You are on page 1of 138

‫االقتصــاد الكلي‬

‫إعداد‬
‫د‪ .‬يعقوب علي جانقي‬
‫‪2009‬‬

‫المقدمــة‬

‫‪1‬‬
‫يتصف علم االقتصاد بالمرونة والقابلية للتحديث كل فترة زمنية‬
‫وذلك ألنه يعالج القضايا التي تواجه األفراد والجماعات حسب معطيات‬
‫زمانها ومكانها وحجمها‪ .‬وعليه فهو علم يتطور عبر الزمن‪.‬‬
‫هن اك ع دة ف روع لعلم االقتص اد منه ا م ا يختص بدراس ة س لوك‬
‫المستهلك والمنتج وهو االقتصاد الجزئى ومنها ما يعالج القضايا القومية‬
‫في الدول ة ويبحث في السياس ات االقتص ادية ال تي ت ؤدي إلى النم و‬
‫والتنمي ة وه و االقتص اد الكلي ومنه ا م اهو تط بيقي مث ل االقتص اد‬
‫الزراعي والصناعي واقتصاديات العمل والطاقة ومنها ما يعتمد منهجه‬
‫على األساليب الرياضية مثل االقتصاد الرياضي واإلداري والقياسي‪.‬‬
‫يتم تن اول االقتص اد الكلي في ه ذه الم ذكرة ب التركيز على المف اهيم‬
‫األساس ية مث ل ال دخل الق ومي والت وازن الكلي والسياس ات االقتص ادية‬
‫والقضايا االقتصادية المعاصرة‪ .‬إن أهمية االقتصاد الكلي تأتي من حيث‬
‫تأثير السياسات العامة للدولة على النشاط االقتصادي الخاص وعليه يتم‬
‫رصد آثارها وتمحيص آلياتها للوصول إلى األهداف المنشودة‪.‬‬
‫تتكون هذه المذكرة من تسع وحدات رئيسية تقدم للدارس المبادئ‬
‫األساس ية لالقتص اد الكلي وال تي تس اعد في تفس ير الظ واهر االقتص ادية‬
‫والكلية والربط بينها على أساس علمي‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الوح دة األولى تق دم مف اهيم أساس ية بغ رض تس هيل اس تيعاب‬
‫الوح دات الالحق ه‪ .‬أم ا الوح دة الثاني ة فتش مل ال دخل الق ومي من حيث‬
‫الت دفق النق دي والس لعي في اقتص اد مك ون من ع دة قطاع ات ليعكس‬
‫التراب ط بين قطاع ات االقتص اد على المس توى الكلي‪ ،‬ثم أهمي ة حس ابات‬
‫ال دخل الق ومي ومش اكلها وكيفي ة حس ابها‪ ،‬ثم التمي يز بين ال دخل الق ومي‬
‫الحقيقي وال دخل الق ومي النق دي‪ .‬الوح دة الثالث ة تبحث في االس تهالك‬
‫واالدخار ومحددات كل منهما وأثر االستهالك على التوازن الكلي‪ .‬أما‬
‫الوح دة الرابع ة فتبحث في مفه وم ومح ددات االس تثمار تمهي داً لدراس ة‬
‫التوازن الكلي‪ .‬أما الوحدة الخامسة فتبحث في التوازن في اقتصاد مكون‬
‫من قطاعين ثم االقتصاد المغلق والذي يضم ثالث قطاعات هي القطاع‬
‫الع ائلي وقط اع األعم ال والقط اع الحك ومي (اإلنف اق الحك ومي‬
‫والضرائب)‪ .‬أما الوحدة السادسة فتقدم حالة التوازن في اقتصاد مفتوح‬
‫(ص ادرات وواردات) وتبحث في أث ر المع امالت الخارجي ة على‬
‫االقتص اد الق ومي‪ .‬الوح دة الس ابعة تق دم تحليالً للقط اع المص رفي عن‬
‫طري ق تحدي د وظ ائف النق ود ودور الجه از المص رفي في النش اط‬
‫االقتص ادي‪ .‬تض م الوح دة الثامن ة ش رحاً ألهم القض ايا االقتص ادية‬
‫المعاصرة مثل التضخم والبطالة وسياسات التحرير االقتصادي والمالي‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫أم الوح دة التاس عة فتق دم تحليالً للسياس ات االقتص ادية بش قيها النق دي‬
‫والمالي وأثرها على االستقرار االقتصادي‪.‬‬
‫حتى تتحقق الفائدة المرجوه من هذا المقرر ال بد للدارس أن يكون‬
‫قد استوعب مادة االقتصاد الجزئي وقد اعتاد على إدراك مضمون علم‬
‫االقتصاد والقضايا التي يعالجها‪ .‬يحتاج الدارس للتركيز والفهم المتراكم‬
‫ح تى يرب ط بين وح دات ه ذا المق رر مم ا يع ني الق راءة المتأني ة والج ادة‬
‫وعلي ه اس تيعاب نم اذج التم ارين المحلول ه وح ل األس ئلة في نهاي ة ك ل‬
‫وح دة واالس تعانة ب المراجع المت وفرة لتعمي ق الفهم وع دم االعتم اد على‬
‫الحفظ النصي للمادة‪.‬‬
‫في الختام آمل أن يجد الدارس ما يصبو إليه في هذه المذكرة وأن‬
‫تعينه على تفهم البيئة االقتصادية الكلية التي تحيط بمنشآت األعمال‪.‬‬

‫األهداف المنشودة من دراسة االقتصاد الكلي‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫يه دف االقتص اد إلى تحقي ق أك بر عائ د ممكن من الم وارد المتاح ة‪.‬‬
‫تس عى منش آت األعم ال إلى تعظيم أرباحه ا ويس عى المس تهلك إلى تعظيم‬
‫المنفع ة‪ .‬يتم ذل ك على المس توى الج زئى‪ .‬أم ا على المس توى الكلي ف إن‬
‫الدولة ترغب في تحقيق أهداف قومية وفق اً الستراتيجية إدارة االقتصاد‬
‫القومي‪ .‬من أهم هذه األهداف ما يلي‪:‬‬
‫زي ادة مع دالت النم و االقتص ادي وتحس ب على أس اس التغ يرات‬ ‫‪-1‬‬
‫الس نوية في ال دخل الق ومي الحقيقي ومتوس ط نص يب الف رد من ه‬
‫باعتب ار أن النم و االقتص ادي يجب أن يك ون أعلى من مع دالت‬
‫الزيادة في السكان‪.‬‬
‫تحقي ق االس تقرار االقتص ادي وذل ك بمعالج ة ظ اهرتي التض خم‬ ‫‪-2‬‬
‫واركود مما يحقق تحسناً في مستوى المعيشة‪.‬‬
‫تحقي ق الكف اءة االقتص ادية في إس تغالل الم وارد المتاح ة بحيث‬ ‫‪-3‬‬
‫تحقق أفضل عائد ممكن‪.‬‬
‫تحقي ق ال وفرة للس لع والخ دمات وه ذا عكس الن درة ال تى ت ؤدي‬ ‫‪-4‬‬
‫إلى الهلع االستهالكي وإ رتفاع األسعار‪.‬‬
‫توف ير حري ة للمنتجين والمس تهلكين بحيث يتح دد اإلنت اج حس ب‬ ‫‪-5‬‬
‫رغبة المستهلكين والذين هم أحراراً في شراء السلعة أو عدمه‬
‫وأن ينتج أصحاب العمل وفقاً لحالة السوق الحر‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫تحقي ق عدال ة في توزي ع عوائ د عناص ر اإلنت اج ك ل حس ب‬ ‫‪-6‬‬
‫مساهمته في العملية اإلنتاجية‪.‬‬
‫توفير ضمان إجتماعي لكل أفراد المجتمع وتوفير حد اإلعاشة‬ ‫‪-7‬‬
‫للجميع‪.‬‬
‫تختل ف األولوي ات بالنس بة له ذه األه داف بين دول ة وأخ رى حس ب‬
‫النظام االقتصادي السائد واإلمكانات المالية المتاحة‪.‬‬

‫الوحدة األولى‬
‫مفاهيم أساسية‬

‫‪6‬‬
‫األهداف التعليميةـ للوحدة األولى‪:‬‬
‫بعد دراسة الوحدة األولى يكون الطالب قد تعرف على‪:‬‬
‫التمييز بين المصطلحات ذات العالقة باالقتصاد الكلي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ما يقابل هذه المصطلحات في اللغة اإلنجليزية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مفهوم التضخم والبطالة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الميزان التجاري وميزان المدفوعات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫السياسة المالية والسياسة النقدية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مفهوم االدخار واالكتناز‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ :1-1‬المقدمة‬
‫تش تمل ه ذه الوح دة على مف اهيم أساس ية توج ه ذهن ال دارس نح و‬
‫إس تيعاب مكون ات م ادة االقتص اد الكلي ح تى ال يج د ص عوبة في تتب ع‬

‫‪7‬‬
‫المادة وإ دراك اإلطار الذي تقع فيه وهو النظرية االقتصادية الكلية التى‬
‫تطورت عبر الزمن‪.‬‬
‫في البداية هيمنت النظرية الكالسيكية والتي تؤمن بحياد الدولة أي‬
‫ع دم الحاج ة لت دخلها في النشاط االقتص ادي وأن أي اختالل تتم معالجته‬
‫في الم دى البعي د وأن تحقي ق الت وازن يتم تلقائي اً غ ير أن الكس اد الكب ير‬
‫الذي حدث في بداية ثالثينات القرن الماضي قد أظهر عجز آلية السوق‬
‫في تحقيق التوازن وعندها ظهرت نظرية كينز (‪ )Keynes‬والتي نادت‬
‫بدور فعال للدولة في النشاط االقتصادي وأدخلت اإلنفاق الحكومي كأداة‬
‫في تصحيح المسار االقتصادي‪ .‬ثم جاءت سياسات التحرير التي تنادي‬
‫ب العودة إلى االقتص اد الح ر وتقليص دور الدول ة في النش اط االقتص ادي‬
‫واألهتمام بزيادة اإلنتاج واإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ :1-2‬االقتصاد الكلي‪)Macro – economics( :‬‬
‫يهتم االقتص اد الكلي بدراس ة وتحلي ل المتغ يرات االقتص ادية الكلي ة‬
‫مث ل ال دخل الق ومي والن اتج الق ومي والتض خم والبطال ة واالس تهالك‬
‫واالدخار والنمو االقتصادي وميزان المدفوعات وعرض النقود والطلب‬
‫الكلي والعرض الكلي‪ .‬أما االقتصاد الجزئي (‪)Micro – economics‬‬
‫فيهتم بدراس ة الوح دات االقتص ادية مث ل المنتج والمس تهلك وتحلي ل‬
‫العوامل التي تؤثر عليها‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ :1-3‬التدفق‪)Flow( :‬‬
‫يعني تغيراً خالل فترة زمنية محددة مثل الدخل خالل شهر ما‪.‬‬
‫‪ :1-4‬الرصيد‪)Stock( :‬‬
‫يعني كمية تحدد في نقطة من الزمن مثل الثروة التي يملكها شخص في‬
‫لحظ ة م ا‪ .‬مثالً الرص يد في البن ك في الت اريخ المح دد ه و ‪ 1000‬جني ه‬
‫بينما التدفق الشهري هو ‪ 200‬جنيه‪.‬‬
‫‪ :1-5‬الدخل‪)Income( :‬‬
‫ه و ت دفق نق دي ي ؤدي إلى ق وة ش رائية أم ا ال ثروة (‪ )Wealth‬فهي‬
‫رص يد من الس لع المادي ة وغ ير المادي ة ي ؤدي إلي دخ ل‪ .‬أم ا الق وة‬
‫الشرائية فتمكن األفراد من تحويل الرغبات إلى طلب‪.‬‬
‫‪ :1-6‬الطلب الكلي‪)Aggregate Demand( :‬‬
‫ه و إجم الي اإلنف اق المخط ط لكاف ة المش ترين (المس تهلكين) في‬
‫اقتص اد م ا خالل ف ترة زمني ة مح ددة ويتك ون من اإلنف اق االس تهالك‬
‫واإلنفاق االستثماري واإلنفاق الحكومي وصافي اإلنفاق الخارجي‪.‬‬

‫‪ :1-7‬العرض الكلي (‪)Aggregate Supply‬‬


‫العرض الكلي (‪ )Aggregate Supply‬هو مجموع قيمة السلع النهائية‬
‫والخدمات التي ينتجها المجتمع خالل فترة زمنية محددة ويتحدد بالطاقة‬

‫‪9‬‬
‫اإلنتاجي ة للمجتم ع واالس تغالل األمث ل لعناص ر اإلنت اج بمع ني التوظي ف‬
‫الكامل وهذا يعتمد على مدى التقدم التقني الذي وصل إليه المجتمع‪.‬‬
‫‪ :1-8‬التوازن‪)Equilibrium( :‬‬
‫وه و حال ة تنع دم فيه ا الرغب ة في التغي ير ويتحق ق عن دما يتس اوى‬
‫الطلب الكلي مع العرض الكلي‪.‬‬
‫‪ :1-9‬التضخم‪)Inflation( :‬‬
‫ه و الزي ادة المض طردة في المس توى الع ام لألس عار‪ .‬أم ا الكس اد (‬
‫‪ )Deflation‬فه و انخف اض الق وة الش رائية وبالت الي اإلنت اج ثم زي ادة‬
‫معدالت البطالة‪.‬‬
‫‪ :1-10‬البطالة‪)Unemployment( :‬‬
‫هي ع دم توظي ف الم وارد المتاح ة توظيف اً أمث ل وتنعكس في زي ادة‬
‫أعداد العاطلين من القوة البشرية النشطة اقتصادياً‪.‬‬
‫‪ :1-11‬الدخل القومي‪National Income( :‬‬
‫هو كافة الدخول التي يحصل عليها أصحاب عناصر اإلنتاج نظير‬
‫مس اهمتهم في العملي ة اإلنتاجي ة ويش مل ال دخول ال تي ال يحص ل عليه ا‬
‫أص حابها مث ل األرب اح غ ير الموزع ة (المحتج زة)‪ .‬أم ا الن اتج الق ومي (‬
‫‪ )National Product‬فهو مجموع القيمة السوقية (النقدية) لكل السلع‬

‫‪10‬‬
‫النهائي ة والخ دمات ال تي ينتجه ا المجتم ع خالل ف ترة زمني ة مح ددة في‬
‫الغالب عام كامل‪.‬‬
‫‪ :1-12‬المدارس االقتصادية‬
‫ويقص د به ا المدرس ة النقدي ة والمدرس ة الكينزي ة‪ .‬ترك ز المدرس ة‬
‫النقدي ة على دور السياس ة النقدي ة (‪ )Monetary Policy‬في التحكم في‬
‫االقتص اد بينم ا ترك ز المدرس ة الكينزي ة على دور السياس ة المالي ة (‬
‫‪ )Fiscal Policy‬في تصحيح المسار االقتصادي‪.‬‬
‫(‪)Nominal National output‬‬ ‫‪ :1-13‬الناتج القومي االسميـ (النقدي)‪:‬‬
‫ه و مجم وع قيم ة المنتج ات النهائي ة المنتج ة في اقتص اد م ا خالل‬
‫عام واحد محسوباً باألسعار السوقية‪.‬‬
‫‪ :1-14‬الدخل القومي الحقيقي (‪)Real National output‬‬
‫الن اتج الق ومي محس وباً باألس عار الثابت ة للس نة المرجعي ة لتع ديل أث ر‬
‫التضخم‪.‬‬

‫‪ :1-15‬االدخار‪)Saving( :‬‬

‫‪11‬‬
‫هو ما يتبقى من الدخل بعد خصم اإلنفاق االستهالكي ويتم إيداعه‬
‫في المؤسس ات المالي ة‪ .‬أم ا االكتن از (‪ )Hoarding‬فيع ني االحتف اظ‬
‫بالنقود خارج المؤسسات المالية‪.‬‬
‫‪ :1-16‬الصادرات‪)Exports( :‬‬
‫وتعني متحصالت الدولة من النقد األجنبي من مبيعاتها في األسواق‬
‫العالمي ة أم ا ال واردات (‪ )Imports‬فهي قيم ة الس لع والخ دمات ال تي‬
‫تشتريها الدولة من األسواق العالمية‪ .‬الصادرات إضافة للدخل القومي (‬
‫‪ )Injection‬أما الواردات فهي تسرب (‪ )Leakage‬من الدخل القومي‪.‬‬
‫‪ :1-17‬الميزان التجاري‪)Trade Balance( :‬‬
‫يعني الموازنة بين متحصالت الصادرات واإلنفاق على الواردات‪.‬‬
‫أم ا م يزان الم دفوعات (‪ )Balance of Payments‬فيش مل الص ادرات‬
‫المنظ ورة وغ ير المنظ ورة باإلض افة إلى تحرك ات رؤوس األم وال‬
‫قص يرة األج ل وطويل ة األج ل زائ داً االحتياطي ات الدولي ة من ال ذهب‬
‫والعمالت األجنبية‪.‬‬
‫‪ :1-18‬اإليردات العامة‪)Public Revenues( :‬‬
‫هي م ا تتحص ل علي ه الدول ة من الض رائب وف وائض المؤسس ات‬
‫العام ة والق روض الداخلي ة والخارجي ة وبي ع ممتلك ات الدول ة الخاص ة‬
‫واإلصدارات النقدية أما اإلنفاق العام (‪ )Public Expenditure‬فهو ما‬

‫‪12‬‬
‫تنفق ه الدول ة من أم وال على األج ور وال رواتب وال دفاع واألمن والتنمي ة‬
‫االقتص ادية واالجتماعي ة‪ .‬عن دما تتس اوى اإلي رادات العام ة م ع النفق ات‬
‫العامة تكون الميزانية متوازنة‪.‬‬

‫أسئلة للمراجعــة‪:‬‬
‫‪ -1‬ميز بين المصطلحات التالية‪:‬‬
‫التدفق والرصيد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التضخم والكساد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدخل القومي والناتج القومي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الميزان التجاري وميزان المدفوعات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -2‬لماذا تسعى الحكومات للحصول على إيرادات عامة ؟‬
‫‪ -3‬ما معنى االدخار ؟ وما هو الفرق بينه وبين االكتناز ؟‬

‫‪13‬‬
‫الوحدة الثانية‬
‫الدخل القومي والناتج القومي‬

‫األهداف التعليميةـ للوحدة الثانية‪:‬‬


‫بعد دراسة هذه الوحدة يتمكن الطالب من معرفة اآلتي‪:‬‬
‫العالق ة التبادلي ة بين القط اع االس تهالكي (الع ائلي) والقط اع‬ ‫‪‬‬
‫اإلنتاجي (قطاع األعمال)‪.‬‬
‫دور الحكومة في االقتصاد من حيث الضرائب واإلنفاق العام‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أهمي ة القط اع الخ ارجي ودوره في زي ادة ال دخل الق ومي‬ ‫‪‬‬
‫والتوظيف‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫فوائد حسابات الدخل القومي ومشاكلها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الدخل القومي النقدي والدخل القومي الحقيقي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫طرق حسابات الناتج القومي وتسلسل حسابات الدخل القومي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ :2-1‬مقدمة‬
‫ته دف ه ذه الوح دة إلى تعري ف ال دارس بالعوام ل ال تي ت ؤدي إلى‬
‫ال دخل الق ومي وأهميت ه ومش اكله وكيفي ة حس اب الن اتج الق ومي بغ رض‬
‫إدراك التفاعل بين المتغيرات االقتصادية الكلية والعوامل التي تؤدي إلى‬
‫زيادة الناتج القومي اإلجمالي مقاساً بمعدالت النمو االقتصادي‪.‬‬
‫‪ :2-2‬التدفق الدائري للدخل في اقتصاد مكون من قطاعين‬
‫شكل رقم (‪ :)1‬التدفق الدائري للدخل (قطاعين)‬
‫خدمات عناصر اإلنتاج‬

‫عوائد عناصر اإلنتاج‬ ‫‪1‬‬

‫ي‬
‫)ا‪CC‬لدخلا‪CC‬لكل (‬
‫‪3‬‬

‫قطاع األعمال‬ ‫القطاع العائلي‬


‫(المنتجون)‬ ‫(المستهلكون)‬

‫‪4‬‬
‫‪15‬‬
‫ي‬
‫)ا‪CC‬لناتج ا‪CC‬لكل (‬

‫قيمة السلع النهائية والخدمات‬


‫‪2‬‬ ‫سلع نهائية وخدمات‬

‫القطاع العائلي (القطاع االستهالكي) هو الذي يملك عناصر اإلنتاج‬


‫ويق دم خ دمات عناص ر اإلنت اج (العم ل‪ ،‬رأس الم ال‪ ،‬الم وارد الطبيعي ة)‬
‫للقطاع اإلنتاجي (قطاع األعمال) والذي بدوره ينتج سلع نهائية وخدمات‬
‫بغ رض االس تهالك‪ .‬تظه ر ه ذه العالق ة التبادلي ة في الش كل رقم (‪)1‬‬
‫(اإلط ار الخ ارجي (‪ 1‬و ‪ )2‬وتمث ل الت دفق الس لعي)‪ .‬تس اهم خ دمات‬
‫عناص ر اإلنت اج في العملي ة اإلنتاجي ة وتتحص ل على عوائ د نظ ير تل ك‬
‫جزء‬
‫ً‬ ‫المساهمة مما يؤدي إلى الدخل القومي ولكن القطاع العائلي ينفق‬
‫من دخله للحصول على سلع نهائية وخدمات تولد له منفعه ويعود ذلك‬
‫اإلنفاق كإيرادات لقطاع األعمال‪.‬‬
‫حس ب التعري ف في الوح دة األولى ف إن عوائ د اإلنت اج تمث ل ال دخل‬
‫القومي وقيمة السلع النهائية والخدمات تمثل الناتج القومي ويظهر ذلك‬
‫في الرس م باألرق ام (‪ 3‬و ‪ )4‬وه و الت دفق النق دي‪ .‬علي ه الب د من تس اوي‬

‫‪16‬‬
‫التدفق النقدي مع التدفق السلعي ليحدث توازن في االقتصاد القومي‪ .‬إذا‬
‫كان التدفق النقدي أكبر من التدفق السلعي فإن ذلك يؤدي إلى التضخم‬
‫وإ ذا ك ان الت دفق الس لعي أك بر من الت دفق النق دي ف إن ه ذه حال ة كس اد‬
‫اقتصادي (ركود اقتصادي)‪.‬‬

‫‪ :2-3‬التدفق الدائري للدخل في اقتصاد مكون من أربعة قطاعات‬


‫شكل رقم (‪ :)2‬التدفق الدائري للدخل (أربعة قطاعات)‬

‫واردات‬ ‫صادرات (الصافي)‬


‫القطاع الخارجي‬

‫صافي الضرائب‬ ‫إنفاق استهالكي حكومي‬


‫القطاع الحكومي‬

‫ادخار‬ ‫استثمار‬
‫السوق المالي‬

‫إنفاق استهالكي خاص‬

‫القطاع العائلي‬ ‫قطاع األعمال‬

‫الدخل القومي‬

‫‪17‬‬
‫القطاع العائلي ال ينفق كل دخله وإ نما يدخر جزءاً منه ويودعه في‬
‫المؤسس ات المالي ة إم ا في البن وك التجاري ة كودائ ع أو في الس وق الم الي‬
‫بشراء أسهم وسندات وأوراق مالية‪ .‬يقوم القطاع اإلنتاجي بإفتراض ه ذه‬
‫األموال لتمويل االستثمار‪ .‬هذا هو اإلدخار الطوعي‪ .‬أما الحكومة فأنها‬
‫تفرض ضرائب متنوعة على األنشطة االقتصادية وفي ذات الوقت تقدم‬
‫م دفوعات تحويلي ة للقط اع الع ائلي وتق دم دعم اً لإلنت اج‪ .‬الص افي من‬
‫اإلي رادات الض ريبية والم دفوعات التحويلي ة وال دعم يمث ل دخالً للقط اع‬
‫الحك ومي وال ذي ب دوره ينفق ه كمش تريات من قط اع األعم ال(س واء‬
‫اس تهالكية أو إنتاجي ة)‪ .‬مع نى ذل ك م ا يتس رب من ال دخل الق ومي يع ود‬
‫كإضافة وعندئذ يكون اإلدخار تسرباً واالستثمار حقناً‪.‬‬
‫دخول القطاع الخارجي يعني أن االقتصاد أصبح مفتوح اً‪ .‬تتم تلبية‬
‫بعض حاج ات قط اع االس تهالك من األس واق العالمي ة عن طري ق‬
‫االس تيراد (ال واردات) وك ذلك يق وم القط اع اإلنت اجي ب بيع بعض من‬
‫منتجات ه في األس واق العالمي ة (الص ادرات)‪ .‬بينم ا الص ادرات هي‬
‫متحص الت من الع الم الخ ارجي‪ ،‬ال واردات تع ني التزام ات نح و الع الم‬
‫الخارجي‪.‬‬
‫ه ذه العالق ة الترابطي ة بين قطاع ات االقتص اد األربع ة يوض حها‬
‫الش كل رقم (‪ )2‬حيث نالح ظ أن أي تس رب من ال دخل الق ومي يتم‬

‫‪18‬‬
‫تعويض ه ومن ثم ف إن ال دخل الكلي يتط ابق م ع الن اتج الكلي لبل د م ا‬
‫حسابياً‪.‬‬
‫‪ :2-4‬أهمية دراسة الدخل الكلي‬
‫يهتم االقتص اد الكلي بكيفي ة تحدي د مس توى النش اط االقتص ادي‬
‫والعوام ل الم ؤثرة في ه وق د اهتمت نظري ة كي نز (النظري ة العام ة للعمال ة‬
‫والفائ دة والنق ود) ب ذلك‪ .‬وت أتي أهمي ة دراس ة وتحلي ل ال دخل أو الن اتج‬
‫الكلي لعدة أسباب منها‪:‬‬
‫إدراك مدى التطور االقتصادي بين فترة وأخرى وذلك بمعرفة‬ ‫‪-1‬‬
‫مع دل النم و االقتص ادي وي ؤدي ذل ك إلى تحدي د السياس ات‬
‫االقتصادية التي تؤدي إلى زيادة معدالت النمو االقتصادي مما‬
‫ينعكس إيجاباً على مستوى المعيشة‪.‬‬
‫حس اب ال دخل الف ردي (متوس ط نص يب الف رد من ال دخل الكلي)‬ ‫‪-2‬‬
‫لمعرف ة مس توى الرفاهي ة ويتم حس ابه بقس مة ال دخل الكلي على‬
‫ع دد الس كان‪ .‬غ ير أن ه ذا المؤش ر ال يعكس عدال ة توزي ع‬
‫الدخول بين أفراد المجتمع‪.‬‬
‫معرف ة الطلب الكلي على الس لع والخ دمات وحجم الم وارد‬ ‫‪-3‬‬
‫المتاحة لالستثمار ويساعد ذلك في تخصيص الموارد‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الحاج ة لوض ع خط ط مس تقبلية للتنمي ة االقتص ادية واالجتماعي ة‬ ‫‪-4‬‬
‫مثالً في قط اع الص ادرات وال واردات وك ذلك حجم االس تثمار‬
‫واإلدخار وذلك في إطار توقعات معدالت نمو كل قطاع‪.‬‬
‫تحليل التقسيم القطاعي للناتج الكلي من حيث مساهمة كل قط اع‬ ‫‪-5‬‬
‫مث ل القط اع ال زراعي والص ناعي والخ دمي وذل ك لتحقي ق‬
‫الت وازن بين األنش طة المختلف ة ألن ه ذه القطاع ات مرتبط ة‬
‫ببعض ها ويمكن أن تح دث فيه ا إختناق ات ت ؤدي إلى تراج ع‬
‫مع دالت نموه ا‪ .‬ي ؤدي ذل ك أيض اً إلى إدراك م دى التف اوت في‬
‫ال دخول بين الري ف والحض ر ومن ثم العم ل على التقلي ل من‬
‫حدتها حتى ال تحدث هجرة داخلية إلى المدن‪.‬‬
‫المقارن ة بين ال دول لمعرف ة درج ة التب اين في األداء االقتص ادي‬ ‫‪-6‬‬
‫وأس باب ذل ك ومن ثم اإلس تفادة من التج ارب الناجح ة ذات‬
‫المردود اإليجابي‪.‬‬
‫ك ل ذل ك يؤك د أن هن اك فوائ د عدي دة من دراس ة وتحلي ل ال دخل‬
‫القومي والمحلي وأنه يعتبر من المؤشرات الكلية ذات األهمية القصوى‬
‫محلياً وعالمياً‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ :2-5‬طرق قياس الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫يتم قي اس الن اتج المحلي اإلجم الي (‪ )GDP‬بثالث ة ط رق رئيس ية‬
‫هي‪:‬‬
‫طريق ة الن اتج وطريق ة ال دخل وطريق ة اإلنف اق والب د من تط ابق ه ذه‬
‫الطرق‪.‬‬
‫‪ :2-5-1‬طريقــة النــاتج‪ :‬الن اتج المحلي اإلجم الي هو عب ارة عن قيم ة‬
‫السلع النهائية والخدمات التي ينتجها المجتمع خالل فترة زمنية محددة‪.‬‬
‫إذن يتم حس اب قيم ة الس لع النهائية فق ط وال يتم حس اب قيم ة الس لع‬
‫األولي ة والوس يطة‪ .‬يتم ذل ك بطريق ة القيم ة المض افة وهي عب ارة عن‬
‫الفرق بين قيمة إجمالي اإلنتاج وتكلفة المنتجات الوسيطة‪ .‬بمعنى آخر‬
‫هي قيم ة م ا تض يفه ك ل مرحل ة من مراح ل اإلنت اج إلى قيم ة الس لعة‬
‫النهائي ة‪ .‬يتم حس اب القيم ة المض افة تجنب اً لألزدواجي ة في الحس اب‪.‬‬
‫المثال رقم (‪ )1‬يوضح كيفية حساب القيمة المضافة لسلعة القطن‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫مثال رقم (‪ :)1‬مراحل القيمة المضافة لسلعة القطن‬
‫القيمةـ‬ ‫الثمن‬ ‫المشتريـ‬ ‫البائع‬ ‫المرحلة السلعة‬
‫المضافة‬ ‫(بمالين‬
‫الجنيهات)‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫مصنع‬ ‫المزارع‬ ‫قطن‬ ‫األولى‬
‫النسيج‬
‫‪30‬‬ ‫‪130‬‬ ‫الخياط‬ ‫مصنع‬ ‫قماش‬ ‫الثانية‬
‫النسيج‬
‫‪20‬‬ ‫‪150‬‬ ‫المستهلك‬ ‫الترزي‬ ‫ثوب‬ ‫الثالثة‬
‫‪150‬‬ ‫إجمالي القيمة المضافة‬

‫يعدد المثال رقم (‪ )1‬المراحل التي تمر بها سلعة القطن حتى تصل‬
‫إلى المس تهلك النه ائي‪ .‬الم زارع يول د منفع ة لم تكن موج ودة فهى إذن‬
‫قيمة مضافة ثم تضيف كل مرحلة من مراحل اإلنتاج لقيمة السلعة‪ .‬إذا‬
‫جمعن ا عم ود الثمن نج د أن القيم ة هي ‪ 380‬وفي ذل ك أزدواجي ة في‬

‫‪22‬‬
‫الحس اب‪ .‬علي ه يمكن الق ول ب أن القيم ة المض افة تس اوي قيم ة اإلنت اج‬
‫مطروحاً منه قيمة مستلزمات اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ :2-5-2‬طريقــة الــدخل‪ :‬تش مل عوائ د عناص ر اإلنت اج وهي األج ور‬
‫والمرتبات والريع والفوائد واألرباح باإلضافة إلى دخول أصحاب المهن‬
‫الص غيرة مث ل المحالت الص غيرة والمط اعم وغيره ا‪ .‬ال تش مل ه ذه‬
‫الطريقة المدفوعات التحويلية لألفراد وإ نتقال ملكية األصول من شخص‬
‫إلى آخر ألن مثل هذه المدفوعات ال يرتبط بإنتاج فعلي‪.‬‬
‫مثال رقم (‪ :)2‬كيفية الحساب بطريقة الدخل (القيمة بماليين الجنيهات)‬
‫‪80‬‬ ‫=‬ ‫األجور والمرتبات‬
‫‪40‬‬ ‫=‬ ‫األرباح‬
‫‪20‬‬ ‫=‬ ‫الفوائد‬
‫‪10‬‬ ‫=‬ ‫الريع‬
‫‪150‬‬ ‫=‬ ‫اإلجمالي‬
‫ه و ال دخل المحلي اإلجم الي ال ذي يس مى أحيان اً الن اتج الملحي اإلجم الي‬
‫بتكلفة عناصر اإلنتاج وقبل فرض الضرائب غير المباشرة‪.‬‬
‫نالحظ ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ /‬الض رائب غ ير المباش رة على اإلنت اج أو المبيع ات التمث ل دخالً ألي‬
‫عنصر من عناصر اإلنتاج لذلك ال تدخل في حساب الدخل الكلي‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ب‪ /‬اإلعان ات تمث ل دخالً غ ير مكتس ب ألنه ا غ ير متحص لة من عملي ة‬
‫المشاركة في إي عملية إنتاج لذلك ال تدخل في حسابات الدخل‪.‬‬

‫ج‪ /‬إس تهالك رأس الم ال للمحافظ ة على الطاق ة اإلنتاجي ة للمجتم ع‬
‫واليعتبر إنفاقاً استثمارياً‪.‬‬

‫هـ‪ /‬الن اتج المحلي الص افي = الن اتج المحلي اإلجم الي – إس تهالك رأس‬
‫المال‪.‬‬
‫‪ :2-5-3‬طريقة اإلنفاق‪:‬‬
‫تشمل مكونات اإلنفاق الكلي وهي‪:‬‬
‫أ‪ /‬اإلنفاق اإلستهالكي (العائلي)‪.‬‬
‫ب‪ /‬اإلنفاق االستثماري (اإلضافة للطاقة اإلنتاجية للمجتمع وتضم السلع‬
‫الرأسمالية من آالت ومعدات ‪.)...‬‬
‫ج‪ /‬اإلنفاق الحكومي (مشتريات القطاع الحكومي)‪.‬‬
‫د‪ /‬القطاع الخارجي (الصادرات – الواردات)‪.‬‬
‫المث ــال رقم (‪ )3‬يوض ح كيفي ة حس اب الن اتج المحلي بطريق ة اإلنف اق‬
‫(بماليين الجنيه ات) ونالح ظ أنه ا تش مل ك ل مكون ات اإلنف اق الكلي كم ا‬
‫هي في نموذج االقتصاد المفتوح‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫مثال رقم (‪ :)3‬حساب الناتج المحلي بطريقةـ اإلنفاق‬
‫‪100‬‬ ‫=‬ ‫اإلنفاق اإلستهالكي‬
‫‪30‬‬ ‫=‬ ‫اإلنفاق االستثماري‬
‫‪15‬‬ ‫=‬ ‫اإلنفاق الحكومي‬
‫‪5‬‬ ‫=‬ ‫صافي القطاع الخارجي (صادرات‪ -‬واردات)‬
‫‪150‬‬ ‫=‬ ‫اإلجمالي‬

‫تحت اج حس ابات ال دخل الكلي إلى بيان ات عن ك ل أوج ه النش اط‬


‫االقتص ادي في الدول ة ح تى يمكن تق دير ال دخل والن اتج بص ورة تعكس‬
‫واقع األداء االقتصادي وتوضح مواطن القصور للعمل على تالفيها‪.‬‬

‫‪ :2-6‬تسلسل حسابات الدخل المحلي (القيمة بماليين الجنيهات)‬


‫‪6000‬‬ ‫=‬ ‫الناتج المحلي اإلجمالي‬

‫‪25‬‬
‫‪400‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪ )-‬استهالك رأس المال‬
‫‪5600‬‬ ‫=‬ ‫(=) الناتج المحلي الصافي‬
‫‪300‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪ )-‬الضرائب غير المباشرة‬
‫‪100‬‬ ‫‪+‬‬ ‫(‪ )+‬اإلعانات (إعانات اإلنتاج)‬
‫‪5400‬‬ ‫=‬ ‫(=) الدخل المحلي‬
‫‪80‬‬ ‫(‪ )+‬المدفوعات التحويلية (الضمان اإلجتماعي) ‪+‬‬
‫‪140‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪ )-‬األرباح غير الموزعة‬
‫‪160‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪ )-‬الضرائب على أرباح األعمال‬
‫‪200‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪ )-‬أقساط المعاشات والتأمينات‬
‫=‪4980‬‬ ‫(=) الدخل الشخصي‬
‫‪180‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪ )-‬الضرائب على الدخول‬
‫‪4800‬‬ ‫=‬ ‫(=) الدخل المتاح التصرف فيه‬
‫‪3600‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪ )-‬اإلنفاق االستهالكي‬
‫‪1200‬‬ ‫=‬ ‫(=) اإلدخار الكلي‬

‫‪ :2-7‬مشاكل حسابات الدخل الكلي‬


‫هن اك ع دة مش اكل تواج ه حس ابات ال دخل الكلي وتعتم د بعض‬
‫مكوناته على تقديرات بدالً عن بيانات فعليه‪ .‬ومن أهم المشاكل ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ /‬يتم حس اب قيم ة الس لع والخ دمات ال تي تص ل إلى الس وق وله ا س عر‬
‫نهائى ولكن بعض األنشطة اإلنتاجية ال تصل إلى السوق مثل عمل ربة‬

‫‪26‬‬
‫المنزل واتج اه البعض نحو إنتاج سلع وخدمات بغرض األكتفاء الذاتي‬
‫مثل الخبز والسلع المعمرة وإ صالح السيارة ‪ ...‬والمزارع ال ذي يستهلك‬
‫زء من إنت اج مزرعت ه واس تخدام مخلف ات الحي وان كطاق ة واألعش اب‬
‫ج ً‬
‫التي تصلح لعالج األمراض وليس لها قيمة سوقية ‪.....‬‬
‫ب‪ /‬القط اع االقتص ادي غ ير المنظم( اقتص اد الظ ل ) وذل ك عب ارة عن‬
‫األنشطة االقتصادية غير المصرح بها إما ألنها غير قانونية أو صغيرة‬
‫جداً أو بهدف التهرب الضريبي‪.‬‬
‫‪ :2-8‬اإلرتباط بين الدخل الوطني والرفاهية االجتماعية‬
‫أ‪ /‬يعتبر الدخل الوطني مقياساً لألداء االقتصادي والرفاه االجتماعي لكن‬
‫العالق ة بين ه وبين الرفاهي ة ق د تص بح ض عيفة في حال ة قي ام أي نش اط‬
‫اقتصادي يسبب أضرار جانبية مثل المصنع الذي يؤدي إلى تلوث البيئة‬
‫مما يؤدي إلى وبائيات لها آثار سلبية على الرفاهية‪ .‬وهنا تبرز أهمية‬
‫مفهوم التنمية المستدامة والتي تعني نمو االقتصاد القومي بشكل يحافظ‬
‫على الموارد الغير متجددة بما يراعي حاجات األجيال المستقبلية‪ .‬هذه‬
‫النظ رة تعت بر هام ة ألنه ا تع ني أن النم و اآلن ال يجب أن يض عف النم و‬
‫في المستقبل لذلك تسمى "تنمية مستدامة"‬
‫ج‪ /‬الن اتج المحلي مقي اس مجم ع وال يحم ل معلوم ات ح ول ش كل توزي ع‬
‫الدخل إذ أنه ال يؤخذ في االعتبار التوزيع العادل لعوائد عناصر اإلنتاج‬

‫‪27‬‬
‫وال دخول ويتم حس اب متوس ط نص يب الف رد من ال دخل الق ومي بغض‬
‫النظر عن من يأخذ ماذا‪.‬‬
‫‪ :2-9‬الناتج النقدي والناتج الحقيقي (الفعلي)‬
‫يتم حس اب الن اتج الكلي النق دي باألس عار الجاري ة (الس وقية) أم ا‬
‫الن اتج الحقيقي فيحس ب باألرق ام القياس ية لألس عار ويس اوي ال دخل الكلي‬
‫النق دي مقس وماً على األرق ام القياس ية لألس عار وذل ك بغ رض إس تبعاد‬
‫التغير في األسعار الجارية نسبة لتغير قيمة النقود حيث أن قيمة النقود‬
‫تس اوي مقل وب المس توى الع ام لألس عار‪ .‬ذل ك يع ني أن زي ادة األس عار‬
‫تؤدي إلى إنخفاض قيمة النقود ألن المستهلك يدفع نقوداً أكثر للحصول‬
‫على نفس الكمية من السلع‪ .‬هنالك أنواع كثيرة لألرقام القياسية منها‪:‬‬
‫أ‪ /‬الرقم القياسي ألسعار المستهلكين (‪)Consumers’ Price Index‬‬
‫ب‪ /‬الرقم القياسي ألسعار الجملة (‪)Wholesale Price Index‬‬
‫ج‪ /‬الرقم القياسي ألسعار التجزئة (‪)Retail Price Index‬‬
‫د‪ /‬مخفض الن اتج الق ومي اإلجم الي (‪Gross National Product‬‬
‫‪)Deflator‬‬
‫وه و األك ثر ش موالً ألن ه يأخ ذ في االعتب ار ك ل الس لع االس تهالكية‬
‫والس لع الرأس مالية والخ دمات حيث يرص د التغ يرات في أس عارها بين‬
‫فترة وأخرى‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫الغرض من األرقام القياسية لألسعار هو رصد التغيرات في أس عار‬
‫السلع والخدمات وتقدير تلك التغيرات بين فترة وأخرى‪.‬‬
‫تحت اج الس لع إلى أوزان (تحدي د درج ة أهميته ا للمس تهلك) لتعكس‬
‫األرقام القياسية التغيرات في الدخل الحقيقي‪.‬‬
‫‪ -1‬حساب الرقم القياسي البسيط يعتمد على معلومات عن األسعار في‬
‫سنة األساس وفي سنة المقارنة ويساوي‬
‫سعر السلعة في سنة المقارنة × ‪100‬‬
‫سعر السلعة في سنة األساس‬
‫مثال رقم (‪ :)4‬كيفية حساب الرقم القياسي البسيط لسلعتين‪:‬‬
‫سنة المقارنة‬ ‫سنة األساس‬ ‫السلعة‬
‫‪60‬‬ ‫‪40‬‬ ‫الملبوسات‬
‫‪40‬‬ ‫‪20‬‬ ‫الخبز‬
‫الحل‪:‬‬
‫‪60‬‬
‫× ‪%150 = 100‬‬ ‫‪40‬‬ ‫الملبوسات‬
‫‪40‬‬
‫× ‪%200 = 100‬‬ ‫‪20‬‬ ‫القمح‬
‫= ‪%350‬‬ ‫اإلجمالي‬
‫‪350‬‬
‫= ‪%175‬‬ ‫‪2‬‬ ‫=‬ ‫المتوسط‬

‫‪29‬‬
‫= ‪%75 = %100 - %175‬‬ ‫نسبة الزيادة في األسعار‬
‫إذن زادت األس عار بنس بة ‪ %75‬في س نة المقارن ة منس وبة إلى س نة‬
‫األساس‪.‬‬
‫‪ -2‬يالحظ أن الرقم القياسي البسيط ال يميز بين السلع من حيث األهمية‬
‫ول ذلك تعطي أوزان ترجيحي ة للس لع ويتم ض رب ه ذه األوزان في‬
‫األسعار ثم تطبيق النموذج للحساب على النحو التالي‪:‬‬
‫الرقم القياسي المرجح = سعر سنة المقارنة × الوزن × ‪100‬‬
‫سعر سنة األساس × الوزن‬
‫‪ -3‬الدخل المحلي الحقيقي = الدخل المحلي النقدي × ‪100‬‬
‫الرقم القياس لألسعار‬

‫المثال رقم (‪ :)5‬كيفية حساب الدخل المحلي الحقيقي‪:‬‬


‫الدخل المحلي‬ ‫الرقم القياسي‬ ‫الدخل الكلي‬ ‫األعوام‬

‫‪30‬‬
‫الحقيقي (بالمليون‬ ‫لألسعار‬ ‫النقدي (بالمليون‬
‫جنيه)‬ ‫جنيه)‬
‫‪600‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪600‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪240‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪1200‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪500‬‬ ‫‪800‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪640‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪6400‬‬ ‫‪2004‬‬

‫كيفية الحساب‪:‬‬
‫‪1200‬‬
‫× ‪240 = 100‬‬ ‫‪= 2002‬‬
‫‪500‬‬ ‫الدخل المحلي الحقيقي في عام‬
‫‪6400‬‬
‫× ‪640 = 100‬‬ ‫‪= 2004‬‬
‫‪1000‬‬ ‫الدخل المحلي الحقيقي في عام‬
‫نالحظ اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ /‬في ع ام ‪ 2001‬يتس اوى ال دخل المحلي النق دي م ع ال دخل المحلي‬
‫الحقيقي ألن الرقم القياسي لم يتغير‪.‬‬
‫ب‪ /‬في ع ام ‪ 2002‬رغم مض اعفة ال دخل المحلي النق دي ف إن ال دخل‬
‫الحقيقي ق د انخفض ب اكثر من النص ف وذل ك ألن األس عار ق د زادت ‪5‬‬
‫مرات‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫ج‪ /‬في ع ام ‪ 2004‬رغم أن ال دخل النق دي يس اوي ‪ 6400‬ف إن ال دخل‬
‫الحقيقي يساوي ‪ 640‬فقط وذلك ألن األسعار قد تضاعفت عدة مرات‪.‬‬
‫علي ه ف إن البيان ات المنش ورة عن حس ابات ال دخل الوط ني تأخ ذ في‬
‫االعتب ار األرق ام القياس ية لألس عار وب ذلك تعكس مع دالت النم و‬
‫االقتصادي الحقيقي ومستويات المعيشة‪.‬‬
‫‪ :2-10‬التمييزـ بين الناتج المحلي اإلجمالي والناتج القومي اإلجمالي‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي {()‪}Gross Domestic Product (GDP‬‬
‫ه و م ا يتم إنتاج ه داخ ل المجتم ع بواس طة عناص ر اإلنت اج في ال داخل‬
‫بغض النظ ر عن جنس ية المنتجين حيث يعتم د معي ار الموق ع الجغ رافي‬
‫لإلنت اج‪ .‬أم ا الن اتج الق ومي اإلجم الي {(‪Gross National Product‬‬
‫)‪ }(GDP‬فيس اوي الن اتج المحلي اإلجم الي مع دالً بص افي دخ ل العوام ل‬
‫في الخارج ألن الناتج المحلي يعتمد معيار الجنسية‪.‬‬
‫الناتج القومي اإلجمالي= الناتج المحلي اإلجمالي ‪ +‬دخول االستثمارات‬
‫الوطنية في الخارج – دخول االستثمارات األجنبية في الداخل‪.‬‬
‫ذلك ألن االستثمارات األجنبية تقوم بتحويل أرباحها إلى الخارج بينما‬
‫االستثمارات الوطنية في الخارج تقوم بتحويل أرباحها إلى الداخل‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫المثال رقم (‪ :)6‬كيفية حساب الناتج القومي اإلجمالي‬
‫‪ 5000‬مليون‬ ‫=‬ ‫قيمة السلع النهائية والخدمات‬
‫جنيه‬
‫‪ 700‬مليون جنيه‬ ‫=‬ ‫دخول االستثمارات الوطنية في الخارج‬
‫‪ 500‬مليون جنيه‬ ‫=‬ ‫دخول االستثمارات األجنبية في الداخل‬
‫الحل‪:‬‬
‫‪ 500‬مليون جنيه‬ ‫=‬ ‫الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫‪)500 – 700( + 5000‬‬ ‫=‬ ‫الناتج القومي اإلجمالي‬
‫‪ 5200‬مليون جنيه‬ ‫=‬
‫ملحوظة‪:‬‬
‫تحس ب مع دالت النم و االقتص ادي على أس اس التغ يرات في الن اتج‬
‫المحلي اإلجمالي وتسعى الدول إلجتذاب االستثمارات األجنبية المباشرة‬
‫دعماً لبرامج التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫اسئلة للمراجعـــة‪:‬‬
‫أرسم التدفق الدائري للدخل في اقتصاد مكون من قطاعين‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ما هي أهمية دراسة الدخل القومي ؟‬ ‫‪-2‬‬

‫‪33‬‬
‫في إط ار حس اب القيم ة المض افة وض ح المراح ل ال تي تم ر به ا‬ ‫‪-3‬‬
‫س لعة القمح ح تى تص ل كخ بز للمس تهلك (اس تعمل أرق ام‬
‫إفتراضية)‪.‬‬
‫إذا تم حس اب ال دخل الق ومي ب أي من ط رق قياس ه‪ ،‬فه ل تختل ف‬ ‫‪-4‬‬
‫النتيجة ؟‬
‫ميز بين اآلتي‪:‬‬ ‫‪-5‬‬
‫الدخل القومي والدخل الشخصي والدخل المتاح‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الض رائب غ ير المباش رة والض رائب على األرب اح والض رائب‬ ‫‪-‬‬
‫على الدخول‪.‬‬
‫أكتب عن اإلرتباط بين الدخل القومي والرفاهية االجتماعية‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫كيف يتم حساب الدخل القومي الحقيقي ؟‬ ‫‪-7‬‬
‫م ا ه و الف رق بين الن اتج المحلي اإلجم الي والن اتج الق ومي‬ ‫‪-8‬‬
‫اإلجمالي ؟ ومتى يكون أحدهما أكبر من اآلخر ؟‬

‫‪34‬‬
‫الوحدة الثالثةـ‬
‫االستهالك واالدخار‬

‫األهداف التعليميةـ للوحدة الثالثة‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫بعد دراسة وإ ستيعاب ما جاء في هذه الوحدة يستطيع الطالب إدراك‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫أهمية االستهالك العائلي كأحد مكونات الطلب الكلي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفرضيات التى تحدد االستهالك‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حساب الميل الحدي لالستهالك والميل الحدي لألدخار‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حساب الميل المتوسط لالستهالك والميل المتوسط لألدخار‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحديد العوامل التى تؤثر على االستهالك وعلى األدخار‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ :3-1‬مقدمة‬
‫يعت بر الطلب االس تهالكي الخ اص من أهم مكون ات الطلب الكلي‬
‫وعليه فإن التغيرات في االنفاق العائلي تؤدي إلى إحداث آثار محسوسة‬
‫على مستوى النشاط االقتصادي‪ .‬كذلك فإن الدخل المتاح للتصرف إما‬

‫‪36‬‬
‫أن يذهب لالنفاق أو األدخار ولذلك فإن تقدير دالة االستهالك يؤدي إلى‬
‫معرفة حجم االدخار‪.‬‬
‫تهدف هذه الوحدة إلى التعرف على محددات االستهالك واالدخار‬
‫وكيفي ة حس اب المي ل الح دي لالس تهالك واالدخ ار والمي ل المتوس ط‬
‫لكليهم ا‪ .‬ك ذلك ف إن من أه داف ه ذه الوح دة إدراك دور االنف اق‬
‫االس تهالكي في النش اط االقتص ادي الكلي وذل ك تمهي داً للوح دة التالي ة‬
‫والتى تتحدث عن التوازن الكلي في االقتصاد‪.‬‬
‫‪ :3-2‬نظريات االستهالك‬
‫جاءت نظرية كينز لتشير بأن االنفاق االستهالكي يعتمد أساس اً على‬
‫مستوى الدخل وذكرت بأن االنفاق االستهالكي يرتبط بعالقة طردية مع‬
‫الدخل ولكن عند زيادة الدخل فإن االستهالك يزداد بنسبة أقل من الزيادة‬
‫في ال دخل‪ .‬نطل ق على ه ذه العالق ة العام ة بين ال دخل واالس تهالك دال ة‬
‫االس تهالك ‪ Consumption Function‬وال تى توض ح حجم الم وارد‬
‫ال تى ي رغب المس تهلكون في إنفاقه ا على الس لع والخ دمات عن د ك ل‬
‫مستوى من الدخل‪.‬‬
‫ج رت مح اوالت لتق دير دال ة االس تهالك بن اء على بيان ات سالس ل‬
‫‪ .Time Series Data‬وترج ع ه ذه المح اوالت إلى أهمي ة‬ ‫زمني ة‬

‫‪37‬‬
‫دال ة االس تهالك في رس م السياس ات االقتص ادية ال تى ته دف إلى تحقي ق‬
‫التوظف الكامل‪.‬‬
‫إهتم العدي د من المفك رين االقتص اديين من أمث ال دوزن بري وملت ون‬
‫فري دمان ومودجلي اني بدراس ة العوام ل ال تى تح دد االنف اق االس تهالكي‪.‬‬
‫فيما يلي نستعرض مضمون أهم هذه الفرضيات‪:‬‬
‫‪Relative‬‬ ‫‪ :3-2-1‬فرضــــــــــــية الــــــــــــدخل النســــــــــــبي‪Income :‬‬
‫‪Hypothesis‬‬
‫يعود هذا االفتراض إلى االقتصادي دوزنبري والذي يرجع تحديد‬
‫االنفاق االستهالكي إلى المحيط االجتماعي الذي تعيش فيه األسرة حيث‬
‫يتأثر النمط االستهالكي للعائلة بنمط استهالك جيرانها حرص اً منها على‬
‫االبق اء على وض ع اجتم اعي يناس ب المحي ط ال ذي تعيش في ه‪ .‬علي ه ف إن‬
‫االنف اق االس تهالكي ال يتح دد بال دخل المطل ق فق ط وإ نم ا بال دخل النس بي‬
‫السائد في المحيط الذي تعيش فيه األسرة‪ .‬ووفق اً لدوزنبري فإن األفراد‬
‫يح اولون اإلبق اء على مس توى معين من المعيش ة وال ذي يت أثر ب دخل‬
‫القم ة ‪ Peak Income‬ال ذي حقق ه الف رد خالل الف ترات القليل ة الماض ية‬
‫وه و أعلى مس توى من ال دخل حص ل علي ه الف رد‪ .‬يح اول األف راد‬
‫المحافظ ة على مس توى االس تهالك عن د ذل ك المس توى من ال دخل وفي‬

‫‪38‬‬
‫حال ة إنخف اض ال دخل الح الي ف إنهم يعمل ون على تخفيض االس تهالك‬
‫بنسبة أقل من الدخل وبالتالي ينخفض حجم االدخار‪.‬‬
‫‪Permanent‬‬ ‫‪ :3-2-2‬فرضــــــــــية الــــــــــدخل الــــــــــدائم‪Income :‬‬
‫‪Hypothesis‬‬
‫ي رى ملت ون فري دمان أن ال دخل ينبغي تقس يمه إلى ج زئين‪ :‬دائم‬
‫‪ Permanent‬وع ابر ‪ Transitory‬ويتناس ب االس تهالك الح الي م ع‬
‫الدخل الدائم حيث‪:‬‬
‫‪C = c1 Y P‬‬
‫‪ = C‬االستهالك‬
‫‪ = c 1‬الميل الحدي لإلستهالك‬
‫‪ = Y P‬الدخل الدائم‬
‫تعتم د ه ذه النظري ة على أن المس تهلك يح اول المحافظ ة على نم ط‬
‫معين من االس تهالك ب الرغم من التغ يرات ال تى تح دث لدخل ه من ف ترة‬
‫إلى أخ رى وأن ال دخل ال دائم ه و متوس ط دخ ل المس تهلك المتوق ع خالل‬
‫فترة حياته لكن هناك تغيرات عابرة في الدخل ونرمز لها بـ ‪ Y t‬ويكون‬
‫الدخل‪:‬‬
‫‪Y = Y P +Y t‬‬

‫واالستهالك‬
‫‪C = CP + Ct‬‬

‫‪39‬‬
‫وطبق اً لفرض ية ال دخل ال دائم ف إن االس تهالك لن يت أثر ب التغيرات‬
‫العابرة في الدخل وعليه يكون االستهالك دالة نسبية للدخل الدائم‪.‬‬
‫‪ :3-2-3‬فرضية دورة الحياة ‪Life – cycle Hypothesis‬‬
‫تع ود ه ذه الفرض ية إلى االقتص ادي مودجلي اني وال ذي ي رى أن‬
‫االنف اق االس تهالكي األف راد ال يتوق ف على ال دخل الح الي وإ نم ا على ما‬
‫لديهم من ثروة وعلى الدخول المتوقعة في المستقبل‪.‬‬
‫وعلي ه ف إن ال دخل يش مل ال دخل الج اري وال دخل المتوق ع وال ذي‬
‫يش مل ال دخل مقاب ل العم ل والممتلك ات إض افة إلى عائ دات االس تثمارات‬
‫المالي ة كاألس هم والس ندات ويمكن التعب ير عن ذل ك اإلف تراض رياض ياً‬
‫كاآلتي‪:‬‬
‫) ‪Ct = f ( Y t , Yet , Wt‬‬

‫‪ = Ct‬االستهالك خالل الفترة ‪t‬‬


‫‪ = Y t‬الدخل الجاري خالل الفترة ‪t‬‬
‫= الدخل المتوقع خالل الفترة ‪t‬‬ ‫‪Yet‬‬

‫= الثروة التى يمتلكها الفرد خالل الفترة ‪t‬‬ ‫‪We‬‬

‫تفترض هذه النظرية أن الفرد يبدأ حياته بدخل منخفض ومع تقدمه‬
‫في السن يبدأ دخله في االرتفاع وعند اإلحالة إلى التقاعد يبدأ دخله في‬

‫‪40‬‬
‫اإلنخف اض‪ .‬ومن ثم يح اول الف رد توزي ع إنفاق ه االس تهالكي على ف ترة‬
‫حياته بحيث يتفادي التقلبات في دخله‪.‬‬
‫‪ :3-3‬دالة االستهالك ودالة اإلدخار‬
‫النظري ة األك ثر ش يوعاً في فهم االنف اق االس تهالكي هي النظري ة‬
‫الكينزي ة نس بة إلى االقتص ادي اإلنكل يزي ج ون مين ارد كي نز ( ‪-1883‬‬
‫‪ )1946‬تتم يز ه ذه النظري ة ببس اطتها‪ .‬ع رف كي نز دالة االس تهالك‬
‫بعالقة خطية بالنسبة للدخل أي أن االستهالك يتناسب مع الدخل المتاح‬
‫مما يعني أنه يمكن التعبير عن اإلنفاق االستهالكي بخط مستقيم له ميل‬
‫ثابت‪.‬‬
‫)‪C = f (yd‬‬
‫االستهالك‬ ‫=‬ ‫‪C‬‬
‫الدالة‬ ‫=‬ ‫‪f‬‬
‫الدخل المتاح= الدخل بعد دفع الضرائب‬ ‫=‬ ‫‪yd‬‬
‫إذن االستهالك يعتمد على الدخل الكلي بعد الضرائب‪.‬‬
‫بما أن الدخل المتاح يتم إما إنفاقه أو ادخاره إذا االدخار يتوقف أيضاً‬
‫على الدخل المتاح ويرتبط معه بدالة خطية من الشكل‪:‬‬
‫)‪S = f (yd‬‬

‫حيث ‪ S‬ترمز لألدخار‬

‫‪41‬‬
‫الدخل المتاح‬
‫‪Yd = C + S‬‬
‫ويتم توزيع الدخل المتاح التصرف فيه بين االستهالك واالدخار‪.‬‬
‫شرح دالة االستهالك‬
‫العبارة الرياضية التالي )‪ C = f (yd‬تشير فقط إلى أن االنفاق يتوقف على الدخل‬
‫المتاح ولكن تحتاج هذه العبارة إلى المزيد من التفاصيل كما يلي‪:‬‬
‫دالة االستهالك‬

‫االستهالك‬ ‫االستهالك‬
‫المستقل عن‬ ‫التابع للدخل‬
‫الدخل‬
‫ينقسم االستهالك إلى نوعين‪:‬‬
‫أ‪ /‬استهالك تلقائي (مستقل عن الدخل) ويرمز له بـ ‪ C0‬وهو مقدار االنفاق‬
‫االستهالكي عندما ال يمكن الحصول على أي دخل‪ .‬أي أنه مقدار اإلنفاق‬
‫ال ذي س ينفقه المجتم ع ح تى في حال ة انع دام ال دخل وذل ك للبق اء على قي د‬
‫الحياة‪.‬‬
‫ب‪ /‬استهالك تابعي (يتبع الدخل) ويرمز له بـ ) ‪C 1 ( y d‬‬

‫حيث ‪ c1‬هو الميل الحدي لالستهالك‬


‫المي ل الح دي لالس تهالك )‪Marginal Propensity to Consume (mpc‬‬
‫ه و التغ ير في االس تهالك نتيج ة التغ ير في ال دخل أي مق دار اإلنف اق التغ ير في‬

‫‪42‬‬
‫‪ΔC‬‬
‫‪ ΔY‬كم ا أن ه مي ل‬ ‫اإلنف اق االس تهالكي عن دما يتغ ير ال دخل بمق دار وح دة واح دة‬
‫مستقيم االستهالك بداللة الدخل‪.‬‬
‫يمكن التعبير عنه على شكل تفاضل دالة االستهالك‬
‫‪dc‬‬ ‫‪dy‬‬
‫‪= c1‬‬ ‫‪=c‬‬
‫‪dy‬‬ ‫‪dy 1‬‬
‫مثالً إلى كان الميل الحدي لالستهالك = ‪ %70 =0.7‬هذا يعني أن ‪ %70‬من أي‬
‫دخل يتالقه األفراد سيتم إنفاقه على االستهالك والباقي يتم ادخاره (‪.)%30‬‬
‫تمثيل االستهالك بيانياً‬

‫‪43‬‬
‫اشتقاق دالة االدخار‬
‫بما أن‬
‫‪Yd = C + S‬‬
‫إذن نبدل ‪ C‬بدالة االستهالك السابقة‬
‫‪Y d =c 0 +c 1 ( Y d ) + S‬‬

‫) ‪S=Y d−c 0−c 1 ( Y d‬‬

‫‪S=Y d ( 1−c1 ) −c 0‬‬

‫) ‪S=−c 0 +Y d ( 1−c1‬‬

‫بالتالي دالة االدخار هي‬


‫‪S=−c 0 + ( 1−c1 ) Y d‬‬

‫الحظ أن الحد األول للدالة سالب ويعبر عن ما يسمى االدخار السالب‬


‫أو السحب من المدخرات عند انعدام الدخل‪.‬‬
‫)‪ ( 1−c 1‬ه و المي ل الح دي لالدخ ار (‪Marginal Propensity )mps‬‬

‫‪ to Save‬و ه و التغ ير في االدخ ار نتيج ة التغ ير في ال دخل ) (‬


‫‪ΔS‬‬
‫‪ Δ Y‬أي‬
‫تفاضل دالة االدخار‬

‫‪44‬‬
‫‪S=−c 0 + ( 1−c1 ) Y d‬‬

‫‪ds‬‬ ‫‪dy‬‬
‫)‪= (1 − c 1‬‬ ‫‪= 1 − c1‬‬
‫‪dy‬‬ ‫‪dy‬‬
‫علي ه ف أن المي ل الح دي لالس تهالك زائ داً المي ل الح دي لالدخ ار‬
‫يساوي واحد صحيح‪.‬‬
‫‪c 1 + ( 1 − c1 ) = 1‬‬

‫وال يمكن أن يزيد مجموع الميل الحدي لالستهالك أو الميل الحدي‬


‫لالدخ ار عن الواح د الص حيح وال يق ل عن الص فر‪ .‬كم ا أن كالهم ا يق ع‬
‫بين الصفر والواحد الصحيح‪.‬‬
‫) ‪( 0 ≤ MPC ≤ 1‬‬
‫) ‪( 0 ≤ MPS ≤ 1‬‬
‫المثــال رقم (‪ :)8‬كيفيــة حســاب الميــل الحــدي لالســتهالك والميــل الحــدي‬
‫لإلدخار‬
‫االدخار‬ ‫االستهالك‬ ‫الدخل‬
‫‪40‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪120‬‬
‫‪70‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪160‬‬
‫الميل الحدي لالستهالك = التغير في االستهالك‬
‫التغير في الدخل‬
‫التغير في االستهالك = ‪10 = 80 – 90‬‬

‫‪45‬‬
‫التغير في الدخل = ‪40 = 120 – 160‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪10‬‬
‫= ‪0 .25‬‬ ‫=‬
‫‪4‬‬ ‫‪40‬‬ ‫الميل الحدي لالستهالك =‬
‫وتعني أن ‪ %25‬من أي زيادة في الدخل تذهب لإلنفاق االستهالكي‪.‬‬
‫الميل الحدي لالدخار = التغير في االدخار‬
‫التغير في الدخل‬
‫التغير في االدخار = ‪30 = 40 – 70‬‬
‫التغير في الدخل = ‪40 = 120 – 160‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪30‬‬
‫= ‪0 .75‬‬ ‫=‬
‫‪4‬‬ ‫‪40‬‬ ‫الميل الحدي لالدخار =‬
‫وتعني أن ‪ %75‬من أي زيادة في الدخل تذهب لالدخار‬
‫نالحظ أن ‪ 1 = 0.75 + 0.25‬وتعني أن أي زيادة في الدخل أما أن تذهب إلى‬
‫االستهالك أو االدخار‪.‬‬
‫المثال رقم (‪:)9‬‬
‫االدخار‬ ‫االستهالك‬ ‫الدخل‬
‫صفر‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬
‫صفر‬ ‫‪150‬‬ ‫‪150‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪100 − 150‬‬
‫=‪1‬‬ ‫=‬
‫‪50‬‬ ‫الميل الحدي لالستهالك = ‪100 − 150‬‬

‫الميل الحدي لالدخار = صفر – صفر = صفر = صفر‬

‫‪46‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪100 – 150‬‬
‫الرسم البياني التالي يوضحـ الميل الحدي لالستهالك‪:‬‬

‫االستهالك‬

‫الدخل‬

‫نالحظ أن‪:‬‬
‫‪ΔY = ΔC + ΔS‬‬

‫‪ΔY ΔC ΔS‬‬
‫=‬ ‫‪+‬‬
‫‪ΔY ΔY ΔY‬‬

‫‪ΔC ΔS‬‬
‫‪+‬‬ ‫‪=1‬‬
‫‪ΔY ΔY‬‬

‫‪47‬‬
‫دالالت الميل إلى االستهالك واالدخار‬
‫يجب التميز بين الميل الحدي والميل المتوسط لكل من االستهالك‬
‫واالدخار‪ .‬يمثل الميل الحدي مقدار االستهالك‪/‬أو االدخار الذي يتوقع‬
‫أن يتحقق عند زيادة الدخل بمقدار وحدة واحدة فقط‪ .‬أما الميل المتوسط‬
‫فهو المقدار النسبي لالستهالك أو االدخار عند مستوىـ دخل معين‪.‬‬
‫الميل المتوسط إلى االستهالك هو متوسط االستهالك بالنسبة إلى الدخل‬

‫الميل المتوسط لالستهالك = إجمالي االستهالك‬


‫إجمالي الدخل المتاح‬ ‫‪APC‬‬

‫‪C‬‬
‫‪= APC‬‬
‫‪Y‬‬

‫إجمالي االدخار‬ ‫الميل المتوسط لالدخار =‬


‫إجمالي الدخل المتاح‬ ‫‪APS‬‬
‫‪S‬‬
‫‪= APS‬‬
‫‪Y‬‬
‫مجموع الميل المتوسط لالستهالك والميل المتوسط لالدخار يساوي واحد صحيح‪.‬‬
‫‪Y=C +S‬‬

‫‪C‬‬ ‫‪S‬‬
‫=‪1‬‬ ‫‪+‬‬
‫‪Y‬‬ ‫‪Y‬‬

‫‪48‬‬
‫يمكن أن تتجاوز قيمة الميل المتوسط لالستهالك واحد صحيح وعندئذ تكون‬
‫قيمة الميل المتوسط لالدخار سالبة‪.‬‬
‫المث ال رقم (‪ )10‬يوض ح كيفي ة حس اب المي ل المتوس ط االدخ ار والمي ل‬
‫المتوسط لالستهالك‪:‬‬
‫الميل المتوسط الميل المتوسط‬ ‫االدخار‬ ‫االستهالك‬ ‫الدخل‬
‫لالدخار‬ ‫لالستهالك‬
‫‪-0.5‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪100 -‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪200‬‬
‫صفر‬ ‫‪1.0‬‬ ‫صفر‬ ‫‪400‬‬ ‫‪400‬‬
‫‪0.25‬‬ ‫‪0.75‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪600‬‬ ‫‪800‬‬
‫تمثيل االستهالك واالدخار بيانياً‪:‬‬

‫)‪(Y‬‬

‫‪C‬‬
‫‪c=y‬‬

‫‪Y‬‬

‫‪S‬‬

‫‪49‬‬

‫)‪S(+‬‬
‫‪s=o‬‬ ‫‪Y‬‬
‫)‪S (-‬‬

‫يتم تمثيل الدخل المتاح بخط ينصف الزاوية القائمة التي تجمع‬
‫المحورين‪ .‬الحظ أن لهذا الخط صفة مميزة إذ أنه يربط بين كل النقاط‬
‫التي التي تجعل الدخل(‪ = ) Y‬االستهالك (‪) C‬‬
‫عن د تق اطع خ ط االس تهالك م ع ال دخل يك ون االدخ ار ص فراً ألن‬
‫االستهالك يساوي الدخل‪.‬‬
‫على اليس ار من نقط ة التق اطع يك ون االس تهالك أك بر من ال دخل‬
‫وعليه يكون االدخار سالباً‪.‬‬
‫على اليمين من نقط ة التق اطع يك ون ال دخل أك بر من االس تهالك‬
‫وعندئذ يصبح االدخار موجباً‪.‬‬
‫هذا التمثيل البياني للعالقة الخطية بين كل من االستهالك واالدخار‬
‫وال دخل حيث يك ون المي ل الح دي لالس تهالك ثابت اً وك ذلك المي ل الح دي‬
‫لالدخار‪.‬‬
‫مالحظــة هامة الح ظ أن ه كلم ا زاد ال دخل‪ ،‬كلم ا قلت الفج وة بين ال دخل‬
‫واالس تهالك وعلي ه ف إن المجتمع ات ذات ال دخول المرتفع ة تحق ق‬

‫‪50‬‬
‫مس تويات ادخ ار عالي ة (له ا مي ل متوس ط مرتف ع لالدخ ار) والعكس في‬
‫حال ة تل ك ذات ال دخول المنخفض ة حيث يك ون مس توى االدخ ار الق ومي‬
‫منخفضاً (لها ميل متوسط منخفض)‪.‬‬
‫المجتمع ات ذات ال دخل المنخفض له ا مس توى مرتف ع للمي ل الح دي‬
‫لالس تهالك ألن معظم ال دخل المكتس ب يتم إنفاق ه على الحاج ات ال تي لم‬
‫يتم إشباعها بسبب ضعف مستوى الدخل‪ .‬أما الدول ذات مستوى الدخل‬
‫المرتفع فتتمتع بمستوى مرتفع من الميل الحدي لالدخار ألن األفراد قد‬
‫حص لوا مس بقاً على دخ ل مرتف ع يكفي حاج اتهم االس تهالكية وأي دخ ل‬
‫إضافي سيذهب إلى االدخار‪.‬‬

‫‪ :3-3-1‬العوامل التي تؤثر على االستهالك‬


‫هناك عدة عوامل تؤثر على االستهالك من أهمها‪:‬‬
‫أ‪ /‬نمط توزيع الدخول؛ كلما كان نمط توزيع الدخول في صالح الطبقات‬
‫الفق يرة‪ ،‬كلم ا زاد االس تهالك ألن الطبق ات الفق يرة له ا مي ل ح دي مرتف ع‬
‫لالستهالك‪.‬‬
‫العم ري لألس ر‪ ،‬ألن ك ل فئ ة عمري ة له ا مطلوباته ا‬ ‫ب‪ /‬ال تركيب ُ‬
‫االستهالكية الخاصة بها‪ .‬زيادة نسبة الشباب تزيد االنفاق االستهالكي‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫ج‪ /‬التوقع ات الخاص ة باألس عار‪ ،‬كلم ا توق ع المس تهلكون زي ادة األس عار‬
‫في المستقبل‪ ،‬زادوا من اإلنفاق االستهالكي الحالي‪.‬‬
‫د‪ /‬الثروة المفاجئة‪ ،‬الحصول على ثروة لم تكن متوقعة يؤدي إلى زيادة‬
‫االستهالك الحالي‪.‬‬
‫هـ‪ /‬إمكاني ة الش راء بالتقس يط وه و إمكاني ة الحص ول على س لع بال دفع‬
‫المؤجل ويؤدي إلى زيادة االستهالك‪.‬‬
‫و‪ /‬سياس ات الض رائب واإلعان ات؛ زي ادة الض رائب تع ني تخفيض حجم‬
‫ال دخل المت اح وت ؤدي إلى تقلي ل اإلنف اق االس تهالكي بينم ا اإلعان ات‬
‫(الم دفوعات التحويلي ة) ت ؤدي إلى زي ادة ال دخل المت اح ومن ثم زي ادة‬
‫االستهالك‪.‬‬
‫ز‪ /‬تغي ير أنم اط االس تهالك ع بر ال زمن فالجي ل الح الي ال يس تهلك نفس‬
‫السلع التي كان يستلكها الجيل السابق‪.‬‬
‫ح‪ /‬اإلبتك ار في إنت اج الس لع االس تهالكية ويعكس ذل ك التط ور التق ني‬
‫المتالحق ويتم عبر الترويج‪.‬‬
‫ط‪ /‬المحاك اة والتقلي د وذل ك نس بة النفت اح المجتمع ات على بعض ها ع بر‬
‫وسائل االتصال‪.‬‬
‫‪ :3-3-2‬العوامل التي تزيد من االدخار‬
‫أ‪ /‬الخوف من مصائب الدهر وهي حالة عدم التأكد من المستقبل‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫ب‪ /‬االدخار لمطلوبات مستقبلية معلومة مثل تعليم األبناء‪.‬‬
‫ج‪ /‬تخفيض الضرائب وزيادة الدعم‪.‬‬
‫د‪ /‬الرغبة في إنفاق أكبر في المستقبل‪.‬‬
‫هـ‪ /‬انخفاض األسعار‪.‬‬
‫و‪ /‬زي ادة عوائد الم دخرات بس بب ارتفاع العوائ د ال تي ت دفعها البن وك أو‬
‫االستثمارات المالية‪ .‬ذلك يزيد تكلفة الفرصة البديلة لإلنفاق مما يشجع‬
‫على االدخار‪.‬‬
‫ز‪ /‬عدم القدرة على الشراء لعدم توفر السلع والخدمات‪.‬‬
‫ح‪ /‬الشعور الوطني نحو االدخار‪.‬‬
‫ط‪ /‬البخل‪.‬‬
‫ه ذه العوام ل متداخل ه‪ ،‬بعض ها قيمي (حس ب التق دير الشخص ي)‬
‫وبعضها موضوعي (مثل زيادة عوائد المدخرات و انخفاض األسعار)‪.‬‬
‫تساؤل‪ :‬هل زيادة االدخار مطلوبة أم زيادة االستهالك؟‬
‫لإلجاب ة على ه ذا التس اؤل الب د أن تت ذكر ب أن االدخ ار ي ؤدي إلى‬
‫االستثمار عبر المؤسسات المالية وأن االستهالك يؤدي إلى زي ادة الطلب‬
‫على الس لع النهائي ة والخ دمات ومن ثم زي ادة حجم المبيع ات وبالت الي‬
‫زيادة األرباح المحققة‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫أسئلة للمراجعـــة‪:‬‬
‫استعرض الفرضيات التى تحدد االستهالك مع تعريف كل منها‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ما هى أهم العوامل التى تؤدي إلى زيادة االستهالك ؟‬ ‫‪-2‬‬
‫أذكر العوامل التى تؤدي إلى إنخفاض االدخار‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ع رف المي ل الح دي لالس تهالك والمي ل الح دي لالدخ ار وب رهن‬ ‫‪-4‬‬
‫أنهما يساويان واحد صحيح‪.‬‬
‫ه ل يمكن أن يك ون المي ل المتوس ط لالس تهالك أك بر من واح د‬ ‫‪-5‬‬
‫صحيح ؟ أدعم إجابتك بالرسم‪.‬‬

‫الوــحدة الر ــابعة‬


‫االستثمار‬
‫‪54‬‬
‫األهداف التعليميةـ للوحدة الرابعة‪:‬‬
‫بعد دراسة الوحدة الثالثة يكون الطالب قد تفهم ما يلي‪:‬‬
‫مفهوم االستثمار والتمييز بين االستثمار المالي والحقيقي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قرار االستثمار واألهداف المنشودة منه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العوامل المحددة لالستثمار‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ :4-1‬مقدمة‬
‫ته دف ه ذه الوح دة إلى إس تعراض مفه وم االس تثمار والعوام ل‬
‫المحددة له والعالقة بين االستثمار والدخل وبين الدخل واالستثمار وذلك‬
‫ألن لإلس تثمار ت أثير كب ير على تحدي د المس توى الت وازني لل دخل وفي‬
‫نفس ال وقت يعم ل على زي ادة الق درة اإلنتاجي ة للمجتم ع‪ .‬وعلي ه ف إن‬

‫‪55‬‬
‫لالس تثمار ارتب اط وثي ق بمس توى النش اط االقتص ادي مم ا يجعل ه أهم‬
‫عناصر الطلب الكلي‪.‬‬
‫‪ :4-2‬مفهوم االستثمار‬
‫االس تثمار ه و إض افة إلى األص ول الرأس مالية ويمث ل تي اراً من‬
‫اإلنف اق على األصول اإلنتاجية مث ل ش راء المع دات واآلالت ‪ ...‬إض افة‬
‫للتغ يرات في مخ زون المنتج ات المع دة لل بيع س واء س لع اس تهالكية أو‬
‫وسيطة‪.‬‬
‫علي ه ف إن االس تثمار ه و تي ار من اإلنف اق على الس لع الرأس مالية‪.‬‬
‫عبر الزمن تصبح األصول غير صالحة لالستعمال أو تحتاج إلى صيانة‬
‫(للمحافظ ة على طاقته ا اإلنتاجي ة) علي ه يك ون ص افي االس تثمار ه و‬
‫إجم الي االس تثمار مطروح اً من ه اس تهالك رأس الم ال وعندئ ذ نع رف‬
‫ص افي االس تثمار بأن ه اإلنف اق على الجدي د من الس لع الرأس مالية ويمث ل‬
‫التغير في رصيد رأس المال‪.‬‬
‫ك ذلك هناك االستثمارات المالية وتع ني ش راء األوراق المالي ة مثل‬
‫األس هم والس ندات من الس وق الم الي وال تمث ل اس تثماراً من وجه ة نظ ر‬
‫المجتمع ألنها ال تضيف أصوالً رأسمالية جديدة بل تعتبر مجرد انتقال‬
‫ملكية من شخص إلى آخر ولكنها من وجهة نظر الفرد هي استثمارات‬

‫‪56‬‬
‫تدر له دخالً‪ .‬كذلك الحال عند شراء عقار سكني جاهز فهو نقل ملكية‬
‫وليس إضافة جديدة‪.‬‬
‫يعت بر االس تثمار ه دفاً لك ل ال دول ألن ه ي ؤدي إلى زي ادة وتنوي ع‬
‫اإلنتاج ومن ثم يزيد من الدخل القومي‪.‬‬
‫‪ :4-3‬قرار االستثمار‬
‫يتس م ق رار االس تثمار بالتقلب ات وص عوبة التنب ؤ ب ه لف ترات زمني ة‬
‫طويل ة نس بة لطبيع ة محددات ه وال تي تختل ف ب إختالف متخ ذ ق رار‬
‫االس تثمار‪ .‬في حال ة المس تثمر الخ اص يكون عنص ر ال ربح ال ذي سوف‬
‫يتحق ق من االس تثمار ه و أس اس الق رار بينم ا يك ون ه دف الدول ة من‬
‫االس تثمار ه و توف ير الس لع والخ دمات بأق ل األس عار ألف راد المجتم ع‪.‬‬
‫يعتمد قرار االستثمار في المنشآت الخاصة على الربحية بمعنى المقارنة‬
‫بين تكلف ة ش راء اآلل ة وبين العائ د المتوق ع خالل عم ر اآلل ة‪ .‬ف إذا ك ان‬
‫العائ د من ه ذه اآلل ة يف وق تمويله ا ف إن المس تثمر س وف يش تريها ويقيم‬
‫المشروع‪ .‬تكلفة شراء اآللة يستدل به عن طريق سعر الفائدة السائد في‬
‫السوق والذي يمثل تكلفة االقتراض من البنوك‪ ،‬كما يمثل تكلفة الفرصة‬
‫البديل ة للتموي ل ال ذاتي أي العائ د ال ذي ك ان باالمك ان الحص ول علي ه ل و‬
‫استثمرت األموال في مجاالت أخرى كشراء أسهم أو سندات أو إيداعها‬
‫في البن ك‪ .‬يعت بر عنص ر ال زمن مهم ألن عائ د االس تثمار ال يتحق ق إال‬

‫‪57‬‬
‫عبر فترة زمنية وتسمى القيمة الزمنية للنقود‪ .‬لتوضيح ذلك افترض أن‬
‫اإليرادات المتوقعة من منشأة خالل ثالث سنوات كاآلتي‪:‬‬
‫‪ 100‬جنيه‬ ‫السنة األولى =‬
‫‪ 200‬جنيه‬ ‫السنة الثانية =‬
‫‪ 300‬جنيه‬ ‫السنة الثالثة =‬
‫وسعر الفائدة ‪%8‬‬
‫الحل‪:‬‬
‫‪100‬‬
‫= ‪92.6‬‬
‫القيمة الحالية لإليرادت بنهاية السنة األولى = ) ‪( .08 + 1‬‬

‫‪200‬‬
‫= ‪171.5‬‬ ‫‪2‬‬
‫) ‪( . 08 + 1‬‬ ‫القيمة الحالية لإليرادات بنهاية السنة الثانية =‬

‫‪300‬‬
‫= ‪238.2‬‬ ‫‪3‬‬
‫القيمة الحالية لإليرادات بنهاية السنة الثالثة = ) ‪( .08 + 1‬‬

‫تم الحساب بناء على المعادلة التالية‪:‬‬


‫القيمة المستقبلية‬ ‫القيمة الحالية =‬
‫عدد السنوات‬
‫(‪ + 1‬سعر الفائدة)‬

‫‪FV‬‬
‫= ‪PV‬‬
‫‪( 1 + r )n‬‬

‫‪58‬‬
‫تكون إجمالي القيمة الحالية لإليرادات المتوقعة هي مجموع قيم كل‬
‫السنوات وتساوي ‪ 502.3‬جنيهاً وعليه إذا كانت تكلفة شراء اآللة ‪600‬‬
‫جنيه اً ف إن الق رار س وف يك ون ع دم الش راء أم ا إذا ك انت التكلف ة ‪450‬‬
‫جنيه اً ف إن الق رار س يكون في ص الح الش راء ألن المنش أة س وف تحق ق‬
‫ربحاً‪.‬‬
‫باختصار فإن قرار المنشأة باالستثمار يعتمد على الخطوات التالية‪:‬‬
‫أ‪ /‬الحص ول على معلوم ات عن تكلف ة ش راء اآلل ة وعن س عر الفائ دة‬
‫السائد في السوق‪.‬‬
‫ب‪ /‬حس اب القيم ة الحالي ة لإلي راد المتوقع ة خالل عم ر اآلل ة وحس اب‬
‫معدل الربحية‪.‬‬
‫ج‪ /‬مقارن ة مع دل الربحي ة م ع س عر الفائ دة ويجب أن يك ون أعلى من‬
‫سعر الفائدة حتى يتم االستثمار‪.‬‬

‫‪ :4-4‬الكفاية الحدية لرأس المال‪:‬‬


‫)‪(Marginal Efficiency of Capital‬‬

‫‪59‬‬
‫عرفه ا كي نز بأنه ا المع دل (س عر الخص م) ال ذي إذا خص مت ب ه‬
‫اإلي راد المتوقع ة خالل عم ر المنش أة ك انت ه ذه القيم ة مس اوية لتكلف ة‬
‫الش راء‪ .‬يخت ار المس تثمر مع دل الكفاي ة الحدي ة ال ذي يف وق س عر الفائ دة‪.‬‬
‫مثالً تكلفة شراء آلة جديدة تبلغ ‪ 1000‬جنيه وإ يراداتها المتوقعة هي‪:‬‬
‫‪ 100 – 150 – 250 – 350 – 500‬خالل خمس س نوات على‬
‫التوالي ثم تصبح عديمة القيمة‪ .‬النموذج التالي يوضح كيفية الحساب‪:‬‬

‫‪500‬‬ ‫‪350‬‬ ‫‪250‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪100‬‬


‫= ‪1000‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬
‫) ‪(1 + i ) ( 1 + i ) ( 1 + i ) ( 1 + i‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪( 1 + i )5‬‬

‫حيث ‪ i‬تمثل الكفاية الحدية لرأس المال‪.‬‬


‫هن اك عالق ة طردي ة بين الكفاي ة الحدي ة ل رأس الم ال وحجم االس تثمار‬
‫وعالق ة عكس ية بين س عر الفائ دة وحجم االس تثمار كم ا يوض ح الرس م‬
‫التالي‪:‬‬

‫س‪CC‬ع‪C‬ر ا‪CC‬لفائدة ‪r‬‬

‫منحنى االستثمار‬

‫كلما زاد سعر الفائدة (تكلفة رأس المال)‪ ،‬كلما قل حجم االستثمار وفي‬
‫هذه الحالة هناك تحرك على نفس منحنى االستثمار‪.‬‬
‫‪I‬‬
‫‪ :4-5‬العوامل األخرى المحددة لإلستثمار‬

‫سعر الفائدة‬

‫حجم االستثمار‬

‫)‪(2‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪60‬‬
‫)‪(3‬‬

‫حجم االستثمار‬
‫ت ؤدي ه ذه العوام ل إلى إنتق ال منح نى االس تثمار رغم ثب ات س عر‬
‫الفائدة‪:‬‬

‫نالحظ أنه رغم ثبات سعر الفائدة فإن حجم االستثمار قد زاد وذلك‬
‫نتيجة العوامل التالية‪:‬‬
‫أ‪ /‬التوقع ات (‪ )Expectations‬وتع نى المنظ ور المس تقبلي للنش اط‬
‫االقتص ادي‪ .‬ف إذا ك ان هن اك تأك د من المس تقبل ف إن المس تثمرين يقبل ون‬
‫على االس تثمار رغم ثب ات س عر الفائ دة (النظ رة المتفائل ة) أم ا إذا ك انت‬
‫النظ رة متش ائمة ف أنهم ال يرغب ون في االس تثمار‪ .‬ونس بة لط ول الف ترة‬
‫الزمنية يصعب التنبؤ بالمستقبل‪ .‬تعتمد التوقعات على البيئة االستثمارية‪.‬‬
‫ب‪ /‬مستوى الدخل حيث يرتبط جزء من االستثمار بالدخل عندما ترتفع‬
‫مع دالت نم و ال دخل‪ ،‬يرتف ع مس توى اإلنت اج والمبيع ات وعندئ ذ ت زداد‬
‫األرب اح مم ا ي ؤدي إلى زي ادة حجم االس تثمار‪ .‬ويس مى ذل ك "االس تثمار‬
‫التبعي" أي الذي يتبع الدخل‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫ج‪ /‬حجم ومع دالت الزي ادة في الس كان‪ :‬ت ؤثر الزي ادة في الس كان على‬
‫الطلب االس تهالكي حيث ت زداد المس احة الس وقية مم ا ي ؤدي إلى زي ادة‬
‫االستثمار في كل األنشطة االقتصادية‪.‬‬
‫د‪ /‬التق دم التق ني ونع ني ب ه إكتش اف ط رق ووس ائل جدي دة لإلنت اج مم ا‬
‫يخفض تكاليف اإلنتاج‪.‬‬
‫ه‪ /‬درج ة تط ور القط اع الم الي والمص رفي ودرج ة الثق ة ب ه ألن‬
‫مؤسس ات الوس اطة المالي ة تس تطيع تجمي ع الم دخرات وتحويله ا إلى‬
‫قروض إنتاجية تساهم في تمويل االستثمار‪.‬‬

‫يؤدي االستثمار إلى زيادة التوظيف مما يؤدي إلى زيادة الدخل القومي‪.‬‬
‫ل ذلك تس عى ال دول لتحس ين البيئ ة االس تثمارية وتق ديم ح وافز ض ريبية‬
‫وجمركية وإ عفاءات للمستثمرين لجذبهم الستثمار أموالهم ألن ذلك يؤدي‬
‫إلى زيادة عوائد االستثمار وتقليل المخاطر التي يتعرض لها‪.‬‬

‫اسئلة للمراجعـــة‪:‬‬
‫عرف االستثمار وميز بين إجمالي االستثمار وصافي االستثمار‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫كيف يتم حساب القيمة الحالية للتدفقات النقدية المستقبلية ؟‬ ‫‪-2‬‬
‫مستعيناً بالرسم وضح العالقة بين حجم االستثمار وسعر الفائدة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪62‬‬
‫م ا هي العوام ل ال تي ت ؤدي إلى إنتق ال منح نى االس تثمار؟ أرس م‬ ‫‪-4‬‬
‫حالة إنتقال منحنى االستثمار إلى أعلى‪.‬‬

‫الوــحدة الخامسة‬
‫المستوــى التوــازــني للدــخل‬
‫األهداف التعليميةـ للوحدة الخامسة‪:‬‬
‫بعد إكمال دراسة هذه الوحدة يستطيع الطالب التعرف على اآلتي‪:‬‬
‫منظور المدارس الكالسيكية والمدرسة الكينزية للتوازن الكلي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫شرط التوازن في اقتصاد مكون من قطاعين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دور القطاع الحكومي في تحقيق التوازن الكلي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مفهوم المضاعف وكيفية حسابه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الميزانية المتوازنة وأثرها على تحقيق االستقرار االقتصادي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تأثير االستثمار على االقتصاد القومي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪63‬‬
‫‪ :5-1‬مقدمة‬
‫تهدف هذه الوحدة إلى التعريف بالعوامل المؤثرة في التوازن الكلي‬
‫وتحدي د المؤش رات ال تي ت ؤدي إلى تحقي ق ه ذا الت وازن‪ .‬في البداي ة يتم‬
‫ع رض آراء الم دارس االقتص ادية ح ول الت وازن الكلي وآليات ه ودور‬
‫السياسات االقتصادية في هذا المضمار‪ .‬ثم نعرض للتوازن في اقتصاد‬
‫مكون من قطاعين (القطاع العائلي والقطاع االستثماري) والذي يتضمن‬
‫دالة االستهالك ودالة اإلدخار ثم االستثمار‪ .‬وبعدها يتم توضيح النموذج‬
‫الذي يتحقق بموجبه التوازن‪ .‬يتضمن ذلك مفهوم المضاعف وإ ثباته‪.‬‬
‫بع د ذل ك يتم إس تعراض دور الحكوم ة ممثالً في اإلنف اق الحك ومي‬
‫والضرائب وآثارهما على التوازن‪.‬‬
‫‪ :5-2‬منظور المدارس االقتصادية للتوازن الكلي‬
‫كان االعتقاد السائد لدى مفكرى المدرسة الكالسيكية (التقليدية) من‬
‫أمث ال آدم س ميث وريك اردو وج ون س يتوارت م ل أن االقتص اد الح ر‬
‫يتض من ق وى ذاتي ة ت دفع ب ه إلى الت وازن عن د مس توى التوظي ف الكام ل‬
‫بمعنى أن االقتصاد يستطيع أن يحقق التوازن بدون تدخل من الحكومة‬
‫ألن الع رض يخلق الطلب الموازي له وأن آلي ة السوق ق ادرة على ذلك‬
‫عن طريق جهاز األثمان (األسعار)‪ .‬معنى ذلك أن أي اختالل لن يستمر‬
‫طويالً ألن هذه القوى التلقائية يمكن االعتماد عليها لعودة حالة التوظف‬

‫‪64‬‬
‫الكام ل‪ .‬علي ه ليس هن اك م ا ي دعو للقل ق من ح دوث البطال ة أو التض خم‬
‫ألنها أزمات ذات مدى قصير فقط وتزول في المدى الطويل‪ .‬كذلك فإن‬
‫السياسة االقتصادية المالئمة في هذا اإلطار هي السياسة النقدية ويمكن‬
‫تعريفه ا بأنه ا التحكم في ع رض النق ود (كمي ة النق ود المتداول ة وس رعة‬
‫دورانها)‪ .‬غير أن الكساد الكبير (‪ )Great Depression‬الذي حدث في‬
‫الثالثينات من القرن العشرين أظهر فشل قوى السوق في تحقيق التوازن‬
‫المطل وب وأدى إلى التش كيك في فاعلي ة ج انب الع رض (الترك يز على‬
‫اإلنتاجي ة واإلنت اج) وإ هم ال ج انب الطلب الكلي ألن الكس اد يع نى‬
‫إنخفاض القوى الشرائية لكل مكونات الطلب‪.‬‬
‫أع اد كي نز (‪ )Keynes‬ص ياغة النظري ة االقتص ادية الكلي ة مؤك داً‬
‫على أهمية إدارة الطلب الكلي لتحقيق التوازن وأنه متغير مهم له تأثير‬
‫كب ير في تص حيح المس ار االقتص ادي‪ .‬تك ون إدارة الطلب عن طري ق‬
‫السياس ة المالي ة (اإلنف اق الحك ومي والض رائب) على أن يك ون اإلنف اق‬
‫الحكومي مكمالً وليس بديالً لالستثمار الخاص‪ .‬أكد كينز فشل السياس ات‬
‫النقدي ة في انتش ال االقتص اد من حال ة الكس اد ألن هن اك عوام ل خارجي ة‬
‫تؤثر على قرار االستثمار منها التوقعات حول المستقبل‪.‬‬
‫علي ه ف إن ج وهر االختالف بين المدرس ة الكالس يكية والكينزي ة ه و‬
‫تركيز األولى على اقتصاديات جانب العرض ودور السياسة النقدية في‬

‫‪65‬‬
‫حل االزمات االقتصادية بينما الثانية تركز على إدارة الطلب الكلي عن‬
‫طريق السياسات المالية‪.‬‬
‫‪ :5-3‬التوازن في اقتصاد مكون من قطاعين‬
‫المثال رقم (‪ )7‬يوضح التوازن باألرقام‪:‬‬
‫اإلنفاق (باآلالف)‬ ‫الدخل‬ ‫الناتج (باآلالف)‬
‫(باآلالف)‬
‫‪ 70,000 100,000‬سلع استهالكية‬ ‫‪ 80,000‬سلع استهالكية‬
‫‪ 20,000‬استثمار مخطط‬ ‫‪ 20,000‬سلع رأسمالية‬
‫‪ 10,000‬اس تثمار غ ير‬
‫مخطط‬
‫‪ 100,000 100,000‬اإلجمالي‬ ‫‪ 100,000‬اإلجمالي‬

‫االستثمار غير المخطط هو المخزون السلعي آخر المدة ويظهر نتيجة‬


‫الفرق بين االستثمار المخطط واالدخار المخطط‪.‬‬
‫في المث ال ف إن ال دخل يس اوي ‪ 100,000‬بينم ا إجم الي اإلنف اق (اإلنف اق‬
‫على الس لع االس تهالكية ‪ +‬اإلنف اق على الس لع الرأس مالية) يس اوي‬
‫‪ 90,000‬وعليه فأن االستثمار غير المخطط يساوي ‪.10,000‬‬

‫‪66‬‬
‫نالح ظ أن ه رغم تس اوي إجم الي الن اتج م ع إجم الي اإلنف اق إال أن‬
‫االقتصاد ليس في حالة توازن ألن االستثمار المخطط ال يساوي اإلدخار‬
‫المخطط (وهذا هو شرط التوازن)‬
‫يمكن توضيح ذلك عن طريق الرسم كاآلتي‪:‬‬
‫عوائد عناصر اإلنتاج‬
‫الدخل = ‪100,000‬‬

‫القطاع العائلي‬ ‫قطاع األعمال‬

‫قيمة السلع النهائية والخدمات = ‪70,000‬‬

‫االدخار = ‪30,000‬‬ ‫السوق المالي‬ ‫استثمار مخطط = ‪20,000‬‬


‫غير مخطط = ‪10,000‬‬

‫أ‪ /‬ماذا يحدث إذا استمر هذا االستثمار غير المخطط ؟‬


‫ي ؤدي ذل ك إلى تقلي ل اإلنت اج ومن ثم تقلي ل عوائ د عوام ل‬
‫تكون الدخل ويؤدي إلى الكساد‪.‬‬
‫اإلنتاج والتي ِّ‬
‫زيادة االستثمار غير المخطط (المخزون السلعي) تؤدي إلى تقليل‬
‫االستثمار مما يؤدي إلى تقليل الطلب على خدمات عناصر اإلنتاج ومن‬

‫‪67‬‬
‫ثم تقلي ل عوائ د عناص ر اإلنت اج وال ذي ب دوره يخفض الطلب على الس لع‬
‫النهائية والخدمات وبالتالي يقل االستثمار المخطط ‪........‬‬
‫ب‪ /‬م اذا يح دث في حال ة زي ادة االس تثمار المخط ط عن االدخ ار‬
‫المخط ط في اقتص اد يعم ل بالطاق ة القص وى (التوظي ف الكام ل لعناص ر‬
‫اإلنتاج) ؟ يؤدي ذلك إلى زيادة اإلنتاج وزيادة الدخول مما يخلق حالة‬
‫تضخم‪.‬‬
‫زي ادة االس تثمار المخط ط ت ؤدي إلى زي ادة الطلب على خ دمات‬
‫عناص ر اإلنت اج مم ا ي ؤدي إلى زي ادة عوائ د عناص ر اإلنت اج (ال دخول)‬
‫ومن ثم زي ادة الطلب على الس لع النهائي ة والخ دمات وعندئ ذ ي زداد‬
‫االستثمار ‪.‬‬
‫‪ :5-4‬تحديد المستوى التوازنى للدخل في اقتصاد مكون من قطاعين‬
‫شرط التوازن‪:‬‬
‫= الدخل الكلي ‪Y‬‬ ‫اإلنفاق الكلي‬
‫يمكن أن يكتب بالشكل التالي‬
‫الطلب الكلي ‪ = AD‬العرض الكلي ‪AS‬‬
‫نعلم أن الطلب الكلي ‪ AD‬يكتب كما يلي‬

‫)‪AD= C + I + G + (X-M‬‬
‫‪AD= C+ I‬‬

‫‪68‬‬
‫الح ظ ع دم وج ود إنف اق حك ومي أو ص افي الص ادرات وذل ك ألن االقتص اد‬
‫المدروس هو اقتصاد مغلق ذو قطاعين‬
‫أم ا ال دخل الكلي (أو جانب الع رض) هو مجم وع اإلنف اق واالدخار ألن‬
‫األفراد إما أن ينفقوا دخلهم أو يدخروه‬
‫‪Y = C + S‬‬
‫الح ظ ال ي دفع األف راد ض رائب ألن الحكوم ة غ ير موج ودة في ه ذا‬
‫االقتصاد‪.‬‬
‫بالتالي شرط التوازن يمكن أن يكتب على الشكل التالي‬

‫لشرط‪C‬التوازن هو‬
‫البديل ‪+ S‬‬
‫‪= C+‬‬ ‫إذاً ‪I‬‬
‫الشكل‬
‫ب‪ /‬االدخار المخطط = االستثمار المخطط‬
‫‪S =I‬‬
‫االس تثمار مس تقل عن ال دخل ويس مى االس تثمار التلق ائي أو المس تقل (‬
‫‪I0‬‬ ‫‪ )Autonomous investment‬ويرمز له بـ‬

‫المثال رقم (‪ )11‬يوضح حالة توازن الدخل‪:‬‬

‫‪69‬‬
‫الحالة‬ ‫اإلنفاق‬ ‫االستثمار‬ ‫االدخار‬ ‫االستهالك‬ ‫الدخل‬
‫الكلي (‪C‬‬ ‫(‪)I‬‬ ‫(‪)S‬‬ ‫(‪)C‬‬ ‫(‪=)Y‬‬
‫‪)+ I‬‬ ‫(‪)C+S‬‬
‫‪300‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪100 -‬‬ ‫‪100‬‬ ‫صفر‬
‫‪450‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪50 -‬‬ ‫‪250‬‬ ‫‪200‬‬
‫‪(C + I ) ≻ Y‬‬ ‫‪600‬‬ ‫‪200‬‬ ‫صفر‬ ‫‪400‬‬ ‫‪400‬‬
‫‪750‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪550‬‬ ‫‪600‬‬
‫‪I>S‬‬ ‫‪900‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪700‬‬ ‫‪800‬‬
‫‪1050‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪850‬‬ ‫‪1000‬‬
‫‪C + I =Y‬‬ ‫‪1200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪1200‬‬
‫‪1350‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪250‬‬ ‫‪1150‬‬ ‫‪1400‬‬
‫‪(C + I) ≺ Y‬‬ ‫‪1500‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪1300‬‬ ‫‪1600‬‬
‫‪1650‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪350‬‬ ‫‪1450‬‬ ‫‪1800‬‬
‫‪I<S‬‬ ‫‪1800‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪1600‬‬ ‫‪2000‬‬

‫تتحقق حالة التوازن عندما يتساوى الدخل مع اإلنفاق الكلي وعن دها‬
‫يتس اوى االدخ ار م ع االس تثمار‪ .‬م ا قب ل مرك ز الت وازن يك ون اإلنف اق‬

‫‪70‬‬
‫الكلي أكبر من الدخل وهذه حالة تضخم أما ما بعد التوازن فإن اإلنفاق‬
‫الكلي أقل من الدخل وهذه حالة كساد‪.‬‬
‫النموذج وتطبيقه‪:‬ـ‬
‫‪Y =C+I‬‬ ‫اإلنفاق الكلي‬
‫) ‪C = c0 + c1 ( Y‬‬ ‫دالة االستهالك‬
‫‪I = I0‬‬ ‫االستثمار التلقائي‬
‫‪Y = c 0 + c1 ( Y ) + I 0‬‬

‫‪Y − c1 ( Y ) = c0 + I 0‬‬

‫‪Y (1 − c 1) = c 0 + I 0‬‬
‫‪1‬‬
‫=‪Y‬‬ ‫) ‪(c + I‬‬
‫‪1 − c1 0 0‬‬

‫مثالً عند التوازن (‪:)Y = C + I‬‬


‫‪3 150‬‬
‫= ‪c 1 = 0 .75‬‬ ‫=‬
‫‪4 200‬‬ ‫الميل الحدي لالستهالك =‬
‫= ‪100‬‬ ‫االستهالك المستقل‬
‫= ‪200‬‬ ‫االستثمار التلقائي‬
‫الدخل التوازني‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫=‪Y‬‬ ‫) ‪( 100 + 200‬‬
‫‪1 − 0.75‬‬

‫‪71‬‬
‫‪1‬‬
‫=‪Y‬‬ ‫) ‪( 300‬‬
‫‪0.25‬‬
‫) ‪Y = 4 ( 300‬‬
‫‪Y = 1200‬‬
‫االستهالك‪:‬‬
‫) ‪C = 100 + 0.75 ( 1200‬‬

‫‪= 100 + 900 = 1000‬‬


‫ار‬ ‫االدخ‬

‫) ‪S = − 100 + (1 − 0.75 ) ( 1200‬‬


‫) ‪= − 100 + 0.25 ( 1200‬‬
‫‪= 200‬‬

‫‪∴S=I‬‬

‫المثال رقم (‪:)12‬‬


‫لدينا البيانات التالية‪:‬‬
‫‪c 0 = 200‬‬ ‫االستهالك المستقل‬
‫‪I 0 = 400‬‬ ‫االستثمار التلقائي‬
‫‪MPC = 0.75‬‬ ‫الميل الحدي لالستهالك‬
‫أحسب القيم التوازنية للدخل واالستهالك واالدخار‬

‫‪72‬‬
‫الحل‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫=‪Y‬‬ ‫) ‪(c + I‬‬
‫‪1 − c1 0 0‬‬

‫‪1‬‬
‫=‪Y‬‬ ‫) ‪( 200 + 400‬‬
‫‪1 − 0.75‬‬

‫‪1‬‬
‫=‪Y‬‬ ‫) ‪( 600‬‬
‫‪0 .25‬‬

‫‪Y = 4 (600 ) = 2400‬‬


‫) ‪C = 200 + 0.75 ( 2400‬‬

‫‪C = 200 + 1800 = 2000‬‬


‫) ‪S = − 200 + 0. 25 ( 2400‬‬

‫‪= − 200 + 600 = 400‬‬


‫‪C+I=Y‬‬ ‫شرط التوازن‪:‬‬
‫‪2000 + 400 = 2400‬‬
‫‪S =I‬‬
‫‪400 = 400‬‬

‫ملحوظة‪:‬‬

‫‪73‬‬
‫زي ادة االس تثمار ت ؤدي إلى إنتق ال دال ة اإلنف اق الكلي إلى أعلى وتقلي ل‬
‫االستثمار يؤدي إلى إنتقال دالة اإلنفاق الكلي إلى أسفل؛ كما هو موض ح في الرسم‬
‫التالي‪:‬‬

‫)‪(Y‬‬

‫)‪(C + I‬‬
‫‪C+I‬‬
‫‪E‬‬

‫‪Y‬‬
‫’‪Y‬‬ ‫‪YE‬‬ ‫”‪Y‬‬

‫‪S‬‬

‫‪S, I‬‬
‫يالحظ أن زيادة االستثمار تؤدي إلى إنتقال خط االستثمار إلى أعلى‬
‫االستثمار يؤدي إلى إنتقال خط االستثمار إلى أسفل وذلك ألن‬
‫‪I‬‬ ‫وتقليل‬
‫االستثمار هو أحد مكونات اإلنفاق الكلي‪.‬‬
‫‪Y :5-5‬المضاعف‪)Multiplier( :‬‬
‫’‪Y‬‬ ‫‪YE‬‬ ‫”‪Y‬‬

‫‪74‬‬
‫ه و ال رقم ال ذي ُيض رب في مق دار التغ ير في اإلتف اق االس تثماري‬
‫للحص ول على التغ ير في ال دخل‪ .‬علي ه ف إن المض اعف يوض ح العالق ة‬
‫بين الزي ادة في االس تثمار التلق ائي واألث ر النه ائي ل ذلك على ال دخل‬
‫الق ومي‪ ،‬فه و معام ل ع ددى يوض ح الزي ادة في ال دخل نتيج ة زي ادة‬
‫االس تثمار‪ .‬مثالً إذا إرتف ع االس تثمار بمق دار ‪ 1000‬جني ه وت رتب على‬
‫ذلك زيادة في الدخل بمقدار ‪ 5000‬جنيه فإن المضاعف ُيحسب كاآلتي‪:‬‬

‫‪ΔY‬‬
‫‪Δ I0‬‬ ‫=‬ ‫المضاعف = الزيادة في الدخل‬
‫الزيادة في االستثمار‬

‫‪5000‬‬
‫= ‪5‬‬
‫‪1000‬‬ ‫=‬
‫هذا يعني أن الدخل قد تضاعف خمس مرات نتيجة الزيادة في االستثمار‬
‫(النسبة بين التغير في االستثمار والتغير في الدخل هى ‪ .)5 : 1‬أي أن‬
‫زي ادة االس تثمار بمع دل ‪ 1‬وح دة نقدي ة يزي د ال دخل بمع دل ‪ 5‬وح دات‬
‫نقدية‪.‬‬
‫زي ادة اإلنف اق االس تثماري ت ؤدي إلى زي ادة ال دخل مم ا ي ؤدي إلى‬
‫زيادة االستهالك‪ .‬وهكذا تستمر دورة اإلنفاق االستهالكي‪.‬‬
‫هناك عدة اعتبارات بالنسبة للمضاعف‪:‬‬

‫‪75‬‬
‫أ‪ /‬افتراض حالة التشغيل الكامل لعناصر اإلنتاج‪.‬‬
‫ب‪ /‬الت أثر بمدى ق درة المؤسسات اإلنتاجي ة على تغيير نشاطها اس تجابة‬
‫للتغيرات في الطلب الكلي‪.‬‬
‫ج‪ /‬اعتب ار عنص ر ال زمن ليتحق ق المض اعف بالكام ل بع ني األث ر على‬
‫الدخل‪.‬‬
‫د‪ /‬االعتم اد على المي ل الح دي لالس تهالك‪ ،‬كلم ا إرتف ع المي ل الح دي‬
‫لالس تهالك كلم ا زادت قيم ة المض اعف وه ذا يع ني أن المض اعف ه و‬
‫مقلوب الميل الحدي لالدخار (سيتم إثبات ذلك الحقاً)‪.‬‬
‫‪ 5-5-1‬إثبات المضاعف‪:‬‬
‫أ‪ /‬اإلثبات البياني‪:‬‬
‫‪C+I‬‬

‫‪A‬‬
‫‪ΔC‬‬

‫‪C‬‬ ‫‪B‬‬
‫‪D‬‬ ‫‪DC‬‬ ‫‪ΔY‬‬
‫=‬
‫‪A B Δ I0‬‬ ‫المضاعف =‬
‫‪AB = AC − BC‬‬ ‫لكن‬

‫‪DC‬‬
‫‪AC−BC‬‬ ‫إذن المضاعف =‬

‫‪76‬‬
‫بقسمة البسط والمقام على ‪ DC‬نحصل على‪:‬‬

‫‪DC‬‬
‫‪DC‬‬ ‫‪1‬‬
‫=‬
‫‪AC‬‬ ‫‪BC‬‬ ‫‪AC‬‬ ‫‪BC‬‬
‫‪−‬‬ ‫‪−‬‬
‫‪DC‬‬ ‫‪DC‬‬ ‫‪DC‬‬ ‫‪DC‬‬
‫وحيث أن المثلث ‪ ACD‬متساوي الساقين فإن‪:‬‬
‫‪DC = AC‬‬

‫عندئذ نعوض ‪ D C‬بـ ‪ A C‬لنحصل على‪:‬‬

‫‪ΔY‬‬ ‫‪1‬‬
‫=‬
‫‪Δ I0‬‬ ‫‪AC‬‬ ‫‪BC‬‬
‫‪−‬‬
‫‪AC‬‬ ‫‪DC‬‬
‫‪1‬‬
‫=‬
‫‪BC‬‬
‫‪1−‬‬
‫‪DC‬‬
‫لكن ‪ = B C‬التغير في االستهالك و ‪ D C‬تساوي التغير في الدخل‪.‬‬
‫‪BC‬‬
‫‪ = D C‬الميل الحدي لالستهالك‬
‫‪1‬‬
‫إذن المضاعف = ‪1 − MPC‬‬

‫وحيث أن ‪MPS + MPC = 1‬‬

‫‪77‬‬
‫‪1‬‬
‫‪MPS‬‬ ‫إذن المضاعف =‬

‫ب‪ /‬إثبات المضاعف جبرياً‪:‬‬


‫‪I 02‬‬ ‫أفرض أن االستثمار قد تغير من ‪ I 01‬إلى‬

‫‪1‬‬
‫= ‪Y1‬‬ ‫) ‪(c + I‬‬
‫‪1 − c 1 0 01‬‬

‫‪1‬‬
‫= ‪Y2‬‬
‫‪1 − c1 0 02‬‬
‫) ‪(c + I‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫= ‪Y2 − Y1‬‬
‫‪1 −c1‬‬
‫(‬ ‫‪c 0 + I 02) −‬‬ ‫) ‪(c + I‬‬
‫‪1 − c 1 0 01‬‬

‫‪1‬‬
‫= ‪ΔY‬‬ ‫) ‪( c + I 02 − c 0 − I01‬‬
‫‪1 −c 1 0‬‬

‫‪1‬‬
‫= ‪ΔY‬‬
‫‪1 −c 1‬‬
‫)‪( Δ I0‬‬

‫بالقسمة على ‪ Δ I 0‬نحصل على‪:‬‬

‫‪ΔY‬‬
‫‪Δ I0‬‬
‫=‬
‫‪1‬‬
‫‪1 − c1‬‬ ‫) (‬
‫‪Δ I0‬‬
‫‪Δ I0‬‬
‫=‬
‫‪1‬‬
‫‪1 − c1‬‬
‫‪1‬‬
‫إذن المضاعف = ‪1 − MPC‬‬

‫‪78‬‬
‫‪1‬‬
‫‪MPS‬‬ ‫=‬

‫ج‪ /‬إثبات المضاعف حسابياً‪:‬‬


‫يعتم د على دورات اإلنف اق حيث يك ون إنف اق أف راد دخ والً ألف راد‬
‫آخ رين كم ا ه و موض ح في المث ال رقم (‪ )12‬في حال ة زي ادة حجم‬
‫االس تثمار بمق دار ‪ 1000‬مليون جني ه والمي ل الح دي لالس تهالك يس اوي‬
‫‪:0.75‬‬

‫مثال رقم(‪ :)12‬المضاعف حسابياً‬


‫‪ΔS‬‬ ‫‪ΔC‬‬ ‫‪ΔY‬‬ ‫دورات اإلنفاق‬
‫‪250‬‬ ‫‪750‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪187.5‬‬ ‫‪562.5‬‬ ‫‪750‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪140.5‬‬ ‫‪422.0‬‬ ‫‪562.5‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪105.5‬‬ ‫‪316.5‬‬ ‫‪422.0‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪79‬‬
‫‪79.1‬‬ ‫‪237.4‬‬ ‫‪316.5‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫………‬ ‫………‪..‬‬ ‫‪237.4‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪0.2‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫(‪)25‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪1,000‬‬ ‫‪3,000‬‬ ‫‪4,000‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫يتم حساب المضاعف على أساس أن الزيادة في الدخل يتم توزيعها بين‬
‫االستهالك واالدخار حسب قيمة الميل الحدي لالستهالك‪ .‬إنفاق األفراد‬
‫يولد دخوالً ألخرين ألنه يزيد من الطلب على خدمات عناصر اإلنتاج‪.‬‬
‫علي ه نالح ظ أن اإلنف اق (‪ 750‬ملي ون جني ه) في ال دورة األولى أص بح‬

‫‪80‬‬
‫دخالً في ال دورة الثاني ة وبع د خص م االدخ ار يص بح دخالً في ال دورة‬
‫الثالثة ‪...‬وهكذا‪.‬‬
‫اإلجمالي بالنسبة للتغير في الدخل = ‪ 4,000‬مليون جنيه ألن‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫= ‪4‬‬ ‫=‬
‫‪0 .25 1−0 .75‬‬ ‫المضاعف يساوي‬

‫مثال توضيحي‪:‬‬
‫إذا تغير حجم االستثمار من ‪ 1000‬مليون إلى ‪ 1500‬مليون جنيه‬
‫وك ان المي ل الح دي لالس تهالك ‪ 0.8‬أحس ب المض اعف واألث ر على‬
‫الدخل‪.‬‬
‫التغ ير في االس تثمار ) ‪ 500 = 1000 – 1500 = ( Δ I 0‬ملي ون‬
‫جنيه‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫=‪5‬‬ ‫=‬
‫المضاعف = ‪0.2 1 − 0.8‬‬

‫التغير في الدخل ) ‪ 2,500 = 500 × 5 = ( Δ Y‬مليون جنيه‬


‫‪ :5-6‬تحدي ــد المس ــتوى الت ــوازني لل ــدخل في اقتص ــاد مك ــون من ثالث‬
‫قطاعات‬
‫ال زال االقتص اد مغلق اً ولكن في ه ذه الحال ة يتم إدخ ال القط اع‬
‫الحك ومي في النم وذج‪ .‬تق وم الحكوم ة بتحص يل اإلي رادات العام ة وال تي‬

‫‪81‬‬
‫من بين مص ادرها الض رائب وتع ني تس رباً من ال دخل ولكن الحكوم ة‬
‫تنفق هذه اإليرادات الضريبية في شكل خدمات عامة وخدمات اجتماعية‬
‫وغيرها ويمثل ذلك حقناً (إضافة) للدخل‪.‬‬
‫شرط التوازن‪:‬‬
‫الحقن‬ ‫=‬ ‫التسرب‬
‫‪S + T‬‬ ‫=‬ ‫‪I + G‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫اإلنفاق الحكومي (‪)Government Expenditure‬‬ ‫=‬ ‫‪G‬‬
‫الضرائب (‪)Taxes‬‬ ‫=‬ ‫‪T‬‬
‫االستثمار (‪)Investment‬‬ ‫=‬ ‫‪I‬‬
‫االدخار (‪)Saving‬‬ ‫=‬ ‫‪S‬‬
‫وق د تم ش رح الت دفق ال دائري لل دخل في الوح دة الثالث ة‪ .‬نالح ظ أن‬
‫إس تيفاء ش رط الت وازن ال يتطلب أن يتس اوى االس تثمار م ع االدخ ار‬
‫واإلنف اق الحك ومي م ع الض رائب وإ نم ا يكفي أن يك ون إجمـالي التسـرب‬
‫يساوي إجمالي الحقن‪.‬‬
‫حجم اإلنف اق الحك ومي والض رائب يح ددان حال ة الميزاني ة العام ة‬
‫وهي التي ترصد النشاط المالي للحكومة‪ .‬هناك حالتان‪:‬‬

‫‪82‬‬
‫أ‪ /‬توازن الميزانية حيث يتساوي اإلنفاق الحكومي مع الض رائب‪G =( ،‬‬
‫‪ )T‬وعندئذ البد أن يتساوى االدخار مع االستثمار (‪ )S = I‬حتى يتحقق‬
‫التوازن‪.‬‬
‫ب‪ /‬ع دم ت وازن الميزاني ة ويمكن أن تك ون حال ة عج ز أو ف ائض‪ .‬في‬
‫حال ة العج ز ف إن اإلنف اق الحك ومي يك ون أك بر من الض رائب ) ‪( G ≻ T‬‬

‫وعلي ه الب د أن يك ون االدخ ار أك بر من االس تثمار ) ‪ ( S ≻ I‬لتحقي ق‬


‫الت وازن المطل وب أم ا في حال ة ف ائض الميزاني ة ف إن اإلنف اق الحك ومي‬
‫يكون أقل من الضرائب ) ‪ ( G ≺ T‬وعليه البد أن يكون االستثمار أكبر‬
‫من االدخار ) ‪ ( I ≻ S‬ليتحقق التوازن الكلي‪ .‬يالحظ أن الميزانيات العام ة‬
‫تواجه عجزاً في معظم الدول‪.‬‬
‫‪ :5-6-1‬النموذج‬
‫اإلنفاق الكلي ‪Y = C + I + G‬‬
‫‪Yd = Y − T‬‬ ‫الدخل المتاح‬
‫) ‪C = c0 + c1 ( Y − T‬‬
‫‪I = I0‬‬
‫‪G = G0‬‬
‫ه ذا يع ني أن االس تثمار والض رائب واإلنف اق الحك ومي يتح ددودن‬
‫بعوامل خارجية‪.‬‬
‫)‪Y = c 0 + c 1 ( Y − T 0 ) + I 0 + G0‬‬

‫‪83‬‬
‫‪Y = c 0 + c 1 ( Y ) − c 1 ( T 0 ) + I 0 + G0‬‬

‫‪Y − c 1 ( Y ) = c 0 − c1 ( T 0 ) + I 0 + G0‬‬

‫‪Y (1 − c 1) = c 0 − c 1 ( T 0 ) + I0 + G0‬‬

‫‪1‬‬
‫= ‪Y‬‬ ‫)‪( c − c1 T 0 + I 0 + G 0‬‬
‫‪1 − c1 0‬‬
‫وهو المستوى التوازني للدخل‪.‬‬
‫أما في حال كون قسم من الضريبة غير مستقل عن الدخل عندها يكون‬
‫الدخل التوازني‬
‫‪1‬‬
‫=‪Y‬‬ ‫) ‪( c −c T + I + G‬‬
‫‪1−c1 −t 1 0 1 0 0 0‬‬
‫حيث ‪ t1‬ه و مع دل ض ريبة ال دخل عن دما تتح دد الض ريبة بمعادل ة من‬
‫الشكل‬
‫‪T =t 0 +t 1 ×Y‬‬

‫مثال توضيحي‪:‬‬
‫لدينا البيانات التالية‪:‬‬

‫‪Y=C + I+G‬‬
‫) ‪C = c 0 + c 1 (Y − T‬‬
‫‪c 0 = 100‬‬
‫‪I 0 = 200‬‬
‫‪G0 = 100‬‬

‫‪84‬‬
‫‪T 0 = 100‬‬
‫‪MPC = 0.75‬‬

‫المطلوب هو تحديد المستوى التوازني للدخل واالستهالك واالدخار‪.‬‬

‫الحل‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫=‪Y‬‬ ‫) ‪( c − c 1 T 0 + I 0 + G0‬‬
‫‪1 − c1 0‬‬
‫بالتعويض‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫=‪Y‬‬ ‫) ‪( 100 − 0.75 ( 100 ) + 200 + 100‬‬
‫‪1 − 0.75‬‬

‫‪1‬‬
‫=‪Y‬‬ ‫) ‪( 325‬‬
‫‪0. 25‬‬

‫‪Y = 4 × 325 = 1300‬‬

‫‪C  100  0.75 1300  100 ‬‬

‫‪C = 100 + 900 = 1000‬‬


‫) ‪S = − 100 + 0.25 ( 1300 − 100‬‬
‫‪S = − 100 + 300 = 200‬‬

‫‪85‬‬
‫‪S=Y − C−T‬‬ ‫=‬ ‫أو‬

‫‪S = 1300 − 100 − 100 = 200‬‬

‫‪ 5-6-2‬الميزانية المتوازنةـ (‪)Balanced Budget‬‬


‫"إذا تغ ير اإلنف اق الحك ومي بمق دار يس اوي مق دار التغ ير في‬
‫الض ريبة‪ ،‬ف إن مس توى ال دخل س وف يتغ ير بنفس المق دار وه ذا يس مى‬
‫توازن الميزانية"‪.‬‬
‫مضاعف اإلنفاق الحكومي‪:‬‬
‫‪ΔY‬‬ ‫‪1‬‬
‫=‬
‫‪Δ G0 1 − c 1‬‬
‫مضاعف الضريبة الثابتة‪:‬‬
‫‪ΔY‬‬ ‫‪− c1‬‬
‫=‬
‫‪Δ T 0 1 − c1‬‬

‫وه و عب ارة عن مض اعف اإلنف اق مض روباً في المي ل الح دي‬


‫لالستهالك وهو سالب ألن الضريبة تمثل تسرباً من الدخل‪.‬‬
‫مض اعف الميزاني ة المتوازن ة ه و حاص ل جم ع مض اعف اإلنف اق‬
‫الحكومي ومضاعف الضرائب‪.‬‬

‫(‬ ‫( )‬ ‫)‬
‫‪1‬‬ ‫‪− c1‬‬ ‫‪1 − c1‬‬
‫‪+‬‬ ‫=‬ ‫‪=1‬‬
‫‪1 − c1‬‬ ‫‪1 − c1‬‬ ‫‪1 − c1‬‬

‫‪86‬‬
‫‪ΔY‬‬ ‫‪ΔY‬‬
‫‪+‬‬ ‫‪=1‬‬
‫‪Δ G0‬‬ ‫‪Δ T0‬‬
‫إذن‬

‫مثال توضيحي‪:‬‬
‫أف رض أن التغ ير في اإلنف اق الحك ومي )‪ ( Δ G0‬يس اوي ‪ 50‬ملي ون‬
‫جنيه والتغير في الضريبة ) ‪ ( Δ T 0‬يساوي ‪ 50‬مليون جنيه والمي ل الح دي‬
‫لالستهالك (‪ )MPC‬يساوي ‪ 0.8‬أوجد التغير في الدخل ) ‪. ( Δ Y‬‬
‫الحل‪:‬‬
‫التغير في الدخل نتيجة التغير في اإلنفاق الحكومي‪:‬‬

‫‪Δ Y = Δ G0‬‬
‫(‬ ‫‪1‬‬
‫)‬
‫‪1 − c1‬‬

‫( ‪Δ Y = 50‬‬
‫) ‪1 − 0.8‬‬
‫‪1‬‬

‫‪Δ Y = 50‬‬ ‫) ‪( 01.2‬‬


‫‪Δ Y = 50 × 5 = 250‬‬

‫التغير في الدخل نتيجة التغير في الضرائب‪:‬‬

‫‪87‬‬
‫‪Δ Y = Δ T0‬‬
‫) (‬ ‫‪− c1‬‬
‫‪1 − c1‬‬

‫‪Δ Y = 50‬‬ ‫) ‪( 1−−0.80.8‬‬


‫‪Δ Y = 50‬‬ ‫(‬ ‫‪− 0. 8‬‬
‫‪0. 2‬‬ ‫)‬
‫‪= 50 × − 4 = − 200‬‬

‫‪Δ Y = 2 50 − 200 = 50‬‬

‫"إذن تغير اإلنفاق الحكومي بنفس مقــدار تغــير الضــريبةـ يــؤدي إلى‬
‫تغير الدخل بنفس المقدار"‪.‬‬
‫ونخلص إلى أن الميزاني ة المتوازن ة تع نى أن اإلنف اق الحك ومي‬
‫يتح دد بحجم اإلي رادات الض ريبية وه ذا يح د من النش اط االقتص ادي‬
‫للحكومة وتترك الموارد المالية للقطاع الخاص‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫اسئلة للمراجعــــة‪:‬‬
‫وضح منظور المدرسة الكالسيكية والمدرسة الكينزية من حيث‬ ‫‪-1‬‬
‫التوازن الكلي‪.‬‬
‫م ا ه و ش رط الت وازن في اقتص اد مك ون من قط اعين ؟ وم اذا‬ ‫‪-2‬‬
‫يحدث في حالة عدم تحقيق التوازن ؟‪.‬‬
‫أثبت المضاعف جبرياً‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫م ا ه و ش رط الت وازن في اقتص اد مغل ق (مك ون من ثالث‬ ‫‪-4‬‬
‫قطاعات) ؟ أكتب النموذج التوازني‪.‬‬
‫لم اذا يختل ف أث ر اإلنف اق الحك ومي وأث ر الض رائب على ال دخل‬ ‫‪-5‬‬
‫القومي ؟ وضح اإلجابة بمثال رقمي‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫الوحدة السادسة‬
‫التوازن في اقتصاد مفتوح‬

‫األهداف التعليميةـ للوحدة السادسة‪:‬‬


‫بعد دراسة هذه الوحدة يستطيع الطالب‪:‬‬
‫التمييز بين الميزان التجاري وميزان المدفوعات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحديد اثر الصادرات والواردات على الدخل القومي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إستيعاب نموذج التوازن في اقتصاد مفتوح‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حساب الميل الحدي للواردات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ :6-1‬مقدمة‬

‫‪90‬‬
‫االقتصاد المفتوح هو الذي يتعامل مع العالم الخارجي عن طريق‬
‫الص ادرات وال واردات‪ .‬ك ل دول الع الم ال راهن ذات اقتص اد مفت وح ألن‬
‫التجارة الدولية تحقق فوائد كثيرة منها‪:‬‬
‫الحصول على سلع اليمكن إنتاجها محلي اً والحصول على سلع ذات‬
‫ج ودة أفض ل وأيض اً الحص ول على س لع بأس عار أق ل نس بياً‪ .‬تع ود فوائ د‬
‫التجارة الخارجية على المستهلكين وعلى المنتجين‪.‬‬
‫‪ :6-2‬الميزان التجاري وميزان المدفوعات‬
‫أ‪ /‬م يزان الم دفوعات (‪ )Balance of Payments‬ه و س جل منتظم‬
‫للقيمة النقدية لكل المعامالت االقتصادية التي تتم بين المقيمين في دولة‬
‫ما والعالم الخارجي خالل فترة زمنية محددة في الغالب عام كامل‪ .‬أي‬
‫هو بيان بالصفقات المالية والتجارية لبلد ما مع بقية بلدان العالم‪.‬‬
‫ب‪ /‬الميزان التجاري (‪ )Balance of Trade‬هو سجل لتجارة دولة ما‬
‫في الس لع (التج ارة المنظ ورة) م ع بقي ة دول الع الم خالل ف ترة زمني ة‬
‫تمثل الصادرات طلباً خارجياً على السلع المنتجة محلياً بينم ا‬ ‫محددة‪.‬‬
‫تمث ل ال واردات طلب اً محلي اً على الس لع المنتج ة خارجي اً‪ .‬يش كل الم يزان‬
‫التجاري أحد أقسام ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫يشمل الميزان التجاري كل من الصادرات والواردات‪:‬‬

‫‪91‬‬
‫الص ادرات (‪ )Exports‬هي م ا يق وم المقيم ون داخ ل دول ة م ا‬ ‫‪-‬‬
‫ببيعه للعالم الخارجي من سلع وخدمات وأصول رأسمالية‪ .‬تمثل‬
‫الص ادرات حقن اً داخ ل الت دفق ال دائري لل دخل الق ومي وتزي د من‬
‫الدخل القومي واإلنتاج‪.‬‬
‫ال واردات (‪ )Imports‬هي م ا يق وم المقيم ون داخ ل دول ة م ا‬ ‫‪-‬‬
‫بشرائه من العالم الخارجي من سلع وخدمات وأصول رأسمالية‪.‬‬
‫تمثل الواردات سحباً (تسرباً) من التدفق الدائري للدخل القومي‪.‬‬
‫ع ادة م ا يقس م الم يزان التج اري إلى قس مين هم ا م يزان التج ارة‬
‫بالسلع‪ ،‬وميزان التجارة بالخدمات‪.‬‬
‫يحقق الميزان التجاري فائض اً عندما تكون متحصالت الصادرات‬
‫من النقد األجنبي أكبر من المدفوعات من النقد األجنبي مقابل الواردات‬
‫والعكس عن دما تك ون اإللتزام ات نح و ال واردات أك بر من عوائ د‬
‫الصادرات‪.‬‬
‫مكونات ميزان المدفوعات هي‪:‬‬
‫أ‪ /‬الحساب الجاري (‪ )Current Account‬ويشمل ثالث أقسام فرعية‬
‫الميزان التجاري حاصل التجارة الخارجية بالسلع والخدمات‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الدخل الصافي (الدخل المحول إلى داخل البلد مطروح اً منه دخل‬ ‫‪.2‬‬
‫عناصر اإلنتاج الذي يحول إلى خارج البلد‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫المدفوعات التحويلية وهي تحويالت مالية من ط رف واح د‪ ،‬أي ال‬ ‫‪.3‬‬
‫يقابلها تبادل تجاري مثل اإلعانات والمساعدات‪.‬‬
‫ب‪ /‬حسـ ــاب رأس المـ ــال (‪ )Capital Account‬ويس جل المع امالت‬
‫الرأس مالية س واء ك انت طويل ة األج ل (مث ل االس تثمارات األجنبي ة‬
‫المباش رة والق روض طويل ة األج ل) أو قص يرة األج ل وال تي تتم بص فة‬
‫تلقائية ألغراض عدة منها المضاربة‪.‬‬
‫ج‪ /‬صـــافي االحتياطي ــات الدولية من ال ذهب النق دي واألص ول الس ائلة‬
‫وتض م ال ذهب النق دي ورص يد الدول ة من العمالت األجنبي ة والودائ ع‬
‫الجاري ة واألص ول األجنبي ة قص يرة األج ل واألص ول الوطني ة قص يرة‬
‫األجل‪.‬‬
‫‪ :6-3‬النموذج التوازني للدخل في اقتصاد مكون من أربع قطاعات‬
‫شرط التوازن‪:‬‬
‫انطالقاً من الشرط العام‬
‫الطلب الكلي = الدخل الكلي‬
‫)‪C + S + T = C + I + G + (X – M‬‬
‫العناص ر الملون ة ب اللون األحم ر هي بنود التس رب من ال دخل أم ا البنود‬
‫الملونة باللون األخضر هي بنود الحقي في الدخل‪.‬‬
‫شرط التوازن الكلي هو أن يكون الحقن = التسرب‬

‫‪93‬‬
‫نق وم بالتعديل عن طري ق ط رح االستهالك (‪ ) C‬من ط رفي المعادلة ثم‬
‫ع زل ك ل من بن ود الحقن والتس رب في ط رفين مختلفين فنحص ل على‬
‫المعادلة‬
‫= الحقن‬ ‫التسرب‬
‫‪I+G+ X = S +T + M‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫‪ = M‬الواردات‬
‫‪ = X‬الصادرات‬
‫ك ل مكون ات اإلنف اق الكلي (االس تهالك واالس تثمار واإلنف اق‬
‫الحكومي) تتأثر بالواردات ألن جزء منها يتم بسلع مستوردة‪.‬‬
‫عليه يتم حس اب الميل الحدي للواردات وه و التغ ير في ال واردات نتيج ة‬
‫التغير في الدخل‪.‬‬
‫‪ΔM‬‬
‫= ‪m1‬‬
‫‪ΔY‬‬
‫دالة الواردات‪:‬‬
‫) ‪M = m0 + m 1 ( Y‬‬
‫مثال توضيحي‪:‬‬
‫الواردات‬ ‫الدخل‬
‫‪100‬‬ ‫‪600‬‬

‫‪94‬‬
‫‪120‬‬ ‫‪800‬‬

‫التغير في الواردات = ‪20 = 100 – 120‬‬


‫= ‪200 = 600 – 800‬‬ ‫التغير في الدخل‬
‫‪1‬‬ ‫‪20‬‬
‫= ‪0 .10‬‬ ‫=‬
‫‪10 200‬‬ ‫الميل الحدي للواردات =‬
‫= ‪10%‬‬
‫ه ذا يع ني أن ‪ %10‬من الزي ادة في ال دخل الق ومي تنف ق على ال واردات‬
‫بواسطة القطاع االستهالكي والقطاع االستثماري والقطاع الحكومي‪.‬‬
‫أم ا الص ادرات فيتم تحدي دها بعوام ل خارجي ة (غ ير ال دخل) مث ل‬
‫الطلب العالمي والمنافسة‪ .‬ويمثلها خط مستقيم موازي للخط األفقى كما‬
‫هو موضح إدناه‪.‬‬

‫استنتاج نموذج التوازن الكلي في اقتصاد مفتوح‬

‫‪Y‬‬

‫‪95‬‬
‫النم وذج الت الي ه و األك ثر ش موالً ويس تخدم للوص ول إلى المس توى‬
‫التوازني للدخل في اقتصاد مكون من أربعة قطاعات‬
‫اإلنفاق الكلي = الدخل‬
‫)‪Y = C + I + G + (X − M‬‬

‫)‪C = c 0 + c 1 (Y − T 0‬‬
‫دالة االستهالك‬
‫‪I = I0‬‬ ‫االستثمار التلقائي‬
‫‪G = G0‬‬ ‫اإلنفاق الحكومي‬
‫‪T = T0‬‬ ‫الضريبة‬
‫‪ X = X 0‬الصادرات‬
‫) ‪ M = m0 + m1 (Y‬الواردات‬

‫] ) ‪Y = c 0 + c 1 ( Y − T 0 ) + I 0 + G0 + [ X 0 − ( m0 + m1 Y‬‬

‫) ‪Y = c 0 + c 1 Y − c 1 T 0 + I 0 + G 0 + X 0 − m0 − m1 ( Y‬‬

‫‪Y − c 1 Y + m1 Y = c 0 − c1 T 0 + I 0 + G0 + X 0 − m0‬‬

‫‪Y = ( 1 − c 1 + m 1 ) = c 0 − c1 T 0 + I 0 + G 0 + X 0 − m 0‬‬

‫‪1‬‬
‫= ‪Y‬‬ ‫) ‪( c − c 1 T 0 + G 0 + X 0 − m0‬‬
‫‪1 − c 1 + m1 0‬‬

‫‪96‬‬
‫(‬ ‫‪1‬‬
‫‪1 − c1 + m1‬‬ ‫)‬ ‫إذن مضاعف اإلنفاق الكلي (أربعة قطاعات) =‬
‫النموذج يوضح المستوى التوازنى للدخل القومي في اقتصاد مفتوح‪.‬‬

‫وفي حال كون جزء من الضرائب مرتبط بالدخل أي أن‬


‫‪T =T 0 +t 1 ×Y‬‬

‫(‬ ‫‪1‬‬
‫‪1−c 1 +t 1+ m1‬‬ ‫)‬ ‫عندها يمكن إثبات أن المضاعف =‬
‫مثال توضيحي‪:‬‬
‫لدينا البيانات التالية‪:‬‬
‫الميل الحدي لالدخار = ‪0.25‬‬
‫الميل الحدي للواردات = ‪0.10‬‬
‫أحسب قيمة المضاعف في اقتصاد مغلق وفي اقتصاد مفتوح‪ ،‬وحدد أثر‬
‫الواردات على الدخل القومي‪.‬‬
‫الحل‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫=‪4‬‬
‫‪0.25‬‬ ‫المضاعف في اقتصاد مغلق =‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫= ‪2.86‬‬ ‫=‬
‫‪0.35 0.10 + 0.25‬‬ ‫المضاعف في اقتصاد مفتوح =‬

‫‪97‬‬
‫أث رت ال واردات س لباً على ال دخل الق ومي حيث انخفض المض اعف‬
‫من ‪ 4‬إلى ‪ 2.86‬وهذا يؤكد أن الواردات هي تسرب من الدخل القومي‬
‫ألنها إنفاق يتفاعل خارج حدود الدولة‪.‬‬
‫عليه كلما كان الميل الحدي للواردات كبيراً‪ ،‬كلما ضعف أثر زيادة‬
‫اإلنفاق على الدخل‪.‬‬
‫مثال توضيحي‪:‬‬
‫‪0.75‬‬ ‫=‬ ‫الميل الحدي لالستهالك‬
‫‪0.15‬‬ ‫=‬ ‫الميل الحدي للواردات‬
‫‪ 50‬مليون جنيه‬ ‫التغير في اإلنفاق الحكومي =‬

‫‪1‬‬
‫= ‪ΔY‬‬ ‫) ‪( 50‬‬
‫‪1 − 0.75 + 0.15‬‬

‫‪1‬‬
‫= ‪ΔY‬‬ ‫) ‪( 50‬‬
‫‪0.4‬‬

‫‪Δ Y = 2.5 × 50 = 125‬‬

‫افرض زيادة الميل الحدي للواردات ليصبح ‪0.25‬‬

‫‪1‬‬
‫= ‪ΔY‬‬ ‫) ‪( 50‬‬
‫‪1 − 0.75 + 0.25‬‬

‫‪98‬‬
‫‪1‬‬
‫= ‪ΔY‬‬ ‫) ‪( 50‬‬
‫‪0 .5‬‬

‫‪Δ Y = 2 × 50 = 100‬‬
‫علي ه ق د أدت زي ادة المي ل الح دي لل واردات إلى تقلي ل أث ر اإلنف اق‬
‫الحك ومي على ال دخل ألن ج زء أك بر من ه ذا اإلنف اق ق د أنف ق إلس تيراد‬
‫سلع بدالً عن المنتجة محلياً‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫اسئلة للمراجعـــة‪:‬‬
‫ما يعني االقتصاد المفتوح ؟‬ ‫‪-1‬‬
‫كي ف يتم حس اب المي ل الح دي لل واردات ؟ إذا زاد ال دخل من‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ 300‬ملي ون جني ه إلى ‪ 400‬ملي ون جني ه وزادت ال واردات من‬
‫‪ 50‬ملي ون جني ه إلى ‪ 60‬ملي ون جني ه؛ أحس ب المي ل الح دي‬
‫للواردات‪.‬‬
‫أكتب نموذج التوازن في اقتصاد مفتوح‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫م اذا تع ني الص ادرات بالنس بة لل دخل الق ومي وم اذا تع ني‬ ‫‪-4‬‬
‫الواردات ؟‬
‫ما هي فوائد التجارة الخارجية للدول ؟‬ ‫‪-5‬‬

‫الوحدة السابعة‬
‫النقود والقطاع المصرفي‬

‫‪100‬‬
‫األهداف التعليميةـ للوحدة السابعة‪:‬‬
‫يتعرف الطالب من هذه الوحدة على اآلتي‪:‬‬
‫أهمية النقود في النشاط االقتصادي ووظائفها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تطور النقود عبر الزمن‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫محددات عرض النقود ودوافع الطلب عليها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دور القط اع المص رفي في االقتص اد وأث ر اإلئتم ان على ع رض‬ ‫‪‬‬
‫النقود‪.‬‬
‫البنوك اإلسالمية وصيغ التمويل اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ :7-1‬مقدمة‬
‫تهدف هذه الوحدة إلى التعريف بأهمية النقود في المجتمعات وآلية‬
‫التحكم فيها لتصحيح المسار االقتصادي‪.‬‬
‫تلعب النق ود دوراً مهم اً في النش اط االقتص ادي ألنه ا حلق ة الوص ل‬
‫بين المس تهلكين والمنتجين‪ .‬بواس طة النق ود يم ارس الجه از المص رفي‬
‫وظائف ه عن طري ق قب ول الودائ ع من الجمه ور وتق ديمها كق روض‬
‫للمستثمرين‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫عرف اإلنسان النقود وتعامل بها منذ القدم والسيما عندما تزايدت‬
‫وتنوعت وتعددت حاجاته‪ .‬لهذا إرتبط شكل النقود ونوعها بتطور الحياة‬
‫البشرية وقد استخدمت الحبوب والقماش والمعادن كنقود‪.‬‬
‫اليمكن تعري ف النق ود إال من خالل م ا تؤدي ه من وظ ائف غ ير أن ه‬
‫يمكن الق ول ب أن النق ود هي أي ش ئ ج رى الع رف أو الع ادة أو الق انون‬
‫على تسميته نق وداً بشرط أن يلقى القب ول الع ام لدى الجمه ور‪ .‬وق د ك ان‬
‫النظام السائد قبل النقود هو نظام المقايضة (تبادل سلعة بسلعة أو خدم ة)‬
‫وق د واج ه ص عوبات في ظ ل تزاي د الس لع ال تى يحتاجه ا اإلنس ان‪ ،‬تمثلت‬
‫في صعوبة تحقيق التوافق المزدوج لرغبات المتعاملين وصعوبة تقدير‬
‫نسبة المقايضة بين السلع وعدم قابلية بعض السلع للتجزئة والتخزين‪.‬‬

‫‪ :7-2‬وظائف النقود‬
‫يمكن تقس يم وظ ائف النق ود إلى ن وعين‪ :‬الوظ ائف األساس ية‬
‫والوظائف الثانونية‪:‬‬
‫أ‪ /‬الوظ ائف األساس ية للنق ود وتش مل النق ود كوس يط للتب ادل (‪Medium‬‬
‫‪ )of Exchange‬والنق ود كمعي ار للقيم ة أو وح دة للحس اب (‪Unit of‬‬
‫‪ .)Account‬النقود كوسيط للتبادل تعني أن المشترى يستطيع الحصول‬
‫على الس لع والخ دمات عن طري ق دف ع وح دات نقدي ة ب دالً عن المقايض ة‬

‫‪102‬‬
‫بش رط ان تلقى القب ول الع ام‪ .‬أم ا وظيف ة النق ود كمقي اس لقيم ة األش ياء‬
‫فالمقص ود به ا أن لك ل س لعة أو خدم ة قيم ة (ثمن) منس وبة إلى الس لع‬
‫والخدمات األخرى مثل كيلو الطماطم بأربع جنيهات وكيلو اللحم بعشر‬
‫جنيه ات علي ه تك ون النسبة ‪ )5 : 2( 10 : 4‬بين الس لعتين وهي نسبة‬
‫التبادل مقروءة بالنقود‪.‬‬
‫س اعدت وظ ائف النق ود الم ذكورة في التط ور االقتص ادي من حيث‬
‫اإلنتاج وسهولة المعامالت وتجاوزت عيوب المقايضة‪.‬‬
‫ب‪ /‬الوظائف الثانوية للنقود‪:‬‬
‫ظهرت الوظائف الثانوية للنقود كنتيجة للوظائف األساسية وأضافت‬
‫بع داً جدي داً ل دور النق ود في الحي اة االقتص ادية‪ .‬ه ذه الوظ ائف هي أن‬
‫النقود أصبحت أداة الختزان القوة الشرائية ووسيلة للمدفوعات اآلجلة‪.‬‬
‫أما وظيفة النقود كمخزن للقوة الشرائية أو القيمة (‪)Store of Value‬‬
‫فيعني أن الفرد قد ال ينفق كل دخله في الوقت الراهن وإ نما يرغب في‬
‫االحتف اظ بج زء من ه بغ رض اإلنف اق في المس تقبل (االدخ ار) وال تص لح‬
‫معظم السلع لذلك وعليه فإن النقود تؤدي الغرض بشرط أن تتمتع بثب ات‬
‫نس بي في قيمته ا‪ .‬أم ا وظيف ة النق ود كوس يلة للم دفوعات اآلجل ة (‬
‫‪ )Standard of Deferred Payments‬فيقص د به ا س داد االلتزام ات‬

‫‪103‬‬
‫التعاقدية في المستقبل ألنها مبرئه للذمة ألى نوع من االلتزامات المالية‬
‫التي تنشأ بين األفراد‪.‬‬
‫ح تى ت ؤدي النق ود وظائفه ا الب د أن تتمت ع ببعض الخص ائص ن ذكر‬
‫منه ا‪ :‬ع دم القابلي ة للتل ف والتج انس في وح داتها وس هولة التع رف على‬
‫وحداتها وخفة الوزن والثبات النسبي في قيمتها‪.‬‬
‫‪ :7-3‬أنواع النقود‬
‫من وجهة النظر التاريخية يمكن تحديد ثالثة أنواع للنقود‪:‬‬
‫أ‪ /‬النقود السلعية وقد كان تفضيل المعادن النفيسة كالذهب والفضة عن‬
‫س ائر الس لع األخ رى بس بب م ا يمت ازان ب ه عن الس لع األخ رى مث ل‬
‫الصالبة وعدم القابلية للهالك مع مرور الزمن كما أن النقود التي تُص نع‬
‫منهم ا س هلة الحم ل وقابل ة للتجزئ ة والتخ زين‪ .‬إض افة إلى ذل ك أنهم ا‬
‫يتمتعان بالندرة النسبية‪.‬‬
‫اس تعمال النق ود ول د له ا طلب اً مش تقاً باإلض افة إلى الطلب األص يل‬
‫(كس لعة ألغ راض ص ناعية وللزين ة)‪ .‬ويتم س كها في ش كل مس كوكات‬
‫ذهبي ة أو فض ية ويمكن أن تص در عنه ا نق ود نائب ة ألس باب عملي ة‪ .‬أم ا‬
‫السبائك فهي ألغراض غير نقدية‪.‬‬
‫ب‪ /‬النقود الورقية‪:‬‬

‫‪104‬‬
‫هي عبارة عن وثائق متداولة تصدر لحامله وتمثل دين اً معين اً في‬
‫ذمة السلطات النقدية التي أصدرتها‪ .‬عادة تصدرها البنوك المركزية أو‬
‫أي سلطة نقدية في الدولة‪ .‬تطورت النقود الورقية من غطاء ذهبي كامل‬
‫(النق ود النائب ة وتع ني أن أي ورق ة نقدي ة له ا م ا يقابله ا من ذهب) إلى‬
‫غط اء ذه بي ج زئي (مثالً نس بة ال ذهب ‪ %50‬من الغط اء) ثم إلى نق ود‬
‫ورقي ة إلزامي ة (غ ير قابل ة للتحوي ل إلى ذهب) وه و الش ائع في ال وقت‬
‫الراهن في معظم دول العالم وبالذات الدول النامية‪.‬‬
‫ج‪ /‬نقود الودائع (النقود المصرفية)‪:‬‬
‫تتك ون من الحس ابات الجاري ة (الودائ ع تحت الطلب) ل دى البن وك‬
‫التجارية وتنتقل ملكية هذه الودائع من شخص إلى آخر بواسطة الشيكات‬
‫(الش يك ه و أم ر موج ه من ص احب الوديع ة وه و ال دائن إلى البن ك وه و‬
‫المدين لكى يدفع ألمره أو ألمر شخص آخر مبلغاً معيناً من النقود)‪.‬‬
‫نق ود الودائ ع ليس له ا كي ان ملم وس والش يكات ال تي تت داول ه ذه‬
‫النق ود بواس طتها ال تتمت ع ب القبول الع ام‪ .‬الش يك ه و وس يلة لنق ل مديوني ة‬
‫البنك من شخص إلى آخر وينتهي بعملية واحدة‪.‬‬
‫أص بحت نق ود الودائ ع من أهم مكون ات ع رض النق د وذل ك لتط ور‬
‫الخدمات المصرفية‪.‬‬
‫‪ :7-4‬عرض النقود والطلب على النقود‬

‫‪105‬‬
‫ال ش ك أن ق انون الع رض والطلب ينطب ق على النق ود مثله ا مث ل‬
‫السلع األخرى‪ .‬فيما يلي يتم استعراض العوامل المؤثرة في كل منهما‪:‬‬
‫أ‪ /‬عرض النقود‪:‬‬
‫بصفة عامة يمكن التمييز بين تعريفين لعرض النق ود األول ويس مى‬
‫التعري ف الض يق لع رض النق ود ويقص ر النق ود على العمل ة المتداول ة‬
‫والودائع الجارية للجمهور بالمصارف‪ .‬ويعرف بـ ) ‪ . ( M 1‬أما التعريف‬
‫الواسع للنقود فيشمل النقود المعدنية والورقية والودائع الجارية والودائع‬
‫الزمنية (ودائع االستثمار) ويعرف بـ ) ‪. ( M 2‬‬
‫تتحكم الدول ة في ع رض النق ود بواس طة الس لطات النقدي ة (البن ك‬
‫المركزي) وعليه يتحدد بعوامل خارجية (مؤسسية)‪.‬‬
‫ب‪ /‬الطلب على النقود‪:‬‬
‫يختل ف الطلب على النق ود عن الطلب على الس لع اآلخ رى ألن‬
‫النقود ال تطلب في حد ذاتها وإ نما بغرض تسوية المعامالت (شراء سلع‬
‫وخدمات)‪ .‬يمثل اإلحتفاظ بالنقود تكلفة ألن الذي يحتفظ بها يضحى بما‬
‫يمكن أن يعود إليه إذا أودعها في المصرف أو اشترى سندات أو أسهم؛‬
‫لكن األف راد يحتفظ ون بج زء من ث روتهم في ش كل نق ود وذل ك لثالث‬
‫دوافع هي‪:‬‬

‫‪106‬‬
‫داف ع المع امالت (‪ )Transaction Motive‬ويع ني االحتف اظ‬ ‫‪-‬‬
‫ب النقود ألج ل ش راء الس لع والخ دمات ال تي يحتاجونه ا في حي اتهم‬
‫اليومي ة ويعتم د ذل ك على حجم المع امالت وال ذي ب دوره يعتم د‬
‫على الدخل‪ .‬يرتبط أيضاً بنظم الدفع السائد في المجتمع شهرياً أو‬
‫أس بوعياً أو يومي اً‪ .‬كلم ا زاد ال دخل‪ ،‬كلم ا زاد الطلب على النق ود‬
‫بغ رض المع امالت‪ .‬كلم ا إنخفض ت ف ترة ال دفع‪ ،‬كلم ا احتف ظ‬
‫األفراد بنقود أقل‪.‬‬
‫داف ع الحيط ة والح ذر (‪ )Precautionary Motive‬حيث يتم‬ ‫‪-‬‬
‫االحتف اظ ب النقود لمواجه ة الظ روف الطارئ ة ال تي ال يمكن التنب ؤ‬
‫بها (مصائب الدهر) ويعتمد على الدخل‪.‬‬
‫داف ع المض اربة (‪ )Speculative Motive‬ويتم بغ رض تحقي ق‬ ‫‪-‬‬
‫عوائد (أرباح) من الفرص التي تظهر بين فترة وأخرى ويعتمد‬
‫على سعر الفائدة‪.‬‬
‫‪ :7-5‬القطاع المصرفي‬
‫يمثل القطاع المصرفي ركناً مهماً في النظام المالي الذي يتكون من‬
‫ك ل الجه ات ذات الص لة بالم ال مث ل الس وق الم الي وش ركات االس تثمار‬
‫واتح ادات االئتم ان وش ركات الت أمين‪ .‬يتك ون القط اع المص رفي من‬

‫‪107‬‬
‫المص ارف التجاري ة والمص ارف المتخصص ة (المص ارف العقاري ة‬
‫والزراعية والصناعية) وعلى قمته البنك المركزي‪.‬‬
‫أ‪ /‬البنوك المركزية (‪: )Central Banks‬‬
‫البن وك المركزي ة تمث ل الس لطة النقدي ة في الدول ة وهي ص احبة‬
‫الص الحية في رس م ومراقب ة تنفي ذ السياس ة النقدي ة‪ .‬ت ؤدي البن وك‬
‫المركزية الوظائف التالية‪:‬‬
‫إص دار النق ود وتع نى تحدي د ش كل وكمي ة النق ود المتداول ة حس ب‬ ‫‪-‬‬
‫حاج ة االقتص اد‪ .‬يمكن ان يك ون اإلص دار مقي داً أو ح راً حس ب‬
‫الظ روف االقتص ادية الس ائدة‪ .‬غ ير أن اإلص دار الح ر ق د ي ؤدي‬
‫إلى اإلفراط في كمية النقود مما يؤدي إلى التضخم‪.‬‬
‫القي ام بالخ دمات المص رفية ال تي تتطلبه ا الحكوم ة من إي داع‬ ‫‪-‬‬
‫لإليرادات العامة وصرفها ويعتبر مستشاراً للحكومة في الشؤون‬
‫النقدية‪.‬‬
‫الرقاب ة على الجه از المص رفي ويقص د به ا أن البن ك المرك زي‬ ‫‪-‬‬
‫يمنح رخص ممارس ة العم ل المص رفي ويش رف على أداء‬
‫المص ارف التجاري ة ويقرض ها عن دما تتع رض ألزم ات س يولة‬
‫ويتحكم في حجم االئتمان الذي تقدمه ألصحاب العمل وذلك عن‬
‫طري ق نس بة االحتي اطي الق انوني وس عر إع ادة الخص م والرقاب ة‬

‫‪108‬‬
‫المباش رة وك ل األدوات النقدي ة المتاح ة بغ رض خل ق تناس ق بين‬
‫أداء المصارف والسياسة النقدية‪.‬‬
‫ب‪ /‬المصارف التجارية (‪: )Commercial Banks‬‬
‫يع رف المص رف التج اري بأن ه مؤسس ة مالي ة تقب ل الودائ ع من‬
‫األفراد والمؤسسات وتقوم باستثمارها في شكل قروض مقابل الحصول‬
‫على عائ د‪ .‬ودائ ع الجمه ور إم ا أن تك ون جاري ة أو آجل ة‪ .‬ال يحص ل‬
‫أص حاب الودائ ع الجاري ة على عائ د بعكس أص حاب الودائ ع اآلجل ة‪ .‬ال‬
‫يتم س حب ك ل الودائ ع الجاري ة في زمن مح دد؛ علي ه تق وم البن وك‬
‫باستثمارها بغرض الحصول على أرباح ويتم ذلك للودائع اآلجلة‪.‬‬
‫على المصارف المفاضلة بين السيولة والربحية‪ ،‬كلما زادت سيولة‬
‫المصرف‪ ،‬كلما قلت أرباحه؛ عليه تسعي المصارف للموازنة بينهما بناء‬
‫على تجاربه ا وحجم الس حوبات المتوقع ة‪ .‬ك ذلك تس عى المص ارف‬
‫التجاري ة على أن يك ون مركزه ا الم الي س ليماً ويس مى يس ار البن ك (‬
‫‪ .)Solvency‬ترتفع درجة سالمة المركز المالي للبنك كلما كانت القيم ة‬
‫الفعلية لألصول التي يمتلكها أكبر من قيمة التزاماته نحو الغير‪ .‬يعتمد‬
‫ذل ك على نوعي ة األص ول الخاص ة بالمص رف وال تي تختل ف في درج ة‬
‫المخاطر التي تواجهها‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫تت درج درج ة س يولة األص ول المص رفية من النقدي ة بالخزين ة إلى‬
‫األصول شبه النقدية (األوراق المالية) إلى االستثمارات الحقيقية‪.‬‬
‫‪ 7-5-1‬خلق (توليد) الوائع (‪: )Credit Creation‬‬
‫تلعب البنوك التجارية دوراً مهماً في النشاط االقتص ادي عن طري ق‬
‫الت أثير على ع رض النق ود إذا أنه ا تق وم باس تخدام الودائ ع الجاري ة في‬
‫عملي ة خل ق النق ود‪ .‬لتوض يح كي ف تتم ه ذه العملي ة اف ترض أن مواطن اً‬
‫أودع مبل غ ‪ 1000‬جني ه في حس ابه الج اري ل دى بن ك م ا ونس بة‬
‫االحتي اطي الق انوني ه و ‪%20‬؛ ف إن تغ يراً يح دث في ميزاني ة البن ك‬
‫كاآلتي‪:‬‬

‫الخصوم (بالجنيه)‬ ‫األصول (بالجنيه)‬


‫‪ 1000‬وديعة أولية‬ ‫‪ 1000‬نقدية بالخزينة‬
‫‪ 4000‬ودائع مشتقة‬ ‫قروض وسلفيات‬ ‫‪4000‬‬
‫‪ 5000‬اإلجمالي‬ ‫اإلجمالي‬ ‫‪5000‬‬

‫نالحظ أن تغيراً قد طرأ على ميزانية البنك التجاري حيث استطاع‬


‫أن يق رض مبلغ اً أك بر من حجم الوديع ة األولي ة وذل ك نتيج ة مض اعف‬

‫‪110‬‬
‫‪1‬‬
‫=‪5‬‬
‫نس بة‬ ‫‪0.2‬‬ ‫االئتم ان وال ذي يس اوي ‪ 1‬وفي ه ذه الحال ة يس اوي‬
‫االحتياطي القانوني‪.‬‬
‫علي ه يتم ض رب الوديع ة األولي ة في مض اعف االئتم ان لنحص ل على‬
‫إجمالي التغير في األصول (‪ )5000 = 5 × 1000‬وتسمى هذه الزيادة‬
‫الودائع المشتقة وتمثل إلتزامات على البنك‪.‬‬
‫يمكن ش رح ه ذه الفك رة ببس اطة حيث أودع م واطن مبل غ ‪1000‬‬
‫جنيه في البنك واحتفظ البنك في البداية بنسبة ‪ %20‬وأقرض ‪ 800‬جنيه‬
‫لمواطن آخر والذي بدوره أودعها في البنك فاحتفظ البنك ينسبة ‪%20‬‬
‫منها وأقرض ‪ 640‬جنيهاً ‪...‬وهكذا (أنظر الوحدة الخاصة بكيفية حساب‬
‫المضاعف)‪.‬‬
‫وهك ذا تق وم البن وك التجاري ة بالت أثير في ع رض النق ود ول ذلك‬
‫يفرض عليها البنك المركزي قيوداً وفق متطلبات المرحلة االقتصادية‪.‬‬
‫ك ذلك يحتف ظ المص رف التج اري بنس بة في الودائ ع في ش كل نقدي ة‬
‫يق درها حس ب ظروف ه الخاص ة وتس مى اإلحتي اطي الخ اص لمواجه ة‬
‫الظروف الطارئه واغتنام الفرص االستثمارية‪.‬‬
‫عليه يمكن القول بأن المصارف التجارية ذات تأثير كبير في مس ار‬
‫االقتصاد عن طريق قدرتها على التأثير على عرض النقود‪.‬‬
‫‪ :7-6‬المصارف اإلسالمية‬

‫‪111‬‬
‫يعتبر النظام االقتصادي اإلسالمي‪ ،‬بحق‪ ،‬منهج اً رباني اً كامالً لحياة‬
‫البش رية‪ ،‬يتم تحقيق ه في حي اة البش ر‪ ،‬بجه د البش ر وفى ح دود الطاق ة‬
‫البشرية والواقع المادي للحياة اإلنسانية‪ .‬من الوعي الكامل بدور النظام‬
‫المص رفي في النش اط االقتص ادي المعاص ر نبعت فك رة المص رف‬
‫اإلس المي ك أداة لحش د الم دخرات واس تخدامها في توف ير الس يولة النقدي ة‬
‫االس تثمارية بص فة خاص ة مس اهمة في إح داث تنمي ة شاملة وفق اً ألحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫تنبث ق فك رة المص رف اإلس المي من حقيق ة أن نظ ام الفائ دة (الرب ا)‬
‫ق د ج اء تحريم ه في ك ل االدي ان الس ماوية وق د حرم ه اإلس الم تحريم اً‬
‫قاطع اً وبن اء على ذل ك تعت بر الفائ دة على أن واع الق روض رب ا مح رم ال‬
‫فرق بين القرض االستهالكي والقرض اإلنتاجي‪.‬‬
‫من ه ذا المنطل ق يق وم المص رف اإلس المي بك ل أساس يات العم ل‬
‫المصرفي المتطور وفقاً ألحدث الطرق واألساليب الفنية لتسهيل التبادل‬
‫التج اري وتنش يط االس تثمار ودف ع عجل ة التنمي ة االقتص ادية في إط ار‬
‫أحك ام الش ريعة اإلس المية‪ .‬وعلى ذل ك يح ل نظ ام المش اركة في األرب اح‬
‫محل نظام الفائدة وتبرز أهمية الودائع االستثمارية باإلضافة إلى الودائع‬
‫الجارية كما يتعاظم شأن محفظة األوراق المالية (األسهم دون السندات)‬
‫سواء لغرض السيولة أو االستثمار‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫على ه ذه األس س يق وم العم ل المص رفي اإلس المي وفق اً للمف اهيم‬
‫التالية‪:‬‬
‫الغرم بالغنم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المش اركة ال الق روض طري ق إبتغ اء ال ربح والزي ادة على رأس‬ ‫‪-‬‬
‫المال‪.‬‬
‫الربح وقاية لرأس المال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المضاربة الشرعية طريق البتغاء الربح‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الوكالة بأجر أو عمولة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األجر أو العمولة مقابل العمل أو الخدمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تختل ف ص يغ التموي ل اإلس المي عن البن وك الربوي ة ألنه ا ت راعى‬
‫مصلحة الطرفين من حيث الحصول على ما يوازي الجهد المبذول في‬
‫العملية اإلنتاجية سواء أكان بالعمل أو بالمال‪.‬‬
‫‪ 7-6-1‬استثمار األموال وصيغ التمويل في المصارف اإلسالمية‪:‬‬
‫االس تثمار ه و توظي ف األم وال الم دخرة للحص ول على دخ ل منه ا‬
‫إم ا بعم ل الم رء فيه ا بنفس ه ب البيع أو االتج ار أو بعم ل الم رء فيه ا م ع‬
‫غيره عن طريق المشاركات والمرابحات‪.‬‬
‫تتن وع ص يغ التموي ل اإلس المي حس ب طبيع ة النش اط االقتص ادي‪ .‬من‬
‫أهمها‪:‬‬

‫‪113‬‬
‫أ‪ /‬المشاركة وهي عقد شراكة في الربح بمال من رجل أو أكثر وعمل‬
‫من رج ل آخ ر أو أك ثر‪ .‬تنص ب على إنش اء المش اريع االس تثمارية‪ .‬يتم‬
‫توزيع العائد حسب األنصبة المتفق عليها‪.‬‬
‫ب‪ /‬المض اربة تع نى اس تثمار رأس الم ال ثم توزي ع العائ د علي ه وفق اً‬
‫التفاق مسبق‪ .‬تتألف المضاربة المشتركة من ثالثة أطراف هي‪:‬‬
‫المستثمرين الذين يقدمون المال بصورة فردية (الودائع)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المض اربون ال ذين يأخ ذون األم وال متف ردين كي يعم ل ك ل منهم‬ ‫‪-‬‬
‫في جزء من أموال المستثمرين‪.‬‬
‫المص رف ال ذي يق وم بالتوس ط بين الف ريقين لتحقي ق التواف ق‬ ‫‪-‬‬
‫واالنتظام في توارد األموال وإ عطائها للراغبين من المضاربين‪.‬‬
‫ج‪ /‬الس لم وه و بي ع آج ل بعاج ل ويس تعمل غالب اً في تموي ل األنش طة‬
‫الزراعي ة على نح و يحق ق مص لحة المنتجين والتج ار على الس واء وفق اً‬
‫ألحكام الشريعة في التعاون والحفز على العمل‪ .‬تؤدي صيغة السلم إلى‬
‫أن تس اعد المص ارف اإلس المية الم زارعين وص غار الحرف يين بش راء‬
‫الس لع ال تي ينتجونه ا وتق ديم ثمنه ا لهم الس تخدامه في تحس ين إنت اجهم‬
‫وترقيته‪ .‬يقوم المصرف اإلسالمي بهذا العمل مراعاة لمصلحة االقتصاد‬
‫القومي ال لمصلحته الخاصة‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫د‪ /‬المرابح ة وه و عب ارة عن ال تزام المص رف بش راء س لعة موص وفة‬
‫وبيعها لعميله بنسبة معينة من الربح مع وعد العميل بشراء هذه السلعة‬
‫من المص رف بثمن الش راء م ع إض افة النس بة المتف ق عليه ا من ال ربح‪.‬‬
‫وتستخدم هذه الصيغة في تمويل االحتياجات االستهالكية للعمالء وشراء‬
‫أدوات اإلنت اج في الص ناعة والزراع ة وم دخالتها من الم واد الخ ام‬
‫ومستلزمات اإلنتاج‪.‬‬
‫عليه فإن المصرف اإلسالمي يؤدي وظائف البنوك التجارية ولكن‬
‫في إط ار الش ريعة اإلس المية تحقيق اً للتع اون ودفع اً لمع دالت النم و‬
‫االقتصادي ويشعر المسلم بالرضا ألن نشاطه ال يتعارض مع عقيدته‪.‬‬
‫اسئلة للمراجعـــة‪:‬‬
‫ما هي وظائف النقود ؟ وما هي التطورات التي مرت بها النق ود‬ ‫‪-1‬‬
‫حتى وصلت إلى ما هي عليه في الوقت الراهن ؟‬
‫ما هي دوافع الطلب على النقود ؟ وما هي محددات كل منها ؟‬ ‫‪-2‬‬
‫وضح أهمية المصارف التجارية في االقتصاد الحديث‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫كي ف تتم عملي ة خل ق الودائ ع ؟ وم ا هي آثاره ا على ع رض‬ ‫‪-4‬‬
‫النقود ؟‬
‫م ا هي ص يغ التموي ل في البن وك اإلس المية ؟ وم ا ال ذي يميزه ا‬ ‫‪-5‬‬
‫عن البنوك الربوية ؟‬

‫‪115‬‬
‫الوحدة الثامنةـ‬
‫قضايا اقتصاديةـ كلية‬
‫األهداف التعليميةـ للوحدة التاسعة‪:‬‬
‫بعد دراسة هذه الوحدة يتمكن الطالب من التعرف على أهم القضايا‬
‫االقتصادية الراهنة من حيث‪:‬‬
‫تعريف التضخم وأنواعه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪116‬‬
‫أسباب التضخم وآثاره‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫البطالة وأنواعها وآثارها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كيفية معالجة مشكلة البطالة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫سياسات التحرير االقتصادي وآلياتها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الربط بين مضمون هذه الوحدة والسياسات االقتصادية الكلية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ :9-1‬مقدمة‬
‫تهدف هذه الوحدة إلى التعريف بالقضايا اقتصادية الكلية المعاصرة‬
‫وآثاره ا وكيفي ة التغلب عليه ا آخ ذين في االعتب ار التغ يرات االقتص ادية‬
‫المتالحقة في عالم اليوم‪.‬‬
‫نس تعرض بإيج از في ه ذا اإلط ار التض خم والبطال ة والتحري ر‬
‫االقتصادي وانعكاسات كل منهم على األداء االقتصادي‪.‬‬
‫‪ :9-2‬التضخم‬
‫ه و االرتف اع المس تمر (المض طرد) في المس توى الع ام لألس عار‬
‫خالل ف ترة زمني ة مح ددة ويق اس باس تعمال مخفض الن اتج المحلي‬
‫اإلجمالي وتكلفة المعيشة‪.‬‬
‫هناك عدة أنواع للتضخم‪:‬‬
‫أ‪ /‬التضخم الجامح وهو معدالت األسعار المرتفعة والمتواصلة‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫ب‪ /‬التضخم الزاحف وهو المنخفض والمتواصل‪.‬‬
‫ج‪ /‬التض خم المكب وت ويح دث في حال ة تحدي د الحكوم ة ألس عار الس لع‬
‫والخدمات بأقل من قيمتها السوقية‪.‬‬
‫د‪ /‬التض خم المس تورد ويح دث نتيج ة اس تيراد الس لع من مص ادر ذات‬
‫معدالت تضخم مرتفعة‪.‬‬
‫هـ‪ /‬التضخم الركودي ويعني تزامن معدالت التضخم العالية مع البطالة‬
‫(الكساد)‪.‬‬
‫‪ :9-2-1‬األسباب الرئيسيةـ للتضخم‬
‫أ‪ /‬التض خم الن اتج عن ج ذب الطلب (‪)Demand – pull Inflation‬‬
‫وذلك عندما يزيد الطلب الكلي عن العرض الكلي عند مستوى التوظف‬
‫الكامل‪ .‬تكون هناك إختناقات في المدى القصير تؤدي إلى تضخم جزئي‬
‫وه ذا يؤدي إلى زيادة مس توى التوظف لعناصر اإلنتاج‪ .‬أم ا في الم دى‬
‫الطويل فإن مرونة العرض الكلي تصبح صفراً وعليه فإن أي زيادة في‬
‫الطلب الكلي تنعكس على األسعار‪.‬‬
‫ب‪ /‬التض خم الن اتج عن دف ع التكلف ة (‪ )Cost-push Inflation‬إرتف اع‬
‫تكاليف اإلنتاج تدفع باألسعار إلى أعلى وتنتج بسبب مع دالت الزي ادة في‬
‫األجور‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫أك د فيلبس أن إنخف اض حجم البطال ة ي دفع مع دالت األج ور إلى أعلى‬
‫وبالت الي األس عار‪ .‬علي ه ف إن هن اك عالق ة عكس ية بين مع دل التض خم‬
‫ومعدل البطالة‪.‬‬

‫معدل‬
‫التضخم‬
‫منحنى فليبس‬

‫حجم البطالة‬

‫وعلي ه ف إن هن اك مفاض لة بين التض خم والبطال ة‪ .‬أي سياس ات‬


‫توس عية لمحارب ة البطال ة ت ؤدي إلى التض خم وأي سياس ات إنكماش ية‬
‫لمحاربة التضخم تؤدي إلى البطالة‪.‬‬
‫‪ :9-2-2‬اآلثار المترتبةـ على التضخم‬
‫هناك عدة آثار سالبة ناتجة من التضخم نذكر منها‪:‬‬

‫‪119‬‬
‫إنخف اض حجم الم دخرات ألن حجم اإلنف اق االس تهالكي ي زداد‬ ‫‪-1‬‬
‫نسبة إلنخفاض قيمة النقود‪.‬‬
‫تدهور قيمة العملة الوطنية (عالقة عكسية مع األسعار) وعجز‬ ‫‪-2‬‬
‫ميزان المدفوعات (الواردات أكبر من الصادرات)‪.‬‬
‫توج ه االس تثمارات نح و الس لع الكمالي ة (ذات مع دالت إرتف اع‬ ‫‪-3‬‬
‫األس عار األك ثر نس بياً) وص عوبة إكم ال مش اريع التنمي ة‬
‫االقتص ادية واالجتماعي ة نس بة لزي ادة التكلف ة عن م اهو مخط ط‬
‫لها‪.‬‬
‫معان اة ذوى ال دخول المح دودة (العم ال والم وظفين وأرب اب‬ ‫‪-4‬‬
‫المعاشات ‪ )...‬وإ عادة توزيع الدخول لصالح أصحاب الدخول‬
‫غير المحدودة مما يؤدي إلى مشاكل إجتماعية‪.‬‬
‫زي ادة مع دالت التض خم ت ؤدي إلى توقع ات بالمزي د من الزي ادة‬ ‫‪-5‬‬
‫مستقبالً (توقعات متشائمة) وتصبح هذه من سمات االقتصاد‪.‬‬
‫يمكن الق ول بأن التض خم ض ار باالقتص اد ألنه ي ؤدي إلى إنخفاض‬
‫القوة الشرائية للدخول مما يؤدي إلى تدهور مستويات المعيشة لألفراد‪.‬‬
‫علي ه تس عى ال دول إلى إنته اج سياس ات اقتص ادية للحف اظ على إس تقرار‬
‫األسعار وزيادة معدالت النمو االقتصادي‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫‪ :9-3‬البطالة‪)Unemployment( :‬‬
‫البطال ة في مفهومه ا الع ام هي ع دم إس تغالل م ورد اقتص ادي‬
‫االس تغالل األمث ل مث ل الق وى البش رية والمع دات وغيره ا من الم وارد‬
‫المتاحة‪ .‬غير أن التركيز ينصب على عطالة القوى البشرية حيث يبحث‬
‫اإلنسان عن عمل في مهنة معينة واليجد فرصة للتوظيف‪.‬‬
‫‪ :9-3-1‬أنواع البطالة‬
‫هناك عدة أنواع للبطالة نذكر منها‪:‬‬
‫أ‪ /‬البطال ة القهري ة (‪ )Involuntary Unemployment‬وهي المفه وم‬
‫الش ائع عن البطال ة وتع نى أن يبحث الف رد عن عم ل مؤه ل ألدائ ه وال‬
‫يج ده‪ .‬نم يز هن ا بين البطال ة القهري ة والبطال ة الطوعي ة حيث الي رغب‬
‫الف رد في العم ل رغم إمكاني ة الحص ول علي ه‪ .‬واليتم حس اب البطال ة‬
‫الطوعية ضمن معدالت البطالة‪.‬‬
‫ب‪ /‬البطال ة االحتكاكي ة (‪ )Frictional Unemployment‬وتع ني ت رك‬
‫العم ل الح الى بحث اً عن عم ل آخ ر لظ روف خاص ة ب الفرد مث ل ت دني‬
‫األجر أو االنتقال إلى منطقة أخرى أو الحصول على مؤهالت أعلى‪.‬‬
‫ج‪ /‬البطال ة الهيكلي ة‪ )Structural Unemployment( :‬وتح دث نتيج ة‬
‫التغ يرات الهيكلي ة في االقتص اد قطاعي اً أو تقني اً حيث تتالش ى بعض‬

‫‪121‬‬
‫المهن بينما تظهر مهن جديدة‪ .‬للتقليل من هذا النوع من البطالة البد من‬
‫التدريب التحويلي‪.‬‬
‫د‪ /‬البطال ة المقنع ة‪ )Disguised Unemployment( :‬وتع ني توظي ف‬
‫عمالة أكثر مما هو مطلوب في نشاط ما وينتج عن ذلك فائض عمالة‪.‬‬
‫ي ؤدي ذلك إلى زيادة تكلف ة اإلنتاج‪ .‬تحدث مث ل هذه البطال ة في القطاع‬
‫الزراعي التقليدي‪.....‬‬
‫هـ‪ /‬البطالة الموسمية‪ )Seasonal Unemployment( :‬وتحدث عندما‬
‫يكون العمل موسمياً وليس مستديماً كما هو في الزراعة‪.‬‬
‫و‪ /‬البطال ة الدوري ة‪ )Cyclical Unemployment( :‬وتح دث نتيج ة‬
‫الدورات االقتصادية من صعود وهبوط وهي من سمات االقتصاد الحر‪.‬‬
‫‪ :9-3-2‬األسباب التي تؤدي إلى البطالة‬
‫هناك عدة أسباب تؤدي إلى زيادة معدالت البطالة في دولة ما نذكر‬
‫منها‪:‬‬
‫ضعف األداء االقتصادي وبطء معدالت النمو االقتصادي‪,‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ضعف البنية التحتية لالقتصاد مما يضعف من طاقته االس تيعابية‬ ‫‪-2‬‬
‫للمشاريع االستثمارية والتنموية‪.‬‬
‫ضيق األسواق االستهالكية مما ال يؤدي إلى توليد فرص عمل‬ ‫‪-3‬‬
‫ألن المنتجين يقللون من إنتاجهم‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫ضعف فرص التمويل للقطاع الخاص‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫إدخال التقنية وإ حاللها محل العمالة (اإلنتاج بكثافة رأسمالية)‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫‪ :9-3-3‬اآلثار المترتبةـ على البطالة‬


‫تحدث البطالة آثاراً اقتصادية واجتماعية سالبة من أهمها‪:‬‬
‫عدم إستغالل موارد متاحة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫إنخف اض مع دالت النم و االقتص ادي لع دم مس اهمة قط اع‬ ‫‪-2‬‬
‫المتعطلين في النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫زيادة معدالت الفقر‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ضياع موارد في تأهيل وتدريب الكوادر البشرية وعدم اإلستفادة‬ ‫‪-4‬‬
‫منهم‪.‬‬
‫زيادة معدالت الجريمة والسلوك االجتماعي غير المقبول‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫‪ :9-3-4‬حلول مقترحةـ لحل أزمة البطالة‬
‫تعتمد الحلول المقترحة لحل أزمة البطالة على نوع البطالة والهيكل‬
‫االقتصادي؛ غير أننا ننظر لها على أنها ذات آثار سلبية والبد أن توجه‬
‫السياسات االقتصادية الزالتها‪ .‬من الحلول المقترحة ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ /‬اإلنف اق الع ام على مش اريع البني ة التحتي ة مث ل الس دود والط رق‬
‫واستصالح األراضي‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫ب‪ /‬توسيع قاعدة االقتصاد عن طريق تنويع فرص االستثمار فيه‪ ،‬وذلك‬
‫لخل ق ف رص توظي ف بمع دالت م تزادة إلس تيعاب الق ادمين إلى س وق‬
‫العمل‪.‬‬
‫ج‪ /‬رب ط مزاي ا االس تثمار ومع دالت الض ريبة بتوظي ف ع دد معين من‬
‫العاملين كحد أدني‪.‬‬
‫د‪ /‬تش جيع التوظي ف ال ذاتي وتق ديم ق روض ميس رة ألص حاب األعم ال‬
‫الصغيرة والحرف‪.‬‬
‫هـ‪ /‬تقديم إعانات للمتعطلين لحين حصولهم على عمل‪.‬‬
‫‪ :9-4‬التحرير االقتصادي والمالي‬
‫يقصد بالتحرير االقتصادي إزالة القيود على النشاط االقتص ادي من‬
‫حيث التس عير للس لع النهائي ة والوس يطة وت رك الحري ة للقط اع الخ اص‬
‫لزيادة مساهمته في القطاعات اإلنتاجية‪.‬‬
‫ع بر ال زمن هيمنت الحكوم ات على االقتص اد في ال دول النامي ة‬
‫والمتقدمة وأصبح نشاطها االقتصادي كبيراً مما أدى إلى عدم اإلستغالل‬
‫األمث ل للم وارد المتاح ة‪ .‬علي ه ظه رت الحاج ة إلى فتح المج ال أم ام‬
‫المبادرة الخاصة ألنها تعمل وفق أهدافها والتي من أهمها تحقيق أقصى‬
‫ربح ممكن‪.‬‬
‫من آليات التحرير االقتصادية ما يلي‪:‬‬

‫‪124‬‬
‫أ‪ /‬الخصخصة وتعني التصرف في المرافق العامة بالبيع أو األيلولة أو‬
‫المشاركة‪.‬‬
‫ب‪ /‬رفع الدعم عن السلع والخدمات‪.‬‬
‫ج‪ /‬تع ويم س عر ص رف العمل ة الوطني ة ليتح دد حس ب ع رض وطلب‬
‫العمالت األجنبية‪.‬‬
‫د‪ /‬فتح فرص االستثمار للمستثمرين األجانب في شكل استثمارات أجنبية‬
‫مباشرة لزيادة التنافسية مما يؤدي إلى زيادة الكفاءة اإلنتاجية‪.‬‬
‫هـ‪ /‬إزالة القيود اإلدارية على النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫ي ؤدي التحري ر االقتص ادي إلى زي ادة مع دالت النم و االقتص ادي‬
‫والتوظيف ووفرة السلع والخدمات وتطورها‪ .‬غير أن هناك آثاراً سلبية‬
‫تكمن في زيادة معدالت الفقر وبالتالي زيادة الفوارق الدخلية بين طبقات‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫اسئلة للمراجعـــة‪:‬‬
‫عرف التضخم وأذكر أنواعه‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ما هي اآلثار المترتبة على التضخم ؟ وكيف يمكن عالجه ؟‬ ‫‪-2‬‬
‫ما هو المقصود بالبطالة ؟ وما هي أنواعها ؟‬ ‫‪-3‬‬
‫اذكر األسباب التي تؤدي إلى البطالة في اقتصاد ما‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪125‬‬
‫أكتب عن مفهوم التحرير االقتصادي وآلياته‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫هل يمكن أن يحقق التحرير االقتصادي والمالي أهدافه في دولة‬ ‫‪-6‬‬
‫نامية ؟‬

‫الوحدة التاسعة‬
‫السياسات االقتصادية‬
‫األهداف التعليميةـ للوحدة الثامنة‪:‬‬
‫يتعرف الطالب من خالل هذه الوحدة على اآلتي ‪:‬‬
‫أهداف السياسات االقتصادية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أنواع السياسات االقتصادية وأدواتها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دور السياسات االقتصادية في تحقيق األهداف المنشودة للدولة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحديد الظروف التى تؤدي إلى نجاح السياسات النقدية في الدول‬ ‫‪‬‬
‫النامية‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫‪ :8-1‬مقدمة‬
‫تهدف هذه الوحدة للتعريف بأثر السياسات االقتصادية على األداء‬
‫االقتصادي للدول وآليات تلك السياسات‪.‬‬
‫السياس ة االقتص ادية هي اس تراتيجية تقرره ا الدول ة لتحقي ق أه دافها‬
‫االقتص ادية وال تي هي أه داف المجتم ع‪ .‬ق د تك ون األه داف المنش ودة‬
‫قصيرة األجل (تتحقق في فترة قصيرة) او طويلة األجل (يتم تحقيقها في‬
‫فترة زمنية طويلة)‪.‬‬
‫‪ :8-2‬أهداف السياسة االقتصادية الكلية‪:‬‬
‫أ‪ /‬استقرار المستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫ب‪ /‬زيادة معدالت النمو االقتصادي (الزيادة المضطردة سنوياً في الدخل‬
‫القومي)‪.‬‬
‫ج‪ /‬التوظيف األمثل لعناصر اإلنتاج المتاحة (الكفاءة االقتصادية)‪.‬‬
‫د‪ /‬تحقيق التوازن في ميزانية الحكومة‪.‬‬
‫ه‪ /‬تحقيق التوازن في ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫و‪ /‬تحقيق الاستقرار في سعر الصرف‪.‬‬
‫ز‪/‬توزيع عادل للدخول بين طبقات المجتمع‪.‬‬

‫‪ :8-3‬مكونات السياسة االقتصادية وأدواتها‬

‫‪127‬‬
‫تش مل السياس ة االقتص ادية ك ل من السياس ة المالي ة (‪Fiscal‬‬
‫‪ )Policy‬والسياس ة النقدي ة (‪ )Monetary Policy‬أم ا السياس ة المالي ة‬
‫فتعتم د على أداة الض رائب واإلنف اق الحك ومي والسياس ة النقدي ة تعتم د‬
‫على عرض النقود للتأثير على مستوى الناتج واألسعار‪.‬‬
‫‪ :8-3-1‬أدوات السياسة المالية لتحقيق االستقرار االقتصادي‬
‫هناك حالتان من عدم االستقرار االقتصادي تس عى أدوات السياسة‬
‫المالي ة للح د منهم ا ألنهم ا يؤدي ان إلى اختالل في الت وازن االقتص ادي‬
‫الكلي وهما‪:‬‬
‫أ‪ /‬حالة التضخم (الزيادة المضطردة في المستوى العام لألسعار) الناتج‬
‫عن زي ادة الطلب الكلي وعن دها تك ون السياس ة المالي ة انكماش ية على‬
‫النحو التالي‪:‬‬
‫زي ادة الض رائب به دف تقلي ل الق وة الش رائية الناتج ة عن ك ون‬ ‫‪-‬‬
‫التدفق النقدي أكبر من التدفق السلعي‪.‬‬
‫تقليل اإلنفاق الحكومي بهدف تخفيض اإلنفاق الكلي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مزيج من زيادة الضرائب وتقليل اإلنفاق الحكومي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الرسم التالي يوضح الفجوة التضخمية (‪:)Inflationary Gap‬‬

‫‪128‬‬
‫‪Y‬‬
‫‪C+I + G‬‬ ‫الفجوة التضخمية‬

‫') ‪( C + I + G‬‬
‫‪C,I,G‬‬

‫∘‪45‬‬
‫التوازن‬ ‫التوظف‬
‫‪Y‬‬ ‫الكامل‬

‫يالح ظ من الرس م أن االقتص اد ق د وص ل مرحل ة الت وازن عن د‬


‫مس توى أعلى من مس توى التوظ ف الكام ل للم وارد (الت دفق النق دي أك بر‬
‫من التدفق السلعي) لذلك حدثت فجوة تضخمية والمطلوب معالجتها وتم‬
‫ذل ك عن طري ق تخفيض مكون ات الطلب الكلي (تقلي ل اإلنف اق الحك ومي‬
‫و‪ /‬أو زي ادة الض رائب لتخفيض اإلنف اق االس تهالكي واإلنف اق‬
‫االستثماري)‪ .‬يالحظ أن أثر تقليل اإلنفاق الحكومي أكبر من أثر زيادة‬
‫الضرائب نسبة ألن جزء من الضرائب ُي دفع من المدخرات وهذا يعتمد‬
‫على قيم ة المي ل الح دي لالس تهالك‪ .‬علي ه يمكن الق ول ب أن أداة اإلنف اق‬
‫الحكومي أكثر فاعلية من أداة الضرائب في محاربة التضخم‪.‬‬
‫المث ال رقم (‪ )13‬يوض ح كيفي ة حس اب التغ ير في اإلنف اق الحك ومي أو‬
‫الضرائب الذي يعالج التضخم‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫المثال رقم (‪:)13‬‬
‫ل دينا فج وة تض خمية بمق دار ‪ 100‬ملي ون جني ه وك ان المي ل الح دي‬
‫لالستهالك يساوي ‪0.75‬؛ فما هو التغير في اإلنفاق الحكومي أو التغير‬
‫في الضرائب الذي يمكن أن يغلق هذه الفجوة؟ وأيهما أكثر فاعلية؟‬
‫الحل‪:‬‬
‫اثر التغير في اإلنفاق الحكومي ) ‪: ( Δ G0‬‬
‫‪1‬‬
‫=‪Δy‬‬
‫‪1 − c1‬‬
‫)‪( Δ G 0‬‬

‫‪1‬‬
‫= ‪− 100‬‬
‫‪1 − 0.75‬‬
‫) ‪( Δ G0‬‬

‫‪1‬‬
‫= ‪− 100‬‬
‫‪0 − 0.25‬‬
‫) ‪( Δ G0‬‬
‫) ‪− 100 = 4 ( Δ G0‬‬

‫‪100‬‬
‫‪−‬‬ ‫‪= Δ G0‬‬
‫‪4‬‬

‫‪Δ G0 = − 25 million‬‬

‫أثر التغير في الضرائب ) ‪( Δ T 0‬‬


‫‪− c1‬‬
‫= ‪Δy‬‬
‫‪1 − c1‬‬ ‫)‪( Δ G 0‬‬

‫‪130‬‬
‫‪− 0.75‬‬
‫)‪1 − 0.75 ( 0‬‬
‫= ‪− 100‬‬ ‫‪ΔT‬‬

‫‪− 0.75‬‬
‫) ‪1 − 0.25 ( 0‬‬
‫= ‪− 100‬‬ ‫‪ΔT‬‬

‫) ‪− 100 = 3 ( Δ T 0‬‬

‫‪Δ T 0 = + 33.3 million‬‬

‫يالح ظ أن المطل وب ه و تقلي ل اإلنف اق الحك ومي بمق دار ‪ 25‬مليون‬


‫جني ه أو زي ادة الض رائب بمق دار ‪ 33,3‬ملي ون جني ه وألن قيم ة اإلنف اق‬
‫الحك ومي المطل وب تخفيض ها أق ل من قيم ة الض رائب المطل وب زيادته ا‬
‫فإن اإلنفاق الحكومي أكثر فاعلية من الضرائب‪.‬‬
‫ب‪ /‬حال ة اإلنكم اش (انخف اض الطلب الكلي ويص بح أق ل من الع رض‬
‫الكلي) وعندها تكون السياسات المالية كاآلتي‪:‬‬
‫خفض الضرائب لزيادة القوة الشرائية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫زيادة اإلنفاق الحكومي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مزيج من خفض الضرائب وزيادة اإلنفاق الحكومي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرسم التالي يوضح الفجوة االنكماشية (‪:)Deflationary Gap‬‬ ‫‪-‬‬

‫الفجوة االنكماشية‬ ‫‪Y‬‬

‫‪G, I, G‬‬
‫‪C +I+ G‬‬

‫‪131‬‬
‫التوازن‬ ‫التوظيف‬
‫‪Y‬‬ ‫الكامل‬

‫يالح ظ من الرس م أن االقتص اد ق د وص ل مرحل ة الت وازن قب ل‬


‫التوظي ف الكام ل للم وارد وعندئ ذ يك ون الطلب الكلي أق ل من الع رض‬
‫الكلي ألن هناك موارد غير مستغلة‪.‬‬
‫المطل وب ه و زي ادة الطلب الكلي عن طري ق خفض الض رائب أو زي ادة‬
‫اإلنف اق الحك ومي وال تي ت ؤثر إيجاب اً على اإلنف اق االس تهالكي واإلنف اق‬
‫االستثماري‪.‬‬
‫المث ال رقم (‪ )14‬يوض ح كيفي ة حس اب التغ ير في اإلنف اق الحك ومي‬
‫والتغير في الضرائب الذي يعالج الفجوة اإلنكماشية‪.‬‬
‫مثال رقم (‪:)14‬‬
‫لدينا فجوة إنكماشية بمقدار ‪ 50‬مليون جنيه والميل الحدي لالدخار‬
‫‪0.2‬؛ فما هو التغير في اإلنفاق الحكومي أو التغير في الضرائب الذي‬
‫يمكن أن يسد هذه الفجوة ؟ وأيهما أكثر فاعلية ؟ ولماذا ؟‬

‫‪132‬‬
‫الحل‪:‬‬
‫أثر التغير في اإلنفاق الحكومي )‪( Δ G0‬‬

‫‪1‬‬
‫= ‪ΔY‬‬
‫‪0 .2‬‬
‫) ‪( Δ G0‬‬

‫) ‪+ 50 = 5 ( Δ G0‬‬

‫‪50‬‬
‫‪= Δ G0‬‬
‫‪5‬‬

‫‪Δ G0 = 10 million‬‬

‫أثر التغير في الضرائب ) ‪( Δ T 0‬‬


‫‪− 0.8‬‬
‫= ‪ΔY‬‬
‫‪0.2‬‬
‫) ‪( Δ T0‬‬

‫)‪Δ Y = − 4 ( Δ T 0‬‬

‫) ‪50 = − 4 ( Δ T 0‬‬

‫‪50‬‬
‫= ‪Δ T0‬‬ ‫‪= − 12. 5 million‬‬
‫‪−4‬‬

‫‪133‬‬
‫إذن اإلنف اق الحك ومي أك ثر فاعلي ة من الض رائب ألن ج زءاً من‬
‫الض رائب ُي دفع من االدخ ار ويعتم د ذل ك على المي ل الح دي لالدخ ار‬
‫والميل الحدي لالستهالك‪.‬‬

‫‪ :8-3-2‬السياسة النقدية‪)Monetary Policy( :‬‬


‫ته دف للت أثير على االقتص اد عن طري ق التحكم في ع رض النق ود‬
‫بواسطة السياسات التي ينتهجها البنك المركزي‪ .‬كما في الوحدة التالية‬
‫ف إن البن ك المرك زي ل ه ع دة أدوات نقدي ة يس تخدمها به دف تحقي ق‬
‫األهداف االقتصادية المنشودة (منها االستقرار االقتصادي)‪ .‬أدوات البنك‬
‫المركزي تشمل نسبة االحتياطي القانوني به دف التحكم في حجم السيولة‬
‫المتاحة للبنوك التجارية وسعر إعادة الخصم للتأثير على حجم االئتمان‬
‫(االقتراض) المقدم من البنوك التجارية للمستثمرين‪.‬‬
‫أ‪ /‬في حالة التضخم يقوم البنك المركزي باآلتي‪:‬‬
‫زيادة نسبة االحتياطي القانوني‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫زيادة سعر إعادة الخصم بهدف زيادة سعر الفائدة على القروض‬ ‫‪-‬‬
‫مما يرفع من تكلفة االستثمار ومن ثم ينخفض االستثمار‪.‬‬
‫إص دار وبي ع األوراق المالي ة الحكومي ة فيم ا يس مي بعملي ات‬ ‫‪-‬‬
‫السوق المفتوحة بغرض امتصاص فائض السيولة‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫ك ل ه ذه األدوات تعم ل في اتج اه انكماش ي للتقلي ل من مع دالت‬
‫التضخم‪.‬‬

‫ب‪ /‬في حالة االنكماش يقوم البنك المركزي باآلتي‪:‬‬


‫تخفيض نسبة االحتياطي القانوني‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تخفيض س عر إع ادة الخص م به دف تقلي ل س عر الفائ دة على‬ ‫‪-‬‬
‫القروض االستثمارية مما يقلل من تكلفة االستثمار ومن ثم يزداد‬
‫االستثمار‪.‬‬
‫ش راء األوراق المالي ة بعملي ات الس وق المفتوح ة بغ رض زي ادة‬ ‫‪-‬‬
‫سيولة الجهاز المصرفي ليتمكن من زيادة اإلقراض‪.‬‬
‫‪ :8-4‬مطلوبات نجاح السياسات االقتصادية‬
‫حتى تؤدي السياسات االقتصادية ما يصبوا إليه واضعوها البد من‪:‬‬
‫أ‪ /‬وج ود نظ ام ض ريبي يأخ ذ في االعتب ار األه داف االقتص ادية غ ير‬
‫اإليرادية ويتصف بالمرونة الكافية ليستجيب للتغيرات الهيكلية المتالحقة‬
‫في البنيان االقتصادي‪.‬‬
‫ب‪ /‬إنف اق حك ومي يس اعد في تقوي ة البني ة التحتي ة لالقتص اد ويس عى‬
‫إلزالة التفاوت في الدخول‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫ج‪ /‬جهاز مصرفي قادر على تقديم التسهيالت االئتماني ة االقتص ادية ذات‬
‫األولوية‪.‬‬
‫د‪ /‬س وق م الي متط ور تتن وع في ه أدوات االس تثمار الم الي ويعم ل وف ق‬
‫معلومات حديثة من شركات المساهمة العامة‪.‬‬

‫اسئلة للمراجعـــة‪:‬‬
‫ما هي األهداف العامة للسياسة االقتصادية ؟‬ ‫‪-1‬‬
‫م يز بين السياس ة المالي ة والسياس ة النقدي ة ووض ح آلي ات ك ل‬ ‫‪-2‬‬
‫منهما‪.‬‬
‫ل دينا فج وة تض خمية بمق دار ‪ 200‬ملي ون جني ه والمي ل الح دي‬ ‫‪-3‬‬
‫لالدخ ار يس اوي ‪ 0.4‬فم ا ه و التغ ير في اإلنف اق الحك ومي أو‬
‫التغير في الضرائب الذي يسد هذه الفجوة ؟‬
‫ارسم الفجوة االنكماشية ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ما هي آليات السياسة النقدية لمحاربة التضخم ؟‬ ‫‪-5‬‬

‫‪136‬‬
‫أيهم ا أك ثر فعالي ة في تحقي ق االس تقرار االقتص ادي ‪ :‬السياس ة‬ ‫‪-6‬‬
‫النقدي ة أم السياس ة المالي ة ؟ وم ا هي الظ روف ال تي تفض ل فيه ا‬
‫أحداهما على األخرى ؟‬

‫المراجــــع‪:‬ـ‬
‫اس امة بن محم د باحنش ل (‪ :)1999‬مقدم ة في التحلي ل‬ ‫‪-1‬‬
‫االقتصادي الكلي‪ ،‬النشر العلمي والمطابع‪ ،‬جامعة الملك سعود‪،‬‬
‫الرياض‪.‬‬
‫عمر األيوبي (‪ :)1988‬معجم االقتصاد‪ ،‬اكاديما‪ ،‬بيروت‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫عب د اهلل الش ريف الغ ول (‪ :)2007‬موض وعات في االقتص اد‬ ‫‪-3‬‬
‫الكلي‪ ،‬مطبوعات جامعة أم درمان األهلية‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫محم د أحم د س راج (‪ :)1989‬النظ ام المص رفي اإلس المي‪ ،‬دار‬ ‫‪-4‬‬
‫الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫محي ال دين الغ ريب (‪ :)1986‬اقتص اديات النق ود والبن وك‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫جامعة القاهرة‪.‬‬

‫"تم بحمد اهلل"‬

‫‪138‬‬

You might also like