعطيددات والظددروف املوضددوعية والذاتيددة املطروحددة‪ ،‬لقددد اتسددعت مهددام الدولددة تبعددا التسدداع‬
‫دوره ددا ومج دداالت نش دداطها الت ددي تش ددمل املج دداالت االقتص ددادية واالجتماعي ددة والفكري ددة فف ددي الحض ددارة اليوناين ددة‬
‫(أفالطددون دك دان يددرى أن املجتمعددات هددرت نتيجددة لجحاجددات البشددرية التددي ال يمكددن إشددباعها إال بتعدداون األف دراد‬
‫مددع بعضددهم الددبعض‪ ،‬حيددث ال بددد مددن التخصددص وتقسدديم العمددل‪ ،‬وعليدده فددان الدولددة تقددوم بمهددام رئمسددية م‪،‬هددا‬
‫الدفاع عن اإلقليم وحمايته‪ ،‬الرقابة وحفا النظام العام والسعي لتلبية الحاجات األساسية للمجتمع‪.‬‬
‫لقددد اختلفددت النظددرة إلددى و ددائف الدولددة مددن تيددار فكددري إلددى أخددر كمددا سددبقت اإلشددارة إليدده‪،‬إال أن االتفددال كددان‬
‫حددول مجموعددة و ددائف أساسددية وه دي الو ددائف التددي ال يمكددن للدولددة االمتندداع عددن تأدي هددا أو إسددناد تأدي هددا إلددى‬
‫الغي ددر وه ددي األم ددن ‪ ،‬ال دددفاع والع دددل‪ ،‬أم ددا الو ددائف الت ددي الزال حوله ددا خ ددالف وس ددمبقى ف ددي م ددا تس ددمى بالو ددائف‬
‫الفرعيددة وهددب الو ددائف التددي يمكددن أن تقددوم بهددا الدولددة أو الدولددة واألفدراد أو األفدراد تحددت إشدراف الدولددة مثددل‬
‫الو يفددة االقتصددادية و الو يفددة االجتماعيددة و الو يفددة الثقافيددة ‪،‬إال أننددا نجددد االخددتالف حددول الطريقددة التددي‬
‫تقددوم بهددا الدولددة فددي أداء هددذه الو ددائف بحيددث صددنف املهتمددون ثالثددة تيددارات فكريددة أو مددذاهب كددل تيددار حدداول‬
‫تقديم ح جه حول ممارسة الدولة لو ائفها السابقة الذكر وم‪،‬هدا املدذهب الفدردي الحدر الدذي يدرى بدأن الدولدة‬
‫يجددب إن تكتفددي بو ائفهددا األصددلية أو األساسددية وهددي األم ددن والدددفاع والعدددل أمددا الو ددائف األخددرى ف دديمكن أن‬
‫تس ددند لقف دراد ملمارس ددة مختل ددف أوج دده النش دداط بك ددل حري ددة ‪ ،‬أي حص ددر و ددائف الدول ددة ف ددي ح دددود معين ددة‪ ،‬ه ددذا‬
‫املذهب يقوم هذا على الفرد وتقديسه إذ يضيق دائدرة نشداط الدولدة ممدا يعيقهدا مدن تحقيدق املصدجحة العامدة و‬

‫‪7‬‬
‫ترك الحاجات الحيوية في أيدي األفراد ممدا يولدد أزمدات اجتماعيدة‪ ،‬املدذهب الشدمولي الدذي يعطدي للدولدة الحدق‬
‫فددي التدددخل بدداال حدددود فددي كددل املجدداالت وذلددك اسددتنادا إلددى أن الدولددة تعمددل مددن اجددل الصددالع العددام الددذي يسددبق‬
‫املصددالع الفرديددة ‪ ،‬هددذا املددذهب ليعطددي ل نسددان أي دور فددي الحيدداة وأعتبددره بمثددل املعدددات اإلنتاجيددة ممددا يولددد‬
‫إهدار للطاقات البشرية وتقييد لكدل الحريدات‪ ،‬أمدا املدذهب االجتمداعي جداء كحدل وسد بدين املدذهبين السدابقين‬
‫حيددث أعطددى للدولددة دور ومهددام وأعطددى للفددرد كددذلك دور ومهددام بحيددث مهددام كددل جهددة تكمددل األخددرى الن الهدددف‬
‫هددو السددعي لتحقيددق رفاهيددة املجتمددع‪ ،‬وهددو اعن مددن أكمددر املددذاهب انتشددارا ألندده يدددعو إلددى إصددالخ تدددخل الدولددة‬
‫مع االحتفاط بدالقيم املعروفدة كالددين واألسدرة وامللكيدة الفرديدة وحريدة التعاقدد‪ ،‬مدن الناحيدة االقتصدادية يأخدذ‬
‫بفكددرة التدددخل لتوجيدده بعددض نددوايي الحيدداة االقتصددادية دون أن تهمددل مبددادرة الفددرد‪ .‬إن املقصددود بدددورا لدولددة‬
‫امل ددالي واالقتص ددادي ه ددو س ددعي الدول ددة لجحص ددول عل ددى امل ددوارد املختلف ددة م ددن اج ددل تلبي ددة حاج ددات املجتم ددع‪ ،‬فه ددم‬
‫حاجات املجتمع املختلفة وتصنيفها حسب أولوياته والبحث عن مصدادر التمويدل‪ ،‬ولكدن يخضدع نشداط الدولدة‬
‫املالي واالقتصادي إلى مجموعة مدن الضدواب م‪،‬هدا‪ ،‬اجتماعيدة‪ ،‬سياسدية وإيديولوجيدة‪ ،‬ومادمندا ندتكلم عدن دورا‬
‫لدولة املالي واالقتصادي من أجل تلبية حاجات املجتمع فالبد من التطرل إلى مفهوم الحاجات العامة‪.‬‬
‫‪ -3‬الحاجات العامة‪ :‬في البداية البد من اإلشارة إلى أن أي عمل مهما كان نوعه فهو بهدف إلى إشباع حاجة‬
‫ما‪ ،‬وعليه يمكن تقسيم الحاجات العامة إلى‪:‬‬
‫‪ -‬حاجات يمكن للفرد أن يقوم بإشباعها بنفسه (املأكل – امللب ‪...‬ال‬
‫‪ -‬حاجات ال يمكن إشباعها إال جماعيا (حاجة الفرد إلى األمن‪ ،‬العدل‪......‬ال‬
‫ولكن املشكلة لمست في تقسيم الحاجات العامة إنما املشكلة في كيفية إشباع هذه الحاجات‪ ،‬وهذا ما تجيب‬
‫عليه دراستنا ملوضوع املالية العامة ككل من نفقات وإيرادات والعوامل املألثرة فيها ‪ ،‬كما يمكن إعطاء ثالثة‬
‫خصائص لجحاجة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬هي حاجة جماعية تخص الجماعة دون الفرد‪.‬‬
‫‪ -‬تقوم بإشباعها هي ة عامة ‪.‬‬
‫‪ -‬يترتب على إشباعها منفعة جماعية‪.‬‬
‫إن بعض كتا املالية العامة يقسمون الحاجات العامة إلى نوعيين‪.‬‬
‫أ‪ -‬الحاجات العامة غيي القابلة للتجز ة‪ :‬وهي الحاجات التي ال يمكن ترك أمر إشباعها إلى السول وعلى‬
‫السلطة أو الدولة إشباع هذه الحاجات دون انتظار ثمن معين كاألمن –العدل ‪...‬ال ‪ ،‬أي ال تخضع ملبدأ‬
‫االستبعاد (ال يستفيد م‪،‬ها فرد أو جماعة دون اعخرين‬
‫ب‪ -‬الحاجات العامة القابلة للتجز ة‪ :‬وهي الحاجات التي يمكن إشباعها عن طريق السول أي عن طريق ثمن‬
‫معين‪ ،‬أي االستفادة م‪،‬ها تخضع ملبدأ االستبعاد (النقل –الاحة ‪...‬ال‬
‫ولكن كل هذه التقسيمات و يرها (حاجة عامة – خاصة ‪....‬ال و يرها تبقى أمر نسبي فكل مجتمع يقدر‬
‫حاجاته العامة حسب طبيعة نظامه االقتصادي واالجتماعي وخصائصه ومستوى نشاطه االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -4‬النظام املا ي والسياسة املالية‪ :‬هناك فرل بين النظام املالي والسياسة املالية بمكن إيجازها كاألتي‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ - ‬النظام املا ي‪ :‬لقد عرفنا أن الدولة تتدخل عن طريق نشاطها املالي‪ ،‬هذا النشاط املالي يكون على‬
‫شكل نظام مالي وسياسية مالية‪ ،‬وعليه فان النظام املالي هو مجموعة من العناصر والعالقات‪،‬‬
‫العناصر هي املكونة للنظام والعالقات هي التي ترب مكوناته لكي يكون نظاما متكامال‪ ،‬وكل نظام‬
‫يتكون من أنظمة أصغر‪ ،‬فالنظام االقتصادي مثال يتكون من أنظمة أصغر وهي النظام املالي ‪ ،‬نظام‬
‫اإلنتاج ‪ ،‬نظام األسعار ‪ ،‬نظام التوز ع ‪...‬ال ‪ ،‬إذ النظام املالي هو جزء من النظام االقتصادي أي‬
‫عالقة الجزء بالكل ولذلك نجد لكل نظام اقتصادي له نظامه املالي الخاص به الن كل نظام يحدد‬
‫دور الدولة وتدخلها ونشاطها املالي ويختلف عن األنظمة األخرى‪.‬‬
‫‪ - ‬السياسة املالية ‪ :‬هي مجموعة من اإلجراءات التي تهدف إلى تعب ة موارد الدولة املالية واستخدامها‬
‫لتحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية للمجتمع ‪ ،‬ويمكن تقسيم السياسة املالية للدولة إلى‬
‫مجموعة سياسات‪ ،‬سياسة اإلنفال أي كيف ننفق وما هي مجاالت اإلنفال‪ ،‬سياسة اإليرادات أي‬
‫تحديد مصادر اإليرادات من ضرائب ‪،‬رسوم ومصادر أخرى ‪.....‬ال ‪ ،‬سياسة االقتراض من قروض‬
‫عامة و يرها من مصادر االقتراض األخرى‪ ،‬كما يدرج البعض السياسة الجمركية املرتبطة بسياسة‬
‫الدولة في معامالتها مع العالم الخارىي‪.‬‬

‫املحور األوم‪ :‬مدخ للتعرو بعلم املالية العامة‬


‫‪ -1‬تطور مفهوم املالية العامة من خمم الفكر االقتصادي‪ :‬من خالل تاريمل الفكر االقتصادي نجد أن‬
‫مفهوم املالية العامة تطور مع تطور مفهوم دور الدولة في حد ذاته ففي عهد الدولة الحارسة (الفكر‬
‫الكالسيكي كان مفهوم املالية العامة مرتب بمفهوم تدخل الدولة نذاك والعالقة هي (مالية حيادية ‪ ،‬دولة‬
‫حيادية ولقد جاء ذلك من خالل الفكر الكالسيكي الذي أعتمد على املصجحة ال خصية ومبدأ الحرية وهما‬
‫أساس نظرية وفلسفة سميث االقتصادية‪ ،‬وتقوم هذه الفلسفة على كفاءة النظام الطبيعي‪ ،‬ف دم سميث‬
‫يعتقد في كتابه ثروة األمم ‪ ، 1776‬بأن السلوك اإلنساني يخضع إلى حب الذات‪ ،‬التعاطف‪ ،‬الر بة في الحرية‪،‬‬
‫اإلحساس بامللكية‪ ،‬عادة العمل‪ ،‬و امليل للمبادلة‪ ،‬وقد أدى هذا االعتقاد بوجود نظام طبيعي قادر على‬

‫‪9‬‬
‫تحقيق التوافق واالنسجام بين املصالع الخاصة لقفراد و بين املصجحة العامة‪ ،‬والتي تعني أن األفراد في‬
‫سعيهم لتحقيق صالحهم الخاصة يحققون املصجحة العامة‪ .‬ف دم سميث اعتقد بأن الدافع ال خص ي هو‬
‫أكبر ضمان للصالع العام‪ ،‬فالدافع الشدخص ي هو مجرد وسديلة أو أداة‪ ،‬والصالع العام هو دائما الغاية أو‬
‫الهدف‪ ،‬ويوضع سميث هذه العالقة واالنسجام بين املصجحة الخاصة والصالحة العامة‪ ،‬بقوله‪ :‬لم‬
‫بفضل و كرم الجزار أو صانع الجعة أو الخباز ما يسمح لنا بتوفير الطعام لعمشنا‪ ،‬بقدر ما يرجع ذلك إلى‬
‫نظرتهم إلى مصالحهم الخاصة‪ ،‬وعندما نطلب خدماتهم‪ ،‬فإننا ال نتوسل إلى إنساني هم بقدر ما نحقق‬
‫مصالحهم ال خصية‪ ،‬بعد أن فسر سميث أهمية الدوافع ال خصية في الحياة االقتصادية‪ ،‬فإن النتيجة‬
‫الحتمية لذلك هي ضرورة ترك الحرية التامة واملطلقة للفرد في العمل كيفما يشاء و بالطريقة التي يراها هو‬
‫مناسبة دون أن تحد هذه الحرية حدود‪ ،‬إال حدود املنافسة أو املزاحمة‪ ،‬بمعنى أن الحرية يجب أن تنمو في‬
‫بم ة املنافسة بين األفراد دون أي احتكار الذي من شأنه أن يق ي على محاسن الحرية ‪ ،‬واستند سميث في‬
‫تبريره ملبدأ الحرية إلى أن الفرد هو أفضل حكم على تقرير مصجحته الخاصة وبالتالي يجب تركه حرا في‬
‫سلوكه‪ ،‬و لضمان حماية الحرية كأساس للفعاليات االقتصادية دعا سميث إلى تطبيق ليات اقتصاد‬
‫السول الحر‪ ،‬الذي يعتبر تنظيما اجتماعيا لضب سلوك األفراد في ميدان اإلنتاج وإشباع الحاجات‪،‬‬
‫ويتوقف قيام هذا التنظيم على مدى توافر ملألسسات االجتماعية الضرورية وبخاصة الدولة وتطورها على‬
‫النحو الذي يساعد على تدعيم السول الحر‪ .‬عبر سن التشر عات القانونية والقضائية و توفير البم ة‬
‫الثقافية و الحرية السياسية املناسبة لنجاخ مثل هذه التطبيقات االقتصادية‪ ،‬وقد استخلص سميث أن‬
‫الحكومة فيما عدا و يفة وضع القوانين السليمة‪ ،‬فإجها ال تستطيع أن تكون أكمر فاعلية و كفاءة في تحقيق‬
‫املصجحة العامة‪ ،‬و أن تدخلها في النشاط اإلنتاىي يكون ضارا في أ لب األحيان‪ .‬و طاملا أن األفراد هم أقدر‬
‫على التعرف على صالحهم الخاصة‪ ،‬و طاملا أن النظام الطبيعي يألدي إلى التنسيق بين املصجحة الخاصة و‬
‫العامة‪ ،‬النتيجة املنطقية لذلك هي عدم تدخل الدولة‪ .‬ما عدا في حدود و يف ها التي تقتصر على سدن‬
‫القوانيددن املنظمة لجحياة االقتصادية والتي تحمي الحريات وملكيات األفراد‪ ،‬إلى جانب قيامها بمهمة الدفاع‬
‫الخارىي و توفير القضاء العادل‪ ،‬واصطجع على تسمية الدولة لدى الكالسيك بالدولة الحارسة‪ .‬إن التحليل‬
‫الكالسيكي الذي تبناه ساي و دم وسميث و يرهم من االقتصاديين التقليديين واملبني على افتراضات‬
‫التو يف الكامل وحيادية النقود وثبات سرعة دوراجها‪ ،‬كان البد من تعديلها وجعلها أكمر واقعية‪ ،‬بعدما‬
‫أثبتت أزمة الكساد العاملي الكبير سنة ‪ 1929‬عدم قدرة املدرسة الكالسيكية على تحليل الواقع االقتصادي‬
‫الجديد ومعالجة االختالالت وعجز النظرية الكمية للنقود في توجيه السياسة النقدية ملعالجة األزمة‪ ،‬هنا‬
‫هر املفكر االقتصادي جون مينارد كيرز حيث سمحت أعماله بإيجاد الحلول املناسبة لجخروج من الكساد‬
‫العظيم‪ ،‬و هرت أفكاره في كتابه النظرية العامة ففي الوقت الذي تأليد فيه النظرية الكالسيكية حياد‬
‫النقود تقوم النظرية الكيرزية على أساس أهمية الدور الذي تلعبه النقود على مستوى االقتصاد القومي‪،‬‬
‫فالتغير في كمي ها يألثر بالتبعية على جميع املتغيرات االقتصادية سواء عمالة‪ ،‬إنتاج‪ ،‬اس هالك‪ ،‬ادخار‬
‫واستثمار مما يألثر على التوازن االقتصادي‪ ،‬وقد بدأ كيرز نظريته بتحليل الطلب الكلي الفعال الذي يعتبر‬
‫املحور األساس ي للدخل ومن ثمة التوازن االقتصادي ككل‪ ،‬م‪،‬ها اعتبرت نظرية كيرز بمثابة ثورة حقيقية في‬

‫‪10‬‬
‫الفكر االقتصادي‪ ،‬لقيامها على فروض تخالف النظرية التقليدية‪ ،‬إن أفكار كيرز جاءت منافية ملبدأ الحرية‬
‫االقتصادية املطلقة ومجموع التوازنات الجزئية للوصول للتوازن على املستوى الكلي ومنه نجد أن كيرز‬
‫اعتمد على مجموعة فرضيات م‪،‬ها الطلب هو الذي يخلق العرض‪،‬وبالتالي أعطى دور ريادي للدولة و تأثيرها‬
‫على النشاط االقتصادي عن طريق السياسة املالية وبالتالي أقر كيرز بتدخل الدولة لتحقيق التوازن‬
‫االقتصادي واالجتماعي وعليه أنتقل مفهوم املالية من حيادية إلى و يفية بحيث أصبح النشاط املالي للدولة‬
‫يتمثل في‪:‬‬
‫‪ -1‬التخفيف من حدة األزمات الدورية ‪.‬‬
‫‪ -2‬املساهمة في توز ع الدخل بين مختلف أفراد املجتمع‪.‬‬
‫‪ -3‬استعمال أدوات املالية العامة ملحاربة الت خم‪ ،‬البطالة‪....‬ال‬
‫‪ -4‬االستخدام األمثل لمروات املجتمع واستغاللها بما يخدم املصجحة العامة‬
‫‪ -5‬الوصول إلى تحقيق التوازن االقتصادي واالجتماعي ‪.‬‬
‫أما األركان األساسية التي يقوم عليها املذهب االشتراكي هي تقييد امللكية الخاصة في مجال اإلنتاج بصورة‬
‫عامة وفي مجال االس هالك أيضا فتألمم كل وسائل اإلنتاج وتصبح ضمن امللكية العامة فهو مذهب جماعي‬
‫فاملالية العامة في هذا النظام تمارسها الدولة بصف ها املهيمنة واعمرة في كل املجاالت والسياسة املالية تمارس‬
‫في إطار الخطة العامة للدولة‪.‬‬
‫‪ -2‬تعرو املالية العامة ‪ :‬لقد وردت للمالية العامة مجموعة من التعاريف نستطع ن نوجزها في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬هي دراسة توجيه وتخصيص املوارد املتاحة باملجتمع إلتباع حاجات العامة‪.‬‬
‫‪ -2‬او العلم الذي كدرس القواعد املنظمة للنشاط املا ي الذي تبذله الدولة للحصوم على املوارد المزمة‬
‫إلتباع الحاجات العامة‪.‬‬
‫‪ -3‬املالية العامة او العلم الذي كدرس نشاط الدولة املا ي‪.‬‬
‫‪ -4‬العلم الذي كدرس العمقات االقتصادكة والقانونية التي تنشأ عندما تقوم الدولة بنشاطها املا ي‬
‫ما يالحا أن هذه التعاريف أن جلها تصب في معنى واحد بحيث تعتبر علم املالية العامة هو ذلك العلم الذي‬
‫يهتم بدنشاط الدولة املالي‪ ،‬العالقات بين مختلف األنشطة املالية للدولة‪ ،‬استخدام املوارد املالية املتاحة‪،‬‬
‫مراقبة وضب وتنظيم واستخدام هذه املوارد والهدف األساس ي من النشاط املالي للدولة هو تلبية حاجات‬
‫املجتمع ‪.‬‬
‫‪ -3‬أامية املالية العامة وعمقتها بالعلوم األخر ‪ :‬للمالية العامة عالقة بمختلف العلوم األخرى نظرا‬
‫ألهمي ها‪.‬‬
‫أ‪ -‬أامية املالية العامة‪ :‬تكمن أهمية املالية العامة في اعتبارها مر ة تعك مستوى ووضعية اقتصاد أي بلد‬
‫كان كما تعك مستوى نشاطه ويظهر ذلك من خالل النشاط املالي للدولة املتمثل في اإليرادات والنفقات‬
‫باعتبارهما محور املالية العامة ‪ ،‬فاإليرادات العامة والنفقات العامة هي عناصر مألثرة في الحياة االقتصادية‬
‫واالجتماعية ألي مجتمع كان وعليه يمكن القول أن املالية العامة كعلم له أهميته في تحقيق أهداف‬
‫املجتمعات املختلفة السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ب‪ -‬عمقة املالية العامة بالعلوم األخر ‪ :‬ترتب املالية العامة بالعديد من العلوم وخاصة العلوم‬
‫االجتماعية والسياسية والقانونية فالدولة تو ف الدراسات التي تقدمها مختلف العلوم االجتماعية وفي‬
‫العديد من املجاالت في سياس ها املالية‪ ،‬ومن العلوم التي تستفيد م‪،‬ها املالية العامة نجد‪:‬‬
‫‪ -‬عمقة املالية العامة بعلم االقتصاد‪ :‬املالية العامة لها عالقة خاصة بعلم االقتصاد فعلم االقتصاد وجد‬
‫لكي يبحث في كيفية إشباع الحاجات املتعددة واملتزايدة من خالل استغالل املوارد التي تتصف باملحدودية‬
‫وهذا هو جوهر املشكلة االقتصادية واملالية العامة تبحث في كيفية تغطية نفقات املجتمع املتزايدة‬
‫باإليرادات املحدودة وهي كذلك جوهر املشكلة املالية ‪ ،‬هذه األخيرة هي جزء من املشكلة االقتصادية‪،‬‬
‫باإلضافة إلى أن علم املالية العامة يخضع للنظام االقتصادي ‪ ،‬فلكل نظام اقتصادي نظامه املالي‪ ،‬فالنظام‬
‫الرأسمالي ل ه نظامه املالي يستمد سياسته املالية من قوانين هذا النظام ويصجع ذلك بالنسبة لقنظمة‬
‫االقتصادية األخرى كالنظام االشتراكي والنظام اإلسالمي ويظهر تأثير النظام االقتصادي على املالية العامة‬
‫من خالل سياسة امليزانية وتوز ع اإلنفال العام والسياسة الجبائية ومختلف مصادر اإليرادات العامة في‬
‫مختلف دول العالم الن النشاط املالي للدولة له بعد سياس ي واقتصادي واجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬عمقة املالية العامة بعلم اإلحصاء‪ :‬إن علم املالية العامة ومن خالل مكوناته يعتمد على التوقع ‪ ،‬فامليزانية‬
‫العامة وهي محور السياسة املالية تعتبر توقع ملا تقوم به الدولة من إنفاقات وإيرادات وهذا التوقع يحتاج إلى‬
‫كل املعطيات املرتبطة بالجوانب االقتصادية واالجتماعية اعنية واملستقبلية مثل الحركة السكانية‬
‫ومألشرات االس هالك واالدخار والت خم و يرهما من املألشرات االقتصادية واالجتماعية الهامة وعلم‬
‫اإلحصاء هو األداة التي توفر املعطيات السالفة الذكر لجحكومات وفي جميع الدول حتى يتم بناء سياسة مالية‬
‫سليمة تحقق أهداف املجتمع ‪ ،‬ونظرا ألهمية علم اإلحصاء في توجيه النشاط املالي للدول نجد وزارات املالية‬
‫وفي جل الدول لها مألسسات بحث متخصصة في توفير كل اإلحصائيات وفي كل املجاالت‪.‬‬
‫‪-‬عمقة املالية العامة بالعلوم القانونية‪ :‬تعرف املالية بالتشر ع املالي هذا ما يبين الصلة الوثيقة بين املالية‬
‫العامة والقانون‪ ،‬واستمرت هذه العالقة لفترة طويلة ثم بدأت دراسات املالية العامة تنفصل شم ا فشم ا‬
‫من دائرة السيطرة املطلقة للقانون العام ور م ذلك الزالت الصلة قوية بين املالية العامة وفروع القانون‬
‫وبخاصة القانون الدستوري والقانون اإلداري‪ ،‬فإن القانون هو األداة التي يججأ إليها املشرع لوضع القواعد‬
‫العامة ملالية الدولة ‪ ،‬وتسير مكونات املالية العامة من نفقات وإيرادات وميزانية بقواعد قانونية‪ ،‬سواء كانت‬
‫دستورية‪ ،‬أو لوائح قانونية ويطلق على مجموعة هذه القواعد القانونية التشر ع املالي وهو عبارة عن‬
‫مجموعة القواعد القانونية التي تنظم شألون الدولة املالية‪.‬‬
‫‪-‬عمقة املالية العامة بعلم االجتماع ‪:‬للمالية العامة عالقة مباشرة بعلم االجتماع فالكثير من مشكالت‬
‫املالية العامة كفرع من فروع الدراسات االقتصادية واالجتماعية تتعلق بالسلوك اإلنساني الذي يقع في دائرة‬
‫علم االجتماع ملا له من ثار على املجتمع مثل إعادة توز ع المروات لتحقيق العدالة االجتماعية‪.‬‬
‫‪-‬عمقة املالية العامة بالعلوم السياسية‪ :‬بما أن العلوم السياسية تهتم بدراسة نظم الحكم وعالقة‬
‫السلطات ببعضها البعض وعالق ها باألفراد‪ ،‬كما تعتبر امليزانية العامة للدولة برنامجا سياسيا‪ ،‬فالحكومة‬
‫تترجم سياس ها االجتماعية واالقتصادية عن طريق اإلعتمادات املالية التي تدرجها في امليزانية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬عمقة املالية العامة بالتحلي االقتصادي ‪ :‬إن التحليل االقتصادي يعتبر عامل أساس ي في فهم الظاهرة‬
‫املالية أو املشكلة املالية ‪ ،‬ولفهم مدى أثار النفقات العامة واإليرادات العامة على الكميات االقتصادية‬
‫يتطلب االستعانة بالتحليل االقتصادي لفهم تلك اعثار‪ ،‬فمثال النظرية االقتصادية الجزئية تقدم للمالية‬
‫العامة أدوات تستعين بها في تحديد اعثار االقتصادية لنشاطها املالي مثل الدراسات املرتبطة بسلوك املنتجين‬
‫وسلوكات املس هلكين وأثار الضرائب على الطلب و يرها من الدراسات‪ ،‬باإلضافة إلى العديد من األدوات‬
‫التحليلية لبعض الظواهر تستعين بها املالية العامة عند توز ع املوارد املالية على اإلنفال ومعرفة العبء‬
‫الضريبي عند توز ع مصادر اإليرادات‪ ،‬كما نجد علم املالية العامة يعتمد أكمر على قواعد التحليل‬
‫االقتصادي الكلي نظر الرتباطه بنشاط الدولة‪.‬‬
‫‪ -4‬املالية العامة واملشالة االقتصادكة‪ :‬أول ش يء يتعلمه طالب االقتصاد هو أن كل املجتمعات تعرف ما‬
‫يسمى باملشكلة االقتصادية‪ ،‬االختالف بين هذه املجتمعات هو طريقة معالجة هذه املشكلة وذلك من خالل‬
‫تبنيها لنظام اقتصادي معين تراه مناسبا لها‪ ،‬إذا االختالف يكمن في طريقة معالجة هذه املشكلة ‪ ،‬وبالتالي كل‬
‫مجتمع يبحث عن تلبية حاجاته الالمحدودة بموارده املحدودة وهنا البد أن يختار اإلجابة على عدة أس لة م‪،‬ها‬
‫كيف ينتج؟ ما هي الحاجات ذات األولوية بالنسبة إليه؟ كيف يوزع إنتاجه ودخله؟ كيف ينظم العملية‬
‫االقتصادية؟‪......‬ال واملالية العامة هنا تعتبر أداة رئمسية في استغالل موارد املجتمع املالية وتوز عها وتنظيم‬
‫إنفاقها ملعالجة املشكلة االقتصادية‪.‬‬

‫املحور الثاني‪ :‬النفقات العامة‬


‫لقد ازدادت أهمية النفقات العامة في املدة األخيرة مع تطور دور الدولة وتوسع نشاطها وتزايد تدخلها في‬
‫الحياة االقتصادية حيث أصبحت النفقات العامة أداة تستخدمها الدولة من خالل سياس ها االقتصادية في‬
‫تحقيق أهداف املجتمع‪ ،‬لقد شهدت النفقات العامة تطورا ساير تطور مفهوم تدخل الدولة لهذا سنتناول‬
‫فيما يلي دراسة النفقات العامة من حيث ماهي ها‪ ،‬تقسيماتها وأثارها االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫هذا املحور يهتم بمعالجة أول موضوع من موضوعات املالية العامة أال وهو النفقات العامة‪ ،‬حيث تتم‬
‫دراسة هذا املوضوع من خالل العناصر اعتية‪:‬‬
‫‪ ‬التعريف بالنفقات العامة‪.‬‬
‫‪ ‬تقسيمات النفقات العامة‪.‬‬
‫‪ ‬حجم النفقات العامة‪.‬‬
‫اهرة تزايد النفقات العامة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬اعثار االقتصادية واالجتماعية للنفقات العامة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫وبداية ال بد من تتبع مفهوم النفقة العامة من خالل تطور الفكر املالي وما هي األهمية التي أعط ها مختلف‬
‫املدارس االقتصادية ل نفال العام‪.‬‬

‫أوال‪ -‬النفقة العامة في الفكراالقتصادي‪.‬‬


‫أ‪ -‬الفكر االقتصادي الكمسياي ومفهوم النفقة العامة‪ :‬من خالل األفكار االقتصادية التي جاءت بها‬
‫املدرسة للكالسيكية وهي املناداة بالحرية االقتصادية وعدم تدخل الدولة ‪ ،‬اعتبرت النشاط املالي الذي تقوم‬
‫به الدولة نشاطا عقيما انطالقا من مفهومهم للمالية املحايدة وعليه يمكن استنتاج نظرة املدرسة‬
‫الكالسيكية للنفقة العامة في العناصر اعتية‪:‬‬
‫* الكالسيك يألمنون بعدم إنتاجية االتفال الحكومي‪.‬‬
‫* لم يفرقوا بين إنفال الدولة وإنفال الفرد‪.‬‬
‫* اعتبروا قيام الدولة باإلنفال العام هدر للمروة وتضميعها‪ ،‬معناه أن األفراد هم من يقومون بهذا الدور املالي‬
‫أي يقومون بالنشاط املالي مكان الدولة‪.‬‬
‫* قيدوا اإلنفال الحكومي إلى أبعد الحدود وشجعوا إنفال األفراد‪.‬‬
‫* حددوا نفقات الدولة في مجاالت األمن‪ ،‬العدل واعض الشألون اإلدارية حتى أن ‪ Say‬وهو أحد زعماء هذه‬
‫املدرسة عبر عن ذلك بقوله أفضل النفقات أقلها حجما ‪.‬‬
‫* يعتقدون أن الفرد عندما ينفق لغرض تلبية حاجاته إنما يسعى لتلبية حاجات املجتمع إذا ال داعي لتدخل‬
‫الدولة عن طريق اإلنفال العام لتلبية حاجات املجتمع‪.‬‬
‫* أوجدوا فكرة النفقة املحايدة ( أي ال يجوز أن تتأثر النفقة العامة باألوضاع االقتصادية واالجتماعية ‪.‬‬
‫* لم يعطوا في كتاباتهم أي اهتمام للنفقات العامة وخاصة ألثارها‪.‬‬
‫ب‪ -‬مفهوم النفقة العامة في الفكر االقتصادي الحدك ‪ :‬إن األزمة االقتصادية الكبرى التي مر بها العالم‬
‫الرأسمالي بالدرجة األولى في الثالثمنات كان لها األثر الكبير على الفكر االقتصادي هذه األزمة التي أدت إلى‬
‫اجهيار اقتصاديات الكثير من الدول خاصة الدول الرأسمالية الكبرى ‪ ،‬هذه األزمة ولدت فكر مالي جديد جاء‬
‫على أنقاض النظرية االقتصادية الكالسيكية من أهم النظريات النظرية الكرزية التي هرت في منتصف‬
‫الثالثمنات حيث أعطت مفهوما جديدا لتدخل الدولة ونشاطها املالي فلم تعد فكرة املالية املحايدة والنفقة‬
‫املحايدة باألمر املقبول وحل محلها مفهوم الدولة املتدخلة واملالية الو يفية ومنه أعطي للنفقة العامة دور‬
‫مهم يتمثل في‪:‬‬
‫* النفقة العامة أداة من أدوات تدخل الدولة تتمثل أهمي ها في تحقيق أهداف املجتمع االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬
‫* من خالل النفقة يمكن للدولة أن تحافا على التوازن االقتصادي واالجتماعي للمجتمع‪.‬‬
‫* عن طريق النفقة تستطيع الدولة أن توزع‪ ،‬تألثر وتوجه املوارد املالية للمجتمع لتلبية حاجاته‬
‫األساسية‪.‬‬
‫* سميت النفقة العامة في الفكر املالي الحديث بالنفقة االيجابية وذلك نظرا لد‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -‬ملا تحدثه من أثار إيجابية داخل املجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬باعتبارها أداة هامة في تحقيق أهداف املجتمع‪.‬‬
‫كما أن هناك اعتبارات كثيرة اقتصادية واجتماعية جعلت من الفكر املالي الحديث يولي اهتماما كبيرا للنفقة‬
‫نذكر م‪،‬ها‪:‬‬
‫* تعدد أ راض الدولة فلم يعد يقتصر على األعمال التقليدية (أمن‪ ،‬عدالة‪...‬ال ‪.‬‬
‫* تطور مفهوم اإلرادات العامة فلم تعد تلك اإليرادات التي هدفها تغطية أعمال الدولة التقليدية‪.‬‬
‫إن الفكر املالي الحديث لم يقتصر على إبراز مفهوم النفقة العامة ودورها بل ذهب إلى أبعد من ذلك بحيث‬
‫اهتم بتحليل النفقات ودراس ها( دراسة كل جوانبها وخاصة االهتمام ب ثارها االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعرو النفقة العامة‪ :‬لقد اتفق علماء املالية العامة على تعريف النفقة العامة بأجها‪:‬‬
‫كم قاب للتقووم النقدي كأمر بإنفاقه شخص من أشخاص القانون العام إتباعا لحاجة عامة" إذا كل‬
‫نفقة عامة يجب أن تتوفر فيها العناصر التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬تا النفقة‪ :‬أن تكون على شكل مبلغ نقدي أصال‪ ،‬الدولة من أجل إشباع بعض الحاجات أو حاجات‬
‫املجتمع ف ي تقوم باالتفال من أجل توفير هذه الخدمات وبالتالي و بالتالي تقدر هذه النفقات نقدا‪ ،‬الدولة في‬
‫الوقت الحاضر ال تسخر الناس من أجل القيام بخدماتها دون مقابل أو تقدم لهم مقابال عينيا ‪ ،‬هذا ربما‬
‫ساد في العصور القديمة والعصور الوسطى‪.‬‬
‫ب‪ -‬صفة القا م باإلنفاق‪ :‬أن يقوم بها شخص من أشخاص القانون العام (الدولة أو الهي ات التابعة قانونا‬
‫لها وفي هذا أستند املاليون إلى معيارين هما‪.‬‬
‫‪ -‬املعيار القانوني‪ :‬يستند هذا املعيار على الصفة القانونية للقائم أو األمر بالنفقة ‪ ،‬فتعتبر نفقة عامة تلك‬
‫النفقة التي يقوم بها أو يأمر بصرفها أشخاص القانون العام(دولة‪ -‬بلدية‪ -‬هي ة عامة‪...‬ال ‪ ،‬أي ال تعتبر نفقة‬
‫عامة تلك النفقة التي يقوم بها أشخاص القانون الخاص حتى ولو كان الهدف م‪،‬ها النفع العام‪.‬‬
‫‪ -‬املعيار الو يفي‪ :‬إن هذا املعيار يعتمد على الطبيعة الو يفية لججهة التي تصدر ع‪،‬ها النفقة ال على الصفة‬
‫القانونية معناه‪:‬‬
‫* أن تكون النفقة نفقة عامة إذا ما قامت بها الدولة بسيادتها ير ذلك ال تعتبر نفقة عامة حتى ولو قامت بها‬
‫هي ة عامة‪.‬‬
‫* تعتبر نفقة خاصة كل نفقة تقوم بها هي ة عامة تنفق في نف الظرف التي ينفق فيها األشخاص‪.‬‬
‫* تعتبر نفقة عامة كل نفقة يقوم بها أشخاص أو مختلطة إذا مارست الدولة سيادتها عند اإلنفال (بناء مثال‬
‫مستشفى تحت إشراف هي ات الدولة بأموال خاصة ‪.‬‬
‫ولكن هذه املعايير في الحقيقة تستثني كثير من النفقات العامة ويبقى مفهوم النفقة واسعا‪ ،‬أي كل ما يهدف‬
‫الى إشباع حاجة عامة يعتبر نفقة عامة‪.‬‬
‫ج‪ -‬الهدف من النفقة العامة‪ :‬لقد عرفنا من خالل دراستنا لجحاجة العامة كيف أن الجدل قائم حول‬
‫تقسيمات الحاجات العامة ومعايير التفرقة بي‪،‬ها‪ ،‬لكن الهدف من النفقة العامة وقع الجدل حوله فيما بعد‬
‫وخاصة اإلجابة على سألال مهم وهو كيف يمكن معرفة تحقق منفعة عامة من وراء نفقة عامة الن قياس‬

‫‪15‬‬
‫املنفعة صعب على مستوى الفرد فكيف يمكن قياسها على مستوى مجتمع‪ ،‬ألنه ال يمكن تقدير املنفعة‬
‫تقديرا حقيقيا أو يمكن تقويمها نقدا أو يره‪ ،‬وعلى الر م من هذا هرت العديد من األفكار عند بعض‬
‫الكتا حيث حاولوا تقديم بعض النماذج لقياس املنافع العامة املترتبة عن النفقات العامة ‪ ،‬لكن هذه‬
‫النماذج كانت في الحقيقة ير مقنعة ويبقى اإلشكال قائما‪ ،‬هذه املعايير املذكورة حتى ولو لم تكن مقنعة كما‬
‫ذكرنا ف ي في الحقيقة تعطينا صورة عن كيفية ترشيد النفقات العامة‪ ،‬ومن هذه املعايير معيار ‪، Demarco‬‬
‫هذا املعيار يقم املنفعة العامة التي تتحقق من جراء النفقة العامة على أساس الت حية الحدية التي‬
‫يتحملها األفراد في سبيل تمويل النفقة العامة‪ ،‬أي إذا تساوت هذه الت حية مع املنفعة الحدية ملداخليهم‬
‫بعد هذا االقتطاع‪ ،‬ولقد تعرض هذا املعيار إلى العديد من االنتقادات وم‪،‬ها أنه ال يمكن تطبيق قياس املنفعة‬
‫الفردية وتعميمها على مجتمع بأكمله الن هذا املعيار قد يصجع للفرد وال يصجع لججماعة‪ ،‬أما معيار‬
‫‪Dalton‬فهو معيار يعتمد على تساوي املنافع الحدية لكافة النفقات العامة في جميع أوجه استخداماتها‬
‫ومعناه يتم توز ع النفقات العامة على كافة االستخدامات بحيث تحقق القدر األكبر من الدخل الوطني ويقر‬
‫الكاتب باستخدام نظرية املضاعف لقياس الزيادة الناجمة عن اإلنفال العام في الدخل الوطني ‪ ،‬من بين‬
‫العيو التي أخذت على هذا املعيار وهي‪:‬‬
‫‪ -‬هناك نفقات يصعب معرفة الف ات االجتماعية التي تستفيد م‪،‬ها كنفقات األمن والدفاع و يرها حتى‬
‫نقم درجة منفع ها‪.‬‬
‫‪ -‬إن املضاعف يصجع في أوقات الكساد فق أما إذا كانت طاقات املجتمع كلها مشغلة فأي زيادة في‬
‫اإلنفال ال تضيف أي ش يء للدخل القومي‪.‬‬
‫ويبقي أمر قياس منفعة النفقة العامة نسبي يترك للسلطات السياسات ف ي تستطيع من خالل األهداف‬
‫املحققة تقدير تلك املنافع‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬تقسيمات النفقات العامة‪ :‬في السابق وفي ل الدولة الحارسة لم يكن تقسيم النفقات العامة‬
‫مهما حيث كانت النفقات العامة محدودة وموجهة لتقديم خدمات معينة تقوم بها الدولة إال انه ومع‬
‫تطور دور الدولة وتحولها من دولة حارسة إلى دولة متدخلة ازدادت أهمية تقسيم النفقات العامة نظرا‬
‫لتنوعها وتزايدها واختالف ثارها ومن ثم هرت الحاجة لتقسيم وتبويب هذه النفقات إلى أقسام متميزة‬
‫مع ضرورة تقسيمها على مبادئ واضحة ومنطقية والهدف من هذه التقسيمات هو‪:‬‬
‫‪ -‬تسهيل صيا ة وإعداد البرامج‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق الكفاءة والفعالية في تنفيذ امليزانية‪.‬‬
‫‪ -‬تسهيل خدمة عمليات املراقبة واالعتماد‪.‬‬
‫‪ -‬تسهيل دراسة اعثار املختلفة للنفقات العامة‬
‫‪ -‬تمكين البرملان والرأي العام من إجراء رقابة فعالة على الدور املالي للدولة‪.‬‬
‫لقد أولي كتا املالية العامة كثير من االهتمام لتقسيمات النفقات العامة نظرا لتقدير أوجه االتفال‬
‫وتعدد األوجه التي تتدخل بها الدولة عن طريق اإلنفال العام‪ ،‬كما أن تقسيم النفقات العامة خضع‬
‫للزاوية التي ينظر م‪،‬ها للنفقة العامة وعليه وجد تقسيمين رئمسيين للنفقات العامة وهما‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -1‬التقسيم العلمي االقتصادي للنفقات العامة‪ :‬ويقصد به تقسيم النفقات العامة على أساس معايير‬
‫اقتصادية أي حسب أثارها على االقتصاد الوطني أي حسب أثارها االقتصادية ووفقا لهده املعايير نجد‬
‫النفقات العامة تقسم إلى‪:‬‬
‫أ‪ -‬معيار التأثيي في الدخ الوطني واستخدام القوة الشرا ية‪ :‬تقسم النفقات العامة وفقا لهذا املعيار إلى‬
‫نفقات حقيقية ونفقات تحويلية‪.‬‬
‫‪ -‬نفقة حقيقية‪ :‬عند استخدام الدولة لجزء من القوة الشرائية لجحصول على السلع والخدمات املختلفة‬
‫إلقامة املشار ع التي تشبع حاجات عامة‪ ،‬كما تألدي هذه النفقات الحقيقية إلى زيادة مباشرة في الناتج الوطني‬
‫كصرف األموال العامة على األجور والرواتب للعاملين‪ ،‬كذلك شراء السلع والخدمات الالزمة لسير عمل‬
‫اإلدارات وأجهزة الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬نفقة تحوولية‪ :‬هي تحويل مبالغ نقدية من الدولة إلى ف ات مختلفة في املجتمع وهذه النفقات لم لها‬
‫مقابل مباشر وال تألدي إلى زيادة في اإلنتاج الوطني بل تألدي إلى إعادة توز عه أي أن هذا النوع من النفقات من‬
‫شأنه نقل القوة الشرائية من ف ة إلى أخرى‪ ،‬أي تهدف إلى إحداث تغيير في نم توز ع الدخل الوطني وتنقسم‬
‫النفقات التحويلية إلى نفقات تحويلية مباشرة نقدية ونفقات تحويلية ير مباشرة ومن الواضع أن النفقات‬
‫التحويلية املباشرة تألدي إلى زيادة الدخول النقدية لقفراد‪ ،‬في حين أن التحويالت ير املباشرة ال تألدي إلى‬
‫زيادة الدخول الحقيقية لقفراد وتنقسم النفقات التحويلية إلى ثالث أنواع‬
‫‪ -‬اقتصادكة ‪ :‬مثل اإلعانات بغرض تخفيض أسعار السلع الضرورية‪.‬‬
‫‪ -‬اجتماعية ‪ :‬مثل التأمينات االجتماعية وتعويضات البطالة‪.‬‬
‫‪ -‬مالية ‪ :‬مثل أقساط فوائد الدين العام‪.‬‬
‫وهنا يمكننا االستناد إلى معيار املقابل ومعناه إذا كانت النفقة تتطلب عنصر املقابل بطريقة مباشرة( ف ي‬
‫نفقة حقيقية أما إذا كانت النفقة ال تتطلب عنصر املقابل بطريقة مباشرة( ف ي نفقة تحويلية حتى ولو‬
‫كان ذلك بطريقة ير مباشرة لكن هناك إشكال بالنسبة لهذا املعيار إذ كيف نفسر أن الدولة تنفق لبناء‬
‫املستشفيات وشراء خدمات األطباء ‪ ،‬هنا توفر عنصر املقابل ثم استخدام الدولة للقوة الشرائية لتقديم‬
‫العالج مجانا للمواطنين‪ ،‬هذه النفقات األخيرة تعتبر مكملة لقولى ‪ ،‬فال بد من توفير األولى لتكون الثانية‪ ،‬أما‬
‫معيار الزيادة املباشرة في اإلنتاج الذي أعتبر النفقة الحقيقية تلك النفقة التي تألدي مباشرة إلى خلق المروة ‪،‬‬
‫أما النفقة التحويلية ف ي تلك النفقة التي ال تستعمل املوارد االقتصادية وال تألدي إلى زيادة في اإلنتاج‬
‫مباشرة‪ .‬لكن الجدل الذي دار حول ذلك أعتبر أنه قد توجد نفقات تقوم الدولة مباشرة باستعمال قوتها‬
‫الشرائية في إنفاقها ولكن ال تضيف شم ا إلى اإلنتاج الوطني كشراء الدولة لعقارات مثال و يره‪ ،‬كذلك دار‬
‫الجدل حول اإلنفال على شراء سلع وخدمات سبق إنتاجها‪ ،‬هل يمكن اعتبارها نفقات حقيقية؟ لكن بعض‬
‫علماء املالية العامة اعتبروها حقيقية ألن اإلنفال عليها سيولد طلبا جديدا وبالتالي يولد زيادة في إنتاج هذه‬
‫السلع والخدمات نظرا لزيادة الطلب عليها‪ .‬ومازال الخالف قائما حول بعض النفقات هل يمكن اعتبارها‬
‫حقيقية أم تحويلية؟ مثل املعاشات أما فوائد الدين العام (الفروض العامة إذا كانت هذه الفوائد مقابل‬
‫قروض استعملت أل راض اس هالكية تعتبر نفقات تحويلية أما إذا كانت هذه الفوائد مقابل قروض‬

‫‪17‬‬
‫استعملت أل راض استثمارية فتعتبر نفقات حقيقية‪ ،‬لكن البعض يعتبرها كلها حقيقة ألن القروض املوجهة‬
‫لالس هالك ما هي إال خلق طلب جديد مما يألدي إلى زيادة في اإلنتاج‪ .‬واملالحا أن توز ع النفقات في جل الدول‬
‫تتميز بكوجها نفقات تحويلية وذلك ملا وجد من أثار اقتصادية واجتماعية لهذه النفقات مع ازدياد تكفل‬
‫الدولة بالطبقات ذات الدخل الضعيف أو املحرومة واملحافظة على مستويات معينة من املعمشة ولقد‬
‫وجدت هذه النفقات بأشكال متنوعة وم‪،‬ها‪:‬‬
‫‪ -‬نفقات تحويلية اجتماعية‪ (:‬التأمينات االجتماعية‪ ،‬املنح االجتماعية‪ ،‬نفقات خفض تكاليف املعمشة‪...‬ال‬
‫‪ -‬نفقات تحويلية اقتصادية‪ :‬مثل إعانة النفقات من أجل خفض سعر سلعة ذات منفعة عامة‪ ،‬إعانة‬
‫لتغطية عجز املشروعات ذات الفائدة العامة‪ ،‬إعانات للقيام باستثمارات من أجل إنتاج سلع ذات فائدة‬
‫عامة‪...‬ال ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقسيم النفقات العامة بحسب أغراضها‪ .‬و سمى هذا التقسيم بالتقسيم الو يفي للنفقات العامة‬
‫ولقد أستند كتا املالية العامة إلى تقسيم و ائف الدولة حيث تقوم الدولة بالو يفة اإلدارية‪ ،‬الو يفة‬
‫االجتماعية والو يفة االقتصادية كل و يفة تقابلها نفقات فهناك النفقات اإلدارية وم‪،‬ها نفقات سير املرافق‬
‫العامة‪ ،‬نفقات األمن‪ ،‬الدفاع‪ ،‬التمثيل السياس ي ونفقات إدارية أخرى متعلقة بالخدمة العامة‪ ،‬النفقات‬
‫االجتماعية وتتمثل في نفقات التعليم‪ ،‬الاحة‪ ،‬املساعدات االجتماعية‪...‬ال ‪ ،‬و النفقات االقتصادية وتتمثل‬
‫في النفقات ذات الطابع اإلنتاىي مثل االستثمار في الري ‪ ،‬املواصالت‪ ،‬توليد الطاقة الكهربائية‪ ،‬الطرل‪...‬ال ‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس تقسم النفقات العامة وفقا للو ائف التي تألديها الدولة‪ ،‬وتجدرا إلشارة هنا إلى أ ن هذا‬
‫التصنيف يعد أحدث التقسيمات للنفقات العامة وقد استعمل في الواليات املتحدة األمريكية ثم انتشر إلى‬
‫بقية دول العالم‪ ،‬كما أنه ال توجد قاعدة واحدة يلتزم بها هذا التقسيم‪ ،‬ويمكن التقسيم وفقا للو ائف التي‬
‫تألديها الدولة املعاصرة بواسطة نفقاتها العامة‪ ،‬حيث تصنف هذه األخيرة على أساس مجموعة و ائف‬
‫أساسية في شكل مصالع تابعة للدولة وهي‪:‬‬
‫‪ -‬النفقات اإلدارية للدولة‪ :‬تمثل نفقات تسيير املرافق العامة والالزمة لقيام الدولة وتشمل هذه النفقات‬
‫مرتبات املو فين‪ ،‬أجور العمال ومعاشاتهم‪ ،‬ويمكن القول أن هذا الصنف‬
‫من النفقات اإلدارية يتضمن نفقات اإلدارة العامة‪ ،‬والدفاع‪ ،‬األمن‪ ،‬العدالة والتمثيل الدبلوماس ي‪.‬‬
‫‪ -‬النفقات االجتماعية للدولة‪ :‬وهي النفقات املتعلقة باأل راض االجتماعية للدولة‪ ،‬أي النفقات الخاصة‬
‫بتحقيق األهداف االجتماعية لقفراد ومن أهم بنود هذه النفقات نجد النفقات الخاصة بالتعليم والاحة‬
‫والتأمينات االجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫‪ -‬النفقات االقتصادية للدولة‪ :‬هي النفقات املتعلقة باأل راض االقتصادية للدولة‪ ،‬أي النفقات املرتبطة‬
‫بقيام الدولة بأنشطة معينة بهدف تحقيق أهداف اقتصادية مثل االستثمارات العامة التي تهدف إلى توفير‬
‫الخدمات األساسية كالنقل واملواصالت‪ ،‬الري‪ ،‬الكهرباء‪...‬ال ‪ .‬ويت ع أن هذا النوع من النفقات يزداد أهمية‬
‫في كل الدول ‪ ،‬كما يحتل مكانا بارزا في الدول النامية عنه في الدول املتقدمة لسبب عدم توفر التنمية‬
‫األساسية في األولى‪ ،‬وترجع أهمية التقسيم الو يفي للنفقات العامة إلى أنه يسمح باجراءإ دراسات مقارنة‬
‫للنفقات العامة في مختلف املجاالت‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ج‪ -‬تقسيم النفقات تبعا النتظامها ودوروتها‪ :‬تبعا لهذا املعيار يقسم علماء املالية النفقات العامة إلى نفقات‬
‫عادية و نفقات ير عادية ولقد هر هذا التقسيم نتيجة تزايد تدخل الدولة لتلبية حاجات املجتمع وبالتالي‬
‫املوارد العادية للدولة يمك‪،‬ها أن ال تكفي لتغطية نفقاتها وبالتالي تججأ الدولة عادة إلى استعمال املوارد الغير‬
‫عادية (القروض‪ ،‬اإلصدار النقدي‪...‬ال ‪ .‬إن تطور دور الدولة عبر التاريمل باتجاه املزيد من التدخل في‬
‫الشألون االقتصادية واالجتماعية أدى إلى زيادة النفقات العامة من حيث الضجم والنوع وهذا أدى إلى زيادة‬
‫اإليرادات العامة ومع ازدياد النفقات العامة لم تعد الضرائب كافية لتغطي ها خاصة إذا كانت هذه النفقات‬
‫تستعمل ملواجهة مجاالت استثنائية كاألزمات االقتصادية أو الكوارث الطبيعية‪..‬ال ‪ .‬ولهذا أصبح الفكر املالي‬
‫يهتم بالحاالت التي يجوز فيها الججوء إلى االقتراض وإلى اإلصدار النقدي وقد وجد فيها مورد ير عادي وال‬
‫يقتصر فيها على الضرائب‪ ،‬مما سبق يمكن القول أن سبب تقسيم النفقات إلى عادية و ير عادية إنما يرجع‬
‫إلى الحاجة لتحديد مدى الججوء إلى املوارد ير العادية لتغطية النفقات العامة‪ ،‬أي أن فكرة النفقات ير‬
‫العادية قد استخدمت لتبرير الججوء إلى املوارد ير العادية مثل القروض واإلصدار النقدي‪ ،‬وهناك عدة‬
‫معايير للتفرقة بين النفقات العادية و ير العادية وهي‪:‬‬
‫‪-‬االنتظام والدوروة‪ :‬فإذا كانت النفقات تتصف بالدورية ومنتظمة في ميزانية الدولة تعتبر عادية مثل‬
‫األجور‪ ،‬وإن لم تكن كذلك ف ي ير عادية وم‪،‬ها مثل النفقات التي تخصص إلى تمويل الحرو ومواجهة‬
‫الكوارث الطبيعية واألزمات املختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬طوم فكية اإلنفاق‪ :‬فإذا كانت النفقات تنت ي بان هاء فترة تنفيذ امليزانية وعادة ما تكون سنة فتعتبر نفقة‬
‫عادية أما إذا امتدت ألكمر من سنة تعتبر نفقة ير عادية‪.‬‬
‫‪-‬توليد الدخ ‪ :‬إذا كانت النفقات تدر دخال فتعتبر نفقة ير عادية مثل الججوء إلى االقتراض للقيام‬
‫بمشروعات عامة يترتب ع‪،‬ها دخال للدولة تستخدمها في تغطية فوائد هذا القرض‪ ،‬أي أن القرض يخصص‬
‫لدفع فائدته و سمح بتسديده‪ ،‬فعندئذ تعتبر هذه النفقات ير عادية‪ ،‬أما إذا كانت النفقات ال تولد دخال‬
‫فتعتبر نفقات ير عادية‪.‬‬
‫‪-‬معيار اإلنتاجية‪ :‬فإذا كانت النفقة ير منتجة أو ما تسمى بالنفقات االس هالكية أي ال تألدي‬
‫إلى زيادة في اإلنتاج الوطني ف ي نفقة عادية‪ ،‬أما إذا كانت منتجة تألدي إلى زيادة في اإلنتاج‬
‫الوطني ف ي نفقة ير عادية مثل النفقات املخصصة إلنشاء املدارس واملستشفيات‪.‬‬
‫‪-‬معيار املساامة في تكوون رأس املام العيني‪ :‬تكون النفقة العامة نفقة عادية طبقا لهذا املعيار إذا كانت ال‬
‫تساهم في تكوين رأس املال العيني كتلك املخصصة لتسيير املرافق العامة وتسمى النفقات الجارية أو ما‬
‫تعرف أيضا بالنفقات اإلدارية‪ ،‬أما إذا كانت تساهم في تكون ريوس األموال العينية كالنفقات الرأسمالية‬
‫واالستثمارية ف ي نفقة ير عادية‪.‬‬
‫تقسيمات النفقات العامة‬
‫النفقات التحوولية‬ ‫النفقات الحقيقية‬
‫تألدى مباشرة إلى تنمية اإلنتاج الوطني الجاري أي ال تألدى إلى زيادة زيادة اإلنتاج الوطني بشكل مباشر‬

‫‪19‬‬
‫ولك‪،‬ها تألدى إلى إعادة توز ع الدخل الوطني وتقدمها‬ ‫هي نفقات منتجة وهى تكون نفقات بمقابل‬
‫الدولة إلى األفراد بدون مقابل‬
‫النفقات الغييعادكة‬ ‫النفقات العادكة‬
‫تمول من اإليرادات العادية مثل الضرائب والرسوم تمول من إيرادات ير عادية مثل القروض‬
‫واإلصدار النقدي‬ ‫واإليرادات من ممتلكات الدولة‬

‫النفقات الغييعادكة‬ ‫النفقات العادكة‬ ‫معيار‬


‫التفرقة‬
‫ال تتكرر في كل املوازنات العامة‬ ‫تتكرر باستمرار في كل ميزانية‬ ‫االنتظام‬
‫عامة‬ ‫والدورية‬
‫التي يمتد أثرها إلى ميزانيات الحقة مثل نفقات بناء‬ ‫التي ينت ي أثرها بان هاء املوازنة‬‫مدة استمرار‬
‫الكباري والطرل والسدود‬ ‫العامة مثل األجور واملرتبات‬ ‫أثر النفقة‬
‫والفوائد على الدين‬ ‫العامة‬
‫ال تألدى إلى زيادة الناتج الوطني التي تولد زيادة مباشرة في الناتج الوطني مثل‬ ‫إنتاجية‬
‫املشروعات اإلنتاجية‬ ‫بطريق مباشر مثل التأمينات‬ ‫النفقة العامة‬
‫وإعانات البطالة‬
‫النفقات الرأسمالية‬ ‫النفقات الجاروة‬
‫هي النفقات الالزمة إلدارة أجهزة الدولة وتمكي‪،‬ها هي النفقات الالزمة لزيادة اإلنتاج وتوفير أسبا‬
‫النمو االقتصادي وتمول من القروض واإلصدار‬ ‫من الحصول على السلع والخدمات إلشباع‬
‫النقدي‬ ‫حاجات جارية‬
‫بناء املصانع – مشروعات البنية األساسية‬ ‫األجور واملرتبات – نفقات الصيانة‬
‫( ير عادية‬ ‫( نفقات عادية‬
‫‪ -2‬التقسيمات الوضعية للنفقات العامة‪ :‬إن هذه التقسيمات ال تخضع بالضرورة إلى التقسيمات العلمية‬
‫التي عرفناها بل تخضع إلى اعتبارات تاريخية‪ ،‬سياسية واقتصادية‪...‬ال ‪ .‬وبالتالي نحاول التعرف على تقسيم‬
‫النفقات في بعض الدول وم‪،‬ها‪:‬‬
‫أ‪-‬تقسيم النفقات العامة في املي انية البيكطانية‪ :‬تقسم النفقات في امليزانية اإلنجليزية إلى‪:‬‬
‫‪ -‬نفقات عادكة‪ :‬هذه النفقات تمول عادة بالضرائب والرسوم وتقسم إلى النفقات ذات االعتماد الدا م وهي‬
‫تلك النفقات التي ال يتجدد اإلذن فيها بالبرملان ف ي تأخذ صفة الدوام مثل نفقات خدمة الدين‪ ،‬النفقات‬
‫املخصصة مليزانية ايرلندا (الشمال ومخصصات األسرة املالكة‪...‬ال ‪ ،‬النفقات ذات االعتماد املتجدد وهي‬
‫النفقات التي تناقش كل سنة في البرملان العتمادها مثل نفقات الدفاع‪ ،‬نفقات الحكومة‪ ،‬التعليم‪،‬‬
‫الاحة‪...‬ال‬

‫‪20‬‬
‫‪-‬نفقات غييعادكة‪ :‬هذه النفقات تتم عادة تغطي ها بالفروض وأ لبي ها ذات طبيعة رأسمالية مثل نفقات‬
‫الصناعات‪ ،‬نفقات تنمية املدن‪...‬ال‬
‫ب‪-‬تقسيم النفقات العامة في املي انية الفرنسية‪ :‬منذ عام ‪1954‬م تخلت فرنسا عن نظام توز ع النفقات‬
‫إداريا ( أي على أساس الوزارات والهي ات ومنذ ذلك التاريمل أصبحت تقسم النفقات تبعا لتأثيرها في‬
‫االقتصاد الوطني (الدخل القومي وبالتالي نجد النفقات في امليزانية الفرنسية تقسم إلى نفقات تحويلية‪،‬‬
‫نفقات إدارية ونفقات استثمارية ‪ ،‬وداخل كل نوع من أنواع هذه النفقات نجد نوعين من النفقات وهي‬
‫النفقات ال‪،‬هائية تتميز بتغطي ها باإليرادات العادية ونفقات مألقتة يتم البحث عن إيرادات ير عادية‬
‫لتغطي ها وعادة ما تججأ الدولة في تغطي ها إلى القروض العامة و يرها من اإليرادات ير العادية‪.‬‬
‫ج‪ -‬تقسيم النفقات في املي انية األمروكية‪ :‬تقسم النفقات في امليزانية األمريكية تبعا للغرض أي إلى الهدف‬
‫الذي تسعى الدولة الى تحقيقه‪ ،‬وأهم هذه التقسيمات هي‪:‬‬
‫‪ -‬نفقات الدفاع‪.‬‬
‫‪ -‬نفقات الشألون الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬نفقات التجارة والقوى العاملة‪.‬‬
‫‪ -‬نفقات الزراعة واملوارد الزراعية العامة‪.‬‬
‫‪ -‬نفقات الاحة والتعليم‪.‬‬
‫تقسم هذه النفقات على أساس إداري أي تبعا للوزارات واملصالع مثال كتابة الدولة للاحة‪ ،‬كتابة الدولة‬
‫لجخارجية‪ ،‬استغالل املوارد‪...‬ال ‪ ،‬ونظرا العتماد الواليات املتحدة على النظام الفدرالي فإننا نجد لكل والية‬
‫ميزاني ها الخاصة بها‪.‬‬
‫د‪ -‬تقسيم النفقات في املي انية الجز ا روة‪ :‬سيخصص في املحاور املوالية محور خاص بامليزانية في الجزائر‬
‫لكن هنا يمكننا اإلشارة إلى أن النفقات العامة في الجزائر تقسم إلى نفقات ذات طابع إداري وهي ما تسمى‬
‫بنفقات التسيير ونفقات ذات طابع استثماري وهي نفقات التجهيز ولذلك نجد أن النفقات العامة في الجزائر‬
‫تقسم وفقا للغرض الذي تسعى النفقة إلى تحقيقه‪ ،‬وتتمثل في مجموعات للنفقات م‪،‬ها نفقات اقتصادية‬
‫وتتمثل في النفقات املخصصة للصناعة‪ ،‬النقل‪ ،‬الزراعة ‪ ،‬املواصالت‪ ،‬التجارة والتمويل‪ ...‬ال ‪ ،‬ونفقات‬
‫اجتماعية مثل نفقات التعليم‪ ،‬الاحة‪،‬اإلعانات العائلية‪ ،‬الرياضة والشبا ‪ ،‬الدفاع والقضاء ‪ ،‬هذه‬
‫النفقات تقسم عادة تبعا للوزارات واملصالع والهي ات والقطاعات االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫رابعا ‪ -‬ضوابط اإلنفاق العام‪:‬من خال هذا العنصر سنحاول التعرض إلى ثالثة عناصر أساسية وهما‪:‬‬
‫‪ -1‬قواعد االتفال العام‬
‫‪ -2‬اهرة تزايد اإلنفال العام‪.‬‬
‫‪ -3‬حدود اإلنفال العام‪.‬‬
‫‪ -1‬قواعد اإلنفاق العام ‪:‬ونعني بها تلك القواعد التي تحكم اإلنفال العام‪ ،‬لذا نجد إن اإلنفال العام تحكمه‬
‫ثالثة قواعد هذه القواعد التي تجعل من اإلنفال العام يحقق األهداف التي وضع من أجلها‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫أ‪ -‬قاعدة تحقيق أكبي قدر من املنافع‪ :‬ومعناه وجود النفقة العامة لن يكون في ير الصالع العام ومصجحة‬
‫املجتمع‪ ،‬أن يستفيد من النفقة كل املقصود ون بهذه النفقة فمثال إذ كان يقصد بها مساعدة شريحة معينة‬
‫من املجتمع يجب أن تعمل الدولة على أن تستفيد م‪،‬ها هذه الشريحة دون يرها‬
‫ب‪ -‬قاعدة االقتصاد في النفقات‪ :‬ومعناه‬
‫* أن ال تنفق أية نفقة إال ملبرر اقتصادي أو اجتماعي‪.‬‬
‫* تنفق النفقة العامة بأقل تكلفة ممكنة‪.‬‬
‫* تجنب اإلسراف والتبذير في اإلنفال‪.‬‬
‫* وضع أجهزة إدارية قوية ومحكمة تشرف على اإلنفال لكي تبلغ النفقة هدفها‪.‬‬
‫* وضع أجهزة رقابية تتابع تنفيذ هذه النفقات باإلضافة إلى الرقابة اإلدارية والرقابة البرملانية‪.‬‬
‫ج‪ -‬قاعدة الكيخيص‪ :‬أي أن النفقات العامة يجب أن تكون مضبوطة وواضحة وبالتالي ال بد من جهة رسمية‬
‫قانونا تأذن بإنفال املبالغ املخصصة لكل جهة‪ ،‬مع العلم أنه وفي جميع دول العالم نجد هذه من صالحيات‬
‫البرملان وهو الذي يمنح الترخيص لجحكومة من خالل تصويته على امليزانية‪.‬‬
‫خامسا‪ -‬ظاارة تزاكد اإلنفاق العام ‪ :‬تعتبر اهرة تزايد اإلنفال العام إحدى الظواهر األساسية للمالية‬
‫العامة في العصر الحديث‪ ،‬كما أصبحت هذه الظاهرة ال تخص فق البلدان املتطورة بل أصبحت تعرفها‬
‫جميع املجتمعات ‪ ،‬فقد يحدث وان تنخفض النفقات العامة لسنة أو أكمر لكن االتجاه العام هو تزايدها‬
‫وبمعدالت معتبرة عبر مختلف السنوات‪ .‬هذه الظاهرة التي لفتت انتباه علماء املالية العامة وبالتالي أنطلق‬
‫البحث عن األسبا التي تألدى إلى تزايد اإلنفال العام و عتبر االقتصاد األملاني فاقني أول من لفت انتباه‬
‫الدول األوروبية في القرن التاسع عشر وتوصل إلى مجموعة نتائج أدت إلى تسمي ها بقانون فاقرر‪ ،‬ويتجخص‬
‫هذا القانون في األتي‪:‬‬
‫كلما حقق املجتمع معدال معينا من النمو االقتصادي سيألدي إلى زيادة نشاط الدولة في مختلف امليادين‬
‫وبالتالي يزداد إنفال املجتمع بمعدالت اكبر من الزيادة الحاصلة من الناتج القومي‪ ،‬ولقد فسر فاقنيذلك من‬
‫خالل تمييزه بين ثالثة و ائف للدولة وهي و يفة الحفاط على األمن ‪ ،‬و يف ها االجتماعية وو يف ها‬
‫االقتصادية‪ ،‬فالدولة يزداد نشاطها في الحفاط على األمن وذلك تماشيا مع الزيادة التي يعرفها املجتمع من‬
‫خالل الزيادة في نموه من تعقيدات في الحياة االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫أما من خالل ممارسة الدولة لو يف ها االجتماعية فازدياد معدالت النمو يألدي بالدولة إلى تدخلها للقضاء‬
‫على االحتكارات حتى ال تألدي هذه االحتكارات إلى اختالل التوازن االجتماعي بين مختلف طبقات املجتمع كما‬
‫يتطلب تدخل الدولة زيادة اإلنفال على الطبقات التي ال تستفيد كثيرا من الزيادة في النمو االقتصادي‪ ،‬كما‬
‫أن زيادة اإلنفال العام عندما تمارس الدولة و يف ها االقتصادية فيرجع إلى تدخل الدولة في الجهاز اإلنتاىي‬
‫لتلبية الحاجات العامة للمجتمع باإلضافة إلى أن املستوى املالي الذي تصل إليه الدولة ي جعها على استغالل‬
‫المروات املتاحة من أجل تلبية حاجات املجتمع كاألخذ بالشركات العامة الستغالل املوارد الطبيعية‪ .‬ولقد‬
‫حاول كثير من االقتصاديين فيما بعد إسقاط مالحظات فاقني على الواقع فتوصلوا إلى أن اإلنفال العام‬
‫يتزايد فعال وهو اهرة عامة لكنه مرتب بقدر ما يعطي املجتمع من اإلرادات للدولة نتيجة التطور‬

‫‪22‬‬
‫االقتصادي واالجتماعي ‪ ،‬كما أهتم علماء املالية العامة بما جاء من تفسيرات لتزايد النفقات العامة عند قافز‬
‫وتوصلوا إلى مجموعة أسبا وراء تزايدها قسموها إلى نوعين أسبا اهرية و أسبا حقيقية‪ ،‬تتم دراس ها‬
‫في اعتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬األسباب الظااروة لك اكد اإلنفاق العام‪ :‬هناك العديد من األسبا التي تألدي إلى ازدياد اإلنفال العام‬
‫اهريا دون أي زيادة في املنافع والخدمات التي تقدمها الدولة ومعناه زيادة املوارد املالية املخصصة ل نفال‬
‫العام دون الزيادة في الحاجات العامة من بين هذه األسبا نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬تداور قيمة النقود ‪ :‬إن تدهور القوة الشرائية للنقود عادة ما يألدى بالدولة إلى زيادة املبالغ التي تنفقها لكي‬
‫تحصل على املقدار من السلع والخدمات التي كانت تحصل عليها من قبل إن انخفاض القدرة الشرائية‬
‫للنقود يعود إلى ارتفاع األسعار والذي بدوره يجعل الدولة تدفع وحدات نقدية أكمر كلما انخفضت قيمة‬
‫النقود لجحصول على نف الكمية من السلع والخدمات التي كانت تحصل عليها من قبل‬
‫‪-‬التغيي في طرق الحسابات العامة ‪ :‬قد ترجع زيادة النفقات العامة إلى اختالف طرل املحاسبة الحكومية‬
‫وبصفة خاصة طريقة القيد في الحسابات بعد أن اتبع مبدأ عمومية امليزانية أين أصبحت تقيد في امليزانية‬
‫العامة للدولة جملة اإليرادات والنفقات دون إجراء املقاصة بي‪،‬هما ومن الواضع أن هذا النظام يألدي إلى‬
‫زيادة حجم النفقات العامة ولكن في الواقع هي زيادة اهرية‪ ،‬بحيث تتكرر النفقة العامة في عدة أجزاء من‬
‫امليزانية مما ي خم حجم النفقات ‪ ،‬باإلضافة إلى أن االعتماد على بعض اإلحصائيات ير الدقيقة يألدي إلى‬
‫زيادة اهرية في النفقات العامة‪.‬‬
‫‪ -‬التوسع اإلقليمي ‪ :‬يعتبر كثير من علماء املالية العامة التوسع اإلقليمي للدولة وزيادة نفقاتها نسبيا‬
‫نتيجة ذلك هي زيادة اهرية باعتبار هذه النفقات ال تضيف أي نفع عام بالنسبة لسكان اإلقليم أصال ‪،‬‬
‫لكن يجب اإلشارة هنا إلى إن بعض الكتا يعتبروجها زيادة حقيقية ولم صورية ما دام هذا التوسع‬
‫اإلقليمي أصبح جزءا من اإلقليم األصلي‪.‬‬
‫ب‪ -‬األسباب الحقيقية لك اكد النفقات العامة ‪ :‬هي مجموعة من العوامل االجتماعية السياسية‬
‫واإلدارية واالقتصادية التي تألدي إلى زيادة حقيقية للنفقات العامة والناتجة عن زيادة الطلب على‬
‫الحاجات العامة ومن بين هذه األسبا ‪:‬‬
‫‪-‬اتساع نطاق الن اعات الدولية والحروب‪ :‬منذ القدم والرزاعات بين الشعو والقبائل موجودة وازدادت‬
‫حدتها في وقتنا الحاضر وأسبابها متعددة ومتنوعة ولذلك تخصص الدول ميزانيات معتبرة لتجهيز جيوشها‪،‬‬
‫النفقات املخصصة لذلك يعتبرها املاليين نفقات حقيقية ألجها ترتب بسيادة الدولة وبأم‪،‬ها واملالحا أن‬
‫أ لبية دول العالم تشكل فيها نفقات الدفاع أكمر من ¼ النفقات العامة‪.‬‬
‫‪ -‬أسباب أكدكولوجية ‪ :‬ويرجعه العلماء املالية العامة إلى فلسفة تدخل الدولة والدور الذي تألديه في املجتمع‬
‫‪ ،‬أي كلما كانت املبادئ التي يتبناه املجتمع من خالل نظامه االقتصادي تسمح وتجبر الدولة على التدخل‬
‫بشكل كبير كلما أدى ذلك إلى زيادة نفقاتها‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -‬أسباب اجتماعية‪ :‬تعتبر الزيادة في النفقات العامة الناجمة عن تدخل الدولة في الحياة االجتماعية ألجل‬
‫ضمان توز ع المروة بعدالة بين أفراد املجتمع واملحافظة على االستقرار االجتماعي زيادة حقيقية ما دامت‬
‫تصب في تحقيق أهداف إستراتيجية للمجتمع‪.‬‬
‫أما ازدياد النفقات العامة نتيجة الزيادة السكانية فان الجدل مازال قائما فهناك من يعتبرها اهرية‬
‫ويدرجها ضمن األسبا الظاهرية باعتبار أن الزيادة في عدد السكان وما يقابلها من إنفال ‪ ،‬هذا اإلنفال‬
‫يقسم على السكان دون أن يحدث تغييرا في حاجات الفرد واملجتمع‪ ،‬و عتبرها البعض األخر كزيادة‬
‫حقيقية في النفقات العامة وهم (قلة الن اإلنفال على بعض الخدمات االجتماعية (كالاحة مثال‬
‫تخفض وفيات األطفال من بعض األمراض وبالتالي نفقاتها تزداد من سنة ألخرى كنفقات حقيقية ملجابهة‬
‫زيادة حاجات السكان من الخدمات االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -‬أسباب تكنولوجية ‪ :‬إن التطور التكنولوىي أدي إلى تزايد نفقات الدول واشكل كبير لتلبية حاجات املجتمع‬
‫من وسائل اتصال ووسائل نقل وخدمات تكنولوجية مختلفة ومتطورة ‪،‬كما أدي بالدولة إلى استخدام تقنيات‬
‫متنوعة في توفير الخدمات الضرورية للمجتمع مثل توليد الطاقة و يرها من الخدمات‪ ،‬هذه املهام زادت من‬
‫نفقات الدول وهي نفقات حقيقيو ملا تضيفه من منافع‪.‬‬
‫‪ -‬األسباب االقتصادكة ‪ :‬إن الحركة االقتصادية والنمو االقتصادي أديا إلى تزايد نفقات الدولة فزيادة‬
‫الدخل الوطني أدت زيادة نفقات الدولة االستثمارية ‪ ،‬زيادة الطلب على الحاجات العامة أدى إلى ضرورة‬
‫الزيادة في دخل األفراد للرفع من فدرتهم الشرائية لتلبية حاجاتهم‪ ،‬زيادة نفقات الدولة لتقديم مختلف‬
‫الخدمات (الطرقات‪،‬املواصالت‪،‬الري‪ ،‬السكك الحديدية ‪... ،‬ال ‪ ،‬وبالتالي تظهر هذه الزيادة في النفقات‬
‫تكون حقيقية‬
‫‪ -‬تزاكد الخدمات اإلداروة ‪:‬اهتمام الدولة بتلبية حاجات أفراد املجتمع من الخدمات اإلدارية أدى إلى ازدياد‬
‫نفقاتها والتي تعتبر نفقات حقيقية ما دامت تحقق زيادة في املنافع‪.‬‬
‫‪ -2‬نتا ج ظاارة تزاكد النفقات العامة‪ :‬إن اهرة تزايد اإلنفال أفرزت العديد من اعثار االقتصادية على‬
‫اقتصاديات كل املجمعات وبدرجات مختلفة كما أثرت على السلوك االقتصادي لهذه املجمعات ‪ ،‬هذه اعثار‬
‫تتمثل في أنه و نتيجة تزايد النفقات العامة أصبحت جل الدول مضطرة إلى البحث عن مصادر ير عادية‬
‫قصد تمويل هذا التزايد في اإلنفال مما أدى التوسع في إصدار القروض العامة االختيارية واإلجبارية والججوء‬
‫إلى اإلصدار النقدي الجديد ( التمويل بالت خم ‪ ،‬تفاقم العجز في امليزانية ‪ ،‬أدى بالدول إلى األخذ بسن‬
‫ضرائب جديدة أو رفع املوجود م‪،‬ها مما أدى إلى تحميل املجتمع أعباء ضريبية ‪ ،‬أدت اهرة ازدياد النفقات‬
‫مع ضعف اإلنتاج في الكثير من الدول خاصة الدول النامية إلى ارتفاع معدالت الت خم وبالتالي إضعاف‬
‫القدرة الشرائية‪ ،‬هده اعثار املذكورة سابقا أدت بجل دول العالم إلى تبني مبدأ ترشيد النفقات العامة ‪،‬‬
‫ترشيد النفقات يعني‪:‬‬
‫‪ -‬رب حجم اإلنفال العام بالكميات االقتصادية الكلية (اإلنتاج الوطني والدخل الوطني‬
‫‪ -‬استخدام التحليل االقتصادي واملالي لجعل النفقات ذات إنتاجية وإجابتيه في االقتصاد الوطني‬
‫أما الصيغة الرياضية العامة لقانون فاقرر فتكون على الشكل اعتي‪G / Y = F ( Y / N ) :‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلنفال العام ‪ ، G‬الدخل القومي‪ Y‬عدد السكان ‪N‬‬
‫ويت ع أن هناك عالقة طردية ثابتة بين نسبة اإلنفال إلى الدخل القومي ولقد فرل فاقرر بين ثالثة و ائف‬
‫للدولة وهما‪:‬‬
‫‪ -‬الو يفة التقليدية للدولة وهي الدفاع واألمن والعدالة وقد أرجع تزايد النفقات العامة في ذلك إلى اتجاه‬
‫الدولة إلى التوسع في استخدام األساليب التي تمك‪،‬ها من القيام بهذه املهام‪.‬‬
‫‪ -‬الو يفة اإلنتاجية وهي ناجمة عن تزايد متطلبات املجتمع نتيجة تزايد التقدم الفني‬
‫‪-‬الو يفة االجتماعية وتتعلق بتزايد النفقات العامة نتيجة الر بة في القضاء على الفوارل الطبقية لكي‬
‫تستفيد كل الف ات من النمو االقتصادي‪.‬‬
‫لقد بين كال من بيكوك وووزمان في دراس هم املنشورة في بداية الستمنات إلى أن األزمات الحرو ‪ ،‬مشاكل‬
‫اإلنتاج‪ ،‬البطالة لهما وزن مهم في تحديد حجم اإلنفال وبالتالي يزيد العبء الضريبي على املواطنين لتمويل‬
‫اإلنفال ‪ ،‬وهذا اإلنفال يبقى عند ذلك املستوى املرتفع حتى بعد األزمات وال يرزل إلى املستوى الذي كان فيه‬
‫وأن حاالت األزمات االقتصادية التي تشهدها املجتمعات تألدي إلى بروز االحتياج إلى اإلنفال خالل فترات‬
‫زمنية معينة ‪ ،‬كما أشار ‪ Musgrave‬إلى اهرة تزايد اإلنفال العام من خالل أهمية الرأسمال في املراحل األولى‬
‫من التنمية االقتصادية والتي يقع عبء ال‪،‬هوض بها على عاتق الدولة من خالل اإلنفال العام‪ ،‬حيث أشار إلى‬
‫ضعف القطاع الخاص في املراحل األولى للتنمية االقتصادية‪ ،‬كما ترتفع أهمية الحاجات األساسية التي‬
‫تشبعها الدولة نتيجة ارتفاع نصمب الفرد من الدخل القومي‪.‬‬
‫سادسا‪ -‬حدود اإلنفاق العام ‪ :‬تتأثر النفقات العامة بالنظام االقتصادي والسياس ي املتبع من طرف الدولة‪،‬‬
‫فالدولة الحارسة انحصرت و يف ها في األمن والقيام ببعض األعمال اإلدارية العامة وقليل من الخدمات‬
‫االجتماعية العامة وبالتالي نفقاتها العامة كانت محدودة على عك الدولة املتدخلة التي أدى تدخلها إلى زيادة‬
‫نفقاتها العامة ألن و يفة الدولة ازدادت واتسعت‪ .‬أما في النظام االشتراكي فإن نفقاتها العامة لها أهمية كبيرة‬
‫بالنظر إلى ما الدور الذي أسند للدولة في ل هذا النظام من إنتاج إلى التوز ع والتسيير‪...‬و يرها‪ ،‬ومن ثم‬
‫تطلبت زيادة كبيرة في نفقاتها العامة حتى تستطيع أن تقوم بهذه الو ائف وقد كان لتطور و ائف الدولة في‬
‫ثار على تحديد النفقات العامة دون إدخال أو األخذ بعين االعتبار مقدرة الدولة على تدبير اإليرادات‪.‬‬
‫إن التزايد املستمر للنفقات العامة أدى إلى التفكير في الكيفية والطريقة التي بواسط ها يمكن التحكم في هذه‬
‫النفقات العامة ووضع حد معين لهذه الزيادة‪ ،‬ولقد اقترخ البعض تحديد نسب معينة للنفقات العامة من‬
‫الدخل الوطني مثال ‪ % 25‬أو‪ % 30‬أو ير ذلك‪ ،‬ولكن هذه النسب في الحقيقة ال ترتكز على أس علمية‬
‫اقتصادية لكن هناك اعتبارات أخرى تحد من حجم اإلنفال العام‪ ،‬هذه االعتبارات تتمثل في رب النفقات‬
‫العامة بالكميات االقتصادية‪ ،‬ومن أهم حدود اإلنفال العام نجد‪:‬‬
‫أ‪ -‬قدرة الدولة في الحصوم على اإلكرادات‪ :‬وهو ما يعرف باملقدرة التمويلية الوطنية‪ ،‬معناه أن حجم‬
‫اإليرادات العامة يكون حدا من حدود اإلنفال العام‪ ،‬فكلما كانت اإليرادات وخاصة العادية كبيرة ومعتبرة‬
‫توسعت الدولة في اإلنفال‪ ،‬املقدرة التمويلية للدولة تتحكم فيها عدة عوامل وم‪،‬ها‪:‬‬

‫‪25‬‬
‫‪-‬الطاقة الضروبية‪ :‬قدرة الدولة في الحصول على أكبر قدر من اإليرادات عن طريق الضرائب وهذا يحكمه‬
‫عدة عوامل م‪،‬ها‪:‬‬
‫‪ -‬ايا اإلنتاج ‪ :‬فكلما كان الطابع الصناعي يغلب على الهيكل االقتصادي للدولة كانت طاق ها الضريبية أكمر‪،‬‬
‫أما في الدول النامية فيغلب عليها الطابع الزراعي وبالتالي تكون طاق ها الضريبية ضعيفة‪،‬‬
‫‪ -‬ايا توزيع الدخ الوطني‪ :‬كلما تم توز ع الدخل الوطني بعدالة تزداد الشرائح االجتماعية التي تدفع‬
‫الضرائب على الدخول‪.‬‬
‫‪ -‬الهيا السااني‪ :‬أي كلما كانت نسبة السكان العاملين كبيرة تكون الطاقة الضريبية كبيرة ‪.‬‬
‫‪ -‬الحركة التجاروة الخارجية‪ :‬كلما يكون البلد أكمر انفتاحا على العالم الخارىي( حركة صادرات وحركة‬
‫واردات تزداد طاقته الضريبية ( الضرائب الجمركية ‪.‬‬
‫‪ -‬كفاءة االدارة في تحصي الضرا ب‪ :‬كلما كانت اإلدارة الضريبية تتميز بالكفاءة في تحصيل الضرائب تزداد‬
‫الطاقة الضريبية‪.‬‬
‫ب‪ -‬القدرة على االقكياض‪ :‬أي إمكانيات الدولة في الحصول على حجم معين من القروض وهذا يحكمه حجم‬
‫املدخرات الفردية والذي بدوره يعتمد على حجم الدخل الفردي‪ ،‬وحجم املدخرات يرتب بامليل الحدي‬
‫لالس هالك وكيفية توز ع الدخل من طرف األفراد‪ ،‬باإلضافة إلى مستوى االقتطاعات الضريبية ‪ ،‬مع اإلشارة‬
‫إلى أن الججوء إلى القروض تحكمه الظروف االقتصادية السائدة في البلد ففي حالة انكماي تألدي إلى زيادة‬
‫الطلب الفعال أما في حالة انتعاي يألدي إنفال هذه القروض في شكل نفقات عامة إلى فجوات ت خيمه‪.‬‬
‫ج‪ -‬مستو النشاط االقتصادي‪ :‬كقاعدة عامة توجد عالقة طردية بين مستوى النشاط االقتصادي وحجم‬
‫النفقات العامة‪ ،‬هذه القاعدة ال تألخذ باملطلق ف ي ترتب بالظروف االقتصادية السائدة وفقا للتحليل‬
‫ألكرزي‪ ،‬فالنفقة عنصر استراتي ي في التأثير على الطلب الفعال وبالتالي تزداد النفقات في تلك الفترة لتأثيرها‬
‫على مستوى النشاط االقتصادي العام نظرا لتشغيل عوامل اإلنتاج املعطلة‪ ،‬في حالة ارتفاع الطلب الفعال‬
‫عن الحد الالزم ( حالة الرخاء أو االنتعاي االقتصادي فالزيادة في النفقات العامة عن حد معين تحدث‬
‫فجوات ت خميه ألن النفقات تألدي إلى ارتفاع األسعار وانخفاض قيمة العملة ولذلك يتطلب الضغ على‬
‫حجم اإلنفال‪ ،‬وعليه نجد أن مستوى النشاط االقتصادي يكون محددا لضجم اإلنفال العام‪.‬‬
‫‪ -‬املحافظة على قيمة العملة‪ :‬إن تزايد حجم اإلنفال العام يجب أن ال يألثر على قيمة النقود وقوتها‬
‫الشرائية‪ ،‬فاإلنفال يألدي إلى زيادة الطلب عن العرض الكلي وخاصة في الدول النامية ألن الجهاز اإلنتاىي‬
‫لهذه الدول ير مرن وال يستجيب لزيادة في الطلب مما يألدي إلى حدوث ت خم وبالتالي يألدي إلى انخفاض في‬
‫قيمة العملة‪ ،‬ولتفادي حدوث ذلك تحد الدول حسب طبيعة نشاطها االقتصادي من التوسع في اإلنفال‪.‬‬
‫سابعا‪ -‬اآلثار االقتصادكة للنفقات العامة‪ :‬إن دراسة اعثار االقتصادية للنفقات العامة تعتبر تسمح لنا‬
‫بالتعرف على االستخدامات املختلفة التي يمكن توجيه النفقات العامة إليها لتحقيق أهداف معينة‪ ،‬كما أن‬
‫معرفة األثر الذي يمكن أن تحدثه نفقة معينة يجعل املشرفين على السياسة املالية يستخدمون النفقة‬
‫تحقق األهداف التي يسعى املجتمع لتحقيقها ير أن اعثار االقتصادية للنفقات العامة قد تكون مباشرة أو‬
‫ير مباشرة‪ ،‬وفيما يلي دراسة لآلثار االقتصادية املباشرة و ير املباشرة للنفقات العامة‪ .‬إن التطور الذي‬

‫‪26‬‬
‫حدث في جميع املجتمعات أدى إلى ازدياد اإلنفال العام وفي تنوعه وتغير هيكله‪ ،‬و ستخدم اإلنفال العام في‬
‫هذه املجتمعات للتأثير على مختلف الجوانب االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وتتوقف اعثار االقتصادية لنفقات‬
‫العامة على‪:‬‬
‫‪ -‬طبيعة الهدف الذي تسعى الدولة تحقيقه‪.‬‬
‫‪ -‬طبيعة اإليرادات التي تمول هذه النفقات‪.‬‬
‫‪ -‬الوضع االقتصادي السائد (تبعا للوضعية االقتصادية التي يعمشها البلد ‪.‬‬
‫يمكننا التطرل إلى نوعين من اعثار‬
‫‪ -1‬اآلثار االقتصادكة املباترة لإلنفاق العام ‪ :‬وهي تلك اعثار التي تظهر مباشرة على الكميات االقتصادية‬
‫الكلية املحددة لنشاط الدولة االقتصادي وهما الدخل الوطني‪ ،‬اإلنتاج الوطني والعوامل املشتقة م‪،‬ها‬
‫كاالس هالك‪ ،‬االدخار واالستثمار‪.‬‬
‫أ‪ -‬اآلثاراملباترة لإلنفاق العام على الناتج الوطني‪ :‬يقصد باإلنتاج الوطني مجموع السلع والخدمات التي‬
‫تنتج خالل فترة زمنية معينة عادة ما تكون سنة والتي يمكن تقييمها نقدا‪ ،‬ويقصد كذلك به مجموع‬
‫القيم املضافة التي تتولد عن النشاط اإلنتاىي الذي يقوم به املجتمع خالل فترة زمنية محددة‪ ،‬وتألثر‬
‫النفقات العامة مباشرة في اإلنتاج الوطني عن طريق تأثيرها على قدرة ور بة األفراد على العمل واالدخار‬
‫واالستثمار وفقا ملا يتوافر له من عوامل إنتاجية تتمثل في العمل ورأس املال واملوارد الطبيعية والقدرات‬
‫التنظيمية والفنية وحجم الطلب الفعال وعلى تحويل هذه العناصر اإلنتاجية وتنقلها من مكان إلى مكان‬
‫إن الفكر املالي الحديث قد ير من مفهوم حياد النفقة واعتبرها نفقة منتجة كما أصبحت النفقة‬
‫العامة أداة من أدوات التنمية االقتصادية ووسيلة لتحقيق معدل نمو مرتفع في اإلنتاج الوطني وذلك عن‬
‫طريق اإلنفال االستثماري وبذلك أصبح يقاس أثر اإلنفال العام بأثره على اإلنتاج الوطني لكن من‬
‫الضروري اإلشارة هنا إلى أن إنتاجية النفقة العامة أصبحت تعتمد على كفاءة اإلنفال العام والنتيجة أنه‬
‫كلما كانت النتائج أكبر والنفقات أقل كلما زادة كفاءة اإلنفال العام ‪ ،‬تتحدد أثار اإلنفال العام على الناتج‬
‫الوطني من خالل عاملين وهما‪:‬‬

‫‪ -‬الطاقة اإلنتاجية وتتوق على مجموعة عوام هي‪:‬‬


‫‪ -‬حجم ومستوى رأس املال املتاخ‬ ‫‪ -‬املوارد الطبيعية‬
‫‪ -‬املستوى الفني ل نتاج‪.‬‬ ‫‪ -‬حجم القوة العاملة‬
‫‪ -‬مستو الطلب الفعام ‪ :‬و عني الطلب على أموال االس هالك ‪ ،‬الطلب على أموال االستثمار واملعروف انه ‪-‬‬
‫يجب أن يكون اإلنفال الوطني اإلجمالي كافيا ملقابلة اإلنتاج الوطني اإلجمالي فإذا كان ناقصا يألدى إلى‬
‫االنكماي وإذا كان زائدا يألدى إلى الت خم (ارتفاع األسعار دون زيادة في اإلنتاج وهنا يمكننا التعرض إلى‪:‬‬
‫‪ -‬اثر النفقات العامة على العام األوم ‪:‬فالنفقات العامة تألدى إلى زيادة املقدرة االقتصادية للدولة على‬
‫اإلنتاج وذلك عن طريق تنمية عوامل اإلنتاج ‪ ،‬وهذا من خالل النفقات العامة االستثمارية والتي تألدى إلى‬

‫‪27‬‬
‫تكوين ريوس األموال وبالتالي تألدى إلى زيادة املقدرة اإلنتاجية للمجتمع ‪ ،‬النفقات العامة االس هالكية‬
‫فاإلنفال على الخدمات االجتماعية (تعليم‪ ،‬صحة‪ ...‬ال (خدمات وإعانات اجتماعية تألدي إلى رفع املقدرة‬
‫اإلنتاجية لقفراد عن طريق توفير هذه الخدمات‪.‬‬
‫‪ -‬أثر النفقات العامة على العام الثاني‪ :‬وفقا للنظرية الكرزية يتوقف حجم اإلنتاج والعمالة على مستوى‬
‫الطلب الفعال ونعني به اإلنفال الكلي على االس هالك واإلنفال الكلي على االستثمار واإلنفال الذي تقوم به‬
‫الدولة هو عبارة عن الطلب على سلع االس هالك وسلع االستثمار‪ ،‬والسألال املطروخ هنا هو كيف يألثر الطلب‬
‫الفعال على حجم اإلنتاج؟ تألدي الزيادة في الطلب الفعال إلى زيادة حجم اإلنتاج بشرط أن يكون االقتصاد‬
‫يعمل بأقل من مستوى التشغيل الكامل لعوامل اإلنتاج ‪ ،‬أن يتمتع الجهاز اإلنتاىي باملرونة ملقابلة الزيادة في‬
‫الطلب الفعال ولذلك فإن سياسة اإلنفال العام يجب أن تتحدد بمستوى النشاط االقتصادي ( الطلب‬
‫ومرونة الجهاز اإلنتاىي‬
‫‪ -‬أثار بعض أنواع النفقات العامة على الناتج الوطني‪ :‬هناك بعض النفقات تساهم في الرفع من املقدرة‬
‫اإلنتاجية للدولة وم‪،‬ها نفقات الدفاع ونعني بها النفقات العسكرية هذه النفقات يوجد من اعتبرها‬
‫نفقات ال إنتاجية معناه ال تزيد من حجم اإلنتاج الوطني‪ ،‬والبعض اعتبرها عك ذلك أي لها أثار إيجابية‬
‫على الناتج الوطني مثل نفقات البحث العلمي في امليدان العسكري لتطوير وإنتاج وسائل الدفاع‪،‬‬
‫النفقات العسكرية املتخصصة في النسيج‪ ،‬الجلود‪ ،‬الحديد والصلب ‪....‬ال ولكن قد ال ينطبق هذا على‬
‫الكثير من الدول ‪،‬النفقات االجتماعية حيث يرى بعض كتا املالية أن لها أثرا على اإلنتاج الوطني مثل‬
‫النفقات املخصصة لتكوين الرأسمال البشري ( الاحة‪ ،‬التعليم‪ ،‬الثقافة والتكوين ‪ ،‬التحويالت النقدية‬
‫التي تتم ملواجهة حاالت اجتماعية( البطالة‪ ،‬الشيخوخة‪ ،‬تدعيم ذوي الدخل الضعيف الن هذه‬
‫النفقات تألدي إلى رفع معدالت الطلب الفعال وهو يألثر بدوره على زيادة الطاقة اإلنتاجية كما سبقت‬
‫اإلشارة إليه‪ ،‬اإلعانات االقتصادكة التي تقدمها الدولة للمنتجين قصد تدعيمهم‪ ،‬وتهدف اإلعانات‬
‫االقتصادية إما الستقرار سلعة ذات منفعة عامة (كمي ها‪ ،‬جودتها‪....،‬ال يا إما لضمان استمرار نشاط‬
‫معين يعتبر أساس ي في االقتصاد الوطني(إنتاج زراعي ‪ ،‬لهدف تصدير سلعة معينة القصد من ذلك‬
‫تدعيم ميزان املدفوعات‪ ،‬بهدف توز ع االستثمارات على مستوى الفروع أو املناطق الجغرافية أو‬
‫القطاعات االقتصادية ‪ ،‬تألدي هذه النفقة إلى الزيادة في الناتج الوطني حسب روف اإلنتاج‪ ،‬ففي حالة‬
‫تناقص الغلة (زيادة اإلنتاج تقابله زيادة في النفقة في هذه الحالة فإن زيادة نفقة اإلنتاج تمتص هذه‬
‫اإلعانات وتكون الزيادة في اإلنتاج ضعيفة‪ ،‬في حالة تزايد الغلة (زيادة في اإلنتاج ال تقابله زيادة في النفقة‬
‫هنا تكون الزيادة في اإلنتاج معتبرة واإلعانة تعمل على تخفيض النفقة ولكن في الحالة األو ى يزداد ربح‬
‫املنتج بزيادة اإلنتاج أما املس هلك فال يستفيد من اإلعانة ألجها تنقص بقدر الزيادة في النفقة‪ ،‬أما في‬
‫الحالة الثانية فإن استفادة املس هلك تكون بقدر االنخفاض في سعر السلعة وذلك حسب مرونة الطلب‬
‫وعدم احتكار املنتج السلعة لصالحه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أثر النفقة العامة على االستهمك الفردي ‪ :‬هناك عدة جوانب يألثر من خاللها اإلنفال العام على‬
‫االس هالك م‪،‬ها في حالة شراء الحكومة سلع اس هالكية مثل املالب واألدوية للقطاع العسكري فإجها تزيد‬

‫‪28‬‬
‫االس هالك الوطني‪ ،‬نف الش يء في حالة شرائها لخدمات اس هالكية كالدفاع واألمن والتعليم‪ ،‬عندما تدفع‬
‫الحكومة فوائد القروض ملقترضيها وتقديم إعانات البطالة ومنحها إلعانات دعم عيني كل هذه النفقات تزيد‬
‫من االس هالك الوطني‪ .‬يزداد دخل الفرد نتيجة العملية االنغالقية وذلك بدشراء الدولة لخدمات األفراد نتيجة‬
‫إشباعها لحاجات عامة( معلمون‪ ،‬أطباء ‪ ،‬شراء الدولة للسلع والخدمات وبالتالي يزداد دخل منت ي هذه‬
‫الخدمات وهذه السلع وبالتالي يزداد دخل العاملين بهذه القطاعات‪ ،‬عندما تقوم الدولة باالستثمار توزع‬
‫دخوال على اإلفراد نتيجة هذه العملية االستثمارية‬
‫ج‪ -‬أثراا على العملية االدخاروة‪ :‬تألدي زيادة املداخيل التي يتلقاها األفراد إلى الزيادة في حجم االدخار لكن‬
‫يبقى هذا مرتب بامليل الحدي لالدخار‪ .‬إن زيادة االس هالك مع ثبات الدخل يألدي إلى انخفاض االدخار مما‬
‫ينعك سلبا على االستثمار الذي يألثر هو اعخر على اإلنتاج تكون نف النتائج عندما يزيد االس هالك‬
‫بمعدل يفول الدخل الوطني‪ ،‬مما سبق يت ع أنه إذا زاد اإلنفال العام بمعدل يفول اإليرادات فإن األثر‬
‫يكون سالبا على االدخار الوطني والعك صحيح‪.‬‬
‫د‪-‬أثراا على مستو التشغي ‪ :‬إن اإلنفال الحكومي على االستثمار واالس هالك وزيادة صافي ما في حوزة‬
‫األفراد من أصول هي أهم أنواع اإلنفال الحكومي أثرا على حجم التو ف بحسب ترتمب األهمية النسبية‬
‫املعقودة لكل‪ ،‬والعالقة بي‪،‬ها وبين حجم التو يف طردية ‪ .‬هذا ويألثر اإلنفال الحكومي في التو يف عن طريق‬
‫زيادة أو نقص الطلب الفعال‪ ،‬فزيادة اإلنفال الحكومي مع بقاء اإلنفال الخاص ثابتا يألدي إلى زيادة الطلب‬
‫الكلي الفعال على السلع والخدمات مما يزيد من حجم التو ف‪ .‬النفقات العامة تألدي إلى زيادة التشغيل‬
‫بطريقة ير مباشرة( حسب ما ندرسه في املحور املوالى ‪ ،‬أما في الحالة املباشرة فزيادة الطلب الفعال ملا له من‬
‫أثر على الزيادة في اإلنتاج يألدي لفتح مناصب شغل( زيادة التشغيل ‪ ،‬إنفال الدولة لتلبية حاجات املجتمع‬
‫يألدي إلى خلق مناصب شغل جديدة‪ ،‬مثل اإلنفال على توسع املدن ‪ ،‬األمن ‪ ،‬تهي ة املرافق العامة ‪ ...‬ال ‪ .‬و‬
‫بصورة عامة يمكن القول أن السياسة اإلنفاقية لها مساهم ها الهامة في تحقيق العمالة والتشغيل سواء من‬
‫خالل دعم القطاع الخاص وترقية دوره في االقتصاد أو عن طريق املشروعات العامة أو من خالل سبل أخرى‬
‫تججأ إليها الدولة قصد تحقيق مستوى أعلى من العمالة ملعالجة مشكل البطالة‪.‬‬
‫ه‪ -‬أثار اإلنفاق العام على مستو األسعار‪ :‬إن تدخل الدولة قد يتم إما بتأثيرها على العوامل املحددة‬
‫لقسعار أي على العرض والطلب وإما بتأثيرها املباشر على هذا املستوى‪ ،‬وذلك ملا يتوفر لديها من وسائل‬
‫وطرل عدة‪ ،‬فيمكن لها أن تألثر في مستوى األسعار في إطار برامجها اإلنفاقية من خالل املنح واإلعانات أو من‬
‫خالل إشرافها املباشر على القيام باإلنتاج أو عن طريق استخدام السياسات املختلفة من نقدية وائتمانية‬
‫وضريبية وسياسية لقجور أو من خالل توجيه املس هلك واملنتج ‪ ،‬حيث تصب كل هذه التدخالت في العمل‬
‫على تحقيق استقرار األسعار حسب الحالة‪ ،‬من جهة التدخل لجحد من انخفاضها في حالة االنكماي و‬
‫التدخل لجحد من ارتفاعها في حالة الت خم وفي الواقع أن أثار النفقات العامة على األسعار يتحدد وفقا‬
‫لضجم اإلنفال وهدفه وطبيعته ووسيلة تغطيته والوضع االقتصادي السائد‪.‬‬
‫و‪ -‬دور اإلنفاق العام في ضبط التضخم‪ :‬يرى البعض الت خم هو الثمن الذي يجب دفعه مقابل تنفيذ‬
‫برامج اإلنفال الحكومي‪ ،‬والبعض اعخر يرى بأن هذا خل بين اإلنفال الحكومي وأساليب تمويله ألن هناك‬

‫‪29‬‬
‫برامج ل نفال يمكن تمويلها بأدوات ير ت خمية وبما أن إجمالي اإلنفال الفائض هو السبب األول للت خم‪،‬‬
‫فان تخفيضا في اإلنفال الحكومي يألدي إلى تقليل الضغوط الت خمية لذا فان الت خم يألدي إلى إعادة‬
‫النظر في برامج اإلنفال ‪ ،‬يمكن تقيل الضغوط الت خمية إذا كان القيام بمشروعات ذات منافع عامة ‪ ،‬كما‬
‫أن بعض املنح قد تعمل على إيقاف الضغوط الت خمية إذا استعملت بحكمة كوجها تقلل الضغوط‬
‫الت خمية بزيادة إنتاج السلع اإلستراتيجية كما يمكن أن تعطي املنح ملنت ي أصناف املواد االس هالكية‬
‫الالزمة وقد استخدم هذا النوع من املنح في الحرو واألزمات‪.‬‬
‫‪ -2‬اآلثار غيي املباترة للنفقات العامة‪ :‬باإلضافة إلى اعثار املباشرة للنفقات العامة في كل من اإلنتاج الوطني‬
‫واالس هالك والتشغيل ومستوى األسعار نجد لهذه النفقات ثار ير مباشرة تحدثها على االس هالك و اإلنتاج‬
‫من خالل أثر كال من عاملي املضاعف واملعجل حيث يطلق على ثر املضاعف االس هالك املولد كما يطلق‬
‫على اثر املعجل باالستثمار املولد ‪ ،‬ويرتب اثر النفقة العامة على االس هالك باألثر املترتب على اإلنتاج بفعل‬
‫كال من املضاعف واملعجل إذن النفقات ال تألثر على االس هالك بتأثير عامل املضاعف فق ولك‪،‬ها تعود‬
‫فتألثر أيضا على اإلنتاج كنتيجة ير مباشرة لعمل املضاعف نفسه وكذلك األمر بالنسبة ألثر عامل املعجل‬
‫الذي ال يألثر على اإلنتاج فحسب بل يترتب عنه أيضا اثر ير مباشر على الس هالك وفيما يلي نتطرل إلى اعثار‬
‫عير النفقات العامة في إعادة توز ع الدخل الوطني‪.‬إن اإلنفال العام يحدث أثارا متتالية على اإلنتاج‪ ،‬الدخل‪،‬‬
‫االستثمار‪...‬ال ‪ ،‬و السألال املطروخ هو كيف تتم هذه الزيادة وبأي قدر؟ و قبل اإلجابة على هذا السألال يجب‬
‫أن نتعرف بإيجاز على االستثمار املستقل وهو االستثمار الذي يتم بقرارات مستقلة عن مستوى الدخل (ال‬
‫يرتب به وعادة ما يكون استثمار الدولة استثمار مستقال‪ ،‬االستثمار املشتق أو التابع ويأتي استجابة للزيادة‬
‫في الطلب على السلع االس هالكية (تحت تأثير الزيادة في الدخل ‪ ،‬لذا نجد النفقات العامة لها أثارا ير مباشرة‬
‫على االس هالك الوطني وترتب بالنوع األول من االستثمار وهو مبدأ املضاعف‪ ،‬النفقات العامة لها أثارا ير‬
‫مباشرة على اإلنتاج الوطني من خالل تأثيرها في العملية االستثمارية (النوع الثاني وهو ما يقره مبدأ املعجل‪.‬‬
‫لقد ورد مبدأ املضاعف ألول مرة في نظرية االقتصادي املشهور كيرز نظريته العامة الشهيرة عام ‪،1936‬‬
‫حيث قام بتحليل املضاعف ألجل بيان اثر االستثمار على الهيكل الوطني وبالتالي على االس هالك على اعتبار‬
‫أن الزيادة في االستثمار الذاتي أي الزيادة في اإلنفال االستثماري تألدي إلى زيادة الدخل الوطني بقدر يزيد كثيرا‬
‫عن قيمة هذه الزيادة األولية في االستثمار‪ .‬وتعني أثر االستثمار املستقل على االس هالك من خالل سلسلة‬
‫الدخول النقدية التي تنجم عن اإلنفال األولي لالستثمار‪ ،‬هذه الدخول تفول االستثمار األولي بعدة مرات‪،‬‬
‫املضاعف هو معامل عددي يحدد مقدار الزيادة في الدخل الناجمة عن اإلنفاقات االستثمارية‪.‬‬
‫أ‪ -‬اآلثار غيي املباترة للنفقات العامة من خمم أثر املضاع ‪ :‬املضاعف يبين النسبة بين الزيادة اإلجمالية‬
‫في الدخل الوطني والزيادة األولية في اإلنفال أو بعبارة أخرى فهو يبين عدد املرات التي يتضاعف بها أثر الزيادة‬
‫في االستثمار وذلك عن طريق التأثير على االس هالك وبالتالي على الدخل الوطني‪ ،‬فأهمية املضاعف تتوقف‬
‫على أهمية الزيادة في النفقات االس هالكية بمعنى أنه يرتب ارتباطا طرديا بامليل الحدي لالس هالك وارتباطا‬
‫عكسيا بامليل الحدي لالدخار ‪ ،‬أي مقلو امليل الحدي لالدخار ألن نظريا‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫امليل الحدي لالس هالك ‪ +‬امليل الحدي لالدخار = ‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫( في حالة معرفة امليل الحدي لالدخار‬ ‫املضاعف =‬
‫امليل الحدي ال دخار‬

‫لقد تم توجيه عدة انتقادات ملبدأ املضاعف وم‪،‬ها تحديد امليل الحدي لالس هالك ملجتمع بأكمله أمر في اية‬
‫الصعوبة‪ ،‬لم كل الدخول التي توجه إلى االس هالك تدخر (تسديد ديون‪ ،‬اكتناز‪ ..‬كما أن هذا التحليل‬
‫يعتبر كل ش يء يقع فوريا (دون إعطاء أهمية لعنصر الزمن‬
‫‪-‬اآلثار غيي املباترة للنفقات العامة من خمم أثر املعج ‪ :‬إذا كان املضاعف يبين اثر التغيرات في‬
‫االستثمار على االس هالك فان املعجل يبين اثر التغير في االس هالك على االستثمار وتسمى هذه الظاهرة بمبدأ‬
‫تعجيل الطلب املشتق الن الطلب على السلع االستثمارية يشتق من الطلب على السلع والخدمات االس هالكية‬
‫التي توجد نتيجة له‪ ،‬فزيادة الطلب عل السلع االس هالكية يألدي إلى تغير اكبر في اإلنفال االستثماري والعالقة‬
‫بين هاتين الزيادتين يعبر ع‪،‬ها بمبدأ املعجل ‪ ،‬و يمكن التعبير عن هذا املبدأ حسابيا على النحو التالي ‪:‬‬
‫∆االس هالك‬
‫∆ االستثمار‬
‫وعليه فانه زيادة النفقات العامة تسمح من خالل ما يترتب ع‪،‬ها من زيادة في االس هالك بإحداث زيادة في‬
‫االستثمار بكمية اكبر‪ ،‬إال أن ثار املعجل تتوقف عامة على عدة اعتبارات من أهمها ما يتعلق بطريقة اإلنتاج‬
‫إي األسلو الفني للعملية اإلنتاجية التي يختلف من قطاع عخر‪ ،‬واعتبار كذلك ما يتوافر من مخزون السلع‬
‫االس هالكية ومقداره وما يتوافر من طاقات إنتاجية ير مستغلة وحجمها إذ أن وجود مثل هذا املخزون وهذه‬
‫الطاقات تحد من اثر املعجل بعك عدم توافر كل م‪،‬ها‪ ،‬كما تتوقف هذه اعثار على تقديرات منت ي السلع‬
‫االس هالكية التجاهات الزيادة في الطلب عليها سواء كانت ذات طبيعة مألقتة أو عارضة ال تدفع هألالء‬
‫املنتجين إلى زيادة حجم استثماراتهم أو كانت ذات طبيعة مستمرة تألدي إلى زيادة حجم االستثمارات ‪،‬‬
‫إن مبدلي املضاعف واملعجل يقترضان أن يكون الجهاز اإلنتاىي مرنا‪ ،‬ولهذا نجد أن هذا التحليل يتالءم مع‬
‫روف البالد املتقدمة أكمر من روف البالد املتخلفة ‪ ،‬إن هناك تفاعال بين املضاعف واملعجل‪ ،‬فاإلنفال‬
‫األولي (حسب املضاعف يألدي إلى زيادة في االس هالك وهذا يألدي (حسب املعجل إلى زيادة في االستثمار ‪،‬‬
‫فاالستثمار األولي يولد استثمارا جديدا‪ ،‬هذا التفاعل يألدي إلى زيادة في الكميات االقتصادية ( دخل‪ ،‬إنتاج‪،‬‬
‫استثمار‪ ،‬اس هالك ‪ ،‬وحتى يمكن استخدام مبدأي املضاعف واملعجل لتحديد اعثار ير املباشرة ل نفال‬
‫العام يجب أخذ في االعتبار العوامل اعتية‪:‬‬
‫‪ -‬حجم اإلنفال الذي سوف يحدث مضاعفات في الدخل (ألن هذه املضاعفات تتحدد حسب كمية‬
‫اإلنفال األولي‬
‫‪ -‬طرل تمويل امليزانية‪،‬‬
‫ج‪ -‬أثر النفقات العامة على إعادة توزيع الدخ الوطني‪ :‬الدولة عندما تألدي و ائفها في املجتمع تحدث‬
‫تأثيرا في الدخل الوطني وفي توز عه وإعادة توز عه من خالل األدوات املالية إي النفقات العامة واإليرادات‬

‫‪31‬‬
‫العامة ‪ ،‬النفقات العامة تعتبر أداة هامة في إعادة توز ع املداخيل بين مختلف ف ات وطبقات املجتمع وذلك‬
‫من أفراد ف ة أو طبقة معينة إلى أفراد ف ة أو طبقة أخرى ويتوقف ذلك على فلسفة الدولة التدخلية وعلى‬
‫السياسية االجتماعية كما يتوقف على الظروف االقتصادية السائدة‪ ،‬قد تتدخل الدولة تدخال ايجابيا من‬
‫خالل تحقيق العدالة االجتماعية فتعمل بنفقاتها العامة على إعادة توز ع الدخول لصالع أصحا الدخل‬
‫املحدود بقصد تحقيق املساواة‪ ،‬كما قد تعمل في بعض الظروف االقتصادية كالت خم على إعادة توز ع‬
‫الدخول والمروات لصالع أصحا الدخل السر ع بقصد تخفيف حدة الضغوط الت خمية‪ ،‬وعليه يتم‬
‫توجيه النفقات العامة حسب الهدف املراد تحقيقه املحدد من طرف الدولة وفي إطار تدخلها إلعادة توز ع‬
‫الدخل‪ ،‬تلعب الدولة دورا أساسيا في عملية توز ع وإعادة توز ع الدخل الوطني وذلك عن طريق سياسة‬
‫اإلنفال وسياسة اإليراد‪ ،‬ولكن السياسة املالية وحدها ال تكفي بل هناك سياسة األجور وسياسة األسعار‬
‫واالستثمارات وتوز عها ‪...‬ال ‪ ،‬وهذه عوامل تضاف إلى السياسة املالية لضمان توز ع وإعادة توز ع الدخل‬
‫الوطني بشكل عادل‪ ،‬تباشر الدولة تأثيرها في توز ع الدخل الوطني على مرحلتين‪ :‬املرحلة األولى (مرحلة التوز ع‬
‫األولي ‪ ،‬ويقصد به توز ع اإلنتاج بين الذين شاركوا في القيام به أي بين عوامل اإلنتاج‪ ،‬أما املرحلة الثانية‬
‫(إعادة التوز ع فيقصد بها إجراء تعديالت على التوز ع األولي ‪ ،‬تألدي الدولة دورها في إعادة التوز ع على‬
‫الشكل األتي‪:‬‬
‫‪ -‬إعادة توز ع الدخل بين مختلف طبقات املجتمع خاصة إذا كان النمو االقتصادي نموا ير متوازنا‬
‫فيذهب الدخل لف ة على حسا ف ة أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة توز ع الدخل الوطني بين مختلف فروع اإلنتاج أي بين مختلف القطاعات من زراعة‪ ،‬صناعة‪،‬‬
‫خدمات‪...‬ال ‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة توز ع الدخل بين مختلف األقاليم ‪ ،‬أي إعادة التوازن الدخل بين مختلف أقاليم البلد الواحد‪.‬‬
‫إن أهم األدوات املالية التي تألثر في إعادة توز ع الدخل هي النفقات العامة واإليرادات العامة (نخص م‪،‬ها‬
‫الضرائب ‪ ،‬وهذه تألثر في إعادة توز ع الدخل سواء عن طريق أسعار املنتجات‪ ،‬الخدمات واألعباء ‪...‬ال ‪،‬‬
‫وتعتبر النفقات العامة إحدى األدوات األساسية في إعادة توز ع الدخل‪ ،‬ولذا يمكننا التعرض هنا إلى أثار كال‬
‫من النفقات العامة التحويلية والنفقات العامة الحقيقية في إعادة توز ع الدخل‪.‬‬
‫‪ -‬أثر النفقات العامة التحوولية في إعادة توزيع الدخ ‪ :‬إن النفقات العامة التحويلية يمكن تقسيمها إلى‬
‫ثالثة أنواع‪ ،‬وهي نفقات تحويلية اجتماعية ‪ ،‬نفقات تحويلية مالية و نفقات تحويلية اقتصادية‪ ،‬النفقات‬
‫التحويلية االجتماعية وهي النفقات التي لها أثار على مستوى معمشة بعض الطبقات االجتماعية مثل‬
‫اإلعانات النقدية املقدمة للمو فين‪ ،‬إعانات ملقابلة األعباء املعمشية‪ ،‬اإلعانات املمنوحة للشيخوخة‪ ،‬إعانات‬
‫البطالة و يرها ‪ ،‬هذا النوع من اإلعانات أصبح له أهمية كبيرا في ميزانيات الدول في العصر الحديث‪ ،‬تألدي‬
‫النفقات التحويلية االجتماعية إلى إعادة توز ع الدخل عن طريق إدخال تعديالت على التوز ع األولي من خالل‬
‫إدخال تعديالت على مداخيل بعض الطبقات االجتماعية‪ ،‬وذلك بتحويل جزء من اإليرادات إلى نفقات‬
‫لصالع هذه الطبقات‪ .‬أما النفقات التحويلية االقتصادية فتعمل على إعادة توز ع الدخل من خالل تحويل‬
‫بعض النفقات لبعض الفروع اإلنتاجية على حسا فروع أخرى ‪ ،‬تحويل بعض النفقات لتنمية بعض‬

‫‪32‬‬
‫النشاطات االقتصادية في أقاليم معينة وتحويل بعض النفقات لتنمية قطاع اقتصادي معين (القطاع‬
‫الزراعي مثال ‪ ،‬أما النفقات التحويلية املالية فتعيد توز ع الدخل باإلنفال على الديون التي تعقدها الدولة‬
‫وخدماتها وتعمل على تحويل جزء من النفقات لصالع املقرضين سواء كانوا أفراد أو مألسسات مالية‪.‬‬
‫‪ -‬اثر النفقات العامة الحقيقية على إعادة توزيع الدخ ‪ :‬لقد عرفنا أن النفقات العامة الحقيقية هي التي‬
‫لها أثار مباشرة على الدخل الوطني ولك‪،‬ها في نف الوقت تساهم بطريقة ير مباشرة في إعادة توز ع هذا‬
‫الدخل‪ ،‬ويتم ذلك من خالل النفقات العامة على األجور واملرتبات أو عندما تقوم الدولة بتقديم بعض‬
‫الخدمات بأقل من تكلفة الخدمة أو مجانا كالاحة والتعليم والخدمات العمومية‪...‬ال ‪ ،‬كما يمكن أن تألثر‬
‫النفقات في إعادة توز ع الدخل عن طريق تأثيرها على مستوى األسعار‪ ،‬فكلما كانت األسعار منخفضة‬
‫ومستقرة كلما أدى هذا إلى إعادة توز ع الدخل لصالع أصحا الدخول الضعيفة وكلما كانت األسعار مرتفعة‬
‫كلما كان ذلك في صالع أصحا الدخول املرتفعة‪.‬‬
‫د‪ -‬دور النفقات العامة في إعادة توزيع الدخ في البلدان النامية‪ :‬إن البلدان النامية تتميز بعدم العدالة في‬
‫توز ع الدخل مقارنة بالدول املتقدمة ‪ ،‬وفي هذا املجال يمكننا االستعانة ببعض الدراسات التي قام بها بعض‬
‫االقتصاديين حيث توصلوا إلى عدة نتائج وم‪،‬ها أن نسبة كبيرة من الدخل تذهب إلى ف ة قليلة من السكان وأن‬
‫نسبة كبيرة من السكان ال يحصلون على متوس الدخل الفردي ‪ ،‬على الر م من هذا فإن البلدان املتخلفة‬
‫لم تستطع التقليل من هذا التفاوت أي أجها لم تصل إلى مستوى تحقيق العدالة في توز ع الدخل وهذا راجع‬
‫إلى‪:‬‬
‫‪ -‬انخفاض النفقات االجتماعية( املحولة لصالع الطبقات ذات الدخل الضعيف‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع الضرائب ير املباشرة والتي يقع عبئها عادة على ذوي الدخول الضعيفة‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض النفقات بصفة عامة النخفاض معدالت النمو االقتصادي واملوارد املالية‪.‬‬
‫‪ -‬توز ع النفقات االجتماعية املتوفرة ال تستفيد م‪،‬ها الطبقات الضعيفة الدخل‪.‬‬
‫‪ -3‬دور النفقات العامة في تحقيق أام أغراض السياسة االقتصادكة‪ :‬نظرا لآلثار التي تحدثها النفقات‬
‫العامة على الكميات االقتصادية سواء بطريقة مباشرة أو ير مباشرة أصبحت الدولة تعتمد بشكل كبير‬
‫على اإلنفال العام في تحقيق أ راض السياسة االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وأهم األهداف التي تستخدم‬
‫النفقة العامة لتحقيقها هي التحكم في استخدام املوارد االقتصادية لتحقيق معدل مرتفع للنمو‪ ،‬تحقيق‬
‫االستقرار االقتصادي وإعادة توز ع الدخل‪.‬‬
‫أ‪ -‬النفقات العامة والنمو االقتصادي‪ :‬كثيرا ما تساهم النفقات العامة إلى جانب األدوات املالية األخرى‬
‫(الضرائب القروض العامة‪ ،‬االئتمان الحكومي‪......‬ال في تحقيق معدل مرتفع من النمو االقتصادي ويتم‬
‫دلك من خالل تخصيص جزء معتبر من النفقات العامة لتحقيق معدل مرتفع من التراكم الرأسمالي‪ ،‬ويتم‬
‫ذلك عن طريق زيادة استثماراتها وتخصيص جزء من اإلنفال العام لتكوين رأس املال اإلنساني ورفع كفاءته‬
‫باإلضافة إلى تخصيص جزء من اإلنفال العام أل راض البحوث الهادفة لتحقيق التقدم التكنولوىي في مجالي‬
‫اإلنتاج التوز ع‪ .‬في الحقيقة أن النفقات العامة لمست وحدها التي تضمن للدولة معدال معتبرا من النمو‬

‫‪33‬‬
‫االقتصادي فهناك كذلك ( الضرائب‪ ،‬القروض العامة‪... ،‬ال ‪ .‬لكن إذا ما خصصنا ذلك إلى النفقات العامة‬
‫نجد أن دورها في هذا املجال سيمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬تخصيص جزء مهم من النفقات العامة لتحقيق معدل مرتفع من التراكم الرأسمالي كالرفع من حجم‬
‫ألالستثمار العمومي‪.‬‬
‫‪ -‬عن طريق زيادة إعانات اقتصادية لت جيع االستثمار الخاص‪.‬‬
‫‪ -‬توجيه استثمارات خاصة نحو األنشطة التي تتميز بمرونة نموها( الصناعات االلكترونية الصناعات‬
‫الكيماوية ‪.‬‬
‫‪ -‬تخصيص جزء من اإلنفال العام لتكوين الرأسمال البشري للتحكم في الرأسمال املادي وحسن استخدامه‪.‬‬
‫‪ -‬ت جيع التقدم التكنولوىي واستخدامه حتى تستطيع الصناعة والزراعة املنافسة في األسوال املحلية‬
‫والدولية‪.‬‬
‫‪ -‬االستثمار البحث العلمي لرفع املقدرة اإلنتاجية لكافة القطاعات االقتصادية‪.‬‬
‫ب‪ -‬النفقات العامة واالستقرار االقتصادي‪ :‬على خالف ما كانت تعتقد به النظرية التقليدية وهو وجود‬
‫قوى في السول تضمن التوازن التلقالي ير أن األزمات وتجربة البلدان الرأسمالية أثبتت خطأ تلك النظرية‬
‫ودعي كيرز الذي هرت أفكاره بعد أزمة الكساد الكبير بتدخل الدولة من أجل ضمان التوازن االقتصادي‬
‫العام‪ ،‬ويرجع إلى كل من كين واانسن ولرنر الفضل في تبيان أهمية استخدام النفقات العامة كأداة لتحقيق‬
‫أهداف السياسة املالية‪ ،‬و أن النفقات العامة أداة الدولة في تحقيق التشغيل الكامل واالستقرار االقتصادي‬
‫واالجتماعي‪ ،‬ونحن نعرف أن جميع االقتصاديات تعرف بما يسمى بالدورات االقتصادية (ركود وانتعاي‬
‫وبالتالي جاءت النظرية الكرزية وأعطت دورا بارزا لتدخل الدولة وللعملية االتفاقية واألدوات املالية‪ ،‬وتعتبر‬
‫املدرسة الكرزية من أوائل املدارس التي وضعت األس لنظرية للمالية الو يفية واكتملت فيما بعد هذه‬
‫النظرية على يد الكثير من أتباعه الذين اعتبروا النفقات العامة‪ ،‬اإلرادات العامة‪ ،‬القروض العامة أدوات‬
‫إشراف على تحقيق التشغيل الكامل لوسائل اإلنتاج واستقرار األسعار وبالتالي املالية الو يفية تعمل على‬
‫االستقرار االقتصادي ‪ ،‬ففي فترات الركود تتم زيادة اإلنفال العام املخصص ملشتريات الدولة من اإلنتاج‬
‫الجاري ‪ ،‬زيادة اإلنفال العام على شكل نفقات تحويلية للقطاعات األخرى ‪ ،‬خفض بعض الضرائب ملعالجة‬
‫الركود االقتصادي‪ ،‬هذه اإلجراءات تكون معاكسة في حالة الت خم ألجها تتعلق في هذه الحالة بخفض‬
‫مستوى الطلب الفعال وامتصاص الطلب النقدي الزائد‪ ،‬لكن فعالية هذه اإلجراءات يتطلب توفير شروط‬
‫معينة وم‪،‬ها‪:‬‬
‫‪ -‬كبر حجم اإلنفال العام والقدرة على التحكم فيه وفقا ملستوى النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -1‬التحكم في اإلنفال العام واإلرادات العامة في الوقت املناسب‪.‬‬
‫واليوم تستخدم سياسة اإلنفال كأداة فعالة في املحافظة على االستقرار االقتصادي واالجتماعي في كثير من‬
‫الدول الرأسمالية املتطورة‪ ،‬لكن إذا كانت السياسة االتفاقية قد القت نجاحا ولو نسبيا في الدول املتقدمة‬
‫فإجها لم تجد نف النجاخ في الدول النامية وذلك لعدة أسبا وم‪،‬ها‪:‬‬
‫‪ -‬الطابع اإلنتاىي للدولة النامية يتميز باالعتماد على القطاع الزراعي واملهن املرتبطة به‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ -‬االعتماد بشكل كبير على الصادرات من املواد األولية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم مرونة جهازها اإلنتاىي وبالتالي االستثمارات ال تألدي إلى زيادة القدرة اإلنتاجية وعادة ما تألدي إلى‬
‫الت خم‪.‬‬
‫‪ -‬اقتصاديات البلدان النامية مرتبطة باقتصاديات الدول املتطورة‪ ،‬سياس ها املالية مرتبطة بما هو عليه‬
‫االقتصاد العاملي‪.‬‬
‫‪ -4‬ترتيد اإلنفاق العام‪ :‬يعتبر موضوع ترشيد اإلنفال العام من املواضيع التي القت اهتماما كبيرا في‬
‫السنوات األخيرة‪ ،‬وذلك بسبب االنخفاض املعتبر في اإليرادات العامة لجل الدول‪ ،‬والعجز الكبير واملزمن في‬
‫ميزانياتها العامة وعليه أصبحت هذه الدول في حاجة ماسة إلى ترشيد نفقاتها ‪ ،‬مما أدى باالقتصاديين‬
‫واملاليين املطالبة بضب اإلنفال وترشيده ومحاربة التبذير واإلقالل منه والعمل على توز ع املوارد املالية‬
‫املتاحة على مختلف أوجه اإلنفال بشكل يحقق أكبر قدر ممكن من املنافع العامة‪ .‬إن الدولة تسعي لتوفير‬
‫احتياجات املجتمع حيث تواجه العديد من صعوبات وأهمها محدودية املوارد الن املوارد املتاحة في يد الدولة‬
‫محدودة مقارنة بقجم اإلنفال العام املطلو ‪ ،‬لذا يتطلب إيجاد السبل من أجل استغالل أمثل لهذه املوارد‬
‫لتحقيق األهداف املرجوة‪ ،‬إن تنامي الطلب على متطلبات الحياة كخدمات الاحة والتعليم واألمن‪...‬ال مما‬
‫زاد من مسألوليات الدولة في سبيل تلبية ذلك وحاج ها املتزايدة إلى اإلنفال العام ولتحقيق التوازن بين‬
‫الحاجات واملوارد املتاحة يتطلب ضرورة األخذ بمفهوم ترشيد اإلنفال العام‪ ،‬الذي هو وسيلة للرفع من‬
‫فعالية وكفاءة النفقات العامة‪ ،‬وعليه نتطرل إلى املحاور اعتية‪:‬‬
‫‪ -1‬مفهوم ترتيد اإلنفاق العام‪ :‬إن مصطجع الترشيد يعني االرتكاز على العقل والرشد في االختيارات األفضل‬
‫كما ونوعا ومعناه االقتصادي يعبر عن التصرف بعقالنية وعلى أساس رشيد‪ ،‬و الترشيد معناه الرقابة‬
‫وتفادي التبذير واإلسراف و االستفادة من كل املوارد االقتصادية والبشرية واملالية املتاحة لتحقيق أكبر قدر‬
‫من املنافع بأقل تكلفة ممكنة‪ ،‬كما يقصد به استغالل أفضل لكافة املوارد بما يضمن تحقيق أهداف املجتمع‬
‫كافة ‪ ،‬مثل الحد من تبذير املال العام في كافة املجاالت و العمل بمبدأ اإلنفاقعلى قدر الحاجة كما يعتبر‬
‫ترشيد اإلنفال العام حسن تصرف الدولة في استخدام املال العام‪.‬‬
‫‪ -2‬مبيرات ترتيد اإلنفاق العام‪ :‬إن ترشيد اإلنفال العام يعتبر من املبادئ الهامة في اقتصاديات الدول‬
‫ونشاطها املالي في مختلف األوضاع التي تواجهها‪ ،‬وهذا يعني ضرورة تبني الدولة سياسة الترشيد في مختلف‬
‫تصرفاتها بما في ذلك برامج اإلنفال العام‪ ،‬ومن أهم مبررات ترشيد اإلنفال العام ما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تحديد مسألولية الدولة في استخدام األموال العامة بكفاءة لكي تتمكن من توفير مختلف حاجات املجتمع‬
‫وفقا ملبدأ أولويات املجتمع‪.‬‬
‫ب‪ -‬محاربة التبذير وكافة مظاهر وأشكال سوء استعمال املال العام‪.‬‬
‫ج‪ -‬القدرة على مواجهة مختلف التحوالت واألوضاع املالية واالقتصادية محليا وعامليا‪.‬‬
‫د‪ -‬املحافظة على التوازن بين الحاجات واملوارد في مختلف املراحل الزمنية القصيرة واملتوسطة والطويلة‪.‬‬
‫د‪ -‬تجنب مخاطر املديونية و ثارها السلبية ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫ه‪ -‬ترشيد اإلنفال العام من شأنه أن يعزز القدرات املالية للدولة مما يجنبها مخاطر التبعية االقتصادية‬
‫للغير‪.‬‬
‫‪ -3‬أدوات ترتيد اإلنفاق العام‪ :‬إن ترشيد النفقات العامة يتطلب األخذ بعدة إجراءات وتدابير وم‪،‬ها‪:‬‬
‫أ‪ -‬الدقة في تحدكد األاداف‪ :‬إن تحديد األهداف وخاصة األهداف طويلة ومتوسطة اعجال يتطلب الدقة‬
‫والوضوخ وتحديد املوارد بدقة الضرورية لتحقيقها لتفادي تحقيق هذه األهداف بتكلفة تفول مقدرة الدولة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحدكد األولووات‪ :‬تعتبر عملية تحديد األولويات من أهم العمليات التي تقوم بها الدولة وهي ضرورية‬
‫لجحفاط على املال العام وتعظيم منفعة استخدامه وتحديد األولويات يعني تحديد االحتياجات الضرورية‬
‫للمجتمع من مشار ع ومرافق عمومية وخدمات مختلفة‪ ،‬وعند معرفة األولويات يمكن معرفة املوارد التي‬
‫تسمح بتحقيقها‪.‬‬
‫ج‪ -‬التقييم الدوري ألداء برامج اإلنفاق العام‪ :‬وهو تقييم فعالية أداء مختلف األجهزة الحكومية عند‬
‫تنفيذها لجخدمات والبرامج املختلفة املوكلة إليها ‪ ،‬يجب أن تخضع للمساءلة عن استخدامها للموارد أي‬
‫قياس أثارها مقارنة باألهداف املحددة مسبقا‪.‬‬
‫د‪ -‬العدالة في توزيع اإلنفاق العام‪ :‬يجب على الدولة أن تراعي العدالة في توز ع النفقات العامة بشكل عادل‬
‫وهذا ‪ ،‬وال يقصد به املساواة بين كل الطبقات أو يكون اإلنفال في صالع طبقة معينة على حسا الطبقات‬
‫األخرى لكن هناك طبقة الفقراء هي في حاجة ماسة لخدمات الدولة في بعض املجاالت األساسية مثل التعليم‬
‫والاحة والحاجات الضرورية‪.‬‬
‫ه‪ -‬تفعي دور الرقابة على النفقات العامة‪ :‬ويقصد به توفير نظام رقابة فعال يضمن الرقابة املستمرة‬
‫ملختلف أوجه اإلنفال العام مع تغيير مفهوم الرقابة من الرقابة املستندية إلى الرقابة التقييمية باإلضافة إلى‬
‫توضيح دور وصالحيات األجهزة الرقابية وتفعيلها ومتابعة تقاريرها‪.‬‬
‫و‪ -‬ضرورة ربط اإلنفاق العام باملصلحة العامة‪ :‬على الدولة أن ترب سياسة اإلنفال العام باملصجحة‬
‫العامة بحيث حجم النفقة ووجهة إنفاقها يجب أن تحقق منافع عامة أي أقص ى نفع اجتماعي ممكن‪.‬‬
‫س‪ -‬تحدكد الحجم األمث لإلنفاق العام‪ :‬إن إيجاد حجم أمثل إلنفال العام له دور كبير في ترشيد اإلنفال‬
‫العام الن النفقات العامة تحقق منفعة عامة يستفيد م‪،‬ها املجتمع وهذا لم معناه أنه كلما ازدادت النفقات‬
‫العامة زاد النفع العام ‪،‬ألن تزايد النفقات العامة عن حد معين ينجم عنه في الكثير من األحيان تبذير‬
‫وإسراف ‪ ،‬فقد تزداد النفقات العامة دون أن يزيد النفع العام‪ ،‬لذا فالبد من التوصل إلى السقف األمثل‬
‫لجضجم الكلي ل نفال العام‪.‬‬
‫وقد تعرض هذا لبعض االنتقادات أهمها صعوبة قياس املنافع املجتمع كاعثار التي تحدثها النفقات‬
‫االجتماعية والسياسية والعسكرية‪ ،‬لكن يبقى الضجم األمثل ل نفال العام هو ذلك الضجم الذي يسمح‬
‫بتحقيق أكبر قدر من الرفاهية ألكبر عدد من املواطنين في حدود أقص ى ما يمكن توفيره من املوارد العادية‪.‬‬
‫ش‪ -‬تحدكد النفقة املطلوبة‪ :‬ومعناه أن تكون النفقة في حدود ما ينفق عليه الن اإلنفال الذي ال يشبع حاجة‬
‫ما ويحقق منفعة عامة ما هو إنفال في ير محله أو يتم اإلنفال بقدر يفول جودة ونوعية الخدمة املقدمة‪،‬‬

‫‪36‬‬
‫ولذلك يتطلب تحديد األهداف التي يسعى الدولة إلى تحقيقها بصورة دقيقة مع ترتمب هذه األهداف وفقا‬
‫ألهمي ها مع األخذ في االعتبار كل املتغيرات االقتصادية‪ ،‬االجتماعية والسياسية واملرحلة التي يمر بها املجتمع‪.‬‬
‫إن ترشيد اإلنفال العام ال يعني بالضرورة تخفيضه ‪ ،‬وإنما تحقيق أهداف املجتمع املمكنة بأقل قدر ممكن‬
‫من اإلنفال العام‪ ،‬واليتحقق ذلك إال إذا استطاعت الدولة التقليل بقدر اإلمكان من تبذير املال العام ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫املحور الثال ‪ :‬اإلكرادات العامة‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫بعد تعرفنا على مختلف جوانب االتفال العام في املحور السابق نحاول من خالل هذا املحور أن نتعرض إلى‬
‫مختلف مصادر تمويل النفقات العامة‪ ،‬ولكن تجدر اإلشارة هنا إلى مجموعة من النتائج التي تم استنتاجها‬
‫من خالل دراستنا ملحور اإلنفال العام وم‪،‬ها تزايد تدخل الدولة في النشاط االقتصادي من اجل املحافظة‬
‫على التوازن االقتصادي‪ ،‬تزايد حاجات املجتمع التي أدت إلى تزايد االتفال العام بمعدالت معتبرة‪ ،‬تزايد‬
‫االتفال العام مما زاد من أعباء الدولة بحيث أصبحت اإليرادات ير كافية لتغطية النفقات مما أدى بجل‬
‫دول العالم إلى البحث عن مصادر جديدة ال تتوقف عند الضرائب والرسوم وتعدتها إلى القروض واإلصدار‬
‫النقدي ومصادر أخرى حسب طبيعة اقتصاد الدولة وفلسف ها في التدخل في النشاط االقتصادي‪ .‬لقد‬
‫تطورت نظرية اإليرادات العامة بتطور و يفة الدولة وشمولي ها فبعد أن كانت املدرسة التقليدية تعتقد‬
‫بمبدأ هدف اإليرادات العامة فق هو تغطية النفقات العامة أي على قدر النفقات تكون اإليرادات وذلك‬
‫انطالقا من حياد الدولة وبالتالي حياد املالية العامة أما أزمة الكساد الكبير الذي عرفته الدول الرأسمالية‬
‫مع جهاية الثالثمنات أصبح ل يرادات العامة هدفا تدخليا‪ ،‬فلم تعد مرتبطة بتغطية النفقات العامة كما كان‬
‫ينظر إليها من طرف التقليديون بل تطور دورها وأصبحت مسألولة عن تحقيق التوازن االقتصادي‬
‫واالجتماعي‪ ،‬واستغالل املوارد املعطلة ومن ثم أصبح ل يرادات العامة و يفة جديدة وتعددت أنواعها‬
‫وأ راضها في تحقيق أهداف املجتمع االقتصادية واالجتماعية‬
‫أوال‪ -‬تطور نظروة اإلرادات العامة‪ :‬من خالل الفكر املالي التقليدي نستطيع أن نستنج أن التقليديون‬
‫ينظرون إلى اإليرادات وسبب الحصول عليها هو فق من اجل تمويل النفقات العامة وبالتالي أخذوا بقاعدة‬
‫أولوية النفقات على اإليرادات كما أخذوا بمبدأ توازن امليزانية ومعناه عدم جواز الحصول على إيرادات‬
‫تتجاوز حجم النفقات ‪ ،‬أما الفكر املالي املعاصر والذي تأثر بما جاءت به النظريات الداعمة لتدخل الدولة‬
‫باإلضافة إلى تطور دور الدولة اإلداري واالقتصادي هر االهتمام بنظرية اإلرادات ولم يعد مفهوم اإليرادات‬
‫تلك املوارد املالية املحصلة والتي تهدف إلى تغطية االتفال فق بل أصبحت هذه اإليرادات أداة من أدوات‬
‫السياسية املالية و أداة للتوازن االقتصادي واالجتماعي مثل توجيه االستثمار‪ ،‬معالجة الت خم ‪ ،‬إعادة‬
‫توز ع الدخول و استغالل الطاقات املعطلة بكل أنواعها وتثمين المروات‬
‫لقد رأينا فيما سبق كيف تطورت اإليرادات العامة حجما ونوعا بسبب ازدياد النفقات العامة وتنوعها وإذا‬
‫اتبعنا التطور الذي عرفته اإليرادات العامة نجد أنه وفي العصور الوسطى تمثلت اإليرادات أساسا في إيراد‬
‫األمالك أي إيراد أمالك الدولة التي كانت تختل بأمالك ومن هنا هرت اإليرادات العادية واإليرادات ير‬
‫العادية ‪ ،‬ومع بدء العصور الحديثة بدأت الدولة تسترد سلطاتها وأصبح لها الحق في فرض الضرائب الوقت‬
‫تحولت الضرائب إلى مورد عادى وسقطت التفرقة بين اإليرادات العادية و ير العادية‪ ،‬ومع تزايد النفقات‬
‫العامة اضطرت الدولة للبحث عن موارد أخرى فظهرت القروض كمورد جديد مثل القروض العامة واإلصدار‬

‫‪38‬‬
‫النقدي التي التي اعتبرت إيرادات ير عادية وخصص كل نوع من هذه املوارد لتغطية النفقة العامة ‪ ،‬لقد‬
‫كان الفكر املالي التقليدي يقتصر في تغطية النفقات العامة على اإليرادات العادية األمر الذي أدى إلى فرض‬
‫ضرورة توازن امليزانية ‪ ،‬ومع مرور الوقت بدأ نشاط الدولة يزداد أساسا خاصة مع ازدياد االتجاهات‬
‫االشتراكية وتدخل الدولة في تلبية حاجات املجتمع املتزايدة اتجهت الدولة إلى التوسع في القروض العامة‬
‫واضطرت الستخدامها في اإلنفال العادي‪ ،‬مما أدى إلى صعوبة التفرقة بين النفقات العادية و ير العادية‪،‬‬
‫وفى العصر أزداد تدخل الدولة واشكل الفت لالنتباه وخاصة في ل تعاقب األزمات االقتصادية واتساع دورها‬
‫أصبحت املوارد املالية هاجسها األساس ي تطلب تنو ع اإليرادات وتنوعت مصادرها‪ ،‬ولالطالع على مختلف‬
‫إيرادات الدولة وأنواعها وأثارها نتناول املحاور اعتية‪:‬‬
‫‪ -‬دخل الدولة من ممتلكاتها‬
‫‪ -‬الضرائب والرسوم‬
‫‪ -‬القروض العامة‬
‫‪ -‬اإلعانات (الداخلية ‪+‬الخارجية‬
‫‪ -‬اإلصدار النقدي الجديد‪.‬‬
‫و لقد حاول كتا املالية العامة تقسيم اإليرادات العامة بحسب طبيع ها ومصدرها إلى‪:‬‬
‫أ‪ -‬من حي مصدر اإلكراد‪ :‬تقسم اإليرادات العامة وفقا لهذا املعيار إلى إيرادات أصلية وهي تلك اإليرادات‬
‫التي تحصلها ال دولة من ممتلكاتها أما اإليرادات املشتقة ف ي تلك التي تحصل عليها الدولة عن طريق‬
‫االقتطاع من ثروات اعخرين‪.‬‬
‫ب‪ -‬من حي استعمام الدولة لسلطتها‪ :‬تقسم اإليرادات العامة وفقا لهذا املعيار إلى إيرادات جبرية وهي‬
‫تلك اإليرادات التي تحصل عليها الدولة باستعمال الجبر واإلكراه (الضرائب والقروض اإلجبارية‬
‫والغرامات الجنائية والتعويضات وإيرادات اختيارية وهى اإليرادات التي يكون لقفراد الحرية في أدائها من‬
‫عدمه كالرسوم والقروض االختيارية‪.‬‬
‫ج‪ -‬من حي الطبيعة القانونية‪ :‬تقسم اإليرادات العامة وفقا لهذا املعيار إلى إيرادات االقتصاد العام‬
‫وإيرادات أمالك الدولة الخاص ‪،‬إيرادات االقتصاد العام هي اإليرادات التي ال يتمتع بمثيلها أشخاص‬
‫القانون الخاص وتسمى أحيانا باإليرادات السيادية‪ ،‬كالضرائب والرسوم واإلصدار النقدي الجديد‬
‫و يرها من اإليرادات‪ ،‬أما إيرادات الدومين الخاص ف ي إيرادات الدولة املشابهة إليرادات أشخاص‬
‫القانون الخاص كإيرادات املشروعات العامة والقروض واإلعانات‪.‬‬
‫د‪ -‬من حي الدوروة واالنتظام‪ :‬تقسم اإليرادات العامة وفقا لهذا املعيار إلى إيرادات عامة وهي تلك‬
‫اإليرادات التي تحصل عليها الدولة كإيرادات عادية (الضرائب ‪،‬الرسوم ‪ ،‬دخل الدولة من ممتلكاتها ‪-‬ال ‪،‬‬
‫وإيرادات ير عادية وهي تلك اإليرادات التي ال تتصف بالدورية واالنتظام في امليزانية العامة (القروض‬
‫العامة ‪ ،‬اإلصدار النقدي الجديد‪...‬ال‬
‫و تبقى هذه التقسيمات خاضعة للزاوية التي ينظر م‪،‬ها إلي اإليراد كما أن هذه املعايير ال تتميز بالدقة في‬
‫الكثير من األحيان كما أن هذه التقسيمات تقتر أكمر من مفهوم املالية التقليدية عن املالية الحديثة تعمل‬

‫‪39‬‬
‫وفق الظروف االقتصادية واالجتماعية التي يمر بها املجتمع وبالتالي ينظر إلى أثار اإليراد أكمر من النظر إلى‬
‫نوعه في نظر املالية العامة الحديثة‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬أنواع اإلكرادات العامة‪ :‬إن تطور مفهوم تدخل الدولة وازدياد و ائفها تعددت مهامها وتنوعت أعباءها‬
‫مما أدى إلى تنوع مصادر إيراداتها من أجل تلبية حاجات املجتمع املتنوعة واملتزايدة‪،‬هذه اإليرادات يمكن‬
‫تناولها في األتي‪:‬‬
‫‪ -1‬دخ الدولة من ممتلااتها‪ :‬ويقصد بها إيرادات الدولة املتأتية من ممتلكاتها سواء كانت هذه املمتلكات‬
‫عامة أو خاصة وتخضع للقانون العام وأن ما يسمى بالدومين العام كانت تعرف به أمالك الدولة الزراعية و‬
‫كان املصدر األساس ي إليراداتها‪ ،‬تناقصت أهميته مقارنة باإليرادات الضريبية مع بداية القرن العشرين‪ ،‬وقد‬
‫هرت صور أخرى ألمالك الدولة مثل األمالك الصناعية والتجارية واملالية والتي أخذت مكان ها في تدعيم‬
‫ميزانية الدولة تبعا الزدياد تدخل الدولة في الحياة االقتصادية واالجتماعية واضطالعها بالجانب اإلنتاىي‬
‫بصورة كبيرة ور م ذلك بقيت الضرائب املصدر األول في اإليرادات العامة ‪ ،‬تنقسم ممتلكات الدولة إلى‬
‫نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬ممتلاات الدولة العامة‪ :‬وهي تلك املمتلكات املعدة لالستعمال العام أو ما تسمى باملرافق العامة مثل‬
‫الطرل ‪ ،‬املطارات ‪ ،‬املوانئ‪ ،‬وأبنية املصالع العامة‪...‬ال ‪ ،‬ال يجوز بيعها ألجها مخصصة للمنفعة العامة ‪ ،‬لكن‬
‫هذه املمتلكات ال تعتبر من املصادر األساسية في إيرادات الدولة ألن استعمالها واالنتفاع بها في كل الدول‬
‫يكون مجانا أو بأسعار رمزية تستخدم لتنظيم املرفق وحمايته مثل أسعار زيارة املناطق األثرية واستخدام‬
‫املطارات والحدائق العامة‪...‬ال ‪ ،‬وتظل القاعدة العامة مجانية االنتفاع بهذه املرافق‪.‬‬
‫ب‪ -‬ممتلاات الدولة الخاصة‪ :‬ويقصد بها ممتلكات الدولة ير املعدة لالستعمال العام أي شأجها في ذلك‬
‫شأن ممتلكات األفراد‪ ،‬هذا النوع من املمتلكات هو الذي تحصل منه الدولة على إيرادات معتبرة حسب حجم‬
‫هذه امللكيات وطبيع ها و عتبر من بين املصادر األساسية في إرادات الدولة مثال األراض ي الزراعية ‪،‬املشروعات‬
‫العامة و الصناعية ‪ ،‬األورال املالية‪...‬ال ‪ ،‬ويمكن تقسيم ممتلكات الدولة الخاصة إلى ممتلكات زراعية مثل‬
‫األراض ي الزراعية والغابات ‪ ،‬ولقد كانت هذه املمتلكات في القرون املاضية من أهم إيرادات الدولة ‪ ،‬لكن في‬
‫العصر الحديث أصبحت ال تشكل جزءا كبيرا في إيرادات الدولة مقارنة باإليرادات األخرى‪ ،‬أما ممتلكات‬
‫الدولة الصناعية والتجارية وتشمل املشروعات الصناعية والتجارية التي تملكها الدولة وتقوم بنشاط إنتاىي‬
‫مثل النقل ‪ ،‬املواصالت ‪،‬توليد الطاقة ‪ ،‬ويخضع حجم هذه األمالك لطبيعة النظام االقتصادي املتبع كما أن‬
‫مداخيل هذه املشروعات تبقى رهينة الهدف الذي وجدت من أجله ‪ ،‬فقد يكون الهدف من املشروع تلبية‬
‫بعض الحاجات الضرورية ألفراد املجتمع عندها يكون الثمن العام في مستوى استفادة الطبقات االجتماعية‬
‫ذات الدخل الضعيف وبالتالي إيرادات الدولة من هذه املشار ع تكون ضعيفة الن السعر عادة ما يكون أثل‬
‫من تكلفة السلعة أو الخدمة‪ ،‬أما ممتلكات الدولة الخاصة التي تكون إيراداتها معتبرة هي بلك املمتلكات التي‬
‫تنش في مجاالت مربحة مثل إنتاج املشروبات الروحية والتبغ واعض السلع الكمالية‪ ،‬كما نجد ما يسمى‬
‫ممتلكا ت الدولة الخاصة املالية ويقصد بها األورال املالية أي األسهم والسندات التي تقوم املألسسات املالية‬

‫‪40‬‬
‫بإصدارها و تشتريها الدولة ‪ ،‬فاألرباخ التي تحققها الدولة من هذه األورال تدرج ضمن إراداتها لكن هذه‬
‫اإليرادات معروفة أكمر في الدول املتقدمة لوجود سول مالي‪.‬‬
‫‪ -2‬الضرا ب والرسوم‪ :‬تعتبر الضرائب والرسوم في وقتنا الحالي من أهم مصادر اإليرادات وتشكل أكمر من‬
‫نصف إيرادات امليزانية في مختلف دول العالم وقد حظيت الضرائب والرسوم بأهمية بالغة في مختلف‬
‫الدراسات املالية ألجها أصبحت أدوات مالية هامة تستخدمها الدول في تحقيق أهداف السياسة املالية‬
‫والسياسة االجتماعية وتحقيق أهداف املجتمع‪ ،‬ولالطالع على مضمون وأهداف وأثار كال من الضريبة‬
‫والرسم نتناول العناصر اعتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعرو الرسم‪ :‬تعتبر الرسوم من بين اإليرادات العامة للدولة التي تستخدم حصيل ها في تمويل النفقات‬
‫العامة ‪،‬تحصل عليها الدولة من األفراد عند طلب خدمة خاصة من مرافقها العامة كالرسوم القضائية‬
‫ورسوم االلتحال بالجامعات أو الحصول على خدمات إدارية أو زيارة لقماكن األثرية ‪ ،‬لقد كانت الرسوم تمثل‬
‫املورد األساس ي للدولة في العصور الوسطى حينما كانت العالقة بين الدولة واألفراد عالقة تعاقدية وملا تطور‬
‫مفهوم الدولة من دولة حارسة إلى دولة متدخلة ثم إلى دولة منتجة حلت محله الضريبة كمصدر أساس ي‬
‫إليرادات الدولة وأنتقل الرسم إلى مقابل بعض الخدمات التي تقدمها بعض مرافق الدولة كرسوم رخص‬
‫السيارات واستخدام الطرل السر عة ورسوم استخراج جوازات السفر و يرها من الخدمات لذا أصبح الرسم‬
‫يفرض ألهداف مقاربة ألهداف الضريبة كونه إيرادا لخزينة الدولة‪ ،‬و ساهم في إدارة املرافق العامة‪ ،‬وقد‬
‫تججأ الدولة إلى فرض الرسم دون هدف مالي وإنما تفرضه بسعر رمزي لتنظيم االنتفاع بالخدمة وينتفع بها من‬
‫هو في حاجة إليها كذلك قد تججأ الدولة إلى فرض الرسم بسعر يفول تكلفة الخدمة كالرسوم الجمركية بهدف‬
‫الحد من االستيراد أو لحماية صناعة وطنية ناش ة‪ ،‬ومن ذلك يمكن تعريف الرسم بأنه مبلغ من املال تحدده‬
‫الدولة ويدفعه األفراد مقابل خدمة تعود عليهم بالنفع الحاضر وينطوي ع‪،‬ها نفع عام‪ ،‬إن ما يميز الرسم عن‬
‫الضريبة هو أن الضريبة تفرض بغض النظر عن النفع الخاص للفرد كما تتصف الضريبة بصفة الجبر أي‬
‫تدفع جبرا أما الجبر في الرسم فهو جبر معنوي أي من يطلب خدمة هو مجبر بدفع ثمن معين مقابل انتفاعه‬
‫بتلك الخدمة ‪ ،‬ويرى البعض أن الرسم يدخل عليه عنصر اإلجبار في بعض الحاالت التي ال يستغنى فيها الفرد‬
‫عن الخدمة ويكون ملزما بها قانونا يلتزم بدفع رسم مقابل الحصول عليها كإلزام الدولة األفراد بحمل بطاقات‬
‫التعريف لدى بلوغ سن معينة ثم تفرض رسما مقابل الحصول على هذه البطاقة‪ ،‬وقد تم تناول بعض‬
‫القواعد املحددة لقيم ة الرسم والتي تتمثل في أن تحديد قيمة الرسم ترتب بقيمة املنفعة الخاصة املترتبة‬
‫عن الخدمة املقدمة لكن هذا ال يمكن إثباته نظرا لصعوبة قياس املنفعة الخاصة أو االستناد الى تكاليف‬
‫الخدمة كمقياس لتحديد قسمة الرسم ‪ ،‬كما أن الرسم يتحدد على أساس نسبة املنفعة العامة إلى الحاضر‬
‫مثل رسوم التعليم ‪ ،‬الاحة والرسم على حيازة رخصة السياقة‪...‬ال ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعرو اإلتاوة‪ :‬عندما تقوم الدولة ببعض الخدمات ذات الطابع االجتماعية مثل مد الطرقات أو‬
‫تحسي‪،‬ها أو توصيل الغاز والكهرباء توصيل املياه الصالحة للشر أو يرها من الخدمات واملرافق لجهة من‬
‫جهات الوطن أو يي من أحياء املدينة تترتب عن هذه الخدمات نفع خاص مثل ارتفاع سعر قطعة أرض‬
‫ملالكها في املنطقة أو الحي ‪ ،‬هذه الزيادات في قيمة العقار أو األراض ي يدفع عنه املستفيد نسبة من قيمة‬

‫‪41‬‬
‫العقار تسمى اإلتاوة أو مقابل التحسين‪ ،‬هذه اإلتاوة ال تدفع سوى مرة واحدة وتم العقارات واألراض ي ال‬
‫ير‪ .‬كما يمكن اإلشارة هنا إلى أن هناك بعض املصادر األخرى شبيهة بالرسوم مثل الغرامات‪ ،‬الهبات‬
‫والهدايا‪ ،‬استعمال الدولة لبعض أنواع اليانصمب لكن هذه األنواع من اإليرادات ال تشكل مصدرا مهما في‬
‫إيرادات الدولة الحديثة‪.‬‬
‫ج‪ -‬الثمن العام‪ :‬يعتبر الثمن العام مصدر من مصادر إيرادات الدولة ويمكن تعريفه بأنه مبلغ يدفعه بعض‬
‫األفراد مقابل انتفاعهم ببعض الخدمات العامة التي تقدمها الحكومة‪ ،‬بمعنى خر هو تلك املبالغ التي تحصل‬
‫عليها الدولة بعد تقديمها لخدمات عامة تعود على األفراد بمنفعة خاصة‪ ،‬حيث يمكن تحديد املنتفع بها مثل‬
‫خدمات البريد‪ ،‬الكهرباء‪ ،‬املياه‪ ...‬ال ‪ ،‬إن الثمن العام يدفع اختياريا حيث ال يدفعه إال من ينتفع بالخدمة‬
‫العامة عك الضريبة التي تدفع جبرا‪ ،‬هناك تشابه بين الخدمات التي تقدمها الدولة وبين الخدمات املماثلة‬
‫التي يقدمها القطاع الخاص و االختالف األساس ي ينحصر في أن الحكومة عادة ال تهدف إلى الربح بل املنفعة‬
‫العامة بعك القطاع الخاص‪ ،‬يختلف الرسم عن الثمن العام من حيث طبيعة الخدمات التي ِتألديها‬
‫الحكومة مقابل كل م‪،‬هما ‪ ،‬فبالنسبة للثمن العام تقدم الخدمات دون أي قيود لجميع األفراد الذين يكونون‬
‫على استعداد لدفع ثم‪،‬ها‪ ،‬أما الرسم فهو مقابل خدمات من نوع خاص مثل الخدمات التي تتطلب توافر‬
‫شروط معينة كالتعليم‪ ،‬وخدمات تستوجب تقييد حرية األفراد في مزاولة بعض األنشطة كالتجارة في‬
‫األسجحة‪.‬‬
‫‪ -3‬الضروبة‪ :‬عندما نشأت الضريبة في بداية األمر كانت منحة يقدمها املحكومون لجحاكم إلنجاز ل نفال عليه‬
‫وعلى بعض املشار ع ذات املنفعة العامة أو ملواجهة حر تعرضت لها البالد‪ ،‬ثم تطورت بعد ذلك فكرة‬
‫الضريبة لتصبح مشاركة في النفقات العامة نظير التمتع بكثير من الحقول‪ ،‬وفي منتصف القرن التاسع عشر‬
‫تطورت فكرة الضريبة تطورا هاما بعد أن اتصفت بصفة اإللزام وأصبحت تمثل موردا من موارد الدولة‪ ،‬ثم‬
‫تزايدت أهمية الضرائب وأصبحت موردا رئمسيا تعتمد عليه الدولة في الحصول على ما يلزمها من إيرادات‬
‫لتغطية نفقاتها املتزايدة إلى أن أصبحت الضرائب اليوم تمثل وسيلة فعالة في يد الدولة تستخدمها بغرض‬
‫تحقيق أهداف املجتمع االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫إن الفكر املالي الحديث أ هر للضريبة و يفة اجتماعية واقتصادية باإلضافة لو يف ها املالية كما أصبحت‬
‫الضريبة تستخدم كوسيلة لتحقيق أهداف املجتمع وأداة ملعالجة الدورات االقتصادية في الركود و الت خم‬
‫وتحقيق االستقرار االقتصادي ّ‬
‫والحد من التفاوت في توز ع الدخل والمروات‪.‬‬
‫أ ‪ -‬الضروبة في الفكر االقتصادي‪ :‬لقد أهتم الفكر االقتصادي ومنذ العصور القديمة بالضريبة وبدرجات‬
‫مختلفة كما أهتم الفكر االقتصادي بنظرية الضريبة وبأس فرضها وقواعدها ولالطالع على ذلك نتناول‬
‫العناصر اعتية‪:‬‬
‫‪ -‬نظرة الفكر الكمسياي للضروبة‪ :‬قبل التطرل إلى نظرة الفكر الكالسيكي إلى الضريبة البد من أن نعرج‬
‫على ما سبقه من املدارس الفكرية‪ ،‬فاملدرسة الفيزيوقراطية التي هرت بفرنسا في القرن الثامن عشر تعتبر‬
‫أول من بحث في الظواهر االجتماعية وتناولت بعض اعراء حول القوانين الطبيعية التي تحكم الظواهر‬
‫االقتصادية وتوصلت إلى بعض النتائج م‪،‬ها طبيعة المروة وتوز عها كما اعتبروا األرض هي املصدر الوحيد‬

‫‪42‬‬
‫للمروة‪ ،‬ألجها هي التي تنتج المروة وهذا الفائض هو الذي يخضع للضرائب لكن هذه املدرسة لم توضع طبيعة‬
‫الضرائب وأس فرضها ونف اعراء حول الضريبة جاءت بها املدرسة امليركانتيلية‪ ،‬أما املدرسة الكالسيكية‬
‫فقد قدمت إضافات هامة للضريبة يمكن معرف ها من خالل أفكار هده املدرسة‪ .‬إن التحليل االقتصادي‬
‫الكالسيكي دار حول مبدأ حياد الدولة وحدد دورها في ضمان سير املرافق العامة في أضيق الحدود كما جعل‬
‫من ليات السول منطلقا ملعالجة أي خلل في االقتصاد‪ ،‬هذه اعليات تعالو كل االختالالت بحيث يعود‬
‫االقتصاد إلى توازنه بصفة تلقائية ودون تدخل الدولة‪ .‬أما في موضوع املالية العامة فالفكر الكالسيكي‬
‫استلزام التساوي بين النفقات العامة واإليرادات العامة أي توازن امليزانية وذلك لتفادي مخاطر العجز ملا‬
‫يترتب عنه من أثار سلبية عند تمويله أو فائض ال تستطيع الدولة التصرف فيه‪ ،‬و عتبر آدم سمي من أهم‬
‫رواد الفكر الكالسيكي ومن أهم مأللفاته ثروة األمم الذي حدد فيه قواعد الضريبة وهي العدالة واليقين‬
‫واملالئمة في التحصيل واالقتصاد في نفقات الجباية ‪ ،‬أما باتيست ساي حيث أنطلق في معالجته الضريبة من‬
‫رفضه لالستدانة وعجز امليزانية مما يألدي بتمويل الزيادة في النفقات عن طريق القروض وما يترتب ع‪،‬ها من‬
‫فوائد وعليه برر فرض الضريبة من أجل مواجهة النفقات العامة التي يجب أن تكون في أضيق الحدود‪ ،‬أما‬
‫دافيد روااردو وفي مجال الضرائب‪ ،‬يرى أنه من األفضل أن تكون الزراعة‪ ،‬التجارة‪ ،‬والصناعة خارج ميادين‬
‫تدخل الدولة‪ ،‬والدولة لكي تتمكن من مواجهة نفقاتها العامة تكون مضطرة إلى اقتطاع الضرائب كما يحبذ‬
‫ريكاردو أن تفرض الضرائب على االس هالك لم لتأثيرها على القدرة االس هالكية لقفراد بل ألجها تألدي إلى‬
‫املطالبة برفع األجور‪ ،‬وهذا ما ينعك على أرباخ املالكين‪ ،‬مما يترتب عليه انعكاسا خر على التراكم الرأسمالي‬
‫الضروري للنمو‪ ،‬يعتبر الفكر النيوكالسيكي امتدادا للفكر الكالسيكي‪ ،‬لكونه يألمن بالليبرالية كمنطلق‬
‫للتصرفات االقتصادية‪ ،‬ولقد هر هذا الفكر حول مشكلة تخصيص املوارد التي تعد نادرة وال يمكن التغلب‬
‫على هذا املشكل إال بوجود قوة منظمة تتدخل إلعادة التوازن وترك قوى السول تعمل بصفة طبيعية في ل‬
‫ما تتطلبه قواعد املنافسة الكاملة‪ ،‬ويبرر هذا الفكر تدخل الدولة عن طريق الضرائب من فكرة املردودية‬
‫املتناقصة للمألسسات املفترضة من طرف نموذج أصحا التوازن‪ ،‬الذي يدفع الدولة إلى مراجعة‬
‫أسعارها أكبر على هذه املألسسات‪ ،‬كي تتقار تكاليفها الحدية ل نتاج مع تكاليف املألسسات األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬نظرة الفكر االقتصادي الحدك للضروبة‪ :‬تجلت األزمة العاملية التي تعرض لها االقتصاد الرأسمالي سنة‬
‫‪ 1929‬في انكماي الطلب وانتشار البطالة واجهيار أسوال البورصات‪ ،‬أدى هذا الوضع إلى هور فكر‬
‫اقتصادي جديد يدعو إلى إدماج اقتصاد املالية العامة في النظرية االقتصادية لجون مررد كيرز بحيث صا ها‬
‫في كتابه الشهير النظرية العامة لالستخدام والنقود والفائدة سنة ‪ ،1936‬إن التحليل الكرزي لتوازن‬
‫العمالة والدخل أدى عادة إلى ت جيع تدخل الدولة بغرض دعم الطلب الفعلي‪ ،‬يضاف إلى ذلك انتقاد كيرز‬
‫لفكرة التوازن التلقالي بفعل القوى الخفية نتيجة النظرة ير التدخلية والحيادية للدولة‪ ،‬كما يرى كيرز أن‬
‫توسيع و ائف الدولة هو الوسيلة لجحيلولة دون إفالس املألسسات االقتصادية‪ ،‬وفي ميدان الضرائب‬
‫تستطيع الدولة أن تقلص من امليل الحدي لالس هالك لبعض الف ات االجتماعية إذا ما عمدت إلى رفع‬
‫الضرائب التي تصمب مداخيلها وبهذا تستطيع الدولة التأثير على مستوى الطلب على االس هالك‪ ،‬وذلك بتغير‬
‫إعادة التوز ع األصلية للدخول عن طريق السياسة الضريبية‪ ،‬وفي الواقع‪ ،‬تستطيع الدولة أن تفرض ضرائب‬

‫‪43‬‬
‫عالية على الدخول املرتفعة وفي نف الوقت تحد أو تعفي جهائيا الدخول املنخفضة من الضريبة‪ .‬وبهذا‬
‫الشكل يمكن أن يتزايد مستوى االس هالك وبالتالي الطلب الفعلي وعن طريق السياسة الضريبية تستطيع‬
‫الدولة أن ت جع املألسسات على االستثمار وذلك بمنحها إعفاءات ضريبية على السلع املشتراة أو على السلع‬
‫املباعة‪.‬‬
‫‪ -‬الضروبة في الفكر النقدي‪ :‬قامت املدرسة النقدية على انتقاد املدرسة الكرزية كنتيجة لعجزها‬
‫إدارة رأسمالية الدولة االحتكارية‪ ،‬بحيث لم تعد قادرة عن تحليل والفهم الراهن للرأسمالية املعاصرة وتعتبر‬
‫أفكار النقديين امتدادا للفكر النيوكالسيكي‪ ،‬بحيث انتقدوا السياسة الكرزية في أن االعتماد على السياسة‬
‫املالية والضريبية ورفع معدالت الت خم لم يمكن أبدا من حل املشكالت االقتصادية‪ ،‬اعتبروا أن تخفيض‬
‫الضرائب يألدي نظريا و ليا إلى زيادة حجم االدخار الخاص مما يمكن من رفع االستثمار اإلنتاىي‪ ،‬رفض‬
‫النقديون سياسة عجز امليزانية لكون التخفيض في الضرائب يترتب عنه تخفيض النفقات العامة‪ ،‬كما نادي‬
‫النقديون بتخفيض الضرائب املباشرة على مداخيل رجال األعمال لزيادة االدخار واالستثمار وزيادة عرض‬
‫اإلنتاج‪ ،‬باإلضافة إلى ضغ اإلنفال العام املوجه لالستثمارات العمومية‪.‬‬
‫إن هذا الدور الذي منحه الفكر املالي الحديث للضريبة تم من خالل سلسلة من الكتابات بداية مما جاء به‬
‫مارشال وما أتت به املدرسة النيوكالسيكية من تطور في نظرية القيمة التي ّأدت بدورها بطرخ فكرة العبء‬
‫الضريبي وقد بين هذا الكاتب أثر الضرائب على السلع والخدمات وكذا اثر اإلعانات التي تمنح للصناعات‬
‫ّ‬
‫املختلفة والتي تخضع لقوانين ثبات الغلة‪ ،‬تناقصها وتزايدها‪ .‬لقد اهتم بعض الكتا مع بداية القرن التاسع‬
‫عشر بنظريات توز ع العبث الضريبي وحللوا في مأللفاتهم حول املالية العامة فكرة العدالة في الضريبة‪،‬‬
‫ورفضوا فكرة أن العدالة في الضريبة تقت ي املساواة في الت حية‪ ،‬كما وضع ‪Henry George‬االقتصادي‬
‫األمريكي في مأللفه (التقدم والفقر كيفية فرض الضرائب على ر ع األرض من أجل مصادرة هذا الر ع لصالع‬
‫املجتمع وتحقيق للعدالة من جهة وتمكين املجتمع من السير في طريق الرقي والتقدم من جهة أخرى‪ ،‬وتعتبر‬
‫أفكار‪ John Hobson‬الذي نادى بها في بداية هذا القرن ّأدت لتطور نظرية الضريبة ذاتها فهو ال يرى في الضريبة‬
‫وسيلة لجحصول على األموال فق بل أداة إلعادة توز ع المروة‪ ،‬وهو يرى أن الضرائب البد أن يقع عبئها على‬
‫الفائض ‪ ،‬وقد كانت أفكار اوبسون كذلك نقطة ارتكاز لبداية املناقشات حول السياسة الضريبية‪ ،‬ولقد‬
‫عنى ‪ Pigou‬بدراسة توز ع األعباء الضريبية وع دالة الضريبة‪ ،‬وأوضع في تحليله أن ضرائب التركات أقل تأثيرا‬
‫على الكميات االقتصادية (االدخار واالستثمار من ضرائب الدخل‪ ،‬ولقد استند على هذه الفكرة في فرض‬
‫الضرائب على التركات‪ ،‬أما الكتا االنجليز فقد ساهموا في تطور نظرية الضريبة بصفة خاصة والفكر املالي‬
‫بصفة عامة في أوائل القرن الحالي وم‪،‬هم‪ Ursula Hicks - hugh Dalton‬وتعتبر أفكار ‪ Dalton‬في الطاقة الضريبية‬
‫وكذا عبث القروض العامة إضافات قيمة ملوضوعات املالية العامة‪ ،‬أما الكتا الفرنسيين أمثال ‪Leroy‬‬
‫‪ Beaulieu‬و يره فقد اهتموا بمسائل اإلدارة املالية والنوايي النظرية للمالية العامة من نفقات وإيرادات‪ ،‬أما‬
‫الكتا األملان ومن بي‪،‬هم ‪ Adolph Wagner‬فقد اهتموا بالنوايي االقتصادية للمالية العامة وخاصة الضرائب‬ ‫ّ‬
‫ودوروها في تحقيق اإلصالحات االجتماعية واالقتصادية ‪ ،‬كما ساهم الكتا اإليطاليون خاصة في الراع األول‬
‫من القرن العشرين حيث تركزت دراساتهم على اعثار االجتماعية للضرائب ومن أهم هألالء الكتا ‪Demarco‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ ،‬كما عرفة الدراسات الضريبية في هولندا مكانة خاصة على يد ‪ Pierson‬و قد كان أستاذ املالية العامة فرئمسا‬
‫لبنك هولندا ثم وزيرا للمالية وقد تركزت دراساته حول نظرية القدرة التكليفية وفي الضريبة التصاعدية و‬
‫كان من رأيه معالجة هذه املوضوعات باستخدام ألساليب الرياضية ‪ ،‬أما املدرسة السويدية فقد ساهمت في‬
‫هذا النقاي ب راء كال من ‪Wicksell‬و‪Lindahl‬و‪ Myrdal‬و ‪ Ohlin‬الذين ركزوا على العدالة الضريبية وسبل‬
‫تحقيقها ‪ ،‬كما جاءت إسهامات األمريكيين معتبرة مع بداية القرن املاض ي وصدور كتابات قيمة مثل الديون‬
‫العامة وعلم املالية العامة للكاتب ‪ ، Edwin Seligman‬كما أهتم كتا خرون في منتصف القرن باعثار‬
‫االقتصادية واالجتماعية للضرائب والقروض وتحليل السياسة املالية و مازالت املناقشات حول دور‬
‫الضريبية في تحقيق االستقرار االقتصادي تمثل مكانة هامة في الفكر املالي املعاصر والبحث عن أنجع‬
‫سياسة حديثة لتحقيق ذلك و أهمها اإلصالحات الضريبية الجارية في الدول املتقدمة والدراسات الخاصة‬
‫بكيفية استخدام الضريبية املعالجة األزمات‪.‬‬
‫‪ -4‬تعرو الضروبة‪ :‬واجه الفقهاء الكثير من الصعوبات في تعريف الضريبة‪ ،‬فالتعريفات التي أطلقت عليها‬
‫اختلفت فيما بي‪،‬ها نظرا لتغير طبيعة ومبررات الضريبة مع تغير النظم السياسية الظروف االقتصادية‬
‫السائدة في كل مجتمع‪ ،‬ولقد عرفت الضريبية في كتب املالية العامة بعدة تعارف‪،‬هذه التعاريف جاءت كاألتي‪:‬‬
‫‪ -‬اقتطاع مالي تقوم به الدولة أو الهي ات العامة التابعة لها عن طريق الجبر من ثروات األفراد دون جعل مقبل‬
‫خاص وذلك بغرض تحقيق نفع عام‪.‬‬
‫‪ -‬فريضة إلزامية ‪ ،‬تحددها الدولة ‪ ،‬يلتزم املمول بدفعها بال مقابل ‪ ،‬تمكنمنا للدولة من القيام بنفع عام‪.‬‬
‫يمكننا من خالل التعاريف السابقة حصر مقومات الضريبة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الضززروبة إجباروززة ويها يززة‪ :‬يعتبددر فددرض الضددريبة وجباي هددا عمددال مددن أعمددال السددلطة العامددة‪ ،‬ومعنددى ذلددك أن‬
‫فددرض الضددريبة وجباي هددا يسددتند إلددى الجبددر ويترتددب علددى ذلددك وضددع النظددام القددانوني للضددريبة ف ددي تتحدددد دون‬
‫اتفال مع املكلف وعاء الضريبة وسعرها واملكلف بأدائهدا وكيفيدة تحصديلها‪ ،‬فالضدريبة ال تفدرض نتيجدة االتفدال‬
‫بدين الدولددة واملكلدف بهددا‪ ،‬ويترتدب أيضددا علدى اسددتناد الضدريبة إلددى الجبدر أن الدولددة عندد امتندداع املمدول عددن دفعهددا‬
‫تججأ إلى وسائل التنفيذ الجبري لتحصيلها‪.‬‬
‫‪ -‬الض ززروبة تز ززدفع نقز ززدا‪ :‬إن الضد ددريبة تد دددفع عد ددادة نقد دددا وخاصد ددة فد ددي العصد ددر الحد ددديث ولد ددم يعد ددد مجد ددال لد دددفع‬
‫الضرائب على شكل عيني ولقد كانت الضريبة في العصور القديمة وفي العصور الوسطى تفرض وتجبى عيندا فدي‬
‫ش ددكل التد دزام األفد دراد بتق ددديم عم ددل مع ددين أو تس ددليم أش ددياء أو ج ددزء م ددن املحص ددول‪ ،‬كم ددا دك ددان الش ددأن ف ددي ددل‬
‫اإلمبراطورية الرومانية‪.‬‬
‫‪ -‬الضروبة تدفع بدون مقاب ‪ :‬املقصود هنا هو أن املمول يدفع الضريبة دون أن يحصل مقابلها على نفع‬
‫خاص ولم املعنى أن دافع الضريبة ال يستفيد م‪،‬ها بل على العك من ذلك‪ ،‬فإنه يستفيد بصفته واحد من‬
‫الجماعة أي من إنفال حصيلة الضريبة على املرافق العامة‪ .‬إن املمول الذي يدفع الضريبة ال يستفيد من‬
‫الخدمات العامة بطريقة فردية‪.‬‬
‫‪ -‬الضروبية تفرض على األشخاص الطبيعية واملعنون‪ :‬الضريبة تفرض على املألسسات مهما كانت طبيع ها‬
‫عامة أو خاصة كما تفرض على األفراد على ثرواتهم ‪،‬ممتلكاتهم ‪،‬ديوجهم‪...‬ال ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ -5‬الهدف من الضروبة النفع العام ‪ :‬الهدف من فرض الضريبة هو تحقيق النفع العام‪ ،‬وقد عملت‬
‫الدساتير والقوانين على تأكيد هذا املعنى واملبدأ عدم استخدام األموال العامة فى إشباع الحاجات الخاصة‪،‬‬
‫ويختلف معنى النفع العام لدى املاليين التقليديين عنه لدى املحدثين‪ ،‬ففى املالية العامة التقليدية يقتصر‬
‫هذا الهدف على تغطية النفقات العامة التقليدية‪ ،‬أما املالية العامة الحديثة فتفسر هذا النفع العام بقدرة‬
‫الضريبة على التأثير فى البنيان االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬
‫‪ -6‬التكيي القانوني للضروبة‪ :‬ويقصد به األساس القانوني الذي تستند عليه الدولة في فرضها للضرائب‬
‫على األشخاص الطبيعية واملعنوية أي هو البحث عن أساس حق الدولة في فرضها وإلزام األفراد بأدائها‬
‫والطبيعة القانونية لهذا اإللزام‪ ،‬ولقد ورد عند كتا املالية اتجاهين‪ ،‬األول أعتبر الضريبة عقد مالي والثاني‬
‫أعتبرها عمل من أعمال السيادة يستند إلى فكرة التضامن االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -1‬نظروة العقد املا ي‪ :‬هذه النظرية سادت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر والتي تعتبر الضريبة من‬
‫طبيعة عقدية أي أن أساسها القانوني هو عقد مالي يبرم بين الدولة واألفراد‪ ،‬ويلتزم األفراد بدفعها مقابل ما‬
‫يتلقونه من خدمات ولقد أنقسم الكتا في تكييف هذا العقد حيث أعتبر البعض دفع الضريبة ما هو إال‬
‫عقد مالي بين األفراد والدولة بحيث تلزم فيه الدولة بتقديم الخدمات واألفراد يدفعون مقابلها جزر من‬
‫ثرواتهم ‪ ،‬كما ذهب يعضهم إلى اعتبار الدولة بالعة خدمات واألفراد يشترون هذه الخدمات بدفعهم‬
‫للضرائب ‪ ،‬وتيار أخر ذهب إلى اعتبار دفع الضرائب ما هو إال عقد تأمين لحماية الجزء املتبقي من ثروتهم‬
‫بعد دفع جزء منه للدولة‪ ،‬أي أن الضريبة يدفعها املمول لتألمن له الدولة الحياة الهادئة ألمواله ‪ ،‬هذا‬
‫التكييف للضريبة أنطلق في الحقيقة من نظرية تكون الدولة والتي كانت سائدة نذاك والتي ترى أن األفراد‬
‫ور بة م‪،‬هم في نبذ العزلة والعمش معا ‪،‬اتفقوا على عقد اجتماعي بي‪،‬هم حيث يتنازل كل فرد عن جزء من‬
‫حريته مقابل ممارسة حرياته املتبقية في املجتمع والتنازل عن جزء من ثرواتهم لحماية الجزء املتبقي ‪ ،‬لكن‬
‫هذا التكييف القى الكثير من االنتقادات وم‪،‬ها أنه لم يثبت تاريخنا وجود هذا العقد االجتماعي و هور الدولة‬
‫كان بسبب عوامل تاريخية و ير ‪ ،‬كما أن هذه النظرة تعطي للدولة دور واحد فق وهو األمن باإلضافة‬
‫وحسبهم يستبعد كل من ال يدفع الضريبة وال يستفيد من الخدمات العامة التي تقدمها الدولة ‪ ،‬هذا التكيف‬
‫كذلك أعتمد على قياس الحاجة ونحن نعرف أنه من الصعب تكييف الضريبة مع املنافع التي تعود على‬
‫الفرد‪.‬‬
‫‪ -2‬نظروة التضامن االجتماعي‪ :‬يتبين مما سبق أن الدولة ضرورة تاريخية واجتماعية يتعين عليها أيجاد‬
‫أساس خر للضريبة ير األساس السابق الذي يقوم على فكرة التعاقد‪ ،‬وعليه وجد الكتا فكرة‬
‫التضامن بين الجماعة‪ ،‬بحيث الدولة بصف ها ضرورة تاريخية واجتماعية عليها أن تقوم بتلبية الحاجات‬
‫األساسية‪ ،‬وأن تحقق التضامن بين األفراد حاضرا ومستقبال‪ .‬إن تطور الدولة لم يكن مثلما كان يعتقد‬
‫البعض ناتج عن فكرة العقد االجتماعي و بالتالي الدولة ملزمة للقيام باالتفال العام كيفما كان شكله‬
‫وبحكم سلط ها تفرض املشاركة في هذه العملية االتفاقية بحيث يساهم كل فرد حسب مقدرته في تمويل‬
‫هذه النفقات وأن الضرائب تفرض على أفراد املجتمع حسب مبدأ التضامن وبدون استثناء بغض النظر‬
‫عن املنافع ال خصية التي تعود على كل فرد‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ -7‬قواعد للضروبة‪ :‬إن أول من أشار إلى هذه القواعد هو أدم سميث وتعبر عن املبادئ األساسية التي يجب‬
‫أن يستند إليها املشرع عند فرض الضريبة ومن أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬قاعدة العدالة ‪ :‬ومعناها أن يسهم األفراد في تحمل عبء الضريبة تبعا ملقدرتهم التكليفية‪ ،‬أي توز ع‬
‫العبء الضريبي وفقا ملا تحت تصرف املمول من أموال ولهذا ركز الفكر املالي الحديث عن هذا املبدأ ببحثه‬
‫في الطرل التي تسمح بتحقيق العدالة الضريبية ويرى البعض أن الطريقة النسبية هي األقر إلى ذلك بمنما‬
‫يرى خرون أن الضريبة التصاعدية هي الضريبة التي تحقق العدالة ألجها هي التي تسمح بمساهمة املمولين في‬
‫األعباء العامة كل حسب مقدرته التكليفية‪.‬‬
‫‪ -2‬قاعدة اليقين ‪ :‬ويقصد بها أن تكون الضريبة بالنسبة للممول محددة معلومة وواضحة ال لب فيها وال‬
‫موض ولكي يتحقق ذلك البد أن تكون النصوص التشر عية واضحة ال موض فيها حتى يسهل تطبيقها دون‬
‫تأويل‪ ،‬وأن تتبع النصوص التشر عية بمذكرات تفسيرية إيضاحية شاملة لكيفيات فرض الضريبة ومعدلها‬
‫وتوقيت دفعها ‪...‬ال ‪.‬‬
‫‪ -3‬قاعدة املم مة في الدفع ‪ :‬بمعنى أن تكون إجراءات فرض وتحصيل الضريبة وميعاد جباي ها تتماش ى مع‬
‫لظروف املمول وطبيعة عمله ونوع النشاط الذي يزاوله أو املهنة التي يمارسها الن عك ذلك يألدي إلى ال هر‬
‫الضريبي ولهذا يعتبر الوقت الذي يحصل فيه املمول على دخله أكمر األوقات مالئمة لدفع الضرائب املفروضة‬
‫عليه‪ ،‬وقد تججأ الدولة الى تقسي الضرائب في بعض الظروف الخاصة أو تقوم باإلعفاء لت جيع‬
‫االستثمارات‪.‬‬
‫‪ -4‬قاعدة االقتصاد في نفقات الجباكة ‪ :‬وتعنى ضرورة االقتصاد في نفقات جباية الضرائب‪ ،‬بحيث ال يزيد ما‬
‫تأخذه من املمولين عما يدخل لجخزانة العامة وهنا يجب على الدولة أن تختار طريقة الجباية التي تكلفها‬
‫نفقات أقل أي رفع كفاءة الجهاز الضريبي حتى يكون الفرل بين ما يدفعه املمول وبين ما يدخل لخزينة الدولة‬
‫أقل ما يمكن‪.‬‬
‫‪ -5‬أاداف الضروبة‪ :‬لقد حدد كتا املالية العامة والفكر املالي الحديث للضريبة مجموعة أهداف للضريبة‬
‫م‪،‬ها الهدف املالي والهدف االقتصادي – االجتماعي و يقصد بالغرض املالي مد خزينة الدولة باألموال الالزمة‬
‫لتغطية النفقات العامة لكي تستطيع الدولة تلبية حاجات املجتمع‪ ،‬أما الغرض االجتماعي‪ -‬االقتصادي‬
‫فيقصد به ت جيع االس هالك أو التقليل منه في حالة السعي للتقليل من إنتاج سلعة ير مر و فيها ‪،‬‬
‫معالجة الضغوط الت خمية واملحافظة على قيمة العملة بالتأثير على دخول األفراد واملألسسات لسحب‬
‫جزء من الكتلة النقدية وتقليل الطلب ‪ ،‬تستعمل الضريبة لتحويل عناصر اإلنتاج نحو الفروع أقل نموا‬
‫بتقديم امتيازات ضريبية أو ت جيع الصناعة الوطنية عن طريق الضرائب الجمركية كما تستخدم الضريبة‬
‫كأداة لت جيع استغالل الطاقة اإلنتاجية املعطلة املادية واملالية والبشرية‪.‬‬
‫‪ -8‬تنظيم الضروبة ‪ :‬يقصد بتنظيم الضريبة تحديد اإلجراءات الفنية املتعلقة بفرض الضريبة وتحصيلها‪،‬‬
‫ويتعلق هذا التنظيم بمعالجة الوعاء الذي تفرض عليه الضريبة‪ ،‬السعر الذي تفرض به‪ ،‬النطال الذي‬
‫تطبق عليه الضرائب‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ -1‬اختيار املادة الخاضعة للضروبة ‪ -‬الوعاء ألضروبي‪ :‬ويقصد بوعاء الضريبة املوضوع الذي تفرض عليه‬
‫الضريبة أو املادة التي تفرض عليها من دخل أو إيراد أو يره‪ ،‬واملشرع عليه أن يختار وعاء الضريبة املناسب‬
‫وبالتالي نحاول معرفة كل وعاء ومعرفة محاسنه وعيوبه‪ ،‬وم‪،‬ها االختيار بين الضرائب على األشخاص‬
‫والضرائب على األموال‪ ،‬فرض الضريبة على موضوع واحد أو على مواد متعددة أو فرضها بطريقة مباشرة‬
‫على المروة أو على املظاهر الخارجية لهذه المروة لدى تداولها‪ ،‬كما يثير أيضا دراسة االختيار بين الضرائب‬
‫على الدخل أو الضرائب على رأس املال أو على اإلنفال والتصرفات‪.‬‬
‫‪ -2‬ضروبة واحيدة أم ضرا ب متعددة ‪ :‬عرفت الضرائب الوحيدة منذ القدم إذ كانت الدولة تفرض ضريبة‬
‫واحدة فق ‪ ،‬وأول من طبق هذه الضريبة الفيزوقراط حيث نادوا بفرض ضريبة وحيدة على الناتج الصافي‬
‫من الزراعة ألجها العمل املنتج الوحيد‪ ،‬إال أن الضريبة الوحيدة تعرضت النتقادات شديدة م‪،‬ها أجها ال تحقق‬
‫إال هدفا ماليا فق ‪ ،‬كيف يمكن فرض ضريبة واحدة مع اختالف األموال وامللكيات واملداخيل وكيف يمكن‬
‫تحديد وعاء واحد لكل هذه النشاطات ‪ ،‬كما ال يمكن أن تكون أداة من أدوات املالية العامة املصرة ة وال‬
‫يمك‪،‬ها أن تقيم نظاما ضريبيا متكامال‪ ،‬الضريبة الوحيدة ال تناسب االقتصاد العصري فال يوجد في الواقع‬
‫مصدر وحيد للمروة في املجتمع بل هناك مصادر مختلفة ولهذه األسبا طالب بعض املفكرين بضرورة فرض‬
‫أكمر من ضريبة على أي نشاط يزاوله الفرد ويحقق له ربحا‪ ،‬من هنا هرت الضرائب املتعددة‪ ،‬وتعني‬
‫الضرائب املتعددة أن تفرض أكمر من ضريبة على أنواع متعددة من املداخيل واألموال‪ ،‬ويكون لها ثار على‬
‫االس هالك واالدخار واالستثمار واإلنتاج فمع الضريبة الوحيدة من الصعب التحدث عن الضريبة كأداة في‬
‫توجيه السياسة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -3‬الضرا ب على األموام و الضرا ب على األشخاص ‪ :‬الضرائب على األشخاص هي الضرائب التي تفرض‬
‫على األفراد بمجرد وجودهم في داخل الدولة وعلى الر م من وجود هذا النوع من الضرائب في العصور‬
‫القديمة إال أنه أجهار مع تطور املجتمعات وأصبحت في عصرنا الضرائب تفرض على األموال ‪ ،‬أي أن النظام‬
‫الضريبي الحديث يعتمد في فرض الضرائب على المروة سواء كانت رأسمال‪ ،‬دخل أو عند التصرف في هذه‬
‫المروة‪.‬‬
‫‪ -4‬ضرا ب مباترة أو غيي مباترة‪ :‬تعتبر الضرائب املباشرة و ير املباشرة من أهم الضرائب املستعملة في‬
‫العصر الحديث وذلك ملا لها من مميزات في تتبع مصادر المروة ‪ ،‬كما تمثل أساسا لتحديد اعثار االقتصادية‬
‫للضرائب ‪ ،‬ومعنى مباشرة عندما تفرض الضرائب على المروة املوجودة تحت تصرف املمول ‪ ،‬أما ير مباشرة‬
‫هو أن تفرض الضرائب عند استعمال أو تداول هذه المروات ولم على وجودها أي لم على الدخل و إنما‬
‫عند التصرف في هذا الدخل‪ ،‬و عتبر هذا التصنيف من أقدم التصنيفات وأشهرها انتشارا ‪ ،‬كما أن هذا‬
‫التصنيف هو الشالع في وقتنا الحالي لكن لم من السهل التمييز بين هذين النوعين من الضرائب لذا أجمع‬
‫مفكري املالية العامة على وضع بعض املعايير لتسهيل التمييز بي‪،‬هما ‪ ،‬هذه املعايير هي‪:‬‬
‫‪ -‬الطروقة التي تحص بها الضروبة‪ :‬وهو االعتماد على الجهة القائمة بالتحصيل وطريقة التحصيل‪،‬‬
‫لتحديد ما إذا كانت إحدى الضرائب تعتبر مباشرة أو ير مباشرة‪ ،‬ففي بعض الدول تجرى هذه التفرقة على‬
‫أساس الجداول االسمية التي تحصل بمقتضاها الضريبة فإن كان الرب مباشر بين املمول واإلدارة تعتبر‬

‫‪48‬‬
‫مباشرة وتعتبر ير مباشرة في الحالة العكسية‪ ،‬ويألخذ على هذه الطريقة أجها ير علمية‪ ،‬وإنما هي طريقة‬
‫تختلف من تشر ع عخر‪ ،‬إن هذا املعيار يتصف من الناحية النظرية بالسهولة ولكن في الواقع ير ذلك ‪،‬‬
‫فكثير من الضرائب تعتبر مباشرة ولكن ال تحمل اسم املمول مثل السندات والتي تحمل عبارة لحاملها تفرض‬
‫على أرباحها ضرائب فهل هي ضرائب مباشرة أم ير مباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬نق عبء الضروبة ‪ :‬في هذا املعيار تعتبر الضريبة مباشرة إذا استقرت عند املكلف بها وال يمكنه تحميلها‬
‫للغير سواء إلى األمام أو إلى الخلف مثل الضريبة على الدخل وتعتبر الضريبة ير مباشرة إذا ما تم تحميلها‬
‫لغير املكلف بها قانونا وعادة ما يتم تحميلها عن طريق السعر‪ ،‬لكن ما يعا على هذا املعيار هو أن نقل‬
‫العبء الضريبي عملية معقدة وفي اية الصعوبة ‪ ،‬وبالتالي ال يمكن اعتماده كأساس للتفرقة بين هذه‬
‫الضرائب ‪ ،‬وإن عملية نقل العبء الضريبي قد تكون كليا أو جزئيا وبالتالي كيف يمكن اعتبار جزء من‬
‫الضريبة مباشر و الجزء األخر م‪،‬ها ير مباشر أو قد ينتقل العبء إلى الخلف مثل تخفيض األجور أو خصم‬
‫بعض االمتيازات‪.‬‬
‫‪ -‬مد استمرار املادة الخاضعة للضروبة‪ :‬تعتبر الضريبة مباشرة إذا ما فرضت على املوارد الثابتة كالتملك‬
‫واملهنة وممارسة تجارة أو صناعة‪ ،‬وتعد ضريبة ير مباشرة إذا كانت املواد املفروضة عليها مواد خاصة أو‬
‫متقطعة أو عارضة‪ ،‬ولقد حظي هذا الرأي بتقدير كبير لدى املاليين ومعنى هذا أن الضريبة املباشرة هي التي‬
‫تفرض مباشرة على ذات الدخل أو رأس املال والضريبة ير املباشرة هي تلك التي تفرض على إنفال الدخل أو‬
‫على انتقال رأس املال‪.‬‬
‫‪ -‬طروقة تقدكروعاء الضروبة‪ :‬يعتمد هذا املعيار على املادة الخاضعة للضريبة و عتبر من أهم معايير التفرقة‬
‫بين الضرائب املباشرة و ير املباشرة ومعناه إذا كان تقدير الوعاء الضريبي مباشرة تعتبر الضريبة مباشرة أما‬
‫إذا كان تقدير الوعاء الضريبي يتم من خالل معامالت املمول تعتبر ضريبة ير مباشرة‪.‬‬
‫وتبقى التفرقة الحقيقية بين الضرائب املباشرة و ير املباشرة تخضع إلى األنظمة الضريبية والى األهداف التي‬
‫تسعى الدولة إلى تحقيقها من خالل ذلك‪.‬‬
‫مقارنة الضرا ب املباترة وغيياملباترة‬
‫الضرا ب غيياملباترة‬ ‫الضرا ب املباترة‬
‫تتميز بزيادة حصيل ها وخاصة إذا احتاجت الدولة إلى ال تتوفر على هذه الصفة إال في بعض السلع الكمالية‬
‫إيرادات إضافية ( أزمات‪ ،‬الحرو‬

‫تعتبر أكمر عدال ألجها تفرض حسب املقدرة التمويلية تكون أكمر ضغطا على ذوي الدخول الضعيفة ألجها تم‬
‫السلع االس هالكية‪.‬‬

‫تتطلب نفقات كبيرة لجبيها‪،‬ألجها تتعلق باملعامالت‬ ‫تكاليف جباي ها أيسر ملعرفة املمول مباشرة‬

‫‪49‬‬
‫يكون الشعور بعبئها أخف ألجها تدفع بطريقة ير مباشرة‬ ‫شعور املمولين بعبئها ألجها تدفع مباشرة‪.‬‬
‫في أسعار للسلع والخدمات‬

‫تمد الخزينة العمومية بموارد في فترات محددة من تمد الخزينة العمومية على مدار السنة‬
‫السنة‬

‫ال تتأثر كثيرا بالتقلبات االقتصادية أي ثبات حجمها تتأثر بالتقلبات االقتصادية خاصة في فترات االنكماي‬
‫الذي تتميز بتراجع الطلب على السلع والخدمات‬ ‫نسبيا خالل السنة‪.‬‬
‫‪ -9‬موضوع الضروبية‪ :‬إن أول مشكلة تثور عند تحديد وعاء الضريبة هو اختيار املادة‬
‫التي تخضع للضريبة‪ ،‬وبدراسة األوعية الضريبية املختلفة نالحا أن املالية املعاصرة ‪ ،‬تركز على كل من إتباع‬
‫الدخل ورأس املال‪ ،‬إتباع واقعة تداول الدخل ورأس املال وعليه يمكننا دراسة ثالثة مواضيع رئمسية وهي فرض‬
‫الضريبة على واقعة اكتسا الدخل ‪ ،‬فرض الضريبة على واقعة تملك رأس املال وفرض الضريبة على واقعة‬
‫إنفال الدخل و رأس املال كاألتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الضرا ب على الدخ ‪ :‬مع التطور الذي عرفته مختلف املجتمعات سواء في املجال الصناعي والتجاري‬
‫والخدمات هرت أنواع جديدة من املداخيل والمروة املنقولة لم تكن تتناولها الضرائب من قبل مما أدى‬
‫بالدولة إلى تتبع هذه املداخيل لكي تدعم خزين ها لتغطية أعباءها املتزايدة‪ ،‬و عد الدخل أفضل مقياس لقدرة‬
‫األفراد على دفع الضرائب‪ ،‬لقد اختلف علماء املالية العامة في تعريف الدخل فعرف بأنه القيمة النقدية‬
‫للسلع والخدمات التي يحصل عليها الفرد من مصدر معين خالل فترة زمنية معينة‪ ،‬لكن من وجهة نظر‬
‫املشرعين والوجهة الضريبية ورد للدخل تعريفين يستندان إلى نظريتين مختلفتين وهما‪:‬‬
‫‪ -‬نظروة املنبع ‪ :‬طبقا لهذه النظرية حتى يخضع الدخل للضريبة يجب أن توفر فيه ثالثة شروط‪ ،‬أن‬
‫يتصف هذه الدخل بالدورية واالنتظام ‪ ،‬معنى دلك استبعاد كل ما يحصل عليه املمول من زيادة في دخله‬
‫ال يتوفر فيها ذلك كاألرباخ مثال التي يحصل عليها أصحا السندات‪ ،‬أن يكون هذا الدخل قابال للتقويم‬
‫عدا ذلك ال يدخل ضمن نطال الدخل‪ ،‬دوام و ثبات املصدر (قابلية بقاء املصدر ملدة معينة ‪ ،‬هذه‬
‫النظرية يعا عليها استبعاد الكثير من املداخيل وهذا بطبيعة الحال يألدي إلي ضعف اإليرادات ألن جزء‬
‫كبير من املداخيل ال تخضع للضريبة حسب هذا املفهوم‪.‬‬
‫‪ -‬نظروة الزوادة اإلكجابية في ذمة املموم‪ :‬هذه النظرية توسع من مفهوم الدخل ألجها تعتبر كل زيادة في ذمة‬
‫املمول أي في مقدرته املالية بغض النظر عن املصدر الذي أتت منه هذه الزيادة ‪ ،‬عمل ‪ ،‬رأسمال ‪ ،‬بيع‬
‫عقارات ‪ ،‬أرباخ من سندات وأسهم و يرها من املصادر تعتبر دخال خاضعا للضريبة‪ ،‬إن التشر عات املالية‬
‫الحديثة تأخذ بهذه النظرية في تعريف الدخل من الوجهة الضريبية وذلك لعدة اعتبارات وهي أن هذه‬
‫النظرية تعتبر أكمر مالئمة مع مبدأ العدالة الضريبية‪ ،‬تحصيل أكبر قدر من اإليرادات ووسيلة للوصول إلى‬
‫جميع منابع المراء‬

‫‪50‬‬
‫‪ -‬الدخ اإلجما ي والدخ الصافي‪ :‬يقصد بالدخل اإلجمالي كل ما يحصل عليه املمول من إيرادات دون‬
‫خصم التكاليف الالزمة لجحصول على هذا الدخل ويقصد بالدخل الصافي اإليرادات املتبقية للممول بعد‬
‫خصم التكاليف الالزمة لجحصول على الدخل ‪ ،‬و عتبر الدخل الصافي أكمر داللة على املقدرة التكليفية‬
‫للممول‪ ،‬ولذا فإن قاعدة العدالة تفرض أن يكون هذا الدخل وعاءا للضريبة والقاعدة في تحديد الدخل‬
‫تتطلب القيام بخصم تكاليف الدخل دون خصم استعماالته‪ ،‬ويقصد بتكاليف الدخل املبالغ الالزم إنفاقها‬
‫لجحصول على الدخل مما يعرف بالحد األدنى للمعمشة الذي يستثنى من الدخل من العمل أما تكاليف الدخل‬
‫من رأس املال ف ي مستلزمات اإلنتاج و يرها مثل تكاليف الصيانة ‪ ،‬تكاليف االستغالل‪...‬ال ‪.‬‬
‫‪ -‬الضرا ب املتعددة على الدخ والضروبة الوحيدة على الدخ ‪ :‬سبق أن تعرضنا للتفرقة بين الضريبة‬
‫الواحدة والضرائب املتعددة عند تناولنا ملوضوع الضريبة هذا التقسيم يمكن تناوله في نطال الضرائب على‬
‫الدخل‪ ،‬ويقصد بالضريبة علي فروع الدخل فرض ضريبة على كل فرع من فروع الدخل أي حسب هذا‬
‫املفهوم تصبح هناك ضريبة على الدخل من العمل ‪ ،‬ضريبة على الدخل من رأس املال وضريبة على األرباخ‬
‫وهكذا‪..‬ال ‪ ،‬وقد يقتصر فرض الضريبة على ضريبة واحدة عامة تشمل دخل املمول كله وبصرف النظر عن‬
‫مصادره‪ ،‬وهذا ما يعرف بالضريبة على الدخل اإلجمالي أو بالضريبة العامة على الدخل‪.‬‬
‫مقارنة بين الضرا ب املتعددة على الدخ والضروبة الوحيدة على الدخ‬
‫الضروبة الوحيدة على الدخ‬ ‫الضرا ب املتعددة على الدخ‬
‫‪ -‬يسمح بتنوع املعاملة (أي معاملة كل دخل ‪ -‬تأخذ في االعتبار قدرة املمول‬
‫‪ -‬تسمح بتطبيق الضرائب التصاعدية عندما‬ ‫معاملة خاصة‪.‬‬
‫‪ -‬للدولة حرية اختيار الطريقة التي تحصل يجمع الدخل في وعاء واحد‪.‬‬
‫بها الضرائب على كل نوع من أنواع الدخل‪ - .‬تسمح للدولة باالقتصاد في جباية الضرائب‪.‬‬
‫‪ -‬يعتمد على عدة أنواع من الضرائب‬
‫وبالتالي تتعدد وقد تتعقد عملية التحصيل‪- .‬ال تسمح كثيرا للدولة بالتأثير على املداخيل‬
‫‪ -‬يسمح للدولة باستعمال تعدد الضرائب ومصادرها ‪.‬‬
‫للتأثير علي كل نوع من الدخول‪.‬‬
‫أن التشر عات املالية في الدول املتقدمة تأخذ جلها حاليا بالضريبة الوحيدة على الدخل نظر ملا ترى فيه من‬
‫مزايا مثل العدالة الضريبية والتحصيل الجبالي بأقل تكلفة ممكنة كما تبنت الكثير من الدول النامية هذا‬
‫النظام ملا وصلت إليه من تحكم في إدارتها الضريبية‪.‬‬
‫‪ -2‬الضرا ب علي رأس املام‪ :‬يمكن تعريف رأس املال من الوجهة الضريبية على أساس أنه مجموع األموال‬
‫العقارية واملنقولة التي يملكها ال خص في لحظة معينة سواء كانت منتجة لدخل أم ير منتجة له ‪ ،‬لقد تمت‬
‫اإلشارة إلى أن رأس املال هو وعاءا تكميليا للضريبة إلى جانب الدخل ومن ثم تفرض عليه ضرائب في حاالت‬
‫معينة وهى حالة امتالكه وتعتبر ضريبة مباشرة على رأس املال أو تداوله وهي ضريبة ير املباشرة على رأس‬

‫‪51‬‬
‫املال‪ ،‬و عتبر البعض الضريبة على تداول رأس املال نوعا من الضرائب على الدخل‪ ،‬ولتقييم رأس املال من‬
‫الناحية الضريبية يجب جرد أصول وخصوم املكلف في لحظة معينة‪ ،‬ولهذا يجب التميز بين نوعيين م‪،‬ها‪:‬‬
‫‪ -‬الضروبة على رأس املام والتي تدفع من دخله‪ :‬هذه الضريبة يدفعها املكلف من دخل رأس املال ولم من‬
‫رأس املال نفسه أو بيع جزء منه لتسديدها وهي تشبه هذه الضريبة علي الدخل‪ ،‬وتتميز هذه الضريبة باالتي‪:‬‬
‫‪ -‬هناك ريوس أموال ال تدر دخال وبالتالي ال تصل إليها الضريبة كالتحف واملجوهرات ولذالك عمدت الكثير‬
‫من التشر عات املالية فرض ضريبة وحيدة علي رأس املال‪.‬‬
‫‪ -‬تدفع بأصحا ريوس األموال العقيمة إلي تشغيلها و استخدامها‪.‬‬
‫‪ -‬هذا النوع أيسر في معرفة وقياس املقدرة التكليفية للممول ‪.‬‬
‫‪ -‬الضروبة املفروضة على رأس املام و تدفع منه‪ :‬إن هذا النوع ال يقتصر على فرض ضرائب على الدخل من‬
‫رأس املال بل يذهب إلي اقتطاع جزء من رأس املال نفسه وعادة ما تكون معدالت هذه الضرائب مرتفعة ألن‬
‫سدادها يكون من رأس املال نفسه وبالتالي يضطر مالك رأس املال التصرف فيه أو في جزء منه ألجها تنقص‬
‫منه‪ ،‬وأهم أنواع هذه الضرائب‪:‬‬
‫‪ -‬الضروبة االستثنا ية علي تمل رأس املام‪ :‬وتعني فرض ضريبة مرتفعة علي رأس املال بحيث ال يسمح‬
‫للمكلف بها بدفعها من دخل رأس املال بل يضطر للمساس برأس املال نفسه وعادة ما تفرض هذه الضرائب‬
‫في حاالت استثنائية أو ير عادية ويرى كتا املالية العامة أنه من با العدالة أن يدفع األ نياء أكمر في‬
‫الحاالت االستثنائية‪ ،‬كما يرى خرون أجها تضعف املقدرة املالية للبلد ولك‪،‬ها مجرد نقل مقدرة مالية من يد إلى‬
‫يد‪ ،‬فقد توجه هذه األموال إلي مجال االستثمار‪ ،‬كما يرى البعض أجها تألدى إلي تهريب جزء من ريوس األموال‬
‫لكن ال هريب لم بسبب الضرائب بل له عوامل أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬الضروبة على الزوادة في قيمة رأس املام‪ :‬هنا يقصد بالزيادة لم بفعل املالك ولكن بفعل عوامل أحرى‬
‫مثل تقدم املجتمع ‪ ،‬التوسع العمراني‪..‬ال مثل الزيادة في قيمة العقارات ‪ ،‬وبالتالي تفرض علي الزيادة ضرائب‬
‫وكثير من الكتا يعتبرون هذه الزيادة هي بفضل املجتمع ككل ولم بفضل صاحب العقار‪.‬‬

‫الرد‬ ‫النقد‬
‫قد تكون هذه الزيادة ناجمة عن الت خم يمكن معرفة ذلك بدراسة مستوى‬
‫األسعار‬ ‫وارتفاع األسعار زيادة اهرية‬
‫ال يمكن التفرقة بين تأثير املجتمع وتأثير املالك يمكن تقدير ذلك‬
‫قد تزداد قيمة عقارات وتنخفض عقارات أخرى يمكن خفض ذلك من الزيادة‬
‫كيف نوازن بين ذلك‬

‫‪ -‬الضروبة علي الزوادة في القيم املنقولة‪ :‬وتعني ازدياد قيمة القيم املنقولة كاالسم و السندات بسبب‬
‫انتعاي اقتصادي ‪ ،‬وتتعامل معها كثير من الدول على أساس أجها زيادة في ذمة املمول فنعتبرها زيادة في‬
‫الدخل و بالتالي يرتفع معدل الضريبة علي حاملها‬

‫‪52‬‬
‫‪ -3‬الضروبة علي الكي ات‪ :‬معناها انتقال رأس املال من املتوفى إلي وريثه أو املوص ي لهم وتوجد هذه الضريبة‬
‫في كافة التشر عات ويرى بعض الكتا أجها مقابل خدمات الدولة لتنفيذ هذا امليراث كما يرى البعض مشاركة‬
‫الدولة في هذا امليراث و يبقي التفسير الوحيد هو أن الدولة دائما تتبع انتقال المروة أو التصرف فيها لتقتطع‬
‫جزءا م‪،‬ها لتغطية نفقاتها والوصول إلي تحقيق أهداف املجتمع‪،‬والضريبة على التركات تتميز بعدة أنواع وم‪،‬ها‬
‫الضريبة على مجموع التركة أي تفرض على حجم التركة بعد خصم الديون التي على املورث ‪ ،‬الضريبة على‬
‫نصمب كل وارث بعد توز عها و عتبر هذا أقر للمنطق ألن نصمب كل وارث قد يختلف عن األخر نصمب املرأة‬
‫والرجل مثال في التشر ع اإلسالمي ‪ ،‬كما يراعى في هذه الضريبة درجة القرابة بين املورث والوارث‪ ،‬حجم التركة‬
‫واألعباء العائلية للوارث‪.‬‬
‫‪ -4‬الضرا ب علي التداوم وعلي االتفاق‪ :‬هذه الضرائب تفرض عند تداول رأس املال والدخل وتعتبر حسب‬
‫معايير التفرقة بين الضرائب املباشرة و ير املباشرة أجها ضرائب ير مباشرة وهي‪:‬‬
‫‪ -‬الضرا ب علي التداوم‪ :‬وتفرض على التصرفات القانونية أي انتقال األموال من خالل املعامالت وتفرض‬
‫عند انتقال امللكية كملكية العقارات مثال والضرائب التي تفرض على العقود والكمبياالت ‪ ،‬وعادة ما تعرف‬
‫هذه الضريبة بالرسم ويرجع ذلك إلى نشأت هذه الضرائب حيث عوملت وكأجها رسوم لك‪،‬ها في الحقيقة‬
‫ضرائب ألجها تتبع انتقال ريوس األموال (المروة وال تتبع الخدمة مثل ما هو معروفا في تعريف الرسم وتتميز‬
‫بدسهولة جباي ها‪ ،‬املالمة في الدفع واغزارة حصيل ها‪ ،‬ويرى بعض املاليين إذا ما كان سعرها مرتفعا تعيق نوعا ما‬
‫املعامالت والتداول‪.‬‬
‫‪ -‬الضرا ب على اإلنفاق‪ :‬تعتبر أهم صور الضرائب ير املباشرة ومن أهمها الضريبة العامة على االتفال‬
‫تفرض هذه الضريبة على كافة السلع والخدمات‪ ،‬أي على مجموع ما ينفقه الفرد على السلع والخدمات ولهذا‬
‫سميت بالضريبة العامة على اإلنفال وقد طالب الكثير من املاليين وعلى رأسهم ‪ Kaldor‬في كتابه الذي صدر‬
‫له في ‪ 1965‬اعتبر فيه هذه الضريبة ضريبة تكميلية على الدخل وكان قد اقترحها قبل ذلك للهند كجزء من‬
‫اإلصالحات التي قام بها هذا البلد نذاك لنظامه الضريبي‪ ،‬في هذه الضريبة يقدم املمول إقرارا يبين فيه‬
‫مقدار إنفاقه السنوي على االس هالك بعد خصم األدنى ملعمشة أفراد عائلته واملحدد قانونا‪ ،‬يرى أنصار هذه‬
‫الضريبة أكمر عدالة من الضريبة على الدخل ألجها تعبر عن مقدرة الفرد التمويلية وفقا ملا يوضحه‬
‫االس هالك‪ ،‬تم االس هالك وبالتالي ت جع االدخار‪ ،‬تم االس هالك وبالتالي يمكن أن تكون أداة ملعالجة‬
‫الت خم وخاصة في البلدان النامية‪ ،‬كما وجهت لها العديد من االنتقادات أهمها أن تطبيقها في الواقع‬
‫يتطلب إدارة جبائية ذات كفاءة عالية ملتابعة اس هالكات لقفراد‪ ،‬تتطلب أن يكون األفراد واعون بهدف‬
‫الضريبة‪ ،‬تتالءم فق مع االقتصاديات التي تعاني اقتصادي ها من الت خم أم في الدول املتقدمة فقد ال‬
‫تساعد أوال تالءم وضعي ها‪ ،‬إذا قلنا أجها تتالءم مع وضعية الدول النامية بشرط أن ال يوجه األفراد مدخراتهم‬
‫إلى املجاالت العقيمة كما تألثر بشكل كبير على ذوي الدخول الضعيفة‪.‬‬
‫‪ -‬الضرا ب على حجم املعاممت‪ :‬وهي نوعان‪ ،‬النوع األول هو الضريبة العامة املتتابعة على رقم األعمال‪،‬‬
‫هذه الضريبة تفرض على حلقات متتابعة ال تنت ي إال حين تصل السلعة إلى املس هلك أي كل مرة البالع‬
‫يحملها إلى املشتري عن طريق السعر إلى اية املس هلك ال‪،‬هالي‪ ،‬عادة ما تكون معدالتها منخفضة‪ ،‬يكون عبئها‬

‫‪53‬‬
‫على السلع ذات القنوات التسويقية الطويلة‪ ،‬قد تجبر كثير من املألسسات إلى االندماج الختصار هذه‬
‫القنوات‪ ،‬تتميز بوعاء واسع‪ ،‬الكثير من التشر عات املالية تخلت ع‪،‬ها‪،‬أما النوع الثاني فهو الضريبة العامة‬
‫الوحيدة على رقم األعمال تفرض هذه الضريبة مرة واحدة على السلعة وعادة ما تفرض عند اإلنتاج والذي‬
‫يدفعها ال يتحملها أو الذي دفعها يخصمها من الضرائب املستحقة عليه ‪ ،‬ال تفرض كل مرة على السلعة‬
‫بكاملها بل تفرض على القيمة التي أضيفت إلى تلك السلعة ولذا تسمى عادة بالرسم على القيمة املضافة ‪،‬‬
‫هذه الضريبة أصبحت ضمن األنظمة الضريبية لجل دول العالم‪ ،‬وقد يختار املشرع بعض أنواع معينة من‬
‫السلع والخدم ات و يخضعها للضرائب‪ ،‬لكن املشرع هنا يجب أن يأخذ في االعتبار حصيلة الضريبة ‪،‬‬
‫والعدالة ‪ ،‬كما يأخذ في االعتبار درجة أهمية السلعة بالنسبة ألفراد املجتمع أي هل السلعة ضرورية أم‬
‫كمالية أم من السلع الشالعة االس هالك مثل القهوة‪ ،‬الشاي‪ ،‬ال ‪.‬‬
‫‪ -5‬الضرا ب الجمركية‪ :‬وهى الرسوم التي تحصلها الدولة من االستيراد والتصدير أي تفرض على السلع وهي‬
‫تخرج من الدولة أو وهي تدخل إليها‪ ،‬هذا النوع من الرسوم يعك األوضاع االقتصادية للدولة ف ي كبيرة‬
‫الحصيلة في البالد املتقدمة بالعك في البالد النامية ‪ ،‬وتتميز الضرائب الجمركية بعدة أنواع فقد تكون‬
‫ضرائب مستقلة تضعها الدولة بإرادتها املنفردة أوعن طريق اتفاقية حيث يتم وضعها باالتفال مع دولة أخرى‬
‫بموجب العالقة التجارية التي ترب الدولتين‪ ،‬أو ضريبة بسعرين وهو ما يسمى باملعاملة التفضيلية‪ ،‬سعر‬
‫يفرض في الظروف العادية وسعر خر يفرض في الظروف االستثنائية‪ ،‬وقد تفرض أيضا بغرض حماية‬
‫الصناعة الوطنية الناش ة من املنافسة األجنبية‪ ،‬كما يمكن التفرقة بين نوعين من الضرائب م‪،‬ها الضريبة‬
‫القيمية أي تفرض وفقا لثمن السلعة والضريبة النوعية وهي تحديد مبلغ نقدي ثابت على السلعة تبعا‬
‫لنوعها‪ ،‬وقد تستعملها الدولة أل راض ت جيعية (ت جيع الصادرات من سلع معينة أو الحد من الواردات‬
‫لبعض السلع كما نجد أنظمة جمركية متعددة وم‪،‬ها نظام التجارة العابرة ومعناه السماخ لبعض السلع‬
‫اجتياز حدود البلد واعتبارها كسلع خارج اإلقليم ‪ ،‬فائدة الدولة هنا تكون في الخدمات التي تقدم لهذه السلع‬
‫عند عبورها للدولة كخدمات النقل والتأمين و يرها من الخدمات‪ ،‬نظام املناطق الحرة وهي تحديد الدولة‬
‫ملكان داخل إقليمها تدخل إليه البضالع وتخرج منه دون أن يدفع املصدرين واملستوردين للضرائب الجمركية‬
‫‪ ،‬الضرائب الجمركية تدفع إذا خرجت السلع من ذلك املكان املخصص لها إلى باقي أنحاء البالد وتتبنى بعض‬
‫الدول هذا النظام بهدف تقريب السلع األجنبية م‪،‬ها وبيع بعض سلعها في هذه األسوال الحرة‪ ،‬كما نجد في‬
‫بعض الدول تطبق ما يسمى بنظام اإلعفاءات املألقتة حيث يتم إعفاء املستوردين لبعض املواد األولية أو‬
‫النصف مصنعة مألقتا واإلعفاء التام عندما يتم تصدير هذه املواد كسلع وخدمات مصنعة أو نصف‬
‫مصنعة إن تم استزادها كمواد أولية‪ ،‬أما نظام استرداد الضريبة الجمركية فهو يشبه نظام اإلعفاء املألقت‬
‫ويختلف عنه فق في أن املستورد يدفع الضرائب الجمركية كاملة عن املواد األولية والنصف مصنعة‬
‫و ستردها عند تصديره لتلك املواد على شكل سلع مصنعة‪.‬‬
‫‪ -6‬سعرالضروبة‪ :‬بعد أن ينت ي املشرع من تحديد وعاء الضريبة ينتقل إلى تحديد سعر الضريبة وهو النسبة‬
‫املقتطعة من الوعاء الضريبي‬

‫‪54‬‬
‫وهنا يمكننا التفرقة بين الضرائب النوعية والقيمية ويقصد بالضرائب النوعية تلك الضرائب التي تفرض في‬
‫صورة مبلغ نقدي على كل وحدة مادية ( وزن‪ ،‬حجم‪ ،‬مسافة‪ ،‬عدد‪.....‬ال ‪ ،‬أما الضرائب القيمية فتفرض في‬
‫صورة نسبة م وية على الوعاء الضريبي وتعتبر أقر إلى العدالة الضريبية ألجها تتبع أسعار تلك السلع‬
‫وتقييمها‪.‬‬
‫كما يمكننا التفرقة بين الضرائب العينية والتي تفرض على حجم ثروة املمول دون إعطاء أي اعتبار للظروف‬
‫املحيطة باملمول كأن تفرض ضريبة على هكتار من أرض زراعية دون مراعاة من يملك ألف هكتار ومن يملك‬
‫هكتارا واحدا‪ ،‬أو الضريبة التي تفرض على الدخل دون مراعاة روف املمول‪ ،‬أي ال تأخذ في االعتبار مثال من‬
‫هو أعز ومن يعول أسرة ‪ ،‬ما يعرف عن هذه الضريبة أجها ال تاخذ في االعتبار مبدأ العدالة الضريبية ‪،‬أما‬
‫الضرائب ال خصية هي تلك الضرائب التي تأخذ في االعتبار روف املمول‪ ،‬وعلى الر م من صعوبة اإلحاطة‬
‫بكل روف املمول إال أن الجزء املقتطع من الوعاء الضريبي يجعل من هذه الضريبة أقر إلى العدالة‬
‫الضريبية‪.‬‬
‫‪ -7‬عناصر تشخيص الضروبة‪ :‬عندما ير ب املشرع في تطبيق الضرائب ال خصية هناك مجموعة عناصر‬
‫يجب أن يراعيها وهي‪:‬‬
‫‪ -‬إعفاء الحد األدنى الالزم للمعمشة‪ :‬إي مقدار الدخل الذي يضمن الحد األدنى ملعمشة أفراد عائلة املمول‪،‬‬
‫وإذا كان الدخل مساويا لهذا الحد يعفى املعني تماما من الضريبة‪ ،‬ويقاس الحد األدنى للمعمشة بقيمة سلة‬
‫من السلع والخدمات الضرورية‪.‬‬
‫‪ -‬مراعاة األعباء العائلية للممول‪ :‬وذلك بجعل الضريبة تتماش ى مع األعباء العائلية للممول‪.‬‬
‫‪ -‬مراعاة مصدر الدخل‪ :‬وذلك باألخذ بعين االعتبار مصدر الدخل إن كان من العمل الفكري أو العمل‬
‫العضلي أو من مصادر أخرى مثل األسهم والسندات مع األخذ في االعتبار كذلك مدى ثبات ودوام‬
‫الدخل‪...‬ال ‪ ،‬ونشير هنا الى أن البعض يدخل اعتبارات أخرى مثل استعمال الدخل ولكن لم تعد هذه مقنعة‬
‫بالنسبة للمشرع في العصر الحديث‪.‬‬
‫كما يمكن التفرقة بين الضرائب التوز عية وهي تلك الضرائب التي تحدد الدولة حصيل ها مقدما ثم يوزع هذا‬
‫املبلغ على املمولين واملقصود بالضريبة‪ ،‬إال أن هذه الضريبة ال تتفق مع مبدأ العدالة الضريبية وال تأخذ‬
‫بظروف املمولين ومقدرتهم املالية‪ ،‬أما الضريبة القياسية ف ي تلك الضريبة التي يحدد املشرع معدلها وتترك‬
‫حصيل ها للظروف االقتصادية السائدة‪ ،‬هذه الضريبة يرى فيها املاليون ميزة العدالة الضريبية‬
‫كما كمكن التفرقة بين الضروبة النسبية والضروبة التصاعدكة‬
‫‪ -1‬الضروبة النسبية‪ :‬وهى ضريبة تفرض بسعر موحد مهما كانت املادة الخاضعة للضريبة وال يتغير سعرها‬
‫بتغير مستويات الدخل أو المروة فمثال إذا كان دخل فرد ‪ 200‬دينار شهريا يدفع ضريبة تعادل ‪ %5‬أي عشرة‬
‫دينارات ودخل فرد خر ‪ 1000‬دينار شهريا فانه يدفع ضريبة بنف املعدل أي خمسون دينارا وهنا نجد أن‬
‫الضريبة النسبية ال تتمتع بالعدالة الضريبية الن ثقل العشرة دينارات على املواطن صاحب الدخل ‪200‬‬
‫دينار اكبر من ثقل الخمسون دينارا التي يدفعها صاحب الدخل ‪ 1000‬دينار‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ -2‬الضروبة التصاعدكة‪ :‬وهي ضرائب تفرض بسعر تصاعدي ومعناه يزداد سعر الضريبة مع ازدياد الدخل‬
‫ولقد أيد التقليديون الضريبة النسبية بعدة مبررات م‪،‬ها أجها تحقق املساواة بين املمولين‪ ،‬وأجها ثمنا لجخدمة‬
‫التي تقدمها الدولة ومن ثم يجب أن يكون الثمن موحدا ‪ ،‬كما اعتبروا الضريبة التصاعدية سببا قي تخفيض‬
‫امليل لالدخار واالستثمار‪ ،‬أما الكتا املعاصرون فقد أيدوا فرض الضريبة بشكل تصاعدي بقجة أن‬
‫الضريبة التصاعدية تضمن العدالة الحقيقية بين املمولين استنادا إلى مبدأ املنفعة املتناقصة كما أجها تقلل‬
‫من التفاوت الطبقي والتفاوت بين الدخول والمروات‪.‬‬
‫لقد ثار جدال طويال بين املشرعين حول ما إذا كانت الضريبة النسبية أو التصاعدية أقر للعدالة الضريبية‬
‫ولكن النقاي كان لصالع الضريبة التصاعدية‪ ،‬وال يوجد اليوم في العالم تشر ع ضريبي إال ويأخذ بمبدأ‬
‫التصاعد اعتمادا على عدة ح و م‪،‬ها مبدأ تناقص املنفعة الحديثة ومفاده أنه كلما زاد الدخل وارتفع املنافع‬
‫تتناقص وبالتالي ارتفاع معدل الضريبة مع ارتفاع الدخل يعبر عن اقتطاع الجزء من الدخل املخصص‬
‫إلشباع الحاجات الكمالية‪ ،‬ومعدل منخفض على للدخول املتدنية تبرر على أساس أن هذا الدخل القليل هو‬
‫مخصص إلشباع الحاجات الضرورية‪ ،‬كما استندوا إلى أن الضريبة التصاعدية عامل ذو أهمية في الحفاط‬
‫على توازن املجتمع بالتقليل من التفاوت بين طبقات املجتمع‪ ،‬ولقد وجدت عدة طرل في تطبيق مبدأ‬
‫التصاعد أو ما تسمى بالطرل الفنية لتحقيق التصاعد وم‪،‬ها‪:‬‬
‫‪ -3‬التصاعد اإلجما ي (بالطبقات)‪ :‬وهى تقسيم الدخل إلى عدة طبقات وتفرض الضريبة على املمول حسب‬
‫الطبقة التي يقع فيها دخله ومثال ذلك‪.‬‬
‫‪%5‬‬ ‫من صفر إلى ‪ 1200‬دينار شهريا‬ ‫الطبقة األو ى‬
‫‪%10‬‬ ‫من ‪ 1201‬إلى ‪ 2500‬دينار شهريا‬ ‫الطبقة الثانية‬
‫‪%20‬‬ ‫من ‪ 2501‬إلى ‪ 4000‬دينار شهريا‬ ‫الطبقة الثالثة‬

‫‪%30‬‬ ‫دينار شهريا‬ ‫أكمر من ‪4000‬‬ ‫الطبقة الرابعة‬

‫وبناء عليه فمواطن دخله مثال ‪ 4000‬دينار فانه يقع في الطبقة الثالثة فيدفع ضريبة تعادل ‪ %20‬أي يدفع ما‬
‫يعادل ‪ 800 = %20 × 4000‬دينارا ‪ ،‬هذه الضريبة تتميز بالبساطة ولكن تحمل بداخلها عيبا جوهريا وهو في‬
‫حالة ما أزداد دخل املمول بزيادة قليلة جدا مثال دينارا واحدا أي كما هو في املثال السابق من ‪ 4000‬دينار إلى‬
‫‪ 4001‬دينار تألدى إلى انتقال املمول من الطبقة الثالثة إلى الرابعة ومعناه يدفع ‪1200.3 = %30 × 4001‬‬
‫دينارا وهنا كانت الزيادة في الضريبة كبيرة جدا مقارنة بالزيادة في الدخل‪.‬‬
‫‪ -4‬التصاعد بالشرا ح‪ :‬وفقا لهذا األسلو يتم تقسيم الدخل إلى شرائح تخضع كل شريحة م‪،‬ها لسعر‬
‫ضريبة كما يوضحه املثال األتي‪:‬‬
‫معفاة‬ ‫الشريحة األولى إلى ‪ 1000‬دينار شهريا‬
‫‪%5‬‬ ‫الشريحة الثانية ‪ 2000‬دينار شهريا‬

‫‪56‬‬
‫‪%10‬‬ ‫الشريحة الثالثة ‪ 4000‬دينار شهريا‬
‫‪%25‬‬ ‫الشريحة الرابعة ‪ 5000‬دينار شهريا‬

‫‪% 30‬‬ ‫ما زاد عن ذلك ‪................‬‬

‫فإذا ما بلغ دخل مو ف ‪ 10000‬دينار شهريا فانه يدفع الضريبة وفقا لهذه الشرائح كما يلي‪:‬‬
‫‪ × 1000‬صفر = صفر‪750 = %25 × 3000 ، 400 = %10 × 4000 ، 100 = %5 × 2000 ،‬‬
‫اجمالى الضريبة هو ‪ 1350‬دينار وبذلك يكون متوس سعر الضريبة ‪%13.3‬‬
‫إن هذا األسلو يحقق العدالة في توز ع العبء الضريبي ألنه إذا ما ارتفع دخل املو ف إلى ‪ 10001‬بدينار‬
‫واحد أدى إلى زيادة الضريبة إلى ‪ 1350.25‬دينار‪ ،‬و عا عليها كذلك أجها تستعمل عدة أسعار وهذا يعقد‬
‫العمل بها ويتطلب تطبيقها تقنيات عالية( استعمال اإلعالم اعلي ‪.‬‬
‫‪ -6‬التصاعد بخصم جزء من وعاء الضريبة‪ :‬في هذه الحالة املعدل املطبق يكون وحيدا على جميع املداخيل‬
‫مع خصم جزء من وعاء الضريبة يحدده املشرع كحد أدنى ‪ ،‬أو تطبيق مبدأ التصاعد بالشرائح مع خصم‬
‫جزء من الوعاء الضريبي كذلك يحدده املشرع‪.‬‬
‫‪ -1‬تقدكروعاء الضروبة‪ :‬يمكن للمشروع في هذه الحالة أن يختار الطرل التي يقدر بها وعاء الضريبة‪ ،‬ولقد‬
‫وجد في املالية العامة طريقتان لتقدير هذا الوعاء وهما‪:‬‬
‫‪-‬التقدكر اإلداري املباتر ‪:‬تججأ معظم التشر عات الحديثة إلى هذه الطريقة املباشرة في تحديد وعاء الضريبة‬
‫ويمكن التمييز بين أسلوبين‪:‬‬
‫أ ‪-‬أسلوب اإلقرار‪ :‬أن يقوم املكلف بنفسه بتقديم تصريح في موعد يحدده القانون يتضمن عناصر ثروته أو‬
‫دخله أو املادة الخاضعة للضريبة بصورة‪ ،‬كما يمكن أن يلتزم شخص خر ير املكلف بتقديم اإلقرار إلى‬
‫اإلدارة الضريبية و شترط أن تكون عالقة قانونية ترب املكلف بال خص املكلف‪ ،‬كصاحب العمل الذي‬
‫يقدم إقرار إلى اإلدارة الضريبية باملبالغ املستحقة على للعاملين لديه‪.‬‬
‫ب ‪-‬أسلوب التحدكد اإلداري املباتر‪ :‬تججأ اإلدارة املالية إلى هذه الطريقة في حالة امتناع املمول بقصد أو‬
‫بغير قصد عن تقديم اإلقرار املطلو منه خالل املدة القانونية‪ ،‬ويحدد الوعاء في هذه الحالة بناء على ما‬
‫تملكه اإلدارة الضريبية من معلومات‪ ،‬وتسمى هذه بالتفتمش اإلداري‪.‬‬
‫ج‪ -‬الطرق غيي املباترة في تقدكر الوعاء الضروبي‪ :‬في هذه الحالة يعتمد املشروع على املظهر الخارىي للممول‬
‫أي االعتماد على مظاهر خارجية يحددها القانون كإيجار املتجر‪ ،‬عدد العمال ‪ ،‬عدد الخدم ‪ ،‬عدد السيارات‬
‫التي يملكها ‪ ،‬نوع املسكن‪ ...‬ال ‪ ،‬وإن كان هذه الطريقة تتميز بالبساطة والسهولة إال أجها تحمل عيوبا ال يمكن‬
‫االعتماد عليها في تقدير بعض املداخيل التي ال يوجد لها مظاهر أو عالمات خارجية مثل األجور ‪ ،‬فوائد‬
‫الديون ‪ ،‬الودالع والتأمينات ‪...‬ال ‪ ،‬املظاهر الخارجية ال تعك املقدرة التكليفية للممول ‪ ،‬حصيلة الضريبة‬
‫تكون منخفضة ألنه قد تتغير مداخيل للممول دون أن يحدث تغير في املظاهر الخارجية ‪ ،‬قد ي هر املمول‬

‫‪57‬‬
‫من الضريبة بتقليل مظاهره الخارجية ‪ ،‬كما نجد طروقة التقدكر الجزافي وهي طريقة تتعمد كذلك على‬
‫املظاهر الخارجية ولكن بعض كتا املالية العامة يعتبروجها عنصر مستقل‪.‬‬
‫ومما سبق يت ع أن هناك تشابه بين طريقة التقدير الجزافي وطريقة املظاهرة الخارجية حيث أن كال م‪،‬هما ال‬
‫تعتمد على حقائق في تقدير الوعاء الضريبي وبالتالي يفتقدان للدقة واالنضباط بشأن تحديد املادة الخاصة‬
‫للضريبة‪.‬‬
‫‪ -7‬االزدواج الضروبي‪ :‬يقصد به فرض نف الضريبة أكمر من مرة على ال خص نفسه واملال نفسه‪ ،‬واملدة‬
‫نفسها‪ ،‬وحتى يتوفر االزدواج الضريبي البد أن تتوفر عدة شروط وم‪،‬ها‪ ،‬وحدة الضريبة ومعناه أن تفرض‬
‫ضريبتان من نوع واحد مثل الضريبة على الدخل اإلجمالي وعلى األرباخ التجارية والصناعية‪ ،‬وحدة املمول‬
‫وتعني فرض ضريبتان على نف املمول‪ ،‬وحدة املادة الخاضعة للضريبة يشترط أن يكون وعاء الضريبة‬
‫واحدا‪ ،‬كأن تفرض دولة ضريبة على دخل األسهم والسندات األجنبية التي يملكها األجانب املقيمون فيها‬
‫وتفرض دول هم ضريبة على الدخل نفسه‪ ،‬وحدة املدة وهو أن تفرض الضريبتان في املدة نفسها‬
‫أما أنواع االزدواج الضريبي فقد يكون االزدواج الضريبي داخليا أو دوليا وقد يكون مقصودا أو ير مقصود ‪،‬‬
‫يكون االزدواج داخليا إذا تم فرض الضرائب التي يتحقق بها االزدواج في الدولة الواحدة على ال خص نفسه‬
‫والوعاء نفسه واملدة نفسها‪ ،‬أما االزدواج الدولي فيتحقق عندما تقوم دولتان أو أكمر بفرض الضريبة نفسها‬
‫على نف الوعاء ونف ال خص‪ ،‬ومثال ذلك في حالة ضريبة التركات أما االزدواج املقصود فهو الذي يتعمد‬
‫املشرع إحداثه ر بة منه في تحقيق أهداف معينة ‪ ،‬أما االزدواج ير املقصود فهو الذي يحدث دون أن تتجه‬
‫نية املشرع إلى إحداثه‪.‬‬
‫يمكن منع االزدواج الداخلي عن طريق التنسيق بين مختلف الجهات املعنية بتطبيق القوانين الضريبية ‪ ،‬أما‬
‫بالنسبة لالزدواج الدولي فإنه يمكن محاربته عن طريق التنسيق الدولي مثل إبرام معاهدات بين الدول ووضع‬
‫األس الواجب إتباعها ملنع االزدواج الضريبي‪ ،‬مثل الضرائب على إيرادات القيم املنقولة حيث تفرض عليها‬
‫الضرائب في الدولة التي يوجد بها مالك هذه األموال‪.‬‬
‫‪ -8‬التهرب الضروبي‪ :‬من املعروف أن الضريبة تمثل عب ا على الفرد‪ ،‬حيث ال يجد مقابال مباشرا لها‪ ،‬وإنما‬
‫يدفعها باعتباره عضوا في الجماعة‪ ،‬ومساهمة منه في التكاليف العامة‪ ،‬ويحدث أحيانا أن يتحمل الفرد‬
‫بالعديد م‪،‬ها فيح بثقلها عليه ومن ثم يحاول ال هر من أدائها‪ ،‬وقد يحدث ذلك بطريقة إلقاء عبئها‬
‫على يره‪ ،‬وهذا ما يسمى في الفقه املالي بنقل الضريبة‪ ،‬أو أن ي هر من أدائها مضيعا بذلك حق الخزينة ‪،‬‬
‫وهذا ما يعرف بظاهرة ال هر الضريبي‪ ،‬ويجب التميز بين نوعين من ال هر ‪ ،‬ال هر املشروع وهو ال هر‬
‫الذي ال يخالف نصا قانونيا‪ ،‬أو ما يسمى بتجنب الضريبة‪ ،‬ال هر ير املشروع وهو الذي يخالف‬
‫النصوص القانونية وهذا هو ما يسمى بظاهرة ال هر الضريبي‪ .‬كما يمكن التفرقة بين‪:‬‬
‫أ‪ -‬تجنب الضروبة‪ :‬يتجنب الفرد الضريبة إذا امتنع عن تحقيق الواقعة املنش ة لها‪ ،‬كأن تفرض ضريبة‬
‫جمركية على استيراد إحدى السلع فيمتنع الفرد عن استيراد هذه السلعة‪ ،‬أو بسبب استفادة املمول من‬
‫الثغرات التي قد توجد في القانون الضريبي‪ ،‬فمثال أحيانا قد ال يشير قانون ضريبة التركات على خضوع الهبات‬
‫للضريبة فيتعمد أحد األفراد توز ع أمواله على ورثته بطريق الهبة‬

‫‪58‬‬
‫ب‪ -‬التهرب الضروبي‪ :‬هو محاولة أحد األفراد التخلص من التزامه الضريبي بإتباع أساليب مخالفة للقانون‬
‫وهو ما يطلق عليه بالغش الضريبي ففي مجال الضرائب املباشرة‪ ،‬يحدث هذا بإخفاء املمول لجزء من املادة‬
‫الخاضعة للضريبة أو تقدير ثروته بأقل من قيم ها الحقيقية أو املبالغة في تقدير التكاليف الواجب خصمها‪،‬‬
‫أو إخفاء املظاهر الخارجية التي يتخذها املشرع أساسا لفرض الضريبة‪ ،‬إخفاء السلع املصدرة أو املستوردة‬
‫أو إعالن قيمة لها بأقل من قيم ها الحقيقية‪ .‬وال شك في أن هذه الظاهرة ترب بسلوك وأخالقيات األفراد‪،‬‬
‫نحو أداء هذا الواجب العام الذي قد يألدى إلى عدم قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها قبل األفراد‪ ،‬كما يألدى‬
‫أيضا إلى لم أفراد خرين هم األمناء حيث تضطر الدولة أمام نقص مالي ها إلى أن تزيد من الضرائب التي‬
‫يتحملون عبئها وحدهم‪.‬‬
‫ج‪ -‬أنواع التهرب الصروبي‪ :‬يتنوع ال هر الضريبي بحسب الزاوية التي ينظر م‪،‬ها إليه وبالتالي يقسم إلى‪:‬‬
‫أز تقسيم ال هر الضريبي وفقا ملعيار املقدار أو الضجم‪ :‬ينقسم بموجبه إلى نوعين تهر كلي وتهر جزئدي‪.‬‬
‫ز ال هر الضريبي الكلي‪ :‬هو ال هر الحاصل عندما يستطيع املكلف التخلص من الضريبة املكلف بها كليا‪،‬‬
‫وعدم تسديدها إلى الخزانة العامة للدولة‪ .‬وتتحقق تلك النتيجة إما بإخفاء نشاط املكلف كله وإما بإخفاء‬
‫ذلك الجزء من نشاطه الخاضع لضريبة نوعية قائمة بذاتها على بقية نشاطه االقتصادي‪ ،‬ومن األمثلة على‬
‫هذا النوع من ال هر أن يمتنع ال خص الذي بلغت مبيعاته حد التسجيل طبقا لقانون الضريبة العامة على‬
‫املبيعات عن تسجيل نفسه لدى املصجحة الضريبية املختصة‪ ،‬ومن ثم يكون نشاطه ير خاضع للضريبة‬
‫تماما‪ ،‬ويكون املكلف قد تخلص من عبء هذه الضريبة كامال‪.‬‬
‫ب ز ال هر الضريبي الجزلي‪ :‬ينشأ عندما يتمكن املكلف من التخلص من جزء من الضريبة املستحقة عليده‪،‬‬
‫وذلك إما بإسقاط بعض عناصر نشاطه الخاضع للضريبة قانونا‪ ،‬بحيث ال يعبر الجزء املتبقي والظاهر عن‬
‫حقيقة نشاطه الفعلي‪ ،‬وإما من خالل تمكنه من التخلص جزئيا من نوع ما من الضرائب‪ ،‬بإسقاط بعض‬
‫العمليات واإليرادات الخاضعة لهذه الضريبة‪.‬‬
‫يقسم ال هر الضريبي طبقا للمعيار اإلقليمي‪ ،‬أي من‬ ‫د تقسيم ال هر الضريبي وفقا ملعيار مكان حدوثه‪َ :‬‬
‫زاوية حدوثه داخل إقليم الدولة أو خارجه‪ ،‬إلى نوعين رئمسين هما‪ :‬ال هر الداخلي أو الوطني‪ ،‬تهر خارىي أو‬
‫دولي‪.‬‬
‫ز ال هر الضريبي الداخلي‪ :‬و عد األكمر شيوعا وقدما في العالم من ال هر الدولي‪ ،‬وهو ال هر الواقع داخل‬
‫ات‬
‫حدود الدولة الواحدة‪ .‬ويكمر الججوء إليه في إطار الضرائب املباشرة‪ ،‬التي تعتمد البا على تقديم إقرار ٍ‬
‫ضريبية من املكلف إلى اإلدارة الضريبية‪ ،‬كما في الضريبة على أرباخ املهن التجارية والصناعية‪.‬‬
‫د ال هر الضريبي الخارىي (الدولي ‪ :‬وهو ال هر الحاصل خارج حدود الدولة نتيجة استفادة املكلف من‬
‫مبدأ السيادة الضريبية للدولة وقيامه باستغالل ارتباطه بعالقة تبعية تربطه بعدة دول‪ ،‬سواء لحمله‬
‫جنسية إحداها أم بعضها‪ ،‬بحسب معيار التبعية السياسية‪ ،‬أم حسب معيار التبعية االجتماعية‪ ،‬أم وفقا‬
‫ملعيار التبعية االقتصادية‪ ،‬وذلك بهدف التخلص من التزاماته الضريبية‪ ،‬والواقع العملي يثبت ندرة حدوث‬
‫ال هر الكلي من الضرائب على الصعيد الدولي‪ ،‬بأن يتخلص املكلف من عبء الضرائب املقررة عليه قانونا‬

‫‪59‬‬
‫طبقا للتشر عات الضريبية في جميع الدول التي له عالقة تبعية بها‪ ،‬فجميع الدول تحرص عادة على تطبيق‬
‫تشر عاتها الضريبية على املواطنين املرتبطين بها وفقا ألحد معايير التبعية املذكورة نفا‪.‬‬
‫‪ -‬أسباب التهرب‪ :‬هناك العديد من األسبا وراء ال هر الضريبي ومن أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬عدم شعور األفراد بعدالة الضريبة‬
‫‪ -‬نقص الوعي الضريبي لدى أفراد املجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬وعاء و تقدير الضريبة يخضع إلقرار املمول‪.‬‬
‫‪ -‬األ راض االتفاقية للدولة أي كلما توجه الدولة النفقات إلي أ راض ال تخدم املجتمع العام يشعر‬
‫األفراد بعدم نجاعة دفعهم للضريبة فيبدأ ميلهم لل هر الضريبي‪.‬‬
‫‪ -‬عندما تكون عقوبات ال هر الضريبي ير صارمة (عقوبات خفيفة تدفع إلي ال هر الضريبي‬
‫‪ -‬عندما يبالغ املشرع في معدالت بعض الضرائب‪.‬‬
‫‪ -‬ز العوامل النفسية والسلوكية للمكلفين بالضريبة ‪ ،‬فاألسبا النفسية لل هر الضريبي ترتب بر بة‬
‫الفرد في االحتفاط بأمواله وعدم التنازل ع‪،‬ها للدولة‪ ،‬وذلك يعود إلى التكوين الفطري ل نسان القائم على‬
‫حب املال والحرص عليه‪.‬‬
‫كثير من الدول د وخصوصا النامية م‪،‬هاد أن‬ ‫‪ -‬انخفاض املستوى األخالقي السائد في الدولة‪ :‬لوحا في ٍ‬
‫الشعور األخالقي تجاه االلتزام الضريبي مازال ضعيفا جدا‪ ،‬حتى ساد االعتقاد لدى الكثير من األفراد بأن‬
‫سرقة الخزاندة العامدة للدولة ال يعد سرقة‪ ،‬بل هي لباقة ومهارة‪ .‬وهذا الشعور يتضمن قدرا كبيرا من‬
‫الخطورة‪ ،‬و عك روخ العصيان واالس هتار بالقيم واألخالل‪ ،‬ويقلل من شأن الدولة ودورها‪ .‬كما أنه‬
‫يخرل مفهوم التضامن االجتماعي القومي‪.‬‬
‫د مدى رضا املكلف عن الواقع السياس ي‪ :‬الرضا السياس ي لدى املكلف يشكل عامال مهما في تقليص‬
‫دوافعه حيال ال هر الضريبي‪ ،‬إذ توجد عالقة سلبية بين االلتزام الضريبي وبين املشاعر املعادية‬
‫سات‪ ،‬يكون متقبال ما يفرض عليه من‬ ‫لجحكومة‪ ،‬فبقدر رضا املكلف عن واقعه السياس ي أشخاصا وسيا ٍ‬
‫ضرائب من قبل السلطة السياسية في الدولة‪.‬‬
‫د الظروف االقتصادية للدولة‪ ،‬في حالة الرخاء االقتصادي تزداد حركة البيع والشراء واالستيراد والتصدير‬
‫و يرها من مظاهر الحياة االقتصادية مما يترتب عليه زيادة في دخول األفراد فتزداد فرص نقل العبء‬
‫الضريبي وفي الحالتين لن يشعر املكلفون بثقل عبء الضريبة املفروضة عليهم ومن ثم لن يججألوا إلى ال هر‬
‫من أدائها خشية املساءلدة القانونية ما داموا قادرين على ذلك أما في حالة الكساد االقتصادي فيحدث‬
‫العك ‪.‬‬
‫‪ -‬التشر عات والقوانين الضريبية ‪ ،‬فاملشرع ذاته قد يتيح الفرصة أمام املكلفين لل هر من الضرائب‪ ،‬وهذا‬
‫من خالل أوجه القصور التي قد تعتدري مسلكه املتبع في التنظيم الوضعي لتلك الضرائب‪ ،‬خصوصا في الدول‬
‫النامية‪ ،‬حيث تبرز مظاهر هذا القصور التشر عي في عدة نقاط مثل عدم وضوخ النص التشر عي الضريبي ‪،‬‬
‫وجود العبارات املبهمة في النص القانوني الضريبي مما يسمح باختالف التأويل والتفسير بين األطراف املعنية‪،‬‬
‫حاالت محددة‪ ،‬كمفهوم ال هر الضريبي‬ ‫ٍ‬ ‫سواء كان املكلف أم اإلدارة الضريبية‪ ،‬حصر املفاهيم القانونية في‬

‫‪60‬‬
‫حاالت فق ال تشمل جميع الحاالت الواقعية التي‬ ‫ٍ‬ ‫وحصر الحاالت التي تشكل تهربا ضريبيا معاقبا عليه بعدة‬
‫يمكن أن تشكل تهربا ضريبيا‪.‬‬
‫د عدم استقرار التشر ع الضريبي وتعاقب تعديالته‪ :‬يعد مبدأ استقرار التشر ع من املبادئ القانونية املهمة‪،‬‬
‫باعتباره أحد دعامات العدالة املكفولة للمواطنين‪ .‬وفيما يخص التشر ع الضريبي‪ ،‬فإن استقرار املعامالت‬
‫االقتصادية واملالية وثبات املراكز القانونية املتعلقة بها كلها مسائل تقت ي خضوع األفراد لقواعد قانونية‬
‫تتسم باالستقرار‪ ،‬حتى ال يثير تالحق تعديل أو تغيير القوانين اضطرابا في حقل الحقول وااللتزامات ينشأ منه‬
‫تغيير في املراكز القانونية للممولين‪.‬‬
‫د عدم كفاءة اإلدارة الضريبية‪.‬‬
‫د ضعف الثقة بين اإلدارة الضريبية وبين املكلف‪.‬‬
‫د تعقد النظام الضريبي وعدم املرونة في تطبيقه مثل عدم اهتمام اإلدارات الضريبية بإصدار أي منشورات‬
‫توضيحية تحاول فيها إطالع املكلف على أساليب تعاملها معه‪ ،‬وتحديد واجباته الضريبية بحسب املفهوم‬
‫الحديث للمالية العامة‪ ،‬لقد بات تحقيق العدالة االجتماعية أحد األهداف الرئمسة للضريبة من خالل‬
‫دورها الفعال في إزالة التفاوت الطبقي بين ف ات املجتمع وتقليل الفجوة بي‪،‬ها من خالل إعادة توز ع الدخل‬
‫القومي بصورة أكمر عدالة‪.‬‬
‫فال هر الضريبي يقود حتما إلى التأثير على الهدف االجتماعي واالقتصادي للضريبة؛ ألنه يزيد الهوة بين‬
‫طبقات املجتمع‪ ،‬إن عدم مراعاة العدالة الضريبية يتحمل املكلفون ير القادرين على ال هر وهم عادة‬
‫أصحا الدخول املنخفضة واملحدودة في حين يتحمل امل هربون من األ نياء وأصحا الدخول املرتفعة‬
‫العبء األقل مما يباعد املسافة بين الطبقات ويم باالستقرار االجتماعي للدولة‪.‬‬
‫وملكافحة ال هر الضريبي تججأ الدولة إلي تاحيح االختالالت السابقة الذكر وجعل األفراد يقتنعون أن هناك‬
‫عدالة ضريبية وأن ما يدفع من طرفهم يحول للصالع العام أو النفع العام ‪.‬‬
‫‪ -‬قياس التهرب الجبائي‪ :‬نظرا لآلثار السلبية لل هر الجبالي االقتصادية واملالية واالجتماعية جاءت ضرورة‬
‫تقديره‪ ،‬لكن طريقة تقديره تتميز بالصعوبة التسامه بالطابع السري ر م محاوالت الكثير من االقتصاديين‪،‬‬
‫فقد حاول البعض م‪،‬هم في سنوات التسعينات قياس ال هر الجبالي من خالل تحليل معطيات الحسابات‬
‫الوطنية واإلحصاءات الجبائية لكن لم يتوصلوا إلى طرل ضب و قياس دقيقة تحدده وإنما أعطت صورة‬
‫عامة عن حجمه ‪ ،‬يمكن إدراج هذه املناهو كاعتي‪:‬‬
‫‪ -‬تقدير االقتصاد املوازي‪ :‬من خالل هذا املن و يمكن تحديد حجم ال هر الجبالي بناء على تقدير حجم‬
‫االقتصاد ير الرسمي باعتبار أن كل املعامالت تتم بعيدة عن القوانين الجبائية‪ ،‬يعتمد هذا التقدير على‬
‫عدة طرل وم‪،‬ها طريقة تقدير الفرل بين املداخيل واالس هالكيات و عتمد هذا األسلو على تحليل الفوارل‬
‫الظاهرة بين الدخل املعلن ومجموع االس هالك‪ ،‬فإن زادت هذه األخيرة عن حجم الدخل املعلن‪ ،‬فهو أكبر‬
‫دليل على تواجد مداخيل مولدة من االقتصاد املوازي‪ ،‬هذه الطريقة مبنية على أساس أن معامالت‬
‫االقتصاد املوازي لن تظهر في صورة دخل وإنما في صورة إنفال‪،‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ -‬طريقة املألشر النقدي‪ :‬تقوم هذه الطريقة على افتراض مفاده أن املعامالت في السول املوازي تتم‬
‫باستخدام النقود السائلة محاولة في إخفاء املعامالت التي تتم بوسائل دفع أخرى وبالتالي يزداد الطلب على‬
‫النقود السائلة ر م وجود وسائل دفع أخرى‪ ،‬األمر الذي يدل على وجود اقتصاد ير رسمي‪.‬‬
‫‪ -‬آثار التهرب الجبائي‪ :‬يألدي ال هر الضريبي إلى ثار ضارة اجتماعية واقتصادية ومالية‪ ،‬فمن الناحية‬
‫االجتماعية يألدي إلى إضعاف أخالل األفراد وإلى إضعاف روخ التضامن بين األفراد داخل املجتمع الواحد ‪،‬‬
‫كما يألدي إلى عدم العدالة بين املكلفين في تحمل العبء‪ ،‬فتصبح الضريبة عاجزة عن‬
‫تحقيق التكافل بين أفراده ‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك يصبح ال هر الضريبي عامل فساد أخالقي ومن الناحية‬
‫االقتصادية يألدي ال هر إلى جذ عناصر اإلنتاج إلى األنشطة التي يكمر فيها ال هر وبالتالي يألدي ال هر إلى‬
‫اإلضرار بإنتاجية االقتصاد القومي وإضعاف قدرته‪ ،‬أما من الناحية املالية فإن ال هر يألدي إلى اإلضرار‬
‫بالخزينة العمومية وباملمولين‪ ،‬وذلك من خالل انخفاض الحصيلة الجبائية ومن ثمة انخفاض اإلنفال العام‬
‫مما يألدي إلى عدم قيام الدولة بو ائفها على أكمل وجه ومن ثمة انخفاض مستوى املعمشة ومستوى‬
‫الخدمات املقدمة‪.‬‬
‫‪ -‬الضغط الجبائي‪ :‬تعرف العالقة املوجودة بين اإليرادات الضريبية والناتج الداخلي اإلجمالي بالضغ‬
‫الضريبي و عتبر مألشرا للتقدير الكلي للضرائب على مستوى االقتصاد الوطني‪ ،‬و عد من أهم املألشرات‬
‫الكمية املستخدمة لتقييم النظم الضريبية‪ ،‬ولقد حاول الكثير من االقتصاديين تحديد املعدل األمثل‬
‫للضغ الضريبي الذي ال يجوز تعديله‪ ،‬وهذا منذ الفيزيوقراط الذين نادوا بأن ال يتعدى االقتطاع الضريبي‬
‫معدل ‪ % 20‬من دخل املكلف‪ ،‬أو كما هو عند بعض االقتصاديين الكالسيك أمثال الفرنس ي برودون الذي‬
‫حدد سنة ‪1868‬معدل الضغ الضريبي بد ‪ % 10‬من الدخل الوطني ‪ ،‬وعند املحدثين فقد حدده كولين‬
‫كمرك االسترالي بد ‪ % 25‬من الدخل القومي‪ .‬كما أنه ال يوجد للضغ الضريبي حدود‪ ،‬بحيث يمكن أن يتغير‬
‫من ‪ %1‬إلى ‪ % 100‬من الدخل القومي‪ ،‬ذلك أن نسبة االقتطاع الضريبي مرتبطة بشكل مباشر بدرجة االلتزام‬
‫الضريبي في تقديم اإلقرارات الضريبية‪ ،‬ودفع املبالغ الضريبية في اعجال القانونية‪ ،‬ودرجة الرضا عن سياسة‬
‫النفقات العامة‪ .‬كما أنه كلما زاد اإلنفال العام زاد االقتطاع الضريبي‪ ،‬ومن ثم يساهم اإلنفال العام في تحديد‬
‫معدل االقتطاع الضريبي‪ ،‬ويرى علماء املالية املعاصرين أمثال كالدور بزيادة الضغ الضريبي في الدول‬
‫املتجهة نحو التقدم االقتصادي‪ ،‬على أساس أن مستوى هذا الضغ هو بمثابة معيار ملدى كفاءة سياسة‬
‫التنمية االقتصادية في هذه الدول‪ ،‬إن الضريبة املنخفضة يمك‪،‬ها أن تنعش االقتصاد‪ ،‬وبرفع معدالتها يمك‪،‬ها‬
‫أن تحقق مردودية مالئمة‪ ،‬لكن تجاوز عتبة معينة للضغ الضريبي يعود سلبا على املوارد املالية وعلى‬
‫االقتصاد‪ .‬ولقد وضع االقتصادي األمريكي الفر ‪ Laffer‬ذلك من خالل املنحنى املنسو إليه منحنى الفر‬
‫والذي بين فيه أن كمرة الضريبة تقتل الضريبة أي تعدي الضغ الضريبي لعتبة معينة يمكن أن يخفض‬
‫املوارد املالية‪ ،‬إن الضغ الجبالي هو نسبة االقتطاعات الجبائية مقارنة بعملية المروة املنتجة املعبر ع‪،‬ها‬
‫بالناتج املحلي الخام والذي يسمح لنا بتحديد العبء املالي الذي يتحمله األشخاص الطبيعيون واملعنويون‬
‫واالقتصاد الوطني ككل‪ ،‬حيث أن ارتفاع املوارد العائدة لجخزينة العمومية من جهة وضعف املوارد املوجهة‬
‫للمستثمرين من جهة أخرى يحول دون مواصلة أنشط هم اإلنتاجية لذلك فإن ارتفاعه يعد عائقا في طريق‬

‫‪62‬‬
‫التنمية‪ ،‬وتنحصر معايير الضغ الجبالي في مختلف الدول على نسبة االقتطاعات الكلية أو القطاعية أو‬
‫الفردية حيث يتم تحديدها كاعتي‪:‬‬
‫الضغ الجبالي الكلي= االقتطاعات الجبائية ‪ /‬الدخل الوطني الخام‬
‫الضغ الجبالي الفردي= االقتطاعات الجبائية الفردية ‪ /‬الدخل الفردي‬
‫الضغ الجبالي القطاعي= االقتطاعات الجبائية من القطاع ‪ /‬الدخل‬
‫القطاعي‬
‫كما نجد ما يسمى بالضغ الجبالي الحقيقي والوهمي ‪ ،‬يرتب األول بالتنظيم الداخلي لججباية‬
‫والثاني يرتب بالدول ذات الريوع البترولية‪ ،‬إذ من شأن الريوع البترولية أن ت خم النسبة وال تعطينا صورة‬
‫حقيقية عن العبء ألن الضغ الجبالي لججباية العادية املنسو إلى الناتج املحلي الخام خارج املحروقات‬
‫يكون أكمر داللة‪.‬‬
‫إن تحديد مستوى الضغ الجبالي يثير عدة قضايا م‪،‬ها تحديد مفهوم االقتطاع الذي يتحدد حسب فلسفة‬
‫االقتطاعات املعتمدة في الدولة وأن ارتفاع معدالت الضغ ال تدل على تحسن الحالة االقتصادية‬
‫واالجتماعية للدولة‪ ،‬وعليه فإن الحدود املثلى للضغ الجبالي تختلف من دولة إلى أخرى حسب طبيعة‬
‫ومستويات التطور االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬والحكم يبقى على مدى إنتاجية اإلنفال العام الذي تموله هذه‬
‫االقتطاعات‪.‬‬
‫‪ -9‬نظروات نق العبء الضروبي‪ :‬تعود هذه النظرية إلى العديد من أفكار وكتابات بعض الكتا وخاصة‬
‫الفرنسيين ومفادها أن األعباء الجبائية تتوزع على جميع املكلفين تبعا للمقدرة التكلفية‪ ،‬ففي بادئ األمر‬
‫تتحمل العبء الجبالي ف ة املكلفين القانونيين الذين بدورهم يعملون على نقل هذا العبء إلى أشخاص‬
‫خرين‪ ،‬وهكذا تتم عملية انتشار للعبء الجبالي على جميع أفراد املجتمع‪ .‬ان املشرع عندما يقوم بفرض أي‬
‫ضريبية ويحدد املكلف قانونيا بدفعها الضريبة ‪ ،‬هذا األخير إما أن يتحملها هو بنفسه أو يحملها لغيره و عني‬
‫إما أن يكون حاملها قانونيا أو يتكلف بتوريد الضريبة ل دارة الضريبية وهذا يعتبر مكلف قانونا ولكنه لم‬
‫بحاملها الفعلي ‪ ،‬و هوما يطلق عليه بالحامل القانوني لعبء الضريبة كما نجد ما يسمى باملمول ال‪،‬هالي أو‬
‫الحقيقي وهو الذي يتحمل عبء الضريبة وال يستطع تحميلها لغيره كاملس هلك ال‪،‬هالي للسلعة ‪ ،‬ويقصد بنقل‬
‫العبء الضريبي انتقال الضريبة من ممول إلي أخر أو من وعاء ضريبي إلي أخر ولالطالع على مختلف جوانب‬
‫العبء الضريبي نتناول بالدراسة العناصر اعتية‪:‬‬
‫‪ -‬صور نقل العبء الضريبي‪ :‬يمكن التفرقة بين ثالثة أنواع لنقل العبء الضريبي وهي‪.‬‬
‫‪ -‬النقل الكلي والنقل الجزلي‪ :‬نجد هنا الضرائب التي ال يمكن نقل عبئها تماما كالضرائب على الدخل‬
‫الضرائب على التركات ‪ ،‬ضرائب يمكن نقلها جزئيا أو كليا مثل الضرائب على االس هالك ‪ ،‬الضرائب على‬
‫اإلنتاج ‪...‬ال ‪.‬‬
‫‪ -‬النقل إلي األمام و النقل إلي الخلف ‪ :‬النقل إلى األمام يتم عندما ينقل املكلف قانونا بالضريبة بعض األعباء‬
‫الضريبية إلى الغير مثل بعض الضرائب التي تفرض على املنتج فيحولها إلى املس هلك‪ ،‬لكن عندما ال تسمح لهم‬

‫‪63‬‬
‫الظروف االقتصادية السائدة برفع سعر السلعة بمقدار الضريبة أو جزء م‪،‬ها يعودون إلى تخفيض فعض‬
‫األجور أو خصم بعض العالوات أو شراء مواد أولية أقل جودة كون سعرها منخفض وهذا ما يطلق عليه‬
‫النقل إلى الخلف‪.‬‬
‫‪ -‬النقل املقصود والنقل ير املقصود ‪ :‬يسمى نقال مقصودا إذا تعمد املشرع ذلك وهو يعرف أن الظروف‬
‫االقتصادية مواتية لنقلها ‪ ،‬أما اذا كان املشرع يقصد بالضريبة مألسسة معينة أو نشاط معين وهذه‬
‫املألسسة أو النشاط كانت لهما الفرصة لنقل عبئها فإن النقل يكون ير مقصودا‪.‬‬
‫لكن هناك العديد من العوامل التي يتوقف عليها نقل العبء الضريبي الن نقل العبء الضريبي يتم في إطار‬
‫املعامالت التي تتم بين األطراف املختلفة أي املعامالت عند انتقال السلع والخدمات أي ميدان املبادالت ‪،‬‬
‫ويكون السعر هو الوسيلة التي يتم بواسط ها نقل العبء الضريبي‪ ،‬وترتب قدرة املمول في نقل العبء‬
‫الضريبي بمدى قدرته على التأثير في املبادالت والظروف االقتصادية السائدة وم‪،‬ها مرونة العرض والطلب أي‬
‫كلما كان املنتج متحكما في العرض كلما كانت قدرته على تحميل الغير كل ضريبته أو جزء م‪،‬ها كبيرة أما إذا كان‬
‫الطلب مرنا جدا أي يتأثر بالسعر فاملنتج ال يستطيع تحميل ضرائبه إلى املس هلك‪.‬‬
‫كلما كانت مرونة العرض كبيرة كلما كان نقل العبء الضريبي إلى املس هلك أسهل الن العرض املرن يسمح بنقل‬
‫الجزء األكبر إلى املس هلك ويتحمل املنتج الجزء األقل وكلما كان العرض ير مرن كلما تحمل املنتج الجزء‬
‫األكبر ولم يستطع إال نقل القليل إلى املس هلك‪ ،‬كلما كانت مرونة الطلب قليلة كلما كان نقل العبء الضريبي‬
‫أسهل إلى املس هلك ‪ ،‬اذا كان الطلب ير مرن ينقل املنتج الجزء األكبر إلى املس هلك ويتحمل الجزء األقل‪ ،‬أما‬
‫إذا كان الطلب مرن يتحمل املنتج الجزء األكبر ولم يستطع أن ينقل إال القليل إلى املس هلك‪ .‬كما نجد كذلك‬
‫أن درجة املنافسة تلعب دورا أساسيا في نقل العبء الضريبي ففي حالة املنافسة الكاملة نجد أن السعر‬
‫يتحدد دون تدخل من املنتج لذلك نجد أن املنتج ال يستطيع نقل عبء الضريبة إلى املس هلك ألجها تألدى إلى‬
‫رفع السعر مما يألدى إلى انخفاض الطلب على منتجاته وبالتالي تناقص أرباحه‪ ،‬أما في حلة ما إذا كانت السول‬
‫تسودها املنافسة االحتكارية يصعب أيضا نقل عبء الضريبة في األجل القصير إال انه من املمكن نقل بعض‬
‫عبء الضريبة إلى املس هلك في حاالت معينة وتتوقف على مرونة العرض والطلب‪ ،‬لكنه يستطيع نقل العبء في‬
‫اعجال الطويلة‪ ،‬أما في حالة االحتكار يستطيع املنتج أن ينقل عبء الضريبة إلى املس هلك ألنه يتحكم في السعر‬
‫إال انه يخش ى من انخفاض الطلب على سلعته وهنا قد يتحمل الضريبة لتفادي ذلك‪.‬‬
‫إن مستوى النشاط االقتصادي له أثره على انتقال الضريبة من وعاء إلى أخر ففي حالة الكساد ال يمكن نقل‬
‫عبء الضريبة الن املداخيل تكون منخفضة فال يمكن رفع األسعار أما في حاالت الرواج يمكن نقل عبء‬
‫الضريبة‪.‬‬
‫‪ -10‬اآلثار االقتصادكة للضرا ب‪ :‬ان الفكر املالي املعاصر كما تم التطرل إليه سابقا أعتبر الضريبة أداة من‬
‫أدوات السياسة االقتصادية فيمكن أن تستخدمها الدولة في التأثير على الكميات االقتصادية كما يمكن أن‬
‫تستخدمها كأداة إلعادة توز ع ال دخل أي أن الضريبة لم يعد ينظر لها فق من الجانب املالي كما كان في‬
‫السابق‪ ،‬إن األنظمة الضريبية املعاصرة وفي جل دول العالم أصبحت تنظر إلى الضريبة من خالل فعالي ها في‬
‫معالجة املشكالت االقتصادية ومعالجة االختالالت التي تتعرض لها اقتصادياتها‪ ،‬إن إستخام الضريبة‬

‫‪64‬‬
‫لتحقيق النمو االقتصادي هو شرط ضروري إذ البد من إدماجها مع جملة األدوات األخرى لتحقيق النتائج‬
‫التي تسعى إليها الدولة‪ ،‬لكن من الصعب اإلملام بدراسة كل اعثار االقتصادية للضرائب بسبب الصعوبات‬
‫التي تواجه هذا العمل‪ ،‬كوجها لمست الوحيدة املألثرة على حجم النشاط االقتصادي بل هناك عوامل أخرى‬
‫تتداخل ثارها مع الضريبة‪ ،‬لكن الضريبة تقوم بدور فعال وتبرز ثارها على املستويات االقتصادية‪ ،‬إذ توثر‬
‫على املستوى العام لقسعار‪،‬معدالت االس هالك والعمالة وحجم التجارة الخارجية وتحقيق التوازن في‬
‫للسياسة العامة للدولة‪ ،‬ويمكننا هنا التعرض إلى أثار الضرائب على مختلف الجوانب االقتصادية وم‪،‬ها‪:‬‬
‫‪ -1‬أثر الضروبة على الكميات االقتصادكة ‪ :‬تعتبر الضريبة من أهم األدوات املالية التي يمكن التأثير بها على‬
‫الكميات االقتصادية‪.‬‬
‫ا‪ -‬أثر الضروبة على اإلنتاج ‪ :‬تألثر الضريبة على اإلنتاج من خالل تأثيرها على عوامل اإلنتاج وعلى نفقة‬
‫اإلنتاج وهو ما يألدى إلى التأثير على الربح الذي يحققه املنتجون الذي يتحقق في السول فكلما زادت‬
‫الضريبة زادت نفقة اإلنتاج وانخفضت األرباخ مما يألثر على اإلنتاج‪ ،‬إن تأثير الجباية على اإلنتاج يكون‬
‫بطريقة مباشرة أو ير مباشرة‪ ،‬إذ يمكن لها أن تألثر مباشرة على اإلنتاج من خالل التأثير على معدل‬
‫الربح املحقق أو بطريقة ير مباشرة من خالل التأثير على حجم االس هالك‪ ،‬حيث الن انخفاض الطلب‬
‫على سلعة أو خدمة ما يألدي باملنتجين إلى العزوف عن االستثمارات ويختلف التأثير من سول إلى أخر‪.‬‬
‫ب‪ -‬أثر الضروبة على االستثمار‪ :‬لقد شغل االستثمار اهتمام االقتصاديين ومنذ القديم ولذلك نجد‬
‫السياسات االقتصادية تسعى إلى زيادة فرص االستثمار بتحفيز املستثمرين وجلب املدخرات إلى الدورة‬
‫االقتصادية ويلعب االستثمار دورا هاما في اقتصاديات الدول النامية ولذلك تسعى هذه الدول ل هي ة‬
‫مناخ استثمارها ومنح التسهيالت واملزايا املتعددة لجذ االستثمارات املحلية واألجنبية ‪ ،‬تشكل الضريبة‬
‫وسيلة أساسية في توجيه االستثمار فتعمل التشر عات الضريبية على منح مزايا ضريبية لجلب‬
‫للمستثمرين والنشاطات ذات األهمية بالنسبة لالقتصاد الوطني‪ ،‬تشمل هذه املزايا الضريبية مجموعة‬
‫من التدابير متمثلة في اإلعفاءات والتخفيضات في الضرائب والرسوم لت جيع أعمال إذ أن خفض‬
‫الضريبة على املشروعات التنموية يألدي إلى زيادة اإليرادات الصافية املتوقعة كما أن إعفاء املواد األولية‬
‫واعالت املستوردة يساعد أيضا على ت جيع االستثمار‪.‬‬
‫ج‪ -‬أثر الضروبة على االستهمك‪ :‬تفرض الدول ضرائب ير مباشرة على االس هالك لتوفير املوارد املالية‬
‫لجخزينة العمومية لكن فرض الضريبة على السلع الكمالية فق ال يولد زارة الحصيلة ومنه تعمل‬
‫الدول على فرض ضريبة على السلع الواسعة االس هالك ويتوقف تأثير الضريبة ير املباشرة في ضب‬
‫االس هالك على درجة مرونة الطلب ‪ ،‬فالسلع ذات الطلب املرن يتأثر اس هالكها بالضرائب أكمر من السلع‬
‫ذات الطلب ير املرن التي ال يستطيع املكلفون االستغناء ع‪،‬ها إال في حدود ضيقة‪.‬‬
‫فإذا أرادت الدولة تخفيض االس هالك تقوم بفرض ضريبة على السلع ذات الطلب املرن الن فرضها على‬
‫السلع ذات الطلب ير املرن وهذا لن يقلل من اس هالك هذه السلع إال في حدود ضيقة وحسب درجة‬
‫مرونة الطلب عليها‪ ،‬ويمكن اإلشارة هنا إلى أن السلع الضرورية والكمالية تتباين تبعا لعادات املجتمعات‬
‫ومستوى معمش ها ومن دولة ألخرى ومن زمن ألخر في الدولة الواحدة‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫د‪ -‬أثار الضروبة على االدخار‪ :‬تألثر الضريبة على الدخل مما يألثر على كل من االس هالك واالدخار أي أن‬
‫االدخار الخاص لقفراد سوف ينخفض نتيجة ضعف مرونة االس هالك لكن يزداد في نف الوقت‬
‫االدخار العام نتيجة زيادة حصيلة الضرائب وملا كان االستثمار الخاص الناتج من االدخار الخاص أكفء‬
‫البا من االستثمار العام إال أن التأثير على االدخار يتوقف على نوع الضريبة فالضرائب ير املباشرة‬
‫على اإلنفال االس هالكي والضرائب الجمركية تعمل بصورة ير مباشرة على زيادة حجم االدخار‪ ،‬تستخدم‬
‫الضرائب في تحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية في الدول النامية ولذلك يتم استخدام حصيلة‬
‫الضرائب كنوع من االدخار اإلجباري في عملية التنمية االقتصادية نظرا لقلة املوارد املالية الالزمة لذلك‬
‫حيث تستخدم الضريبة لتمتد إلى دخول كان من املمكن أن يوجه جزء م‪،‬ها لالدخار إال أن هذه الدخول‬
‫تتسر إلى اس هالك الكماليات وال توجه إلى الوجهة السليمة للتنمية‪.‬‬
‫ه‪ -‬أثر الضروبة على النشاط االقتصادي‪ :‬للضريبة دور كبير في التأثير على مستوى النشاط االقتصادي‬
‫فاقتصاديات الدول تمر بدورات اقتصادية ينتقل فيها االقتصاد بين حالة كساد وحالة االنتعاي ‪،‬‬
‫تستخدم الدول السياسة الضريبة عند كل حالة من الحاالت كاألتي‪:‬‬
‫‪ -‬في حالة الكساد‪ :‬في هذه الحالة يتم تخفيض الضريبة على الدخل حتى ينتقل جزء من الدخل إلى‬
‫االس هالك ‪ ،‬زيادة الضريبة على األرباخ الغير موزعة إلجبار املستثمر باستثمارها ‪ ،‬ومعنى هذا أن تعمل‬
‫الضرائب على رفع الطلب الفعال اعن طريق زيادة الطلب على أموال االس هالك و أموال االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة التضخم‪ :‬تستخدم الضرائب في هذه الحالة ملعالجة الت خم الذي ينتج عن زيادة الطلب عن‬
‫العرض وذلك باتباع سياسات تهدف إلى زيادة العبء الضريبي كي يتم امتصاص جزء من القوة الشرائية‬
‫في املجتمع لجحد من الت خم لكن يجب اختيار النوع املناسب من الضرائب املستخدمة الن الضرائب‬
‫املباشرة تألدى إلى خفض الدخول واالس هالك وتضعف حوافز االستثمار أما الضرائب ير املباشرة تألدى‬
‫إلى الضغ على االس هالك والحد من الت خم‪ ،‬لكن قد تظهر أثار عكسية نتيجة رفع األسعار ومن ثم‬
‫خفض اإلنتاج وهو األمر يألدى إلى مزيد من الت خم وخفض القوة الشرائية‪.‬‬
‫ّ‬
‫و‪ -‬الضروبة وإعادة توزيع الدخ الوطني‪ّ :‬إن الرفاهية االجتماعية ال تتوقف على حجم الدخل القومي‬
‫فحسب بل على الطريقة التي يتم بها توز ع هذا الدخل‪ ،‬تسعى الدولة من خالل الضريبة إلى إعادة توز ع‬
‫الدخل من خالل تكييف العبء الضريبي مع حجم املداخيل املختلفة بغض النظر عن نوعها ومصدرها‪،‬‬
‫إعادة توز ع الدخل له أهمية كبيرة الن الجزء األكبر من دخل األفراد مستمد من األجور عادة ولذلك نجد‬
‫الضرائب التصاعدية تخفف من العبء على املداخيل املكتسبة من العمل ورفعه نسبيا على املداخيل‬
‫الناجمة عن امللكية ‪،‬الر ع‪ ،‬األرباخ‪ ...‬ال ‪ ،‬تتدخل الدولة في التأثير على توز ع الدخل الوطني على مرحلتين ‪،‬‬
‫ففي املرحلة األولى وهي مرحلة توز ع الدخل األولي بين الف ات صاحبة عناصر اإلنتاج وهنا نجد أن الدولة‬
‫تتدخل من خالل القرارات املالية واألدوات اإلدارية املباشرة وال تستخدم الضرائب في هذه املرحلة‪ ،‬أما في‬
‫املرحلة الثانية وهى إعادة التوز ع األولى للدخل في حالة عدم العدالة التوز ع األولي ويتم ذلك عن طريق توز ع‬
‫اإلنتاج بين املس هلكين فتألثر الدولة على املداخيل وعلى أسعار السلع والخدمات وتستخدم الدولة الضرائب‬
‫في هذه املرحلة في إعادة توز ع الدخل بطريقة ير مباشرة بتخفيض دخول عوامل اإلنتاج ورفع األثمان‪،‬‬

‫‪66‬‬
‫تستخدم الضريبة كذلك بإعادة توز ع الدخل على الف ات أو الطبقات االجتماعية املختلفة‪ ،‬توز عه بين‬
‫عوامل اإلنتاج وعلى أنواع النشاط االقتصادي أو إقليميا على مناطق الدولة‪.‬‬
‫إن دور الضريبة في إعادة توز ع الدخل تتطلب األخذ في االعتبار الجهة أو الف ة التي يستقر عندها عبء‬
‫الضريبة بصفة جهائية لذا ينبغي الحذر عند دراسة تلك اعثار مما يحدثه نقل العبء الضريبي من توجيه‬
‫للضريبة قد يخالف أحيانا ما قصده املشرع ‪ ،‬كما أن دور الضريبة في إعادة توز ع الدخل يتوقف على‬
‫سياسية إنفال حصيلة الضرائب وفعالية النظام الضريبي ككل فال يجب أن ينظر فق إلى أثار كل ضريبة‬
‫بصفة منفردة ‪ ،‬باإلضافة إلى نوع الضريبة التي يختارها املشرع ألنه في حالة الضرائب املباشرة إذا كانت‬
‫الضريبة نسبية تكون لصالع الدخول املرتفعة مما يزيد من اختالل توز ع الدخل ‪ ،‬أما إذا كانت بسعر‬
‫تصاعدي فغالبا ما يكون تأثيرها في إعادة توز ع الدخل لصالع ذوي الدخل الضعيف كما أن الضرائب على‬
‫رأس املال تألدى إلى توز ع الدخل في ير صالع الطبقات الغنية مالكة رأس املال‪ ،‬أما في حالة الضرائب ير‬
‫املباشرة فان أثار الضريبة في إعادة توز ع الدخل يتوقف على نوع السلعة املفروض عليها الضريبة‪ ،‬ففي حالة‬
‫السلع الكمالية يكون األثر التوز عي للضريبة في صالع الطبقات محدودة الدخل ألن األ نياء هم املس هلكون‬
‫لتلك السلع وهم دافعي الضريبة املفروضة عليها ‪ ،‬أما في حالة السلع الضرورية يكون التوز ع في ير صالع‬
‫الطبقات محدودة الدخل ألجهم هم من يقوم بشرائها ومن ثم يدفعون الضريبة املفروضة عليها‪.‬‬
‫‪ -11‬القروض العامة‪ :‬تعتبر القروض العامة من بين اإليرادات التي تججأ إليها الدولة في وقتنا الحاضر بسبب‬
‫تزايد تدخلها وبالتالي تزايد مهامها وأعبائها االقتصادية واالجتماعية بحيث لم تعد الضرائب والرسوم كافية‬
‫لتغطية نفقاتها املتزايدة مما تسبب في عجز ميزاني ها‪ ،‬ولدراسة هذا النوع من اإليرادات نحاول التعرض إلى‬
‫املوضوعات اعتية‪:‬‬
‫‪ -‬سياسة االقتراض في الفكر املالي‬
‫‪ -‬التنظيم الفني للقروض العامة( أنواعها وخصائصها ‪.‬‬
‫‪ -‬اعثار االقتصادية للقروض العامة (الداخلية والخارجية‬
‫‪ -1‬تعرو القرض العام‪ :‬إن القرض العام يعني به ذلك اإليراد الذي تحصل عليه الدولة عن طريق‬
‫االقتراض من األفراد أو املألسسات الوطنية أو الهي ات واملألسسات األجنبية نظير فوائد أو مزايا معينة‬
‫تحددها شروط العقد وذلك بغرض تمويل استثماراتها وبرامجها التنموية أو تغطية نفقاتها العادية في‬
‫حالة عدم كفاية اإليرادات العادية من ضرائب ورسوم ‪ -‬كما تم تعريفه في بعض املراجع بأنه عقد تبرمه‬
‫الدولة أو إحدى هي اتها العامة مع الجمهور أو مألسسات أو مع دولة أخرى تتعهد بموجبه على سداد‬
‫أصل القرض وفوائده عند أجال استحقاقه وذلك طبقا إلذن يصدر من السلطة املختصة ‪ ،‬من‬
‫التعريفين السابقين يمكن استخالص ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬صفة العقد ‪ :‬القرض العام عقد يتم بين الدولة واألطراف املقرضة ‪ ،‬الطرف األول هو الدولة أو إحدى‬
‫هي اتها وهو ما يسمى باملقترض ‪ -‬املدين ‪ -‬الطرف الثاني هو الجمهور أو دولة أخرى و سمى باملقرض – الدائن‬
‫– تتعهد الدولة بتسديد القرض عند أجال استحقاقه مع االلتزام بدفع كل االمتيازات املنصوص عليها في هذا‬
‫العقد‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫‪ -‬القرض العام كصدر من السلطة‪ :‬الجهة املخولة بإصدار القرض العام هي الدولة أو الهي ات التابعة لها‬
‫ويخضع ذلك لتشر عات كل دولة واإلذن بإصدار القرض العام عادة يصدر من الهي ة التشر عية‬
‫فال بد أن تصدر أوامر من السلطة املختصة ألنه ال يمكن للدولة أو إحدى هي اتها أن تبرم عقد قرض دون‬
‫ذلك اإلذن حتى تسهل عملية الرقابة على أوجه إنفال املوارد املقترضة‪.‬‬
‫ويختلف القرض عن الضريبة في أن القرض إيراد مألقت ويتم وفق مبدأ التعاقد وبمقابل كما تكون وجهت‬
‫إنفاقه معروفة ومحددة‪ ،‬كما أنه اختياري وواجب الرد لكن هذه األفكار بدأت تتراجع تدريجيا في الفكر املالي‬
‫املعاصر الن مهام الدولة وتزايد نفقاتها أصبحت القروض في عداد اإليرادات العادية‪ ،‬لكن املتعارف عليه أن‬
‫القروض العامة من اإليرادات ير العادية والدولة ال تججا إليها إال في حاالت ير عادية‪.‬‬
‫‪ -2‬سياسة االقكياض في الفكر املا ي‪ :‬لقد تناولت مختلف املدارس الفكرية االقتصادية مسالة السياسة‬
‫االئتمانية في إطار األفكار التي جاءت بها هذه املدارس حول دور الدولة ولالطالع على ما ورد عندها حول‬
‫سياسة االقتراض نتناول العناصر اعتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬املدرسة التقليدكة‪ :‬كان موقف املدرسة التقليدية معارض لفكرة القروض العامة ألجهم يألمنون بأن دور‬
‫الدولة البد وأن يقتصر على األمن والعدالة والدفاع وعدم التدخل في النشاط االقتصادي وتركه لقفراد ومن‬
‫ثم ال حاجة للدولة بالقروض العامة ‪ ،‬ويمكن تجخيص أسبا رفض التقليديون لجوء الدولة للقروض العامة‬
‫لتمويل نفقاتها في اعتي‪:‬‬
‫‪ -‬يرون أن الدولة ال يجب أن تججأ إلى االقتراض إال في حاالت استثنائية‪ ،‬ويكون ذلك في أضيق الحدود‪،‬‬
‫انطالقا من مبدأ توازن امليزانية فنفقات الدولة عادية يجب أن ال تغطي سوى بإيرادات عادية‪.‬‬
‫‪ -‬يرون أن القروض ما هي إال ضرائب مألجلة يدفعها الجيل القادم ويتحمل عبئها إذا ال داعي لججوء إليها‪، ،‬‬
‫يرون أن الدولة إذا لجأت إلى هذه القروض يكون مسموخ بها فق في حالة توجبه هذه القروض ملجاالت‬
‫تولد إيرادات حتى ال تتحمل عبئها األجيال القادمة‬
‫ولكن السألال املطروخ هنا هو الدولة بالنسبة لهم يجب أن تكون حيادية وبالتالي ما هي املجاالت التي توجه‬
‫إليها هذه القروض حتى تكون منتجة؟ لكن على العموم الفكر املالي التقليدي ال يرى مبررا اقتصاديا أو ماليا‬
‫لججوء لذلك‪.‬‬
‫ب‪ -‬الفكر املا ي الحدك ‪ :‬الفكر املالي الحديث كما عرفنا أنتقد بشدة أفكار الفكر املالي التقليدي وخاصة‬
‫تصوره للتوازن التلقالي‪ ،‬حياد الدولة‪ ،‬حياد املالية العامة واعتبارها عقيمة‪...‬الع‪ ،‬ولذلك حدد مفهومه‬
‫للسياسة االئتمانية في األفكار اعتية‪:‬‬
‫‪ -‬اعتبر الفكر املالي املعاصر وخاصة النظرية الكيرزية القروض العامة لمست فق وسيلة إيراد بل هي أداة‬
‫كذلك من أدوات السياسة املالية تستخدمها الدولة في التأثير على الطلب الفعال ألجل معالجة أثار الكساد‬
‫والت خم أي معالجة مختلف الدورات التي يمر بها االقتصاد‪.‬‬
‫‪ -‬الفكر املالي املعاصر أعتبر ما جاءت به املدرسة التقليدية ير مبرر عندما اعتبرت القروض العامة تكون‬
‫عب ا على األجيال القادمة‪ ،‬فالقروض يمكن توجيهها أكمر نحو االستثمارات تولد ثروة إضافية للمجتمع‬
‫وبالتالي تستفيد م‪،‬ها األجيال القادمة‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫‪ -‬تستخدم القروض كأداة لتوجيه السياسة االقتصادية واملالية للدولة باستغاللها للموارد املالية املوجودة‬
‫لدى األفراد واملألسسات وتحويلها إلى إنفال في مجاالت تحقق النفع العام‪.‬‬
‫‪ -‬الفكر املالي الحديث لم يعتمد في تأييده أو معارضته للقرض العام على أساس أنه مصدر إيراد بل الفكر‬
‫املالي ينظر إلى عملية االقتراض وفق أهداف القرض واعثار االقتصادية لهذا القرض‪ ،‬ولم يحدده ولم يجعل‬
‫الججوء إليه إال في حاالت استثنائية‪.‬‬
‫‪ -3‬التنظيم الفني للقروض العامة‪:‬‬
‫ا‪ -‬أنواع القروض العامة‪ :‬تقسم القروض العامة إلى عدة تقسيمات مختلفة وذلك تبعا للزاوية التي ينظر م‪،‬ها‬
‫إلى هذه القروض واملعيار املستخدم في ذلك‪ ،‬فنجد‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ناحية حروة املقرض ‪ :‬تقسم القروض العامة وفق لهذا املعيار إلى قروض اختيارية وأخرى إجبارية‬
‫واألصل فى القروض أجها اختيارية تتم بقناعة األفراد إال انه في بعض الحاالت االستثنائية مثل األزمات الحادة‬
‫أو الحرو تججأ الدولة إلى إكراه األفراد على شراء السندات الحكومية ومن ثم إقراض الدولة ‪ ،‬وهنا يرى‬
‫بعض املاليين أن القرض اإلجباري يتشابه مع الضريبة في أن كل م‪،‬هما إجباري الدفع ما عدا أن القرض‬
‫يسترد‪.‬‬
‫ج‪ -‬املصدر املااني للقرض‪ :‬وفقا لهذا املعيار تقسم القروض العامة إلى قروض داخلية وهي القروض التي يتم‬
‫إصدارها في السول الداخلية وتكتتب هذه القروض بالعملة الوطنية‪ ،‬تحدد الدولة شروط هذا القرض‬
‫واالمتيازات املمنوحة في مقابله‪ ،‬القروض الخارجية وهي القروض التي يتم إصدارها (الحصول عليها من خارج‬
‫إقليم الدولة‪ ،‬ويكتتب في هذه القروض بالعملة الصعبة‪ ،‬وقد تججأ الدولة إلى هذه القروض تحت تأثير عاملين‬
‫وهما عدم كفاية القروض الداخلية ومصادر التمويل األخرى‪ ،‬الر بة في عالج اختالل ميزان املدفوعات وذلك‬
‫بحصولها عن طريق القروض للعملة األجنبية ‪ ،‬أما الفرل بين كال القرضين هو أن القروض الداخلية ال‬
‫تضيف قوة شرائية جديدة داخل الدولة عند عقدها ألجها فق عملية نقل قوة شرائية كانت لدى األفراد‬
‫واملألسسات إلى الدولة الستخدامها في الجهة املحددة لذلك‪ ،‬أما القروض الخارجية فتعتبر قوة شرائية‬
‫جديدة أضيفت إلى املوجودة في املجتمع‪ ،‬وعليه فان أثارهما ستختلف‪.‬‬
‫د‪ -‬مدة القرض‪ :‬وفقا لهذا املعيار تقسم القروض العامة إلى القروض املؤودة أو ما يطلق عليها أحيانا‬
‫القروض املستديمة وهي القروض التي تلتزم الدولة بدفع فوائدها دون تحديد تاريمل استحقال هذه القروض‬
‫وتبقى الحرية للدولة في اختيار الوقت الذي تفي فيه بدفع هذه القروض‪ ،‬أي الحرية في اختيار الوقت‬
‫املناسب‪ ،‬وعادة ما يكون ذلك عندما تكون القروض إجبارية‪ ،‬القروض املؤقتة وهي القروض التي تكون أجال‬
‫استحقاقها معروفة‪ ،‬وتقوم الدولة بسدادها في اعجال املنصوص عليها في العقد بغض النظر عن الوضعية‬
‫املالية التي تكون عليها الدولة ‪ ،‬وتتميز بأجها تقلل من مديونية الدولة‪ ،‬حتى تتمكن باالقتراض مستقبال‪ ،‬وتقسم‬
‫القروض املألقتة إلى قروض طوولة اآلجام أي تتجاوز مدتها العشر سنوات‪ ،‬وتججأ اليها الدولة عندما يكون‬
‫العجز كبيرا ال يمكن تغطيته في سنوات قليلة‪ ،‬قروض متوسطة اآلجام وعادة تفول الخم سنوات وتقل‬
‫عن العشر سنوات أما القروض قصيية اآلجام فال تتجاوز مدتها السنتين‪ ،‬وتستعمل عادة لتغطية العجز‬
‫خالل السنة املالية‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ -4‬التنظيم القانوني للقروض‪ :‬في هذا العنصر نتناول النظام القانوني للقرض العام من حيث إصداره‬
‫وشروط هذا اإلصدار في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -5‬اصدارا لقروض العامة‪ :‬إصدار القروض العامة من صالحيات السلطة التشر عية الن القروض العامة‬
‫تمثل مديونية وأعباء تلتزم الدولة بسدادها لذلك البد من أن تتم تحت إشراف الدولة‪ ،‬وعملية إصدار‬
‫القرض العام تتطلب معالجة أراع قضايا وهي تحديد مبلغ القرض‪ ،‬تحديد شكل سندات القرض‪ ،‬الطريقة‬
‫التي تعرض بها هذه السندات وبيان مزايا القرض‪.‬‬
‫ا‪ -‬تحدكد مبلغ القرض‪ :‬تقوم الدولة بتحديد مبلغ معين في قانون إصدار القرض ويقفل االكتتا بمجرد‬
‫تغطية تلك القيمة وقد تججأ الدولة إلى عدم تحديد مبلغ القرض خشية عدم تغطيته مما يزعزع الثقة في‬
‫الدولة أو عند حاج ها إلى قروض كبيرة وهنا تحدد الدولة أجال معينة لالكتتا وينت ي االكتتا عند‬
‫ان هاء هذه اعجال‬
‫ب‪ -‬تا سندات القرض‪ :‬تصدر الدولة عادة نوعين من سندات الخزينة م‪،‬ها سندات اسمية وفيها يظهر‬
‫اسم صاحب السند وعند نقل ملكي ها يجب تغيير كل املعلومات املنصوص عليها في السند‪ ،‬وسندات لحاملها‬
‫وهي التي ال يظهر فيها اسم حاملها ‪ ،‬وعليه يكون حاما السند هو مالكه وحامله يستطيع أن يحصل على‬
‫االمتيازات والفوائد املنصوص عليها في هذا السند‪ ،‬هذه السندات تتميز باملرونة أي عند انتقال ملكي ها ال‬
‫تتطلب تعديالت خاصة ‪ ،‬كما نجد ما يسمى بالسندات املختلطة وتكون أسمية ملن أكتتب بالقرض وتكون‬
‫لحاملها في االستفادة من مزايا وفوائد القرض لكن هذا النوع لم يعد موجودا في جل دول العالم‪.‬‬
‫ج‪ -‬طرق االكتتاب في القرض ‪ :‬بعد إصدار السندات يتم تقديمها لالكتتا سواء عن طريق ما يسمى‬
‫االكتتا العام ‪ ،‬حيث تججأ الدولة لبيعها بواسطة البنوك أو تقوم ببيعها إلي الجمهور واملألسسات وتكون‬
‫البنوك واملألسسات وسيطا بين خزينة الدولة واملكتتبين ‪ ،‬في هذه الحالة الدولة تدفع عمولة يتم االتفال عليها‬
‫للبنوك أو الوسطاء مقابل القيام باالكتتا عوضا ع‪،‬ها ‪ ،‬ويبقى لجوء الدولة إلى هذه الطريقة الستغالل ثقة‬
‫األفراد في مألسساتهم وفي بنوكهم‪ ،‬وقد تججا الدولة إلى بيع السندات الصادرة في سول األورال املالية‪ ،‬وقد‬
‫تقرر الدولة بيع السندات واالكتتا فيها مباشرة لججمهور عن طريق مكاتب الخزينة العمومية لتفادي‬
‫تكاليف بيعها وثق ها في إقبال الجمهور عليها‪.‬‬
‫د‪ -‬مزاكا القرض‪ :‬تحمل السندات العديد من االمتيازات املمنوحة للمكتتبين ‪ ،‬تكون محفزة لضمان اإلقبال‬
‫عليها ‪ ،‬هذه االمتيازات تختلف من دولة ألخرى ومن وقت ألخر ومن رف ألخر لكن الشالع م‪،‬ها هو الفوائد‬
‫وذلك بتقدير فائدة على القرض بسعر يوازى أو يفول السعر السائد في السول املالي كما يكون هناك تناسبا‬
‫بين الفائدة املمنوحة ومدة القرض‪ ،‬ففي القروض محددة اعجال مثال يكون السعر أقل م‪،‬ها في القروض ير‬
‫محددة اعجال‪ ،‬باإلضافة إلى الفائدة تقدم الدولة للمكتتبين بعض املزايا األخرى وم‪،‬ها إعفاء السندات‬
‫وفوائدها من الضرائب وذلك حينما يتقرر إعفاء السندات من الضرائب الحالية واملستقبلة وعند انتقالها‬
‫بين األفراد‪ ،‬وهو ما يألدى بطريقة ير مباشرة لرفع سعر فائدتها‪ ،‬وقد تقوم الدولة برب االكتتا في‬
‫سندات الخزينة باالستفادة من امتيازات في مجاالت أخرى وقد يتم تقديم بعض املزايا القانونية كعدم‬
‫قابلية سندات هذه القروض لجضجز عليها أو سقوطها بالتقادم‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫ه‪ -‬استهمك القرض العام‪ :‬تججأ الدولة إلطفاء القرض العام لعدة طرل م‪،‬ها إنكاره أو تثبيته أو تبديله أو‬
‫إطفائها‪.‬‬
‫‪ -‬إناار الدكن العام ‪ :‬وهو إعالن الدولة عن امتناعها عن سداد أصل الدين أو فوائده أو كليهما معا وذلك‬
‫حسب الظروف التي يمر بها البلد ‪ ،‬وهذا بالطبع يألدى إلى اهتزاز ثقة األفراد واملقرضين في الدولة كما انه ال‬
‫يتفق مع مبدأ العدالة ‪ ،‬ويتم ذلك في حالة حدوث أزمة حادة أو حالة حرو ‪ ،‬و قد حدث هذا في كثير من‬
‫الدول خالل الحرو العاملية أو خالل الحرو األهلية التي مرت بها املجتمعات‪.‬‬
‫‪ -‬إطفاء الدكن العام‪ :‬و نعني به وفاء الدولة بااللتزامات النصوص عليها في العقد أي تسديد القروض‬
‫وفوائدها في أجال استحقاقها وهنا يمكن للدولة أن تججأ إلى عدة طرل م‪،‬ها استخدام فائض ميزانية( أي‬
‫الفوائض املحققة عندما تكون اإليرادات العامة تفول النفقات العادية‪ ،‬وهي من الوسائل العادية واملعروفة‬
‫تستخدمها الدولة إلطفاء قروضها‪ ،‬قد تخصص الدولة حصيلة بعض اإليرادات لتغطية قروضها ‪ ،‬تقوم‬
‫الدولة بإنشاء صندول خاص يكون له رصيد ويقوم بشراء السندات مثل باقي املألسسات‪ ،‬حصيلة الفوائد من‬
‫هذه السندات تستعمل لتغطية سداد القروض‪ ،‬تفرض ضرائب استثنائية على رأس املال وتحويل حصيل ها‬
‫إلطفاء القروض العامة أو الججوء إلى عقد قروض جديدة لتسديد القرض‪.‬‬
‫‪ -‬تثبيت الدكن العام‪ :‬ويقصد به قيام الدولة بتحويل القرض من قرض قصير األجل إلى قرض متوس أو‬
‫طويل األجل‪ ،‬بحيث تقوم الدولة بإصدار قرض جديد بسعر فائدة أعلى وتطلب من املكتتبين حاملي‬
‫السندات القديمة باالكتتا في هذا القرض الجديد بقيمة سنداتهم‪.‬‬
‫‪ -‬تبدك الدكن العام‪ :‬ويقصد عندما تججأ الدولة إلى استبدال دي‪،‬ها السابق ذو الفوائد املرتفعة بدين جديد‬
‫بفائدة منخفضة معناه استبدال دي‪،‬ها القديم ب خر جديد ‪ ،‬هذا اإلجراء قد تفرضه الدولة بقوة القانون وفى‬
‫هذا إضعاف لثقة األفراد واملألسسات في الدولة‪.‬‬
‫لكن في بعض الحاالت وتفاديا لفقدان الدولة لثقة األفراد واملألسسات فيها تججأ إلى اإلصدار النقدي الجديد‬
‫دون اإلعالن عليه للوفاء بالتزاماتها املالية‪.‬‬
‫‪ -5‬اآلثاراالقتصادكة للقروض العامة‪ :‬تعتبر القروض العامة في الفكر املالي املعاصر أداة من أدوات السياسة‬
‫املالية بحيث تأثر على التشغيل واإلنتاج وتوز ع الدخل الوطني بين طبقات املجتمع‪ ،‬وأصبحت الدولة تستعين‬
‫بالقروض العامة لتوجيه النشاط االقتصادي حيث لم تعد مجرد وسيلة تججأ إليها الدولة لتمويل النفقات‬
‫العامة االستثنائية‪ ،‬كما كان يعتقد مفكري املدرسة التقليدية لكن عند دراسة اعثار االقتصادية للقروض‬
‫العامة يجب أن نأخذ في االعتبار املراحل التي يمر بها القرض من مرحلة اإلصدار إلى مرحلة االستغالل ثم‬
‫مرحلة اإلطفاء ألنه عند كل مرحلة من املراحل تكون للقرض اثأر تختلف عن املرحلة السابقة‪ ،‬كما يمكن‬
‫األخذ في االعتبار ما إن كان القرض داخليا م خارجيا ألنه لكل نوع من هذه القروض مميزات خاصة‪ ،‬هذه‬
‫اعثار نتناولها في ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اآلثاراالقتصادكة للقروض العامة الداخلية‪ :‬القروض الداخلية هي القروض التي تحصل عليها الدولة‬
‫من األشخاص واملألسسات املقيمين في إقليمها ‪ ،‬وينبغي هنا التفرقة بين نوعين من القروض وهما‬
‫القروض الحقيقية والقروض الصورية‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ -‬القروض العامة الحقيقية‪ :‬هي تلك القروض التي تحصل عليها الدولة من الجمهور واملألسسات املالية‬
‫ير املصرفية ومن البنوك التجارية والتي ال تترتب عليها زيادة في كمية النقد‪ ،‬هده القروض عند إصدارها‬
‫فإجها تألثر على االستثمارات بالنسبة للمشروعات الخاصة أو العامة كما تألثر على االس هالك لسحبها‬
‫جزء من القدرة الشرائية املوجودة لدى األفراد‪ ،‬تعمل هذه القروض في بعض الحاالت باستغالل بعض‬
‫مدخرات املعطلة فتحولها إلى اتفاقات يستفيد م‪،‬ها كما عرفنا في العملية االتفاقية االقتصاد الوطني‪،‬‬
‫تعوض الدولة األفراد في استغالل بعض املوارد املالية املعطلة حيث تكون هناك مدخرات ولكن أصحابها‬
‫ال يجدون مجاال الستثمارها فتستغلها الدولة الستثمارها في بغض املشار ع ذات النفع العام‪ ،‬ت جع ذوي‬
‫املداخيل املرتفعة باقتطاع جزء من ثرواتهم وإقراضها للدولة خاصة إذا ارتفع سعر السندات في‬
‫السول(سعر فائدتها ‪ ،‬تعمل القروض العامة في بعض الحاالت على التوسع االئتماني عندما تستخدم‬
‫السندات من طرف حامليها كضمان يقدموجها للبنوك مقابل حصولهم على قروض‪ ،‬تستخدم القروض‬
‫العامة في مرحلة اإلصدار لسحب جزء من الكتلة النقدية في حاالت الت خم‪.‬‬
‫أما عند إنفال القروض العامة فأثارها االقتصادية هي نف أثار اإلنفال العام التي تم تناولها في املحور‬
‫الثاني وتبقى اإلشارة هنا فق إلى أن القروض العامة لكي ال تكون عب ا على املجتمع البد من توجيهها إلى‬
‫املجاالت االستثمارية واستغالل الطاقات املعطلة في املجتمع‪ ،‬أو استخدامها في التأثير على الطلب الفعال‬
‫في حالة كساد‪.‬‬
‫أما في مرحلة امتالكها ( إطفائها إذا ما لجأت الدولة إلى زيادة معدالت بعض الضرائب أو إدراج ضرائب‬
‫جديدة من أجل تسديد القروض املستحقة يألثر ذلك على إعادة توز ع الدخل حيث يصبح هذا التوز ع‬
‫لصالع الطبقات ذات الدخل املرتفع نظرا الستفادتهم من فوائد هذه القروض‪ ،‬اما اذا لجأت الدولة إلى‬
‫تسديد القروض عن طريق اإلصدار النقدي الجديد يترتب عنه إضافة قوة شرائية جديدة تألدي إلى‬
‫إحداث فجوات ت خميه تألثر خاصة على ذوي الدخول الضعيفة كما تألثر على قيمة العملة‪.‬‬
‫‪ -‬القروض العامة الصوروة‪ :‬وهي تلك القروض التي تحصل عليها الدولة من البنك املركزي ومن البنوك‬
‫التجارية ‪ ،‬هذه القروض تألدى إلى زيادة كمية النقد أثارها ال تختلف في جوهرها عن أثار اإلصدار‬
‫النقدي وهو املوضوع الذي سمتم تناوله الحقا‪.‬‬
‫ب‪-‬اآلثار االقتصادكة للقروض الخارجية ‪ :‬القروض الخارجية‪ ،‬هي القروض التي تحصل عليها الدولة من‬
‫املألسسات والحكومات األجنبية والهي ات الدولية‪ ،‬تتألدى القروض الخارجية إلى زيادة حجم املوارد الحقيقية‬
‫املتاحة للبلد املقترض السيما من العملة الصعبة خاصة بالنسبة للدول النامية التي تحتاجها لتنمي ها‬
‫االقتصادية وتتوقف اعثار االقتصادية للقروض الخارجية على وجهة إنفاقها ‪ ،‬فإذا تم استخدام هذه‬
‫الحصيلة في إنتاج سلع وخدمات أل راض التنمية االقتصادية‪ ،‬فسوف مما يألدى إلى زيادة رأس املال املستثمر‬
‫في املشروعات وبالتالي زيادة العمالة واإلنتاج ورفع مستوى الدخل الوطني‪ ،‬كما تسمح هذه السياسة االتفاقية‬
‫للقروض العامة للدولة بتسديد القروض وخدماتها من إيرادات املشروعات وحصيلة الصناعات التصديرية‪،‬‬
‫أما إذا ما تم تخصيص هذا القرض الستيراد سلع اس هالكية أو إنفاقها في مجاالت ير إنتاجية فإن ذلك لن‬
‫يضيف شم ا إلى الطاقة اإلنتاجية لالقتصاد الوطني باإلضافة إلى زيادة أعباء سداد القرض وفوائده‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫ولكن إذا تعمقنا في دراسة اثأر هذه القروض الخارجية تبرز لنا الكثير من السلبيات وم‪،‬ها‪:‬‬
‫‪ -‬تأثيرها على ميزان املدفوعات‪ ،‬حيث تدفع خدمات هذه الديون بالعملة الصعبة عادة‪.‬‬
‫‪ -‬تصبح عبأ على دخل البلد حيث كل مرة يقتطع منه جزء وتحويله لسداد الديون وخدماتها‪.‬‬
‫‪ -‬ال تضيف أية زيادات في الطاقة اإلنتاجية للمجتمع‪ ،‬حيث تستخدم في الحصول على سلع وخدمات‬
‫اس هالكية أو القيام بمشار ع استثمارية مرتبطة بالسول الدولية من حيث املواد األولية وقطع الغيار و يرها(‬
‫حالة الدول النامية ‪.‬‬
‫‪ -‬تتطلب من الدول التوسع في التصدير ولو بأسعار منخفضة لجحصول على العملة الصعبة لتسديد هذه‬
‫الديون كما هو في حالة الدول النامية‬
‫‪ -‬يتطلب التأثير على االتفال العام لتوجيه مصادر مالية لتسديد هذه الديون‪.‬‬
‫إن القروض العامة بشقيها الداخلي والخارىي عادة ما تكون أثارها سلبية في الدول النامية وخاصة أن هذه‬
‫الدول ال تستغل هذه القروض في التنمية بل الجزء األكبر م‪،‬ها يتم توجيهه نحو إنفاقات عقيمة واليوم تالحا‬
‫أن كثير من الدول النامية أو جلها تججأ لعقد قروض جديدة لتسديد القروض السابقة أو الججوء ألي إعادة‬
‫جدولة ديوجها والقبول بشروط قاسية تسلبها حري ها في اتخاذ القرارات السياسية واالقتصادية‪.‬‬
‫‪ -6‬حدود القروض العامة‪ :‬إن إمكانية الدولة في عقد قروض عامة تكون مقيدة بعدة عوامل نذكر م‪،‬ها حجم‬
‫املدخرات العامة ‪ ،‬إن حجم مدخرات األفراد مرتب أساسا بامليل الحدي لالدخار ونم االس هالك وامليل‬
‫الحدي لالس هالك كما أنه مرتب بقجم ما يقتطع من دخول األفراد عن طريق الضرائب‪ ،‬ففي الدول النامية‬
‫تتميز القروض العامة الداخلية بضعف حصيل ها نظرا لضعف املدخرات وهذا راجع إلى ضعف املداخيل‬
‫وبالتالي ضعف القدرة الشرائية لدى األفراد‪ ،‬قدرة االقتصاد الوطني في استيعا هذه القروض أي مدى قدرة‬
‫االقتصاد الوطني على تحويل هذه القروض إلي نفقات منتجة وهذا يتوقف علي الظروف االقتصادية السائدة‬
‫‪ ،‬قدرة االقتصاد الوطني لي خدمة وسداد القروض العامة أي قدرة الدولة في الحصول على املوارد املالية‬
‫سواء لتسديد فوائد هذه القروض أو لتسديد أصل القرض عند حلول أجال استحقاقه‪.‬‬
‫‪ -7‬مبيرات للجوء إ ي القرض ‪ :‬إن الججوء إلي القروض العامة يجب أن تكون له مبررات فعندما تطرخ الدولة‬
‫سنداتها للبيع تقدم مبررات مقنعة وأسبا لجوئها إلي القروض العامة وعادة ما تقدم الدولة مبررات تتمثل‬
‫في‪:‬‬
‫‪ -‬مبيرات مالية‪ :‬وتتمثل في أن حصيلة الضرائب ضعيفة و ير قادرة على تغطية النفقات‪ ،‬الججوء إلى رفع‬
‫الضرائب تكون له نتائج سلبية‪ ،‬عدم إمكانية للضغ على النفقات (تقليصها ‪.‬‬
‫‪ -‬مبيرات اقتصادكة‪ :‬وتتمثل في إرادة الدولة في استغالل جزء من القدرة الشرائية املوجودة في املجتمع‬
‫تحويلها إلى إنفاقات استثمارية‪ ،‬استغالل ثروات طبيعية معطلة أوسحب جزء من القدرة الشرائية بغرض‬
‫معالجة الت خم‪ ،‬توضع القروض التي تحصل عليها الدولة تحت تصرف املستثمرين‪ ،‬وذلك بتوجيهها نحو‬
‫االستثمار( تستغل القروض العامة كودالع وتحول إلى قروض استثمارية ‪.‬‬
‫‪ -‬مبيرات السياسية هذه املبررات يرجعها بعض كتا املالية العامة إلى استعمال الدولة للقروض العامة‬
‫كمقياس ملعرفة درجة الثقة بي‪،‬ها وبين املواطن‪ ،‬درجة التضامن الوطني‪...‬الع ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫أما تروط نجاح القرض العام فنستطيع أن نوجزاا في النقاط التالية‪:‬‬
‫ا‪ -‬الشروط االقتصادكة‪ :‬تتمثل الشروط االقتصادية في حجم املدخرات وهذه ترتب بقجم املداخيل‪،‬‬
‫مستوى األسعار‪ ،‬الضرائب‪ ،‬األجور ‪ ،‬ميل األفراد لالدخار وتوجيهات املدخرين أي أن تكون توجهات‬
‫املدخرين بغرض إقراض للدولة ولم من أجل استثمارها في مجاالت أخرى‪ ،‬أن تكون مزايا القرض مغرية‬
‫ب‪ -‬الشروط السياسية ‪ :‬الثقة بأن الدولة ستحترم وعودها فيما يخص تسديد ديوجها في أجالها‪ ،‬الثقة‬
‫بأن الدولة قادرة على تنفيذ وعودها‪ ،‬أي الثقة بأن برنامج الحكومة مثال قادرا على استغالل هذه القروض‬
‫في التنمية ولم في مجالت ير ذلك‪.‬‬
‫الدولة في هذه الحالة (خاصة في الدول النامية حيث شروط نجاخ القرض ض يلة جدا تججأ إلى ما يسمى‬
‫بالقرض الزائف وهو التوجه إلى البنك املركزي إلصدار كتلة نقدية جديدة تضاف إلى الكتلة املوجودة في‬
‫السول‪ ،‬أي التمويل بالت خم‪.‬‬
‫‪ -8‬التموو بالتضخم ‪ -‬اإلصدار النقدي الجدكد ‪ : -‬يعد تمويل النفقات العامة عن طريق اإلصدار النقدي‬
‫الجديد من اإليرادات في املالية العامة املعاصرة و لجأ إليه الدول في حاالت كثيرة نذكر م‪،‬ها ضعف اإليرادات‬
‫من الضرائب والرسوم أو عدم توفر الظروف االقتصادية واالجتماعية الناسبة لعقد قروض داخلية أو‬
‫خارجية‪ ،‬لتفادي رفع معدالت الضرائب كون املجتمعات املعاصرة أصبحت حساسة لتزايد الضرائب وثقلها‬
‫خاصة على الطبقات الفقيرة وبالتالي لتفادي االضطرابات االجتماعية ‪ ،‬تحاول الدول الججوء إلى مصادر‬
‫أخرى مثل اإلصدار النقدي باإلضافة إلى تزايد اإلتقان العام مما ولد العجز في ميزانيات جل الدول من جهة‬
‫وصعوبة تغطية العجز باملوارد العادية وخاصة في الدول النامية‪.‬‬
‫لقد تناولت املدارس الفكرية االقتصادية اإلصدار النقدي الجديد كمصدر ل يرادات بوجهات نظر مختلفة‬
‫جاءت كما يلي‪:‬‬
‫أ‪-‬الفكر املا ي التقليدي‪ :‬إن الفكر املالي التقليدي ومن خالل مفهومه لدور الدولة و ومدى تدخلها في النشاط‬
‫االقتصادي حيث أعتبر تدخل الدولة ما هو إال عرقلة للنشاط الذي يقوم به األفراد في السعي لتحقيق‬
‫مصالحهم وبالتالي تحقيق مصالع املجتمع وبالتالي اعتبروا لجوء الدولة الى اإلصدار النقدي الجديد لتمويل‬
‫النفقات هو في حد ذاته تدخل الدولة في النشاط االقتصادي وما دامت عملية توازن االقتصاد تتم تلقائيا‬
‫فإن أي إصدار نقدي جديد يألدي إلى خلق فجوات ت خمية يكون تأثيرها على العملة‪ ،‬املداخيل‪ ،‬واألسعار‪.‬‬
‫ب‪-‬الفكر املا ي الحدك ‪ :‬إن الفكر املالي الحديث أجاز لجوء الدولة إلى مثل هذا النوع من اإليرادات لتغطية‬
‫النفقات‪ ،‬لكن وضع له شروطا وحدودا يمكن تجخيصها في اعتي‪:‬‬
‫‪ -‬في حالة ما احتاجت الدولة إلى موارد مالية للرفع من مستوى الطلب الفعال إلنعاي االقتصاد في مرحلة‬
‫الكساد وتراجع الطلب‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة احتياج الدولة ملوارد مالية الستغالل الطاقات املعطلة والوصول باالقتصاد إلى حالة التو ف‬
‫الكامل‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن الججوء إلى هذا النوع من اإليرادات في حالة االقتصاديات التي يتميز جهازها اإلنتاىي باملرونة و بالتالي‬
‫زيادة االتفال الناجمة عن اإلصدار النقدي الجديد تولد إنتاجا جديدا يمتص الت خم‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫‪ -9‬تموو النفقات العامة باإلصدار النقدي الجدكد في البلدان النامية‪ :‬في البداية يجب التعرض إلي‬
‫عوامل الت خم في البلدان النامية‪،‬‬
‫إن الجهاز اإلنتاىي للدول النامية يتميز بقلة مساهمة القطاع الصناعي في الدخل الوطني كما أن القطاع‬
‫الصناعي املوجود يقوم بتوز ع مداخيل تذهب عادة إلى االس هالك لكن القطاع الزراعي مازال عاجزا عن‬
‫تلبية احتياجات السكان ومقابلة الطلب مما ولد ارتفاعا في األسعار‪ ،‬االستثمارات التي وجهت للقطاع‬
‫الصناعي في هذه البلدان وجهت أكمر نحو صناعات كانت نتائجها ضعيفة بسبب ضعف استعمال الطاقة‬
‫اإلنتاجية وبالتالي زادت الهوة بين العرض الكلي والطلب الكلي مما ولد ارتفاعا في األسعار ‪ ،‬لجوء الدول‬
‫النامية عادة إلى تمويل العجز في ميزانياتها عن طريق اإلصدار النقدي الجديد وهذا يولد انعدام التوازن‬
‫في الكتلة النقدية املتداولة وكمية السلع والخدمات باإلضافة إلى انعدام التوازن بين معدل الزيادة‬
‫السكانية ومعدل الزيادة في النمو االقتصادي مما ولد انعدام التوازن بين املعروض من السلع والخدمات‬
‫واملطلو م‪،‬ها‪.‬‬
‫‪ -10‬أسباب لجوء الدولة لتموو نفقاتها باإلصدار النقدي في الدوم النامية‪ :‬هناك أسبا عديدة أدت‬
‫بالدول النامية إلى تمويل نفقاتها في الكثير من األحيان وتمويل العجز في ميزاني ها عن طريق اإلصدار النقدي‬
‫الجديد نذكر م‪،‬ها‪:‬‬
‫‪ -‬ضعف االدخار في هذه الدول وهذا راجع إلى ضعف املداخيل وضعف القدرة الشرائية مما جعل جميع‬
‫املداخيل تذهب إلى اس هالك السلع والخدمات الضرورية‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة الحصول على القروض العامة بسبب ضعف املدخرات‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة الحصول على القروض الخارجية ملا يتبعها من شروط وفرض سياسات معينة على هذه البلدان‪.‬‬
‫‪ -‬سهولة الججوء إلى بنوكها املركزية لعدم استقاللي ها عن سلطة الحكومات للقيام بعملية اإلصدار النقدي ‪.‬‬
‫لقد ثار الجدل والنقاي حول استخدام الدول النامية اإلصدار النقدي الجديد في تمويل العجز في ميزاني ها‬
‫ونفقاتها العامة فأسفر هذا النقاي عن وجود رأيين أحدهما مأليد وح جه في ذلك على أن التمويل‬
‫بالت خم وسيلة الستغالل املوارد املادية والبشرية املعطلة واستغالل هذه املوارد يغطي اعثار السلبية‬
‫للت خم على املدى املتوس والطويل عندما تعطي هذه املوارد نتائجها‪ ،‬التمويل بالت خم يساعد على‬
‫تكوين مدخرات وخاصة لدى الدخول املرتفعة تتحول إلي استثمارات ‪ ،‬باإلضافة إلى أن التمويل بالت خم‬
‫يكون بديال للقروض العامة وخاصة الخارجية ملا لها من أثار سلبية على االقتصاد الوطني كما يركز املأليدون‬
‫على ضرورة أن توجه املوارد املالية التي تحصل عليها الدول النامية عن طريق اإلصدار النقدي الستغالل‬
‫الطاقات املعطلة والتنمية االقتصادية‪ ،‬أما املعارضون فقجهم تتمثل في أن املدخرات التي ستتحول إلى‬
‫استثمارات كما ورد عند املأليدون ال يمكن أن تتحقق نظرا لعدم توفر شروط االستثمار مما يألدى إلي توجهها‬
‫نحو مجاالت ير منتجة ‪ ،‬اإلصدار النقدي الجديد يولد فجوات ت خمية يكون عبئها كبيرا على أصحا‬
‫املداخيل الضعيفة باإلضافة إلى عدم مرونة الجهاز اإلنتاىي مما يجعل الدولة ير قادرة على التحكم في‬
‫الت خم على املدى املتوس على األقل عك الدول املتقدمة التي يتميز جهازها اإلنتاىي باملرونة و ستجيب‬
‫إلى الزيادة في الطلب مما يكبح الت خم‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫املحورالرابع‪ :‬املي انية العامة‬
‫امليزانية العامة كانت تعرف بها املحفظة املستخدمة لحفا كشوف إيرادات الدولة ونفقاتها وهي الحقيبة‬
‫الجلدية التي كان يحملها وزير املالية في بريطانيا عند ذهابه إلى البرملان لطلب التصديق واإلجازة مع العلم أن‬
‫هذا التقليد مازال موجودا إلى يومنا هذا في الدول االسكندينافية‪ ،‬كما استخدمت هذه الكلمة أيضا للتعبير‬
‫عن املستندات التي تحفا في هذه الحقيبة التي تحتوي على الخطة املالية التي تعرضها الحكومة على الهي ة‬
‫التشر عية للموافقة عليها ثم شاع استخدام كلمة ميزانية عامة فيما بعد للتعبير عن الذمة املالية للدولة‪،‬‬
‫لقد مرت امليزانية العامة بعدة مراحل ففي الحضارات القديمة وحتى العصور الوسطى وما بعدها كان يتم‬
‫تحصيل الضرائب وإنفاقها دون قواعد وأس محددة ‪ ،‬لقد بدأ هور األجزاء املكونة للميزانية العامة من‬
‫إيرادات عامة ونفقات عامة في بريطانيا عام ‪ 1733‬إذ بدأ مجل العموم البريطاني يراقب السلطة التنفيذية‬
‫في جباية الضرائب والحصول على اعتماد مسبق للقيام بذلك دون أن يتدخل في تنظيم عملية اإلنفال العام‬
‫‪ ،‬لكن بعد نصف قرن من الزمن تم فرض اعتماد النفقات العامة و هر ما يسمى بمراقبة املال العام‪ ،‬وامتد‬
‫العمل بهذا املبدأ لفترة طويلة أخرى تل ها مرحلة ضب امليزانية في صورة إيرادات ونفقات عامة مجتمعة بشكل‬
‫دوري مما أدى إلى هور الشكل املعروف حاليا للميزانية العامة‪ ،‬اتبعت بعد ذلك فرنسا نف املبدأ حوالي‬
‫سنة ‪ 1820‬ثم مصر سنة ‪ 1880‬أما الواليات املتحدة األمريكية فقد طبقت هذا املبدأ في ‪ 1921‬ليتم‬
‫استخدامها الحقا في باقي دول العالم‪.‬‬
‫امليزانية العامة وثيقة ضرورية كيفما كان شكل الحكم أو النظام االقتصادي في الدولة وبدوجها ال يمكن أن‬
‫تدير الدولة املصالع العامة للمجتمع ‪ ،‬امليزانية العامة باإلضافة إلى كوجها وثيقة مالية ف ي كذلك لها أهمية‬
‫بالغة من الناحية السياسية ألن إلزام السلطة التنفيذية بالتقدم كل سنة أمام السلطة التشر عية لتقديم‬
‫برنامجها للسنة املقبلة وتقييم انجازاتها للسنة املنصرمة ما هو إال إخضاعها للرقابة الدائمة ‪ ،‬كما أن لها‬
‫أهمية كبيرة من الناحية االقتصادية واالجتماعية ال تقل عن أهمي ها السياسية‪،‬ألنه ومن خالل امليزانية‬
‫العامة تستطيع الدولة أن تعدل في توز ع الدخل الوطني بين طبقات للمجتمع عن طريق الضرائب والنفقات‬
‫العامة‪ ،‬كما أصبح لها دور في تحقيق أهداف املجتمع االقتصادية واالجتماعية بتحقيق معدالت نمو عالية‬
‫ورفع مستوى معمشة ورفاهية املجتمع‪.‬‬
‫فامليزانية العامة عبارة عن برنامج عمل متفق عليه فيه تقدير اإلنفال العام للدولة ومواردها لفترة الحقة‪،‬‬
‫تلتزم به الدولة وتكون مسألولة عن تنفيذه‪ ،‬وتتكون امليزانية العامة من جانبين يشمل األول النفقات العامة‬
‫و شمل الجانب الثاني كافة اإليرادات التي تألول إلى خزينة الدولة مهما كان مصدرها‪ ،‬كما تعتبر امليزانية‬
‫العامة الوثيقة ألي دولة من الدول‪.‬‬
‫‪ -1‬تعرو املي انية العامة‪ :‬لقد أعطي للميزانية العامة عدة تعاريف نذكر م‪،‬ها‪:‬‬
‫‪ -‬امليزانية العامة هي توقع وإجازة للنفقات العامة واإليرادات العامة عن مدة مستقبلية عادة ما تكون سم ة‪.‬‬
‫‪ -‬امليزانية العامة هي توقع وإجازة لنفقات وإيرادات الدولة العامة عن فترة مقبلة البا ما تكون سنة تحقيقا‬
‫ألهداف املجتمع االقتصادية واملالية‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ -‬امليزانية العامة هي التعبير املالي لبرنامج العمل املعتمد الذي تعتزم الدولة تنفيذه في السنة القادمة تحقيقا‬
‫ألهداف املجتمع‪.‬‬
‫من خالل هذه التعاريف نستنج أن امليزانية العامة هي برنامج اقتصادي واجتماعي وسياس ي‪ ،‬امليزانية العامة‬
‫هي توقع للنشاط املالي الذي تقوم به الدولة قصد تحقيق أهداف املجتمع‪ ،‬امليزانية العامة وثيقة قانونية‬
‫مصادل عليها من السلطة التشر عية تجيز لجحكومة التصرف في النفقات العامة واإليرادات العامة املصادل‬
‫عليها دون تجاوزها وأي تعديل في امليزانية العامة يتطلب الرجوع إلى الهي ة التشر عية لجحصول على املوافقة‪،‬‬
‫وعليه يمكن القول أن امليزانية العامة تعبر عن اإلمكانيات املالية للدولة (النفقات واإليرادات ‪ ،‬األهداف‬
‫املراد تحقيقها والكيفية التي تدار بها موارد الدولة‪.‬‬
‫ولفهم مكونات املي انية العامة وخصا صها كتطلب التفرقة بينها وبين بعض املفاايم األخر في األتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬املي انية العامة والحساب الختامي ‪ :‬إن الحسا الختامي يقصد به ذلك السجل الذي يبين نفقات الدولة‬
‫الفعلية وإيراداتها الفعلية للسنة املاضية يتم االعتماد عليه في تحضير حجم اإليرادات والنفقات املتوقعة‬
‫للسنة املقبلة باإلضافة إلى الوقوف عند االيجابيات لالستفادة م‪،‬ها والسلبيات لتفاديها مستقبال التي رافقت‬
‫النشاط املالي لجحكومة ومعرفة مدى تطبيق امليزانية للسنة املاضية واألهداف املحققة والحسا الختامي هو‬
‫الوثيقة التي تتم مراقبة الحكومة من خاللها على مستوى كل الهي ات الرقابية‪ ،‬أما امليزانية ف ي وثيقة تحمل‬
‫نفقات الدولة وإيراداتها للسنة املقبلة كما تمت اإلشارة إليه سابقا‪.‬‬
‫ب‪ -‬املي انية العامة ومي انية املشروع‪ :‬امليزانية العامة هي التعبير عن برنامج العمل املعتمد الذي تعتزم‬
‫الحكومة تنفيذه لتحقيق أهداف املجتمع ‪ ،‬ومعناه برنامج عمل للسنة القادمة ‪ ،‬تقدير بما تعتزم الحكومة‬
‫إنفاقه وتنبأل بما يمك‪،‬ها تحصيله من اإليرادات‪ ،‬برنامج عمل درس ونوقش واعتمد من السلطة التشر عية‬
‫قبل البدء في التنفيذ ‪ ،‬أما ميزانية املشروع ف ي تعبير عن املركز املالي الحقيقي للمشروع في لحظة معينة‪ ،‬أو‬
‫هي قائمة مالية بما يمتلكه املشروع من أصول وما عليه من ديون وااللتزامات في لحظة ماضية‪ ،‬تقرير عن‬
‫صافي املركز املالي للمشروع نتيجة ملا قام به من سياسات وبرامج في سنوات ماضية‪.‬‬
‫‪ -‬املي انية العامة واملي انية القومية‪ :‬امليزانية القومية عبارة عن مجموعة من التقديرات ملا ينتظر أن تكون‬
‫عليه كافة أوجه النشاط االقتصادي في املجتمع في فترة زمنية مقبلة وذلك من خالل التوقعات الخاصة‬
‫بقجم الدخل القومي في هذه الفترة أما امليزانية العامة فتعبر عن أوجه نشاط الدولة ك خص معنوي عن‬
‫السنة املقبلة يت ع أن امليزانية القومية ال تتطابق مع ميزانية الدولة وال يمكن أن تحل محلها‪ ،‬وبمقارنة‬
‫العناصر التي تتكون م‪،‬ها امليزانية القومية يساعد الدولة في إعداد سياس ها االقتصادية بصفة عامة وميزانية‬
‫الدولة بصفة خاصة‪.‬‬
‫‪ -2‬صفات املي انية العامة ‪ :‬تأخذ امليزانية العامة للدولة أكمر من صفة نحاول التطرل إلى بعض الصفات‬
‫التي تتصف بها‪:‬‬
‫أ‪ -‬الصفة القانونية‪ :‬تأخذ امليزانية العامة الصفة القانونية ألجها تمر بجميع املراحل التي يمر بها القانون‬
‫وصدورها من السلطة التشر عية‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫ب ‪ -‬الصفة املالية ‪ :‬ألجها وسيلة الحكومة لتحقيق برنامج العمل وبالتالي هي البرنامج املالي لها‪ ،‬ف ي في األساس‬
‫وثيقة مالية يشمل تقديرات النفقات العامة كما يتضمن تقديرات اإليراد العام مع توضيح مصادره املختلفة‪.‬‬
‫‪ -3‬أامية املوازنة العامة‪ :‬للميزانية العامة أهمية خاصة في كل دول العالم فبالنسبة للسياسيين لم تعد‬
‫مجرد وثيقة محاسبية لنفقات الدولة وإيراداتها‪ ،‬بل تعبر عن برنامج سياس ي لجحكومة ومن خاللها يمكن‬
‫الحكم على فعالية الحكومة والوفاء بوعودها‪ ،‬كما أصبحت امليزانية العامة أهم وثيقة اقتصادية كوجها تمثل‬
‫السياسات الحكومية في استخدام املوارد على مستوى التو يف والنمو االقتصادي وتوز ع املوارد‪ ،‬كما‬
‫تستخدم كأداة لتحقيق أ راض اجتماعية‪ ،‬ف ي تعمل على تحقيق التوازن االجتماعي والقضاء على التفاوت‬
‫بين طبقات املجتمع‪.‬‬
‫‪ -4‬املبادئ العامة للمي انية‪ :‬تحكم امليزانية العامة مجموعة من املبادئ وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬مبدأ سنووة املي انية‪ :‬يعني أن امليزانية يجب أن تنفذ باعتماد سنوي من السلطة التشر عية‪ ،‬ويرجع هذا‬
‫املبدأ لعدة اعتبارات سياسية ومالية‪ ،‬االعتبارات السياسية تتمثل في أن السلطة التنفيذية تخضع لرقابة‬
‫منتظمة ومتكررة نسبيا من جانب البرملان‪ ،‬إذا قلت املدة عن سنة تصبح فعالية الرقابة شديدة ومرهقة وإذا‬
‫زادت عن سنة تصبح نوعا ما ضعيفة‪ ،‬أما من الناحية املالية تعتبر مدة سنة مدة قابلة للتنفيذ ‪ ،‬ولم‬
‫املقصود بالسنة امليالدية إنما املدة املعطاة لتنفيذ امليزانية مثال من جانفي الى ديسمبر معمول به في كل من‬
‫فرنسا‪ ،‬سورية ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬تركيا تبدأ امليزانية في مارس وفي الواليات املتحدة تنطلق في جويلية وهكذا تختلف‬
‫بداية السنة املالية وجهاي ها باختالف الدول ‪ ،‬لكن لكل قاعدة استثناءات ومعناه هناك حاالت أين نجد‬
‫امليزانية تخرج القاعدة مثل ميزانية الدورات االقتصادية حيث تتجاوز امليزانية السنة وتوضع في حاالت‬
‫الكساد ملعالجة األزمة ولكن هذه امليزانية عرفت مرة في السويد عام ‪ 1937‬لكن هذه الحاالت تعتبر نادرة كما‬
‫نجد ما يسمى بميزانية البرامج االقتصادية واالجتماعية وتعني وضع ميزانية أو خطة لعدة سنوات ذات طابع‬
‫اقتصادي واجتماعي ‪ ،‬و عتمد في هذا على طريقتين وهما تقييد املبلغ املخصص لهذه املشار ع في امليزانية‬
‫للسنة األولى من الخطة على أن يستمر هذا املبلغ خالل مدة تنفيذ الخطة دون هوره في السنوات املوالية ‪،‬‬
‫أو يتم توز ع امل بالغ املخصصة لهذا البرنامج االقتصادي واالجتماعي علي السنوات املالية ويدخل ضمن ما‬
‫يسمي بالخطة السنوية‪.‬‬
‫ب‪ -‬مبدأ وحدة املي انية ‪ :‬ونعني بها أن تدرج كافة النفقات واإليرادات العامة املتوقع القيام بها خالل السنة‬
‫املقبلة في وثيقة واحدة من أجل معرفة حقيقة املركز املالي للدولة ومقارنة مجموع النفقات بمجموع‬
‫اإليرادات‪ ،‬باإلضافة إلى تسهيل عملية الرقابة على املال العام‪ ،‬لكن نجد بعض االستثناءات لهذه القاعدة‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ -‬امليزانيات ير العادية ‪ :‬ويقصد بها تلك امليزانيات التي توضع أل راض استثنائية‪ ،‬ومن أجل‬
‫تبيان حقيقة املركز املالي للدولة يستلزم أن تخصص ميزانية منفصلة للنفقات العادية‪.‬‬
‫‪ -‬امليزانيات املجحقة‪ :‬وهي ميزانية منفصلة عن امليزانية العامة والخاصة بنفقات وإيرادات بعض املرافق العامة‬
‫التي تتمتع باستقالل مالي يستدعي حسن سيرها أن تخصص لها ميزانية مستقلة‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫‪ -‬امليزانيات املستقلة ‪ :‬مثل ميزانيات املرافق العامة ‪ ،‬ميزانيات املشروعات العامة املستقلة عن شخصية‬
‫الدولة والتي يطلق عليها باملألسسة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬الحسابات الخاصة لجخزينة ‪ :‬وهي حسابات مستقلة عن ميزانية الدولة تودع فيها بعض اإليرادات وتخصص‬
‫نفقاتها ملشروع معين‪ ،‬ولكن في الكثير من الدول طالبت البرملانات بإلحاقها بامليزانية العامة وذلك لعدم إخفاء‬
‫نشا طها‬
‫ج‪ -‬مبدأ عمومية (تمولية) املي انية ‪ :‬ونعني به تسجيل كل اإليرادات العامة والنفقات العامة في وثيقة‬
‫واحدة دون إجراء أية مقاصة بي‪،‬ها‪ ،‬معنى ذلك أن يتم تسجيل تقدير النفقة وكل تقدير بإيراد أي االلتزام‬
‫بمبدأ عمومية امليزانية واألخذ بامليزانية اإلجمالية‪ ،‬وأن تظهر النفقات العامة واإليرادات العامة كاملة دون‬
‫أن ت خم أعباء القيام بالنفقات الجباية‪.‬‬
‫د‪ -‬مبدأ عدم التخصيص‪ :‬وهو عدم تخصيص إيراد معين ملصجحة معينة‪ ،‬بل تجمع كل اإليرادات دون‬
‫تخصيص في قائمة واحدة تقابلها قائمة النفقات‪.‬‬
‫ويضاف إلي هذه املبادئ مبدأ اإلذن القانوني لتنفيذ املي انية أي في كل سنة مالية يجب أن يجمد اإلذن‬
‫فإن أنقصت السنة وبقيت مبالغ لم تصرف يجب أن تدخل إلي الخزينة العامة ليجدد اإلذن بها‪.‬‬
‫ه‪ -‬قاعدة توازن املي انية‪ :‬يقصد بهذا املبدأ تساوى نفقات الدولة وإيراداتها العادية في امليزانية مساواة‬
‫حسابية‪ ،‬ولقد كان لهذا املبدأ في الفكر املالي التقليدي أهمية كبيرة لكن الفكر املالي الحديث لم يعد ينظر إلى‬
‫التوازن الحسااي للميزانية إنما ينظر إليه من خالل التوازن العام لالقتصاد الوطني في مجموعه‬
‫‪ -‬توازن املي انية في الفكر املا ي التقليدي‪ :‬الفكر املالي التقليدي ال يعترف بعجز امليزانية ألنه يعتبر توازن‬
‫امليزانية إجباري الوقوع‪ ،‬فعلي قدر اإليرادات تحدد النفقات‪ ،‬و عتبر هذا املبدأ من املبادئ األساسية في املالية‬
‫العامة التقليدية إذ يجب أن تقدر إنفاقات الدولة بما ال يتجاوز إيراداتها العادية انطالقا من مبدأ حياد‬
‫الدولة والعجز بالنسبة إليهم يجعل الدولة مضطرة إلى إيرادات ير العادية من قروض أو إصدار نقدي‬
‫جديد لتغطيته أو وجود فائض ال تحسن التصرف فيه وتحمل عب ه لقفراد‪ ،‬ويرتب هذا املبدأ كذلك‬
‫بالنظرية االقتصادية التقليدية التي تألمن بالتوازن التلقالي لالقتصاد وتحقيق مستوى التشغيل الكامل‬
‫ملوارد املجتمع مع ضرورة إبعاد الدولة عن مجال النشاط االقتصادي واالجتماعي وتركه لقفراد‪.‬‬
‫‪ -‬توازن املي انية في الفكر املا ي املعاصر‪ :‬يرى املفكرون املعاصرون ومن أبرزهم كيرز أن تدخل الدولة من‬
‫خالل السياسات املالية هدفه إعادة التوازن االقتصادي وتفعيل السياسة االقتصادية فكيرز أباخ عدم‬
‫االلتزام بمبدأ توازن امليزانية كما أعتبر عجز امليزانية يكون مر وبا فيه طاملا يألدي إلى مستوى التشغيل الكامل‬
‫لطاقات املجتمع وتوازن امليزانية يكون على ضوء التوازن االقتصادي العام ويمكن الت حية بمبدأ توازن‬
‫امليزانية إذا كان في هذه الت حية عالج ملشكالت االقتصاد الوطني ‪ ،‬ومعناه رفض املالية العامة الحديثة نظرة‬
‫املالية العامة التقليدية ملبدأ توازن امليزانية وتنظر ملالية الدولة في إطار الحياة االقتصادية للمجتمع‪ ،‬وتوجه‬
‫اهتمامها أساسا للتوازن العام لالقتصاد في مجموعة حتى ولو أدى ذلك بالت حية بمبدأ التوازن الحسااي‬
‫التقليدي‪ .‬إن الفكر املالي الحديث يحكم على نتائج السنة املالية من خالل النتائج االقتصادية واالجتماعية‬
‫التي تحققت داخل املجتمع ‪ ،‬إن تدخل الدولة ملعالجة املشكالت االقتصادية إلعادة االقتصاد لحالة التوازن‬

‫‪79‬‬
‫تتطلب في كثير من األحيان العمل يعجز امليزانية لكن هذا ال ينطبق إال على الدول املتقدمة نظرا ملقدرتها في‬
‫التحكم في وسائل تغطية العجز سواء كانت قروض أو إصدار نقدي جديد أو يره من األدوات األخرى ‪،‬أما‬
‫الدول املتخلفة فعادة ال تستطيع التحكم في نتائج وسائل تغطية العجز وذلك لعدم توفر شروط لججوء إلي‬
‫هذه األدوات املالية‪.‬‬
‫‪ -5‬عجز املي انية‪ :‬إن الفكر املالي املعاصر يألمن بفاعلية امليزانية العامة وعدم حياد السياسة املالية بحيث‬
‫يمكن وجود عجز في امليزانية العامة أي إحداث عدم توازن في امليزانية العامة في سبيل تحقيق التوازن العام‬
‫لالقتصاد الوطني‪ ،‬ويمكن التفرقة هنا بين عدة أنواع للعجز في امليزانية العامة وم‪،‬ها‪:‬‬
‫‪ -‬العجز العمومي‪ :‬وهو حاصل طرخ اإليرادات العامة الضريبية و ير الضريبية خارج القروض من النفقات‬
‫العامة خارج مخصصات تسديد القروض وفوائدها ‪déficit public‬‬
‫‪ -‬العجز الظرفي ‪ :‬يقاس العجز وفقا للمرحلة التي يمر بها النشاط االقتصادي وما تألثر به على هيكل النفقات‬
‫واإليرادات ‪déficit conjoncturel‬‬
‫‪ -‬العجز الهيكلي‪ :‬يقاس من خالل الفرل بين العجز العمومي والعجز الظرفي أو هو العجز املحصل عندما‬
‫يصل الناتج املحلي اإلجمالي إلى نقطة التوقع‪.‬‬
‫‪ -6‬أسباب العجز‪ :‬هناك العديد من العوامل التي تألدي إلى عجز امليزانية وم‪،‬ها‪:‬‬
‫‪ -‬اعتماد نظروة العجز املنظم‪ :‬تعتمد هذه النظرية على زيادة اإلنفال العام خالل األزمات االقتصادية‬
‫وباألخص في فترة الكساد االقتصادي‪ ،‬تحدث هذه الزيادة ثارا مباشرة على الدخل الوطني وذلك في الدول‬
‫التقدمة ألن جهازها اإلنتاىي يتميز باملرونة ووجود طاقات عاطلة يمكن استغاللها وتنشيطها أما في الدول‬
‫النامية فان هذه السياسة االتفاقية تعمق من مشكالتها بسبب ضعف استجابة جهازها اإلنتاىي للطلب‬
‫لناجم عن الزيادة في اإلنفال العام‪.‬‬
‫‪ -‬تزاكد تدخ الدولة في النشاط االقتصادي‪ :‬إن تدخل الدولة في النشاط االقتصادي قصد املحافظة على‬
‫التوازن االقتصادي واالجتماعي زاد من أعبائها مما زاد من نفقاتها العامة‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع مستو التهرب الضروبي‪ :‬بسبب اتساع حجم االقتصاد املوازي وكذا نقص التأهيل بالنسبة إلى‬
‫اإلدارة الضريبية خاصة في الدول النامية‪.‬‬
‫‪ -‬تعدد االمتيازات واإلعفاءات الضروبية‪ :‬ألجل ت جيع االستثمار واإلنتاج تعمل الدول على منح امتيازات‬
‫جبائية دون أن يقابلها اتساع في األوعية الضريبية أي في حجم املداخيل الخاضعة للضريبة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم الدقة في تقدكرالنفقات واإلكرادات‪ :‬وينطبق هذا على الدول النامية ألجها ال تملك أجهزة إحصائية‬
‫تمدها بمختلف األدوات املساعدة في تقدير مختلف مواردها‪.‬‬
‫‪ -7‬تموو ومعالجة العجز في املي انية العامة‪ :‬يجب التفرقة بين تمويل العجز ومعالجته‪،‬فتمويل العجز‬
‫يقصد به تلك املوارد املالية التي تججأ إليها الدولة لتغطية العجز الصادر في امليزانية العامة‪ ،‬اما معالجة‬
‫العجز فيقصد به تلك اإلجراءات التي تتخذها الدولة ألجل التخفيض من العجز والتحكم فيه وتتمثل أدوات‬
‫التمويل واملعالجة في األتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬أدوات تموو العجز‪ :‬وم‪،‬ها‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫‪ -‬اإلصدار النقدي‪ :‬لقد اختلف االقتصاديون حول نظرية التمويل بالعجز و هرت ثالثة اتجاهات في هذا‬
‫املجال فاالتجاه األول املأليد لنظرية التمويل بالعجز يعتقد أصحابه أن هذا النوع من التمويل له عدة مزايا‬
‫وم‪،‬ها ت جيع االستثمار وتسر ع معدالت النمو االقتصادي‪ ،‬يخلق كتلة سلعية في املستقبل تكفي المتصاص‬
‫الكتلة النقدية مصدر هذا التمويل‪ ،‬التمويل بالعجز يساعد على توز ع أعباء التنمية بين أجيال الحاضر‬
‫واملستقبل‪ ،‬أما االتجاه الثاني تبريرهم لذلك هو أن هذا النوع من التمويل يألدي إلى ت خم نقدي حاد خاصة‬
‫في البلدان التي يكون جهازها اإلنتاىي ير مرن وامليل الحدي لالس هالك لدى أفرادها مرتفعا‪ ،‬وما يترتب عن‬
‫هذا من تردي مستوى معمشة أصحا الدخول املنخفضة‪ ،‬أما أصحا االتجاه الثالثفيرون أن التمويل‬
‫بالعجز يجب أن يكون ضمن حدود معينة‪ ،‬ويوجه نحو املشار ع اإلنتاجية ذات مردود سر ع تستطيع من‬
‫خالل الطلب على إنتاجها امتصاص الكتلة النقدية الزائدة مما ياضع مستويات الت خم‪.‬‬
‫‪ -‬القروض العامة‪ :‬القرض العام هو مبلغ مالي تحصل عليه الدولة أو الهي ات العامة وذلك من خالل الججوء‬
‫لقفراد والهي ات واملألسسات وطنية مع التعهد برد مبلغ القرض وسداد فوائده وفقا لشروطه‪ ،‬لكن الكثير من‬
‫املاليين يرون أن الججوء إلى القروض العامة لتمويل العجز في امليزانية العامة يتطلب توجيه املوارد املالية‬
‫املقترضة إلى مجاالت االستثمار واإلنتاج ألنه في هذه الحالة تتولد موارد مالية تضمن تغطية القروض‬
‫وخدماتها‪ ،‬كما يأليد الكرزيون لجوء الدولة إلى القروض العامة الستخدامها في دفع االس هالك في حاالت‬
‫الكساد‪.‬‬
‫‪ -‬االقكياض من الجهاز املصرفي‪ :‬في هذا الحالة تججأ الدولة لتمويل العجز إما عن طريق البنك املركزي أو عن‬
‫طريق البنوك التجارية أو مألسسات مالية أخرى‪ ،‬وتتضمن مثل هذه الطريقة عند التقليديين خطرا مزدوجا‬
‫على سير النشاط االقتصادي ف ي من جهة تحرم الصناعة والتجارة من االستثمارات كما أن االرتفاع في‬
‫أسعار الفائدة يألدي إلى تراجع في استثمار الخواص‪ ،‬وحسب التقليديين سوف يكون هناك انخفاض في‬
‫مستوى النشاط االقتصادي مما يألدي إلى زيادة جديدة في عجز امليزانية‪.‬‬
‫‪ -‬القروض الخارجية‪ :‬من أجل تغطية العجز في امليزانية تججأ الدولة إلى االقتراض من الخارج هذا النوع من‬
‫االقتراض إذا تم توجيهه إلى تغطية النفقات االس هالكية للدولة يألدي إلى تزيد التزامات الدولة اتجاه الخارج‬
‫بتسديد هذه القرض مضافا إليها الفوائد أما إذا ما تم إنفال هذه القروض في مشار ع استثمارية فستولد‬
‫مداخيل وال تكون عب ا على األجيال القادمة‪.‬‬
‫‪ -‬معالجة عجز املي انية‪ :‬ويقصد به اتخاذ إجراءات وتدابير مختلفة على املديين املتوس والطويل لتقليص‬
‫العجز في امليزانية العامة ومن هذه اإلجراءات‪:‬‬
‫‪ -‬إصمحات جبا ية‪ :‬هذه اإلصالحات تعزز من املقدرة الجبائية للدولة وخاصة ترسيمل مبدأ العدالة الضريبية‬
‫وتخفيف العبء الضريبي مما يألدي إلى التحكم في مستوى ال هر الضريبي‪ ،‬لقد أصبح اإلصالخ الضریبي أداة‬
‫ھامة لتنسیق السیاسات االقتصادیة ملختلف الدول ولقد وضع صندول النقد الدولي مشروعا تم بموجبھ‬
‫دراسة تجربة اإلصالخ الضریبي في عدة دول حتى تستفید منھ دول أخرى وتم تحدید االتجاه العام ل صالخ‬
‫الضریبي بحيث يهدف إلى‪:‬‬
‫‪ -‬توسیع وعاء الضریبة وخفض أسعارھا لتفادي مشاكل التھر الضریبي‬

‫‪81‬‬
‫‪ -‬تحسين اإلدارة الضریبیة وإعطاء اعتبار كبير للعنصر البشري الذي یعد وسیلة التطبیق والفعالیة‬
‫‪ -‬الرفع من الحصيلة الضريبية دون الرفع من العبء الضريبي‬
‫‪ -‬جعل الضريبة مرنة تتماش ى مع املتغيرات املختلفة والتحوالت التي يعرفها اقتصاد البلد‬
‫‪ -‬ترتيد النفقات العامة‪ :‬تعتبر مشكلة العجز في امليزانية من املسائل والقضايا الجوهرية التي أثارت اهتمام‬
‫الباحثين في دول العالم املختلفة كما أن موضوع ترشيد اإلنفال الحكومي من املواضيع التي القت اهتماما‬
‫كبيرا في السنوات األخيرة وذلك بسبب تزايد اإلنفال مع تزايد دور الدول وتزايد حاجات املجتمعات بشكل عام‬
‫مقابل االنخفاض الحاد في اإليرادات العامة للدول مما تسبب في تفاقم العجز في ميزانياتها العامة مما تطلب‬
‫ترشيد نفقاتها ‪ ،‬وهو تطبيق عملي ألفضل كفاءة في توز ع املوارد فهو يشمل بالضرورة الحد من اإلسراف في‬
‫كافة املجاالت واألخذ بمبدأ اإلنفال ألجل الحاجة املجحة لتحقيق النمو املطلو في االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بإصمحات اقتصادكة‪ :‬ويطلق عليها أحيانا إصالحات هيكلية تتمثل في إعادة النظر في تسيير‬
‫االقتصاد الوطني‪ ،‬تتم هذه العملية في الدول املتقدمة بشكل مستقل أما في الدول النامية فتكون اإلصالحات‬
‫عادة بالتعاون مع املألسسات الدولية وتحت إشرافها مثل صندول النقد الدولي الذي يشترط لعالج مشكلة‬
‫عجز امليزانية العامة وخاصة في الدول النامية القيام بمجموعة من السياسات وذلك بتطبيق جملة من‬
‫التدابير املالية وتعديل السياسات االقتصادية واالجتماعية القائمة وهو النشاط الضروري قبل الحصول‬
‫على الدعم املالي كجزء من عملية التكييف التي يهدف إليها الصندول ‪ ,‬و شمل جملة من التدابير خاصة‬
‫بجانب النفقات أي ينبغي اتخاذ اإلجراءات الالزمة لضب اإلنفال بما يقلل عجز امليزانية العامة وذلك‬
‫بالتركيز على رفع الدعم الحكومي على السلع الضرورية‪ ،‬تقليص أعداد املو فين في القطاع العام‪ ،‬رفع الدعم‬
‫الحكومي على بعض الخدمات العمومية ‪ ،‬خوصصة بعض املألسسات العمومية‪ ،‬أما في جانب الضرائب ‪،‬‬
‫فإن البرنامج يوص ي بضرورة تطبيق اإلصالحات الضريبية إلى زيادة املرونة و شمولية النظام الضريبي ‪،‬‬
‫وتندرج هذه السياسة ضمن اإلجراءات الهادفة إلى زيادة اإليرادات العامة عن طريق توسيع القاعدة‬
‫الضريبية و تحسين وسائل جباي ها بما يقلل ال هر الضريبي ‪ ،‬باإلضافة إلى استخدام سياسة سعرية تتناسب‬
‫وكلفة إنتاج السلع والخدمات‪ ،‬لكن هذه اإلجراءات عادة ما تألدي قرارات ترشيد اإلنفال واإلجراءات املتعلقة‬
‫ببيع املألسسات العامة إلى ارتفاع نسبة البطالة ‪ ،‬كذلك تخلي الدولة عن دعم السلع الضرورية وتخفيض‬
‫الخدمات كلها تألدي إلى نتائج اجتماعية سلبية ‪ ،‬لقد أوضحت بغض بيانات صندول النقد الدولي أنه من بين‬
‫‪ 77‬برنامج إصاليي تم تحت إشرافه ‪ 28‬برنامج فق م‪،‬ها استطاع تخفيض العجز في ميزانيات الدول املعنية‬
‫مع انخفاض في عجز امليزان التجاري‪.‬‬
‫لقد أصبح العجز في امليزانية العامة مشكل حقيقي تواجهه ميزانيات جل دول العالم وخاصة النامية م‪،‬ها ير‬
‫أن بعض علماء املالية يرون أن التوازن االقتصادي قد يتم في بعض الحاالت على حسا العجز في امليزانية‪،‬‬
‫وهذا ما يعرف بنظرية العجز املتراكم إال أن العجز قد يكون من األمور املر و فيها في بعض األحيان كوسيلة‬
‫لحل بعض املشاكل االقتصادية أو توسيع عملية التنمية ‪ ،‬حيث تعمد بعض الدول إلى استخدام العجز‬
‫ملحاربة البطالة ومعالجة الركود االقتصادي أو استغالل املوارد املعطلة‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪ -8‬تقسيمات املي انية العامة‪ :‬تشمل امليزانية العامة على بيان باعتمادات النفقات العامة التي يجوز للدولة‬
‫إنفاقها في السنة املقبلة وبيان بأرقام اإليرادات العامة املنتظر تحصيلها في نف الفترة لتغطية النفقات‪،‬‬
‫وأهم تقسيمات امليزانية هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬التقسيم اإلداري للمي انية العامة‪ :‬يكون هذا التقسيم وفقا للهيكل التنظيمي للدولة حيث يتم هذا‬
‫التقسيم حسب الوحدات الحكومية الوزارات والهي ات التابعة لها وتقسم النفقات العمومية على هذه‬
‫الوحدات بحيث يخصص لكل وحدة حكومية جزء مستقل ثم يضاف كل قسم إلى فروع كما يتوزع الهيكل‬
‫التنظيمي‪ ،‬حيث تظهر النفقات العمومية موزعة على أقسام وكل قسم يمثل وزارة معينة‪ ،‬كما يتم توز ع‬
‫اإليرادات العامة على جهات اإلنفال حسب التبعية اإلدارية ‪ ،‬فنجد مثال وزارة التعليم تكلف باإلنفال على‬
‫الاحة املدرسية على الر م أجها من مهام وزارة الاحة ‪ ،‬وعلى الر م مما يتمتع به هذا التقسيم من البساطة‬
‫وسهولة إال أنه ال يساعد على دراسة ومعرفة اإلنفال على الو ائف املختلفة نتيجة التداخل اإلداري كما انه‬
‫ال يعبر عن األهداف االقتصادية واالجتماعية للنفقات العامة‪.‬‬
‫ب‪ -‬التقسيم الوظيفى للمي انية العامة‪ :‬هذا التقسيم يعتمد على نوع الو يفة التي يتم اإلنفال عليها طبقا‬
‫لجخدمات العامة التي تحققها‪ ،‬خدمات اجتماعية‪ ،‬خدمات جماعية‪ ،‬خدمات اقتصادية‪ ،‬بحيث تقسم‬
‫النفقات العامة إلى مجموعات تضم كل مجموعة و يفة من و ائف الدولة ‪،‬هذه الو ائف تقسم إلى‬
‫مجموعات رئمسية وهى ‪:‬‬
‫‪ -‬نفقات سيادية مثل اإلنفال على اعمن و الدفاع و العدل‬
‫‪ -‬نفقات خدمية مثل اإلنفال على املياه والاحة ومشار ع خدمية أخرى‬
‫‪ -‬نفقات اجتماعية أساسية مثل اإلنفال على التعليم والاحة‬
‫‪ -‬نفقات اقتصادية تتعلق بالقطاع االقتصادي اإلنتاىي‬
‫‪ -9‬مراح املي انية‪ :‬إن امليزانية الدولة تمر بعدة مراحل‪ ،‬هذه املراحل تتمثل في اعتي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬إعداد املي انية‪ :‬ويقصد به إعداد امليزانية األولية كمشروع يقدم إلى الجهات املعنية بدراسة املشروع‬
‫واملصادقة عليه‪.‬‬
‫‪ -1‬السلطة املختصة بإعداد املي انية ‪ :‬تعهد هذه املهمة للسلطة التنفيذية (الحكومة وذلك ألن السلطة‬
‫التنفيذية هي املسألولة عن متابعة تنفيذ هذه امليزانية مبدئيا‪ ،‬ويتم إعداد امليزانية وفقا ملعطيات اقتصادية‬
‫واجتماعية وسياسية وكل بلد يختار مجموعة من املألشرات يعتمد عليها في توز ع وتقدير النفقات العامة‬
‫واإليرادات العامة‪.‬‬
‫‪ -2‬طرق تقدكرالنفقات العامة واإلكرادات العامة ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تقدكر النفقات‪ :‬في الحقيقة ال توجد طرل محددة لتقدير النفقات العامة ‪ ،‬إنما يجري عادة تقدير هذه‬
‫النفقات بطريق مباشرة وذلك تبعا لحاجات ومتطلبات املجتمع واألهداف التي تسعى الحكومة تحقيقها خالل‬
‫السنة املالية‪ ،‬ويتم تقدير النفقات العامة بعدة طرل ونذكر م‪،‬ها على سبيل املثال تبدأ العملية على مستوى‬
‫أصغر حيث تتولى كل مصجحة أو هي ة أو مألسسة عامة إعداد تقديراتها لنفقاتها وما تتوقع أن تنفقه خالل‬
‫السنة املقبلة ‪ ،‬ثم تتولى الجهات املختصة تحليل كل تقديرات الوحدات الحكومية املختلفة إلدراجها في‬

‫‪83‬‬
‫مشروع واحد متكامل وهو امليزانية العامة ‪ ،‬تقدم مع البيان املالي إلى السلطة التشر عية ملناقشته واعتماده‬
‫مع اإلشارة إلى أن الحكومة تقدم إلى كل الهي ات املعنية التوجهات العامة التي تستند إليها الهي ات املختلفة في‬
‫تحضير ميزانياتها التقديرية للسنة املقبلة قد تكون هذه التوجيهات مرتبطة بالوضع االقتصادي العام السائد‬
‫أو توقعات اإليرادات و يرها من املألشرات‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقدكراإلكرادات‪ :‬إن تقدير اإليرادات العامة يتم وفقا لعدة طرل وم‪،‬ها‪:‬‬
‫‪ -‬التقدكراملباتر‪ :‬حيث تتم االستعانة في تقدير اإليرادات املتوقعة خالل السنة املقبلة بجميع املعطيات‬
‫والبيانات واملعلومات كما تألخذ في االعتبار التغيرات املتوقعة في حجم الضرائب والرسوم املختلفة‪.‬‬
‫قدر اإليرادات العامة للسنة املقبلة على أساس اإليرادات التي تحققت‬ ‫‪ -‬حسابات سنوات سابقة‪ :‬حيث ُت ّ‬
‫ّ‬
‫فعال في السنوات املاضية والسنة السابقة واألخيرة بدون إدخال أي تعديالت على حصيلة اإليرادات إال إذا‬
‫كان هناك سببا يدعو إلى ذلك كفرض ضريبة جديدة أو زيادة في سعر ضريبة قائمة فعال‪.‬‬
‫صلت‬ ‫‪ -‬الزوادات السنووة‪ :‬يتم تقدير اإليرادات العامة للسنة املقبلة على أساس متوس اإليرادات التي ُح ّ‬
‫ِ‬
‫سابقا (ثالث سنوات ‪ ،‬تصاف إليها نسبة م وية معينة تمثل معدل الزيادة في الدخل الوطني‪ ،‬ويبقى تقدير‬
‫اإليرادات مرتبطا بمستوى النشاط االقتصادي ككل‪.‬‬
‫لكن االستناد إلى السنوات املالية السابقة يعا عليه أن روف السنوات تختلف وبالتالي ال يمكن‬
‫االعتماد على السنة املاضية لتقدير إيرادات السنة املقبلة‪ ،‬أما طريقة الزيادة السنوية فقد تعتمد على‬
‫السنوات التي فيها رخاء وبالتالي التقدير للسنوات املقبلة يكون ير مقبول‪ ،‬وتبقى طريقة التقدير املباشر‬
‫مهمة ألجها تعتمد على معطيات هامة مثل تغيرات الدخل (الضرائب على املداخيل تغيرات االس هالك‬
‫(الضرائب على اإلنفال ‪ ،‬نتائج املألسسات ‪ ،‬تغيرات الدخل الوطني وتغيرات املعامالت الخارجية ‪.........‬ال ‪.‬‬
‫‪ -3‬إعداد املوازنة العامة‪ :‬تمر امليزانية العامة بعدة مراحل قبل تقديمها للسلطة التشر عية ملناقش ها‬
‫واعتمادها‪:‬‬
‫أ‪ -‬إعداد مشروع املي انية العامة‪:‬إذ تتولى وزارة املالية إعداد هذا املشروع الذي يتضمن توجهات السياسة‬
‫املالية على ضوء مصادر التمويل املتاحة ومتطلبات اإلنفال العام‪ ،‬مع رب ذلك بالخطة العامة للتنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫ب‪ .‬إصدارمشروع املي انية العامة‪ :‬تتولى وزارة املالية إصدار هذا املشروع وإرساله إلى جميع الوزارات‬
‫لتحضير مناقشته في املجل الوزاري واملصادقة عليه‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد اإلطارالنهائي للمي انية العامة ‪ :‬تتولى وزارة املالية إعداد اإلطار ال‪،‬هالي للميزانية ‪ ،‬الذي سمتم عرضه‬
‫على مجل الوزراء التخاذ القرار ال‪،‬هالي في أي نقاط خالف قبل أن يحال إلى السلطة التشر عية‪.‬‬
‫‪ -4‬اعتماد املي انية‪ :‬في هذه املرحلة يعرض على البرملان تقدير الحكومة للنفقات العامة واإليرادات العامة‬
‫واألهداف التي تسعى الحكومة تحقيقها بما يتناسب مع اإلمكانيات املالية وأولويات املجتمع للمناقشة العامة‪.‬‬
‫يعرض مشروع امليزانية العامة للمناقشة على البرملان حيث تقوم لجنة متخصصة وهي لجنة الشألون‬
‫االقتصادية و املالية ويمك‪،‬ها أن تستعين بخبراء ومتخصصين حيث تناقش مشروع امليزانية من كل جوانبه‬
‫وتسجل مختلف املالحظات والتحفظات ‪ ،‬ترفع هذه املالحظات بعد ذلك في تقرير إلى املجل للبت فيها من‬

‫‪84‬‬
‫خالل تنظيم مرحلة املناقشة ال‪،‬هائية‪ ،‬يناقش املجل تقارير الججنة و يقوم بالتصويت وفقا للدستور و‬
‫القوانين املعمول بها‪ ،‬وللمجل التشر عي الحق في إجراء التعديالت الالزمة على مشروع امليزانية والتي يراها‬
‫ضرورية لتحقيق أهداف التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -5‬تنفيذ املي انية ‪ :‬في هذه املرحلة واعد حصول الحكومة على املوافقة من البرملان تبدأ في تنفيذ امليزانية‬
‫العامة ومعناه انتقال امليزانية العامة من النظري إلى التطبيق العملي امللموس و هي خر مرحلة من مراحل‬
‫امليزانية وتختص بها السلطة التنفيذية وتشرف عليها وزارة املالية التي تعتبر أهم جزء في الجهاز اإلداري‬
‫للدولة‪.‬‬
‫تتولى وزارة املالية مهمة تنفيذ امليزانية عن طريق تجميع اإليرادات من مختلف املصادر و إيداعها في الخزينة‬
‫العمومية و يتم في املقابل اإلنفال لكن حسب الضواب الواردة في اعتماد امليزانية أي‬
‫اإلنفال في حدود املبالغ التي تم اعتمادها‪ ،‬كما ال تملك عدم تحصيل جزء من اإليرادات ويتم تحصيل‬
‫اإليرادات العامة بواسطة مو فين مختصين في وزارة املالية مباشرة أو تابعين لجهات حكومية تتبع وزارة‬
‫املالية‪ ،‬كما تحرص الجهات املعنية على أن يتم تحصيل اإليرادات في مواعيد معينة وطرل معينة وفقا لنص‬
‫القانون وتعتبر الخزينة العمومية حلقة اتصال بين الجباية والصرف ‪ ،‬ففيها تتجمع النفقات العامة‬
‫واإليرادات العامة‪ ،‬وم‪،‬ها تخرج النفقات العامة‪.‬‬
‫‪ -6‬الرقابة على تنفيذ املي انية‪ :‬إن الهدف من الرقابة على تنفيذ امليزانية معناه تتبع كل مراحل اإلنفال‬
‫وتحصيل اإليرادات بحيث ال تتجاوز الحكومة الحدود التي رسمها لها البرملان وبمعنى أخر الرقابة تعني‬
‫الحيلولة دون تحويل مقاصد النفقات واإليرادات واحترام كل ما جاء في امليزانية وصادل عليه البرملان‪،‬‬
‫ويمكننا هنا إيجاد ثالثة أنواع من الرقابة وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الرقابة اإلدارية‪ :‬تقوم بها السلطة التنفيذية بحيث تعين مراقبين ماليين يقومون بمتابعة تنفيذ كل‬
‫بنود امليزانية‪.‬‬
‫ب‪ -‬الرقابة البرملانية‪ :‬وذلك بمراقبة السلطة التنفيذية عن طريق لجأن البرملان ومساءلة الوزراء كل في‬
‫اختصاصه إلفادتهم باملعلومات الكافية عن كيفية تنفيذ امليزانية والبنود املتفق عليها‪ ،‬عن طريق طلب‬
‫الحسا الختامي الذي نبين فيه الحكومة إيراداتها ونفقاتها التي قامت بها فعال‪.‬‬
‫ج‪ -‬الرقابة عن طريق هي ة مستقلة‪ :‬هذه الهي ة عادة ما تكون مستقلة عن الحكومة (كالقضاء ‪،‬‬
‫وكل دولة نجد لها نظاما للرقابة خاص بها ويختلف عن الدول األخرى‪ ،‬ففي بريطاني يعين بما يسمى‬
‫باملراقب املحاسب العام برتبة وزير يعينه امللك و ير فابل للعزل أال ب همة خطيرة من البرملان ‪ ،‬في‬
‫فرنسا والجزائر نجد مما يسمى بمجل املحاسبة وله صفة قضائية يتولى قضاتها مراقبة املال‬
‫العام‪.‬‬
‫كما تعتبر املعارضة في الدول ذات التعددية الحزبية مراقبا أساسيا على ما تقوم به الحكومة ألن املعارضة‬
‫تبحث دائما عن أخطاء الحز الحاكم‪ ،‬كما أن الاحافة لها دور كبير في الكشف عن سبل وطرل استخدام‬
‫املال العام والكشف عن ال هر الضريبي وبالتالي ف ي عنصر فعال في الرقابة‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫‪ -7‬ممي ات املي انية العامة في الدوم النامية ‪ :‬تتميز امليزانية العامة في الدول النامية بعدة مميزات يمكن أن‬
‫نذكر م‪،‬ها‪:‬‬
‫أ‪ -‬علي مستوى اإلنفال ‪:‬‬
‫‪ -‬يا قواعد ترشيد اإلنفال العام‬
‫‪ -‬أثار النفقات العامة في هذه البلدان تتصف بالعقم أي ال تحدث أثارا إيجابية على النشاط االقتصادي‬
‫واالجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬النفقة ال توجه إلى استغالل المروات املادية واملالية املعطلة‪.‬‬
‫‪ -‬كثيرا ما توجه النفقات العامة نحو مجاالت ير إنتاجية أو توجه إلى استثمارات ير مدروسة مما جعلها‬
‫تصبح عب ا على اقتصاديات هذه البلدان‪.‬‬
‫ب‪ -‬علي مستوى اإليرادات ‪:‬‬
‫‪ -‬حصيلة الضرائب العادية ضعيفة مما جعل هذه الدول تتجه نحو االستدانة وما يترتب عليها من أثار على‬
‫القرار االقتصادي والسياس ي وهذا راجع إلي انخفاض الدخل الوطني والدخل الفردي وسوء التوز ع األولي‬
‫للدخل‪ ،‬سيادة الضرائب ير املباشرة ومعناه االعتماد على الضرائب على االتفال مع ضعف الضرائب‬
‫املباشرة ‪.‬‬
‫‪ -‬جمود األنظمة الضريبية (عدم مالئم ها للوضعية االقتصادية واالجتماعية لهذه الدول مع ضعف الجهاز‬
‫اإلداري الضريبي وعدم قدرته على تحصيل الضرائب املقترحة املختلفة خاصة الضرائب املباشرة مما يدفع إلى‬
‫ال هر الضريبي‪.‬‬
‫‪ -‬عدم قدرة األنظمة الضريبية في هذه البلدان على مسايرة التحوالت االقتصادية واالجتماعية التي تحدث بها‪.‬‬
‫كما يالحا أن الدول النامية تججأ إلى تغطية العجز في امليزانية ل صدار النقدي مما يرفع من معدالت‬
‫الت خم وانخفاض القدرة الشرائية أو تججأ إلى القروض الخارجية النعدام توفر شروط القروض الداخلية‪.‬‬
‫إن الدول النامية يتطلب م‪،‬ها اليوم إصالخ أوضاعها االقتصادية حتى تتمكن من التحكم في مالي ها وفي‬
‫مواردها املالية‪ ،‬كما يتطلب م‪،‬ها ترشيد نفقاتها وتوجيهها نحو استغالل ثرواتها املادية والبشرية وتفعيل‬
‫أجهزتها الرقابية ألجل مراقبة اإلنفال مراقبة صارمة لتفادى تبذير املوارد املالية للدولة بأي شكل كان ‪ ،‬كما‬
‫يتطلب م‪،‬ها البحث عن نظام ضريبي أكمر مالئمة مع األوضاع االقتصادية واالجتماعية لهذه البلدان وذلك عن‬
‫طريق فرض الضرائب على كل المروات واألموال لزيادة حصيل ها ‪ ،‬جعل الضرائب وسيلة لتحفيز األفراد‬
‫واملألسسات على االدخار واإلنتاج ‪ ،‬جعل النظام الضريبي أداة لدعم التنمية ولم أداة لعرقل ها ‪ ،‬إدخال‬
‫التقنيات الحديثة على اإلدارة الضريبية ملكافحة ال هر الضريبي ‪ ،‬محاولة االستفادة من األنظمة الضريبية‬
‫للدول املتقدمة وجعل النظام الضريبي مرنا يتأقلم مع كل مرحلة من املراحل التي تمر بها اقتصادياتها‪.‬‬
‫‪ -8‬نظرة على املي انية العامة في الجزا ر‪ :‬لقد تزايد االهتمام في السنوات األخيرة بمتطلبات التنمية مع‬
‫مراعاة اإلمكانيات املتاحة واستغاللها مما أدى بجل الدول إلى البحث عن البدائل املختلفة التي تحقق‬
‫أهدافها االقتصادية واالجتماعية وامليزانية العامة تعتبر أهم هذه األدوات ‪ ،‬إن الجزائر مازالت تحتفا بنظام‬

‫‪86‬‬
‫ميزانية تقليدي على الر م من النقائص التي تمت مالحظ ها حوله ومنذ سنوات ولم يعد يتماش ى مع التحوالت‬
‫الجارية سواء في الجانب االقتصادي أو االجتماعي ولم تعذ امليزانية أداة فعالة في تحقيق أهداف املجتمع‪،‬‬
‫وقبل تناول مشروع تحديث نظام امليزانية في الجزائر البد من التعرف على بعض الجوانب املرتبطة بتحضير‬
‫واعتماد وتنفيذ امليزانية‪.‬‬
‫‪ -1‬اإلطارالقانوني للمي انية العامة‪ :‬يعتبر القانون ‪ 17/84‬املرجع األساس ي لتعريف امليزانية في الجزائر حيث‬
‫واملحددة سنويا بموجب قانون‬‫ّ‬ ‫عرفها فيبعض مواده بأجها وثيقة تضم اإليرادات والنفقات ال‪،‬هائية للدولة‬
‫املالية واملوزعة وفق األحكام التشر عية والتنظيمية املعمول بها‪ ،‬أو يمكن تعريفها بأجها وثيقة تشر عية سنوية‬
‫تضم املوارد‬
‫والنفقات ال‪،‬هائية للدولة معتمدة قانونا الهدف م‪،‬ها تسيير وتجهيز املرافق العامة للدولة‪ ،‬من هنا يت ع أن‬
‫امليزانية العامة تتكون من اإليرادات العامة والنفقات العامة ف ي عبارة عن مجموعة من االعتمادات املالية‬
‫يتوقع انجازها خالل السنة املالية من خالل ما يسمى بقانون املالية ‪ ،‬قانون املالية يمثل الرخصة املمنوحة‬
‫للسلطة التنفيذية من قبل السلطة التشر عية وهذه العملية تم تطبيقها بداية من سنة تنصمب أول مجل‬
‫شعبي وطني في السبعينات‪.‬‬
‫لقد عمل املشرع الجزائري على صيا ة نصوص قانونية خاصة بامليزانية ذات طابع وطني بعد أن كان ذلك‬
‫مرتبطا بقوانين املستعمر‪ ،‬حيث تم التوقف عن العمل بنصوص القانون الصادر في الخمسمنات عن‬
‫االستعمار الفرنس ي واملتعلق بامليزانية واستبدل بالقانون ‪ 17/84‬املنظم لقانون املالية لكنه أستند في ال‪،‬هاية‬
‫إلى التشر ع الفرنس ي في الكثير من مواده كون فرنسا مصدر التشر ع املالي للكثير من الدول‪ ،‬هذا القانون‬
‫الذي وضع قواعد تضمنت العديد من املبادئ املتعلقة بتحضير امليزانية وقانون املالية وإجراءاتها وكيفية‬
‫تقديمها للسلطات املختصة‪.‬‬
‫‪ -2‬املي انية العامة وقانون املالية‪ :‬لقد نصت املادة ‪ 3‬من القانون ‪ (05/88‬القانون املتعلق بقوانين املالية‬
‫املعدل واملتمم للقانون ‪ 17/54‬على ما يلي ‪ ،‬يقر ويرخص قانون املالية بالنسبة لكل سنة مدنية مجمل موارد‬
‫الدولة وأعبائها و كذا الوسائل املالية األخرى املخصصة لتسيير املرافق العمومية كما يقر و يرخص عالوة‬
‫على ذلك املصاريف املخصصة للتجهيزات العمومية و كذلك النفقات برأسمال‪ ،‬فقانون املالية إذا هو برنامج‬
‫عمل تحدد من خالله إستراتيجية الحكومة للتنمية االقتصادية واالجتماعية باإلضافة إلى كونه أداة لتحقيق‬
‫أهداف املجتمع في مختلف املجاالت‪ ،‬إن قانون املالية يعتمد على امليزانية العامة للدولة التي تعتبر عمل‬
‫تشر عي كباقي القوانين الصادرة عن البرملان طبقا ألحكام الدستور و وفقا للنظام الداخلي ملجل البرملان‪،‬‬
‫كما أجها جرد للنفقات واإليرادات املستقبلية ‪ ،‬أما قانون املالية فهو القانون الذي يحدد طبيعة املبالغ‬
‫املخصصة ملوارد وأعباء الدولة مع األخذ بعين االعتبار التوازن االقتصادي و املالي‪ ،‬كما انه عملية تحليلية‬
‫للنفقات واإليرادات املفصلة وفقا لتوز عها في امليزانية و عتبر كذلك إطارا لتطبيق ما جاء في امليزانية وإطارا‬
‫تنظيميا لها ‪ ،‬ور م التداخل لواضع الواضع بين مفهوم امليزانية ومفهوم قانون املالية ‪ ،‬فامليزانية تعد من بين‬
‫األعمال اإلدارية والتشر عية‪ ،‬نظرا لصدورها من السلطة املختصة املخولة دستوريا وقانون املالية هو اإلطار‬
‫التنظيمي لها‪،‬‬

‫‪87‬‬
‫ّإن قانون املالية يتكون عادة من جزئين‪ ،‬األول يتضمن كل األحكام التنظيمية املتعلقة بتحصيل املوارد‬
‫العمومية والطرل والوسائل التي تضمن سير املصالع العمومية ‪ ،‬أما الثاني فيتضمن املبالغ اإلجمالية‬
‫ل عتمادات املالية وتوز عها حسب طبيعة النفقة )تسيير وتجهيز(‪ ،‬كما نجد كذلك ما يسمى بقانون املالية‬
‫التكميلي الذي تقدمه الحكومة للبرملان مع جهاية السنة املالية ومن دوافع الججوء إليه هي حالة ما تكون‬
‫محددة أو تتجاوز املبالغ املقدرة في بداية السنة‬ ‫االعتمادات املالية املفتوحة لصالع اإلدا ات العمومية ير ّ‬
‫ر‬
‫املالية اإليرادات املتوقعة‪ ،‬ففي الجزائر تعتمد امليزانية على الجباية البترولية فأي تغير وخاصة االنخفاض في‬
‫سعر البترول يألدي حتما إلى إدخال تعديالت على امليزانية في شكل ميزانية وقانون مالية تكميلي‪.‬‬
‫‪ -3‬مكونات املي انية العامة‪ :‬تتكون امليزانية العامة وفقا للتنظيم املعمول به من قسمين وهما قسم النفقات‬
‫وقسم اإليرادات‪ ،‬ويتم تبويب النفقات العامة واإليرادات العامة في امليزانية كاألتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تبووب النفقات العامة‪ :‬تبو النفقات العامة في ميزانية الجزائر إلى قسمين نفقات التسيير ونفقات‬
‫التجهيز وذلك للتفرقة بين مختلف النفقات‪ ،‬حيث توزع النفقات حسب الهدف م‪،‬ها وأثارها والدور الذي‬
‫تألديه ولهذا بوبها املشرع إلى‪:‬‬
‫‪ -‬نفقات التسييي‪ :‬ويقصد بها تلك النفقات املوجهة لسير واستمرارية أجهزة الدولة اإلدارية وتتكون أساسا‬
‫من أجور املو فين ومصاريف الصيانة ومعدات املكاتب‪...‬ال ‪ ،‬حيث بشكل األجور النسبة الكبرى فيها وتوزع‬
‫حسب عدد الوزارات املشكلة لججهاز التنفيذي باإلضافة إلى نفقات تسيير بعض الهي ات التي ال تتبع أية وزارة‬
‫أي مشتركة ونفقات تسييرها يطلق عليه باألعباء املشتركة مثل البرملان املجل الدستوري‪ ،‬املجال‬
‫املختلفة‪........‬ال ‪ ،‬وتعتبر كل وزارة الوحدة األساسية في توز ع هذه النفقات على مختلف أجهزتها اإلدارية‬
‫والتابعة لها كما تتوزع نفقات التسيير إلى عناوين ثم كل عنوان يقسم إلى أقسام وهكذا‪ ،‬وتوزع نفقات التسيير‬
‫في امليزانية الجزائرية وفقا للنموذج املرفق‪.‬‬
‫‪ -‬نفقات التجهي ‪ :‬يتم توز ع نفقات التجهيز حسب خطة التنمية املعتمدة من طرف الحكومة وبالتالي نجد‬
‫هذه النفقات موزعة على أساس قطاعي كوجها نفقات ذات طابع استثماري‪ ،‬تقسم هذه النفقات إلى ثالثة‬
‫فروع رئمسية وهي‪:‬‬
‫‪ -‬االستثمارات املنفذة من قبل الدولة‬
‫‪ -‬إعانات االستثمار املمنوحة من طرف الدولة‬
‫‪ -‬النفقات األخرى بالرأسمال‬
‫ب‪ -‬تبووب اإلرادات العامة‪ :‬يتم توز ع اإليرادات العامة وفقا لطبيعة كل إيراد وهي املوارد املالية املتوقع‬
‫الحصول عليه للسنة املالية وتعتمد على بعض املألشرات الهامة كمعدل الت خم ‪ ،‬سعر صرف الدينار‬
‫مقابل العمالت الرئمسية ‪ ،‬السعر املرجعي لبرميل البترول واملعتمد من طرف الحكومة ‪ ،‬هذه املألشرات تكون‬
‫كعامل أساس ي لتقدير اإليرادات الجبائية العادية والجباية البترولية بصف ها املصدر األساس ي لتمويل‬
‫النفقات العامة‪.‬‬
‫وتوزع اإليرادات العامة في امليزانية وفقا للنموذج املرفق‬

‫‪88‬‬
‫نموذج مختصرلقانون املالية واملي انية العامة في الجزا ر‬

‫قانون ضبط املي انية‪ :‬تقدم الحكومة للبرملان عرضا عن استخدام االعتمادات املالية التي صادل عليها لكل‬
‫سنة مالية ويصوت البرملان على قانون يتضمن تسوية ميزانية السنة املالية املعنية ومن قبل كل رفة وقانون‬
‫ضب امليزانية هو الوثيقة التي يثبت بمقتضاها تنفيذ قانون املالية وعند الضرورة قوانين املالية التكميلية أو‬
‫املعدلة الخاصة بكل سنة مالية‪ ،‬والهدف منه ضب النتائج املالية لكل سنة (فائض أو عجز و عتبر أداة‬
‫أساسية في تقدير بيانات امليزانيات املستقبلية‪ ،‬قانون ضب امليزانية يبين حسا نتائج السنة املشتملة كما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الفائض أو العجز أي الفرل بين إرادات ونفقات امليزانية العامة للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬نتائج تسيير عمليات الخزينة العمومية‪.‬‬
‫يجب أن يكون قانون ضب امليزانية مرفقا بتقرير تفصيلي تبرز فيه شروط تنفيذ امليزانية العامة للدولة‬
‫للسنة املعنية‪.‬‬

‫نموذج لقانون ضبط املي انية‬

‫‪ -5‬مراح املي انية العامة في الجزا ر‪ :‬تخضع امليزانية العامة في الجزائر ملجموعة من املبادئ أو ما تسمى‬
‫بالقواعد الفنية للميزانية التي تهدف إلى تمكين البرملان من مراقبة النشاط املالي لجحكومة ولذلك ف ي تتأثر‬
‫بتغير دور الدولة ومدى تدخلها في النشاط االقتصادي ويتم إعداد امليزانية العامة في الجزائر على أساس‬ ‫ّ‬
‫القواعد التقليدية وهي مبدأ السنوية‪ ،‬مبدأ الوحدة‪ ،‬مبدأ الشمولية‪ ،‬مبدأ التخصيص ومبدأ التوازن الذي‬
‫لم يعد محققا في جميع ميزانيات دول العالم ‪ ،‬بحيث أصبح العجز هو السائد نتيجة ّ‬
‫تطور دور الدولة‬
‫ّ‬
‫والتحوالت االقتصادية واالجتماعية التي عرف ها جل دول العالم‪ ،‬وتمر امليزانية العامة في الجزائر وفقا‬
‫للتشر ع املعمول به باملراحل اعتية‪:‬‬
‫‪ -1‬وزارة املالية ومهم ها تحضير امليزانية العامة كمشروع من خالل التوجهات العامة للدولة‬
‫‪ -2‬مجل الحكومة ويترأسه رئم الحكومة يدرس ويصادل على ما جاء في مشروع امليزانية‬
‫‪ -3‬مجل الوزراء يترأسه رئم الجمهورية يدرس ويصادل على مشروع امليزانية املقدم من الحكومة‬

‫‪89‬‬
‫‪ -4‬لجنة املالية وامليزانية تدرس مشروع امليزانية بمشاركة ممثلين عن مختلف القطاعات وتقدم تقريرا كامال‬
‫عن املشروع للمجل الشعبي الوطني‪.‬‬
‫‪ -5‬املجل الشعبي الوطني يناقش مختلف جوانب امليزانية مع تقديم التعديالت التي يراها مناسبة ثم يصوت‬
‫على امليزانية وقانون املالية‪.‬‬
‫‪ -6‬مجل األمة يناقش محتوى امليزانية وقانون املالية ويصادل عليهما‬
‫‪ -7‬املصادقة على امليزانية وقانون املالية من طرف رئم الجمهورية‬
‫‪ -8‬نشر قانون املالية في الجريدة الرسمية ليصبح جاهزا للتنفيذ‬
‫‪ -9‬تنفيذ امليزانية العامة‪ ،‬وال يحق لجحكومة إدخال تعديالت على امليزانية دون الرجوع إلى السلطة التشر عية‪.‬‬
‫‪ -10‬الرقابة على امليزانية العامة وتتم من خالل الرقابة اإلدارية‪ ،‬الرقابة القضائية والرقابة البرملانية مع‬
‫اإلشارة إلى أنه في حالة خالف بين رفتي البرملان تشكل لجنة متساوية األعضاء تفصل في الخالف في حدود‬
‫ثمانية أيام فتصبح املدة القصوى ‪75‬يوما ملصادقة البرملان على قانون املالية‪.‬‬
‫‪ -6‬برنامج تحدك املي انية العامة‪ :‬الجزائر تمتلك حاليا نظام ميزانية تقليدي فيه الكثير من النقائص‬
‫والعيو مما جعل امليزانية ال تحقيق األهداف املرجوة م‪،‬ها‪ ،‬لهذا تسعى الجزائر مثلها مثل باقي الدول تحديث‬
‫و تطوير نظام ميزاني ها من أجل ضمان تحقيق أهداف السياسات العمومية و ضمان االستخدام األفضل‬
‫للموارد‪ ،‬كما تسعى الجزائر‬
‫إلى إيجاد اإلطار القانوني والتنظيمي للميزانية الذي يتوقع منه الفعالية والشفافية والكفاءة في إدارة موارد‬
‫املجتمع وتحقيق أهدافه‪.‬‬
‫‪ -1‬دو افع تحدك نظام املي انية‪ :‬هناك العديد من النقائص والثغرات في نظام امليزانية الحالي تتطلب‬
‫مراجع ها وتحديثها وم‪،‬ها‪:‬‬
‫‪ -‬النقائص الكثيرة في نظام تسيير امليزانية الحالي وخاصة من حيث مبادئ وقواعد تحضير امليزانية إذ أصبح‬
‫مبدأ السنوية ير مناسب من أجل اتخاذ القرارات ذات الطابع االستراتي ي املرتبطة بالسياسة العامة‬
‫لجحكومة ‪ ،‬إن التوقع املحصور في سنة ير كاف ل ملام بكامل املعطيات على املستويين املتوس والطويل‪،‬‬
‫كما أنه يتجاهل املألشرات املستقبلية املرتبطة بتطور النفقات واإليرادات‪.‬‬
‫‪ -‬إن تقدير االعتمادات املالية في امليزانية مازال يتم وفق معطيات سابقة أي على أساس سنوات السابقة‬
‫حيث ال توجد معايير محددة يتم االعتماد عليه في التقدير مثل مستوى النشاط ووضعية االقتصاد الوطني‬
‫وطبيعة األهداف العامة للمجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وضوخ الكثير من النفقات مما يألدي إلى عدم تقدير أهدافها وأثارها‪.‬‬
‫‪ -‬إن النظام الحالي للميزانية العامة في مجالي التسيير والتجهيز ال يتطابق مع حاجيات املجتمع‪ ،‬فنظام امليزانية‬
‫الحالي يعاني من نقص املعلومة والغموض الذي يكتنف توز ع اإليرادات والنفقات مما يصعب عملية مراقبة‬
‫تنفيذ امليزانية‪.‬‬
‫‪ -‬يعتبر قانون ضب امليزانية وسيلة البرملان ملتابعة تنفيذ امليزانية ومعرفة شروط تطبيقه‪ ،‬ير أن فعاليته من‬
‫الناحية العملية تبقى جد متواضعة الن التصويت عليه شكليا نظرا للتأخر الذي يحصل في إيداعه لدى‬

‫‪90‬‬
‫املجل و من ير املعقول أن تناقش ميزانيات نفذت منذ وقت طويل أي بعد أن تغيرت الحكومة و الوزراء‬
‫فمثال قانون ضب امليزانية لسنة ‪ 1979‬تم التصويت عليه سنة ‪ ،1984‬وقانون ضب امليزانية لسنة ‪1980‬‬
‫تم التصويت عليه سنة ‪ 1985‬أي بعد خم سنوات‪.‬‬
‫‪ -‬يا مفهوم محدد لصالحيات املسيرين ‪ ،‬و يا أهداف محددة على اعمر بالصرف تحقيقها من خالل‬
‫تنفيذ امليزانية فهو يخضع في صرف االعتمادات املالية لقواعد قانونية وتنظيمية ال تلزمه بأهداف معينة مما‬
‫يجعله ير مسألول عن أهداف املصالع العمومية التي تقع تحت سلطته مما ينفي محاسبة اعمر بالصرف‪.‬‬
‫‪ -‬عدم فعالية الرقابة وبقيت بعيدة عن الدور والصالحيات املخولة لها على الر م من أن القانون يجبر مجل‬
‫املحاسبة على إعداد تقرير ترسل نسخة منه إلى رئم الجمهورية و أن النص ينشر جزئيا أو كليا في الجريدة‬
‫الرسمية و نسخة منه تسلم إلى الهي ة التشر عية إال أن الواقع يخالف ذلك تماما مما قزم دور الرقابة على‬
‫امليزانية‪.‬‬
‫‪ -‬يا تقدير لفعالية النفقة فالرقابة وفقا للنظام الحالي تعد رقابة حسابات فق دون الخوض في إشكالية‬
‫فعالية هذه النفقة ومدى أثارها واألهداف أو املنافع املحققة من ورائها‪.‬‬
‫‪ -‬نقص الشفافية في تسيير ميزانية الدولة مع وجود إنفاقات ير مبررة وأحيانا تنفق نفقات بقجة الظرف‬
‫االقتصادي واالجتماعي دون العودة إلى السلطة التشر عية‪.‬‬
‫‪ -‬موض في امليزانية املخصصة لبعض الهي ات أو ما تسمى باألعباء املشتركة‪ ،‬و بصفة عامة فإن املبالغ‬
‫املخصصة لقعباء املشتركة تظهر في ميزانية الدولة بشكل ير واضع حتى في وجه ها وكيفية توز عها كما‬
‫تخصص نفقات لبعض املجال والهي ات موجودة فق على الورل أو ال تقوم بأي دور يذكر‪.‬‬
‫‪ -‬يا كلي للوثائق املرافقة للميزانية‪ ،‬و شير هنا صندول النقد الدولي إلى ضرورة الكشف عن الوثائق‬
‫املختلفة املرافقة للميزانية إلرساء مبدأ الشفافية في تسيير املال العام مثل كشوف األموال خارج مليزانية‬
‫والهي ات املستقلة والوثائق الخاصة بتوقعات املالية العامة والتوقعات االقتصادية وفي الجزائر هذه الوثائق‬
‫ير معروفة و ير معلومة ‪ ،‬هذه الوثائق لها أهمي ها كوجها تستخدم في مناقشة وتحليل بنود امليزانية ومصدرا‬
‫للمعلومات بالنسبة لكل األطراف املعنية بتحضير وإقرار امليزانية كما أجها تقدم املعلومات الكافية للمواطن‬
‫حول أهداف الحكومة للسنة املقبلة‪.‬‬
‫‪ -‬يا تام للتقارير التي تتعقب اإلنفال واإليرادات الن تقارير بداية السنة وجهاية السنة املالية ير موجودة‬
‫تماما مما يزيد من ضعف مصداقية الحكومة وصعوبة تقييم أداء امليزانية‪.‬‬
‫‪ -2‬مضمون تحدك نظام املي انية‪ :‬لقد تبنت الجزائر مشروع تحديث تسيير امليزانية العامة وإطارها العام‬
‫قصد الخروج من نظام امليزانية القديم وعيوبه التي الحظناها سابقا إلى نظام متجدد يضمن إدارة موارد‬
‫الدولة املالية وفق األهداف التي تسعى لتحقيقها على املستويين االقتصادي واالجتماعي ويتضمن االنتقال من‬
‫التسيير وفق الوسائل إلى التسيير وفق النتائج ولالطالع على مضمون مختلف بنود التحديث نتطرل إلى‬
‫العناصر اعتية‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتماد امليزانية املتعددة السنوات‪ ،‬أي أن امليزانية السنوية تقدم مع توقعات تمتد على مدى السنوات‬
‫املوالية‪ ،‬تحسين تقديم و عرض امليزانية‪،‬‬

‫‪91‬‬
‫‪ -2‬تعزيز و تطوير الرقابة على امليزانية‬
‫‪ -3‬اعتماد امليزانية على أساس النتائج و مألشرات األداء‬
‫‪ -4‬اعتماد قانون عضوي جديد إلدراج مختلف بنود نظام تحديث امليزانية‬
‫‪ -5‬تطوير أنظمة املعلومات املعتمدة في تحضير امليزانية واستعمال أدوات اإلعالم اعلي والتكنولوجيات‬
‫الحديثة لكي يسمح لوزارة املالية بمتابعة كل تطور في امليزانية وعلى مختلف املستويات‪.‬‬
‫‪ -6‬تطوير نظام امليزانية الجزائري يسمح بتدعيم قدرات وإمكانيات وزارة املالية في تحقيق أهداف السياسة‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -7‬التخصيص األفضل للموارد واالستغالل األمثل للمال العام‪.‬‬
‫‪ -8‬تحسين أداء القطاع العام وتقديم الخدمة العمومية بجودة عالية مقارنة بتكلف ها‪.‬‬
‫‪ -9‬تقوية مسألولية املسيرين لتفعيل دور الرقابة‪.‬‬
‫‪ -10‬عصرنة قدرات وزارة املالية في تسيير النفقات وذلك عن طريق تدعيم قدراتها من حيث التقدير‬
‫والتحليل‪.‬‬
‫‪ -11‬تعزيز مبدأ الشفافية في تحضير امليزانية من خالل إرفال مشروعها بمختلف الوثائق الضرورية‬
‫واملعلومات واملعطيات التي تم االعتماد عليها في توز ع النفقات واإليرادات‪.‬‬
‫إن مشروع تحديث نظام امليزانية في الجزائر‬
‫يعتبر خطوة مهمة في سبيل تحقيق الرشادة والكفاءة في تسيير املال العام‪ ،‬ألن هذا اإلصالخ يألدي‬
‫إلى االنتقال من التسيير القائم وفق الوسائل إلى التسيير القائم وفق النتائج‪ ،‬ذلك من خالل تخصيص‬
‫النفقات العامة في برامج و مهام واضحة و ذات أهداف معينة و قياس مدى تحقق هذه األهداف باستعمال‬
‫مألشرات األداء‪ ،‬و هذا ما يمكن من املتابعة الجيدة و الدائمة لقهداف‪ ،‬كما يركز اإلصالخ على التخطي‬
‫املتوس املدى كإطار للميزانية من أجل ربطها بأهداف االقتصاد الكلي‪.‬‬
‫و قد تبنت الجزائر هذا اإلصالخ من خالل إرساء عناصر أساسية تمثلت في ‪:‬اإلطار املتعدد السنوات‬
‫للميزانية‪ ،‬التسيير القائم وفق النتائج‪ ،‬عرض جديد للميزانية و وثائقها و إضفاء تعديالت على دورة‬
‫امليزانية‪ ،‬إضافة إلى تكييف أطر تساهم في تحقيق اإلصالخ تمثلت في اإلطار القانوني‪ ،‬اإلطار‬
‫املحاسبي‪ ،‬نظام املعلومات و تعزيز املسألوليات‪.‬‬
‫كما تجدر اإلشارة بأن نجاخ هذا اإلصالخ ال يمكن الحكم عليه حاليا كونه ال زال مشروعا قيد التنفيذ‪ ،‬إال أنه‬
‫ال بد من توفر بعض الشروط الضرورية التي تساهم بشكل كبير في إنجاحه‪.‬‬
‫‪ -3‬الرقابة على املي انية العامة في الجزا ر‪:‬‬
‫وفي كافة محيطها داخل املنظمة تمارسها التي األنشطة بجميع الداخلية الرقابة ‪ -1‬الرقابة الداخلية‪ :‬تهتم‬
‫اإلدارية املستويات‬
‫أ‪ -‬املراقب املالي‪ :‬املراقب املالي هو أحد أهم أعوان الرقابة السابقة على النفقات العمومية يختص بتعيمنه‬
‫وزير املالية بين مو في املديرية العامة للميزانية حسب الشروط القانونية املنصوص عليها والتي تحدد قائمة‬
‫املناصب العليا في املصالع الخارجية التابعة للمديرية العامة للميزانية‬

‫‪92‬‬
‫إن املهمة املخولة للمراقب املالي هي ممارسة رقابته على التأشيرة التي يمنحها لقمر بالصرف امللتزم بالنفقة‬
‫بعدما أن يتأكد من مطابق ها مع القوانين والتشر عات املعمول بها وهي‪:‬‬
‫‪ -‬القرارات املتعلقة باملسار املنهي للمو فين‬
‫‪ -‬القرارات املتعلقة بتسديد املصاريف والنفقات التي تصرفها الهي ات اإلدارية مباشرة والثابتة بموجب‬
‫فواتير جهائية‪.‬‬
‫‪ -‬الجداول االسمية التي تعد في بداية السنة‬
‫‪ -‬القرارات املتضمنة نفقات التسيير أو التجهيز أو االستثمار‬
‫‪ -‬مسألولية املراقب املالي‪ :‬نظرا للدور الهام للمراقب املالي ‪ ،‬فإنه يسهر علي حسن سير املصالع املوضوعة‬
‫تحت سلطته ومسألوليته عن التأشيرات التي يسلمها كما يعمل على دراسة امللفات التي تحول له‪ ،‬كما تم‬
‫توفير الحماية القانونية له من كل الضغوط التي قد تقع عليه في ممارسة مهامه خاصة عند توقيعه على‬
‫التأشيرات‪.‬‬
‫ج‪ -‬املحاسب العمومي‪ :‬املحاسب العمومي شخص معين قانونا ليقوم بالعمليات املحددة له حيث يشتغل في‬
‫مألسسة عمومية ذات طابع إداري يسمى عونا محاسبا أو رئم مصجحة تتمثل صالحياته في تحصيل‬
‫اإليرادات ودفع النفقات يتم تعيين املحاسب العمومي من طرف وزير املالية الذي يخضع لسلطته جميع‬
‫املحاسبين العموميين‪ ،‬كما يمكن أن يعتمد محاسبين عموميين خرين‪ ،‬على أن تحدد كيفيات تعيين‬
‫املحاسبين عن طريق التنظيم‪ ،‬إن دور املحاسب العمومي ال يقتصر على عملية الدفع املادية فق ‪ ،‬بل‬
‫يتعداها إلى سلطة التدقيق في صحة النفقة وقانوني ها قبل الدفع املادي‪ ،‬ومن خالل ذلك يت ع أن‬
‫للمحاسب العمومي صفتين هما صفة املدقق أو الدافع‪ ،‬يصبح املحاسب العمومي مس وال عن التنفيذ‬
‫املادي لدفع بناء على‬
‫التحويالت املودعة من طرف اعمر بالصرف واملرفقة بجميع األورال الثبوتية‪ ،‬إن رقابة املحاسب العمومي‬
‫متعددة‪ ،‬وهي رقابة موازية للرقابة التي يمارسها املراقب املالي على اعمر بالصرف وتتمثل في مدى مطابقة‬
‫عملية األمر بالدفع للقوانين والتنظيمات السارية املفعول ‪ ،‬التأكد من صفة اعمر بالصرف أو املفوض له‪،‬‬
‫لذا يرسل كل مر بالصرف قرار تعينه وعينة من إمضائه للمحاسب العمومي ‪.‬حتى يتسنى له التأكد م‪،‬ها‪ ،‬كما‬
‫يعمل املحاسب العمومي على التأكد من توفر االعتمادات‪ ،‬أي أن العملية قد تمت وفق التراخيص املمنوحة‬
‫في إطار امليزانية‬
‫‪ -2‬الرقابة الخارجية‪ :‬تسمى بالرقابة الخارجية‪ ،‬كوجها تقوم بها هي ات مستقلة عن الجهات الخاضعة للرقابة‪،‬‬
‫وعادة ما يحدد إطار عملها القانون‪ ،‬وهو يشمل كل ما يتعلق باملال العام‪ ،‬كما يمكن أن ينص على تأسمسها‬
‫الدستور وتشمل الرقابة الخارجية متابعة كيفيات تنفيذ القوانين من طرف اإلدارة املعنية‪.‬‬
‫أ‪ -‬مجل املحاسبة‪ :‬لقد أسندت إلى مجل املحاسبة اختصاصات واسعة وسميت بالصالحيات القضائية‬
‫والصالحيات اإلدارية بحيث يختص مجل املحاسبة بمراقبة املصالع والهي ات وهي مصالع الدولة‬
‫والجماعات املحلية واملألسسات العمومية باختالف أنواعها التي تسري عليها املحاسبة العامة واملرافق العامة‬
‫ذات الطابع الصناعي والتجاري واملألسسات والهي ات العمومية التي تمارس نشاطا صناعيا وتجاريا أو ماليا‬

‫‪93‬‬
‫والتي تكون أموالها أو مواردها أو ريوس أموالها كلها ذات طابع عمومي‪ ،‬كما تسير األسهم العمومية في‬
‫املألسسات والهي ات مهما كانت وضعي ها القانونية على أن يكون للدولة فيها قس من راس املال‪ ،‬مراقبة‬
‫استعمال املساعدات املالية املمنوحة من الدولة أو الجماعات املحلية أو املرافق العمومية أو من أي هي ة‬
‫أخرى خاضعة للمحاسبة العمومية‪- ،‬مراقبة استعمال املوارد التي تجمعها الهي ات من التبرعات العمومية‬
‫من أجل ألجل قضايا إنسانية واجتماعية والعلمية‬
‫مجل املحاسبة يمارس رقابته استنادا للوثائق والسجالت املقدمة له كم يمكن أن يجري رقابته باملعاينة في‬
‫املكان أو بطريقة فجائية أو بعد التبليغ ويتمتع في هذا الصدد بحق وصالحيات التحري‪ ،‬من صالحيات مجل‬
‫املحاسبة التدقيق في شروط استعمال وتسيير املوارد والوسائل املادية واألموال العمومية التي تدخل في نطال‬
‫اختصاصه ويتأكد من مطابقة عملياتها املالية واملحاسبية للقوانين والتنظيمات املعمول بها‬
‫ب‪ -‬لجان الصفقات العمومية‪ :‬نظرا لخصوصية الصفقات العمومية وألهمي ها في االقتصاد الوطني ف ي‬
‫تخضع للرقابة في مختلف مراحلها وأوجه الرقابة املفروضة على الصفقات العمومية هي الرقابة الخارجية‬
‫وتتمثل هذه الرقابة في لجان ثالث لجان‪ ،‬الججنة الوطنية والججنة الوزارية وكذلك الججنة الوالئية والججنة‬
‫البلدية‪.‬‬
‫ج‪ -‬املفتشية العامة للمالية‪ :‬وتتم هذه الرقابة عن طريق التقارير التي يقدمها املراقب املالي واملتعلقة‬
‫بعمليات التحصيل واإلنفال من قبل املألسسات والهي ات الخاضعة للتأشيرة وكذا استغالل املستندات‬
‫والوثائق التي ترسل من طرف الهي ات واملصالع املعنية ‪ ،‬تمارس املفتشية العامة للمالية رقاب ها على كل‬
‫شخص معنوي مستفيد من املساعدة املالية من الدولة أو الجماعات املحلية أو الهي ة العمومية بصفة‬
‫تساهمية أو في شكل إعانة أو قرض كما تتولى املفتشية العامة للمالية القيام بالعديد من املهام في إطار‬
‫االختصاصات العامة وم‪،‬ها‬
‫تقييم أداء أنظمة امليزانية ‪ ،‬التقييم االقتصادي واملالي لنشاط شامل أو قطاعي أو فرعي أو لكيان اقتصادي‪،‬‬
‫التدقيق ذو الطابع االقتصادي واملالي واملحاسبي‪ ،‬تقييم شروط تسيير واستغالل املصالع العمومية من طرف‬
‫املألسسات االمتيازية مهما كان نظامها‪ ،‬كما يمكن أن تقوم املفتشية العامة للمالية‪ ،‬بتقييم شروط تنفيذ‬
‫السياسات العمومية والنتائج املترتبة ع‪،‬ها وفي إطار ذلك تتولى التحاليل املالية واالقتصادية من اجل تقدير‬
‫فاعلية اإلدارة وتسيير املوارد املالية والوسائل العمومية األخرى‪ ،‬تقييم تطبيق األحكام التشر عية والتنظيمية‬
‫واملتعلقة بالتنظيم الهيكلي‪ ،‬من ناحية تناسقها و تحديد مستوى اإلنجاز مقارنة مع األهداف املحددة‬
‫والتعرف على نقائص التسيير وعوائقه وتحليل األسبا كما تراقب وتتبع النفقات العمومية في مصالع الدولة‬
‫والجماعات العمومية والهي ات اعتية‪:‬‬
‫‪ -‬املألسسة العمومية ذات الطابع اإلداري‪.‬‬
‫‪ -‬املألسسات ووحداتها وفروعها والخدمات االجتماعية التابعة لها‪.‬‬
‫‪ -‬صناديق الضمان االجتماعي واملنح العائلية والتقاعد والتأمينات والتعاون وبصفة عامة كل الهي ات‬
‫العمومية ذات الطابع االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -3‬الرقابة السياسية على النفقات العمومية‪:‬‬

‫‪94‬‬
‫أ‪ -‬الرقابة البيملانية‪ :‬تميل الرقابة البرملانية إلى الجانب السياس ي أكمر م‪،‬ها إلى الجانب املالي ولهذا يعتبرها‬
‫البعض بأجها رقابة قليلة النجاعة والفاعلية من الناحية املالية وملعرفة دور البرملان في مجال الرقابة نركز على‬
‫الرقابة البرملانية الالحقة أي بعد تنفيذ امليزانية أي النطر في مدى تطابق االنجازات مع التقديرات فقانون‬
‫ضب امليزانية محدودة ومحصورة في تقرير حالة واقعية خالفا لقانون املالية لسنة والذي يتميز بالتنبأل‬
‫والتقدير املستقبلي وبالتاليت يشكل قانون ضب امليزانية شكال من أشكال الرقابة على كيفية انجاز‬
‫الحكومة لالعتمادات املالية املمنوحة لها من طرف املجل الشعبي الوطني فبعد املصادقة على قانون املالية‬
‫تعمل الحكومة الوزارات التابعة لها وباقي الهي ات اإلدارية املكلفة بتنفيذ العمليات املالية‪ ،‬تجخص هذه‬
‫العمليات في نص وتعرض على البرملان ليصوت عليها وهذا ما يسمى بقانون ضب امليزانية‪.‬‬
‫إن الرقابة املالية هي صورة من صور الرقابة على امليزانية العامة والتي تم الجانب املحاسبي واملالي على وجه‬
‫الخصوص ف ي عملية أساسية وحساسة في جميع املجاالت وبالتالي تساهم في تحسين أداء اإلدارة وتقدمها‬
‫وتطورها‪ ،‬حيث تمكننا من التعرف على كيفية سير العمل داخل التنظيم والتأكد من استخدام األموال‬
‫العامة في األ راض املخصصة لها كما أجها أداة لتقييم األداء وتقويم االنحراف وتاحيح األخطاء ومعالجة‬
‫أوجه النقص التي تم املال العام‪.‬‬

‫املحور الخام ‪ :‬املالية املحلية‬


‫يعتبر التمويل من املوضوعات التي استحوذت في الوقت الحاضر على اهتمام واسع لدى الباحثين الن‬
‫االستثمار والتمويل يرتبطان بشكل كبير بالحياة االقتصادية واالجتماعية في جميع دول العالم‪ ،‬كما يعتبر‬
‫تمويل التنمية من املشكالت األساسية في جل الدول النامية‪ ،‬والتي تسعى جاهدة للقضاء عل مظاهر التخلف‬
‫وإقامة تنمية متوازنة تضمن حياة كريمة لسكاجها‪ ،‬كما يعتبر التمويل من أهم القضايا التي تواجه التنمية‪،‬‬
‫يعطى لتمويل التنمية معنيين‪ ،‬فقد يقصد به املصادر التي تسمح للدولة من تحصيل موارد نقدية تستطيع‬
‫من خاللها توفير موارد حقيقية توجهها لتكوين ريوس األموال‪ ،‬أو يقصد به توفير موارد حقيقية من سلع‬
‫ومواد وخدمات الزمة لبناء طاقات إنتاجية أو تكوين ريوس أموال جديدة‪ ،‬وقبل التطرل إلى تمويل التنمية‬
‫املحلية في الجزائر يمكن التطرل إلى مصادر تمويل التنمية مع اإلشارة إلى مصادر تمويل التنمية في الجزائر‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫أوال‪ -‬مصادر تموو التنمية‪ :‬تتنوع مصادر تمويل التنمية من مجتمع إلى أخر وذلك باختالف املوارد‬
‫والطاقات املتوفرة ومستوى النشاط االقتصادي الذي يكون عليه البلد لكن املتعارف علية أن مصادر تمويل‬
‫التنمية تنقسم إلى نوعين‪ ،‬مصادر داخلية ومصادر خارجية‬
‫‪ - 1‬املصادر الداخلية‪ :‬تعتبر املصادر الداخلية من أهم املصادر يتم االعتماد عليها في تمويل التنمية وذلك‬
‫باالستخدام األمثل لهذه املدخرات‪ ،‬ويرجع التركيز على التمويل الداخلي كون املصادر املالية الخارجية ير‬
‫مألكدة و ير ثابتة‪ ،‬كما أجها تخضع لشروط عديدة يصعب التحكم فيها‪ .‬ونعني باملصادر الداخلية للتمويل‬
‫جميع أنواع املوارد املتوفرة داخل االقتصاد املحلي‪ ،‬سواء كانت مستغلة أو ير مستغلة ‪ ،‬ويقصد باملوارد‬
‫جميع املوارد الطبيعية والبشرية واملالية‪ ،‬وتتمثل املصادر الداخلية للتمويل في األتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬مدخرات الحكومة‪ :‬يعتبر هذا املصدر من املصادر التي القت اهتماما في جل دول العالم وخاصة في الدول‬
‫النامية‪ ،‬ألن مساهمته ودوره كبيرا جدا في دعم التنمية ‪ ،‬ولكي تتمكن الدول من أداء مهامها البد من توفر‬
‫موارد مالية لتغطية ومواجهة تكاليف التنمية و عتبر االدخار الحكومي من بين أهم املصادر التي تعتمد عليها‬
‫جميع الدول من أجل القيام بو ائفها‪ ،‬كما يعتبر االدخار الحكومي من بين املدخرات اإلجبارية والتي ال يقبل‬
‫عليها األفراد واملألسسات طواعية‪ ،‬بل يتأتى هذا النوع من املدخرات من االقتطاعات اإلجبارية التي تحصل‬
‫عليها الدولة من مختلف الدخول‪ ،‬أي أنه الفرل بين اإليرادات العامة والنفقات العامة الجارية أو العادية‪،‬‬
‫بمعني تلك التي تتكرر كل سنة في ميزانية الدولة ‪ ،‬وبالتالي يكون االدخار الحكومي هو عبارة عن الفرل بين‬
‫مجموع اإليرادات التي تحصل عليها الدولة سواء كانت إيرادات سيادية واملتمثلة في الضرائب بأنواعها‬
‫املختلفة والرسوم أو اإليرادات الناجمة عن فائض االقتصاد مثل إيرادات املمتلكات العامة أو إيرادات‬
‫استثنائية أي تلك التي تحصل عليها الدولة في روف ير عادية كاإلعانات‪ .‬ويرتب االدخار الحكومي بمستوى‬
‫اإلنفال العام وباإليرادات العامة‪ ،‬أي أن زيادة مستوى االدخار الحكومي في أي مجتمع يعني زيادة اإليرادات‬
‫العامة مع تثبيت النفقات الجارية أو تخفيضها‪ ،‬أو على األقل زيادتها بنسب تقل عن نسبة زيادة اإليرادات‬
‫العامة‪ ،‬وتتوقف اإليرادات الحكومية على حجم النشاط االقتصادي وحجم املشار ع املختلفة وعلى دورها في‬
‫النشاط االقتصادي وعلى مدى كفاءتها اإلنتاجية والنظام الضريبي السائد‪ ،‬ومعدالت الضرائب املفروضة‬
‫‪،‬أما تقليص النفقات العامة فيرتب إلى حد بعيد بمدى قدرة الدولة في ترشيد نفقاتها ومدى قدرتها على إلى‬
‫االقتصاد في النفقة العامة‪ .‬لقد أصبح على عاتق الدولة الكثير من املهام وم‪،‬ها البحث عن مصادر التمويل‬
‫اإلنمائية ‪ ،‬وتعتبر املوارد املالية في‬
‫املناسبة واستغاللها مما يعطيها إمكانيات أكبر لالستثمار في املشروعات ِ‬
‫الدول النامية‪ ,‬ذات أثرا كبيرا في خدمة تمويل التنمية‪ ،‬ومن وسائل تعب ة املدخرات الحكومية نجد السياسات‬
‫املالية الن من بين أهداف السياسة املالية الوصول إلى االنسجام بين املوارد والحاجيات وهذا يتطلب وضع‬
‫ضواب وحدود تسمح باستخدام اإلنفال العام على الوجه األمثل‪ ،‬وهو تحديد الضجم األمثل ل نفال‬
‫العام‪،‬أي أن هذا الضجم يتحدد عند املستوى الذي تتعادل عنده املنفعة الحدية لهذا اإلنفال مع املنفعة‬
‫الحدية للدخل املتبقي لقفراد بعد اقتطاع الضرائب ‪ ،‬بمعنى خر أن للدولة إمكانية التوسع في نفقاتها إلى‬
‫الحد الذي ال تتجاوز فيه األضرار الحدية املترتبة على فرض الضرائب املستخدمة لتمويل املنافع املترتبة على‬
‫أداء الخدمة العامة‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫ب‪ -‬االدخار العا لي‪ :‬في العادة االدخار العائلي يفول احتياجاتهم واالدخار العائلي يوفر وسيلة تمويل كبيرة‬
‫سواء بالنسبة للمألسسات أو الدولة‪ ،‬ولقد شغل االدخار املدارس االقتصادية فاملدرسة الكالسيكية‬
‫االدخار مرتب بسعر الفائدة والعالقة طردية بي هما فكلما أرتفع سعر الفائدة تتجه العائالت إلى االدخار أما‬
‫املدرسة الكيرزية فتنظر إلى االدخار واالس هالك من خالل الدخل الجاري ‪ ،‬لكن ما جاءت به النظرية الكرزية‬
‫تم التعقيب عليه من طرف بعض االقتصاديين وم‪،‬هم فريدمان الذي رب االس هالك واالدخار بالدخل‬
‫املستمر أي الدخل املتوقع من طرف العائالت ‪،‬‬
‫يعتبر االدخار العائلي ذلك الجزء من الدخل املتاخ‪ ،‬والذي لم يتم التصرف فيه‪ ،‬وبالتالي يمكن القول بأن‬
‫االدخار العائلي بمفهومه الواسع هو الفرل بين الدخل املتاخ واإلنفال االس هالكي لقفراد والعائالت إذا‬
‫االدخار العائلي هو فائض متبقي يتحقق بصورة اختيارية‪ ،‬وعلية فان أ لب الدول النامية تتميز بميل مرتفع‬
‫لالس هالك‪ ،‬أي أ لب الدخول تتجه إلى ل نفال االس هالكي مما يجعل مستوى االدخار العائلي منخفض‪ ،‬كما‬
‫يضاف إلى ذلك اهرة الت خم وضعف املداخيل التي تسود اقتصاديات هذه الدول‪ ،‬هذه األسبا مجتمعة‬
‫أدت إلى ثار سلبية على مستوى االدخار العائلي مما أدى إلى ضعف املقدرة التمويلية لهذه الدول وبالتالي‬
‫تحولت إلى املنظمات الدولية ونحن نعرف ما يترتب على هذا النوع من التمويل‪.‬‬
‫ج‪ -‬التموو التضخمي‪ :‬وهو أسلو تستخدمه السلطات العامة لجحصول على تمويل إضافي عندما تعجز‬
‫املصادر االعتيادية ل يرادات العامة من تمويل النفقات العامة ويتجخص هذا باالعتماد على إصدار نقود‬
‫ورقية جديدة أو االقتراض من البنك املركزي والبنوك التجارية و سمى بالتمويل الت خمي نتيجة لزيادة‬
‫اإلصدار النقدي لتمكين الوحدات االقتصادية من الحصول على موارد إضافية عندما تعجز مواردها‬
‫املستقلة في اإلنتاج ومن مساوئ هذا األسلو نجد انخفاض القيمة الخارجية للعملة وتأكل قيم ها ومنه‬
‫انخفاض املدخرات ارتفاع االس هالك مع انخفاض القوة الشرائية للعملة املحلية وبالتالي ترتفع األسعار وهذا‬
‫يدفع األفراد الكتناز العملة األجنبية والسلع بدال من العملة املحلية وهذا يقلل من عملية االستثمار ‪ ،‬ولم‬
‫يلق التمويل الت خمي كبيرا من قبل االقتصاديين ولو أن بعضهم دافع عنه وأعتبره كأداة لت جيع النمو في‬
‫بعض الخاالت‪ ،‬أما بالنسبة للدول النامية فهناك من يأليد استخدام التمويل الت خمي نظرا ملا له من‬
‫فعالية‪ ،‬حيث يعتقد أنصار التمويل الت خمي بأنه يعتبر من بين الوسائل الفعالة التي يمكن للبلدان النامية‬
‫أن تججأ إليه لتمويل التنمية إذا أستخدم في املجاالت االستثمارية‪ ،‬أما معارضو األخذ بالت خم كوسيلة‬
‫للتمويل في البلدان النامية يعتقدون أن ضمان االستقرار النقدي عند تحقيق التنمية االقتصادية هو هدف‬
‫كل سياسة اقتصادية سليمة‪.‬‬
‫د‪ -‬االدخارات الجماعية‪ :‬هي موارد مالية تقتطع من دخل بعض الهي ات بطريقة إجبارية طبقا لقوانين معينة‬
‫ومن هذه الهي ات صناديق التأمينات االجتماعية بأنواعها املختلفة ويحتل هذا النوع مكانة هامة في الدول‬
‫النامية ألته يقلل من حدة االتجاهات الت خمية املتمثلة في ارتفاع األسعار‪ ،‬كما يتميز هذا النوع من االدخار‬
‫بمزايا مباشرة مثل خدمات الاحة والتعويضات واملعاشات‪.‬‬
‫ه‪ -‬مدخرات قطاع األعمام‪ :‬يقصد بفائض املشار ع تلك املدخرات املحتجزة لديها‪ ،‬بمعنى ذلك الجزء من‬
‫األرباخ املحققة والتي لم توزع على املشاركين فيها‪ ،‬وكذلك لم تحول إلى امليزانية العامة وتنقسم مدخرات قطاع‬

‫‪97‬‬
‫األعمال إلى مدخرات قطاع األعمال الخاص ومدخارات قطاع األعمال املختل ‪ ،‬ومدخرات قطاع األعمال‬
‫العام وتتمثل بشكل عام في فوائض املألسسات الناشطة في االقتصاد‪ ،‬وتعتبر مدخرات هذا القطاع من أهم‬
‫مصادر االدخار حجما في الدول املتقدمة كما هو الحال في دول أوروبا الغربية واليابان‪ ،‬وكذلك الواليات‬
‫املتحدة األمريكية‪.‬‬
‫‪ -2‬املصادر الخارجية‪ :‬تججأ الدول إلى املصادر الخارجية لتمويل تنمي ها في حالة عدم كفاية املصادر الداخلية‬
‫للتمويل وضعفها ويمكن اإلشارة هنا أن هذا يتوفر في الدول النامية أكمر من يرها حيث تعاني هذه الدول من‬
‫عجز كبير في مستوى املدخرات املحلية لتمويل استثماراتها ‪ ،‬مما يجبرها الججوء إلى املصادر الخارجية‪ ،‬كما أن‬
‫املصادر املحلية مهما توفرت تبقى هذه الدول في حاجة ماسة إلى املصادر الخارجية بصفة عامة‪ ،‬ألجها تكون‬
‫عامال أساسيا لتوفير العملة األجنبية الضرورية لعملية االستيراد‪ ،‬إضافة إلى النتائج اإليجابية التي تنشأ من‬
‫الججوء إلى هذه املصادر كتوفير التكنولوجيا املتقدمة مثال عن طريق االستثمارات املباشر وتتمثل املصادر‬
‫الخارجية في املعونات الخارجية‪ ،‬القروض الخارجية واالستثمارات املباشرة‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬مصادر تموو الجماعات املحلية في الجزا ر‪:‬‬
‫لقد تعددت واختلفت مصادر تمويل التنمية في الجزائر بحسب املراحل التي مر بها االقتصاد الجزائري ففي‬
‫مرحلة التسعينات كما هو معروف تبنت الجزائر في تنمي ها نظرية التصنيع والتي كانت لها نذاك الكثير من‬
‫املأليدين لكن هذا النموذج التنموي وحسب منظريه يتطلب توافر موارد مالية توجه كاستثمارات للصناعة ‪،‬‬
‫هذه املوارد لم تكن متوفرة وخاصة في بدابة املرحلة كون املصدر الرئمس ي لتنويل التنمية أال وهو املحروقات‬
‫تحت سيطرة الشركات األجنبية والذي أجبر السلطة نذاك لتنفيذ املشار ع التنموية تأميم املحروقات‬
‫واس السيادة عليها وبالتالي أصبحت مداخيله تمثل املصدر األساس ي في تمويل التنمية ومازال إلى يومنا هذا‬
‫‪ ،‬أما املصادر األخرى الداخلية فلم تكن عوائدها مرتفعة بسبب الوضعية االقتصادية واالجتماعية السائدة‬
‫نذاك ‪ ،‬أما في الثمانمنات وخاصة في منتصف العشرية كانت الصدمة البترولية والتي اجهارت من خاللها‬
‫أسعار البترول وبالتالي تراجعت مداخيل الدولة بشكل كبير مما أدى بالسلطة نذاك إلى التوجه نحو‬
‫إصالحات اقتصادية تمثلت في إعادة النظر في الن و التنموي املتبع والتوجه إلى اقتصاد السول مما ترتب‬
‫عنه مراجعة القوانين الجبائية باإلضافة إلى مراجعة السياسة االتفاقية وفتح املجال أمام القطاع الخاص‬
‫لكي يكون شريكا في التنمية لتعويض ما تم خسارته من تصدير املحروقات‪ ،‬أما املصادر الخارجية فقد‬
‫اعتمدت الدولة ومنذ السبعينات إلى اية جهاية التسعينات على القروض الخارجية باإلضافة إلى التوجه في‬
‫مرحلة التسعينات إلى صندول النقد الدولي وبرامج التعديل الهيكلي لضمان استمرارية العملية التمويه‪ ،‬لكن‬
‫تبقى املحروقات املصدر األساس ي لتمويل التنمية في الجزائر ولحد اعن تبقى الجباية البترولية تشكل مبين ‪60‬‬
‫إلى ‪ 70‬باملائة من إيرادات امليزانية العامة‪.‬‬
‫إن املوارد املالية لججماعات املحلية مازالت بعيدة عن احتياجاتها من األموال لتدعيم التنمية املحلية وخلق‬
‫محي جاذ لالستثمارات الخاصة واستغالل املوارد املتاحة في محيطها الجغرافي‪.‬‬
‫إن تمتع الجماعات املحلية بال خصية املعنوية واالستقالل املالي أو الذمة املالية املستقلة يعني توفير موارد‬
‫مالية ذاتية لججماعة املحلية تمك‪،‬ها من أداء املهام املوكلة إليها‪ ،‬وتلبية حاجات املواطنين وبنص قانون البلدية‬

‫‪98‬‬
‫على أن يقوم املجل الشعبي البلدي باملحافظة على األموال والحقول التي تتكون م‪،‬ها ثروة البلدية باإلضافة‬
‫إلى السماخ لها بإدارة ميزاني ها في حدود ما تمليه عليها السياسة االقتصادية للدولة‪ ،‬حتى ال يكون لذلك تأثير‬
‫على مجرى نموا لنشاط االقتصادي‪.‬‬
‫يعتبر التمويل من بين املشكالت األساسية التي تعترض تنفيذ املشار ع التنموية املحلية ولقد عملت السلطات‬
‫في الجزائر والحكومات املتعاقبة على إيجاد القوانين والتشر عات املناسبة للوصول بالجماعات املحلية الى‬
‫استقاللية مالية تسمح لها بتنفيذ وتجسيد مشار ع التنمية املحلية وملعرفة مدى التطور الذي وصلت إليه‬
‫اإلجراءات املختلفة بكيفية تمويل التنمية املحلية نتطرل في العناصر املوالية إلى املصادر الذاتية واملصادر‬
‫الخارجية في تمويل التنمية املحلية ‪.‬‬
‫‪ -1‬النظ ززام الجب ززائي والجباك ززة املحلي ززة‪ :‬إن مس ددايرة اإلص ددالحات االقتص ددادية ف ددي الجزائ در تطل ددب إص ددالخ النظ ددام‬
‫الجبددالي وذل ددك سددنة ‪ 1992‬حي ددث ترك ددزت ه ددذه اإلص ددالحات عل ددى تقل دديص نوعي ددة الض درائب لك ددي يس ددهل تطبيقه ددا‬
‫ومحاربددة ال هددر والغددش الجبددالي‪ ،‬باإلضددافة إلددى جعددل النظددام الجبددالي أداة مددن أدوات السياسددة االقتصددادية فددي‬
‫ل التحول إلى اقتصاد السول ‪.‬‬
‫إن تندداول اإلصددالحات الجبائيددة فددي الجزائددر يتطلددب النظددر إليدده مددن زاويتددين‪ ،‬األولددى مددن ناحيددة الجبايددة الخاصددة‬
‫بتدددعيم املألسسددات الصددغيرة والثانيددة مددن جانددب الجبايددة املحليددة لتدددعيم مددوارد البلددديات وجعلهددا قددادرة علددى‬
‫توفير محي مناسب جاذ لالستثمار‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلصززمحات الجبا يززة‪ :‬تعتبددر الجبايددة مددن أهددم املشددكالت التددي تحددد مددن نمددو وتطددور املألسسددات الصددغيرة فددي‬
‫الجزائ ددر نظ درا لع دددم تناس ددب مع دددالت الض درائب م ددع نش دداط ه ددذه املألسس ددات‪ ،‬باإلض ددافة إل ددى ض ددعف أداء اإلدارة‬
‫الضريبية وتعقد إجراءاتها‪ ،‬وملعالجة هذا املشكل بادرت الحكومة بإدخال إصالحات على النظام الجبدالي قصدد‬
‫جعله أكمر مرونة وأكمر تحفيزا لالستثمار وذلك منذ منتصف التسعينات‪.‬‬
‫إن اإلصالحات الجبائية في الجزائر جداءت نتيجدة لعددم قددرة النظدام الجبدالي املوضدوع مندذ السدبعينات مسدايرة‬
‫التحوالت االقتصادية ‪ ،‬ومن أهم أسبا هذه اإلصالحات ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬السلبيات التي ميزت النظام الجبالي ملا قبل ‪ ، 1991‬سواء كانت هذه السدلبيات ناجمدة عدن طبيعدة النظدام‬
‫في حد ذاته أو باملحي الذي يرتب به بما فيه اإلدارة الضريبية‪،‬‬
‫‪ -‬تميز النظام الجبالي قبل اإلصالخ بتشوهات في تركيبته الهيكلية ومردوده الضعيف و ير املتوازن‪،‬‬
‫‪ -‬ال يحقق مبدأ العدالة الضريبية‪ ،‬باإلضافة إلى أن العبء الضريبي يقع على عاتق ف ة قليلة من املجتمع‪،‬‬
‫‪ -‬تعق ددد النظ ددام الجب ددالي وتمي ددزه بتع دددد الض درائب وبالت ددالي تع دددد التص دداريح م ددن ط ددرف املم ددول وكم ددرة الوث ددائق‬
‫املطلوبة وهذا في نظر املهتمين بدراسة األنظمة الجبائية أحد األسبا الرئمسية لل هر الضريبي‪،‬‬
‫‪ -‬تفاقم الغش وال هر الضريبي‪ ،‬حتى وإن كانت األرقام ير متوفرة حول حجم ال هدر الضدريبي فدي الجزائدر‬
‫إلددى أن الجهددات املهتمددة بددذلك تشددير إلددى تزايددده وتددأثيره علددى الجوانددب االقتصددادية واالجتماعيددة ألندده نفقددات‬
‫عامة لم تنجز‪،‬‬

‫‪99‬‬
‫إن اإلصددالحات الجبائيددة فددي الجزائددر جدداءت ملعالجددة االختالفددات التددي عرفهددا النظددام الجبددالي القددديم والددذي تددم‬
‫العمل به في ل سياسة التخطي وهيمنة القطاع العام‪ ،‬ول طالع علدى أهدم هدذه اإلصدالحات نتنداول العناصدر‬
‫اعتية‪:‬‬
‫‪ -‬جمع الضرائب على الدخل واملكونة من ‪ 11‬ضريبة في الضريبة على الدخل اإلجمالي ‪، IRG‬‬
‫‪ -‬تأسم ضريبة على أرباخ الشركات ألجدل تادحيح وإلغداء االزدواجيدة التدي عرفهدا النظدام السدابق فدي تعاملده‬
‫مع املألسسات االقتصادية‪،‬‬
‫‪ -‬اعتم دداد الرس ددم عل ددى القيم ددة املض ددافة لتمي ددزه بالبس دداطة ف ددي معدالت دده كم ددا أن دده يم د ك ددل املراح ددل الت ددي تم ددر به ددا‬
‫السلعة أو الخدمة إلى اية وصولها للمس هلك ال‪،‬هالي‪.‬‬
‫‪ -‬إصددالخ هياكددل اإلدارة الضددريبية مددع تحديددد املسددألوليات وتوضدديحها وفصددل إدارة التحصدديل عددن إدارة الرقابددة‪،‬‬
‫كما تم إنشاء مديرية خاصة بدراسة املنازعات‪.‬‬
‫إن هدذه اإلصددالحات علددى الدر م مددن الكثيددر مددن النقدائص التددي تحملهددا إال أجهددا اسدتطاعت أن تجعددل مددن الضددريبة‬
‫أداة للسياسة االقتصادية وتحفيز قطاع األعمال وخاصة القطاع الخاص بصفته املسدتثمر األساسد ي فدي قطداع‬
‫املألسسددات الصددغيرة‪ ،‬هددذه األخي ددرة التددي اسددتفادت م ددن امتيددازات جبائيددة لت ددجيعها وتنمي ه ددا فددي إطددار الق ددوانين‬
‫والتشر عات والهي ات الداعمة لها‪.‬‬
‫‪ -3‬املصادر الذاتية‪ :‬إن املوارد املالية الذاتية لججماعات املحلية تشير إلى مدى القدرة الذاتية لججماعات‬
‫املحلية في االعتماد على نفسها في تمويل التنمية املحلية كما تعتبر مألشر ملدى نجاخ إدارة عملية التنمية‬
‫املحلية وتحقيق أهدافها من خالل تعب ة أكبر قدر من املوارد املالية الذاتية في إطار القانون املنظم ل دارة‬
‫املحلية‪ .‬لقد أعطت اإلصالحات الضريبية املختلفة اهتماما كبيرا لججباية املحلية حيث أدت إلى الفصل بين‬
‫الضرائب‪ ،‬الرسوم العائدة للدولة وتلك العائدة لججماعات املحلية‪ ،‬لتتمكن هذه األخيرة من تجسيد عملية‬
‫التنمية من خالل استفادتها الكلية أو الجزئية من حصيلة الضرائب والرسوم ‪ ،‬وتعتبر املوارد الجبائية عنصرا‬
‫هاما من عناصر االستقالل املالي املحلي وأهم مورد في ميزانية الجماعات املحلية إذ تمثل حوالي ‪ 90 %‬من‬
‫ميزانية البلديات‪ ،‬ولالطالع على الجباية املحلية نتناول ما يلي ‪:‬‬
‫أ – الضرا ب والرسوم العا دة لية لفا دة البلدكة‪:‬‬
‫تنفرد البلديات بمجموعة من الضرائب والرسوم تحصلها بنسبة ‪ 100 %‬لفائدتها‪ ،‬وتشمل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الرسم العقاري‪ :‬وهو ضريبة مباشرة ‪ ،‬تأس هذا الرسم بموجب األمر‪ 83 / 76‬املألرخ في ‪،1976/06/02‬‬
‫وهو ضريبة سنوية تدفع لصالع البلدية وتتعلق بامللكيات املبنية و ير املبنية املوجودة على ترا البلدية‪ ،‬لقد‬
‫نصت املادة ‪ 249‬من قانون الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة الخاضعين لهذا الرسم وهما املنشات‬
‫املخصصة إليواء األشخاص‪،‬أو لتحزين املواد واملنتجات ‪ ،‬األراض ي التابعة مباشرة لهذه البنايات باإلضافة إلى‬
‫األراض ي ير املزروعة واملستعملة في إطار تجاري أو صناعي مثل ورشات وأماكن إيداع البضالع و يرها أما‬
‫الرسم العقاري على امللكيات ير املبنية فإن قانون الضرائب والرسوم املماثلة في مادته ‪ 261‬حدد امللكيات‬
‫الخاضعة لهذا الرسم وهي األراض ي املتواجدة في القطاع العمراني أو قابلة للتعمير‪ ،‬وتنتج قاعدة هذا الرسم‬

‫‪100‬‬
‫من منتوج القيمة االيجارية الجبائية للمتر املراع مضروبة في املساحة الخاضعة للرسم وتحدد القيمة‬
‫االيجارية الجبائية لكل منطقة وفقا لجداول منظمة لهذا الرسم‪.‬‬
‫‪ -‬رسم التطهيي‪ :‬هو ضريبة ير مباشرة ‪،‬وجد هذا الرسم بموجب القانون رقم ‪ 12/ 80‬الصادر بتاريمل‬
‫‪ 1981/12/31‬املتضمن قانون املالية لسنة‪ 1981‬تقيد هذه الضريبة لصالع البلديات التي تحوز على‬
‫مصجحة القمامات واملتعلقة بجمع القمامات املرزلية وهي ضريبة سنوية تدفع من طرف كل شخص له ملكية‬
‫مبنية و من طرف املستعمل للملكية عن طريق التأجير و يمكن الدفع بالتضامن بين املالك واملستأجر‪ ،‬إن‬
‫رسم التطهير هو رسم ثابت يحدد بقرار من املجل الشعبي البلدي بناء على مداولة املجل بعد إخطار‬
‫السلطة الوصية‪ ،‬كما يحدد مبلغ الرسم وفقا لعدة شرائح نظم ها املادة ‪ 263‬مكرر‪ 02‬من قانون الضرائب‬
‫املباشرة ‪.‬‬
‫‪ -‬الرسم على الذبح‪ :‬هو رسم ير مباشر يفرض على ذبح الحيوانات لالس هالك وعلى الجحوم ملصدرة و‬
‫املستوردة كذلك ‪ ،‬و حدد قيمته على أساس الكيلو رام من الجحم الصافي ‪ ،‬حدد هذا الرسم على الذبح‬
‫‪10‬دج‪/‬كلغ من الجحم الصافي‪ ،‬كما خصص مبلغ ‪ 8,5‬دج من هذه التعريفة للبلديات وخصص مبلغ ‪ 1.5‬دج‬
‫لصندول حماية الاحة الحيوانية‪.‬‬
‫‪ -‬الرسم على اإلعمنات‪ :‬هو رسم ير مباشر‪ ،‬استحدث هذا الرسم بموجب املادة ‪ 56‬من قانون املالية لسنة‬
‫‪ 2000‬حيث تم إنشاء رسم خاص على اإلعالنات و الصفائح ‪ ،‬باستثناء تلك املتعلقة بالدولة والجماعات‬
‫اإلقليمية والحاملة للطابع اإلنساني ‪ ،‬ويفرض هذا الرسم على اإلعالنات على األورال املطبوعة أواملخطوطة‬
‫باليد من ‪ 20‬دج إلى ‪ 30‬دج‪ /‬للمتر وعلى العموم يم هذا الرسم كل اإلعالنات والصفائح املخصصة لكل‬
‫إعالن منهي والتعريف به وتحديد مكان العمل‪.‬‬
‫‪ -‬رسم اإلقامة‪ :‬أس هذا الرسم ير املباشر سنة ‪ 1996‬لصالع البلديات أو التجمعات البلدية املصنفة‬
‫كمحطات سياحية ‪ ،‬مناخية ‪ ،‬ومعدنية ‪ ،‬استجمامية أو مختلطة ‪ ،‬ويخصص ناتج رسم اإلقامة لجحفاط على‬
‫املعالم واعثار الطبيعية والتاريخية وتجميل القدرات السياحية للبلدية‪ ،‬يحصل هذا الرسم عن طريق‬
‫أصحا الفنادل واملحالت املستعملة من أجل إيواء األشخاص الذين يعالجون أو السياخ املقيمين في‬
‫املحطات ‪ ،‬و يدفع تحت مسألولي هم إلى قابض الضرائب بعنوان مداخيل الجباية املحلية البلدية‪ .‬ولقد عرف‬
‫هذا الرسم تعديالت وتمت توسعته الى كافة البلديات‪ ،‬بعد أن كان يشمل بلديات محددة مع الزيادة في‬
‫التعريفة ‪ ،‬وهذا بموجب قانون املالية التكميلي لسنة ‪. 2008‬‬
‫‪ -‬الرسم الخاص على رخص البناء‪ :‬يفرض هذا الرسم على طلبات البناء بموجب املادة ‪ 66‬من قانون املالية‬
‫لسنة ‪ 2000‬وتعود إيراداته كلية للبلدية‪.‬‬
‫‪ -‬الرسم على الحفمت‪ :‬رسم يفرض على الحفالت العائلية ‪ ،‬و يدفع هذا الرسم إلى محاسب البلدية كامال‬
‫قبل بداية االحتفال ‪ ،‬و يحدد سعره ‪ 500‬دج إلى ‪ 800‬دج لليوم إذا كان الحفل ال يتجاوز الساعة السابعة‬
‫مساءا ‪ ،‬و من ‪ 1000‬دج إلى ‪ 1500‬دج لليوم إذا كان الحفل يتجاوز الساعة السابعة مساءا‪.‬‬
‫‪ -‬الرسم على السكن‪ :‬يستحق هذا الرسم على العقارات ذات الطابع السكني واملنهي الواقعة في البلديات جاء‬
‫بموجب املادة ‪ 66‬من قانون املالية لسنة ‪ ، 2000‬طبق هذا الرسم فيال بداية في واليات الجزائر ‪ ،‬عنابة ‪،‬‬

‫‪101‬‬
‫قسنطينة ووهران ‪ ،‬تمت فيما بعد توسعته إلى جميع بلديات مقرات الدوائر على املستوى الوطني بموجب‬
‫قانون املالية لسنة ‪ ، 2003‬ويحصل هذا الرسم بواسطة مألسسة سونلغاز عن طريق فاتورة الكهرباء ‪،‬‬
‫يحصل كلية للبلديات‪.‬‬
‫كمدا تجدددر اإلشددارة إلدى أن هندداك رسدوم شددبه جبائيددة تتقاسددمها البلديددة مدع بعددض الهي دات األخددرى مثددل‬
‫الصدندول الدوطني للبم دة والتلدوث والصدندول الدوطني للتدراث الثقدافي وم‪،‬هدا رسدم الت دجيع لعددم تخدزين‬
‫الفضدالت الخاصدة ويفدرض علدى الفضدالت الصدناعية يدر املعالجدة واملخزندة لجحدث علدى معالج هدا ‪ ،‬رسدم‬
‫على تخزين فضالت املستشفيات و لعيادات الاحية ‪ ،‬تم تقزدكر ب ‪ 24.000‬دخ لكدل طدن مدن الفضدالت‬
‫‪ ،‬يعدود للبلديدة بنسدبة ‪ %25‬والبداقي للصدندول الدوطني للبم دة وإزالدة التلدوث ‪ ،‬رسدم علدى تلويدث الجدو مدن‬
‫مصدر صناعي يفرض هذا الرسم على األنشطة الصناعية امللوثة لججدو والتربدة حيدث يعدود للبلديدة نسدبة‬
‫‪ 25 %‬والبداقي للصدندول الدوطني للبم دة وإزالدة التلدوث ‪ ،‬الرسدم علدى امليداه املسدتعملة ذات مصددر صدناعي‪،‬‬
‫ويفرض علدى حجدم امليداه الصدادرة عدن نشداط صدناعي‪ ،‬حيدث يعدود للبلديدة نسدبة ‪ % 50‬والبداقي للصدندول‬
‫الدوطني للبم دة وإزالدة التلدوث‪ ،‬الرسدم علدى العجدالت املطاطيدة اسدتحدث هدذا الرسدم بموجدب املدادة ‪ 6‬مدن‬
‫قدانون املاليدة لسدنة ‪ 2006‬و يفدرض علدى العجدالت املطاطيدة الجديددة املسدتوردة أو املصدنوعة محليدا‪،‬‬
‫الرسدم علدى الزيدوت وال دحوم و تحضدير ال دحوم ‪ ،‬جداء هدذا الرسدم بموجدب املدادة ‪ 61‬مدن قدانون املاليدة‬
‫لسدنة ‪ ، 2006‬يفدرض عدن الزيدوت وال دحوم املسدتوردة أو املصدنوعة داخدل التدرا الدوطني والتدي تدنجم عدن‬
‫استعمالها زيوت مستعملة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الضرا ب املحصلة لفا دة الجماعات املحلية والصندوق املشكيك للجماعات املحلية والدولة‪ '':‬يسمى‬
‫اعن بصندول الضمان والتضامن مابين البلديات''‬
‫الضرائب املحصلة لفائدة الجماعات املحلية و لصندول املشترك والدولة هي مجموع الضرائب والرسوم التي‬
‫تحصل لفائدة كل من الوالية‪ ،‬البلدية‪ ،‬و الدولة والصندول بنسب مختلفة‪ ،‬وتتمثل في ‪:‬‬
‫‪ -‬الدفع الجزافي‪ :‬ضريبة مباشرة تفرض على األشخاص الطبيعيين واملعنويين والهي ات في الجزائر والتي‬
‫تمارس نشاط معين ‪ ،‬و ذا طبقا لنص املادة – ‪ 208‬الفقرة األولى من قانون الضرائب والرسوم املماثلة ‪ ،‬لقد‬
‫عرفت هذه الضريبة عدة تعديالت إلى اية ‪ 2006‬حيث تم حذفها من الجباية بقجة تحفيز املستثمرين لكن‬
‫أثارها كانت كبيرة على مالية الجماعات املخلية‪.‬‬
‫‪ -‬الرسم على النشاط املنهي‪ :‬تم استحداث هذا الرسم بموجب قانون املالية لسنة ‪ 1996‬وعرف عدة‬
‫تعديالت م‪،‬ها في قانون املالية لسنة‪ ،2006‬وجاء لتعويض العديد من الرسوم الواردة في النظام الجبالي‬
‫السابق ‪ ،‬يدفع الرسم على النشاط املنهي من طرف األشخاص الطبيعيون أو املعنويون املمارسون في الجزائر‬
‫لنشاط تخضع عائداته للضريبة على الدخل اإلجمالي ف ة األرباخ الصناعية واألشخاص الطبيعيون‬
‫الخاضعون للضريبة على أرباخ الشركات والتجارية حدد هذا الرسم ‪ ٪2‬من رقم األعمال املحقق ‪ ،‬و يوزع‬
‫كما يلي ‪ ،‬البلدية ‪ ، 1.30٪‬الوالية ‪ ٪ 0.59‬و الباقي للصندول املشترك لججماعات املحلية‪.‬‬
‫‪ -‬الضروبة على األممك‪ :‬هي ضريبة ير مباشرة تفرض على األشخاص الطبيعيين الذين يوجد مقرهم‬
‫الجبالي في الجزائر وأمالكهم املوجودة في الجزائر أو خارج الجزائر ‪ ،‬و كذلك األشخاص الطبيعيين أو الذين‬

‫‪102‬‬
‫لهم أمالك في الجزائر ومفرهم الجبالي خارج الجزائر وتخضع لهذه الضريبة العقارات املبنية و ير املبنية التي‬
‫يحوزها ال خص الطبيعي ما عدا العقارات املخصصة لالستغالل الصناعي أو اإلداري ‪ ،‬وتوزع هذه الضريبة‬
‫كاألتي‪:‬‬
‫الصندوق الوطني للسكن‬ ‫البلدكة‬ ‫مي انية الدولة‬
‫‪%20‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪%60‬‬

‫‪-‬الضروبة الجز افية الوحيدة‪ :‬استحدثت هذه الضريبة بموجب قانون املالية ‪ 2006‬وحلت محل الضريبة‬
‫على الدخل اإلجمالي والرسم على القيمة املضافة والرسم على النشاط املنهي‪ ،‬وتطبق هذه الضريبة على‬
‫األشخاص الطبيعيين عندما ال يتجاوز رقم أعمالهم السنوي ‪ 3.000.000,00‬دج وتوزع حصيل ها كاألتي‪:‬‬
‫الصندوق املشكيك للجماعات املحلية‬ ‫الوالكة‬ ‫البلدكة‬ ‫مي انية الدولة‬
‫‪% 05‬‬ ‫‪% 05‬‬ ‫‪% 40‬‬ ‫‪%50‬‬

‫‪ -‬الرسم على القيمة املضافة‪ :‬إن الرسم على القيمة املضافة هو ضريبة ير مباشرة ‪ ،‬أسست بموجب املادة‬
‫‪65‬من قانون املالية لسنة ‪ 1991‬بعدما تم إلغاء نظام الرسوم على رقم األعمال الذي كان يمثل كل من‬
‫والرسم الوحيد اإلجمالي لتأدية الخدمات ‪ ،‬الرسم الوحيد اإلجمالي على اإلنتاج‬
‫و تم تطبيق الرسم على القيمة املضافة في أفريل ‪ 1992‬وهو ضريبة على اإلنفال يطبق على األشخاص الذين‬
‫يمارسون نشاطات اإلنتاج ‪ ،‬األشغال العقارية ‪ ،‬تأدية الخدمات ‪ ،‬التجار و يدخل في هذا اإلطار تجار الجملة‬
‫‪ ،‬التجزئة ‪ ،‬أصحا املساحات الكبرى ‪ ،‬املستوردون ‪ ،‬املهن الحرة‪ ،‬البنوك وشركات التأمين ‪ ،‬يقع عب هذه‬
‫الضريبة على املس هلك ال‪،‬هالي للسلعة أو الخدمة‪ ،‬املعدالت املطبقة في الرسم تم تعديلها في عدد من املرات‬
‫يمكن تجخيصها في األتي‪:‬‬
‫‪2001‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1992‬‬ ‫قوانين املالية‬
‫‪7%‬‬ ‫‪7%‬‬ ‫‪7%‬‬ ‫‪7%‬‬ ‫املعدم املخفض‬
‫الخاص‬

‫ملغى‬ ‫‪13%‬‬ ‫‪13%‬‬ ‫‪13%‬‬ ‫املعدم املخفض‬

‫‪17%‬‬ ‫‪21%‬‬ ‫‪21%‬‬ ‫‪21%‬‬ ‫املعدم العادي‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ملغى‬ ‫‪40%‬‬ ‫املعدم املضاع‬

‫‪103‬‬
‫كما حددها القانون حاليا بمعدلين هما ‪ % 17‬واملعدل املخفض ‪ %7‬بالنسبة للسلع ذات األولوية‪ ،‬توزع‬
‫إيرادات هذه الضريبة كاألتي‪:‬‬
‫الصندوق املشكيك للجماعات املحلية‬ ‫البلدكة‬ ‫مي انية الدولة‬

‫‪%10‬‬ ‫‪% 10‬‬ ‫‪%80‬‬

‫‪ -‬الضروبة على الرووع العقاروة‪ :‬استحدثت هذه الضريبة في إطار الضريبة على الدخل االحتمالي ‪،‬وهي ضريبة‬
‫تقرص على إيجار امللكيات املبنية و ير املبنية ‪،‬توزع حصيل ها مناصفة بين الدولة والبلدية‪.‬‬
‫‪ -‬قسيمة السيارات‪ :‬تفرض هذه الضريبة على كل املركبات اململوكة لقشخاص املعنوية والطبيعية ما عدا‬
‫اململوكة للدولة وتدفع سنويا يعود م‪،‬ها ‪80%‬إلى ميزانية الدولة والباقي للصندول الوطني لججماعات املحلية‪،‬‬
‫ولقد ارتفعت حصيلة هذه الضريبة بسبب ارتفاع مستوى الحظيرة الوطنية للمركبات في السنوات األخيرة‪.‬‬
‫على الر م من مجهودات الدولة في إصالخ املالية املحلية لججماعات املحلية لتدعيم املوارد املحلية وتحقيق‬
‫أهداف التنمية املحلية إال أن الكثير من العوائق والعراقيل مازالت تقف أمام وصول الجماعات املحلية‬
‫لتحقيق االستقالل الذاتي ومن أهمها‪ ،‬ال هر والغش الضريبي‪ ،‬ضعف الحركة والنشاط االقتصادي ‪ ،‬يا‬
‫اإلحصائيات الخاصة باألمالك ‪ ،‬اإلعفاءات املمنوحة لبعض النشاطات ‪ ،‬كل هذه جعلت جل البلديات تعاني‬
‫من العجز وتعمد بنسبة كبيرة على ما تقدمه ميزانية الدولة من مساعدات مالية لها لتنفيذ بعض املشار ع‬
‫التنموية‪ .‬إن إصالحات الجباية املحلية استطاعت أن ترفع من حصيلة إيرادات الجماعات املحلية ولكن لم‬
‫بالقدر الذي يمك‪،‬ها من التحكم في تطوير محيطها االقتصادي وخلق بم ة استثمارية مناسبة‪ ،‬أن اإليرادات‬
‫الجبائية للمجموعات املحلية قد تطورت نتيجة اإلصالحات الجبائية وإصالخ املالية املحلية‪ ،‬وخاصة إعادة‬
‫النظر في حصة البلديات من بعض الرسوم والضرائب‪ ،‬وعليه ارتفعت حصة البلديات من القيمة املضافة إلى‬
‫‪ 19.06‬مليار دج في ‪ 1998‬ثم إلى ‪ 37.4‬مليار دج سنة ‪ ، 2004‬أي بمعدل نمو قدره ‪ ، % 94.04‬أما الدفع‬
‫الجزافي فقد ازداد بحوالي ‪ % 219.47‬لنف الفترة(‪. 2004 -1998‬‬
‫والجدول املوالي يوضع مجمل الضرائب والرسوم املحلية وتوز عها بين ميزانية البلدية وميزانية الوالية‬
‫وصندول الضمان والتضامن واملعروف سابقا بالصندول املشترك لججماعات املحلية وميزانية الدولة واعض‬
‫الصناديق الخاصة‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫تخصيص ناتج الضروبة املحصلة‬ ‫طبيعة الضرا ب والرسوم‬

‫املجموع‬ ‫مي انية الدولة قطاعات أخر‬ ‫‪FCCL‬‬ ‫مي انية الوالكة مي انية البلدكة‬

‫‪%100‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪%5.5‬‬ ‫‪%65‬‬ ‫‪%5.29‬‬ ‫الرسم على النشاط املنهي ‪TAP‬‬

‫‪%100‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪%80‬‬ ‫‪%10‬‬ ‫‪%10‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الرسم على القيمة املضافة ‪TVA‬‬

‫‪%100‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪%85‬‬ ‫‪%15‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الرسم على القيمة املضافة‬
‫استيياد ‪TVA‬‬
‫‪%100‬‬ ‫‪%1.5‬‬ ‫‪%48.5‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪%40‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫الضروبة الجز افية الوحيدة ‪IFU‬‬

‫‪%100‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الضروبة على الدخ صن‬
‫العقار‪IRG‬‬

‫‪%100‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪/‬‬ ‫رسم العقار‪T F‬‬

‫‪%100‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪/‬‬ ‫رسم على جمع القمامات‬

‫‪%100‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪%80‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الضروبة على رأس املام‬

‫‪10‬دج‪/‬كلغ‬ ‫‪ 1.5‬دج لجحفاط على المروة‬ ‫‪/‬‬ ‫‪8.5‬دج‬ ‫‪/‬‬ ‫رسم الذبح‬
‫الحيوانية‬
‫‪%100‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الرسم على اإلعانات‬

‫‪%100‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪% 100‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الرسم الخاص للرخص العقاروة‬

‫‪%100‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪/‬‬ ‫رسم اإلقامة‬


‫‪%100‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪/‬‬ ‫حقوق األعراس‬

‫‪%100‬‬ ‫‪ %75‬للصندول الوطني للمحي‬ ‫‪/‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪/‬‬ ‫رسم تخزون النفاكات الخاصة‬

‫‪%100‬‬ ‫‪ %75‬للصندول الوطني للمحي‬ ‫‪/‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪/‬‬ ‫رسم تخزون النفاكات الخاصة بالصحة‬
‫‪%100‬‬ ‫‪%50‬للصندول الوطني للمحي‬ ‫‪/‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪/‬‬ ‫رسم إضافي على تلوث الهواء‬
‫من الصناعة‬
‫‪%100‬‬ ‫‪ %50‬للصندول الوطني للمحي‬ ‫‪/‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪/‬‬ ‫رسم إضافي حوم امليا‬
‫‪105‬‬
‫‪%100‬‬ ‫‪ %50‬للصندول الوطني للمحي‬ ‫‪/‬‬ ‫‪%40‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الرسم على العجمت املستوردة أو‬
‫املصنوعة محليا‬
‫و‪ %10‬صندول التراث الثقافي‬
‫‪%100‬‬ ‫‪ %50‬للصندول الوطني للمحي‬ ‫‪/‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪/‬‬ ‫رسم الزووت‬

‫‪%100‬‬ ‫‪% 80‬صندول التراث املنجمي‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫إتاوات االستخراج‬
‫‪%100‬‬ ‫‪%80‬صندول التراث املنجمي‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الرسم املساحي‬
‫‪%100‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الضروبة على الربح املنجمي‬
‫إن اذا الرسم كتم تحصيله عن طروق فاتورة سونلغازوووجه إ ي‬ ‫رسم السكن‬
‫صندوق خاص بإعادة تهيئة العقارلبعض البلدكات‬
‫‪%100‬‬ ‫‪%80‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫قسيمة السيارات‬
‫بيانات احصا ية حوم مساامة الضرا ب والرسوم في مي انية الجماعات املحلية على املستو الوطني ‪:‬‬
‫النسبة‬ ‫الضروبة أو الرسم‬
‫‪%58‬‬ ‫الرسم على النشاط املنهي‬
‫‪%35.13‬‬ ‫الرسم على القيمة املضافة‬
‫‪%0.07‬‬ ‫الرسم على الذبح‬
‫‪%0.65‬‬ ‫الرسم العقاري وجمع‬
‫القمامة‬
‫‪%0.01‬‬ ‫الضريبة على المروة‬
‫‪%0.86‬‬ ‫الضريبة على الدخل‬
‫العقار اإلجمالي‬
‫‪%2.68‬‬ ‫قسيمة السيارات‬
‫‪%0.08‬‬ ‫حقول الحفالت‬
‫‪%1.96‬‬ ‫الضريبة الجزافية الوحيدة‬
‫‪%0.05‬‬ ‫الرسم على اإلقامة‬
‫‪%0.09‬‬ ‫الرسم العقاري‬
‫‪%0.03‬‬ ‫الرسم على اإلعانات‬
‫‪%0.01‬‬ ‫الرسوم البي ية‬
‫‪%0.20‬‬ ‫الرسوم املنجمية‬
‫‪%100‬‬ ‫املجموع‬
‫هذه البيانات تبين أن الرسم على النشاط املنهي يأتي في املرتبة األولى في موارد ميزانية الجماعات املحلية بحوالي‬
‫(‪ ، %58‬يأتي في املركز الثاني الرسم على القيمة املضافة بنسبة‪ %35‬أما قسيمة السيارات ف ي تساهم بحوالي‬
‫‪ ، %2.68‬بمنما الرسم العقاري ال تتجاوز مساهمته ‪ %0.09‬وتعتبر نسبة ض يلة جدا ويرجع ذلك إلى ضعف الوعاء‬
‫الضريبي الن ا لب العقارات ير ممسوحة (‪ NOM CADASTRE‬وبالتالي من ير املمكن فرض الضريبة عليها‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫‪ -4‬املوارد الخارجية‪ :‬إن عدم كفاية املوارد املالية الذاتية أدى بالجماعات املحلية إلى االعتماد على بعض‬
‫املوارد الخارجية في تمويل برامجها التنموية سواء كانت هذه املوارد في شكل مساعدات وإعانات مالية أو في‬
‫شكل برامج خاصة تخصصها ميزانية الدولة لججماعات املحلية لتنفيذ البرامج التنموية ذات األولوية‪ ،‬ومن‬
‫أهمها‪:‬‬
‫أ‪ -‬مخصصات مي انية الدولة‪ :‬لقد عرفت االعتمادات املالية املخصصة للتنمية املحلية في السنوات األخيرة‬
‫زيادة قدرها ‪ % 66‬مقارنة بسنة تم تخصيص م‪،‬ها حوالي ‪ 08‬مليار دج لصالع البلديات التي تعاني من العجز‬
‫خاصة في نفقات التجهيز‪ ،‬إن البرامج املخصصة لتنمية للبلديات ارتفعت بحوالي ‪ 82‬مليار دج في الفترة‬
‫(‪ ، 2007 -1999‬أما البرامج املخصصة للواليات فقد ارتفعت بحوالي ‪ % 50‬من ‪ 2006‬إلى ‪ 2009‬بسبب ارتفاع‬
‫الجباية البترولية ‪ ،‬باإلضافة إلى االنطالل في تنفيذ برنامج اإلنعاي االقتصادي الثاني (‪ ، 2009-2005‬كما‬
‫ركزت هذه البرامج على القاعدة الهيكلية االقتصادية واإلدارية‪ ،‬النقل واملوصالت‪ ،‬الطرقات السيارة‪،‬‬
‫الطرقات الوالئية‪ ،‬النقل بالسكك الحديدية‪ ،‬باإلضافة إلى القاعدة الهيكلية ذات الطابع اإلداري‪.‬‬
‫ب‪ -‬املخططات البلدكة للتنمية‪ :‬وهي عبارة عن موارد مالية للتنمية جاءت لتدعيم ميزانيات الجماعات‬
‫املحلية قصد توفير الحاجات الضرورية للمواطنين ودعم القاعدة االقتصادية وتشمل هذه املخططات‬
‫التجهيزات الفالحية والقاعدية ووسائل اإلنجاز والتجهيزات التجارية ‪ ،‬تنجز هذه املخططات على مراحل‬
‫مختلفة ‪،‬حيث على كل بلدية اقتراخ وتسجيل املشار ع التنموية الخاصة بها ترتب املشار ع حسب األولوية‬
‫وحسب احتياجات املواطنين ثم يتم عرضها على الوالية‪ .‬تساهم العديد من الهي ات في تحديد وتأطير وتنفيذ‬
‫املخط البلدي للتنمية نذكر من بي‪،‬ها املجل الشعبي البلدي ‪ ،‬الدائرة ‪ ،‬الوالية‪ ،‬وزارة الداخلية ‪،‬املجل‬
‫الشعبي الواللي‪ ،‬الهي ات التقنية واملصالع املختلفة التي لها عالقة بطبيعة املشار ع املقترحة‪ ،‬الهدف من‬
‫املخططات البلدية للتنمية يتمثل في التقليل من الفوارل الجهوية‪ ،‬تلبية الحاجات األساسية للمواطنين‪،‬‬
‫توطين السكان والتقليل من الرزوخ نحو املدن الذي أصبح هاج السلطات املحلية‪ ،‬ولتحقيق هذه األهداف‬
‫خصصت ميزانية الدولة ومنذ ارتفاع املوارد املالية اعتمادات معتبرة لصالع الجماعات املحلية‪ ،‬وحيث تعتبر‬
‫األداة الرئمسية لتمويل املشار ع االستثمارية و توفير الهياكل األساسية للبلديات مثل التعليم ‪،‬الاحة ‪،‬‬
‫السكن ومتطلبات الحياة املختلفة‪ .‬لكن وعلى الر م من حجم املوارد املالية املبمنة أعاله إال أن املخططات‬
‫البلدية للتنمية اعتبرت وسيلة إلعادة توز ع املداخيل البترولية ‪ ،‬بدال من كوجها وسيلة للتنمية إذ يغلب عليها‬
‫الطابع السياس ي بدال من الطابع االقتصادي واالجتماعي ‪ ،‬ألنه واعد تخصيصها ملجمل بلديات الوطن يتبين‬
‫أن حصص البلديات من مجمل االعتمادات املالية ضعيفة جدا ر م أهمية املبالغ املالية املخصصة سنويا‬
‫لتمويل هذه املخططات التي تفول م ات املاليير ‪،‬فإنه بعد تقسيمها على ‪ 1541‬بلدية ال تفي بالحاجات‬
‫األساسية والحقيقية‪ .‬باإلضافة إلى يا‬
‫يا التأطير التقني للمخططات البلدية للتنمية ‪،‬مما أدى إلى ارتفاع التكاليف ‪ ،‬كما أن هذه املشار ع تحمل‬
‫فق التكلفة الشاملة عوض تكلفة مفصلة مما يألدي إلى عدم تقييم التكاليف جيدا و ضرورة إعادة التقييم‬
‫عند الدخول في مرحلة اإلنجاز‪ ،‬واملشكل األساس ي املطروخ وبحدة هو أن السلطات الوالئية واملركزية عادة ما‬
‫ترفض املشار ع املقترحة من البلديات بقجة أجها لمست من األولويات‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫ج‪ -‬املخططات القطاعية للتنمية‪ :‬هي مخططات ذات طابع وطني ‪ ،‬تشمل كل االستثمارات على مستوى‬
‫الوالية واملألسسات العمومية املنضوية تحت وصاي ها و تسجيل هذه املخططات يتم باسم الوالية التي تسهر‬
‫على تنفيذها ‪ ،‬املخططات القطاعية تضم املشار ع التنموية املقترحة على مستوى املجل الشعبي الواللي‬
‫بحضور ومشاركة كل ممثلي الوزارات املختلفة أي املديريات الوالئية ‪ ،‬ويمكن اإلشارة هنا إلى أن املخططات‬
‫القطاعية تأخذ في االعتبار احتياجات الجماعات املحلية ومدى استفادتها من هذه املشار ع التنموية‪.‬‬
‫د‪ -‬البيامج الخاصة‪ :‬باإلضافة الى املخططات التنموية السالفة الذكر يمكن للدولة تخصيص برامج خاصة‬
‫يكون الهدف م‪،‬ها تمويل بعض املشار ع التنموية املحلية‪ ،‬ففي الجزائر تم استحداث برامج خاصة موجهة‬
‫للتنمية املحلية م‪،‬ها ما هو وطني وم‪،‬ها ما هو جهوي القصد من هذه البرامج تدعيم التنمية املحلية في املناطق‬
‫التي تضررت كثيرا من برنامج التعديل الهيكلي في التسعينات واملناطق التي تضررت كثيرا من مرحلة العنف ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى محاربة الفقر وال هممش الطي م شريحة كبيرة من املواطنين بحيث تشير اإلحصائيات أن أكمر‬
‫من نصف البلديات صنفت في جهاية التسعينات كبلديات فقيرة‪ ،‬ومن هذه البرامج‪:‬‬
‫ه‪ -‬الصندوق املشكيك للجماعات املحلية‪ :‬لقد مر هذا الصندول بعدة مراحل منذ إنشائه ‪ ،‬حيث عرف أول‬
‫مرة بصندول تضامن العماالت والبلديات الجزائرية الذي ألغي سنة‪ 1964‬واعد العديد من التعديالت التي‬
‫مست هذا الصندول تحول في سنة ‪ 1986‬باسم الصندول املشترك لججماعات املحلية‪ ،‬و سمى حاليا‬
‫بصندول الضمان والتضامن وهو مألسسة عمومية ذات طابع إداري تتمتع بال خصية القانونية واالستقالل‬
‫املالي وهو موضوع تحت وصاية وزارة الداخلية والجماعات املحلية‪ ،‬مصدر إيراداته من مساهمات الدولة‬
‫واغض الضرائب و الرسوم هذه اإليرادات يقوم الصندول بإعادة توز عها على الجماعات املحلية التي تكون‬
‫وضعي ها املالية ضعيفة ومواردها الذاتية ال تغطي نفقاتها أي أنه يعمل كحلقة تضامن بين مختلف الجماعات‬
‫املحلية‪.‬‬
‫و‪ -‬القروض املصرفية‪ :‬نظرا لضعف اإليرادات املحلية واملوارد املمنوحة من ميزانية الدولة لججماعات‬
‫املحلية في تلبية احتياجات الجماعات املحلية من حيث تمويل التنمية املحلية خاصة املشار ع االستثمارية تم‬
‫السماخ لججماعات املحلية بالججوء إلى االقتراض من الجهاز املصرفي في حدود معينة وإجراءات محددة‬
‫كوسيلة تمويلية ‪ ،‬لقد سمح القانون الجزائري لججماعات املحلية بالججوء إلى البنوك العمومية في حالة عدم‬
‫قدرة املوارد املالية املحصلة على تمويل مشار ع التنمية املحلية و عود ذلك إلى سنوات الستمنات بحيث‬
‫أوكلت املهمة إلى الصندول الوطني للتوفير واالحتياط لكن مع مرور الوقت وصدور القوانين والتشر عات‬
‫املنظمة للبلديات والواليات أصبح هذا املورد املالي محدودا جدا الن قانون البلدية مثال وفي بعض مواده ينص‬
‫على أن تتقيد البلديات بما لها من موارد في برمجة املشار ع املختلفة ‪ ،‬ومعناه تحترم وتتقيد باملوارد املالية‬
‫املحصلة من الجباية املحلية‪ .‬أي أن املشرع الجزائري فرض على الجماعات املحلية احترام قواعد التوازن‬
‫املالي ‪ ،‬وهذا في حد ذاته قيد من القيود املفروضة على الجماعات املحلية كما يحد من إمكانية لجوء‬
‫الجماعات املحلية للقرض البنكي لتجسيد برامج التنمية وتلبية حاجات السكان وتحسين مستوى معمش هم‪.‬‬
‫إن‬ ‫‪ -5‬إص ززمح املالي ززة املحلي ززة ز ززأداة لتجس ززيد الممركزو ززة واالس ززتقمم امل ززا ي للجماع ززات املحلي ززة‪:‬‬
‫اإليدرادات املاليدة لججماعدات املحليدة سدواء الذاتيدة أو الخارجيدة‪ ،‬ور دم تعدددها وتنوعهدا تبقدى يدر كافيدة لتلبيدة‬

‫‪108‬‬
‫الحاجددات األساسددية املتزايدددة للسددكان وتحقيددق أهددداف التنميددة املحليددة وهددذا بسددبب تدراكم املشدداكل وعدددم‬
‫وضدوخ اإلجدراءات والقدوانين باإلضدافة إلدى انعددام ترشديد املدوارد املاليدة لججماعدات املحليدة‪ ،‬وتوز دع املدوارد بدين‬
‫ه ددذه الجماع ددات املحلي ددة وميزاني ددة الدول ددة مم ددا أدى إل ددى البح ددث ع ددن الس ددبل الت ددي تس ددمح بتنمي ددة وتط ددوير ماليت دده‬
‫لتجسديد مبددلي الالمركزيدة واالسدتقالل املدالي لججماعدات املحليدة للرفدع مدن فعالي هدا جعلهدا قدادرة علدى مواجهدة‬
‫متطلباتها املحلية والوطنية‪ ،‬ولنبيان ذلك البد من التطرل الى مناقشة عنصرين هامين وهما‪:‬‬
‫‪ -1‬نظرة على و اقع مالية الجماعات املحلية ودو افع إصمحها‪ :‬لقد عرفت جهاية الثمانمنات عجزا كبيرا في‬
‫ميزانيات البلديات حيث وصل عدد البلديات العاجزة في ‪ 2008‬إلى حوالي ‪ 791‬بلدية حسب وزارة الداخلية‬
‫والجماعات املحلية ويمكن مالحظة ذلك من خالل األرقام املعطاة من طرف الوزارة‪.‬‬

‫أنخفض هذا العجز إلى ‪ 14‬بلدية في سنة ‪ 2009‬ثم اختفى من ‪ 2011‬إلى اية ‪ 2014‬وهذا راجع بالضرورة إلى‬
‫ارتفاع أسعار املحروقات وبالتالي ارتفعت االعتمادات املالية املوجهة من ميزانية الدولة إلى الجماعات املحلية‬
‫ولم هذا ناجما عن ارتفاع الجباية املحلية كما يعتقد البعض‪ .‬كما ارتفعت مديونية البلديات من ‪ 5‬مليارات‬
‫دينار في ‪ 1995‬إلى ‪ 22‬مليار دينار جهاية ‪ 1999‬بحيث أصبحت مداخيل البلديات ال تغطي سوى ‪ 60‬باملائة من‬
‫نفقاتها‪ ،‬تشير بعض التقارير الصادرة عن وزارة الداخلية والجماعات املحلية أن جل البلديات العاجزة هي‬
‫بلديات ريفية وخاصة تلك املستحدثة بموجب التقسيم اإلداري ل ‪ 1984‬ألجها ال تملك موارد ومصادر كثيرة‬
‫أو كوجها بلديات صغيرة كانت مصنفة كقرى‪ ،‬و عود هذا النقص الكبير في موارد البلديات إلى عدة عوامل وهي‬
‫كثيرة ومتعددة نذكر م‪،‬ها‪:‬‬
‫أ‪ -‬تزاكد الطلب على التموو مقارنة باملوارد‪ :‬إن التحوالت التي يعرفها املجتمع الجزائري أدت إلى ازدياد‬
‫مطلبه وازدياد حاجياته املختلفة باإلضافة إلى أن التطور الذي عرفته التكنولوجيا واإلعالم أضافت متطلبات‬
‫جديدة وبمعايير جديدة بحيث أصبح املواطن يطالب بخدمة جيدة وبم ة نظيفة ومنصب عمل ‪..‬ال مما زاد‬
‫من األعباء املالية لججماعات املحلية لكي تلبي الحاجات العامة بكفاءة ‪ ،‬و هذا أدى بدوره في زيادة نفقات‬
‫التجهيز واالستثمار مما يفرض على الجماعات املحلية توفير املوارد الالزمة ملواجهة هذه النفقات ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ارتفاع نفقات االدارة مقارنة بنفقات التجهي ‪ :‬تحتل نفقات التسيير حصة األسد في النفقات الكلية‬
‫لججماعات املحلية فاملتعارف عليه أن هذه النفقات ال تتجاوز ‪ 40‬إلى ‪ 45‬باملائة من النفقات الكلية لك‪،‬ها‬

‫‪109‬‬
‫وصلت إلى ‪ 60‬باملائة حاليا نظرا لت خم األعمال اإلدارية والتي تطلبت في الكثير من األحيان تو يف مألقتين‬
‫ألداء بعض األعمال اإلدارية‪.‬‬
‫ج‪ -‬ارتباط مالية الجماعات املحلية بمي انية الدولة‪ :‬وهذا يعني أن االستقالل اإلداري لم يصاحبه استقالل‬
‫مالي فكلما زادت القدرة املالية الذاتية لججماعات املحلية قل اعتمادها على الحكومة املركزية ‪ ،‬فاألرقام تشير‬
‫إلى أن ‪ 70%‬من البلديات مازالت تعتمد كلية على املصادر الخارجية والدعم املقدم من ميزانية الدولة في‬
‫تمويل تنمي ها املحلية‪ ،‬يضاف إلى ذلك أن انعدام االستقالل املالي ل دارة املحلية جعل املجال املحلية‬
‫املنتخبة أقل قدرة على االستجابة ملطالب واحتياجات املواطنين‪.‬‬
‫د‪ -‬غياب الكفاءة والفعالية في إدارة املوارد املالية‪ :‬تتميز جل الجماعات املحلية بقلة الفعالية والكفاءة في‬
‫إدارة مواردها املالية وبالتالي الجزء األكبر من هذه املوارد تنفق خارج إطار برامج محددة للتنمية‪ ،‬فالكثير من‬
‫البلديات على املستوى الوطني تعتبر نية من ناحية املوارد املالية الذاتية املتاحة لكن مصنفة كبلديات فقيرة‬
‫من ناحية املشار ع التنموية املنجزة الن الجزء األكبر من هذه املوارد ينفق في مجاالت ير مبررة أو ير نافعة‬
‫وال تلبي متطلبات التنمية األساسية‪.‬‬
‫ه‪ -‬قلة املوارد املالية املحلية ومحدودكتها‪ :‬من بين املشكالت التي تعاني م‪،‬ها الجماعات املحلية هي‬
‫عدم كفاية مواردها املالية‪ ،‬األمر الذي يحول دون أدائها لصالحياتها وعدم قدرتها على إشباع احتياجات‬
‫مواطنيها وتحقيق التنمية املحلية‪ ،‬وهذا جعلها في تبعية مستمرة مليزانية الدولة وخاصة في مجال االستثمار‬
‫والتنمية‪ ،‬كما نجد عوامل كثيرة ساهمت في ذلك وم‪،‬ها‪ ،‬قلة مردودية الجباية املحلية فنظام الجباية املحلي‬
‫يتميز بضعف عائداته في ميزانيات الجماعات املحلية ر م املطالبة بإصالحه‪ ،‬ونف املالحظة تصدل على‬
‫املداخيل التي تحصلها اإلدارة قلة مرودية ممتلكات الجماعات املحلية والتي تم التنازل عليها من طرف الدولة‬
‫‪ ،‬عدم امتالك الجماعات املحلية سلطة فرض الضرائب والرسوم وبقيت من صالحيات السلطة املركزية وال‬
‫تراعي في كثير من األحيان خصوصيات الجماعات املحلية باإلضافة إلى كمرة اإلعفاءات وعلى الر م من أجها‬
‫تصب في تحفيز االستثمار إال أن سلبياتها كانت واضحة على ميزانيات الجماعات املحلية في الوقت الراهن‪.‬‬
‫و‪ -‬ضع االستثمار املحلي‪ :‬وهذا راجع بالدرجة األولى إلى يا محي محلي جاذ لالستثمارات مع يا‬
‫كلي ملناطق النشاط وان وجدت ف ي ير مهيأة وخاصة أن التنمية املحلية تحتاج أكمر إلى االستثمارات‬
‫الصغيرة كوجها مدرة للو ائف وأداة الستغالل املوارد املحلية املتاحة وينطبق هذا أكمر على البلديات‬
‫الداخلية في الهضا العليا وبلديات الجنو والبلديات املسماة بالبلديات الجبلية‪ ،‬فعلى الر م من‬
‫االمتيازات املمنوحة للمستثمرين في املناطق النائية والهضا العليا والجنو إال أجهم يحبذون االستثمار‬
‫بالقر من املجمعات الصناعية ومناطق النشاط أو في املدن الكبرى لتوفر الخدمات وتوفر الهياكل القاعدية‬
‫وخاصة النقل وتمركز جل الخدمات العمومية واملألسسات املالية والخدمية ‪..‬ال ‪.‬‬
‫ر‪ -‬ضع اإلماانيات التقنية واإلداروة للجماعات املحلية‪ :‬تعد اإلمكانيات التقنية من أهم األسبا التي‬
‫أثرت سلبا ً على تنمية املوارد املالية املحلية ويرجع السبب إلى يا التأطير التقني واإلداري لججماعات‬
‫املحلية حيث ال يتجاوز ‪ %2‬من مجموع مو في البلديات باإلضافة إلى أن جل املنتخبين املحليين بعيدين عن‬
‫مجال التسيير واإلدارة‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫م‪ -‬غياب إصمحات جدكة ملالية الجماعات املحلية‪ :‬على الر م من االرتفاع الذي عرفته موارد الجماعات‬
‫املحلية املالية إال أن يا إصالحات جدية في مجال تسيير وإدارة هذه املوارد أدت إلى ضعف في تحقيق‬
‫وتجسيد برامج التنمية املحلية مقارنة بقجم النفقات‪ ،‬يصاف إليها تحميل الجماعات املحلية أعباء ونفقات‬
‫ال تندرج ضمن مهامها واختصاصاتها ‪ ،‬مما أدى إلى تداخل بين مهامها ومهام الدولة‪.‬‬
‫ي‪ -‬محدودكة دور الصنادكق الخاصة بمعادلة إكرادات الجماعات املحلية‪ :‬يمكن هنا التركيز على الصندول‬
‫املشترك لججماعات املحلية والذي أوكلت له مهمة تدعيم ميزانيات الجماعات املحلية املتعمرة في شكل تضامن‬
‫بين البلديات املتوازنة والعاجزة بحيث ازدادت مهمة هذا الصندول تعقيدا بفعل العجز املزمن للكثير من‬
‫الجماعات املحلية وهي أكمرية كما أن الصيغ التي يعتمدها الصندول في حسا مألشر المروة للبلديات ال‬
‫تتطابق مع الواقع حيث يعتمد على عدد السكان مما عاقب البلديات ذات الكثافة السكانية الكبيرة واملوارد‬
‫املحدودة يضاف لها الصرر الذي م الكثير من البلديات من حيث استفادتها من املوارد املالية املخصصة‬
‫للتنمية املحلية في إطار املخططات البلدية للتنمية الن مخصصات املخط يتم ربطها باملألشر السالف‬
‫الذكر‪.‬‬
‫‪ -2‬إصمح املالية املحلية في ظ الدور الجدكد للجماعات املحلية‪ :‬إن مشكل التمويل يبقى املشكل األساس ي‬
‫الذي يقف عقبة أمام مسيري الجماعات املحلية وما يمكن مالحظته هو تزايد عدد البلديات العجزة ماليا ‪،‬‬
‫جل برامج التنمية املحلية لم يتم تجسيدها في الواقع ‪ ،‬الخدمات العمومية لحد أالن لم ترقى إلى مستوى‬
‫تطلعات املواطنين ولعل عدد االحتجاجات املسجلة سنويا على مستوى البلديات من طرف املوطنين ألبلغ‬
‫دليل على أن الجماعات املحلية مازالت بعيدة عن التكفل بهذه املطالب مثل الكهرباء والغاز والنظافة‬
‫والسكن والنقل و يرها من متطلبات الحياة‪ ،‬واعتمادا على ما سبق شرعت الحكومة وباألخص وزارة الداخلية‬
‫في التفكير في كيفية إصالخ مالية الجماعات املحلية تزامنا مع ما أوكل من مهام لججماعات املحلية لكي تخرج‬
‫من االعتماد على ميزانية الدولة‪.‬‬
‫إصمح نظام الجماعات املحلية واإلدارة املحلية‪ :‬لقد تبين أنه ال يمكن نجاخ إصالحات املالية املحلية إال إذا‬
‫لم تقم الدولة بإصالخ سير اإلدارة املحلية‪ ،‬فالكل يجمع على أن اإلدارة املحلية لم تساير التحوالت التي عرفها‬
‫املجتمع الجزائري سواء من الناحية االقتصادية أو االجتماعية وحتى الثقافية‪ ،‬وللتعرف على مبادرات‬
‫اإلصالخ نتناول العناصر املوالية‪:‬‬
‫‪ -1‬عصرنة نظام اإلدارة املحلية‪ :‬تحتل اإلدارة املحلية مركزا هاما في نظام الحكم املحلي‪ ،‬كما تقوم بدور‬
‫فعال في التنمية االقتصادية واالجتماعية‪،‬كما تهدف إلدارة شألون الدولة واملجتمع ونتيجة لذلك أصبح‬
‫إصالخ وتطوير اإلدارة املحلية من أولويات الدولة ‪ ،‬لقد شهدت السنوات األخيرة اهتماما متزايدا باإلدارة‬
‫املحلية‪ ،‬جاء هذا االهتمام قصد توسيع مشاركة املواطنين وتمكي‪،‬هم من أداء دورهم في مجتمعاتهم وتنمية‬
‫محيطهم االقتصادي واالجتماعي على اعتبار اإلدارة املحلية قريبة من املواطن ومن مشكالته‪ ،‬كما يهدف‬
‫إصالخ اإلدارة املحلية إلى إشراك املواطن في جميع البرامج املحلية‪ .‬لقد عرفت اإلدارة املحلية بالعديد من‬
‫التعاريف ففي بعض الدول يطلق عليها بالحكم املحلي وفي البعض األخر يطلق عليها بالجماعات املحلية‬
‫والهدف األساس ي من ذلك هو تمييزها عن الحكم املركزي ألنه وفي كل الحاالت تتميز اإلدارة املحلية بالمركزية‬

‫‪111‬‬
‫القرار واالستقالل املالي‪ ،‬إن اإلدارة املحلية تمثل صورة من صور الالمركزية اإلدارية تنتقل إليها بعض سلطات‬
‫وصالحيات الحكومة املركزية فلم لهذه الهي ة صالحية التشر ع‪ ،‬ف ي تتمتع بقدر من االستقالل التنظيمي‬
‫واإلداري واملالي في مجال التنفيذ في حدود ونطال اختصاصها‪ ،‬لقد تميزت اإلدارة املحلية في الجزائر بعدة‬
‫مميزات م‪،‬ها ما هو قانوني بحيث بقيد ولعقود تسير بقوانين م‪،‬ها ما هو موروث عن العهد االستعماري هذه‬
‫القوانين التتماش ى مع ما عرفه املجتمع الجزائري مت تحوالت في كثير من املجاالت باإلضافة إلى التسيير‬
‫البيروقراطي الذي بقي يطبع عالقة اإلدارة املحلية باملواطن وانعدام التراب بي‪،‬هما على الر م من أن وجودها‬
‫يعني خدمة املواطن والبحث عن تلبية حاجياته‪ ،‬وم‪،‬ها ما هو تقني بحيث بقيت اإلدارة املحلية بعيدة عن‬
‫التطور الحاصل في كيفيات وتسيير وتقديم الخدمة العمومية بجودة عالية وهذا راجع إلى عدم اهتمام‬
‫السلطات العليا في الجزائر بتطوير و عصرنة عملها ونظرا لكل ذلك عملت الحكومة خالل السنوات األخيرة‬
‫على طرخ بدائل ألجل تحسين اإلدارة املحلية ومن بين بنود هذا اإلصالخ ما يلي‪:‬‬
‫‪ -2‬عصرنة أنماط التسييي في اإلدارة‪ :‬تحديث التجهيزات والوسائل املستعملة‪ ،‬خاصة ونحن في وقت تشهد‬
‫تكنولوجيات اإلعالم واالتصال تطورا سر عا في جميع املستويات‪ ،‬فتقييم مستوى الجماعات اإلقليمية و‬
‫اإلدارات املحلية في هذا امليدان يعتبر من األولويات لتحسين روف العمل من جهة‪ ،‬والعالقة بين املنتخب‬
‫املحلي و املواطن من جهة أخرى‪ ،‬فاإلدارة املحلية ال زالت في تأخر كبير في مجال استعمال التكنولوجيات‬
‫الحديثة ل عالم االتصال‪.‬‬
‫‪ -3‬تأطيي اإلدارة املحلية‪ :‬لقد قامت وزارة الداخلية والجماعات املحلية بعدة خطوات قصد تحسين تأطير‬
‫الجماعات املحلية وتكوين املو فين وفق متطلبات املرحلة تمثلت هذه اإلجراءات في إعادة تشكيل جهاز‬
‫التكوين عبر استرجاع ‪ 5‬مراكز للتكوين املنهي بكل من وهران و الجلفة وورقلة واشار وقسنطينة وإنجاز ست‬
‫مألسسات أخرى في كل من الجزائر والبليدة وعنابة وسطيف وتيارت وتلمسان‪ ،‬كما تم استرجاع املدرسة‬
‫الوطنية ل دارة منذ ‪ 2005‬و إصالخ نظام التكوين بها ‪،‬عقد شراكة مع املعهد املتخصص في التسيير و‬
‫التخطي وتكوين ‪ 425‬أمين عام للبلدية‪ 1.500 ،‬إطار تقني وكافة مدراء اإلدارة املحلية وريساء مكاتب‬
‫الصفقات و‪ 1557‬مفتش عام ومفتش والية‪ ،‬عقد شراكة مع املدرسة الوطنية ل دارة لتكوين أزيد من ‪216‬‬
‫رئم دائرة ‪ ،‬عقد شراكة مع جامعة التكوين املتواصل لتكوين ‪ 1.541‬رئم بلدية وإطالل برنامج تكميلي‬
‫للتسيير الحضري في سنة ‪ ،2009‬تحضير برنامج تكويني تكميلي لسنة ‪ 2009‬لفائدة كافة الوالة واألمناء‬
‫العامين والوالة املنتدبين وريساء الدوائر واملدراء الوالئيين للتنظيم والشألون العامة واملفتشين العامين‬
‫الوالئيين باإلضافة إلى تكوين ‪ 6.500‬إطار إداري وتقني‪.‬‬
‫‪ -4‬التخفي من األعباء اإلداروة‪ :‬وتتمثل في تجهيز اإلدارة املحلية بتجهيزات اإلعالم اعلي والوسائل العصرية‬
‫لالتصاالت مع استعمال مختلف البرمجيات في أداء الو ائف‪ ،‬خاصة مع تطوير استخدام البرمجيات والتي‬
‫تغطي تقريبا معظم الجوانب االدارية مثل تسيير االنتخابات والقوائم االنتخابية‪ ،‬الحالة املدنية‪ ،‬املالية‬
‫املحلية‪ ،‬السكن‪ ...‬ال ‪.‬‬
‫‪ -5‬تفعي دور الجماعات املحلية‪ :‬تحتل الجماعات املحلية مكانة مميزة في نظام الحكم املحلي‪ ،‬كما تلعب‬
‫دورا رياديا في التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ونتيجة لذلك أصبح إصالخ نظام تسيير الجماعات املحلية‬

‫‪112‬‬
‫من أولويات الدولة‪ ،‬فالجماعات املحلية هي نقطة اللقاء بين املواطن واإلدارة والحكومة ومنظمات املجتمع‬
‫املدني لقد شهدت السنوات األخيرة اهتماما متزايدا بالجماعات املحلية كوجها تمثل التنمية القاعدية‪ ،‬هذا‬
‫االهتمام الهدف منه تنمية املجتمعات املحلية والخروج من التبعية املالية مليزانية الدولة ‪ ،‬كما يهدف هذا‬
‫اإلصالخ إلى إشراك املواطن في جميع البرامج املحلية‪ .‬وفي كل الحاالت تدعيم الالمركزية في القرار واالستقالل‬
‫املالي ألجها تمثل الالمركزية فلم لهذه الهي ة صالحية التشر ع‪ ،‬ف ي تتمتع بقدر من االستقالل التنظيمي‬
‫واإلداري واملالي في مجال التنفيذ في حدود ونطال اختصاصها‪ .‬لقد أسندت القوانين والتشر عات املنظمة‬
‫لججماعات املحلية عدة مهام ال تختلف و ائف الجماعات في حدود القيود املفروضة عليها من السلطة‬
‫املركزية وتقوم الجماعات املحلية باإلضافة إلى مهام اإلدارة املحلية مهمة تحضير وتنفيذ برامج التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية وفقا لخصوصياتها ‪ ،‬تهي ة اإلقليم وحماية البم ة ‪ ،‬كما تتدخل الجماعات‬
‫املحلية من الناحية االجتماعية في قطاع السكن‪ ،‬التربية‪ ،‬والتكوين والاحة‪ ،‬تغطية الحاجات األساسية‬
‫للمواطنين وذلك عن طريق العدالة في توز ع املداخيل وتقديم خدمات ذات مستوى مقبول وتحسين مستوى‬
‫املعمشة‪ ،‬تعب ة الطاقات واملهارات املحلية ‪ ،‬تطوير النشاطات االقتصادية خاصة تلك التي تتعلق بترقية‬
‫الصناعات الصغيرة واملتوسطة بإنشاء مألسسات استثمارية كمألسسات تشغيل الشبا ‪ ،‬تحسين مستوى‬
‫التشغيل بتوفير مناصب عمل للعاطلين على املستوى املحلي‪ ،‬تنشي األسوال القائمة وخلق أسوال جديدة‬
‫بهدف تلبية احتياجات املواطنين‪ ،‬بتسيير مواردها املالية من الضرائب والرسوم ومختلف املوارد األخرى‬
‫وبصفة عامة تقوم الجماعات املحلية بتقديم وتوفير االحتياجات والخدمات األساسية والضرورية لجميع‬
‫املواطنين املحليين‪ ،‬ولقد أسند قانون البلدية والوالية املعدل الذي تبنته الحكومة مألخرا إلى الجماعات‬
‫املحلية مهمة التكفل بكل انشغاالت ومطالب املواطنين كما أعطى لججماعات املحلية استقاللية أكمر في‬
‫التسيير وفي اختيار البرامج املناسبة لتنمي ها كما وضع قواعد جديدة لتسييرها وفرص جديدة تسمح‬
‫بالوصول الى االستقاللية املالية‪.‬‬
‫‪ -6‬إصمح املالية املحلية لتجسيد االستقمم املا ي للجماعات املحلية‪ :‬لقد تعددت أسبا عجز ميزانيات‬
‫البلديات على املستوى الوطني والسيما البلديات التي تفتقر إلى نشاط اقتصادي يدر عليها موارد مالية‬
‫لتدعيم تنمي ها املحلية إال أن ضخامة العجز املالي للبلديات يجعل من النسبة املمنوحة من قبل الصندول‬
‫املشترك لججماعات املحلية ال تكاد تغطي سوى نسبة ‪ 6%‬من هذا العجز والذي ساهم فيه كذلك واشكل‬
‫كبير يا نشاط اقتصادي حقيقي بحيث تمركزت جل االستثمارات املدعمة من الدزلة في املناطق الشمالية‬
‫وخاصة الواليات الساحلية مما حرم البية البلديات من موارد جبائية هامة هي في حاجة إليها وحرماجها من‬
‫االستفادة من ثمار برامج التنمية املحلية‪ ،‬أما من حيث اإلنفال فان النسبة الكبيرة منه تمتصها النفقات‬
‫ذات الطابع اإلداري ومصاريف املستخدمين بنسبة ‪ 65 %‬أما مصاريف التجهيز الخاصة بالبلديات واملوجهة‬
‫لالستثمار والتنمية حص ها ال تتجاوز ‪ 10 %‬وباملقابل وتيرة املوارد الجبائية املحلية بطي ة وهذا ما أشارت إليه‬
‫اإلحصائيات السنوية املقدمة من طرف وزارة املالية واملديرية العامة للضرائب‪ ،‬إن النقص املالحا في موارد‬
‫الجماعات املحلي ة جعل الحكومة تتخذ مجموعة من التدابير العاجلة لجحد من اعتماد البلديات على ميزانية‬
‫الدولة في تمويل تنمي ها املحلية وخاصة في الظرف الراهن الذي تميز بانخفاض أسعار املحروقات مما ينب‬

‫‪113‬‬
‫بانخفاض ملموس في النفقات العامة ولسنوات عديدة ومن بين التدابير املتخذة من قبل الدولة الجزائرية‬
‫تمثلت في إصالحات تنظيمية من أجل تحسين املستوى العام فعملت الدولة على تحسين الوضع املالي‬
‫للبلديات من خالل إجراءات إصالحات مالية تمثل في إصالخ النظام الضريبي بصفة عامة الجباية املحلية‬
‫بصفة خاصة فقد فكرت الدولة في اإلصالخ املالي للبلديات من خالل رفع حصة البلدية من بعض الرسوم‬
‫والضرائب كما حولت بعض الرسوم والضرائب لصالع البلدية كلية مما رفع من االستقالل املالي لججماعات‬
‫املحلية وكان لهذه اإلصالحات األثر الكبير ولو جزئيا على تعب ة املوارد املالية املحلية‪ ،‬واملعطيات املقدمة من‬
‫وزارة الداخلية والجماعات املحلية حول مجمل الضرائب والرسوم التي تستفيد م‪،‬ها البلديات تبين ذلك‪.‬‬

‫لقد تم القيام ببعض اإلجراءات من قبل الحكومة من أجل تحسين الوضعية املالية لججماعات املحلية و التي‬
‫تمثلت في تخصيص ‪ % 50‬من الضريبة على الدخل اإلجمالي الخاص باملداخيل االيجارية لصالع البلديات‬
‫‪ ،‬رفع الرسم الخاص برخص البناء خاصة في التجمعات السكانية الكبرى‪ ،‬تعميم رسم اإلقامة إلى كافة‬
‫البلديات مع الزيادة في التعريفة بصفة متزنة حسب تصنيف مراكز اإليواء املعنية ‪ ،‬رفع الضريبة املستحقة‬
‫للدولة‪ ،‬الوالية و البلدية الخاصة بالبناء في األمالك العمومية لصالع األشخاص املعنويين أو الطبيعيين‬
‫الخاضعين للقانون العام أو الخاص‪ ،‬تخصيص ‪ % 50‬من الضريبة الجزافية الوحيدة لفائدة الجماعات‬
‫املحلية ‪ ،‬تخصيص أقساط من الرسوم البي ية لصالع البلديات ‪ ،‬إصالخ نظام التضامن املالي مابين‬
‫الجماعات املحلية ‪ ،‬منح تخصيص مالي سنوي من ميزانية الدولة لصالع الجماعات املحلية للتكفل بأعباء‬
‫األثر املالي الناتج عن الزيادة في أجور مو في الجماعات املحلية كما تم منح الجماعات املحلية مخصصات‬
‫سنوية من ميزانية الدولة لصالع البلديات للتكفل بنفقات تسيير وحراسة املدارس االبتدائية‪ .‬هذا باإلضافة‬
‫إلى بعض اإلجراءات التي من شأجها تسهل العمليات املالية وتسيير ميزانية الجماعات املحلية وهي الترخيص‬
‫للبلديات للقيام خالل الثالثي األول من كل سنة بدفع النفقات ذات الطابع اإلجباري بدون كشوفات ‪،‬‬
‫تحس ين تأطير املصالع املالية لججماعات املحلية‪ ،‬املعالجة املعلوماتية للمعطيات املادية واملالية للميزانيات‬
‫املحلية‪ ،‬ضب تكاليف النفقات لبعض الخدمات العمومية املحلية ‪ ،‬اإلدخال التدري ي للميزانية‬
‫اإللكترونية على مستوى الجماعات املحلية ‪ ،‬وضع الرقابة القبلية للنفقات على مستوى البلديات‪ ،‬الترخيص‬

‫‪114‬‬
‫للبلديات بدفع نفقاتها اإلجبارية على املكشوف خالل الفصل األول من كل سنة‪ ،‬وقصد تعميم مالية‬
‫الجماعات املحلية وإضافة إلى اإلجراءات السابقة ذات الطابع املالي تسعى الحكومة إلى تحسين تسيير ميزانية‬
‫لججماعات املحلية واملتمثل في عصرنة التسيير املالي لججماعات املحلية من خالل وضع قواعد جديدة في‬
‫إعداد ميزانية البلديات ولتجسيد ذلك تم تنظيم أيام دراسية من طرف وزارة الداخلية والجماعات املحلية‬
‫حول امليزانية الجديدة للبلديات لفائدة اإلطارات املحلية شارك فيها املفتشون العاميون للواليات‪ ،‬مديري‬
‫اإلدارة املحلية‪ ،‬ريساء الدوائر‪ ،‬األمناء العامون للدوائر ‪ ،‬ريساء املجال الشعبية البلدية‪ ،‬األمناء العامون‬
‫للبلديات‪ ،‬أمناء خزينة البلديات ومابين البلديات‪ ،‬واملراقبون املاليون للبلديات ‪ ،‬بمشاركة ممثلين عن وزارة‬
‫املالية ‪ ،‬حيث أصدرت وزارة الداخلية والجماعات املحلية مدونة خاصة بميزانية البلدية تمحورت حول وضع‬
‫برنامج تكوين حول امليزانية الجديدة في شكل تربص مغلق لفائدة ريساء املجال الشعبية البلدية‪ ،‬إعداد‬
‫برنامج إعالم لي موجه لآلمرين بالصرف حول تحضير وإعداد وتنفيذ امليزانية الجديدة للبلديات‪ ،‬وللتحكم‬
‫أكمر في مالية الجماعات املحلية وتحسين مواردها اتخذت عدو إجراءات أخرى مكملة وم‪،‬ها توسيع صالحيات‬
‫البلدية في املجال االقتصادي من خالل إشراك البلديات في وضع في املخط البلدي للتنمية ‪ ،‬الصالحية‬
‫الكاملة لججماعات املحلية في تسيير شألوجها اإلدارية واملالية على املستوى املحلي لتخفيف املسألولية عن‬
‫السلطة املركزية‪ ،‬تبسي وثائق امليزانية واملحاسبة‪ ،‬إضافة إلى هذه اإلجراءات‪ ،‬قامت الحكومة بوضع‬
‫إجراءات خاصة بجباية الضريبة التي تعد موردا أساسيا في ميزانية البلدية‪ .‬لكن و على الر م من كل هذه‬
‫املحاوالت إلصالخ الجانب املالي لججماعات املحلية إال أن تقرير وزارة الداخلية والجماعات املحلية قدم أرقاما‬
‫ّ‬
‫مغايرة ملا هي عليه مالية الجماعات املحلية خالل امللتقى الذي نظمته الوزارة حول فال إصالخ املالية املحلية‬
‫حيث أشار إلى أن ‪ 958‬بلدية على املستوى الوطني فقيرة وتعرف صعوبات مالية بسبب عجز في اإليرادات‪،‬‬
‫ّ‬ ‫يمثل نسبة ‪ 62‬املائة من مجموع بلديات الوطن الد‪ ،1541‬كما أن عدد البلديات ّ‬ ‫ّ‬
‫التي تجاوزت خ‬ ‫وهو ما‬
‫تصنف ‪ 103‬بلدية في خانة البلديات المرية‪ .‬وأشار مدير املالية‬ ‫تتعدى ‪ 480‬بلدية فق ‪ ،‬فيما ّ‬ ‫الفقر ال ّ‬
‫تعول خالل سنة ‪2016‬على رفع‬ ‫املحلية بوزارة الداخلية والجماعات املحلية‪ ،‬وعليه فان الكثير من البلديات ّ‬
‫ّ‬ ‫الرسم على املساكن ّ‬ ‫ّ‬
‫وكل العقارات من أجل تعويض العجز املرتقب في اإليرادات املالية‪ ،‬بسبب تخفيض‬
‫الرسم على العقار كونه موردا‬ ‫الرسم على النشاط املنهي من ‪ 2‬باملائة إلى ‪ 1‬باملائة‪ ،‬خالل ‪ ،2016‬كما سمتم رفع ّ‬ ‫ّ‬
‫أساسيا لججماعات املحلية وذا يمكن أن يرفع عائدات البلديات من الضرائب بد ‪ 25‬باملائة على األقل خالل‬
‫ّ‬
‫سنة ‪ ،2016‬من أجل تفادي العجز في اإليرادات الن الضرائب تمثل ‪ 65‬باملائة من إيراداتها‪ ،‬كما أشار‬
‫التقرير إلى أن إيرادات البلديات من االستثمارات تكاد تكون معدومة وهذا عمق من عجز البلديات حيث‬
‫حضرت‬ ‫عرفت ‪ 1249‬بلدية عجزا في ميزانياتها خالل الفترة املمتدة من ‪ 2000‬إلى ‪ ، 2010‬وفي هذا الصدد ّ‬
‫لكل طلبات البلديات‬ ‫مستعد لالستجابة ّ‬ ‫التقشف والصندول ّ‬ ‫وزا ة الداخلية البلديات لتفادي ثار سياسة ّ‬
‫ر‬
‫خالل سنة ‪ ،2016‬وأن البلديات ملزمة ببرمجة مشار ع مربحة للرفع من إيراداتها للوفاء بالتزاماتها‪.‬‬
‫‪ -7‬الرقابة على مالية الجماعات املحلية ‪ :‬يتميز موضوع الرقابة املالية على البلدية بأهمية كبيرة كوجها األداة التي‬
‫يتم من خاللها الحفاط على املال العام وذلك بالنظر لعدد للبلديات والذي بلغ ‪ 1451‬بلدية‪ ،‬حيث نجد معظمها‬

‫‪115‬‬
‫ير ال تملك األموال الضرورية لتلبية احتياجات سكاجها كما نجدها تعتمد في تمويل نفقاتها بنسبة كبيرة على‬
‫إمكانيات ومن هذا املنطلق تبرز أهمية دراسة الرقابة على مالية الجماعات املحلية سواء كانت قبلية أو بعدية ‪،‬‬
‫ممارسة من طرف املراقب املالي واملحاسب العمومي أو من طرف الجهة الوصية كما تعهد إلى أجهزة مستقلة‬
‫متمثلة في املفتشية العامة للمالية ومجل املحاسبة ‪ ،‬إن الرقابة املالية ال تختلف عن يرها من الصور األخرى‬
‫للرقابة على النشاط اإلداري‪ ،‬حيث تحتوي على عدة جوانب تتميز بها عن يرها من الصور املتعددة للرقابة‬
‫فاإلدارة العامة هي التي تهدف إلى الحماية املالية العامة إيرادا وإنفاقا و الرقابة املالية لها أهمية بالغة فأي إساءة‬
‫للمال العام أو إهمال له يألدي إلى نتائج سم ة فتطور الدولة أدى إلى زيادة نفقاتها ‪ ،‬وملا كانت ندرة املوارد املالية‬
‫تعتبر من املشاكل التي تواجه معظم البلدان خاصة الدول النامية ‪ ،‬فال بد من القيام بعملية املراقبة الستخدام‬
‫هذه املوارد و اإلمكانيات حتى تتمكن من تخصيصها و توز عها توز عا عادال من أجل تحقيق التوازن االقتصادي و‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -1.7‬الهدف من عملية الرقابة املالية‪ :‬تتمثل أهم املبادئ التي تقوم عليها الرقابة املالية في انتظام ذلك‬
‫النشاط و أدائه طبقا لجخط املوضوعة و في إطار السياسة املقررة لتحقيق األهداف املحددة دون املساس‬
‫بالحقول الفردية لقفراد و االعتداء على الحريات العامة ‪.‬كما أن أهداف الرقابة تطورت وفق تطور الدول‪،‬‬
‫حيث أن هناك أهداف تقليدية و أخرى حديثة و متطورة ‪ ،‬نتعرض إليها في الفرعين التاليين تتميز الرقابة‬
‫املالية على البلديات أو الجماعات املحلية بعدة أهداف يمكن ذكر أهمها‪:‬‬
‫‪ - 1‬التأكد من سالمة العمليات املحاسبية التي خصصت من أجلها األموال العامة و التحقق من صحة‬
‫الدفاتر و السجالت و املستندات‪.‬‬
‫‪ -2‬التأكد من عدم تجاوز الوحدات النقدية في اإلنفال و حدود االعتمادات املقررة مع ما يستلزم من‬
‫مراجعة املستندات املألدية للصرف و التأكد من صحة توقيع املوكل لهم سلطة االعتماد‪.‬‬
‫‪ - 3‬عملية التفتمش املالي و التي يقوم بها جهاز إداري تابع لوزارة املالية‪.‬‬
‫‪ -4‬التأكد من كفاية املعلومات و األنظمة و اإلجراءات املستخدمة‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى التزام اإلدارة في تنفيذها للميزانية وفقا للسياسة املعتمدة‪.‬‬
‫‪ -6‬بيان أثار التنفيذ على مستوى النشاط االقتصادي و اتجاهاته‪.‬‬
‫‪ - 7‬الرب بين التنفيذ و ما يتخلله من إنفال و النتائج املترتبة عن هذا التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -2.7‬املبادئ التي تقوم عليها الرقابة املالية‪ :‬الرقابة على امليزانية أو الرقابة املالية تخضع لجملة من املبادئ‬
‫و األس تميزها عن يرها من أنواع الرقابة و تنفرد دون سواها ‪ ،‬ويمكن حصر هذه املبادئ فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬خضوع العمليات املالية ملجموعة من اإلجراءات و التي تعرف بالدورة املستدينة ‪ ،‬و التي تسبق و تعاصر‬
‫كل عملية مالية سواء كانت متصلة باإليراد أو اإلنفال‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫‪ ‬حصر كل خطوة إلى املراجعة دون القيام بأي إجراء قبل التأكد من سالمة و صحة ما سبقها من‬
‫إجراءات‪.‬‬
‫‪ ‬عدم تدخل جهة منفردة في إتمام هذه اإلجراءات‪.‬‬

‫‪ -3.7‬أنواع الرقابة املالية‪ :‬إن الرقابة الداخلية هي املراقبة التي تمارس من داخل التنظيم نفسه ‪ .‬و حسب‬
‫التقسيم التقليدي ‪ ،‬فقد قام بتقسيم الرقابة إلى رقابة إدارية تهدف إلى رقابة صرف اإليرادات و تنفيذ‬
‫النفقات ‪ ،‬كما أجها تعتبر ممارسة اإلدارة على نفسها مراقبة من الداخل فتحدث لهذا الغرض هي ات ودوائر‬
‫خاصة ‪ ،‬و من هنا فإن هذا النوع من الرقابة هو أول خطوة تخضع لها ميزانية الجماعات املحلية‪ ،‬وذلك عن‬
‫طريق قيام اإلدارة برقابة على أعمالها ‪ ،‬لكن هل صحيح اإلدارة تقوم برقابة على نفسها ؟ و كيف تتجسد هذه‬
‫الرقابة ؟ من هنا نستنتج أنه ال يمكن أن تتحقق على الوجه الكامل دون أن يتوفر لها مقومات نجاحها ‪ ،‬أهمها‬
‫كفاءة نظم الرقابة الداخلية التي تتمثل في سرعة الكشف عن املخالفات و تحفيز مسألولية القائمين بها ‪،‬‬
‫إضافة إلى توفير الخبرات اإلدارية و املالية عن طريق التدريب املستمر ‪ ،‬و يمكن الشارة إلى األجهزة املكلفة‬
‫بالرقابة الداخلية و املتمثلة في رقابة املراقب املالي و رقابة املحاسب العمومي ‪ ،‬باإلضافة إلى الرقابة الشعبية‬
‫املمارسة من طرف املجال الشعبية املحلية و رقابة السلطة الوصية ‪،‬و بالتالي سوف نقسم هذا املحور إلى‪:‬‬
‫‪ ‬الرقابة املمارسة على ميزانية الجماعات املحلية من طرف املراقب املالي و املحاسب العمومي‪.‬‬
‫‪ ‬رقابة املجال املحلية و رقابة السلطة الوصية على ميزانية الجماعات املحلية‪.‬‬
‫‪ -4.7‬الرقابة املمارسة على مي انية الجماعات املحلية من طرف املر اقب املا ي واملحاسب العمومي‪ :‬إن‬
‫ميزانية الجماعات املحلية قبل تنفيذها البد أن تخضع إلى نوع خاص من الرقابة نطلق عليها تسمية الرقابة‬
‫السابقة ‪ ،‬و التي تهدف إلى اكتشاف وتحليل املشاكل املمكن حدوثها و تفاديها و ملعالج ها فبل حدوثها و‬
‫املوافقة السابقة ألجهزة الرقابة على القرارات املتعلقة بصرف األموال ‪ ،‬و بر م من أجها تألدي إلى كمرة‬
‫اإلجراءات الالزمة للقيام بعملية النفقات ن مما يترتب عليها ب ء سير املرافق العامة إال أجها تعتبر الحاسمة في‬
‫تأ دية الغرض التي تهدف إلى تحقيقه و املتمثل في تطبيق امليزانية تطبيقا سليما تراعي فيه كافة قواعد اإلنفال‬
‫املقررة ‪ ،‬كما يكون هدفها ضمان تطبيق القوانين و القواعد التنظيمية والتحقق من الشرعية املالية‬
‫لاللتزامات للنفقات العمومية كما أن عمليات املراجعة و الرقابة تتم قبل الصرف و ال يجوز ألي وحدة‬
‫تنفيذية االرتباط بالتزام أو دفع أي مبلغ قبل الحصول على موافقة الجهة املختصة بالرقابة قبل الصرف ‪،‬‬
‫حيث أن عمليات املراجعة و الرقابة تتم على جانب النفقات فق حيث ليتصور أن تتم رقابة سابقة على‬
‫تحصيل إيرادات العام و بالتالي ف ي تمارس قبل تنفيذ ميزانية الجماعات املحلية ‪ ،‬كما يمكن اإلشارة إلى أن‬
‫هذا النوع من الرقابة قائم على أساس التوقيت الزمني الذي تمارس فيه عملية الرقابة من قبل األجهزة‬
‫املختصة ‪ ،‬و التي بدورها تحول دون الوقوع في الخطأ أو باألحرى التفادي من الوقوع فيه ‪ ،‬وقد أطلق عليها‬
‫البعض اسم الرقابة الوقائية أو الرقابة املانعة‪.‬‬
‫‪ -5.7‬املر اقب املا ي‪ :‬يقوم املراقب املالي بممارسة رقابته على ميزانية الوالية قبل دخولها مرحلة التنفيذ ‪ ،‬و‬
‫بعد املصادقة عليها من طرف السلطات املختصة كما تطبق رقابة النفقات التي يلتزم بها على ميزانية‬

‫‪117‬‬
‫املألسسات و اإلدارات التابعة للدولة و امليزانيات املجحقة ‪ ،‬وعلى الحسيات الخاصة لجخزينة وميزانيات الوالية‬
‫و املألسسات العمومية ذات طابع اإلداري إال أنه تبقى كل من ميزانيتي املجل الشعبي ألواللي و املجل‬
‫الشعبي البلدي خاضعتين ل حكام التشر عية و التنظيمية املطبقة عليها ‪ ،‬كما يمكن أن يتم تحديد كيفية و‬
‫مالءمة الرقابة بالنسبة لبعض القطاعات و بعض أنواع النفقات حسب كل حالة بقرار من الوزير املكلف‬
‫بامليزانية و بقرار وزاري مشترك بين الوزير املكلف بامليزانية و الوزير املعني تقنيا ‪ .‬ويدرج هذا النوع من الرقابة‬
‫في إطار سياسة عدم التركيز اإلداري التي تحتم على الدولة جعل االعتمادات املالية الالزمة لتحقيق العمليات‬
‫االستثمارية على املستوى املحلي تحت تصرف اعمرين بالصرف‪ ،‬وتمارس الرقابة السابقة للنفقات من طرف‬
‫مراقبين ماليين بمساعدة مراقبين ماليين مساعدين ‪ ،‬حيث يقوم الوزير املكلف بامليزانية بتعيي‪،‬هم ‪.‬و من أهم‬
‫الصالحيات املوكلة للمراقب املالي إضافة إلى اختصاصات التي يسندها له القانون األساس ي‪:‬‬
‫‪ ‬مسك تسجيالت تدوين التأشيرات و الرفض‪.‬‬
‫‪ ‬مسك محاسبة االلتزامات حسب الشروط املحددة ‪ .‬كما يقوم املراقب املالي إسنادا إلى ملهام التي‬
‫يقوم بها ‪ ،‬بإرسال إلى الوزير املكلف بامليزانية حاالت دورية معدة إلعالم املصالع املختصة بتطور‬
‫االلتزام بالنفقات و تعداد املستخدمين‪.‬‬
‫‪ ‬يقوم في جهاية كل سنة مالية بإرسال إلى الوزير املكلف على سبيل العرض و إلى األمرين بالصرف‬
‫على سبيل اإلعالم تقريرا يستعرض فيه الشروط التي قام عليها التنفيذ ن إضافة إلى الصعوبات‬
‫التي تلقاها أثناء أداء مهامه إن وجدت في مجال تطبيق التنظيم و املخالفات التي الحظها في تسيير‬
‫األمالك العمومية و جميع االقتراحات التي من شأجها تحسين شروط صرف امليزانية ‪ ،‬كما تعد‬
‫املصالع املختصة التابعة للوزير املكلفة بامليزانية تقريرا مجخصا عاما يوزع على مجموع اإلدارات‬
‫املعنية و مألسسات الرقابة‪.‬‬
‫‪ ‬يعتبر املراقب املالي مسألول عن سير مجموع املصالع املوضوعة تحت سلطته و عن التأشيرات‬
‫التي يسلمها ‪ ،‬أما بالنسبة للمراقب املالي املساعد فهو مسألول في حدود االختصاصات املفوضة‬
‫له من طرف املراقب املالي عن األعمال التي يقوم بها و عن التأشيرات التي يسلمها بعنوان الرقابة‬
‫السابقة‪.‬‬

‫و هكذا نستنتج أن املراقبة املمارسة من قبل املراقب املالي الذي يتم تعينه كما قلنا في السابق من طرف‬
‫الوزير املكلف باملالية ‪ ،‬بحيث أن هدفها هو منع ارتكا املخالفات املالية التي يقع فيها معدو امليزانية ‪ ،‬حيث‬
‫أن هذا النوع من الرقابة يدخل ضمن سياسة عدم التركيز ‪ ،‬كما يعتبر املراقب املالي املرشد و الحارس على‬
‫تنفيذ امليزانية مع إعالم املصالع املالية باألخطاء التي يرتكبها األمر بالصرف مع تقرير العقوبات ‪ ،‬تخضع‬
‫القرارات املتضمنة التزاما مسبقا بالنفقات قبل التوقيع عليها لتأشيرة املراقب املالي وقد حصرت املادة ‪ 5‬من‬
‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ 92-414‬املألرخ في ‪14‬نوفمبر ‪ 1992‬و املتعلق بالرقابة السابقة للنفقات التي تلتزم بها‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫‪118‬‬
‫‪ ‬قرارات التعيين و التثبيت و القرارات التي تخص الحياة املهنية للمو فين و دفع مرتباتهم‬
‫باستثناء الترقية في الدرجة‪.‬‬
‫‪ ‬الجداول االسمية التي تعد عند قفل كل سنة مالية‪.‬‬
‫‪ ‬الجداول األصلية األولية التي تعد في بداية السنة و الجداول األصلية املعدلة التي تطرأ أثناء‬
‫السنة املالية‪.‬‬
‫‪ -6.7‬رقابة املحاسب العمومي على مي انية البلدكات ‪ :‬إن املحاسب العمومي هو كل شخص يتم تعينه‬
‫بموجب القانون للقيام بالعمليات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تحصيل اإليرادات و دفع النفقات‪.‬‬
‫‪ ‬ضمان حراسة األموال أو السندات أو القيم أو األشياء أو املواد املكلف بها و حفظها‪.‬‬
‫‪ ‬تداول األموال و السندات و القيم و املمتلكات و العائدات و املوارد‪.‬‬
‫‪ ‬حركة حسابات املوجودات‪.‬‬
‫إضافة إلى هذه الو ائف أسندت إليه مهمة ثانية تتمثل في إعداد تحصيل اإلجراء الذي يتم بموجبه إيراد‬
‫الدين العمومي ويتم تعينه من طرف الوزير املكلف باملالية ويخضع أساسا لسلطته و تكمل صالحيات‬
‫املحاسب العمومي و مدى مسألوليته فإنه يمسك في مجال عمليات الخزينة حسابات حركات األموال نقدا‬
‫كانت أم قيما في حسابات ودالع أو في حسابات جارية أو في حسابات دائنة أو مدينة ‪،‬كما تبين عمليات‬
‫الخزينة األموال املودعة لفائدة الخواص و األموال الداخلة إلى الصندول و الخارجة منه مألقتا و عمليات‬
‫التحويل ‪.‬و ت عرض الحسابات الخاصة الجرد العيني و املالي للمواد و القيم و السندات التي تطبق عليها ‪.‬كما‬
‫يتولى املحاسب العمومي املعين بأعمال املطالبة بباقي الحسا الذي يمكنه أن يقوم شخصيا بتحصيل أو‬
‫يسند ذلك إلى قابض الضرائب املختلفة للقيام باملتابعة املعتادة في مجال الضرائب املباشرة و املحاسب‬
‫العمومي يتمتع باملسألولية ال خصية و املالية على العماليات املوكلة له ‪ ،‬كما يمكن له أن يتمتع باملسألولية‬
‫التضامنية بمنه وبين األشخاص املوضوعين تحت أوامره ‪ .‬ونستنتج من هذا أن مسألولية املحاسب العمومي‬
‫تتقرر عندما يحدث عجز في األموال العمومية سواء تعلق األمر بتحصيل اإليرادات أو تسديد النفقات‬
‫وتكمن املسألولية ال خصية و املالية للمحاسب العمومي عن كل تصرفاته خاصة إذا تعلق األمر ‪:‬‬
‫‪ ‬تسديده للنفقات العمومية في روف ير شرعية‪.‬‬
‫‪ ‬حراسة وحفظه ألرصدة و قيم الهي ات العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬تحريكه لقرصدة و القيم و الحركات الحسابية‪.‬‬
‫‪ ‬محافظته على الوثائق و املستندات املثبتة للعمليات املحاسبية‪.‬‬
‫‪ ‬قيامه بمهمة املحاسب للمنصب الذي يشغله‪.‬‬
‫كما يعتبر املحاسب العمومي مسألوال عن تصرفات يره التي تصدر من مساعديه في تسيير مصجحة املحاسبة‬
‫و الخاضعين لسلطته و مراقبته ‪ ،‬تكون هذه األخيرة تبعا لصفة املو فين الذين هم تحت إشرافه و املتمثلة في‬

‫‪119‬‬
‫أعوان املصجحة ن املحاسبون السابقون ن املحاسب املفوض ‪ ،‬املحاسب الفعلي املجحقون الوكالء املكلفون‬
‫بإجراء عمليات قبض األموال و دفعها للمحاسب العمومي املسألول شخصيا و ماليا عن هذه العمليات‪.‬‬
‫و يمكن حصر الهدف من ممارسة و يفة رقابة النفقات املستعملة يتمثل في‪:‬‬
‫‪ ‬السهر على صحة تو يف النفقات بالنظر إلى التشر ع املعمول به‪.‬‬
‫‪ ‬التحقق مسبقا من توفر اإلعتمادات‪.‬‬
‫‪ ‬إثبات صحة النفقات بوضع تأشيرة على الوثائق الخاصة بالنفقات أو تعليل رفض التأشيرة عند‬
‫االقتضاء و ضمن اعجال املحددة عن طريق التنظيم و التي تراعي فيها طبيعة الوثيقة‪.‬‬
‫‪ ‬تقد يم نصائح لقمر بالصرف في املجال املالي‪.‬‬
‫‪ ‬إعالم الوزير املكلف باملالية شهريا باحة تو يف النفقات و الوضعية العامة لالعتمادات‬
‫املفتوحة و النفقات املو فة‪.‬‬
‫املحاسبة الخاصة باعمرين بالصرف ‪:‬اعمر بالصرف الرئ مس ي بالنسبة مليزانية الوالية يتمثل في الوالي ‪ ،‬أما على‬
‫مستوى البلدية فيتمثل في رئم املجل الشعبي البلدي ‪ .‬و يمسك اعمرون الرئمسيين في الوالية و البلدية‬
‫محاسبة إدارية ل يرادات و النفقات العمومية في مجال االلتزام ‪ ،‬التصفية و اإلذن بالدفع ‪ ،‬إن للمحاسب‬
‫العمومي صالحية الرقابة من الناحية الخارجية إذ يطلب ملف النفقة املقدمة ليه ن ولم له الحق في‬
‫التحقق من مدى شرعي ها ‪ ،‬وبالتالي فإذا تأكد من شرعية النفقة العمومية بعد قيامه بالتحقيقات يقوم‬
‫بوضع التأشيرة القابلة للدفع ‪ ،‬مما يسمح بتسليم مبلغ النفقة إلى الدائن املعني ‪ ،‬إضافة إلى إمكانية رفض‬
‫القيام بالتسديد أو الدفع و يقوم بإعالم اعمر بالصرف عن طريق مذكرة خطية يحدد فيها أسبا الرفض‬
‫لكي يجري عليها التسويات الالزمة ‪ .‬ففي حالة رفض اعمر بالصرف تسوية املالحظات املشار إليها في املذكرة‬
‫يرفض املحاسب العمومي بوضع التأشيرة بصفة جهائية إال أن سلطة املحاسب العمومي لمست مطلقة‪.‬‬
‫‪ -7.7‬رقابة املجال الشعبية والسلطات الوصية على مي انية الجماعات املحلية‪ :‬إن اإلدارة املحلية تقوم‬
‫على أساس االعتراف بوجود مصالع إقليمية يترك اإلشراف عليها من أشخاص يتم اختيارهم عن طريق‬
‫االنتخا من طرف إدارة املجتمع ‪ ،‬بحيث يقومون بحماية مصالع الجماعات اإلقليمية نيابة ع‪،‬هم ‪ ،‬أي تقوم‬
‫بالتعبير عن إرادة الشعب الذي يقوم باختيار من يمثله ‪ ،‬وبالتالي فالالمركزية التي تتمثل في املجال املحلية‬
‫املنتخبة و املتمثلة في البلدية و الوالية ‪ ،‬والتي تعتبر تجسيدا للديمقراطية تسمح للمواطنين في تسيير شألوجهم‬
‫العمومية بأنفسهم ‪ ،‬كما أجها تعتبر نمطا من أنماط اإلدارة ‪ ،‬و بالتالي فاملجال املحلية املنتخبة يعترف لها‬
‫بال خصية االعتبارية من أجل إصدار و تنفيذ القرارات التي تتخذها في مختلف الجوانب من أجل تحقيق‬
‫املصجحة العامة و بالتالي إشباع حاجات املواطنين و محاولة تحقيق االكتفاء الذاتي املحلي وتحقيق التنمية‬
‫املحلية ‪ ،‬كما أن ممارسة الرقابة سواء من طرف املجال الشعبية أو السلطة الوصية يكون في حدود‬
‫القانون في كوجها رقابة شرعية ‪ ،‬إذ تقوم باإلطالع الدائم و املستمر على مختلف األعمال و التصرفات املتخذة‬
‫على املستويين أي املستوى البلدي املستوى الواللي‪ ،‬و من املعلوم أن البلدية تدار من طرف مجل منتخب‬
‫بتمثل في املجل الشعبي البلدي و الهي ة التنفيذية تتشكل هذه األخيرة من رئم املجل الشعبي البلدي و‬
‫يمكن أن يساعده في ذلك نائب أو أكمر ‪ ،‬و عتبر هذا األخير الجهاز األساس ي في البلدية إضافة إلى أنه يعتبر‬

‫‪120‬‬
‫العقود‬ ‫وموقع‬ ‫‪،‬‬ ‫النفقات‬ ‫بصرف‬ ‫اعمر‬
‫و تصبح تصرفات و أعمال املجل الشعبي البلدي سارية و نافذة منذ املصادقة و التصويت عليها من‬
‫األعضاء و الرئم و بعد فوات ‪ 15‬يوما من إيداعها لدى املصالع الوالئية و تعتبر البلدية اإلطار للتعبير عن‬
‫الديمقراطية ف ي مسألولة على تسيير املالية املحلية واملتمثلة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬حصيلة املوارد الجبائية و الرسوم‪.‬‬
‫‪ ‬مداخيل املمتلكات‪.‬‬
‫‪ ‬اإلعانات‪.‬‬
‫‪ ‬االقتراض‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك ف ي مسألولة على تعب ة حصيلة هذه اإليرادات كما أن العمليات املالية املترتبة حسب‬
‫طبيع ها ( خدمات أو مشار ع تسمح في أي وقت للمجل الشعبي البلدي و كذا املصالع البلدية من معرفة‬
‫الوضعية املالية لكل مصجحة أو مشروع أو تجهيز ‪.‬و قد أوكلت لرئم املجل الشعبي مهمة تمثيل البلدية و‬
‫الوالية فبالنسبة لتمثيل البلدية يقوم باسمها و تحت مراقبة املجل بجميع األعمال الخاصة باملحافظة على‬
‫األموال و الحقول التي تتكون م‪،‬ها ثروة البلدية و إيراداتها الخاصة‪ .‬إذ يقوم بما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تسيير إيرادات البلدية و اإلذن باالتفال و متابعة تطور مالية البلدية‪.‬‬
‫‪ ‬إبرام عقود اقتناء األمالك و بيعها و قبول الهبات و الوصايا و الصفقات أو اإليجارات‪.‬‬
‫‪ ‬إبرام املناقصات أو املزايدات الخاصة بأشغال البلدية و مراقبة حسن تنفيذها‪.‬‬
‫‪ ‬اتخاذ كل القرارات املوفقة للتقادم و اإلسقاط‪.‬‬
‫‪ ‬رفع الدعاوى أمام القضاء باسم البلدية و لفائدتها‪.‬‬
‫‪ ‬املحافظة على الحقول العقارية و املنقولة التي تمتلكها البلدية بما فيها حق الشفعة‪.‬‬
‫‪ ‬تو يف عمال البلدية و تعيي‪،‬هم و تسييرهم وفقا للشروط املنصوص عليها في القوانين و‬
‫التنظيمات املعمول بها‪.‬‬
‫‪ ‬اتخاذ كل اإلجراءات املتعلقة بالطرل البلدية‬
‫‪ ‬السهر على صيانة املحفو ات‪.‬‬
‫و الحاالت التي يتدخل فيها املجل الشعبي املحلي في عملية الرقابة على ميزانية الجماعات املحلية هو أن‬
‫ميزانية البلدية يتم التصويت عليها من طرف املجل الشعبي البلدي باقتراخ من رئمسها و تضب وفقا‬
‫للشروط املنصوص عليها في القانون إذ يتم التصويت على اإلعتمادات مادة بمادة ‪ ،‬و بالرجوع إلى دستور‬
‫‪23‬فيفري ‪ 1989‬نجده قد نص على هذا النوع من الرقابة في املادة ‪ 149‬قبل ذكر رقابة مجل املحاسبة ملا له‬
‫من أهمية بالغة و على الهي ة التنفيذية لججباية و اإلنفال التحقق من مطابقة النتائج املتحصل عليها مع‬
‫التقديرات التي وضعت في و وثيقة امليزانية لتدارك االختالف في إعداد امليزانية اإلضافية للسنة الجارية ‪ ،‬ألن‬
‫امليزانية االبتدائية ال تعطي فرصة ملناقش ها بشكل واسعة و فعال و بناء على عك امليزانية اإلضافية أثناء‬
‫تقديمها للمصادقة تفتح ألعضاء املجال املحلية مجال واسع للمناقشة ‪ .‬و يعتبر الحسا اإلداري وسيلة‬

‫‪121‬‬
‫مراقبة يسمح لججماعات املحلية تقويم التسيير املالي قبل أي تعديل للتوقعات املدرجة في امليزانية األولية عن‬
‫طريق امليزانية اإلضافية و هكذا نستنتج أن الرقابة على ميزانية البلدية تكون عن طريق املقارنة بين اإليرادات‬
‫و النفقات و مقارنة املجموع املالي لقسم التسيير وقسم التجهيز و االستثمار حسب النماذج املرفقة مع‬
‫امليزانية ‪،‬و في حالة مطابق ها يتم املصادقة عليها أما في حالة و جود أخطاء فإن تاحيحها يكون على مستوى‬
‫مصجحة القباضة البلدية‪.‬‬
‫أما رقابة السلطة الوصية على ميزانية الجماعات املحلية هذا النوع من الرقابة هو الذي يمارس من طرف‬
‫مو فين مختصين نظرا لقهمية البالغة التي تلعبها الرقابة أثناء تنفيذ و تطبيق امليزانية ‪ .‬و باعتبار أن‬
‫الوصاية اإلدارية ‪ ،‬هي مجموع السلطات املحددة التي يقررها القانون على أشخاص أعضاء الهي ات‬
‫الالمركزية و أعمالهم قصد حماية املصجحة العامة ‪ ،‬ال تمارس إال في الحاالت و األوضاع املنصوص عليها في‬
‫القانون ‪ ،‬وبالتالي مصداقية السلطة الوصية تجرى ضمن إدارة مركزية بين سلطات الوصاية و سلطة‬
‫المركزية ‪ .‬فبعض القرارات األشخاص اإلدارية ال يمكن تطبيقها إال بعد التصديق عليها من قبل السلطة‬
‫الوصية ‪ ،‬إن الطابع التنفيذي متوقف على إذن موافقة الجهاز األعلى املختص ‪ ،‬وتتدخل السلطة الوصية‬
‫بإلغاء األعمال إذا ما أت ع أجها ير شرعية ‪ .‬كما أن املراقبة هي صالحية من صالحيات الدولة ‪ .‬ف ي من‬
‫اختصاصات الحكومة املركزية تمارسها على الهيأة الالمركزية‪ ،‬كما يجوز للهيأة الالمركزية ممارسة الرقابة‬
‫على هيأة الالمركزية األخرى كما هو الحال بالنسبة للبلديات و الواليات التي تمارس الرقابة على املرافق‬
‫اإلدارية العامة التابعة لها ‪ ،‬تقدم السلطات اإلدارية املركزية الوصية تقريرا مرفقا باالعتمادات املالية‬
‫للهي ات و الوحدات اإلدارية الالمركزية إذا عجزت هذه األخيرة عن تغطية نفقاتها الضرورية إلشباع الحاجات‬
‫العامة املحلية ‪ ،‬إضافة إلى حق اإلطالع الدائم على األعمال و التصرفات لتي تقوم بها الهي ات اإلدارية‬
‫الالمركزية الخاضعة لها ‪ ،‬وبالتالي تكون ملزمة برفع محاضر الجلسات و املداوالت إلى السلطات اإلدارية‬
‫املركزية الوصية من أجل اإلطالع عليها و بالتالي مراقبة مدى صح ها و عدم مخالف ها ملقتضيات القوانين و‬
‫التنظيمات املعمول بها تلعب السلطة الوصية دورا هاما في الرقابة على ميزانية الجماعات املحلية نظرا‬
‫ألهمية التي تتميز بها هذه األخيرة في املحافظة على ميزانية متوازنة من أجل تحقيق األهداف االقتصادية و‬
‫االجتماعية لكافة املواطنين عبر إقليم الجماعات املحلية ‪ .‬هذه الرقابة التي أسندت إلى مو في اإلدارة من‬
‫أجل التأكد من تنفيذ البرامج املعتمدة و عدم خروج الهي ات التنفيذية عن أهداف الرقابة ‪ ،‬واألشخاص‬
‫املوكلة لهم ممارسة هذه الرقابة على ميزانية الجماعات املحلية هم‪:‬‬
‫‪ ‬الوالي‪.‬‬
‫‪ ‬رئم الدائرة‪.‬‬
‫‪ ‬املجل الشعبي الواللي‪.‬‬
‫أن هدف الوصاية اإلدارية يكمن في أهداف إدارية تتمثل في ضمان حسن سير اإلدارة و املرافق العامة التابعة‬
‫لقشخاص الالمركزية و زيادة قدرتها اإلنتاجية أهداف سياسية تكمن في صيانة وحدة الدولة و ضمان وحدة‬
‫االتجاه اإلداري العام في كافة أنحائها و حماية مصجحة الدولة كما أجها تعمل على جعل األشخاص الخاضعين‬

‫‪122‬‬
‫لها يحترمون الشرعية ‪ ،‬واحترام الشرعية و التزام به البد أن تجري تصرفات هألالء األشخاص في ل القواعد‬
‫القانونية و ضمن حدودها‪.‬‬
‫‪ ‬الرقابة الخارجية املمارسة على مي انية الجماعات املحلية هي تلك الرقابة التي تمارس خارج‬
‫التنظيم من قبل األجهزة الرقابية املختصة ‪ ،‬وتهدف إلى ضمان مراقبة النفقات و مدى توفر‬
‫االعتمادات و مراقبة حوالن الصرف باإلضافة إلى مراجعة العماليات املالية كما تعرف بأجها هي تلك‬
‫التي يعهد بها إلى هي ات مستقلة و ير خاضعة للسلطة التنفيذية و البد أن تمنح هذه الهي ة ملو فيها‬
‫من السلطات و الضمانات ما يجعلها بمأمن عن أي إجراء تعسفي قد تحاول الحكومة اتخاذه ‪ .‬يستند‬
‫هذا النوع من الرقابة إلى هي تين هما مجل املحاسبة و من جهة أخرى الرقابة املمارسة من طرف‬
‫وزارة املالية بواسطة جهاز التفتمش املالي‪.‬‬
‫‪ ‬الرقابة القضا ية المحقة املمارسة على مي انية الجماعات املحلية فيعتبر هذا النوع من الرقابة‬
‫أسلوبا من أساليب الرقابة في مجال تنفيذ ميزانية الجماعات املحلية ‪ .‬فهو يعني الرقابة القائمة على‬
‫أساس التوقيت الزمني ‪ ،‬أي يأخذ بعين االعتبار املدة املقررة لتنفيذ امليزانية و سمى بالرقابة البعدية‬
‫هدفها توقيع العقا و الجزاء على مرتكبي املخالفات و ألخطاء التي وقعوا فيها عند إعداد امليزانية‬
‫سواء عن قصد أو خطأ ‪ .‬إضافة إلى تقصيرهم في إعداد القواعد املحاسبية الخاصة بامليزانية ‪ ،‬وقد‬
‫أوكلت هذه املهمة إلى هي ة مختصة تتمتع باالستقالل في التسيير و املتمثلة في مجل املحاسبة ‪،‬‬
‫وبالتالي تتولى هي ة قضائية بفحص الحسابات و اكتشاف املخالفات املالية و حوادث الغش و‬
‫السرقة و قد يعهد إليها بمحاكمة املسألولين عن املخلفات املالية و إصدار العقوبات املنصوص عليها‬
‫‪ ،‬أو قد تحدد مهم ها في اكتشاف هذه املخالفات و تدارك املوقف من قبل املسألولين أو إحال هم‬
‫للقضاء الجنالي إذا استدعى األمر ن كما قد يطلب م‪،‬ها وضع تقرير سنوي لرئم الجمهورية أو‬
‫السلطة التشر عية أو االثنين معا تعرض فيه ما اكتشافه من مخالفات مالية مع تقديم اقتراحات‬
‫للقليل من هذه املخالفات أو منعها في املستقبل ‪ ،‬املقصود بالرقابة الالحقة ف ي الرقابة التي تبدأ بعد‬
‫قفل السنة املالية و قفل الحسابات الختامية للدولة بحيث أجها ال تشمل جانب النفقات فق كما‬
‫هو الحال بالنسبة للرقابة السابقة و لك‪،‬ها تمتد لتشمل جانب اإليرادات العامة للتأكد من تطبيق‬
‫السلطة التنفيذية للقوانين حيث أن الرقابة الالحقة تأخذ أشكال متعددة فقد تقتصر على املراجعة‬
‫الحسابية و املستخدمة جميع العمليات املالية لكشف املخالفات املالية التي ارتكبت ‪ ،‬وقد تمتد‬
‫لتشمل بحث مدى كفاءة الوحدة اإلدارية في استخدام األموال العامة‪.‬‬
‫‪ ‬الرقابة اإلداروة المحقة املمارسة على مي انية الجماعات املحلية يعهد هذا النوع من الرقابة إلى‬
‫مو فين من اإلدارة بعد تلقيهم تكوينا خاصا عن الرقابة التي يمارسوجها إلى جانب الرقابة وو ائفهم‬
‫اإلدارية األخرى و تكون هذه الرقابة موكلة إلى مفتشين عموميين تابعين لوزارة املالية ‪ ،‬إذ يمارسون‬
‫رقاب هم على ميزانية الجماعات املحلية بعد عملية تنفيذها ‪ ،‬وذلك عن طريق الدفاتر املحاسبية و‬
‫مستندات الصرف و التحصيل و مدى تطابق الصرف لالعتمادات املقررة في امليزانية‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫كما أن اإليرادات العامة قد تم تحصيلها بطريقة سليمة باإلضافة إلى أن جميع العمليات املالية قد تمت‬
‫بمستندات صحيحة محترمة للقوانين و التنظيمات املعمول بها في مجال امليزانية ‪ ،‬وأجها مثبتة في الدفاتر‬
‫إثباتا صحيحا وفقا لنظام املحاسبة باإلضافة إلى فحص النظم املالية املعمول بها مع إمكانية تقديم‬
‫االقتراحات التي تراها هي ة املراقبة ‪ .‬و التأكد من استخدام املوارد االقتصادية و أن الضرائب بمختلف‬
‫أنواعها قد استخدمت من فبل الجماعات املحلية استخداما حسنا‪.‬‬
‫لقد وضع املشرع الجزائري العديد من أدوات الرقابة وم‪،‬ها الرقابة على مالية الجماعات املحلية و كل هذا‬
‫راجع إلى ضعف الرقابة الصارمة سواء عند إعداد امليزانية أو أثناء تنفيذها مما يألدى إلى التالعب بأموال‬
‫الجماعات املحلية من طرف املألطرين مما أدى إلى الزيادة السر عة للنفقات على حسا اإليرادات بصورة‬
‫عشوائية و ير منتظمة وأصبحت معظم البلديات تعاني من العجز املزمن مما أدى إلى تراكم املشاكل‬
‫االجتماعية وتزايد الطلب على الخدمات العمومية والتنمية والهدف من الرقابة بمختلف أنواعها‬
‫‪ ‬تفادي اإلنفال املتزايد الذي يفول عن اإليرادات و الذي يحدث إخالل في امليزانية ‪.‬و على ريساء‬
‫املجال املحلية االلتزام خالل تسير شألوجهم بالتعليمات اعتية‪:‬‬
‫‪ ‬محاربة التبذير بجميع أشكاله و البحث عن موارد جديدة واستغالل املصالع العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬السهر على أن تكون توقعات النفقات قريبة من الحقيقة من أجل تفادي سياسة الت خيم والسهر‬
‫على االستعمال األمثل و العقالني ل مكانيات البشرية و املادية املتوفرة‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫املحور السادس‪ :‬السياسة املالية‬
‫تحتل السياسة املالية مكانة هامة في السياسة االقتصادية مع السياسة النقدية وأداة تستطيع أن تحقق‬
‫أهداف املجتمع بأدواتها املتعددة التي تألثر بها في كافة الجوانب االقتصادية واالجتماعية للمجتمع والشك أن‬
‫تطور السياسة املالية عرف الكثير من املراحل من العصور القديمة إلى املدارس االقتصادية كما ساد‬
‫االختالف حولها بين املدارس الفكرية املختلفة‪ ،‬كما ساد االختالف بين أهداف السياسة املالية في كل من‬
‫الدول النامية والدول املتقدمة‪ ،‬كما انتقلت السياسة املالية من املفهوم الحيادي إلى املفهوم التدخلي في‬
‫الحياة االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬فمنذ األزمة االقتصادية الكبرى لعام ‪ 1929‬م التي تعرضت لها‬
‫االقتصاديات الغربية أصبحت السياسة املالية أداة من أدوات السياسة االقتصادية وأداة في معالجة ما‬
‫تتعرض له اقتصاديات هذه البلدان وأخرى من أزمات‪ ،‬لكن السياسة املالية ال تستطيع أن تحقق كل‬
‫األهداف بمفردها دون التنسيق مع السياسات األخرى‪ ،‬وعلى هذا األساس نتناول موضوع السياسة املالية في‬
‫العناصر اعتية‪:‬‬
‫‪ -1‬نظرة الفكر االقتصادي للسياسة املالية‪ :‬لقد هرت محاوالت واج هادات كثيرة حول السياسة املالية‬
‫واختلفت النظرة إليها باختالف املراحل الزمنية واملستوى الفكري ‪ ،‬االقتصادي ‪،‬االجتماعي والسياس ي الذي‬
‫ساد العالم عبرمختلف العصور‪.‬‬
‫أ‪ -‬السياسة املالية في الحضارات القدكمة والعصورالوسطى‪ :‬ومن خالل بعض الكتا والباحثين عن أصل‬
‫السياسة املالية في العصور القديمة تبين أن مفكري العصور القديمة لم يقدموا إطارا شامال ومنظما حول‬
‫السياسة املالية للدولة وتأثيرها على النشاط االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬فالكتا اليونانيون أمثال أفمطون‬
‫وأرسطو اهتموا بمراقبة األسعار ومنع االحتكار وتحقيق عدالة التوز ع كما حددوا مجاالت اإلنفال العام دون‬
‫اإلشارة إلى اإلطار الذي يتم فيه ذلك‪ ،‬أما العصر الفرعوني فيعد حسب بعض الباحثين في هذا املجال من‬
‫العصور التي هرت فيها بوادر السياسة املالية‪ ،‬حيث عرف هذا العصر نظام الضرائب املباشرة و ير‬
‫املباشرة‪ ،‬كأدوات للسياسة املالية من جانب اإليرادات‪ ،‬كما تم فرض ضريبة على التركات وكانت تطبق بشكل‬
‫تصاعدي‪ ،‬أما العصور الوسطى والتي تميزت بركود فكري واقتصادي كما تميزت بسيطرة الكنمسة على الحياة‬
‫املدنية واالقتصادية والفكرية وما وصل عن هذه الحقبة هو ما جاء عند بعض الكتا من حق الدولة في‬
‫مراقبة ألسعار ووضع حدود دنيا و قصوى لها‪ ،‬عدم جواز فرض الضرائب أو تحديد مقدارها إال بمعرفة‬
‫وموافقة رجال الدين والنبالء ووجو العدالة الضريبية ‪ ،‬ومع تعا م دور الدولة في إدارة الشألون التجارية‬
‫واالقتصادي عند التجاريين اتجهت أنظار املفكرين إلى دور الضرائب في النشاط االقتصادي ومدى خطورتها‬
‫على االستقرار االقتصادي وتدهوره لذلك أعتبر هذا املصدر ير أساس ي في تمويل نشاط الدولة بل يجب أن‬
‫تعتمد على التصدير وتحقيق فوائض في موازين املدفوعات باعتبار الدولة املحتكر للتجارة الخارجية‪ ،‬لكن‬
‫وليام بيتي يرى أن فرض الضرائب ال يألدي إلى تدهور النشاط االقتصادي ‪ ،‬بل يمكن أن يألدي إلى ازدهاره إذا‬

‫‪125‬‬
‫كانت هذه الضرائب تنفق على الخدمات العامة التي يستفيد م‪،‬ها املجتمع لكنه ركز على عدم اإلفراط في‬
‫فرض الضرائب ألنه يألدي إلى سحب أموال من دائرة النشاط االقتصادي ‪ ،‬كما نادى ووليام بيتي بعدم‬
‫اإلسراف في اإلنفال العام مع تخصيص جزء من اإلنفال للقيام ببعض الخدمات وتعد هذه األفكار بمثابة‬
‫أول محاولة نظرية للسياسة املالية للدولة ‪ ،‬كما ساهمت املدرسة الطبيعية بعدد من األفكار في هذا املجال‬
‫وم‪،‬ها عدم تدخل الدولة في الحياة االقتصادية إال في حدود ضيقة مثل توفير الحماية واألمن وفرض الضرائب‬
‫على الناتج الصافي الذي يخرج من الزراعة فق وعلى مالك األراض ي وأن تكون الضرائب قليلة حتى ال تألثر‬
‫على املالك وال تفرض على أي نشاط خر‪.‬‬
‫ب‪ -‬السياسة املالية في الفكر الكمسياي‪ :‬لقد خصص االقتصاديون التقليديون جانبا هاما لدراسة املالية‬
‫العامة‪ ،‬انطالقا من فلسف هم املبنية على الحرية االقتصادية التي تحد من تدخل الدولة في الحياة‬
‫االقتصادية يقتصر دورها على الدفاع والحفاط على األمن والعدالة وهي الدولة التي قال ع‪،‬ها دم سميث بأجها‬
‫تألدي دور رجل الحراسة‪ ،‬لقد تناولت املدرسة التقليدية السياسة املالية في إطار نظرتهم لدور الدولة ومن‬
‫أفكار رواد هذا الفكر من أمثال ديفيد ريكاردو‪ ،‬وجون ستيوارت ميل‪ ،‬وألفريد مارشال و يرهم ومن بي‪،‬ها‬
‫تساوي االستثمار واالدخار عن طريق تغيرات سعر الفائدة وعند مستوى التشغيل الكامل‪،‬وقانون ساي‬
‫الشهير كل عرض يخلق الطلب عليه ‪ ،‬أي أن كل زيادة في اإلنتاج تخلق الزيادة في الدخل وبالتالي الزيادة في‬
‫الطلب ‪،‬سيادة مبدأ الحرية االقتصادية‪ ،‬وأن مصجحة املجتمع هي مصجحة مجموع أفراده ‪ ،‬لقد قامت‬
‫السياسة املالية عند الكالسيك على عدة قواعد م‪،‬ها حياد السياسة املالية في كافة األنشطة االقتصادية‬
‫بحيث ال يألثر النشاط االقتصادي للدولة على تصرفات األفراد بأي شكل من األشكال ووجو الضغ على‬
‫النفقات العامة مقارنة الدخل الوطني وأساس اإليرادات العامة الضرائب‪ ،‬تقدر هذه اإليرادات وفقا‬
‫للنفقات العامة وضرورة توازن امليزانية أي تحقيق املساواة بين جانبي النفقات العامة واإليرادات العامة‪ .‬مما‬
‫سبق يمكن القول أن الكالسيك وفي مختلف مراحل فكرهم اعتبروا اإلنفال العام يشمل فق اإلنفال على‬
‫الخدمات الضرورية للدولة ألن الدولة بنظرهم ال تحسن التصرف أما الضرائب فال تخصص سوى ل نفال‬
‫املحدود وأن ال يكون لها أي تأثير على اإلنتاج واالئتمان واالس هالك والتوز ع‪ ،‬أما القروض فما هي إال وسيلة‬
‫استثنائية تججأ إليها الدولة في حدود ضيقة‪ ،‬إن ما جاءت به املدرسة الكالسيكية فشل في معالجة التقلبات‬
‫االقتصادية خاصة الكساد الذي عرفته الدول الرأسمالية مع جهاية الثالثمنات وتبين هذه السياسة املالية ال‬
‫تحقق األهداف االقتصادية بل لحقت ضررا باقتصاديات الكثير من دول العالم‪.‬‬
‫ج‪ -‬السياسة املالية في الفكر املا ي املعاصر‪ :‬إن األزمة االقتصادية العاملية ل‪،‬هاية الثالثمنات من القرن‬
‫املاض ي بداية مرحلة جديدة من مراحل السياسة املالية التي كان يتبناها الفكر الكالسيكي و هور الفكر املالي‬
‫كان من أبرز رواده االقتصادي البريطاني كين حيث أن هذا األخير أنتقد في كتابه " النظرية العامة الفرضيات‬
‫التي قامت عليها النظرية التقليدية وخاصة ما جاء به ادم سميث في كتابه ثروة األمم ونظرية ساي وذلك‬
‫لتجاهلهم دور الطلب في تحديد حجم اإلنتاج ولدخل ومستوى التو يف‪ ،‬وبرهن على إمكانية حدوث التوازن‬
‫االقتصادي عند أي مستوى من مستويات التشغيل‪ ،‬كما بين التناقض بين مصجحة الفرد ومصجحة املجتمع ‪،‬‬
‫كما بين أن الدولة لمست أقل إنتاجية من القطاع الخاص‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫إن هذه املرحلة من تاريمل االقتصاد الرأسمالي تميزت كذلك بأحداث اقتصادية وسياسية واجتماعية مثل‬
‫انتشار الديمقراطية‪ ،‬ومطالبة الدولة باملزيد من النفقات‪...‬ال وأصبح تدخل الدولة في النشاط االقتصادي‬
‫مقبوال‪ ،‬لقد بين كرز أن االقتصاد الوطني ال يتوازن بالتاحيح الذاتي دائما ‪ ،‬كما أنه ير مستقر ‪ ،‬وعليه‬
‫يصبح تدخل الدولة ضرورة ال مفر م‪،‬ها للتأثير على املستوى العام للنشاط االقتصادي وتاحيح الخلل في‬
‫ليات السول من خالل تغيير الدولة لوضعها املالي أي االنتقال من الدولة الحارسة إلى الدولة املتدخلة‪ ،‬ومنه‬
‫كانت النظرية الكرزية نقطة تحول في الفكر االقتصادي والسياسة املالية‪ ،‬وقد بدأ التحليل الكرزي بنقد‬
‫التحليل التقليدي ورفض قانون ساي لقسوال الذي يتضمن أن العرض يخلق الطلب املساوي له والتشغيل‬
‫الكامل وأن مستوى التشغيل واإلنتاج يتوقفان على الطلب الكلي الفعال ووفقا للتحليل الكرزي فإن التوازن‬
‫ال يتحقق تلقائيا كما ذهبت إليه النظرية التقليدية‪ ،‬ومما سبق يالحا أن هذه السياسة املالية قد ساهمت‬
‫في معالجة الكساد الكبير والت خم الذي حدث عقب الحر العاملية الثانية‪ ،‬ونجحت هذه السياسة عند‬
‫تطبيقها في اقتصاديات الدول املتقدمة‪.‬‬
‫لقد بينت النظرية الكرزية أنه في فترات الكساد حيث يقل الطلب عن املستوى التشغيل الكامل لعوامل‬
‫اإلنتاج فإن السياسة املالية عن طريق اإليرادات والنفقات تعمل على زيادة الطلب باستخدام الضرائب‬
‫لت جيع الطلب على االس هالك واالستثمار بما يضمن زيادة التشغيل واإلنتاج مما يألدي إلى الخروج من حالة‬
‫الكساد أما في فترات الت خم حيث يزيد الطلب زيادة تفول قدرة االقتصاد الوطني على إنتاج السلع‬
‫والخدمات عند مستوى التشغيل الكامل وما يصاحبه من ارتفاع في األسعار فإن السياسة املالية في هذه‬
‫الحالة تعمل على تخفيض الطلب عن طريق ترشيد اإلنفال العام وزيادة الضرائب وامتصاص القوة الشرائية‬
‫الزائدة وحجزها عن التداول لوقف الت خم وبالتالي أصبحت السياسة املالية تستخدم ملواجهة التقلبات‬
‫الدورية التي يتعرض لها النشاط االقتصادي ‪،‬‬
‫لقد سادت هذه القواعد الجديدة للسياسة املالية خالل مرحلة األراعينات جاء بعد ذلك العديد من‬
‫االقتصاديين محاولين تفعيل قواعد السياسة املالية مما أدى إلى بروز مفاهيم جديدة مثل املالية الو يفية ‪،‬‬
‫هذه األفكار الجديدة كانت وراء إخراج اقتصاديات الدول املتضررة من من أزمة الكساد الكبير ومعالجة فيما‬
‫بعد املوجات الت خمية التي أفرزتها الحر العاملية الثانية ‪ ،‬إن أهمية السياسة املالية وفعالي ها في معالجة‬
‫مختلف األزمات أدى بالدول النامية إلى تبنيها واستخدامها في استغالل طاقاتها وال‪،‬هوض باقتصادياتها‬
‫ومعالجة البطالة ورفع حجم اإلنتاج والدخل الوطني وتحقيق أهداف التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫د‪ -‬مرحلة السياسة املالية الوظيفية‪ :‬لقد أستمت املالية الو يفية من النظرية الكرزية واملبدأ األساس ي‬
‫للمالية الو يفية هو استخدام اإليرادات والنفقات للتأثير على النشاط االقتصادي قصد تحقيق مستوى‬
‫مرتفع من الدخل والعمالة والتوصل إلى توازن اقتصادي كلي‪ ،‬لقد كان على الدولة ومن خالل السياسة املالية‬
‫أن تتخلى عن مفهوم الحياد وتنتقل إلى مفهوم التداخل وأن الدولة عن طريق تدخلها تستخدم‬
‫مما سبق يمكن القول أن الساسة املالية في املجتمعات الرأسمالية لعبت دورا فعاال في تحقيق االستقرار‬
‫االقتصادي‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫ه‪ -‬السياسة املالية في الفكر االتكيا ي‪ :‬مما الشك فيه أن السياسة املالية في الفكر االشتراكي تختلف عن‬
‫تلك التي جاءت في الفكر الرأسمالي ويرجع ذلك الختالف نظرة كل مدرسة فالفكر االشتراكي يتخذ من امللكية‬
‫العامة لوسائل اإلنتاج أساسا في إدارة االقتصاد والتخطي أسلوبا لتنفيذ السياسة االقتصادية‬
‫وتوجيه مختلف األنشطة لتحقيق النمو املتوازن‪ ،‬ولهذا نجد السياسة املالية تقوم بو يفتين هما توز ع‬
‫الدخل الوطني واإلشراف على املشروعات فو يفة التوز ع تهتم بتوز ع الدخل الوطني بواسطة الخطة املالية‬
‫بين مختلف فروع االقتصاد الوطني وبين ف ات املجتمع كما تراعي أيضا في إعادة توز ع املوارد تحقيق تنمية‬
‫املناطق املتخلفة ورفع معدالت تنمي ها ‪ ،‬أما و يفة اإلشراف املالي فتتمثل في الرقابة املالية على املشروعات‬
‫والرقابة على ميزانية الدولة من خالل أدوات إعدادها وتنفيذها وفقا لقهداف التي تسعى املخططات التنموية‬
‫تحقيقها‪.‬‬
‫و‪ -‬املدرسة النقدكة والسياسة املالية‪ :‬يعتقد أصحا هذه املدرسة بأن السياسة النقدية هي األداة الفعالة‬
‫في معالجة الت خم وأن السياسة املالية لم لها أي أثر على املستوى العام لقسعار وفي النشاط االقتصادي‬
‫خاصة في اعجال القصيرة ‪ ،‬معارض هم للسياسة املالية جاءت نتيجة معارض هم لتدخل الدولة بشكل مفرط في‬
‫النشاط االقتصادي ‪ ،‬هذا ما يطلق عليه بالفكر الكالسيكي املتجدد أمثال لو اس وبارو و يره ‪ ،‬كما يعتقد‬
‫النقديون أن تطبيق سياسة مالية توسعية يألدي إلى منافسة القطاع الخاص وبالتالي يحد من النشاط‬
‫االستثماري لهذا القطاع وهو ما يطلق عليه أثر املزاحمة فزيادة النفقات العامة يألثر على النفقات الخاصة‪،‬‬
‫مما سبق يتبين بأن املدرسة النقدية بزعامة فرودمان ال ترى أية فائدة من التوسع في النفقات ألجها ال تألدي‬
‫سوى إلى تفاقم عجز امليزانية ‪ ،‬هذه األفكار تعتبر في نظر بعض االقتصاديين عودة إلى الطرخ الكالسيكي‪ .‬من‬
‫خالل الجدل الدائر بين املدرسة الكرزية واملدرسة النقدية هرت مدرسة التوقعات العقالنية ‪ ،‬هذه املدرسة‬
‫تتجخص نظرتها للسياسة املالية في أن األفراد واملألسسات قد تكون ردة أفعالهم معاكسة ملا تتوقعه الحكومات‬
‫من استخدام للسياسة املالية سواء كانت توسعية أو انكماشية ‪ ،‬ففي حالة الركود عندما تقرر الحكومة‬
‫استخدام سياسة توسعية يتوقع األفراد ارتفاع الطلب وبالتالي ارتفاع األسعار مما يجعلهم يطالبون بأجور‬
‫أعلى مما يقلص من الطلب على األيدي العاملة وهذا يجعل أهداف السياسة املالية وهي تخفيض البطالة‬
‫تفشل أما إذا تم استخدام الضرائب لنف الغرض وذلك بتخفيضها يتوقع األفراد عجز امليزانية ولجوء‬
‫الدولة إلى رفعها مستقبال لتسديد القروض التي استخدم ها لتمويل العجز فالتوقعات هذه تجعل األفراد‬
‫يقللون من اس هالكهم مما يألثر على الطلب املتوقع وهنا كذلك تفشل السياسة املالية التوسعية للدولة‪.‬‬
‫ه‪ -‬السياسة املالية في الدوم النامية ‪ :‬تتميز اقتصاديات هذه الدول بضعف وعدم مرونة جهازها اإلنتاىي‬
‫وعدم قدرته على تشغيل مواردها اإلنتاجية املعطلة كما أن هذه البلدان تفتقر إلى جهاز إنتاىي مرن مما‬
‫يجعل التوسع في النفقات العامة يولد الت خم لعدم استجابة اإلنتاج ملستوى الطلب كما تعاني اقتصاديات‬
‫الدول النامية من كبر عجز ميزانياتها العامة‪ ،‬و عود ذلك إلى ضعف املوارد الضريبية نتيجة ضعف املداخيل‬
‫واإلنفال والركود االقتصادي باإلضافة إلى ضعف اإلدارة الضريبية مما يولد ال هر الضريبي وعدم قدرة هذه‬
‫الدول على ترشيد نفقاتها زيادة على أعباء الديون الخارجية ناهيك عن الفساد الذي أضعف قدرات الكثير‬
‫من الدول وأدى حتى إلى اجهيارها‪ ،‬إن السياسة املالية في الدول النامية تركز على تمويل عجز امليزانية العامة‬

‫‪128‬‬
‫وأن أدوات السياسة املالية من نفقات وإيرادات ال يمكن تطبيقها بسهولة في الدول النامية ألن الظروف‬
‫االقتصادية السائدة في هذه الدول تختلف عن خصائص الدول املتقدمة‪ ،‬تعتمد الدول النامية على‬
‫السياسة املالية أكمر من السياسة النقدية وذلك الفتقارها إلى أسوال مالية حقيقية مما جعل أدوات‬
‫السياسة النقدية ير قادرة على تحقيق أهداف السياسة االقتصادية وعليه فان السياسة املالية لها دور في‬
‫تحقيق التنمية االقتصادية في هذه الدول‪.‬‬
‫‪ -2‬مفهوم السياسة املالية وأادافها‪ :‬لقد أرتب مفهوم السياسة املالية بمبدأ تدخل الدولة في رسم‬
‫سياساتها االقتصادية بهدف تحقيق أهدافها االقتصادية واالجتماعية وتسعى للوصول إليها‪ ،‬وهو ما يمكن‬
‫تبيانه من خالل التطرل إلى تعريف السياسة املالية وأهدافها وعالق ها بالسياسة النقدية‪.‬‬
‫أ‪ -‬تعرو السياسة املالية‪ :‬من خالل املراجع املختلفة نجد للسياسة املالية العديد من التعاريف وهي‪:‬‬
‫‪ -‬اإلجراءات التي تتبناها الدولة باستخدام النفقات واإليرادات العامة ملعالجة مشكالتها االقتصادية‬
‫واالجتماعية وتحقيق أهداف املجتمع في ضوء السياسة االقتصادية التي تتبناها‪.‬‬
‫‪ -‬السياسة املالية هي مجموعة من القواعد والوسائل التي تستخدمها الدولة في إدارة نشاطها املالي لتحقيق‬
‫أهداف املجتمع االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬السياسة املالية هي وسيلة الدولة للتدخل في النشاط االقتصادي من خالل تكييف نفقاتها وإيراداتها للتأثير‬
‫في النشاط االقتصادي وفقا لقهداف املراد تحقيقها‪.‬‬
‫من هذه التعاريف نستنتج بأن السياسة املالية هي أداة تستخدمها الدولة في التأثير على النشاط االقتصادي‬
‫بهدف تحقيق أهداف املجتمع االقتصادية واالجتماعية بمعنى أن السياسة املالية برنامج عمل تتبعه الدولة‬
‫عن طريق استخدام إيراداتها العامة ونفقاتها العامة ألجل تحقيق االستقرار االقتصادي والعدالة االجتماعية‬
‫وتوز ع الدخل بما يضمن التقليل من الفوارل االجتماعية‪.‬‬
‫ب‪ -‬أاداف السياسة املالية‪ :‬تهدف السياسة املالية إلى تحقيق أهداف املجتمع من خالل استخدامها‬
‫ل يرادات والنفقات العامة فالسياسة املالية تساهم مساهمة كبيرة في تحقيق أهداف التنمية االقتصادية‬
‫وأهداف العدالة االجتماعية عن طريق توز ع المروة بين أفراد املجتمع كما تساهم في تحقيق االستقرار‬
‫االقتصادي ولالطالع على الدور الذي تألديه السياسة املالية في تحقيق األهداف السابقة الذكر نتناول ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬استغمم املوارد وتخصيصها‪ :‬إن كل مجتمع يمتلك مجموعة من املوارد هذه املوارد تتميز باملحدودية‬
‫فتسعى الدولة إلى إيجاد الحلول املناسبة من أجل استغالل املوارد املتاحة مستخدمة في ذلك أدوات يطلق‬
‫عليها أدوات السياسة املالية وهي اإليرادات والنفقات العامة‪ ،‬ويقصد هنا باملوارد املوارد البشرية واملوارد‬
‫الطبيعية واملالية‪ ،‬إن استغالل املوارد يعني تخصيصها أي توز ع املوارد املادية والبشرية بين الحاجات‬
‫املختلفة بهدف تحقيق أعلى مستوى من املعمشة ألفراد املجتمع ‪ ،‬ويتعلق تخصيص املوارد بتوز عها بين‬
‫القطاع العام والقطاع لخاص‪ ،‬بين سلع اإلنتاج وسلع االس هالك‪ ،‬بين مختلف الخدمات العامة والخدمات‬
‫الخاصة‪.‬‬
‫تستخدم الدولة أدواتها املالية في استغالل مواردها املختلفة مثل الحوافز واالمتيازات الجبائية املقدمة‬
‫للمستثمرين‪ ،‬إعفاء األرباخ املحتجزة من الضرائب إذا ما استثمرت في إنشاء مشار ع جديدة أو تجديدها‪،‬‬

‫‪129‬‬
‫ومن جهة أخرى تسعى الدولة باستخدام اإلنفال العام لتكوين وتأهيل املوارد البشرية‪ ،‬تدعيم استغالل‬
‫املوارد الطبيعية املتاحة‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق االستقرار االقتصادي‪ :‬يقصد باالستقرار االقتصادي تحقيق التشغيل الكامل للموارد االقتصادية‬
‫لتفادي التقلبات في املألشرات االقتصادية األساسية مثل التقلبات في املستوى العام لقسعار مع تحقيق‬
‫معدل نمو مناسب في الناتج الوطني ‪ ،‬تهدف السياسة املالية لتحقيق االستقرار في اإلنتاج والتشغيل‪ ،‬ألن‬
‫االستقرار االقتصادي يعني الوقاية من التقلبات املستمرة في اإلنتاج ومقدار الدخل‪ ،‬ومستوى األسعار‪ ،‬في‬
‫كل الدورات االقتصادية سواء في فترات الركود أو في فترات االنتعاي‬
‫وتعتمد السياسة املالية في تحقيق االستقرار االقتصادي على األدوات املالية من نفقات عامة وإيرادات عامة‬
‫أي تعتمد على السياسة االتفاقية والسياسة الجبائية للتأثير على الكميات االقتصادية ففي حالة الكساد‬
‫تستخدم السياسة االتفاقية في رفع مستوى الطلب الكلي إلى املستوى الذي يحقق التشغيل الكامل وما يترتب‬
‫عليه من تقليص للبطالة والخروج من أزمة الكساد كما تتبع الدولة سياسة اتفاقية انكماشية للتأثير على‬
‫مستوى الطلب لتخفيض مستويات الت خم والعودة إلى مستوى التوازن االقتصادي كما تستخدم السياسة‬
‫الجبائية بتخفيض الضرائب في مواجهة حاالت الكساد ‪ ،‬حيث تساهم في زيادة االس هالك وزيادة أالستثمار‬
‫كما يمكن الرفع من مستوى االس هالك بتخفيض الضرائب املباشرة و ير املباشرة على املداخيل ‪ ،‬تعمل‬
‫السياسة املالية من خالل السياسة االتفاقية والسياسة الجبائية في التأثير على مستويات االستثمار سواء‬
‫من خالل تخفيض الضرائب على األرباخ أو استثمارات الدولة في القطاعات اإلستراتيجية مثل الهياكل‬
‫القاعدية مما ي جع املنتجين على االستثمار وبالتالي على زيادة اإلنتاج‪ ،‬لكن نشير هنا إلى أن بعض‬
‫االقتصاديين يرون في سياسة زيادة حجم اإلنفال هي أكمر فعالية من تخفيض الضرائب ألن مضاعف‬
‫االستثمار في حالة زيادة اإلنفال يزيد عن حجم املضاعف في حالة تخفيض الضرائب‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة توزيع الدخ ‪ :‬تعتبر عملية إعادة توز ع الدخل من أهم مرتكزات االستقرار االجتماعي الن التفاوت‬
‫الطبقي داخل أي مجتمع يولد الصراعات مما يألدي إلى أثار سلبية على املجتمع بأكمله‪ ،‬ولدراسة دور‬
‫السياسة املالية في إعادة توز ع الدخل نتناول أثار كال من السياسة االتفاقية والسياسة الجبائية كاعتي‪:‬‬
‫‪ -‬دور السياسة الضروبية في إعادة توزيع الدخ ‪ :‬للضرائب دور معتبر على الدخل من خالل تأثيرها على‬
‫عوامل اإلنتاج والدخول في ن واحد‪ ،‬يقول االقتصادي األملاني أدولف فاجن ر"‪:‬إلى جانب الهدف املباشر‬
‫املالي البحت للضريبة‪ ،‬فإنه من املمكن تمييز هدف ثان ملا يظهر في مجال السياسة االجتماعية وهو أن‬
‫الضريبة يمكن أن تصبح عامال منظما لتوز ع الدخل القومي والمروة ‪ ،‬وقد يكون التخفيف من حدة انعدام‬
‫التساوي في توز ع الدخول هدفا في حد ذاته تحت ضغ النقابات العمالي ة‪ ،‬كما قد يعد أحد الوسائل التي‬
‫تمكن من زيادة دخول الطبقات الفقيرة ذات امليل املرتفع لالس هالك مما يعني ‪.‬زيادة الطلب الكلي الفعال‬
‫الذي يساعد على تحقيق مستوى أعلى من التشغيل لالقتصاد ككل ويترتب على فرض الضرائب ارتفاع‬
‫األسعار وانخفاض القوة الشرائية للنقود‪ ،‬وبناء على ذلك تفرض الدولة الضرائب بما يحقق هدف إعادة‬
‫توز ع الدخل من خالل فرض ضرائب تصاعدية على املداخيل املرتفعة وتحويل جزء من حصيل ها لصالع‬

‫‪130‬‬
‫املداخيل الضعيفة مثل اإلعانات املالية املباشرة والخدمات املجانية مثل التعليم والاحة و يرهما من‬
‫الخدمات الضرورية‪.‬‬
‫‪ -‬دور السياسة االتفاقية في إعادة توزيع الدخ ‪ :‬تعتبر النفقات التحويلية وما تقدمه الدولة من خدمات‬
‫مجانية أو شبه مجانية ألصحا املداخيل املتدنية نوع من أنواع إعادة توز ع الدخل ألنه يرفع من املداخيل‬
‫الحقيقية لهم‪ ،‬كما تستعمل الدولة سياسة اإلنفال العام لهذا الغرض ألن اإلنفال العام يألدي إلى إحداث‬
‫تعديالت في توز ع الدخل من خالل إلنفال على السلع والخدمات‪ ،‬اإلنفال على الخدمات االجتماعية التي‬
‫يستفيد م‪،‬ها محدودي الدخل مما يألدي إلى رفع مداخيلهم الحقيقية وبالتالي إشباع حاجات هم األساسية ‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق التنمية االقتصادكة‪ :‬لقد تم تعريف التنمية االقتصادية على أجها الزيادة التراكمية السر عة‬
‫واملستمرة التي تحدث في الدخل الفردي الحقيقي خالل فترة معينة من الزمن‪ ،‬أو هي عملية يزداد بواسط ها‬
‫الدخل الوطني الحقيقي لالقتصاد خالل فترة زمنية معينة ‪ ،‬فالتنمية االقتصادية إذا هي سعي الدول إلى‬
‫تحسين مستوى معمشة األفراد من خالل زيادة الدخل الحقيقي ملدة طويلة وال يتحقق ذلك إال بتحقيق معدل‬
‫نمو اقتصادي يفول معدل نمو السكان في ل توز ع عادل للمروة‪ ،‬تعمل السياسة املالية على تحقيق أهداف‬
‫التنمية االقتصادية من خالل توفير املوارد املادية والبشرية واستغاللها بكفاءة عالية مما يساعد على رفع‬
‫حجم اإلنتاج الكلي في املجتمع وهو الهدف األساس ي للتنمية‪ ،‬توز ع ثمار التنمية بطريقة عادلة بحيث ال تبقى‬
‫ثروة املجتمع متمركزة في يد ف ة معينة مما يألثر على تحقيق االستقرار االجتماعي وهو ضروري الستمرار‬
‫التماسك االجتماعي واستمرار عملية التنمية ووصولها إلى تحقيق أهدافها‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق التوازن االقتصادي‪ :‬تستخدم الدولة أدوات السياسة املالية من أجل معالجة التقلبات الدورية في‬
‫االقتصاد ففي حالة الكساد وهي عندما يكون العرض الكلي أكبر من الطلب الكلي وبالتالي العجز في تصريف‬
‫السلع والخدمات وما يترتب عن ذلك من بطالة بأنواعها وفي هذه الحالة وبالتالي يدخل االقتصاد في مرحلة‬
‫تباطأل ولجخروج من هذا الوضع تججأ الحكومة إلى ان هاج سياسة مالية توسعية باستخدام السياسة‬
‫االتفاقية بحيث تقوم بزيادة مستوى اإلنفال العام من خالل زيادة مشترياتها بصورة مباشرة من السلع‬
‫والخدمات‪ ،‬زيادة املداخيل التي يتحصل عليها ألفرد وهذا يألدي زيادة الطلب فتضطر املألسسات إلى الرفع من‬
‫إنتاجها مما يولد طلبا على أيدي عاملة جديدة وزيادة التو يف مما يألدي إلى عالج مشكل البطالة والكساد‬
‫والعودة إلى التوازن االقتصادي‪ ،‬كما تستخدم الحكومة في هذه الحالة السياسة الجبائية بدال من السياسة‬
‫االتفاقية وذلك بتقديم امتيازات جبائية للمواطنين في شكل تخفيضات ضريبية على املداخيل مما يألدي إلى‬
‫زيادة الدخل الحقيقي وهذا يألدي بدوره إلى زيادة الدخل املخصص ل نفال االس هالكي واالدخار مما يألدي إلى‬
‫زيادة الطلب الكلي بشقيه الطلب االستثماري والطلب االس هالكي مما يولد عودة االقتصاد إلى توازنه وقد‬
‫تستخدم الحكومة االثنين معا أي زيادة مستوى اإلنفال العام وتخفيض الضرائب أجل الخروج من حالة‬
‫الكساد‪ ،‬أما في حالة الت خم والناجم عن االرتفاع املستمر في املستوى العام لقسعار مما يتطلب تدخل‬
‫الدولة عن طريق السياسة املالية ألجل تخفيض مستوى الطلب وخفض القدرة الشرائية وذلك بإتباع‬
‫سياسة مالية انكماشية تتمثل في خفيض مستوى اإلنفال العام مما يخفض حجم االس هالك وتراجع‬
‫الطلب الكلي ‪ ،‬أو يتم استخدام السياسة الضريبية برفع مستوى الضرائب ‪:‬مما يألدي إلى تخفيض املداخيل‬

‫‪131‬‬
‫وبالتالي تخفيض مستويات الطلب ‪ ،‬هنا نجد أن كال من السياسة االتفاقية والسياسة الجبائية أديا إلى كبح‬
‫مستوى األسعار وعودة االقتصاد إلى مستوى التوازن‪ ،‬لكن يجب اإلشارة هنا أن هذه السياسات املالية تبقى‬
‫رهينة مستوى النشاط االقتصادي في كل بلد ونعني بذلك أن السياسة االتفاقية التوسعية مثال قد ال تحقق‬
‫ما هو منتظر م‪،‬ها في الكثير من اقتصاديات الدول النامية‪.‬‬
‫‪ -3‬عمقة السياسة املالية بالسياسة النقدكة‪ :‬تعتبر السياسة النقدية إحدى ركائز السياسة االقتصادية‬
‫وأداة من أدوات تدخلها لتدخلها بهدف تحقيق أهدافها االقتصادية املختلفة وتعمل السياسة النقدية‬
‫بالتوازي مع السياسة املالية ‪ ،‬ولكي يتم تبيان العالقة بين السياسة املالية والسياسة النقدية يتطلب التعرف‬
‫على السياسة النقدية ومدى أهمي ها وأنصار هذه السياسة ومن ثم التعرف على التكامل بين السياستين‪:‬‬
‫أ‪ -‬مفهوم السياسة النقدكة‪ :‬لقد تم تعريف السياسة النقدية بعدة تعاريف كل تعريف أرتب بنظرة املعرف‬
‫إلى أهمية ودور السياسة النقدية ونظرته إلى املشكلة االقتصادية والنقدية واملالية والعالقة التي تربطهما‬
‫وعليه تم تعريف السياسة النقدية على أجها تلك البرامج أو اإلجراءات التي تنت جها السلطات النقدية لتنظيم‬
‫النقد في املجتمع و صوال لقهداف املر وبة‪ ،‬كما عرفت أيضا بأجها مجموعة التدابير املتخذة من قبل‬
‫السلطات النقدية قصد إحداث أثر على االقتصاد من أجل ضمان استقرار أسعار الصرف‪ ،‬لكن التعريف‬
‫الذي يعتبر شامال هو الذي عرف السياسة النقدية بأجها مجموعة اإلجراءات التي تتخذها الدولة في إدارة‬
‫النقد واالئتمان وتنظيم السيولة العامة لالقتصاد من ألجل تحقيق أهداف السياسة االقتصادية‪.‬‬
‫ويقصد بالسياسة النقدية تلك السياسات التي يتخذها البنك املركزي والخاصة بضب كمية النقود في‬
‫املجتمع ومدى تأثيرها على حجم االئتمان وأسعار الفائدة للتأثير على االستثمار عن طريق استخدام أدوات‬
‫السياسة النقدية وبالتالي التأثير على النشاط االقتصادي ‪.‬‬
‫ب‪ -‬نظرة الفكراالقتصادي للسياسة النقدكة‪ :‬لقد اهتمت التيارات الفكرية بالنقد وبالسياسة النقدية حتى‬
‫أصبحت تسمى باملدارس النقدية وللتعرف على املراحل التي مرت بها السياسة النقدية من خالل تطور الفكر‬
‫االقتصادي ‪ ،‬حيث اعتبر الكالسيك السياسة النقدية محايدة وال تألثر على مستوى التشغيل أو اإلنتاج أو‬
‫حتى األجور الحقيقة و أسعار الفائدة‪ ،‬يقتصر دورها في ما تألديه النقود من تسهيل املبادالت و يت ع من‬
‫هذا أن الفكر الكالسيكي و إيمانه بحياد الدولة لم يعطي للنقود سوى دور واحد وهو كوسي للمبادالت وأن‬
‫السلطات النقدية قادرة على التحكم في املستوى العام لقسعار من خالل سيطرتها على كمية النقود‬
‫املعروضة‪ ،‬أما النظرية الكرزية التي جاءت لكي تقترخ حلوال لالزمة التي عرف ها الدول الرأسمالية مع جهاية‬
‫الثالثمنات وعلى الر م من تركيزه على السياسة املالية لتنشي الطلب الفعال وفي إطار هذه السياسة يرى‬
‫بأن إصدار كمية من النقود أي الزيادة في عرض النقود يألدي إلى تنشي الطلب والذي يألدي بدوره إلى‬
‫تحسين املستوى العام األسعار ‪ ،‬من هنا يت ع أن السياسة النقدية عند كيرز بل إيجابية أي لن يقتصر تأثير‬
‫النقود على املستوى العام لقسعار بل يمتد إلى الدخل والتشغيل وذلك انطالقا من أن حالة التو ف الكامل‬
‫حالة يمكن أن يتوازن عندها االقتصاد الوطني‪ ،‬أما مدرسة شيكا و بزعامة فرودمان فتعك املرحلة الثالثة‬
‫من مراحل تطور النظرية النقدية والتي يطلق عليها النظرية الكمية الجديدة والتي بموجبها تحويل النظرية‬
‫الكمية من مجرد نظرية للطلب على النقود إلى نظرية في الدخل النقدي‪ ،‬مما أعاد التأكيد على الدور الرئمس ي‬

‫‪132‬‬
‫للنقود في النشاط االقتصادي‪ ،‬لقد أصبح أنصار تلك النظرية يسمون بالنقديين أو أصحا املذهب‬
‫النقدي‪ ،‬يعتقد أصحا املدرسة النقدية بأن للسياسة النقدية لها أثرا فعاال على مختلف األنشطة‬
‫االقتصادية‪ ،‬بصرف النظر في مختلف املراحل سواء كساد أو ت خم ‪ ،‬كما أجهم كانوا يعتقدون أن تدخل‬
‫الدولة في النشاط االقتصادي عن طريق السياسة املالية لتحقيق االستخدام الكامل لعناصر اإلنتاج ومن ثم‬
‫تحقيق التوازن االقتصادي لن يتحقق وإنما على العك فإن هذا التدخل قد يألدي إلى تعميق األزمة‪ ،‬وأن‬
‫السياسة النقدية وما تحدثه من تغيرات في كمية النقود هي أكمر تأثيرا وفاعلية من تأثيرات السياسة املالية ‪،‬‬
‫لقد أوضع النقديون أن التغير في املعروض النقدي له ثاره على الطلب الكلي ومن ثم الناتج الوطني واألسعار‪،‬‬
‫وهذه اعثار تختلف في املدى القصير ع‪،‬ها في املدى الطويل يم املعروض من النقود في املدى الطويل‬
‫املستوى العام لقسعار فق كما في الحالة الكالسيكية‪ ،‬ير أنه في املدى القصير تمارس النقود أثرا مباشرا‬
‫وهاما على اإلنفال الكلي ومن ثم على الدخل الوطني ‪ ،‬أما إذا كان االقتصاد في حالة التشغيل الكامل فإن‬
‫األثر ينعك على األسعار التي ترتفع‪ ،‬أما في حالة عند انخفاض املعروض النقدي من طرف البنك املركزي‬
‫من خالل بيعه لقورال املالية في السول ا يألدي إلى تقليل كمية النقود ومن ثم ينخفض اإلنفال على السلع‬
‫والخدمات مما يدفع الدخل الوطني إلى أن يستعاد بين املعروض النقدي واملطلو منه‪.‬‬
‫و يمكن القول هنا أنه مهما اختلفت مدارس السياسة النقدية تبقى هذه السياسة فاعلة ويمكن من خاللها‬
‫أن تتدخل الدولة ملعالجة التقلبات التي يمر بها االقتصاد‪.‬‬
‫ج‪ -‬أاداف السياسة النقدكة‪ :‬تختلف أهداف السياسة النقدية وفق املستوى النشاط االقتصادي ومستوى‬
‫التقدم االقتصادي واالجتماعي والنظام االقتصادي واالجتماعي السائدة ووفقا لقهداف املراد تحقيقها‪ ،‬ومن‬
‫أهداف السياسة النقدية التحكم في كمية النقود واالئتمان واالستقرار الستقرار األسعار‪ ،‬و عتبر هدف‬
‫تحقيق االستقرار هو الهدف األساس ي للسياسة النقدية وخاصة في البلدان النامية ملا تعانيه من ت خم نظرا‬
‫لعدم مرونة جهازها اإلنتاىي‪ ،‬كما تسعى السلطة النقدية إلى السيطرة على األدوات النقدية‪ ،‬بهدف تنفيذ‬
‫سياس ها االقتصادية‬
‫النقدية إلى تطوير املألسسات والوصول إلى تحقيق األهداف املقررة‪ ،‬كما تسعى السياسة املالية واملصرفية‬
‫ألجها مألسسات تتعامل بأدوات االئتمان املختلفة كما تألدي دور الوساطة بين املقترضين واملقرضين بهدف‬
‫تطوير السول املالي والسول النقدي بما يخدم تطور االقتصاد الوطني‪ ،‬وتعمل على جمع املدخرات ومن ثم‬
‫اإلقراض إلى عدة أطراف‪ ،‬ف ي تمارس تأثيرات على كمية ووسائل الدفع والسيولة املحلية ومن ثم التأثير على‬
‫النشاط االقتصادي ككل‪.‬‬
‫تلعب السياسة النقدية دورا هاما في توجيه السياسة االقتصادية العامة للدولة كوجها تتحكم في حجم وسائل‬
‫الدفع مما يألثر على حجم االئتمان وعلى سعر الفائدة وبالتالي على االستثمار ونموه وتحقيق التنمية وتعب ة‬
‫املدخرات املحلية بواسطة املألسسات املالية واملصرفية‪ ،‬زيادة نسبة االستثمارات إلى إجمالي الدخل الوطني‬
‫والتي تألدي إلى زيادة حجم الناتج الوطني وتوجيه االستثمارات نحو القطاعات اإلستراتيجية مثل القطاع‬
‫الصناعي والزراعي والخدمات‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫د ‪ -‬استخدام أدوات السياسة النقدكة في معالجة الدورات االقتصادكة‪ :‬تنتج الفجوة االنكماشية بسبب‬
‫انخفاض الطلب الكلي عن العرض الكلي ويمكن القضاء على هذه الفجوة عن طريق تحفيز وزيادة الطلب‬
‫الكلي‪ ،‬أي إتباع السياسة النقدية التوسعية فيقوم البنك املركزي بشراء السندات الحكومية من األفراد‬
‫والبنوك التجارية واملألسسات املختلفة‪ ،‬مما يألدي إلى ارتفاع كمية النقد املتداول في االقتصاد‪ ،‬مما يألدي إلى‬
‫زيادة القوة الشرائية فيرتفع حجم كال من اإلنفال االس هالكي واإلنفال االستثماري مما يعمل على زيادة الطلب‬
‫الكلي إلى أن يصل إلى مستوى العرض الكلي‪ ،‬كما يقوم البنك املركزي بتخفيض سعر الخصم مما يعني‬
‫ت جيع البنوك التجارية على االقتراض وبكميات أكبر من البنك املركزي‪ ،‬أو رفع نسبة االحتياطي القانوني‪،‬‬
‫مما يعني انخفاض قدرة البنوك التجارية على توليد االئتمان ونتيجة ارتفاع نسبة االحتياطي القانوني‬
‫ينخفض كل من اإلنفال االس هالكي واالتفال االستثماري إلى أن يتساوى الطلب الكلي مع العرض الكلي‪.‬‬
‫قيام البنك املركزي ببيع السندات الحكومية إلى األفراد والبنوك التجارية واملألسسات املختلفة‪ ،‬حيث أن‬
‫عملية البيع هذه ستألدي إلى انخفاض كمية النقد املتداول في االقتصاد‪ ،‬مما يعمل على تخفيض القوة‬
‫الشرائية لقفراد وتقليل حجم اإلنفال االستثماري الذي يقوم به قطاع اإلنتاج‪ ،‬وبالتالي ينخفض كل من‬
‫اإلنفال االس هالكي واإلنفال االستثماري مما يعمل على تخفيض الطلب الكلي إلى أن يصل إلى مستوى العرض‬
‫الكلي‪ ،‬كما يقوم البنك املركزي برفع سعر الخصم مما يعني انخفاض حجم القروض املتوفرة لدى البنوك‬
‫التجارية مما يعني انخفاض الطلب الكلي وتستمر هذه العملية لحين عودة الطلب الكلي إلى مستوى التوازن‪.‬‬
‫ه‪ -‬التاام بين السياستين النقدكة واملالية‪ :‬لكل من السياسة املالية والسياسة النقدية أدواتهما الخاصة‪،‬‬
‫فتأثير السياسة النقدية يتمثل في تدخلها في سول النقد أما السياسة املالية فتأثيرها يكون في سول السلع‬
‫والخدمات‪ ،‬فالسياسة النقدية هي عبارة عن تلك اإلجراءات التي تعتمدها السلطات النقدية بهدف تنظيم‬
‫النقد في املجتمع أما فعالية السياسة املالية هي مدى قدرة السياسة املالية على التأثير في مجمل النشاط‬
‫االقتصادي ومواجهة املشكالت واألزمات االقتصادية ‪ ،‬حيث تختلف أهمية السياسة املالية ود ورها في‬
‫النشاط االقتصادي باختالف النظام االقتصادي السائد ومستوى التطور‪.‬‬
‫إن السياسة االقتصادية بأدواتها املالية والنقدية تشكل بتكاملها منظومة لالستقرار االقتصادي‪ ،‬وفى الوقت‬
‫الذي يتحقق فيه هذا االستقرار االقتصادي في املجتمع فان ذلك يمثل تحقيق أهداف التنمية‪ ،‬رفع مستوى‬
‫املعمشة في كل املجاالت‪ ،‬وتدعيما لالقتصاد الوطني في إطار التحديات الكبيرة التي يواجهها داخليا وخارجيا‪.‬‬
‫يجب أن يتحقق التنسيق أو التكامل الفعال بين السياسة املالية والنقدية من أجل مواجهة كل التقلبات‬
‫االقتصادية ‪ ،‬فاإلنفال العام يجب أن يزيد حجمه من أجل زيادة مستوى الطلب الفعال بكل مكوناته‬
‫االستثمار واالس هالك ‪ ،‬كما أن العبء الضريبي يجب أن ينخفض من أجل ت جيع كال من األنفال‬
‫االستثماري واالس هالكي وبالتالي إحداث األثر اإليجااي في حجم الطلب الكلي والذي يألدي بدوره لتشغيل‬
‫املوارد العاطلة في االقتصاد الوطني وهنا يأتي دور السياسة النقدية لتعمل على تسهيل القروض من خالل‬
‫تخفيض سعر الفائدة على األموال املوجهة لالستثمار في كل مجاالت إنتاج السلع والخدمات الن انخفاض‬
‫سعر الفائدة لن ي جع على زيادة ودالع االدخار لكنه سيدعم اإلنفال الكلي عن طريق مد السول بقوة‬
‫شرائية جديدة تعمل على إنعاي االقتصاد الوطني والتخفيف من حدة الركود أو الكساد وكذلك يمكن‬

‫‪134‬‬
‫للبنك املركزي ومن خالل سياسة السول املفتوحة أن يقوم بشراء السندات الحكومية و يرها من األورال‬
‫املالية‪ ،‬وسيألدى ذلك إلى زيادة قدرة البنوك التجارية البالعة لهذه السندات واألورال املالية على منح القروض‬
‫وبالتالي زيادة حجم القوة الشرائية في االقتصاد‪.‬‬
‫هذا التكامل بين السياستين املالية والنقدية تألكدها العالقة بين كل من الظواهر املالية والنقدية فالطلب‬
‫الكلى مثال كأحد املتغيرات االقتصادية يتكون في قسم كبير منه من النفقات العامة‪ ،‬كما أن اإلصدار النقدي‬
‫كأداة من أدوات السياسة النقدية له تأثيره الذي ال ينكر على حجم الطلب الكلى أيضا وكذلك نجد أن‬
‫الت خم يعك تداخال وتفاعال يتم بطريقة معينة بين الكيفية التي يتم بها استخدام كافة أدوات السياستين‬
‫املالية والنقدية‪.‬‬
‫في حالة التشغيل ير الكامل للموارد املتاحة في املجتمع مما يولد الركود والبطالة أو االنكماي نجد أن‬
‫التكامل الفعال بين أدوات السياسة املالية والنقدية من أجل مواجهة هذه الحالة فاإلنفال العام يجب أن‬
‫يزيد حجمه من أجل زيادة مستوى الطلب الفعال بكل مكوناته ( االستثمار‪ -‬االس هالك كما أن العبء‬
‫الضريبي يجب أن ينخفض من أجل ت جيع نوعى األنفال االستثماري واالس هالكي وبالتالي إحداث األثر‬
‫اإليجااي في حجم الطلب الكلى والذي يلزم بدوره لتشغيل املوارد العاطلة في االقتصاد القومي أما دور‬
‫السياسة النقدية فيكون من خالل تخفيض سعر الفائدة على القروض املوجهة لالستثمار هذا االنخفاض في‬
‫سعر الفائدة يدعم اإلنفال الكلى عن طريق مد السول بقوة شرائية جديدة تعمل على إنعاي االقتصاد‬
‫القومي والتخفيف من حدة الركود أو الكساد ‪ .‬وكذلك يمكن للبنك املركزي ومن خالل سياسة السول‬
‫املفتوحة شراء السندات الحكومية و يرها من األورال املالية‪ ،‬ويألدى ذلك إلى زيادة قدرة البنوك التجارية‬
‫(البالعة لهذه السندات واألورال املالية على منح االئتمان وبالتالي زيادة حجم القوة الشرائية في االقتصاد‬
‫القومي مما يساهم في الحد من الكساد وزيادة األنفال الكلى‪.‬‬
‫لقد كان الجدل محتدما بين أنصار السياسة النقدية وأنصار السياسة املالية بحيث يرى أنصار كل من‬
‫السياستين النقدية واملالية أن السياسة التي يدافع ع‪،‬ها هي األقدر على تحقيق أهداف السياسة االقتصادية‬
‫للدولة‪ ،‬فقد كانت السياسة النقدية تنفرد بالتطبيق في كل دول العالم إلى اية حدوث الكساد العظيم في‬
‫بداية الثالثينيات من القرن املاض ي‪ ،‬وعجز هذه السياسة عن إيجاد الحلول املناسبة لتلك األزمة‪ ،‬مما أدى‬
‫إلى هور الفكر الكرزي حيث استطاع كيرز أن يثبت أن السياسة النقدية لمست الوحيدة التي يمك‪،‬ها أن تحل‬
‫األزمات مما اعتبر إيذانا بانطالل جدال واسعا بين السياستين إلثبات أيهما األجدر بتحقيق األهداف املرجوة ‪،‬‬
‫يرى النقديون أن الحكومة هي املس ولة عن حدوث الدورات االقتصادية من خالل تدخلها في إنفال الدخل‬
‫الوطني حيث تألثر السياسة املالية في توز ع هذا الدخل‪ ،‬ثم من خالل التدخل في ما تبقى من هذا الدخل لدى‬
‫األفراد عن طريق فرض الضرائب‪ ،‬مما يألثر على نظام توز ع حقول امللكية الذي يألثر بدوره على معدل نمو‬
‫رأس املال الخاص ومن ثم على معدل التشغيل في االقتصاد‪.‬‬
‫كما يرى أنصار السياسة النقدية أن قيام الحكومة بزيادة الضرائب لجحد من الطلب الكلي يألدي إلى مزاحمة‬
‫القطاع الخاص في الحصول على املوارد وانتزاعها فعال ملا لها من إمكانيات‪ ،‬كما يألدي إلى ضعف الحافز على‬
‫زيادة التراكم الرأسمالي وانخفاض معدالت اإلنتاجية مما يعرقل تحقيق التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫نظرا لقهداف املختلفة التي تسعى السياسات االقتصادية لتحقيقها‪ ،‬وألزمات االقتصادية املتالحقة فال‬
‫ونظرا لفشل كل من السياستين النقدية واملالية في إيجاد الحلول املناسبة لهذه األزمات‪ ،‬نادى عدد من‬
‫االقتصاديين بضرورة التنسيق بين أدوات السياستين املالية والنقدية من خالل عدم اتخاذ كل سياسة‬
‫إلجراءات يترتب ع‪،‬ها ثار ير مباشرة على السياسة األخرى‪ ،‬إال أن هذا التنسيق ال يبدو كافيا إلى اليوم بدليل‬
‫استمرار حدوث األزمات االقتصادية وبحدة شديدة مما يتطلب االنتقال إلى مرحلة التكامل الو يفي بين‬
‫السياستين من خالل األدوات املشتركة التي يمكن استخدامها للوصول إلى األهداف املراد تحقيقها‪ ،‬ومازال‬
‫البحث جاريا عن اعليات املشتركة بين السياستين النقدية واملالية لتحقيق األهداف املختلفة للسياسة‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫المراجع‬
‫المراجع باللغة الوطنية‬
‫‪ -1‬د‪.‬محمد خصاونة‪ :‬املالية العامة‪ ،‬النظرية والتطبيق‪ ،‬دار املناهو للنشر والتوز ع‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫عمان‪2004 ،‬‬
‫‪ -2‬الروولي صالح ‪ ،‬املالية العامة‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪1988 ،‬‬

‫‪136‬‬
‫‪ -3‬د‪.‬السيد عطية عبد الواحد‪ ،‬دور السياسة املالية في تحقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬التوز ع العادي‬
‫للدخول‪ ،‬التنمية االجتماعية و ضب الت خم‪ ،‬دار ال‪،‬هضة العربية القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪1993،‬‬
‫‪ -4‬د‪ .‬باار محمد عتلم‪ ،‬سامي السيد‪ ،‬اقتصاديات املالية العامة‪ ،‬دار الثقافة العربية‪ ،‬القاهرة‪1998،‬‬
‫‪ -5‬د‪ .‬حامد عبد املجيد دراز‪ ،‬السياسات املالية‪ ،‬الدار الجامعية اإلسكندرية‪2003،‬‬
‫‪ -6‬د‪ .‬حامد عبد املجيد دراز‪ ،‬سميية إبراايم أكوب‪ ،‬مبادئ املالية العامة‪ ،‬الدار الجامعية اإلسكندرية‪.2002 ،‬‬
‫‪ -7‬د‪ .‬عبد املنعم فوزي‪ ،‬املالية العامة والسياسة املالية ‪ ،‬منشأة املعارف اإلسكندرية‪1992،‬‬
‫‪ -8‬د‪.‬علي لطفي‪ ،‬املالية العامة دراسة تحليلية‪ ،‬مكتبة عين شم ‪ -‬القاهرة مصر‪1995،‬‬
‫‪ -9‬د‪.‬لعمارة جمام‪ ،‬من جية امليزانية العامة للدولة في الجزائر‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوز ع الجزائر‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ -10‬دراوس ي مسعود‪ ،‬السياسة املالية ودورها في تحقيق التوازن االقتصادي‪ ،‬للفترة ‪2004 /1990‬‬
‫رسالة دكتوراه دولة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪2006 /2005 ،‬‬
‫‪ -11‬بوزودة حميد‪ ،‬النظام الضريبي الجزائري وتحديات اإلصالخ االقتصادي في الفترة ‪ 2004/1992‬أطروحة دكتوراه دولة في‬
‫العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪2006 / 2005‬‬
‫‪ -12‬د‪ .‬كون أحمد البطروق ‪ ،‬السياسات الدولية في املالية العامة‪ ،‬الطبعة الثانية ‪،‬اإلسكندرية‪ ،‬الدار الجامعية‪.2005،‬‬
‫‪ -13‬د‪ .‬عادم احمد حشيش‪ ،‬أساسيات املالية العامة‪ ،‬دار املعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪1996،‬‬
‫‪ -14‬ناصر مراد‪ ،‬ال هر والغش الضريبي في الجزائر‪ ،‬دار قرطبة للنشر والتوز ع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪.2004 ، 1‬‬
‫‪ -15‬د‪.‬اشام مصطفى الجم ‪ ،‬دور السياسة املالية في تحقيق التنمية االجتماعية – دراسة مقارنة‪ ،‬شركة الجالل للطباعة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪. 2006،‬‬
‫‪ -16‬د‪.‬السيد عبد املو ى ‪ ،‬املالية العامة‪ ،‬األدوات املالية ‪ ،‬دار ال‪،‬هضة العربية القاهرة ‪1993،‬‬
‫‪ -17‬بلوافي محمد‪ ،‬اثر السياسة النقدية واملالية على النمو االقتصادي‪،‬حالة الجزائر ‪ ، 2011 -1970‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة تلمسان‪. 2013/2012 ،‬‬
‫‪ -18‬د‪ .‬عبد املنعم فوزي‪ ،‬املالية العامة والسياسة املالية ‪ ،‬منشأة املعارف اإلسكندرية‪1992 ،‬‬
‫‪ -19‬د‪.‬عبد املنعم فوزي ‪ ،‬د‪.‬صادق بر ات عبد الكروم‪ ،‬د‪.‬كون احمد البطروق‪ ،‬املالية العامة والسياسة املالية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬منشورات دار املعارف‪1969 ،‬‬
‫‪ -20‬قدي عبد املجيد‪ ،‬املدخل إلى السياسات االقتصادية الكلية دراسة تحليلية تقييمية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان‬
‫املطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر‪2005،‬‬
‫‪ -21‬بن دعاس جمام ‪ ،‬التكامل الو يفي بين السياستين النقدية واملالية ‪ ،‬دراسة مقارنة بين االقتصاد اإلسالمي واالقتصاد‬
‫الوضعي‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية والعلوم اإلسالمية ‪ ،‬جامعة باتنة‪.2010/2009 ،‬‬
‫‪ -22‬محمد ز ي الشافعي‪ ،‬التنمية االقتصادية‪ ،‬دار ال‪،‬هضة العربية‪ ،‬القاهرة‪1983 ،‬‬
‫‪ -23‬املوقع الرسمي لوزارة املالية‪.‬‬
‫‪ -24‬د‪.‬عبد املطلب عبد الحميد‪ :‬التمويل املحلي والتنمية املحلية‪ ،‬الدار الجامعية اإلسكندرية‪2001 ،‬‬
‫‪ -25‬محمد قطب إبراايم‪ :‬املوازنة العامة‪ ،‬الهي ة املصرية العامة للكتا ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الجزء الثاني ‪1994‬‬
‫‪ -26‬د‪ .‬عمارعلوني‪ :‬املالية العامة‪ ،‬مجموعة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثانية علوم اقتصادية والسنة الثانية‬
‫حقول‪ ،‬السنوات الدراسية ‪1997/1992‬‬
‫‪ -27‬زووش رحمة‪ :‬امليزانية العامة للدولة في الجزائر‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقول ‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ ،‬مارس ‪. 2011‬‬
‫‪ -28‬محمد عمرأبو دوح‪ :‬ترشيد اإلنفال العام وعجز ميزانية الدولة ‪ ،‬الدار الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪.2006 ،‬‬

‫‪137‬‬
1997 ،‫ القاهرة‬، ‫ مكتبة عين شم‬،‫ أصول املالية العامة‬:‫ علي لطفي‬-29
1992 ، ‫ منشأة املعارف اإلسكندرية‬، ‫املالية العامة والسياسة املالية‬:‫ عبد املنعم فوزي‬-30
‫ القاهرة‬،‫ الطبعة األولى‬،‫هضة العربية‬،‫ دار ال‬،‫ املوازنة العامة للدولة‬:‫ السيد عطية عبد الواحد‬-31
.1996
2015 ،‫ اإلسكندرية‬،‫ دار الجامعة الجديدة‬،‫ املالية العامة في التشر ع الجزائري‬، ‫ برحماني محفوظ‬-32
2009 ،‫ القاهرة‬،‫ دار الكتا الحديث‬،‫ الرقابة املالية على النفقات العامة‬، ‫ بن داود إبراايم‬-33

‫المراجع باللغة األجنبية‬


1-Jean-Marie Monnier, La politique fiscale, objectifs et contraintes. La Documentation
Française, 2008,
https://halshs.archives-ouvertes.fr/halshs-00277221
2-John Sloman, Alison Wride, Politique budgétaire et politique monétaire, Pearson Education
,France, Principes d'économie, 7e édition, 2011
http://www.pearson.ch/download/media/9782744076442_SP_18.pdf
3-Michel Bouvier, Introduction au droit fiscal et a la théorie de l’impôt éd LGDj Paris 1998
4-Artus Patrick, Efficacité et limites de l'emploi de la politique budgétaire, Revue française
d'économie, volume 4, n°4, 1989.
http://www.persee.fr/doc/rfeco_0769-0479_1989_num_4_4_1232

5- Louis Sutre , cours de finances publiques , Université Montesquieu Bordeaux IV 2010/2011


, https://www.google.dz/?gws_rd=ssl#q=cours+pour+finance+publique.+pdf
6- cours des finances publiques, les finances publiques classiques et modernes, disponible sur,
http://www.youscribe.com/catalogue/tous/ressources-professionnelles/bourse-et-finance/
7- Ait mokhtar omar, L’évolution de la politique des dépenses publiques dans le contexte de la
mondialisation, cas de L’Algérie ;1999-2004,thèse de doctorat ,univ-Tlemcen 2013/2014. Sur
le site, http://dspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/7506/1/politiques-depenses-publiques-
mondialisation-algerie.Doc.pdf
8-Diemer Arnaud, La politique économique de L’état, Cours, IUFM AUVERGNE, sur le site,
http://www.oeconomia.net/private/cours/economiegenerale/CAPET/12.politiqueeconomique.pdf
9-Graba Hachemi,"Les ressources fiscales des collectivités locales",
edition E.N.A.G, Alger, 2002
10- CENEAP, la reforme des finances et de la fiscalité locale, rapport final, MINISTERE DE
L’INTERIEUR ET DES COLLECTIVITES LOCALES, janvier 2008
11- OCDE, Financer le développement, décembre 2007, disponible sur www.oecd.org/cfe/leed
12- Boutayeb Es –sahab, La reforme budgétaire au Maghreb (Maroc – Algérie – Tunisie) face
au défit d’une nouvelle gouvernance financière, doctorat, EDJP, AIX EN PROVENCE ,2015
13- Ait Mokhtar Omar, L’évolution de la Réforme des Politiques Publiques dans les Pays du
Maghreb; cas Algérie, Revue académique des études humaines et sociales , univ – chlef,

138
14- Rapport sur la mise en œuvre du processus de préparation du budget » Rapport sur les
options de budgétisation, Ministère des finances, DGB, février 2006, avril 2005.
15- Projet de Modernisation des Systèmes Budgétaires en Algérie (MSB) », Tunis 26 et 27 juin
2006, p 13,14
16- Florence Huart, Economie des finances publiques - 2e édition, Cours, ed , Dunod , Paris ,
2016
17- Messaoud Saoudi , L'essentiel des finances publiques en fiches : 14 fiches thématiques,
QCM et QRC corrigés pour vérifier ses connaissances, ed, Ellipses, Paris, 10/2014
18- Camous David-André , L'essentiel des Finances publiques locales. Fiches de cours et cas
pratiques corrigés, ed, Ellipses, Paris, 10-2010
19- Philippe Boucheix, René Juillard , L'essentiel des finances publiques, ed , Dunod ,
Paris ,10/2015
20- Vitor Gaspar et Luc Eyraud , Les cinq clés d’une politique budgétaire intelligente ,
document FMI , http://www.imf.org/external/french/np/blog/2017/041917f.htm, avril 2017

139
‫‪ ٩‬ربيع الثاني عام ‪ ١٤٣٩‬هـ‬
‫‪57‬‬ ‫ية للجمهورّية اﳉزائرّية العدد ‪76 /‬‬
‫اﳉريدة الرسم ّ‬ ‫‪ ٢٨‬ديسمبر سنة ‪ ٢٠١7‬م‬

‫الفصل الثاني‬
‫ميزانيات مختلفة‬
‫القسم اﻷول‬
‫اﳌيزانية اﳌلحقة‬
‫] للبيان [‬
‫القسم الثاني‬
‫ميزانيات أخرى‬

‫اﳌادة ‪ : ١٢6‬تـ ـوجـ ـه مساهـ ـمـ ـة ه ـيئ ـات الضم ـان اﻻج ـت ـم ـاعي ﰲ م ـي ـزان ـي ـة ال ـق ـط ـاع ـات الصح ـي ـة واﳌؤسسات‬
‫اﻻستشفائية اﳌتخصصة )ﲟا فيها اﳌراكز اﻻستشفائية اﳉامعية( للتغطية اﳌالية للتكاليف اﳌتعلقة بالتكفل‬
‫من لهم اجتماعيا وذوي حقوقهم‪.‬‬
‫الطبي لصالح اﳌؤ ّ‬
‫من لهم اجتماعيا اﳌتكفل بهم ﰲ اﳌؤسسات الصحية‬
‫يطبق هذا التمويل عﲆ أساس اﳌعلومات اﳌتعلقة باﳌؤ ّ‬
‫العمومية‪ ،‬وذلك ﰲ إطار العﻼقات التعاقدية التي تربط بﲔ الضمان اﻻجتماعي ووزارة الصحة والسكان وإصﻼح‬
‫اﳌستشفيات‪.‬‬

‫ﲢدد كيفيات تنفيذ هذا اﳊكم عن طريق التنظيم‪.‬‬

‫وعﲆ سبيل التقدير‪ ،‬بالنسبة لسنة ‪ ،2٠18‬ﲢدد هذه اﳌساهمة ﲟبلغ ثمانﲔ مليار دينار )‪ 8٠.٠٠٠.٠٠٠.٠٠٠‬دج(‪.‬‬

‫تتكفل ميزانية الدولة بتغطية نفقات الوقاية والتكوين والبحث الطبي وﲤويل العﻼج اﳌقدم للمعوزين غير‬
‫من لهم اجتماعيا‪.‬‬
‫اﳌؤ ّ‬
‫الفصل الثالث‬
‫اﳊسابات اﳋاصة باﳋزينة‬

‫اﳌادة ‪ : ١٢7‬تتمم أحكام اﳌادة ‪ 83‬من اﻷمر رقم ‪ ٠1-1٥‬اﳌؤرخ ﰲ ‪ 23‬يوليو سنة ‪ 2٠1٥‬واﳌتضمن قانون اﳌالية‬
‫التكميﲇ لسنة ‪ ،2٠1٥‬وﲢرر كما يأتي ‪:‬‬

‫“اﳌادة ‪ : 83‬يفتح ﰲ كتابات اﳋزينة‪ ،‬حساب التخصيص اﳋاص رقم ‪ 3٠2-٠2٠‬الذي عنوانه “صندوق التضامن‬
‫للجماعات المحلية” ‪).........................‬بدون تغيير حتى( يسند تسيير هذا اﳊساب إﱃ صندوق التضامن والضمان‬
‫للجماعات المحلية‪.‬‬

‫ويقيد ﰲ هذا اﳊساب ‪:‬‬

‫ﰲ باب اﻹيرادات ‪:‬‬

‫– ‪) ................................‬بدون تغيير( ‪...................................‬‬

‫ﰲ باب النفقات ‪:‬‬

‫– ‪) ................................‬بدون تغيير( ‪...................................‬‬

‫– ‪) ................................‬بدون تغيير( ‪...................................‬‬

‫– ‪) ................................‬بدون تغيير( ‪...................................‬‬

‫– ‪) ................................‬بدون تغيير( ‪...................................‬‬

‫– ‪) ................................‬بدون تغيير( ‪...................................‬‬

‫– ‪) ................................‬بدون تغيير( ‪...................................‬‬


‫‪ ٩‬ربيع الثاني عام ‪ ١٤٣٩‬هـ‬
‫ية للجمهورّية اﳉزائرّية العدد ‪76 /‬‬
‫اﳉريدة الرسم ّ‬ ‫‪58‬‬
‫‪ ٢٨‬ديسمبر سنة ‪ ٢٠١7‬م‬

‫– اﻻعتمادات اﳌمنوحة لفائدة صندوق التضامن والضمان للجماعات المحلية ‪:‬‬

‫– اعتماد مخصص للتكفل باﻷثر اﳌاﱄ الناﰋ عن الزيادة ﰲ أجور موظفي اﳉماعات المحلية‪،‬‬

‫– اعتماد مخصص لصيانة اﳌدارس اﻻبتدائية‪،‬‬

‫– اعتماد مخصص للمطاعم اﳌدرسية‪،‬‬

‫– اعتماد مخصص للحرس البلدي‪،‬‬

‫– التعويضات التي ﲤنحها ميزانية الدولة لتغطية نقص القيم اﳉبائية الناﲡة عن انخفاض ﰲ الرسم عﲆ‬
‫النشاط اﳌهني وإلغاء الدفع اﳉزاﰲ‪.‬‬

‫‪) .......................................‬الباقي بدون تغيير( ‪.”...........................................‬‬

‫اﳌادة ‪ : ١٢٨‬تعدل وتتمم أحكام اﳌادة ‪ 189‬من القانون رقم ‪ 2٥-91‬اﳌؤرخ ﰲ ‪ 18‬ديسمبر سنة ‪ 1991‬واﳌتضمن‬
‫قانون اﳌالية لسنة ‪ ،1992‬وﲢرر كما يأتي ‪:‬‬

‫“اﳌادة ‪ : 189‬يفتح ﰲ كتابات اﳋزينة حساب تخصيص خاص رقم ‪ 3٠2-٠6٥‬الذي عنوانه “الصندوق الوطني‬
‫للبيئة والساحل”‪.‬‬

‫يقيد ﰲ هذا اﳊساب ‪:‬‬

‫ﰲ باب اﻹيرادات ‪:‬‬

‫– الرسم عﲆ اﻷنشطة اﳌلوثة أو اﳋطيرة عﲆ البيئة‪،‬‬

‫– الرسوم اﳋاصة المحددة ﲟوجب قوانﲔ اﳌالية‪،‬‬

‫صلة بعنوان اخملالفات للتشريع اﳌتعلق بحماية البيئة‪،‬‬


‫– حاصل الغرامات المح ّ‬
‫– الهبات والوصايا الوطنية والدولية‪،‬‬

‫– التعويضات بعنوان النفقات ﻹزالة التلوث العرضي الناجم عن تفريغ مواد كيمياوية خطيرة ﰲ البحر وﰲ‬
‫مجال الري العمومي والطبقات اﳌائية الباطنية وﰲ التربة واﳉو‪،‬‬

‫– اﻻعتمادات المحتملة ﳌيزانية الدولة‪،‬‬

‫– كل اﳌساهمات أو اﳌوارد اﻷخرى‪.‬‬

‫ﰲ باب النفقات ‪:‬‬

‫– ﲤويل أنشطة مراقبة البيئة‪،‬‬

‫– ﲤويل أنشطة التفتيش البيئي‪،‬‬

‫– النفقات اﳌتعلقة باقتناء وﲡديد وإعادة تأهيل التجهيزات البيئية‪،‬‬

‫– النفقات اﳌتعلقة بالتدخﻼت اﻻستعجالية ﰲ حالة تلوث بحري مفاجئ‪،‬‬

‫– نفقات ﰲ مجال اﻹعﻼم والتوعية والتعميم والتكوين‪ ،‬اﳌرتبطة بالبيئة والتنمية اﳌستدامة‪،‬‬

‫– اﻹعانات اﳌوجهة للدراسات والنشاطات اﳌتعلقة بإزالة التلوث الصناعي واﳊضري‪،‬‬

‫– اﳌساهمات اﳌالية ﳌراكز الردم التقني ﳌدة ثﻼث )‪ (3‬سنوات‪ ،‬ابتداء من وضعها قيد اﻻستغﻼل‪،‬‬

‫– ﲤويل أنشطة حماية وتثمﲔ اﻷوساط البحرية و اﻷرضية‪،‬‬


‫‪ ٩‬ربيع الثاني عام ‪ ١٤٣٩‬هـ‬
‫‪59‬‬ ‫ية للجمهورّية اﳉزائرّية العدد ‪76 /‬‬
‫اﳉريدة الرسم ّ‬ ‫‪ ٢٨‬ديسمبر سنة ‪ ٢٠١7‬م‬

‫– ﲤويل برامج حماية وإعادة تأهيل اﳌواقع الطبيعية واﳌساحات اﳋضراء‪،‬‬

‫– ﲤويل عمليات المحافظة واﳊفاظ عﲆ التنوع البيولوجي واﻷنظمة البيئية واﳌوارد الطبيعية ومكافحة‬
‫التغيرات اﳌناخية وتثمينها‪،‬‬

‫– ﲤويل أنشطة إحياء اﻷيام الوطنية والعاﳌية ذات الصلة بحماية البيئة‪،‬‬

‫– ﲤويل العمليات اﳌرتبطة ﲟنح جوائز مختلفة ﰲ إطار حماية البيئة‪،‬‬

‫– التكفل بالنفقات اﳋاصة بإنجاز أنظمة اﻹعﻼم اﳌرتبطة بالبيئة واقتناء أجهزة اﻻعﻼم اﻵﱄ‪،‬‬

‫– ﲤويل التقارير واخملططات البيئية‪،‬‬

‫– ﲤويل اﻷنشطة واﻹعانات اﳌرتبطة باﻻقتصاد اﻷخضر‪،‬‬

‫– ﲤويل الدراسات ﻻ سيما تلك اﳌرتبطة بتطبيق التشريع والتنظيم اﳌتعلقﲔ بالبيئة”‪.‬‬

‫اﳌادة ‪ : ١٢٩‬تعدل وتتمم أحكام اﳌادة ‪ 87‬من القانون رقم ‪ ٠2-97‬اﳌؤرخ ﰲ ‪ 31‬ديسمبر سنة ‪ 1997‬واﳌتضمن‬
‫قانون اﳌالية لسنة ‪ ،1998‬اﳌعدلة واﳌتممة‪ ،‬وﲢرر كما يأتي ‪:‬‬

‫“اﳌادة ‪ : 87‬يفتح ﰲ كتابات اﳋزينة ‪) ........................‬بدون تغيير حتى(‬

‫ﰲ باب اﻹيرادات ‪:‬‬

‫– ‪) ...........................................‬بدون تغيير( ‪..........................................‬‬

‫ﰲ باب النفقات ‪:‬‬

‫– دﻻئل ودفاتر وعقود التمهﲔ‪،‬‬

‫– مخطط اﻻتصال وترقية التمهﲔ والتكوين اﳌهني اﳌتواصل‪،‬‬

‫– شبه الرواتب اﳌمنوحة للمتمهنﲔ عﲆ مستوى اﳌؤسسات‪،‬‬

‫– تكاليف سير الصندوق الوطني لتطوير التمهﲔ والتكوين اﳌتواصل‪،‬‬

‫– التكفل بنشاطات التكوين اﳌهني اﳌتواصل وعن طريق التمهﲔ وﲢسﲔ مستوى اﳌوارد البشرية للهيئات‬
‫اﳌستخدمة‪،‬‬

‫– اﳌساعدة التقنية والبيداغوجية والتزود بالوثائق اﳌرتبطة باﳌوارد البشرية للتمهﲔ والتكوين اﳌهني‬
‫اﳌتواصل‪،‬‬

‫– دراسات وبحوث وتقويمات التمهﲔ والتكوين اﳌهني اﳌتواصل‪،‬‬

‫– اقتناء اﻷدوات اﻷساسية لفائدة اﳌتمهنﲔ والتكفل بجوائز التشجيع اﳌرتبطة بتطوير التمهﲔ والتكوين‬
‫اﳌهني اﳌتواصل‪،‬‬

‫– تنظيم اﳌلتقيات واﻷيام الدراسية والندوات والمحاضرات الهادف إﱃ التمهﲔ والتكوين اﳌهني اﳌتواصل‪،‬‬

‫– اﳌصاري ـف اﳌدف ـوع ـة م ـن ط ـرف م ـع ـل ـمي ال ـت ـم ـهﲔ واﳌع ـل ـمﲔ اﳊرف ـيﲔ اﳌرت ـب ـط ـة ب ـال ـت ـك ـويـن عﲆ مستـوى‬
‫اﳌؤسسات‪.‬‬

‫ﲢدد كيفيات تطبيق أحكام هذه اﳌادة عن طريق التنظيم”‪.‬‬

‫اﳌادة ‪ : ١٣٠‬تتمـم أحك ـام اﳌادة ‪ 136‬من اﳌرسوم التشريع ـي رقم ‪ ٠1-93‬اﳌؤرخ فـي ‪ 19‬يناير سنة ‪ 1993‬واﳌتضمن‬
‫قانون اﳌالية لسنة ‪ ،1993‬اﳌعدل واﳌتمم‪ ،‬وﲢرر كما يأتي ‪:‬‬
‫‪ ٩‬ربيع الثاني عام ‪ ١٤٣٩‬هـ‬
‫ية للجمهورّية اﳉزائرّية العدد ‪76 /‬‬
‫اﳉريدة الرسم ّ‬ ‫‪60‬‬
‫‪ ٢٨‬ديسمبر سنة ‪ ٢٠١7‬م‬

‫“اﳌادة ‪ : 136‬يفتح ﰲ كتابات اﳋزينة‪ ،‬حساب التخصيص اﳋاص رقم ‪ 3٠2-٠69‬بعنوان “صندوق التضامن‬
‫الوطني”‪.‬‬

‫ويقيد ﰲ هذا اﳊساب ‪:‬‬

‫ﰲ باب اﻹيرادات ‪:‬‬


‫– ‪) .......................................‬بدون تغيير( ‪..............................................‬‬

‫ﰲ باب النفقات ‪:‬‬


‫– ‪) .......................................‬بدون تغيير( ‪..............................................‬‬
‫يعد الوزير اﳌكلف بالتضامن الوطني اﻵمر الرئيسي بصرف هذا اﳊساب‪.‬‬
‫يتصرف اﳌدير الوﻻئي اﳌكلف بالنشاط اﻻجتماعي والتضامن بصفته آمرا ثانويا بصرف هذا اﳊساب‪.‬‬
‫‪).................................‬بدون تغيير(‪........................................‬‬

‫ﲢدد كيفيات تطبيق هذه اﳌادة‪ ،‬عند اﳊاجة‪ ،‬عن طريق التنظيم”‪.‬‬

‫اﳌادة ‪ : ١٣١‬تعدل وتتمم أحكام اﳌادة ‪ 123‬من القانون رقم ‪ 11-٠2‬اﳌؤرخ ﰲ ‪ 2٤‬ديسمبر سنة ‪ 2٠٠2‬واﳌتضمن‬
‫قانون اﳌالية لسنة ‪ ،2٠٠3‬وﲢرر كما يأتي ‪:‬‬

‫“اﳌادة ‪ : 123‬يفتح ﰲ كتابات اﳋزينة‪ ،‬حساب التخصيص اﳋاص رقم ‪ 3٠2-11٤‬وعنوانه “الصندوق اﳋاص‬
‫ﻹعادة اﻻعتبار للحظيرة العقارية لبلديات الوﻻية”‪.‬‬

‫ويقيد ﰲ هذا اﳊساب ‪:‬‬

‫ﰲ باب اﻹيرادات ‪:‬‬

‫‪) ...............................................‬بدون تغيير ( ‪...........................................‬‬

‫ﰲ باب النفقات ‪:‬‬


‫– ‪) .............................................‬بدون تغيير( ‪...........................................‬‬
‫– ‪) .............................................‬بدون تغيير( ‪...........................................‬‬
‫– حصة تقدر بـ ‪ % 2‬من مبلغ التحصيﻼت المحققة بعنوان الرسم عﲆ السكن‪ ،‬كأجر عﲆ أداء اﳋدمة من طرف‬
‫الشركات اﳌوكلة بتوزيع الكهرباء والغاز‪.‬‬

‫اﻵمر الرئيسي ‪) .................................‬الباقي بدون تغيير( ‪.”...........................................‬‬

‫اﳌادة ‪ : ١٣٢‬تعدل وتتمم أحكام اﳌادة ‪ 118‬من القانون رقم ‪ 1٠-1٤‬اﳌؤرخ ﰲ ‪ 3٠‬ديسمبر سنة ‪ 2٠1٤‬واﳌتضمن‬
‫قانون اﳌالية لسنة ‪ ،2٠1٥‬اﳌعدلة واﳌتممة ﲟوجب أحكام اﳌادة ‪ 13٠‬من القانون رقم ‪ 1٤-16‬اﳌؤرخ ﰲ ‪ 28‬ديسمبر‬
‫سنة ‪ 2٠16‬واﳌتضمن قانون اﳌالية لسنة ‪ ،2٠17‬وﲢرر كما يأتي ‪:‬‬

‫“اﳌادة ‪ : 118‬ﲡمع عمليات حساب ‪) ...............‬بدون تغيير حتى( الذي يصبح عنوانه “الصندوق الوطني لدعم‬
‫تطوير اﳌؤسسات الصغيرة واﳌتوسطة ودعم اﻻستثمار وترقية التنافسية الصناعية”‪ ،‬ويتضمن اﻷسطر اﻵتية ‪:‬‬
‫– السطر ‪“ : 1‬دعم تطوير اﳌؤسسات الصغيرة واﳌتوسطة”‪،‬‬
‫– السطر ‪) ................. : 2‬بدون تغيير( ‪،........................‬‬
‫– السطر ‪) ................ : 3‬بدون تغيير( ‪.......................‬‬
‫‪ ٩‬ربيع الثاني عام ‪ ١٤٣٩‬هـ‬
‫‪61‬‬ ‫ية للجمهورّية اﳉزائرّية العدد ‪76 /‬‬
‫اﳉريدة الرسم ّ‬ ‫‪ ٢٨‬ديسمبر سنة ‪ ٢٠١7‬م‬

‫يقيد ﰲ حساب التخصيص اﳋاص رقم ‪ ،3٠2-12٤‬ما يأتي ‪:‬‬

‫ﰲ باب اﻹيرادات ‪:‬‬

‫السطر ‪” : 1‬دعم تطوير اﳌؤسسات الصغيرة واﳌتوسطة”‬

‫‪) ............................‬بدون تغيير( ‪.............................‬‬

‫ﰲ باب النفقات ‪:‬‬

‫السطر ‪“ : 1‬دعم تطوير اﳌؤسسات الصغيرة واﳌتوسطة”‬

‫– ﲤويل نفقات تسيير الوكالة اﳌكلفة بتطوير اﳌؤسسات الصغيرة واﳌتوسطة‪،‬‬

‫– ﲤويل عمليات دعم ومساعدة اﳌؤسسات الصغيرة واﳌتوسطة‪ ،‬وذلك بعنوان ‪:‬‬

‫* تنفيذ برامج عصرنة اﳌؤسسات الصغيرة واﳌتوسطة‪،‬‬

‫* ترقية ثقافة اﳌقاوﻻتية‪،‬‬

‫* دعم اﻻبتكار لدى اﳌؤسسات الصغيرة واﳌتوسطة واﳌؤسسات الناشئة‪،‬‬

‫* إعﻼم و إرشاد وتوجيه ومرافقة حامﲇ اﳌشاريع واﳌؤسسات الصغيرة واﳌتوسطة‪،‬‬

‫* دعم ترقية اﳌناولة واﳌؤسسات الصغيرة واﳌتوسطة اﳌناولة‪ ،‬ﻻسيما من أجل مطابقة وﲢسﲔ نوعية‬
‫سلعها وخدماتها‪،‬‬

‫* دعم تطوير اﳌؤسسات الصغيرة واﳌتوسطة‪ ،‬ﻻ سيما اﻷنشطة اﳋاصة بتوسيع أسواقها واﻻستفادة من‬
‫الطلب العمومي والوصول إﱃ اﳌعلومة‪،‬‬

‫* دعم اﳌؤسسات الصغيرة واﳌتوسطة ﻻستعمال تكنولوجيات اﻹعﻼم واﻻتصال ودمجها ﰲ اﻻقتصاد‬
‫الرقمي‪،‬‬

‫* اﳌساعدة عﲆ ديمومة اﳌؤسسات الصغيرة واﳌتوسطة‪ ،‬ﻻ سيما ﰲ مجال عمليات نقل اﳌلكية‪ ،‬الدمج‬
‫واﳊيازة‪ ،‬وكذا المحافظة من خﻼل دعم غير مادي يمنح للمؤسسات الصغيرة واﳌتوسطة التي تواجه‬
‫صعوبات مع امتﻼكها مقومات اﻻستمرار من الناحية اﻻقتصادية‪،‬‬

‫* وضع نظام معلومات حول اﳌؤسسات الصغيرة واﳌتوسطة‪.‬‬

‫– ﲤويل منح إعانات ومساعدات مادية للجمعيات وﲡمعات اﳌؤسسات الصغيرة واﳌتوسطة‪.‬‬

‫‪) ............................‬بدون تغيير( ‪.............................‬‬

‫ﲢدد كيفيات تطبيق هذه اﳌادة عن طريق التنظيم”‪.‬‬

‫اﳌادة ‪ : ١٣٣‬تعدل وتتمم أحكام اﳌادة ‪ 79‬من القانون رقم ‪ 18-1٥‬اﳌؤرخ ﰲ ‪ 3٠‬ديسمبر سنة ‪ 2٠1٥‬واﳌتضمن‬
‫قانون اﳌالية لسنة ‪ ،2٠16‬وﲢرر كما يأتي ‪:‬‬

‫“اﳌادة ‪ : 79‬تتمم مدّونة نفقات حساب ‪) ..............‬بدون تغيير حتى( أنشطة الصيد البحري وتربية اﳌائيات‪.‬‬

‫ﲡمع عمليات حساب التخصيص اﳋاص رقم ‪ 3٠2-٠8٠‬الذي عنوانه “الصندوق الوطني لتطوير الصيد‬
‫البحري وتربية اﳌائيات” ضمن حساب التخصيص اﳋاص رقم ‪ 3٠2-139‬الذي عنوانه “الصندوق الوطني للتنمية‬
‫الفﻼحية والصيد البحري وتربية اﳌائيات”‪.‬‬
‫‪ ٩‬ربيع الثاني عام ‪ ١٤٣٩‬هـ‬
‫ية للجمهورّية اﳉزائرّية العدد ‪76 /‬‬
‫اﳉريدة الرسم ّ‬ ‫‪62‬‬
‫‪ ٢٨‬ديسمبر سنة ‪ ٢٠١7‬م‬

‫ولهذا الغرض‪ ،‬يستمر سريان اﳊساب رقم ‪ 3٠2-٠8٠‬إﱃ غاية وضع اﻹطار التنظيمي اﳌتضمن تعديل سير‬
‫اﳊساب رقم ‪ 3٠2-139‬الذي يجب أن يتم ﰲ أجل أقصاه ‪ 31‬ديسمبر سنة ‪ ،2٠19‬وهو التاريخ الذي سيقفل بحلوله‬
‫اﳊساب رقم ‪ ،3٠2-٠8٠‬ويصب رصيده إﱃ اﳊساب رقم ‪.3٠2-139‬‬

‫ﲢدد كيفيات تطبيق هذه اﳌادة عن طريق التنظيم”‪.‬‬

‫اﳌادة ‪ : ١٣٤‬تعدل أحكام اﳌادة ‪ 8٤‬من القانون رقم ‪ 18-1٥‬اﳌؤرخ ﰲ ‪ 3٠‬ديسمبر سنة ‪ 2٠1٥‬واﳌتضمن قانون‬
‫اﳌالية لسنة ‪ ،2٠16‬اﳌعدلة ‪ ،‬وﲢرر كما يأتي ‪:‬‬

‫“اﳌادة ‪ : 8٤‬يستمر حساب التخصيص اﳋاص رقم ‪ 3٠2-128‬الذي عنوانه‪“ :‬صندوق ﲤّلك اﻻستعمال وتطوير‬
‫تكنولوجيات اﻹعﻼم واﻻتصال وإعادة توزيع طيف الذبذبات الﻼسلكية الكهربائية” ﰲ العمل إﱃ غاية اﻻنتهاء من‬
‫إجراءات اﻹدراج ﰲ اﳌيزانية الذي يجب أن يكون ﰲ أجل أقصاه ‪ 31‬ديسـمبر سنة ‪ ،2٠2٤‬وهـو التاريخ ‪......................‬‬
‫)الباقي بدون تغيير( ‪.”....................................‬‬

‫اﳌادة ‪ :١٣5‬تعـدل وتتمم أحكام اﳌادة ‪ ٥8‬من القانـون رقـم ‪ 21-٠8‬اﳌـؤرخ فـي ‪ 3٠‬ديسمبر سنة ‪ 2٠٠8‬واﳌتضمن‬
‫قانون اﳌالية لسنة ‪ ،2٠٠9‬وﲢرر كما يأتي ‪:‬‬

‫“اﳌادة ‪ : ٥8‬يفتح ﰲ كتابات اﳋزينة حساب تخـصيص خاص رقـمه ‪ 3٠2-128‬الذي عـنوانه “صندوق ﲤلّك‬
‫اﻻستعمال وتطوير تكنولوجيات اﻹعﻼم واﻻتصال وإعادة هيكلة طيف الذبذبات الﻼسلكية الكهربائية”‪.‬‬

‫ويتضمن هذا اﳊساب السطرين اﻵتيﲔ ‪:‬‬

‫– السطر ‪“ 1‬ﲤّلك اﻻستعمال وتطوير تكنولوجيات اﻹعﻼم واﻻتصال”‪.‬‬

‫– السطر ‪“ 2‬إعادة توزيع طيف الذبذبات الﻼسلكية الكهربائية”‪.‬‬

‫ويقيد ﰲ اﳊساب رقم ‪: 3٠2-128‬‬

‫ﰲ باب اﻹيرادات ‪:‬‬

‫السطر ‪“ 1‬ﲤّلك اﻻستعمال وتطوير تكنولوجيات اﻹعﻼم واﻻتصال” ‪:‬‬

‫– رصي ـ ـ ـ ـد حساب الـ ـ ـ ـتـ ـ ـ ـخصيص اﳋاص رقـم ‪ 3٠2-128‬والـ ـذي عـنـ ـوانـ ـه “صن ـدوق ﲤّل ـك اﻻست ـع ـم ـال وتـطـويـر‬
‫تكنولوجيات اﻹعﻼم واﻻتصال”‪ ،‬اﳌضبوط ﰲ ‪ 31‬ديسمبر سنة ‪.2٠17‬‬

‫– مخصصات ميزانية الدولة‪.‬‬

‫– إعادة دفع اﳌساهـمة من طرف السلطة اﳌكلفة بضبط البريد واﳌواصﻼت السلكية والﻼسلكية لصالح البحث‬
‫والتكوين والتقييس ﰲ مجال اﳌواصﻼت السـلكـية والﻼسلكية‪.‬‬

‫– إعادة دفع من طرف السلطة اﳌكلفة بضبط البريـد واﳌواصﻼت السلكـية والﻼسـلكية‪ ،‬ناﰋ الرسم عﲆ‬
‫نشاطات اﳌوزعﲔ باﳉملة للتعبئة اﻹلكترونية للرصيد الهاتفي‪.‬‬

‫– حصة مقدرة بـ ‪ % ٥٠‬من ناﰋ اﻻقتطاع‪ ،‬من اﳌصدر‪ ،‬عﲆ اﳌداخيل التي ﲢققها اﳌؤسسات اﻷجنبية التي ليس‬
‫لها منشآت مهنية دائمة ﰲ اﳉزائر‪ ،‬عند كل عملية استيراد سلع وخدمات موجهة ﻹقامة واستغﻼل شبكـات‬
‫للمواصﻼت السلكية والﻼسلكية ثابتة ونقالة وفضائية‪.‬‬

‫– إعادة دفع نسبة ‪ % ٥‬من اﳌبالغ اﳌالية الفائضة الناﲡة عن اﻷتاوى المح ّ‬
‫صلة من طـرف السلطة اﳌكلفة بضبط‬
‫البريد واﳌواصﻼت الـسـلكية والﻼسـلـكية وغير اﳌستعملة ﳊاجات تسييرها واﳌهام اﳌنوطة بها‪.‬‬

‫– ﲤويﻼت أخرى‪.‬‬

‫– هبات ووصايا‪.‬‬
‫‪ ٩‬ربيع الثاني عام ‪ ١٤٣٩‬هـ‬
‫‪63‬‬ ‫ية للجمهورّية اﳉزائرّية العدد ‪76 /‬‬
‫اﳉريدة الرسم ّ‬ ‫‪ ٢٨‬ديسمبر سنة ‪ ٢٠١7‬م‬

‫السطر ‪“ 2‬إعادة توزيع طيف الذبذبات الﻼسلكية الكهربائية” ‪:‬‬


‫– إعادة دفع اﳌساهـمة من طـرف السلطة اﳌكلفة بضبط البريد واﳌواصﻼت الـسـلكية والﻼسـلـكية والوكالة‬
‫ال ـوط ـن ـي ـة لـلـذبـذبـات‪ ،‬اﳌقـدرة بـنسبـة ‪ % ٥‬م ـن اﻷت ـاوى السن ـوي ـة ﳌن ـح ال ـذب ـذبـات الـﻼسلـكـيـة الـكـهـربـائـيـة لـلشبـكـات‬
‫العمومية أو اﳋاصة‪.‬‬
‫– ناﰋ الرسم اﳌقدر بـنسبة ‪ % ٠.٥‬اﳌطبق عﲆ رقم اﻷعمال السنوي للسـلطة اﳌكلفة بضبط البريد واﳌواصﻼت‬
‫السلكية والﻼسلكية‪.‬‬
‫– ناﰋ الرسم اﳌقدر بـنسبة ‪ % ٠.٥‬اﳌطبق عﲆ رقم أعمال اﳌتعاملﲔ اﳊائزين عﲆ رخص إقامة واستغﻼل‬
‫شبكات اﳌواصﻼت السلكية والﻼسلكية للهاتف المحمول اﳌفتوحة للجمهـور‪.‬‬
‫– ناﰋ الرسم اﳌقدر بنسبة ‪ % ٠.٥‬اﳌطبق عﲆ الناﰋ السنوي الصاﰲ للمتعاملﲔ أصحاب تراخيص تزويد‬
‫النفاذ إﱃ اﻹنترنت‪.‬‬
‫– حصة مقدرة بـ ‪ % ٥٠‬من ناﰋ اﻻقتطاع‪ ،‬من اﳌصدر‪ ،‬عﲆ اﳌداخيل التي ﲢققها اﳌؤسسات اﻷجنبية التي ليس‬
‫لها منشآت مهنية دائمة ﰲ اﳉزائر‪ ،‬عند كل عملية استيراد سلع وخدمات موجهة ﻹقامة واستغﻼل شبكـات‬
‫للمواصﻼت السلكية والﻼسلكية‪ ،‬ثابتة ونقالة وفضائية‪.‬‬
‫– مخصصات ميزانية الدولة‪.‬‬
‫– ﲤويﻼت أخرى‪.‬‬
‫– هبات ووصايا‪.‬‬

‫ﰲ باب النفقات ‪:‬‬

‫السطر ‪“ 1‬ﲤّلك اﻻستعمال وتطوير تكنولوجيات اﻹعﻼم واﻻتصال” ‪:‬‬


‫– الـ ـ ـنـ ـفـ ـ ـقـ ـ ـ ـ ـات اﳌرتـ ـ ـبـ ـ ـط ـ ـ ـ ـة ب ـ ـكـ ـ ـل الـ ـ ـع ـ ـم ـ ـل ـ ـي ـ ـات اﳌت ـ ـص ـ ـلة بالب ـ ـ ـرنامج اﻻستراتيجي اﳉزائر اﻹلكترونية ‪2٠13‬‬
‫)‪.(E-Algérie 2٠13‬‬
‫– الدراسات‪.‬‬
‫– اﳌساعدة التقنية‪.‬‬
‫– البحث والتطوير‪.‬‬
‫– ترقية اﳉمعيات اﳌهنية للقطاع‪.‬‬
‫– التخصيصات اﳌقدمة للهيئات واﳌؤسسات العمومية اﳌؤهلة للتمويل من هذا اﳊساب عن طريق مقرر‬
‫صادر عن الوزير اﳌكّلف بالبريد وتكنولوجيات اﻹعﻼم واﻻتصال ﲢت عنوان النفقات اﳌتعلقة بالعمليات اﳌتاحة‬
‫لها‪.‬‬

‫السطر ‪“ 2‬إعادة توزيع طيف الذبذبات الﻼسلكية الكهربائية” ‪:‬‬


‫– ﲤويل كل عمليات ﲢرير و‪/‬أو إعادة توزيع حزم الذبذبات وتهيئة اخملطط الوطني للذبذبات وتنفيذ‬
‫التنظيم الدوﱄ للذبذبات الراديوية‪.‬‬
‫– ﲤويل الدراسات التقنية اﳌتعلقة بتسيير طيف الذبذبات الﻼسلكية الكهربائية‪.‬‬
‫– ﲤويل التجهيزات واﳌعدات الﻼزمة ﻹعادة توزيع طيف الذبذبات الﻼسلكية الكهربائية‪،‬‬
‫– تعويض تكاليف الرخص‪،‬‬
‫– التخصيصات ﳌستغﲇ ومستعمﲇ الطيف الترددي للذبذبات الﻼسلكية الكهربائية من أجل إنجاز أي‬
‫عملية متعلقة بتحرير و‪/‬أو إعادة توزيع حزم الذبذبات وتهيئة اخملطط الوطني للذبذبات وتنفيذ التنظيم الدوﱄ‬
‫للذبذبات الراديوية‪.‬‬
‫‪ ٩‬ربيع الثاني عام ‪ ١٤٣٩‬هـ‬
‫ية للجمهورّية اﳉزائرّية العدد ‪76 /‬‬
‫اﳉريدة الرسم ّ‬ ‫‪64‬‬
‫‪ ٢٨‬ديسمبر سنة ‪ ٢٠١7‬م‬

‫يتم تنفيذ هذه العمليات عن طريق اتفاقية تبرم بﲔ الوزير اﳌكلف بتكنولوجيات اﻹعﻼم واﻻتصال واﳉهة‬
‫اﳌستفيدة من التمويل‪ ،‬والتي ﲢدد ﻻسيما‪ ،‬كيفيات تطبيق وتنفيذ ومتابعة اﻷنشطة القابلة للتمويل من طرف‬
‫الصندوق‪ ،‬ومبلغ التمويل اﳌمنوح‪ ،‬وكيفيات ﲢويله وكذا حقوق وواجبات اﻷطراف‪.‬‬

‫يتوﱃ الوزير اﳌكلف بتكنولوجيات اﻹعﻼم واﻻتصال‪ ،‬مهمة اﻵمر بالصرف الرئيسي لهذا اﳊساب‪.‬‬

‫ﲢدد كيفيات تطبيق أحكام هذه اﳌادة عن طريق التنظيم”‪.‬‬

‫اﳌادة ‪ : ١٣6‬تعدل أحكام اﳌادة ‪ 82‬من القانون رقم ‪ 18-1٥‬اﳌؤرخ ﰲ ‪ 3٠‬ديسمبر سنة ‪ 2٠1٥‬واﳌتضمن قانون‬
‫اﳌالية لسنة ‪ ،2٠16‬وﲢرر كما يأتي ‪:‬‬

‫“اﳌادة ‪ : 82‬يستمر حساب التخصيص اﳋاص رقم ‪ 3٠2-٠96‬الذي عنوانه “صندوق اﻻستعجاﻻت ونشاطات‬
‫العﻼجات الطبية”‪) ...................... ،‬بدون تغيير حتى( ‪ 31‬ديسمبر سنة ‪ ،2٠19‬وهو التاريخ الذي سيقفل بحلوله‬
‫ب رصيده إﱃ حساب نتائج اﳋزينة‪.‬‬
‫اﳊساب نهائيا ويص ّ‬

‫بالنسبة للسنتﲔ اﳌاليتﲔ ‪ 2٠18‬و‪ ،2٠19‬يحدد سقف اﻹيرادات عﲆ حساب التخصيص اﳋاص رقم ‪3٠2-٠96‬‬
‫الذي عنوانه “صندوق اﻻستعجاﻻت ونشاطات العﻼجات الطبية” ﲟبلغ ‪ 9.٠٠٠.٠٠٠.٠٠٠‬دج لفائدة هذا الصندوق‪،‬‬
‫ب رصيد اﻹيرادات إﱃ حساب نتائج اﳋزينة‪.‬‬
‫ويص ّ‬

‫ﲢدد كيفيات تطبيق هذه اﻷحكام عن طريق التنظيم”‪.‬‬

‫الفصل الرابع‬
‫أحكام مختلفة مطبقة عﲆ العمليات اﳌالية للدولة‬

‫اﳌادة ‪ : ١٣7‬تكتسي طابعا احتياطيا‪ ،‬اﻻعتمادات اﳌسجلة ﰲ الفصول التي تتضمن نفقات التسيير اﻵتية ‪:‬‬

‫‪ - 1‬رواتب النشاط‪.‬‬

‫‪ - 2‬التعويضات واﳌنح اخملتلفة‪.‬‬

‫‪ - 3‬اﳌستخدمون اﳌتعاقدون‪ ،‬الرواتب‪ ،‬منح ذات طابع عائﲇ واشتراكات الضمان اﻻجتماعي‪.‬‬

‫‪ - ٤‬اﳌنح العائلية‪.‬‬

‫‪ - ٥‬الضمان اﻻجتماعي‪.‬‬

‫‪ - 6‬اﳌنح وتعويضات التدريب والرواتب اﳌسبقة ومصاريف التكوين‪.‬‬

‫‪ - 7‬إعانات التسيير اخملصصة للمؤسسات العمومية اﻹدارية اﳌنشأة حديثا أو التي تبدأ النشاط خﻼل السنة‬
‫اﳌالية‪.‬‬

‫‪ - 8‬النفقات اﳌرتبطة بالتزامات اﳉزائر إزاء الهيئات الدولية )اﳌساهمات واﻻشتراكات(‪.‬‬

‫اﳌادة ‪ : ١٣٨‬ينشر هذا القانون ﰲ اﳉريدة الّرسمّية للجمهورّية اﳉزائرية الّديمقراطّية الّشعبّية‪.‬‬

‫حرر باﳉزائر ﰲ ‪ 8‬ربيع الثاني عام ‪ 1٤39‬اﳌوافق ‪ 27‬ديسمبر سنة ‪.2٠17‬‬

‫عبد العزيز بوتفليقة‬


‫‪ ٩‬ربيع الثاني عام ‪ ١٤٣٩‬هـ‬
‫‪65‬‬ ‫ية للجمهورّية اﳉزائرّية العدد ‪76 /‬‬
‫اﳉريدة الرسم ّ‬ ‫‪ ٢٨‬ديسمبر سنة ‪ ٢٠١7‬م‬

‫اﳌﻼح ـق‬

‫اﳉدول )أ(‬

‫اﻹيرادات النهائية اﳌطبقة ﰲ ميزانية الدولة لسنة ‪٢٠١٨‬‬

‫اﳌبالغ )بآﻻف دج(‬ ‫إيرادات اﳌيزانية‬

‫‪ - ١‬اﳌوارد العادية‬

‫‪ - ١.١‬اﻹيرادات اﳉبائية ‪:‬‬

‫‪1.391.701.000‬‬ ‫‪ - ٠٠1 - 2٠1‬حواصل الضرائب اﳌباشرة‪.............................................................‬‬

‫‪136.805.000‬‬ ‫‪ - ٠٠2 - 2٠1‬حواصل التسجيل والطابع‪..............................................................‬‬

‫‪1.097.116.000‬‬ ‫‪ - ٠٠3 - 2٠1‬حواصل الضرائب اخملتلفة عﲆ اﻷعمال‪.........................................‬‬

‫)‪(500.220.000‬‬ ‫)منها الرسم عﲆ القيمة اﳌضافة اﳌطبقة عﲆ اﳌنتوجات اﳌستوردة(‪...............‬‬

‫‪10.000.000‬‬ ‫‪ - ٠٠٤ - 2٠1‬حواصل الضرائب غير اﳌباشرة‪.....................................................‬‬

‫‪397.405.000‬‬ ‫‪ - ٠٠٥ - 2٠1‬حواصل اﳉمارك‪............................................................................‬‬

‫‪3.033.027.000‬‬ ‫اجملموع الفرعي )‪(١‬‬

‫‪ - ٢ - ١‬اﻹيرادات العادية‬

‫‪27.000.000‬‬ ‫‪ - ٠٠6 - 2٠1‬حواصل ومداخيل أمﻼك الدولة‪.......................................................‬‬

‫‪78.000.000‬‬ ‫‪ - ٠٠7 - 2٠1‬اﳊواصل اخملتلفة للميزانية‪..........................................................‬‬

‫‪20.000‬‬ ‫‪ - ٠٠8 - 2٠1‬اﻹيرادات النظامية‪.........................................................................‬‬

‫‪105.020.000‬‬ ‫اجملموع الفرعي )‪(٢‬‬

‫‪ - ٣ - ١‬اﻹيرادات اﻷخرى ‪:‬‬

‫‪800.000.000‬‬ ‫اﻹيرادات اﻷخرى‪...............................................................................................‬‬

‫‪800.000.000‬‬ ‫اجملموع الفرعي )‪(٣‬‬

‫‪3.938.047.000‬‬ ‫مجموع اﳌوارد العادية‬

‫‪ - ٢‬اﳉباية البترولية‬

‫‪2.776.218.000‬‬ ‫‪ - ٠11 - 2٠1‬اﳉباية البترولية‪..........................................................................‬‬

‫‪6.714.265.000‬‬ ‫اجملموع العام لﻺيرادات‬


‫‪ ٩‬ربيع الثاني عام ‪ ١٤٣٩‬هـ‬
‫ية للجمهورّية اﳉزائرّية العدد ‪76 /‬‬
‫اﳉريدة الرسم ّ‬ ‫‪66‬‬
‫‪ ٢٨‬ديسمبر سنة ‪ ٢٠١7‬م‬

‫اﳉدول )ب(‬
‫توزيع اﻻعتمادات اﳌفتوحة بعنوان ميزانية التسيير لسنة ‪ ٢٠١٨‬حسب كل دائرة وزارية‬

‫اﳌب ـال ـ ـغ )دج (‬ ‫الـ ـدوائ ـ ـر ال ـوزاريـ ـ ـة‬

‫‪7.859.006.000‬‬ ‫رئاسة اﳉمهورية‬


‫‪4.458.622.000‬‬ ‫مصالح الوزير اﻷول‬
‫‪1.118.297.000.000‬‬ ‫الدفاع الوطني‬
‫‪35.216.850.000‬‬ ‫الشؤون اﳋارجية‬
‫‪425.576.433.000‬‬ ‫الداخلية واﳉماعات المحلية والتهيئة العمرانية‬
‫‪74.543.069.000‬‬ ‫العدل‬
‫‪86.823.922.000‬‬ ‫اﳌالية‬
‫‪50.806.569.000‬‬ ‫الطاقة‬
‫‪225.169.592.000‬‬ ‫اجملاهدين‬
‫‪25.244.314.000‬‬ ‫الشؤون الدينية واﻷوقاف‬
‫‪709.558.540.000‬‬ ‫التربية الوطنية‬
‫‪313.336.878.000‬‬ ‫التعليم العاﱄ والبحث العلمي‬
‫‪46.840.000.000‬‬ ‫التكوين والتعليم اﳌهنيﲔ‬
‫‪15.272.000.000‬‬ ‫الثقافة‬
‫‪2.344.644.000‬‬ ‫البريد واﳌواصﻼت السلكية والﻼسلكية والتكنولوجيات والرقمنة‬
‫‪35.237.000.000‬‬ ‫الشباب والرياضة‬
‫‪67.379.794.000‬‬ ‫التضامن الوطني واﻷسرة وقضايا اﳌرأة‬
‫‪4.612.355.000‬‬ ‫الصناعة واﳌناجم‬
‫‪211.814.118.000‬‬ ‫الفﻼحة والتنمية الريفية والصيد البحري‬
‫‪16.624.426.000‬‬ ‫السكن والعمران واﳌدينة‬
‫‪19.979.062.000‬‬ ‫التجارة‬
‫‪20.702.804.000‬‬ ‫اﻻتصال‬
‫‪25.984.720.000‬‬ ‫اﻷشغال العمومية والنقل‬
‫‪14.099.310.000‬‬ ‫اﳌوارد اﳌائية‬
‫‪3.157.141.000‬‬ ‫السياحة والصناعة التقليدية‬
‫‪392.163.373.000‬‬ ‫الصحة والسكان وإصﻼح اﳌستشفيات‬
‫‪154.011.680.000‬‬ ‫العمل والتشغيل والضمان اﻻجتماعي‬
‫‪229.880.000‬‬ ‫العﻼقات مع البرﳌان‬
‫‪2.136.204.000‬‬ ‫البيئة والطاقات اﳌتجددة‬
‫‪4.109.479.306.000‬‬ ‫اجملموع الفرع ـ ـي‬

‫‪474.982.927.000‬‬ ‫التكاليف اﳌشتركة‬


‫‪4.584.462.233.000‬‬ ‫اجملموع الع ـ ـ ـام‬
‫‪ ٣‬رجب عام ‪ ١٤٤٢‬هـ‬
‫ية للجمهورّية اﳉزائرّية ‪ /‬العدد ‪١١‬‬
‫اﳉريدة الرسم ّ‬ ‫‪4‬‬
‫‪ ١٥‬فبراير سنة ‪ ٢٠٢١‬م‬

‫قوانﲔ‬
‫اﳌاّدة ‪ : ٢‬حـ ـ ـددت الن ـ ـتائج النـ ـهائية لن ـ ـفقات اﳌ ـ ـيزان ـ ـيـ ـ ـة‬ ‫قانون رقم ‪ ٠١-٢١‬مؤّرخ ﰲ أول رجب عام ‪ ١٤٤٢‬اﳌوافق‬
‫الع ـ ـ ـامة للدولـ ـة لس ـ ـنة ‪ 2٠18‬ﲟب ـ ـلغ ثمـ ـان ـ ـية آﻻف وأربـ ـع ـ ـمائة‬ ‫‪ ١٣‬فبراير سنة ‪ ،٢٠٢١‬يتضمن تسوية اﳌيزانية‬
‫وسبعة وثمانﲔ مليارا ومائة واثنﲔ وتسعﲔ مليونا ومائة‬ ‫لسنة ‪.٢٠١٨‬‬
‫وتسعة وخمسﲔ ألفا وسبعة وعشرين دينارا وأربعة عشر‬ ‫––––––‬
‫سنتيما )‪ 8.٤87.192.1٥9.٠27,1٤‬دج(‪ ،‬حيث يخصص منه ‪:‬‬ ‫ن رئيس اﳉمهورية‪،‬‬
‫إ ّ‬
‫• أربعة آﻻف وأربعمائة وثمانية وثمانون مليارا وثﻼثمائة‬ ‫– بناء عﲆ الدستور‪ ،‬ﻻ سيما اﳌواد ‪ 139‬و‪ 1٤3‬و‪ 1٤٥‬و‪1٤8‬‬
‫وعش ـ ـرة مﻼيي ـن وأربع ـ ـمائة وسب ـ ـعون ألفا ومـ ـائتـ ـان وس ـبعة‬ ‫و‪ 1٥6‬منه‪،‬‬
‫دنانير وواحد وثمانون سنتيما )‪ ٤.٤88.31٠.٤7٠.2٠7,81‬دج(‪،‬‬ ‫– وﲟق ـتضى ال ـق ـان ـون رق ـم ‪ ٠٤-8٠‬اﳌؤرخ ﰲ ‪ 1٤‬ربيع‬
‫لنفقات التسي ـ ـير م ـوزعة حسب الوزارات طبقا للجدول “ب”‬ ‫الثاني عام ‪ 1٤٠٠‬اﳌوافق أول مارس سنة ‪ 198٠‬واﳌتعلق‬
‫اﳌلحق بهذا القانون‪،‬‬ ‫ﲟمارسة وظيفة اﳌراقبة من قبل اﳌجلس الشعبي الوطني‪،‬‬
‫• ثﻼثة آﻻف وتسعمائة وثﻼثة وخمسون مليارا ومائتان‬ ‫– وﲟقتضى القانون رقم ‪ 17-8٤‬اﳌؤرخ ﰲ ‪ 8‬شّوال عام‬
‫وثم ـ ـان ـ ـية وثم ـ ـانـ ـون مليـ ـونا وسبـ ـعة وعش ـ ـرون ألف دي ـنار‬ ‫‪ 1٤٠٤‬اﳌوافق ‪ 7‬يوليو سنة ‪ 198٤‬واﳌتعلق بقوانﲔ اﳌالية‪،‬‬
‫)‪3.9٥3.288.٠27.٠٠٠,٠٠‬دج(‪ ،‬لن ـ ـف ـ ـقات الت ـ ـج ـ ـه ـ ـيـ ـز )مسـ ـاهـ ـمـ ـ ـات‬ ‫اﳌعدل واﳌتمم‪،‬‬
‫نهائية( موزعة حسب القطاعات طبقا للجدول “ج” اﳌلحق‬ ‫– وﲟقتضى القانون رقم ‪ 21-9٠‬اﳌؤرخ ﰲ ‪ 2٤‬محّرم عام‬
‫بهذا القانون‪،‬‬ ‫‪ 11٤1‬اﳌوافق ‪ 1٥‬غشت سنة ‪ 199٠‬واﳌتعلق باﳌـحاسبة‬
‫• خ ـ ـمـ ـ ـسة وأربـ ـع ـ ـون ملـ ـ ـيارا وخم ـ ـسـ ـ ـمائة وثﻼثة وتسـ ـعون‬ ‫العمومية‪ ،‬اﳌعدل واﳌتمم‪،‬‬
‫مليونا وستمائة وواحد وستون ألفا وثمانمائة وتسعة عشر‬ ‫– وﲟقتضى اﻷمر رقم ‪ 2٠-9٥‬اﳌؤرخ ﰲ ‪ 19‬صفر عام ‪1٤16‬‬
‫دينارا وثﻼثة وثﻼثون سنتيما )‪ ٤٥.٥93.661.819,33‬دج(‪،‬‬ ‫اﳌوافق ‪ 17‬يوليو سنة ‪ 199٥‬واﳌتعلق ﲟجلس اﳌـحاسبة‪،‬‬
‫للنفقات غير اﳌتوّقعة‪.‬‬ ‫اﳌعدل واﳌتمم‪،‬‬
‫– وﲟقتضى القانون رقم ‪ ٠7-٠٥‬اﳌؤرخ ﰲ ‪ 19‬ربيع اﻷول‬
‫اﳌاّدة ‪ : ٣‬بلغ العجز النهائي اﳋاص بعمليات اﳌيزانية‬
‫عام ‪ 1٤26‬اﳌوافق ‪ 28‬أبريل سنة ‪ 2٠٠٥‬واﳌتعلق باﳌـحروقات‪،‬‬
‫لسنـ ـة ‪ 2٠18‬واﳌخصص ﳌتـ ـاح ومـ ـكشوف اﳋزيـ ـن ـة أل ـفﲔ‬
‫اﳌعدل واﳌتمم‪،‬‬
‫وواحدا وثمانﲔ مليارا وتسعمائة وسبعة وأربعﲔ مليونا‬
‫وتسعمائة وتسعة وتسعﲔ ألفا وستمائة وثﻼثة وتسعﲔ‬ ‫– وﲟقتضى القانون رقم ‪ 11-17‬اﳌؤرخ ﰲ ‪ 8‬ربيع الثاني‬
‫عام ‪ 1٤39‬اﳌوافق ‪ 27‬ديسمبر سنة ‪ 2٠17‬واﳌتضمن قانون‬
‫دينارا وتسعة وثﻼثﲔ سنتيما )‪ 2.٠81.9٤7.999.693,39‬دج(‪.‬‬
‫اﳌالية لسنة ‪،2٠18‬‬
‫اﳌاّدة ‪ : ٤‬بلـ ـ ـغت التـ ـغـ ـ ـيرات الصـ ـاف ـ ـ ـية اﳌخصـ ـصة ﳌتاح‬
‫– وﲟقتضى القانون رقم ‪ 13-18‬اﳌؤرخ ﰲ ‪ 27‬شوال عام‬
‫ومكشوف اﳋزينة للسنة اﳌالية ‪: 2٠18‬‬
‫‪ 1٤39‬اﳌوافق ‪ 11‬يوليو سنة ‪ 2٠18‬واﳌتضمن قانون اﳌالية‬
‫• تسعة وستﲔ مليارا وثﻼثمائة وواحد وأربعﲔ مليونا‬ ‫التكميﲇ لسنة ‪،2٠18‬‬
‫وسبعمائة وتسعة وأربعﲔ ألفا وعشرة دنانير وتسعة عشر‬ ‫– وبعد استشارة مجلس اﳌـحاسبة‪،‬‬
‫سنتيما )‪ 69.3٤1.7٤9.٠1٠,19‬دج( بعنوان التغير اﻹيجابي‬ ‫– وبعد رأي مجلس الدولة‪،‬‬
‫الصاﰲ ﻷرصدة اﳊسابات اﳋاصة للخزينة‪،‬‬
‫– وبعد مصادقة البرﳌان‪،‬‬
‫• ألفﲔ وستمائة وتسعة مﻼيير ومائة وتسعة وتسعﲔ‬ ‫يصدر القانون اﻵتي نصه ‪:‬‬
‫مـ ـلي ـ ـ ـونا وم ـ ـائتﲔ وثـ ـمـ ـانـ ـيـ ـة وس ـ ـت ـ ـﲔ أل ـ ـفا وم ـ ـائتـ ـﲔ وثـ ـﻼثة‬
‫اﳌاّدة اﻷوﱃ ‪ :‬قدر مبلغ اﻹيرادات واﳊواصل واﳌداخيل‬
‫وع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشـ ـ ـ ـ ـ ـريـ ـن ديـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن ـ ـارا وث ـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـانـ ـ ـ ـ ـي ـ ـة وأرب ـ ـ ـع ـ ـ ـ ـﲔ سـ ـ ـ ـن ـ ـ ـت ـ ـ ـ ـيـ ـ ـ ـ ـم ـ ـ ـا‬
‫اﳌـ ـطـ ـبقـ ـة عـ ـﲆ الـ ـنف ـ ـقات ال ـ ـنهائيـ ـة للميـ ـزانـ ـية العـ ـامـ ـة لـ ـلـ ـدولـة‬
‫)‪ 2.6٠9.199.268.223,٤8‬دج( بعنوان التغير اﻹيجابي الصاﰲ‬
‫اﳌسجلة إﱃ غاية ‪ 31‬ديسمبر سنة ‪ 2٠18‬بـستة آﻻف وأربعمائة‬
‫ﻷرصدة حسابات اﻻقتراضات‪،‬‬
‫وخمسة مﻼيير ومائتﲔ وأربعة وأربعﲔ مليونا ومائة وتسعة‬
‫• مائة وتسعة وسبعﲔ مليارا وثمانمائة مليون دينار‬ ‫وخ ـمسﲔ أل ـف ـا وث ـﻼث ـم ـائ ـة وثـﻼثـة وثـﻼثﲔ ديـنـارا وخـمسة‬
‫)‪ 179.8٠٠.٠٠٠.٠٠٠,٠٠‬دج(‪ ،‬بعنوان التغير السلبي الصاﰲ‬ ‫وسبعﲔ سنتيما )‪ 6.٤٠٥.2٤٤.1٥9.333,7٥‬دج( وفقا للتوزيع‬
‫ﻷرصدة حسابات اﳌساهمة‪.‬‬ ‫حسب الطبيعة موضوع اﳉدول “أ” اﳌلحق بهذا القانون‪.‬‬
‫‪ ٣‬رجب عام ‪ ١٤٤٢‬هـ‬
‫‪5‬‬ ‫ية للجمهورّية اﳉزائرّية ‪ /‬العدد ‪١١‬‬
‫اﳉريدة الرسم ّ‬ ‫‪ ١٥‬فبراير سنة ‪ ٢٠٢١‬م‬

‫اﳌاّدة ‪ : ٦‬ين ـ ـش ـ ـ ـر هـذا القـ ـ ـانون ﰲ اﳉـ ـريـ ـ ـدة الّرسـ ـ ـمّية‬ ‫اﳌاّدة ‪ : ٥‬يحدد الربح اﻹجماﱄ ﳊساب متاح ومكشوف‬
‫للجمهورّية اﳉزائرّية الّديمقراطّية الّشعبّية‪.‬‬ ‫اﳋزينة بعنوان السنة اﳌالية ‪ 2٠18‬بأربعمائة وستة عشر‬
‫حّرر باﳉزائر ﰲ أول رجب عام ‪ 1٤٤2‬اﳌوافق ‪ 13‬فبراير‬ ‫مليارا وسبعمائة وثﻼثة وتسعﲔ مليونا وسبعة عشر ألفا‬
‫سنة ‪.2٠21‬‬
‫وخ ـ ـمس ـ ـمائة وأربع ـ ـﲔ دي ـ ـنارا وثم ـ ـانية وعش ـ ـ ـرين س ـ ـن ـ ـتـ ـيما‬
‫عبد اﳌجيد تبون‬
‫)‪ ٤16.793.٠17.٥٤٠,28‬دج(‪.‬‬

‫اﻹيرادات النهائية اﳌطبقة عﲆ ميزانية الدولة لسنة ‪٢٠١٨‬‬

‫اﳉدول “ أ”‬
‫بالدينار )دج(‬

‫الفارق‬ ‫اﻹنجاز‬ ‫تقديرات قانون‬


‫اﻹنجازات‬ ‫إيرادات الدولة‬
‫بـ ‪%‬‬ ‫بالقيمة‬ ‫بـ ‪%‬‬ ‫اﳌالية التكميﲇ‬
‫‪ .١‬اﳌوارد العادية‬

‫‪ ١.١‬اﻹيرادات اﳉبائية‬

‫‪- 1٠,٤٥‬‬ ‫‪- 1٤٠ ٤89 ٥٥1 29٥,33‬‬ ‫‪89,٥٥ 1 2٠3 6٤7 ٤٤8 7٠٤,67‬‬ ‫‪1 3٤٤ 137 ٠٠٠ ٠٠٠‬‬ ‫‪ ٠٠1-2٠1‬حاصل الضرائب اﳌباشرة‬

‫‪- 1٤,28‬‬ ‫‪- 1٤ 72٥ 8٥7 8٥٥,87‬‬ ‫‪8٥,72‬‬ ‫‪88 397 1٤2 1٤٤,13‬‬ ‫‪1٠3 123 ٠٠٠ ٠٠٠‬‬ ‫‪ ٠٠2-2٠1‬حاصل التسجيل والطابع‬

‫‪1,67‬‬ ‫‪17 9٥9 6٤3 839,8٤‬‬ ‫‪1٠1,67 1 ٠92 936 6٤3 839,8٤‬‬ ‫‪1 ٠7٤ 977 ٠٠٠ ٠٠٠‬‬ ‫‪ ٠٠3 - 2٠1‬حاصل الرسوم اﳌختلفة عﲆ‬

‫‪3,٥7‬‬ ‫‪17 ٥67 2٠7 88٤,19‬‬ ‫‪1٠3,٥7‬‬ ‫‪٥٠9 12٥ 2٠7 88٤,19‬‬ ‫‪٤91 ٥٥8 ٠٠٠ ٠٠٠‬‬ ‫اﻷعمال )منها الرسم عﲆ القيمة اﳌضافة‬

‫عﲆ اﳌنتوجات اﳌستوردة(‬

‫‪- ٤7,7٤‬‬ ‫‪- 3 818 91٠ ٠69,98‬‬ ‫‪٥2,26‬‬ ‫‪٤ 181 ٠89 93٠,٠2‬‬ ‫‪8 ٠٠٠ ٠٠٠ ٠٠٠‬‬ ‫‪ ٠٠٤ - 2٠1‬حاصل الضرائب غير اﳌباشرة‬

‫‪- ٤,٥8‬‬ ‫‪- 1٥ ٥٤6 ٤٥7 988,٥6‬‬ ‫‪9٥,٤2‬‬ ‫‪323 992 ٥٤2 ٠11,٤٤‬‬ ‫‪339 ٥39 ٠٠٠ ٠٠٠‬‬ ‫‪ ٠٠٥-2٠1‬حاصل اﳉمارك‬

‫‪- ٥,٤6‬‬ ‫‪- 1٥6 621 133 369,9٠‬‬ ‫‪9٤,٥٤ 2 713 1٥٤ 866 63٠,1٠‬‬ ‫‪2 869 776 ٠٠٠ ٠٠٠‬‬ ‫اﳌجموع الفرعي )‪(١‬‬

‫‪ ٢-١‬اﻹيرادات العادية‬

‫‪8٠,93‬‬ ‫‪21 8٥٠ ٥92 36٥,66‬‬ ‫‪18٠,93‬‬ ‫‪٤8 8٥٠ ٥92 36٥,66‬‬ ‫‪27 ٠٠٠ ٠٠٠ ٠٠٠‬‬ ‫‪ ٠٠6-2٠1‬حاصل دخل اﻷمﻼك الوطنية‬

‫‪98,98‬‬ ‫‪77 2٠٤ ٠86 ٠91,17‬‬ ‫‪198,98‬‬ ‫‪1٥٥ 2٠٤ ٠86 ٠91,17‬‬ ‫‪78 ٠٠٠ ٠٠٠ ٠٠٠‬‬ ‫‪ ٠٠7-2٠1‬اﳊواصل اﳌختلفة للميزانية‬

‫–‬ ‫‪2٤ 8٠٥ ٥٠٤,٠٠‬‬ ‫–‬ ‫‪٤٤ 8٠٥ ٥٠٤,٠٠‬‬ ‫‪2٠ ٠٠٠ ٠٠٠‬‬ ‫‪ ٠٠8-2٠1‬اﻹيرادات النظامية‬

‫‪9٤,3٤‬‬ ‫‪99 ٠79 ٤83 96٠,83‬‬ ‫‪19٤,3٤‬‬ ‫‪2٠٤ ٠99 ٤83 96٠,83‬‬ ‫‪1٠٥ ٠2٠ ٠٠٠ ٠٠٠‬‬ ‫اﳌجموع الفرعي )‪(٢‬‬

‫‪ ٣-١‬اﻹيرادات اﻷخرى‬

‫‪3,٤8‬‬ ‫‪38 29٥ 8٠8 7٤2,82‬‬ ‫‪1٠3,٤8 1 138 29٥ 8٠8 7٤2,82 1 1٠٠ ٠٠٠ ٠٠٠ ٠٠٠‬‬ ‫اﻹيرادات اﻷخرى‬

‫‪3,٤8‬‬ ‫‪38 29٥ 8٠8 7٤2,82‬‬ ‫‪1٠3,٤8 1 138 29٥ 8٠8 7٤2,82 1 1٠٠ ٠٠٠ ٠٠٠ ٠٠٠‬‬ ‫اﳌجموع الفرعي )‪(٣‬‬

‫‪- ٠,٤7‬‬ ‫‪- 19 2٤٥ 8٤٠ 666,2٥‬‬ ‫‪99,٥3 ٤ ٠٥٥ ٥٥٠ 1٥9 333,7٥‬‬ ‫‪٤ ٠7٤ 796 ٠٠٠ ٠٠٠‬‬ ‫مجموع اﳌوارد العادية‬

‫‪ .٢‬اﳉباية البترولية‬

‫‪٠,٠٠‬‬ ‫–‬ ‫‪1٠٠ 2 3٤9 69٤ ٠٠٠ ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫‪2 3٤9 69٤ ٠٠٠ ٠٠٠‬‬ ‫‪ ٠11-2٠1‬اﳉباية البترولية‬

‫‪- ٠,3٠‬‬ ‫‪- 19 2٤٥ 8٤٠ 666,2٥‬‬ ‫‪99,7٠ 6 ٤٠٥ 2٤٤ 1٥9 333,7٥‬‬ ‫‪6 ٤2٤ ٤9٠ ٠٠٠ ٠٠٠‬‬ ‫اﳌجموع العام لﻺيرادات‬
‫‪ ٣‬رجب عام ‪ ١٤٤٢‬هـ‬
‫ية للجمهورّية اﳉزائرّية ‪ /‬العدد ‪١١‬‬
‫اﳉريدة الرسم ّ‬ ‫‪6‬‬
‫‪ ١٥‬فبراير سنة ‪ ٢٠٢١‬م‬

‫التوزيع حسب الدوائر الوزارية لﻼعتمادات اﳌفتوحة واﻻستهﻼكات اﳌسجلة‬


‫بعنوان ميزانية التسيير للسنة اﳌالية ‪٢٠١٨‬‬
‫اﳉدول “ب”‬

‫بالدينار )دج(‬
‫نسب‬
‫اعتمادات سنة ‪٢٠١٨‬‬
‫اﻻستهﻼك‬ ‫الفوارق بالقيمة‬ ‫الوزارات‬
‫اﳌستهلكة‬ ‫اﳌراجعة‬ ‫اﳌصادق عليها‬
‫‪%‬‬
‫‪77,23‬‬ ‫‪1 883 12٤ ٤19,91‬‬ ‫‪6 388 386 ٥8٠,٠9‬‬ ‫‪8 271 511 000‬‬ ‫‪8 2٤٤ ٥11 ٠٠٠‬‬ ‫رئاسة اﳉمهورية‬
‫‪9٤,٤2‬‬ ‫‪2٤9 9٤6 917,88‬‬ ‫‪٤ 232 ٤٤3 ٠82,12‬‬ ‫‪4 482 390 000‬‬ ‫‪٤ ٤7٠ 39٠ ٠٠٠‬‬ ‫مصالح الوزير اﻷول‬
‫‪99,88‬‬ ‫‪1 31٠ 911 673,٤1 1 117 298 ٠88 326,٥9‬‬ ‫‪1 118 609 000 000‬‬ ‫‪1 118 6٠9 ٠٠٠ ٠٠٠‬‬ ‫الدفاع الوطني‬
‫‪96,٤٥‬‬ ‫‪1٥ 79٠ 389 877,89‬‬ ‫‪٤29 1٤٥ 132 29٥,11‬‬ ‫‪444 935 522 173‬‬ ‫‪٤32 866 ٠33 ٠٠٠‬‬ ‫الداخلية واﳉماعات اﳌـحلية‬
‫‪98,6٥‬‬ ‫‪٥٥3 ٠73 267,32‬‬ ‫‪٤٠ ٤98 796 732,68‬‬ ‫‪41 051 870 000‬‬ ‫‪36 796 1٥٠ ٠٠٠‬‬ ‫الشؤون اﳋارجية والتعاون‬
‫الدوﱄ‬
‫‪96,63‬‬ ‫‪2 698 297 198,٠8‬‬ ‫‪77 28٥ 12٤ 8٠1,92‬‬ ‫‪79 983 422 000‬‬ ‫‪7٤ ٥٤3 ٠69 ٠٠٠‬‬ ‫العدل‬
‫‪9٠,٠2‬‬ ‫‪8 67٥ 926 8٥9,٤3‬‬ ‫‪78 273 727 6٤9,٥7‬‬ ‫‪86 949 654 509‬‬ ‫‪86 8٥7 922 ٠٠٠‬‬ ‫اﳌالية‬
‫‪98,٠٤‬‬ ‫‪993 9٤2 19٥,83‬‬ ‫‪٤9 812 626 8٠٤,17‬‬ ‫‪50 806 ٥69 000‬‬ ‫‪٥٠ 8٠6 ٥69 ٠٠٠‬‬ ‫الطاقة‬
‫‪97,91‬‬ ‫‪٤ 69٥ ٥9٤ 2٠6,٠8‬‬ ‫‪22٠ ٤73 997 793,92‬‬ ‫‪225 169 592 000‬‬ ‫‪22٥ 169 ٥92 ٠٠٠‬‬ ‫اﳌجاهدين‬
‫‪96,93‬‬ ‫‪776 ٥2٥ 376,٥٠‬‬ ‫‪2٤ ٤97 ٠٤3 267,٥٠‬‬ ‫‪25 273 568 644‬‬ ‫‪2٥ 2٤٤ 31٤ ٠٠٠‬‬ ‫الشؤون الدينية واﻷوقاف‬
‫‪97,68‬‬ ‫‪16 ٥17 1٤6 8٤٥,٥٤‬‬ ‫‪69٤ 677 ٠28 1٥٤,٤6‬‬ ‫‪711 194 175 000‬‬ ‫‪71٠ 6٤9 926 ٠٠٠‬‬ ‫التربية الوطنية‬
‫‪99,93‬‬ ‫‪2٤٥ ٤٤3 779,96‬‬ ‫‪332 ٠9٥ 9٤3 7٠1,٠٤‬‬ ‫‪332 341 387 481‬‬ ‫التعليم العاﱄ والبحث العلمي ‪313 338 988 ٠٠٠‬‬
‫‪99,69‬‬ ‫‪1٥٠ 2٤3 612,٥٥‬‬ ‫‪٤8 ٥٥٠ ٥2٠ 92٥,٤٥‬‬ ‫‪48 700 764 538‬‬ ‫‪٤7 311 ٠٠٠ ٠٠٠‬‬ ‫التكوين والتعليم اﳌهنيﲔ‬
‫‪1٠٤,18‬‬ ‫‪- 638 ٥2٤ 1٥٠,٥8‬‬ ‫‪1٥ 91٤ 17٤ ٠71,٥8‬‬ ‫‪15 275 649 921‬‬ ‫‪1٥ 272 ٠٠٠ ٠٠٠‬‬ ‫الثقافة‬
‫‪88,٤٤‬‬ ‫‪311 137 97٠,38‬‬ ‫‪2 381 116 ٠٠8,62‬‬ ‫‪2 692 253 979‬‬ ‫‪2 3٤٤ 6٤٤ ٠٠٠‬‬ ‫البريد وتكنولوجيات اﻹعﻼم‬
‫واﻻتصال‬
‫‪9٤,82‬‬ ‫‪2 ٠٥9 396 177,9٤‬‬ ‫‪37 727 6٠3 822,٠6‬‬ ‫‪39 787 000 000‬‬ ‫‪38 887 ٠٠٠ ٠٠٠‬‬ ‫الشباب والرياضة‬
‫‪99,٠9‬‬ ‫‪616 ٤٤9 673,٠7‬‬ ‫‪67 ٠78 ٠92 23٥,93‬‬ ‫‪67 694 541 909‬‬ ‫‪67 391 19٤ ٠٠٠‬‬ ‫التضامن الوطني واﻷسرة‬
‫وقضايا اﳌرأة‬
‫‪92,86‬‬ ‫‪329 ٤٠3 669,98‬‬ ‫‪٤ 283 91٥ ٠27,٠2‬‬ ‫‪4 613 318 697‬‬ ‫‪٤ 612 3٥٥ ٠٠٠‬‬ ‫الصناعة واﳌناجم‬
‫‪98,82‬‬ ‫‪2 9٤8 111 6٥6,86‬‬ ‫‪2٤7 677 6٠3 383,1٤‬‬ ‫‪250 625 715 040‬‬ ‫‪226 31٤ 118 ٠٠٠‬‬ ‫الفﻼحة والتنمية الريفية‬
‫والصيد البحري‬
‫‪111,٥6‬‬ ‫‪- 2 ٠٥8 ٠9٤ 128,٤8‬‬ ‫‪19 8٥9 6٠٠ 128,٤8‬‬ ‫‪17 801 506 000‬‬ ‫‪16 6٥٤ ٤26 ٠٠٠‬‬ ‫السكن والعمران واﳌدينة‬
‫‪79,9٥‬‬ ‫‪٤ 323 8٤8 ٤37,٠٤‬‬ ‫‪17 2٤2 97٤ 81٥,96‬‬ ‫‪21 566 823 253‬‬ ‫‪19 979 ٠62 ٠٠٠‬‬ ‫التجارة‬
‫‪98,6٥‬‬ ‫‪28٠ 313 896,97‬‬ ‫‪2٠ ٤27 668 8٤1,٠3‬‬ ‫‪20 707 982 738‬‬ ‫‪2٠ 7٠2 8٠٤ ٠٠٠‬‬ ‫اﻻتصال‬
‫‪98,1٠‬‬ ‫‪787 398 16٤,87‬‬ ‫‪٤٠ 6٠7 321 83٥,13‬‬ ‫‪41 394 720 000‬‬ ‫‪2٥ 98٤ 72٠ ٠٠٠‬‬ ‫اﻷشغال العمومية والنقل‬
‫‪96,٠9‬‬ ‫‪787 311 197,88‬‬ ‫‪19 32٥ 998 8٠2,12‬‬ ‫‪20 113 310 000‬‬ ‫‪2٠ ٠99 31٠ ٠٠٠‬‬ ‫اﳌوارد اﳌائية‬
‫‪116,29‬‬ ‫‪- ٥19 ٥٤1 ٠18,11‬‬ ‫‪3 7٠8 737 ٠18,11‬‬ ‫‪3 189 196 000‬‬ ‫‪3 1٥7 1٤1 ٠٠٠‬‬ ‫السياحة والصناعة التقليدية‬
‫‪99,66‬‬ ‫‪1 3٤7 7٤2 916,9٠‬‬ ‫‪398 18٠ ٤61 ٤83,1٠‬‬ ‫‪399 528 204 400‬‬ ‫‪39٥ 873 373 ٠٠٠‬‬ ‫الصحة والسكان وإصﻼح‬
‫اﳌستشفيات‬
‫‪99,62‬‬ ‫‪٥8٤ 3٥6 ٥38,٠2‬‬ ‫‪1٥3 ٤٤٤ 882 87٠,98‬‬ ‫‪154 029 239 409‬‬ ‫‪1٥٤ ٠11 68٠ ٠٠٠‬‬ ‫العمل والتشغيل والضمان‬
‫اﻻجتماعي‬
‫‪88,77‬‬ ‫‪2٥ 9٤6 383,36‬‬ ‫‪2٠٥ ٠٤9 116,6٤‬‬ ‫‪230 995 500‬‬ ‫‪229 88٠ ٠٠٠‬‬ ‫العﻼقات مع البرﳌان‬
‫‪91,69‬‬ ‫‪177 ٥2٥ ٥٠٤,22‬‬ ‫‪1 9٥8 678 ٤9٥,78‬‬ ‫‪2 136 204 000‬‬ ‫‪2 136 2٠٤ ٠٠٠‬‬ ‫البيئة والطاقات اﳌتجددة‬
‫‪٩٨,٤٥‬‬ ‫‪٦٥ ٩٠٣ ٣٤٩ ١٢٠,7٠ ٤ ١7٣ ٢٥٢ 7٣٨ ٠7٠,٣٠‬‬ ‫‪4 239 156 087 191‬‬ ‫‪٤ ١٤٨ ٥٥7 ٣7٥ ٠٠٠‬‬ ‫اﳌجموع الفرعي‬
‫‪91,2٤‬‬ ‫‪3٠ 2٤8 ٤13 671,٤9‬‬ ‫‪31٥ ٠٥7 732 137,٥1‬‬ ‫‪345 306 145 809‬‬ ‫‪٤3٥ 9٠٤ 8٥8 ٠٠٠‬‬ ‫اﻷعباء اﳌشتركة‬
‫‪٩7,٩٠‬‬ ‫‪٩٦ ١٥١ 7٦٢ 7٩٢,١٩ ٤ ٤٨٨ ٣١٠ ٤7٠ ٢٠7,٨١‬‬ ‫‪4 584 462 233 000‬‬ ‫‪٤ ٥٨٤ ٤٦٢ ٢٣٣ ٠٠٠‬‬ ‫اﳌجموع العام‬
‫‪ ٣‬رجب عام ‪ ١٤٤٢‬هـ‬
‫‪7‬‬ ‫ية للجمهورّية اﳉزائرّية ‪ /‬العدد ‪١١‬‬
‫اﳉريدة الرسم ّ‬ ‫‪ ١٥‬فبراير سنة ‪ ٢٠٢١‬م‬

‫توزيع اﻻعتمادات اﳌفتوحة بعنوان ميزانية التجهيز لسنة ‪ ٢٠١٨‬حسب القطاعات‬

‫اﳉدول “ج”‬
‫بالدينار )دج(‬
‫فوارق اﻻعتمادات‬
‫اﳌراجعة ‪ -‬اﳌعبأة‬ ‫اﻻعتمادات‬ ‫اﻻعتمادات‬ ‫اﻻعتمادات‬
‫اﳌعبأة لسنة‬ ‫اﳌراجعة قانون‬ ‫اﳌصادق عليها ‪-‬‬ ‫القطاعات‬
‫‪٢٠١٨‬‬ ‫اﳌالية التكميﲇ‬ ‫قانون اﳌالية‬
‫بـ ‪%‬‬ ‫بالقيمة‬

‫‪2,13‬‬ ‫‪1 861 2٤٠ ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫‪8٥ 6٤1 133 ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫‪87 ٥٠2 373 ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫‪33 2٥2 373 ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫الصناعة‬

‫‪0,22‬‬ ‫‪٥٤8 189 ٠٠٠,٠٠ 2٤7 239 692 ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫‪2٤7 787 881 ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫‪211 296 ٥37 ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫الفﻼحة والري‬

‫‪13,21‬‬ ‫‪11 96٥ 627 ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫‪78 62٠ ٠28 ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫‪9٠ ٥8٥ 6٥٥ ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫‪81 66٠ 2٥٠ ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫دعم اﳋدمات اﳌنتجة‬

‫‪1,06‬‬ ‫‪9 1٠9 2٥٥ ٠٠٠,٠٠ 8٤9 662 189 ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫‪8٥8 771 ٤٤٤ ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫‪7٥٤ 179 ٥٥1 ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫اﳌنشآت القاعدية‬
‫اﻻقتصادية واﻹدارية‬

‫‪1,99‬‬ ‫‪٤ 937 83٤ ٠٠٠,٠٠ 2٤3 231 996 ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫‪2٤8 169 83٠ ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫‪218 ٤96 ٤79 ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫التربية والتكوين‬

‫‪1,15‬‬ ‫‪1 8٤٠ 26٤ ٠٠٠,٠٠ 1٥8 211 737 ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫‪16٠ ٠٥2 ٠٠1 ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫‪1٥٤ 366 393 ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫اﳌنشآت القاعدية‬
‫اﻻجتماعية والثقافية‬

‫‪0,64‬‬ ‫‪2 869 77٤ ٠٠٠,٠٠ ٤٤٥ 2٥٥ 89٤ ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫‪٤٤8 12٥ 668 ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫‪٤38 882 2٥2 ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫دعم اﳊصول‬
‫عﲆ السكن‬

‫‪- 0,43‬‬ ‫‪- 2 ٥9٥ 67٠ ٠٠٠,٠٠ 6٠3 ٠93 67٠ ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫‪6٠٠ ٤98 ٠٠٠ ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫‪6٠٠ ٤98 ٠٠٠ ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫مواضيع مختلفة‬

‫‪1,99‬‬ ‫‪2 ٠٠٠ ٠٠٠ ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫‪98 ٥٤٠ 798 ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫‪1٠٠ ٥٤٠ 798 ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫‪1٠٠ ٥٤٠ 798 ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫اﳌخططات البلدية‬
‫للتنمية‬

‫‪1,14‬‬ ‫‪٣٢ ٥٣٦ ٥١٣ ٠٠٠,٠٠ ٢ ٨٠٩ ٤٩7 ١٣7 ٠٠٠,٠٠ ٢ ٨٤٢ ٠٣٣ ٦٥٠ ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫‪٢ ٥٩٣ ١7٢ ٦٣٣ ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫اﳌجموع الفرعي‬
‫لﻼستثمار‬

‫‪3,68‬‬ ‫‪2٤ 621 ٥89 ٠٠٠,٠٠ 6٤3 79٠ 89٠ ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫‪668 ٤12 ٤79 ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫دعم النشاط اﻻقتصادي ‪669 927 6٠2 ٠٠٠,٠٠‬‬
‫)تخصيصات ﳊسابات‬
‫التخصيص اﳋاص‬
‫وتخفيض نسب الفوائد(‬

‫‪100,00‬‬ ‫‪32 869 896 ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫–‬ ‫‪32 869 896 ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫‪٥٤ 6٤6 367 ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫احتياطي لنفقات‬
‫غير متوقعة‬

‫–‬ ‫–‬ ‫‪22٥ ٥69 ٤23 ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫تسوية الديون‬


‫–‬ ‫–‬ ‫اﳌستحقة عﲆ الدولة‬

‫–‬ ‫–‬ ‫‪٥٠٠ ٠٠٠ ٠٠٠ ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫‪٥٠٠ ٠٠٠ ٠٠٠ ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫اﳌساهمة اﻻستثنائية ‪٥٠٠ ٠٠٠ ٠٠٠ ٠٠٠,٠٠‬‬
‫للميزانية لفائدة‬
‫الصندوق الوطني‬
‫للضمان اﻻجتماعي‬
‫)‪(CNAS‬‬

‫‪4,79‬‬ ‫‪٥7 ٤٩١ ٤٨٥ ٠٠٠,٠٠ ١ ١٤٣ 7٩٠ ٨٩٠ ٠٠٠,٠٠ ١ ٢٠١ ٢٨٢ ٣7٥ ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫‪١ ٤٥٠ ١٤٣ ٣٩٢ ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫اﳌجموع الفرعي‬
‫للعمليات برأس اﳌال‬

‫‪2,23‬‬ ‫‪٩٠ ٠٢7 ٩٩٨ ٠٠٠,٠٠ ٣ ٩٥٣ ٢٨٨ ٠٢7 ٠٠٠,٠٠ ٤ ٠٤٣ ٣١٦ ٠٢٥ ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫‪٤ ٠٤٣ ٣١٦ ٠٢٥ ٠٠٠,٠٠‬‬ ‫مجموع ميزانية‬
‫التجهيز‬

You might also like