You are on page 1of 101

‫جامعة محمد الشريف مساعدية – سوق أهراس‪-‬‬

‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‬

‫حماضرات‬
‫يف‬
‫قانون التأمني اجلزائري‬

‫من إعداد الدك تور‪ :‬سوالم سفيان‬


‫استاذ القانون الخاص بكلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة محمد الشريف‬
‫مساعدية سوق اهراس‬

‫الموسم الجامعي ‪4102 -4102‬‬


‫محاضرات‬
‫في‬
‫قانون التأمين الجزائري‬

‫من إعداد ‪ :‬الدكتور‪ :‬سوالم سفيان‬


‫أستاذ القانون الخاص بكلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة محمد الشريف‬
‫مساعدية سوق أهراس‬

‫السنة الجامعية ‪1025/1024‬‬


‫]‪[1‬‬
‫المقدمة ‪:‬‬
‫يعترب التأمني ظاهرة جديدة نوعا ما ‪ ،‬إال أن ظهوره ارتبط باحلاجة إىل الطمأنينة ‪ ،‬اليت حيس هبا اإلنسان دائما جتاه األخطار‬
‫اليت قد يتعرض إليها يف املستقبل ‪ ،‬وهي ختتلف من عصر آلخر ‪ ،‬وقد تكون بفعل اإلنسان أو الطبيعة ‪ ،‬ومن هذه األخطار‬
‫أصبح اإلنسان يدخر جزء من ماله لتفادي اخلطر أو التقليل منه ‪ ،‬غري أنه قد يصبح غري كايف عندما تكون األضرار كبرية ‪ ،‬أو‬
‫حيدث الضرر قبل اكتمال االدخار ‪ ،‬وهبذا ظهر االدخار اجلماعي للتأمني على األخطار ‪ ،‬ومنه ظهر املفهوم اجلديد للتأمني الذي‬
‫يقوم على فكرة التعاون ‪ .‬كما أن أصل كلمة تأمني هو ايطايل " ‪ ." assicurato‬وتعين"األمن" ‪.‬‬
‫ولدراسة التأمني أمهية كبرية بالنظر إىل الدور الذي يقوم به يف احلياة املعاصرة‪ ،‬حيث جنده متغلغال يف معظم األنشطة ‪ ،‬وبالنظر‬
‫إىل األمهية االجتماعية واالقتصادية لعقود وعمليات التأمني ‪ ،‬فإن تدخل املشرع لتنظيمها يعترب ضرورة ال غىن عنها خاصة مع‬
‫ازدياد دور التأمني يف عصر تزايدت فيه األخطار وتنوعت ‪ ،‬وقد تولد ذلك عن التطور احلضاري الذي جلب معه وسائل اإلنتاج‬
‫وأداء اخلدمات اليت يتضمن تشغيلها احتمال نشوء أخطار متعددة ‪ ،‬فرياد من التأمني جلب الضمان واألمن إىل طائفة من األفراد‬
‫املتعرضني ملثل هذه املخاطر‪.‬‬
‫ويؤدي التأمني بسبب تداول وتوظيف رؤوس األموال إىل نتائج اقتصادية جد هامة منها أن رؤوس أموال التأمني تغذي السوق‬
‫املالية احمللية والدولية ‪ ،‬وأن التأمني يعد من أهم وسائل االدخار واالستثمار‪ ،‬لذا تدخل املشرع لتنظيم عمليات التأمني‪ ،‬محايةً‬
‫لالقتصاد القومي ومحاية للطرف الضعيف يف عقد التأمني ‪-‬وهو املؤمن له‪ -‬من تعسف شركات التأمني فيما متليه من شروط‪.‬‬
‫كما أن للتأمني مصلحة اجتماعية أكيدة‪ ،‬ذلك أنه خيفف من وطأة نتائج الكوارث‪ ،‬وحيقق االستقرار االجتماعي للفرد واألسرة‬
‫وينمي الشعور باملسؤولية والعمل على تقليل احلوادث‪ ،‬وعلى هذا األساس أنشأ املشرع نظام التأمينات االجتماعية ليؤمن به بعض‬
‫األفراد ضد بعض األخطار (حوادث العمل واملرض وغريها‪(.‬‬
‫وقد شهد التأمني يف اآلونة األخرية تطورا ملحوظا على مجيع املستويات أمهها التشريعي ‪ ،‬دفعنا إىل البحث يف هذا النظام من‬
‫خالل هذه احملاضرات ‪ ،‬اليت هتم بالدرجة األوىل طلبة احلقوق يف نظامه اجلديد ‪ ،‬وكل املهتمني بالتأمني من احلقوقيني والعاملني يف‬
‫هذا القطاع ‪.‬‬
‫ومن هنا يأيت تدريس مقياس قانون التأمني لطلبة احلقوق لتحقيق األهداف التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬تكوين متخصصني يف اجال التأمني بأنواعه املختلفة بصفة عامة والتأمني التجاري بصفة خاصة ‪.‬‬
‫‪ -‬نظرا التساع نشاطات التأمني يف مجيع امليادين االقتصادية أصبح من الضروري إجياد تكوين متخصص يليب احتياجات هذا‬
‫القطاع من أجل مواكبة هذا التوسع اهلائل يف نشاط التأمني ‪.‬‬
‫‪ -‬متاشيا مع التعديالت اجلديد لقانون التأمينات اجلزائري والذي مسح للقطاع اخلاص الوطين أو األجنيب مبمارسة نشاط التأمني يف‬
‫اجلزائر‪ ،‬أصبح من الضروري تكوين متخصصني مؤهلني للعمل يف هذا القطاع‪.‬‬
‫‪ -‬جتسيد إسرتاجتية التعليم العايل اجلديدة اليت تقوم على أساس املواءمة بني سوق العمل و التكوين اجلامعي ‪.‬‬
‫و نظرا لتوسيع نشاط التأمني و تنوعه قام املشرع اجلزائري بعدة تعديالت على قانون التأمني مما فسح اجملال للخواص لتأسيس‬
‫شركات تأمني خاصة ‪ ،‬وهذا األمر يتطلب مؤهالت معينة لاللتحاق هبذا التخصص‪.‬‬
‫وعليه سنتناول يف هذه املطبوعة أهم احملاور املتعلقة بعقد التأمني من خالل التقسيم التايل ‪:‬‬
‫المقدمة‬
‫القسم األول ‪ :‬نشأة وتطور التأمين ‪.‬‬
‫القسم الثاني ‪ :‬مفهوم وأهمية التامين التأمين ‪.‬‬
‫القسم الثالث ‪ :‬مشروعية التأمين ‪.‬‬
‫]‪[2‬‬
‫القسم الرابع ‪ :‬أسس ومبادئ التأمين ‪.‬‬
‫القسم الخامس ‪ :‬خصائص عقد التأمين ‪.‬‬
‫القسم السادس ‪ :‬أقسام التأمين ‪.‬‬
‫القسم السابع‪ :‬عناصر التأمين ‪.‬‬
‫القسم الثامن ‪ :‬عقد التأمين ( األركان ‪ ،‬واآلثار ‪ ،‬واالنقضاء ‪ ،‬الدعاوى المتعلقة بالتأمين ‪ ،‬التقادم ‪ ،‬االختصاص‬
‫القضائي)‪.‬‬
‫القسم التاسع ‪ :‬التأمين من المسؤولية المدنية على السيارات ونظام التعويض عن األضرار ‪.‬‬
‫كما اشتملت املطبوعة خامتة تضمنت أهم النتائج املتوصل إليها يف موضوع التأمني‬

‫]‪[3‬‬
‫القسم األول‪ :‬نشأة وتطور التأمين‬
‫الفرع األول ‪ :‬نشأة التأمين‬
‫إن اإلنسان يعمل بدافع فطري على محاية نفسه وممتلكاته ‪ ،‬ويتخذ كافة األساليب اليت تدفع عنه الضرر وتقلل مصادر اخلطر ‪.‬‬
‫ويبل كل ما يف وسعه لتوفري األمان املمكن لنفسه وماله ‪.‬‬
‫ولقد أدى تنوع املخاطر وتكاثرها إىل سعي اإلنسان إىل إجياد وسائل تساعده على تفادي تلك املخاطر وجتنبها وختفيف آثارها‬
‫ال سيما أن اإلنسان قد ال يستطيع لوحده مقاومة تلك األخطار اليت قد تفوق قدراته الذاتية ‪ ،‬وقد تلك الوسيلة هي التأمني الذي‬
‫يقوم يف صورته املبسطة على فكرة التضامن وتكافل اجلماعة لتعويض الضرر الذي يلحق بأحد أفراد تلك اجلماعة ‪ .‬وذلك عن‬
‫طريق اجموع األقساط اليت يسددها األفراد اليت ختشى حتقق خطر ‪ .‬ومن مث فإن التأمني مل يكن وليد املستجدات العصرية فهو‬
‫موجود منذ زمن بعيد ‪ ،‬ولكن تطورت فكرة التأمني مع تطور احلياة مبختلف اجاالهتا ‪ ،‬وإذا كانت فكرة التأمني ظهرت أوال يف‬
‫اجال النقل البحري ملواجهة خماطر الرحلة البحرية قبل أن تظهر يف غريها من اجملاالت ‪ ،‬فمنذ أواخر القرن الرابع عشر بدأ التأمني‬
‫البحري باالنتشار مع انتشار التجارة البحرية خاصة على ضفيت البحر األبيض املتوسط و اليت كانت تتعرض إىل خماطر القرصنة‬
‫(‪)1‬‬
‫من أجل ضمان سلعته‬ ‫باإلضافة إىل املخاطر الطبيعية‪ ،‬فبدأ التفكري يف التأمني البحري من خالل ما يعرف بالقرض البحري‬
‫كان يقرتض صاحب السفينة أو التاجر ماالً مسبقا من مالك رؤوس األموال و يتعهد له بإرجاعه له زائد فوائد إذا حلقت السفينة‬
‫بسالم ‪ ,‬أما إذا أهلكت هذه األخرية فيحتفظ مببلغ القرض ‪ ,‬و من هذا نالحظ و كأن مؤسسة التأمني هو مالك املال و املؤمن‬
‫له هو التاجر‪ ,‬فإذا أهلكت السلعة دفع رب املال التعويض و هو القرض ‪ ,‬أما إذا وصلت بسالم يدفع التاجر قسط التأمني و هي‬
‫الفائدة ‪ .‬أما فيما خيص تقنيني التأمني فكان من طرف املشرع الفرنسي يف القرن ‪ 71‬و يرجع ذلك إىل السياسة التشجيعية‬
‫للصناعة املنتهجة من طرف الدولة الفرنسية آنذاك ‪ ,‬و اليت يتطلب بالضرورة تأمني األخطار التجارية الناجتة عن تصدير السلع‬
‫املنتجة على البحار و احمليطات ‪ ,‬و حذا حذوها كل من اجنلرتا و إيطاليا و هولندا و إسبانيا‪ ,‬كما أنشأت أول شركة للتأمني يف‬
‫إجنلرتا سنة ‪ 7171‬يف اجال التأمني البحري‪ ,‬بعدما انتشرت عدة شركات يف الدول األوروبية ‪.‬‬
‫أما التأمني الربي بصوره وأشكاله احلاضرة فقد ظهر بعد ذلك يف القرن السابع عشر ‪ ،‬وكان السبب يف ظهوره احلريق الذي شب‬
‫يف لندن يف عام ‪7111‬م ونتج عنه تدمري عدة آالف من املنازل وحنو مائة كنيسة ‪ ،‬فظهر التأمني الربي من احلريق ‪.‬‬
‫وبتعاظم رؤوس األموال يف أوربا يف القرن الثامن عشر ‪ ،‬على اثر هنب الدول االستعمارية لثروات دول العامل الثالث‪ ،‬وتدخل‬
‫(‪)2‬‬
‫اآلالت امليكانيكية يف الصناعة‪ ،‬ظهرت أنواع أخرى من التأمني من أمهها التأمني من املسئولية ‪.‬‬
‫وبازدياد نسبة حوادث العمل‪ ،‬وجتمع العمال يف شكل نقابات شكلت قوى ضغط داخل اجملتمعات‪ ،‬أدى ذلك إىل ظهور‬
‫صور متنوعة من التأمينات االجتماعية اليت تقوم هبا املؤسسات واهليئات العامة كالتأمني من حوادث العمل واألمراض املهنية ‪.‬‬
‫وبعد ذلك ومع تقدم العمران وازدهار مناحي احلياة يف شىت اجاالهتا ‪ ،‬وما واكب ذلك من مشروعات تنموية ضخمة يف العامل‬
‫بأسره زادت أمهية التامني وتطور تطورا هائال خالل القرن العشرين حيث زادت حجم عملياته وتعددت اجاالته ‪ ،‬بسبب تطور‬
‫األنظمة االقتصادية واالجتماعية وتعقد احلياة احلديثة وزيادة املخاطر فيها فتعددت صور التأمني وأنواعه ‪.‬‬
‫أما التأمني على احلياة فقد تأخر يف الظهور إىل القرن التاسع عشر نظراً لتعرضه هلجوم أكثر من غريه من أنواع التأمني األخرى‪.‬‬

‫‪ - 1‬جديدي معراج ؛ مدخل لدراسة قانون التأمني اجلزائري ؛ ديوان املطبوعات اجلامعية ؛ ‪ 7111‬ص ‪.1‬‬
‫‪ -7‬د‪ /‬غريب اجلمال‪ ،‬التأمني يف الشريعة اإلسالمية والقانون‪ ،‬ص ‪ ،5‬ف ‪ ،7‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاهرة سنة ‪7115‬؛ ود‪ /‬برهام حممد عطا اهلل‪ ،‬مرجع‬
‫(‪ ،)1‬ص ‪ 77‬وما بعدها؛ ود‪ /‬حممد حسام حممود لطفي‪ ،‬مرجع (‪ )71‬ص ‪ 8‬وما بعدها؛ ود ‪ /‬عبد القادر العطري‪ ،‬مرجع (‪ )77‬ص ‪ ،77‬ف ‪5‬‬
‫وما بعدها‪.‬‬
‫]‪[4‬‬
‫وخالل القرن العشرين تعاظم دور التأمني نظراً ألن احلياة املعاصر مليئة باألخطار‪ ،‬سواء أكانت ناجتة عن اآلالت امليكانيكية‬
‫واألجهزة الكهربائية أم كانت يف صورة تلوث للبيئة‪ ،‬فكل هذا أدى إىل ظهور أنواع أخرى من التأمني من حوادث النقل اجلوى‬
‫والتأمني من حوادث الطاقة النووية … اخل‪.‬‬
‫واحلقيقة اليت ال ميكن إنكارها ‪ ،‬أن التأمني بات له أمهية قصوى يف احلياة املعاصرة وأمسى له دور بالغ األمهية يف األنشطة‬
‫االقتصادية فتوفري األمان يؤدى إىل تشجيع االستثمار‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التطور التشريعي للتأمين في الجزائر ‪.‬‬
‫مل تكن اجلزائر مبنأى عن أحداث العامل ومستجداته االقتصادية امللحة ‪ ،‬فهي جزء منه تتأثر به وتواكبه وتتناغم معه وعليه عرف‬
‫قطاع التأمينات يف اجلزائر تطورات هائلة من القوانني ميكن تقسيمها إىل مرحلتني ‪:‬‬
‫مرحلة االحتالل الفرنسي ‪ ،‬ومرحلة االستقالل ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مرحلة االحتالل ‪:‬‬
‫عرفت هاته الفرتة سريان القانون الفرنسي املتعلق بالتأمينات على اجلزائر باعتبار أن التعامل معها كان كمقاطعة فرنسية‪ ،‬وأهم‬
‫القوانني يف هذا الشأن هو القانون الصادر يف ‪ 79/11/7191‬والذي متيز خباصيتني ‪:‬‬
‫‪ -‬أنه مل يطبق يف اجلزائر مباشرة وإمنا أعلن عن تطبيقه سنة ‪ ،7199‬وذلك مبقتضى مرسوم صدر يف ‪ ،71/18‬أعلن مبقتضاه‬
‫املشرع الفرنسي على سريان قانون التأمينات الفرنسي املذكور أعاله على اجلزائر ‪.‬‬
‫‪ -‬أن اجال تطبيقه يتعلق بالتأمني الربي فقط ‪ ،‬وهذا ما أكدته املادة ‪ 17‬منه‪ ،‬واليت استثنت من اجال تطبيقه التأمينات البحرية‬
‫واجلوية واملتعلقة بائتمان ال قروض‪ ،‬وقد تضمن هذا القانون تنظيم التأمينات الربية يف قسمني خصص األول يف التأمني على‬
‫األضرار والثاين يف التأمني على األشخاص ‪.‬‬
‫‪ -‬كما أصدر املشرع الفرنسي اجموعة من القوانني املكملة واملتممة لقانون ‪ 7191‬من أمهها ‪:‬‬
‫‪ -‬القانون املؤرخ يف ‪ ،71/11/7198‬والذي أوىل اهتماماً بالغاً لرقابة الدولة على قطاع التأمني الربي‪ ،‬وذلك بتحديد املعايري‬
‫والشروط اليت ينبغي توافرها يف شركات التأمني للحصول على االعتماد‪ ،‬خاصة ما تعلق منها بالقدرة الفنية واملالية على ممارسة‬
‫نشاط التأمني ‪.‬‬
‫‪ -‬املرسوم الصادر يف ‪ 91/77/7198‬املعدل واملتمم حدد مبقتضاه املشرع الفرنسي طرق إنشاء شركات التأمني والقواعد اليت‬
‫ختضع هلا يف تسيريها‪.‬‬
‫حيث بني العمليات اليت تقوم هبا كل من شركات التأمني املدنية والتبادلية وشركات التأمني التجارية‪.‬‬
‫كما أصدر املشرع الفرنسي نصوصاً تنظم عقود التأمني اليت تربم يف اجلزائر فقط‪ ،‬ومن أمهها القانون املؤرخ يف ‪71/17/7119‬‬
‫املتعلق بالتأمني اإللزامي على السيارات والقانون الصادر يف ‪1943/08/10‬املتعلق بالتأمني االجتماعي واملرسوم املؤرخ يف‬
‫‪ 71/11/7119‬املتعلق بالتأمني على املؤسسات االستشفائية العمومية واألمر الصادر يف ‪ 11/18/7115‬املتعلق بالتأمني على‬
‫احملالت العمومية واملرسوم الصادر يف ‪ 11/77/7111‬املتعلق بالتأمني على النقل العمومي للبضائع واملسافرين‪ ،‬وكذا املرسوم‬
‫الصادر يف ‪ 79/77/7158‬املتعلق بالتأمني على التظاهرات الرياضية‪ ،‬وأخرياً القرار الصادر يف ‪ 15/15/7117‬املتعلق بالتأمني‬
‫على اجلمعيات الرياضية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬فترة االستقالل‪:‬‬
‫تبدأ هذه املرحلة بصدور أمر يف ‪ 97/77/7117‬القاضي بتطبيق القوانني الفرنسية السارية املفعول قبل االستقالل‪ ،‬إال ما كان‬
‫يتعارض مع السيادة الوطنية أو يكتسي طابعاً متييزياً ‪ ،‬ولقد جنم عن هذا القانون استمرار تطبيق النصوص الفرنسية على التـأمني‬
‫وخاصة تلك اليت تتعلق بتنظيم عقد التأمني الواردة يف القانون املؤرخ يف ‪ 78/11/7198‬وخمتلف النصوص املكملة واملعدلة اليت‬
‫]‪[5‬‬
‫سبقت اإلشارة إليها‪ ،‬كما ورد سريان القانون املؤرخ يف ‪ 71/15/7158‬املتعلق بالتأمني اإللزامي من املسؤولية املدنية النامجة عن‬
‫حوادث املركبة الربية ذات حمرك ( السيارات ) ‪.‬‬
‫‪ -‬على الرغم من متديد سريان القانون الفرنسي إال أن املشرع اجلزائري كان يتدخل بني احلني واآلخر إلصدار قوانني مقتضبة تتعلق‬
‫بقطاع التأمينات ومن األمثلة على ذلك إصدار القانون املؤرخ يف‪ 08‬أوت ‪ 7119‬القاضي بإخضاع شركات التأمني األجنبية‬
‫الناشطة يف اجلزائر إىل القانون اجلزائري وضرورة احلصول على اعتماد من وزارة املالية اجلزائرية بشرط تقدمي الضمانات املالية الكافية‬
‫ويف نفس اإلطار أصدر قانون رقم ‪ 19/711‬املتعلق برقابة الدولة اجلزائرية على شركات التأمني العاملة يف اجلزائر وذلك للحد من‬
‫ظاهرة حتويل األموال اليت يتم احلصول عليها من االستثمار يف اجال التأمني إىل اخلارج باستخدام عملية إعادة التأمني‪.‬‬
‫‪ -‬ونتيجة هلذه التدابري توقفت معظم شركات التأمني األجنبية واليت قدر عددها حبوايل ‪ 781‬شركة على النشاط يف اجلزائر ‪ ،‬ومل‬
‫يبق منها سوى شركة واحدة هي شركة التأمني التباديل أو التعاضدي أعمال الرتبية والثقافة ‪ ،‬وكذلك الشركة اجلزائرية للتأمني اليت‬
‫منح هلا االعتماد بعد طلبها مبقتضى قرار صادر عن وزارة املالية يف ‪. 77/77/7119‬‬
‫‪ -‬ويف نفس السياق أصدر املشرع األمر ‪ 11/771‬املؤرخ يف ‪ 71/15/7111‬والذي أنشأ مبقتضاه احتكار الدولة جلميع‬
‫النشاطات املتعلقة بالتأمني بالرغم من هذه النصوص القانونية املقتضبة اليت كان يصدرها املشرع اجلزائري بقي قانون التأمينات‬
‫الفرنسي ساري املفعول إىل غاية صدور القانون املدين مبقتضى األمر ‪ 15/58‬املؤرخ يف ‪ 71/11/7115‬والذي خصص فيه‬
‫املشرع فصالً كامالً للتأمني من املادة ‪ 171‬إىل املادة ‪ 111‬تناول فيها أحكام تتعلق بعقد التأمني وبأنواعه وأشارت املادة ‪171‬‬
‫منه إىل القوانني اخلاصة اليت ستتوىل بيان األحكام التفصيلية لعقد التأمني ‪.‬‬
‫و قد متيزت هذه الفرتة أيضا بصدور القانون ‪ 75/11‬سنة ‪ 7111‬و الذي جعل التأمني على السيارات إجبارية كما نظم‬
‫التعويض عن األضرار اجلسمانية النامجة عن حوادث املرور ‪ ،‬مث قانون التأمينات رقم ‪ 81/11‬املؤرخ يف‪ 11‬أوت ‪ 1980‬الذي‬
‫أكد بدوره على احتكار الدولة لعمليات التأمني يف مادته األوىل ‪ ,‬والذي متيز بثالثة خصائص ‪.‬‬
‫‪ -7‬أنه نظم كل أنواع التأمني الربي والبحري واجلوي‪.‬‬
‫‪-7‬أنه ألغى املواد القانونية املنصوص عليها يف القانون املدين املتعلقة بأنواع التأمني وأبقى على األحكام العامة املتعلقة بعقد التأمني‬
‫سارية املفعول ‪.‬‬
‫‪ -9‬كما متيز هذا القانون بتماشيه مع الطابع االشرتاكي للدولة اجلزائرية آنذاك‪ ،‬إذا جاء متماشياً مع فلسفتها ‪ ،‬وذلك باإلبقاء‬
‫على احتكار الدولة لقطاع التأمينات ‪.‬‬
‫‪ -‬بعد صدور دستور ‪ 7181‬ختلى املؤسس الدستوري على االشرتاكية كمنهج اقتصادي ‪ ،‬وأعلن صراحة أنه من حق كل مواطن‬
‫التجارة والصناعة يف إشارة واضحة إىل ختلي الدولة عن مبدأ االحتكار‪ ،‬فكان من الواجب إعادة النظر يف املنظومة القانونية‬
‫اجلزائرية‪ ،‬كاملة واليت صدرت يف ظل سريان النظام االشرتاكي‪ ،‬ويف هذا اإلطار أعاد املشرع تنظيم التأمينات سنة ‪7115‬مبوجب‬
‫األمر ‪ 15/11‬املؤرخ يف ‪ ، 75/17/7115‬والذي متيز بالقضاء على احتكار الدولة لقطاع التأمني ‪ ،‬حيث فتح اجملال‬
‫لالستثمار فيه من طرف اخلواص‪ ،‬وقد خصص هذا القانون الكتاب األول منه لعقد التأمني والكتاب الثاين للتأمينات اإللزامية‬
‫والكتاب الثالث لتنظيم مراقبة الدولة لنشاط التأمني ‪.‬‬
‫‪ -‬عرف هذا القانون تعديالً سنة ‪ 7111‬مبوجب القانون ‪ 11/11‬املؤرخ يف ‪ 77/17/7111‬عدل مبقتضاه أحكاماً خمتلفة‬
‫وعزز جوانب أخرى من أمهها النص على مبدأ ختصص شركات التأمني ‪ ،‬وفرض رقابة الدولة على قطاع التأمني‪.‬‬

‫]‪[6‬‬
‫القسم الثاني ‪:‬مفهوم وأهمية التأمين‬
‫الفرع األول ‪ :‬مفهوم التأمين‬
‫أوال ‪ :‬التعريف اللغوي ‪ :‬التأمني من ّأمن‪ ,‬أي اطمأن و زال خوفه ‪ ,‬و هو مبعىن سكن قلبه‪ ,‬و كذلك تستعمل كلمة األمن عند‬
‫)‪(1‬‬ ‫ِ‬
‫اخلوف‪ ,‬و من ذلك قوله تعاىل بعد بسم اهلل الرمحن الرحيم‪ " :‬ءَ َامنَـ ُهم م ْن َخ ْوف" و كذلك ‪" :‬وإِ ْذ َج َع ْلنَا البَـْي َ‬
‫ت َمثابَةًِ للنَ ِ‬
‫اس‬
‫َو أ ََمناً" )‪.(2‬‬
‫لقد جلأ اإلنسان إىل عدة وسائل لتغطية األضرار الناجتة عن املخاطر اليت تصيبه يف حياته منها االدخار‪ ,‬التضافر ‪ ,‬لكن تبني مع‬
‫مرور الزمن أهنا غري كافية ملواجهة ما يتعرض له فاهتدى إىل فكرة جديدة تقوم على أساس تضامن اجلماعة و هدفها األساسي‬
‫التعاون على تغطية الضرر اليت قد يصيب أحد أفراد اجلماعة ‪ ,‬فتضمن له األمن و األمان‪ ,‬ومن هنا اشتقت كلمة التأمني ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التعريف االصطالحي ‪ :‬إن العملية التأمينية تتطلب توافر أمرين لقيامها ‪ ،‬عالقة قانونية تقوم بني املؤمن (شركة التأمني)‬
‫)‪(3‬‬
‫‪ ،‬وأسس فنية تسمح بقيام مثل هذه العالقة ‪ ،‬على حنو يباعد بينها وبني املقامرة‬ ‫واملؤمن له (شخص خيشى من حتقق اخلطر)‬
‫والرهان اليت تقوم على نوع من ضروب احلظ واملصادفة‪.‬‬
‫ونتناول بيان ذلك من خالل اآليت ‪:‬‬
‫أ‪ -‬العالقة القانونية‬
‫ال غرابة أن يؤدى ‪ ،‬تعاظم املخاطر الذي يتعرض إليها إنسان هذا العصر يف نفسه وماله ‪ ،‬إىل قيام جهات متارس نشاطها يف‬
‫العمل التأميين وإىل وجود أشخاص راغبني يف احلماية التأمينية من مثل هذه املخاطر‪ .‬األمر الذي يرتتب عليه قيام عالقة قانونية‬
‫بينهما‪.‬‬
‫فالعالقة القانونية تنشأ بني طرفني أحدمها املؤمن واآلخر املؤمن له مبوجب عقد أطلق عليه املشرع مسمى عقد التأمني ووضع له‬
‫أحكام خاصة به‪ .‬وهذا العقد يرتب التزامات على عاتق طرفيه‪ ،‬فاملؤمن له يلتزم بالوفاء بقسط دوري حمدد للمؤمن الذي يلتزم‬
‫بدوره بتغطية اخلطر املؤمن منه والوفاء للمؤمن له‪ ،‬أو املستفيد‪ ،‬مببلغ التأمني أو قيمة التعويض عند حتققه‪.‬‬
‫واملؤمن‪ ،‬عادة ما يكون شخص معنوي خاص أو عام‪ ،‬يتخذ أحد األشكال املعروفة كجمعية أو شركة أو هيئة أو مؤسسة‪،‬‬
‫وميارس عمله يف سوق التأمني مع عدد غري قليل من املؤمن هلم‪.‬‬
‫واملؤمن له هو شخص طبيعي أو معنوي خاص أو عام يهدده خطر معني‪ ،‬ويرغب ىف احلصول على تغطية من إحدى اجلهات‬
‫التأمينية ملثل هذا اخلطر‪.‬‬
‫ب‪ -‬األسس الفنية‬
‫رأينا أن العالقة التأمينية تنشأ بني املؤمن واملؤمن له مبوجب عقد التأمني ‪ ،‬غري أن هذه العالقة لو كانت يف شكل عالقة ثنائية‬
‫بينهما لكان ضرباً من املقامرة والرهان غري اجلائز قانوناً (شرعي ووضعي) ولذلك جيب أن تتعدد مثل هذه العالقة حبيث يكون‬
‫هناك عدد غري قليل من املؤمن هلم‪.‬‬
‫بيد أن قيام هذه العالقات املتعددة ال جتعل املؤمن يف منأى من خماطر املضاربة إال إذا أقامها على أسس فنية ودراسات إحصائية‪.‬‬

‫‪ -7‬سورة قريش ‪ :‬اآلية ‪.9‬‬


‫‪ -7‬سورة البقرة ‪ :‬اآلية ‪.775‬‬
‫‪ -9‬مصطلح " املؤمن له " الذي يقصد به الشخص الذي يهدده خطر معني يرغب يف درء آثاره الضارة عن طريق التعاقد مع جهة تأمني معينة لتأمني‬
‫نفسه أو ماله من هذا اخلطر‪ ،‬وإن كان حيظى بتأييد عدد كبري من الفقه‪ ،‬إال أن جانب منه يفضل استعمال مرتادفني منها املستأمن ومنها املتعاقد ‪.‬‬
‫]‪[7‬‬
‫ج‪ -‬التعاون‬
‫يفرتض التأمني أن املؤمن (شركة التامني) يقوم بدور الوسيط لتنظيم التعاون فيما بني املؤمن هلم ملواجهة املخاطر اليت يتعرضون هلا‬
‫فتعدد املؤمن هلم أمراً ضرورياً حىت ال يصبح التأمني نوعاً من املقامرة أو الرهان أو املضاربة غري املشروعة اليت تتم بني شخصني‬
‫ينقل مبقتضاها أحدمها اخلطر إىل اآلخر‪ .‬بل التأمني هو عملية مجاعية تفرتض التعاون بني املؤمن هلم لتشتيت اخلطر فيما بينهم‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫على حنو ال يتحمل أثره الشخص الذي تعرض له وحده‬
‫د‪ -‬اإلحصاء‬
‫إن املؤمن لكي يقوم بالعملية التأمينية حيتاج إىل االستعانة مببادئ علم اإلحصاء (احلسابات االكتوارية) للوقوف على مدى‬
‫(‪)2‬‬
‫وهذا اإلحصاء خيوله‬ ‫احتمالية حتقق اخلطر املراد التأمني منه ‪ ،‬حبيث حيصى عدد حاالت وقوعه يف مكان وزمان حمددين‬
‫إمكانية حتديد قيمة القسط على حنو حيقق له أرباح من التأمني‪ .‬ألنه إذا كانت الدراسة اإلحصائية تفيد بأن نسبة حتقق اخلطر‬
‫كبرية‪ ،‬فإن املؤمن قد حيجم عن تغطية مثل هذا اخلطر نظراً ألنه يتطلب منه توجيه اجموع األقساط اليت تقاضاها من املؤمن هلم‬
‫إىل تغطيته‪.‬‬
‫واجمل القول يف ذلك أن للعملية التأمينية جانبني‪.‬‬
‫‪ -‬اجلانب القانوين ويتمثل يف العالقة القانونية اليت تقوم مبوجب عقد التأمني بني املؤمن واملؤمن له‪.‬‬
‫‪ -‬اجلانب الفين ويتمثل يف عملية إدارة التعاون االفرتاضي بني املؤمن هلم واليت يقوم بتنظيمها املؤمن عن طريق الدراسات‬
‫اإلحصائية والرياضية ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬التعريف الفقهي ‪ :‬وال جناح أن التأمني تعددت تعريفاته ولعل أكثرها شيوعاً وقبوالً لدى الفكر القانوين هو التعريف الذي‬
‫قال به الفقيه الفرنسي هيمار ‪ j.hemared‬حيث عرفه بأنه ‪ " :‬عملية حيصل فيها أحد الطرفني وهو املؤمن له ‪ ،‬نظري دفع‬
‫مبلغ معني هو القسط على تعهد لصاحله أو للغري يف حالة حتقق خطر معني ‪ ،‬من الطرف األخر هو املؤمن ‪ ،‬الذي يأخذ على‬
‫)‪(3‬‬
‫عاتقه اجموعة من املخاطر ‪ ،‬وجيري املقاصة بينهم ‪ ،‬وفقا لقوانني اإلحصاء ‪".‬‬
‫كما نجد من التعريفات الفقهية ‪:‬‬
‫‪ -‬تعريف الفقيه جيرار ‪" :Girar‬التأمني عملية تستند إىل عقد احتمايل من عقود الغرر ملزم للجانبني يضمن لشخص معني‬
‫مهدد بوقوع خطر معني ‪ ،‬املقابل الكامل للضرر الفعلي الذي يسبب هذا اخلطر له")‪.(4‬‬
‫املؤمن له مقابل‬ ‫‪ -‬تعريف الفقيه ‪ " : Besson‬التأمني هو عملية مبقتضاها يتعهد طرف يسمى ّ‬
‫املؤمن جتاه طرف آخر يسمى ّ‬
‫قسط يدفعه هذا األخري له بأن يعوضه عن اخلسارة اليت أحلقت به يف حالة حتقق اخلطر" ‪.‬‬

‫‪ - 1‬د‪ /‬عبد الرزاق أمحد السنهورى‪ ،‬الوسيط يف شرح القانون املدين –‪ -1‬اجمللد الثاين – عقود الغرر –‪ ،‬دار إحياء الرتاث العرىب‪ ،‬بريوت – لبنان –‬
‫سنة ‪ .7111‬ص ‪ ،7181‬ف ‪517‬‬
‫‪ - 2‬د‪ /‬أمحد شرف الدين‪ ،‬أحكام التأمني – دراسة يف القانون والقضاء املقارنني – ص ‪ ،77‬ف ‪ ،1‬ط ‪ ،9‬نادي القضاة‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬سنة ‪.7117‬‬
‫‪ -9‬إبراهيم أبو النجا ؛ التامني يف القانون اجلزائري ‪ ،‬اجلزء األول ‪ ،‬األحكام العامة طبقا لقانون التأمني اجلديد – الطبعة الثانية ‪ ،‬د م ج ‪7117 ،‬‬
‫ص ‪.18‬‬
‫‪ -4‬تكاري هيفاء رشيدة ‪ ،‬النظام القانوين يف عقد التأمني دراسة يف التشريع اجلزائري ‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري ‪ ،‬تيزي وزو ‪ ،‬اجلزائر ‪ ، 7177 ،‬ص ‪.11‬‬

‫]‪[8‬‬
‫‪ -‬تعريف الفقيه سوميان ‪ " : Sumien‬عقد يلتزم مبقتضاه شخص يسمى املؤمن ‪ ،‬بالتبادل مع شخص آخر ويسمى املؤمن‬
‫له بأن يقدم هذا األخري اخلسارة احملتملة نتيجة حدوث خطر معني مقابل مبلغ معني من املال ‪ ،‬يدفعه املستأمن إىل املؤمن ليضيفه‬
‫إىل رصيد االشرتاك املخصص لتعويض األخطار ‪".‬‬
‫املؤمن له‪ .‬فيلتزم األول بدفع القسط‪ ,‬و الثاين بدفع مبلغ التأمني‬
‫املؤمن و ّ‬
‫و باختصار نستنتج بأن التأمني هو عبارة عن العقد بني ّ‬
‫يف حالة وقوع اخلطر‪ ,‬و يعترب هذا الضمان جوهر العملية التأمينية و حتقيقه يبقى حمتمال غري مؤكد وغري مستبعد يف آن واحد ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬التعريف القانوني للتأمين ‪ :‬رأينا أن العملية التأمينية هلا جانبان أحدمها قانوين واآلخر فين فهل ميكن‪ ،‬يف ضوء ذلك ‪،‬‬
‫حتديد ماهية التأمني أي تعريفه تعريفاً جامعاً مانعاً ؟‪.‬‬
‫ال شك أن املشرع وهو بصدد تنظيم عقد التأمني تنظيماً خاصاً باعتباره أحد العقود املسماة ‪ ،‬وضع تعريفاً له من خالل بيان‬
‫أطرافه وحتديد اآلثار املرتتبة عليه‪.‬‬
‫فهذا التعريف تضمن بيان العناصر األساسية أو اجلوهرية لعقد التأمني ‪ ،‬من حيث األطراف (املؤمن واملؤمن له) ومن حيث‬
‫املستفيد سواء أكان هو املؤمن له أم كان شخصاً ثالثاً عني يف العقد مستفيداً ‪ ،‬ومن حيث التزام املؤمن بتغطية اخلطر املؤمن منه‪،‬‬
‫والتزام املؤمن له بدفع األقساط‪.‬‬
‫وهذا التعريف يعد جامعاً ألنه مل يقيد عبارته يف أن اهلدف من التأمني هو التعويض عن خسارة احتمالية قد تصيب املؤمن له من‬
‫حتقق اخلطر املؤمن منه‪ .‬بل أطلقها لكي تكون صاحلةً جلميع أنواع التأمني‪ ،‬سواء أكان تأميناً على األشخاص‪ ،‬أم كان تأميناً من‬
‫األضـرار ‪.‬‬
‫غري أن الفقه القانوين ينتقد هذا التعريف على أساس أنه أغفل بيان األسس الفنية اليت يقوم عليها التأمني‪ .‬ويف تقديرنا أن هذا‬
‫االنتقاد يف حمله‪ ،‬ألن هناك فارق بني تعريف التأمني وتعريف عقد التأمني الذي ميثل العالقة القانونية بني طرفيه (املؤمن واملؤمن له)‬
‫باعتبارها أحد جانيب التأمني فإذا أضفنا إليه األسس الفنية اكتمل للتامني جانبيه‪ .‬فهذه األسس‪ ،‬وإن كانت الزمة خللو التأمني من‬
‫املقامرة والرهان‪ ،‬إال أهنا ليست الزمة لقيام عقد التأمني وليست من عناصره اجلوهرية وال تذكر فيه بالكلية‪ .‬ألن املؤمن يقوم‬
‫بالعمليات اإلحصائية والرياضية بعيداً عن العقد‪ .‬فضالً عن كوهنا تدخل يف الدراسة التجارية أكثر منها يف الدراسة القانونية‪.‬‬
‫باإلضافة إىل ذلك فهناك نقد آخر يوجه إىل املشرع هو قيامه بوضع تعريف للعالقة اليت ينظمها قانوناً‪ ،‬فهذا ليس من مهمته‪،‬‬
‫والقيام به جيعل النص جامداً عند املعىن الضيق للعبارة اليت صب فيها فالتعريف والتأصيل مهمة أصيلة للفقه القانوين‪ .‬ومع ذلك‬
‫فإنه ميكن التماس العذر للمشرع‪ ،‬يف تعريفه لعقد التأمني‪ ،‬ألمرين مها ‪ :‬الحداثة النسبية للتأمني‪ .‬والجدل الذي أثري حول مدى‬
‫مشروعيته‪.‬‬
‫* إعادة التأمين ‪ :‬ينطلق مفهوم إعادة التأمني بصورته املبسطة من خالل قيام شركة التامني بتأمني نفسها ‪ ،‬لدى شركة تامني‬
‫أخرى ضد خسائرها اليت قد تنشأ من عقود التأمني اليت تصدرها ‪ ،‬فإذا كانت الشركة تقدم احلماية جلماعة املستأمنني بتعويضهم‬
‫ضد خسائرهم ‪ ،‬فإهنا حتتاج إىل من يقدم هلا احلماية ضد هذه اخلسائر ‪.‬‬
‫وقد عرف املشرع اجلزائري إعادة التأمني يف نص املادة ‪ 11‬من قانون التأمينات واليت جاء فيها ‪ (( :‬إن عقد أو معاهدة إعادة‬
‫التأمني اتفاقية يضع مبوجبها املؤمن أو املتنازل على عاتق شخص معيد للتامني أو متنازل له مجيع األخطار املؤمن عليها أو على‬
‫جزء منها ‪)) .‬‬
‫أي أن الفكرة األساسية اليت تنطلق منها عملية إعادة التأمني عبارة عن عالقة تعاقدية يكون طرفها األول أحد شركات التامني ‪،‬‬
‫والطرف اآلخر معيد التامني ‪ ،‬على أساس أن شركة التامني اليت كانت املؤمن يف عقد ارتبطت مبوجبه أن تدفع للمؤمن له خسارته‬
‫عند حتقق اخلطر ‪ ،‬تصبح يف عقد إعادة التأمني مؤمن له ‪ ،‬استنادا إىل مبدأ التعاون يف توزيع املخاطر ‪ ،‬وذلك ألن شركات إعادة‬

‫]‪[9‬‬
‫التأمني ‪ ،‬تتقاضى أقساط من الشركات املؤمنة لديها مقابل املسامهة معها يف التعويضات الناجتة عن األخطار اليت تلحق باملؤمن‬
‫هلم لدى شركات التأمني ‪ ،‬بينما املؤمن له لدى شركات التامني فال يدخل يف هذه العالقة التعاقدية وليس طرفا فيها ‪.‬‬
‫وعليه خنلص إىل ‪:‬‬
‫‪ -7‬طريف عقد إعادة التأمني مها ‪ ( :‬معيد التامني أو املتنازل له – شركة التامني أو املتنازل )‬
‫‪ -7‬عقد إعادة التأمني منفصل ومستقل عن عقد التأمني أو وثيقة التامني األصلية ‪ ،‬ومن مث ال توجد عالقة مباشرة بني معيد‬
‫التأمني واملؤمن هلم ‪.‬‬
‫* التأمين المشترك ‪ :‬هو تأمني جيتمع فيه عدد من املؤمنني لتغطية نفس اخلطر وحيدد التزام كل واحد منهم بنسبة معينة من‬
‫اخلطر ‪ ،‬وتعرفه املادة ‪ 19‬من قانون التأمينات كما يلي ‪ (( :‬التأمني املشرتك هو مسامهة عدة مؤمنني يف تغطية اخلطر نفسه ‪ ،‬يف‬
‫إطار عقد تأمني وحيد ‪ ،‬يوكل تسيري وتنفيذ عقد التأمني إىل مؤمن رئيسي يفوضه قانونا املؤمنون اآلخرون املسامهون معه يف تغطية‬
‫اخلطر ‪)).‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أهمية التأمين ‪ :‬تكمن أمهية التأمني يف الوظائف اليت يؤديها وهي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬األهمية النفسية ‪ :‬فكلمة التأمني مشتقة كما أسلفنا من كلمة األمان ‪ ،‬لذلك فالتأمني يوفر اآلمان والطمأنينة ويبعث‬
‫الراحة يف نفسية املؤمن له ‪ ،‬من خالل إزالة اخلوف الذي قد ينتابه من احتمال وقوع األخطار اليت قد تصيب ذمته املالية أو حياته‬
‫أو سالمة جسمه ‪ .‬وبالتايل يرتاح على مستقبله ومستقبل أوالده ‪ ،‬وهو ما جيعله يتحلى بروح املبادرة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬األهمية االقتصادية ‪ :‬تكمن األمهية االقتصادية للتأمني من خالل الوظائف اليت يؤديها يف هذا اجملال ‪.‬‬
‫فالتأمني وسيلة ائتمان سواء بالنسبة للفرد أو الدولة ‪ ،‬فبالنسبة للفرد ‪ ،‬قد يرهن املؤمن له وثيقة التأمني على احلياة لدى الغري‬
‫ضمانا لدينه ‪ ،‬كما قد يشرتط الدائن املرهتن على املدين الراهن أن يؤمن عقاره من احلريق مثال لينتقل حقه إىل مبلغ التأمني يف‬
‫حالة احرتاق العقار ‪.‬‬
‫أما عن التأمني كوسيلة ائتمان بالنسبة للدولة ‪ ،‬يكون ذلك عندما تستعمل الدولة رؤوس أموال شركات التأمني واحتياطاهتا لسد‬
‫حاجاهتا من السيولة النقدية ‪.‬‬
‫والتأمني كذلك يشجع على االستثمار من خالل ما مينحه من أمان واطمئنان للمستثمرين األجانب أو الوطنيني ‪ ،‬بأهنم لن‬
‫يتعرضوا للمخاطر السياسية واالقتصادية والطبيعية وبالتايل ال خوف على أمواهلم ‪.‬‬
‫كما أن شركات التأمني اليوم ‪ ،‬أصبحت تستثمر رؤوس أمواهلا اجملمعة من األقساط اليت يدفعها املؤمن هلم يف عديد النشاطات‬
‫االقتصادية ‪ ،‬وبالتايل تساهم يف دفع عجلة االقتصاد داخل الدولة ‪ .‬لذلك تعمل الدولة على فرض الرقابة على أموال شركات‬
‫التأمني وكيفية استثمارها لتضمن استغالهلا لفائدة اقتصاد البالد ‪.‬‬
‫كما يعد التأمني من أهم وسائل االدخار بالنسبة للفرد ‪ ،‬خاصة يف التأمني حلال احلياة ‪ ،‬فهذا الشكل من الـتأمني ال يفرتض‬
‫وجود خطر يهدد مال أو شخص املؤمن له ‪ ،‬إمنا يهدف إىل احلصول على مبلغ تأمني يزيد غالبا عن األقساط اليت دفعها ‪ ،‬إذا‬
‫بقي طبعا حيا طوال املدة احملددة يف العقد ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬األهمية االجتماعية للتأمين ‪:‬‬
‫باإلضافة لألمهية االقتصادية للتأمني ‪ ،‬يوجد العديد من النواحي االجتماعية اليت يتضح من خالهلا أمهية التأمني‪ ،‬منها اآليت‪:‬‬
‫* تحقيق االستقرار االجتماعي للفرد ولألسرة ‪ :‬يوفر التأمني التجاري للفرد تعويض مادي عن األضرار اليت تتعرض هلا ممتلكاته‬
‫‪ .‬ويف تأمينات احلياة ‪ ،‬يكون الغرض منها ضمان مبلغ ما يصرف للمؤمن له مرة واحدة أو بصفة دورية مبا يضمن له اإلنفاق علي‬
‫نفسه عند بلوغه سنا معينة يكون فيها غري قادر على الكسب ‪ ،‬أو مبا يضمن ألسرته بعد وفاته اإلنفاق علي شئون حياهتم‪ .‬كل‬
‫ما تقدم يعود بالتايل علي اجملتمع ككل باالستقرار والتماسك ‪.‬‬
‫]‪[10‬‬
‫* تنمية الشعور بالمسؤولية والعمل علي تقليل الحوادث ‪ :‬إن ما يتميز به التأمني‪ ،‬أن املستأمن ال يستحق التعويض إذا ما كان‬
‫هناك تدخل من املؤمن له يف حتقق اخلطر املؤمن منه ‪ ،‬وهو ما ينمي لدى الفرد الشعور باملسؤولية لتجنب اخلطر املؤمن منه بقدر‬
‫اإلمكان ‪.‬‬
‫* يحقق التأمين التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع ‪:‬كما أن التأمني يقوم على أساس التعاون بني املؤمن هلم على تغطية‬
‫املخاطر فيما بينهم بدال من مواجهة كل شخص منهم اخلطر لوحد ‪ ،‬وبالتايل يقوي التأمني متاسك اجملتمع ‪.‬‬
‫القسم الثالث ‪ :‬مشروعية التأمين‬
‫رأينا أن التأمني تنشئه عالقة قانونية على أسس فنية وأنه متعدد الصور على حنو ينبسط ليغطى اجاالت شىت تؤهله للقيام‬
‫بوظائف مجة سواء أكان ملصلحة أطراف هذه العالقة أم كان للمصلحة العامة يف اجملتمع‪.‬‬
‫غري أن ما سبق هو الصورة املتطورة للتأمني واليت أفرزها اجلدل الذي أثري حوله منذ نشأته والذي أدى إىل إجراء بعض التعديالت‬
‫حمسنة لصورته‪.‬‬
‫بيد أن التأمني ‪ ،‬باعتباره نظاماً مستحدثاً ‪ ،‬تعرض للنقد الشديد من معارضيه ‪ ،‬حيث أن بعضهم يرون فيه أنه ينطوي على‬
‫خمالفة لألحكام الشرعية والبعض اآلخر يرون فيه خمالفة لقواعد األخالق‪.‬‬
‫ونتناول دراسة هذا احملور كاآليت ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬مشروعية التأمين في ضوء الفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التأمين في ضوء قواعد األخالق‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬مشروعية التأمين في ضوء الفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫ال عجب أن خيتلف الرأي يف الفقه اإلسالمي يف العصر احلديث حول مشروعية التأمني التجاري وذلك ألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -7‬خلو أصول املذاهب الفقهية من أحكام تنظم التأمني نظراً حلداثته‬
‫‪ -7‬ظاهر التأمني التجاري يوحى مبخالفته ملبادئ الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -9‬اهليمنة األجنبية على التأمني التجاري‪ ،‬يف صورته األوىل‪ ،‬من حيث النشأة والقائمني عليه‪.‬‬
‫‪ -1‬النظر إىل املخاطر على أهنا من قبيل القضاء والقدر واجب التسليم به‪ .‬مع أن هذا التسليم ال يتعارض مع عالج اآلثار‬
‫الضارة املرتتبة على حتققه‪ ،‬بل األكثر من ذلك أن هذا العالج هو يف ذاته تسليماً‪.‬‬
‫‪ -5‬اللجوء إىل تغليب املنع (االستثناء) على اإلباحة (األصل) يف اجال املعامالت‪.‬‬
‫‪ -1‬التأمني حيقق النفع ألطرافه بصفة خاصة وللمجتمع بصفة عامة‪.‬‬
‫وىف ضوء ذلك فلقد افرتق الرأي إىل ثالثة اجتاهات ‪ -‬فمنها القائل بعدم املشروعية ومنها القائل باملشروعية ومنها القائل مبشروعية‬
‫بعض أنواع التأمني وعدم مشروعية البعض اآلخر ونعرض لكل اجتاه يف صورة موجزة على النحو التايل ‪:‬‬
‫االتجاه األول ‪ :‬عدم مشروعية التأمين‬
‫يذهب أنصار هذا االجتاه إىل نعت التأمني بعدم املشروعية بالنظر إىل العملية التأمينية يف ذاته اجردة عن الغاية النهائية من‬
‫التأمني مع الوقوف عند حرفية احلكم دون غايته‪ ،‬ولذلك استندوا إىل اآليت ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التأمين ينطوي على جهالة وغرر‬
‫ال شك أن املشرع‪ ،‬يف تصنيفه للعقود املسماة يف الكتاب الثاين من التقنني املدين‪ ،‬نظم أحكام التأمني يف الباب االعاشر منه‬
‫حتت تصنيف عقود الغرر‪ .‬ألن التأمني يعد من العقود االحتمالية اليت تكون فيها التزامات األطراف غري حمددة يف وقت إبرامها‪،‬‬
‫فضالً عن كون اخلطر املؤمن منه حمتمل الوقوع يف ذاته وتارخيه‪ .‬فاملؤمن له قد يدفع كل أقساط التأمني‪ ،‬وطاملا أن اخلطر املؤمن‬

‫]‪[11‬‬
‫منه مل يتحقق فال حيصل على شئ من مبلغ التأمني‪ ،‬واملؤمن قد يلتزم بالوفاء مببلغ التأمني كامالً عند حتقق اخلطر املؤمن منه بعد‬
‫إبرام العقد بالرغم من أن املؤمن له مل يدفع من األقساط إال اليسري‪.‬‬
‫وملا كانت الشريعة اإلسالمية تنهى عن الغرر يف عقود املعاوضات وكذلك تنهى عن اجلهالة الفاحشة يف املعقود عليه يف هذه‬
‫العقود‪ ،‬وكان التأمني ينطوي على الغرر واجلهالة فلذلك ميكن نعته بعدم املشروعية‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الـتأمين فيه شبهة القمار‬
‫ال شك أن الشريعة اإلسالمية تنهى عن القمار (امليسر) بنصوص قطعية الداللة والثبوت ‪ ،‬ولذلك ذهب بعض أنصار عدم‬
‫مشروعية التأمني إىل أنه ينطوي على قمار أو يف معىن القمار أو شبهة القمار‪ ،‬حيث أن القمار يقوم على جهالة مطلقة فيما‬
‫يدفع وما يقبض‪ ،‬والتأمني فيه شبهة ذلك أو يف معناه‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬التأمين فيه التزام بما ال يلزم‬
‫إن أحكام الضمان‪ ،‬سواء أكان التزاماً بالعقد أو إلزاماً بالشرع مىت توافرت أسبابه‪ ،‬ال تنطبق على التأمني لعدم توافر شروط‬
‫الضمان فيه ال مبعناه اخلاص (الكفالة) ألن املؤمن ال يعد كفيالً (عينياً أو شخصياً) للمؤمن له‪ ،‬وال مبعناه العام (العدوان) ألن‬
‫املؤمن ال يلتزم بالوفاء مببلغ التأمني باعتباره متعدياً‪ ،‬بل يدفعه باعتباره مؤمناً لتحقق اخلطر الذي ليس هو مصدره‪.‬‬
‫وبناء على ذلك فإن التزام املؤمن له بدفع القسط والتزام املؤمن له بالوفاء مببلغ التأمني عند حتقق اخلطر املؤمن منه‪ ،‬تعد من قبيل‬
‫االلتزام مبا ال يلزم شرعاً‪ ،‬لعدم وجود سبب يقتضى وجوب مثل ذلك وعقد التأمني ال يصلح سبباً شرعاً لوجوب الضمان‪.‬‬
‫ومل ينته املطاف ببعض أنصار عدم مشروعية التأمني عند ما ذكر ‪ -‬آنفاً ‪ -‬بل ذهبوا إىل أنه ينطوي على أكل أموال الناس‬
‫بالباطل وفيه الربا احملرم شرعاً وأن معظم شروطه فاسدة‪ ،‬وفيه عدم التسليم بالقضـاء والقدر وأن التعامل به يتعارض من األمر‬
‫بالتوكل على اهلل ‪ ،‬وتفويض األمر إليه …اخل‪.‬‬
‫االتجاه الثاني ‪ :‬مشروعية التأمين‬
‫يذهب أنصار هذا االجتاه‪ ،‬إىل النقيض من سابقه‪ ،‬والقول مبشروعية التأمني بكل أشكاله وأنواعه‪ ،‬سواء أكان تأميناً تعاونياً‪ ،‬أم‬
‫كان تأميناً جتارياً ‪ ،‬أم كان تأميناً من األضرار ‪ ،‬أم كان تأميناً على األشخاص ‪ ،‬وسندهم يف ذلك املصلحة اليت حيققها التأمني‬
‫وتغليب إجيابياته على سلبياته والبعد عن يل زمام النصوص لالنتصار للرأي أكثر من للحق‪ ،‬باإلضافة إىل أن معرفة املعاين فهم‬
‫وإدراك املرامي فقه ‪ .‬واستدلوا على قوهلم باآليت ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬التأمين يحقق التعاون والتضامن االجتماعي‬
‫عرفنا أن التأمني يقوم على فكرة تشتيت اآلثار املالية املرتتبة على حتقق اخلطر املؤمن منه على أكرب عدد من الناس (املؤمن هلم)‬
‫بدالً من أن يتحملها أحدهم يف حالة عدم وجود التأمني ‪.‬‬
‫وىف ضوء هذا يتبني أن التأمني حيقق قدر من التعاون والتضامن االجتماعي بني أفراد اجملتمع املؤمن هلم وغريهم‪ ،‬فاملؤمن هلم‬
‫يساهم كل منهم مع اآلخر يف ختفيف اآلثار املرتتبة على حتقق املخاطر‪ ،‬وغري املؤمن هلم يرفع عنهم عبء حتول الذين حلق هبم ‪،‬‬
‫خلطر إىل عالة عليهم‪ ،‬وإذا كان أحدهم قد أضري من حتقق اخلطر املؤمن منه فإنه يضمن احلصول على حقه يف التعويض وال سيما‬
‫يف التأمني من املسئولية مع تعني املضرور مستفيداً‪.‬‬
‫وإذا كان التأمني على هذا النحو فإنه يكون عني ما حتض عليه شريعة اإلسالم بنصوص قطعية الداللة والثبوت‪ ،‬كقوله ‪..." :‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وقوله ‪ ":‬يا أيها الذين‬ ‫وتعاونوا على البر والتقوى وال تعاونوا على اإلثم والعدوان واتقوا اهلل إن اهلل شديد العقاب "‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬‬ ‫آمنوا خذوا حذركم ‪" ..‬‬

‫‪ - 7‬سورة املائدة‪ ،‬ج ‪ ،1‬آية ‪.7‬‬


‫‪ - 7‬سورة النساء‪ ،‬ج ‪ ،5‬آية ‪.17‬‬
‫]‪[12‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التأمين يبث الطمأنينة‬
‫نوهنا آنفاً أن التأمني يف معناه العام هو " األمن من الخوف" ورأينا‪ ،‬عند احلديث عن وظائفه‪ ،‬أنه يبث الطمأنينة يف نفوس املؤمن‬
‫هلم على حنو يدفع عنهم خشية املخاطر واألمن والطمأنينة حاجة فطرية فطر اهلل عليها اإلنسان وجعلها علة األمر بعبادته لقوله ‪:‬‬
‫‪ ‬فليعبدوا رب هذا البيت * الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف‪‬‬
‫ثالثا ‪ :‬التأمين من العقود المستحدثة‬
‫ال شك أن اختالف الرأي يف الفقه اإلسالمي حول حكم التأمني بني املشروعية وعدمها والبني بني‪ ،‬كان السبب ملباشر فيه هو‬
‫خلو أصول املذاهب الفقهية من أحكام تنظمه‪ ،‬نظراً حلداثته ‪ .‬وعندئذ فال جيوز قياس التأمني على عقد أو نظم معروفة يف الفقه‬
‫اإلسالمي‪ ،‬فهو عقد جديد له مقوماته وخصائصه‪.‬‬
‫وال يوجد مانع شرعي حيول دون تقرير مشروعيته ‪ ،‬وذلك استصحاباً لألصل يف املعامالت وهو اإلباحة وال سيما أن غالبية الفقه‬
‫جيمع على أن العقود يف الشريعة اإلسالمية مل ترد على سبيل احلصر‪ ،‬فهي كسائر النظم القانونية نظمت العقود اليت يغلب أن يقع‬
‫هبا التعامل يف احلياة العملية يف زمنهم‪ ،‬وملا كانت شريعة صاحلة لكل زمان ومكان فإنه خولت املخاطبني هبا إنشاء عقود جديدة‬
‫مىت اقتضتها حاجة سوق التعامل طاملا أهنا مل تنطوي على خمالفة ملبادئها العامة ‪ ،‬وظاهر أن عقد التأمني ال ينطو على مثل هذه‬
‫املخالفة وأن حاجة العصر احلاضر تقتضيه‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬خلو التأمين من شبهة المقامرة‬
‫نوهنا آنفاً أن االجتاه الذي يرى عدم مشروعية التأمني كان من أدلته هو انطواءه على شبهة املقامرة‪ ،‬وهذا قول جيانب احلقيقة‬
‫فالتأمني ليس من املقامرة يف شيء ‪ ،‬فالقمار ال يرد على ربح مضمون بل يرد على عمل غري مشروع هو إيقاع أحد األطراف يف‬
‫خطر ليخسر فريبح اآلخر‪ ،‬أي أن املكسب واخلسارة فيه متت بصلة ألحد األطراف بينما التأمني خيلو من هذا متاماً ألن من‬
‫شروطه اجلوهرية أال يكون حتقق اخلطر راجعاً إلرادة أحد طريف العقد وخمالفة ذلك يرتتب عليه البطالن فضالً عن كون القمار نوع‬
‫من اللعب باحلظوظ ومقتلة لألخالق باإلضافة إىل أن التأمني من قبيل املعاوضة املفيدة لطرفيه ‪ ،‬فهناك ربح للمؤمن ووعد باألمان‬
‫للمؤمن له‪ ،‬أما القمار فال فائدة تعود على اخلاسر من ربح الفائز وبذلك فإن التأمني ال ينطو على ما خيالف نظام التعاقد‬
‫الشرعي‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬الغرر في التأمين غير مفسد له‬
‫ال ريب أنه ال أحد جيادل يف أن التأمني من العقود االحتمالية اليت تنطوي على قدر من الغرر ‪ ،‬وأن الغرر الفاحش يف املعاوضات‬
‫منهي عنه شرعاً‪ .‬فالغرر املنهي عنه هو الذي يؤدى إىل املنازعة ‪ ،‬ويرجع يف ذلك إىل ما تعارف عليه الناس والغرر املقصود بالنهى‬
‫هو الذي يكون أصل املعاوضة قائماً على خماطرة يف معىن القمار أو الرهان‪ ،‬حبيث تكون نتائجه ليست معاوضة حمققة للطرفني بل‬
‫رحباً لطرف وخسارة آلخر حبسب املصادفة‪.‬‬
‫غري أن الغرر يف التأمني يسري‪ ،‬فضالً عن كون أن الغرر جيوز إذا ما دعت إليه ضرورة‪ ،‬باإلضافة إىل أن املعاوضة يف التأمني حمققة‬
‫للطرفني‪ ،‬فالقسط يقابله الوعد باألمان وليس فقط قبض مبلغ التأمني‪.‬‬
‫االتجاه الثالث ‪ :‬مشروعية بعض صور التامين دون البعض األخر‬
‫رأينا أن التأمني‪ ،‬باعتباره نظاماً مستحدثاً‪ ،‬قد تأرجح به الرأي بني املشروعية وعدمها مجلة وتفصيالً‪ ،‬إال أن هذا االجتاه مل يعرف‬
‫املشروعية وعدمها على التأمني مجلة وتفصيال ‪ ،‬بل ذهب إىل عدم مشروعية بعض صور التأمني وال سيما التأمني على احلياة‬
‫ملصلحة املؤمن له‪ ،‬وذهب كذلك إىل مشروعية البعض اآلخر وبصفة خاصة التأمني من املسئولية‪.‬‬
‫واستند أنصار هذا االجت اه إىل أدلة االجتاه األول بالنسبة للصور اليت رأوا فيها عدم املشروعية وإىل أدلة االجتاه الثاين بالنسبة للصورة‬
‫اليت قالوا فيها باملشروعية‪.‬‬
‫]‪[13‬‬
‫رأينا في ما مدى مشروعية التأمين‬
‫بادئ ذي بدء نشري إىل أن مجيع الذين أدلوا بوجهة نظرهم حول مدى موافقة التأمني ألحكام الشرع احلنيف ‪ ،‬سواء الذين قالوا‬
‫باملشروعية وعدمها ومن فصل يف ذلك ‪ ،‬علماء أصحاب فضل وشرف قدر وال جيب أن يبخسوا حقهم‪.‬‬
‫وىف تقديرنا أن االجتاه الثاين ‪ ،‬القائل مبشروعية التأمني ‪ ،‬هو األرجح ألنه حيقق املصلحة يف زمن تعاظمت فيه املخاطر اليت يتعرض‬
‫إليها اإلنسان‪ ،‬على حنو ميكن القول معه بأن احلاجة اليت تنزل منزلة الضرورة تقتضيه يف وقت غاب فيه النظام الذي خيلو من‬
‫(‪)1‬‬
‫‪:‬‬ ‫احملاذير الشرعية‪ ،‬وزمن يغلب عليه طابع األنانية الفردية‪ .‬باإلضافة إىل وجود شواهد يف الشرع ال تأباه وسندنا يف ذلك اآليت‬
‫‪ -7‬األصل يف املعامالت اإلباحة إال إذا ورد الدليل على حترميها واألصل يف العبادات احلرمة إال ما ورد الدليل على حلها‪ .‬وملا مل‬
‫يرد يف أحكام الشرع ما حيول دون استحداث املخاطبني به عقود حتقق مصلحتهم مبا يف ذلك عقد التأمني‪ ،‬طاملا أنه ال ينطو على‬
‫حماذير شرعية‪ ،‬إال اليت ميكن التجاوز عنها عند الضرورة أو احلاجة اليت تنزل منزلتها‪ ،‬كالغرر اليسري مثالً ‪.‬‬
‫‪ -7‬حث اهلل املؤمنني بأن يأخذوا حذرهم عند مواجهة األخطار ‪ ،‬أي أن يعدوا لكل أمر عدته حىت ال تدامههم األخطار وهم يف‬
‫عفلة عن شئوهنم‪.‬‬
‫‪ -9‬ما روى عن الرسول أن املسألة سحت ال حتل إال أحد من ثالثة ‪ :‬رجل أصابت ماله جائحة‪ ،‬ورجل حتمل محالة‪ ،‬ورجل‬
‫أصابته فاقة ‪ ،‬فإذا كان الرسول وضع قاعدة عامة تقضى بتحرمي املسألة وأستثىن منها اجلائحة اليت تصيب املال واحلمالة والفاقة‬
‫وملا كانت املسألة تأباها الفطرة السليمة حىت مع توافر االستثناء اجملوز هلا‪ ،‬أليس من األكرم لإلنسان أن يدفع بعض ماله آلخر‬
‫ليحفظ عليه ماء وجهه عندما تصبه إحدى هذه الثالث‪ .‬ففي ضوء ذلك يصبح التأمني جائزاً يف مثل هذه احلاالت‪.‬‬
‫‪ -1‬تعاظم املخاطر يف هذا العصر وتردد أصحاب رءوس األموال وسيطرة األنانية ‪ ،‬اليت تضر باملصلحة العامة تقتضى قيام نظام‬
‫قانوين خيفف من وطأهتا‪ ،‬ولقد وجد اإلنسان ضآلته يف نظام التأمني‪.‬‬
‫‪ -5‬أن وىل األمر قد وضع األحكام املنظمة لعمليات التأمني يف بعض صورها يف مستعمالً يف ذلك الرخصة اليت خوهلا له اهلل يف‬
‫وضع األحكام اليت تقتضيها املصلحة العامة‪ ،‬ألنه مكلف حبراسة الدين وسياسة الدنيا ‪.‬‬
‫‪ -1‬أن توجيه دفة االقتصاد والسيطرة عليه ليس يف يد أبناء الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وال سيما يف ظل االتفاقيات الدولية وبصفة خاصة‬
‫اتفاقية " الجات "‪ .‬والتأمني يعد دعامة أساسية يف البناء االقتصادي يف اجملتمع‪.‬‬
‫والشريعة اإلسالمية منظومة متكاملة‪ ،‬ال تتناغم إال بتطبيقها يف شىت مناحي احلياة بشكل متكامل‪ ،‬وعندئذ فإن البحث‬
‫عن املشروعية يف جزئية التأمني بصفة مستقلة يعد ضرباً من العبث الذي ال يقبله رب الشريعة وال مبلغها وال اجتهديه‬
‫‪ -1‬عموم البلوى‪ ،‬التأمني بات له قدماً ثابتة يف العديد من اجملاالت ‪ ،‬على حنو ميكن القول معه بعموم البلوى‪ ،‬حيث تعارف به‬
‫الناس وتواضعوا عليه‪ ،‬فهو وصل إىل نقطة أال عودة‪ .‬وأن القول بعدم املشروعية جيلب املشقة اليت تنهى عنها أصول الشريعة‬
‫اإلسالمية اليت تذهب إىل أن املشقة جتلب التيسري‪.‬‬

‫‪ -7‬التأمني باعتباره نظاماً مستحدثاً يف نطاق املعامالت وعدم انسجامه مع أحكام العقود املعروفة يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬ونظراً لعدم تعرض الفقهاء األوائل له بالتقعيد‪ ،‬أحدث خالفاً‬
‫بني احملدثني من الفقهاء‪ ،‬فمنهم من قال باملنع ومنهم من قال باإلباحة‪ ،‬ومنهم من قال باملنع لبعض أنواعه واإلباحة للبعض اآلخر‪.‬‬
‫ويصدق يف عقد التأمني ما ذهب إليه د‪ /‬مصطفى أمحد الزرقا يف حبثه املقدم ألسبوع الفقه اإلسالمي ومهرجان ابن تيميه بدمشق‪ ،‬يف الفرتة من ‪ 77-71‬شوال سنة ‪ 7981‬هـ –‬
‫اجمللس األعلى لرعاية الفنون واآلداب والعلوم االجتماعية‪ ،‬ص‪ – 917‬حتت عنوان " عقد التأمني وموقف الشريعة اإلسالمية منه " حيث أنه قال يف الفقرة الثالثة من التمهيد " …‪.‬‬
‫فجدير بفقهاء الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وقد تغلغل نظام التأمني وعقده هذا التغلغل يف حياة الناس أن يعنوا بدراسته‪ ،‬دراسة حتليلية وتفصيلية تقوم على حقائق الواقع وهدى نصوص‬
‫الشريعة وقواعدها‪ ،‬وأن حيددوا موقفها منه باجتهاد ضروري يتحرى فيه الوصول إىل احلكم األقرب إىل وجه الشريعة اإلسالمية واألشبه بنظامها الفقهي وتوجيهها العلمي‪ ،‬ومقتضى‬
‫نصوصها وقواعدها‪ ،‬سواء أكان سلبياً ذلك املقتضى أو إجيابياً‪ .‬ذلك ألن هذه الشريعة – وهى الشريعة اخلالدة ذات النظام القانوين الكامل بنصوصه اخلاصة والعامة وبقواعده احمليطة‬
‫– ال ميكن أبداً أن تقف حريى جتاه احلوادث املستجدة ال جتد فيه جواباً‪ ،‬وال أن ختلو من األدلة الكافية على حتديد موقف اإلسالم‪ ،‬ووجهة نظره يف كل وضع من األوضاع وعمل‬
‫من األعمال وتصرف من التصرفات كما هو مقرر لدى فقهائها الراسخني ‪.‬‬
‫]‪[14‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التأمين في ضـوء قواعد األخالق‬
‫ال شك أن املقامرة والرهان تعد من األمور اليت تأباها األخالق – كقاعدة عامة – فكما رأى البعض أن التأمني يصدم بأحكام‬
‫الشرع النطوائه على مثل ذلك ‪ ،‬فذات السبب هو الذي أدى بالبعض بالقول بأن التأمني يف بعض جوانبه يتناىف مع قواعد‬
‫األخالق‪.‬‬
‫غري أن واضعي أحكام التأمني قد حنوها جانباً وقرروا حترميها وأن عقد التأمني الذي ينطوي علـى شـروط تقـرب التـأمني مـن املقـامرة‬
‫يقع هذا العقد باطالً‪ .‬وأبطل العقد – كذلك – إذا كان حتقق اخلطر املؤمن منه بإرادة أحد األطراف‪ .‬فضالً عن كون التأمني يقوم‬
‫– حالياً ‪ -‬على أسس علمية وفنية جتعله يبتعد كثرياً عن املقامرة والرهان‪ .‬واألسس الفنية للتأمني ابتعاده عن املقامرة‪.‬‬
‫ولكي يبقى للتأمني ذا طابع أخالقي فقد جرى العرف التأميين والتشريع املنظم للتـأمني يف معظـم دول العـامل مبـا فيهـا مصـر علـى‬
‫وضع العديد من القواعد اليت تضمن بقاء التأمني يف حظرية األخالق‪.‬‬
‫ومــن القواعــد الــيت جتعــل التــأمني يف حظــرية األخــالق‪ ،‬قاعــدة عــدم جــوز التــأمني ضــد اخلطــر العمــدي حــىت ال يــؤدى إىل شــعور‬
‫(‪(1‬‬
‫‪،‬وتــوفري احلمايــة‬ ‫الشـخص بــاال مبــاالة وعــدم املســئولية واإلمهـال‪ ،‬وكــذلك إبـراء ذمــة املــؤمن يف حالــة انتحــار املــؤمن علــى حياتــه‬
‫املؤمن له باعتباره والطرف الضعيف يف عقد اإلذعان‪ ،‬وذلك ألن املؤمن له يريد أن يتجنب اخلوف ومفاجآت املستقبل‪.‬‬
‫ومــن مظــاهر الطــابع األخالقــي للتــأمني مبــدأ التعــويض مــن األضـرار حيــث يرتتــب علــى ذلــك املبــدأ عــدم جـواز اإلثـراء مــن التــأمني‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬باإلضـافة إىل اشـرتاط أن يكـون حمـل التـأمني مصـلحة اقتصـادية‬ ‫فيجب أن يقتصر على تعويض ما يصـيب األمـوال مـن أضـرار‬
‫مشروعة تعود على الشخص من عدم حتقق اخلطر املؤمن منه )‪.(3‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪،‬أي جيــب أن يتصــرف املــؤمن لــه سـواء عنــد إبـرام‬ ‫والتــأمني‪ ،‬كســائر العقــود‪ ،‬جيــب أن يــتم وينفــذ وفــق مقتضــيات حســن النيــة‬
‫العقد أو أثناء تنفيذه حبسن نية‪ ،‬أي بطريقة تتفق مع األخالق‪.‬‬
‫القسم الرابع ‪ :‬أسس ومبادئ التأمين‬
‫لقد اختلف الفقهاء يف بيان حتديد أسس التأمني ‪ ,‬فمنهم من يركز على األساس االقتصادي و األخر على األساس القانوين ‪,‬‬
‫و منهم من يرى أن أساسه فين ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬أسس التأمين‬
‫أوال ‪ :‬األساس االقتصادي للتأمين‬
‫يعتمد باألخص على نظريتني إال أهنم اختلفوا حول معيار حتديد هذا األساس فمنهم من يرجعها إىل فكرة احلاجة و البعض اآلخر‬
‫يرجعها إىل فكرة الضمان ‪.‬‬
‫أ‪ -‬نظرية التأمين و الحاجة‬
‫يركز أصحاب هذه الفكرة بأن التأمني هو ناتج عن احلاجة للحماية و األمن‪ ,‬و ذلك أ ّن أي خطر حيتمل الوقوع يف املستقبل‬
‫يدفع اإلنسان إىل محاية ذمته املالية أو حياته أو سالمة جسمه من هذا اخلطر‪ .‬فهاته النظرية متتاز بكوهنا تفسر كافة أنواع التأمني‬
‫من األضرار حيث توجد احلاجة للحماية من خطر معني ‪ ,‬كما أهنا تفسر غالبية أنواع التأمني‪.‬‬

‫‪ -1‬تنص الفقرة األوىل للمادة ‪ 17‬من قانون التأمينات على أنه " ال يكتسب ضمان التأمني يف حالة الوفاة ‪ ،‬إذا انتحر املؤمن له مبحض إرادته وعن وعي خالل السنتني األوليني‬
‫من العقد ‪ ،‬وال يلزم املؤمن إال بإرجاع الرصيد احلسايب الذي تضمنه العقد إىل ذوي احلقوق ‪".‬‬
‫‪ -7‬تنص املادة ‪ 179‬مدين على أنه " ال يلتزم املؤمن يف تعويض املؤمن له إال عن الضرر الناتج عن وقوع اخلطر املؤمن منه بشرط أال جياوز ذلك قيمة التأميـن"‪.‬‬
‫‪ -9‬تنص املادة ‪ 177‬مدين على أنه " تكون حمالً للتأمني كل مصلحة اقتصادية مشروعة تعود على الشخص من عدم وقوع خطر معني "‪.‬‬
‫‪ -1‬تنص الفقرة األوىل للمادة ‪ 711‬مدين على أنه " جيب تنفيذ العقد طبقاً ملا اشتمل عليه و حبسن نية "‪.‬‬
‫]‪[15‬‬
‫نقد النظرية‬
‫يؤخذ على هذه النظرية ‪ ،‬أهنا غري مانعة و غري جامعة‪ .‬غري مانعة ألهنا ال متنع دخول أنظمة أخرى يف نطاقها غري التأمني ‪ ,‬مثل‬
‫مجعيات االدخار ‪ ،‬واالئتمان التباديل ‪ ،‬بالرغم من أهنا ال تدخل ضمن أطر التأمني ‪ .‬و غري جامعة ألهنا ال حتيط بكل أنواع‬
‫التأمني حيث توجد بعض أنواع التأمني ال ينطبق عليها معيار احلاجة الذي بنيت عليه هذه النظرية‪ .‬مثل التأمني على احلياة‬
‫ملصلحة شخص آخر مستفيد ‪ ،‬يف هذه احلالة هذا الشخص ال هتمه حياة املؤمن له ‪ ،‬وبالتايل ال توجد لدى املستفيد احلاجة إىل‬
‫احلماية ‪ ،‬وبالتايل فإن معيار احلاجة خيرج من بعض صور التأمني ‪.‬‬
‫ب‪ -‬نظرية التأمين و الضمان‬
‫يعتمد أصحاب هذه النظرية على أ ّن اخلطر يسبب لإلنسان حالة عدم ضمان اقتصادية تتمثل يف هتديد املركز املايل و االقتصادي‬
‫و التأمني هو الذي حيقق من الناحية املادية ضمان هلذا املركز االقتصادي املهدد‪.‬‬
‫نقد النظرية‬
‫يؤخذ على هذه النظرية أهنا ال تتصدى لبيان أساس التأمني ‪ ,‬ذلك أن معيار الضمان اليت تقوم عليه هاته النظرية ليس إال نتيجة‬
‫من النتائج االقتصادية اليت يرتتب على التأمني بعد إبرامه ‪ .‬و من مث ال تصلح أساسا له ‪ ,‬زيادة عن ذلك فإن الضمان ال يقتصر‬
‫على التأمني فقط حيث حتقق أنظمة أخرى لألفراد هاته اخلاصية دون أن يطلق عليها صفة التأمني ‪ .‬مثل مؤسسات الضمان‬
‫االجتماعي ‪ ،‬كما أن هذا املعيار ال يوجد يف صورة التامني على األشخاص ‪ ،‬ألن املؤمن له ال يتضرر مركزه االقتصادي ‪ ،‬وبالتايل‬
‫ال ميكن االكتفاء باألساس االقتصادي كفكرة بين عليها التأمني ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬األساس القانوني للتأمين‬
‫يرى أنصار هذا املذهب أي أساس التأمني قانوين حمظ لكن اختلفوا يف كيفية حتديد معيار أو العنصر الذي يعتمد عليه‪ ,‬فالبعض‬
‫يرى أن اخلطر هو املعيار القانوين احملدد للتأمني الذي ينتج عنه الضرر الذي يسببه ‪ ,‬بينما يرى طرف آخر بأن التعويض أي مبلغ‬
‫التأمني الذي يدفعه املؤمن للمؤمن له ‪ .‬وهو املعيار القانوين للتأمني ‪.‬‬
‫أ‪ -‬نظرية التأمين و الضر‬
‫يرى هذا االجتاه أن التأمني البد أن يستهدف إصالح ضرر حمتمل ‪ ,‬إذ أن التأمني هو نظام احلماية من أخطار حمتملة الوقوع يف‬
‫املستقبل‪ ,‬وهو ال حيقق هاته احلماية إال إذا كان اهلدف منه إصالح الضرر الذي يسببه اخلطر ‪.‬‬
‫وقد توسعت هذه النظرية يف معىن الضرر ليشمل اخلسارة يف ذمة اإلنسان املالية ‪ ,‬أو منع حتقق كسب ‪ ،‬و على ذلك فإن الضرر‬
‫هو أساس التأمني ‪.‬‬
‫نقد النظرية‬
‫فالتأمني على احلياة ملصلحة الغري الذي الهتمه حياة املؤمن له ‪ ،‬ال يلحق املستفيد من التأمني أي ضرر ‪ ،‬بل بالعكس يعود‬
‫عليه بالنفع ‪ ،‬ونفس األمر بالنسبة للتأمني على احلياة حلال البقاء ‪ ،‬حيث أن املؤمن له حيصل على مبلغ التأمني احملدد يف العقد ‪،‬‬
‫اذا بقي حي عند تاريخ معني مع أنه ال يصيبه أي ضرر ‪ ،‬وعليه فإن هذا املعيار ال يصلح أساسا لكافة أنواع التأمني على الرغم‬
‫من أن أنصار هذه النظرية يؤكدون على وجود عنصر الضرر فيها ‪.‬‬
‫ب‪ -‬نظرية التأمين و التعويض‬
‫يرى أنصار النظرية أن أساس التأمني ليس الضرر يف ح ّد ذاته ‪ ,‬و إمنا اهلدف من التأمني هو التعويض‪ ,‬أي مبلغ التأمني الذي‬
‫يدفعه املؤمن للمؤمن له عند وقوع اخلطر‪ ,‬ألن هذا التعويض يوجد يف كافة أنواع التأمني عكس اخلطر الذي ينعدم يف بعض أنواع‬
‫التأمني ‪.‬‬

‫]‪[16‬‬
‫نقد النظرية‬
‫هذه النظرية ال تعتمد على األسس القانونية بل تعتمد على األسس الفنية وهي إجراء مجع بني املسامهات اخلاصة باملؤمن هلم‬
‫وإجراء املقاصة بينهم وفقا ملبادئ اإلحصاء وكلها أسس فنية ال قانونية ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬األساس الفني للتأمين‬
‫يرى الفقهاء الذين نادوا هبذا املذهب تأسيس التأمني وفق أسس فنية وذلك بإحداث عملية تعاون يقوم هبا املؤمن بتنظيمها‬
‫بتجميع املخاطر اليت يتعرض هلا و إجراء املقاصة بينهم وفق قوانني اإلحصاء‪ ,‬غري أهنم انقسموا إىل فريق ينادي حبلول التعاون‬
‫املنظم على أساس سبيل التبادل املبين على الصدفة البحتة ‪ ,‬و فريق ينادي بنظرية التأمني كمشروع منظم فنيا ‪.‬‬
‫أ‪ -‬نظرية حلول التعاون المنظم على سبيل التبادل محل الصدفة البحتة‬
‫تعتمد هذه النظرية يف حقيقة األمر على عملية التعاون بني املؤمن هلم الذين تواجههم خماطر متشاهبة ‪ ,‬فاملؤمن هلم هم الذين‬
‫يضمنون تغطية خماطرهم بأنفسهم ‪ ،‬بدال من مواجهة كل شخص منهم اخلطر وحده ‪ ،‬و يقتصر دور املؤمن على إدارة و تنظيم‬
‫هذا التعاون وفقا ألسس فنية متكنه من حتديد القسط الذي يدفعه كل عضو واملتناسب مع درجة احتمال وقوع اخلطر‪ .‬وهبذا‬
‫يكون حلول التعاون املنظم حمل الصدفة هو أساس التأمني ‪.‬‬
‫نقد النظرية‬
‫لقد اعتمدت هذه النظرية على األساس الفين مهملة األساس القانوين الذي هو مكمل للجانب الفين للتأمني‪ ,‬و هذا ما يولد‬
‫نقص فيما مدى فعالية هذه العملية إذا اهتمت بعملية التعاون املنظم الذي يقوم جبلب املنفعة للمؤمن ومل هتتم مبركز املؤمن له و‬
‫حقوقه و التزاماته و بالتايل هناك فجوة يف هاته النظرية يستوجب استدراكها من خالل اجلمع بني كل من املعيار القانوين و املعيار‬
‫الفين للتأمني ‪.‬‬
‫ب‪ -‬نظرية التأمين كمشروع منظم فنيا‬
‫يعتقد أصحاب هذه النظرية أن عقد التأمني يتطلب مشروع منظم ألنه ليس كباقي العقود ألنه ينطوي على عملية فنية هتدف‬
‫إىل جتميع املخاطر و إجراء املقاصة بينهم ‪ ،‬و حتديد القسط الذي يدفعه املؤمن له ‪ .‬و لذلك فإن عقد التأمني البد أن يربم عن‬
‫طريق هذا املشروع املنظم فنيا ‪ .‬هذا التنظيم هو الذي يعترب األساس الفين للتأمني ‪.‬‬
‫‪ -‬نقد النظرية‬
‫ل قد أجنبت هذه النظرية عنصرا جديدا وهو املعيار الفين لعقد التأمني غري أنه غري كايف ‪ ,‬ألن املعيار اليت تأخذ به هذه النظرية‬
‫ال يقتصر على التأمني فحسب ‪ ،‬بل يوجد العديد من عمليات املضاربة تدار بواسطة مشروعات منتظمة فنيا‪ ,‬دون أن يطلق‬
‫عليها وصف التأمني ‪ .‬مثل املقامرة والرهان ‪.‬‬
‫كما أن بعض صور التأمني ال يكون عبارة عن مشروع منظم فنيا مثل التأمني التعاوين الذي اليعتمد على األسس الفنية لقانون‬
‫اإلحصاء يف حتديد االشرتاكات مثال ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬االتجاه الحديث‬
‫مما سبق يظهر بأن النظريات السابقة تنظر إىل جانب واحد من جوانب التأمني حيث يقتصر بعضها على اجلانب االقتصادي‬
‫و البعض اآلخر على اجلانب القانوين و الفين ‪ ,‬لكن يف حقيقة األمر ال ميكن االستغناء عن معيار من هذه املعايري الثالث أو‬
‫الفصل بينهما يف عقد التأمني‪ ,‬إذاً فالتأمني هو التعاون بني املؤمن هلم القائم على أسس فنية الذي ينظمه املؤمن و يلتزم فيه‬
‫بتغطية اخلطر مقابل التزام املؤمن هلم بدفع األقساط‪ ,‬من هذا نستنتج بأن عقد التأمني ينطوي على أسس قانونية و اقتصادية و‬
‫فنية جتعله يتميز عن باقي العقود األخرى ‪.‬‬

‫]‪[17‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬المبادئ األساسية التي تحكم التأمين‬
‫هناك اجموعة من املبادئ اليت يقوم عليها عقد التأمني‪ ،‬وهذه املبادئ ال تنبعث من فراغ ولكنها تستمد وجودها وقوهتا‬
‫واستمرارها من القوانني والتشريعات اليت تصدرها الدولة يف اجال العمل التأميين‪.‬‬
‫هذه املبادئ هي دعائم أساسية وتعترب من أسس قيام العمل التأميين‪ ،‬ومن غريها يفقد العمل التأميين الصفة القائم عليها واهلدف‬
‫الذي جعل من أجله كفكرة ونظام‪.‬‬
‫ومن اجلدير ذكره أن هذه املبادئ تنقسم إىل قسمني ‪ ،‬قسم يسري على مجيع أنواع التأمني بال استثناء ‪ ،‬وقسم آخر يسري على‬
‫تأمينات املمتلكات واملسئولية املدنية وال يسري على تأمينات احلياة واحلوادث الشخصية‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬المبادئ القانونية التي تسري على جميع أنواع التأمين وهي‪:‬‬
‫أ‪ .‬مبدأ منتهى حسن النية‪.‬‬
‫ب‪ .‬مبدأ املصلحة التأمينية‪.‬‬
‫ج‪ .‬مبدأ السبب القريب‪.‬‬
‫أ‪ -‬مبدأ حسن النية ‪:‬‬
‫يلتزم املتعاقدين باإلدالء جبميع البيانات اخلاصة بعقد التأمني واملطابقة للواقع ‪ ،‬فيكون التصريح من طرف املؤمن له بكل ما لديه‬
‫من معلومات و شروحات ختص عملية التأمني ‪ ,‬ضمن استمارة أسئلة فاألمور املتعلقة بالشيء املؤمن عليه‪ ،‬ال ميكن إال للمؤمن له‬
‫أن يعلمها ‪ .‬أما املؤمن جيب أن يبني بوضوح شروط العقد و االستثناءات الواردة عليه ‪ .‬فحسن النية املتبادلة بني الطرفني هو‬
‫جوهر العملية التأمينية و إخالل هبذا املبدأ يستلزم مباشرة بطالن العقد وعليه يرتتب على هذا املبدأ اآلثار التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬وثيقة التأمني هي الصك الرئيسي املثبت للتعاقد بني املؤمن له واملؤمن ‪.‬‬
‫‪ -‬جيب أن يتوفر لدى كل من طريف عقد التأمني منتهى حسن النية ‪ ،‬مبعىن أن تكون البيانات اليت يديل هبا كل طرف صحيحة‬
‫ودقيقة ‪.‬‬
‫‪ -‬تبين شركة التأمني قرارها بقبول أو رفض التأمني على البيانات اليت يديل هبا املؤمن له ‪ ،‬وتستخدمها يف تقدير القسط الواجب‬
‫سداده ‪ ،‬ويف وضع الشروط اليت تتناسب مع احلالة التأمينية ‪.‬‬
‫‪ -‬تعمل شركة التأمني على التثبت من البيانات اليت يديل هبا املؤمن له ‪ ،‬إال أن هناك أموراً ال ميكن اكتشافها ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا مت اكتشاف أي تالعب يف هذه البيانات ‪ ،‬يصبح عقد التأمني باطالً ‪.‬‬
‫‪ -‬ال جيوز لشركة التأمني أن خترب طاليب التأمني بأية بيانات غري صحيحة لتغريهم على التعاقد معها ‪.‬‬
‫‪ -‬ال جيوز للمؤمن له ( لكي يستحق التعويض ) أن يفتعل حريقاً أو سرقة أو إتالف ليستحق مبلغ التأمني ‪ ،‬فهو هبذا يكون قد‬
‫أخل مببدأ منتهى حسن النية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬مبدأ المصلحة التأمينية ‪:‬‬
‫‪ -2‬مفهوم المصلحة التأمينية ‪:‬‬
‫يعترب مبدأ املصلحة التأمينية من أهم املبادئ اليت ختضع هلا مجيع أنواع عقود التأمني‪ .‬وتتوافر املصلحة التأمينية عندما توجد‬
‫عالقة معينة بني الشخص طالب التأمني (املؤمن له) وبني موضوع التأمني حبيث يرتتب على بقاء الشخص أو الشيء موضوع‬
‫التأمني نفعا معنوياً أو ماديا أو كليهما للمستفيد من التـأمني أو يرتتب على فناء الشخص أو الشيء موضوع التأمني خسارة‬
‫معنوية أو مادية للمستفيد من التـأمني ‪.‬‬

‫]‪[18‬‬
‫ويقصد باملصلحة يف التأ مني معرفة ما إذا كان للمؤمن له أو املستفيد مصلحة من عدم وقوع اخلطر املؤمن منه ‪ ،‬ومن أجل هذه‬
‫املصلحة أمن من هذا اخلطر ‪ ،‬حىت إذا وقع واصطدم وقوعه مع املصلحة يف عدم وقوعه ‪ ،‬وحلق املؤمن أو املستفيد ضرر نتيجة‬
‫ذلك ‪ ،‬رجع على شركة التأمني بتعويضه عن هذا الضرر ‪.‬‬
‫‪ -1‬شروط المصلحة التأمينية ‪:‬‬
‫لقد أكد املشرع اجلزائري على أمهية املصلحة يف التأمني مبقتضى أحكام املادتني ‪ 177‬من القانون املدين واملادة ‪ 71‬من قانون‬
‫التأمني ‪ ،‬بأن تكون هذه املصلحة اقتصادية من جهة ومشروعة من جهة أخرى ‪ .‬وعليه جيب أن يتوافرا يف املصلحة التأمينية‬
‫شرطان جوهريان لقيامها واعتبارها ‪ ،‬أوهلما هو أن تكون هناك مصلحة مادية‪ ،‬فال عربة باملصلحة املعنوية ‪ ،‬أي أنه ال بد أن‬
‫يستفيد طالب التأمني مادياً من سالمة وبقاء املمتلكات املؤمن عليها ‪ ،‬ويتضرر مادياً بضرر هذه املمتلكات ‪ ،‬ولعل من أوضح‬
‫األمثلة على املصلحة املادية كمقوم أساسي يف املصلحة التأمينية هو مصلحة الشخص يف املمتلكات اليت ميلكها‪ ،‬فلمالك املركبة‬
‫مثالً مصلحة مادية يف بقاء مركبته سليمة‪ ،‬حيث إنه سيتعرض خلسارة مالية فيما لو حلق مبركبته أي ضرر‪ ،‬وملالك املنزل مصلحة‬
‫مادية يف سالمة وبقاء منزله‪ ،‬حيث إنه سيتعرض حتماً خلسارة مالية فيما لو حلق مبنزله أي ضرر أو خسارة كنشوب حريق يف‬
‫منزله‪ ،‬كما أن للمستأجر أيضاً مصلحة مادية يف سالمة املنزل الذي استأجره والذي رمبا سيكون مسؤوالً عن دفع تكاليف‬
‫اإلصالح يف حالة تعرض املنزل للضرر وسيكون عليه أيضاً دفع اإلجيار حىت لو كان املنزل غري صا ح للسكن ‪.‬‬
‫أما الشرط الثاين الذي جيب أن يتوافر يف املصلحة التأمينية فهو أن تكون املصلحة مشروعة أو قانونية‪ ،‬حبيث ال ُختل بالنظام العام‬
‫أو اآلداب العامة‪ ،‬إذ ال يصح التأمني على املسروقات واملمنوعات مثالً‪ ،‬ورغم وجود مصلحة لطالب التأمني يف التأمني على هذه‬
‫املمتلكات‪ ،‬إال أهنا مصلحة ال يُقرها أو يعرتف هبا القانون‪.‬‬
‫‪ -3‬أهمية المصلحة التأمينية‬
‫ميكن إيعاز ضرورة توافر املصلحة التأمينية لسببني رئيسيني‪:‬‬
‫السبب األول ‪ :‬هو احلد من مؤثرات اخلطر املعنوية‪ ،‬أو مبعىن آخر احلد من اخلطر األخالقي‪ ،‬فلو سلَّمنا بعدم ضرورة وجود‬
‫املصلحة التأمينية يف عقود التأمني‪ ،‬فإننا بذلك سنسمح بظهور من ُميلي عليه ضمريه التأمني على ممتلكات غريه بنية إحلاق الضرر‬
‫هبا واحلصول على مكاسب غري مشروعة من وراء ذلك‪ ،‬فقد يعمد شخص ما إىل التأمني على خيت فاخر تعود ملكيته لشخص‬
‫آخر‪ ،‬ومن مث يقوم حبرقه أو إغراقه من أجل احلصول على تعويض اجز من شركة التأمني‪.‬‬
‫أما السبب الثاني ‪ :‬والذي حيتم ضرورة توافر املصلحة التأمينية يف عقود التأمني‪ ،‬فهو ملنع املقامرة أو املراهنة فيها ‪ ،‬فثبوت‬
‫املصلحة التأمينية يف عقود التأمني ضروري ملنع عمليات املقامرة أو املراهنة‪ ،‬ففي ظل عدم وجود هذه املصلحة سيُفسح اجملال‬
‫ليتحول عقد التأمني إىل ساحة من املراهنة واملقامرة ‪ ،‬مما خيالف أحكام ديننا الشريف ويضر بالصا ح العام‪.‬‬
‫البد من وجود مصلحة لشخص املؤمن له من سالمة املال املؤمن عليه‪ ،‬فهذه املصلحة هي اليت تدفع الشخص املؤمن له إلبرام‬
‫عقد التأمني وذلك للحصول على مبلغ التأمني كتعويض له حبال حتقق اخلطر املؤمن ضده ‪.‬‬
‫جـ‪ -‬مبدأ السبب القريب‪:‬‬
‫يشرتط لقيام املؤمن بدفع التعويض أن يكون اخلطر املؤمن ضده هو السبب القريب واملباشر ال السبب البعيد حلدوث اخلسارة‪،‬‬
‫ويقصد بالقرب هنا سببياً ال زمنياً ‪ ،‬مبعىن أن يكون السبب الفعال الذي أدى وقوعه إىل سلسلة من احلوادث أدت يف النهاية إىل‬
‫وقوع اخلسارة املالية‪ ،‬وتتمثل أمهية هذا املبدأ يف أنه حيدد مدى أحقية املؤمن له يف احلصول على التعويض‪.‬‬
‫وعند تطبيق هذا املبدأ قد نواجه بإحدى احلاالت التالية ‪:‬‬
‫‪ -7‬إذا حتقق اخلطر املؤمن منه وكان هو السبب الوحيد لوقوع اخلسارة املالية فال توجد مشكلة‪ ،‬وحيق للمؤمن له احلصول على‬
‫التعويض‪.‬‬
‫]‪[19‬‬
‫‪ -7‬إذا وقع اخلطر املؤمن منه ضمن سلسلة أخطار متتالية ال يوجد خطر منها مستثىن بالوثيقة‪ ،‬فال يوجد مشكلة أيضاً ويستحق‬
‫املؤمن له احلصول على التعويض‪.‬‬
‫‪ -9‬إذا وقع اخلطر املؤمن منه ضمن اجموعة من احلوادث املتتالية منها ما هو مستثىن‪ ،‬ومنها ما هو مغطى بالوثيقة‪ ،‬فيجب أن‬
‫يكون السبب القريب للخسارة هو اخلطر املغطى وليس اخلطر املستثىن بالوثيقة‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬إذا اشرتى شخص وثيقة تأمني على منزله ضد احلريق حيث أنه من املعروف يف هذه الوثائق ما تستثين خطر احلريق‬
‫الناتج عن انفجار األجهزة الكهربائية‪ ،‬وبفرض حدوث انفجار يف أحد األجهزة الكهربائية نتيجة زيادة ضغط التيار الكهربائي يف‬
‫املنزل‪ ،‬مما أدى إىل حدوث حريق هائل أدى إىل خسائر وتلفيات حمتويات املنزل‪ ،‬فمن حق شركة التأمني يف هذه احلالة أن ترفض‬
‫دفع التعويض ألن السبب القريب للحادث هو االنفجار وهو خطر مستثىن من الوثيقة ‪.‬‬
‫ولكن إذا حدث أن قذف شخص غريب يسري يف الشارع سيجارة مشتعلة يف حديقة املنزل أدت إىل حريق أشعل النار يف املنزل‪،‬‬
‫مث نتج عن احلريق انفجار أحد األجهزة الكهربائية‪ ،‬فإن الشركة تلتزم بدفع التعويض ألن السبب القريب للخسارة هو احلريق‪ ،‬وأن‬
‫االنفجار املستثىن جاء ضمن سلسلة احلوادث اليت بدأها خطر احلريق املغطى بالوثيقة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المبادئ القانونية التي تسري على تأمينات الممتلكات والمسئولية المدنية وال تسري على تأمينات الحياة والحوادث‬
‫الشخصية وهي ‪:‬‬
‫أ‪ .‬مبدأ التعويض‬
‫ب‪ .‬مبدأ املشاركة‬
‫ج‪ .‬مبدأ احللول يف احلقوق‬
‫أ‪ -‬مبدأ التعويض‪:‬‬
‫مبقتضى هذا املبدأ ال جيوز بأي حال من األحوال أن يزيد التعويض الذي يدفعه املؤمن للمؤمن له أو املستفيد عن قيمة اخلسائر‬
‫الفعلية احملققة ‪ ،‬وأال يتعدى هذا التعويض حدود مبلغ التأمني أو قيمة الشيء موضوع التأمني (حلظة وقوع اخلطر) أيهما أقل‪.‬‬
‫الهدف من هذا المبدأ‬
‫هو احليلولة دون اإلثراء غري املشروع ومنع أن يكون التأمني وسيلة جلين األرباح بالنسبة للمؤمن له‪.‬‬
‫ولتوضيح الهدف من هذا المبدأ بشكل أفضل نفترض المثال التالي‪:‬‬
‫على فرض أن أحد األشخاص قد اشرتى وثيقة تأمني ضد احلريق على منزله مببلغ تأمني قدره ‪ 711111‬دينار وعلى افرتاض‬
‫حدوث حريق أدى إىل خسارة قدرها ‪ 71111‬دينار‪ ،‬فإذا قدرت قيمة املنزل (قيمة الشيء موضوع التأمني) وقت حدوث احلريق‬
‫مببلغ ‪ 711111‬دينار أيضاً‪ ،‬فإنه ال يعقل أن حيصل صاحب املنزل على تعويض يساوي قيمة املنزل بالكامل أو قيمة مبلغ‬
‫التأمني‪ ،‬ألن معىن ذلك أن قيمة التعويض تساوي ‪ 711111‬دينار‪ ،‬يف حني أن اخلسارة الفعلية احملققة ‪ 71111‬دينار فقط‪،‬‬
‫وبالتايل فإن املؤمن له قد حيصل على ربح مقداره ‪ 81111‬دينار‪ ،‬وهو الفرق بني قيمة املنزل موضوع التأمني وبني قيمة اخلسارة‬
‫الفعلية‪ ،‬وهذا ال ميكن أو ال جيب أن حيدث‪.‬‬
‫وهذه هي احلكمة من مبدأ التعويض‪ ،‬حيث حيصل املؤمن له على ‪ 71111‬دينار فقط تعويضاً للخسارة الفعلية اليت حلقت به‪.‬‬
‫الصعوبات التي تعترض تطبيق هذا المبدأ‪:‬‬
‫ترتكز هذه الصعوبات يف عملية تقدير مبلغ التأمني املناسب أو تقدير قيمة الشيء موضوع التأمني أو تقدير اخلسارة‪ ،‬وذلك نظراً‬
‫لتعدد طرق التقدير‪ ،‬والتغريات املستمرة يف األسعار‪ ،‬ولذلك عادة ما يكون لشركة التأمني احلق يف اإلصالح أو اإلحالل أو إعادة‬
‫الشيء إىل أصله ليعود إىل احلالة اليت كان عليها قبل احلادث مباشرة (وهي من صور التعويض العيين)‪.‬‬

‫]‪[20‬‬
‫الخالصة ‪:‬‬
‫أن مبدأ التعويض يعين أن شركة التأمني حتدد التعويض املستحق يف تأمينات املمتلكات واملسئولية املدنية وفقاً للقاعدة التالية ‪:‬‬

‫التعويض = الخسارة الفعلية‬


‫بحد أقصى مبلغ التأمين أو قيمة الشيء موضوع التأمين (عند‬
‫تحقق الخطر) أيهما أقل‪.‬‬

‫وهلذا يطلق البعض على تأمينات املمتلكات واملسئولية املدنية اسم "تأمينات الخسائر" ألن التعويض فيها يتم على أساس اخلسارة‬
‫وتطبق عليها القاعدة السابقة‪.‬‬
‫أما يف تأمينات احلياة‪ ،‬فال يطبق مبدأ التعويض‪ ،‬حيث يتم االتفاق بني املؤمن واملؤمن له على أن يلتزم املؤمن عند الوفاة مثالً‪،‬‬
‫بدفع مبلغ نقدي معني يسمى مبلغ التأمني‪ ،‬ولذلك يطلق البعض على تأمينات احلياة واحلوادث الشخصية اسم " التأمينات‬
‫النقدية" حيث تطبق القاعدة التالية ‪:‬‬

‫التعويض = مبلغ التأمين‬

‫وعند تطبيق مبدأ التعويض يف تأمينات املمتلكات واملسئولية‪ ،‬تتوقف قيمة التعويض الذي تلتزم به شركة التأمني على درجة كثافة‬
‫(كفاية) التأمني‪.‬‬
‫كثرياً ما حيدث يف تأمينات املمتلكات واملسئولية أن خيتلف مبلغ التأمني عن قيمة الشيء موضوع التأمني حلظة وقوع اخلطر‪،‬‬
‫وتتحدد درجة كفاية التأمني على ضوء مقارنة هاتني القيمتني‪.‬‬
‫وهنا قد نواجه بإحدى ثالث حاالت هي‪:‬‬
‫‪ .2‬التأمين الكافي ‪:‬‬
‫إذا كان مبلغ التأمني يساوي قيمة الشيء موضوع التأمني‪ ،‬فإن كثافة التأمني تساوي واحد صحيح‪ ،‬ويسمى التأمني كافياً‪.‬‬
‫ويستحق املؤمن له وفقاً ملبدأ التعويض تعويضاً كامالً عن مجيع اخلسائر املالية احملققة‪ ،‬حىت لو كانت اخلسائر كلية‪ ،‬أي يتم تطبيق‬
‫العالقة التالية‪:‬‬

‫التعويض = الخسارة الفعلية‬

‫مثال (‪ :)2‬حالة الخسارة الجزئية ‪:‬‬


‫أمن شخص على مصنع ضد احلريق بالشروط التالية‪:‬‬
‫‪ 711111‬دينار‬ ‫‪ -‬مبلغ التأمني‬
‫‪ 711111‬دينار‬ ‫‪ -‬قيمة املصنع عند شراء وثيقة التأمني‬
‫فإذا شب حريق باملصنع أدى إىل خسارة قدرها ‪ 51111‬دينار‪.‬‬
‫املطلوب‪ :‬حتديد درجة كفاية التأمني‪ ،‬وقيمة التعويض الذي يستحقه صاحب املصنع علماً بأن قيمة املصنع مل تتغري عند وقوع‬
‫احلادث‪.‬‬
‫]‪[21‬‬
‫الحل‪:‬‬
‫درجة كفاية التأمني‪ :‬التأمني كافياً ألن مبلغ التأمني يساوي قيمة املصنع عند حدوث احلريق‪.‬‬
‫قيمة التعويض= ‪ 51111‬دينار أي اخلسارة بالكامل طاملا مل تتجاوز مبلغ التأمني أو قيمة الشيء موضوع التأمني‪.‬‬
‫مثال (‪ :)1‬حالة الخسارة الكلية‪:‬‬
‫حل املثال السابق رقم (‪ )7‬على فرض أن اخلسارة كلية‪.‬‬
‫احلل‪:‬‬
‫درجة كفاية التأمني‪ :‬التأمني كافياً ألن مبلغ التأمني يساوي قيمة املصنع عند حدوث احلريق‪.‬‬
‫قيمة التعويض= ‪ 711111‬دينار أي اخلسارة بالكامل طاملا مل تتجاوز مبلغ التأمني أو قيمة الشيء موضوع التأمني‪.‬‬
‫‪ .1‬التأمين فوق الكفاية‪:‬‬
‫إذا كان مبلغ التأمني أكرب من قيمة الشيء موضوع التأمني (والعربة دائماً هبذه القيمة حلظة وقوع اخلطر) فيسمى التأمني فوق‬
‫الكفاية‪ ،‬وطبقاً ملبدأ التعويض ال يستحق املؤمن له تعويضاً أكرب من قيمة اخلسارة‪ ،‬وهذه اخلسارة سوف ال تتعدى بأي حال قيمة‬
‫الشيء موضوع التأمني أو مبلغ التأمني‪ ،‬فاملؤمن له ال ميكن أن خيسر أكثر من قيمة الشيء الذي ميتلكه‪ .‬ولذلك فإن اخلسارة‬
‫سواء كانت جزئية أو كلية فيحصل املؤمن له على تعويض وفقاً للعالقة التالية ‪:‬‬

‫التعويض = الخسارة الفعلية‬


‫بحد أقصى قيمة الشيء موضوع التأمين‬
‫لحظة الخطر‬

‫مثال (‪ :)2‬حالة الخسارة الجزئية ‪:‬‬


‫أمن أحد األشخاص على منزله من خطر احلريق واألخطار املتحالفة معه وأتيحت لك البيانات التالية‪:‬‬
‫‪ 711111‬دينار‬ ‫‪ -‬مبلغ التأمني‬
‫‪ 81111‬دينار‬ ‫‪ -‬قيمة املنزل وحمتوياته‬
‫فإذا وقع حريق باملنزل أدى إىل خسارة وقدرها ‪ 71111‬دينار‬
‫املطلوب‪ :‬حتديد درجة كفاية التأمني‪ ،‬وقيمة التعويض املستحق‪.‬‬
‫الحل‪:‬‬
‫نظراً ألن مبلغ التأمني > قيمة الشيء موضوع التأمني‬
‫> ‪81111‬‬ ‫‪711111‬‬
‫فالتأمني فوق الكفاية ووفقاً ملبدأ التعويض تطبق القاعدة التالية‪:‬‬
‫التعويض = اخلسارة الفعلية‬
‫= ‪ 71111‬دينار‪.‬‬
‫مثال (‪ :)1‬حالة الخسارة الكلية‪:‬‬
‫حل املثال السابق رقم (‪ )7‬على فرض أن اخلسارة كلية‪.‬‬
‫الحل‪:‬‬
‫]‪[22‬‬
‫اخلسارة كلية أي = قيمة الشيء موضوع التأمني = ‪ 81111‬دينار‬
‫وبتطبيق نفس القاعدة السابقة فإن‪:‬‬
‫التعويض = اخلسارة الفعلية = ‪ 81111‬دينار فقط‬
‫وال جيوز حصول املؤمن له على مبلغ التأمني وقدره ‪ 711111‬دينار‪ ،‬ألن يف ذلك إثراء أو ربح بال سبب بالنسبة للمؤمن له‪،‬‬
‫حيث مل تتعدى خسارته مبلغ ‪ 81111‬دينار‪.‬‬
‫ويالحظ هنا أن مسئولية حتديد مبلغ التأمني املناسب يف وثائق تأمني املمتلكات واملسئولية تقع على عاتق املؤمن له‪ ،‬ألنه األقدر‬
‫على حتديد قيمة األصول واملمتلكات اليت يف حوزته (ومع ذلك ميكن لشركة التأمني أن تساعد املؤمن له يف حتديد مبلغ التأمني‬
‫املناسب)‪.‬‬
‫متى تنشأ حالة التأمين فوق الكفاية‪:‬‬
‫تنشأ هذه احلالة نتيجة احلاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -7‬عدم وعي املؤمن له‪.‬‬
‫‪ -7‬اعتزاز املؤمن له مبمتلكاته‪.‬‬
‫‪ -9‬ألخذه باالعتبار التغري يف القوة الشرائية للنقود واخنفاض األسعار مبعدالت تقل عن املعدالت الفعلية‪.‬‬
‫‪ -1‬بسبب استغناء املؤمن له عن بعض ممتلكاته دون علم املؤمن‪( .‬وهي مسئولية املؤمن له وفقاً ملبدأ منتهى حسن النية)‪.‬‬
‫والنتيجة يف مجيع األحوال أن املؤمن له يكون قد دفع أقساطاً أكثر من الالزم‪ ،‬حيث أن العالقة طردية بني مبلغ التأمني وقسط‬
‫التأمني‪ ،‬فكلما زاد مبلغ التأمني يزيد قسط التأمني والعكس صحيح‪.‬‬
‫وباختصار سواء كان التأمني كافياً أو فوق الكفاية فإن التعويض دائماً يساوي اخلسارة الفعلية بصرف النظر حجم اخلسارة‪.‬‬
‫‪ .3‬التأمين دون الكفاية ‪:‬‬
‫إذا اتضح عند وقوع اخلطر أن مبلغ التأمني أصغر من قيمة الشيء موضوع التأمني فيسمى التأمني ناقصاً أو دون الكفاية‪.‬‬
‫متى تنشأ حالة التأمين دون الكفاية ؟‬
‫تنشأ حالة التأمني دون الكفاية عادة بسبب األمور التالية‪:‬‬
‫‪ -7‬تعمد املؤمن له ختفيض مبلغ التأمني بغرض دفع أقساط تأمني أقل‪.‬‬
‫‪ -7‬نتيجة شراء املؤمن له أصوالً جديدة‪.‬‬
‫‪ -9‬االرتفاع يف أسعار األشياء املؤمن عليها‪.‬‬
‫وحتقيقاً للعدالة بني املؤمن هلم‪ ،‬فال يتساوى التعويض يف حالة التأمني الكايف والتأمني دون الكفاية‪ ،‬حيث تنص قوانني التأمني يف‬
‫معظم دول العامل ‪ ،‬وتضيف شركات التأمني يف الوثائق اليت تصدرها شرطاً يسمى "شرط النسبية " وينص هذا الشرط على ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫" إذا ثبت عند حتقق اخلطر أن كان مبلغ التأمني أقل من قيمة األشياء املؤمن عليها‪ ،‬فيعترب املؤمن له مؤمناً لدى نفسه بالفرق‬
‫الزائد‪ ،‬ومن مث عليه أن يتحمل حصة نسبية من اخلسائر"‪.‬‬
‫ومبقتضى هذا الشرط ال تلتزم شركة التأمني إال بالتعويض بقدر النسبة املوجودة بني مبلغ التأمني وبني قيمة الشيء (األشياء)‬
‫موضوع التأمني عند حتقق اخلطر‪.‬‬
‫ولذلك يتحدد التعويض وفقاً لشرط النسبية كاآليت ‪:‬‬

‫]‪[23‬‬
‫مبلغ التأمين‬
‫التعويض = الخسارة الفعلية × ‪.............................................................‬‬

‫قيمة الشيء موضوع التأمين عند وقوع الخطر‬

‫ويشرتط لتطبيق شرط النسبية أن يكون وارداً يف قانون تأمني الدولة أو ينص عليه صراحة يف وثيقة التأمني‪ ،‬أما إذا مل يكن األمر‬
‫كذلك فال جيوز تطبيق شرط النسبية ويطبق مبدأ التعويض على أساس أن التعويض يساوي الخسارة الفعلية بحد أقصى مبلغ‬
‫التأمين فقط دون تطبيق قاعدة أيهما أقل ‪ ،‬ألن مبلغ التأمني يف هذه احلالة أقل من قيمة الشيء موضوع التأمني‪.‬‬
‫أي أن العالقة اليت تطبق يف حالة التأمني الناقص مع عدم النص على تطبيق شرط النسبية هي ‪:‬‬

‫التعويض = الخسارة الفعلية‬


‫بحد أقصى مبلغ التأمين‬

‫متى يمكن تطبيق شرط النسبية ؟‬


‫ميكن تطبيق شرط النسبية إذا اجتمعت الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -7‬أن يوجد نص صريح يف الوثيقة على تطبيق شرط النسبية‪.‬‬
‫‪ -7‬أن يكون التأمني دون الكفاية‪.‬‬
‫‪ -9‬أن تكون اخلسارة جزئية‪.‬‬
‫ألنه إذا كانت اخلسارة كلية فللمؤمن له احلصول على مبلغ التأمني أو قيمة الشيء موضوع التأمني أيهما أقل دون احلاجة إىل‬
‫تطبيق شرط النسبية‪.‬‬
‫مثال‪:‬‬
‫شب حريق بأحد املصانع الكربى للغزل والنسيج مبدينة غزة وعند استدعاء خبري املعاينة وتقدير اخلسائر اتضح ما يلي‪:‬‬
‫‪ -7‬أن صاحب املصنع لديه وثيقة تأمني ضد احلريق مبلغ تأمينها ‪ 111111‬دينار‪.‬‬
‫‪ -7‬أن قيمة املصنع وحمتوياته حلظة وقوع احلريق تقدر مبليون دينار‪.‬‬
‫‪ -9‬أن قيمة اخلسائر املادية وقت احلادث تقدر بـ ‪ 51111‬دينار‪.‬‬
‫املطلوب‪ :‬حتديد التعويض الالزم يف حالتني‪:‬‬
‫أ‪ .‬أن الوثيقة تنص على تطبيق شرط النسبية‪.‬‬
‫ب‪ .‬أن الوثيقة تنص على عدم تطبيق شرط النسبية‪.‬‬
‫الحل‪:‬‬
‫أ‪ .‬حالة تطبيق شرط النسبية‪:‬‬
‫نظراً ألن مبلغ التأمني < قيمة األشياء موضوع التأمني‬
‫‪ 7111111 < 111111‬دينار‬
‫]‪[24‬‬
‫لذلك يعترب التأمني ناقصاً أو دون الكفاية‪ ،‬ويتحدد التعويض املستحق وفقاً للعالقة التالية ‪:‬‬

‫مبلغ التأمين‬
‫التعويض = الخسارة الفعلية × ‪..............................................‬‬
‫قيمة الشيء موضوع التأمين عند وقوع الخطر‬

‫التعويض = ‪111111 × 51111‬‬


‫‪7111111‬‬
‫= ‪ 91111‬دينار‬
‫ويتحمل املؤمن له الفرق بني اخلسارة والتعويض وهو ‪ 71111‬دينار‪.‬‬
‫ب‪ .‬حالة عدم تطبيق شرط النسبية‪:‬‬
‫يطبق مبدأ التعويض (وهو األصل) وفقاً للعالقة التالية‪:‬‬
‫التعويض = اخلسارة الفعلية حبد أقصى مبلغ التأمني‪.‬‬
‫أي أن التعويض = ‪ 51111‬دينار‪.‬‬
‫س‪ :‬طاملا أن املؤمن له يستطيع احلصول على مبلغ تعويض أكرب يف حال عدم تطبيق شرط النسبية فما هي الفائدة من تطبيق هذا‬
‫الشرط؟‬
‫الفائدة هي أنه يف حال تطبيق شرط عدم النسبية فإن املؤمن له يدفع أقساط أقل من حالة عدم تطبيقه‪ ،‬ألن قيمة القسط تتناسب‬
‫طردياً مع مبلغ التأمني‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أن شرط النسبية السابق يسمى "شرط النسبية العام أو العادي"‪ ،‬وهناك أشكال أخرى لشرط النسبية تطبق يف‬
‫تأمينات احلرائق بالذات وهي شرط النسبية الثالثة أرباع وشرط النسبية الثنائي‪.‬‬
‫ب‪ -‬مبدأ المشاركة في التأمين ‪:‬‬
‫هذا املبدأ أيضاً يسري على تأمينات املمتلكات واملسئولية فقط‪ ،‬وال يسري على تأمينات احلياة واحلوادث الشخصية ‪ ،‬حيث تنص‬
‫الفقرة الثانية من املادة ‪ 99‬من قانون التأمينات اجلزائري على ما يلي ‪ (( :‬يف حالة حسن النية ‪ ،‬إذا تعددت عقود التأمني ‪ ،‬ينتج‬
‫كل واحد منها أثاره تناسبا مع املبلغ الذي يطبق عليه يف حدود القيمة الكلية للشيء املؤمن ‪.)).‬‬
‫ويقضي هذا املبدأ بأنه إذا مت التأمني على شيء موضوع خطر واحد لدى أكثر من شركة تأمني يف آن واحد‪ ،‬وحتقق اخلطر املؤمن‬
‫منه‪ ،‬فإن املؤمن له حيصل على التعويض مشاركة بني امل َؤمنني (شركات التأمني) كل بنسبة مبلغ التأمني الذي لديه إىل اجموع مبالغ‬
‫ُ‬
‫التأمني لدى الشركات كلها‪ ،‬أي أن نصيب كل شركة تأمني يف اخلسارة يتحدد بالعالقة التالية‪:‬‬

‫مبلغ التأمين الذي لديها‬


‫نصيب الشركة في التعويض = الخسارة الفعلية × ‪..............................................‬‬
‫مجموع مبالغ التأمين لدى الشركات مجتمعة‬
‫]‪[25‬‬
‫الهدف من هذا المبدأ‪:‬‬
‫هو عدم حصول املؤمن له على التعويض مرتني أو أكثر حىت ال يكون التأمني وسيلة لإلثراء غري املشروع‪.‬‬
‫شروط تطبيق مبدأ المشاركة‪:‬‬
‫‪ -7‬مراعاة عدم اإلخالل مببدأ التعويض وشرط النسبية‪.‬‬
‫مبعىن أنه إذا متّ التأمني لدى أكثر من شركة وكان التأمني يف اجموعه ناقصاً (دون الكفاية) فإنه ينبغي تطبيق شرط النسبية أوالً‪ ،‬مث‬
‫يوزع الناتج طبقاً ملبدأ املشاركة ‪.‬‬
‫‪ -7‬أن تكون الوثائق كلها سارية املفعول عند وقوع اخلطر‪.‬‬
‫‪ -9‬أن تكون الوثائق كلها متوافقة يف املصلحة التأمينية‪ ،‬وتغطي نفس الشيء موضوع التأمني ضد نفس اخلطر‪.‬‬
‫قاعدة هامة عند تطبيق هذا المبدأ‪:‬‬
‫" عدم مسئولية امل َؤمنني عن نسبة املؤمن الذي يعجز عن سداد التعويض"‬
‫ُ‬
‫فكل مؤمن مسئول عن نسبته فقط ‪ ،‬واحلد األقصى اللتزامه هو مبلغ التأمني املنصوص عليه يف الوثيقة‪.‬‬
‫ما هي الحاالت التي يحدث فيها التأمين لدى أكثر من مؤمن؟‬
‫‪ -7‬يف حالة التجارة اخلارجية عندما يقوم كل من املصدر و املستورد بالتأمني على ذات البضاعة ضد نفس األخطار‪.‬‬
‫‪ -7‬التأمني على األشياء اليت تتغري قيمتها من وقت آلخر لدى أكثر من مؤمن لضمان احلصول على تأمني كاف عند حتقق‬
‫اخلطر‪.‬‬
‫وفيما يلي بعض األمثلة على تطبيق مبدأ املشاركة‪ ،‬وعالقته مببدأ التعويض وشرط النسبية‪:‬‬
‫مثال (‪:)2‬‬
‫أمن رجل أعمال على خمزن مهمات صناعية ضد خطر احلريق لدى ثالث شركات أ ‪ ،‬ب‪ ،‬ج مببالغ التأمني التالية بالدينار‪:‬‬
‫ج‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫الشركة‬
‫‪7111111‬‬ ‫‪7711111‬‬ ‫‪811111‬‬ ‫مبلغ التأمني‬
‫وقع حريق باملخزن أدى إىل هالك وتلف قطع غيار قدرت قيمتها مببلغ ‪ 151111‬دينار‪.‬‬
‫المطلوب‪:‬‬
‫حساب قيمة التعويض الذي يستحقه رجل األعمال والتزام كل شركة تأمني على حده من هذا التعويض وذلك إذا قدرت قيمة‬
‫األشياء موضوع التأمني حلظة وقوع احلريق باملبالغ التالية‪:‬‬
‫ج‪ 5111111 .‬دينار‬ ‫ب‪7811111 .‬‬ ‫أ‪9111111 .‬‬
‫الحل‪:‬‬
‫اجموع مبالغ التأمني = ‪7111111 + 7711111 + 811111‬‬
‫= ‪ 9111111‬دينار‬
‫الحالة األولى (أ)‪:‬‬
‫حيث قدرت قيمة األشياء موضوع التأمني حلظة وقوع احلريق مببلغ ‪ 9111111‬دينار‪.‬‬
‫ونظراً ألن اجموع مبالغ التأمني = قيمة الشيء موضوع التأمني = ‪ 9111111‬دينار‪.‬‬
‫فإن التأمني يعترب كافياً‪ ،‬ويطبق عليه مبدأ التعويض وفقاً للقاعدة‪:‬‬
‫مبلغ التعويض = اخلسارة الفعلية = ‪ 151111‬دينار‪.‬‬
‫ويتحدد نصيب كل شركة يف هذا التعويض وفقاً للعالقة التالية‪:‬‬
‫]‪[26‬‬
‫مبلغ التأمين الذي لديها‬
‫‪.....................................................‬‬ ‫نصيب الشركة في التعويض = الخسارة الفعلية ×‬

‫مجموع مبالغ التأمين لدى الشركات مجتمعة‬

‫نصيب الشركة (أ) = ‪)9111111 ÷ 811111( × 151111‬‬


‫= ‪ 771111‬دينار‪.‬‬
‫نصيب الشركة (ب) = ‪)9111111 ÷ 7711111( × 151111‬‬
‫= ‪ 781111‬دينار‪.‬‬
‫نصيب الشركة (ج) = ‪)9111111 ÷ 7111111( × 151111‬‬
‫= ‪ 751111‬دينار‪.‬‬
‫إذاً اجموع التعويض املستحق = ‪ 151111‬دينار‪ ،‬وال يتحمل املؤمن له أي شيء من اخلسارة‪.‬‬

‫الحالة الثانية (ب)‪:‬‬


‫حيث قدرت قيمة األشياء موضوع التأمني حلظة وقوع احلريق مببلغ ‪ 7811111‬دينار‪.‬‬
‫ونظراً ألن اجموع مبالغ التأمني > قيمة الشيء موضوع التأمني‬
‫‪7811111‬‬ ‫>‬ ‫‪9111111‬‬
‫لذا فإن التأمني يعترب فوق الكفاية‪ ،‬ويطبق مبدأي التعويض واملشاركة كما يف احلالة السابقة متاماً‪.‬‬
‫ودائماً ما يتم تسوية اخلسارة ودفع التعويض يف حالة التأمني فوق الكفاية مثل حالة التأمني الكايف‪.‬‬
‫الحالة الثالثة (ج)‪:‬‬
‫حيث قدرت قيمة األشياء موضوع التأمني حلظة وقوع احلريق مببلغ ‪ 5111111‬دينار‪.‬‬
‫ونظراً ألن اجموع مبالغ التأمني < قيمة الشيء موضوع التأمني‬
‫‪5111111‬‬ ‫<‬ ‫‪9111111‬‬
‫فيعترب التأمني دون الكفاية‪ ،‬واألصل أن يطبق شرط النسبية ما مل ينص على غري ذلك‪ ،‬على النحو التايل‪:‬‬
‫أ‪ .‬قيمة التعويض وفق شرط النسبية‬

‫مبلغ التأمين (أي مجموع المبالغ)‬


‫التعويض = الخسارة الفعلية × ‪..............................................‬‬
‫قيمة الشيء موضوع التأمين عند وقوع الخطر‬
‫‪0333333‬‬
‫التعويض = ‪ 003333 = ................................ × 003333‬دينار‬
‫‪0333333‬‬

‫]‪[27‬‬
‫ب ‪.‬نصيب كل شركة يف هذا التعويض‪:‬‬
‫نصيب الشركة (أ) = ‪)9111111 ÷ 811111( × 711111‬‬
‫= ‪ 17111‬دينار‪.‬‬
‫نصيب الشركة (ب) = ‪)9111111 ÷ 7711111( × 711111‬‬
‫= ‪ 718111‬دينار‪.‬‬
‫نصيب الشركة (ج) = ‪)9111111 ÷ 7111111( × 711111‬‬
‫= ‪ 11111‬دينار‪.‬‬
‫وحيث أن اخلسارة قدرها ‪ 151111‬دينار‪ ،‬وأن اجموع ما تتحمله شركات التأمني قدره ‪ 711111‬دينار‪ ،‬فيتحمل املؤمن له‬
‫الفرق وقدره ‪ 781111‬دينار‪.‬‬
‫ج‪ -‬مبدأ الحلول في الحقوق ‪:‬‬
‫يعين هذا املبدأ أنه من حق شركة التأمني أن حتل حمل املؤمن له يف الرجوع على الغري املتسبب يف اخلسارة اليت حلقت باملؤمن له‬
‫وتطالبه بالتعويض‪.‬‬
‫فإذا وقع ت خسارة أو اخلطر املؤمن منه نتيجة خلطأ الغري‪ ،‬وحىت ال حيصل املؤمن له على تعويض مزدوج أو مرتني من شركة التأمني‬
‫مرة ومن الغري املتسبب يف اخلسارة مرة أخرى‪.‬‬
‫فإن مبدأ احللول يف احلقوق يقضي بأن حيصل املؤمن له على التعويض من شركة التأمني‪ ،‬على أن حتل شركة التأمني حمل املؤمن له‬
‫يف الرجوع على الغري ومطالبته بالتعويض‪ ،‬على أن حتتفظ لنفسها يف حدود ما دفعت للمؤمن له‪ ،‬وترد الباقي‪.‬‬
‫اهلدف من هذا املبدأ أيضاً هو عدم اإلثراء غري املشروع‪ ،‬كما أنه يأيت كامتداد ملبدأ التعويض‪.‬‬
‫ويسري مبدأ احللول على تأمينات املمتلكات واملسئولية فقط‪ ،‬وال يسري على تأمينات احلياة واحلوادث الشخصية‪.‬‬
‫ففي تأمينات احلياة حيق للورثة يف حالة وفاة املؤمن عليه احلصول على مبلغ التأمني من شركة التأمني ‪ ،‬ويف نفس الوقت احلصول‬
‫من الغري على التعويض الذي حيكم به القضاء‪.‬‬
‫مثال للتوضيح ‪:‬‬
‫بفرض أن شخص (أ) أمن على سيارته تأميناً شامالً مببلغ تأمني قدره ‪ 71111‬دج لدى شركة التأمني (ب)‪ ،‬وبفرض أن طرف‬
‫ثالث (ج) تصادمت سيارته مع سيارة الشخص (أ) نتيجة خطأ (ج)‪ ،‬ونتج عن هذا التصادم خسارة قدرها ‪ 71111‬دج‪.‬‬
‫وفقاً للقانون املدين حيق للشخص (أ) أن يقاضي الشخص (ج) وحيصل منه على قيمة اخلسارة‪ ،‬ويف نفس الوقت يستحق (أ)‬
‫تعويضاً من شركة التأمني (ب)‪ ،‬ولكن لو حتقق ذلك فسيحصل (أ) على تعويض مزدوج – لذلك يأيت مبدأ احللول ليمنع ذلك‪-‬‬
‫ويكون احلل الصحيح هلذه املشكلة أن تدفع شركة التأمني (ب) مبلغ التأمني وقدره ‪ 71111‬دج إىل املؤمن له (أ) على أن حتل‬
‫حمله يف مقاضاة (ج) ومطالبته بالتعويض‪.‬‬
‫لكن لو فرضنا أن اخلسارة قدرت مببلغ ‪ 75111‬دج ‪ ،‬فإن شركة التأمني تلتزم بدفع مبلغ التأمني فقط وقدره ‪ 71111‬دج ‪ ،‬وإذا‬
‫حكم القضاء بتعويض (أ) عن طريق (ج) مبقدار اخلسارة وهي ‪ 75111‬دج ‪ ،‬فإن شركة التأمني (ب) ترد الفرق وقدره ‪5111‬‬
‫دج للمؤمن له (أ)‪.‬‬

‫]‪[28‬‬
‫القسم الخامس ‪ :‬خصائص عقد التأمين‬
‫إن التأمني ‪ ،‬باعتباره عقداً ‪ ،‬خيتص ببعض اخلصائص اليت تعكس ذاتيته اخلاصة سواء أكان من حيث انعقاده أم كان من حيث‬
‫مضمونه أم كان من حيث تنفيذه ‪.‬‬
‫ونعرض هلذه اخلصائص كاآليت ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬عقد التأمين عقد رضائي‬
‫ال شك أن عقد التأمني ال خيرج عن األصل العام ‪ ،‬يف القانون احلديث ‪ ،‬وهو رضائية العقود‪ ،‬حيث أن األحكام اخلاصة به‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬وبناء عليه فإن عقد التأمني ينعقد مبجرد توافق وتبادل وتطابق اإلجياب والقبول بني‬ ‫يف قانون التأمينات مل تقض بغري ذلك‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .‬وعلى املدعى بقيام عقد التأمني أن يثبت ذلك بإقامة الدليل على دعواه وفق قواعد اإلثبات‪.‬‬ ‫طرفيه املؤمن واملؤمن له‬
‫أما صياغته يف شكل وثيقة للتأمني فهذا ال خيرج عن كون الكتابة يف هذه احلالة لإلثبات وليس لالنعقاد ‪ ،‬وأن إلزامية اشتماهلا‬
‫على بيانات معينه والتوقيع عليها من طريف العقد املؤمن واملؤمن له‪ ،‬ال يغري من رضائية هذا العقد‪ .‬إمنا استلزم ذلك بسبب خاصية‬
‫اإلذعان وما يشتمل عليه من شروط متنوعة‪ ،‬لكي يتوافر العلم وتنتفي اجلهالة لدى املؤمن له مبا تتضمنه الوثيقة من بيانات‪.‬‬
‫غري أن الرضائية ‪ ،‬باعتبارها أصالً‪ ،‬ال حتول دون أن يتفق طرفا عقد التأمني على أن يكون شكلياً أو عينياً‪ .‬فيكون شكلياً مىت‬
‫اشرتط صراحة عدم انعقاده إال إذا اختذت إجراءات شكلية معينة‪ .‬ويكون عينياً إذا اشـرتط املؤمن عدم قيام العقد إال إذا قام‬
‫املؤمن له بدفع قسط التأمني‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬عقد التأمين عقد ملزم للجانبين ‪:‬‬
‫يعترب عقد التأمني من العقـود امللزمـة للجـانبني ذلـك سـبب التـزام أحـدمها هـو حمـل التـزام الثـاين‪ .‬فسـبب التـزم املـؤمن بتحمـل تبعـة‬
‫اخلطر املؤمن منـه ‪ ،‬سـواء أكـان بتـوفري اآلمـان للمـؤمن لـه أم كـان بالوفـاء مببلـغ التـأمني عنـد حتقـق هـذا اخلطـر ‪ ،‬هـو التـزام املـؤمن لـه‬
‫بدفع األقساط وسبب التزام املؤمن له بذلك هو التزام املؤمن بتحمل هذه التبعة‪.‬‬
‫وال ميثل القول بأن التزام املؤمن بـدفع مبلـغ التـأمني معلـق علـى شـرط واقـف هـو حتقـق اخلطـر املـؤمن منـه‪ ،‬أو أنـه ال يلتـزم بـدفع هـذا‬
‫املبلغ عند عدم حتقق هذا اخلطر‪ .‬خروجا على إلزامية عقد التأمني جلانبيه ألن تبادلية االلتزامات أو تقابلها ال ينظر إليها عند تنفيذ‬
‫العقود إمنا يبحث عنها يف وقت انعقادها‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬عقد التأمين عقد معاوضة‬
‫يعد عقد التأمني من عقود املعاوضة‪ ،‬ألن كل طرف فيه يأخذ مقابالً ملا يعطى‪ .‬فاملؤمن يؤمن املؤمن له من اخلطر الذي يهدده‬
‫يف مقابل دفع األقساط‪ ،‬فإذا حتقق هذا اخلطر التزم املؤمن بالوفاء مببلغ التأمني للمؤمن له‪ .‬ويدفع املؤمن له القسط التأميين للمؤمن‬
‫نظري شعوره بالطمأنينة واآلمان خالل مدة التأمني وحصوله على مبلغ التأمني يف حالة حتقق اخلطر املؤمن منه‪.‬‬
‫وال يغري من معاوضة عقد التأمني كون اخلطر املؤمن منه مل يتحقق ومن مث فال يلتزم املؤمن بدفع مبلغ التأمني للمؤمن له‪ ،‬ألن‬
‫األقساط الذي يوىف هبا األخري ليست يف مقابل هذا املبلغ ‪ ،‬إمنا يف مقابل اآلمان الذي يوفره التأمني له وحتمل األول لتبعة ذاك‬
‫اخلطـر ‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬عقد التأمين عقد إذعان‬
‫اإلذعـان هــو التســليم بــاألمر كلــه دون مناقشــة لتفصــيالته‪ ،‬مبعــىن أن املــؤمن يعــرض علــى املــؤمن لــه عــدة منــاذج مــن وثــائق التــأمني‬
‫املطبوعة ويطلب منه اختيار إحداها دون أن يعطيه احلق يف مناقشة بنودها‪ ،‬فله قبول الوثيقة أو رفضها مجلة وتفصيالً‪.‬‬

‫‪ -7‬د‪ /‬عبد الرزاق أمحد السنهورى‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.7711‬‬


‫‪ -7‬تنص املادة ‪ 51‬مدين على أنه " يتم العقد مبجرد أن يتبادل الطرفان التعبري عن إرادهتما املتطابقتني‪ ،‬دون اإلخالل بالنصوص القانونية "‪.‬‬
‫]‪[29‬‬
‫وهذه اخلاصية هي اليت دفعت املشرع إىل التدخل إلعادة التوازن بني األطراف بإبطال بعض الشـروط إذا وردت يف وثيقـة التـأمني‬
‫وباحلــد مــن الشــروط التعســفية ‪.‬وإىل ذلــك فقــد أورد املشــرع اجلزائــري قواعــد حلمايــة املــؤمن لــه باعتبــاره الطــرف الضــعيف يف العقــد ‪،‬‬
‫وجيعل الكفة متوازنة بينه وبني شركة التأمني ‪.‬‬
‫فقد الحظ املشرع أن بعض الشروط اليت ترد أحيانا يف عقود التأمني ‪ ،‬تكون جائرة ‪ ،‬فنص صراحة على بطالهنا ‪ .‬فنصت‬
‫املادة ‪ 177‬يف هذا الصدد على ما يأيت ‪ (( :‬يكون باطال ما يرد يف وثيقة التأمني من الشروط اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -‬الشرط الذي يقضي بسقوط احلق يف التعويض بسبب خرق القوانني أو النظم ‪ ،‬إال إذا كان ذلك اخلرق جناية أو جنحة‬
‫عمدية‪.‬‬
‫‪ -‬الشرط الذي يقضي بسقوط حق املؤمن له بسبب تأخره يف إعالن احلادث املؤمن منه إىل السلطات أو تقدمي املستند ‪ ،‬إذا تبني‬
‫من الظروف أن التأخر كان لعذر مقبول ‪.‬‬
‫‪ -‬كل شرط مطبوع مل يربر بشكل ظاهر وكان متعلقا حبالة من األحوال اليت تؤدي إىل البطالن أو السقوط ‪.‬‬
‫‪ -‬شرط التحكيم ‪ ،‬إذا ورد يف الوثيقة بني شروطها العامة املطبوعة ‪ ،‬ال يف صورة اتفاق خاص منفصل عن الشروط العامة ‪.‬‬
‫‪ -‬كل شرط تعسفي آخر ‪ ،‬يتبني انه مل يكن ملخالفته اثر يف وقوع احلادث املؤمن منه ‪.‬‬
‫من خالل هذا النص يتبني لنا أنه ‪ ،‬وعلى خالف عقود اإلذعان‪ ، .‬فقد حدد املشرع قائمة من الشروط إذا ذكرت يف وثيقة‬
‫التأمني جيب اعتبارها تعسفية ‪ ،‬وإذا عرض نزاع بشأهنا وطلب املؤمن له إبطاهلا ‪ ،‬فيجب على القاضي أن يبطل هذه الشروط دون‬
‫إبطال عقد التأمني ‪ .‬كل هذا يف حماولة من املشرع تسهيل مهمة القاضي يف حتديد الشروط التعسفية ‪.‬‬
‫أما عن قائمة الشروط اليت جيب أن تكون تعسفية إذا وردت يف وثيقة التأمني يف على النحو التايل ‪. :‬‬
‫أ‪ -‬الشرط الذي يقضي بسقوط الحق في التعويض بسبب خرق القوانين أو النظم ‪ ،‬إال إذا كان ذلك الخرق جناية أو‬
‫جنحة عمدية ‪ :‬مقتضى هذا الشرط هو سقوط حق املؤمن له يف احلصول على مبلغ التأمني بعد وقوع الكارثة ‪ ،‬إذا كان سبب‬
‫وقوعها خمالفة القوانني والنظم أيا كان حجم هذه املخالفة ‪ .‬مثل خمالفة املؤمن له إلشارات املرور ‪ ،‬أو لتجاوزه السرعة القصوى ‪،‬‬
‫أو لسريه يف االجتاه العكسي ‪.‬‬
‫وقد تنبه املشرع اجلزائري إىل هذه املسألة ‪ ،‬واعترب أن إدراج شركات التأمني ملثل هذا الشرط يف عقد التأمني ‪ ،‬وال سيما يف وثيقة‬
‫التأمني اإلجباري من املسؤولية املدنية الناشئة عن حوادث السيارات من شأنه أن حيرم املؤمن له من مبلغ التأمني يف معظم احلاالت‬
‫وعلى هذا األساس يعد هذا الشرط تعسفي ‪ ،‬ذلك أن الكارثة ال تقع عادة إال نتيجة خمالفة إشارات املرور ‪ ،‬وهذه التجاوزات ما‬
‫هي إال خمالفات توقع عليها عادة عقوبة الغرامة املالية ‪ ،‬وال تنطوي على عقوبة إجرامية للمؤمن له ‪ ،‬بل هي ناجتة عادة عن عدم‬
‫حيطة ورعونة ‪ .‬لذلك فقد نص املشرع على أن يقع باطال كل شرط يقضي بسقوط احلق يف الضمان بسبب خمالفة القوانني والنظم‬
‫ولكنه استثناء من هزه القاعدة ‪ ،‬وحىت ال يشجع املؤمن له على ارتكاب اجلرائم اخلطرية ‪ ،‬مثل اجلنايات سواء كانت عمدية أو غري‬
‫عمدية ‪ ،‬أو اجلنح العمدية ‪ ،‬فقد قضى املشرع بصحة الشرط الذي يقضي بسقوط احلق يف الضمان بسبب خمالفة القوانني‬
‫واللوائح إذا انطوت هذه املخالفة على جناية أو جنحة عمدية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الشرط الذي يقضي بسقوط حق المؤمن له بسبب تأخره في إعالن الحادث المؤمن منه إلى السلطات أو تقديم‬
‫المستند إذا تبين من الظروف أن التأخر كان لعذر مقبول ‪ :‬مقتضى ذلك ‪ ،‬أن املشرع قد رأى أن الشرط الذي يقضي بسقوط‬
‫حق املؤمن له بسبب تأخره يف القيام بااللتزامات املرتتبة على وقوع الكارثة على الرغم أن لديه عذرا مقبوال يربر هذا التأخر يعترب‬
‫شرطا تعسفيا ‪ ،‬ألن من العدل إال حيرم من حقه يف مبلغ التأمني إذا مل يقم هبذه االلتزامات بناء على هذا العذر ‪ ،‬ومن قبيل‬
‫األعذار املقبولة القوة القاهرة ‪ ،‬واحلادث املفاجئ ‪ ،‬الذي مينع املؤمن له عن اإلبالغ عن وقوع الكارثة يف املدة احملددة ‪ ،‬كأن يفقد‬

‫]‪[30‬‬
‫الذاكرة بصورة مؤقتة أو دائمة ‪ ،‬أو أن يصاب يف احلادثة بإصابة بليغة ‪ ،‬ويقع على املؤمن له إثبات مثل هذا العذر حىت ال حيرم‬
‫من مبلغ التأمني ‪ ،‬إذا أخل بالتزامه ‪ ،‬وله أن يثبته بكافة طرق اإلثبات ‪ ،‬ألن اإلثبات يف هذه احلالة يقع على واقعة مادية (‪.)1‬‬
‫ولكنه ومبفهوم املخالفة فإن الشرط املتضمن يف وثيقة التأمني الذي يقضي بسقوط حق املؤمن له يف مبلغ التأمني بسبب تأخره‬
‫يف التصريح بتحقق الكارثة دون أن يكون له عذرا مقبوال ‪ ،‬يعد صحيحا وال يعد تعسفيا (‪.)2‬‬
‫ج‪ -‬كل شرط مطبوع لم يبرز بشكل ظاهر وكان متعلقا بحالة من األحوال التي تؤدي إلى البطالن أو السقوط ‪ :‬سقوط‬
‫حق املؤمن له يف التامني خيالف القواعد العامة اليت حتكم إخالل املدين القيام بالتزامه ‪ ،‬ولذلك اعترب املشرع الشرط املطبوع الذي‬
‫يقضي هبذا السقوط إذا كان غري واضح يعترب تعسفيا ‪ ،‬ألنه خمالف لألصل ‪ ،‬وبالتايل يعترب استثناء‪ ،‬واالستثناء جيب أن ينص عليه‬
‫صراحة ‪ ،‬كما ال جيوز التوسع يف تفسريه وال القياس عليه ‪.‬‬
‫وإذا ورد شرط السقوط ضمن الشروط املطبوعة يف وثيقة التأمني جيب – حىت يكون صحيحا – أن يربز بشكل ظاهر ‪ ،‬بأن‬
‫يوضع حتته خط ‪ ،‬أو يكتب حبجم خط أكرب من حجم اخلط املكتوب به الوثيقة ‪ ،‬وال حيتج هبذا الشرط إذا كان مكتوبا بنفس‬
‫خط وحجم الشروط املطبوعة األخرى ‪.‬‬
‫د ‪ -‬شرط التحكيم ‪ ،‬إذا ورد في الوثيقة بين شروطها العامة المطبوعة ‪ ،‬ال في صورة اتفاق خاص منفصل عن الشروط‬
‫العامة ‪ :‬وهو حكم خاص بعقد التأمني ال ينطبق على غريه من العقود ‪ .‬ويفيد بإبطال شرط التحكيم باعتباره تعسفيا ‪ ،‬إذا مل يرد‬
‫يف اتفاق خاص أو يف ملحق الوثيقة منفصال عن الشروط املطبوعة ‪ ،‬مع أن شرط التحكيم شرط عادي كالشروط األخرى ‪.‬‬
‫وتبدو العربة يف ذلك ‪ ،‬هي محاية املؤمن له من استغالل املؤمن لتفوقه االقتصادي والقانوين يف عقد التأمني‪ ،‬لفرض وسيلة التحكيم‬
‫على املؤمن له يف حل املنازعات املتعلقة بعقد التامني اليت قد تنشأ بينهما ‪.‬‬
‫ه‪ -‬كل شرط تعسفي آخر ‪ ،‬يتبين انه لم يكن لمخالفته اثر في وقوع الحادث المؤمن منه ‪ :‬فتحت الفقرة اخلامسة من املادة‬
‫‪ 177‬املذكورة أعاله ‪ ،‬اجملال للقاضي أن حيكم ببطالن أي شرط تعسفي أخر ‪ ،‬غري الذي مت ذكره يف الفقرات األربعة السابقة ‪،‬‬
‫يتبني انه مل يكن ملخالفته أثر يف وقوع احلادث املؤمن منه ‪.‬‬
‫من استعراض هذا النص جند أنه ينطوي على محاية جدية للمؤمن له ‪ ،‬فهو بعد أن أورد شروطا معينة رآها جائرة ونص على‬
‫بطالهنا ‪ ،‬عمم بعد التخصيص فأبطل كل شرط تعسفي آخر يتبني أنه مل يكن ملخالفته ‪ ،‬أثر يف وقوع احلادث املؤمن منه ‪،‬‬
‫فيكون تعسفا من ج انب شركة التأمني أن تتمسك مبثل هذا الشرط ‪ ،‬ويعود لقاضي املوضوع تقدير ما إذا كان ملخالفة الشرط اثر‬
‫يف وقوع احلادث املؤمن منه فيكون الشرط صحيحا ‪ ،‬أو ليس للمخالفة اثر فيكون الشرط تعسفيا ويقع باطال ‪ ،‬فال يعتد به ‪،‬‬
‫وتذهب احملاكم إىل تفسري الشروط الغامضة أو غري احملددة الواردة يف العقد ملصلحة املؤمن له ‪ ،‬ألن شركات التامني هي اليت‬
‫أعدهتا ‪.‬‬
‫كما نصت املادة ‪ 175‬من القانون املدين على أنه ‪ (( :‬يكون باطال ‪ ،‬كـل اتفـاق خيـالف النصـوص الـواردة يف هـذا الفصـل إال أن‬
‫يكون ذلك ملصلحة املؤمن له ‪ ،‬أو املستفيد )) ‪.‬‬

‫‪ -7‬من بني االلتزامات اليت تقع على عاتق املؤمن له مبوجب عقد التأمني واليت نصت عليها الفقرة اخلامسة من املادة ‪ 75‬من قانون التأمينات اجلزائري‬
‫رقم ‪ 11/15‬املؤرخ يف ‪ 7115/19/18‬املعدل واملتمم ‪ ،‬التزامه بالتبليغ عن كل حادث ينجر عنه الضمان مبجرد اطالعه عليه ‪ ،‬ضمن آجال حمددة ‪،‬‬
‫إال يف احلالة الطارئة أو القوة القاهرة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬مل يبني املشرع اجلزائري اجلزاء الذي يرتتب عن اإلخالل باإلخطار عن حتقق اخلطر ضمن اآلجال القانونية ‪ .‬غري انه جرى العمل بأن تضع‬
‫شركات التأمني من بني الشروط اليت تتضمنها وثائق التأمني شرطا يقضي بسقوط حق املؤمن له يف الضمان إذا اخل هبذا االلتزام إذا مل يكن له عذرا‬
‫مقبوال ‪ .‬ملزيد من التفصيل راجع ‪ :‬د‪ /‬نبيل فرحان الشطناوي و د‪ /‬مجال النعيمي ‪ ،‬محاية املؤمن له إزاء شرط سقوط احلق بالضمان يف التشريع األردين‬
‫‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬اجلة الشريعة والقانون ‪ ،‬كلية احلقوق ‪ ،‬اإلمارات ‪ ،‬العدد السادس واخلمسون ‪ ،‬أكتوبر ‪. 7179‬‬
‫]‪[31‬‬
‫من خالل هذا النص جند أن املشرع قد جعل النصوص اليت تنظم عقد التامني واليت هتدف يف اجموعها إىل محاية املستأمنني‬
‫نصوصا ال جتوز خمالفتها ‪ ،‬إال أن يكون ذلك ملصلحة املستأمنني ‪ ،‬أما إذا اتفق على خمالفتها ملصلحة املؤمن فإن االتفاق يعد‬
‫باطال )‪.(1‬‬
‫كما خول املشرع القاضي تفسري شروط العقد على حنو غري ضار مبصلحة املؤمن له ‪ .‬حيث تنص املادة ‪ 777‬من القانون املدين‬
‫اجلزائري على ما يلي ‪ (( :‬يؤول الشك يف مصلحة املدين ‪.‬‬
‫غري انه ال جيوز أن يكون تأويل العبارات الغامضة يف عقود اإلذعان ضارا مبصلحة الطرف املذعن ‪)).‬‬
‫ويعود تبين هذه القاعدة تقديرا للطرف األضعف اقتصاديا ‪ ،‬فرضاه بالعقد اقرب إىل التسليم منه إىل القبول االختياري ‪ ،‬عالوة‬
‫على أن الطرف األقوى اقتصاديا هو الذي يقوم بتحرير العقد ‪ ،‬فإذا شابه غموض أو إهبام فعندئذ ال يستفيد من هذا الغموض ‪،‬‬
‫أي انه ال يستفيد من تقصريه يف تضمني عقد شروطا غامضة ‪.‬‬
‫الفرع الخامس ‪ :‬عقد التأمين من العقود االحتمالية‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬فاألداءات املرتتبة عليه ال تكون معلومة املقدار فال يعلم املؤمن يف وقت‬ ‫عقد التأمني يعد منوذجاً للعقود االحتمالية أو الغرر‬
‫انعقاد العقد مقدار ما يأخذه وال مقدار ما يعطيه للمؤمن له الن ذلك متوقف على حتقق أو عدم حتقق اخلطر املؤمن منه ‪.‬‬
‫غري أنه جيب مالحظة أن حمل التزام كل طرف يف العقد معلوم للطرف اآلخر‪ .‬فاملؤمن يعلم أنه ملتزم بتغطية اخلطر املؤمن منه‬
‫واملؤمن له يعلم أنه ملتزم بدفع قسط التأمني‪ .‬إال أن مقدار تغطية املؤمن وكذلك عدد األقساط اليت سيدفعها املؤمن له غري معلومة‬
‫هلما يف وقت إبرام العقد‪ .‬فمثالً لو أن شخص قام بالتأمني على سيارة قيمتها ‪ 511111‬دج يف مقابل قسط ‪ 7111‬دج سنوياً‬
‫ضد احلريق وبعد إبرام العقد احرتقت السيارة فيلتزم املؤمن بالوفاء مببلغ التأمني للمؤمن له كامالً‪ .‬وىف الصورة املقابلة قد يدفع املؤمن‬
‫له األقساط كاملة إال أن اخلطر املؤمن منه مل يتحقق لعدم احرتاق السيارة‪ .‬ففي هذا املثال نالحظ أن املؤمن قد يوىف مببلغ‬
‫التأمني‪ ،‬يف حالة حتقق اخلطر املؤمن منه‪ ،‬دون أن حيصل على شئ ‪ ،‬وأن املؤمن له قد يدفع األقساط كاملة‪ ،‬عند عدم حتقق‬
‫اخلطر املؤمن منه‪ ،‬دون أن حيصل– أيضاً ‪ -‬على شئ‪ .‬فهذه هي االحتمالية اليت تعد أهم خاصية مميزة لعقد التأمني‪.‬‬
‫وخاصية االحتمالية حتول دون الطعن يف عقد التأمني باإلبطال لالستغالل‪ ،‬باعتباره أحد عيوب اإلرادة‪ ،‬ألن التأمني قائم على‬
‫عدم تعادل القيم بني ما يعطى كل طرف لآلخر‪.‬‬
‫الفرع السادس ‪ :‬عقد التأمين عقد زمني‬
‫عقد التأمني يعد من العقود الزمنية املستمرة‪ ،‬ألن الزمن عنصر جوهري فيه‪ .‬فاملؤمن يلتزم بتوفري اآلمان للمؤمن له من اخلطر الذي‬
‫يهدده يف مقابل التزام األخري بدفع أقساط دورية خالل مدة التأمني‪.‬‬
‫وعليه يرتتب على زمنية عقد التأمني عدم إمكانية إعمال قاعدة األثر الرجعى للفسخ‪ .‬بل يتم إعمال قاعدة األثر الفوري له إذا مت‬
‫فسخ عقد التأمني لتوافر سببه‪ .‬وبناء على ذلك إن هذا الفسخ ال يكون له أثر رجعى ألن ما مضى من الزمن ال ميكن إرجاعه‪،‬‬
‫بل له أثر فوري ومباشر من تاريخ الفسخ‪.‬‬
‫الفرع السابع ‪ :‬التأمين من عقود حسن النية‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ .‬ومع ذلك فإن اجال التأمني أكثر املعامالت‬ ‫األصل أنه جيب توافر حسن النية يف سائر املعامالت وال سيما يف العقود‬
‫اقتضاءً لذلك من غريها‪ .‬فيجب أن تتوافر الثقة املتبادلة بني أطراف العقد ألن املؤمن يعتمد إىل حد كبري على ما يدىل به طالب‬

‫‪ -1‬د‪ /‬مجال الدين مكناس ‪ ،‬التأمني ‪ ،‬عقد التأمني ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬مطبعة قمحة اخوان ‪ ،‬دمشق ‪ ، 7118 ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪ -2‬املشرع املدين اجلزائري صنف عقد التأمني‪ ،‬باعتباره عقداً مسمى‪ ،‬يف الفصل الثالث من الباب الرابع الذي عنون له بـ " عقود الغرر"‪.‬‬
‫‪ - 3‬تنص الفقرة األوىل للمادة (‪ )711‬مدين جزائري على أنه " ‪ -7‬جيب تنفيذ العقد طبقاً ملا اشتمل عليه وحبسن نية "‪.‬‬
‫]‪[32‬‬
‫التأمني من بيانات عن شخصه والظروف احمليطة باخلطر املراد التأمني ضده ‪ ،‬باإلضافة إىل أخطار املؤمن له للمؤمن عن كل ما‬
‫يؤدى إىل تفاقم اخلطر خالل فرتة التأمني‪.‬‬
‫غري أن سوء النية يرتتب عليه سقوط حق املؤمن له يف مبلغ التأمني مىت اشرتط ذلك بشكل ظاهر يف وثيقة التأمني أو وصل ذلك‬
‫إىل درجة الغش الفاحش حىت ولو مل ينص على ذلك صـراحة‪.‬‬
‫الفرع الثامن ‪ :‬عقد التأمين عقد تجاري بالنسبة للمؤمن ومدني بالنسبة للمؤمن له‬
‫عقد التأمني يعترب جتاريا بالنسبة للمؤمن الذي يتخذ شكل شركة أسهم ‪ ،‬أو شركة ذات شكل تعاضدي ‪ ،‬أو شركة تعاضدية ‪،‬‬
‫حيث يهدف إىل حتقيق الربح ‪ ،‬أما بالنسبة للمؤمن فاألصل أن العقد بالنسبة له يعترب مدنيا ‪ ،‬ألنه ال يهدف إىل حتقيق الربح ‪،‬‬
‫إمنا تغطية خطر معني ‪ ،‬ولكنه قد يكون العقد بالنسبة إليه عمال جتاريا ‪ ،‬إذا كان املؤمن له تاجرا وابرم عقد التأمني حلاجات‬
‫جتارته‪.‬‬
‫وتربز أمهية الصفة التجارية لعقد التأمني فيما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن اعتبار عقد التأمني جتاريا بالنسبة للمؤمن يكسبه صفة التاجر ‪ ،‬ويرتتب على تلك الصفة عدة التزامات كمسك الدفاتر‬
‫التجارية والقيد يف السجل التجاري ‪.‬‬
‫ب‪ -‬يف حتديد اجلهة القضائية املختصة بنظر املنازعات الناشئة عن عقد التأمني ‪ ،‬هل هي األقسام التجارية أم املدنية ‪ ،‬والقاعدة‬
‫يف ذلك صفة العقد بالنسبة للمدعى عليه ن فإذا كان مدنيا اختص بذلك القسم املدين ‪ ،‬وإذا كان جتاريا اختص بذلك القسم‬
‫التجاري ‪.‬‬
‫القسم السادس ‪ :‬أقسام التأمين‬
‫يعرف التأمني بأنه اجال شاسع للغاية حبيث أن نطاق تطبيقه غري حمدود‪ ,‬فكلما تعددت األخطار ظهرت أنواع جديدة من‬
‫التأمني ‪ ,‬لذلك فإن تقسيم التأمني يرجع تبعا لكيفية التعاقد أو اهليئة اليت تدير عملية التأمني ‪ ،‬أو حسب موضوع التأمني ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تقسيم التأمين تبعا لكيفية التعاقد‬
‫طبقا لعنصر التعاقد يقسم التأمني إيل نوعني أساسيني ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬التأمين االختياري ‪:‬‬
‫ويشمل التأمينات اليت يتعاقد عليها الفرد أو املؤسسة مبحض اختيارهم ‪ ،‬وذلك للحاجة امللحة ملثل هذه التغطية التأمينية‪ ،‬أي أنه‬
‫البد أن تتوافر هنا حرية االختيار يف التعاقد بني شركة التأمني وبني الفرد أو املؤسسة‪ .‬ويتضمن هذا النوع من التأمينات كافة أنواع‬
‫التأمني اليت تتوافر هلا األساس السابق مثل تأمني أخطار السرقة واحلريق للمنازل‪ ،‬تأمني أخطار سرقة وحريق السيارات ‪ ،‬تأمني‬
‫األخطار البحرية‪ .‬ويطلق علي مثل هذا النوع من التأمني‪ ،‬التأمني االختياري أو التجاري أو اخلاص‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التأمين اإلجباري ‪:‬‬
‫ويشمل التأمينات اليت تلزم الدولة بتوفريها لألفراد أو املؤسسات أو يلزمهم بالتعاقد عليها وذلك هبدف اجتماعي أو ملصلحة طبقة‬
‫ضعيفة يف اجملتمع‪ ،‬أي أن عنصر اإلجبار أو اإللزام من الدولة هو أساس التعاقد هنا‪ .‬ويشمل هذا النوع من التأمني كافة فروع‬
‫التأمينات االجتماعية (العجز‪ ،‬الوفاة‪ ،‬التقاعد‪ ،‬إصابات العمل‪ ،)...،‬وبعض فروع التأمينات اخلاصة اإلجبارية كتأمني املسؤولية‬
‫من حوادث السيارات )‪.(1‬‬

‫‪ – 1‬نص املشرع اجل زائري على أنواع التأمينات اإللزامية املتعلقة بالتامني الربي يف الفصل األول من الكتاب الثاين من قانون التأمينات وتشمل تأمينات املسؤولية‬
‫املدنية ‪ ،‬وتأمينات احلريق ‪ ،‬والتامني يف اجال البناء وتامني املسؤولية املدنية عن الصيد ‪ .‬إضافة إىل تامني املسؤولية املدنية املتعلقة بالسيارات ‪.‬‬
‫كما اصدر املشرع اجلزائري األمر رقم ‪ 77/19‬املؤرخ يف ‪ 71‬أوت ‪ 7119‬يتعلق بإلزامية التامني على الكوارث الطبيعية وبتعويض الضحايا ‪ .‬انظر اجلريدة الرمسية رقم‬
‫‪. 57‬‬
‫]‪[33‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬تقسيم التأمين من ناحية الشكل‬
‫يعود هذا التقسيم إىل مشكل اهليئة اليت تقوم هبا عمليات التأمني و بالتايل ينقسم هذا التأمني إىل تأمني تعاوين و تأمني بأقساط‬
‫حمددة‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬التأمين التعاوني ‪:‬‬
‫و هو ذلك التأمني اليت تقوم به مجاعة يتفق أفرادها على تعويض األضرار اليت قد تنزل بأحدهم نتيجة حتقق خطر معني و ذلك‬
‫من اجموع االشرتاكات اليت قد يلتزم كل فرد من اجلماعة بدفعها و يتميز هذا النوع من التأمني بأن كل فرد يف مجاعة التأمني‬
‫التعاوين جيمع يف شخصه صفيت املؤمن و املستأمن‪ ,‬أي االشرتاك الذي يدفعه كل عنصر قابل للتغيري ‪.‬‬
‫املؤمن و املستأمن يف كل فرد من أفراد اجلماعة يعترب اخلاصة املميزة ‪ ،‬فالتأمني التعاوين ال يهدف إىل حتقيق ربح‬
‫إن اجتماع صفيت ّ‬
‫ألعضائه و إمنا إىل توزيع اخلسائر عليهم‪ ,‬فأعضاء اجلماعة هم املستأمنون و هم الذين يدفعون التعويض ملن يصاب خبطر ما‪.‬‬
‫أن يكون االشرتاك الذي يدفعه كل عضو قابال للتغيري‪ ,‬فإذا زادت التعويضات املطلوبة عن االشرتاك اجملتمعة أمكن مطالبة‬
‫األعضاء بقسط تكملي لتغطية التعويضات‪ ,‬و إذا نقصت التعويضات املستحقة بنسبة الناقص من االشرتاكات‪ .‬يف هذا النوع من‬
‫التأمني تقوم مسؤولية تضامنية بني أعضاء اجلامعة حبيث يتحمل املوسر منهم نصب املعسر‪ ,‬و نظرا خلطورة هذه اخلاصية اليت قد‬
‫تدفع األفراد إىل عدم اإلقبال على هذا النوع من التأمني‪ ,‬فإن هذه اهليئات جلأت إىل حتديد حد أقصى ال يتجاوز مسؤولية‬
‫العضو‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التأمين بأقساط محددة ‪:‬‬
‫املؤمن بأن يدفع التعويض املايل عند حتقق اخلطر‪ ,‬و ذلك مقابل أقساط حمددة يلتزم املؤمن بدفعها و خصائص هذا النوع‬ ‫يتعهد ّ‬
‫املؤمن عن شخصية املستأمن و فيه يتحدد القسط و التعويض‬ ‫من التأمني عكس خصائص النوع السابق ففيه استقالل لشخصية ّ‬
‫املايل مقدما ‪.‬‬
‫يف هذا النوع من التأمني تستقل شخصية املؤمن عن شخصية املستأمن كما قلنا سابقا باملؤمن هم مجاعة املسامهني الذين متثلهم‬
‫شركة التأمني و يف مواجهتهم مجهور املستأمن الذين يلتزمون بدفع األقساط‪ ,‬فإذا زادت األقساط املدفوعة عن قيمة التعويضات‬
‫كانت الزيادة ربعا للشركة و ال يستطيع املستأمنون املطالبة هبا‪.‬‬
‫حيدد هذا النوع القسط مقدما فيعرف املستأمن وقت إبرام العهد مقدار ما سيدفعه من أقساط و الشركة هي اليت حتدد األقساط‬
‫وفق أسس علمية (جداول اإلحصاء اليت لديها)‪.‬‬
‫و أخريا فإن مقدار ما يلتزم به املؤمن عند حتقق اخلطر يتحدد أيضا وقت إبرام العقد سواء كان ذلك بتحديد التزام املؤمن مببلغ‬
‫معني كما يف حاالت التأمني على احلياة أو بوضع حد أقصى ال يتجاوزه التزام املؤمن كما يف التأمني يف األضرار‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬تقسيم التأمين من ناحية الموضوع‬
‫اتفق أغلب فقهاء التأمني على تقسيم التأمني من حيث املوضوع إىل تأمني حبري و بري و جوي‪ ,‬و ينقسم التأمني الربي إىل‬
‫تأمني اجتماعي و تأمني خاص و التأمني الربي اخلاص ينقسم بدوره إىل تأمني على األشخاص‪ ,‬و تأمني على األضرار‪ ,‬و سنقوم‬
‫بشرح ذلك بالتفصيل ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬التأمين البحري و البري و الجوي ‪:‬‬
‫أساس هذا التقسيم هي طبيعة املخاطر املؤمن منها و هو أول تقسيم جيب إجرائه للتمييز بني التأمني الربي الذي ينهي إليه التأمني‬
‫على احلياة و غريه من أنواع التأمني‪.‬‬

‫]‪[34‬‬
‫فالتأمني البحري عرفنا هو أقدم أنواع التأمني وجوداً يف احلياة العملية‪ ،‬فهو أول نظام تأمني ظهر للوجود‪ .‬وأن نطاقه حمدد بتغطية‬
‫املخاطر البحرية اليت حتدث خالل عملية النقل البحري سواء أكان اخلطر متعلقاً بالسفينة أم كان بالبضاعة املنقولة بواسطتها حبرا‪.‬‬
‫غري أن التأمني البحري ال يتوىل تغطية املخاطر اليت يتعرض هلا األشخاص املوجودين على السفينة أنفسهم‪ ،‬فالتأمني عليهم يدخل‬
‫يف نطاق التأمني الربى‪.‬‬
‫وىف ضوء ذلك يتبني أن التأمني البحري هو تأمني على األشياء فال يغطى األخطار البحرية بالنسبة األشخاص‪ ،‬ويلحق به التأمني‬
‫النهري الذي يغطى أخطار النقل النهري بالنسبة إىل املراكب والبضائع دون املخاطر اليت تلحق باألشخاص كذلك‪.‬‬
‫كما أن التأمني اجلوي يتوىل تغطية خماطر النقل اجلوى ‪ ،‬سواء أكانت يف شكل أخطار تتعرض هلا وسائل النقل اجلوى (الطائرة)‬
‫نفسها أم كانت يف صورة خماطر تتعرض هلا البضائع املنقولة جواً‪.‬‬
‫بيد أنه‪ ،‬نظراً ألن اجال النقل اجلوى متسع النطاق وعابر للحدود اجلغرافية للدول‪ ،‬لذلك هتتم به الدول وجترى يف شأنه اتفاقات‬
‫دولية‪ .‬ومن مث فإن األحكام اليت تقررها االتفاقيات الدولية هي اليت تسرى يف هذا النقل والتأمني من خماطره‪.‬‬
‫أما التأمني يتوىل تغطية كافة األخطار اليت مل يغطيها نوعى التأمني (البحري واجلوى) وهو يشمل التأمني على األشخاص‪ ،‬حىت‬
‫ولو حتقق اخلطر املؤمـن منه وهم على منت إحدى وسائل النقل البحري أو اجلوى‪ ،‬ويشمل كذلك التأمني من األضرار‪..‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التأمين االجتماعي‬
‫ال شك أن التأمني االجتماعي يهدف إىل محاية مصلحة إحدى طوائف اجملتمع هي الطبقة العاملة اليت تعتمد يف قوهتا على‬
‫جهدها البشرى الذي تبذله يف العمل يف مقابل أجر يتقاضاه لتأمني حياته املعيشية‪ .‬وهلذا جيب توفري احلماية االجتماعية هلؤالء‬
‫العمال إذا ما تعرضت معيشتهم للخطر بسبب عدم قيامه بالعمل سواء أكان لعدم وجود فرصة عمل أم كان لفقدان القدرة على‬
‫العمل بصفة مؤقتة كحالة اإلصابة واملرض أو بصفة دائمة كالعجز والشيخوخة‪.‬‬
‫والتأمني االجتماعي تتعدد صوره تبعاً لتعدد نوع اخلطر الذي يهدد القوى العاملة كالتأمني ضد البطالة واإلصابة واملرض والعجز‬
‫والشيخوخة‪ .‬فمثل هذه املخاطر هتدد العامل يف مصدر رزقه‪ ،‬وهلذا يقوم التأمني بتوفري األمان االجتماعي خالل فرتة تعرضه هلذه‬
‫املخاطـر‪.‬‬
‫وىف ضوء ذلك يتبني أن هذا النوع من التأمني يقوم على فكرة التضامن االجتماعي‪ ،‬اليت تستلزم رعاية الطبقات اليت تعتمد على‬
‫جهدها البشرى يف حصوهلا على مصدر معيشتها‪ .‬وملا كان العمل هو مصدر رئيسي لشرحية كبرية من اجملتمع لذلك برزت أمهية‬
‫التأمني االجتماعي يف العصر احلديث‪ .‬على حنو أصبح هذا النوع من التأمني إجبارياً بقوة القانون ‪ ،‬باإلضافة أن دفع قيمة قسط‬
‫التأمني ال يتحمله العامل املؤمن عليه وحده بل يساهم صاحب العمل فيه بنسبة كبرية ويقع عليه عبء الوفاء به هليئة التأمني‬
‫االجتماعي‪ .‬كما أن اهليئات اليت تدير وتنظم التامني االجتماعي حتتكرها الدولة دون منافسة ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬التأمين الخاص‬
‫إذا كان التأمني االجتماعي يهدف إىل محاية مصلحة اجتماعية عامة‪ ،‬فإن التأمني اخلاص ليس على هذا النحو ألنه يهدف إىل‬
‫توفري احلماية ملصلحة خاصة‪ .‬وبناء على هذا فكل من يهدد مصلحته اخلاصة خطر معني له احلق يف اللجوء إىل إحدى الشركات‬
‫العاملة يف سوق التأمني عامة أو خاصة ‪ ،‬ليربم معها عقد تأمني ضد هذا اخلطر‪ .‬فهذا التأمني خيضع حملض اختيار الشخص‪ ،‬مبعىن‬
‫أنه اختيارياً – كقاعدة عامة – باستثناء بعض األنشطة اليت إذا مارسها الشخص جيب عليه قانوناً التأمني ضد اخلطر الذي يهدد‬
‫الغري منها كالتأمني اإلجباري للمسئولية من حوادث السيارات‪… ،‬اخل‪.‬‬

‫]‪[35‬‬
‫أ‪ -‬التأمين على األضرار و على األشخاص ‪:‬‬
‫التأمني على األضرار يهدف إىل تعويض املستأمن على الضرر الذي أصاب ذمته املالية نتيجة خطر معني‪ّ .‬أما التأمني على‬
‫للمؤمن بأن يدفع للمستأمن و إىل شخص آخر مبلغا من النقود أو إيراد مرتبا عن حتقق حادثة متعلقة‬ ‫األشخاص هو تعهد ّ‬
‫بشخص هذا األخري كالوفاة أو املرض و ذلك مقابل قيام املؤمن له بدفع أقساط دورية معينة‪.‬‬
‫‪ /2‬التأمين على األشخاص ‪ :‬ال شك أنه إذا كان التأمني من األضرار موضوعه أموال املؤمن له أو ذمته املالية‪ ،‬فإن التأمني على‬
‫األشخاص حمله شخص املؤمن له‪ .‬فاملؤمن يف ظل هذا التأمني ملزم بدفع مبلغ التأمني عند حتقق اخلطر املوضح يف العقد‪ ،‬بغض‬
‫الطرف عن أن هذا اخلطر ترتب عليه ضرر للمؤمن له أم من عدمه‪.‬‬
‫وىف ضوء ذلك فإن شخص املؤمن له هو الذي يكون موضع االعتبار يف هذا النوع من التأمني‪ ،‬ألنه يهدف إىل تغطية األخطار‬
‫اليت تلحق باإلنسان ذاته سواء يف نفسه أم يف جسمه أم يف صحته أم يف حياته ‪ .‬وهلذا التأمني أقسام‪:‬‬
‫‪ -‬التأمين على الحياة وهو على نوعين ‪:‬‬
‫‪ -2‬التأمين لحال الوفاة وهو أنواع ‪:‬‬
‫أ‪ -‬التأمين العمري ‪ :‬يستحق مبلغ التأمني عند وفاة ِّ‬
‫املؤمن على حياته أياً كان وقت الوفاة‪.‬‬
‫ب‪ -‬التأمين المؤقت ‪ :‬ال يستحق مبلغ التأمني إال إذا مات ِّ‬
‫املؤمن على حياته خالل مدة معينة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬تأمين البقاء ‪ :‬ال يستحق مبلغ التأمني إال إذا بقي حياً بعد موت ِّ‬
‫املؤمن على حياته‪.‬‬
‫د‪ -‬التأمين على البقاء ‪ :‬ال يستحق مبلغ التأمني إال إذا بقي ِّ‬
‫املؤمن على حياته على قيد احلياة إىل وقت معني يتحدد ببلوغه‬
‫سناً معيناً تضعف فيه صحته وتقل موارده‪.‬‬
‫ه‪ -‬التأمين المختلط ‪ :‬وهو تأمني حلال احلياة وحال الوفاة معاً ‪ ،‬كالشخص الذي يربم تأمني على حياته ملدة ‪ 91‬سنة‪ ،‬على أن‬
‫يستحق مبلغ التأمني لو بقى حياً عند انقضاء هذه املدة ‪ ،‬أما إذا مات قبل ذلك آل املبلغ إىل املستفيد املعني‪.‬‬
‫‪ -1‬التأمين ضد اإلصابات الجسدية‪ :‬هو التأمني الذي مبقتضاه يلتزم املؤمن يف مقابل أقساط التأمني بأن يدفع للمؤمن له مبلغ‬
‫التأمني يف حالة ما إذا حدثت له إصابة بدنية‪ ،‬وبأن يرد له مصروفات العالج واألدوية‪ .‬وىف حالة وفاة املؤمن له يتم الوفاء بذلك‬
‫إىل املستفيد‪.‬‬
‫وااللتزام األساسي الذي يثقل كاهل املؤمن يف هذا التأمني هو تأمني اإلصابة ‪ ،‬أي اخلطر الذي يصيب اإلنسان يف بدنه ‪ ،‬أما‬
‫االلتزام بدفع مصاريف العالج فهو من قبيل االلتزامات الثانوية أو تبعية‪.‬‬
‫‪ -3‬التأمين ضد المرض‪ :‬املرض هو اآلفة اليت يتعرض هلا كل الكائنات احلية مبا فيها اإلنسان‪ .‬وأن املرض من احلوادث غري‬
‫املرغوب فيها ملا يرتتب عليها من اعتالل البنية اجلسدية وضعفها وما يتكبده املريض من نفقات العالج‪.‬‬
‫والتأمني من املرض هو عقد يلتزم املؤمن مبوجبه بأن يدفع للمؤمن له – عند مرضه خالل مدة التأمني ‪ -‬مبلغاً حمدداً دفعة واحدة‬
‫(‪(1‬‬
‫أو على دفعات أو بأن يرد إليه نفقات العالج كلها أو نسبة منها يف مقابل التزام الثاين بدفع أقساط التأمني‬
‫ونطاق التزام املؤمن بتحمل تبعة حتقق اخلطر املؤمن منه قد ينبسط ليشمل كافة األمراض‪ ،‬وقد ينصب على البعض دون البعض‬
‫اآلخر‪ .‬وحتديد نطاق هذا االلتزام خيضع إىل اإلرادة املشرتكة لألطراف‪ .‬فإذا ما أصيب املؤمن له مبرض يشمله التأمني التزم املؤمن‬
‫بدفع مبلغ التأمني بالكيفية املتفق عليها‪.‬‬
‫‪ -4‬تأمين الزواج وتأمين األوالد ‪ :‬فتأمني الزواج عقد مبوجبه يلتزم املؤمن بدفع مبلغ التأمني للمؤمن له مىت تزوج قبل بلوغه‬
‫سناً معينةً يف مقابل التزام األخري بدفع أقساط دورية لألول‪.‬‬

‫‪ -7‬د‪ /‬عبد الرزاق أمحد السنهورى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.7911‬‬


‫]‪[36‬‬
‫وبديهياً أنه يقصد من إبرام مثل هذا التأمني هو متكني املؤمن له من تدبري ما يلزمه من نفقات الزواج قبل بلوغه العمر احملدد يف‬
‫العقد‪.‬‬
‫والظاهر يشري إىل أن حتقق الواقعة املؤمن منها (الزواج) متوقفة على حمض إرادة أحد طريف العقد‪ ،‬وسيأيت بيان أن مثل ذلك‬
‫يبطل عقد التأمني‪ .‬غري أن النظرة الفاحصة تسجل أن هذه الواقعة ال تتوقف على حمض إرادة املؤمن له‪ ،‬بل توجد عوامل أخرى‬
‫من األمهية مبكان يف حتقق الواقعة املؤمن منها وال سيما أن الزواج يتم باالقرتان بشـخص أخر إلرادته دور هام يف إمتامـه(‪.)1‬‬
‫أما تأمني األوالد فهو عقد مبوجبه يلتزم املؤمن بدفع مبلغ التأمني للمؤمن له عند إجنابه أطفاالً يف مقابل التزام األخري بدفع‬
‫أقساط دورية لألول‪ .‬والغاية من مثل هذا التأمني واضحة وهى تدبري املال الالزم لنفقات إجناب األطفال وتربيتهم وتعليمهم‪.‬‬
‫* شكل التأمين على األشخاص ‪ :‬يتخذ التأمني على األشخاص شكال فرديا أو مجاعيا ‪ ،‬حيث يكتتب عقد تأمني اجلماعة من‬
‫قبل شخص معنوي أو رئيس مؤسسة بغية اخنراط اجموعة من األشخاص تستجيب لشروط حمددة يف العقد من اجل تغطية خطر‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ .‬كالتأمني الذي جيريه رئيس نادي رياضي على العيب فريقه ضد اإلصابات‬ ‫أو عدة أخطار متعلقة بالتأمني على األشخاص‬
‫اجلسمانية ‪ ،‬أو صاحب املصنع الذي يؤمن على حياة عماله ‪.‬‬
‫‪ /1‬التأمين على األضرار‬
‫يهدف إىل ضمان وتأمني املؤمن له من النتائج الضارة اليت تلحق أمواله من حتقق اخلطر املؤمن منه‪ .‬فإذا حلق األموال املؤمن‬
‫عليها خسائر بسبب حتقق اخلطر املؤمن منه ‪ ،‬فقد انتقصت العناصر اإلجيابية للذمة املالية للمؤمن له ‪ ،‬على حنو يوجب على‬
‫املؤمن جرب هذا االنتقاص عن طريق تعويض املؤمن له عن هذه اخلسائر‪.‬و ينقسم هذا التأمني إىل قسمني‪:‬‬
‫أ‪ -‬التأمين على األشياء‬
‫يهـدف هــذا النــوع مــن التـأمني إىل تعــويض املــؤمن لــه عـن الضــرر الــذي حلــق ذمتـه املاليــة بســبب تعــرض الشـيء املــؤمن عليــه للخطــر‬
‫املؤمن منه‪ .‬والعالقة العقدية يف ظل هذا التأمني تكون بني املؤمن واملؤمن له‪.‬‬
‫ويتغري التـأمني علـى األشـياء تبعـاً لتغـري اخلطـر الـذي مـن احملتمـل أن تتعـرض لـه األشـياء املـؤمن عليهـا ‪ ،‬فـإذا كـان هـذا اخلطـر هـو‬
‫السرقة أو احلريق أو هالك املاشية أو تلف احملاصيل بسبب الصقيع … اخل أطلق على التأمني ضده بالتأمني ضد السرقة أو احلريق‬
‫أو هالك املاشية …‪.‬اخل ‪.‬‬
‫ب‪ -‬التأمين على المسؤولية‬
‫األكيد أن األنشطة احلياتية لإلنسان ينشأ عنها أضرار للغري يف النفس أو يف املال‪ ،‬سـواء أكـان بفعلـه الشخصـي (املسـئولية عـن‬
‫الفعل الشخصي) أم كان بفعل األشخاص الذي يسأل عنهم (املسئولية عـن فعـل الغـري) أم كـان بفعـل األشـياء الـيت حتـت سـيطرته‬
‫(املســئولية عــن فعــل األشــياء)‪ .‬فيرتتــب علــى ذلــك قيــام مســئوليته وشــغل ذمتــه بــالتعويض‪ .‬ولكــي يــدرأ عــن نفســه خطــر املطالبــة‬
‫بـالتعويض يلجـأ إىل التـأمني مـن املسـئولية‪ ،‬فمـىت حتقـق خطـر مطالبتـه بـالتعويض التـزم املـؤمن بـدفع هـذا التعـويض للشـخص الـذي‬
‫حيدده العقد أو القانون‪.‬‬
‫غري أنه جيب مالحظة أن املؤمن‪ ،‬يف ظل هذا التأمني‪ ،‬ال يقوم بتعويض الضرر الذي حلق الغري‪ ،‬إمنا يوىف بـالتعويض الـذي يثقـل‬
‫كاهل املؤمن له بسبب حتقق اخلطر املؤمن منه‪ .‬فهذا الضرر وإن كان سبباً يف التزام فاعله بـالتعويض الـذي هـو سـبب التـزام املـؤمن‬
‫بالوفاء به‪ ،‬إال أنه ليس هو السبب املباشر يف التزام األخري هبذا الوفـاء‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر نص املادة ‪ 17‬من قانون التأمينات اجلزائري ‪.‬‬

‫]‪[37‬‬
‫وإذا كان األصل أن عقد التأمني من املسئولية ينشأ بني طرفيه مها املؤمن واملؤمن له‪ ،‬إال أنه قد تنشأ عنه عالقة لشخص ثالث هو‬
‫املستفيد (املضرور) مىت كان هذا العقد قد عني فيه مستفيداً (االشرتاط ملصلحة الغري) أو أن القانون قد قـرر لـه ذلـك‪ .‬ففـي هـاتني‬
‫احلالتني يصبح للمضرور (املستفيد من التـأمني ) دعـوى مباشـرة ضـد املـؤمن يطالبـه بالوفـاء بقيمـة التعـويض لـه مباشـرة دون املـرور‬
‫بذمة املؤمن له‪.‬‬
‫أمــا إذا كــان العقــد أو القــانون مل خيــول املضــرور حقـاً مباشـراً قبــل املــؤمن حتميــه دعــوى مباشــرة‪ .‬فــال يكــون لــه يف مواجهــة املــؤمن إال‬
‫دعـوى غيـر مباشــرة باســتعمال حقـوق مدينـه (املسـئول عـن الضـرر) املـؤمن لـه ‪ .‬واحلكـم يف هـذه الـدعوى يـدخل مبلـغ التـأمني يف‬
‫الذمة املالية للمؤمن له وجيعله عنصراً إجيابياً فيها يشكل ضماناً عاماً جلانب السليب هلذه الذمة الـذي تـدخل قيمـة التعـويض عنصـراً‬
‫فيه‪ .‬وهذا األمر يوقع املزامحة بني دائين املؤمن له مبا يف ذلك املضرور باعتباره دائناً له بقيمة التعويض‪.‬‬
‫ويتميز التأمني من املسئولية بأن مبلغ التأمني ال يكون حمدداً ألنه ال يعرف مدى ما يلتزم به املؤمن له وما تتعرض له ذمته املالية من‬
‫أضرار نتيجة احلاالت اليت تنعقد فيها مسئوليته‪.‬‬
‫وللتأمني من املسئولية صور متعددة‪ ،‬مثل التأمني من املسئولية الناشئة من حوادث السيارات وتأمني املسئولية الناجتة من حوادث‬
‫العمل وتأمني املسئولية بسبب حريق العني املؤجرة وتأمني املسئولية املرتتبة على حوادث البناء والتشييد ……اخل‪:.‬‬
‫القسم السادس ‪ :‬عناصر التأمين‬
‫يندرج ضمن عناصر التأمني كل من أشخاص عقد التأمني و اخلطر املؤمن منه و مبلغ القسط الذي يدفعه املؤمن له للمؤمن ومبلغ‬
‫التأمني ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬أشخاص عقد التأمين‬
‫نعلم أن العقد‪ ،‬بصفة عامة ‪ ،‬هو اجلمع بني طرفني مل يكن بينهما جامع من قبل‪ ،‬وكذلك عقد التأمني فهو جيمع بني طرفيه‬
‫ومها املؤمن ومؤمن له‪.‬‬
‫غري أن الذاتية اخلاصة للتأمني والتنافسية بني شركات التأمني وتسابقها على االستحواذ على أكرب عدد ممكن من املؤمن هلم ‪،‬‬
‫جتعل املؤمن يدفع بعدد غري قليل من وسطاء التأمني سعياً وحبثاً عن املؤمن له وذلك طبقاً ملقولة " التأمين يباع وال يشترى "‬
‫واألفضل القول بأن " التأمين يعرض وال يطلب "‪.‬‬
‫ونتناول احلديث عن طريف عقد التأمني من خالل النقاط التالية ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬المؤمن ‪.‬‬
‫إن املؤمن‪ ،‬باعتباره طرفاً يف عقد التأمني‪ ،‬هو كل شخص يعرض حتمله تبعة اخلطر (الواقعة) الذي حيدث آلخر يف مقابل مبلغ من‬
‫املال ( القسط)‪.‬‬
‫إن التأمني يقوم على فكرة املسامهة يف اخلسائر بني عدد من األشخاص و أن املؤمن يتدخل لتنظيم هذه املسامهة ‪ ،‬و يتطلب هذا‬
‫التنظيم تقنيات و فنيات خاصة ال ميكن أن يقوم هبا شخص طبيعي‪.‬و من هنا فإن ملؤمن ال ميكن أن يكون إال شركة تتخذ أحد‬
‫األشكال اليت نص عليها القانون ‪،‬و يف نفس الوقت فرض القانون أن تكون هذه الشركات حتت رقابة الدولة ‪.‬‬
‫أ‪ -‬شكل شركة التأمين ‪:‬‬
‫تنص املادة ‪ 775‬من األمر ‪ 11/15‬املتعلق بالتأمينات على أنه " ختضع شركات التأمني أو إعادة التأمني يف تكوينها إىل‬
‫القانون اجلزائري و تأخذ أحد الشكلني اآلتيني ‪:‬شركة ذات أسهم ‪ ،‬شركة ذات شكل تعاضدي ‪ ،‬غري أنه عند صدور هذا األمر‬
‫ميكن للهيئات اليت متارس عمليات دون أن يكون غرضها الربح أن تكتسي شكل الشركة التعاضدية‪".‬‬
‫انطالقا من هذا النص نكون أمام ثالثة أنواع من شركات التأمني و هي‪:‬‬

‫]‪[38‬‬
‫‪ -2‬شركة التأمين المتخذة شكل شركة ذات أسهم ‪.‬‬
‫إن شركة التأمني اليت تتخذ شكل شركة ذات أسهم ختضع لألحكام العامة املنصوص عليها يف القانون التجاري ‪،‬باإلضافة إىل‬
‫األحكام املنصوص عليها يف األمر‪ 11/15‬املتعلق بالتأمينات ‪.‬‬
‫و شركة املسامهة هي شركة ينقسم رأمساهلا إىل حصص و ال يقل عدد شركائها عن سبعة ما مل يكن رأمساهلا عموميا ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫املعدل‬ ‫و حسب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 911/15‬املؤرخ يف ‪ ، 7115/71/91‬املتعلق باحلد األدىن لرأمسال شركات التأمني‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬حيدد رأمسال املسامهة اليت تأخذ شكل شركة ذات‬ ‫واملتمم مبوجب املرسوم التنفيذي ‪ 915/11‬املؤرخ يف ‪7111/77/71‬‬
‫أسهم كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مليار "‪ "7‬دينار جزائري بالنسبة لشركات املسامهة اليت تنفرد مبمارسة عمليات تأمني األشخاص و الرمسلة ‪.‬‬
‫‪ -‬ملياران "‪ "7‬دينار جزائري بالنسبة إىل شركات املسامهة اليت متارس عمليات التأمني على األضرار ‪.‬‬
‫‪ -‬مخسة "‪ "5‬ماليري دينار جزائري بالنسبة إىل شركات املسامهة اليت متارس سوى عمليات إعادة التأمني ‪.‬‬
‫إذن كل األحكام املتعلقة بشركات املسامهة تنطبق على شركة التأمني اليت تتخذ شكل شركة املسامهة‪.‬‬
‫‪ -1‬شركة التأمين ذات الشكل التعاضدي‬
‫تنص املادة ‪ 775‬مكرر من قانون التأمينات على ما يلي ‪ (( :‬ليس للشركة ذات الشكل التعاضدي املذكورة أعاله ن هدفا جتاريا‪.‬‬
‫جيب أن تضمن ملنخرطيها مقابل اشرتاك التسوية الكاملة اللتزاماهتم يف حالة وقوع اإلخطار ‪.‬‬
‫وجيب على هذه الشركة أن متتثل إىل القانون األساسي احملدد عن طريق التنظيم والذي جيب أن ينب على اخلصوص ‪:‬‬
‫‪ -‬هدفها ومدهتا ومقرها وتسميتها ‪.‬‬
‫‪ -‬الكيفية والشروط العامة اليت تعقد على أساسها االلتزامات بني الشركة واألعضاء وكيفية توزيع اإليرادات‪.‬‬
‫‪ -‬هيئات التسيري واالدارة واملداولة ‪.‬‬
‫‪ -‬العدد األدىن للمنخرطني الذي الميكن أن يقل عن مخسة آالف ( ‪ ) 5.111‬منخرط ‪)).‬‬
‫الشركة ذات الشكل التعاضدي هي شركة ذات خصائص تدور بني شركة املسامهة و هي شركة جتارية رأمسالية أي قائمة على‬
‫رأمسال ممثل يف أسهم ‪ ،‬و الشركة التعاضدية احملضة و هي شركة مدنية تضمن األمان ألعضائها دون البحث عن الربح‪،‬ألن‬
‫أعضائها جتمعهم اعتبارات مهنية مثل املوظفني أو الفالحني أو عمال قطاع البناء أو قطاع الصحة أو قطاع األمن أو قطاع النقل‬
‫و ما إىل ذلك‪.‬‬
‫و رغم ذلك ‪ ،‬فإن الشركة ذات الشكل التعاضدي مقرتبة إىل حد كبري من شركة املسامهة‪،‬و ذلك ألن نشاطها يفرض عليها طرق‬
‫تسيري ذات طبيعة جتارية خاصة إذا كان نشاطها يغطي فروعا عديدة لتأمني ‪.‬‬
‫إن هذه الشركة تسري بدون أسهم ‪ ،‬لذلك فإن األموال الضرورية ملزاولة نشاطها جتمع عن طريق االشرتاكات اليت يقدمها أعضائها‬
‫و بذلك تتكون األموال التأسيسية للشركة‪.‬‬
‫كما أن هذه الشركة تلجأ إىل االقرتاض الذي يعترب من مكونات األموال التأسيسية للشركة ‪.‬‬
‫و بصفة عامة جيب أن تكون االشرتاكات كافية للوفاء بالتزامات الشركة‪،‬فإذا كانت تفوق األضرار املتحققة وجب على الشركة رد‬
‫الزيادات ألعضائها‪،‬أما إذا كانت غري كافية لدفع التعويضات و تغطية األخطار فإن الشركة تطلب اشرتاكات إضافية أو ختفض‬
‫التعويضات‪.‬‬

‫‪ -7‬أنظر اجلريدة الرمسية رقم ‪.15‬‬


‫‪ -7‬أنظر اجلريدة الرمسية رقم ‪.11‬‬
‫]‪[39‬‬
‫أما فيما يتعلق باألموال التأسيسية للشركة ذات الشكل التعاضدي فإنه جيب أن ال تقل هذه املبالغ عن ‪:‬‬
‫‪ -‬ستمائة "‪"111‬مليون دينار جزائري بالنسبة للشركات اليت تنفرد مبمارسة عمليات تأمني األشخاص والرمسلة ‪.‬‬
‫‪ -‬مليار "‪ "7‬دينار جزائري بالنسبة للشركات اليت متارس عمليات التامني على األضرار ‪.‬‬
‫وتسري شركة التأمني ذات الشكل التعاضدي بعدد كبري من األعضاء ‪ ،‬و ذلك ألن هذا العدد يعترب الركيزة التقنية الضرورية لكل‬
‫تعاضدية ‪ ،‬و هذا على عكس شركة التأمني املتخذة شكل شركة املسامهة اليت تسري بسعة مسامهني‪.‬‬
‫‪ -3‬شركة التأمين المتخذة شكل شركة التعاضدية‬
‫يقصد بالتأمني التعاضدي أو التعاوين ‪ ،‬أن جيتمع عدة أشخاص معرضني ألخطار متشاهبة ‪ ،‬و يدفع كل منهم اشرتاكا معينا‬
‫وختصص هذه االشرتاكات ألداء التعويض املستحق ملن يصيبه الضرر‪،‬و إذا زادت االشرتاكات على ما صرف من تعويض كان‬
‫لألعضاء حق اسرتدادها‪،‬و إذا نقصت تطلب الشركة من األعضاء اشرتاكا إضافيا لتغطية العجز‪،‬أو أنقصت التعويضات املستحقة‬
‫بنسبة العجز‪،‬و أعضاء شركة التأمني املتخذة شكل الشركة التعاضدية(التعاونية) ال يسعون إىل حتقيق ربح‪،‬و لكنهم يسعون إىل‬
‫ختفيف اخلسائر اليت تلحق بعض األعضاء‪،‬فهم يتعاقدون ليتعاونوا على حتمل األضرار اليت حتل ببعضهم‪.11‬‬
‫و ختتلف الشركة التعاضدية عن الشركة ذات الشكل التعاضدي يف أن املشرع مل حيدد حدا أدىن ألمواهلا التأسيسية وبالتايل فإن‬
‫قانوهنا األساسي يتوىل ذلك‪،‬كما أهنا ال تلجأ إىل االقرتاض إال يف حاالت استثنائية‪،‬كما أن االشرتاكية تكون دائما متغرية على‬
‫خالف ما هو األمر عليه يف الشركة ذات الشكل التعاضدي‬
‫ومن اجملاالت اليت يظهر فيها نشاط الشركات التعاضدية (أو ما ميكن أن نسميه اجلمعيات التعاونية للتأمني) و هو اجال‬
‫النشاط الزراعي‪،‬حيث هتدف الشركات التعاضدية إىل محاية الفالحني من األخطار اليت يتعرضون إليها يف حياهتم الزراعية و أثناء‬
‫ممارستهم لنشاطهم الزراعي ‪ ،‬و هذه األخطار ميكن أن متس الفالح يف شخصه أو ماله‬
‫وهكذا ‪ ،‬فإن ما مييز هذا النوع من الشركات ‪ ،‬هو اجتماع صفيت املؤمن و املؤمن له ‪ ،‬حيث أن هناك تبادل يف املنافع و‬
‫التضحيات فيما بني أعضاء هيئة التأمني‪،‬فتدفع التعويضات ملن يصيبه اخلطر من بينهم من حصيلة االشرتاكات املدفوعة من‬
‫األعضاء أو اليت سيدفعوهنا‪.‬أما امليز األخرى فمن تغري قيمة االشرتاك‪،‬حيث أنه من الطبيعي أن يكون االشرتاك املطلوب من املؤمن‬
‫هلم عرضة للزيادة و النقصان تبعا ملا يتحقق من املخاطر سنويا ‪ ،‬و ما يرتتب على مواجهتها من تعويضات ‪.‬‬
‫ب‪ -‬منح االعتماد‬
‫مينح االعتماد بقرار من الوزير املكلف باملالية و ذلك بعد أن يبدي اجمللس الوطين للتأمينات رأيه فيه‪.‬‬
‫و طبقا للمرسوم التنفيذي رقم‪ 711/11‬املؤرخ يف ‪ 19‬أوت ‪ ، 7111‬الذي حيدد شروط منح شركات التأمني و‪/‬أو إعادة‬
‫التأمني االعتماد وكيفيات منحه ‪ ،‬املعدل واملتمم ‪ ،‬فإن الوثائق اليت جيب أن يتضمنها ملف االعتماد هي‪:‬‬
‫‪ -7‬طلب يتضمن عمليات التأمني اليت تنوي الشركة ممارستها‬
‫‪ -7‬حمضر اجلمعية العامة التأسيسية‬
‫‪ -9‬نسخة من العقد التأسيسي للشركة‬
‫‪ -1‬وثيقة تثبت حترير رأس املال‬
‫‪ -5‬نسخة من القانون األساسي‬
‫‪ -1‬قائمة املسريين الرئيسيني مع توضيح هويتهم و كفاءهتم املهنية‬
‫‪ -1‬مستخرج من صحيفة السوابق القضائية رقم‪ 9‬لكل واحد من املؤسسني و املسريين‬
‫‪ -8‬نسخة من استمارات و وثائق التأمني املعدة للتوزيع على اجلمهور‬
‫‪ -1‬خمطط يتضمن املبادئ الرئيسية اليت تقرتح الشركة إتباعها يف اجال إعادة التأمني‬
‫]‪[40‬‬
‫إذن ‪ ،‬هذا امللف يرسل إىل الوزير املكلف باملالية‪.‬‬
‫و مينح االعتماد إىل شركة التأمني إذا توافرت فيها شروط تتعلق خاصة باملؤهالت املهنية ملسريي الشركة و نزاهتهم ‪ ،‬فال يستطيع‬
‫أن يؤسس شركة تأمني‪،‬األشخاص الذين ثبت إدانتهم بارتكاب جنحة يعاقب عليها قانون العقوبات و خاصة السرقة و خيانة‬
‫األمانة و النصب و كل جنحة أخرى يعاقب عليها القانون بعقوبة النصب و هنب األموال و إصدار صكوك بدون رصيد‪.‬‬
‫فإذا مل تتوافر الشروط السابق ذكرها‪،‬أمكن للجهة املختصة مبنح االعتماد رفض االعتماد‪.‬غري أنه ميكن الطعن يف قرار الرفض أمام‬
‫اجلس الدولة ‪.‬‬
‫أما يف حالة موافقة اجلهة املختصة على منح االعتماد‪،‬فإن قرار منح االعتماد ينشر يف اجلريدة الرمسية ‪.‬‬
‫ج‪ -‬سحب االعتماد‬
‫ميكن للجهة اليت منحت االعتماد أن تسحبه من شركة التأمني يف أي وقت إذا رأت مربرا لذلك‪.‬و هذا بقرار من الوزير املكلف‬
‫باملالية و بعد إبداء رأي اجمللس الوطين للتأمينات ‪.‬‬
‫و يسحب االعتماد إذا توافرت أحد األسباب التالية املنصوص عليها يف املادة ‪ 771‬من األمر ‪ 11/15‬املتعلق بالتأمينات ‪:‬‬
‫‪ -7‬إذا كانت الشركة ال تسري طبقا للتشريع و التنظيم املعمول هبما أو لقوانينها األساسية ‪.‬‬
‫‪ -7‬إذا مل تعد شروط االعتماد متوافرة ‪.‬‬
‫‪ -9‬إذا اتضح أن الوضعية املالية للشركة غري كافية للوفاء بالتزامها‪.‬‬
‫‪ -1‬إذا كانت الشركة تطبق بصفة متعمدة زيادات أو ختفيضات غري منصوص عليها يف التعريفات املبلغة إىل إدارة الرقابة‪.‬‬
‫‪ -5‬إذا مل متارس الشركة نشاطها ملدة سنة واحدة ابتداء من تاريخ تبليغ االعتماد أو إذا توقفت عن اكتتاب عقود التأمني ملدة‬
‫سنة واحدة‪.‬‬
‫‪ -1‬إذا صرحت الشركة عن توقفها عن ممارسة التأمني أو إذا حلت أو صدر يف حقها حكم باإلفالس أو التسوية القضائية ‪.‬‬
‫و لكي تقوم اجلهة املختصة بسحب االعتماد جيب عليها إعذار الشركة مسبقا بواسطة رسالة مضمونة الوصول مع وصل‬
‫االستالم‪.‬‬
‫و جيب أن يتضمن "اإلعذار" األسباب اليت كانت مصدر اختاذ قرار السحب‪.‬و ميكن للشركة املعنية أن تطعن يف قرار السحب‬
‫اجلزئي أو الكلي لالعتماد أمام اجلس الدولة ‪.‬‬
‫تطرقنا يف كل ما سبق إىل املؤمن(شركة التأمني) غري أنه ال تكتمل دراسة "املؤمن"كطرف يف عالقة التأمني ‪ ،‬بدون أن نتطرق إىل‬
‫ما يسمى "وسطاء التأمني " ‪.‬‬
‫د‪ -‬وسطاء التأمين‬
‫أشرنا سابقا ‪ ،‬إىل أن التأمني يعرض وال يطلب ‪ ،‬وملا كانت زيادة عدد املؤمن هلم حيقق للمؤمن مزيد من الربح والثقة يف قدرته‬
‫على الوفاء بالتزاماته وثقة العمالء فيه‪ .‬لذلك خيول املؤمن بعض األشخاص يف كل أو بعض سلطاته يف إبرام العقود مع املؤمن هلم‪،‬‬
‫وهؤالء األشخاص يطلق عليهم وسطاء التأمني‪.‬‬
‫األصل أن شركة التأمني تعاقد مباشر مع املؤمن له‪،‬غري أنه ميكن لشركة التأمني أن تلجأ يف هذا التعاقد إىل وسطاء تصل‬
‫بواسطتهم إىل اجلمهور و ذلك بغرض جلب أكرب عدد ممكن من العمالء و احلصول على طلبات تأمني‪،‬و هؤالء الوسطاء يسمون‬
‫ب"وسطاء التأمني"‬
‫ففي السابق ‪ ،‬أي قبل صدور األمر ‪11/15‬املتعلق بالتأمينات مل يكن نظام الوسطاء معروفا ‪ ،‬حيث كانت شركات التأمني‬
‫الوطنية تتعاقد مباشرة مع املؤمن هلم ‪ ،‬غري أنه و مبوجب األمر‪ 11/15‬الذي أخذ منحى جديدا يف اجال سياسة التأمني ظهر‬
‫نظام وسطاء التأمني ‪.‬‬
‫]‪[41‬‬
‫حيث اعترب هذا القانون وسطاء للتأمني كل من الوكيل العام للتأمني و مسسار التأمني )‪.(1‬‬
‫و قد نص األمر‪ 11/15‬على وسطاء التأمني ‪ ،‬و صدر بعد ذلك املرسوم التنفيذي‪ 911/15‬ليحدد شروط منح وسطاء التأمني‬
‫االعتماد و األهلية املهنية و سحبه منهم و مراقبتهم ‪ ،‬و صدر كذلك املرسوم التنفيذي رقم‪ 917/15‬املتضمن القانون األساسي‬
‫للوكيل العام للتأمني ‪.‬‬
‫‪ -2‬الوكيل العام للتأمين ‪:‬‬
‫يعترب الوكيل العام للتأمني وسيطا للتأمني‪،‬و قد وضع القانون شروطا لاللتحاق مبهنة الوكيل العام للتأمني‪،‬كما أن هناك عقد تعيني‬
‫للوكيل العام للتأمني(عقد وكالة)‪.‬‬
‫* شروط االلتحاق بمهنة الوكيل العام للتأمين ‪:‬‬
‫تنص املادة ‪ 759‬من األمر‪ 11/15‬املتعلق بالتأمينات على أن الوكيل العام للتأمني شخص طبيعي ميثل شركة أو عدة شركات‬
‫للتأمني مبوجب عقد التعيني املتضمن إعتماده هبذه الصفة ‪.‬‬
‫و قد بني املرسوم التنفيذي رقم‪ 911/15‬شروط منح االعتماد حبيث جيب أن يكون طالب االعتماد حسن اخللق‪،‬جزائري‬
‫اجلنسية بالغا من العمر‪ 75‬سنة‪،‬و أن تكون لديه الكفاءة املهنية املطلوبة و أن ميتلك الضمانات املالية املطلوبة‪،‬حيث جيب على‬
‫الوكيل العام للتأمني أن يودع كضمان مايل كفالة لدى اخلزينة العمومية أو كفالة مصرفية و تقدر ب‪511111‬دج‪.‬‬
‫* عقد الوكالة‪:‬‬
‫يباشر الوكيل العام للتأمني مهامه طبقا لعقد التعيني الذي يتضمن اعتماده من طرف شركة التأمني‪،‬و بذلك جيب أن يكون هناك‬
‫عقد تعيني بني الوكيل العام للتأمني و بني الشركة املعنية ‪.‬‬
‫و عقد التعيني هو عبارة عن اتفاقية مكتوبة حتدد الشروط اليت ميارس مبوجبها الوكيل العام مهامه طبقا لألمر‪.11/15‬‬
‫و قد أعطى املشرع مبوجب األمر ‪ 11/15‬لعقد التعيني صفة عقد الوكالة‪.‬‬
‫كما نص األمر‪ 11/15‬على أنه جيب على الوكيل العام للتأمني أن خيصص إنتاجه للشركة أو للشركات اليت ميثلها خبصوص‬
‫عمليات التأمني اليت اعتمد من أجلها و بذلك فإن الوكيل العام للتأمني يرتبط بشركة التأمني مبقتضى عقد الوكالة فهو ميثل الشركة‬
‫بصفته وكيال و يضع كفائته و خدمات الوكالة العامة حتت تصرف و يف خدمة الشركة اليت ميثلها كما يقوم باملهام اليت توكل له‬
‫حلساب هذه الشركة أو الشركات و هذا العقد حيدد خدمات الوكالة العامة‪،‬و حيدد مهام الوكيل العام للتأمني و ينظم العالقة بينه‬
‫و بني موكله وفقا للعقد النموذجي للتغيري و خيضع يف حتديده لقاعدتني مها‪:‬قاعدة االمتياز اإلنتاجي و قاعدة االمتياز اإلقليمي‬
‫‪ -‬قاعدة االمتياز اإلنتاجي‬
‫نص األمر ‪ 11/15‬على أن ميتنع الوكيل العام للتأمني عن متثيل أكثر من شركة واحدة بالنسبة لنفس عمليات التأمني‪.‬‬
‫و أوجب املرسوم التنفيذي ‪ 917/15‬املتعلق بالقانون األساسي للوكيل العام للتأمني أن خيصص الوكيل العام كل إنتاجه للشركة‬
‫اليت و كلته و تلزمه بأال ميثل شركة التأمني إال يف العمليات اليت و كل بشأهنا‪.‬‬
‫و مينع املرسوم التنفيذي الوكيل العام للتأمني أن يربم عقود تأمني حلساب شركات تأمني أخرى إال يف حالة خاصة و هي العمليات‬
‫اليت ال متارسها شركة التأمني اليت ميثلها أو تلك اليت مل تكن موضوع توكيل بينها أو تلك اليت ترتبت عليها إما عقود سبق أن‬
‫فسختها الشركة و إما اقرتاحات سبق أن رفضتها أو رفضت شروطها‪.‬‬

‫‪ -7‬تنص املادة ‪ 757‬من قانون التأمينات املعدل واملتمم بأنه ‪ " :‬يعد وسطاء للتأمني ‪ ،‬يف مفهوم هذا األمر ‪:‬‬
‫‪ -7‬الوكيل العام للتامني ‪.‬‬
‫‪ -7‬مسسار التأمني ‪".‬‬
‫]‪[42‬‬
‫‪ -‬قاعدة االمتياز اإلقليمي ‪.‬‬
‫ينفرد الوكيل العام للتأمني بإجناز األعمال املبينة يف العقد و ينفرد بتسيريها‪ ،‬و ميكن لشركة التأمني أال تقتصر على وكيل واحد‪،‬و‬
‫تعني بالنسبة لعمليات التأمني نفسها إذا كان حجم األعمال يتطلب ذلك‪،‬وكيال أو وكالء آخرين يف نفس الدائرة‪،‬و هذا ما نصت‬
‫عليه املادة و من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 917/15‬املتعلق بالقانون األساسي للوكيل العام للتأمني‪.‬‬
‫و تتكون دائرة الوكيل العام للتأمني من اإلقليم الذي متتد إليه و الذي ميارس فيه مهامه‪،‬و يتم تعيني و هذه الدائرة يف العقد و‬
‫جيب أن تتمثل إما يف دائرة إدارية كالوالية أو الدائرة أو البلدية و أو أي تقسيم آخر تعرتف به السلطات اإلدارية املختصة‪.‬‬
‫إذن ‪ ،‬االمتياز اإلقليمي هو أن ال يقبل الوكيل العام للتأمني االكتتاب إال إذا كان اخلطر املطلوب التأمني عليه من األخطار اليت‬
‫تقع يف دائرة وكالته العامة أو من األخطار ذات الطابع املتحرك يف الرب و البحر اليت تقوم بسببها مسؤولية املكتتب أو املؤمن له‬
‫املقيم يف دائرة الوكيل العام‪.‬‬
‫* مهام الوكيل العام للتأمين و أجره‬
‫إن العقد الذي يربم بني املؤمن (شركة التأمني)بني الوكيل العام للتأمني الذي يسمى ب"عقد التعيني" هو الذي حيدد مهام الوكيل‬
‫العام ‪.‬‬
‫يتقاضى الوكيل العام للتأمني نتيجة قيامه مبهامه عمولة حيددها العقد‪،‬و قد بني املرسوم التنفيذي ‪ 917/15‬املتعلق بالقانون‬
‫األساسي للوكيل العام للتأمني هذه العمولة و هي تتمثل يف عمولتني‪:‬‬
‫‪ -‬عمولة املسامهة‬
‫‪ -‬عمولة التسيري‬
‫‪ -2‬عمولة المساهمة‪ :‬و هي عبارة عن مكافأة عن عمل اإلنتاج و حتسب بنسبة مئوية يف مبلغ القسط الصايف من احلقوق و‬
‫الرسوم دون أن تتجاوز احلد األقصى الذي حيدده الوزير املكلف باملالية بقرار لكل صنف من عمليات التأمني‪.‬‬
‫‪ -1‬عمولة التسيير‪ :‬و هي عبارة عن مكافأة عن أعمال التسيري اليت يقوم هبا الوكيل العام للتأمني و طبقا لعقد التعيني‪،‬و ميكن‬
‫أن يتم مراجعة عمولة التسيري إذا أطرأ تعديل على حجم املهام املسندة للوكيل العام للتأمني‪.‬‬
‫‪ -3‬انتهاء مهام الوكيل العام ‪:‬‬
‫تنتهي مهام الوكيل العام للتأمني بانتهاء العقد الذي مت تعيينه به فإذا كان العقد حمدد املدة‪،‬ينتهي بانتهاء هذه املدة و إذا كان غري‬
‫حمدد املدة فينتهي طبقا للمادة ‪ 751‬من األمر ‪ 11/15‬بإرادة أحد الطرفني املتعاقدين‪،‬و على الطرف الذي أعلن رغبته يف إهناء‬
‫العقد أن خيطر مسبقا الطرف اآلخر‪.‬‬
‫‪ -1‬سمسار التأمين‬
‫إذا كان الوكيل العام للتأمني هو دائما شخصا طبيعيا ‪ ،‬فإن مسسار التأمني قد يكون شخصا طبيعيا و قد يكون شخصا معنويا و‬
‫يعترب مسسار التأمني تاجر يف مفهوم القانون التجاري‪،‬و بذلك فهو خيضع هلذا القانون ‪ ،‬على أساس أن عمله جتاري‪،‬و يرتتب‬
‫على ذلك على اخلصوص التسجيل يف السجل التجاري ‪.‬‬
‫و تنص املادة ‪ 1‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 911/15‬املتعلق بشروط منح وسطاء التأمني االعتماد أنه تتوقف ممارسة مهنة مسسار‬
‫التأمني على اعتماد مينحه إياه الوزير املكلف باملالية بقرار بعد استشارة اجمللس الوطين للتأمني ‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بشروط منح االعتماد‪،‬فإن األمر خيتلف بني األشخاص الطبيعية و األشخاص املعنوية‪ ،‬فإذا كان مسسار التأمني‬
‫شخصا طبيعيا‪،‬فإنه تشرتط فيه نفس الشروط املتعلقة بالوكيل العام للتأمني أما إذا كان مسسار التأمني شخصا معنويا فإنه توجد‬
‫شروط تتعلق فإنه توجد شروط تتعلق مبسريي شركات السمسرة و أخرى تتعلق بالشركاء يف شركات السمسرة‪.‬أما بالنسبة ملسري‬

‫]‪[43‬‬
‫شركة السمسرة فيجب للحصول على االعتماد أن يكون حسن اخللق‪،‬بالغا‪ 75‬سنة على األقل من العمر‪،‬جزائري اجلنسية‪،‬حائز‬
‫على الكفاءة املهنية املطلوبة ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للشريك يف شركة السمسرة ‪ ،‬فيجب أن يكون ذا خلق حسن‪،‬جزائري اجلنسية‪،‬مقيما يف اجلزائر‪،‬و مل حتدد بالنسبة له‬
‫سن معينة‪،‬كما يشرتط أن ميتلك الضمانات املالية املطلوبة ‪.‬‬
‫بعد أن تناولنا شروط التحاق مبهنة مسسار التأمني ‪ ،‬ميكن القول أن مسسار التأمني ال عالقة له بشركة التأمني و إمنا له عالقة وكالة‬
‫بينه و بني املؤمن له‪.‬‬
‫تنص املادة ‪ 758‬من األمر ‪ 11/15‬املتعلق بالتأمينات ‪ ،‬أن مسسار التأمني يعد وكيال للمؤمن له و مسؤوال جتاهه‪.‬‬
‫و من مث‪،‬فإن مسسار التأمني ال تربطه عالقة تعاقدية مع شركة التأمني بل هو وكيل عن املؤمن له‪،‬و يكون مسؤوال جتاهه طبقا‬
‫ألحكام الوكالة ‪ ،‬و مهمته كسمسار تقتصر على اجرد التوسط يف إبرام هذا العقد كما هو األمر بالنسبة للوكيل العام للتأمني‪.‬و قد‬
‫نصت املادة ‪ 758‬من األمر ‪ 11/15‬على أن مسسار التأمني ميارس حلسابه اخلاص مهنة التوسط بني طاليب التأمني و شركات‬
‫التأمني بغرض اكتتاب عقد التأمني‪.‬‬
‫‪ -3‬الخبراء ‪.‬‬
‫و يعترب اخلبري شخصا طبيعيا ‪ ،‬معتمد من االحتاد اجلزائري للتأمني و إعادة التأمني ‪ ،‬غري أنه قد يكون اخلبري شخصا معنويا مثل‬
‫الشركة اجلزائرية للخربات ‪.‬‬
‫* شروط ممارسة مهنة خبير‪:‬‬
‫توجب املادة ‪ 717‬من األمر ‪ 11/15‬على اخلرباء من أجل ممارسة نشاطهم لدى شركات التأمني احلصول على اعتماد مينح هلم‬
‫من طرف مجعية شركات التأمني ‪.‬‬
‫و يسجل اخل رباء بعد منصهم االعتماد يف قائمة خمصصة هلذا الغرض‪،‬و تبلغ القائمة إىل شركات التأمني و تعلق يف األماكن اليت‬
‫تراها مجعية شركات التأمني ضرورية‪.‬‬
‫* مهام الخبراء‪:‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 711‬من األمر ‪ 11/15‬فإنه يعد خبريا كل شخص مؤهل لتقدمي خدمة يف اجال البحث عن أسباب و طبيعة و‬
‫امتداد األضرار و تقييمها و التحقق من ضماهنا ‪.‬‬
‫*حقوق و واجبات الخبراء ‪:‬‬
‫يتقاضى اخلبري أتعابه طبقا للسلم الذي تعده مجعية شركات التأمني و توافق عليه الوزارة املكلفة باملالية‪،‬و يف املقابل جيب على‬
‫اخلبري أن يلتزم بعدم القيام بأي نشاط يتناىف مع املهنة و ممارستها بعناية طبقا ملا تفرضه املهنة و يلتزمان أيضا بكتمان السر املهين‬
‫و احرتام قواعد املهنة‪.‬‬
‫و يؤدي عدم تنفيذ هذه االلتزامات إىل عقوبة الوقف أو الشطب الذي ميكن أن تتخذه مجعية شركات التأمني‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المؤمن له‬
‫ال حمالة أن املؤمن له ‪ ،‬باعتباره طرفاً يف عقد التأمني‪ ،‬هو كل شخص يهدده خطر معني يرغب يف درئه عن نفسه بنقل تبعته إىل‬
‫شخص آخر (املؤمن) يف مقابل دفع مبلغ من املال (القسط)‪.‬‬

‫]‪[44‬‬
‫بيد أن جبدر اإلشارة إىل أنه تتداول يف اجال التأمني ثالثة مصطلحات قد جتتمع يف شخص واحد أو تتفرق على أكثر من‬
‫(‪.)1‬‬
‫شخص‪ ،‬وهى طالب التأمني‪ ،‬واملؤمن له‪ ،‬واملستفيد‬
‫‪ -‬طالب التأمين ‪ :‬هو الشخص الذي يربم عقد التأمني مع املؤمن ويتعهد بتنفيذ االلتزامات املقابلة اللتزامات املؤمن‪.‬‬
‫‪ -‬المؤمن له أو املؤمن عليه أو املستأمن ‪ :‬وهو الشخص الذي يهدده اخلطر املؤمن منه‪.‬‬
‫‪ -‬المستفيد ‪ :‬وهو الشخص الذي يعينه طالب التأمني ويستحق مبلغ التأمني أو قيمة التعويض عند حتقق اخلطر املؤمن منه‪ .‬دون‬
‫أن يكون ملزما بدفع األقساط التأمينية ‪ ،‬فهو ليس طرفا يف عقد التامني ‪ ،‬لكنه يكتسب حقا مبوجب القواعد اخلاصة باالشرتاط‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ملصلحة الغري‬
‫فهذه املصطلحات قد جتتمع يف شخص واحد ويطلق عليه املؤمن له وال سيما يف التأمني من األضرار‪ ،‬بأن يكون هو طالب‬
‫التأمني الذي تعاقد مع املؤمن وهو –أيضاً‪ -‬واملؤمن له الذي يهدده اخلطر وهو املستفيد من هذا التأمني ‪ ،‬مبعىن هو الذي يتقاضى‬
‫مبلغ التأمني عند حتقق هذا اخلطر‪ .‬فمثالً الشخص الذي يؤمن على سيارته ضد احلريق فهذا الشخص هو الذي تعاقد مع شركة‬
‫التأمني (طالب التأمني) وهو الذي يهدده خطر حريق سيارته (املؤمن له)‪ ،‬وهو الذي يتقاضى مبلغ التأمني من الشركة يف حالة‬
‫احرتاق سيارته (املستفيد)‪.‬‬
‫غري أن هذه املصطلحات ( طال التأمني – املؤمن له – املستفيد ) ‪ ،‬قد تتفرق بني أكثر من شخص كما يف التأمني على احلياة‪.‬‬
‫فمثالً يتعاقد شخص (طالب التأمني) مع املؤمن على التأمني على حياة زوجته (املؤمن عليه) ملصلحة أبنه (املستفيد)‪ .‬أو الشخص‬
‫الدائن (طالب التأمني واملستفيد) ‪ ،‬الذي يتعاقد مع املؤمن على التأمني على حياة مدينه (املؤمن له) ملصلحته ‪ .‬أو يؤمن الشخص‬
‫على حياته (طالب التأمني واملؤمن له) ملصلحة وارثه (املستفيد)‪ .‬ففي هذه احلالة األخري جيتمع للشخص مصطلحني مها ‪ :‬طالب‬
‫التأمني واملؤمن له‪ ،‬أما مصطلح املستفيد فإنه يطلق على وارثه‪ .‬كما جيوز أن يكون املؤمن له واملستفيد شخصاً واحداً وطالب‬
‫التأمني شخص آخر‪ ،‬فمثالً لو آمن املشرتى بثمن مؤجل على الشئ الذي اشرتاه ‪ -‬تأميناً شامالً لكل األخطار –‬
‫)‪(3‬‬
‫‪ ،‬فإن املشرتى فهذه احلالة يكون طالباً للتأمني والبائع يكون مؤمناً له ومستفيداً من التأمني يستحق مبلغ التأمني‬ ‫ملصلحة البائع‬
‫مىت حتقق اخلطر املؤمن منه‪.‬‬
‫وعقد التأمني كسائر العقود كما جيوز أن يربمه املؤمن له أصالة عن نفسه جيوز – كذلك ‪ -‬أن يربمه بواسطة نائب قانوين (كالويل‬
‫أو الوصي أو القيم أو احلارس القضائي) أو اتفاقي (كالوكيل)‪ ،‬ومن مث تطبق عليه األحكام العامة يف النيابة يف التعاقد وينصرف‬
‫أثر عقد التأمني مباشرة إىل األصيل (املؤمن له) دون النائب‪.‬‬

‫‪ -7‬د‪ /‬عبد الرزاق أمحد السنهورى‪ ،‬مرجع (‪ )9‬ص ‪517 ،7711‬؛ ود‪ /‬مخيس خضر‪ ،‬مرجع (‪ ،)77‬ص ‪ ،151‬ف ‪788‬؛ ود‪ /‬حممد حسام‬
‫=‬ ‫حممود لطفى‪ ،‬مرجع (‪ ،)71‬ص ‪.711‬‬
‫يقصد بطالب التأمني الشخص الذي يتعهد بتنفيذ االلتزامات املقابلة اللتزامات املؤمن‪ ،‬ويقصد باملؤمن له الشخص أو األشخاص الذين يؤدى إليهم‬
‫املؤمن ما التزم به يف حالة وقوع احلادث املبني يف عقد التأمني‪ .‬فإذا كان طالب التأمني هو صاحب احلق يف التأمني كان هو املؤمن له‪.‬‬
‫‪ - 2‬أنظر نص املادة ‪ 171‬من القانون املدين اجلزائري ‪ ،‬واملادة ‪ 17‬من قانون التأمينات اجلزائري ‪ .‬وكذا الفقرة الثانية من املادة ‪ 77‬من قانون‬
‫التأمينات ‪.‬‬
‫‪ -3‬جيرى العمل يف سوق بيع السيارات بثمن مؤجل أو بالتقسيط على أن يقوم املشرتى بالتأمني ضد كافة األخطار ملصلحة البائع‪ ،‬فإذا حتقق اخلطر‬
‫املؤمن منه بأن سرقت السيارة أو حرقت أو تلفت استحق البائع مبلغ التأمني من املؤمن‪.‬‬
‫]‪[45‬‬
‫كما جيوز أن يربم عقد التأمني بطريق الفضالة مىت توافرت شروطها يف القواعد العامة‪ ،‬كما لو أمن أمني النقل على البضاعة اليت‬
‫ينقلها حلساب الشاحن لتوافر أمر عاجل دفعه إىل ذلك‪ ،‬ففي ذلك ينصرف أثر عقد التأمني إىل صاحب البضاعة (الشاحن)‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫مباشرة‪ ،‬وختضع هذه احلالة إىل أحكام الوكالة يف العالقة بني الفضويل (الناقل) ورب العمل (الشاحن)‬
‫ويف ذلك تنص املادة ‪ 77‬من قانون التأمينات على ما يلي ‪ (( :‬مع مراعاة أحكام املادة ‪ 81‬أدناه ‪ ،‬ميكن اكتتاب التامني‬
‫حلساب شخص معني وإذا مل يسلم هذا الشخص تفويضه بذلك ‪ ،‬فإنه يستفيد من التأمني حىت وان متت املصادقة بعد وقوع‬
‫احلادث‪.)).....‬‬
‫ويكون املستفيد غري املؤمن له أيضا يف تأمني األضرار حيث مساه املشرع اجلزائري التأمني حلساب من له احلق فيه ‪ .‬ويف هذه احلالة‬
‫ال يقوم املتعاقد بإبرام العقد بصفته وكيال أو فضوليا ‪ ،‬ولكن يتعاقد بامسه الشخصي وملصلحته إال انه يف الوقت نفسه يتضمن‬
‫اشرتاط ملصلحة الغري‪ .‬وتطبيقات متعددة فقد يلجا إليه من حيوز بضائع أو سلع مملوكة للغري ‪ ،‬أو من يكون مودعا لديه ‪ ،‬مىت أراد‬
‫أن يغطي مسؤوليته عند الضرورة ويف ذلك تنص املادة ‪ 77‬من قانون التأمينات على ما يلي ‪ ...... (( :‬كما ميكن إبرام عقد‬
‫التأمني حلساب من له احلق فيه ‪.‬‬
‫يستفيد من هذا التأمني ‪ ،‬وهبذه الصفة املكتتب أو كل مستفيد معروف أو متوقع كاشرتاط ملصلحة الغري ‪.‬‬
‫ويف نطاق التامني حلساب من له احلق فيه ‪ ،‬يكون املكتتب وحده ملزما بدفع القسط ‪ .‬كما أن االستثناءات اليت قد يتعرض هلا‬
‫املكتتب تطبق أيضا على املستفيدين من وثيقة التأمني )) ‪.‬‬
‫ومن األمثلة نذكر ‪ :‬التأمني الذي يربمه صاحب املخزن على البضائع املوجودة فيه ملصلحة أصحاهبا ‪ .‬أو التامني الذي يربمه الناقل‬
‫على البضائع اليت ينقلها ملصلحة مالكها ‪.‬‬
‫‪ -‬المستفيد ‪ :‬وهو الشخص الذي يعينه طالب التأمني ويستحق مبلغ التأمني أو قيمة التعويض عند حتقق اخلطر املؤمن منه‪ .‬دون‬
‫أن يكون ملزما بدفع األقساط التأمينية ‪ ،‬فهو ليس طرفا يف عقد التامني ‪ ،‬لكنه يكتسب حقا مبوجب القواعد اخلاصة باالشرتاط‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ملصلحة الغري‬
‫‪ -‬تعيين المستفيد ‪ :‬تنص املادة املادة ‪ 11‬من قانون التأمينات اجلزائري على ما يلي ‪ (( :‬ميكن مكتتب عقد التأمني أن يعني‬
‫مستفيدا أو عدة مستفيدين من رأس املال أو ريع املؤمن ‪.‬‬
‫يف حالة عدم تعيني املستفيد يف العقد أو يف حالة عدم قبول هذا األخري ‪ ،‬تدفع املبالغ املقرتحة يف العقد لذوي حقوق املؤمن له ‪،‬‬
‫وتقسم طبقا للتشريع الساري املفعول ‪ )).‬وعليه ومن خالل نص هذه املادة ميكن استخالص أهم القواعد واإلجراءات املتعلقة‬
‫بتعيني املستفيد كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬املؤمن له هو الوحيد الذي له حق تعيني املستفيد فإن مل يفعل يعترب هو املستفيد‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -‬املستفيد ليس شرطا أن يكون من الورثة‬
‫‪ -‬املستفيد ميكن أن يكون شخصا واحدا أو أكثر ‪.‬‬
‫‪ -‬يف حالة عدم حتديد املستفيد يف العقد أو رفضه يستفيد من مبالغ التأمني ذوي حقوق املؤمن له ‪.‬‬

‫‪ - 1‬تنص املادة ‪ 757‬مدين على أنه ‪ " :‬تسرى قواعد الوكالة إذا أجاز رب العمل ما قام به الفضوىل "‪.‬‬
‫‪ -7‬أنظر نص املادة ‪ 171‬من القانون املدين اجلزائري ‪ ،‬واملادة ‪ 17‬من قانون التأمينات اجلزائري ‪ .‬وكذا الفقرة الثانية من املادة ‪ 77‬من قانون‬
‫التأمينات ‪.‬‬
‫‪ - 3‬تنص املادة ‪ 17‬من قانون التأمينات اجلزائري على ما يلي ‪ " :‬يف حالة وفاة املؤمن له ‪ ،‬تدفع قيمة املبالغ املؤمنة لفائدة شخص أو عدة أشخاص‬
‫معينني يف العقد‪ ،‬ويكتسب املستفيد حقا كامال ومباشرا على هذه املبالغ ‪".‬‬
‫]‪[46‬‬
‫كما وجب أن نشري إىل أمرين مهمني ‪ :‬األول ‪ :‬أن تعيني املستفيد قد يكون حني اكتتاب عقد التأمني ‪ ،‬ويف حال أجراء أي‬
‫تعديل على تعيينه أو استبداله خالل مدة العقد يكون ذلك مبلحق يوقع عليه الطرفان واملستفيد ‪ .‬كما ميكن أن يكون تعيني‬
‫(‪)1‬‬
‫املستفيد الحقا على إبرام عقد التأمني ويطبق نفس اإلجراء يف هذه احلالة‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬ويف حالة التأمني على حياة الغري حلال الوفاة‬ ‫الثاني ‪ :‬أن تعيني املستفيد يكون قطعيا يف حالة موافقته سواء صراحة أو ضمنا‬
‫‪ ،‬يشرتط املوافقة الكتابية من املؤمن عليه على تعيني املستفيد (‪.)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫* آثار تعيين المستفيد‬
‫ميكن إبطال تعيني املستفيد سواء قبل موافقته أو بعدها ‪.‬‬
‫‪ -‬الحالة األولى ‪ :‬ممارسة حق إبطال االستفادة قبل قبول المستفيد‬
‫يف هذه احلالة ال جيوز إبطال االستفادة إال من املشرتط حصريا ‪.‬إال انه واستثناء جيوز لورثته ممارسة حق إبطال االستفادة بتوافر‬
‫اجموعة من الشروط وهب كاآليت ‪:‬‬
‫‪ -‬وفاة املشرتط ‪.‬‬
‫‪ -‬إنذار املستفيد املعني بعقد غري قضائي لقبول االستفادة ‪.‬‬
‫‪ -‬انقضاء مدة ستة "‪ "11‬أشهر من اإلنذار لقبول االستفادة دون رد من املستفيد ‪.‬‬
‫وعليه يف حالة عدم رد املستفيد على اإلنذار يف املدة القانونية يعد رفضا منه ومبلغ التأمني يرجع لورثة املشرتط اذا مل حيدد‬
‫مستفيدا احتياطيا ‪.‬‬
‫كما ميكن للمؤمن أن ميارس حق إبطال االستفادة وفق نفس الشروط احملددة سابقا ‪ ،‬غري أنه ال ميكن اعتبار أي مستفيد آخر‬
‫سوى ورثة املشرتط ‪ ،‬وهبذا فمبلغ التامني ال يدخل يف الرتكة بل يذهب مباشرة إىل الورثة باعتبارهم مستفيدين ال ورثة ‪ .‬مما حيرم‬
‫دائين املشرتط منه‪.‬‬
‫وأخريا ال حيتج على املؤمن بقبول املستفيد أو إبطال استفادته إال ابتداء من وقت اطالعه على ذلك ‪.‬‬

‫‪ - 1‬تنص املادة ‪ 18‬من قانون التأمينات على ما يلي ‪ " :‬ال ميكن إجراء أي تعديل يف تعيني املستفيد أو استبداله خالل مدة العقد إال مبلحق يوقعه‬
‫الطرفان املتعاقدان واملستفيد املعني طبقا ألحكام املادة ‪ 18‬من هذا األمر ‪ ،‬أو بوصية مطابقة للتشريع اجلاري به العمل ‪".‬‬
‫‪ - 2‬تنص الفقرة األوىل من املادة ‪ 11‬من قانون التأمينات على ما يلي ‪ " :‬يصبح تعيني املستفيد قطعيا مبجرد موافقته الصرحية أو الضمنية ‪".‬‬
‫‪ - 3‬تنص املادة ‪ 81‬من قانون التأمينات على ما يلي ‪ " :‬يبطل أي عقد من عقود التأمني يف حالة وفاة املؤمن له إذا مل يوافق عليه كتابة مبا يف ذلك‬
‫موافقته على املبلغ املؤمن عليه‪".‬‬
‫‪ - 1‬تنص املادة ‪ 11‬من قانون التأمينات على ما يلي ‪ " :‬يصبح تعيني املستفيد قطعيا مبجرد موافقته الصرحية أو الضمنية ‪.‬‬
‫غري أن املتعاقد يستطيع ممارسة حق إبطال االستفادة ‪ ،‬ولو بعد قبول املستفيد ‪ ،‬إذا حاول هذا األخري اغتيال املؤمن له ‪.‬‬
‫وال ميارس حق إبطال االستفادة ‪ ،‬قبل املوافقة ‪ ،‬إال املشرتط دون سواه ‪.‬‬
‫وإذا تويف املشرتط ‪ ،‬ال جيوز لورثته ممارسة حق إبطال االستفادة إال بعد وفاة املؤمن له وبعد ستة(‪ )1‬أشهر على األقل من إنذار املستفيد املعني بعقد‬
‫غري قضائي لقبول االستفادة من التأمني ‪.‬‬
‫ميكن للمؤمن أن ميارس حق إبطال االستفادة وفق نفس الشروط احملددة يف الفقرة السابقة ‪ ،‬غري أنه ال ميكن اعتبار أي مستفيد آخر سوى ورثة‬
‫املشرتط ‪.‬‬
‫ال حيتج على املؤمن بقبول املستفيد أو إبطال استفادته إال ابتداء من وقت اطالعه على ذلك ‪".‬‬
‫]‪[47‬‬
‫‪ -‬الحالة الثانية ‪ :‬ممارسة حق إبطال االستفادة بعد قبول المستفيد‬
‫األصل أنه ال جيوز إبطال االستفادة بعد قبول املستفيد ‪ ،‬إال أنه جيوز ذلك استثناء من الطرفان املتعاقدان ( املؤمن أو املؤمن له )‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫إذا حاول املستفيد قتل املؤمن له‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الخطر‬
‫يعــد العنصــر األساســي يف التــأمني ‪ ،‬حيــث أن التــأمني مل يوجــد أصـالً إال لبــث الطمأنينــة يف نفــس املــؤمن وإزاحــة شــبح حتقــق هــذا‬
‫اخلطر عنه‪.‬‬
‫وباإلضـافة إىل ذلـك فــإن التـأمني يعمـل علــى نقـل اآلثـار املاليــة املرتتبـة علــى حتقـق اخلطـر املــؤمن منـه إىل عـاتق املــؤمن الـذي يتحمــل‬
‫تبعته وما حيدثه من أضرار يف الذمة املالية للمؤمن له من خالل اجموع األقساط اليت حيصل عليها من مجاعة املؤمن هلم‪ ،‬حيث أن‬
‫حتقق هذا اخلطر يلزم املؤمن بالوفاء مببلغ التأمني إىل املؤمن له‪.‬‬
‫وعليه ترتبط عناصر التأمني األخرى (قسط التأمني ومبلغ التأمني) باخلطر ارتباطاً وثيقاً‪ ،‬حيث يرتتب على حتديد نوعيته بيان قيمة‬
‫القسط وتقدير مبلغ التأمني‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬ماهية الخطر المؤمن منه‬
‫لقد تتعدد التعريفات الفقهية للخطر‪ .‬إال أن هذا التعدد هو الذي سهل لنا اإلدالء بدلونا يف هذا اجملال حيث ميكن تعريف اخلطر‬
‫بأنه "هو أمر مستقبل محتمـل ال يتوقف تحققه على محض إرادة أحد طرفي عقد التأمين "‪.‬‬
‫وتعريف آخر‪" :‬حادثة محتملة الوقوع ال يتوقف تحققها على محض إرادة المتعاقدين وحدها وعلى الخصوص إرادة‬
‫المؤمن له‪ ،‬وهي حادثة إذا تحققت تمس حقوق هذا األخير المالية منها وغير المالية "‪.‬‬
‫َّ‬
‫غــري أن ــه جيــب مالحظ ــة أن للخطــر يف الت ــأمني مع ــىن خــاص ق ــد ال يتفــق م ــع املعــىن اللغ ــوي للفظ ــة " الخط ــر " وال م ــع املع ــىن‬
‫االصــطالحي هلــا يف القــانون‪ .‬فــاملعىن اخلــاص لــه قــد يقصــد بــه ضـراء كحـوادث احلريــق والطريــق والوفــاة وقــد يقصــد بــه سـراء كوقــائع‬
‫امليالد والزواج ‪.‬‬
‫وىف تقديرنا أنه جيب استخدام عبارة ( الواقعة املؤمن منها) بدالً عن عبارة (اخلطر املؤمن منه) ‪ ،‬أي إحالل لفظة الواقعـة حمـل‬
‫لفظة الخطر‪ .‬ألن اللفظة األوىل أكثر داللة على اجملاالت اليت يغطيهـا التـأمني‪ ،‬حيـث أن اجـال تغطيتـه ال يقـف عنـد اخلطـر الـذي‬
‫ميثل الضراء فقط بل أضـحت متتـد إىل الواقعـة الـيت تعـد مـن قبيـل السـراء‪ .‬ولـذلك تكـون لفظـة واقعـة أكثـر داللـة علـى األمـرين معـاً‬
‫(الضراء والسراء)‪.‬‬
‫ونستعرض بيان شروط اخلطر وأنواعـه‪:‬‬

‫‪ -7‬يف حال أن تسبب املستفيد عمدا يف قتل املؤمن له ‪ ،‬ال يستحق املبلغ املؤمن يف حالة الوفاة حيث تنص املادة ‪19‬من قانون التأمينات على ما‬
‫يلي ‪ " :‬عندما يكون املستفيد موضوع حكم بسبب قتل املؤمن له ‪ ،‬ال يستحق املبلغ املؤمن "يف حالة الوفاة " ‪ ،‬وال يلتزم املؤمن بدفع سوى مبلغ‬
‫الرصيد احلسايب الذي تضمنه العقد للمستفيدين اآلخرين إذا سبق دفع قسطني سنويني على األقل ‪".‬‬
‫]‪[48‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الشروط الواجب توافرها في الخطر‬
‫نوهنا إىل أن اخلطر املؤمن منه يعد مبثابة ركن احملل يف عقد التأمني ولذلك جيب أن تتوافر يف هذا اخلطر الشروط التالية ‪:‬‬
‫الشرط األول – أن يكون الخطر أمراً محتمالً غير محقق الوقوع‪:‬‬
‫يشــرتط يف اخلطــر املــؤمن منــه‪ ،‬باعتبــاره حمـالً لعقــد التــأمني‪ ،‬أن يكــون أمـراً حمــتمالً‪ ،‬اى غــري حمقــق الوقــوع‪ .‬ألن فكــرة االحتمــال هــي‬
‫جوهر العقود االحتمالية اليت منها هذا العقد‪.‬‬
‫بيد أن اخلطر يكون غري حمقق الوقوع على إحدى صورتني مها‪:‬‬
‫األول ــى – اخلط ــر حمتم ــل م ــن حي ــث حقيق ــة وقوع ــه ‪ :‬أي أن ــه غ ــري حم ــتم الوق ــوع‪ ،‬كالت ــأمني ض ــد احلري ــق أو الس ــرقة أو املس ــئولية أو‬
‫اإلصابات‪ ،‬فأمر وقوع هذا اخلطر مشكوك فيه فقد يقع وقد ال يقع‪.‬‬
‫الثانية – اخلطر حمتمل من حيث وقت وقوعه ‪ :‬هذا اخلطر ليس حمتمالً من حيث الوقوع بل سيقع ال حمالة ولكن وقت وقوعه غري‬
‫معروف‪ .‬كالتأمني على احلياة ‪ ،‬فخطر املـوت حمقـق الوقـوع لكـن وقتـه غـري معـروف‪ ،‬فاحتماليـة هـذا اخلطـر مـن حيـث وقـت الوقـوع‬
‫وليس الوقوع نفسه ألنه أمر حمتم‪.‬‬
‫غري أنه جيب مالحظة الفارق بني احتمالية الوقوع واستحالته‪ .‬فاخلطر املؤمن منه جيب أن يكون حمتمالً‪ ،‬وىف نفس الوقت جيب أال‬
‫(‪) 1‬‬
‫يكون مستحيالً‪،‬ألن حمل عقد التأمني جيب أن يكون ممكناً فلو كان مستحيل الوقوع وقع العقد باطالً الستحالة حمله‬
‫واالستحالة قد تكون مطلقة وقد تكون نسبية ‪ .‬أما النسبية فهي االستحالة املتعلقة بسبب ظروف معينة مثل‪ :‬هالك املؤمن عليه‬
‫بسبب خطر آخر غري اخلطر املؤمن ضده ‪ ،‬كالتأمني ضد سرقة شيء ما يصبح مستحيالً إذا تلف أو هلك بسبب احلريق‪ ،‬وهنا‬
‫ينفسخ عقد التأمني دون أثر رجعي فيحتفظ املؤمن باألقساط املدفوعة وتربأ ذمة املؤمن له من باقي األقساط‪.‬‬
‫أما االستحالة املطلقة ‪ ،‬فتتعلق حبالة أن حمل عقد التأمني كان غري موجود وقت ابرام العقد ‪ ،‬كمن يؤمن على منزله من احلريق مث‬
‫اتضح أن املنزل كان قبل إبرام العقد قد أهندم ‪ ،‬هنا يكون العقد باطال النعدام احملل ‪،‬حيث أن هالك الشيء املؤمن عليه قبل إبرام‬
‫العقد جيعل حتقق اخلطر مستحيال فينعدم حمل التأمني ويبطل العقد ‪.‬كما أن احتمالية اخلطر املؤمن منه تقتضى أال يكون قد حتقق‬
‫(‪)2‬‬
‫فعالً أو زال قبل إبرام عقد التأمني ‪ ،‬ألن اخلطر يف احلالني (التحقق والزوال) يعد مستحيالً وليس حمتمالً ‪.‬كما لو أمن شخص‬
‫على منزل ضد احلريق وكان املنزل قد احرتق فعالً قبل التأمني‪ ،‬ففي ذلك يكون اخلطر الذي يتهدد املؤمن له قد حتقق فعالً وليس‬
‫حمتمل الوقوع‪ .‬كما لو أمن شاحن على البضاعة املنقولة براً ضد خماطر الطريق مث تبني أن هذه البضاعة وصلت فعالً إىل خمازن‬
‫الشاحن قبل إبرام عقد التأمني فإن وصول البضاعة يف هذه احلالة ‪ -‬يعىن استحالة تعرضها خلطر الطريق املؤمن منه ألهنا وصلت‬
‫فعالً‪ ،‬والعقد يبطل بصرف النظر عن علم املؤمن أو عدم علمه‪.‬‬
‫واحتمالية اخلطر تفرتض أنه جيب أن يكون مستقبالً‪ ،‬فاحلادث الذي يقع يف املاضي ال ميكن أن يكون احتمالياً وإمنا يكون حمققاً‪.‬‬
‫قابلية اخلطر للتأمني ‪.‬‬
‫الشرط الثاني – عدم تعلق تحقق الخطر على محض إرادة أحد طرفي العقد ‪:‬‬
‫جيب ‪ ،‬فوق كون اخلطر حمتمالً ‪ ،‬أن يكون حتققه غـري معلـق علـى حمـض إرادة أحـد طـريف عقـد التـأمني‪ .‬ألن ذلـك يتنـاىف مـع فكـرة‬
‫احتماليــة اخلطــر‪ .‬فــإذا كــان حتققــه يتوقــف علــى إرادة املــؤمن لــه فــإن عنصــر االحتمــال ينتفــي‪ ،‬بــل تصــبح احلادثــة مؤكــدة بالنســبة لــه‬
‫فاخلطر يتحقق مبحض مشيئته‪ ،‬وقد يغريه مبلغ التأمني‪ ،‬إذا ما كان مستفيداً‪ ،‬إىل العمل على حتقق اخلطر املؤمن منـه (‪.)2‬‬

‫‪ - 1‬تنص املادة (‪ )19‬مدين على أنه " إذا كان حمل االلتزام مستحيالً يف ذاته أو خمالفا للنظام العام أو اآلداب العامة كان العقد باطالً بطالنا‬
‫مطلقا"‪.‬‬
‫‪ -7‬د‪ /‬عبد الرزاق أمحد السنهورى‪ ،‬مرجع (‪ ،)9‬ص ‪ ،7777‬ف ‪.111‬‬

‫]‪[49‬‬
‫أما إذا كان حتقق اخلطر متوقف إرادة املؤمن‪ ،‬وهذا ال يقع يف العادة ‪ ،‬ألنه سوف يسعى إىل عدم حتقق اخلطر‪ ،‬فاخلطر املؤمن منـه‬
‫يف هذه احلالة ‪ ،‬يصبح عدم حتققه مؤكداً‪ ،‬وعندئذ سوف حيصل املؤمن على األقساط دون أن يقابل ذلك ضمان خطر ما يكون‬
‫حمالً لعقد التأمني‪ ،‬ألن عدم وقوعه مؤكد‪.‬‬
‫واخلطر الذي يكون حتققه وعدم حتققه متوقف على حمض مشيئة أحد طرفيه يتعارض مـع الفكـرة األساسـية‪ ،‬الـيت يقـوم عليهـا عقـد‬
‫التأمني‪ ،‬وهى االحتمالية‪ .‬وعندئذ يقع هذا العقد باطالً لعدم توافر أحد أركانه وهو احملل‪.‬‬
‫غري أنـه جيـب مالحظـة أن العقـد يوصـف بـالبطالن عنـدما تكـون إرادة الطـرف هـي الـيت اسـتقلت يف حتقـق اخلطـر دون مسـامهة مـن‬
‫عوامل خارجية (كفعل الطبيعة أو املصادفة أو إرادة الغري)‪ .‬أما إذا كان الدور الذي سـامهت بـه اإلرادة يف حتقـق اخلطـر مـع العامـل‬
‫اخلـارجي دور ثـانوي‪ ،‬كمـن يــؤمن نفسـه مـن مســئوليته املدنيـة عـن األضـرار الـيت حتـدث للغــري‪ ،‬فـإذا وقـع منــه خطـأ غـري عمــدي أدى‬
‫لقيام مسئوليته الشخصية‪ ،‬فمثل هذا ال يبطل عقد التأمني ألنه وإن كانت إلرادة املؤمن له دور يف حتقـق اخلطـر املـؤمن منـه إال أنـه‬
‫دور مل يعتد به القانون ملسامهة عوامل خارجية يف ذلك‪.‬‬
‫بيد أنه جيـب مالحظـة الفـارق بـني تعلـق حتقـق اخلطـر علـى حمـض مشـيئة الطـرف وبـني تعمـد املـؤمن لـه حتقيـق هـذا اخلطـر للحصـول‬
‫على مبلغ التـأمني‪ .‬فـاألول يـؤدى إىل بطـالن العقـد ‪ -‬كمـا بينـا آنفـاً – أمـا األخـري يرتتـب عليـه سـقوط احلـق يف مبلـغ التـأمني‪ ،‬ألن‬
‫إرادة املؤمن له هي السـبب يف حتقق اخلطر‪ ،‬وليس عامالً خارجياً كالصدفة واالحتمال‪.‬‬
‫* التأمين والخطأ العمدي‬
‫جيب التفرقة‪ ،‬يف شأن اخلطأ العمدي ‪ ،‬بني احلالة اليت يرتتب بطالن عقد التأمني وبني الـيت يرتتـب عليهـا سـقوط حـق املـؤمن لـه يف‬
‫مبلغ التأمني عند حتقق اخلطر املؤمن منه‪ ،‬وذلك على النحو التايل‪:‬‬
‫األولى – اخلطأ العمدى الذي يبطل عقد التأمني أو أحد شروطه ‪ :‬كأن يطلـب شـخص مـن املـؤمن التـأمني مـن أخطائـه العمديـة‪.‬‬
‫وهذه األخطاء – غالباً – تشكل جرائم ملخالفتهـا ألحكـام القـانون اجلنـائي‪ .‬فـإذا كـان اخلطـأ العمـدي ميثـل جنايـة أو جنحـة وكـان‬
‫التأمني عليه جاء يف صورة شرط يف العقد (وثيقة التأمني) فإن هذا الشرط يبطل وتبقى باقي شروط التأمني منتجة آلثارها األخرى‪،‬‬
‫مىت كان العقد قابالً للتجزئة‪ .‬أما إذا كان غري قابل لذلك فإن العقد يقع باطالً مجلة وتفصيالً ويبطل – كذلك – إذا كان ضمان‬
‫مثل هذه األخطاء ميثل احملـل‪ ،‬باعتباره ركناً ىف العقد‪ ،‬ملخالفة النظام العـام‪.‬‬
‫أما إذا كان اخلطأ العمدي يشكل مخالفة فإنه جيوز التأمني منه‪ .‬وإذا ورد يف وثيقـة التـأمني شـرط يقضـى بسـقوط احلـق جملـرد خمالفــة‬
‫القوانني واللوائح‪ .‬فإن التأمني يظل صحيحاً ويبطل هذا الشرط حبكم القانون ‪.‬‬
‫وجيوز التأمني – كذلك – من اخلطأ العمد الذي يقع من الغري – أياً كان درجته ومداه ‪ -‬حىت لو كان تابعاً للمؤمن له ألن عالقة‬
‫التبعية ال جتعل من خطأ التابع مبثابة خطأً للمتبوع املؤمن له نفسه‪ ،‬فلكل منهما إرادته املستقلة‪ ،‬إال إذا كان ارتكاب التابع للخطأ‬
‫العمد كان بتحريض من املؤمن له ذاته‪.‬‬
‫الثانية – اخلطأ العمدي الذي يسقط احلق يف مبلغ التأمني ‪ :‬كأن يؤمن شخص ضد أحد األخطـار الـيت جيـوز التـأمني عليهـا‪ .‬إال‬
‫أنه ارتكب خطأً عمدياً أدى إىل حتقق اخلطر املؤمن منه‪ .‬كالتأمني ضد حريق منزله ويضـرم النـار فيـه أو يـؤمن علـى حياتـه أو حيـاة‬
‫شــخص آخــر مث ينتحــر أو يقتــل هــذا الشــخص‪ .‬ففــي هــاتني احلــالتني وأمثاهلــا يســقط حــق املــؤمن لــه يف مبلــغ التــأمني وتـربأ منــه ذمــة‬
‫املؤمن‪ .‬إال أنه ال يؤد إىل بطالن عقد التأمني‪ ،‬إذ يظل على عاتق املؤمن تبعة اخلطر املؤمن منه‪ .‬إذا أمن الشخص حياته ‪ ،‬فإنه ال‬
‫يســتحق مبلــغ التــأمني إذا انتحر‪،‬ألنــه تعمــد حتقيــق اخلطــر املــؤمن منــه و هــو املــوت‪،‬و هــذا مــا نصــت عليــه املــادة ‪ 17‬مــن األمــر‬
‫‪ 11/15‬املتعلق بالتأمينات ‪ " :‬ال يكتسب ضمان التأمني يف حالـة الوفـاة‪،‬إذا انتحـر املـؤمن لـه مبحـض إرادتـه و عـن وعـي خـالل‬
‫السنتني األوليتني من العقد‪،‬ال يلزم املؤمن حينئذ إال بإرجاع الرصيد احلسايب الذي تضمنه العقد‪،‬إىل ذوي احلقوق‪".‬‬

‫]‪[50‬‬
‫غري أنه جيب مالحظة أنه إذا كان اخلطأ العمدي قد وقع من طالب التأمني أو من املؤمن له وكان املستفيد من التأمني شخص آخر‬
‫من الغير‪ .‬فـإن مثـل هـذا اخلطـأ ال أثـر لـه علـى حـق املسـتفيد (الغـري) يف مبلـغ التـأمني وال تـربأ ذمـة املـؤمن إال بالوفـاء بـه إليـه‪ .‬وهـذا‬
‫يســتفاد ضــمنياً مــن األحكــام الـواردة يف فمــثالً يف التــأمني اإلجبــاري مــن حـوادث الســيارات يظــل للمضــرور حــق مباشــر يف مواجهــة‬
‫املؤمن حتميه دعوى مباشرة يف املطالبة بالتعويض حىت لو كان املؤمن له قد تعمد إحداث هذا الضرر‪.‬‬
‫أداء لواجـب أو‬
‫كما جيوز أن يتقاضـى املـؤمن لـه مبلـغ التـأمني مـن املـؤمن بـالرغم مـن ارتكابـه خطـأً عمـدياً مـىت كـان ارتكابـه لـذلك ً‬
‫حماي ـةً لمصــلحة العامــة‪ ،‬كــأن يعــرض حياتــه املــؤمن عليــه للمــوت إنقــاذاً لغــريه مــن خطــر داهــم كغــرق أو حريــق …اخل أو قيامــه‬
‫بإتالف بعض املنقوالت املؤمن عليها ملنع امتداد احلريق إىل غريها‪ ،‬كمن جياهد بنفسه دفاعاً عن وطنه‪.‬‬
‫وال جنــاح أنــه إذا حنينــا اخلطــأ العمــد بصــفاته – آنفــة البيــان – فــإن أي خطــأ آخــر أيـاً كــان نوعــه وأيـاً كانــت درجتــه‪ ،‬فإنــه جيــوز أن‬
‫يكون حمالً للتأمني وهذا ما قررته املادة ‪ 77‬من قانون التأمينات اجلزائري ‪.‬‬
‫الشرط الثالث ‪ :‬أن يكون الخطر قابال للتأمين‬
‫لكي يكون اخلطر قابال للتأمني جيب أن يكون مشروعا ‪ ،‬أي ال يكون خمالف للنظام العام والقوانني اليت حتظر ممارسة عمل معني‬
‫و اآلداب العامة ‪.‬فال جيوز أن يتم إبرام عقد تأمني على خماطر يكون موضوعها التهريب أو التجارة باملخدرات ألن هذه األشياء‬
‫إما أن تكون حمظورة بنص قانوين أو لتصادمها مع النظام العام‪.‬‬
‫كذلك ال جيوز التأمني من الغرامات املالية أو املصادرة اليت ميكن احلكم هبا جنائيا‪،‬ألن كل من الغرامة و املصادرة عقوبة‪،‬و العقوبة‬
‫جيب أن تبقى شخصية مراعاة للنظام العام ‪،‬فالتأمني من الغرامة أو من الصادرة يكون إذن باطال ملخالفته للنظام العام‪.‬‬
‫ال جيوز كذلك التأمني من األخطار املرتتبة على االجتار يف الرقيق‪،‬فإذا أمن تاجر الرقيق نفسه مما قد يصيبه من ضرر مايل بسبب‬
‫هذا االجتار كأن اضطر إىل حترير الرقيق الذين يتجر هبم‪،‬كان عقد التأمني عقدا باطال ملخالفته للنظام العام و اآلداب العامة‪.‬‬
‫ال جيوز التأمني على منزل يستغل للدعارة أو للمقامرة ‪ ،‬إذا كان الغرض من التأمني التمكني من هذه األعمال املنافية لآلداب‪،‬بأن‬
‫كان التأمني يساعد على إنشاء املنزل أو استغالله أو احملافظة عليه ‪.‬‬
‫* أنواع الخطر المؤمن منه‬
‫ال شك أنه إذا توافرت الشروط – آنفة البيان – يف اخلطر أضحى حمالً لعقد التأمني‪ .‬ومع ذلك فإنه متعدد األنواع تبعاً للزاويـة‬
‫اليت ينظر منها إليه‪ ،‬فمن زاوية الثبات يتنوع اخلطر إىل ثابت ومتغري ومن حيث التعيني يكون اخلطر معيناً وغري معني‪.‬‬
‫أ‪ -‬من حيث الثبات‬
‫ال ينظر إىل اخلطر املؤمن منه مـن زاويـة القـيم املاليـة للقسـط أو مبلـغ التـأمني‪ .‬إمنـا ينظـر إليـه مـن ناحيـة احتماليـة حتققـه خـالل مـدة‬
‫التأمني وفقاً ملا تشري إليه الدراسات اإلحصائية‪ ،‬فمن هذه الناحية فقد يكون اخلطر ثابتاً أو متغرياً‪.‬‬
‫‪ -2‬الخطر الثابت‬
‫اخلطر يكون ثابتاً مىت كانت ظروف حتققه ودرجة احتمال وقوعه ثابتة غري متغرية خالل مدة التأمني الىت تقدر بوحدة زمنيـة معينـة‬
‫ىف الغالب مدة سنة‪.‬‬
‫وال يغري من نعت هذا اخلطر هبذا الوصف كون الثبـات نسـبياً فقـد يطـرأ عليـه تغـريات وقتيـة أو عارضـة‪ .‬فكـل خطـر مهمـا قيـل عـن‬
‫نسبة ثباته إال أنه قد تتغري درجة احتمال وقوعه من وقت آلخر‪ .‬ولكي ينعت بوصف الثبات جيب أن يكون ثابتاً خالل فـرتة غـري‬
‫قصــرية‪ .‬فمــثالً التــأمني مــن األضــرار (احلريــق أو الســرقة أو املســئولية …اخل) يعــد ‪ -‬يف الغالــب ‪ -‬تــأمني مــن خطــر ثابــت‪ ،‬فهــذه‬
‫املخاطر وإن كانت يزداد وقوعها خالل بعض فصول السـنة‪ ،‬ككثـرة احلرائـق يف فصـل الصـيف وحـوادث السـيارات يف فـرتة االنتقـال‬
‫من فصل إىل آخر والسرقات يف فصل الشتاء‪ ،‬إال أن الدراسة اإلحصائية تشري إىل عدم التفاوت الكبري بـني سـنة وأخـرى‪ ،‬ولـذلك‬
‫تعد من قبيل املخاطر الثابتة‪.‬‬
‫]‪[51‬‬
‫‪ -1‬الخطر المتغير‬
‫اخلطـر يكــون متغـرياً مــىت كانــت الدراســات اإلحصــائية تشــري إىل أن احتماليــة حتققــه خــالل مــدة التعاقــد متغــرية تصــاعدياً أو تنازليـاً‪.‬‬
‫فمثالً التأمني علـى األشـخاص وبصـفة خاصـة التـأمني علـى احليـاة حلـال الوفـاة ‪ ،‬وإن كانـت كـل نفـس – صـغرية كانـت أو كبـرية ‪-‬‬
‫ذائقة املوت مىت انتهى أجلهـا ‪ ،‬إال أن الدراسـات اإلحصـائية تشـري إىل نسـبة حتققـه يف األعمـار املتـأخر أكـرب مـن األعمـار املبكـرة‪.‬‬
‫ومن مث فإن حتقق خطر املوت يعد من قبيل اخلطر املتغري تغرياً تصـاعدياً‪.‬‬
‫أما اخلطر املتغري تغرياً تنازلياً فهو التأمني على احلياة حلال البقاء ‪ ،‬وهو أن يؤمن الشخص على حياته إن بقى حيـاً بعـد سـن معينـة‬
‫ولو تكن الستني عاماً‪ ،‬فمثالً‪ ،‬فإذا عاش هذا الشخص بعد هذا السن استحق مبلغ التأمني ‪.‬‬
‫‪ -3‬أهمية تقسيم الخطر من حيث الثبات‬
‫ال شــك أن يكــون التمييــز بــني اخلطــر الثابــت واخلطــر املتغــري أمهيــة بالنســبة لتحديــد مقــدار قســط التــأمني الــذي يلتــزم املــؤمن بدفعــه‬
‫للمؤمن يف مقابل حتمله تبعة تغطية اخلطر املؤمن منه‪ .‬فثبات اخلطر يرتتب عليه ثبات مقدار هذا القسط‪ .‬واملفروض أن تغري اخلطر‬
‫يــؤدى إىل تغــري هــذا املقــدار‪ ،‬إال أن املــؤمن‪ ،‬نظـراً للتنافســية يف ســوق التــأمني والرغبــة يف زيــادة عــدد املــؤمن هلــم لديــه‪ ،‬جيعــل مقــدار‬
‫القسط بالنسبة للخطر املتغري ثابتاً كذلك‪ ،‬على أن حيتفظ باحتياطيات مالية ملواجهة األخطار املتغرية‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقسيم الخطر من حيث التعيين‬
‫إن تقسيم اخلطر من زاوية التعيني ال يتعلق بالقيم املالية كمقدار القسط أو مبلغ التأمني‪ ،‬بل يتعلق باحملل الذي يهـدده اخلطـر فقـد‬
‫يكون معيناً وقد غري متعني‪.‬‬
‫‪ -2‬الخطر المعين ‪:‬‬
‫نعلم أن اخلطر املؤمن منه هو أمـر حمتمـل يلحـق بالشـخص أو بالشـيء املـؤمن عليـه إذا حتقـق‪ .‬واخلطـر يكـون معينـاً مـىت كـان احملـل‬
‫املؤمن عليه – شخصاً كان أو شيئاً ـ معيناً يف وقت إبرام عقد التـأمني‪ .‬فالشـخص الـذي يـؤمن علـى حياتـه أو حيـاة غـريه أو الـذي‬
‫يــؤمن علــى منزلــه مــن احلريــق أو بضــاعته مــن التلــف‪ ،‬فــاخلطر يف هــذه احلــاالت وأمثاهلــا يعــد خطـراً معينـاً ألن الشــخص املــؤمن علــى‬
‫حياته واملنزل املؤمن ضد حريقه والبضاعة املؤمن ضد تلفها معلومة وحمددة يف وقت التأمني عليها‪.‬‬
‫‪ -1‬الخطر غير المعين ‪:‬‬
‫يكون اخلطر غري معني مىت كان احملل املؤمن عليه غري معني يف وقت التعاقد على التأمني‪ ،‬مبعىن أن تعني هذا احملـل يكـون ىف وقـت‬
‫حتقــق اخلطــر‪ .‬فمــثالً التــأمني مــن املســئولية عــن حـوادث الســيارات فهــو تــأمني علــى خطــر غــري معــني‪ ،‬حيــث أن التــأمني لــيس ضــد‬
‫حادث معني بالذات وإمنا ضدى أي حادث وعليه فإن اخلطر ال يتحدد إال عند حتققه‪.‬‬
‫‪ -3‬أهمية تقسيم الخطر من حيث التعيين‬
‫ال شك يف أن للتمييز بني اخلطر املعني واخلطر غري املعني أمهية تظهر عند حتديد مقدار مبلـغ التـأمني الـذي يلتـزم املـؤمن أداءه عنـد‬
‫حتقق اخلطر‪ .‬فاخلطر املعني حيقق للمؤمن العلم حبجم هذا االلتزام يف وقت التأمني‪ ،‬ففي التأمني على األشياء‪ ،‬يكون الشـئ املـؤمن‬
‫عليه معيناً يف وقت التعاقد – كمنزل أو سيارة أو بضاعة …اخل – ومقدار مبلغ التأمني يتحدد بقيمـة الشـئ املـؤمن عليـه أو بأقـل‬
‫منه مىت مت االتفاق على حـد أقصـى لضـمان املـؤمن‪ .‬وىف التـأمني علـى األشـخاص جيـوز حتديـد املبلـغ الـذي يلتـزم املـؤمن بأدائـه عنـد‬
‫حتقق اخلطر املؤمن منه‪.‬‬
‫أما يف اخلطر غري املعني فالوضعية ختتلف‪ ،‬إذ ال ميكـن الوقـوف علـى حجـم التـزام املـؤمن يف وقـت التعاقـد‪ .‬ولـذلك يصـح أن يكـون‬
‫مقدار مبلغ التأمني غري حمدد يف هذا الوقت على أن يكون حمدداً يف وقت الوفاء به‪ .‬فيلتزم املؤمن بتعويض املؤمن له تعويضاً كامالً‬
‫عن مسئوليته عن كل حادث يقع خالل فرتة التأمني‪ ،‬ما مل يكن األطراف قد اتفقوا على حد أقصى اللتزام املؤمن‪.‬‬

‫]‪[52‬‬
‫* تحديد الخطر المؤمن منه‬
‫عرفنا – آنفاً – أن اخلطر املؤمن منه هو املعقود عليه (احملل) يف عقد التأمني ‪ ،‬ولذلك جيب أن يكون حمدداً حتديداً نافياً‬
‫للجهالة‪ .‬وقد يتفق الطرفان يف عقد التأمني على خطر معني ومع ذلك يستبعدا بعض عناصره من نطاق ضمان املؤمن‪ ،‬فيجب أن‬
‫يكون هذا االستبعاد وضحاً وحمدداً حىت يعلم املؤمن له مىت يكون له احلق يف مطالبة املؤمن مببلغ التأمني ومىت ال يكون له ذلك‪.‬‬
‫ونعلم – أيضاً – أن عقد التأمني من عقود اإلذعان اليت جيب على الطرف املذعن (املؤمن له ) قبوهلا بالكلية أو رفضها بالكلية‬
‫املذعن) من الشروط اجملحفة به أبطل املشرع بعض الشروط وجعل حكم‬ ‫فليس له احلرية يف مناقشة شروطها ‪ ،‬ومحاية للمؤمن له ( َ‬
‫بطالهنا متعلق بالنظام العام‪ ،‬أي ال جيوز لألطراف االتفاق على خمالفتها وإذا مت ذلك وقع باطالً‪.‬‬
‫ونتناول فيما هو آت من نقاط بيان كيفية حتديد اخلطر املؤمن منه‪ ،‬واستثناء بعض عناصر اخلطر من نطاق ضمان املؤمن‪،‬‬
‫وأخرياً الشروط اليت أبطلها املشرع ملخالفتها للنظام العام‪.‬‬
‫أ‪ -‬كيفية تحديد الخطر المؤمن منه‬
‫ألفينا أن اخلطر يعد عنصراً جوهرياً يف عقد التأمني‪ ،‬وأنه من األمهية مبكان بالنسبة للمؤمن واملؤمن له على حد سواء‪ ،‬ولذلك جيب‬
‫أن يكون اخلطر أو األخطار املؤمن منها حمدداً حتديداً نافياً للجهالة بالنسبة لطريف العقد‪.‬‬
‫وال جرم أنه للعاقدين احلرية يف حتديد اخلطر املؤمن منه بتحديد طبيعته واحملل الذي يتعرض له‪ ،‬شريطة أال ينطوي على خمالفة‬
‫للنظام العام واآلداب‪ .‬فمثالً يف التأمني من احلريق فإن طبيعة اخلطر املؤمن منه هو احلريق وأن حمله هو الشئ الذي من احملتمل أن‬
‫حيرتق فقد يكون منزالً أو سيارة أو بضاعة أو أي شئ آخر يكون املؤمن قد أمن عليه ضد احلريق‪.‬‬
‫غري أنه ال يوجد ما مينع من أن تتعدد طبيعة اخلطر املؤمن منه مع تفرد احملل (الشىء)‪ ،‬فقد يكون احملل املؤمن عليه هو سيارة –‬
‫مثالً – مؤمن عليها ضد السرقة واحلريق والتلف واملسئولية… اخل أو يكون التأمني ضد كافة األخطار‪.‬‬
‫واخلطر كما يتحدد بطبيعته وحمله يتحدد– كذلك – بسببه‪ ،‬ويقصد بالسبب هنا هو سبب حتقق اخلطر‪ ،‬فإذا كانت طبيعته هي‬
‫احلريق فإن أسباب نشوبه متعددة كتماس األسالك الكهربائية (ماس كهربائي) أو امتداد النريان من مكان اجاور أو عيب يف الشئ‬
‫املؤمن عليه ذاته …اخل‪ .‬وإذا كانت طبيعة اخلطر املؤمن منه هو املوت يف التأمني على احلياة‪ ،‬فإن أسبابه متعددة كاملرض أو الغرق‬
‫أو احلريق أو االنتحار ‪ ....‬اخل‪.‬‬
‫وحتديد اخلطر املؤمن منه بسببه كما يكون إيجابياً (االستيعاب) كما يف األمثلة – آنفة الذكر – حيث أن املؤمن ال يتحمل‬
‫تبعة حتقق اخلطر إال إذا كان نامجاً عن السبب احملدد‪ .‬يكون سلبياً (االستبعاد) بأن يستبعد املؤمن بعض أسباب حتقق اخلطر من‬
‫نطاق ضمانه‪ ،‬كأن يتحمل املؤمن تبعة حتقق خطر احلريق إال ما ينشأ عن الصواعق أو الزالزل أو احلروب‪.‬‬
‫بيد أن استبعاد بعض أسباب حتقق اخلطر من نطاق ضمان املؤمن جيب أن يكون حمدداً حتديداً دقيقاً وال يكون كذلك إال إذا‬
‫كان حمل شرط خاص ظاهر يف وثيقة التأمني أو ما يقوم مقامها كمذكرة التغطية املؤقتة أو ما يلحقها من كملحق هلا‪ .‬واالستبعاد‬
‫الذي ال يكون حمل شرط خاص وظاهر ال يعتد به‪ .‬قد يكون استبعاد بعض املخاطر من التأمني بنص قانوين ‪ ،‬وقد يكون‬
‫باتفاق بني الطرفني‪.‬‬
‫‪ -2‬استبعاد بعض األخطار بنص قانون‬
‫استبعد القانون األخطار النامجة عن احلرب األجنبية‪،‬و األخطار اليت يكون مصدرها خطأ املؤمن له العمدي‪.‬‬
‫أ‪ -‬ففي ما يتعلق بالحرب األجنبية ‪ :‬نصت املادة ‪ 91‬من األمر‪ 11/15‬املتعلق بالتأمينات على أنه‪" :‬ال يتحمل مسؤولية‬
‫اخلسائر و األضرار اليت تتسبب فيها احلرب األجنبية إال إذا اتفق على خالف ذلك‪.‬يقع على املؤمن عبء إثبات الضرر الناجم‬
‫عن احلرب األجنبية "‪.‬‬

‫]‪[53‬‬
‫واحلرب األجنبية هي تلك العمليات اهلجومية اليت تقوم هبا دولة على دولة أخرى ‪ ،‬و عمليات الدفاع اليت ترد هبا الدولة املهامجة‬
‫إن القصف بالقنابل و املدافع و غريها تؤدي إىل إحداث خسائر و أضرار يف األموال و األشخاص يصعب وضع إحصاءات ثابتة‬
‫فيها‪.‬‬
‫نتيجة لذلك ‪ ،‬نص املشرع على استبعادها من نطاق التأمني‪،‬إال إذا اتفق األطراف على خالف ذلك فإذا حدث و أن وقعت‬
‫خسائر و أضرار ناجتة عن حرب أجنبية‪،‬فعلى املؤمن أن يثبت أن الضرر الذي أصاب املؤمن له ناتج عن حرب أجنبية ألهنا أصال‬
‫مستبعدة بنص قانوين‪.‬‬
‫إذن ميكن القول أن استبعاد احلرب األجنبية من نطاق التأمني ال يعترب من النظام العام‪،‬حبيث جيوز االتفاق على خالف ذلك‪،‬فإذا‬
‫اتفق املؤمن مع املؤمن له على ضمان األضرار و اخلسائر النامجة عن احلرب األجنبية وجب على املؤمن االلتزام بضمان هذه و‬
‫تلك اخلسائر‪.‬‬
‫و إذا كان املشرع قد استبعد احلرب األجنبية من نطاق التأمني ‪ ،‬فإن احلرب األهلية و االضطرابات الشعبية خترج من نطاق احلرب‬
‫األجنبية ‪ ،‬فإذا وقعت أضرار و خسائر ناجتة عن حرب أهلية و اضطرابات شعبية‪،‬فإن هذه األضرار و اخلسائر جيب أن يلتزم‬
‫املؤمن بالتعويض عنها‪،‬إال إذا استبعدت باتفاق الطرفني‪،‬و إذا مل يستبعد وجب على املؤمن له دفع قسط إضايف‪.‬‬
‫وقد نص املشرع على احلرب األهلية واالضطرابات الشعبية مبقتضى املادة‪ 11‬من األمر‪ 11/15‬حيث نص على أنه‪" :‬ميكن‬
‫التأمني كليا أو جزئيا على اخلسائر و األضرار النامجة عن األحداث التالية يف إطار العقود اخلاصة بتأمينات األضرار مقابل قسط‬
‫إضايف‪:‬‬
‫‪ -‬احلرب األهلية‬
‫‪ -‬الفنت و االضطرابات الشعبية‬
‫‪ -‬أعمال اإلرهاب و التخريب‬
‫إذن من خالل هذا النص‪ ،‬فإن احلرب األهلية و الفنت و االضطرابات الشعبية‪،‬و أمال اإلرهاب و التخريب ال تعترب مستبعدة‬
‫قانونا من نطاق التأمني‪،‬غري املشرع علق جواز التأمني يف هذه احلاالت على التزام املؤمن له بدفع قسط إضايف‪.‬‬
‫ب‪ -‬الخطأ العمدي للمؤمن له‬
‫نصت املادة ‪ 77‬من األمر‪11/15‬على أن"يلتزم املؤمن بتعويض اخلسائر و األضرار الناجتة عن خطأ غري متعمد من املؤمن له "‪.‬‬
‫هذا يعين أن املؤمن غري ملزم بتعويض األضرار‪،‬إذا كان اخلطر ناجتا عن حمض إرادة املؤمن له‪.‬‬
‫وهذا احلكم يعرت من النظام العام ‪ ،‬مبعىن أنه ال جيوز للمؤمن أن يتفق مع املؤمن له على تعويض األضرار اليت حيدثها املؤمن له‬
‫مبحض إرادته‪.36‬‬
‫ج‪ -‬عيب ذاتي في الشيء‬
‫نص املشرع اجلزائري يف املادة ‪ 95‬من قانون التأمينات على ما يلي ‪ (( :‬ال يتحمل املؤمن األموال التالفة أو املفقودة أو اهلالكة‬
‫نتيجة ما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬حتزمي غري كاف أو رديء من املؤمن له ‪.‬‬
‫ب‪ -‬عيب ذايت يف الشيء املؤمن عليه ‪ ،‬إال إذا كان هناك اتفاق خمالف ‪)).‬‬
‫وقد قرر املشرع االستبعاد القانوين للعيب الذايت ‪ ،‬ألنه راجع لطبيعة الشيء ‪ ،‬فهو عبارة عن حادث حمقق الوقوع مثل ‪ :‬من يؤمن‬
‫على منزله ضد خطر احلريق ‪ ،‬فإن اخلسائر الناجتة عن عيب ذايت يف جهاز كهربائي ال تدخل يف نطاق التغطية ‪ ،‬مامل يتفق على‬
‫خالف ذلك ‪.‬‬

‫]‪[54‬‬
‫وهنا املستبعد هو الضرر الذي يسببه العيب للجهاز ذاته أما تلك الناجتة عنه ‪ ،‬واليت تصيب أشياء أخرى تابعة للمؤمن له فهي‬
‫مضمونة طبقا لنص املادة ‪ 18‬من قانون التأمينات واليت جاء فيها ‪ (( :‬ال يضمن املؤمن اخلسائر ونقائص الشيء املؤمن عليه‬
‫لوجود عيب ذايت فيه ‪ ،‬ولكن يضمن أضرار احلريق املنجرة عنه ))‪.‬‬
‫ونشري اىل أن االستبعاد القانوين للعيب الذايت للشيء يطبق فقط يف تأمينات األشياء أما يف تأمينات املسؤولية فال يسري عليه مثل‬
‫‪ :‬حصول حريق بسبب عيب ذايت يف الشيء املؤمن عليه ويصل إىل اجلريان ‪.‬‬
‫‪ -1‬استبعاد بعض األخطار باتفاق بين الطرفين‪:‬‬
‫ميكن للمؤمن و املؤمن له أن يتفقا على استبعاد بعض األخطار من نطاق التأمني ‪ ،‬و من هنا وجب حتديد اخلطر املؤمن عليه‬
‫بدقة و وضوح‪،‬و جيب أن تكون األخطار مستبعدة و حمددة بدقة و وضوح كذلك‪.‬‬
‫مثــال‪:‬‬
‫لو استبعد من نطاق التأمني من املسؤولية على حوادث السيارات كل خطر يكون ناتج عن خمالفة املؤمن له لقانون املرور ‪ ،‬فإن‬
‫هذا االستبعاد غري دقيق و غري واضح ‪ ،‬يف حني لو استبعد من نطاق التأمني من املسؤولية عن حوادث السيارات كل خطر يكون‬
‫ناتج عن السائق الذي ال حيمل رخصة سياقه ‪ ،‬فإن هذا االستبعاد يكون دقيق و واضح و حمدد‪.‬‬
‫‪ -3‬شروط مخالفة للنظام العام في تحديد الخطر‬
‫إن الواقع العملي يف سوق التأمني أفرز بعض الشروط درج املؤمن على أن يضمنها عقد التأمني‪ .‬وملا كانت طبيعة اإلذعان ىف هذا‬
‫العقد حتول بني املؤمن له وبني مناقشتها‪ .‬فإن املشرع عمد عند وضع أحكام هذا العقد إىل النص على بطالهنا ملخالفتها النظام‬
‫(‪)1‬‬
‫وهذه الشروط هي‪:‬‬ ‫العام‪ .‬ألن مثل هذه الشروط كلها تنص على سقوط حق املؤمن له يف مبلغ التأمني‬
‫‪ -7‬شروط سقوط حق املؤمن له يف مبلغ التأمني باألسباب التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬خمالفة املؤمن له للقوانني واللوائح إال إذا انطوت هذه املخالفة على جناية أو جنحة ‪.‬‬
‫‪ -‬تأخر املؤمن له يف إعالن السلطات العامة بوقوع احلادث املؤمن منه أو يف تقدمي املستندات إال إذا تبني أن التأخري كان لعذر‬
‫مقبول ‪.‬‬
‫‪ -7‬الشروط اليت ترد بالوثيقة وتكون غري واضحة كاآليت ‪:‬‬
‫‪ -‬كل شرط غري ظاهر ويؤدى إىل البطالن أو السقوط‪.‬‬
‫‪ -‬شرط التحكيم الذي مل يرد يف صورة اتفاق خاص منفصل عن الشروط العامة الواردة بالوثيقة‪.‬‬
‫‪ -‬كل شرط تعسفي آخر يتبني أنه مل يكن ملخالفته أثر يف حتقق اخلطر املؤمن منه ‪.‬‬

‫‪ - 7‬تنص املادة (‪ )622‬مدين على أنه " يقع باطالً ما يرد ىف وثيقة التأمني من الشروط اآلتية ‪:‬‬
‫‪ )7‬الشرط الذى يقضى بسقوط احلق ىف التأمني بسبب خمالفة القوانني واللوائح‪ .‬إال إذا انطوت هذه املخالفة على جناية أو جنحة عمدية‪.‬‬
‫‪ )7‬الشرط الذى يقضى بسقوط حق املؤمن له بسبب تأخره ىف إعالن احلادث املؤمن منه إىل السلطات أو ىف تقدمي املستندات إذا تبني من‬
‫الظروف أن التأخري كان لعذر مقبول‪.‬‬
‫‪ )9‬كل شرط مطبوع مل يربز بشكل ظاهر وكان متعلقاً حبالة من األحوال الىت تؤدى إىل البطالن أو السقوط‪.‬‬
‫‪ )1‬شرط التحكيم إذا ورد ىف الوثيقة بني شروطها العامة املطبوعة ال ىف صورة اتفاق خاص منفصل عن الشروط العامة‪.‬‬
‫‪ )5‬كل شرط تعسفى آخر يتبني أنه مل يكن ملخالفته أثر ىف وقوع احلادث املؤمن منه "‪.‬‬
‫ويقابل هذا النص نص املادة (‪ )171‬من القانون املدىن األردىن؛ ونص املادة (‪ )181‬من قانون املعامالت املدنية السوداىن؛ ونص املادة (‪ )7178‬من‬
‫قانون املعامالت املدنية لدولة اإلمارات العربية املتحدة‪.‬‬
‫]‪[55‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬القسط‬
‫ال شك أن قسط التأمني يعد حمل التزام املؤمن له‪ ،‬أي هو األداء الذي يلتزم مبوجب عقد التأمني أداءه للمؤمن يف مقابل حتمل‬
‫األخري تبعة حتقق اخلطر املؤمن منه‪.‬‬
‫وميكن تعريف قسط التأمني بأنه " هو مبلغ من المال يلتزم المؤمن له بدفعه للمؤمن كمقابل لتحمله تبعة تحقق الخطر‬
‫المؤمن منه " ‪.‬‬
‫ففي ضوء هذا التعريف يتضح أن القسط يف عقد التأمني كالثمن يف عقد البيع وبدل اإلجيار يف عقد اإلجيار‪ .‬ألنه يعد مقابالً‬
‫مالياً للتأمني الذي يقدمه املؤمن للمؤمن له‪ .‬وهو الذي جيعل عقد التأمني من عقود املعاوضة اليت ترتب التزامات متبادلة يف ذمة‬
‫طرفيها‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬االرتباط الوثيق بين القسط والخطر‪.‬‬
‫ال شك أنه توجد عالقة وطيدة بني قسط التأمني واخلطر املؤمن منه ‪ ،‬فمن خالل الدراسة اإلحصائية والبيانات اليت يدىل هبا‬
‫املؤمن له عن هذا اخلطر يستطيع املؤمن حساب مقدار القسط ‪ .‬وإذا تغري اخلطر زيادة أو نقصاً تغري تبعاً له القسط طبقاً ملبدأ‬
‫نسبية القسط للخطر‪ .‬فكما أنه ال تأمني بال خطر يضمنه املؤمن فإنه ال تأمني بال مقابل مايل يدفعه املؤمن له ‪ ،‬فكالمها يكونان‬
‫وجهي العملية التأمينية ‪.‬‬
‫واملقابل املايل للتأمني يسمى قسطاً إذا كان املؤمن شركة مسامهة ‪ ،‬أما إذا كان املؤمن مجعية للتأمني التباديل أو التعاوين أطلق عليه‬
‫اشرتاكاً‪.‬‬
‫ويالحظ أنه خالل دراستنا هلذا املقابل سوف نستخدم املصطلح الذي درج العمل عليه من تسميته قسطاً يف كل األحوال‪ ،‬سواء‬
‫أكان قسطاً أم كان اشرتاكاً‪.‬‬
‫وقسط التأمني قد يتفق األطراف على دفعه مرة واحدة فيسمى بالقسط الوحيد ‪ ،‬وقد يتفقوا على دفعه منجماً على دفعات‬
‫(سنوية أو نصف سنوية أو ربع سنوية أو شهرية) ويسمى القسط الدوري ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تحديد مقدار قسط التأمين‬
‫إن دراسة القسط‪ ،‬باعتباره حمالً لاللتزام املؤمن له ‪ ،‬هلا جانب قانوين وآخر فين ‪ ،‬فاجلانب القانوين تدخل دراسته يف نطاق دراسة‬
‫التزامات املؤمن له ‪ .‬أما دراسة اجلانب الفين (حتديد مقدار القسط ) هي اليت نتناوهلا يف هذه اجلزئية‪.‬‬
‫واألصل يف حتديد مقدار القسط أنه يتوقف على اتفاق طريف عقد التأمني (املؤمن واملؤمن له)‪ ،‬ألن ذلك من املسائل اليت تكون‬
‫حمالً للمناقشة واملساومة بينهما‪ .‬ومع ذلك فقد يتدخل املشرع بوضع حد أقصى وحد أدىن ويرتك لألطراف حتديد مقدار القسط‬
‫بني هذين احلديـن‪.‬‬
‫بيد أن حتديد مقدار القسط ال يتم بطريقة عشوائية أو حتكمية‪ ،‬بل خيضع لعوامل عدة منها كحجم اخلطر ومدة التأمني وغريمها‪.‬‬
‫وجيب يف هذا الصدد التمييز بني القسط الصايف والقسط التجاري‪.‬‬
‫‪ -2‬القسط الصافي‬
‫نعلم أن القسط واخلطر مها وجهي العملية التأمينية وأنه تقدير األول يعتمد على دقة الدراسة اإلحصائية اليت قام هبا خرباء التأمني‬
‫للثاين‪ .‬ولذلك يقصد بالقسط الصايف هو املقدار املايل الذي يوازى على وجه التقريب قيمة اخلطر الذي حددته احلسابات الدقيقة‬
‫للمؤمن‪.‬‬
‫فالقسط ميثل بالنسبة للمؤمن املبلغ الالزم لتغطية اخلطر املؤمن منه دون زيادة أو نقصان (ربح أو خسارة)‪ .‬ويتم حساب القسط‬
‫الصايف على أساس وحدة قيمية ووحدة زمنية ‪ .‬فالوحدة القيمية متثل مبلغاً من النقود يقدره املؤمن ألف دينار ‪ ،‬مثالُ‪ ،‬والوحدة‬

‫]‪[56‬‬
‫الزمنية تكون يف العادة سنة واحدة‪ .‬فلو قلنا أن املؤمن حيصل على كل ألف دينار مخسة دينار يف السنة ‪ ،‬فإذا كانت قيمة املؤمن‬
‫عليه مخسني ألف دينار ‪ ،‬فإنه سيحصـل على مخس أمثال ‪ 75= 5×5‬متكررة يف عدد سنوات التأمني ‪.‬‬
‫ولنضرب مثالً حسابياً فإذا كان اخلطر املؤمن منه يتحقق يف التأمني ضد حوادث السيارات بنسبة ‪ 71‬لكل ‪ 7111‬سيارة‪ ،‬مبعىن‬
‫أن من بني كل ‪ 7111‬سيارة مؤمن عليها تتدخل ‪ 71‬سيارات يف حوادث ضارة بالغري‪ ،‬فإذا كان مبلغ التأمني الواجب دفعه‪ ،‬يف‬
‫املتوسط‪ ،‬هو ‪ 5111‬دينار عن كل حالة حتقق اخلطر املؤمن منه‪.‬‬
‫النسبة املئوية لتحقق اخلطر املؤمن منه‬
‫‪ 7111‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪711‬باملئة‬
‫‪ 71‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ س‬
‫س = ‪71‬يف ‪ 711‬وتساوي ‪7‬باملئة‬
‫‪7111‬‬
‫اجموع مبالغ التأمني اليت من احملتمل الوفاء هبا من قبل املؤمن =‬
‫النسبة املئوية × عدد املؤمن هلم × متوسط مبلغ التأمني‬
‫‪51111 = 5111 ×7111 × 711÷7‬دينار‬
‫قيمة القسط الصايف = اجموع مبالغ التأمني ÷ عدد املؤمن هلم‬
‫‪ 51 = 7111 ÷51111‬دينار‪.‬‬
‫غري أن عامل اخلطر ليس هو العامل الوحيد يف تقدير قيمة القسط‪ ،‬بل توجد عوامل أخرى تساهم معه يف ذلك كمقدار مبلغ‬
‫التأمني ومدته وسعر الفائدة الذي حيصل عليه املؤمن من استغالل رصيد األقساط اجملتمع لديه‪.‬‬
‫‪ -1‬القسط التجاري‬
‫نوهنا – آنفاً – أن القسط الصايف يساوى تقريباً اخلطر املؤمن منه ‪ ،‬ومع ذلك فإن املؤمن‪ ،‬وإن كان العبء األكرب هو تغطية هذا‬
‫اخلطر‪ ،‬إال أنه يتحمل أعباء أخرى منها ‪:‬‬
‫‪ -‬العموالت اليت يتقاضاها الوسطاء ‪ ،‬ألن املؤمن يستخدم بعض األشخاص كوسيط بينه وبني املؤمن هلم‪.‬‬
‫‪ -‬نفقات حتصيل األقساط ‪ ،‬فاملؤمن هو الذي يسعى – يف الغالب – إىل املؤمن هلم لتحصيل أقساط التأمني‪.‬‬
‫‪ -‬املصروفات اإلدارية‪ ،‬وهى املصروفات اليت يتحملها املؤمن يف إدارة عمليات التأمني‪.‬‬
‫‪ -‬الضرائب والرسوم ‪ ،‬املؤمن يتحمل بعض الضرائب ويدفع رسوم عن نشاطه التأميين‪.‬‬
‫‪ -‬أرباح املسامهني‪ ،‬فإذا كان املؤمن يف شكل شركة مسامهة فإن املسامهني يتقاضون أرباحاً معقولة على أسهمهم يف الشركة‪.‬‬
‫فالقسط التجاري = القسط الصايف ‪ +‬نسبة من األعباء اإلضافية ( آنفة الذكر)‪.‬‬
‫‪ -3‬القاعدة النسبية‬
‫إن هناك عالقة وثيقة بني قسط التأمني و اخلطر املؤمن منه ‪ ،‬فقسط التأمني حيسب على أساس هذا اخلطر‪ ،‬حبيث يتم تقدير‬
‫القسط على أساس درجة احتمال وقوع اخلطر من جهة و درجة جسامته من جهة أخرى‪.‬‬
‫أ‪ -‬من حيث درجة احتمال وقوع الخطر ‪ :‬يعتمد املؤمن على قانون االحتماالت ‪ ،‬وقانون الكثرة ‪ ،‬فيصل عن طريق جداول‬
‫اإلحصاء إىل نسبة حتقق اخلطر ‪ .‬باالستناد إىل عدد احلاالت املؤمن عليها ‪.‬‬

‫]‪[57‬‬
‫ب‪ -‬من حيث درجة جسامة الخطر ‪ :‬إن اخلطر ملا يتحقق ال يكون عادة كليا ‪ ،‬بل بنسب متفاوتة ‪ ،‬لذا جيب أن يقل القسط‬
‫على حسب درجة جسامة اخلطر املؤمن منه ‪.‬‬
‫مـثــال‪:‬‬
‫إذا أبرمت شركة التأمني ‪7111‬عقد من تأمني ضد خطر احلريق على املنازل ‪ ،‬و قدرت الشركة أن كل ألف عقد تأمني من احلريق‬
‫يتحقق ‪9‬حاالت ‪ ،‬علما أن مبلغ التأمني الذي التزمت به الشركة بدفعه هو‪ 711‬مليون سنتيم |و هو قيمة املنزل الواحد ‪.‬‬
‫يف هذه احلالة ‪ ،‬فإن شركة التأمني تكون قادرة على دفع ‪ 911‬مليون استنادا إىل تقدير االحتماالت الذي وضعته‪.‬‬
‫وحىت تكون شركة التأمني قادرة على دفع‪ 911‬مليون سنتيم ‪ ،‬جيب أن يكون اجموع األقساط يضمن هذا املبلغ ‪ ،‬و بالتايل‬
‫نقسم‪911‬مليون على اجموع املؤمن هلم و هو ‪ 7111‬إذن ‪:‬‬
‫‪911111=7111/ 911111111‬سنتيم ‪.‬‬
‫إذن يكون القسط الصايف هو ‪ 911‬ألف سنتيم ‪ ،‬على أساس أن كل مؤمن له يدفع ‪ 911‬ألف سنتيم و بالتايل حنصل على‬
‫املبلغ الذي تكون شركة التأمني قادرة على دفعه و هو ‪ 911‬مليون سنتيم ‪.‬‬
‫وإذا فرضنا ‪ ،‬نفس الفرض السابق ‪ ،‬وكانت مدة التأمني سنة واحدة ‪ ،‬وكان متوسط جسامة اخلطر هو ‪15‬باملئة ‪ ،‬فإن مبلغ‬
‫التأمني الذي تلتزم بدفعه شركة التأمني يف هذه احلالة يساوي ‪ 911111111 :‬مضروب يف ‪711/15‬ويساوي‬
‫‪ 775.111.111‬سنتيم ‪.‬‬
‫وعليه نصيب كل مؤمن له يساوي مبلغ التأمني تقسيم عدد املؤمن هلم = ‪ 7111/ 775.111.111‬ويساوي ‪775.111‬‬
‫سنتيم ‪.‬‬
‫ويعترب القسط يف نظر املشرع مبثابة مثن اخلطر أو تعبري عن اخلطر بقيمة مالية‪ ,‬و يتكون القسط مما يلي‪:‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬مبلغ التأمين‬
‫إذا كان القسط – كما بينا آنفاً ‪ -‬هو حمل التزام املؤمن له يف مواجهة املؤمن‪ .‬فإن مبلغ التأمني هو حمل التزام املؤمن الذي جيب‬
‫عليــه أداءه للمســتفيد عنــد حتقــق اخلطــر املــؤمن منــه الــذي حتمــل تبعتــه مبوجــب عقــد التــأمني‪ .‬وتقابــل االلتزامــات يف هــذا العقــد تــربز‬
‫خاصيته بأنه عقد ملزم للجانبني‪ .‬فمثالً يف التأمني على احلياة حلال املوت‪ ،‬إذا توىف املؤمن عليه فإنه جيب على املـؤمن الوفـاء مببلـغ‬
‫التأمني إىل الشخص املعني مستفيداً يف عقد التـأمني (الـوارث أو الغـري)‪ ،‬وإذا احـرتق الشـئ املـؤمن عليـه (منـزل أو سـيارة أو بضـاعة‬
‫… اخل) فــإن املــؤمن لــه يســتحق مبلــغ التــأمني مــا مل يعــني شــخص آخــر كمســتفيد مــن هــذا التــأمني‪ ،‬وكــذلك لــو تــدخلت الســيارة‬
‫املؤمن عليها ضد حوادث السيارة يف حادثة‪ ،‬التزم املؤمن بالوفاء مببلغ التأمني (التعويض) إىل املضرور من ذلك‪.‬‬
‫وميكن تعريف مبلغ التـأمني بأنـه " هـو المقابـل المـالي الـذي يدفعـه المـؤمن للمسـتفيد‪ ،‬بموجـب عقـد التـأمين‪ ،‬عنـد تحقـق‬
‫الخطر المؤمن منه " ‪.‬‬
‫ففــي ضــوء هــذا التعريــف يتبــني أن التـزام املــؤمن يف عقــد التــأمني هــو التزامـاً ماليـاً جيــب عليــه أداءه للمســتفيد (املــؤمن لــه أو املشــرتط‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬حـىت يف احلالـة الـيت يتعهـد املـؤمن بإعـادة الشـئ املـؤمن عليـه إىل حالتـه قبـل حتقـق‬ ‫التأمني لصاحله) عند حتقق اخلطر املؤمن منه‬
‫اخلطر املؤمن منه‪ ،‬فتعهده بإعادة احلالة أو اإلصالح يوىف به املؤمن مـن خـالل الغـري الـذي يتقاضـى مقابـل ذلـك مبلغـاً مـن النقـود‪.‬‬
‫ولذلك يظل التزام املؤمن يف مجيع احلاالت التزاماً مالياً‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬نطاق التزام المؤمن بدفع مبلغ التأمين‬
‫نوهنا – آنفاً – إىل أن املؤمن يلتزم بدفع مبلغ التأمني عند حتقق اخلطر املؤمن منه‪ ،‬فهل هلذا االلتزام حدود ؟ أم ال ؟‪.‬‬

‫‪ -1‬تنص املادة ‪ 171‬مدين على أنه " التأمني عقد يلتزم املؤمن مبقتضاه أن يؤدى إىل املؤمن له أو إىل املستفيد الذي اشرتط التأمني مبلغاً من املال أو إيراداً مرتباً أو أي عوض مايل‬
‫آخر ىف حالة وقوع احلادث أو حتقق اخلطر املبني بالعقد وذلك يف نظري قسط أو أية دفعة مالية أخرى يؤديها املؤمن له للمؤمن "‪.‬‬
‫]‪[58‬‬
‫بيد أن اإلجابة عن هذا التساؤل تتطلب التفرقة بني التأمني على األشخاص والتأمني من األضرار‪.‬‬
‫أ‪ -‬التأمين على األشخاص‬
‫عرفنا – سابقاً – أن التأمني على األشخاص هو الذي يكون موضوعه شخص املؤمن له (حياته أو سـالمته أو صـحته أو ظـروف‬
‫حياته)‪ .‬ويتميز هذا النوع من التأمني أنه ليس له صفة تعويضية وبذلك يلتزم املـؤمن بالوفـاء مببلـغ التـأمني عنـد حتقـق اخلطـر املـؤمن‬
‫منه بغض الطرف عما إذا كان املؤمن له قد أصابه ضرر من ذلك أم ال‪.‬‬
‫ففــي ضــوء ذلــك يتبــني أن املــؤمن يلتــزم بالوفــاء مببلــغ التــأمني إىل املســتفيد أو املــؤمن لــه‪ ،‬عنــد حتقــق اخلطــر املــؤمن منــه‪ ،‬وفق ـاً ملــا مت‬
‫االتفاق عليه بني طريف العقد‪ .‬فمثالً يف التأمني على احلياة حلال املوت‪ ،‬فالوفـاة هـي اخلطـر املـؤمن منـه فـإذا حتقـق دفـع املـؤمن مبلـغ‬
‫التــأمني للمس ــتفيد‪ ،‬وىف حال ــة الت ــأمني ضــد اإلص ــابة أو امل ــرض ي ــدفع املــؤمن ه ــذا املبل ــغ للم ــؤمن لــه أو الش ــخص احمل ــدد يف العق ــد‬
‫(املستفيد)‪.‬‬
‫* آثار انعدام الصفة التعويضية‬
‫إن مبدأ انعدام الصفة التعويضية يف التأمني على األشخاص يتفرع عنه املبادئ التالية ‪:‬‬
‫‪ -7‬التزام املؤمن بالوفاء مببلغ التأمني املذكور يف وثيقة التأمني‪ :‬ويرتتب على ذلك أنه ليس للمؤمن االمتناع عن هذا الوفاء كلياً أو‬
‫جزئياً حبجة أن املؤمن عليه مل يصبه ضرراً أو أن الضرر الذي حلق به ضرراً جزئياً يقل عن مبلغ التأمني‪ .‬ألن هذا املبلغ ليس‬
‫تعويضاً عن ضرر‪ ،‬بل الوفاء به التزام على املؤمن جيب عليه الوفاء به سواء أكان حلق املؤمن عليه ضرراً أم كان مل يلحقه مثل‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ -7‬جواز تعدد وثائق التأمني عن واقعة مؤمن منها واحدة واجلمع بني مبالغ التأمني املذكور يف كل وثيقة ‪ :‬ومؤدى هذا أنه يلتزم‬
‫كل مؤمن‪ ،‬يف حالة تعددهم‪ ،‬الوفاء بكل مبلغ التأمني املدون ىف وثيقة التأمني‪ .‬وليس أليهم دفع مطالبة املؤمن له أو املستفيد بأنه‬
‫ملتزماً حبصة يف املبلغ الذي تقاضاه من املؤمن اآلخر‪ .‬ألن التزام كل منهم مستقل عن التزام اآلخر وجيوز للمؤمن له أو املستفيد‬
‫اجلمع بني مبالغ التأمني‪ .‬فمثالً لو أمن شخص على حياته لصا ح أبناءه لدى أربع شركات للتأمني‪ ،‬بأن أمن لدى كل منها مببلغ‬
‫(‪ 711111‬دينار)‪ ،‬ففي هذه احلالة جيوز للمستفيدين من التأمني أن حيصلوا على (‪111111‬دينار )‪.‬‬
‫‪ -9‬جواز اجلمع بني مبلغ التأمني والتعويض عن الضرر الناجم عن حتقق الواقعة املؤمن منها ‪ :‬انعدام صفة التعويضية يف التامني‬
‫على األشخاص تعطى للمؤمن له أو املستفيد إمكانية احلصول على مبلغ التأمني –عند حتقق الواقعة املؤمن منها‪ -‬من املؤمن‬
‫ومطالبة الغري املسئول عن الضرر الناجم عن حتقق هذه الواقعة بالتعويض‪ .‬فمثالً لو أن شخصاً مؤمناً ضد اإلصابة‪ ،‬وتسبب آخر‬
‫بفعله الضار يف حدوث هذه اإلصابة وحتقق الواقعة املؤمن منها‪ ،‬فيصبح للمؤمن له أو املستفيد مطالبة املؤمن بالوفاء مببلغ التأمني‬
‫املدون يف وثيقة التأمني ومطالبة املسئول عن الفعل الضار بالتعويض عن الضرر الذي حلق به‪.‬‬
‫‪ -1‬عدم جواز حلول املؤمن حمل املؤمن له يف الرجوع على الغري املسئول عن حتقق الواقعة املؤمن منه ‪ .‬يرتتب على قيام التأمني‬
‫على األشخاص على مبدأ انعدام الصفة التعويضية أنه ال جيوز للمؤمن احللول حمل املؤمن له ىف مطالبة الغري املسئول عن حتقق‬
‫الواقعة املؤمن منها بالتعويض عن الضرر الذي حلق املؤمن له‪ ،‬ألن ذلك حقاً خالصاً لألخري وال حق لألول فيه‪.‬‬
‫إذن يف اجال التأمني على األشخاص ‪،‬حيصل املؤمن له أو املستفيد على املبلغ املتفق عليه يف العقد كامال دون انتقاص و دون‬
‫النظر إىل درجة جسامة الضرر و هذا ما أكدت عليه املادة ‪11‬من األمر‪11/15‬املتعلق بالتأمينات‪.‬‬
‫ب‪ -‬التأمين من األضرار‬
‫فهذا النوع من التأمني هو الذي يكون حمله أموال املؤمن له وليس شخصه (كالتأمني على األشياء والتأمني من املسئولية)‪.‬‬
‫ويتميز التأمني من األضرار بأنه ذو صفة تعويضية‪ ،‬ولذلك فإن مبلغ التـأمني الـذي يلتـزم املـؤمن بالوفـاء بـه للمـؤمن لـه يتحـدد بأقـل‬
‫القيمتني (مقدار الضرر ومبلغ التأمني)‪ ،‬ويساهم يف حتديده عوامل ثالثة هي‪:‬‬
‫]‪[59‬‬
‫و إذا كان التأمني على األشخاص يتعلق بشخص املؤمن عليه؛ فإن التأمني من األضرار يتعلق بالذمة املالية للمؤمن له وليس‬
‫بشخصه‪.‬‬
‫فالتأمني من األضرار يعمل على رتق اخلرق الذي حيدثه حتقق اخلطر املؤمن منه يف اجلانب اإلجيايب للذمة املالية كما يف التامني على‬
‫األشياء ضد السرقة أو احلريق أو التلف ……اخل‪ .‬كما يعمل على إزاحة شبح زيادة اجلانب السليب هلذه الذمة بسبب حتقق هذا‬
‫اخلطر كما يف التأمني من املسئولية‪.‬‬
‫ويتميز التأمني من األضرار على التأمني على األشخاص بعدة خصائص من أمها ‪ :‬الصفة التعويضية‪ .‬فهذه الصفة تعد املبدأ‬
‫الرئيس يف التأمني األول كما أن انعدامها يعد كذلك بالنسبة للتأمني األخري‪.‬‬
‫فمبلغ التأمني يف التأمني من األضرار ذا صفة تعويضية ويقدر بقدر الضرر الذي حلق املؤمن له من جراء حتقق اخلطر املؤمن منه‪.‬‬
‫مبعىن أن املؤمن يلتزم بالوفاء هبذا املبلغ عند حدوث ضرر وتربأ ذمته من هذا الوفاء عند انعدامه ‪.‬‬
‫* آثار الصفة التعويضية ‪:‬‬
‫‪ -7‬عدم جواز اجلمع بني أكثر من مبلغ تأمني أو اجلمع بني مبلغ التامني والتعويض مىت كان األول كاف جلرب ضرر املؤمن له‬
‫الذي حلقه بسبب حتقق اخلطر املؤمن منه‪.‬‬
‫‪ -7‬حلول املؤمن حمل املؤمن له يف مطالبة الغري‪ ،‬املسئول عن حتقق اخلطر املؤمن منه‪ ،‬بالتعويض‪.‬‬
‫‪ -9‬عدم التزام املؤمن – يف حالة تعدد املؤمنني – إال حبصة يف مبلغ التامني الذي يتقاضاه املؤمن له بسبب حتقق اخلطر املؤمن‬
‫منه‪.‬‬
‫* تحديد مبلغ التأمين في التأمين من األضرار‬
‫يتوقف تقدير مبلغ التأمني يف اجال التأمني من األضرار على العوامل التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬حتديد مقدار التعويض على أساس املبلغ احملدد يف العقد‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد مقدار التعويض على أساس جسامة الضرر الذي يلحق باملؤمن أو املستفيد‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد مقدار التعويض على أساس قيمة الشيء املؤمن عليه‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد مقدار التعويض بتدخل من املشرع‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد مقدار التعويض على أساس المبلغ المحدد في العقد‬
‫إن أول عامل يتحدد به مقدار التعويض هو االتفاق بني املؤمن و املؤمن له وقت إبرام العقد‪،‬فيجب أال يزيد املبلغ الذي يلتزم‬
‫املؤمن بدفعه على املبلغ املتفق عليه يف العقد‪،‬حىت و لو زادت قيمة األضرار املرتتبة على حتقق احلادث املؤمن منه على هذا املبلغ‪،‬و‬
‫هذا ما نصت عليه املادة ‪171‬ق‪.‬م‪.‬ج املادة‪791‬من األمر‪ 11/15‬املتعلق بالتأمينات ‪.‬‬
‫تنص املادة ‪ 179‬على أن ال يلتزم املؤمن يف تعويض املؤمن له إال عن الضرر الناتج من وقوع اخلطر املؤمن منه بشرط أال جياوز‬
‫ذلك قيمة التأمني ‪.‬‬
‫تنص املادة ‪ 79‬على أن يدفع املؤمن التعويض أو املبلغ احملدد يف العقد يف أجل تنص عليه الشروط العامة لعقد التأمني‪.‬‬
‫‪ -1‬تحديد مقدار التعويض على أساس جسامة الضرر الذي يلحق بالمؤمن له أو المستفيد‪:‬‬
‫جيب أال يتجاوز التعويض الذي يلتزم املؤمن بدفعه للمؤمن له أو للمستفيد‪،‬قيمة الضرر الذي أصاب فعال املؤمن له نتيجة حتقق‬
‫احلادث املؤمن منه‪،‬حىت و كان املبلغ املتفق عليه يف عقد التأمني يزيد عل قيمة الضرر‪،‬فهو ما نصت عليه املادة ‪179‬ق‪.‬م‪.‬ج‬
‫السابق ذكرها‬

‫]‪[60‬‬
‫إذن ‪ ،‬أداء املؤمن يف اجال التأمني من األضرار يتحدد بقيمة الضرر‪،‬حبيث ال جيوز ملؤمن له أو للمستفيد أن يتقاضى عند وقوع‬
‫الكارثة املؤمن منها‪،‬ما يزيد على قيمة الضرر و ذلك ألن التأمني من األضرار له صفة تعويضية‪،‬و ال ميكن أن يكون مصدرا‬
‫لإلثراء‪.‬‬
‫‪ -3‬تحديد مقدار التعويض على أساس قيمة الشيء المؤمن عليه‪:‬‬
‫إذا كان اآلداء الذي يلتزم به املؤمن يتحدد من ناحية باملبلغ املتفق عليه‪،‬و يتحدد من ناحية أخرى بقيمة الضرر الذي يلحق‬
‫املؤمن له‪،‬فإنه يتحدد من ناحية ثالثة بقيمة الشيء املؤمن عليه‬
‫فإذا حدد املتعاقدان يف عقد التأمني مبلغا‪،‬و كان األمر يتعلق بشيء مؤمن عليه‪،‬فإن قيمة هذا الشيء هي اليت حتدد احلد األقصى‬
‫ألداء املؤمن‪،‬و ذلك ألن الضرر ال ميكن أن يتجاوز هذه القيمة و هذا ما نصت عليه املادة ‪ 91‬من األمر ‪ 11/15‬املتعلق‬
‫بالتأمينات‪.‬‬
‫‪ -4‬تحديد مقدار التعويض بتدخل من المشرع‬
‫قد يتدخل املشرع يف بعض األنظمة اخلاصة للتأمني و ذلك بأن يضع معايري و جداول يتم مبقتضاها حتديد مقدار التعويض‪،‬و‬
‫هذا ما اعتمده املشرع مبقتضى قانون إلزامية التأمني على السيارات و نظام التعويض عن األضرار اجلسمانية النامجة عن حوادث‬
‫السيارات‪ .‬و قد أفردنا هلذا املوضوع جزءا خاصا حيث سنتناوله بشيء من التفصيل‪.‬‬
‫القسم الثامن ‪ :‬عقد التأمين‬
‫ينظر فقهاء القانون إىل عملية التأمني من خالل األداة القانونية اليت يستطيع هبا األفراد االستفادة من نظام التأمني ‪ ،‬واليت عن‬
‫طريقها أيضا تضع شركات التأمني تلك الفكرة موضع التطبيق ‪ ،‬وتتمثل هذه األداة يف عقد التأمني ‪ .‬وتكتسب دراسة عقد‬
‫التامني أمهية كبرية يف رسم القواعد العامة اليت تقوم عليها العالقة التأمينية وما تتميز به من خصائص ‪ ،‬وما ترتبه على أطرافها من‬
‫التزامات ‪.‬‬
‫ولذلك سنتناول دراسة عقد التأمني دراسة قانونية يرجع فيها إىل األحكام العامة للعقود من خالل بيان ما يلي ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬أركان عقد التأمين‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬االلتزامات الناشئة عن عقد التأمين‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬انقضاء عقد التأمين‬
‫الفرع األول ‪ :‬أركان عقد التأمين‬
‫إن عقد التأمني كسائر العقود جيب أن تتوافر فيه الشروط العامة اليت يتطلبها القانون يف العقد كالرتاضي واحملل والسبب‪ .‬ورغم‬
‫أن هذه الشروط ختضع لألحكام العامة يف نظرية العقد‪ ،‬إال أن ذاتية عقد التأمني تتطلب دراسة الرضاء واحملل لبيان عناصره‬
‫املختلفة‪.‬‬
‫ونتناول دراسة هذا املوضوع من خالل املباحث اآلتية ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬التراضي في عقد التأمين‬
‫إن الرضاء هو قوام العقد ومصدر وجوده‪ ،‬ومن مث فإنه جيب أن يكون الرتاضي موجوداً بتطابق اإلجياب والقبول وأن يكون‬
‫صحيحاً بأن يكون لدى املتعاقدين أهلية إبرامه وأن تكون إرادة كل منهما خالية من عيوب اإلرادة (كالغلط والتدليس واإلكراه)‪.‬‬
‫فإذا توافر لعقد التأمني ذلك فأصبح موجوداً من الناحية القانونية‪.‬‬
‫أما من الناحية العملية فإن عقد التأمني يربم على حنو خاص ومن عدة مراحل متوالية‪ .‬ونعرض لدراسة هذا املوضوع من خالل‬
‫اآليت ‪:‬‬

‫]‪[61‬‬
‫أ‪ -‬التراضي وجوده وصحته‬
‫نعلم أن الرتاضي هو قوام العقد فال وجود لألخري إال إذا وجد األول‪ .‬والرتاضي‪ ،‬باعتباره تعبرياً عن اإلرادة‪ ،‬فالبد أن يكون‬
‫موجوداً وصحيحاً أي سليماً من العيوب‪.‬‬
‫ونتناول دراسة هذا املوضوع من خالل النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ -2‬وجود الرضا‬
‫عرفناً أن عقد التأمني من العقود الرضائية اليت تنعقد مبجرد توافق إرادتني على إحداث أثر يرتبه القانون‪ ،‬وأن استلزام الكتابة‬
‫لإلثبات وليس لالنعقاد‪ .‬وبناء على ذلك فإنه جيب أن يكون الرتاضي موجوداً بأن يعرب القابل (املؤمن) عن إرادته على حنو يتوافق‬
‫مع التعبري الصادر من طالب التأمني ويتطابق معه‪ .‬ومىت تطابق القبول مع اإلجياب فإن عقد التأمني ينعقد دون احلاجة إىل أي‬
‫إجراء آخر وفقاً ملا تقضى به أحكام التقنني املدين ‪.‬‬
‫غري أن ذاتية التأمني وتنوع شروط عقده وبياناته جتعل طرفيه‪ ،‬يف أغلب األحيان‪ ،‬يعلقان متامه على التوقيع على وثيقة التأمني من‬
‫كليهما (املؤمن واملؤمن له) ‪ ،‬وقد يشرتطان عدم انعقاد العقد إال إذا دفع املؤمن له القسط األول من أقساط التأمني‪ ،‬وبناء على‬
‫ذلك فإن العقد ال ينعقد إال إذا مت التوقيع على تلك الوثيقة ودفع هذا القسط ‪.‬‬
‫‪ -1‬صحة التراضي‬
‫نعلم أنه ال وجود للرتاضي إال بالتعبري عن اإلرادة – إجياباً وقبوالً – فإذا مت هذا التعبري فقد حتقق ذاك الوجود‪ ،‬إال أنه قد يأيت‬
‫غري صحيح بأن يكون التعبري قد صدر عن غري ذي أهلية إلبرام العقد أو يكون قد حلق باإلرادة اليت مت التعبري عنها عيباً كغلط‬
‫أو تدليس أو إكراه‪.‬‬
‫* األهلية‬
‫ال شك أنه ال يثور احلديث عن األهلية إال إذا كنا بصدد تصرفاً قانونياً (عقد أو إرادة منفردة)‪ ،‬حيث أن إبرام مثل هذا التصرف‬
‫يتطلب دراجة من األهلية تتناسب مع نوع احملل فيه‪ ،‬فإذا كان من أعمال التصرف وجب أن يكون مربمه كامل األهلية أو أن‬
‫يكون عمل اإلدارة يقتضيه‪ ،‬أما إذا كان حمله من أعمال اإلدارة فإنه جيوز للقاصر واحملجور عليه املأذون له يف إدارة أمواله إبرامه‪.‬‬
‫ونعرض للحديث عن األهلية بالنسبة لطريف عقد التأمني – املؤمن واملؤمن له – على النحو التايل ‪:‬‬
‫‪ -‬أهلية المؤمن‬
‫املؤمن‪ ،‬باعتباره شركة مسامهة أو مجعية تأمني تبادلية‪ ،‬فال حمل للكالم عن األهلية بالنسبة له مىت كان قد اكتسب الشخصية‬
‫القانونية وطاملا أن الشخص الذي قام بإبرام عقد التأمني مع املؤمن له هو املمثل القانوين للشخص املعنوي‪ .‬وينصرف ذلك إىل‬
‫الذين خيوهلم املؤمن بكل أو بعض السلطات الالزمة للتعاقد ‪.‬‬
‫‪ -‬أهلية المؤمن له‬
‫إن عقد التأمني يعد من أعمال اإلدارة‪ ،‬ومن مث فإنه جيوز للبالغ الرشيد أن يربمه‪ ،‬كما جيوز للقاصر أو احملجور عليه إذا كان‬
‫مأذون له يف إدارة أمواله إبرام عقد التأمني‪.‬‬
‫أما القاصر أو احملجور عليه غري املأذون له يف اإلدارة‪ ،‬فليس له إبرامه وإذا أبرمه كان قابالً لإلبطال ملصلحته‪ ،‬إال إذا أجازه وليه أو‬
‫أجازه هو عند بلوغه سن الرشد أو بعد اإلذن له يف إدارة أمواله ‪.‬‬
‫وجيوز أيضاً للويل والوصي والوكيل وكالة عامة أن يربم هذا العقد‪ ،‬ألن هؤالء له مباشرة أعمال اإلدارة نيابة عن األصيل ‪.‬‬

‫]‪[62‬‬
‫* عيوب الرضا‬
‫قد يوجد الرتاضي من الشخص الذي له أهلية إبرام عقد التأمني‪ ،‬إال أن رضاءه يأيت معيباً بأحد عيوب اإلرادة‪ ،‬ومن مث يسرى‬
‫يف شأنه أحكام النظرية العامة للعقد‪.‬‬
‫فإذا وقع العاقد يف غلط أو تدليس أو إكراه أو استغالل‪ ،‬فإنه – طبقا للقواعد العامة – يكون له احلق يف التمسك بطلب إبطال‬
‫عقد التأمني‪ .‬غري أن ذاتية التأمني اقتضت استقالله بأحكام خاصة تلقى على املؤمن له بالتزامات جيب عليه الوفاء هبا وإال تعرض‬
‫للجزاء القانوين املرتتب على اإلخالل به ‪ ،‬كااللتزام باإلدالء جبميع البيانات والظروف اليت من شأهنا إعطاء املؤمن فكرة حقيقية‬
‫وكاملة عن اخلطر املؤمن منه‪.‬‬
‫ب‪ -‬مراحل إبرام عقد التأمين‬
‫األصل أن العقد ينعقد مبجرد اقرتان القبول باإلجياب على حنو حيدث أثراً قانونياً ىف املعقود عليه‪ .‬إال أن ذاتية التأمني اليت‬
‫تقتضى إجراء حسابات دقيقة حول اخلطر املؤمن منه واشتمال وثيقة التأمني على شروط وبيانات متنوعة‪ ،‬اقتضت أن جيرى يف‬
‫الواقع العملي أن مير إبرام عقد التأمني مبراحل متتالية‪.‬‬
‫* طلب التأمين‬
‫نوهنا سابقا إىل أن التأمني يعرض وال يطلب‪ ،‬ولذلك فإن املؤمن يسعى بواسطة وسطاء التأمني إىل الناس ليعرض عليهم فوائد‬
‫التأمني ومزاياه ‪ ،‬فإذا اقتنع شخص مبا عرض عليه قدم الوسيط إليه منوذجاً مطبوعاً مدون فيه بعض االستفسارات عن اخلطر املراد‬
‫التأمني ضده اليت جيب على هذا الشخص حترى الصدق واألمانة يف اإلجابة عنها‪ .‬باإلضافة إىل بيانات أخرى تتعلق مبقدار قسط‬
‫وتاريخ الوفاء به ومبلغ التأمني الذي يتعهد دفعه املؤمن يف حالة حتقق اخلطر املؤمن منه‪ ،‬مىت كان هذا اخلطر حمدداً ىف ذاك‬
‫النموذج‪ ،‬كما جيرى عليه العمل يف سوق التأمني بالنسبة لتأمني على احلياة‪ .‬عندئذ يقوم طالب التأمني باستيفاء بيانات هذا‬
‫الطلب والتوقيع عليه وتسليمه للوسيط أو إرساله إىل املؤمن‪.‬‬
‫‪ -‬القوة اإللزامية لطلب التأمين‬
‫هذا الطلب‪ ،‬بالرغم من أنه يتضمن البيانات اليت يربم على أساسها عقد التأمني‪ ،‬إال أنه ليس له قوة إلزامية فهو ال يكون ملزماً‬
‫لطالب التأمني‪ ،‬مع أنه موقعاً منه‪ ،‬وال للمؤمن‪.‬‬
‫فبالنسبة إىل المؤمن‪ ،‬ال ميكن القول بأن النموذج املطبوع الذي قدمه وسيطه إىل الراغب يف التأمني ملزماً له‪ .‬فهذا النموذج ال يعد‬
‫من قبيل اإلجياب‪ ،‬حىت يقال أن توقيع طالب التأمني عليه يعد قبوالً له‪ .‬إمنا يعد من قبيل املفاوضات اليت تسبق اجلزم باإلجياب‬
‫الذي يصدر من طالب التأمني‪.‬‬
‫وبناء على ذلك فإنه يكون للمؤمن قبول طلب التأمني أو رفضه دون أدىن إلزام عليه ببيان أسباب هذا الرفض‪ ،‬أو بإعالن‬
‫طالب التأمني به‪.‬‬
‫وبالنسبة لطالب التأمين فإن تقدمي طلب التأمني مع االستعالم عن مقدار القسط أو أي بيانات أخرى ال يعد من قبيل‬
‫اإلجياب البات‪ ،‬وحىت لو كان إجياباً باتاً ال يكون ملزماً له‪ .‬ألن العمل جرى يف سوق التأمني على أن تقدمي طلب التأمني ال يعد‬
‫من قبيل اإلجياب امللزم ‪.‬‬
‫وبناء على ذلك فإنه جيوز للمؤمن له إبرام العقد مع املؤمن‪ ،‬كما جيوز له الرجوع عن إجيابه مىت مت ذلك قبل صدور القبول من‬
‫األخري‪ .‬أما إذا كان هذا القبول قد صدر‪ ،‬فال جيوز الرجوع يف اإلجياب‪ ،‬ألن عقد التأمني يكون قد انعقد مىت جاء األول مطابقاً‬
‫للثاين‪.‬‬
‫وإن كان ما سبق ذكره يتعارض مع القاعدة العامة اليت تقضى بإلزامية اإلجياب مىت حدد ميعاداً للقبول أو استخلص هذا امليعاد‬
‫من ظروف احلال أو طبيعة املعاملة ‪ ،‬إال أن هذا التعارض تقتضيه ذاتية التأمني وال سيما ما جرى عليه العمل يف سوق التأمني من‬
‫]‪[63‬‬
‫تعليق متام العقد على التوقيع على وثيقة التأمني من طرفيه‪ ،‬فبالرغم من رضائية عقد التأمني إال أنه ال يكفى النعقاده – يف هذه‬
‫احلالة ‪ -‬اإلجياب والقبول‪ ،‬بل جيب التوقيع على العقد ‪.‬‬
‫وىف تقديرنا أنه ال جيب البحث يف القواعد العامة لتحديد طبيعة طلب التأمني ما إذا كان يعد إجياباً أو قبوالً ملزماً أو غري ملزم‪،‬‬
‫سواء أكان تضمن العناصر األساسية للعقد أم كان من عدمه ‪ ،‬بل جيب البحث عن ذلك ىف األحكام اخلاصة بعقد التأمني وما‬
‫جرى العرف التأميين عليه يف الواقع العملي‪.‬‬
‫* مذكرة التغطية المؤقتة‬
‫اشرنا سابقا إىل أن طلب التأمني قد يعد منذ البداية إجياباً باتاً من الشخص طالب التأمني‪ .‬وقد يتحول من طلب إيضاح بعض‬
‫املعلومات من املؤمن ويصل إىل مرحل اإلجياب البات‪ .‬فإذا وصل هذا الطلب إىل هذه املرحلة‪ ،‬بأن كان مشتمالً عن العناصر‬
‫اجلوهرية يف عقد التأمني كتحديد مقدار القسط ومبلغ التأمني ومدته‪ ،‬كان حرى باملؤمن أن ينظر فيه ويتخذ يف شأنه قراراً بالقبول‬
‫أو بالرفض‪.‬‬
‫وملا كان إعداد وثيقة التأمني والتوقيع عليها من األطراف يستغرق بعض الوقت‪ ،‬أو كان املؤمن حيتاج لبعض الوقت للبت بشكل‬
‫قاطع يف قبوله لطلب التأمني أو رفضه‪ .‬ففي احلالني يكون طالب التأمني (املوجب) بدون تغطية من اخلطر الذي يهدده خالل‬
‫هذه الفرتة‪ .‬لذلك جرى العمل على إمكانية االتفاق بني طالب التأمني واملؤمن على توفري التغطية يف الفرتة السابقة على إبرام عقد‬
‫التأمني بشكل هنائي عن طريق مذكرة التغطية املؤقتة‪.‬‬
‫فهذه املذكرة تعد مبثابة عقد تأمني ابتدائي يلزم كل طرف مبا جيب عليه قبل اآلخر مع االحتفاظ حبق اإلقالة إذا مل تسلم وثيقته‬
‫قبل انقضاء األجل املضروب ‪.‬‬
‫‪ -‬حالتان لمذكرة التغطية المؤقتة‬
‫اعتربنا – آنفاً – أن هذه املذكرة تعد مبثابة عقد تأمني ابتدائي يرتب التزامات على عاتق طرفيه ‪ ،‬ومع ذلك فإهنا ال خترج عن‬
‫احلالتني اآلتيني‪:‬‬
‫األولى ‪ :‬قبول المؤمن لطلب التأمين‬
‫ففي هذه احلالة يقبل املؤمن طلب التامني من طالبه‪ .‬إال أنه يكون يف حاجة إىل بعض الوقت لدارسة األمر وإعداد وثيقة التأمني‬
‫والتوقيع عليها من األطراف ‪ ،‬فيقدم لطالب التأمني تغطية تأمينية خالل فرتة إعداد التعاقد النهائي على التأمني وذلك عن طريق‬
‫تقدمي مذكرة التغطية املؤقتة ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬عدم البت في طلب التأمين من قبل المؤمن‬
‫يف هذه احلالة ال يكون املؤمن قد وصل إىل قرار بالقبول أو بالرفض لطلب التأمني‪ ،‬وأن الوصول إىل ذلك حيتاج إىل فرتة زمنية‬
‫لدراسة اخلطر املؤمن منه ومدى إمكانية التأمني عليه بشكل هنائي‪ .‬وملا كان كثرة عدد املؤمن هلم لدى املؤمن حتقق له فائدة كربى‪،‬‬
‫وأن التسرع يف قبول طلبات التأمني بدون دراسة متأنية تعرضه خلسارة فادحة‪ ،‬لذلك فإن املؤمن يعطى لنفسه مهلة للدراسة على‬
‫أن يقدم لطالب التأمني تغطية خالل هذه الفرتة فإذا انقضت دون تسليم وثيقة التأمني إىل طالبه يقيل كل منهما اآلخر من‬
‫التزاماته ‪.‬‬
‫‪ -‬شكل مذكرة التغطية المؤقتة‬
‫نعلم أن األصل يف عقد التأمني – طبقاً ألحكام القانون املدين ‪ -‬أنه رضائي‪ ،‬إال أن ذلك ال حيول دون أن ينص تشريع أو‬
‫يتفق األطراف على صبه يف قالب شكلي معني‪ .‬وهذا أيضاً ينصرف إىل هذه املذكرة اليت جيرى العمل على أنه تكون مكتوبة‬
‫وموقعة من املؤمن مبا يفيد رضاءه بالتغطية املؤقتة‪ .‬أما رضاء طالب التأمني فقد أفصح عنه يف اإلجياب الصادر منه يف شكل طلب‬
‫التأمني الذي وقع عليه وقدمه إىل املؤمن‪.‬‬
‫]‪[64‬‬
‫بيد أنه ال يوجد شكل خاص للمذكرة املؤقتة‪ ،‬فأية ورقة مكتوبة وموقعة من املؤمن تتم به هذه املذكرة ولو كان خطاب عادى‬
‫مرسل إىل طالب التأمني يفيد قبول املؤمن لتغطية اخلطر املؤمن منه مؤقتاً‪ .‬ويبدأ سريان هذه التغطية من التاريخ املدون على هذه‬
‫املذكرة أو من التاريخ احملدد هبا لسريانه‪ .‬وإذا حتقق اخلطر املؤمن منه بعد هذا التاريخ وقبل هناية مدة التغطية يلتزم املؤمن بدفع مبلغ‬
‫التأمني إىل املستفيد ‪.‬‬
‫وىف ضوء ذلك يتبني صدق ما ذهبنا إليه من أن مذكرة التغطية املؤقتة تعد مبثابة عقد تأمني ابتدائي حيتفظ فيه طرفيه حبق اإلقالة‬
‫يف حالة عدم تسليم طالب التأمني الوثيقة اليت تفيد التعاقد بشكل هنائي على تأمني املؤمن له من اخلطر املؤمن منه‪ .‬ولذلك جيب‬
‫أن تتضمن هذه املذكرة البيانات األساسية اليت يتطلبها عقد التأمني وال سيما نوعية اخلطر ومبلغ التأمني ومقدار القسط ‪.‬‬
‫* وثيقة التأمين‬
‫ال جرم أنه إذا بت املؤمن يف اإلجياب البات املوجه إليه من طالب التأمني بالقبول‪ ،‬فإنه جيب عليه إعداد وثيقة التأمني والتوقيع‬
‫عليها وإرساهلا إىل املؤمن له‪ ،‬وبناء على ذلك يتحول عقد التأمني االبتدائي الذي تضمنته مذكرة التغطية املؤقتة إىل تعاقد هنائي‬
‫جرى العمل على أن يأيت يف صورة وثيقة‪.‬‬
‫وال جناح أن توقيع املؤمن له على الوثيقة ليس أمراً ضرورياً‪ ،‬إال إذا كان ذلك من شروط التعاقد النهائي‪ ،‬ألن توقيعه سبق‬
‫وضعه على طلب التأمني الذي ميثل إجيابه البات املوجه إىل املؤمن‪.‬‬
‫بيد أنه جيب أن تتضمن الوثيقة بيانات أساسية تتعلق باألطراف كاالسم واملوطن ونوعية اخلطر املؤمن منه وحتديد مبلغ التأمني‬
‫ومقدار القسط‪.‬‬
‫‪ -‬مهمة وثيقة التأمين‬
‫الوثيقة ‪ ،‬باعتبارها املظهر اخلارجي لعقد التأمني بعد جتريده من ثوبه املؤقت املتمثل يف مذكرة التغطية املؤقتة‪ ،‬فما هي مهمتها‬
‫بالنسبة للتأمني ؟‪.‬‬
‫سبق القول أن عقد التأمني‪ ،‬يف أحكام القانون املدين‪ ،‬عقد رضائي ومن مث فإن اشرتاط الكتابة يف وثيقة التأمني يكون لإلثبات‬
‫وليس لالنعقاد‪ .‬ومع أن املشروع التمهيدي هلذا القانون ‪ .‬كان يشرتط لتمام العقد أن يتم التوقيع على وثيقة التأمني من أطرافه‬
‫(املؤمن واملؤمن له)‪ .‬وبديهياً أن اشرتاط ذلك يستلزم أن تكون هذه الوثيقة مكتوبة‪ ،‬ألن التوقيع (باإلمضاء أو بصمة اإلصبع أو‬
‫اخلتم) ال يكون إال على مكتوب‪ .‬وجرى العمل يف سوق التأمني على وجوب الكتابة النعقاد عقد التأمني سواء أكان يف صورة‬
‫مذكرة تغطية مؤقتة (االبتدائي) أو يف شكل وثيقة تأمني (النهائي)‪ .‬وعندئذ تصبح الكتابة الزمة لالنعقاد وليس جملرد اإلثبات‬
‫فقط‪ ،‬وملا كانت الوثيقة هي الشكل الذي يصب فيه عقد التأمني فإن كتابتها يكون ضرورية النعقاد هذا العقد وليس إلثباته‬
‫فقط‪.‬‬
‫وبالرغم من اشرتاط الكتابة يف وثيقة التأمني‪ ،‬إال أنه ال يشرتط شكالً خاصاً‪ ،‬فأية وسيلة تتحقق هبا الكتابة يتوافر هبا ذلك‪،‬‬
‫فيجوز أن تكون مطبوعة أو مكتوبة على اآللة الكاتبة أو خبط اليد … اخل‪.‬‬
‫‪ -‬بدئ سريان التأمين‬
‫كما أسلفنا فإن مذكرة التأمني تعد مبثابة عقد تأمني ابتدائي وأن الوثيقة هي التعاقد النهائي للتأمني‪ ،‬وبناء على ذلك فإن سريان‬
‫التأمني يبدأ من تاريخ هذه املذكرة‪ ،‬أو من تاريخ الوثيقة يف حالة عدم االتفاق على تغطية مؤقتة‪ ،‬ما مل حيدد املتعاقدان وقت آخر‬
‫لذلك‪ .‬فمن تاريخ سريان التأمني يلتزم كل طرف مبا وجب عليه قبل اآلخر فطالب التأمني يوىف باألقساط واملؤمن يتحمل تبعة‬
‫اخلطر املؤمن منه‪.‬‬

‫]‪[65‬‬
‫‪ -‬تفسير وثيقة التأمين‬
‫عرفنا أن وثيقة التأمني تعد عقد التأمني املكتوب‪ ،‬وبذلك فهي ختضع للمبادئ العامة يف تفسري العقود ‪ ،‬وملا كان هذا العقد من‬
‫عقود اإلذعان فإنه جيوز لقاضى املوضوع أن يعدل من شروطه أو أن يعفى الطرف املذعن (املؤمن له) [املادة (‪ )771‬مدين]‪ ،‬وال‬
‫جيوز له أن يفسر العبارات الغامضة فيه على حنو ضار هبذا الطرف سواء أكان دائناً أم كان مديناً [املاد (‪ )7/777‬مدين] ‪.‬‬
‫* ملحق وثيقة التأمين‬
‫عرفنا أن املؤمن قد يكون يف حاجة لفرتة زمنية لدراسة طلب التأمني (إجياب طالب التأمني البات) وقد يقدم لطالب التأمني تغطية‬
‫مؤقتة خالل هذه الفرتة‪ ،‬فإذا ما قرر املؤمن قبول التأمني فإنه جيب عليه إعداد وثيقته وتسليمها إىل املؤمن له‪ .‬غري أن الواقع‬
‫العملي قد يكشف عن احلاجة إىل إجراء تعديل يف هذه الوثيقة‪ ،‬فيجرياه العاقدان بواسطة اتفاق يطلق عليه ملحق وثيقة التأمني‪.‬‬
‫فهذا امللحق ميكن تعريفه بأنه " اتفاق العاقدان (المؤمن والمؤمن له) على تعديل وثيقة التأمين األصلية (عقد التأمين) ويلحق‬
‫بها "‪.‬‬
‫* الشروط الواجب توافرها في ملحق الوثيقة‬
‫يف ضوء هذا التعريف يتبني أنه يشرتط يف ملحق وثيقة التأمني الشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -7‬أن تكون وثيقة التأمني األصلية موجودة وقائمة ‪ :‬فإذا مل يكن هناك وثيقة أصالً أو كانت موجودة لكنها انقضت قبل‬
‫االتفاق على تعديلها فال نكون بصدد ملحقاً لوثيقة التأمني‪ ،‬بل نكون بصدد اتفاق على التأمني جيرى يف شأنه ما سبق ذكره من‬
‫أحكام‪ .‬غري أنه ال يشرتط أن تكون الوثيقة األصلية نافذة‪ ،‬فيجوز االتفاق على إضافة ملحق لوثيقة موقوفة ويأخذ حكمها فيكون‬
‫موقوفاً مثلها‪.‬‬
‫‪ -7‬أن يتضمن امللحق اإلضايف تعديالً يف الوثيقة األصلية ‪ :‬كاالتفاق على زيادة مبلغ التأمني أو مقدار القسط أو امتداد فرتة‬
‫التأمني أو سريان الوثيقة بعد أن كانت موقوفة … اخل‪.‬‬
‫‪ -9‬أن يكون من مقتضيات إجراءه اتفاق الطرفني ‪ :‬أما إذا كان تعديل بعض شروط الوثيقة األصلية تنفيذاً حلكم القانون وبناء‬
‫على إرادة املؤمن له املنفردة دون احلاجة إىل قبول املؤمن لذلك فال نكون بصدد ملحق هلا‪ .‬فمثالً لو كانت الوثيقة موقوفة بسبب‬
‫تأخر املؤمن له يف دفع قسط التأمني‪ ،‬فإن هذه الوثيقة تعود لسريان مبجرد دفع القسط املتأخر حبكم القانون دون احلاجة إىل قبول‬
‫من املؤمن‪.‬‬
‫‪ -‬آثار ملحق الوثيقة األصلية‬
‫علمنا أن القصد من إضافة ملحق لوثيقة التأمني هو إجراء تعديل لبعض بنودها باإلضافة أو احلذف‪ ،‬وعندئذ فإن أثرها يكون‬
‫مقصوراً على هذه البنود دون أن يتعدى إىل غريها‪ .‬ويبدأ سريان هذا التعديل من تارخيه ما مل يتفق على تاريخ لذلك‪ .‬وإذا وقع‬
‫تعارض بني الشروط اليت جاءت باحمللق وبني شروط الوثيقة األصلية رجحت األوىل ألن الالحق ينسخ من السابق ما يتعارض‬
‫معه‪.‬‬
‫غري أنه جيب مالحظة أن امللحق الذي تتوافر فيه الشروط – آنفة البيان – يصبح جزءً من الوثيقة األصلية ويكونا معاً وحدة‬
‫عضوية واحدة هو عقد التأمني‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المحل‬
‫ويقصد به الشيء الذي يلزم املدين القيام به ‪ ،‬أي أن يكون للعقد حمال يضاف إليه ‪ ،‬مبعىن أن هناك موضوعا للعقد ‪ ،‬كأن‬
‫يكون موضوع العقد ماال متقوما أو عينا أو منفعة أو أي حق مايل آخر ‪ .‬كما يصح أن يكون موضوع العقد عمال يقوم به احد‬
‫املتعاقدين أو امتناعا عن عمل ‪.‬‬

‫]‪[66‬‬
‫وتتحدد عناصر احملل يف عقد التأمني على أساس وجود مصلحة مشروعة للمؤمن له تتمثل بعدم حتمل اآلثار املالية املرتتبة على‬
‫وقوع خطر معني ‪ ،‬نظري دفع قسط معني للمؤمن ‪ ،‬وعلى ذلك فإن حمل عقد التأمني بالنسبة للمؤمن له يتمثل يف األقساط اليت‬
‫يلتزم بدفعها للمؤمن ‪ .‬وبالنسبة للمؤمن فيتمثل بدفع مبلغ التأمني يف حالة وقوع اخلطر املؤمن منه ‪ ،‬ويتبني من ذلك أن حملل عقد‬
‫التأمني عناصر متعددة متثل ذلك احملل ‪ ،‬وهي اخلطر وأداء املؤمن له ( القسط) وأداء املؤمن ( التعويض) ‪ ،‬واملصلحة التأمينية‬
‫وسنتناوهلا على النحو اآليت ‪:‬‬
‫‪ -2‬الخطر ( سبق تناوله في المحور السابع )‬
‫‪ -1‬القسط ( سبق تناوله في المحور السابع )‬
‫‪ -3‬مبلغ التأمين ( سبق تناوله في المحور السابع )‬
‫‪ -4‬المصلحة التأمينية ‪ ( :‬هي الفائدة اليت تعود على املؤمن له من عدم حتقق اخلطر ) ‪ ،‬ويشرتط يف املصلحة أن تكون جدية‬
‫ومشروعة ‪ ،‬أي غري خمالفة للنظام العام ‪ ،‬فإذا كانت املصلحة املؤمن عليها غري مشروعة ‪ ،‬وقع التأمني باطال ‪ ،‬كما ينبغي أن تتوافر‬
‫املصلحة وقت انعقاد التأمني ‪ .‬فاملصلحة ركن من أركان عقد التأمني بوصفها احملل الذي يرد عليها وختلفها يعين البطالن املطلق‬
‫للعقد ‪ ،‬وال يكفي توافر املصلحة وقت إبرام العقد فحسب بل يلزم استمرار توافرها طوال مدة سريانه حىت حتقق اخلطر املؤمن منه‬
‫ويرتتب على زوال املصلحة بعد إبرام عقد التأمني إهناء العقد من حلظة ختلفها وبناء عليه يسقط التزام املؤمن له بدفع األقساط ‪،‬‬
‫وحيتفظ املؤمن مبا تقاضاه من أقساط ألهنا مقابل التزامه بتغطية اخلطر خالل مدة سريان العقد السابقة ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬السبب‬
‫يعترب السبب احد أركان عقد التأمني ‪ ،‬وهو الغرض أو اهلدف املباشر من إبرام العقد ويتمثل السبب بالنسبة للمؤمن جبمع أكرب‬
‫قدر من األقساط التأمينية باعتبارها شركة تبحث عن حتقيق الربح ‪ .‬وأما بالنسبة للمؤمن له فيعد سبب العقد ‪ ،‬جتنب اآلثار املادية‬
‫املرتتبة على حتقق خطر معني يتهدد مصلحته ‪ .‬وليقوم عقد التأمني صحيحا يشرتط أن يكون السبب أو الباعث من التأمني‬
‫مشروعا لكل من املؤمن أو املؤمن له ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬آثار عقد التأمين‬
‫أسلفنا أن عقد التأمني من العقود امللزمة للجانبني ‪ ،‬ومن مث فإنه يلقى بالتزامات متقابلة ومتبادلة على عاتق طرفيه – املؤمن له‬
‫واملؤمن – فما هي هذه االلتزامات ؟‪.‬‬
‫نتناول اإلجابة على هذا التساؤل خالل اآليت ‪:‬‬
‫اوال‪ :‬آثار التأمين بالنسبة للمـؤمـن لـه‬
‫عقد التأمني ينشئ يف ذمة املؤمن له عدة التزامات من أمهها ‪ :‬اإلدالء بالبيانات املتعلقة باخلطر املؤمن منه ودفع قسط التأمني (‪.)1‬‬

‫‪ -7‬تنص املادة ‪ 75‬من قانون التأمينات على أنه " يلتزم املؤمن له ‪:‬‬
‫‪ -7‬بالتصريح عند اكتتاب العقد جبميع البيانات املعروفة لديه ضمن استمارة أسئلة تسمح للمؤمن بتقدير األخطار اليت يتكفل هبا ‪.‬‬
‫‪ - 7‬بدفع القسط أو االشرتاك يف الفرتات املتفق عليها‪.‬‬
‫‪ – 9‬بالتصريح الدقيق بتغري اخلطر أو تفاقمه إذا كان خارجا عن إرادة املؤمن له ‪ ،‬خالل سبعة (‪ )1‬أيام ابتداء من تاريخ اطالعه عليه ‪ ،‬إال يف احلالة‬
‫الطارئة أو القوة القاهرة ‪.‬‬
‫‪ – 1‬بالتصريح املسبق للمؤمن بتغري اخلطر أو تفاقمه بفعل املؤمن له ‪.‬‬
‫يف كلتا احلالتني يقدم التصريح للمؤمن بواسطة رسالة مضمونة مع اإلشعار باالستالم ‪.‬‬
‫‪ – 5‬باحرتام االلتزامات اليت اتفق عليها مع املؤمن وتلك اليت يفرضها التشريع اجلاري به العمل ‪ ،‬والسيما يف ميدان النظافة واألمن التقاء األضرار و‪/‬أو‬
‫حتديد مداها ‪.‬‬
‫]‪[67‬‬
‫أ‪ -‬اإلدالء ببيانات الخطر‬
‫إن التأمني ‪ ،‬وإن كان يعتمد على الدراسات اإلحصائية ‪ ،‬إال أن هذه الدراسات ترتكز بالدرجة األوىل على البيانات اليت يدىل‬
‫هبا طالب التأمني عن اخلطر املراد التأمني عليه ‪ ،‬ألنه حمل عقد التأمني‪.‬‬
‫غري أن التزام طالب التأمني باإلدالء ببيان اخلطر ال ينقضي مبجرد إمتام العقد ‪ ،‬بل يستمر طيلة مدة التأمني ‪ ،‬حبيث جيب على‬
‫املؤمن له إبالغ املؤمن عن ما يطرأ من بيانات خالل تنفيذ العقد‪.‬‬
‫ونتناول دراسة ذلك من خالل األفرع التالية ‪:‬‬
‫‪ -2‬إعالم المؤمن بالخطر‬
‫أشرنا إىل أن اخلطر املؤمن منه هو حمل العقد ولذلك جيب أن يتوافر للمؤمن العلم الكايف بكل تفصيالته على حنو ميكنه من‬
‫معرفة اخلطر الذي يتحمل تبعة حتققه ‪ .‬فبناء على املعلومات اليت يقدمها طالب التأمني للمؤمن عن هذا اخلطر جتعله على بينة‬
‫متكنه من تقدير حجم االلتزامات اليت يلقي هبا عقد التأمني على عاتقه يف مواجهة املؤمن له‪.‬‬
‫وعليه فإن طالب التأمني يلتزم بتقدمي كافة البيانات عن اخلطر املؤمن منه عند التعاقد ‪ ،‬أي يف وقت إبرام عقد التأمني‪ .‬ألن‬
‫هذه البيانات حتقق للمؤمن أمرين مها ‪:‬‬
‫األول ‪ -‬تقدير أمر قبول أو رفض التأمني على هذا اخلطر‪.‬‬
‫الثاني ‪ -‬حتديد قيمة قسط التأمني الذي هو يلتزم املؤمن له بالوفاء به له نظري حتمله تبعة اخلطر املؤمن منه ‪.‬‬
‫‪ -‬الشروط الواجب توافرها في البيانات‬
‫يشرتط يف البيانات اليت يدىل هبا طالب التأمني للمؤمن عند التعاقد الشرطني التاليني ‪:‬‬
‫الشرط األول – أن تكون هذه البيانات محل اهتمام من المؤمن‪ :‬جيب أن يكون هلذه البيانات تأثري على حتديد حجم‬
‫التزامات املؤمن بالنسبة للمخاطر اليت يتحمل تبعتها وتساهم يف حتديد مقدار قسط التأمني الذي يلتزم به املؤمن له‪.‬‬
‫الشرط الثاني – أن تكون هذه البيانات معلومة للمؤمن له‪ :‬يلزم ‪ ،‬فوق كون البيانات حمل اهتمام املؤمن‪ ،‬أن تكون هذه‬
‫البيانات معلومة لطالب التأمني عند التعاقد ‪ ،‬أي أال تكونه اجهولة بالنسبة له ‪ .‬ويلجأ املؤمن – عادة – إىل توجيه أسئلة حمددة‬
‫ومكتوبة لكي جييب عليها طالب التأمني – قبل التعاقد – واإلجابة عن هذه األسئلة توفر للمؤمن قدر ال بأس به من البيانات‪.‬‬
‫إال أن ذلك ال يعف طالب التأمني من اإلدالء بالبيانات األخرى ‪ ،‬اليت مل تكن حمل أسئلة مىت رأى أهنا هامة بالنسبة للمؤمن‪.‬‬
‫‪ -‬نوعا البيانات‬
‫إن البيانات اليت جيب على طالب التأمني اإلدالء هبا متنوعة تبعاً حمللها وهى نوعني ‪:‬‬
‫النوع األول – البيانات الموضوعية ‪:‬‬
‫هذا النوع من البيانات هي اليت تتعلق باخلطر املؤمن منه ‪ ،‬وهى عبارة عن معلومات ضرورية عنه ‪ ،‬كصفاته والظروف املختلفة اليت‬
‫حتيط به واملالبسات اليت يكون من شأهنا حتديده حتديداً دقيقاً ال لبس فيه‪ .‬فمثل هذه البيانات هي اليت متكن املؤمن من تقدير‬
‫قيمة القسط الذي يلتزم املؤمن له بدفعه ‪.‬‬
‫النوع الثاني – البيانات الشخصية ‪:‬‬
‫وهى البيانات اليت تتعلق بشخص طالب التأمني ‪ ،‬كامسه وموطنه وأخالقه الشخصية ومقدار يساره ودرجة عنايته بشئونه …اخل‪.‬‬

‫(و)‪ -‬بتبليغ املؤمن عن كل حادث ينجر عنه الضمان مبجرد اطالعه عليه ‪ ،‬ويف أجل اليتعدى سبعة (‪ )1‬أيام ‪ ،‬إال يف احلالة الطارئة أو القوة القاهرة‬
‫‪".....‬‬
‫]‪[68‬‬
‫فهذا النوع من البيانات‪ ،‬وإن كانت ال تتعلق بذات اخلطر‪ ،‬إال أهنا تؤثر يف إقدام املؤمن أو إحجامه عن قبول التأمني على هذا‬
‫اخلطر‪.‬‬
‫‪ -1‬إعالن المؤمن بتفاقم الخطر‬
‫عرفنا أن طالب التأمني يلتزم باإلدالء ‪ -‬عند التعاقد – بالبيانات اليت هتم املؤمن سواء أكانت تتعلق باخلطر املؤمن منه ذاته أم‬
‫كانت خاصة بشخص طالب التأمني‪.‬‬
‫غري أن التزام املؤمن له – بذلك ‪ -‬ال ينقض مبجرد متام العقد‪ .‬بل يظل هذا االلتزام قائماً ويثقل كاهله خالل سريان التأمني‪ ،‬ألن‬
‫هذا العقد من العقود املستمرة‪ .‬ولذلك جيب على املؤمن له إعالن املؤمن بكل ما يطـرأ على اخلطر املؤمن منه ويكون من شأنه أن‬
‫يؤدى إىل تفاقمه ‪ ،‬سواء أكان بزيادة فرص وقوعه أم كان بزيادة جسامة حجم األضرار الناشئة حتققه‪ .‬فمثالً يف التأمني ضد‬
‫احلريق يعد من قبيل تفاقم اخلطر نقل الشئ املؤمن عليه إىل منطقة تزداد فيه نسبة احتماالت حتقق اخلطر‪ ،‬أو تغيري وجه استعماله‬
‫مبا يؤدى إىل ذلك كاستعمال العقار املؤمن عليه يف ختزين املواد القابلة لالشتعال أو تأجري جزء منه هلذا الغرض‪ .‬وىف التأمني على‬
‫األشخاص من اإلصابات يعد من قبيل تفاقم اخلطر تغيري مهنة املؤمن عليه من عادية إىل مهنة أشد خطراً كالعمل يف اجال‬
‫األشعة التشخيصية أو العالجية يف دور العالج‪ ،‬وكالتعامل مع املواد الكيماوية واملبيدات احلشرية ………اخل‪.‬‬
‫غري أن تفاقم اخلطر يف الصور السابقة خيتلف متاماً عن زيادة القيمة املالية لألشياء املؤمن عليها‪ ،‬كارتفاع قيمة الشيء املؤمن‬
‫عليه بسبب تغري القوة الشرائية للنقود أو بسبب ظروف طارئة أدت إىل هذا االرتفاع‪ .‬فهذه الوضعية وإن كانت تؤدى إىل زيادة‬
‫مبلغ التأمني (قيمة اخلطر) الذي يتحمل املؤمن عبئه‪ ،‬إال أن ذلك ال يعد من قبيل تفاقم اخلطر الذي يلتزم املؤمن له بإخطار‬
‫املؤمن به ‪.‬‬
‫بيد أنه جيب مالحظة أن عقد التأمني ال يلق على عاتق املؤمن له التزاماً بعدم زيادة املخاطر اليت من احملتمل أن يتعرض هلا املؤمن‬
‫عليه (الشئ أو الشخص)‪ .‬فالتأمني ال حيجر على املؤمن له يف مباشرة كافة حقوقه على املؤمن عليه‪ ،‬فمثالً يف التأمني على منزل‬
‫ضد احلريق ال حيول دون قيامه بتعلية املبىن أو تغيري الغرض املخصص له‪ .‬وكذلك يف التأمني على احلياة ال حيجر على املؤمن عليه‬
‫من اخلضوع لفحوص طبية وإجراءات عمليات جراحية حىت لو كانت نسب جناحها ضئيلة‪.‬‬
‫وباإلضافة إىل ما سبق فإن طبيعة املخاطر املؤمن منها ذات خاصية احتمالية فقد تتفاقم عما كانت عليه يف وقت التعاقد وقد‬
‫تتضآل‪ .‬إمنا يقع على عاتقه إعالن املؤمن مبا يزيد من فرص حتقق اخلطر املؤمن منه أو يزيد من جسامة األضرار الناشئة عنه‪.‬‬
‫بيد أن تفاقم اخلطر املؤمن منه ال خيول املؤمن تلقائياً املطالبة بفسخ العقد‪ .‬ألن تفاقم اخلطر حىت لو كان بفعل املؤمن له‪ ،‬مىت‬
‫‪.‬‬
‫أعلن املؤمن بذلك ‪ ،‬ال يعد من قبيل اإلخالل بااللتزامات العقدية اليت ختول الفسخ وال يعد خطأ يستوجب املسئولية‬
‫غري أنه جيوز للمؤمن املطالبة بفسخ عقد التأمني بسبب تفاقم اخلطر مىت توافرت إحدى حالتني مها ‪:‬‬
‫الحالة األولى – تفاقم اخلطر وصل إىل درجة من اجلسامة حبيث كان لو علم هبا عند التعاقد ما أقدم عليه‪.‬‬
‫الحالة الثانية ‪ -‬رفض املؤمن له طلب املؤمن يف زيادة مقدار القسط بنسبة تتناسب مع حجم التفاقم ‪.‬‬
‫وىف ضوء ما سبق فما هي الشروط الواجب توافرها لقيام التزام املؤمن له باإلعالن عن تفاقم اخلطر ؟‬
‫* شروط قيام التزام المؤمن له باإلعالن عن تفاقم الخطر‬
‫‪.‬‬
‫يشرتط لكلى يقوم التزام على عاتق املؤمن له بواجب اإلعالن عن تفاقم اخلطر‪ ،‬الشروط اآلتية ‪:‬‬

‫]‪[69‬‬
‫الشرط األول – أن تطرأ ظروف بعد إبرام العقد ‪:‬‬
‫يشرتط‪ ،‬لقيام االلتزام باإلعالن‪ ،‬أن تكون هناك ظروف قد طرأت بعد إبرام عقد التأمني وقبل انقضائه‪ .‬ألن الظروف اخلاص‬
‫باخلطر املؤمن منه إذا كانت سابقة على إبرام التعاقد‪ ،‬فإن عدم علم املؤمن هبا ميثل إخالالً من طالب التأمني بالتزامه باإلدالء‬
‫بالبيانات اخلاصة باخلطر املؤمن منه‪ .‬أما إذا كانت الحقة لزوال العقد لتوافر سبب ذلك فإنه ال أثر له وال يعتد به‪.‬‬
‫الشرط الثاني – أن يكون – من شأن – الظروف الطارئة تفاقم الخطر ‪:‬‬
‫يلزم‪ ،‬فوق كون الظروف طارئة بعد التعاقد‪ ،‬أن يكون من شأهنا أن تؤدى إىل تفاقم اخلطر املؤمن منه‪ ،‬كزيادة فرص حتققه أو زيادة‬
‫درجة جسامة األضرار النامجة عنه‪ ،‬فإذا كان الظروف الطارئة ليس هلا تأثري على اخلطر‪ ،‬أي ال تؤدى إىل تفاقمه‪ ،‬فال عربة هبا وال‬
‫تلزم املؤمن له بإعالن املؤمن هبا على الرغم من حدوثها‪.‬‬
‫الشرط الثالث – أن تكون الظروف الطارئة معلومة للمؤمن له ‪:‬‬
‫جيب‪ ،‬فوق كون الظروف طارئة ومن شأهنا تفاقم اخلطر‪ ،‬أن تكون هذه الظروف معلومة للمؤمن له‪ .‬وهذا شرط بديهي ألن من‬
‫غري املعقول أن يلتزم املؤمن له باإلعالن عن تفاقم خطر بسبب ظروف غري معلومة له حىت لو كانت طارئة ومؤثرة ىف اخلطر املؤمن‬
‫منه‪ .‬فمىت توافرت هذه الشروط فإنه جيب على املؤمن له إعالن املؤمن بتفاقم اخلطر‪ ،‬وىف هذا الصدد نفرق بني فرضني مها ‪:‬‬
‫فرض أول – للمؤمن له يد في تفاقم الخطر ‪:‬‬
‫إذا كانت الظروف اليت أدت إىل تفاقم اخلطر املؤمن منه بفعل املؤمن له‪ ،‬بأن قام بتغيري الغرض املخصص له الشئ كتحويل سيارته‬
‫اخلاصة إىل سيارة أجرة‪ ،‬فإنه جيب على املؤمن له إعالن املؤمن هبذه الظروف قبل حدوثها خبطاب موصى عليه (‪ ،)3‬ما مل يتفق‬
‫الطرفان على وسيلة لإلعالن كخطاب عادى أو إنذار على يد حمضر‪.‬‬
‫فرض ثاني – ليس للمؤمن له يد في تفاقم الخطر ‪:‬‬
‫إذا كان ليس للمؤمن له يد يف حدوث الظروف اليت أدت إىل تفاقم اخلطر املؤمن منه‪ ،‬كأن أنشأ إىل جوار املنزل املؤمن عليه ضد‬
‫احلريق خمزن ملواد قابلة لاللتهاب‪ .‬ففي هذه احلالة ال يكون ملزما باإلعالن مىت كان ذلك غري معلوم له‪ ،‬أما إذا علم به فإنه جيب‬
‫عليه إعالن املؤمن هبا خالل مدة معقولة خبطاب موصى عليه ‪ ،‬ما مل يتفق الطرفان على وسيلة أخرى‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ -‬األثر المترتب على اإلعالن بتفاقم الخطر‬
‫مىت توافرت الشروط – آنفة البيان – يف الظروف الطارئة ووىف املؤمن له بالتزامه بإعالن املؤمن بتفاقم اخلطر‪ ،‬التزم املؤمن بتغطية‬
‫اخلطر مؤقتة خالل الفرتة اليت يستغرقها لتحديد موقفه يف ظل هذه الظروف وله يف ذلك ثالثة خيارات هي ‪:‬‬

‫‪ -7‬تنص املادة ‪ 78‬من قانون التأمينات على أنه ‪ " :‬ميكن املؤمن ‪ ،‬يف حالة زيادة احتمال تفاقم اخلطر املؤمن عليه ‪ ،‬أن يقرتح معدال جديدا للقسط‬
‫خالل الثالثني (‪ )91‬يوما حتسب ابتداء من تاريخ اطالعه على ذلك التفاقم ‪.‬‬
‫وإذا مل يعرض املؤمن اقرتاحه خالل املدة املذكورة يف الفقرة السابقة ‪ ،‬يضمن تفاقم األخطار احلاصلة دون زيادة يف القسط ‪.‬‬
‫وجيب على املؤمن له أن يؤدي فارق القسط الذي طلبه املؤمن يف ظرف ثالثني (‪ )91‬يوما ابتداء من تاريخ استالمه االقرتاح اخلاص باملعدل اجلديد‬
‫للقسط ‪.‬‬
‫وإذا مل يدفعه جاز للمؤمن أن يفسخ العقد ‪.‬‬
‫يف حالة زوال تفاقم اخلطر الذي اعترب يف حتديد القسط أثناء سريان العقد ‪ ،‬حيق للمؤمن له االستفادة من ختفيض القسط املطابق ابتداء من تاريخ‬
‫التبليغ بذلك للمؤمن "‪.‬‬

‫]‪[70‬‬
‫الخيار األول – تغطية الخطر مع زيادة قسط التأمين ‪:‬‬
‫قد جيد املؤمن أن من مصلحته االستمرار يف تغطية اخلطر املؤمن منه يف ظل الظروف الطارئة اليت أدت إىل تفاقمه مع مطالبة‬
‫املؤمن له بزيادة قيمة قسط التأمني‪ ،‬ويستوي يف ذلك أن يبتدئ هو هبذه املطالبة أو يعرضها عليه املؤمن له مع اإلعالن عن تفاقم‬
‫اخلطر املؤمن له‪.‬‬
‫الخيار الثاني – تغطية الخطر بدون زيادة قسط التأمين ‪:‬‬
‫ال جناح أن املؤمن يقوم ‪ ،‬يف ظل تفاقم اخلطر املؤمن منه مع رفض املؤمن له زيادة القسط‪ ،‬باملوازنة بني االستمرار يف تغطية اخلطر‬
‫دون زيادة يف قيمة القسط وبني عدم االستمرار يف ذلك وإهناء عقد التأمني‪ ،‬وقد جيد من مصلحته االستمرار يف تغطية اخلطر مع‬
‫تفاقم ه دون هذه الزيادة إما لكون التفاقم مل يؤثر على حساباته املتعلقة باخلطر وإما لكون عملية التأمني وشخص املؤمن له من‬
‫األمهية مبكان يف سوق التأمني حبيث يرتتب على إهناء التأمني خسارة مالية أو فقدانه كعميل كبري لديه‪.‬‬
‫الخيار الثالث – فسخ عقد التأمين ‪:‬‬
‫وأخرياً‪ ،‬قد جيد املؤمن أن مصلحته تقتضى عدم االستمرار يف تغطية اخلطر املؤمن منه بعد تفاقمه وفسخ العقد‪ ،‬ويلجأ املؤمن إىل‬
‫ذلك يف إحدى حالتني مها‪:‬‬
‫األولى – جسامة الخطر ‪ :‬إذا كان تفاقم اخلطر على درجة من اجلسامة لو علم هبا املؤمن عند التعاقد ما أقدم عليه‪.‬‬
‫الثانية – رفض زيادة القسط ‪ :‬إذا كان االستمرار يف تغطية اخلطر املتفاقم يقتضى زيادة القسط إال أن املؤمن له رفض الزيادة بيد‬
‫أنه ال جيوز للمؤمن التذرع بتفاقم اخلطر وطلب فسخ العقد مىت كان قد أبدى رغبته يف االستمرار يف تغطية هذا اخلطر يف ظل‬
‫الظروف الطارئة‪ .‬وقد يكون إبداء هذه الرغبة صرحيا وقد يستفاد ضمنياً من االستمرار يف حتصيل األقساط أو دفع مبلغ التأمني بعد‬
‫حتقق اخلطر املؤمن منه‪.‬‬
‫وال جرم أن فسخ عقد التأمني ليس له أثر رجعى‪ ،‬ألنه من العقود الزمنية اليت يستحيل إعمال هذا األثر فيها‪ ،‬بل أثره مباشر من‬
‫وقت وقوعه ‪.‬‬
‫‪ -‬حالتان يمتنع فيهما إعمال األثر المترتب على اإلعالن عن تفاقم الخطر‬
‫األولى – تفاقم الخطر ناجم عن عمل قصد منه حماية المؤمن ‪:‬‬
‫إذا كان الذي أدى إىل تفاقم اخلطر هي قيام املؤمن له بأعمال قصد منها محاية املؤمن‪ ،‬كإجراء عملية جراحية لزرع قلب أو كلى‬
‫للمؤمن على حياته كان من آثارها السلبية زيادة احتمالية الوفاة املبكرة‪ ،‬فإن إعالن املؤمن بذلك ال يكون له أى أثر على‬
‫االلتزامات العقدية‪.‬‬
‫الثانية – تفاقم الخطر ناجم عن القيام بواجب إنساني أو خدمة لمصلحة عامة ‪:‬‬
‫إذا كانت زيادة اخلطر بسبب قيام املؤمن له بواجب إنساين‪ ،‬إنقاذ حياة غريق جنم عنه تعرضه ألضرار‪ ،‬أو إتالف بعض األشياء‬
‫املؤمن عليها إلطفاء حريق أضرم يف أموال اجلار‪ .‬وكذلك األمر إذا كان تفاقم اخلطر بسبب أداء خدمة عامة كمساعدة رجال‬
‫السلطة العامة يف ضبط اجرم خطر أو القضاء على حيوان متوحش أو املسامهة يف الدفاع عن الوطن … اخل‪.‬‬

‫]‪[71‬‬
‫‪ -3‬جزاء اإلخالل بالتزام اإلعالم واإلعالن‬
‫عرفنا أنه جيب على املؤمن له إعالم املؤمن بكافة بيانات اخلطر املؤمن منه عند التعاقد وأنه يلتزم – خالل مدة التأمني –‬
‫بإعالن املؤمن بالظروف الطارئة اليت تؤدى إىل تفاقم هذا اخلطر‪ .‬وقد حدد مشرعنا اجلزاء الذي يرتتب على اإلخالل هبذا االلتزام‪،‬‬
‫إال ما يتعلق باإلعالن عن تغيري اخلطر أو تفاقمه أو اإلعالن عن حتقق اخلطر )‪. (1‬‬
‫و يفرق يف ذلك بني سوء نيته وحسنها وىف احلالة األخري يفرق بني انكشاف احلقيقة قبل حتقق اخلطر املؤمن منه وانكشافه بعد‬
‫حتققه‪.‬ونستعرض بيان ذلك من خالل النقاط التالية ‪:‬‬
‫الفرض األول – سوء نية المؤمن له )‪:(2‬‬
‫نعلم أن التزام املؤمن له باإلدالء ببيانات عن اخلطر املؤمن منه يتفرع إىل االلتزام باإلعالم عند التعاقد وااللتزام باإلعالن خالل‬
‫مدة التأمني‪ .‬فإذا أخل املؤمن له بأيهما سواء أكان بكتمان بيان أم كان باإلدالء ببيان كاذباً‪ ،‬ترتب على ذلك طلب اإلبطال‬
‫لوقوع املؤمن يف غلط أو تدليس‪.‬‬
‫وعليه يقع على عاتق املؤمن عبء إثبات سوء نية املؤمن له ألن األصل يشفع له – وهو افرتاض حسنة النية – وعلى من يدعى‬
‫خالف هذا األصل إقامة الدليل على دعواه‪.‬‬
‫وبناء على ذلك فإنه جيوز للمؤمن أن يطلب إبطال عقد التأمني‪ ،‬مىت أقام الدليل على سوء نية املؤمن له‪ ،‬لكي يتحلل من التزامه‬
‫بضمان اخلطر املؤمن منه يف حالة حتققه‪ .‬فمىت تقرر البطالن سقط حق املؤمن له يف مطالبة املؤمن مببلغ التأمني عند حتقق اخلطر‬
‫حىت لو كان حتققه كان سابقاً على تقرير البطالن‪ .‬وسقط – كذلك – حقه يف مطالبة املؤمن مبجموع األقساط اليت وىف هبا‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪:‬‬ ‫الفرض الثاني – حسن نية المؤمن له‬
‫علمنا أن عبء إثبات سوء نية املؤمن له‪ ،‬يف تنفيذ االلتزام باإلعالم أو اإلعالم‪ ،‬يقع على عاتق املؤمن‪ ،‬والفشل يف هذا اإلثبات‬
‫يقود إىل األصل وهو حسن نية املؤمن له‪.‬‬
‫ويقتضى املنطق عدم املساواة بني حسن النية وسوءها يف احلكم ولذلك قرر العرف التأميين جزاءً أخف مع اختاذ حتقق اخلطر املؤمن‬
‫منه معياراً للتفرقة بني حاليت اكتشاف احلقيقة اليت جيهلها املؤمن عن هذا اخلطر‪.‬‬
‫ونستعرض بيان ذلك من خالل النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ -7‬جرى العرف التأميين على تضمني وثيقة التأمني شرطا يقضي بسقوط حق املؤمن له يف الضمان يف حالة إخالله بالتزامه باإلعالن عن تفاقم اخلطر‬
‫‪ ،‬أو اإلعالن عن حتقق اخلطر املؤمن عليه ‪.‬‬
‫‪ -7‬تنص املادة ‪ 77‬من قانون التأمينات على ما يلي ‪ " :‬كل كتمان أو تصريح كاذب متعمد من املؤمن له ‪ ،‬قصد تضليل املؤمن يف تقدير اخلطر ‪،‬‬
‫ينجر عنه إبطال العقد ‪"......‬‬
‫‪ -3‬تنص املادة ‪ 71‬من قانون التأمينات على ما يلي ‪ " :‬إذا حتقق املؤمن قبل وقوع احلادث أن املؤمن له أغفل شيئا ‪ ،‬أو صرح تصرحيا غري صحيح ‪،‬‬
‫ميكن اإلبقاء على العقد مقابل قسط أعلى يقبله املؤمن له ‪ ،‬أو فسخ العقد إذا رفض هذا األخري دفع تلك الزيادة ‪.‬‬
‫ويتم ذلك بعد مخسة عشر(‪ )75‬يوما من تاريخ تبليغه ‪.‬‬
‫يف حالة الفسخ يعاد للمؤمن له جزء من القسط من املدة اليت ال يسري فيها عقد التأمني ‪.‬‬
‫إذا حتقق املؤمن بعد وقوع احلادث ‪ ،‬أن املؤمن له ‪ ،‬أغفل شيئا أو صرح تصرحيا غري صحيح ‪ ،‬خيفض التعويض يف حدود األقساط املدفوعة منسوبة إىل‬
‫األقساط املستحقة فعال مقابل األخطار املعنية مع تعديل العقد بالنسبة للمستقبل ‪".‬‬

‫]‪[72‬‬
‫الحالة األولى – علم المؤمن بحقيقة الخطر قبل تحققه ‪:‬‬
‫قد يكتشف املؤمن ما مل يكن يعلمه عن اخلطر املؤمن منه قبل حتققه‪ ،‬سواء أكانت جهالة األمر تتعلق مبا كان جيب على املؤمن له‬
‫إعالمه للمؤمن عند التعاقد أم كان يتعلق مبا جيب عليه إعالنه خالل مدة العقد‪ .‬املشرع خيول املؤمن عدة خيارات هي‪:‬‬
‫‪ -‬االستمرار يف تغطية اخلطر حبالته املكتشفة مع زيادة قسط التأمني‪.‬‬
‫‪ -‬االمتناع عن تغطية اخلطر هبذه احلالة وطلب فسخ العقد‪.‬‬
‫وقد جرى العمل ‪ -‬يف سوق التأمني – على أن يرسل املؤمن خطاباً مسجالً إىل املؤمن له يعلمه فيه برغبته يف إهناء العالقة‬
‫القانونية فيما بينهما‪ .‬إال أن الفسخ ال يقع من تاريخ هذا اخلطاب بل بعد مرور عشرة أيام من هذا التاريخ حىت يعطى للمؤمن‬
‫له إجياد مؤمن آخر يقبل التأمني على اخلطر حبالته اجلديدة ‪.‬‬
‫الحالة الثانية ـ علم المؤمن بحقيقة الخطر بعد تحققه ‪:‬‬
‫قد يعلم املؤمن ما كان جيهله عن اخلطر املؤمن منه بعد حتققه‪ ،‬ففي هذه احلالة ال جيوز للمؤمن طلب فسخ العقد‪ .‬حيث رتب‬
‫املشرع اجلزاء املتمثل يف تقاضى املؤمن له تعويضاً خمفضاً أي أقل من مبلغ التأمني املتفق عليه أو من مقدار الضرر الذي جنم عن‬
‫حتقق هذا اخلطر‪ .‬مع تعديل العقد يف املستقبل ‪.‬‬
‫بيد أن مقدار التخفيض حيتسب على أساس نسبة القسط احملدد يف العقد إىل مقدار القسط الذي كان جيب على املؤمن له أداءه‬
‫للمؤمن لو علم حبقيقة اخلطر‪ .‬فمثالً لو كان املؤمن يلتزم ‪ ،‬عند حتقق اخلطر املؤمن منه‪ ،‬بدفع مبلغ التأمني وقدره (‪ 100000‬دج)‬
‫أو كان هذا املبلغ هو قيمة تعويض الضرر الناجم عن حتقق اخلطر‪ ،‬وكانت قيمة القسط احملدد يف العقد (‪400‬دج)‪ ،‬وكانت قيمة‬
‫القسط الواجب دفعه يف حالة علم املؤمن حبقيقة اخلطر (‪500‬دج)‪ .‬ولتوضيح ذلك نضع هذا املثال يف مسألة حسابية كالتايل ‪:‬‬
‫قيمة التعويض املخفض = مبلغ التأمني املتفق عليه أو مقدار التعويض عن الضرر الناجم عن حتقق اخلطر × قيمة القسط احملدد يف‬
‫العقد ÷ قيمة القسط الذي كان جيب دفعه ‪:‬‬
‫الحل‪ 200000 = 500 ÷ 400 ×100000 :‬دج بدالً عن‪ 100000‬دج‬
‫ب‪ -‬دفع قسط التأمين‬
‫إن االلتزام بدفع قسط التأمني هو أهم االلتزامات اليت يلقى هبا عقد التأمني على عاتق املؤمن له‪ .‬فالقسط هو املقابل املايل‬
‫لتحمل املؤمن تبعة اخلطر املؤمن منه (بث اآلمان) والوفاء مببلغ التأمني عند حتققه‪.‬‬
‫بيد أنه إذا كان حمل التزام كل طرف – يف العقد ‪ -‬هو سبب التزام اآلخر‪ .‬فالقسط ميثل حمل التزام املؤمن له وسبب التزام املؤمن‬
‫بتحمل تبعة اخلطر املؤمن منه‪.‬‬
‫إال أنه جيب مالحظة أن لفظة القسط سوف تطلق على اجلعل (املبلغ املايل) الذي يدفعه املؤمن له إىل املؤمن سواء أكان شركة‬
‫مسامهة أو كان مجعية تأمني تباديل‪ .‬وأن سائر األحكام اليت نعرض هلا تسرى على التأمني أياً كان نوعه مبا يف ذلك التأمني على‬
‫احلياة الذي يسمح فيه القانون للمؤمن له التحلل من التزامه من دفع القسط ‪ .‬ويعزى هذا السماح إىل الطبيعة االدخارية هلذا‬
‫النوع من التأمني والرغبة يف تشجيع الناس على إبرام عقود التأمني على احلياة ‪.‬‬
‫* أحكام االلتزام بدفع القسط‬
‫لقد نوهنا إىل أن االلتزام بدفع قسط التأمني يعد من أهم االلتزامات اليت يلقى هبا عقد التأمني على عاتق املؤمن له‪ .‬وبناء على‬
‫ذلك فإن هذه الوضعية تتطلب حتديد املدين بالوفاء به‪ ،‬ومكان وزمان الوفاء‪ ،‬وكيفية إثبات الوفاء به‪.‬‬
‫نتناول بيان ذلك من خالل النقاط التالية ‪:‬‬

‫]‪[73‬‬
‫‪ -2‬المدين بالوفاء بالقسط‬
‫ال شك يف أن االلتزام بدفع قيمة القسط يقع على عاتق الطرف املقابل للمؤمن يف عقد التأمني أياً كانت الصفة اليت ينعت هبا‬
‫هذا الطرف سواء أكان طالباً للتأمني أم كان مؤمناً له‪.‬ولقد سبق القول بأن هناك ثالث صفات قد يتصف هبا أكثر من شخص‬
‫وقد جتتمع يف شخص واحد (طالب التأمني واملؤمن له واملستفيد) ‪ ،‬فإذا تفرقت الصفات على أكثر من شخص كان طالب‬
‫التأمني هو امللتزم بدفع قسط التأمني دون غريه ألنه هو الطرف الذي تنصرف إليه آثار عقد التأمني‪.‬‬
‫وجيب مالحظة أن الصفة اليت ستستخدم يف الدراسة هي املؤمن له‪ ،‬أياً كانت صفة الطرف اآلخر يف العقد مع املؤمن‪ ،‬ألن هي‬
‫األكثر استعماالً يف كتب الفقه‪.‬‬
‫وعليه يتصف بصفة الطرف يف العقد (املؤمن له) اآليت ‪:‬‬
‫‪-‬األصيل يف التعاقد عن طريق النيابة (القانونية أو االتفاقية {الوكالة})‪.‬‬
‫‪-‬رب العمل يف التعاقد بواسطة الفضالة‪.‬‬
‫‪-‬اخللف (عام أو خاص) مىت كان إبرام السلف للعقد سابقاً على انتقال احلق إىل اخللف مع توافر علمه به‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وليس طرفاً يف عقد التأمني ألن ما جيريانه من تصرفات قانونية تنصرف‬ ‫فالنائب أو الوكيل أو الفضويل أو السلف يعد عاقداً‬
‫آثارها مباشرة إىل األصيل أو رب العمل أو اخللف‪.‬‬
‫وتربأ ذمة املدين من االلتزام بدفع القسط مبجرد قيامه بنفسه أو بواسطة نائبه بتسليمه إىل املؤمن أو ألحد من وسطائه أو من‬
‫يتمتع بوكالة ظاهرة عن املؤمـن‪ .‬ويصح طبقاً للقواعد العامة‪ ،‬الوفاء بقسط التأمني من الغري الذي له مصلحة يف سريان التأمني أو‬
‫ممن ليست له مصلحة فيه ولو كان دون علم املدين أو رغم إرادته ‪.‬‬
‫‪ -1‬المدين بقيمة القسط‬
‫نعلم أن االلتزام واحلق وجهان لعملة واحدة‪ ،‬فإذا كان املؤمن له هو امللتزم بدفع قيمة القسط كان املؤمن هو الدائن به ألن‬
‫كليهما طرفا عقد التأمني وتنصرف إليهما آثاره‪.‬‬
‫ويكون املؤمن قد اقتضى حقه مبجرد حصوله على قيمة القسط بنفسه أو بواسطة أحد وسطاءه املفوض يف ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬محل التزام المدين‬
‫نوهنا‪ -‬سابقا – إىل أن املدين بدفع القسط هو املؤمن له‪ ،‬وأن الدائن بقبضه هو املؤمن‪ .‬وعندئذ يكون القسط هو حمل االلتزام‬
‫الذي يكون –عادة ‪ -‬مبلغاً من النقود وجيب على األول الوفاء به للثاين الذي ال جيرب على قبول شيء آخر ولو كان مساوياً له يف‬
‫القيمة أو كانت قيمته أعلى ‪.‬‬
‫وىف الغالب أن قيمة القسط‪ ،‬املتفق عليها يف عقد التأمني‪ ،‬ثابتة ال تتغري‪ .‬وملا كانت هذه القيمة تقدر تبعاً للخطر املؤمن منه‪،‬‬
‫فإن تغري ظروف الثاين يرتتب عليه أن يصبح األول قابالً للزيادة والنقص تبعاً لطبيعة هذا التغري‪ ،‬فإذا كانت الظروف املتغرية‪ ،‬من‬
‫شأهنا‪ ،‬أن تؤدى إىل تفاقم اخلطر املؤمن منه أو زيادة يف التزامات املؤمن فإن هذا يعطيه احلق يف مطالبة املؤمن له بزيادة قيمة‬
‫القسط‪ .‬أما إذا أدت إىل زوال بعض االعتبارات اليت أخذ يف احلسبان عند حتديد هذا اخلطر‪ ،‬فإنه يصبح من حق املؤمن له مطالبة‬
‫املؤمن بتخفيض القسط لتحقيق التناسـب بينه وبني اخلطر املؤمن منه يف ظل الظروف اجلديدة ‪.‬‬

‫‪ -7‬أطلق وصف العاقد على كل من النائب والفضويل ألن إرادته حتل حمل األصيل أو رب العمل يف إبرام العقد الذي تنصرف إليهما أثاره باعتبار كل‬
‫منهما طرفاً يف هذا العقد‪ .‬وألن صفيت الطرف والعاقد قد جتتمعا يف شخص واحد مىت كان يتعاقد بنفسه وميكن أن تفرتقا إذا كان العقد يربم بطريق‬
‫النيابة أو الفضالة ففي هذه احلالة يكون النائب أو الفضويل هو العاقد دون أن تنصرف إليه شيء من آثاره ‪ ،‬واألصيل أو رب العمل هو الطرف يف‬
‫العقد وتنصرف إليه آثاره‪.‬‬
‫]‪[74‬‬
‫‪ -4‬زمان ومكان الوفاء بالقسط‬
‫إن زمان ومكان الوفاء بالقسط حيدده الطرفان يف عقد التأمني فما هو زمان هذا الوفاء ومكانه الذي جيرى عليه العرف التأميين ؟‬
‫نتناول اإلجابة على هذا السؤال فما هو آت من نقاط‪.‬‬
‫* زمان الوفاء بقسط التأمين‬
‫تقضى القواعد العامة بأنه‪ ،‬إذا مل يكن االلتزام مضافاً إىل أجل واقف أو معلقاً على شرط واقف‪ ،‬جيب على املدين الوفاء به مبجرد‬
‫نشوئه وإال كان للدائن احلق يف اقتضاء حقه جرباً عنه‪ .‬وبناء على ذلك فإن القسط يكون واجب األداء فور انعقاد التأمني ‪-‬‬
‫كقاعدة عامة ‪ -‬ما مل يتفق الطرفان على غري ذلك‪.‬‬
‫ويستحق القسط حبلول األجل املتفق عليه يف عقد التأمني‪ ،‬فقد يكون الوفاء به كل شهر أو ربع سنوي أو نصف سنوي أو سنة‬
‫أو أكثر من ذلك‪ .‬وجيب عدم اخللط بني أجل الوفاء بالقسط ومدة سريان التأمني على النحو التايل ‪:‬‬
‫‪ -‬أجل الوفاء ‪:‬حيدد الوقت الذي جيب على املؤمن له تنفيذ التزامه العقدي بأداء قيمة قسط التأمني للمؤمن‪.‬‬
‫‪ -‬مدة السريان ‪ :‬حتدد فرتة التغطية التأمينية اليت ينقضي عقد التأمني بانقضائها‪.‬‬
‫وجيرى العمل – يف سوق التأمني – على اشرتاط وفاء املؤمن له بالقسط مقدماً يف بداية مدة التأمني للمؤمن ‪ ،‬حىت يتسىن لألخري‬
‫من التعرف على جدية املؤمن له وضبط حساباته واالستعداد لتغطية اخلطر املؤمن منه من ‪ -‬اجموع األقساط ‪ -‬عند حتققه‪.‬‬
‫* مكان الوفاء بقسط التأمين‬
‫األصل أن مكان دفع القسط هو موطن املدين به أي موطن املؤمن له – أي أن الدين يطلب وال حيمل ‪.‬‬
‫غري أن العرف التأميين جرى – على عكس ذلك – فيما يتعلق بدفع القسط األول واستلزم أن يكون الوفاء به يف موطن املؤمن‬
‫أو مركز أعماله – أي أن هذا القسط حيمل وال يطلب ‪ –.‬أما دفع األقساط التالية يكون يف موطن املؤمن له أو مركز إدارة أعماله‬
‫إذا كان التأمني متعلقاً هبذه األعمال‪.‬ما مل يكن املؤمن له قد تأخر يف الوفاء بأحدها‪ ،‬فإذا تأخر يف ذلك وأعذره املؤمن بالوفاء‬
‫فإن مكان الوفاء هبذا القسط يكون يف مركز أعمال املؤمن ‪.‬‬
‫وموطن املؤمن له هو املوطن الذي ذكره يف وثيقة التأمني أو أي موطن آخر يعلن به املؤمن بعد ذلك ‪.‬‬
‫‪ -5‬كيفية دفع قسط التأمين وإثباته ‪.‬‬
‫يدفع املؤمن له أو نائبه إىل املؤمن أو من يفوضه يف ذلك قيمة القسط نقداً أو مبوجب شيك مقبول الدفع عند اإلطالع‪ ،‬على أن‬
‫يسلم الثاين أو من ميثله إىل األول أو نائبه خمالصة دالة على الوفاء هبذه القيمة‪.‬‬
‫ويقع عبء إثبات دفع قسط التأمني على املؤمن له‪ ،‬وجيوز له إثبات ذلك بكافة طرق اإلثبات مىت كانت قيمته مل جتاوز مائة‬
‫جنية (نصاب اإلثبات بالبينة) أو كانت قيمته جتاوز هذا النصاب إال أن املؤمن يف العملية التأمينية يقوم بأعمال جتارية كشركات‬
‫التأمني مثالً‪ .‬أما إذا كانت قيمته جتاوز هذا النصاب ‪ -‬يف غري العمل التجاري ‪ -‬فال جيوز إثبات الوفاء بالقسط إال بالكتابة ما مل‬
‫يتفق األطراف على غري ذلك ‪.‬‬
‫ويتحقق الوفاء بقيمة القسط باملقاصة‪ ،‬مىت حتقق اخلطر املؤمن منه قبل هذا الوفاء فتجرى املقاصة بني مبلغ التأمني الذي جيب‬
‫على املؤمن أداءه للمؤمن له وبني قيمة القسط املستحق ‪.‬‬
‫‪ -0‬جزاء اإلخالل بالتزام الوفاء بالقسط‬
‫عرفنا أن عقد التأمني من العقود امللزمة للجانبني ولذلك فإنه خيضع إىل القواعد العامة يف االلتزامات التبادلية يف حالة إخالل أحد‬
‫األطراف بالتزاماته‪ .‬وبناء ذلك فإن هذه القواعد ختول املؤمن يف حالة تقاعسه عن الوفاء بالقسط أو تأخر فيه‪ ،‬بعد إعذاره‪،‬‬
‫املطالبة بالتنفيذ العيين أو بفسخ العقد‪ .‬وملا كان عقد التأمني من العقود الزمنية فإن احلكم بالفسخ ذا أثر فوري ال رجعى مبعىن أن‬
‫املؤمن ال يتحلل من التزامه بتحمل تبعة حتقق اخلطر املؤمن منه إال من وقت احلكم بالفسخ‪.‬‬
‫]‪[75‬‬
‫وىف ضوء ما سبق يتبني أن تطبيق القواعد العامة على إخالل املؤمن له بالتزامه بالوفاء بالقسط يرتتب عليه إجحاف باملؤمن ألنه‬
‫يكون ملتزما بضمان اخلطر املؤمن منه يف الوقت الذي يكون املؤمن له خمالً بالتزامه هبذا الوفاء‪ .‬لذلك جرى العرف التأميين على‬
‫التخفيف من ذلك بواسطة أحكام خاصة تتناسب مع ذاتية التأمني‪.‬‬
‫ونعرض لدراسة اإلعذار ووقف سريان التأمني فيما هو آت من نقاط ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اعذرا المؤمن له‬
‫‪ -‬إذا تأخر املؤمن له يف الوفاء بقسط التأمني‪ ،‬وجب على املؤمن أن يبدأ بإعذار املؤمن له بضرورة الوفاء وتذكريه بالنتائج املرتتبة‬
‫على إخالله بالتزامه هبذا الوفاء‪.‬‬
‫ويكون هذا اإلعذار بكتاب موصى عليه يرسل إىل املؤمن له ىف موطنه املعلن عنه‪.‬‬
‫ويرتتب على اإلعذار النتائج التالية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬حمل الوفاء بقيمة القسط يصبح يف موطن املؤمن أو مركز أعماله حىت لو كان من األقساط اليت يتم الوفاء هبا يف موطن املؤمن‬
‫له – عادة – أي يصبح حمموالً بعد أن كان ‪ -‬يف األصل ‪ -‬مطلوباً‪.‬‬
‫ب‪ -‬قطع تقادم دعوى املطالبة بالقسط‪ ،‬على اخلالف القواعد العامة اليت تقضى بأن قطع مدة التقادم ال يكون إال باملطالبة‬
‫القضائية أو ما يقوم مقامها ‪.‬‬
‫ج‪ -‬بدء حساب مهلة الوفاء بالقسط (‪ 91‬يوماً) واليت يبدأ بانقضائها وقف سريان التأمني‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقف سريان التأمين‬
‫إذا أعذر املؤمن له بالوفاء وانقضت املهلة احملددة لذلك (‪91‬يوماً) ‪ ،‬واليت يبدأ حساهبا من اليوم التايل إلرسال الكتاب املوصى‬
‫عليه إليه‪ ،‬جاز للمؤمن وقف سريان التأمني على اخلطر املؤمن منه‪ .‬فما هي ماهية هذا الوقف ؟ وما هي شروطه ؟ وما هو األثر‬
‫املرتتب عليه ؟‪.‬‬
‫نتناول اإلجابة على هذه األسئلة فيما هو آت من نقاط ‪:‬‬
‫* ماهية وقف سريان التأمين‬
‫ميكن تعريف هذا الوقف بأنه " هو وقف مؤقت اللتزام المؤمن بتحمل تبعة الخطر المؤمن منه كجزاء إلخالل المؤمن له‬
‫بالتزامه بدفع القسط المستحق مع استمرار تحمل األخير بكل التزاماته " ‪.‬‬
‫* شروط وقف سريان التأمين‬
‫يف ضوء التعريف – آنف الذكر – يتبني أن جيب أن يتوافر لوقف سريان التأمني الشروط اآلتية ‪:‬‬
‫الشرط األول – إخالل املؤمن له بالتزامه بدفع قسط التأمني‪ .‬بأن يكون قد تأخر املؤمن له يف دفع القسط أو امتنع عن الوفاء‬
‫به‪ .‬أما إذا كان عدم الوفاء راجعاً لسبب أجنيب عن املؤمن له كقوة قاهرة أو بفعل من املؤمن حيث مل يطلب القسط الذي جيب‬
‫الوفاء به يف موطن املؤمن له فال يعد ذلك من قبيل اإلخالل بااللتزام املربر لوقف التأمني‪.‬‬
‫الشرط الثاني – إعذار املؤمن له بضرورة دفع القسط املستحق‪ .‬وهذا األعذار يتم مبوجب كتاب موصى عليه مرسل إىل املؤمن له‬
‫ينبه عليه بضرورة دفع القسط ومذكراً له بالنتائج املرتتبة على عدم الوفاء‪.‬‬
‫الشرط الثالث – انقضاء مهلة الوفاء (‪91‬يوماً) ‪ :‬مل يعط العرف التأميين احلق للمؤمن يف وقف سريان التزامه بتحمل تبعة اخلطر‬
‫املؤمن منه مبجرد إعذار املؤمن له والتنبيه عليه بدفع القسط املستحق‪ .‬بل أعطى مهلة لألخري للوفاء هبذا القسط وتدارك األثر‬
‫املرتتب على هذا الوقف‪ ،‬وقدر هذه املهلة بثالثني يوماً تبدأ من اليوم التايل إلرسال الكتاب املوصى عليه‪.‬‬
‫* األثر المترتب على وقف سريان التأمين‬
‫إذا توافرت الشروط – آنفة البيان – الالزمة إلعمال املؤمن جلزاء وقف سريان التأمني‪ ،‬ترتب عليه اآلثار اآلتية ‪:‬‬
‫]‪[76‬‬
‫‪ -‬وقف التزام املؤمن بتحمل تبعة اخلطر املؤمن منه‪ ،‬أي أن املؤمن ال يكون ملتزماً بدفع مبلغ التامني إىل املستفيد من التأمني إذا‬
‫حتقق اخلطر املؤمن منه خالل الوقف‪ .‬وذلك حىت يقوم املؤمن له بالوفاء مبا هو مستحق من أقساط مع املصاريف إن وجدت أو‬
‫ينزل املؤمن ‪ -‬صراحة أو ضمنياً ‪ -‬عن حقه يف الوقف‪.‬‬
‫‪ -‬استمرار التزام املؤمن له بكافة التزاماته الناشئة عن عقد التأمني‪ ،‬ألن وقف سريان التأمني يتعلق فقط بوقف التزام املؤمن بتحمل‬
‫تبعة حتقق اخلطر املؤمن منه‪ .‬أما التزامات املؤمن له تظل قائمة فيجب عليه بداءة الوفاء باألقساط املستحقة وإعالم املؤمن بتفاقم‬
‫اخلطر املؤمن منه وأخطاره بتحقق اخلطر املؤمن منه‪.‬‬
‫* زوال وقف سريان التأمين‬
‫الوقف يدور مع سببه وجوداً وعدماً‪ ،‬وبناء على ذلك فإن هذا الوقف يزول بزوال سببه وهو الوفاء بقيمة القسط املستحق مع ما‬
‫تكبده املؤمن من مصروفات بسبب التأخر يف الدفع‪ .‬ويستوي حدوث هذا الوفاء من املؤمن له أم من الغري سواء أكان له مصلحة‬
‫يف سريان التأمني أم مل يكن له مصلحة يف ذلك‪.‬‬
‫ويزول الوقف – كذلك – بنزول املؤمن عنه – صراحة أو ضمنياً – ألن وقف سريان التأمني حق له فيجوز التمسك به أو النزول‬
‫عـنه‪.‬‬
‫وال غرو أن يكون لزوال الوقف أثر فورياً ال رجعياً‪ ،‬أي أن التأمني يعود للسريان اعتباراً من تاريخ الزوال ويقع على عاتق املؤمن‬
‫تبعة حتقق اخلطر املؤمن منه‪ ،‬ما مل يكن قد حكم بفسخ عقد التأمني بناء على طلب املؤمن بعد مضى مدة (‪ 71‬أيام ) من تاريخ‬
‫الوقف ‪.‬‬
‫ج‪ -‬التنفيذ العيني أو الفسخ‬
‫جيوز للمؤمن‪ ،‬مىت انقضت مدة (‪ 71‬أيام) من تاريخ الوقف أي بانقضاء أربعون يوماً كاملة من تاريخ اإلعذار‪ ،‬املطالبة‬
‫القضائية بالتنفيذ العيين ويستصدر حكم بإلزام املؤمن له بدفع قسط التأمني واملصروفات والتعويض إن كان له مقتضى‪.‬‬
‫وجيوز للمؤمن – كذلك – أن يطلب فسخ العقد مىت انقضت تلك املدة‪ .‬ويرتتب على الفسخ زوال عقد التأمني بالكلية من‬
‫تاريخ إرسال كتاب موصى عليه إىل املؤمن له على آخر موطن معلن عنه أو رفع دعوى قضائية بالفسخ ‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلخطار بتحقق الخطر المؤمن منه‬
‫القواعد العامة تقضى بأن العقد ال يقتصر على إلزام العاقد مبا ورد فيه‪ ،‬بل يتناول كل ما يعد من قبيل مستلزماته وفقاً للقانون‬
‫والعرف والعدالة وحبسب طبيعة االلتزام ‪ ،‬ولقد أورد العرف التأميين تطبيقاً خاصاً لذلك بإلزام املؤمن له بإخطـار املؤمن بتحقق‬
‫اخلطر املؤمن مـنه ‪ ،‬ألن التزام األخري اجلوهري هو حتمل تبعة ذلك‪ ،‬والوفاء مببلغ التأمني أو قيمة التعويض‪.‬‬
‫ونعرض لبعض أحكام االلتزام باإلخطار عن حتقق اخلطر املؤمن منه واجلزاء املرتتب على اإلخالل به‪ ،‬من خالل النقاط التالية ‪:‬‬
‫*‬
‫أحكام االلتزام باإلعالن عن تحقق الخطر‬
‫نوهنا إىل أنه يقع على عاتق املؤمن له االلتزام باإلخطار عن وقوع احلادثة املؤمن منه‪ ،‬كالوفاة يف التأمني من احلياة حلال املمات‪،‬‬
‫واحرتاق األشياء املؤمن عليها يف التأمني ضد احلريق‪ ،‬وقيام مسئولية املؤمن له عن تعويض املضرور يف التأمني من املسئولية …‬
‫اخل‪.‬‬
‫* شروط وجوب اإلخطار‬
‫جيب‪ ،‬لقيام واجب اإلخطار على عاتق املؤمن له‪ ،‬أن تتوافر الشروط التالية ‪:‬‬
‫الشرط األول – تحقق الخطر المؤمن منه ‪:‬‬
‫يشرتط لقيام واجب اإلخطار أن تكون احلادثة الىت وقعت متثل مبثابة اخلطر املؤمن منه املدرج ىف وثيقة التأمني‪.‬‬
‫الشرط الثاني – علم المؤمن له بمسئولية المؤمن عن هذا الخطر ‪:‬‬
‫]‪[77‬‬
‫جيب‪ ،‬فوق وقوع الكارثة‪ ،‬أن يتوافر لدى املؤمن له العلم بأن هذه الكارثة متثل اخلطر املؤمن منه الذى يسأل عنه املؤمن وتلقى‬
‫على عاتقه الوفاء مببلغ التأمني أو قيمة التعويض‪.‬‬
‫* وجوب اإلخطار عن تحقق الخطر‬
‫مىت توافرت الشروط – آنفة البيان – وجب على املؤمن له إخطار املؤمن بتحقق اخلطر املؤمن منه‪ .‬كما يتحقق اإلخطار من‬
‫املؤمن له يتحقق بصدوره من خلفه العام أو اخلاص أو من املستفيد‪.‬‬
‫* شكل اإلخطار بتحقق الخطر وميعاده‬
‫ليس لإلخطار شكل خاص‪ ،‬فيجوز أن يكون بكتاب موصى عليه أو بأي وسيلة اتصال أخرى (كاخلطاب العادي أو الربقية أو‬
‫التلكس أو الفاكس أو اهلاتف … اخل)‪ ،‬وملا كان اإلخطار واجباً على املؤمن له فإن عبء اإلثبات يقع على عاتقه‪ ،‬ولذلك عليه‬
‫ختري وسيلة ختفف عنه هذا العبء‪.‬‬
‫مل يرد بتقنينا املدين نص حيدد ميعاداً معيناً لإلخطار‪ ،‬على حنو يوحى بأن املشرع ترك هذا األمر لإلرادة املشركة لإلطراف‪ .‬ومع‬
‫ذلك فإنه جيب أن يكون اإلخطار خالل مدة معقولة‪ ،‬وقاضى املوضوع هو الذى حيدد معقولية املدة عند املنازعة‪ .‬وإذا تأخر‬
‫املؤمن له عن اإلخطار خالل املدة احملددة اتفاقاُ ىف العقد أو املدة املعقولة دون مربر وترتب على ذلك إحلاق ضرراً باملؤمن‪،‬‬
‫أضحى له احلق ىف مطالبة املؤمن له املخطئ بالتعويض عن هذا الضرر‪.‬‬
‫* جزاء اإلخالل بااللتزام باإلعالن عن الخطر‬
‫ال شك أن املشرع اجلزائري مل يضمن جزاء على اخالل املؤمن له بالتزامه باإلعالن عن حتقق اخلطر ‪ .‬وملا كان اإلخطار عن حتقق‬
‫اخلطر املؤمن منه التزاماً يلقيه عقد التأمني على عاتق املؤمن له‪ ،‬فإن اإلخالل به يرتب مسئوليته العقدية – طبقاً للقواعد العامة‬
‫ومع ذلك فإن العرف التأميين قد أورد نوعني من اجلزاء مها ‪:‬‬
‫األول – خفض قيمة التعويض املستحق – عن حتقق اخلطر – مبقدار ما أصاب املؤمن من ضرر نتيجة التأخري يف اإلخطار‪.‬‬
‫الثاني – سقوط احلق يف التعويض املستحق – عن حتقق الضرر – مىت أقام املؤمن الدليل على سوء نية املؤمن له يف عدم‬
‫اإلخطار‪.‬‬
‫بيد أن األمر مرتوك لإلرادة املشرتكة لإلطراف واالتفاق على جزاء معني لإلخالل املؤمن له بواجب إخطار املؤمن بتحقق اخلطر‬
‫منه‪ ،‬سواء أكان هذا اجلزاء يف صورة سقوط احلق يف مبلغ التأمني أم كان يف شكل ختفيض هلذا املبلغ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬آثار التأمين بالنسبة للمؤمن‬
‫أسلفنا أن عقد التأمني من العقود امللزمة للجانبني‪ ،‬وأنه كما ألقى بالتزامات على عاتق املؤمن له (اإلعالم ببيانات اخلطر واإلعالن‬
‫عن تفاقمه ودفع القسط واإلخطار عن حتقق اخلطر)‪ ،‬فإنه يلقى على عاتق املؤمن بالتزام مقابل هو حتمل تبعة اخلطر املؤمن منه‬
‫ودفع مبلغ التأمني أو التعويض إىل املؤمن له أو املستفيد عند حتقق اخلطر أو حلول أجل العقد ‪.‬‬
‫بيد أنه قد يتسبب الغري بفعله يف حتقق اخلطر املؤمن منه الذي يرتتب عليه تنفيذ املؤمن اللتزامه بالوفاء مببلغ التأمني لصاحب احلق‬
‫فيه‪ ،‬فهل هذا خيول املؤمن احلق يف الرجوع على الغري بقيمة هذا الوفاء ؟‪.‬‬
‫ونتناول دراسة هذا املوضوع من خالل اآليت ‪:‬‬
‫أ‪ -‬التزام المؤمن بدفع مبلغ التأمين‬
‫ألفينا أن املؤمن له يلتزم بإخطار املؤمن بتحقق اخلطر املؤمن له الذي يلزمه بدفع مبلغ التأمني أو مقدار التعويض‪.‬‬
‫ونتناول دراسة هذا االلتزام فيما هو آت من نقاط ‪:‬‬

‫]‪[78‬‬
‫‪ -2‬محل االلتزام‬
‫مىت قام املؤمن له بتنفيذ التزامه بأخطار املؤمن بتحقق اخلطر املؤمن منه – خالل املدة املتفق عليها أو مدة معقولة – أضحى‬
‫املؤمن ملتزماً بدفع مبلغ التأمني أو قيمة التعويض لصاحب احلق فيه (الدائن)‪.‬‬
‫وميكن تعريف مبلغ التأمني الذي هو حمل التزام املؤمن بأنه " هو مبلغ من المال (مقدراً أو قابل للتقدير يلتزم المؤمن بدفعه‬
‫وفاء اللتزامه بتحمله تبعة تحقق الخطر المؤمن منه "‪.‬‬
‫للمؤمن له (أو من يحل محله ً‬
‫ثانيا ‪ :‬الدائن بمبلغ التأمين‬
‫يف ضوء التعريف السابق يتبني لنا أن املدين بالوفاء مببلغ التأمني هو املؤمن والدائن به هو املؤمن له‪ .‬وقد ينتقل حق املؤمن له إىل‬
‫خلفه اخلاص أو العام أو الشخص املعني يف عقد التأمني أو بنص القانون مستفيداً ‪ ،‬كالشخص الذي يؤمن على حياته مع تعني‬
‫ابنه يف العقد مستفيداً أو كاملضرور من حوادث السيارات الذي يعينه القانون مستفيداً‪.‬‬
‫ويقع على عاتق صاحب احلق يف مبلغ التأمني إثبات حتقق اخلطر املؤمن منه وإخطار املؤمن به لكي يلزمه بالوفاء التزامه‪.‬‬
‫‪ -1‬ميعاد حلول أجل االلتزام بالوفاء بمبلغ التأمين‬
‫عرفنا أنه جيب على املؤمن ل ه أو من حيل حمله إخطار املؤمن بتحقق اخلطر املؤمن منه‪ ،‬فمىت حتقق هذا اخلطر ومت اإلخطار به‬
‫أمسى املؤمن ملزماً بالوفاء مببلغ التأمني أو قيمة التعويض من وقت حتققه‪ ،‬فمثالً يف التأمني على احلياة حلال الوفاة حيل أجل العقد‬
‫بوفاة املؤمن عليه وىف الوقت نفسه حيل أجل التزام املؤمن (املدين) بالوفاء مببلغ التأمني‪.‬‬
‫وعلى العموم جيب على املؤمن (املدين) الوفاء مببلغ التأمني أو قيمة التعويض خالل مدة معقولة وخيضع تقدير معقولية هذه املدة‬
‫للسلطة التقديرية لقاضى املوضوع عند املنازعة‪.‬‬
‫ب‪ -‬حق المؤمن في الرجوع على الغير‬
‫عرفنا – آنفاً – أنه جيب على املؤمن تنفيذ التزامه بدفع مبلغ التأمني للمؤمن له أو من حيل حمله عند حتقق اخلطر املؤمن منه‪ .‬غري‬
‫أنه قد يتسبب الغري بفعله يف حتقق هذا اخلطر وتنفيذ املؤمن اللتزامه‪ ،‬فهل هذا خيوله حق الرجوع على الفاعل مببلغ التأمني الذي‬
‫وىف به للمؤمن له ؟‪.‬‬
‫بيد أن اإلجابة على هذا التساؤل يتطلب التفرقة بني نوعى التأمني (األشخاص واألضرار) ‪.‬‬
‫‪ -2‬التأمين على األشخاص‬
‫نعلم أن هذا النوع من التأمني هو الذي يكون املؤمن عليه فيه هو اإلنسان‪ ،‬وأنه ليس ذا صفة تعويضية‪ .‬مبعىن أن املؤمن يلتزم‬
‫بدفع مبلغ التأمني لصاحب احلق فيه عند حتقق اخلطر املؤمن منه بغض الطرف عن حتقق ضرر أم عدم حتققه أو أن مبلغ التأمني‬
‫يتعادل مع الضرر الذي حلق املؤمن له أم ينقص عنه أو يتجاوزه‪ ،‬فكل ذلك العتبار له يف هذا النوع من التأمني‪.‬‬
‫ومن مث فإنه جيوز للمؤمن له اجلمع بني مبلغ التأمني من املؤمن بسبب حتقق اخلطر املؤمن منه ‪ -‬طبقا ألحكام عقد التأمني ‪ -‬وبني‬
‫التعويض من الغري فاعل الضرر الناجم عن حتقق اخلطر املؤمن منه – طبقاً ألحكام املسئولية التقصريية ‪ .-‬فمثالً لو أن شخص‬
‫أمن على حياته حلال الوفاة وتسبب الغري بفعله يف وفاته‪ ،‬فإن املستفيد من هذا التأمني يستحق من املؤمن مبلغ التأمني ‪ -‬مبوجب‬
‫عقد التأمني – وله كذلك احلق يف مطالبة املتسبب يف الوفاة (فاعل الضرر) بالتعويض مىت كان قد حلقه ضرر من ذلك‪.‬‬
‫وبناء على ذلك فإن هذا النوع من التأمني ال خيول املؤمن احلق يف الرجوع على الغري فاعل الضرر‪ ،‬الذي تسبب بفعله ىف حتقق‬
‫اخلطر املؤمن منه‪ ،‬ملطالبته مببلغ التأمني الذي وىف به إىل املؤمن له تنفيذاً اللتزامه الناشئ عن عقد ‪.‬‬

‫]‪[79‬‬
‫‪ -1‬التأمين من األضرار‬
‫نعلم أن هذا النوع من التأمني‪ ،‬على خالف التأمني من األشخاص‪ ،‬هو الذي يكون اخلطر املؤمن منه أمراً يتعلق مبال املؤمن له ال‬
‫بشخصه‪ .‬وأن هلذا النوع صفة تعويضية‪ ،‬مبعىن أن قيمة التعويض تقدر بقدر الضرر شريطة أال يتجاوز مبلغ التأمني احملدد يف عقد‬
‫التأمني (أي بأقل القيمتني مبلغ التأمني أو مقدار الضرر) ‪.‬‬
‫ومن مث فإنه ال جيوز للمؤمن له اجلمع بني التعويض الذي حيصل عليه من املؤمن بسبب حتقق اخلطر املؤمن منه – طبقاً ألحكام‬
‫عقد التأمني ‪ -‬وبني مطالبة الغري بالتعويض لتسبب فعله يف الضرر الذي حلقه من حتقق هذا اخلطر – وفقاً ألحكام املسئولية‬
‫التقصريية‪ ،‬لتعارض ذلك مع الصفة التعويضية اليت يتصف هبا هذا النوع من التأمني‪ .‬فمثالً لو أن شخص أمن على منزله ضد‬
‫احلريق وتسبب الغري يف حريقه‪ ،‬فإذا حصل على تعويض الضرر من املؤمن ال جيوز له مطالبة الغري بتعويض عن ذات الضرر الذي‬
‫عوضه عنه املؤمن‪.‬‬
‫وبناء على ذلك فإنه جيوز للمؤمن يف ظل هذا النوع من التأمني ‪ -‬وعلى عكس التأمني على األشخاص – الرجوع على‬
‫الغري‪ ،‬الذي تسبب بفعله اخلاطئ ىف حتقق اخلطر املؤمن منه وتنفيذ التزامه بدفع التعويض للمؤمن له‪ ،‬ومطالبته بقيمة التعويض‬
‫الذي وىف به للمؤمن له جرباً للضرر الذي حلق به من جراء حتقق هذا اخلطر‪.‬‬
‫*الطبيعة القانونية لحق المؤمن في الرجوع على الغير مسبب الضرر‬
‫ال غرو أن حيدث خالف فقهي حول حتديد الطبيعة القانونية حلق املؤمن يف الرجوع على املتسبب بفعله اخلطأ يف حتقق اخلطر‬
‫املؤمن منه‪.‬‬
‫ونستعرض فيما هو آت من نقاط اآلراء الفقهية حول طبيعة حق املؤمن ىف الرجوع على الغري فاعل الضرر‪.‬‬
‫‪ -‬الضرر هو أساس حق المؤمن في الرجوع على الغير‬
‫ذهب رأى إىل أن طبيعة هذا احلق تكمن في الضرر الذي حلق باملؤمن من تنفيذ التزامه بدفع مبلغ التأمني للمؤمن له بسبب‬
‫الفعل اخلاطئ من الغري‪ ،‬ويتم الرجوع على الغري مبوجب أحكام املسئولية التقصريية‪.‬‬
‫غري أن هذا الرأي مل يصل إىل اهلدف الذي صوب عليه‪ ،‬ألن املؤمن يوىف مببلغ التأمني وفاءً منه اللتزامه الناشئ عن عقد التأمني‪،‬‬
‫ومن غري املقبول اعتبار أن الوفاء بااللتزام نوعاً من الضرر املوجب للتعويض‪.‬‬
‫‪ -‬دعوى الحلول هي أساس حق المؤمن في الرجوع على الغير‬
‫ذهب رأى آخر إىل أن املؤمن يرجع على الغري فاعل الضرر مبوجب دعوى الحلول – طبقاً للقواعد العامة ‪ .‬ألن وفاء األول مببلغ‬
‫التأمني للمؤمن له يعد مبثابة وفاءً بدين يف ذمة الغري (املسئول)‪.‬‬
‫غري أن هذا الرأي مل يصب كبد احلقيقة ألن املؤمن يوىف بالتزامه الناجم عن عقد التأمني ال يوف بالتزام غريه حىت خيول احلق ىف‬
‫احللول حمل الدائن (املؤمن له) ىف مطالبة املدين (املسئول) بقيمة الوفاء‪.‬‬
‫‪ -‬حوالة الحق هي أساس حق المؤمن في الرجوع على الغير‬
‫ذهب رأى إىل أن احلق يف الرجوع هو مبثابة حوالة الحق ‪ .‬إال أن ذلك يتطلب قيام املؤمن له (الدائن) حبوالة حقه إىل املؤمن‪،‬‬
‫سواء أكان ذلك يف عقد التأمني أم كان باتفاق الحق‪ .‬وهذا احلوالة ال تكون نافذة قبل املدين أو قبل الغري إال إذا قبلها املدين‬
‫(املسئول) أو أعلن هبا‪.‬‬
‫‪ -‬الحلول القانوني هي أساس حق المؤمن في الرجوع على الغير‬
‫إن املشرع قد حسم اخلالف الفقهي – حول طبيعة حق املؤمن يف الرجوع ‪ -‬بالنسبة للتأمني ضد احلريق حيث أنه خول املؤمن‬
‫احلق يف احللول القانوين حمل املؤمن له (الدائن) يف مطالبة املسئول (املدين) بقيمة التعويض الذي وىف به تنفيذاً اللتزامه الناشئ عن‬

‫]‪[80‬‬
‫عقد التأمني‪ .‬شريطة أال يكون فاعل الضرر صهراً أو قريباً للمؤمن له ممن يكونون معه يف معيشة واحدة أو يكون شخصاً يسأل‬
‫عنه املؤمن له‪ ،‬فهؤالء مل خيوله القانون احلق يف الرجوع عليهم ومطالبتهم بقيمة التعويض الذي وىف به للمؤمن له‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬انقضاء عقد التأمين‬
‫عرفنا أن عقد التأمني من العقود الزمنية اليت يشكل الزمن عنصراً جوهرياً فيها‪ ،‬ألن حجم التزامات أطرافها يتحدد مبوجبه‪ .‬وبناء‬
‫على ذلك فانتهاء املدة هو الطريق الطبيعي النقضاء التأمني‪ .‬ومع ذلك قد ينتهي عقد التأمني قبل حلول أجله بالفسخ لإلخالل‬
‫بالتزاماته واالنفساخ هلالك الشئ املؤمن عليه وزوال العقد بعد مدة معينة باإلرادة املنفردة ألحد طرفيه‪ .‬ولتقادم الدعاوى الناشئة‬
‫عن عقد التأمني أثر على تنفيذ التزاماته‪.‬‬
‫ونتناول دراسة هذا املوضوع من خالل احلديث عن انقضاء مدة التأمني وتقادم الدعاوى الناشئة عن عقد التأمني‪ ،‬وحنيل أمر‬
‫دراسة أحكام الفسخ واالنفساخ إىل القواعد العامة‪ ،‬وذلك من خالل ما يلي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬أحكام انقضاء مدة التأمين‬
‫ال شك أن مدة التأمني من املسائل اجلوهرية يف عقد التأمني اليت جيب أن تكون حمل تراضى من أطرافه وأن تكون من البيانات‬
‫اجلوهرية اليت تشتمل عليها وثيقة التأمني وأن تكون مكتوبة بشكل ظاهر وواضح‪.‬‬
‫وبناء على ذلك فإنه جيوز ألطراف العقد أن حيددوا مدة التأمني اليت ينقضي العقد بانتهائها‪ ،‬وال حيد من حريتهم ىف ذلك إال ما‬
‫جرى عليه العرف التأميين من أنه إذا زادت املدة اليت حددت يف العقد عن مخس سنوات‪ ،‬جاز لكل من طريف العقد إهناءه‬
‫بانقضاء مخس سنوات‪ .‬وما نص عليه القانون ‪ -‬ىف شأن التأمني على احلياة – من جواز حتلل املؤمن له من التزاماته يف أي وقت‬
‫بأخطار كتايب يرسله إىل املؤمن ‪.‬‬
‫فينقضي العقد بانتهاء مدة التأمني احملددة يف وثيقته أو اليت حددها العرف التأميين‪.‬‬
‫غري أن عقد التأمني على احلياة يستقل حبكم خاص وهو جواز حتلل املؤمن له من التزاماته بإرادته املنفرة شريطة أن خيطر املؤمن‬
‫بذلك بكتاب‪.‬‬
‫غري أن عقد التأمني قد ينقضي قبل انتهاء مدته وقد ميتد بعد انتهاء هذه املدة‪ .‬ونتناول بيان ذلك من خالل املطالب التالية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬فسخ عقد التأمين باإلرادة المنفردة‬
‫نوهنا – آنفاً – إىل أن عقد التأمني ينقضي بانتهاء مدته املنصوص عليها يف وثيقته‪ .‬ومع ذلك فقد درج العرف التأميين على جواز‬
‫استقالل إرادة أحد الطرفني بفسخ العقد‪ ،‬فيما عدا التأمني على احلياة‪ ،‬قبل انتهاء هذه املدة مبضي مخس سنوات مىت كانت مدته‬
‫املتفق عليها جتاوز مخس سنوات‪.‬‬
‫* شروط فسخ عقد التأمين باإلرادة المنفردة‬
‫إذا كان العرف التأميين قد أطرد على ختويل كل طرف يف عقد التأمني بفسخه بإرادته املنفردة‪ ،‬إال أن هذا احلكم ليس على إطالقه‬
‫بل جيب أن تتوافر فيه الشروط التالية ‪:‬‬
‫الشرط األول – أن تكون مدة التأمين أكثر من خمس سنوات ‪:‬‬
‫يشرتط‪ ،‬إلهناء عقد التأمني باإلرادة املنفردة ألحد طرفيه‪ ،‬أن تكون مدة التأمني املنصوص عليها ىف الوثيقة جتاوز اخلمس سنوات‪.‬‬
‫الشرط الثاني – أال يكون التأمين تأميناً على الحياة أو لتكوين األموال ‪:‬‬
‫يلزم‪ ،‬فوق كون املدة االتفاقية جتاوز اخلمس سنوات‪ ،‬أال يكون عقد التأمني من قبيل التأمني على احلياة أو لتكوين األموال‪ ،‬ألن‬
‫مدة التأمني بطبيعتها يف احلالني طويلة ويغلب أن تزيد على مخس سنوات فضالً عن أن املؤمن له يف التأمني على احلياة يستطيع‬
‫التحلل من التزاماته يف أي وقت شاء ‪ .‬فما عدا ذلك جيوز ألي طرف أن ينهى عقد التأمني بإرادته املنفردة‪.‬‬

‫]‪[81‬‬
‫الشرط الثالث – إخطار الطرف اآلخر بكتاب موصى عليه بعلم وصول‪:‬‬
‫جيب‪ ،‬فوق جتاوز املدة مخس سنوات وأال يكون تأميناً على احلياة أو لتكوين األموال‪ ،‬أن يقوم الطرف‪ ،‬الذى يرغب ىف إهناء عقد‬
‫التأمني بإرادته املنفردة‪ ،‬بإخطار الطرف اآلخر بعزمه على ذلك بكتاب موصى عليه مصحوب بعلم الوصول‪.‬‬
‫الشرط الرابع – أال يقع الفسخ قبل انقضاء ستة أشهر من تاريخ اإلخطار ‪:‬‬
‫وأخرياً جيب أال يقع الفسخ قبل انقضاء ستة أشهر من تاريخ اإلخطار بالكتاب املوصى عليه واملصحوب بعلم وصول‪.‬‬
‫* األثر المترتب على فسخ عقد التأمين باإلرادة المنفردة‬
‫مىت توافر يف الفسخ باإلرادة املنفردة الشروط – آنفة البيان – فقد ترتب عليه أثره بفسخ عقد التأمني وحتلل كل طرف جيب عليه‬
‫للطرف اآلخر بانقضاء ستة أشهر من تاريخ إخطار الطرف اآلخر برغبته يف فسخ العقد‪ .‬فمثالً لو كان تاريخ اإلخطار هو األول‬
‫من شهر يناير فإن الفسخ ال يقع إال اعتباراً من األول من شهر يوليو‪.‬‬
‫ب‪ -‬امتداد عقد التأمين بعد انقضاء مدته‬
‫ال غرو أن يكون عقد التأمني قابالً للتمديد ألنه من العقود الزمنية اليت جيرى يف شأهنا التمديد والتجديد الضمين الرتباطها بالزمن‬
‫الذي يعد عنصراً جوهرياً فيها‪ .‬وإن كانت الغاية من التمديد والتجديد واحدة إال أنه يوجد فارق بينهما على النحو التايل ‪:‬‬
‫‪-‬التمديد ‪ :‬جيب النص عليه صراحة يف العقد وال يتم إال مبوجب هذا النص‪ .‬وهذا ما جيرى بالنسبة لعقد التأمني من األضرار‪.‬‬
‫‪-‬التجديد ‪ :‬يتم دون احلاجة للنص الصريح بل يتم مبجرد استمرار األطراف يف الوفاء بالتزاماهتم الناشئة عن العقد بعد انقضاء‬
‫األجل احملدد اتفاقاً يف العقـد‪ .‬وهذا الذي جيرى عليه العمل يف شأن عقد اإلجيار ‪.‬‬
‫ولقد اطرد العرف – يف سوق التأمني – على أنه جيوز مبوجب شرط مدون يف وثيقة التأمني بشكل ظاهر االتفاق على امتداد‬
‫العقد من تلقاء نفسه سنة فسنة‪.‬‬
‫* شروط امتداد عقد التأمين بعد انقضاء مدته‬
‫(‪)1‬‬
‫‪:‬‬ ‫جيب ‪ ،‬المتداد عقد التأمني بعد انتهاء مدته‪ ،‬أن تتوافر فيه الشروط اآلتية‬
‫الشرط األول – أن يكون العقد تأميناً من األضرار ‪:‬‬
‫يشرتط‪ ،‬المتداد العقد من تلقاء نفسه‪ ،‬أن يكون حمله التأمني من األضرار‪ ،‬أي أن يكون املؤمن عليه يتعلق مبال املؤمن له وليس‬
‫بشخصه‪ .‬أما إذا كان حمل العقد تأمني على األشخاص‪ ،‬وال سيما التأمني على احلياة‪ ،‬فال يسرى يف شأنه مثل هذا التمديد ألن‬
‫انقضاءه مرتبط بتحقق اخلطر املؤمن منه أكثر من ارتباطه مبدة معينة‪ ،‬فإذا حتقق هذا اخلطر فال يكون هناك حاجة لتمديده‪.‬‬
‫الشرط الثاني – أن يدرج التمديد الحولي في الوثيقة في شكل شرط اتفاقي صريح وظاهر ‪:‬‬
‫جيب‪ ،‬فوق كون حمل العقد التأمني من األضرار‪ ،‬أن يكون النص على التمديد احلويل للعقد بعد انقضاء مدته قد ورد يف وثيقة‬
‫التأمني يف شكل شرط اتفاقي صريح وظاهر‪ .‬أما إذ مل يكن الشرط قد ورد صرحياً وظاهراً يف هذه الوثيقة أو حتفظ عليه أحد‬
‫األطراف‪ ،‬فإن العقد ال ميتد به‪.‬‬
‫ولقد ورد يف املادة التاسعة من مشروع احلكومة النص على بطالن كل اتفاق على متديد العقد ملدة تزيد على سنة‪ .‬وإن كان هذا‬
‫املشروع مل ير النور يف صورة قانون حىت تارخيه‪ ،‬إال أن ذلك ال حيول دون النظر فيما يقرره حيث أن واضع هذا النص قد بالغ فيه‬
‫عندما قضى ببطالن كل اتفاق على زيادة التمديد عن مدة سنة‪ ،‬يف حني أنه كان األوىل به أن ينص على بطالن الزيادة ال بطالن‬
‫االتفاق بأكمله‪.‬‬

‫‪ -7‬د‪ /‬عبد الرزاق أمحد السنهورى‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.7951‬‬


‫]‪[82‬‬
‫الشرط الثالث – انقضاء المدة األصلية المحددة في العقد ‪:‬‬
‫يلزم‪ ،‬إىل جانب الشرطني السابقني‪ ،‬أن يكون العقد – يف األصل ‪ -‬حمدد املدة وأن تكون هذه املدة قد انقضت‪ .‬ألن ال متديد‬
‫لعقد غري حمدد املدة وال لعقد مل تنقضي مدته األصلية‪.‬‬
‫الشرط الرابع – أال يعلن المؤمن له معارضته للتمديد قبل انقضاء المدة األصلية بثالثين يوماً ‪:‬‬
‫أخرياً‪ ،‬يلزم‪ ،‬لتمديد العقد سنة فسنة‪ ،‬أال خيطر املؤمن له املؤمن بعدم رغبته ىف التمديد قبل انقضاء املدة األصلية احملددة ىف وثيقة‬
‫التأمني بثالثني يوماً‪ .‬أما إذا أعلن املؤمن له عن معارضته لذلك ىف الوقت احملدد له‪ ،‬فال يتم متديد العقد‪.‬‬
‫ولقد درج العرف يف سوق التأمني على أن يكون إخطار معارضة التمديد ىف شكل كتاب موصى عليه مصحوب بعلم وصول‪.‬‬
‫* األثر المترتب على امتداد عقد التأمين بعد انقضاء مدته ‪.‬‬
‫مىت توافرت يف التمديد الشروط – آنفة البيان – فإن األثر املرتتب على ذلك هو امتداد عقد التأمني األصلي الذي انقضت مدته‬
‫إىل مدة سنة تالية‪ .‬مبعىن أن يعد مبثابة استمراراً هلذا العقد بشروطه املتفق عليها ال إبراماً لعقد جديد‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تقادم الدعاوى الناشئة عن التأمين‬
‫التقادم – يف معناه العام – هو مبثابة مضى فرتة زمنية حيددها القانون على أمر ما يرتتب عليه فقدان صاحب احلق احلماية‬
‫القانونية حلقه‪ ،‬وتوفر هذه احلماية للحقوق يتم بواسطة مباشرة الدعاوى القضائية‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الذي قضى‬ ‫ولقد حدد القانون أجل التقادم للدعاوى الناشئة عن عقد التأمني يف حكم املادة ‪ 27‬من قانون التأمينات‬
‫بتقادمها مبضي ثالث سنوات من وقت حدوث الواقعة‪.‬‬
‫ونتناول ذكر الدعاوى اليت تعد ناشئة عن عقد التأمني والدعاوى اليت ال تعد كذلك‪ .‬وذلك من خالل املطالب التالية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الدعاوى الناشئة عن عقد التأمين‬
‫بادئ ذي بدء نشري إىل أن التقادم الثالثي (ثالث سنوات من تاريخ حدوث الواقعة اليت تولدت عنها الدعوى) يسرى على‬
‫الدعاوى أياً كان املؤمن سواء أكان شركة أم كان مجعية تبادلية‪ .‬ويشمل الدعاوى املتعلقة باملؤمن أو باملؤمن له‪.‬‬
‫‪ -2‬دعاوى المؤمن الناشئة عن عقد التأمين‬
‫نعلم أن عقد التأمني تتعلق به أحكام ويرتب التزامات على عاتق طرفيه وأي إخالل هبذه االلتزامات أو بتلك األحكام من جانب‬
‫املؤمن له خيول املؤمن مباشرة الدعوى القضائية يف مواجهته‪ .‬ومن هذه الدعاوى ما يأيت ‪:‬‬
‫‪ -‬دعاوى املطالبة باألقساط املستحقة على املؤمن له‪.‬‬
‫‪ -‬دعاوى البطالن‪ ،‬إذا أورث خلالً يف أحد أركانه‪ ،‬أو اإلبطال لتوافر أحد عيوب اإلرادة‪.‬‬
‫‪ -‬دعاوى الفسخ إلخالل املؤمن له بأحد التزاماته الناشئة عن العقد أو لعقد التأمني اليت تزيد مدته عن مخس سنوات‪.‬‬
‫‪ -1‬دعاوى المؤمن له الناشئة عن عقد التأمين‬
‫ال شك أن للمؤمن له احلق يف مباشرة دعوى قضائية يف مواجهة املؤمن‪ ،‬إذا وقع خلل بأحكام العقد أو أخل األخري بأي التزام‬
‫ناشئ عن عقد التأمني‪ ،‬ومن أهم هذه الدعاوى ما يأيت ‪:‬‬
‫‪-‬دعاوى املطالبة مببلغ التأمني أو قيمة التعويض عن الضرر الذي حلق به من حتقق اخلطر املؤمن منه‪.‬‬
‫‪-‬دعاوى البطالن‪ ،‬إذا أورث خلالً يف أحد أركانه‪ ،‬أو اإلبطال لنقص األهلية أو توافر أحد عيوب اإلرادة‪.‬‬
‫‪-‬دعاوى الفسخ إلخالل املؤمن بأحد التزاماته الناشئة عن العقد أو لعقد التأمني اليت تزيد مدته عن مخس سنوات‪.‬‬

‫‪ - 1‬تنص الفقرة األوىل من املادة ‪ 27‬من قانون التأمينات على أنه " ‪ -7‬حيدد أجل تقادم مجيع دعاوى املؤمن له او املؤمن الناشئة عن عقد التأمني‬
‫بثالث (‪ )9‬سنوات ابتداء من تاريخ احلادث الذي نشأت عنه‪".‬‬

‫]‪[83‬‬
‫ب‪ -‬الدعاوى التي ال تنشأ عن عقد التأمين‬
‫قد تنشأ دعاوى تتعلق بالتأمني ‪ ،‬لكن ال يسرى يف شأهنا التقادم الثالثي إال إذا كانت صادرة من طرف يف عقد التأمني ضد‬
‫اآلخر‪ .‬أما إذا كانت الدعاوى صادرة من الغري على أحد األطراف أو من أحد األطراف ضد الغري‪ ،‬فإن مثل هذه الدعاوى يسرى‬
‫يف شأهنا القواعد العامة يف التقادم وليس التقادم الثالثي اخلاص بعقد التأمني‪ ،‬ومن هذه الدعاوى ما يأيت ‪:‬‬
‫‪ -‬دعوى املسئولية اليت يرفعها املضرور للمطالبة بالتعويض سواء أكانت دعوى مباشرة ضد املسئول (املؤمن له) الذي أمن من هذه‬
‫املسئولية‪ ،‬أم كانت دعوى غري مباشرة ضد املؤمن اليت يستعمل فيها الدائن (املضرور) حقوق مدينه (املسئول)‪.‬‬
‫‪ -‬الدعوى املباشرة اليت يرفعها املضرور ضد املؤمن ملطالبة بالتعويض لتحقق مسئولية املؤمن له اليت أمن منها (التأمني من‬
‫املسئولية) ‪ ،‬سواء أكان يستند فيها إىل القانون مباشرة كالتأمني من حوادث السيارات أم كان يستند إىل تعينه يف عقد التأمني‬
‫مستفيداً (االشرتاط ملصلحة الغري)‪.‬‬
‫‪ -‬دعوى املؤمن له ضد املسئول عن حتقق اخلطر املؤمن منه ‪ -‬يف التأمني على األشخاص ‪ -‬فمثالً لو أمن شخص ضد‬
‫اإلصابات اجلسدية وتسبب آخر يف حدوث هذه اإلصابات‪ ،‬فيصبح من حق هذا الشخص (املؤمن له) مباشرة دعوى املسئولية‬
‫ضد اآلخر (املسئول) ملطالبته بالتعويض‪.‬‬
‫‪ -‬دعوى احللول القانوين للمؤمن حمل املؤمن له يف الرجوع على املسئول عن حتقق اخلطر املؤمن منه ‪ -‬يف التأمني على األشياء –‬
‫(‪.)1‬‬

‫‪ -‬دعوى صاحب التأمني العيين ضد املؤمن مبا له من حق على مبلغ التأمني ‪ ،‬ألن مبلغ التأمني حيل حمل الشيء الذي يرد عليه‬
‫حق الرهن أو حق االمتياز … اخل (‪.)2‬‬
‫ج‪ -‬بطالن االتفاق على تعديل أجل التقادم لمصلحة المؤمن‬
‫األصل أنه ال جيوز االتفاق على النزول عن التقادم قبل ثبوت احلق فيه وال على مدة ختتلف عن اليت عينها القانون ‪ ،‬إال أنه‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫جيوز النزول عنه بعد ثبوت احلق فيه‬
‫غري أن أحكام التقادم اخلاص بالتأمني بعد أن أقرت ذاك األصل أوردت استثناءً مفاده جواز االتفاق على تعديل هذه األحكام‬
‫مىت كان ذلك حيقق مصلحة املؤمن له أو املستفيد‪ .‬مبعىن أن االتفاق على ما خيالف تلك األحكام يقع باطالً إذا كان ملصلحة‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫املؤمن ‪ ،‬ويصح إذا كان ملصلحة املؤمن له أو املستفيد‬

‫‪ -7‬تنص الفقرة األوىل من املادة ‪ 98‬من قانون التأمينات اجلزائري على أنه " حيل املؤمن حمل املؤمن له ‪ ،‬يف احلقوق و الدعاوى جتاه الغري املسؤولني ‪،‬‬
‫يف حدود التعويض املدفوع له ‪ ،‬وجيب أن يستفيد أوليا املؤمن له من أية دعوى رجوع حىت استيفائه التعويض الكلي حسب املسؤوليات املرتتبة "‪.‬‬
‫‪ -7‬تنص املادة ‪ 91‬من قانون التأمينات اجلزائري على أنه " إذا وقع حادث يف اجال تأمينات األموال ‪ ،‬حيصل الدائنون املمتازون او املرهتنون تبعا‬
‫لرتبهم وطبقا للتشريع الساري على التعويضات املستحقة ‪.‬‬
‫غري أن املدفوعات املقدمة عن حسن نية قبل تبليغ املؤمن بالدين االمتيازي أو الرهين تكون مربئة " ‪.‬‬
‫‪ -9‬تنص املادة ‪ 322‬مدين على أنه " ال جيوز التنازل عن التقادم قبل ثبوت احلق فيه ‪ ،‬كما ال جيوز االتفاق على أن يتم التقادم يف مدة ختتلف عن‬
‫املدة اليت عينها القانون‪.‬‬
‫وإمنا جيوز لكل شخص ميلك التصرف يف حقوقه أن يتنازل ولو ضمنا عن التقادم بعد ثبوت احلق فيه ‪ ،‬غري أن هذا التنازل ال ينفذ يف حق الدائنني إذا‬
‫صدر إضراراً هبم"‪.‬‬
‫‪ - 4‬تنص املادة ‪ 175‬مدين على أنه " يكون باطالً كل اتفاق خيالف النصوص الواردة يف هذا الفصل‪ ،‬إال أن يكون ذلك ملصلحة املؤمن له أو‬
‫ملصلحة املستفيد "‪.‬‬
‫]‪[84‬‬
‫ففي تقديرنا أن النص األول ميثل حكماً عاماً والنص الثاين ميثل حكماً خاصاً والقاعدة تقضى بأن اخلاص يقيد العام فيما تعارض‬
‫معه ‪ ،‬باإلضافة إىل أن مصدر النصان هو املشرع الذي له املغايرة بني األحكام وفقاً ملقتضيات املصلحة املراد محايتهـا‪.‬‬
‫د‪ -‬بدء سريان تقادم الدعاوى الناشئة عن عقد التأمين‬
‫يسرى التقادم الثالثي للدعاوى الناشئة عن عقد التأمني اعتباراً من الوقت اليت حدثت فيه الواقعة اليت تولدت عنها الدعوى ‪،‬‬
‫فمثالً دعوى مطالبة املؤمن له للمؤمن مببلغ التأمني ‪ ،‬لتحقق اخلطر املؤمن منه ‪ ،‬تتقادم بثالث سنوات تبدأ من وقت حتقق هذا‬
‫اخلطر‪ .‬ودعوى مطالبة املؤمن للمؤمن له بالقسط املستحق تتقادم بثالث سنوات من وقت حلول أجل الوفاء بالقسط‪.‬‬
‫غري أنه توجد حاالت يبدأ فيهما سريان التقادم يف وقت غري وقت حدوث الواقعة اليت تولدت عنها الدعوى‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫األولى – وقت علم المؤمن حبقيقة ما أخفاه طالب التأمني من بيانات متعلقة باخلطر املؤمن منه أو ما قدمه من بيانات غري‬
‫صحيحة أو غري دقيقة عن هذا اخلطر‪ .‬فيبدأ سريان التقادم الثالثي من هذا الوقت وليس من وقت حدوث الواقعة اليت تولدت‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫عنها الدعوى‬
‫الثانية – وقت علم المعنيين بوقوع الخطر المؤمن منه‪ .‬فالتقادم يبدأ من هذا الوقت وليس من وقت حدوث الواقعة اليت‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫تولدت عنها الدعوى‬
‫الثالثة – وقت رفع الغير دعواه إلى المحكمة ضد المؤمن له أو من يوم الحصول على التعويض منه ‪ .‬فالتقادم الثالثي يبدأ‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬ ‫من هذا الوقت وليس من وقت حدوث الواقعة اليت تولدت عنها الدعوى‬
‫ثالثا ‪ :‬االختصاص القضائي في مجال المنازعات الناشئة عن عقد التأمين‬
‫خيتص القضاء ابتدائيا وهنائيا حسب خمتلف درجاته بالنظر يف دعاوى التأمني سواء تلك الناشئة عن العقـد ‪ .‬أو غري الناشئة عنه‬
‫وينبغي التمييز وفقا ألحكام قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية واألمر املتعلق بالتأمينات بني االختصاص النوعي واالختصاص‬
‫احمللي أو اإلقليمي ‪.‬‬
‫أ‪ -‬االختصاص النوعي لدعاوى التأمين‬
‫إن األمر املتعلق بالتأمينات مل يضع قواعد تتعلق باالختصاص النوعي لذا يتعني الرجوع إىل القواعد العامة الواردة يف قانون‬
‫اإلجراءات املدنية واإلدارية مبقتضى املواد من ‪ 97‬و ‪ 99‬منه ‪ ،‬وهذا لتحديد اجلهة املختصة للنظر يف النزاعات املتعلقة بعقد‬
‫التأمني ويتحدد االختصاص النوعي بالنسبة لدعاوى التأمني إما على أساس الطبيعة القانونية للعقد يف حد ذاته أو على أساس‬
‫طبيعة الفعل املتسبب يف الضرر ‪.‬‬

‫‪ - 1‬ينص البند {أ} من الفقرة الثانية للمادة ‪ 71‬قانون تأمينات على أنه ‪ -7 " :‬غري أن هذا األجل ال يسري ‪( :‬أ) يف حالة كتمان أو تصريح‬
‫كاذب او غري صحيح بشان اخلطر املؤمن عليه ‪ ،‬اال ابتداء من يوم علم املؤمن به "‪.‬‬
‫‪ - 2‬ينص البند {ب} من الفقرة الثانية للمادة ‪ 71‬قانون تأمينات على أنه ‪ -7 " :‬غري أن هذا األجل ال يسري ‪( :‬ب) يف حالة وقوع احلادث ‪ ،‬من‬
‫يوم علم املعنيني بوقوعه‪.‬‬
‫‪ -3‬ينص البند {جـ} من الفقرة الثانية للمادة ‪ 71‬قانون تأمينات على أنه ‪ -7 " :‬غري أن هذا األجل ال يسري ‪( :‬جـ) وإذا كانت دعوى املؤمن له‬
‫على املؤمن ناجتة عن دعوى رجوع من قبل الغري ‪ ،‬ال يسري التقادم اال ابتداء من اليوم الذي يرفع فيه الغرب دعواه إىل احملكمة ضد املؤمن له أو من‬
‫احلصول على التعويض منه "‪.‬‬

‫]‪[85‬‬
‫وختضع العقود حسب طبيعتها للقضاء العادي إما القسم املدين باحملكمة والغرفة املدنية باجملالس القضائية إذا كان العقد ذو‬
‫طبيعة مدنية ‪ ،‬وإما القسم التجاري باحملكمة والغرفة التجارية باجملالس القضائية إذا كانت طبيعة العقد جتارية ‪ ،‬ومثاله إذا اختذت‬
‫شركة التأمني شكل شركة ذات أسهم كانت شركة جتارية وكان عقد التأمني بالنسبة إليها عقدا جتاريا ‪ ،‬أما إذا كانت شركة التأمني‬
‫شركة ذات شكل تعاضدي أو كانت شركة تعاضدية اعتربت شركة مدنية وكان عقد التأمني بالنسبة إليها عقدا مدنيا‪.‬‬
‫أما بالنسبة ملكتتب التأمني وهو الطرف الثاين يف العقد فيمكن أن يكون شخصا طبيعيا كما ميكن أن يكون شخصا معنويا ‪،‬‬
‫ويف كال احلالتني ميكن أن يكون مدنيا فيكون العقد بالنسبة إليه عقدا مدنيا وميكن أن يكون تاجرا فيكون العقد بالنسبة إليه جتاريا‬
‫وتبعا لذلك إذا كان عقد التأمني مدنيا بالنسبة لطرفيه يف حالة ما إذا أبرم بني شخص طبيعي مدين وشركة تأمني ذات الشكـل‬
‫التعاضدي كانت احملكمة املدنية هيب املختصة بالنظر يف الدعوى ‪ ،‬وإذا كان عقد التأمني جتاريا بالنسبة لطرفيه كما لو أبرم بـني‬
‫تاجر وشركة تأمني اختذت شكل شركة املسامهة كانت احملكمة التجارية هي املختصة بنظر الدعوى ‪ ،‬أما إذا كان عقد التأمني‬
‫مدنيا بالنسبة ألحد طرفيه وجتاريا بالنسبة للطرف اآلخر كما لو أبرم العقد بني شركة تأمني جتارية وشخص مدين فإن احملكمة‬
‫املختصة تتحدد حبسب صفة املدعى عليه فإذا كان هذا األخري تاجرا كانت احملكمة املختصة هي احملكمة التجارية ‪ ،‬كما لو كان‬
‫املدعى عليه شركة مسامهة رفع عليها املؤمن له وهو مدين دعوى بدفع مبلغ التأمني أمام الفرع التجاري باحملكمة أو كما لو كان‬
‫املدعى عليه مؤمنا له تاجرا ورفعت عليه شركة التأمني ذات الشكل التعاضدي دعوى لدفع االشرتاكات ‪ ،‬وإذا كان املدعى عليه‬
‫مدنيا كانت احملكمة املختصة هي احملكمة املدنية ومثاله لو كان املؤمن شركة تأمني تعاضدية يرجع عليها املؤمن له التاجر بدفع‬
‫التعويض عند حدوث اخلطر املؤمن عليه ‪ ،‬أو كان املدعى عليه شخصا مدنيا فرتجع عليه شركة التأمني التجارية (شركة مسامهة)‬
‫بدفع األقساط ‪ ،‬وتطبق نفس هذه األحكام لو كان املدعي أو املدعى عليه مستفيدا يف عقد التأمني ‪.‬‬
‫كذلك احلال إذا تعلق األمر مبنازعة متعلقة بط لب تعويض األضرار الناجتة عن مركبة تابعة للدولة أو الوالية أو البلدية ‪ ،‬أو مؤسسة‬
‫عمومية ذات طابع إداري ‪ ،‬فيؤول االختصاص إىل احملاكم العادية وهو ما جاء يف نص املادة ‪ 817‬من قانون اإلجراءات املدنية‬
‫واإلدارية ‪ ،‬وهو ما يشكل استثناء املبدأ الذي أوردته املادة ‪ 811‬و ‪ 817‬من نفس القانون ‪ -‬والذي يقضي احملاكم اإلدارية يف‬
‫الفصل ابتدائيا حبكم قابل لالستئناف أمام اجلس الدولة ‪ -‬يف مجيع القضايا أيا كانت طبيعتها اليت تكون الدولة أو الواليات أو‬
‫إحدى املؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفا فيها وميثلها يف هذه الدعاوى الوكالة القضائية للخزينة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬االختصاص اإلقليمي لدعاوى التأمين‬
‫مل تنظم األحكام الواردة يف قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية يف املواد من ‪ 91‬إىل ‪ 11‬منه االختصاص اإلقليمي لدعاوى‬
‫التأمني اال أن املادة ‪ 71‬من األمر ‪ 11-15‬املتعلق بالتأمينات االختصاص اإلقليمي يف اجال التأمني وضعت األحكام اخلاصة‬
‫به وهذا على النحو التايل‪:‬‬
‫‪-2‬‬
‫المبدأ ‪ :‬هو اختصاص احملكمة الكائنة مبوطن املؤمن له إذ نصت ‪ " :‬يف حالة نزاع يتعلق بتحديد التعويضات املستحقة‬
‫ودفعها يتابع املدعى عليه مؤمنا كان أو مؤمنا له أمام احملكمة الكائنة مبقر سكن املؤمن له وذلك مهما كان التأمني املكتتب‬
‫……… " ‪ ،‬وما يتخلص من نص املادة هو أن مطالبة املؤمن له للمؤمن مببلغ التأمني عند حتقق اخلطر يكون يف احملكمة‬
‫الكائـن بدائرهتا موطن املؤمن له وهذا سواء تعلق األمر بتأمني على األضرار أو بتأمني على األشخاص ويطبق نفس احلكم بالنسبة‬
‫ملطالبة املؤمن للمؤمن له بدفع األقساط ‪.‬‬
‫]‪[86‬‬
‫‪-1‬‬
‫االستثناءات ‪ :‬لقد تضمنت املادة ‪ 71‬السالف ذكرها على اجموعة من االستثناءات حيث نصت عليها بالقول ‪…… " :‬‬
‫غري أنه يف اجال ‪:‬‬
‫‪ -‬العقارات يتابع املدعى عليه أمام احملكمة التابعة ملوقع العقار املؤمن عليه ‪.‬‬
‫‪ -‬املنقوالت بطبيعتها ‪ ،‬ميكن للمؤمن له أن يتابع املؤمن أمام احملكمة التابعة ملوقع األشياء املؤمن عليها ‪.‬‬
‫‪ -‬التأمني من احلوادث بكل أنواعها ميكن املؤمن له أن يتابع املؤمن أمام احملكمة التابعة للمكان الذي وقع فيه الفعل الضار "‬
‫وما يفهم من نص املادة هو استثناؤها للحاالت التالية كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -7‬الدعاوى املتعلقة بالتأمني على العقارات يعود االختصاص فيها إىل احملكمة التابعة ملوقع العقار‪.‬‬
‫‪ -7‬الدعاوى املتعلقة بالتأمني على املنقول يرجع االختصاص إىل احملكمة التابع هلا موقع األشياء املؤمن عليها ‪ ،‬وقد أوردت املادة‬
‫السافلة الذكر االستثناءين لتسهيل إجراءات املعاينة واخلربة على الشيء سواء أكان عقارا أو منقوال ‪.‬‬
‫‪ -9‬الدعاوى املتعلقة بالتأمني من احلوادث جبميع أنواعها يكون االختصاص فيها للمحكمة التابعة للمكان الذي وقع فيه الفعل‬
‫الضار وال هتم طبيعة احلادث فيستوي أن يكون حادث مرور أو حادث من نوع آخر كسقوط جسم على شخص ‪ ،‬كما يستوي‬
‫أن يصيب احلادث الشخص يف جسمه أو أن يصيب أشياء مملوكة له ‪.‬‬
‫هذا ونشري إىل أنه قد جرى العمل قبل صدور األمر ‪ 11-15‬املتعلق بالتأمينات على أن ترفع هذه الدعاوى وفقا ملا حددته‬
‫املادة ‪ 18‬يف فقرتيها األوىل واخلامسة من قانون اإلجراءات املدنية امللغى ‪.‬‬

‫القسم التاسع ‪:‬التأمين من المسئولية المدنية على حوادث السيارات وتقدير التعويض عن‬
‫األضرار‬
‫إن حوادث السري كثرية ومتنوعة وعواقبها خطرية قد تصل إىل إحداث إصابات جسمانية كالعجز الكلي أو اجلزئي عن العمل‬
‫وقد تصل إىل الوفاة كما قد تسبب يف أضرار مادية تلحق خسائر يف املمتلكات بدون قصد سابق ‪.‬‬
‫هلذا أوىل املشرع اجلزائري عناية خاصة بضحاياه من خالل إصدار األمر رقم ‪ 75/11‬املؤرخ يف ‪91‬جانفي ‪ ، 7111‬الذي نص‬
‫على إلزامية التامني على السيارات وبنظام التعويض عن األضرار ‪ ،‬املعدل واملتمم بالقانون رقم ‪ 97/88‬املؤرخ يف ‪ 71‬جويلية‬
‫‪.7188‬‬
‫ونشري هنا إىل أن إلزامية التأمني من املسؤولية املدنية على السيارات يغطي فقط األضرار اليت تسببها املركبة للغري مادية كانت أو‬
‫جسمانية ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬أساس التعويض الممنوح لضحايا حوادث المرور وفقا لألمر رقم ‪ 25/44‬المعدل والمتمم‬
‫لقد كان املشرع اجلزائري يرى أن حق التعويض يستند للخطأ كأساس لقيام املسؤولية املدنية ‪ ،‬مث غري نظريته الحقا وانتهج نظرية‬
‫أخرى بصدور اآلمر رقم ‪ 75/11‬املؤرخ يف ‪ 7111/17/91‬املتعلق بإلزامية التامني على السيارات وبنظام التعويض عن‬
‫األضرار‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬الخطأ كأساس لقيام المسؤولية المدنية ‪ :‬نصت املادة ‪ 771‬من القانون املدين اجلزائري على‪ (( :‬كل عمل أي كان‬
‫يرتكبه الشخص خبطئه ويسبب ضررا للغري يلزم من كان سببا يف حدوثه بالتعويض ‪)).‬‬
‫]‪[87‬‬
‫واخلطأ الشخصي يقوم على ركنني مادي هو االعتداء على حق مشروع ومعنوي ويقصد به اإلدراك والتمييز ‪ ،‬وال يكفي لقيام‬
‫املسؤولية أن يوجد اخلطأ بل جيب أن يرتتب عليه ضرر يلحق بأحد األشخاص ‪ ،‬إضافة إىل العالقة السببية بني اخلطأ والضرر أي‬
‫وجود عالقة مباشرة بني اخلطأ املرتكب من الشخص املسئول والضرر احلاصل ‪ .‬وتنتفي هذه العالقة بالسبب األجنيب وبالتبعية‬
‫تنتفي املسؤولية املدنية ‪.‬‬
‫مث ظهر نوع آخر من املسؤولية وهي مسؤولية حارس الشيء واليت تناوهلا املشرع اجلزائري يف نص املادة ‪ 798‬من القانون املدين ‪،‬‬
‫حيث تقوم مسؤولية حارس الشيء على أساس اخلطأ املفرتض الذي ال يقبل إثبات العكس وهو اخلطأ يف احلراسة حيث ال ميكن‬
‫للمسئول اإلفالت من املسؤولية املدنية إال بنفي عالقة السببية عن طريق إثبات السبب األجنيب وعليه يفرتض دائما خطأ سائق‬
‫املركبة املؤمنة مبوجب عقد التامني ‪ .‬وهبذا تلتزم شركة التامني بتعويض األضرار اليت تسببها املركبة للغري إذا ثبتت مسؤولية السائق أما‬
‫إذا مل تثبت فغن املتضرر يفقد التعويض ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬النظرية الحديثة ‪ :‬نظرا لكون نظرية اخلطأ كأساس للمسؤولية املدنية عن حوادث السيارات مل تستطع أن حتقق العدالة‬
‫واإلنصاف العتمادها على السلطة التقديرية للقضاء يف تقدير التعويض ‪ ،‬وتسببها يف ضياع حقوق الكثريين من ضحايا حوادث‬
‫املرور ‪ ،‬فقد ختلى عنها املشرع بصدور األمر رقم ‪ 75/11‬وذلك وفقا للمادة ‪ 18‬منه ‪.‬وعليه فاملشرع جاء بنظام جديد هو نظام‬
‫التعويض خارج اجال املسؤولية اليت تستند على اخلطأ املفرتض غري القابل إلثبات العكس هذه الفكرة وجدت أساسها يف مبدأ‬
‫الضمان حلماية الضحايا من املخاطر الكربى الناجتة عن انتشار اآلالت ‪.‬‬
‫وهبذا يكون تعويض أي ضحية ولو مل يكن من الغري يف حادث مرور مضمون قانونا يف مجيع احلاالت وحتت أي ظرف ‪ ،‬فتكون‬
‫شركة التامني مدينة بالتعويض إذا كان املتسبب يف احلادث معروف واملركبة مؤمنة ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬األشخاص الخاضعون لألمر( ‪ )25-44‬واألشخاص المستبعدون منه ‪.‬‬
‫لقد جاء األمر رقم ‪ ، 75-11‬املعدل واملتمم بالقانون رقم ‪ 97-88‬نتيجة ضرورات قانونية وحاجات مرتبطة بتنوع أوضاع‬
‫اجتماعية خمتلفة ‪ ،‬وترتب على ذلك أن يكون األمر متعلقا بعدة طوائف من األشخاص ‪ :‬طائفة خياطبها مباشرة ويقع على‬
‫عاتقها التزامات معينة ( املطلب األول ) ‪ ،‬وطائفة مستفيدة من هذه االلتزامات ( املطلب الثاين ) ‪ ،‬أما الطائفة الباقية فهي‬
‫املستبعدة ( املطلب الثالث ) ‪.‬‬
‫‪ -2‬األشخاص الملزمون بإبرام عقد التأمين‬
‫القاعدة العامة يف التامني اإلجباري من املسؤولية املدنية عن حوادث السيارات حددهتا املادة األوىل من األمر رقم ‪75-11‬‬
‫بقوهلا‪ (( :‬كل مالك مركبة ‪ ،‬ملزم باالكتتاب يف عقد تامني يغطي األضرار اليت تسببها تلك املركبة للغري وذلك قبل إطالقها للسري‬
‫))‪ .‬وعليه فإن الشخص املكلف مبوجب هذا النص هو املؤمن له ‪ ،‬وبالتايل فهو املضمون بعد االكتتاب يف التأمني اإللزامي من‬
‫املسؤولية املدنية عن حوادث السيارات ‪.‬‬
‫واملؤمن له واملكتتب واملستفيد (كل باصطالحه) يكونون شخصا واحدا هو املؤمن له نفسه‪.‬‬
‫فاملؤمن له ‪ :‬دائما هو ذلك الذي يتعرض نشاطه أو ماله أو شخصه لألخطار املضمونة بالعقد ‪.‬‬
‫أما املكتتب ‪ :‬فهو الشخص الذي يوقع ماديا وثيقة التأمني حلسابه أو حلساب الغري سواء باعتباره وكيال وكالة عامة أو خاصة ‪ ،‬أو‬
‫حىت بدون وكالة أي بصفته فضوليا وعلى هذا األساس ال جيد نفسه ملزما شخصيا بااللتزامات اليت يرتبها عقد التامني‪ ،‬ال سيما‬
‫ما يتعلق بدفع األقساط ‪.‬‬

‫]‪[88‬‬
‫بينما املستفيد يف عقد التأمني من املسؤولية عن حوادث السيارات يضمن العقد دائما آو يف اغلب األحيان إلزاما باالشرتاط ن‬
‫ليس حلساب النفس فقط وإمنا حلساب الغري وعليه يلزم املكتتب بأن يغطي قانونا مسؤوليته الشخصية أو مسؤولية كل شخص‬
‫عهد إليه بسيارته ‪.‬‬
‫حيث تنص املادة ‪ 11‬من األمر ‪ 75-11‬على ما يلي ‪ (( :‬أن إلزامية التامني جيب أن تغطي املسؤولية املدنية للمكتتب بالعقد‬
‫ومالك املركبة وكذلك مسؤولية كل شخص آلت له مبوجب إذن منهما حراسة أو قيادة تلك املركبة ‪)).....‬‬
‫فإذا كان مالك املركبة واملكتتب يف عقد التامني من املسؤولية املدنية عن حوادث السيارات طرفني مباشرين جتاه املؤمن ‪ ،‬فإن‬
‫السائق واحلارس ليس كذلك بل ينتقل إليهما الضمان الذي يرتبه عقد التامني الذي يربمه املكتتب إىل سائق السيارة أو حارسها‬
‫املأذون هلما ‪.‬‬
‫* اإلذن بالقيادة ‪ :‬ويعين أن مالك املركبة أو السيارة يكون مسئوال عن احلادث الذي تسبب فيه شخص مسح له هذا املالك‬
‫بقيادهتا إذا كانت املسؤولية اليت تنتج عن استخدامه غري مؤمن عليها ‪.‬‬
‫إذا القيادة املأذون هبا ال تشمل حتويل احلراسة ‪ ،‬وال سيما يف عالقات املتبوع بتابعه ‪ ،‬فاإلذن بالقيادة يكون تابعا للمهمة احملددة ‪،‬‬
‫وإذا خرج التابع عنها يصبح حارسا غري مأذون له ‪ .‬فالتابع ليس حارسا للسيارة بقدر ما هو خاضع للمتبوع ال يستطيع توجيهها‬
‫إال تطبيقا ألوامر متبوعه ‪ .‬وال يتحول إىل حارس إال بتجاوز حدود مهمته ‪.‬‬
‫* اإلذن بالحراسة ‪ :‬تكون هناك حراسة مأذون هبا عندما يعهد مالك املركبة باالستعمال والتوجيه والرقابة على السيارة إىل مستعري‬
‫أو مستأجر ‪ ،‬فمفهوم احلراسة إذن هو أكثر اتساعا من اإلذن بالقيادة ‪.‬‬
‫فاحلارسة املأذون هبا إذن هلا مدلول أكثر اتساعا من القيادة املأذون هبا ‪ ،‬ألهنا تسمح للحارس بنقل القيادة إىل احد الغري الذي‬
‫ميكن اعتباره كالتابع العرضي ‪.‬‬
‫‪ -1‬األشخاص المستثنون من االلتزام بالتامين اإلجباري‬
‫* أصحاب المرائب وممتهني السيارات ‪ :‬إن هؤالء األشخاص مستثنون من االلتزام بالتامني اإلجباري املنصوص عليه باملادة‬
‫األوىل من األمر رقم ‪ ، 75/11‬ليس لكوهنم غري مسئولني عن احلوادث واألضرار املسببة للغري من املركبات اليت يتوفرون عليها‬
‫مبناسبة مهنهم اخلاصة بالسيارات ‪ ،‬بل الن تأمينهم من مسؤولياهتم يف ذلك يقتضي من جهة ترخيصا إداريا ملمارسة املهنة ومن‬
‫جهة أخرى شروطا تأمينية خاصة ختتلف عن شروط التامني املنظم باألمر ‪ 75/11‬حيث نصت املادة ‪ 11‬من األمر ‪75/11‬‬
‫بالقول ‪ ...... (( :‬ما عدا أصحاب املرائب واألشخاص الذين ميارسون عادة السمسرة أو البيع أو التصليح أو الرأب أو مراقبة‬
‫حسن سري املركبات وكذلك مندوبيهم ‪ ،‬وذلك فيما يتعلق باملركبات املعهود هبا إليهم نظرا ملهامهم )) ‪.‬‬
‫* إعفاء الدولة واألشخاص العامة ‪ :‬بالرجوع إىل املادة الثانية من األمر ‪ ، 75/11‬جند أن الدولة واألشخاص املعنوية العامة‬
‫معفاة من االلتزام بالتامني املفروض باملادة األوىل من األمر ‪ ، 75/11‬اليت تنص على اآليت ‪ (( :‬إن الدولة وهي معفاة من االلتزام‬
‫بالتأمني ‪ ،‬فإنه تقع عليها التزامات املؤمن بالنسبة للمركبات اليت متلكها أو املوجودة يف حراستها )) ‪ .‬ويفسر ذلك على أساس أن‬
‫يسر الدولة أكيد وال حمل إللزامها بالتامني مثل األشخاص العاديني على مركباهتا ‪ ،‬ما دامت تستطيع يف كل األحوال تعويض‬
‫ضحايا حوادث املرور اليت تتسبب فيها مركباهتا ‪ .‬هذا مع العلم أن الدولة واألشخاص املعنوية العامة املسئولة مدنيا عن حوادث‬
‫مركباهتا جتاه األفراد العاديني إمنا تكون مسئولة بصفتها هي بدورها كشخص عاد ‪ ،‬وبالتايل فهي تكون خاضعة يف ذلك اىل‬
‫القانون العادي وليس للقانون اإلداري ‪.‬‬
‫كما ال تسري إلزامية التامني هذه على النقل بالسكك احلديدية حيث تنص املادة ‪ 19‬من األمر ‪ 75/11‬على ما يلي ‪ (( :‬ال‬
‫تسري إلزامية التأمني املنصوص عليها يف هذا األمر على النقل يف السكك احلديدية )) ‪.‬‬

‫]‪[89‬‬
‫‪ -3‬األشخاص المستفيدون من الضمان‬
‫لتحديد األشخاص املستفيدين من ضمان التأمني اإللزامي من املسؤولية املدنية عن حوادث السيارات يف اجلزائر كما حددهم‬
‫األمر رقم ‪ ، 75/11‬جيب الرجوع إىل نص املادة ‪ 18‬من هذا األمر اليت ورد فيها اآليت ‪ (( :‬كل حادث سري سبب أضرارا‬
‫جسمانية يرتتب عليه التعويض لكل ضحية أو ذوي حقوقها ‪ ،‬وان مل تكن للضحية صفة الغري جتاه الشخص املسئول مدنيا عن‬
‫احلادث ‪ ،‬ويشمل هذا التعويض كذلك املكتتب يف التأمني ومالك املركبة كما ميكن أن يشمل سائق املركبة ومسبب احلادث ضمن‬
‫الشروط املنصوص عليها يف املادة ‪79‬بعده )) ‪.‬‬
‫كما أن السائق املخطئ املتضرر من احلادث يستفيد من الضمان جزئيا بصريح نص املادة ‪ 79‬من األمر ‪ 75-11‬بقوهلا ‪ ((:‬اذا‬
‫محل سائق املركبة جزء من املسؤولية عن مجيع األخطاء ‪ ،‬ماعدا األخطاء املشار إليها يف املادة التالية ‪ ،‬فإن التعويض املمنوح له‬
‫خيفض بنسبة احلصة املعادلة للمسؤولية اليت وضعت على عاتقه ‪ ،‬إال يف حالة العجز الدائم املعادل لـ ‪ 51‬باملئة فأكثر ‪ ،‬وال يسري‬
‫هذا التخفيض على ذوي حقوقه يف حالة الوفاة ))‪.‬‬
‫وعليه ومبوجب نص املادة املذكورة آنفا ‪ ،‬جند أن قانون التأمينات اجلزائري وسع من فئة األشخاص املستحقني للتعويض ‪.‬‬
‫‪ -4‬األشخاص المستبعدون من الضمان‬
‫* السائق في حالة السكر أو متناول المحظور حيث تنص املادة ‪ 71‬من األمر ‪ 75-11‬بالقول ‪ (( :‬إذا كانت املسؤولية‬
‫الكاملة أو اجلزئية عن احلادث مسببة من القيادة يف حالة سكر أو حتت تأثري الكحول أو املخدرات أو املنومات احملظورة ‪ ،‬فال‬
‫حيق للسائق احملكوم عليه هلذا السبب ‪ ،‬املطالبة بأي تعويض وال تسري هذه األحكام على ذوي حقوقه يف حالة الوفاة ‪)).‬‬
‫* السارق وشركاؤه المساهمون معه حيث تنص املادة ‪ 71‬من األمر ‪ 75 -11‬بالقول ‪ (( :‬إذا سرقت املركبة ‪ ،‬فال ينتفع‬
‫السارق واألعوان بتاتا من التعويض ‪ ،‬وال تسري هذه األحكام على ذوي حقوقهم يف حالة الوفاة ‪ ،‬وكذلك على األشخاص‬
‫املنقولني أو ذوي حقوقهم )) ‪.‬‬
‫*ممتهنو السيارات وأصحاب المرائب وغيرهم حيث تنص املادة ‪ 11‬من األمر ‪ 75/11‬بالقول ‪...... (( :‬ما عدا أصحاب‬
‫املرائب واألشخاص الذين ميارسون عادة السمسرة أو البيع أو التصليح أو الرأب أو مراقبة حسن سري املركبات وكذلك مندوبيهم‬
‫‪ ،‬وذلك فيما يتعلق باملركبات املعهود هبا إليهم نظرا ملهامهم )) ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬قواعد تقدير التعويض عن األضرار الجسمانية الممنوح لضحايا حوادث المرور طبقا لألمر ‪25-44‬‬
‫المعدل والمتمم‬
‫حيسب التعويض استنادا لألجر أو الدخل املهين للضحية وذلك يف حاالت الوفاة العجز الدائم الكلي أو اجلزئي عن العمل‬
‫والعجز املؤقت عن العمل ‪ .‬على أن ال يفوق مبلغ األجور أو املداخيل املهنية املعترب كأساس حلساب خمتلف أشكال التعويض‬
‫مبلغا شهريا مساويا مثاين مرات األجر الوطين األدىن املضمون يف تاريخ احلادث ‪.‬‬
‫فإذا كان األجر الوطين األدىن املضمون هو ‪ 78111‬دج والضحية يتقاضى أجرا ‪ 751111‬فيجب ختفيض هذا اجلر إىل‬
‫‪ 711111‬دج كأعلى اجر ‪.‬‬
‫أما عندما يستحيل إثبات اجر أو دخل الضحية أو يكون اقل من األجر الوطين األدىن املضمون ‪ ،‬يقدر التعويض بالرجوع هلذا‬
‫األخري ‪ .‬أما إذا كان حاصال على شهادة أو تأهيل مهين أو خربة معينة تؤهله للعمل يف منصب معني فحساب التعويض يكون‬
‫باالستناد للحد األدىن لألجر األساسي هلذا املنصب ‪.‬‬
‫الحالة األولى ‪ :‬حالة العجز المؤقت عن العمل‬
‫يكون التعويض املمنوح يف هذه احلالة مساوي لـ ‪ 711‬باملائة من األجر أو الدخل املهين للضحية‬

‫]‪[90‬‬
‫مثال ‪ :‬أصيب شخص اثر حادث مرور بعجز مؤقت عن العمل ملدة ‪ 11‬أشهر ‪ ،‬علما انه يتقاضى مرتب ‪ 91.111‬دج فما‬
‫هو التعويض املستحق الذي يناله ‪.‬‬
‫الحل ‪ :‬التعويض الذي يستحقه = اجر املنصب يف مدة العجز‬
‫‪ 771.111 = 11 x 91.111‬دج ‪.‬‬
‫الحالة الثانية ‪ :‬حالة العجز الدائم الجزئي أو الكلي‬
‫حيسب التعويض يف هذه احلالة على أساس الدخل السنوي للضحية حيث نأخذ النقطة املرجعية املقابلة هلذا الدخل طبقا للجدول‬
‫املبني يف ملحق القانون ‪ 97/88‬املعدل واملتمم لألمر ‪ 75 -11‬املتعلق بإلزامية التامني على السيارات وبنظام التعويض عن‬
‫األضرار مث تضرب يف معدل العجز ‪ ،‬وإذا كان الضحية دون عمل حيسب األجر السنوي بالرجوع إىل األجر الوطين األدىن‬
‫املضمون ‪.‬‬
‫مع العلم أن آخر دخل سنوي يف اجلدول هو ‪11111‬دج تقابله النقطة االستداللية ‪ ، 9781‬وعليه إذا كان الدخل السنوي‬
‫للضحية جياوز هذا املبلغ نطبق القاعدة النسبية ‪ .‬واليت على أساسها نزيد للنقطة االستداللية أو املرجعية ‪71‬نقاط عن كل شطر‬
‫من األجر أو الدخل املهين البالغ ‪511‬دج‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬إذا كان الدخل الشهري للضحية ‪71111‬دج فدخله السنوي يكون ‪ 711111 = 77 x 71111‬دج‬
‫وعليه يكون حساب النقطة االستداللية بتطبيق القاعدة النسبية كاآليت ‪:‬‬
‫‪719111 =11111 -711111‬دج‬
‫‪511‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪71‬‬
‫‪719111‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ س‬
‫س= ‪9711 = 71 x 719111‬‬
‫‪511‬‬
‫وعليه النقطة االستداللية = ‪.1511 = 9711 +9781‬‬
‫فإذا كانت نسبة العجز ‪ 11‬باملائة فيكون التعويض املستحق = ‪ 1511‬يف ‪717111 = 11‬دج ‪.‬‬
‫الحالة الثالثة ‪ :‬حالة الوفاة‬
‫لقد ميز القانون رقم ‪ 97/88‬بني حالة وفاة الضحية بالغة وبني حالة وفاة الضحية قاصر ‪.‬‬
‫أ‪ -‬حالة وفاة الضحية بالغة ‪ :‬يف حالة وفاة الضحية حيصل على الرأمسال التأسيسي بالنسبة لكل مستفيد بضرب قيمة النقطة‬
‫املقابلة لألجر أو الدخل املهين للضحية عند تاريخ احلادث يف املعامالت التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬الزوج ( األزواج) ‪91 :‬باملائة‬
‫‪ -‬لكل واحد من األبناء القصر حتت الكفالة ‪75‬باملائة‬
‫‪ -‬األب واألم ‪71‬باملائة لكل واحد منهما ‪ ،‬و‪ 71‬باملائة يف حالة عدم ترك الضحية زوج وولد ‪.‬‬
‫مع العلم أنه ال ميكن أن يتجاوز مبلغ الرأمسال التأسيسي املدفوع لذوي احلقوق ‪ .‬قيمة النقطة االستداللية مضروبة يف ‪ . 711‬ويف‬
‫حالة جتاوز هذه القيمة ستكون احلصة العائدة لكل فئة من ذوي احلقوق موضوع تخفيض نسبي ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬إذا كان دخل الضحية ‪71111‬دج خملفا زوجة ‪ ،‬أربعة أبناء قصر ‪ ،‬أب ‪ ،‬أم‬
‫الحل ‪ :‬يكون حساب النقطة االستداللية بتطبيق القاعدة النسبية كاآليت ‪:‬‬
‫‪719111 =11111 -711111‬دج‬

‫]‪[91‬‬
‫‪511‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪71‬‬
‫‪719111‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ س‬
‫س= ‪9711 = 71 x719111‬‬
‫‪511‬‬
‫وعليه النقطة االستداللية = ‪ 1511 = 9711 +9781‬بضرهبا يف ‪ 711‬حنصل عل الرأمسال التأسيسي = ‪ 151111‬دج ‪.‬‬
‫أما التعويض املستحق لذوي احلقوق هو ‪:‬‬
‫‪ -‬الزوجة ‪ 711711 = 91 x 1511‬دج ‪.‬‬
‫‪ -‬الولد القاصر الواحد ‪18711 = 75 x 1511‬دج ‪.‬‬
‫والتعويض املستحق لألوالد األربعة = ‪ 917111 =1 x 18711‬دج ‪.‬‬
‫‪ -‬األب ‪ 15111 = 71 x 1511‬دج ‪.‬‬
‫‪ -‬األم ‪ 15111 = 71 x 1511‬دج‪.‬‬
‫اجموع النسب = ‪75 ( +91‬يف ‪ 220 = 71+71 + )1‬بالمائة وعليه نسبة الزيادة = ‪ 20‬بالمائة ‪.‬‬
‫اجموع التعويض = ‪ 171111 = 15111 + 15111+917111 +711711‬دج‪.‬‬
‫قيمة الزيادة = ‪ 15111 =151111 -171111‬دج ‪ .‬وهو املبلغ الذي سيخصم من حصة كل واحد من ذوي احلقوق كل‬
‫حبسب نسبته ‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للزوجة ‪.‬‬
‫‪ 771‬باملائة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪15111‬‬
‫‪ 91‬باملائة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ س‬
‫س= ‪ 71891,91 = 15111 x 91‬دج وعليه ‪ 718919.11 =71891,91 -711711‬دج‬
‫‪771‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لألوالد‬
‫‪ 8918.18 = 15111 x 75‬دج يف ‪ 95117.17 = 11‬دج‪ .‬وعليه ‪951171.78= 95117.17 -917111‬‬
‫‪771‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لألب‬
‫‪5115.15 = 15111 x 71‬دج ‪ .‬وعليه ‪51151.55 = 5115.15- 15111‬دج‬
‫‪771‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لالم‬
‫‪5115.15 = 15111 x 71‬دج ‪ .‬وعليه ‪51151.55 = 5115.15- 15111‬دج‬
‫‪771‬‬
‫نقوم جبمع التعويضات للتأكد من أهنا ال تتجاوز الرأمسال التأسيسي‬
‫‪ 718919.11‬دج ‪ 951171.78 +‬دج ‪51151.55 +‬دج ‪51151.55 +‬دج = ‪ 151111.17‬دج ‪.‬‬
‫ب‪ -‬حالة وفاة الضحية قاصر ‪ :‬يتم التعويض يف حالة وفاة ولد قاصر ال ميارس نشاطا مهنيا لفائدة األب و األم بالتساوي أو‬
‫الويل ‪.‬‬

‫]‪[92‬‬
‫‪ -‬إىل غاية ‪ 1‬سنوات ‪ :‬ضعف املبلغ السنوي لألجر الوطين األدىن املضمون عند تاريخ احلادث ‪.‬‬
‫‪ -‬ما فوق ‪ 1‬سنوات واىل غاية متام ‪ 71‬سنة ك ثالثة أضعاف املبلغ السنوي لألجر الوطين األدىن املضمون ‪.‬عند تاريخ احلادث ‪.‬‬
‫ويف حالة وفاة األب أو األم يتقاضى املتبقي منهما على قيد احلياة التعويض بكامله ‪ .‬وال يشمل هذا التعويض مصاريف اجلنازة ‪.‬‬
‫مثال ‪ :02‬تويف قاصر عمره ثالث سنوات فالدخل السنوي للضحية = األجر الوطين األدىن املضمون يف ‪x 78111 = 77‬‬
‫‪771111 = 77‬دج ‪197111 = 17 x‬دج‬
‫التعويض املستحق لألب = ‪197111‬دج ‪ 771111 = 17 /‬دج‬
‫التعويض املستحق لالم = ‪197111‬دج ‪ 771111 = 17 /‬دج‬
‫مثال ‪ : 01‬إذا تويف قاصر ‪ 71‬سنة فالتعويض املستحق لوالديه يكون‬
‫الدخل السنوي = األجر الوطين األدىن املضمون يف ‪771111 = 77 x 78111 = 77‬دج ‪118111 = 19 x‬دج‬
‫التعويض املستحق لألب = ‪ 971111 = 17/118111‬دج‬
‫التعويض املستحق لالم = ‪ 971111= 17/118111‬دج‬
‫‪ -‬التعويض عن الضرر المعنوي ومصاريف الجنازة ‪.‬‬
‫أ‪ -‬التعويض عن الضرر المعنوي ‪ :‬ميكن التعويض املعنوي بسبب الوفاة لكل أم وأب وزوج أو أزواج يف حدود ثالثة أضعاف‬
‫قيمة األجر الشهري الوطين األدىن املضمون عند تاريخ احلادث ‪.‬‬
‫أي ‪ 45000 = 03 x 20000‬دج‬
‫ب‪ -‬مصاريف الجنازة ‪ :‬حيدد التعويض املمنوح لقاء مصاريف اجلنازة خبمسة (‪ )5‬أضعاف املبلغ الشهري لآلجر الوطين األدىن‬
‫املضمون عند تاريخ احلادث ‪ .‬أي ‪00000 = 5 x 20000‬دج ‪.‬‬
‫‪ -‬الضرر الجمالي ‪ ،‬ضرر التألم‬
‫أ‪ -‬الضرر الجمالي ‪ :‬يعوض عن العمليات الجراحية الالزمة إلصالح ضرر جمالي مقرر بموجب خبرة طبية او تسدد‬
‫بكاملها ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ضرر التألم ‪ :‬يتم التعويض عن ضرر التألم المحدد بموجب خبرة طبية كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -2‬ضرر التألم المتوسط ‪ :‬مرتني قيمة األجر الشهري الوطين األدىن املضمون عند تاريخ احلادث أي ‪= 1 x 20000‬‬
‫‪30000‬دج ‪.‬‬
‫‪ -1‬ضرر التأمل اهلام ‪ :‬أربع مرات قيمة األجر الشهري الوطين األدىن املضمون عند تاريخ احلادث أي ‪= 4 x 20000‬‬
‫‪51000‬دج ‪.‬‬
‫‪ -‬تعويض المصاريف ‪ :‬يشمل التعويض إضافة ملا سبق اإلشارة له ‪ ،‬املصاريف الطبية والصيدالنية بكاملها ‪.‬‬
‫وتشمل هذه املصاريف على ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬مصاريف األطباء واجلراحني وأطباء األسنان واملساعدين الطبيني ‪.‬‬
‫‪ -‬مصاريف اإلقامة يف املستشف أو املصحة ‪.‬‬
‫‪ -‬مصاريف طبية وصيدالنية ‪.‬‬
‫‪ -‬مصاريف األجهزة والتبديل ‪.‬‬
‫‪ -‬مصاريف سيارة اإلسعاف ‪.‬‬
‫‪ -‬مصاريف احلراسة الليلية والنهارية ‪.‬‬
‫]‪[93‬‬
‫‪ -‬مصاريف النقل للذهاب إىل طبيب إذا بررت ذلك حالة املضرور‪.‬‬
‫وإذا تعذر على املضرور تسبيق هذه املصاريف ‪ ،‬جاز للمؤمن منحه ضمانا هبا ‪ ،‬بصفة استثنائية ‪.‬‬
‫وإذا كانت احلالة الصحية للمضرور تستدعي معاجلته يف اخلارج بعد التحقيق من ذلك بواسطة الطبيب املستشار للمؤمن ‪ ،‬فإن‬
‫املصاريف املتعلقة هبذا الشأن تكون موضوع ضمان طبقا للتشريع اجلاري به العمل يف مادة العالجات يف اخلارج ‪.‬‬
‫‪ -‬الريع ‪:‬‬
‫‪ -2‬الريع العمري ‪ :‬يدفع التعويض املستحق للضحية أو ذوي حقوقها اختياريا يف شكل ريع أو رأمسال بالنسبة للمستفيدين‬
‫البالغني سن الرشد وذلك حسب الشروط احملددة بامللحق ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬إذا كان التعويض املستحق لقاصر يبلغ من العمر ‪ 78‬سنة يقدر بـ ‪111.111‬دج فما هو املبلغ الشهري الذي يناله ‪.‬‬
‫علما أن األجر الوطين األدىن املضمون هو ‪ 78111‬دج ‪.‬‬
‫بالرجوع جلدول حساب الريع السنوي العمري ‪ .‬جند أن املعامل املوافق لسن ‪ 78‬سنة هو ‪ 71.881‬وعليه فاملعاش الشهري‬
‫حيسب كاآليت ‪:‬‬
‫المعاش السنوي = التعويض المستحق على معامل المعاش = ‪ .000.000‬دج ‪ 53304300 =20.004 /‬دج ‪.‬‬
‫املعاش الشهري = املعاش السنوي ‪ 59911,11 = 77 /‬دج ‪ 1117 = 77 /‬دج ‪.‬‬
‫‪ -1‬الريع المؤقت ‪ :‬أما التعويض املستحق للقصر أي كانت صفتهم يدفع إلزاميا يف شكل ريع مؤقت عندما يتجاوز مبلغه أربعة‬
‫أضعاف املبلغ السنوي لألجر الوطين األدىن املضمون ‪.‬‬
‫ويدفع التعويض املستحق للضحايا أو ذوي احلقوق البالغني سن معرتف به بأهنم عجزة إلزاميا يف شكل ريع عمري عندما يتجاوز‬
‫مبلغه احلد األقصى املنصوص عليه يف الفقرة أعاله ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬إذا كان التعويض املستحق لقاصر يبلغ من العمر ‪ 75‬سنة يقدر بـ ‪ 111.111‬دج ‪.‬‬
‫فما هو املبلغ الشهري الذي يناله ‪ .‬إذا كان األجر الوطين األدىن املضمون هو ‪ 78111‬دج ‪.‬‬
‫بالرجوع جلدول حساب الريع املؤقت ‪ .‬جند أن املعامل املوافق لسن هذا القاصر هو ‪ . 1.1717‬وعليه فالريع املؤقت الشهري‬
‫حيسب كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬الريع المؤقت السنوي = التعويض المستحق ‪ /‬معامل المعاش أي ‪ 000.000‬دج ‪204.013333 = 4.0241 /‬‬
‫دج‬
‫‪ -‬الريع المؤقت الشهري = الريع المؤقت السنوي ‪ 21 /‬أي ‪ 204.013333‬دج ‪ 20.143302 = 21 /‬دج ‪.‬‬

‫]‪[94‬‬
‫الخاتمة‬
‫من خالل الدراسة اليت مشلتها هذه املطبوعة يتبني لنا أن التأمني يتطلب توافر أمرين لقيامه‪ ،‬عالقة قانونية تقوم بني املؤمن‬
‫(شركة التأمني) واملؤمن له (شخص خيشى من حتقق اخلطر) وأسس فنية تسوغ قيام مثل هذه العالقة ‪ ،‬على حنو يباعد بينها وبني‬
‫املقامرة والرهان اليت تقوم على نوع من ضروب احلظ واملصادفة‪.‬‬
‫فالعالقة القانونية تنشأ بني طرفني أحدمها املؤمن واآلخر املؤمن له مبوجب عقد أطلق عليه املشرع مسمى عقـد التـأمني ووضـع لـه‬
‫أحكاما خاصة به‪ .‬وهذا العقـد يرتـب التزامـات علـى عـاتق طرفيـه‪ ،‬فـاملؤمن لـه يلتـزم بالوفـاء بقسـط دوري حمـدد للمـؤمن الـذي يلتـزم‬
‫بدوره بتغطية اخلطر املؤمن منه والوفاء للمؤمن له‪ ،‬أو املستفيد‪ ،‬مببلغ التأمني أو قيمة التعويض عند حتققه‪.‬‬
‫أمــا اجلانــب الفــين ويتمثــل يف عمليــة إدارة التعــاون االفرتاضــي بــني املــؤمن هلــم والــيت يقــوم بتنظيمهــا املــؤمن عــن طريــق الدراســات‬
‫اإلحصائية والرياضية ‪.‬‬
‫كما خلصت هذه الدراسة إىل النتائج التالية ‪:‬‬
‫‪ -7‬أن اإلطار القانوين للتأمني يف اجلزائر يتمثل يف األمر ‪ 11/15‬املؤرخ يف ‪ 75‬جانفي ‪ 7115‬املتعلق بالتأمينات املعدل واملتمم‬
‫إضافة إىل األحكام العامة املوجودة يف القانون املدين ‪ .‬فعلى الرغم من أن عقد التأمني خيضع يف األصل إىل القواعد العامة‬
‫للعقود‪ ،‬إال أن السمات اليت يتميز هبا استدعت إفراده ببعض القواعد اخلاصة‪ ،‬ففضال عن االعتبار املتمثل يف تفاوت املركز‬
‫االقتصادي لطريف العقد‪ ،‬توجد اعتبارات فنية تقوم يف اجموعها على فكرة االحتمال اللصيقة بطبيعة اخلطر املؤمن ضده‪ ،‬كما‬
‫توجد اعتبارات شخصية تتعلق بطريف العقد‪ ،‬خاصة املؤمن له‪ ،‬وهلا دور هام يف تكوين القواعد اليت حتكمه‪ ،‬ومن أمهها فكرة حسن‬
‫النية اليت ينبغي أن تسود عالقة فنية كعالقة املؤمن باملؤمن له وتؤثر كذلك على حقوق املؤمن هلم اآلخرين لدى نفس املؤمن‪.‬‬
‫فهته االعتبارات اقتضت خضوع عقد التأمني لعدة قواعد قانونية متميزة عن القواعد العامة للعقود‪ ،‬وتتجسد وظيفة القاعدة‬
‫القانونية يف التوفيق بني هذه االعتبارات اليت أمهها فكرة حسن النية وفكرة التوازن العقدي وفكرة محاية الطرف الضعيف بقيود‬
‫وشروط تكفل محاية املؤمن له من تعسف املؤمن وهو الطرف القوي يف العقد‪.‬‬
‫‪ -7‬أن التــأمني يرمــي إىل حتقيــق وجتســيد التعــاون بــني اجموعــة املــؤمن هلــم ‪ ،‬حيــث يقــوم املــؤمن بــدور الوســيط بيــنهم ‪ ،‬يعمــل علــى‬
‫تنظيم هذا التعاون ‪ ،‬عن طريق جتميع األخطار وإجراء املقاصة بينهم ‪.‬‬
‫‪ -9‬أن من أهم تقسـيمات التـأمني ‪ ،‬الـيت تبناهـا املشـرع اجلزائـري يف القـانون املتعلـق بالتأمينـات هـو تقسـيم التـأمني إىل بـري وحبـري‬
‫وجــوي ‪ ،‬حيــث أن التــأمني الــربي يقســم بــدوره إىل تــأمني اجتمــاعي وتــأمني خــاص وهــذا األخــري يقســم إىل تأمينــات األشــخاص‬
‫وتأمينات األضرار ‪.‬‬
‫فنجد أن تأمينات األشخاص على عكس تأمينات األضرار التقوم على املبـدأ التعويضـي ‪ ،‬وهـو تـأمني حملـه اإلنسـان عكـس تـأمني‬
‫األضرار حمله مل قابل للتقومي ‪ ،‬كما أن هذا التامني ال يقوم على مبدأ حلول املؤمن حمل املؤمن له يف احلقـوق والـدعاوى جتـاه الغـري‬
‫املسؤولني ‪ ،‬عكس تأمني األضرار ‪.‬‬
‫‪ -1‬فيما خيص التأمني على السيارات ونظرا لعدة اعتبارات فقد جعل املشرع اجلزائـري هـذا النـوع مـن التـأمني إلزامـي مبوجـب األمـر‬
‫‪ 75/15‬املــؤرخ يف ‪ 91‬جــانفي ‪ ، 7111‬يتعلــق بإلزاميــة التــأمني علــى الســيارات وبنظــام التعــويض عــن األض ـرار ‪ ،‬املعــدل واملــتمم‬
‫بالقـانون رقــم ‪ 97/88‬املـؤرخ يف ‪ 71‬يوليــو ســنة ‪ .7188‬كمـا وســع مـن دائــرة األشــخاص املسـتفيدين مـن التعـويض عــن األضـرار‬
‫اجلســمانية الــيت تلحقهــا املركبــة باملتضــرر ‪ ،‬ووضــع لــذلك قواعــد تســاعد يف حتديــد التعــويض املســتحق لكــل حالــة ‪ ،‬دون أن يــرتك‬
‫للقاضي سلطة يف ذلك ‪.‬‬

‫]‪[95‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫أوال ‪ :‬النصوص القانونية‬
‫‪ -7‬قانون ‪ 717-19‬املؤرخ يف ‪ 7119/11/18‬املتعلق بالتزامات والضمانات املطلوبة من مؤسسات التأمني اليت متارس‬
‫نشاطها باجلزائر‪ ،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪.71 .91‬‬
‫‪ -7‬األمر ‪ 771-11‬املؤرخ يف ‪ 7111/15/71‬املتضمن إنشاء احتكار الدولة عمليات التأمني‪ ،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪. 2119‬‬
‫األمر رقم ‪ 75/11‬املؤرخ يف ‪ 91‬يناير سنة ‪ ، 7111‬يتعلق بإلزامية التأمني على السيارات وبنظام التعويض عن األضرار ‪،‬‬
‫جريدة رمسية عدد املعدل واملتمم بالقانون رقم ‪ 97/88‬املؤرخ يف ‪ 71‬يوليو سنة ‪ 7188‬اجلريدة الرمسية العدد‬
‫‪ -9‬األمر رقم ‪ 58/ 15‬املؤرخ يف ‪ 71‬سبتمرب ‪ ، 7115‬املتضمن القانون املدين ‪ ،‬املعدل واملتمم‪.‬‬
‫‪ -1‬األمر رقم ‪ 51/ 15‬املؤرخ يف ‪ 71‬سبتمرب ‪ 7115‬املتضمن القانون التجاري ‪ ،‬املعدل واملتمم‪.‬‬
‫‪ -5‬األمر رقم ‪ 11/15‬املؤرخ يف ‪ 75‬يناير ‪ 7115‬يتعلق بالتأمينات ‪ ،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ ، 79‬املعدل واملتمم بالقانون رقم‬
‫‪ 11/ 11‬املؤرخ يف ‪ 71‬فرباير ‪ ، 7111‬اجلريدة الرمسية العدد ‪.75‬‬
‫‪ -1‬األمر رقم ‪ 77/ 19‬املؤرخ يف ‪ 71‬غشت ‪ ، 7119‬يتعلق بإلزامية التامني على الكوارث الطبيعية وبتعويض الضحايا ‪،‬‬
‫اجلريدة الرمسية العدد ‪. 57‬‬
‫‪ -1‬األمر رقم ‪ 11/18‬املؤرخ يف ‪ 75‬فرباير ‪ ، 7118‬يتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المراسيم التنفيذية‬
‫‪ -7‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 911/ 15‬املؤرخ يف ‪ 91‬أكتوبر ‪ 7115‬املتعلق بشروط منح وسطاء التأمني االعتماد وسحبها منهم‬
‫ومكافأهتم ومراقبتهم ‪ ،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪. 15‬‬
‫‪ -7‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 917/ 15‬املؤرخ يف ‪ 91‬أكتوبر ‪ 7115‬املتعلق بالقانون األساسي للوكيل العام للتأمني اجلريدة الرمسية‬
‫العدد ‪. 15‬‬
‫‪ -9‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 911/ 15‬املؤرخ يف ‪ 91‬أكتوبر ‪ 7115‬املتعلق باحلد األدىن لرأمسال شركات التأمني ‪ ،‬اجلريدة الرمسية‬
‫العدد ‪ . 15‬املعدل واملتمم باملرسوم التنفيذي رقم ‪ 915/ 11‬املؤرخ يف ‪ 71‬نوفمرب ‪ ، 7111‬اجلريدة الرمسية العدد ‪. 11‬‬
‫‪ -1‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 711 / 11‬املؤرخ يف ‪ 19‬أوت ‪ 7111‬حيدد شروط منح شركات التأمني و‪ /‬أو إعادة التأمني‬
‫االعتماد و كيفيات منحه ‪ ،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ ، 11‬املعدل واملتمم باملرسوم التنفيذي رقم ‪ 757/11‬املؤرخ يف ‪ 77‬ماي‬
‫‪ ، 7111‬اجلريدة الرمسية العدد ‪. 95‬‬
‫‪ -5‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 719/11‬املؤرخ يف ‪ 15‬أفريل ‪ ، 7111‬املتعلق بإنشاء صندوق ضمان السيارات وحتديد قانونه‬
‫األساسي ‪ ،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪. 77‬‬
‫المؤلفات ‪:‬‬
‫‪ -7‬راشد راشد ‪ ،‬التأمينات الربية يف ضوء قانون التأمينات اجلزائري ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪، 7117 ،‬‬
‫اجلزائر ‪.‬‬
‫‪ -7‬رمضان أبو السعود ‪ ،‬أصول التأمني ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪. 7111 ،‬‬
‫‪ -9‬جديدي معراج ؛ مدخل لدراسة قانون التأمني اجلزائري ؛ ديوان املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬اجلزائر ‪. 7111 ،‬‬
‫‪ -1‬جديدي معراج ‪ ،‬حماضرات يف قانون التأمني اجلزائري ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬؛ ديوان املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬بن عكنون ‪ ،‬اجلزائر ‪،‬‬
‫‪. 7111‬‬

‫]‪[96‬‬
‫‪ -5‬بن عبيدة عبد احلفيظ ‪ ،‬الزامية تأمني السيارات ونظام تعويض االضرار الناشئة عن حوادث املرور يف التشريع اجلزائري ‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية ‪ ،‬منشورات بغدادي ‪ ،‬اجلزائر ‪. 7118 ،‬‬
‫‪ -1‬رمضان أبو السعود ‪ ،‬أصول التأمني ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬دار املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،‬مصر ‪.7111 ،‬‬
‫‪ -1‬د‪ /‬غريب اجلمال‪ ،‬التأمني يف الشريعة اإلسالمية والقانون‪ ، ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاهرة سنة ‪.7115‬‬
‫‪ -8‬د‪ /‬عبد الرزاق أمحد السنهورى‪ ،‬الوسيط يف شرح القانون املدين –‪ -1‬اجمللد الثاين – عقود الغرر –‪ ،‬دار إحياء الرتاث العرىب‪،‬‬
‫بريوت ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬سنة ‪.7111‬‬
‫‪ – 0‬عبد الرزاق بن خروف ‪ ،‬التأمينات اخلاصة يف التشريع اجلزائري ‪ ،‬اجلزء االول ‪ ،‬التأمينات الربية ‪ ،‬مطبعة حريد ‪ ،‬اجلزائر ‪،‬‬
‫‪. 7118‬‬
‫‪ -71‬د‪ /‬أمحد شرف الدين‪ ،‬أحكام التأمني – دراسة يف القانون والقضاء املقارنني – ص ‪ ،77‬ف ‪ ،1‬ط ‪ ،9‬نادي القضاة‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬سنة ‪.7117‬‬
‫‪ -77‬إبراهيم أبو النجا ؛ التأمني يف القانون اجلزائري ‪ ،‬اجلزء األول ‪ ،‬األحكام العامة طبقا لقانون التأمني اجلديد – الطبعة‬
‫الثانية د م ج ‪. 7117 ،‬‬
‫المقاالت‬
‫‪ -7‬الغوثي بن ملحة ‪ ،‬نظام تعويض األضرار النامجة عن حوادث املرور يف القانون اجلزائري ‪ ،‬اجمللة اجلزائرية للعلوم القانونية‬
‫واالقتصادية والسياسية ‪ ،‬العدد ‪ ، 11‬سنة ‪ ، 7115‬اجلزائر ‪.‬‬
‫‪ -7‬مرابطي عبد القادر ‪ ،‬تطور التعويض عن األضرار النامجة عن حوادث املرور ‪ ،‬اجمللة اجلزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية‬
‫والسياسية ‪ ،‬العدد ‪ 17‬سنة ‪ ، 7119‬اجلزائر ‪.‬‬
‫الرسائل‬
‫‪ -4‬تكاري هيفاء رشيدة ‪ ،‬النظام القانوين يف عقد التأمني دراسة يف التشريع اجلزائري ‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم‬
‫السياسية ‪ ،‬جامعة مولود معمري ‪ ،‬تيزي وزو ‪ ،‬اجلزائر ‪. 7177 ،‬‬

‫]‪[97‬‬
‫فهرس الموضوعات‬
‫المقدمة ‪7 ............................ ................................ ................................‬‬
‫القسم األول‪ :‬نشأة وتطور التأمين ‪1 ................................... ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬نشأ التأمني ‪1 .............. ................................ ................................‬‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬تطور التأمني ‪5 ........................................... ................................‬‬
‫القسم الثاني ‪ :‬مفهوم وأهمية التأمين ‪1 ................................ ................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬مفهوم التأمني ‪1 ........................................... ................................‬‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬أمهية التأمني ‪71 ............................................. ................................‬‬
‫القسم الثالث ‪ :‬مشروعية التأمين ‪77 .................................... ................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬مشروعية التأمني يف ضوء الفقه اإلسالمي ‪77 .................. ................................‬‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬مشروعية التأمني يف ضوء قواعد األخالق ‪75 .................. ................................‬‬
‫القسم الرابع ‪ :‬أسس ومبادئ التأمين ‪75 ................................ ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أسس التأمني ‪75 ........................................... ................................‬‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬املبادئ األساسية اليت حتكم التـأمني ‪78 ....................... ................................‬‬
‫القسم الخامس ‪ :‬خصائص عقد التأمين ‪71 ............................. ................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬عقد التأمني عقد رضائي ‪71...................................................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬عقد التأمني عقد ملزم جلانبني ‪71 ............................. ................................‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬عقد التأمني عقد معاوضة ‪71.................................................................‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬عقد التأمني عقد إذعان‪71.....................................................................‬‬
‫الفرع اخلامس ‪ :‬عقد التأمني من العقود االحتمالية ‪97.........................................................‬‬
‫الفرع السادس ‪ :‬عقد التأمني عقد زمين‪97....................................................................‬‬
‫الفرع السابع ‪ :‬عقد التأمني من عقود حسن النية‪97...........................................................‬‬
‫الفرع الثامن ‪ :‬عقد التأمني عقد جتاري بالنسبة للمؤمن ومدين بالنسبة للمؤمن له‪99...............................‬‬
‫القسم السادس ‪ :‬أقسام التأمين ‪99........................................................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تقسيم التأمني تبعا لكيفية التعاقد‪99............................................................‬‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬تقسيم التأمني من ناحية الشكل ‪91.............................................................‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬تقسيم التأمني من ناحية املوضوع‪91............................................................‬‬
‫]‪[98‬‬
‫القسم السابع ‪ :‬عناصر عقد التأمين ‪98. ................................. ................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬أشخاص عقد التأمني ‪98......................................................................‬‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬اخلطر‪18......................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬القسط‪51....................................................................................‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬مبلغ التأمني ‪58...............................................................................‬‬
‫القسم الثامن ‪ :‬عقد التأمين ‪17............................................................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬أركان عقد التأمني ‪17..........................................................................‬‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬أثار عقد التأمني ‪11...........................................................................‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬انقضاء عقد التأمني ‪87.......................................................................‬‬
‫القسم التاسع ‪:‬التأمين من المسؤولية المدنية على حوادث السيارات‬
‫وتقدير التعويض عن األضرار‪81............................................................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬أساس التعويض ‪81..............................................................................‬‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬قواعد تقدير التعويض‪81..........................................................................‬‬
‫الخاتمة ‪15... ............................ ................................ ................................‬‬
‫قائمة المراجع ‪11... ...................... ................................ ................................‬‬
‫فهرس الموضوعات ‪11... ................. ................................ ................................‬‬

‫]‪[99‬‬
[100]

You might also like