Professional Documents
Culture Documents
حماضرات
يف
قانون التأمني اجلزائري
][3
القسم األول :نشأة وتطور التأمين
الفرع األول :نشأة التأمين
إن اإلنسان يعمل بدافع فطري على محاية نفسه وممتلكاته ،ويتخذ كافة األساليب اليت تدفع عنه الضرر وتقلل مصادر اخلطر .
ويبل كل ما يف وسعه لتوفري األمان املمكن لنفسه وماله .
ولقد أدى تنوع املخاطر وتكاثرها إىل سعي اإلنسان إىل إجياد وسائل تساعده على تفادي تلك املخاطر وجتنبها وختفيف آثارها
ال سيما أن اإلنسان قد ال يستطيع لوحده مقاومة تلك األخطار اليت قد تفوق قدراته الذاتية ،وقد تلك الوسيلة هي التأمني الذي
يقوم يف صورته املبسطة على فكرة التضامن وتكافل اجلماعة لتعويض الضرر الذي يلحق بأحد أفراد تلك اجلماعة .وذلك عن
طريق اجموع األقساط اليت يسددها األفراد اليت ختشى حتقق خطر .ومن مث فإن التأمني مل يكن وليد املستجدات العصرية فهو
موجود منذ زمن بعيد ،ولكن تطورت فكرة التأمني مع تطور احلياة مبختلف اجاالهتا ،وإذا كانت فكرة التأمني ظهرت أوال يف
اجال النقل البحري ملواجهة خماطر الرحلة البحرية قبل أن تظهر يف غريها من اجملاالت ،فمنذ أواخر القرن الرابع عشر بدأ التأمني
البحري باالنتشار مع انتشار التجارة البحرية خاصة على ضفيت البحر األبيض املتوسط و اليت كانت تتعرض إىل خماطر القرصنة
()1
من أجل ضمان سلعته باإلضافة إىل املخاطر الطبيعية ،فبدأ التفكري يف التأمني البحري من خالل ما يعرف بالقرض البحري
كان يقرتض صاحب السفينة أو التاجر ماالً مسبقا من مالك رؤوس األموال و يتعهد له بإرجاعه له زائد فوائد إذا حلقت السفينة
بسالم ,أما إذا أهلكت هذه األخرية فيحتفظ مببلغ القرض ,و من هذا نالحظ و كأن مؤسسة التأمني هو مالك املال و املؤمن
له هو التاجر ,فإذا أهلكت السلعة دفع رب املال التعويض و هو القرض ,أما إذا وصلت بسالم يدفع التاجر قسط التأمني و هي
الفائدة .أما فيما خيص تقنيني التأمني فكان من طرف املشرع الفرنسي يف القرن 71و يرجع ذلك إىل السياسة التشجيعية
للصناعة املنتهجة من طرف الدولة الفرنسية آنذاك ,و اليت يتطلب بالضرورة تأمني األخطار التجارية الناجتة عن تصدير السلع
املنتجة على البحار و احمليطات ,و حذا حذوها كل من اجنلرتا و إيطاليا و هولندا و إسبانيا ,كما أنشأت أول شركة للتأمني يف
إجنلرتا سنة 7171يف اجال التأمني البحري ,بعدما انتشرت عدة شركات يف الدول األوروبية .
أما التأمني الربي بصوره وأشكاله احلاضرة فقد ظهر بعد ذلك يف القرن السابع عشر ،وكان السبب يف ظهوره احلريق الذي شب
يف لندن يف عام 7111م ونتج عنه تدمري عدة آالف من املنازل وحنو مائة كنيسة ،فظهر التأمني الربي من احلريق .
وبتعاظم رؤوس األموال يف أوربا يف القرن الثامن عشر ،على اثر هنب الدول االستعمارية لثروات دول العامل الثالث ،وتدخل
()2
اآلالت امليكانيكية يف الصناعة ،ظهرت أنواع أخرى من التأمني من أمهها التأمني من املسئولية .
وبازدياد نسبة حوادث العمل ،وجتمع العمال يف شكل نقابات شكلت قوى ضغط داخل اجملتمعات ،أدى ذلك إىل ظهور
صور متنوعة من التأمينات االجتماعية اليت تقوم هبا املؤسسات واهليئات العامة كالتأمني من حوادث العمل واألمراض املهنية .
وبعد ذلك ومع تقدم العمران وازدهار مناحي احلياة يف شىت اجاالهتا ،وما واكب ذلك من مشروعات تنموية ضخمة يف العامل
بأسره زادت أمهية التامني وتطور تطورا هائال خالل القرن العشرين حيث زادت حجم عملياته وتعددت اجاالته ،بسبب تطور
األنظمة االقتصادية واالجتماعية وتعقد احلياة احلديثة وزيادة املخاطر فيها فتعددت صور التأمني وأنواعه .
أما التأمني على احلياة فقد تأخر يف الظهور إىل القرن التاسع عشر نظراً لتعرضه هلجوم أكثر من غريه من أنواع التأمني األخرى.
- 1جديدي معراج ؛ مدخل لدراسة قانون التأمني اجلزائري ؛ ديوان املطبوعات اجلامعية ؛ 7111ص .1
-7د /غريب اجلمال ،التأمني يف الشريعة اإلسالمية والقانون ،ص ،5ف ،7دار الفكر العريب ،القاهرة سنة 7115؛ ود /برهام حممد عطا اهلل ،مرجع
( ،)1ص 77وما بعدها؛ ود /حممد حسام حممود لطفي ،مرجع ( )71ص 8وما بعدها؛ ود /عبد القادر العطري ،مرجع ( )77ص ،77ف 5
وما بعدها.
][4
وخالل القرن العشرين تعاظم دور التأمني نظراً ألن احلياة املعاصر مليئة باألخطار ،سواء أكانت ناجتة عن اآلالت امليكانيكية
واألجهزة الكهربائية أم كانت يف صورة تلوث للبيئة ،فكل هذا أدى إىل ظهور أنواع أخرى من التأمني من حوادث النقل اجلوى
والتأمني من حوادث الطاقة النووية … اخل.
واحلقيقة اليت ال ميكن إنكارها ،أن التأمني بات له أمهية قصوى يف احلياة املعاصرة وأمسى له دور بالغ األمهية يف األنشطة
االقتصادية فتوفري األمان يؤدى إىل تشجيع االستثمار.
الفرع الثاني :التطور التشريعي للتأمين في الجزائر .
مل تكن اجلزائر مبنأى عن أحداث العامل ومستجداته االقتصادية امللحة ،فهي جزء منه تتأثر به وتواكبه وتتناغم معه وعليه عرف
قطاع التأمينات يف اجلزائر تطورات هائلة من القوانني ميكن تقسيمها إىل مرحلتني :
مرحلة االحتالل الفرنسي ،ومرحلة االستقالل .
أوال :مرحلة االحتالل :
عرفت هاته الفرتة سريان القانون الفرنسي املتعلق بالتأمينات على اجلزائر باعتبار أن التعامل معها كان كمقاطعة فرنسية ،وأهم
القوانني يف هذا الشأن هو القانون الصادر يف 79/11/7191والذي متيز خباصيتني :
-أنه مل يطبق يف اجلزائر مباشرة وإمنا أعلن عن تطبيقه سنة ،7199وذلك مبقتضى مرسوم صدر يف ،71/18أعلن مبقتضاه
املشرع الفرنسي على سريان قانون التأمينات الفرنسي املذكور أعاله على اجلزائر .
-أن اجال تطبيقه يتعلق بالتأمني الربي فقط ،وهذا ما أكدته املادة 17منه ،واليت استثنت من اجال تطبيقه التأمينات البحرية
واجلوية واملتعلقة بائتمان ال قروض ،وقد تضمن هذا القانون تنظيم التأمينات الربية يف قسمني خصص األول يف التأمني على
األضرار والثاين يف التأمني على األشخاص .
-كما أصدر املشرع الفرنسي اجموعة من القوانني املكملة واملتممة لقانون 7191من أمهها :
-القانون املؤرخ يف ،71/11/7198والذي أوىل اهتماماً بالغاً لرقابة الدولة على قطاع التأمني الربي ،وذلك بتحديد املعايري
والشروط اليت ينبغي توافرها يف شركات التأمني للحصول على االعتماد ،خاصة ما تعلق منها بالقدرة الفنية واملالية على ممارسة
نشاط التأمني .
-املرسوم الصادر يف 91/77/7198املعدل واملتمم حدد مبقتضاه املشرع الفرنسي طرق إنشاء شركات التأمني والقواعد اليت
ختضع هلا يف تسيريها.
حيث بني العمليات اليت تقوم هبا كل من شركات التأمني املدنية والتبادلية وشركات التأمني التجارية.
كما أصدر املشرع الفرنسي نصوصاً تنظم عقود التأمني اليت تربم يف اجلزائر فقط ،ومن أمهها القانون املؤرخ يف 71/17/7119
املتعلق بالتأمني اإللزامي على السيارات والقانون الصادر يف 1943/08/10املتعلق بالتأمني االجتماعي واملرسوم املؤرخ يف
71/11/7119املتعلق بالتأمني على املؤسسات االستشفائية العمومية واألمر الصادر يف 11/18/7115املتعلق بالتأمني على
احملالت العمومية واملرسوم الصادر يف 11/77/7111املتعلق بالتأمني على النقل العمومي للبضائع واملسافرين ،وكذا املرسوم
الصادر يف 79/77/7158املتعلق بالتأمني على التظاهرات الرياضية ،وأخرياً القرار الصادر يف 15/15/7117املتعلق بالتأمني
على اجلمعيات الرياضية .
ثانيا :فترة االستقالل:
تبدأ هذه املرحلة بصدور أمر يف 97/77/7117القاضي بتطبيق القوانني الفرنسية السارية املفعول قبل االستقالل ،إال ما كان
يتعارض مع السيادة الوطنية أو يكتسي طابعاً متييزياً ،ولقد جنم عن هذا القانون استمرار تطبيق النصوص الفرنسية على التـأمني
وخاصة تلك اليت تتعلق بتنظيم عقد التأمني الواردة يف القانون املؤرخ يف 78/11/7198وخمتلف النصوص املكملة واملعدلة اليت
][5
سبقت اإلشارة إليها ،كما ورد سريان القانون املؤرخ يف 71/15/7158املتعلق بالتأمني اإللزامي من املسؤولية املدنية النامجة عن
حوادث املركبة الربية ذات حمرك ( السيارات ) .
-على الرغم من متديد سريان القانون الفرنسي إال أن املشرع اجلزائري كان يتدخل بني احلني واآلخر إلصدار قوانني مقتضبة تتعلق
بقطاع التأمينات ومن األمثلة على ذلك إصدار القانون املؤرخ يف 08أوت 7119القاضي بإخضاع شركات التأمني األجنبية
الناشطة يف اجلزائر إىل القانون اجلزائري وضرورة احلصول على اعتماد من وزارة املالية اجلزائرية بشرط تقدمي الضمانات املالية الكافية
ويف نفس اإلطار أصدر قانون رقم 19/711املتعلق برقابة الدولة اجلزائرية على شركات التأمني العاملة يف اجلزائر وذلك للحد من
ظاهرة حتويل األموال اليت يتم احلصول عليها من االستثمار يف اجال التأمني إىل اخلارج باستخدام عملية إعادة التأمني.
-ونتيجة هلذه التدابري توقفت معظم شركات التأمني األجنبية واليت قدر عددها حبوايل 781شركة على النشاط يف اجلزائر ،ومل
يبق منها سوى شركة واحدة هي شركة التأمني التباديل أو التعاضدي أعمال الرتبية والثقافة ،وكذلك الشركة اجلزائرية للتأمني اليت
منح هلا االعتماد بعد طلبها مبقتضى قرار صادر عن وزارة املالية يف . 77/77/7119
-ويف نفس السياق أصدر املشرع األمر 11/771املؤرخ يف 71/15/7111والذي أنشأ مبقتضاه احتكار الدولة جلميع
النشاطات املتعلقة بالتأمني بالرغم من هذه النصوص القانونية املقتضبة اليت كان يصدرها املشرع اجلزائري بقي قانون التأمينات
الفرنسي ساري املفعول إىل غاية صدور القانون املدين مبقتضى األمر 15/58املؤرخ يف 71/11/7115والذي خصص فيه
املشرع فصالً كامالً للتأمني من املادة 171إىل املادة 111تناول فيها أحكام تتعلق بعقد التأمني وبأنواعه وأشارت املادة 171
منه إىل القوانني اخلاصة اليت ستتوىل بيان األحكام التفصيلية لعقد التأمني .
و قد متيزت هذه الفرتة أيضا بصدور القانون 75/11سنة 7111و الذي جعل التأمني على السيارات إجبارية كما نظم
التعويض عن األضرار اجلسمانية النامجة عن حوادث املرور ،مث قانون التأمينات رقم 81/11املؤرخ يف 11أوت 1980الذي
أكد بدوره على احتكار الدولة لعمليات التأمني يف مادته األوىل ,والذي متيز بثالثة خصائص .
-7أنه نظم كل أنواع التأمني الربي والبحري واجلوي.
-7أنه ألغى املواد القانونية املنصوص عليها يف القانون املدين املتعلقة بأنواع التأمني وأبقى على األحكام العامة املتعلقة بعقد التأمني
سارية املفعول .
-9كما متيز هذا القانون بتماشيه مع الطابع االشرتاكي للدولة اجلزائرية آنذاك ،إذا جاء متماشياً مع فلسفتها ،وذلك باإلبقاء
على احتكار الدولة لقطاع التأمينات .
-بعد صدور دستور 7181ختلى املؤسس الدستوري على االشرتاكية كمنهج اقتصادي ،وأعلن صراحة أنه من حق كل مواطن
التجارة والصناعة يف إشارة واضحة إىل ختلي الدولة عن مبدأ االحتكار ،فكان من الواجب إعادة النظر يف املنظومة القانونية
اجلزائرية ،كاملة واليت صدرت يف ظل سريان النظام االشرتاكي ،ويف هذا اإلطار أعاد املشرع تنظيم التأمينات سنة 7115مبوجب
األمر 15/11املؤرخ يف ، 75/17/7115والذي متيز بالقضاء على احتكار الدولة لقطاع التأمني ،حيث فتح اجملال
لالستثمار فيه من طرف اخلواص ،وقد خصص هذا القانون الكتاب األول منه لعقد التأمني والكتاب الثاين للتأمينات اإللزامية
والكتاب الثالث لتنظيم مراقبة الدولة لنشاط التأمني .
-عرف هذا القانون تعديالً سنة 7111مبوجب القانون 11/11املؤرخ يف 77/17/7111عدل مبقتضاه أحكاماً خمتلفة
وعزز جوانب أخرى من أمهها النص على مبدأ ختصص شركات التأمني ،وفرض رقابة الدولة على قطاع التأمني.
][6
القسم الثاني :مفهوم وأهمية التأمين
الفرع األول :مفهوم التأمين
أوال :التعريف اللغوي :التأمني من ّأمن ,أي اطمأن و زال خوفه ,و هو مبعىن سكن قلبه ,و كذلك تستعمل كلمة األمن عند
)(1 ِ
اخلوف ,و من ذلك قوله تعاىل بعد بسم اهلل الرمحن الرحيم " :ءَ َامنَـ ُهم م ْن َخ ْوف" و كذلك " :وإِ ْذ َج َع ْلنَا البَـْي َ
ت َمثابَةًِ للنَ ِ
اس
َو أ ََمناً" ).(2
لقد جلأ اإلنسان إىل عدة وسائل لتغطية األضرار الناجتة عن املخاطر اليت تصيبه يف حياته منها االدخار ,التضافر ,لكن تبني مع
مرور الزمن أهنا غري كافية ملواجهة ما يتعرض له فاهتدى إىل فكرة جديدة تقوم على أساس تضامن اجلماعة و هدفها األساسي
التعاون على تغطية الضرر اليت قد يصيب أحد أفراد اجلماعة ,فتضمن له األمن و األمان ,ومن هنا اشتقت كلمة التأمني .
ثانيا :التعريف االصطالحي :إن العملية التأمينية تتطلب توافر أمرين لقيامها ،عالقة قانونية تقوم بني املؤمن (شركة التأمني)
)(3
،وأسس فنية تسمح بقيام مثل هذه العالقة ،على حنو يباعد بينها وبني املقامرة واملؤمن له (شخص خيشى من حتقق اخلطر)
والرهان اليت تقوم على نوع من ضروب احلظ واملصادفة.
ونتناول بيان ذلك من خالل اآليت :
أ -العالقة القانونية
ال غرابة أن يؤدى ،تعاظم املخاطر الذي يتعرض إليها إنسان هذا العصر يف نفسه وماله ،إىل قيام جهات متارس نشاطها يف
العمل التأميين وإىل وجود أشخاص راغبني يف احلماية التأمينية من مثل هذه املخاطر .األمر الذي يرتتب عليه قيام عالقة قانونية
بينهما.
فالعالقة القانونية تنشأ بني طرفني أحدمها املؤمن واآلخر املؤمن له مبوجب عقد أطلق عليه املشرع مسمى عقد التأمني ووضع له
أحكام خاصة به .وهذا العقد يرتب التزامات على عاتق طرفيه ،فاملؤمن له يلتزم بالوفاء بقسط دوري حمدد للمؤمن الذي يلتزم
بدوره بتغطية اخلطر املؤمن منه والوفاء للمؤمن له ،أو املستفيد ،مببلغ التأمني أو قيمة التعويض عند حتققه.
واملؤمن ،عادة ما يكون شخص معنوي خاص أو عام ،يتخذ أحد األشكال املعروفة كجمعية أو شركة أو هيئة أو مؤسسة،
وميارس عمله يف سوق التأمني مع عدد غري قليل من املؤمن هلم.
واملؤمن له هو شخص طبيعي أو معنوي خاص أو عام يهدده خطر معني ،ويرغب ىف احلصول على تغطية من إحدى اجلهات
التأمينية ملثل هذا اخلطر.
ب -األسس الفنية
رأينا أن العالقة التأمينية تنشأ بني املؤمن واملؤمن له مبوجب عقد التأمني ،غري أن هذه العالقة لو كانت يف شكل عالقة ثنائية
بينهما لكان ضرباً من املقامرة والرهان غري اجلائز قانوناً (شرعي ووضعي) ولذلك جيب أن تتعدد مثل هذه العالقة حبيث يكون
هناك عدد غري قليل من املؤمن هلم.
بيد أن قيام هذه العالقات املتعددة ال جتعل املؤمن يف منأى من خماطر املضاربة إال إذا أقامها على أسس فنية ودراسات إحصائية.
- 1د /عبد الرزاق أمحد السنهورى ،الوسيط يف شرح القانون املدين – -1اجمللد الثاين – عقود الغرر – ،دار إحياء الرتاث العرىب ،بريوت – لبنان –
سنة .7111ص ،7181ف 517
- 2د /أمحد شرف الدين ،أحكام التأمني – دراسة يف القانون والقضاء املقارنني – ص ،77ف ،1ط ،9نادي القضاة ،القاهرة ،سنة .7117
-9إبراهيم أبو النجا ؛ التامني يف القانون اجلزائري ،اجلزء األول ،األحكام العامة طبقا لقانون التأمني اجلديد – الطبعة الثانية ،د م ج 7117 ،
ص .18
-4تكاري هيفاء رشيدة ،النظام القانوين يف عقد التأمني دراسة يف التشريع اجلزائري ،أطروحة دكتوراه ،كلية احلقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود
معمري ،تيزي وزو ،اجلزائر ، 7177 ،ص .11
][8
-تعريف الفقيه سوميان " : Sumienعقد يلتزم مبقتضاه شخص يسمى املؤمن ،بالتبادل مع شخص آخر ويسمى املؤمن
له بأن يقدم هذا األخري اخلسارة احملتملة نتيجة حدوث خطر معني مقابل مبلغ معني من املال ،يدفعه املستأمن إىل املؤمن ليضيفه
إىل رصيد االشرتاك املخصص لتعويض األخطار ".
املؤمن له .فيلتزم األول بدفع القسط ,و الثاين بدفع مبلغ التأمني
املؤمن و ّ
و باختصار نستنتج بأن التأمني هو عبارة عن العقد بني ّ
يف حالة وقوع اخلطر ,و يعترب هذا الضمان جوهر العملية التأمينية و حتقيقه يبقى حمتمال غري مؤكد وغري مستبعد يف آن واحد .
رابعا :التعريف القانوني للتأمين :رأينا أن العملية التأمينية هلا جانبان أحدمها قانوين واآلخر فين فهل ميكن ،يف ضوء ذلك ،
حتديد ماهية التأمني أي تعريفه تعريفاً جامعاً مانعاً ؟.
ال شك أن املشرع وهو بصدد تنظيم عقد التأمني تنظيماً خاصاً باعتباره أحد العقود املسماة ،وضع تعريفاً له من خالل بيان
أطرافه وحتديد اآلثار املرتتبة عليه.
فهذا التعريف تضمن بيان العناصر األساسية أو اجلوهرية لعقد التأمني ،من حيث األطراف (املؤمن واملؤمن له) ومن حيث
املستفيد سواء أكان هو املؤمن له أم كان شخصاً ثالثاً عني يف العقد مستفيداً ،ومن حيث التزام املؤمن بتغطية اخلطر املؤمن منه،
والتزام املؤمن له بدفع األقساط.
وهذا التعريف يعد جامعاً ألنه مل يقيد عبارته يف أن اهلدف من التأمني هو التعويض عن خسارة احتمالية قد تصيب املؤمن له من
حتقق اخلطر املؤمن منه .بل أطلقها لكي تكون صاحلةً جلميع أنواع التأمني ،سواء أكان تأميناً على األشخاص ،أم كان تأميناً من
األضـرار .
غري أن الفقه القانوين ينتقد هذا التعريف على أساس أنه أغفل بيان األسس الفنية اليت يقوم عليها التأمني .ويف تقديرنا أن هذا
االنتقاد يف حمله ،ألن هناك فارق بني تعريف التأمني وتعريف عقد التأمني الذي ميثل العالقة القانونية بني طرفيه (املؤمن واملؤمن له)
باعتبارها أحد جانيب التأمني فإذا أضفنا إليه األسس الفنية اكتمل للتامني جانبيه .فهذه األسس ،وإن كانت الزمة خللو التأمني من
املقامرة والرهان ،إال أهنا ليست الزمة لقيام عقد التأمني وليست من عناصره اجلوهرية وال تذكر فيه بالكلية .ألن املؤمن يقوم
بالعمليات اإلحصائية والرياضية بعيداً عن العقد .فضالً عن كوهنا تدخل يف الدراسة التجارية أكثر منها يف الدراسة القانونية.
باإلضافة إىل ذلك فهناك نقد آخر يوجه إىل املشرع هو قيامه بوضع تعريف للعالقة اليت ينظمها قانوناً ،فهذا ليس من مهمته،
والقيام به جيعل النص جامداً عند املعىن الضيق للعبارة اليت صب فيها فالتعريف والتأصيل مهمة أصيلة للفقه القانوين .ومع ذلك
فإنه ميكن التماس العذر للمشرع ،يف تعريفه لعقد التأمني ،ألمرين مها :الحداثة النسبية للتأمني .والجدل الذي أثري حول مدى
مشروعيته.
* إعادة التأمين :ينطلق مفهوم إعادة التأمني بصورته املبسطة من خالل قيام شركة التامني بتأمني نفسها ،لدى شركة تامني
أخرى ضد خسائرها اليت قد تنشأ من عقود التأمني اليت تصدرها ،فإذا كانت الشركة تقدم احلماية جلماعة املستأمنني بتعويضهم
ضد خسائرهم ،فإهنا حتتاج إىل من يقدم هلا احلماية ضد هذه اخلسائر .
وقد عرف املشرع اجلزائري إعادة التأمني يف نص املادة 11من قانون التأمينات واليت جاء فيها (( :إن عقد أو معاهدة إعادة
التأمني اتفاقية يضع مبوجبها املؤمن أو املتنازل على عاتق شخص معيد للتامني أو متنازل له مجيع األخطار املؤمن عليها أو على
جزء منها )) .
أي أن الفكرة األساسية اليت تنطلق منها عملية إعادة التأمني عبارة عن عالقة تعاقدية يكون طرفها األول أحد شركات التامني ،
والطرف اآلخر معيد التامني ،على أساس أن شركة التامني اليت كانت املؤمن يف عقد ارتبطت مبوجبه أن تدفع للمؤمن له خسارته
عند حتقق اخلطر ،تصبح يف عقد إعادة التأمني مؤمن له ،استنادا إىل مبدأ التعاون يف توزيع املخاطر ،وذلك ألن شركات إعادة
][9
التأمني ،تتقاضى أقساط من الشركات املؤمنة لديها مقابل املسامهة معها يف التعويضات الناجتة عن األخطار اليت تلحق باملؤمن
هلم لدى شركات التأمني ،بينما املؤمن له لدى شركات التامني فال يدخل يف هذه العالقة التعاقدية وليس طرفا فيها .
وعليه خنلص إىل :
-7طريف عقد إعادة التأمني مها ( :معيد التامني أو املتنازل له – شركة التامني أو املتنازل )
-7عقد إعادة التأمني منفصل ومستقل عن عقد التأمني أو وثيقة التامني األصلية ،ومن مث ال توجد عالقة مباشرة بني معيد
التأمني واملؤمن هلم .
* التأمين المشترك :هو تأمني جيتمع فيه عدد من املؤمنني لتغطية نفس اخلطر وحيدد التزام كل واحد منهم بنسبة معينة من
اخلطر ،وتعرفه املادة 19من قانون التأمينات كما يلي (( :التأمني املشرتك هو مسامهة عدة مؤمنني يف تغطية اخلطر نفسه ،يف
إطار عقد تأمني وحيد ،يوكل تسيري وتنفيذ عقد التأمني إىل مؤمن رئيسي يفوضه قانونا املؤمنون اآلخرون املسامهون معه يف تغطية
اخلطر )).
الفرع الثاني :أهمية التأمين :تكمن أمهية التأمني يف الوظائف اليت يؤديها وهي :
أوال :األهمية النفسية :فكلمة التأمني مشتقة كما أسلفنا من كلمة األمان ،لذلك فالتأمني يوفر اآلمان والطمأنينة ويبعث
الراحة يف نفسية املؤمن له ،من خالل إزالة اخلوف الذي قد ينتابه من احتمال وقوع األخطار اليت قد تصيب ذمته املالية أو حياته
أو سالمة جسمه .وبالتايل يرتاح على مستقبله ومستقبل أوالده ،وهو ما جيعله يتحلى بروح املبادرة .
ثانيا :األهمية االقتصادية :تكمن األمهية االقتصادية للتأمني من خالل الوظائف اليت يؤديها يف هذا اجملال .
فالتأمني وسيلة ائتمان سواء بالنسبة للفرد أو الدولة ،فبالنسبة للفرد ،قد يرهن املؤمن له وثيقة التأمني على احلياة لدى الغري
ضمانا لدينه ،كما قد يشرتط الدائن املرهتن على املدين الراهن أن يؤمن عقاره من احلريق مثال لينتقل حقه إىل مبلغ التأمني يف
حالة احرتاق العقار .
أما عن التأمني كوسيلة ائتمان بالنسبة للدولة ،يكون ذلك عندما تستعمل الدولة رؤوس أموال شركات التأمني واحتياطاهتا لسد
حاجاهتا من السيولة النقدية .
والتأمني كذلك يشجع على االستثمار من خالل ما مينحه من أمان واطمئنان للمستثمرين األجانب أو الوطنيني ،بأهنم لن
يتعرضوا للمخاطر السياسية واالقتصادية والطبيعية وبالتايل ال خوف على أمواهلم .
كما أن شركات التأمني اليوم ،أصبحت تستثمر رؤوس أمواهلا اجملمعة من األقساط اليت يدفعها املؤمن هلم يف عديد النشاطات
االقتصادية ،وبالتايل تساهم يف دفع عجلة االقتصاد داخل الدولة .لذلك تعمل الدولة على فرض الرقابة على أموال شركات
التأمني وكيفية استثمارها لتضمن استغالهلا لفائدة اقتصاد البالد .
كما يعد التأمني من أهم وسائل االدخار بالنسبة للفرد ،خاصة يف التأمني حلال احلياة ،فهذا الشكل من الـتأمني ال يفرتض
وجود خطر يهدد مال أو شخص املؤمن له ،إمنا يهدف إىل احلصول على مبلغ تأمني يزيد غالبا عن األقساط اليت دفعها ،إذا
بقي طبعا حيا طوال املدة احملددة يف العقد .
ثالثا :األهمية االجتماعية للتأمين :
باإلضافة لألمهية االقتصادية للتأمني ،يوجد العديد من النواحي االجتماعية اليت يتضح من خالهلا أمهية التأمني ،منها اآليت:
* تحقيق االستقرار االجتماعي للفرد ولألسرة :يوفر التأمني التجاري للفرد تعويض مادي عن األضرار اليت تتعرض هلا ممتلكاته
.ويف تأمينات احلياة ،يكون الغرض منها ضمان مبلغ ما يصرف للمؤمن له مرة واحدة أو بصفة دورية مبا يضمن له اإلنفاق علي
نفسه عند بلوغه سنا معينة يكون فيها غري قادر على الكسب ،أو مبا يضمن ألسرته بعد وفاته اإلنفاق علي شئون حياهتم .كل
ما تقدم يعود بالتايل علي اجملتمع ككل باالستقرار والتماسك .
][10
* تنمية الشعور بالمسؤولية والعمل علي تقليل الحوادث :إن ما يتميز به التأمني ،أن املستأمن ال يستحق التعويض إذا ما كان
هناك تدخل من املؤمن له يف حتقق اخلطر املؤمن منه ،وهو ما ينمي لدى الفرد الشعور باملسؤولية لتجنب اخلطر املؤمن منه بقدر
اإلمكان .
* يحقق التأمين التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع :كما أن التأمني يقوم على أساس التعاون بني املؤمن هلم على تغطية
املخاطر فيما بينهم بدال من مواجهة كل شخص منهم اخلطر لوحد ،وبالتايل يقوي التأمني متاسك اجملتمع .
القسم الثالث :مشروعية التأمين
رأينا أن التأمني تنشئه عالقة قانونية على أسس فنية وأنه متعدد الصور على حنو ينبسط ليغطى اجاالت شىت تؤهله للقيام
بوظائف مجة سواء أكان ملصلحة أطراف هذه العالقة أم كان للمصلحة العامة يف اجملتمع.
غري أن ما سبق هو الصورة املتطورة للتأمني واليت أفرزها اجلدل الذي أثري حوله منذ نشأته والذي أدى إىل إجراء بعض التعديالت
حمسنة لصورته.
بيد أن التأمني ،باعتباره نظاماً مستحدثاً ،تعرض للنقد الشديد من معارضيه ،حيث أن بعضهم يرون فيه أنه ينطوي على
خمالفة لألحكام الشرعية والبعض اآلخر يرون فيه خمالفة لقواعد األخالق.
ونتناول دراسة هذا احملور كاآليت :
الفرع األول :مشروعية التأمين في ضوء الفقه اإلسالمي.
الفرع الثاني :التأمين في ضوء قواعد األخالق.
الفرع األول :مشروعية التأمين في ضوء الفقه اإلسالمي.
ال عجب أن خيتلف الرأي يف الفقه اإلسالمي يف العصر احلديث حول مشروعية التأمني التجاري وذلك ألسباب التالية:
-7خلو أصول املذاهب الفقهية من أحكام تنظم التأمني نظراً حلداثته
-7ظاهر التأمني التجاري يوحى مبخالفته ملبادئ الشريعة اإلسالمية.
-9اهليمنة األجنبية على التأمني التجاري ،يف صورته األوىل ،من حيث النشأة والقائمني عليه.
-1النظر إىل املخاطر على أهنا من قبيل القضاء والقدر واجب التسليم به .مع أن هذا التسليم ال يتعارض مع عالج اآلثار
الضارة املرتتبة على حتققه ،بل األكثر من ذلك أن هذا العالج هو يف ذاته تسليماً.
-5اللجوء إىل تغليب املنع (االستثناء) على اإلباحة (األصل) يف اجال املعامالت.
-1التأمني حيقق النفع ألطرافه بصفة خاصة وللمجتمع بصفة عامة.
وىف ضوء ذلك فلقد افرتق الرأي إىل ثالثة اجتاهات -فمنها القائل بعدم املشروعية ومنها القائل باملشروعية ومنها القائل مبشروعية
بعض أنواع التأمني وعدم مشروعية البعض اآلخر ونعرض لكل اجتاه يف صورة موجزة على النحو التايل :
االتجاه األول :عدم مشروعية التأمين
يذهب أنصار هذا االجتاه إىل نعت التأمني بعدم املشروعية بالنظر إىل العملية التأمينية يف ذاته اجردة عن الغاية النهائية من
التأمني مع الوقوف عند حرفية احلكم دون غايته ،ولذلك استندوا إىل اآليت :
أوال :التأمين ينطوي على جهالة وغرر
ال شك أن املشرع ،يف تصنيفه للعقود املسماة يف الكتاب الثاين من التقنني املدين ،نظم أحكام التأمني يف الباب االعاشر منه
حتت تصنيف عقود الغرر .ألن التأمني يعد من العقود االحتمالية اليت تكون فيها التزامات األطراف غري حمددة يف وقت إبرامها،
فضالً عن كون اخلطر املؤمن منه حمتمل الوقوع يف ذاته وتارخيه .فاملؤمن له قد يدفع كل أقساط التأمني ،وطاملا أن اخلطر املؤمن
][11
منه مل يتحقق فال حيصل على شئ من مبلغ التأمني ،واملؤمن قد يلتزم بالوفاء مببلغ التأمني كامالً عند حتقق اخلطر املؤمن منه بعد
إبرام العقد بالرغم من أن املؤمن له مل يدفع من األقساط إال اليسري.
وملا كانت الشريعة اإلسالمية تنهى عن الغرر يف عقود املعاوضات وكذلك تنهى عن اجلهالة الفاحشة يف املعقود عليه يف هذه
العقود ،وكان التأمني ينطوي على الغرر واجلهالة فلذلك ميكن نعته بعدم املشروعية.
ثانيا :الـتأمين فيه شبهة القمار
ال شك أن الشريعة اإلسالمية تنهى عن القمار (امليسر) بنصوص قطعية الداللة والثبوت ،ولذلك ذهب بعض أنصار عدم
مشروعية التأمني إىل أنه ينطوي على قمار أو يف معىن القمار أو شبهة القمار ،حيث أن القمار يقوم على جهالة مطلقة فيما
يدفع وما يقبض ،والتأمني فيه شبهة ذلك أو يف معناه.
ثالثا :التأمين فيه التزام بما ال يلزم
إن أحكام الضمان ،سواء أكان التزاماً بالعقد أو إلزاماً بالشرع مىت توافرت أسبابه ،ال تنطبق على التأمني لعدم توافر شروط
الضمان فيه ال مبعناه اخلاص (الكفالة) ألن املؤمن ال يعد كفيالً (عينياً أو شخصياً) للمؤمن له ،وال مبعناه العام (العدوان) ألن
املؤمن ال يلتزم بالوفاء مببلغ التأمني باعتباره متعدياً ،بل يدفعه باعتباره مؤمناً لتحقق اخلطر الذي ليس هو مصدره.
وبناء على ذلك فإن التزام املؤمن له بدفع القسط والتزام املؤمن له بالوفاء مببلغ التأمني عند حتقق اخلطر املؤمن منه ،تعد من قبيل
االلتزام مبا ال يلزم شرعاً ،لعدم وجود سبب يقتضى وجوب مثل ذلك وعقد التأمني ال يصلح سبباً شرعاً لوجوب الضمان.
ومل ينته املطاف ببعض أنصار عدم مشروعية التأمني عند ما ذكر -آنفاً -بل ذهبوا إىل أنه ينطوي على أكل أموال الناس
بالباطل وفيه الربا احملرم شرعاً وأن معظم شروطه فاسدة ،وفيه عدم التسليم بالقضـاء والقدر وأن التعامل به يتعارض من األمر
بالتوكل على اهلل ،وتفويض األمر إليه …اخل.
االتجاه الثاني :مشروعية التأمين
يذهب أنصار هذا االجتاه ،إىل النقيض من سابقه ،والقول مبشروعية التأمني بكل أشكاله وأنواعه ،سواء أكان تأميناً تعاونياً ،أم
كان تأميناً جتارياً ،أم كان تأميناً من األضرار ،أم كان تأميناً على األشخاص ،وسندهم يف ذلك املصلحة اليت حيققها التأمني
وتغليب إجيابياته على سلبياته والبعد عن يل زمام النصوص لالنتصار للرأي أكثر من للحق ،باإلضافة إىل أن معرفة املعاين فهم
وإدراك املرامي فقه .واستدلوا على قوهلم باآليت :
أوال :التأمين يحقق التعاون والتضامن االجتماعي
عرفنا أن التأمني يقوم على فكرة تشتيت اآلثار املالية املرتتبة على حتقق اخلطر املؤمن منه على أكرب عدد من الناس (املؤمن هلم)
بدالً من أن يتحملها أحدهم يف حالة عدم وجود التأمني .
وىف ضوء هذا يتبني أن التأمني حيقق قدر من التعاون والتضامن االجتماعي بني أفراد اجملتمع املؤمن هلم وغريهم ،فاملؤمن هلم
يساهم كل منهم مع اآلخر يف ختفيف اآلثار املرتتبة على حتقق املخاطر ،وغري املؤمن هلم يرفع عنهم عبء حتول الذين حلق هبم ،
خلطر إىل عالة عليهم ،وإذا كان أحدهم قد أضري من حتقق اخلطر املؤمن منه فإنه يضمن احلصول على حقه يف التعويض وال سيما
يف التأمني من املسئولية مع تعني املضرور مستفيداً.
وإذا كان التأمني على هذا النحو فإنه يكون عني ما حتض عليه شريعة اإلسالم بنصوص قطعية الداللة والثبوت ،كقوله ..." :
()2
وقوله ":يا أيها الذين وتعاونوا على البر والتقوى وال تعاونوا على اإلثم والعدوان واتقوا اهلل إن اهلل شديد العقاب "
)(2
. آمنوا خذوا حذركم " ..
-7التأمني باعتباره نظاماً مستحدثاً يف نطاق املعامالت وعدم انسجامه مع أحكام العقود املعروفة يف الفقه اإلسالمي ،ونظراً لعدم تعرض الفقهاء األوائل له بالتقعيد ،أحدث خالفاً
بني احملدثني من الفقهاء ،فمنهم من قال باملنع ومنهم من قال باإلباحة ،ومنهم من قال باملنع لبعض أنواعه واإلباحة للبعض اآلخر.
ويصدق يف عقد التأمني ما ذهب إليه د /مصطفى أمحد الزرقا يف حبثه املقدم ألسبوع الفقه اإلسالمي ومهرجان ابن تيميه بدمشق ،يف الفرتة من 77-71شوال سنة 7981هـ –
اجمللس األعلى لرعاية الفنون واآلداب والعلوم االجتماعية ،ص – 917حتت عنوان " عقد التأمني وموقف الشريعة اإلسالمية منه " حيث أنه قال يف الفقرة الثالثة من التمهيد " ….
فجدير بفقهاء الشريعة اإلسالمية ،وقد تغلغل نظام التأمني وعقده هذا التغلغل يف حياة الناس أن يعنوا بدراسته ،دراسة حتليلية وتفصيلية تقوم على حقائق الواقع وهدى نصوص
الشريعة وقواعدها ،وأن حيددوا موقفها منه باجتهاد ضروري يتحرى فيه الوصول إىل احلكم األقرب إىل وجه الشريعة اإلسالمية واألشبه بنظامها الفقهي وتوجيهها العلمي ،ومقتضى
نصوصها وقواعدها ،سواء أكان سلبياً ذلك املقتضى أو إجيابياً .ذلك ألن هذه الشريعة – وهى الشريعة اخلالدة ذات النظام القانوين الكامل بنصوصه اخلاصة والعامة وبقواعده احمليطة
– ال ميكن أبداً أن تقف حريى جتاه احلوادث املستجدة ال جتد فيه جواباً ،وال أن ختلو من األدلة الكافية على حتديد موقف اإلسالم ،ووجهة نظره يف كل وضع من األوضاع وعمل
من األعمال وتصرف من التصرفات كما هو مقرر لدى فقهائها الراسخني .
][14
الفرع الثاني :التأمين في ضـوء قواعد األخالق
ال شك أن املقامرة والرهان تعد من األمور اليت تأباها األخالق – كقاعدة عامة – فكما رأى البعض أن التأمني يصدم بأحكام
الشرع النطوائه على مثل ذلك ،فذات السبب هو الذي أدى بالبعض بالقول بأن التأمني يف بعض جوانبه يتناىف مع قواعد
األخالق.
غري أن واضعي أحكام التأمني قد حنوها جانباً وقرروا حترميها وأن عقد التأمني الذي ينطوي علـى شـروط تقـرب التـأمني مـن املقـامرة
يقع هذا العقد باطالً .وأبطل العقد – كذلك – إذا كان حتقق اخلطر املؤمن منه بإرادة أحد األطراف .فضالً عن كون التأمني يقوم
– حالياً -على أسس علمية وفنية جتعله يبتعد كثرياً عن املقامرة والرهان .واألسس الفنية للتأمني ابتعاده عن املقامرة.
ولكي يبقى للتأمني ذا طابع أخالقي فقد جرى العرف التأميين والتشريع املنظم للتـأمني يف معظـم دول العـامل مبـا فيهـا مصـر علـى
وضع العديد من القواعد اليت تضمن بقاء التأمني يف حظرية األخالق.
ومــن القواعــد الــيت جتعــل التــأمني يف حظــرية األخــالق ،قاعــدة عــدم جــوز التــأمني ضــد اخلطــر العمــدي حــىت ال يــؤدى إىل شــعور
((1
،وتــوفري احلمايــة الشـخص بــاال مبــاالة وعــدم املســئولية واإلمهـال ،وكــذلك إبـراء ذمــة املــؤمن يف حالــة انتحــار املــؤمن علــى حياتــه
املؤمن له باعتباره والطرف الضعيف يف عقد اإلذعان ،وذلك ألن املؤمن له يريد أن يتجنب اخلوف ومفاجآت املستقبل.
ومــن مظــاهر الطــابع األخالقــي للتــأمني مبــدأ التعــويض مــن األضـرار حيــث يرتتــب علــى ذلــك املبــدأ عــدم جـواز اإلثـراء مــن التــأمني.
()2
،باإلضـافة إىل اشـرتاط أن يكـون حمـل التـأمني مصـلحة اقتصـادية فيجب أن يقتصر على تعويض ما يصـيب األمـوال مـن أضـرار
مشروعة تعود على الشخص من عدم حتقق اخلطر املؤمن منه ).(3
)(4
،أي جيــب أن يتصــرف املــؤمن لــه سـواء عنــد إبـرام والتــأمني ،كســائر العقــود ،جيــب أن يــتم وينفــذ وفــق مقتضــيات حســن النيــة
العقد أو أثناء تنفيذه حبسن نية ،أي بطريقة تتفق مع األخالق.
القسم الرابع :أسس ومبادئ التأمين
لقد اختلف الفقهاء يف بيان حتديد أسس التأمني ,فمنهم من يركز على األساس االقتصادي و األخر على األساس القانوين ,
و منهم من يرى أن أساسه فين .
الفرع األول :أسس التأمين
أوال :األساس االقتصادي للتأمين
يعتمد باألخص على نظريتني إال أهنم اختلفوا حول معيار حتديد هذا األساس فمنهم من يرجعها إىل فكرة احلاجة و البعض اآلخر
يرجعها إىل فكرة الضمان .
أ -نظرية التأمين و الحاجة
يركز أصحاب هذه الفكرة بأن التأمني هو ناتج عن احلاجة للحماية و األمن ,و ذلك أ ّن أي خطر حيتمل الوقوع يف املستقبل
يدفع اإلنسان إىل محاية ذمته املالية أو حياته أو سالمة جسمه من هذا اخلطر .فهاته النظرية متتاز بكوهنا تفسر كافة أنواع التأمني
من األضرار حيث توجد احلاجة للحماية من خطر معني ,كما أهنا تفسر غالبية أنواع التأمني.
-1تنص الفقرة األوىل للمادة 17من قانون التأمينات على أنه " ال يكتسب ضمان التأمني يف حالة الوفاة ،إذا انتحر املؤمن له مبحض إرادته وعن وعي خالل السنتني األوليني
من العقد ،وال يلزم املؤمن إال بإرجاع الرصيد احلسايب الذي تضمنه العقد إىل ذوي احلقوق ".
-7تنص املادة 179مدين على أنه " ال يلتزم املؤمن يف تعويض املؤمن له إال عن الضرر الناتج عن وقوع اخلطر املؤمن منه بشرط أال جياوز ذلك قيمة التأميـن".
-9تنص املادة 177مدين على أنه " تكون حمالً للتأمني كل مصلحة اقتصادية مشروعة تعود على الشخص من عدم وقوع خطر معني ".
-1تنص الفقرة األوىل للمادة 711مدين على أنه " جيب تنفيذ العقد طبقاً ملا اشتمل عليه و حبسن نية ".
][15
نقد النظرية
يؤخذ على هذه النظرية ،أهنا غري مانعة و غري جامعة .غري مانعة ألهنا ال متنع دخول أنظمة أخرى يف نطاقها غري التأمني ,مثل
مجعيات االدخار ،واالئتمان التباديل ،بالرغم من أهنا ال تدخل ضمن أطر التأمني .و غري جامعة ألهنا ال حتيط بكل أنواع
التأمني حيث توجد بعض أنواع التأمني ال ينطبق عليها معيار احلاجة الذي بنيت عليه هذه النظرية .مثل التأمني على احلياة
ملصلحة شخص آخر مستفيد ،يف هذه احلالة هذا الشخص ال هتمه حياة املؤمن له ،وبالتايل ال توجد لدى املستفيد احلاجة إىل
احلماية ،وبالتايل فإن معيار احلاجة خيرج من بعض صور التأمني .
ب -نظرية التأمين و الضمان
يعتمد أصحاب هذه النظرية على أ ّن اخلطر يسبب لإلنسان حالة عدم ضمان اقتصادية تتمثل يف هتديد املركز املايل و االقتصادي
و التأمني هو الذي حيقق من الناحية املادية ضمان هلذا املركز االقتصادي املهدد.
نقد النظرية
يؤخذ على هذه النظرية أهنا ال تتصدى لبيان أساس التأمني ,ذلك أن معيار الضمان اليت تقوم عليه هاته النظرية ليس إال نتيجة
من النتائج االقتصادية اليت يرتتب على التأمني بعد إبرامه .و من مث ال تصلح أساسا له ,زيادة عن ذلك فإن الضمان ال يقتصر
على التأمني فقط حيث حتقق أنظمة أخرى لألفراد هاته اخلاصية دون أن يطلق عليها صفة التأمني .مثل مؤسسات الضمان
االجتماعي ،كما أن هذا املعيار ال يوجد يف صورة التامني على األشخاص ،ألن املؤمن له ال يتضرر مركزه االقتصادي ،وبالتايل
ال ميكن االكتفاء باألساس االقتصادي كفكرة بين عليها التأمني .
ثانيا :األساس القانوني للتأمين
يرى أنصار هذا املذهب أي أساس التأمني قانوين حمظ لكن اختلفوا يف كيفية حتديد معيار أو العنصر الذي يعتمد عليه ,فالبعض
يرى أن اخلطر هو املعيار القانوين احملدد للتأمني الذي ينتج عنه الضرر الذي يسببه ,بينما يرى طرف آخر بأن التعويض أي مبلغ
التأمني الذي يدفعه املؤمن للمؤمن له .وهو املعيار القانوين للتأمني .
أ -نظرية التأمين و الضر
يرى هذا االجتاه أن التأمني البد أن يستهدف إصالح ضرر حمتمل ,إذ أن التأمني هو نظام احلماية من أخطار حمتملة الوقوع يف
املستقبل ,وهو ال حيقق هاته احلماية إال إذا كان اهلدف منه إصالح الضرر الذي يسببه اخلطر .
وقد توسعت هذه النظرية يف معىن الضرر ليشمل اخلسارة يف ذمة اإلنسان املالية ,أو منع حتقق كسب ،و على ذلك فإن الضرر
هو أساس التأمني .
نقد النظرية
فالتأمني على احلياة ملصلحة الغري الذي الهتمه حياة املؤمن له ،ال يلحق املستفيد من التأمني أي ضرر ،بل بالعكس يعود
عليه بالنفع ،ونفس األمر بالنسبة للتأمني على احلياة حلال البقاء ،حيث أن املؤمن له حيصل على مبلغ التأمني احملدد يف العقد ،
اذا بقي حي عند تاريخ معني مع أنه ال يصيبه أي ضرر ،وعليه فإن هذا املعيار ال يصلح أساسا لكافة أنواع التأمني على الرغم
من أن أنصار هذه النظرية يؤكدون على وجود عنصر الضرر فيها .
ب -نظرية التأمين و التعويض
يرى أنصار النظرية أن أساس التأمني ليس الضرر يف ح ّد ذاته ,و إمنا اهلدف من التأمني هو التعويض ,أي مبلغ التأمني الذي
يدفعه املؤمن للمؤمن له عند وقوع اخلطر ,ألن هذا التعويض يوجد يف كافة أنواع التأمني عكس اخلطر الذي ينعدم يف بعض أنواع
التأمني .
][16
نقد النظرية
هذه النظرية ال تعتمد على األسس القانونية بل تعتمد على األسس الفنية وهي إجراء مجع بني املسامهات اخلاصة باملؤمن هلم
وإجراء املقاصة بينهم وفقا ملبادئ اإلحصاء وكلها أسس فنية ال قانونية .
ثالثا :األساس الفني للتأمين
يرى الفقهاء الذين نادوا هبذا املذهب تأسيس التأمني وفق أسس فنية وذلك بإحداث عملية تعاون يقوم هبا املؤمن بتنظيمها
بتجميع املخاطر اليت يتعرض هلا و إجراء املقاصة بينهم وفق قوانني اإلحصاء ,غري أهنم انقسموا إىل فريق ينادي حبلول التعاون
املنظم على أساس سبيل التبادل املبين على الصدفة البحتة ,و فريق ينادي بنظرية التأمني كمشروع منظم فنيا .
أ -نظرية حلول التعاون المنظم على سبيل التبادل محل الصدفة البحتة
تعتمد هذه النظرية يف حقيقة األمر على عملية التعاون بني املؤمن هلم الذين تواجههم خماطر متشاهبة ,فاملؤمن هلم هم الذين
يضمنون تغطية خماطرهم بأنفسهم ،بدال من مواجهة كل شخص منهم اخلطر وحده ،و يقتصر دور املؤمن على إدارة و تنظيم
هذا التعاون وفقا ألسس فنية متكنه من حتديد القسط الذي يدفعه كل عضو واملتناسب مع درجة احتمال وقوع اخلطر .وهبذا
يكون حلول التعاون املنظم حمل الصدفة هو أساس التأمني .
نقد النظرية
لقد اعتمدت هذه النظرية على األساس الفين مهملة األساس القانوين الذي هو مكمل للجانب الفين للتأمني ,و هذا ما يولد
نقص فيما مدى فعالية هذه العملية إذا اهتمت بعملية التعاون املنظم الذي يقوم جبلب املنفعة للمؤمن ومل هتتم مبركز املؤمن له و
حقوقه و التزاماته و بالتايل هناك فجوة يف هاته النظرية يستوجب استدراكها من خالل اجلمع بني كل من املعيار القانوين و املعيار
الفين للتأمني .
ب -نظرية التأمين كمشروع منظم فنيا
يعتقد أصحاب هذه النظرية أن عقد التأمني يتطلب مشروع منظم ألنه ليس كباقي العقود ألنه ينطوي على عملية فنية هتدف
إىل جتميع املخاطر و إجراء املقاصة بينهم ،و حتديد القسط الذي يدفعه املؤمن له .و لذلك فإن عقد التأمني البد أن يربم عن
طريق هذا املشروع املنظم فنيا .هذا التنظيم هو الذي يعترب األساس الفين للتأمني .
-نقد النظرية
ل قد أجنبت هذه النظرية عنصرا جديدا وهو املعيار الفين لعقد التأمني غري أنه غري كايف ,ألن املعيار اليت تأخذ به هذه النظرية
ال يقتصر على التأمني فحسب ،بل يوجد العديد من عمليات املضاربة تدار بواسطة مشروعات منتظمة فنيا ,دون أن يطلق
عليها وصف التأمني .مثل املقامرة والرهان .
كما أن بعض صور التأمني ال يكون عبارة عن مشروع منظم فنيا مثل التأمني التعاوين الذي اليعتمد على األسس الفنية لقانون
اإلحصاء يف حتديد االشرتاكات مثال .
رابعا :االتجاه الحديث
مما سبق يظهر بأن النظريات السابقة تنظر إىل جانب واحد من جوانب التأمني حيث يقتصر بعضها على اجلانب االقتصادي
و البعض اآلخر على اجلانب القانوين و الفين ,لكن يف حقيقة األمر ال ميكن االستغناء عن معيار من هذه املعايري الثالث أو
الفصل بينهما يف عقد التأمني ,إذاً فالتأمني هو التعاون بني املؤمن هلم القائم على أسس فنية الذي ينظمه املؤمن و يلتزم فيه
بتغطية اخلطر مقابل التزام املؤمن هلم بدفع األقساط ,من هذا نستنتج بأن عقد التأمني ينطوي على أسس قانونية و اقتصادية و
فنية جتعله يتميز عن باقي العقود األخرى .
][17
الفرع الثاني :المبادئ األساسية التي تحكم التأمين
هناك اجموعة من املبادئ اليت يقوم عليها عقد التأمني ،وهذه املبادئ ال تنبعث من فراغ ولكنها تستمد وجودها وقوهتا
واستمرارها من القوانني والتشريعات اليت تصدرها الدولة يف اجال العمل التأميين.
هذه املبادئ هي دعائم أساسية وتعترب من أسس قيام العمل التأميين ،ومن غريها يفقد العمل التأميين الصفة القائم عليها واهلدف
الذي جعل من أجله كفكرة ونظام.
ومن اجلدير ذكره أن هذه املبادئ تنقسم إىل قسمني ،قسم يسري على مجيع أنواع التأمني بال استثناء ،وقسم آخر يسري على
تأمينات املمتلكات واملسئولية املدنية وال يسري على تأمينات احلياة واحلوادث الشخصية.
أوال :المبادئ القانونية التي تسري على جميع أنواع التأمين وهي:
أ .مبدأ منتهى حسن النية.
ب .مبدأ املصلحة التأمينية.
ج .مبدأ السبب القريب.
أ -مبدأ حسن النية :
يلتزم املتعاقدين باإلدالء جبميع البيانات اخلاصة بعقد التأمني واملطابقة للواقع ،فيكون التصريح من طرف املؤمن له بكل ما لديه
من معلومات و شروحات ختص عملية التأمني ,ضمن استمارة أسئلة فاألمور املتعلقة بالشيء املؤمن عليه ،ال ميكن إال للمؤمن له
أن يعلمها .أما املؤمن جيب أن يبني بوضوح شروط العقد و االستثناءات الواردة عليه .فحسن النية املتبادلة بني الطرفني هو
جوهر العملية التأمينية و إخالل هبذا املبدأ يستلزم مباشرة بطالن العقد وعليه يرتتب على هذا املبدأ اآلثار التالية :
-وثيقة التأمني هي الصك الرئيسي املثبت للتعاقد بني املؤمن له واملؤمن .
-جيب أن يتوفر لدى كل من طريف عقد التأمني منتهى حسن النية ،مبعىن أن تكون البيانات اليت يديل هبا كل طرف صحيحة
ودقيقة .
-تبين شركة التأمني قرارها بقبول أو رفض التأمني على البيانات اليت يديل هبا املؤمن له ،وتستخدمها يف تقدير القسط الواجب
سداده ،ويف وضع الشروط اليت تتناسب مع احلالة التأمينية .
-تعمل شركة التأمني على التثبت من البيانات اليت يديل هبا املؤمن له ،إال أن هناك أموراً ال ميكن اكتشافها .
-إذا مت اكتشاف أي تالعب يف هذه البيانات ،يصبح عقد التأمني باطالً .
-ال جيوز لشركة التأمني أن خترب طاليب التأمني بأية بيانات غري صحيحة لتغريهم على التعاقد معها .
-ال جيوز للمؤمن له ( لكي يستحق التعويض ) أن يفتعل حريقاً أو سرقة أو إتالف ليستحق مبلغ التأمني ،فهو هبذا يكون قد
أخل مببدأ منتهى حسن النية .
ب -مبدأ المصلحة التأمينية :
-2مفهوم المصلحة التأمينية :
يعترب مبدأ املصلحة التأمينية من أهم املبادئ اليت ختضع هلا مجيع أنواع عقود التأمني .وتتوافر املصلحة التأمينية عندما توجد
عالقة معينة بني الشخص طالب التأمني (املؤمن له) وبني موضوع التأمني حبيث يرتتب على بقاء الشخص أو الشيء موضوع
التأمني نفعا معنوياً أو ماديا أو كليهما للمستفيد من التـأمني أو يرتتب على فناء الشخص أو الشيء موضوع التأمني خسارة
معنوية أو مادية للمستفيد من التـأمني .
][18
ويقصد باملصلحة يف التأ مني معرفة ما إذا كان للمؤمن له أو املستفيد مصلحة من عدم وقوع اخلطر املؤمن منه ،ومن أجل هذه
املصلحة أمن من هذا اخلطر ،حىت إذا وقع واصطدم وقوعه مع املصلحة يف عدم وقوعه ،وحلق املؤمن أو املستفيد ضرر نتيجة
ذلك ،رجع على شركة التأمني بتعويضه عن هذا الضرر .
-1شروط المصلحة التأمينية :
لقد أكد املشرع اجلزائري على أمهية املصلحة يف التأمني مبقتضى أحكام املادتني 177من القانون املدين واملادة 71من قانون
التأمني ،بأن تكون هذه املصلحة اقتصادية من جهة ومشروعة من جهة أخرى .وعليه جيب أن يتوافرا يف املصلحة التأمينية
شرطان جوهريان لقيامها واعتبارها ،أوهلما هو أن تكون هناك مصلحة مادية ،فال عربة باملصلحة املعنوية ،أي أنه ال بد أن
يستفيد طالب التأمني مادياً من سالمة وبقاء املمتلكات املؤمن عليها ،ويتضرر مادياً بضرر هذه املمتلكات ،ولعل من أوضح
األمثلة على املصلحة املادية كمقوم أساسي يف املصلحة التأمينية هو مصلحة الشخص يف املمتلكات اليت ميلكها ،فلمالك املركبة
مثالً مصلحة مادية يف بقاء مركبته سليمة ،حيث إنه سيتعرض خلسارة مالية فيما لو حلق مبركبته أي ضرر ،وملالك املنزل مصلحة
مادية يف سالمة وبقاء منزله ،حيث إنه سيتعرض حتماً خلسارة مالية فيما لو حلق مبنزله أي ضرر أو خسارة كنشوب حريق يف
منزله ،كما أن للمستأجر أيضاً مصلحة مادية يف سالمة املنزل الذي استأجره والذي رمبا سيكون مسؤوالً عن دفع تكاليف
اإلصالح يف حالة تعرض املنزل للضرر وسيكون عليه أيضاً دفع اإلجيار حىت لو كان املنزل غري صا ح للسكن .
أما الشرط الثاين الذي جيب أن يتوافر يف املصلحة التأمينية فهو أن تكون املصلحة مشروعة أو قانونية ،حبيث ال ُختل بالنظام العام
أو اآلداب العامة ،إذ ال يصح التأمني على املسروقات واملمنوعات مثالً ،ورغم وجود مصلحة لطالب التأمني يف التأمني على هذه
املمتلكات ،إال أهنا مصلحة ال يُقرها أو يعرتف هبا القانون.
-3أهمية المصلحة التأمينية
ميكن إيعاز ضرورة توافر املصلحة التأمينية لسببني رئيسيني:
السبب األول :هو احلد من مؤثرات اخلطر املعنوية ،أو مبعىن آخر احلد من اخلطر األخالقي ،فلو سلَّمنا بعدم ضرورة وجود
املصلحة التأمينية يف عقود التأمني ،فإننا بذلك سنسمح بظهور من ُميلي عليه ضمريه التأمني على ممتلكات غريه بنية إحلاق الضرر
هبا واحلصول على مكاسب غري مشروعة من وراء ذلك ،فقد يعمد شخص ما إىل التأمني على خيت فاخر تعود ملكيته لشخص
آخر ،ومن مث يقوم حبرقه أو إغراقه من أجل احلصول على تعويض اجز من شركة التأمني.
أما السبب الثاني :والذي حيتم ضرورة توافر املصلحة التأمينية يف عقود التأمني ،فهو ملنع املقامرة أو املراهنة فيها ،فثبوت
املصلحة التأمينية يف عقود التأمني ضروري ملنع عمليات املقامرة أو املراهنة ،ففي ظل عدم وجود هذه املصلحة سيُفسح اجملال
ليتحول عقد التأمني إىل ساحة من املراهنة واملقامرة ،مما خيالف أحكام ديننا الشريف ويضر بالصا ح العام.
البد من وجود مصلحة لشخص املؤمن له من سالمة املال املؤمن عليه ،فهذه املصلحة هي اليت تدفع الشخص املؤمن له إلبرام
عقد التأمني وذلك للحصول على مبلغ التأمني كتعويض له حبال حتقق اخلطر املؤمن ضده .
جـ -مبدأ السبب القريب:
يشرتط لقيام املؤمن بدفع التعويض أن يكون اخلطر املؤمن ضده هو السبب القريب واملباشر ال السبب البعيد حلدوث اخلسارة،
ويقصد بالقرب هنا سببياً ال زمنياً ،مبعىن أن يكون السبب الفعال الذي أدى وقوعه إىل سلسلة من احلوادث أدت يف النهاية إىل
وقوع اخلسارة املالية ،وتتمثل أمهية هذا املبدأ يف أنه حيدد مدى أحقية املؤمن له يف احلصول على التعويض.
وعند تطبيق هذا املبدأ قد نواجه بإحدى احلاالت التالية :
-7إذا حتقق اخلطر املؤمن منه وكان هو السبب الوحيد لوقوع اخلسارة املالية فال توجد مشكلة ،وحيق للمؤمن له احلصول على
التعويض.
][19
-7إذا وقع اخلطر املؤمن منه ضمن سلسلة أخطار متتالية ال يوجد خطر منها مستثىن بالوثيقة ،فال يوجد مشكلة أيضاً ويستحق
املؤمن له احلصول على التعويض.
-9إذا وقع اخلطر املؤمن منه ضمن اجموعة من احلوادث املتتالية منها ما هو مستثىن ،ومنها ما هو مغطى بالوثيقة ،فيجب أن
يكون السبب القريب للخسارة هو اخلطر املغطى وليس اخلطر املستثىن بالوثيقة.
مثال ذلك :إذا اشرتى شخص وثيقة تأمني على منزله ضد احلريق حيث أنه من املعروف يف هذه الوثائق ما تستثين خطر احلريق
الناتج عن انفجار األجهزة الكهربائية ،وبفرض حدوث انفجار يف أحد األجهزة الكهربائية نتيجة زيادة ضغط التيار الكهربائي يف
املنزل ،مما أدى إىل حدوث حريق هائل أدى إىل خسائر وتلفيات حمتويات املنزل ،فمن حق شركة التأمني يف هذه احلالة أن ترفض
دفع التعويض ألن السبب القريب للحادث هو االنفجار وهو خطر مستثىن من الوثيقة .
ولكن إذا حدث أن قذف شخص غريب يسري يف الشارع سيجارة مشتعلة يف حديقة املنزل أدت إىل حريق أشعل النار يف املنزل،
مث نتج عن احلريق انفجار أحد األجهزة الكهربائية ،فإن الشركة تلتزم بدفع التعويض ألن السبب القريب للخسارة هو احلريق ،وأن
االنفجار املستثىن جاء ضمن سلسلة احلوادث اليت بدأها خطر احلريق املغطى بالوثيقة.
ثانيا :المبادئ القانونية التي تسري على تأمينات الممتلكات والمسئولية المدنية وال تسري على تأمينات الحياة والحوادث
الشخصية وهي :
أ .مبدأ التعويض
ب .مبدأ املشاركة
ج .مبدأ احللول يف احلقوق
أ -مبدأ التعويض:
مبقتضى هذا املبدأ ال جيوز بأي حال من األحوال أن يزيد التعويض الذي يدفعه املؤمن للمؤمن له أو املستفيد عن قيمة اخلسائر
الفعلية احملققة ،وأال يتعدى هذا التعويض حدود مبلغ التأمني أو قيمة الشيء موضوع التأمني (حلظة وقوع اخلطر) أيهما أقل.
الهدف من هذا المبدأ
هو احليلولة دون اإلثراء غري املشروع ومنع أن يكون التأمني وسيلة جلين األرباح بالنسبة للمؤمن له.
ولتوضيح الهدف من هذا المبدأ بشكل أفضل نفترض المثال التالي:
على فرض أن أحد األشخاص قد اشرتى وثيقة تأمني ضد احلريق على منزله مببلغ تأمني قدره 711111دينار وعلى افرتاض
حدوث حريق أدى إىل خسارة قدرها 71111دينار ،فإذا قدرت قيمة املنزل (قيمة الشيء موضوع التأمني) وقت حدوث احلريق
مببلغ 711111دينار أيضاً ،فإنه ال يعقل أن حيصل صاحب املنزل على تعويض يساوي قيمة املنزل بالكامل أو قيمة مبلغ
التأمني ،ألن معىن ذلك أن قيمة التعويض تساوي 711111دينار ،يف حني أن اخلسارة الفعلية احملققة 71111دينار فقط،
وبالتايل فإن املؤمن له قد حيصل على ربح مقداره 81111دينار ،وهو الفرق بني قيمة املنزل موضوع التأمني وبني قيمة اخلسارة
الفعلية ،وهذا ال ميكن أو ال جيب أن حيدث.
وهذه هي احلكمة من مبدأ التعويض ،حيث حيصل املؤمن له على 71111دينار فقط تعويضاً للخسارة الفعلية اليت حلقت به.
الصعوبات التي تعترض تطبيق هذا المبدأ:
ترتكز هذه الصعوبات يف عملية تقدير مبلغ التأمني املناسب أو تقدير قيمة الشيء موضوع التأمني أو تقدير اخلسارة ،وذلك نظراً
لتعدد طرق التقدير ،والتغريات املستمرة يف األسعار ،ولذلك عادة ما يكون لشركة التأمني احلق يف اإلصالح أو اإلحالل أو إعادة
الشيء إىل أصله ليعود إىل احلالة اليت كان عليها قبل احلادث مباشرة (وهي من صور التعويض العيين).
][20
الخالصة :
أن مبدأ التعويض يعين أن شركة التأمني حتدد التعويض املستحق يف تأمينات املمتلكات واملسئولية املدنية وفقاً للقاعدة التالية :
وهلذا يطلق البعض على تأمينات املمتلكات واملسئولية املدنية اسم "تأمينات الخسائر" ألن التعويض فيها يتم على أساس اخلسارة
وتطبق عليها القاعدة السابقة.
أما يف تأمينات احلياة ،فال يطبق مبدأ التعويض ،حيث يتم االتفاق بني املؤمن واملؤمن له على أن يلتزم املؤمن عند الوفاة مثالً،
بدفع مبلغ نقدي معني يسمى مبلغ التأمني ،ولذلك يطلق البعض على تأمينات احلياة واحلوادث الشخصية اسم " التأمينات
النقدية" حيث تطبق القاعدة التالية :
وعند تطبيق مبدأ التعويض يف تأمينات املمتلكات واملسئولية ،تتوقف قيمة التعويض الذي تلتزم به شركة التأمني على درجة كثافة
(كفاية) التأمني.
كثرياً ما حيدث يف تأمينات املمتلكات واملسئولية أن خيتلف مبلغ التأمني عن قيمة الشيء موضوع التأمني حلظة وقوع اخلطر،
وتتحدد درجة كفاية التأمني على ضوء مقارنة هاتني القيمتني.
وهنا قد نواجه بإحدى ثالث حاالت هي:
.2التأمين الكافي :
إذا كان مبلغ التأمني يساوي قيمة الشيء موضوع التأمني ،فإن كثافة التأمني تساوي واحد صحيح ،ويسمى التأمني كافياً.
ويستحق املؤمن له وفقاً ملبدأ التعويض تعويضاً كامالً عن مجيع اخلسائر املالية احملققة ،حىت لو كانت اخلسائر كلية ،أي يتم تطبيق
العالقة التالية:
][23
مبلغ التأمين
التعويض = الخسارة الفعلية × .............................................................
ويشرتط لتطبيق شرط النسبية أن يكون وارداً يف قانون تأمني الدولة أو ينص عليه صراحة يف وثيقة التأمني ،أما إذا مل يكن األمر
كذلك فال جيوز تطبيق شرط النسبية ويطبق مبدأ التعويض على أساس أن التعويض يساوي الخسارة الفعلية بحد أقصى مبلغ
التأمين فقط دون تطبيق قاعدة أيهما أقل ،ألن مبلغ التأمني يف هذه احلالة أقل من قيمة الشيء موضوع التأمني.
أي أن العالقة اليت تطبق يف حالة التأمني الناقص مع عدم النص على تطبيق شرط النسبية هي :
مبلغ التأمين
التعويض = الخسارة الفعلية × ..............................................
قيمة الشيء موضوع التأمين عند وقوع الخطر
][27
ب .نصيب كل شركة يف هذا التعويض:
نصيب الشركة (أ) = )9111111 ÷ 811111( × 711111
= 17111دينار.
نصيب الشركة (ب) = )9111111 ÷ 7711111( × 711111
= 718111دينار.
نصيب الشركة (ج) = )9111111 ÷ 7111111( × 711111
= 11111دينار.
وحيث أن اخلسارة قدرها 151111دينار ،وأن اجموع ما تتحمله شركات التأمني قدره 711111دينار ،فيتحمل املؤمن له
الفرق وقدره 781111دينار.
ج -مبدأ الحلول في الحقوق :
يعين هذا املبدأ أنه من حق شركة التأمني أن حتل حمل املؤمن له يف الرجوع على الغري املتسبب يف اخلسارة اليت حلقت باملؤمن له
وتطالبه بالتعويض.
فإذا وقع ت خسارة أو اخلطر املؤمن منه نتيجة خلطأ الغري ،وحىت ال حيصل املؤمن له على تعويض مزدوج أو مرتني من شركة التأمني
مرة ومن الغري املتسبب يف اخلسارة مرة أخرى.
فإن مبدأ احللول يف احلقوق يقضي بأن حيصل املؤمن له على التعويض من شركة التأمني ،على أن حتل شركة التأمني حمل املؤمن له
يف الرجوع على الغري ومطالبته بالتعويض ،على أن حتتفظ لنفسها يف حدود ما دفعت للمؤمن له ،وترد الباقي.
اهلدف من هذا املبدأ أيضاً هو عدم اإلثراء غري املشروع ،كما أنه يأيت كامتداد ملبدأ التعويض.
ويسري مبدأ احللول على تأمينات املمتلكات واملسئولية فقط ،وال يسري على تأمينات احلياة واحلوادث الشخصية.
ففي تأمينات احلياة حيق للورثة يف حالة وفاة املؤمن عليه احلصول على مبلغ التأمني من شركة التأمني ،ويف نفس الوقت احلصول
من الغري على التعويض الذي حيكم به القضاء.
مثال للتوضيح :
بفرض أن شخص (أ) أمن على سيارته تأميناً شامالً مببلغ تأمني قدره 71111دج لدى شركة التأمني (ب) ،وبفرض أن طرف
ثالث (ج) تصادمت سيارته مع سيارة الشخص (أ) نتيجة خطأ (ج) ،ونتج عن هذا التصادم خسارة قدرها 71111دج.
وفقاً للقانون املدين حيق للشخص (أ) أن يقاضي الشخص (ج) وحيصل منه على قيمة اخلسارة ،ويف نفس الوقت يستحق (أ)
تعويضاً من شركة التأمني (ب) ،ولكن لو حتقق ذلك فسيحصل (أ) على تعويض مزدوج – لذلك يأيت مبدأ احللول ليمنع ذلك-
ويكون احلل الصحيح هلذه املشكلة أن تدفع شركة التأمني (ب) مبلغ التأمني وقدره 71111دج إىل املؤمن له (أ) على أن حتل
حمله يف مقاضاة (ج) ومطالبته بالتعويض.
لكن لو فرضنا أن اخلسارة قدرت مببلغ 75111دج ،فإن شركة التأمني تلتزم بدفع مبلغ التأمني فقط وقدره 71111دج ،وإذا
حكم القضاء بتعويض (أ) عن طريق (ج) مبقدار اخلسارة وهي 75111دج ،فإن شركة التأمني (ب) ترد الفرق وقدره 5111
دج للمؤمن له (أ).
][28
القسم الخامس :خصائص عقد التأمين
إن التأمني ،باعتباره عقداً ،خيتص ببعض اخلصائص اليت تعكس ذاتيته اخلاصة سواء أكان من حيث انعقاده أم كان من حيث
مضمونه أم كان من حيث تنفيذه .
ونعرض هلذه اخلصائص كاآليت :
الفرع األول :عقد التأمين عقد رضائي
ال شك أن عقد التأمني ال خيرج عن األصل العام ،يف القانون احلديث ،وهو رضائية العقود ،حيث أن األحكام اخلاصة به
()1
.وبناء عليه فإن عقد التأمني ينعقد مبجرد توافق وتبادل وتطابق اإلجياب والقبول بني يف قانون التأمينات مل تقض بغري ذلك
()2
.وعلى املدعى بقيام عقد التأمني أن يثبت ذلك بإقامة الدليل على دعواه وفق قواعد اإلثبات. طرفيه املؤمن واملؤمن له
أما صياغته يف شكل وثيقة للتأمني فهذا ال خيرج عن كون الكتابة يف هذه احلالة لإلثبات وليس لالنعقاد ،وأن إلزامية اشتماهلا
على بيانات معينه والتوقيع عليها من طريف العقد املؤمن واملؤمن له ،ال يغري من رضائية هذا العقد .إمنا استلزم ذلك بسبب خاصية
اإلذعان وما يشتمل عليه من شروط متنوعة ،لكي يتوافر العلم وتنتفي اجلهالة لدى املؤمن له مبا تتضمنه الوثيقة من بيانات.
غري أن الرضائية ،باعتبارها أصالً ،ال حتول دون أن يتفق طرفا عقد التأمني على أن يكون شكلياً أو عينياً .فيكون شكلياً مىت
اشرتط صراحة عدم انعقاده إال إذا اختذت إجراءات شكلية معينة .ويكون عينياً إذا اشـرتط املؤمن عدم قيام العقد إال إذا قام
املؤمن له بدفع قسط التأمني.
الفرع الثاني :عقد التأمين عقد ملزم للجانبين :
يعترب عقد التأمني من العقـود امللزمـة للجـانبني ذلـك سـبب التـزام أحـدمها هـو حمـل التـزام الثـاين .فسـبب التـزم املـؤمن بتحمـل تبعـة
اخلطر املؤمن منـه ،سـواء أكـان بتـوفري اآلمـان للمـؤمن لـه أم كـان بالوفـاء مببلـغ التـأمني عنـد حتقـق هـذا اخلطـر ،هـو التـزام املـؤمن لـه
بدفع األقساط وسبب التزام املؤمن له بذلك هو التزام املؤمن بتحمل هذه التبعة.
وال ميثل القول بأن التزام املؤمن بـدفع مبلـغ التـأمني معلـق علـى شـرط واقـف هـو حتقـق اخلطـر املـؤمن منـه ،أو أنـه ال يلتـزم بـدفع هـذا
املبلغ عند عدم حتقق هذا اخلطر .خروجا على إلزامية عقد التأمني جلانبيه ألن تبادلية االلتزامات أو تقابلها ال ينظر إليها عند تنفيذ
العقود إمنا يبحث عنها يف وقت انعقادها.
الفرع الثالث :عقد التأمين عقد معاوضة
يعد عقد التأمني من عقود املعاوضة ،ألن كل طرف فيه يأخذ مقابالً ملا يعطى .فاملؤمن يؤمن املؤمن له من اخلطر الذي يهدده
يف مقابل دفع األقساط ،فإذا حتقق هذا اخلطر التزم املؤمن بالوفاء مببلغ التأمني للمؤمن له .ويدفع املؤمن له القسط التأميين للمؤمن
نظري شعوره بالطمأنينة واآلمان خالل مدة التأمني وحصوله على مبلغ التأمني يف حالة حتقق اخلطر املؤمن منه.
وال يغري من معاوضة عقد التأمني كون اخلطر املؤمن منه مل يتحقق ومن مث فال يلتزم املؤمن بدفع مبلغ التأمني للمؤمن له ،ألن
األقساط الذي يوىف هبا األخري ليست يف مقابل هذا املبلغ ،إمنا يف مقابل اآلمان الذي يوفره التأمني له وحتمل األول لتبعة ذاك
اخلطـر .
الفرع الرابع :عقد التأمين عقد إذعان
اإلذعـان هــو التســليم بــاألمر كلــه دون مناقشــة لتفصــيالته ،مبعــىن أن املــؤمن يعــرض علــى املــؤمن لــه عــدة منــاذج مــن وثــائق التــأمني
املطبوعة ويطلب منه اختيار إحداها دون أن يعطيه احلق يف مناقشة بنودها ،فله قبول الوثيقة أو رفضها مجلة وتفصيالً.
][30
الذاكرة بصورة مؤقتة أو دائمة ،أو أن يصاب يف احلادثة بإصابة بليغة ،ويقع على املؤمن له إثبات مثل هذا العذر حىت ال حيرم
من مبلغ التأمني ،إذا أخل بالتزامه ،وله أن يثبته بكافة طرق اإلثبات ،ألن اإلثبات يف هذه احلالة يقع على واقعة مادية (.)1
ولكنه ومبفهوم املخالفة فإن الشرط املتضمن يف وثيقة التأمني الذي يقضي بسقوط حق املؤمن له يف مبلغ التأمني بسبب تأخره
يف التصريح بتحقق الكارثة دون أن يكون له عذرا مقبوال ،يعد صحيحا وال يعد تعسفيا (.)2
ج -كل شرط مطبوع لم يبرز بشكل ظاهر وكان متعلقا بحالة من األحوال التي تؤدي إلى البطالن أو السقوط :سقوط
حق املؤمن له يف التامني خيالف القواعد العامة اليت حتكم إخالل املدين القيام بالتزامه ،ولذلك اعترب املشرع الشرط املطبوع الذي
يقضي هبذا السقوط إذا كان غري واضح يعترب تعسفيا ،ألنه خمالف لألصل ،وبالتايل يعترب استثناء ،واالستثناء جيب أن ينص عليه
صراحة ،كما ال جيوز التوسع يف تفسريه وال القياس عليه .
وإذا ورد شرط السقوط ضمن الشروط املطبوعة يف وثيقة التأمني جيب – حىت يكون صحيحا – أن يربز بشكل ظاهر ،بأن
يوضع حتته خط ،أو يكتب حبجم خط أكرب من حجم اخلط املكتوب به الوثيقة ،وال حيتج هبذا الشرط إذا كان مكتوبا بنفس
خط وحجم الشروط املطبوعة األخرى .
د -شرط التحكيم ،إذا ورد في الوثيقة بين شروطها العامة المطبوعة ،ال في صورة اتفاق خاص منفصل عن الشروط
العامة :وهو حكم خاص بعقد التأمني ال ينطبق على غريه من العقود .ويفيد بإبطال شرط التحكيم باعتباره تعسفيا ،إذا مل يرد
يف اتفاق خاص أو يف ملحق الوثيقة منفصال عن الشروط املطبوعة ،مع أن شرط التحكيم شرط عادي كالشروط األخرى .
وتبدو العربة يف ذلك ،هي محاية املؤمن له من استغالل املؤمن لتفوقه االقتصادي والقانوين يف عقد التأمني ،لفرض وسيلة التحكيم
على املؤمن له يف حل املنازعات املتعلقة بعقد التامني اليت قد تنشأ بينهما .
ه -كل شرط تعسفي آخر ،يتبين انه لم يكن لمخالفته اثر في وقوع الحادث المؤمن منه :فتحت الفقرة اخلامسة من املادة
177املذكورة أعاله ،اجملال للقاضي أن حيكم ببطالن أي شرط تعسفي أخر ،غري الذي مت ذكره يف الفقرات األربعة السابقة ،
يتبني انه مل يكن ملخالفته أثر يف وقوع احلادث املؤمن منه .
من استعراض هذا النص جند أنه ينطوي على محاية جدية للمؤمن له ،فهو بعد أن أورد شروطا معينة رآها جائرة ونص على
بطالهنا ،عمم بعد التخصيص فأبطل كل شرط تعسفي آخر يتبني أنه مل يكن ملخالفته ،أثر يف وقوع احلادث املؤمن منه ،
فيكون تعسفا من ج انب شركة التأمني أن تتمسك مبثل هذا الشرط ،ويعود لقاضي املوضوع تقدير ما إذا كان ملخالفة الشرط اثر
يف وقوع احلادث املؤمن منه فيكون الشرط صحيحا ،أو ليس للمخالفة اثر فيكون الشرط تعسفيا ويقع باطال ،فال يعتد به ،
وتذهب احملاكم إىل تفسري الشروط الغامضة أو غري احملددة الواردة يف العقد ملصلحة املؤمن له ،ألن شركات التامني هي اليت
أعدهتا .
كما نصت املادة 175من القانون املدين على أنه (( :يكون باطال ،كـل اتفـاق خيـالف النصـوص الـواردة يف هـذا الفصـل إال أن
يكون ذلك ملصلحة املؤمن له ،أو املستفيد )) .
-7من بني االلتزامات اليت تقع على عاتق املؤمن له مبوجب عقد التأمني واليت نصت عليها الفقرة اخلامسة من املادة 75من قانون التأمينات اجلزائري
رقم 11/15املؤرخ يف 7115/19/18املعدل واملتمم ،التزامه بالتبليغ عن كل حادث ينجر عنه الضمان مبجرد اطالعه عليه ،ضمن آجال حمددة ،
إال يف احلالة الطارئة أو القوة القاهرة .
- 2مل يبني املشرع اجلزائري اجلزاء الذي يرتتب عن اإلخالل باإلخطار عن حتقق اخلطر ضمن اآلجال القانونية .غري انه جرى العمل بأن تضع
شركات التأمني من بني الشروط اليت تتضمنها وثائق التأمني شرطا يقضي بسقوط حق املؤمن له يف الضمان إذا اخل هبذا االلتزام إذا مل يكن له عذرا
مقبوال .ملزيد من التفصيل راجع :د /نبيل فرحان الشطناوي و د /مجال النعيمي ،محاية املؤمن له إزاء شرط سقوط احلق بالضمان يف التشريع األردين
،دراسة مقارنة ،اجلة الشريعة والقانون ،كلية احلقوق ،اإلمارات ،العدد السادس واخلمسون ،أكتوبر . 7179
][31
من خالل هذا النص جند أن املشرع قد جعل النصوص اليت تنظم عقد التامني واليت هتدف يف اجموعها إىل محاية املستأمنني
نصوصا ال جتوز خمالفتها ،إال أن يكون ذلك ملصلحة املستأمنني ،أما إذا اتفق على خمالفتها ملصلحة املؤمن فإن االتفاق يعد
باطال ).(1
كما خول املشرع القاضي تفسري شروط العقد على حنو غري ضار مبصلحة املؤمن له .حيث تنص املادة 777من القانون املدين
اجلزائري على ما يلي (( :يؤول الشك يف مصلحة املدين .
غري انه ال جيوز أن يكون تأويل العبارات الغامضة يف عقود اإلذعان ضارا مبصلحة الطرف املذعن )).
ويعود تبين هذه القاعدة تقديرا للطرف األضعف اقتصاديا ،فرضاه بالعقد اقرب إىل التسليم منه إىل القبول االختياري ،عالوة
على أن الطرف األقوى اقتصاديا هو الذي يقوم بتحرير العقد ،فإذا شابه غموض أو إهبام فعندئذ ال يستفيد من هذا الغموض ،
أي انه ال يستفيد من تقصريه يف تضمني عقد شروطا غامضة .
الفرع الخامس :عقد التأمين من العقود االحتمالية
()2
،فاألداءات املرتتبة عليه ال تكون معلومة املقدار فال يعلم املؤمن يف وقت عقد التأمني يعد منوذجاً للعقود االحتمالية أو الغرر
انعقاد العقد مقدار ما يأخذه وال مقدار ما يعطيه للمؤمن له الن ذلك متوقف على حتقق أو عدم حتقق اخلطر املؤمن منه .
غري أنه جيب مالحظة أن حمل التزام كل طرف يف العقد معلوم للطرف اآلخر .فاملؤمن يعلم أنه ملتزم بتغطية اخلطر املؤمن منه
واملؤمن له يعلم أنه ملتزم بدفع قسط التأمني .إال أن مقدار تغطية املؤمن وكذلك عدد األقساط اليت سيدفعها املؤمن له غري معلومة
هلما يف وقت إبرام العقد .فمثالً لو أن شخص قام بالتأمني على سيارة قيمتها 511111دج يف مقابل قسط 7111دج سنوياً
ضد احلريق وبعد إبرام العقد احرتقت السيارة فيلتزم املؤمن بالوفاء مببلغ التأمني للمؤمن له كامالً .وىف الصورة املقابلة قد يدفع املؤمن
له األقساط كاملة إال أن اخلطر املؤمن منه مل يتحقق لعدم احرتاق السيارة .ففي هذا املثال نالحظ أن املؤمن قد يوىف مببلغ
التأمني ،يف حالة حتقق اخلطر املؤمن منه ،دون أن حيصل على شئ ،وأن املؤمن له قد يدفع األقساط كاملة ،عند عدم حتقق
اخلطر املؤمن منه ،دون أن حيصل– أيضاً -على شئ .فهذه هي االحتمالية اليت تعد أهم خاصية مميزة لعقد التأمني.
وخاصية االحتمالية حتول دون الطعن يف عقد التأمني باإلبطال لالستغالل ،باعتباره أحد عيوب اإلرادة ،ألن التأمني قائم على
عدم تعادل القيم بني ما يعطى كل طرف لآلخر.
الفرع السادس :عقد التأمين عقد زمني
عقد التأمني يعد من العقود الزمنية املستمرة ،ألن الزمن عنصر جوهري فيه .فاملؤمن يلتزم بتوفري اآلمان للمؤمن له من اخلطر الذي
يهدده يف مقابل التزام األخري بدفع أقساط دورية خالل مدة التأمني.
وعليه يرتتب على زمنية عقد التأمني عدم إمكانية إعمال قاعدة األثر الرجعى للفسخ .بل يتم إعمال قاعدة األثر الفوري له إذا مت
فسخ عقد التأمني لتوافر سببه .وبناء على ذلك إن هذا الفسخ ال يكون له أثر رجعى ألن ما مضى من الزمن ال ميكن إرجاعه،
بل له أثر فوري ومباشر من تاريخ الفسخ.
الفرع السابع :التأمين من عقود حسن النية
()3
.ومع ذلك فإن اجال التأمني أكثر املعامالت األصل أنه جيب توافر حسن النية يف سائر املعامالت وال سيما يف العقود
اقتضاءً لذلك من غريها .فيجب أن تتوافر الثقة املتبادلة بني أطراف العقد ألن املؤمن يعتمد إىل حد كبري على ما يدىل به طالب
-1د /مجال الدين مكناس ،التأمني ،عقد التأمني ،الطبعة الثالثة ،مطبعة قمحة اخوان ،دمشق ، 7118 ،ص .97
-2املشرع املدين اجلزائري صنف عقد التأمني ،باعتباره عقداً مسمى ،يف الفصل الثالث من الباب الرابع الذي عنون له بـ " عقود الغرر".
- 3تنص الفقرة األوىل للمادة ( )711مدين جزائري على أنه " -7جيب تنفيذ العقد طبقاً ملا اشتمل عليه وحبسن نية ".
][32
التأمني من بيانات عن شخصه والظروف احمليطة باخلطر املراد التأمني ضده ،باإلضافة إىل أخطار املؤمن له للمؤمن عن كل ما
يؤدى إىل تفاقم اخلطر خالل فرتة التأمني.
غري أن سوء النية يرتتب عليه سقوط حق املؤمن له يف مبلغ التأمني مىت اشرتط ذلك بشكل ظاهر يف وثيقة التأمني أو وصل ذلك
إىل درجة الغش الفاحش حىت ولو مل ينص على ذلك صـراحة.
الفرع الثامن :عقد التأمين عقد تجاري بالنسبة للمؤمن ومدني بالنسبة للمؤمن له
عقد التأمني يعترب جتاريا بالنسبة للمؤمن الذي يتخذ شكل شركة أسهم ،أو شركة ذات شكل تعاضدي ،أو شركة تعاضدية ،
حيث يهدف إىل حتقيق الربح ،أما بالنسبة للمؤمن فاألصل أن العقد بالنسبة له يعترب مدنيا ،ألنه ال يهدف إىل حتقيق الربح ،
إمنا تغطية خطر معني ،ولكنه قد يكون العقد بالنسبة إليه عمال جتاريا ،إذا كان املؤمن له تاجرا وابرم عقد التأمني حلاجات
جتارته.
وتربز أمهية الصفة التجارية لعقد التأمني فيما يلي :
أ -أن اعتبار عقد التأمني جتاريا بالنسبة للمؤمن يكسبه صفة التاجر ،ويرتتب على تلك الصفة عدة التزامات كمسك الدفاتر
التجارية والقيد يف السجل التجاري .
ب -يف حتديد اجلهة القضائية املختصة بنظر املنازعات الناشئة عن عقد التأمني ،هل هي األقسام التجارية أم املدنية ،والقاعدة
يف ذلك صفة العقد بالنسبة للمدعى عليه ن فإذا كان مدنيا اختص بذلك القسم املدين ،وإذا كان جتاريا اختص بذلك القسم
التجاري .
القسم السادس :أقسام التأمين
يعرف التأمني بأنه اجال شاسع للغاية حبيث أن نطاق تطبيقه غري حمدود ,فكلما تعددت األخطار ظهرت أنواع جديدة من
التأمني ,لذلك فإن تقسيم التأمني يرجع تبعا لكيفية التعاقد أو اهليئة اليت تدير عملية التأمني ،أو حسب موضوع التأمني .
الفرع األول :تقسيم التأمين تبعا لكيفية التعاقد
طبقا لعنصر التعاقد يقسم التأمني إيل نوعني أساسيني :
أوال :التأمين االختياري :
ويشمل التأمينات اليت يتعاقد عليها الفرد أو املؤسسة مبحض اختيارهم ،وذلك للحاجة امللحة ملثل هذه التغطية التأمينية ،أي أنه
البد أن تتوافر هنا حرية االختيار يف التعاقد بني شركة التأمني وبني الفرد أو املؤسسة .ويتضمن هذا النوع من التأمينات كافة أنواع
التأمني اليت تتوافر هلا األساس السابق مثل تأمني أخطار السرقة واحلريق للمنازل ،تأمني أخطار سرقة وحريق السيارات ،تأمني
األخطار البحرية .ويطلق علي مثل هذا النوع من التأمني ،التأمني االختياري أو التجاري أو اخلاص.
ثانيا :التأمين اإلجباري :
ويشمل التأمينات اليت تلزم الدولة بتوفريها لألفراد أو املؤسسات أو يلزمهم بالتعاقد عليها وذلك هبدف اجتماعي أو ملصلحة طبقة
ضعيفة يف اجملتمع ،أي أن عنصر اإلجبار أو اإللزام من الدولة هو أساس التعاقد هنا .ويشمل هذا النوع من التأمني كافة فروع
التأمينات االجتماعية (العجز ،الوفاة ،التقاعد ،إصابات العمل ،)...،وبعض فروع التأمينات اخلاصة اإلجبارية كتأمني املسؤولية
من حوادث السيارات ).(1
– 1نص املشرع اجل زائري على أنواع التأمينات اإللزامية املتعلقة بالتامني الربي يف الفصل األول من الكتاب الثاين من قانون التأمينات وتشمل تأمينات املسؤولية
املدنية ،وتأمينات احلريق ،والتامني يف اجال البناء وتامني املسؤولية املدنية عن الصيد .إضافة إىل تامني املسؤولية املدنية املتعلقة بالسيارات .
كما اصدر املشرع اجلزائري األمر رقم 77/19املؤرخ يف 71أوت 7119يتعلق بإلزامية التامني على الكوارث الطبيعية وبتعويض الضحايا .انظر اجلريدة الرمسية رقم
. 57
][33
الفرع الثاني :تقسيم التأمين من ناحية الشكل
يعود هذا التقسيم إىل مشكل اهليئة اليت تقوم هبا عمليات التأمني و بالتايل ينقسم هذا التأمني إىل تأمني تعاوين و تأمني بأقساط
حمددة.
أوال :التأمين التعاوني :
و هو ذلك التأمني اليت تقوم به مجاعة يتفق أفرادها على تعويض األضرار اليت قد تنزل بأحدهم نتيجة حتقق خطر معني و ذلك
من اجموع االشرتاكات اليت قد يلتزم كل فرد من اجلماعة بدفعها و يتميز هذا النوع من التأمني بأن كل فرد يف مجاعة التأمني
التعاوين جيمع يف شخصه صفيت املؤمن و املستأمن ,أي االشرتاك الذي يدفعه كل عنصر قابل للتغيري .
املؤمن و املستأمن يف كل فرد من أفراد اجلماعة يعترب اخلاصة املميزة ،فالتأمني التعاوين ال يهدف إىل حتقيق ربح
إن اجتماع صفيت ّ
ألعضائه و إمنا إىل توزيع اخلسائر عليهم ,فأعضاء اجلماعة هم املستأمنون و هم الذين يدفعون التعويض ملن يصاب خبطر ما.
أن يكون االشرتاك الذي يدفعه كل عضو قابال للتغيري ,فإذا زادت التعويضات املطلوبة عن االشرتاك اجملتمعة أمكن مطالبة
األعضاء بقسط تكملي لتغطية التعويضات ,و إذا نقصت التعويضات املستحقة بنسبة الناقص من االشرتاكات .يف هذا النوع من
التأمني تقوم مسؤولية تضامنية بني أعضاء اجلامعة حبيث يتحمل املوسر منهم نصب املعسر ,و نظرا خلطورة هذه اخلاصية اليت قد
تدفع األفراد إىل عدم اإلقبال على هذا النوع من التأمني ,فإن هذه اهليئات جلأت إىل حتديد حد أقصى ال يتجاوز مسؤولية
العضو.
ثانيا :التأمين بأقساط محددة :
املؤمن بأن يدفع التعويض املايل عند حتقق اخلطر ,و ذلك مقابل أقساط حمددة يلتزم املؤمن بدفعها و خصائص هذا النوع يتعهد ّ
املؤمن عن شخصية املستأمن و فيه يتحدد القسط و التعويض من التأمني عكس خصائص النوع السابق ففيه استقالل لشخصية ّ
املايل مقدما .
يف هذا النوع من التأمني تستقل شخصية املؤمن عن شخصية املستأمن كما قلنا سابقا باملؤمن هم مجاعة املسامهني الذين متثلهم
شركة التأمني و يف مواجهتهم مجهور املستأمن الذين يلتزمون بدفع األقساط ,فإذا زادت األقساط املدفوعة عن قيمة التعويضات
كانت الزيادة ربعا للشركة و ال يستطيع املستأمنون املطالبة هبا.
حيدد هذا النوع القسط مقدما فيعرف املستأمن وقت إبرام العهد مقدار ما سيدفعه من أقساط و الشركة هي اليت حتدد األقساط
وفق أسس علمية (جداول اإلحصاء اليت لديها).
و أخريا فإن مقدار ما يلتزم به املؤمن عند حتقق اخلطر يتحدد أيضا وقت إبرام العقد سواء كان ذلك بتحديد التزام املؤمن مببلغ
معني كما يف حاالت التأمني على احلياة أو بوضع حد أقصى ال يتجاوزه التزام املؤمن كما يف التأمني يف األضرار.
الفرع الثالث :تقسيم التأمين من ناحية الموضوع
اتفق أغلب فقهاء التأمني على تقسيم التأمني من حيث املوضوع إىل تأمني حبري و بري و جوي ,و ينقسم التأمني الربي إىل
تأمني اجتماعي و تأمني خاص و التأمني الربي اخلاص ينقسم بدوره إىل تأمني على األشخاص ,و تأمني على األضرار ,و سنقوم
بشرح ذلك بالتفصيل :
أوال :التأمين البحري و البري و الجوي :
أساس هذا التقسيم هي طبيعة املخاطر املؤمن منها و هو أول تقسيم جيب إجرائه للتمييز بني التأمني الربي الذي ينهي إليه التأمني
على احلياة و غريه من أنواع التأمني.
][34
فالتأمني البحري عرفنا هو أقدم أنواع التأمني وجوداً يف احلياة العملية ،فهو أول نظام تأمني ظهر للوجود .وأن نطاقه حمدد بتغطية
املخاطر البحرية اليت حتدث خالل عملية النقل البحري سواء أكان اخلطر متعلقاً بالسفينة أم كان بالبضاعة املنقولة بواسطتها حبرا.
غري أن التأمني البحري ال يتوىل تغطية املخاطر اليت يتعرض هلا األشخاص املوجودين على السفينة أنفسهم ،فالتأمني عليهم يدخل
يف نطاق التأمني الربى.
وىف ضوء ذلك يتبني أن التأمني البحري هو تأمني على األشياء فال يغطى األخطار البحرية بالنسبة األشخاص ،ويلحق به التأمني
النهري الذي يغطى أخطار النقل النهري بالنسبة إىل املراكب والبضائع دون املخاطر اليت تلحق باألشخاص كذلك.
كما أن التأمني اجلوي يتوىل تغطية خماطر النقل اجلوى ،سواء أكانت يف شكل أخطار تتعرض هلا وسائل النقل اجلوى (الطائرة)
نفسها أم كانت يف صورة خماطر تتعرض هلا البضائع املنقولة جواً.
بيد أنه ،نظراً ألن اجال النقل اجلوى متسع النطاق وعابر للحدود اجلغرافية للدول ،لذلك هتتم به الدول وجترى يف شأنه اتفاقات
دولية .ومن مث فإن األحكام اليت تقررها االتفاقيات الدولية هي اليت تسرى يف هذا النقل والتأمني من خماطره.
أما التأمني يتوىل تغطية كافة األخطار اليت مل يغطيها نوعى التأمني (البحري واجلوى) وهو يشمل التأمني على األشخاص ،حىت
ولو حتقق اخلطر املؤمـن منه وهم على منت إحدى وسائل النقل البحري أو اجلوى ،ويشمل كذلك التأمني من األضرار..
ثانيا :التأمين االجتماعي
ال شك أن التأمني االجتماعي يهدف إىل محاية مصلحة إحدى طوائف اجملتمع هي الطبقة العاملة اليت تعتمد يف قوهتا على
جهدها البشرى الذي تبذله يف العمل يف مقابل أجر يتقاضاه لتأمني حياته املعيشية .وهلذا جيب توفري احلماية االجتماعية هلؤالء
العمال إذا ما تعرضت معيشتهم للخطر بسبب عدم قيامه بالعمل سواء أكان لعدم وجود فرصة عمل أم كان لفقدان القدرة على
العمل بصفة مؤقتة كحالة اإلصابة واملرض أو بصفة دائمة كالعجز والشيخوخة.
والتأمني االجتماعي تتعدد صوره تبعاً لتعدد نوع اخلطر الذي يهدد القوى العاملة كالتأمني ضد البطالة واإلصابة واملرض والعجز
والشيخوخة .فمثل هذه املخاطر هتدد العامل يف مصدر رزقه ،وهلذا يقوم التأمني بتوفري األمان االجتماعي خالل فرتة تعرضه هلذه
املخاطـر.
وىف ضوء ذلك يتبني أن هذا النوع من التأمني يقوم على فكرة التضامن االجتماعي ،اليت تستلزم رعاية الطبقات اليت تعتمد على
جهدها البشرى يف حصوهلا على مصدر معيشتها .وملا كان العمل هو مصدر رئيسي لشرحية كبرية من اجملتمع لذلك برزت أمهية
التأمني االجتماعي يف العصر احلديث .على حنو أصبح هذا النوع من التأمني إجبارياً بقوة القانون ،باإلضافة أن دفع قيمة قسط
التأمني ال يتحمله العامل املؤمن عليه وحده بل يساهم صاحب العمل فيه بنسبة كبرية ويقع عليه عبء الوفاء به هليئة التأمني
االجتماعي .كما أن اهليئات اليت تدير وتنظم التامني االجتماعي حتتكرها الدولة دون منافسة .
ثالثا :التأمين الخاص
إذا كان التأمني االجتماعي يهدف إىل محاية مصلحة اجتماعية عامة ،فإن التأمني اخلاص ليس على هذا النحو ألنه يهدف إىل
توفري احلماية ملصلحة خاصة .وبناء على هذا فكل من يهدد مصلحته اخلاصة خطر معني له احلق يف اللجوء إىل إحدى الشركات
العاملة يف سوق التأمني عامة أو خاصة ،ليربم معها عقد تأمني ضد هذا اخلطر .فهذا التأمني خيضع حملض اختيار الشخص ،مبعىن
أنه اختيارياً – كقاعدة عامة – باستثناء بعض األنشطة اليت إذا مارسها الشخص جيب عليه قانوناً التأمني ضد اخلطر الذي يهدد
الغري منها كالتأمني اإلجباري للمسئولية من حوادث السيارات… ،اخل.
][35
أ -التأمين على األضرار و على األشخاص :
التأمني على األضرار يهدف إىل تعويض املستأمن على الضرر الذي أصاب ذمته املالية نتيجة خطر معنيّ .أما التأمني على
للمؤمن بأن يدفع للمستأمن و إىل شخص آخر مبلغا من النقود أو إيراد مرتبا عن حتقق حادثة متعلقة األشخاص هو تعهد ّ
بشخص هذا األخري كالوفاة أو املرض و ذلك مقابل قيام املؤمن له بدفع أقساط دورية معينة.
/2التأمين على األشخاص :ال شك أنه إذا كان التأمني من األضرار موضوعه أموال املؤمن له أو ذمته املالية ،فإن التأمني على
األشخاص حمله شخص املؤمن له .فاملؤمن يف ظل هذا التأمني ملزم بدفع مبلغ التأمني عند حتقق اخلطر املوضح يف العقد ،بغض
الطرف عن أن هذا اخلطر ترتب عليه ضرر للمؤمن له أم من عدمه.
وىف ضوء ذلك فإن شخص املؤمن له هو الذي يكون موضع االعتبار يف هذا النوع من التأمني ،ألنه يهدف إىل تغطية األخطار
اليت تلحق باإلنسان ذاته سواء يف نفسه أم يف جسمه أم يف صحته أم يف حياته .وهلذا التأمني أقسام:
-التأمين على الحياة وهو على نوعين :
-2التأمين لحال الوفاة وهو أنواع :
أ -التأمين العمري :يستحق مبلغ التأمني عند وفاة ِّ
املؤمن على حياته أياً كان وقت الوفاة.
ب -التأمين المؤقت :ال يستحق مبلغ التأمني إال إذا مات ِّ
املؤمن على حياته خالل مدة معينة.
جـ -تأمين البقاء :ال يستحق مبلغ التأمني إال إذا بقي حياً بعد موت ِّ
املؤمن على حياته.
د -التأمين على البقاء :ال يستحق مبلغ التأمني إال إذا بقي ِّ
املؤمن على حياته على قيد احلياة إىل وقت معني يتحدد ببلوغه
سناً معيناً تضعف فيه صحته وتقل موارده.
ه -التأمين المختلط :وهو تأمني حلال احلياة وحال الوفاة معاً ،كالشخص الذي يربم تأمني على حياته ملدة 91سنة ،على أن
يستحق مبلغ التأمني لو بقى حياً عند انقضاء هذه املدة ،أما إذا مات قبل ذلك آل املبلغ إىل املستفيد املعني.
-1التأمين ضد اإلصابات الجسدية :هو التأمني الذي مبقتضاه يلتزم املؤمن يف مقابل أقساط التأمني بأن يدفع للمؤمن له مبلغ
التأمني يف حالة ما إذا حدثت له إصابة بدنية ،وبأن يرد له مصروفات العالج واألدوية .وىف حالة وفاة املؤمن له يتم الوفاء بذلك
إىل املستفيد.
وااللتزام األساسي الذي يثقل كاهل املؤمن يف هذا التأمني هو تأمني اإلصابة ،أي اخلطر الذي يصيب اإلنسان يف بدنه ،أما
االلتزام بدفع مصاريف العالج فهو من قبيل االلتزامات الثانوية أو تبعية.
-3التأمين ضد المرض :املرض هو اآلفة اليت يتعرض هلا كل الكائنات احلية مبا فيها اإلنسان .وأن املرض من احلوادث غري
املرغوب فيها ملا يرتتب عليها من اعتالل البنية اجلسدية وضعفها وما يتكبده املريض من نفقات العالج.
والتأمني من املرض هو عقد يلتزم املؤمن مبوجبه بأن يدفع للمؤمن له – عند مرضه خالل مدة التأمني -مبلغاً حمدداً دفعة واحدة
((1
أو على دفعات أو بأن يرد إليه نفقات العالج كلها أو نسبة منها يف مقابل التزام الثاين بدفع أقساط التأمني
ونطاق التزام املؤمن بتحمل تبعة حتقق اخلطر املؤمن منه قد ينبسط ليشمل كافة األمراض ،وقد ينصب على البعض دون البعض
اآلخر .وحتديد نطاق هذا االلتزام خيضع إىل اإلرادة املشرتكة لألطراف .فإذا ما أصيب املؤمن له مبرض يشمله التأمني التزم املؤمن
بدفع مبلغ التأمني بالكيفية املتفق عليها.
-4تأمين الزواج وتأمين األوالد :فتأمني الزواج عقد مبوجبه يلتزم املؤمن بدفع مبلغ التأمني للمؤمن له مىت تزوج قبل بلوغه
سناً معينةً يف مقابل التزام األخري بدفع أقساط دورية لألول.
][37
وإذا كان األصل أن عقد التأمني من املسئولية ينشأ بني طرفيه مها املؤمن واملؤمن له ،إال أنه قد تنشأ عنه عالقة لشخص ثالث هو
املستفيد (املضرور) مىت كان هذا العقد قد عني فيه مستفيداً (االشرتاط ملصلحة الغري) أو أن القانون قد قـرر لـه ذلـك .ففـي هـاتني
احلالتني يصبح للمضرور (املستفيد من التـأمني ) دعـوى مباشـرة ضـد املـؤمن يطالبـه بالوفـاء بقيمـة التعـويض لـه مباشـرة دون املـرور
بذمة املؤمن له.
أمــا إذا كــان العقــد أو القــانون مل خيــول املضــرور حقـاً مباشـراً قبــل املــؤمن حتميــه دعــوى مباشــرة .فــال يكــون لــه يف مواجهــة املــؤمن إال
دعـوى غيـر مباشــرة باســتعمال حقـوق مدينـه (املسـئول عـن الضـرر) املـؤمن لـه .واحلكـم يف هـذه الـدعوى يـدخل مبلـغ التـأمني يف
الذمة املالية للمؤمن له وجيعله عنصراً إجيابياً فيها يشكل ضماناً عاماً جلانب السليب هلذه الذمة الـذي تـدخل قيمـة التعـويض عنصـراً
فيه .وهذا األمر يوقع املزامحة بني دائين املؤمن له مبا يف ذلك املضرور باعتباره دائناً له بقيمة التعويض.
ويتميز التأمني من املسئولية بأن مبلغ التأمني ال يكون حمدداً ألنه ال يعرف مدى ما يلتزم به املؤمن له وما تتعرض له ذمته املالية من
أضرار نتيجة احلاالت اليت تنعقد فيها مسئوليته.
وللتأمني من املسئولية صور متعددة ،مثل التأمني من املسئولية الناشئة من حوادث السيارات وتأمني املسئولية الناجتة من حوادث
العمل وتأمني املسئولية بسبب حريق العني املؤجرة وتأمني املسئولية املرتتبة على حوادث البناء والتشييد ……اخل:.
القسم السادس :عناصر التأمين
يندرج ضمن عناصر التأمني كل من أشخاص عقد التأمني و اخلطر املؤمن منه و مبلغ القسط الذي يدفعه املؤمن له للمؤمن ومبلغ
التأمني .
الفرع األول :أشخاص عقد التأمين
نعلم أن العقد ،بصفة عامة ،هو اجلمع بني طرفني مل يكن بينهما جامع من قبل ،وكذلك عقد التأمني فهو جيمع بني طرفيه
ومها املؤمن ومؤمن له.
غري أن الذاتية اخلاصة للتأمني والتنافسية بني شركات التأمني وتسابقها على االستحواذ على أكرب عدد ممكن من املؤمن هلم ،
جتعل املؤمن يدفع بعدد غري قليل من وسطاء التأمني سعياً وحبثاً عن املؤمن له وذلك طبقاً ملقولة " التأمين يباع وال يشترى "
واألفضل القول بأن " التأمين يعرض وال يطلب ".
ونتناول احلديث عن طريف عقد التأمني من خالل النقاط التالية :
أوال :المؤمن .
إن املؤمن ،باعتباره طرفاً يف عقد التأمني ،هو كل شخص يعرض حتمله تبعة اخلطر (الواقعة) الذي حيدث آلخر يف مقابل مبلغ من
املال ( القسط).
إن التأمني يقوم على فكرة املسامهة يف اخلسائر بني عدد من األشخاص و أن املؤمن يتدخل لتنظيم هذه املسامهة ،و يتطلب هذا
التنظيم تقنيات و فنيات خاصة ال ميكن أن يقوم هبا شخص طبيعي.و من هنا فإن ملؤمن ال ميكن أن يكون إال شركة تتخذ أحد
األشكال اليت نص عليها القانون ،و يف نفس الوقت فرض القانون أن تكون هذه الشركات حتت رقابة الدولة .
أ -شكل شركة التأمين :
تنص املادة 775من األمر 11/15املتعلق بالتأمينات على أنه " ختضع شركات التأمني أو إعادة التأمني يف تكوينها إىل
القانون اجلزائري و تأخذ أحد الشكلني اآلتيني :شركة ذات أسهم ،شركة ذات شكل تعاضدي ،غري أنه عند صدور هذا األمر
ميكن للهيئات اليت متارس عمليات دون أن يكون غرضها الربح أن تكتسي شكل الشركة التعاضدية".
انطالقا من هذا النص نكون أمام ثالثة أنواع من شركات التأمني و هي:
][38
-2شركة التأمين المتخذة شكل شركة ذات أسهم .
إن شركة التأمني اليت تتخذ شكل شركة ذات أسهم ختضع لألحكام العامة املنصوص عليها يف القانون التجاري ،باإلضافة إىل
األحكام املنصوص عليها يف األمر 11/15املتعلق بالتأمينات .
و شركة املسامهة هي شركة ينقسم رأمساهلا إىل حصص و ال يقل عدد شركائها عن سبعة ما مل يكن رأمساهلا عموميا .
()1
املعدل و حسب املرسوم التنفيذي رقم 911/15املؤرخ يف ، 7115/71/91املتعلق باحلد األدىن لرأمسال شركات التأمني
()2
.حيدد رأمسال املسامهة اليت تأخذ شكل شركة ذات واملتمم مبوجب املرسوم التنفيذي 915/11املؤرخ يف 7111/77/71
أسهم كما يلي:
-مليار " "7دينار جزائري بالنسبة لشركات املسامهة اليت تنفرد مبمارسة عمليات تأمني األشخاص و الرمسلة .
-ملياران " "7دينار جزائري بالنسبة إىل شركات املسامهة اليت متارس عمليات التأمني على األضرار .
-مخسة " "5ماليري دينار جزائري بالنسبة إىل شركات املسامهة اليت متارس سوى عمليات إعادة التأمني .
إذن كل األحكام املتعلقة بشركات املسامهة تنطبق على شركة التأمني اليت تتخذ شكل شركة املسامهة.
-1شركة التأمين ذات الشكل التعاضدي
تنص املادة 775مكرر من قانون التأمينات على ما يلي (( :ليس للشركة ذات الشكل التعاضدي املذكورة أعاله ن هدفا جتاريا.
جيب أن تضمن ملنخرطيها مقابل اشرتاك التسوية الكاملة اللتزاماهتم يف حالة وقوع اإلخطار .
وجيب على هذه الشركة أن متتثل إىل القانون األساسي احملدد عن طريق التنظيم والذي جيب أن ينب على اخلصوص :
-هدفها ومدهتا ومقرها وتسميتها .
-الكيفية والشروط العامة اليت تعقد على أساسها االلتزامات بني الشركة واألعضاء وكيفية توزيع اإليرادات.
-هيئات التسيري واالدارة واملداولة .
-العدد األدىن للمنخرطني الذي الميكن أن يقل عن مخسة آالف ( ) 5.111منخرط )).
الشركة ذات الشكل التعاضدي هي شركة ذات خصائص تدور بني شركة املسامهة و هي شركة جتارية رأمسالية أي قائمة على
رأمسال ممثل يف أسهم ،و الشركة التعاضدية احملضة و هي شركة مدنية تضمن األمان ألعضائها دون البحث عن الربح،ألن
أعضائها جتمعهم اعتبارات مهنية مثل املوظفني أو الفالحني أو عمال قطاع البناء أو قطاع الصحة أو قطاع األمن أو قطاع النقل
و ما إىل ذلك.
و رغم ذلك ،فإن الشركة ذات الشكل التعاضدي مقرتبة إىل حد كبري من شركة املسامهة،و ذلك ألن نشاطها يفرض عليها طرق
تسيري ذات طبيعة جتارية خاصة إذا كان نشاطها يغطي فروعا عديدة لتأمني .
إن هذه الشركة تسري بدون أسهم ،لذلك فإن األموال الضرورية ملزاولة نشاطها جتمع عن طريق االشرتاكات اليت يقدمها أعضائها
و بذلك تتكون األموال التأسيسية للشركة.
كما أن هذه الشركة تلجأ إىل االقرتاض الذي يعترب من مكونات األموال التأسيسية للشركة .
و بصفة عامة جيب أن تكون االشرتاكات كافية للوفاء بالتزامات الشركة،فإذا كانت تفوق األضرار املتحققة وجب على الشركة رد
الزيادات ألعضائها،أما إذا كانت غري كافية لدفع التعويضات و تغطية األخطار فإن الشركة تطلب اشرتاكات إضافية أو ختفض
التعويضات.
-7تنص املادة 757من قانون التأمينات املعدل واملتمم بأنه " :يعد وسطاء للتأمني ،يف مفهوم هذا األمر :
-7الوكيل العام للتامني .
-7مسسار التأمني ".
][42
-قاعدة االمتياز اإلقليمي .
ينفرد الوكيل العام للتأمني بإجناز األعمال املبينة يف العقد و ينفرد بتسيريها ،و ميكن لشركة التأمني أال تقتصر على وكيل واحد،و
تعني بالنسبة لعمليات التأمني نفسها إذا كان حجم األعمال يتطلب ذلك،وكيال أو وكالء آخرين يف نفس الدائرة،و هذا ما نصت
عليه املادة و من املرسوم التنفيذي رقم 917/15املتعلق بالقانون األساسي للوكيل العام للتأمني.
و تتكون دائرة الوكيل العام للتأمني من اإلقليم الذي متتد إليه و الذي ميارس فيه مهامه،و يتم تعيني و هذه الدائرة يف العقد و
جيب أن تتمثل إما يف دائرة إدارية كالوالية أو الدائرة أو البلدية و أو أي تقسيم آخر تعرتف به السلطات اإلدارية املختصة.
إذن ،االمتياز اإلقليمي هو أن ال يقبل الوكيل العام للتأمني االكتتاب إال إذا كان اخلطر املطلوب التأمني عليه من األخطار اليت
تقع يف دائرة وكالته العامة أو من األخطار ذات الطابع املتحرك يف الرب و البحر اليت تقوم بسببها مسؤولية املكتتب أو املؤمن له
املقيم يف دائرة الوكيل العام.
* مهام الوكيل العام للتأمين و أجره
إن العقد الذي يربم بني املؤمن (شركة التأمني)بني الوكيل العام للتأمني الذي يسمى ب"عقد التعيني" هو الذي حيدد مهام الوكيل
العام .
يتقاضى الوكيل العام للتأمني نتيجة قيامه مبهامه عمولة حيددها العقد،و قد بني املرسوم التنفيذي 917/15املتعلق بالقانون
األساسي للوكيل العام للتأمني هذه العمولة و هي تتمثل يف عمولتني:
-عمولة املسامهة
-عمولة التسيري
-2عمولة المساهمة :و هي عبارة عن مكافأة عن عمل اإلنتاج و حتسب بنسبة مئوية يف مبلغ القسط الصايف من احلقوق و
الرسوم دون أن تتجاوز احلد األقصى الذي حيدده الوزير املكلف باملالية بقرار لكل صنف من عمليات التأمني.
-1عمولة التسيير :و هي عبارة عن مكافأة عن أعمال التسيري اليت يقوم هبا الوكيل العام للتأمني و طبقا لعقد التعيني،و ميكن
أن يتم مراجعة عمولة التسيري إذا أطرأ تعديل على حجم املهام املسندة للوكيل العام للتأمني.
-3انتهاء مهام الوكيل العام :
تنتهي مهام الوكيل العام للتأمني بانتهاء العقد الذي مت تعيينه به فإذا كان العقد حمدد املدة،ينتهي بانتهاء هذه املدة و إذا كان غري
حمدد املدة فينتهي طبقا للمادة 751من األمر 11/15بإرادة أحد الطرفني املتعاقدين،و على الطرف الذي أعلن رغبته يف إهناء
العقد أن خيطر مسبقا الطرف اآلخر.
-1سمسار التأمين
إذا كان الوكيل العام للتأمني هو دائما شخصا طبيعيا ،فإن مسسار التأمني قد يكون شخصا طبيعيا و قد يكون شخصا معنويا و
يعترب مسسار التأمني تاجر يف مفهوم القانون التجاري،و بذلك فهو خيضع هلذا القانون ،على أساس أن عمله جتاري،و يرتتب
على ذلك على اخلصوص التسجيل يف السجل التجاري .
و تنص املادة 1من املرسوم التنفيذي رقم 911/15املتعلق بشروط منح وسطاء التأمني االعتماد أنه تتوقف ممارسة مهنة مسسار
التأمني على اعتماد مينحه إياه الوزير املكلف باملالية بقرار بعد استشارة اجمللس الوطين للتأمني .
أما فيما يتعلق بشروط منح االعتماد،فإن األمر خيتلف بني األشخاص الطبيعية و األشخاص املعنوية ،فإذا كان مسسار التأمني
شخصا طبيعيا،فإنه تشرتط فيه نفس الشروط املتعلقة بالوكيل العام للتأمني أما إذا كان مسسار التأمني شخصا معنويا فإنه توجد
شروط تتعلق فإنه توجد شروط تتعلق مبسريي شركات السمسرة و أخرى تتعلق بالشركاء يف شركات السمسرة.أما بالنسبة ملسري
][43
شركة السمسرة فيجب للحصول على االعتماد أن يكون حسن اخللق،بالغا 75سنة على األقل من العمر،جزائري اجلنسية،حائز
على الكفاءة املهنية املطلوبة .
أما بالنسبة للشريك يف شركة السمسرة ،فيجب أن يكون ذا خلق حسن،جزائري اجلنسية،مقيما يف اجلزائر،و مل حتدد بالنسبة له
سن معينة،كما يشرتط أن ميتلك الضمانات املالية املطلوبة .
بعد أن تناولنا شروط التحاق مبهنة مسسار التأمني ،ميكن القول أن مسسار التأمني ال عالقة له بشركة التأمني و إمنا له عالقة وكالة
بينه و بني املؤمن له.
تنص املادة 758من األمر 11/15املتعلق بالتأمينات ،أن مسسار التأمني يعد وكيال للمؤمن له و مسؤوال جتاهه.
و من مث،فإن مسسار التأمني ال تربطه عالقة تعاقدية مع شركة التأمني بل هو وكيل عن املؤمن له،و يكون مسؤوال جتاهه طبقا
ألحكام الوكالة ،و مهمته كسمسار تقتصر على اجرد التوسط يف إبرام هذا العقد كما هو األمر بالنسبة للوكيل العام للتأمني.و قد
نصت املادة 758من األمر 11/15على أن مسسار التأمني ميارس حلسابه اخلاص مهنة التوسط بني طاليب التأمني و شركات
التأمني بغرض اكتتاب عقد التأمني.
-3الخبراء .
و يعترب اخلبري شخصا طبيعيا ،معتمد من االحتاد اجلزائري للتأمني و إعادة التأمني ،غري أنه قد يكون اخلبري شخصا معنويا مثل
الشركة اجلزائرية للخربات .
* شروط ممارسة مهنة خبير:
توجب املادة 717من األمر 11/15على اخلرباء من أجل ممارسة نشاطهم لدى شركات التأمني احلصول على اعتماد مينح هلم
من طرف مجعية شركات التأمني .
و يسجل اخل رباء بعد منصهم االعتماد يف قائمة خمصصة هلذا الغرض،و تبلغ القائمة إىل شركات التأمني و تعلق يف األماكن اليت
تراها مجعية شركات التأمني ضرورية.
* مهام الخبراء:
طبقا للمادة 711من األمر 11/15فإنه يعد خبريا كل شخص مؤهل لتقدمي خدمة يف اجال البحث عن أسباب و طبيعة و
امتداد األضرار و تقييمها و التحقق من ضماهنا .
*حقوق و واجبات الخبراء :
يتقاضى اخلبري أتعابه طبقا للسلم الذي تعده مجعية شركات التأمني و توافق عليه الوزارة املكلفة باملالية،و يف املقابل جيب على
اخلبري أن يلتزم بعدم القيام بأي نشاط يتناىف مع املهنة و ممارستها بعناية طبقا ملا تفرضه املهنة و يلتزمان أيضا بكتمان السر املهين
و احرتام قواعد املهنة.
و يؤدي عدم تنفيذ هذه االلتزامات إىل عقوبة الوقف أو الشطب الذي ميكن أن تتخذه مجعية شركات التأمني.
ثانيا :المؤمن له
ال حمالة أن املؤمن له ،باعتباره طرفاً يف عقد التأمني ،هو كل شخص يهدده خطر معني يرغب يف درئه عن نفسه بنقل تبعته إىل
شخص آخر (املؤمن) يف مقابل دفع مبلغ من املال (القسط).
][44
بيد أن جبدر اإلشارة إىل أنه تتداول يف اجال التأمني ثالثة مصطلحات قد جتتمع يف شخص واحد أو تتفرق على أكثر من
(.)1
شخص ،وهى طالب التأمني ،واملؤمن له ،واملستفيد
-طالب التأمين :هو الشخص الذي يربم عقد التأمني مع املؤمن ويتعهد بتنفيذ االلتزامات املقابلة اللتزامات املؤمن.
-المؤمن له أو املؤمن عليه أو املستأمن :وهو الشخص الذي يهدده اخلطر املؤمن منه.
-المستفيد :وهو الشخص الذي يعينه طالب التأمني ويستحق مبلغ التأمني أو قيمة التعويض عند حتقق اخلطر املؤمن منه .دون
أن يكون ملزما بدفع األقساط التأمينية ،فهو ليس طرفا يف عقد التامني ،لكنه يكتسب حقا مبوجب القواعد اخلاصة باالشرتاط
()2
. ملصلحة الغري
فهذه املصطلحات قد جتتمع يف شخص واحد ويطلق عليه املؤمن له وال سيما يف التأمني من األضرار ،بأن يكون هو طالب
التأمني الذي تعاقد مع املؤمن وهو –أيضاً -واملؤمن له الذي يهدده اخلطر وهو املستفيد من هذا التأمني ،مبعىن هو الذي يتقاضى
مبلغ التأمني عند حتقق هذا اخلطر .فمثالً الشخص الذي يؤمن على سيارته ضد احلريق فهذا الشخص هو الذي تعاقد مع شركة
التأمني (طالب التأمني) وهو الذي يهدده خطر حريق سيارته (املؤمن له) ،وهو الذي يتقاضى مبلغ التأمني من الشركة يف حالة
احرتاق سيارته (املستفيد).
غري أن هذه املصطلحات ( طال التأمني – املؤمن له – املستفيد ) ،قد تتفرق بني أكثر من شخص كما يف التأمني على احلياة.
فمثالً يتعاقد شخص (طالب التأمني) مع املؤمن على التأمني على حياة زوجته (املؤمن عليه) ملصلحة أبنه (املستفيد) .أو الشخص
الدائن (طالب التأمني واملستفيد) ،الذي يتعاقد مع املؤمن على التأمني على حياة مدينه (املؤمن له) ملصلحته .أو يؤمن الشخص
على حياته (طالب التأمني واملؤمن له) ملصلحة وارثه (املستفيد) .ففي هذه احلالة األخري جيتمع للشخص مصطلحني مها :طالب
التأمني واملؤمن له ،أما مصطلح املستفيد فإنه يطلق على وارثه .كما جيوز أن يكون املؤمن له واملستفيد شخصاً واحداً وطالب
التأمني شخص آخر ،فمثالً لو آمن املشرتى بثمن مؤجل على الشئ الذي اشرتاه -تأميناً شامالً لكل األخطار –
)(3
،فإن املشرتى فهذه احلالة يكون طالباً للتأمني والبائع يكون مؤمناً له ومستفيداً من التأمني يستحق مبلغ التأمني ملصلحة البائع
مىت حتقق اخلطر املؤمن منه.
وعقد التأمني كسائر العقود كما جيوز أن يربمه املؤمن له أصالة عن نفسه جيوز – كذلك -أن يربمه بواسطة نائب قانوين (كالويل
أو الوصي أو القيم أو احلارس القضائي) أو اتفاقي (كالوكيل) ،ومن مث تطبق عليه األحكام العامة يف النيابة يف التعاقد وينصرف
أثر عقد التأمني مباشرة إىل األصيل (املؤمن له) دون النائب.
-7د /عبد الرزاق أمحد السنهورى ،مرجع ( )9ص 517 ،7711؛ ود /مخيس خضر ،مرجع ( ،)77ص ،151ف 788؛ ود /حممد حسام
= حممود لطفى ،مرجع ( ،)71ص .711
يقصد بطالب التأمني الشخص الذي يتعهد بتنفيذ االلتزامات املقابلة اللتزامات املؤمن ،ويقصد باملؤمن له الشخص أو األشخاص الذين يؤدى إليهم
املؤمن ما التزم به يف حالة وقوع احلادث املبني يف عقد التأمني .فإذا كان طالب التأمني هو صاحب احلق يف التأمني كان هو املؤمن له.
- 2أنظر نص املادة 171من القانون املدين اجلزائري ،واملادة 17من قانون التأمينات اجلزائري .وكذا الفقرة الثانية من املادة 77من قانون
التأمينات .
-3جيرى العمل يف سوق بيع السيارات بثمن مؤجل أو بالتقسيط على أن يقوم املشرتى بالتأمني ضد كافة األخطار ملصلحة البائع ،فإذا حتقق اخلطر
املؤمن منه بأن سرقت السيارة أو حرقت أو تلفت استحق البائع مبلغ التأمني من املؤمن.
][45
كما جيوز أن يربم عقد التأمني بطريق الفضالة مىت توافرت شروطها يف القواعد العامة ،كما لو أمن أمني النقل على البضاعة اليت
ينقلها حلساب الشاحن لتوافر أمر عاجل دفعه إىل ذلك ،ففي ذلك ينصرف أثر عقد التأمني إىل صاحب البضاعة (الشاحن)
()1
. مباشرة ،وختضع هذه احلالة إىل أحكام الوكالة يف العالقة بني الفضويل (الناقل) ورب العمل (الشاحن)
ويف ذلك تنص املادة 77من قانون التأمينات على ما يلي (( :مع مراعاة أحكام املادة 81أدناه ،ميكن اكتتاب التامني
حلساب شخص معني وإذا مل يسلم هذا الشخص تفويضه بذلك ،فإنه يستفيد من التأمني حىت وان متت املصادقة بعد وقوع
احلادث.)).....
ويكون املستفيد غري املؤمن له أيضا يف تأمني األضرار حيث مساه املشرع اجلزائري التأمني حلساب من له احلق فيه .ويف هذه احلالة
ال يقوم املتعاقد بإبرام العقد بصفته وكيال أو فضوليا ،ولكن يتعاقد بامسه الشخصي وملصلحته إال انه يف الوقت نفسه يتضمن
اشرتاط ملصلحة الغري .وتطبيقات متعددة فقد يلجا إليه من حيوز بضائع أو سلع مملوكة للغري ،أو من يكون مودعا لديه ،مىت أراد
أن يغطي مسؤوليته عند الضرورة ويف ذلك تنص املادة 77من قانون التأمينات على ما يلي ...... (( :كما ميكن إبرام عقد
التأمني حلساب من له احلق فيه .
يستفيد من هذا التأمني ،وهبذه الصفة املكتتب أو كل مستفيد معروف أو متوقع كاشرتاط ملصلحة الغري .
ويف نطاق التامني حلساب من له احلق فيه ،يكون املكتتب وحده ملزما بدفع القسط .كما أن االستثناءات اليت قد يتعرض هلا
املكتتب تطبق أيضا على املستفيدين من وثيقة التأمني )) .
ومن األمثلة نذكر :التأمني الذي يربمه صاحب املخزن على البضائع املوجودة فيه ملصلحة أصحاهبا .أو التامني الذي يربمه الناقل
على البضائع اليت ينقلها ملصلحة مالكها .
-المستفيد :وهو الشخص الذي يعينه طالب التأمني ويستحق مبلغ التأمني أو قيمة التعويض عند حتقق اخلطر املؤمن منه .دون
أن يكون ملزما بدفع األقساط التأمينية ،فهو ليس طرفا يف عقد التامني ،لكنه يكتسب حقا مبوجب القواعد اخلاصة باالشرتاط
()2
. ملصلحة الغري
-تعيين المستفيد :تنص املادة املادة 11من قانون التأمينات اجلزائري على ما يلي (( :ميكن مكتتب عقد التأمني أن يعني
مستفيدا أو عدة مستفيدين من رأس املال أو ريع املؤمن .
يف حالة عدم تعيني املستفيد يف العقد أو يف حالة عدم قبول هذا األخري ،تدفع املبالغ املقرتحة يف العقد لذوي حقوق املؤمن له ،
وتقسم طبقا للتشريع الساري املفعول )).وعليه ومن خالل نص هذه املادة ميكن استخالص أهم القواعد واإلجراءات املتعلقة
بتعيني املستفيد كما يلي :
-املؤمن له هو الوحيد الذي له حق تعيني املستفيد فإن مل يفعل يعترب هو املستفيد.
()3
. -املستفيد ليس شرطا أن يكون من الورثة
-املستفيد ميكن أن يكون شخصا واحدا أو أكثر .
-يف حالة عدم حتديد املستفيد يف العقد أو رفضه يستفيد من مبالغ التأمني ذوي حقوق املؤمن له .
- 1تنص املادة 757مدين على أنه " :تسرى قواعد الوكالة إذا أجاز رب العمل ما قام به الفضوىل ".
-7أنظر نص املادة 171من القانون املدين اجلزائري ،واملادة 17من قانون التأمينات اجلزائري .وكذا الفقرة الثانية من املادة 77من قانون
التأمينات .
- 3تنص املادة 17من قانون التأمينات اجلزائري على ما يلي " :يف حالة وفاة املؤمن له ،تدفع قيمة املبالغ املؤمنة لفائدة شخص أو عدة أشخاص
معينني يف العقد ،ويكتسب املستفيد حقا كامال ومباشرا على هذه املبالغ ".
][46
كما وجب أن نشري إىل أمرين مهمني :األول :أن تعيني املستفيد قد يكون حني اكتتاب عقد التأمني ،ويف حال أجراء أي
تعديل على تعيينه أو استبداله خالل مدة العقد يكون ذلك مبلحق يوقع عليه الطرفان واملستفيد .كما ميكن أن يكون تعيني
()1
املستفيد الحقا على إبرام عقد التأمني ويطبق نفس اإلجراء يف هذه احلالة
()2
،ويف حالة التأمني على حياة الغري حلال الوفاة الثاني :أن تعيني املستفيد يكون قطعيا يف حالة موافقته سواء صراحة أو ضمنا
،يشرتط املوافقة الكتابية من املؤمن عليه على تعيني املستفيد (.)3
()4
* آثار تعيين المستفيد
ميكن إبطال تعيني املستفيد سواء قبل موافقته أو بعدها .
-الحالة األولى :ممارسة حق إبطال االستفادة قبل قبول المستفيد
يف هذه احلالة ال جيوز إبطال االستفادة إال من املشرتط حصريا .إال انه واستثناء جيوز لورثته ممارسة حق إبطال االستفادة بتوافر
اجموعة من الشروط وهب كاآليت :
-وفاة املشرتط .
-إنذار املستفيد املعني بعقد غري قضائي لقبول االستفادة .
-انقضاء مدة ستة " "11أشهر من اإلنذار لقبول االستفادة دون رد من املستفيد .
وعليه يف حالة عدم رد املستفيد على اإلنذار يف املدة القانونية يعد رفضا منه ومبلغ التأمني يرجع لورثة املشرتط اذا مل حيدد
مستفيدا احتياطيا .
كما ميكن للمؤمن أن ميارس حق إبطال االستفادة وفق نفس الشروط احملددة سابقا ،غري أنه ال ميكن اعتبار أي مستفيد آخر
سوى ورثة املشرتط ،وهبذا فمبلغ التامني ال يدخل يف الرتكة بل يذهب مباشرة إىل الورثة باعتبارهم مستفيدين ال ورثة .مما حيرم
دائين املشرتط منه.
وأخريا ال حيتج على املؤمن بقبول املستفيد أو إبطال استفادته إال ابتداء من وقت اطالعه على ذلك .
- 1تنص املادة 18من قانون التأمينات على ما يلي " :ال ميكن إجراء أي تعديل يف تعيني املستفيد أو استبداله خالل مدة العقد إال مبلحق يوقعه
الطرفان املتعاقدان واملستفيد املعني طبقا ألحكام املادة 18من هذا األمر ،أو بوصية مطابقة للتشريع اجلاري به العمل ".
- 2تنص الفقرة األوىل من املادة 11من قانون التأمينات على ما يلي " :يصبح تعيني املستفيد قطعيا مبجرد موافقته الصرحية أو الضمنية ".
- 3تنص املادة 81من قانون التأمينات على ما يلي " :يبطل أي عقد من عقود التأمني يف حالة وفاة املؤمن له إذا مل يوافق عليه كتابة مبا يف ذلك
موافقته على املبلغ املؤمن عليه".
- 1تنص املادة 11من قانون التأمينات على ما يلي " :يصبح تعيني املستفيد قطعيا مبجرد موافقته الصرحية أو الضمنية .
غري أن املتعاقد يستطيع ممارسة حق إبطال االستفادة ،ولو بعد قبول املستفيد ،إذا حاول هذا األخري اغتيال املؤمن له .
وال ميارس حق إبطال االستفادة ،قبل املوافقة ،إال املشرتط دون سواه .
وإذا تويف املشرتط ،ال جيوز لورثته ممارسة حق إبطال االستفادة إال بعد وفاة املؤمن له وبعد ستة( )1أشهر على األقل من إنذار املستفيد املعني بعقد
غري قضائي لقبول االستفادة من التأمني .
ميكن للمؤمن أن ميارس حق إبطال االستفادة وفق نفس الشروط احملددة يف الفقرة السابقة ،غري أنه ال ميكن اعتبار أي مستفيد آخر سوى ورثة
املشرتط .
ال حيتج على املؤمن بقبول املستفيد أو إبطال استفادته إال ابتداء من وقت اطالعه على ذلك ".
][47
-الحالة الثانية :ممارسة حق إبطال االستفادة بعد قبول المستفيد
األصل أنه ال جيوز إبطال االستفادة بعد قبول املستفيد ،إال أنه جيوز ذلك استثناء من الطرفان املتعاقدان ( املؤمن أو املؤمن له )
()1
. إذا حاول املستفيد قتل املؤمن له
الفرع الثاني :الخطر
يعــد العنصــر األساســي يف التــأمني ،حيــث أن التــأمني مل يوجــد أصـالً إال لبــث الطمأنينــة يف نفــس املــؤمن وإزاحــة شــبح حتقــق هــذا
اخلطر عنه.
وباإلضـافة إىل ذلـك فــإن التـأمني يعمـل علــى نقـل اآلثـار املاليــة املرتتبـة علــى حتقـق اخلطـر املــؤمن منـه إىل عـاتق املــؤمن الـذي يتحمــل
تبعته وما حيدثه من أضرار يف الذمة املالية للمؤمن له من خالل اجموع األقساط اليت حيصل عليها من مجاعة املؤمن هلم ،حيث أن
حتقق هذا اخلطر يلزم املؤمن بالوفاء مببلغ التأمني إىل املؤمن له.
وعليه ترتبط عناصر التأمني األخرى (قسط التأمني ومبلغ التأمني) باخلطر ارتباطاً وثيقاً ،حيث يرتتب على حتديد نوعيته بيان قيمة
القسط وتقدير مبلغ التأمني.
أوال :ماهية الخطر المؤمن منه
لقد تتعدد التعريفات الفقهية للخطر .إال أن هذا التعدد هو الذي سهل لنا اإلدالء بدلونا يف هذا اجملال حيث ميكن تعريف اخلطر
بأنه "هو أمر مستقبل محتمـل ال يتوقف تحققه على محض إرادة أحد طرفي عقد التأمين ".
وتعريف آخر" :حادثة محتملة الوقوع ال يتوقف تحققها على محض إرادة المتعاقدين وحدها وعلى الخصوص إرادة
المؤمن له ،وهي حادثة إذا تحققت تمس حقوق هذا األخير المالية منها وغير المالية ".
َّ
غــري أن ــه جيــب مالحظ ــة أن للخطــر يف الت ــأمني مع ــىن خــاص ق ــد ال يتفــق م ــع املعــىن اللغ ــوي للفظ ــة " الخط ــر " وال م ــع املع ــىن
االصــطالحي هلــا يف القــانون .فــاملعىن اخلــاص لــه قــد يقصــد بــه ضـراء كحـوادث احلريــق والطريــق والوفــاة وقــد يقصــد بــه سـراء كوقــائع
امليالد والزواج .
وىف تقديرنا أنه جيب استخدام عبارة ( الواقعة املؤمن منها) بدالً عن عبارة (اخلطر املؤمن منه) ،أي إحالل لفظة الواقعـة حمـل
لفظة الخطر .ألن اللفظة األوىل أكثر داللة على اجملاالت اليت يغطيهـا التـأمني ،حيـث أن اجـال تغطيتـه ال يقـف عنـد اخلطـر الـذي
ميثل الضراء فقط بل أضـحت متتـد إىل الواقعـة الـيت تعـد مـن قبيـل السـراء .ولـذلك تكـون لفظـة واقعـة أكثـر داللـة علـى األمـرين معـاً
(الضراء والسراء).
ونستعرض بيان شروط اخلطر وأنواعـه:
-7يف حال أن تسبب املستفيد عمدا يف قتل املؤمن له ،ال يستحق املبلغ املؤمن يف حالة الوفاة حيث تنص املادة 19من قانون التأمينات على ما
يلي " :عندما يكون املستفيد موضوع حكم بسبب قتل املؤمن له ،ال يستحق املبلغ املؤمن "يف حالة الوفاة " ،وال يلتزم املؤمن بدفع سوى مبلغ
الرصيد احلسايب الذي تضمنه العقد للمستفيدين اآلخرين إذا سبق دفع قسطني سنويني على األقل ".
][48
ثانيا :الشروط الواجب توافرها في الخطر
نوهنا إىل أن اخلطر املؤمن منه يعد مبثابة ركن احملل يف عقد التأمني ولذلك جيب أن تتوافر يف هذا اخلطر الشروط التالية :
الشرط األول – أن يكون الخطر أمراً محتمالً غير محقق الوقوع:
يشــرتط يف اخلطــر املــؤمن منــه ،باعتبــاره حمـالً لعقــد التــأمني ،أن يكــون أمـراً حمــتمالً ،اى غــري حمقــق الوقــوع .ألن فكــرة االحتمــال هــي
جوهر العقود االحتمالية اليت منها هذا العقد.
بيد أن اخلطر يكون غري حمقق الوقوع على إحدى صورتني مها:
األول ــى – اخلط ــر حمتم ــل م ــن حي ــث حقيق ــة وقوع ــه :أي أن ــه غ ــري حم ــتم الوق ــوع ،كالت ــأمني ض ــد احلري ــق أو الس ــرقة أو املس ــئولية أو
اإلصابات ،فأمر وقوع هذا اخلطر مشكوك فيه فقد يقع وقد ال يقع.
الثانية – اخلطر حمتمل من حيث وقت وقوعه :هذا اخلطر ليس حمتمالً من حيث الوقوع بل سيقع ال حمالة ولكن وقت وقوعه غري
معروف .كالتأمني على احلياة ،فخطر املـوت حمقـق الوقـوع لكـن وقتـه غـري معـروف ،فاحتماليـة هـذا اخلطـر مـن حيـث وقـت الوقـوع
وليس الوقوع نفسه ألنه أمر حمتم.
غري أنه جيب مالحظة الفارق بني احتمالية الوقوع واستحالته .فاخلطر املؤمن منه جيب أن يكون حمتمالً ،وىف نفس الوقت جيب أال
() 1
يكون مستحيالً،ألن حمل عقد التأمني جيب أن يكون ممكناً فلو كان مستحيل الوقوع وقع العقد باطالً الستحالة حمله
واالستحالة قد تكون مطلقة وقد تكون نسبية .أما النسبية فهي االستحالة املتعلقة بسبب ظروف معينة مثل :هالك املؤمن عليه
بسبب خطر آخر غري اخلطر املؤمن ضده ،كالتأمني ضد سرقة شيء ما يصبح مستحيالً إذا تلف أو هلك بسبب احلريق ،وهنا
ينفسخ عقد التأمني دون أثر رجعي فيحتفظ املؤمن باألقساط املدفوعة وتربأ ذمة املؤمن له من باقي األقساط.
أما االستحالة املطلقة ،فتتعلق حبالة أن حمل عقد التأمني كان غري موجود وقت ابرام العقد ،كمن يؤمن على منزله من احلريق مث
اتضح أن املنزل كان قبل إبرام العقد قد أهندم ،هنا يكون العقد باطال النعدام احملل ،حيث أن هالك الشيء املؤمن عليه قبل إبرام
العقد جيعل حتقق اخلطر مستحيال فينعدم حمل التأمني ويبطل العقد .كما أن احتمالية اخلطر املؤمن منه تقتضى أال يكون قد حتقق
()2
فعالً أو زال قبل إبرام عقد التأمني ،ألن اخلطر يف احلالني (التحقق والزوال) يعد مستحيالً وليس حمتمالً .كما لو أمن شخص
على منزل ضد احلريق وكان املنزل قد احرتق فعالً قبل التأمني ،ففي ذلك يكون اخلطر الذي يتهدد املؤمن له قد حتقق فعالً وليس
حمتمل الوقوع .كما لو أمن شاحن على البضاعة املنقولة براً ضد خماطر الطريق مث تبني أن هذه البضاعة وصلت فعالً إىل خمازن
الشاحن قبل إبرام عقد التأمني فإن وصول البضاعة يف هذه احلالة -يعىن استحالة تعرضها خلطر الطريق املؤمن منه ألهنا وصلت
فعالً ،والعقد يبطل بصرف النظر عن علم املؤمن أو عدم علمه.
واحتمالية اخلطر تفرتض أنه جيب أن يكون مستقبالً ،فاحلادث الذي يقع يف املاضي ال ميكن أن يكون احتمالياً وإمنا يكون حمققاً.
قابلية اخلطر للتأمني .
الشرط الثاني – عدم تعلق تحقق الخطر على محض إرادة أحد طرفي العقد :
جيب ،فوق كون اخلطر حمتمالً ،أن يكون حتققه غـري معلـق علـى حمـض إرادة أحـد طـريف عقـد التـأمني .ألن ذلـك يتنـاىف مـع فكـرة
احتماليــة اخلطــر .فــإذا كــان حتققــه يتوقــف علــى إرادة املــؤمن لــه فــإن عنصــر االحتمــال ينتفــي ،بــل تصــبح احلادثــة مؤكــدة بالنســبة لــه
فاخلطر يتحقق مبحض مشيئته ،وقد يغريه مبلغ التأمني ،إذا ما كان مستفيداً ،إىل العمل على حتقق اخلطر املؤمن منـه (.)2
- 1تنص املادة ( )19مدين على أنه " إذا كان حمل االلتزام مستحيالً يف ذاته أو خمالفا للنظام العام أو اآلداب العامة كان العقد باطالً بطالنا
مطلقا".
-7د /عبد الرزاق أمحد السنهورى ،مرجع ( ،)9ص ،7777ف .111
][49
أما إذا كان حتقق اخلطر متوقف إرادة املؤمن ،وهذا ال يقع يف العادة ،ألنه سوف يسعى إىل عدم حتقق اخلطر ،فاخلطر املؤمن منـه
يف هذه احلالة ،يصبح عدم حتققه مؤكداً ،وعندئذ سوف حيصل املؤمن على األقساط دون أن يقابل ذلك ضمان خطر ما يكون
حمالً لعقد التأمني ،ألن عدم وقوعه مؤكد.
واخلطر الذي يكون حتققه وعدم حتققه متوقف على حمض مشيئة أحد طرفيه يتعارض مـع الفكـرة األساسـية ،الـيت يقـوم عليهـا عقـد
التأمني ،وهى االحتمالية .وعندئذ يقع هذا العقد باطالً لعدم توافر أحد أركانه وهو احملل.
غري أنـه جيـب مالحظـة أن العقـد يوصـف بـالبطالن عنـدما تكـون إرادة الطـرف هـي الـيت اسـتقلت يف حتقـق اخلطـر دون مسـامهة مـن
عوامل خارجية (كفعل الطبيعة أو املصادفة أو إرادة الغري) .أما إذا كان الدور الذي سـامهت بـه اإلرادة يف حتقـق اخلطـر مـع العامـل
اخلـارجي دور ثـانوي ،كمـن يــؤمن نفسـه مـن مســئوليته املدنيـة عـن األضـرار الـيت حتـدث للغــري ،فـإذا وقـع منــه خطـأ غـري عمــدي أدى
لقيام مسئوليته الشخصية ،فمثل هذا ال يبطل عقد التأمني ألنه وإن كانت إلرادة املؤمن له دور يف حتقـق اخلطـر املـؤمن منـه إال أنـه
دور مل يعتد به القانون ملسامهة عوامل خارجية يف ذلك.
بيد أنه جيـب مالحظـة الفـارق بـني تعلـق حتقـق اخلطـر علـى حمـض مشـيئة الطـرف وبـني تعمـد املـؤمن لـه حتقيـق هـذا اخلطـر للحصـول
على مبلغ التـأمني .فـاألول يـؤدى إىل بطـالن العقـد -كمـا بينـا آنفـاً – أمـا األخـري يرتتـب عليـه سـقوط احلـق يف مبلـغ التـأمني ،ألن
إرادة املؤمن له هي السـبب يف حتقق اخلطر ،وليس عامالً خارجياً كالصدفة واالحتمال.
* التأمين والخطأ العمدي
جيب التفرقة ،يف شأن اخلطأ العمدي ،بني احلالة اليت يرتتب بطالن عقد التأمني وبني الـيت يرتتـب عليهـا سـقوط حـق املـؤمن لـه يف
مبلغ التأمني عند حتقق اخلطر املؤمن منه ،وذلك على النحو التايل:
األولى – اخلطأ العمدى الذي يبطل عقد التأمني أو أحد شروطه :كأن يطلـب شـخص مـن املـؤمن التـأمني مـن أخطائـه العمديـة.
وهذه األخطاء – غالباً – تشكل جرائم ملخالفتهـا ألحكـام القـانون اجلنـائي .فـإذا كـان اخلطـأ العمـدي ميثـل جنايـة أو جنحـة وكـان
التأمني عليه جاء يف صورة شرط يف العقد (وثيقة التأمني) فإن هذا الشرط يبطل وتبقى باقي شروط التأمني منتجة آلثارها األخرى،
مىت كان العقد قابالً للتجزئة .أما إذا كان غري قابل لذلك فإن العقد يقع باطالً مجلة وتفصيالً ويبطل – كذلك – إذا كان ضمان
مثل هذه األخطاء ميثل احملـل ،باعتباره ركناً ىف العقد ،ملخالفة النظام العـام.
أما إذا كان اخلطأ العمدي يشكل مخالفة فإنه جيوز التأمني منه .وإذا ورد يف وثيقـة التـأمني شـرط يقضـى بسـقوط احلـق جملـرد خمالفــة
القوانني واللوائح .فإن التأمني يظل صحيحاً ويبطل هذا الشرط حبكم القانون .
وجيوز التأمني – كذلك – من اخلطأ العمد الذي يقع من الغري – أياً كان درجته ومداه -حىت لو كان تابعاً للمؤمن له ألن عالقة
التبعية ال جتعل من خطأ التابع مبثابة خطأً للمتبوع املؤمن له نفسه ،فلكل منهما إرادته املستقلة ،إال إذا كان ارتكاب التابع للخطأ
العمد كان بتحريض من املؤمن له ذاته.
الثانية – اخلطأ العمدي الذي يسقط احلق يف مبلغ التأمني :كأن يؤمن شخص ضد أحد األخطـار الـيت جيـوز التـأمني عليهـا .إال
أنه ارتكب خطأً عمدياً أدى إىل حتقق اخلطر املؤمن منه .كالتأمني ضد حريق منزله ويضـرم النـار فيـه أو يـؤمن علـى حياتـه أو حيـاة
شــخص آخــر مث ينتحــر أو يقتــل هــذا الشــخص .ففــي هــاتني احلــالتني وأمثاهلــا يســقط حــق املــؤمن لــه يف مبلــغ التــأمني وتـربأ منــه ذمــة
املؤمن .إال أنه ال يؤد إىل بطالن عقد التأمني ،إذ يظل على عاتق املؤمن تبعة اخلطر املؤمن منه .إذا أمن الشخص حياته ،فإنه ال
يســتحق مبلــغ التــأمني إذا انتحر،ألنــه تعمــد حتقيــق اخلطــر املــؤمن منــه و هــو املــوت،و هــذا مــا نصــت عليــه املــادة 17مــن األمــر
11/15املتعلق بالتأمينات " :ال يكتسب ضمان التأمني يف حالـة الوفـاة،إذا انتحـر املـؤمن لـه مبحـض إرادتـه و عـن وعـي خـالل
السنتني األوليتني من العقد،ال يلزم املؤمن حينئذ إال بإرجاع الرصيد احلسايب الذي تضمنه العقد،إىل ذوي احلقوق".
][50
غري أنه جيب مالحظة أنه إذا كان اخلطأ العمدي قد وقع من طالب التأمني أو من املؤمن له وكان املستفيد من التأمني شخص آخر
من الغير .فـإن مثـل هـذا اخلطـأ ال أثـر لـه علـى حـق املسـتفيد (الغـري) يف مبلـغ التـأمني وال تـربأ ذمـة املـؤمن إال بالوفـاء بـه إليـه .وهـذا
يســتفاد ضــمنياً مــن األحكــام الـواردة يف فمــثالً يف التــأمني اإلجبــاري مــن حـوادث الســيارات يظــل للمضــرور حــق مباشــر يف مواجهــة
املؤمن حتميه دعوى مباشرة يف املطالبة بالتعويض حىت لو كان املؤمن له قد تعمد إحداث هذا الضرر.
أداء لواجـب أو
كما جيوز أن يتقاضـى املـؤمن لـه مبلـغ التـأمني مـن املـؤمن بـالرغم مـن ارتكابـه خطـأً عمـدياً مـىت كـان ارتكابـه لـذلك ً
حماي ـةً لمصــلحة العامــة ،كــأن يعــرض حياتــه املــؤمن عليــه للمــوت إنقــاذاً لغــريه مــن خطــر داهــم كغــرق أو حريــق …اخل أو قيامــه
بإتالف بعض املنقوالت املؤمن عليها ملنع امتداد احلريق إىل غريها ،كمن جياهد بنفسه دفاعاً عن وطنه.
وال جنــاح أنــه إذا حنينــا اخلطــأ العمــد بصــفاته – آنفــة البيــان – فــإن أي خطــأ آخــر أيـاً كــان نوعــه وأيـاً كانــت درجتــه ،فإنــه جيــوز أن
يكون حمالً للتأمني وهذا ما قررته املادة 77من قانون التأمينات اجلزائري .
الشرط الثالث :أن يكون الخطر قابال للتأمين
لكي يكون اخلطر قابال للتأمني جيب أن يكون مشروعا ،أي ال يكون خمالف للنظام العام والقوانني اليت حتظر ممارسة عمل معني
و اآلداب العامة .فال جيوز أن يتم إبرام عقد تأمني على خماطر يكون موضوعها التهريب أو التجارة باملخدرات ألن هذه األشياء
إما أن تكون حمظورة بنص قانوين أو لتصادمها مع النظام العام.
كذلك ال جيوز التأمني من الغرامات املالية أو املصادرة اليت ميكن احلكم هبا جنائيا،ألن كل من الغرامة و املصادرة عقوبة،و العقوبة
جيب أن تبقى شخصية مراعاة للنظام العام ،فالتأمني من الغرامة أو من الصادرة يكون إذن باطال ملخالفته للنظام العام.
ال جيوز كذلك التأمني من األخطار املرتتبة على االجتار يف الرقيق،فإذا أمن تاجر الرقيق نفسه مما قد يصيبه من ضرر مايل بسبب
هذا االجتار كأن اضطر إىل حترير الرقيق الذين يتجر هبم،كان عقد التأمني عقدا باطال ملخالفته للنظام العام و اآلداب العامة.
ال جيوز التأمني على منزل يستغل للدعارة أو للمقامرة ،إذا كان الغرض من التأمني التمكني من هذه األعمال املنافية لآلداب،بأن
كان التأمني يساعد على إنشاء املنزل أو استغالله أو احملافظة عليه .
* أنواع الخطر المؤمن منه
ال شك أنه إذا توافرت الشروط – آنفة البيان – يف اخلطر أضحى حمالً لعقد التأمني .ومع ذلك فإنه متعدد األنواع تبعاً للزاويـة
اليت ينظر منها إليه ،فمن زاوية الثبات يتنوع اخلطر إىل ثابت ومتغري ومن حيث التعيني يكون اخلطر معيناً وغري معني.
أ -من حيث الثبات
ال ينظر إىل اخلطر املؤمن منه مـن زاويـة القـيم املاليـة للقسـط أو مبلـغ التـأمني .إمنـا ينظـر إليـه مـن ناحيـة احتماليـة حتققـه خـالل مـدة
التأمني وفقاً ملا تشري إليه الدراسات اإلحصائية ،فمن هذه الناحية فقد يكون اخلطر ثابتاً أو متغرياً.
-2الخطر الثابت
اخلطر يكون ثابتاً مىت كانت ظروف حتققه ودرجة احتمال وقوعه ثابتة غري متغرية خالل مدة التأمني الىت تقدر بوحدة زمنيـة معينـة
ىف الغالب مدة سنة.
وال يغري من نعت هذا اخلطر هبذا الوصف كون الثبـات نسـبياً فقـد يطـرأ عليـه تغـريات وقتيـة أو عارضـة .فكـل خطـر مهمـا قيـل عـن
نسبة ثباته إال أنه قد تتغري درجة احتمال وقوعه من وقت آلخر .ولكي ينعت بوصف الثبات جيب أن يكون ثابتاً خالل فـرتة غـري
قصــرية .فمــثالً التــأمني مــن األضــرار (احلريــق أو الســرقة أو املســئولية …اخل) يعــد -يف الغالــب -تــأمني مــن خطــر ثابــت ،فهــذه
املخاطر وإن كانت يزداد وقوعها خالل بعض فصول السـنة ،ككثـرة احلرائـق يف فصـل الصـيف وحـوادث السـيارات يف فـرتة االنتقـال
من فصل إىل آخر والسرقات يف فصل الشتاء ،إال أن الدراسة اإلحصائية تشري إىل عدم التفاوت الكبري بـني سـنة وأخـرى ،ولـذلك
تعد من قبيل املخاطر الثابتة.
][51
-1الخطر المتغير
اخلطـر يكــون متغـرياً مــىت كانــت الدراســات اإلحصــائية تشــري إىل أن احتماليــة حتققــه خــالل مــدة التعاقــد متغــرية تصــاعدياً أو تنازليـاً.
فمثالً التأمني علـى األشـخاص وبصـفة خاصـة التـأمني علـى احليـاة حلـال الوفـاة ،وإن كانـت كـل نفـس – صـغرية كانـت أو كبـرية -
ذائقة املوت مىت انتهى أجلهـا ،إال أن الدراسـات اإلحصـائية تشـري إىل نسـبة حتققـه يف األعمـار املتـأخر أكـرب مـن األعمـار املبكـرة.
ومن مث فإن حتقق خطر املوت يعد من قبيل اخلطر املتغري تغرياً تصـاعدياً.
أما اخلطر املتغري تغرياً تنازلياً فهو التأمني على احلياة حلال البقاء ،وهو أن يؤمن الشخص على حياته إن بقى حيـاً بعـد سـن معينـة
ولو تكن الستني عاماً ،فمثالً ،فإذا عاش هذا الشخص بعد هذا السن استحق مبلغ التأمني .
-3أهمية تقسيم الخطر من حيث الثبات
ال شــك أن يكــون التمييــز بــني اخلطــر الثابــت واخلطــر املتغــري أمهيــة بالنســبة لتحديــد مقــدار قســط التــأمني الــذي يلتــزم املــؤمن بدفعــه
للمؤمن يف مقابل حتمله تبعة تغطية اخلطر املؤمن منه .فثبات اخلطر يرتتب عليه ثبات مقدار هذا القسط .واملفروض أن تغري اخلطر
يــؤدى إىل تغــري هــذا املقــدار ،إال أن املــؤمن ،نظـراً للتنافســية يف ســوق التــأمني والرغبــة يف زيــادة عــدد املــؤمن هلــم لديــه ،جيعــل مقــدار
القسط بالنسبة للخطر املتغري ثابتاً كذلك ،على أن حيتفظ باحتياطيات مالية ملواجهة األخطار املتغرية.
ب -تقسيم الخطر من حيث التعيين
إن تقسيم اخلطر من زاوية التعيني ال يتعلق بالقيم املالية كمقدار القسط أو مبلغ التأمني ،بل يتعلق باحملل الذي يهـدده اخلطـر فقـد
يكون معيناً وقد غري متعني.
-2الخطر المعين :
نعلم أن اخلطر املؤمن منه هو أمـر حمتمـل يلحـق بالشـخص أو بالشـيء املـؤمن عليـه إذا حتقـق .واخلطـر يكـون معينـاً مـىت كـان احملـل
املؤمن عليه – شخصاً كان أو شيئاً ـ معيناً يف وقت إبرام عقد التـأمني .فالشـخص الـذي يـؤمن علـى حياتـه أو حيـاة غـريه أو الـذي
يــؤمن علــى منزلــه مــن احلريــق أو بضــاعته مــن التلــف ،فــاخلطر يف هــذه احلــاالت وأمثاهلــا يعــد خطـراً معينـاً ألن الشــخص املــؤمن علــى
حياته واملنزل املؤمن ضد حريقه والبضاعة املؤمن ضد تلفها معلومة وحمددة يف وقت التأمني عليها.
-1الخطر غير المعين :
يكون اخلطر غري معني مىت كان احملل املؤمن عليه غري معني يف وقت التعاقد على التأمني ،مبعىن أن تعني هذا احملـل يكـون ىف وقـت
حتقــق اخلطــر .فمــثالً التــأمني مــن املســئولية عــن حـوادث الســيارات فهــو تــأمني علــى خطــر غــري معــني ،حيــث أن التــأمني لــيس ضــد
حادث معني بالذات وإمنا ضدى أي حادث وعليه فإن اخلطر ال يتحدد إال عند حتققه.
-3أهمية تقسيم الخطر من حيث التعيين
ال شك يف أن للتمييز بني اخلطر املعني واخلطر غري املعني أمهية تظهر عند حتديد مقدار مبلـغ التـأمني الـذي يلتـزم املـؤمن أداءه عنـد
حتقق اخلطر .فاخلطر املعني حيقق للمؤمن العلم حبجم هذا االلتزام يف وقت التأمني ،ففي التأمني على األشياء ،يكون الشـئ املـؤمن
عليه معيناً يف وقت التعاقد – كمنزل أو سيارة أو بضاعة …اخل – ومقدار مبلغ التأمني يتحدد بقيمـة الشـئ املـؤمن عليـه أو بأقـل
منه مىت مت االتفاق على حـد أقصـى لضـمان املـؤمن .وىف التـأمني علـى األشـخاص جيـوز حتديـد املبلـغ الـذي يلتـزم املـؤمن بأدائـه عنـد
حتقق اخلطر املؤمن منه.
أما يف اخلطر غري املعني فالوضعية ختتلف ،إذ ال ميكـن الوقـوف علـى حجـم التـزام املـؤمن يف وقـت التعاقـد .ولـذلك يصـح أن يكـون
مقدار مبلغ التأمني غري حمدد يف هذا الوقت على أن يكون حمدداً يف وقت الوفاء به .فيلتزم املؤمن بتعويض املؤمن له تعويضاً كامالً
عن مسئوليته عن كل حادث يقع خالل فرتة التأمني ،ما مل يكن األطراف قد اتفقوا على حد أقصى اللتزام املؤمن.
][52
* تحديد الخطر المؤمن منه
عرفنا – آنفاً – أن اخلطر املؤمن منه هو املعقود عليه (احملل) يف عقد التأمني ،ولذلك جيب أن يكون حمدداً حتديداً نافياً
للجهالة .وقد يتفق الطرفان يف عقد التأمني على خطر معني ومع ذلك يستبعدا بعض عناصره من نطاق ضمان املؤمن ،فيجب أن
يكون هذا االستبعاد وضحاً وحمدداً حىت يعلم املؤمن له مىت يكون له احلق يف مطالبة املؤمن مببلغ التأمني ومىت ال يكون له ذلك.
ونعلم – أيضاً – أن عقد التأمني من عقود اإلذعان اليت جيب على الطرف املذعن (املؤمن له ) قبوهلا بالكلية أو رفضها بالكلية
املذعن) من الشروط اجملحفة به أبطل املشرع بعض الشروط وجعل حكم فليس له احلرية يف مناقشة شروطها ،ومحاية للمؤمن له ( َ
بطالهنا متعلق بالنظام العام ،أي ال جيوز لألطراف االتفاق على خمالفتها وإذا مت ذلك وقع باطالً.
ونتناول فيما هو آت من نقاط بيان كيفية حتديد اخلطر املؤمن منه ،واستثناء بعض عناصر اخلطر من نطاق ضمان املؤمن،
وأخرياً الشروط اليت أبطلها املشرع ملخالفتها للنظام العام.
أ -كيفية تحديد الخطر المؤمن منه
ألفينا أن اخلطر يعد عنصراً جوهرياً يف عقد التأمني ،وأنه من األمهية مبكان بالنسبة للمؤمن واملؤمن له على حد سواء ،ولذلك جيب
أن يكون اخلطر أو األخطار املؤمن منها حمدداً حتديداً نافياً للجهالة بالنسبة لطريف العقد.
وال جرم أنه للعاقدين احلرية يف حتديد اخلطر املؤمن منه بتحديد طبيعته واحملل الذي يتعرض له ،شريطة أال ينطوي على خمالفة
للنظام العام واآلداب .فمثالً يف التأمني من احلريق فإن طبيعة اخلطر املؤمن منه هو احلريق وأن حمله هو الشئ الذي من احملتمل أن
حيرتق فقد يكون منزالً أو سيارة أو بضاعة أو أي شئ آخر يكون املؤمن قد أمن عليه ضد احلريق.
غري أنه ال يوجد ما مينع من أن تتعدد طبيعة اخلطر املؤمن منه مع تفرد احملل (الشىء) ،فقد يكون احملل املؤمن عليه هو سيارة –
مثالً – مؤمن عليها ضد السرقة واحلريق والتلف واملسئولية… اخل أو يكون التأمني ضد كافة األخطار.
واخلطر كما يتحدد بطبيعته وحمله يتحدد– كذلك – بسببه ،ويقصد بالسبب هنا هو سبب حتقق اخلطر ،فإذا كانت طبيعته هي
احلريق فإن أسباب نشوبه متعددة كتماس األسالك الكهربائية (ماس كهربائي) أو امتداد النريان من مكان اجاور أو عيب يف الشئ
املؤمن عليه ذاته …اخل .وإذا كانت طبيعة اخلطر املؤمن منه هو املوت يف التأمني على احلياة ،فإن أسبابه متعددة كاملرض أو الغرق
أو احلريق أو االنتحار ....اخل.
وحتديد اخلطر املؤمن منه بسببه كما يكون إيجابياً (االستيعاب) كما يف األمثلة – آنفة الذكر – حيث أن املؤمن ال يتحمل
تبعة حتقق اخلطر إال إذا كان نامجاً عن السبب احملدد .يكون سلبياً (االستبعاد) بأن يستبعد املؤمن بعض أسباب حتقق اخلطر من
نطاق ضمانه ،كأن يتحمل املؤمن تبعة حتقق خطر احلريق إال ما ينشأ عن الصواعق أو الزالزل أو احلروب.
بيد أن استبعاد بعض أسباب حتقق اخلطر من نطاق ضمان املؤمن جيب أن يكون حمدداً حتديداً دقيقاً وال يكون كذلك إال إذا
كان حمل شرط خاص ظاهر يف وثيقة التأمني أو ما يقوم مقامها كمذكرة التغطية املؤقتة أو ما يلحقها من كملحق هلا .واالستبعاد
الذي ال يكون حمل شرط خاص وظاهر ال يعتد به .قد يكون استبعاد بعض املخاطر من التأمني بنص قانوين ،وقد يكون
باتفاق بني الطرفني.
-2استبعاد بعض األخطار بنص قانون
استبعد القانون األخطار النامجة عن احلرب األجنبية،و األخطار اليت يكون مصدرها خطأ املؤمن له العمدي.
أ -ففي ما يتعلق بالحرب األجنبية :نصت املادة 91من األمر 11/15املتعلق بالتأمينات على أنه" :ال يتحمل مسؤولية
اخلسائر و األضرار اليت تتسبب فيها احلرب األجنبية إال إذا اتفق على خالف ذلك.يقع على املؤمن عبء إثبات الضرر الناجم
عن احلرب األجنبية ".
][53
واحلرب األجنبية هي تلك العمليات اهلجومية اليت تقوم هبا دولة على دولة أخرى ،و عمليات الدفاع اليت ترد هبا الدولة املهامجة
إن القصف بالقنابل و املدافع و غريها تؤدي إىل إحداث خسائر و أضرار يف األموال و األشخاص يصعب وضع إحصاءات ثابتة
فيها.
نتيجة لذلك ،نص املشرع على استبعادها من نطاق التأمني،إال إذا اتفق األطراف على خالف ذلك فإذا حدث و أن وقعت
خسائر و أضرار ناجتة عن حرب أجنبية،فعلى املؤمن أن يثبت أن الضرر الذي أصاب املؤمن له ناتج عن حرب أجنبية ألهنا أصال
مستبعدة بنص قانوين.
إذن ميكن القول أن استبعاد احلرب األجنبية من نطاق التأمني ال يعترب من النظام العام،حبيث جيوز االتفاق على خالف ذلك،فإذا
اتفق املؤمن مع املؤمن له على ضمان األضرار و اخلسائر النامجة عن احلرب األجنبية وجب على املؤمن االلتزام بضمان هذه و
تلك اخلسائر.
و إذا كان املشرع قد استبعد احلرب األجنبية من نطاق التأمني ،فإن احلرب األهلية و االضطرابات الشعبية خترج من نطاق احلرب
األجنبية ،فإذا وقعت أضرار و خسائر ناجتة عن حرب أهلية و اضطرابات شعبية،فإن هذه األضرار و اخلسائر جيب أن يلتزم
املؤمن بالتعويض عنها،إال إذا استبعدت باتفاق الطرفني،و إذا مل يستبعد وجب على املؤمن له دفع قسط إضايف.
وقد نص املشرع على احلرب األهلية واالضطرابات الشعبية مبقتضى املادة 11من األمر 11/15حيث نص على أنه" :ميكن
التأمني كليا أو جزئيا على اخلسائر و األضرار النامجة عن األحداث التالية يف إطار العقود اخلاصة بتأمينات األضرار مقابل قسط
إضايف:
-احلرب األهلية
-الفنت و االضطرابات الشعبية
-أعمال اإلرهاب و التخريب
إذن من خالل هذا النص ،فإن احلرب األهلية و الفنت و االضطرابات الشعبية،و أمال اإلرهاب و التخريب ال تعترب مستبعدة
قانونا من نطاق التأمني،غري املشرع علق جواز التأمني يف هذه احلاالت على التزام املؤمن له بدفع قسط إضايف.
ب -الخطأ العمدي للمؤمن له
نصت املادة 77من األمر11/15على أن"يلتزم املؤمن بتعويض اخلسائر و األضرار الناجتة عن خطأ غري متعمد من املؤمن له ".
هذا يعين أن املؤمن غري ملزم بتعويض األضرار،إذا كان اخلطر ناجتا عن حمض إرادة املؤمن له.
وهذا احلكم يعرت من النظام العام ،مبعىن أنه ال جيوز للمؤمن أن يتفق مع املؤمن له على تعويض األضرار اليت حيدثها املؤمن له
مبحض إرادته.36
ج -عيب ذاتي في الشيء
نص املشرع اجلزائري يف املادة 95من قانون التأمينات على ما يلي (( :ال يتحمل املؤمن األموال التالفة أو املفقودة أو اهلالكة
نتيجة ما يلي :
أ -حتزمي غري كاف أو رديء من املؤمن له .
ب -عيب ذايت يف الشيء املؤمن عليه ،إال إذا كان هناك اتفاق خمالف )).
وقد قرر املشرع االستبعاد القانوين للعيب الذايت ،ألنه راجع لطبيعة الشيء ،فهو عبارة عن حادث حمقق الوقوع مثل :من يؤمن
على منزله ضد خطر احلريق ،فإن اخلسائر الناجتة عن عيب ذايت يف جهاز كهربائي ال تدخل يف نطاق التغطية ،مامل يتفق على
خالف ذلك .
][54
وهنا املستبعد هو الضرر الذي يسببه العيب للجهاز ذاته أما تلك الناجتة عنه ،واليت تصيب أشياء أخرى تابعة للمؤمن له فهي
مضمونة طبقا لنص املادة 18من قانون التأمينات واليت جاء فيها (( :ال يضمن املؤمن اخلسائر ونقائص الشيء املؤمن عليه
لوجود عيب ذايت فيه ،ولكن يضمن أضرار احلريق املنجرة عنه )).
ونشري اىل أن االستبعاد القانوين للعيب الذايت للشيء يطبق فقط يف تأمينات األشياء أما يف تأمينات املسؤولية فال يسري عليه مثل
:حصول حريق بسبب عيب ذايت يف الشيء املؤمن عليه ويصل إىل اجلريان .
-1استبعاد بعض األخطار باتفاق بين الطرفين:
ميكن للمؤمن و املؤمن له أن يتفقا على استبعاد بعض األخطار من نطاق التأمني ،و من هنا وجب حتديد اخلطر املؤمن عليه
بدقة و وضوح،و جيب أن تكون األخطار مستبعدة و حمددة بدقة و وضوح كذلك.
مثــال:
لو استبعد من نطاق التأمني من املسؤولية على حوادث السيارات كل خطر يكون ناتج عن خمالفة املؤمن له لقانون املرور ،فإن
هذا االستبعاد غري دقيق و غري واضح ،يف حني لو استبعد من نطاق التأمني من املسؤولية عن حوادث السيارات كل خطر يكون
ناتج عن السائق الذي ال حيمل رخصة سياقه ،فإن هذا االستبعاد يكون دقيق و واضح و حمدد.
-3شروط مخالفة للنظام العام في تحديد الخطر
إن الواقع العملي يف سوق التأمني أفرز بعض الشروط درج املؤمن على أن يضمنها عقد التأمني .وملا كانت طبيعة اإلذعان ىف هذا
العقد حتول بني املؤمن له وبني مناقشتها .فإن املشرع عمد عند وضع أحكام هذا العقد إىل النص على بطالهنا ملخالفتها النظام
()1
وهذه الشروط هي: العام .ألن مثل هذه الشروط كلها تنص على سقوط حق املؤمن له يف مبلغ التأمني
-7شروط سقوط حق املؤمن له يف مبلغ التأمني باألسباب التالية :
-خمالفة املؤمن له للقوانني واللوائح إال إذا انطوت هذه املخالفة على جناية أو جنحة .
-تأخر املؤمن له يف إعالن السلطات العامة بوقوع احلادث املؤمن منه أو يف تقدمي املستندات إال إذا تبني أن التأخري كان لعذر
مقبول .
-7الشروط اليت ترد بالوثيقة وتكون غري واضحة كاآليت :
-كل شرط غري ظاهر ويؤدى إىل البطالن أو السقوط.
-شرط التحكيم الذي مل يرد يف صورة اتفاق خاص منفصل عن الشروط العامة الواردة بالوثيقة.
-كل شرط تعسفي آخر يتبني أنه مل يكن ملخالفته أثر يف حتقق اخلطر املؤمن منه .
- 7تنص املادة ( )622مدين على أنه " يقع باطالً ما يرد ىف وثيقة التأمني من الشروط اآلتية :
)7الشرط الذى يقضى بسقوط احلق ىف التأمني بسبب خمالفة القوانني واللوائح .إال إذا انطوت هذه املخالفة على جناية أو جنحة عمدية.
)7الشرط الذى يقضى بسقوط حق املؤمن له بسبب تأخره ىف إعالن احلادث املؤمن منه إىل السلطات أو ىف تقدمي املستندات إذا تبني من
الظروف أن التأخري كان لعذر مقبول.
)9كل شرط مطبوع مل يربز بشكل ظاهر وكان متعلقاً حبالة من األحوال الىت تؤدى إىل البطالن أو السقوط.
)1شرط التحكيم إذا ورد ىف الوثيقة بني شروطها العامة املطبوعة ال ىف صورة اتفاق خاص منفصل عن الشروط العامة.
)5كل شرط تعسفى آخر يتبني أنه مل يكن ملخالفته أثر ىف وقوع احلادث املؤمن منه ".
ويقابل هذا النص نص املادة ( )171من القانون املدىن األردىن؛ ونص املادة ( )181من قانون املعامالت املدنية السوداىن؛ ونص املادة ( )7178من
قانون املعامالت املدنية لدولة اإلمارات العربية املتحدة.
][55
الفرع الثالث :القسط
ال شك أن قسط التأمني يعد حمل التزام املؤمن له ،أي هو األداء الذي يلتزم مبوجب عقد التأمني أداءه للمؤمن يف مقابل حتمل
األخري تبعة حتقق اخلطر املؤمن منه.
وميكن تعريف قسط التأمني بأنه " هو مبلغ من المال يلتزم المؤمن له بدفعه للمؤمن كمقابل لتحمله تبعة تحقق الخطر
المؤمن منه " .
ففي ضوء هذا التعريف يتضح أن القسط يف عقد التأمني كالثمن يف عقد البيع وبدل اإلجيار يف عقد اإلجيار .ألنه يعد مقابالً
مالياً للتأمني الذي يقدمه املؤمن للمؤمن له .وهو الذي جيعل عقد التأمني من عقود املعاوضة اليت ترتب التزامات متبادلة يف ذمة
طرفيها.
أوال :االرتباط الوثيق بين القسط والخطر.
ال شك أنه توجد عالقة وطيدة بني قسط التأمني واخلطر املؤمن منه ،فمن خالل الدراسة اإلحصائية والبيانات اليت يدىل هبا
املؤمن له عن هذا اخلطر يستطيع املؤمن حساب مقدار القسط .وإذا تغري اخلطر زيادة أو نقصاً تغري تبعاً له القسط طبقاً ملبدأ
نسبية القسط للخطر .فكما أنه ال تأمني بال خطر يضمنه املؤمن فإنه ال تأمني بال مقابل مايل يدفعه املؤمن له ،فكالمها يكونان
وجهي العملية التأمينية .
واملقابل املايل للتأمني يسمى قسطاً إذا كان املؤمن شركة مسامهة ،أما إذا كان املؤمن مجعية للتأمني التباديل أو التعاوين أطلق عليه
اشرتاكاً.
ويالحظ أنه خالل دراستنا هلذا املقابل سوف نستخدم املصطلح الذي درج العمل عليه من تسميته قسطاً يف كل األحوال ،سواء
أكان قسطاً أم كان اشرتاكاً.
وقسط التأمني قد يتفق األطراف على دفعه مرة واحدة فيسمى بالقسط الوحيد ،وقد يتفقوا على دفعه منجماً على دفعات
(سنوية أو نصف سنوية أو ربع سنوية أو شهرية) ويسمى القسط الدوري .
ثانيا :تحديد مقدار قسط التأمين
إن دراسة القسط ،باعتباره حمالً لاللتزام املؤمن له ،هلا جانب قانوين وآخر فين ،فاجلانب القانوين تدخل دراسته يف نطاق دراسة
التزامات املؤمن له .أما دراسة اجلانب الفين (حتديد مقدار القسط ) هي اليت نتناوهلا يف هذه اجلزئية.
واألصل يف حتديد مقدار القسط أنه يتوقف على اتفاق طريف عقد التأمني (املؤمن واملؤمن له) ،ألن ذلك من املسائل اليت تكون
حمالً للمناقشة واملساومة بينهما .ومع ذلك فقد يتدخل املشرع بوضع حد أقصى وحد أدىن ويرتك لألطراف حتديد مقدار القسط
بني هذين احلديـن.
بيد أن حتديد مقدار القسط ال يتم بطريقة عشوائية أو حتكمية ،بل خيضع لعوامل عدة منها كحجم اخلطر ومدة التأمني وغريمها.
وجيب يف هذا الصدد التمييز بني القسط الصايف والقسط التجاري.
-2القسط الصافي
نعلم أن القسط واخلطر مها وجهي العملية التأمينية وأنه تقدير األول يعتمد على دقة الدراسة اإلحصائية اليت قام هبا خرباء التأمني
للثاين .ولذلك يقصد بالقسط الصايف هو املقدار املايل الذي يوازى على وجه التقريب قيمة اخلطر الذي حددته احلسابات الدقيقة
للمؤمن.
فالقسط ميثل بالنسبة للمؤمن املبلغ الالزم لتغطية اخلطر املؤمن منه دون زيادة أو نقصان (ربح أو خسارة) .ويتم حساب القسط
الصايف على أساس وحدة قيمية ووحدة زمنية .فالوحدة القيمية متثل مبلغاً من النقود يقدره املؤمن ألف دينار ،مثالُ ،والوحدة
][56
الزمنية تكون يف العادة سنة واحدة .فلو قلنا أن املؤمن حيصل على كل ألف دينار مخسة دينار يف السنة ،فإذا كانت قيمة املؤمن
عليه مخسني ألف دينار ،فإنه سيحصـل على مخس أمثال 75= 5×5متكررة يف عدد سنوات التأمني .
ولنضرب مثالً حسابياً فإذا كان اخلطر املؤمن منه يتحقق يف التأمني ضد حوادث السيارات بنسبة 71لكل 7111سيارة ،مبعىن
أن من بني كل 7111سيارة مؤمن عليها تتدخل 71سيارات يف حوادث ضارة بالغري ،فإذا كان مبلغ التأمني الواجب دفعه ،يف
املتوسط ،هو 5111دينار عن كل حالة حتقق اخلطر املؤمن منه.
النسبة املئوية لتحقق اخلطر املؤمن منه
7111ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ711باملئة
71ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ س
س = 71يف 711وتساوي 7باملئة
7111
اجموع مبالغ التأمني اليت من احملتمل الوفاء هبا من قبل املؤمن =
النسبة املئوية × عدد املؤمن هلم × متوسط مبلغ التأمني
51111 = 5111 ×7111 × 711÷7دينار
قيمة القسط الصايف = اجموع مبالغ التأمني ÷ عدد املؤمن هلم
51 = 7111 ÷51111دينار.
غري أن عامل اخلطر ليس هو العامل الوحيد يف تقدير قيمة القسط ،بل توجد عوامل أخرى تساهم معه يف ذلك كمقدار مبلغ
التأمني ومدته وسعر الفائدة الذي حيصل عليه املؤمن من استغالل رصيد األقساط اجملتمع لديه.
-1القسط التجاري
نوهنا – آنفاً – أن القسط الصايف يساوى تقريباً اخلطر املؤمن منه ،ومع ذلك فإن املؤمن ،وإن كان العبء األكرب هو تغطية هذا
اخلطر ،إال أنه يتحمل أعباء أخرى منها :
-العموالت اليت يتقاضاها الوسطاء ،ألن املؤمن يستخدم بعض األشخاص كوسيط بينه وبني املؤمن هلم.
-نفقات حتصيل األقساط ،فاملؤمن هو الذي يسعى – يف الغالب – إىل املؤمن هلم لتحصيل أقساط التأمني.
-املصروفات اإلدارية ،وهى املصروفات اليت يتحملها املؤمن يف إدارة عمليات التأمني.
-الضرائب والرسوم ،املؤمن يتحمل بعض الضرائب ويدفع رسوم عن نشاطه التأميين.
-أرباح املسامهني ،فإذا كان املؤمن يف شكل شركة مسامهة فإن املسامهني يتقاضون أرباحاً معقولة على أسهمهم يف الشركة.
فالقسط التجاري = القسط الصايف +نسبة من األعباء اإلضافية ( آنفة الذكر).
-3القاعدة النسبية
إن هناك عالقة وثيقة بني قسط التأمني و اخلطر املؤمن منه ،فقسط التأمني حيسب على أساس هذا اخلطر ،حبيث يتم تقدير
القسط على أساس درجة احتمال وقوع اخلطر من جهة و درجة جسامته من جهة أخرى.
أ -من حيث درجة احتمال وقوع الخطر :يعتمد املؤمن على قانون االحتماالت ،وقانون الكثرة ،فيصل عن طريق جداول
اإلحصاء إىل نسبة حتقق اخلطر .باالستناد إىل عدد احلاالت املؤمن عليها .
][57
ب -من حيث درجة جسامة الخطر :إن اخلطر ملا يتحقق ال يكون عادة كليا ،بل بنسب متفاوتة ،لذا جيب أن يقل القسط
على حسب درجة جسامة اخلطر املؤمن منه .
مـثــال:
إذا أبرمت شركة التأمني 7111عقد من تأمني ضد خطر احلريق على املنازل ،و قدرت الشركة أن كل ألف عقد تأمني من احلريق
يتحقق 9حاالت ،علما أن مبلغ التأمني الذي التزمت به الشركة بدفعه هو 711مليون سنتيم |و هو قيمة املنزل الواحد .
يف هذه احلالة ،فإن شركة التأمني تكون قادرة على دفع 911مليون استنادا إىل تقدير االحتماالت الذي وضعته.
وحىت تكون شركة التأمني قادرة على دفع 911مليون سنتيم ،جيب أن يكون اجموع األقساط يضمن هذا املبلغ ،و بالتايل
نقسم911مليون على اجموع املؤمن هلم و هو 7111إذن :
911111=7111/ 911111111سنتيم .
إذن يكون القسط الصايف هو 911ألف سنتيم ،على أساس أن كل مؤمن له يدفع 911ألف سنتيم و بالتايل حنصل على
املبلغ الذي تكون شركة التأمني قادرة على دفعه و هو 911مليون سنتيم .
وإذا فرضنا ،نفس الفرض السابق ،وكانت مدة التأمني سنة واحدة ،وكان متوسط جسامة اخلطر هو 15باملئة ،فإن مبلغ
التأمني الذي تلتزم بدفعه شركة التأمني يف هذه احلالة يساوي 911111111 :مضروب يف 711/15ويساوي
775.111.111سنتيم .
وعليه نصيب كل مؤمن له يساوي مبلغ التأمني تقسيم عدد املؤمن هلم = 7111/ 775.111.111ويساوي 775.111
سنتيم .
ويعترب القسط يف نظر املشرع مبثابة مثن اخلطر أو تعبري عن اخلطر بقيمة مالية ,و يتكون القسط مما يلي:
الفرع الرابع :مبلغ التأمين
إذا كان القسط – كما بينا آنفاً -هو حمل التزام املؤمن له يف مواجهة املؤمن .فإن مبلغ التأمني هو حمل التزام املؤمن الذي جيب
عليــه أداءه للمســتفيد عنــد حتقــق اخلطــر املــؤمن منــه الــذي حتمــل تبعتــه مبوجــب عقــد التــأمني .وتقابــل االلتزامــات يف هــذا العقــد تــربز
خاصيته بأنه عقد ملزم للجانبني .فمثالً يف التأمني على احلياة حلال املوت ،إذا توىف املؤمن عليه فإنه جيب على املـؤمن الوفـاء مببلـغ
التأمني إىل الشخص املعني مستفيداً يف عقد التـأمني (الـوارث أو الغـري) ،وإذا احـرتق الشـئ املـؤمن عليـه (منـزل أو سـيارة أو بضـاعة
… اخل) فــإن املــؤمن لــه يســتحق مبلــغ التــأمني مــا مل يعــني شــخص آخــر كمســتفيد مــن هــذا التــأمني ،وكــذلك لــو تــدخلت الســيارة
املؤمن عليها ضد حوادث السيارة يف حادثة ،التزم املؤمن بالوفاء مببلغ التأمني (التعويض) إىل املضرور من ذلك.
وميكن تعريف مبلغ التـأمني بأنـه " هـو المقابـل المـالي الـذي يدفعـه المـؤمن للمسـتفيد ،بموجـب عقـد التـأمين ،عنـد تحقـق
الخطر المؤمن منه " .
ففــي ضــوء هــذا التعريــف يتبــني أن التـزام املــؤمن يف عقــد التــأمني هــو التزامـاً ماليـاً جيــب عليــه أداءه للمســتفيد (املــؤمن لــه أو املشــرتط
()1
،حـىت يف احلالـة الـيت يتعهـد املـؤمن بإعـادة الشـئ املـؤمن عليـه إىل حالتـه قبـل حتقـق التأمني لصاحله) عند حتقق اخلطر املؤمن منه
اخلطر املؤمن منه ،فتعهده بإعادة احلالة أو اإلصالح يوىف به املؤمن مـن خـالل الغـري الـذي يتقاضـى مقابـل ذلـك مبلغـاً مـن النقـود.
ولذلك يظل التزام املؤمن يف مجيع احلاالت التزاماً مالياً.
أوال :نطاق التزام المؤمن بدفع مبلغ التأمين
نوهنا – آنفاً – إىل أن املؤمن يلتزم بدفع مبلغ التأمني عند حتقق اخلطر املؤمن منه ،فهل هلذا االلتزام حدود ؟ أم ال ؟.
-1تنص املادة 171مدين على أنه " التأمني عقد يلتزم املؤمن مبقتضاه أن يؤدى إىل املؤمن له أو إىل املستفيد الذي اشرتط التأمني مبلغاً من املال أو إيراداً مرتباً أو أي عوض مايل
آخر ىف حالة وقوع احلادث أو حتقق اخلطر املبني بالعقد وذلك يف نظري قسط أو أية دفعة مالية أخرى يؤديها املؤمن له للمؤمن ".
][58
بيد أن اإلجابة عن هذا التساؤل تتطلب التفرقة بني التأمني على األشخاص والتأمني من األضرار.
أ -التأمين على األشخاص
عرفنا – سابقاً – أن التأمني على األشخاص هو الذي يكون موضوعه شخص املؤمن له (حياته أو سـالمته أو صـحته أو ظـروف
حياته) .ويتميز هذا النوع من التأمني أنه ليس له صفة تعويضية وبذلك يلتزم املـؤمن بالوفـاء مببلـغ التـأمني عنـد حتقـق اخلطـر املـؤمن
منه بغض الطرف عما إذا كان املؤمن له قد أصابه ضرر من ذلك أم ال.
ففــي ضــوء ذلــك يتبــني أن املــؤمن يلتــزم بالوفــاء مببلــغ التــأمني إىل املســتفيد أو املــؤمن لــه ،عنــد حتقــق اخلطــر املــؤمن منــه ،وفق ـاً ملــا مت
االتفاق عليه بني طريف العقد .فمثالً يف التأمني على احلياة حلال املوت ،فالوفـاة هـي اخلطـر املـؤمن منـه فـإذا حتقـق دفـع املـؤمن مبلـغ
التــأمني للمس ــتفيد ،وىف حال ــة الت ــأمني ضــد اإلص ــابة أو امل ــرض ي ــدفع املــؤمن ه ــذا املبل ــغ للم ــؤمن لــه أو الش ــخص احمل ــدد يف العق ــد
(املستفيد).
* آثار انعدام الصفة التعويضية
إن مبدأ انعدام الصفة التعويضية يف التأمني على األشخاص يتفرع عنه املبادئ التالية :
-7التزام املؤمن بالوفاء مببلغ التأمني املذكور يف وثيقة التأمني :ويرتتب على ذلك أنه ليس للمؤمن االمتناع عن هذا الوفاء كلياً أو
جزئياً حبجة أن املؤمن عليه مل يصبه ضرراً أو أن الضرر الذي حلق به ضرراً جزئياً يقل عن مبلغ التأمني .ألن هذا املبلغ ليس
تعويضاً عن ضرر ،بل الوفاء به التزام على املؤمن جيب عليه الوفاء به سواء أكان حلق املؤمن عليه ضرراً أم كان مل يلحقه مثل
ذلك.
-7جواز تعدد وثائق التأمني عن واقعة مؤمن منها واحدة واجلمع بني مبالغ التأمني املذكور يف كل وثيقة :ومؤدى هذا أنه يلتزم
كل مؤمن ،يف حالة تعددهم ،الوفاء بكل مبلغ التأمني املدون ىف وثيقة التأمني .وليس أليهم دفع مطالبة املؤمن له أو املستفيد بأنه
ملتزماً حبصة يف املبلغ الذي تقاضاه من املؤمن اآلخر .ألن التزام كل منهم مستقل عن التزام اآلخر وجيوز للمؤمن له أو املستفيد
اجلمع بني مبالغ التأمني .فمثالً لو أمن شخص على حياته لصا ح أبناءه لدى أربع شركات للتأمني ،بأن أمن لدى كل منها مببلغ
( 711111دينار) ،ففي هذه احلالة جيوز للمستفيدين من التأمني أن حيصلوا على (111111دينار ).
-9جواز اجلمع بني مبلغ التأمني والتعويض عن الضرر الناجم عن حتقق الواقعة املؤمن منها :انعدام صفة التعويضية يف التامني
على األشخاص تعطى للمؤمن له أو املستفيد إمكانية احلصول على مبلغ التأمني –عند حتقق الواقعة املؤمن منها -من املؤمن
ومطالبة الغري املسئول عن الضرر الناجم عن حتقق هذه الواقعة بالتعويض .فمثالً لو أن شخصاً مؤمناً ضد اإلصابة ،وتسبب آخر
بفعله الضار يف حدوث هذه اإلصابة وحتقق الواقعة املؤمن منها ،فيصبح للمؤمن له أو املستفيد مطالبة املؤمن بالوفاء مببلغ التأمني
املدون يف وثيقة التأمني ومطالبة املسئول عن الفعل الضار بالتعويض عن الضرر الذي حلق به.
-1عدم جواز حلول املؤمن حمل املؤمن له يف الرجوع على الغري املسئول عن حتقق الواقعة املؤمن منه .يرتتب على قيام التأمني
على األشخاص على مبدأ انعدام الصفة التعويضية أنه ال جيوز للمؤمن احللول حمل املؤمن له ىف مطالبة الغري املسئول عن حتقق
الواقعة املؤمن منها بالتعويض عن الضرر الذي حلق املؤمن له ،ألن ذلك حقاً خالصاً لألخري وال حق لألول فيه.
إذن يف اجال التأمني على األشخاص ،حيصل املؤمن له أو املستفيد على املبلغ املتفق عليه يف العقد كامال دون انتقاص و دون
النظر إىل درجة جسامة الضرر و هذا ما أكدت عليه املادة 11من األمر11/15املتعلق بالتأمينات.
ب -التأمين من األضرار
فهذا النوع من التأمني هو الذي يكون حمله أموال املؤمن له وليس شخصه (كالتأمني على األشياء والتأمني من املسئولية).
ويتميز التأمني من األضرار بأنه ذو صفة تعويضية ،ولذلك فإن مبلغ التـأمني الـذي يلتـزم املـؤمن بالوفـاء بـه للمـؤمن لـه يتحـدد بأقـل
القيمتني (مقدار الضرر ومبلغ التأمني) ،ويساهم يف حتديده عوامل ثالثة هي:
][59
و إذا كان التأمني على األشخاص يتعلق بشخص املؤمن عليه؛ فإن التأمني من األضرار يتعلق بالذمة املالية للمؤمن له وليس
بشخصه.
فالتأمني من األضرار يعمل على رتق اخلرق الذي حيدثه حتقق اخلطر املؤمن منه يف اجلانب اإلجيايب للذمة املالية كما يف التامني على
األشياء ضد السرقة أو احلريق أو التلف ……اخل .كما يعمل على إزاحة شبح زيادة اجلانب السليب هلذه الذمة بسبب حتقق هذا
اخلطر كما يف التأمني من املسئولية.
ويتميز التأمني من األضرار على التأمني على األشخاص بعدة خصائص من أمها :الصفة التعويضية .فهذه الصفة تعد املبدأ
الرئيس يف التأمني األول كما أن انعدامها يعد كذلك بالنسبة للتأمني األخري.
فمبلغ التأمني يف التأمني من األضرار ذا صفة تعويضية ويقدر بقدر الضرر الذي حلق املؤمن له من جراء حتقق اخلطر املؤمن منه.
مبعىن أن املؤمن يلتزم بالوفاء هبذا املبلغ عند حدوث ضرر وتربأ ذمته من هذا الوفاء عند انعدامه .
* آثار الصفة التعويضية :
-7عدم جواز اجلمع بني أكثر من مبلغ تأمني أو اجلمع بني مبلغ التامني والتعويض مىت كان األول كاف جلرب ضرر املؤمن له
الذي حلقه بسبب حتقق اخلطر املؤمن منه.
-7حلول املؤمن حمل املؤمن له يف مطالبة الغري ،املسئول عن حتقق اخلطر املؤمن منه ،بالتعويض.
-9عدم التزام املؤمن – يف حالة تعدد املؤمنني – إال حبصة يف مبلغ التامني الذي يتقاضاه املؤمن له بسبب حتقق اخلطر املؤمن
منه.
* تحديد مبلغ التأمين في التأمين من األضرار
يتوقف تقدير مبلغ التأمني يف اجال التأمني من األضرار على العوامل التالية :
-حتديد مقدار التعويض على أساس املبلغ احملدد يف العقد.
-حتديد مقدار التعويض على أساس جسامة الضرر الذي يلحق باملؤمن أو املستفيد.
-حتديد مقدار التعويض على أساس قيمة الشيء املؤمن عليه.
-حتديد مقدار التعويض بتدخل من املشرع.
-2تحديد مقدار التعويض على أساس المبلغ المحدد في العقد
إن أول عامل يتحدد به مقدار التعويض هو االتفاق بني املؤمن و املؤمن له وقت إبرام العقد،فيجب أال يزيد املبلغ الذي يلتزم
املؤمن بدفعه على املبلغ املتفق عليه يف العقد،حىت و لو زادت قيمة األضرار املرتتبة على حتقق احلادث املؤمن منه على هذا املبلغ،و
هذا ما نصت عليه املادة 171ق.م.ج املادة791من األمر 11/15املتعلق بالتأمينات .
تنص املادة 179على أن ال يلتزم املؤمن يف تعويض املؤمن له إال عن الضرر الناتج من وقوع اخلطر املؤمن منه بشرط أال جياوز
ذلك قيمة التأمني .
تنص املادة 79على أن يدفع املؤمن التعويض أو املبلغ احملدد يف العقد يف أجل تنص عليه الشروط العامة لعقد التأمني.
-1تحديد مقدار التعويض على أساس جسامة الضرر الذي يلحق بالمؤمن له أو المستفيد:
جيب أال يتجاوز التعويض الذي يلتزم املؤمن بدفعه للمؤمن له أو للمستفيد،قيمة الضرر الذي أصاب فعال املؤمن له نتيجة حتقق
احلادث املؤمن منه،حىت و كان املبلغ املتفق عليه يف عقد التأمني يزيد عل قيمة الضرر،فهو ما نصت عليه املادة 179ق.م.ج
السابق ذكرها
][60
إذن ،أداء املؤمن يف اجال التأمني من األضرار يتحدد بقيمة الضرر،حبيث ال جيوز ملؤمن له أو للمستفيد أن يتقاضى عند وقوع
الكارثة املؤمن منها،ما يزيد على قيمة الضرر و ذلك ألن التأمني من األضرار له صفة تعويضية،و ال ميكن أن يكون مصدرا
لإلثراء.
-3تحديد مقدار التعويض على أساس قيمة الشيء المؤمن عليه:
إذا كان اآلداء الذي يلتزم به املؤمن يتحدد من ناحية باملبلغ املتفق عليه،و يتحدد من ناحية أخرى بقيمة الضرر الذي يلحق
املؤمن له،فإنه يتحدد من ناحية ثالثة بقيمة الشيء املؤمن عليه
فإذا حدد املتعاقدان يف عقد التأمني مبلغا،و كان األمر يتعلق بشيء مؤمن عليه،فإن قيمة هذا الشيء هي اليت حتدد احلد األقصى
ألداء املؤمن،و ذلك ألن الضرر ال ميكن أن يتجاوز هذه القيمة و هذا ما نصت عليه املادة 91من األمر 11/15املتعلق
بالتأمينات.
-4تحديد مقدار التعويض بتدخل من المشرع
قد يتدخل املشرع يف بعض األنظمة اخلاصة للتأمني و ذلك بأن يضع معايري و جداول يتم مبقتضاها حتديد مقدار التعويض،و
هذا ما اعتمده املشرع مبقتضى قانون إلزامية التأمني على السيارات و نظام التعويض عن األضرار اجلسمانية النامجة عن حوادث
السيارات .و قد أفردنا هلذا املوضوع جزءا خاصا حيث سنتناوله بشيء من التفصيل.
القسم الثامن :عقد التأمين
ينظر فقهاء القانون إىل عملية التأمني من خالل األداة القانونية اليت يستطيع هبا األفراد االستفادة من نظام التأمني ،واليت عن
طريقها أيضا تضع شركات التأمني تلك الفكرة موضع التطبيق ،وتتمثل هذه األداة يف عقد التأمني .وتكتسب دراسة عقد
التامني أمهية كبرية يف رسم القواعد العامة اليت تقوم عليها العالقة التأمينية وما تتميز به من خصائص ،وما ترتبه على أطرافها من
التزامات .
ولذلك سنتناول دراسة عقد التأمني دراسة قانونية يرجع فيها إىل األحكام العامة للعقود من خالل بيان ما يلي :
الفرع األول :أركان عقد التأمين
الفرع الثاني :االلتزامات الناشئة عن عقد التأمين
الفرع الثالث :انقضاء عقد التأمين
الفرع األول :أركان عقد التأمين
إن عقد التأمني كسائر العقود جيب أن تتوافر فيه الشروط العامة اليت يتطلبها القانون يف العقد كالرتاضي واحملل والسبب .ورغم
أن هذه الشروط ختضع لألحكام العامة يف نظرية العقد ،إال أن ذاتية عقد التأمني تتطلب دراسة الرضاء واحملل لبيان عناصره
املختلفة.
ونتناول دراسة هذا املوضوع من خالل املباحث اآلتية :
أوال :التراضي في عقد التأمين
إن الرضاء هو قوام العقد ومصدر وجوده ،ومن مث فإنه جيب أن يكون الرتاضي موجوداً بتطابق اإلجياب والقبول وأن يكون
صحيحاً بأن يكون لدى املتعاقدين أهلية إبرامه وأن تكون إرادة كل منهما خالية من عيوب اإلرادة (كالغلط والتدليس واإلكراه).
فإذا توافر لعقد التأمني ذلك فأصبح موجوداً من الناحية القانونية.
أما من الناحية العملية فإن عقد التأمني يربم على حنو خاص ومن عدة مراحل متوالية .ونعرض لدراسة هذا املوضوع من خالل
اآليت :
][61
أ -التراضي وجوده وصحته
نعلم أن الرتاضي هو قوام العقد فال وجود لألخري إال إذا وجد األول .والرتاضي ،باعتباره تعبرياً عن اإلرادة ،فالبد أن يكون
موجوداً وصحيحاً أي سليماً من العيوب.
ونتناول دراسة هذا املوضوع من خالل النقاط التالية :
-2وجود الرضا
عرفناً أن عقد التأمني من العقود الرضائية اليت تنعقد مبجرد توافق إرادتني على إحداث أثر يرتبه القانون ،وأن استلزام الكتابة
لإلثبات وليس لالنعقاد .وبناء على ذلك فإنه جيب أن يكون الرتاضي موجوداً بأن يعرب القابل (املؤمن) عن إرادته على حنو يتوافق
مع التعبري الصادر من طالب التأمني ويتطابق معه .ومىت تطابق القبول مع اإلجياب فإن عقد التأمني ينعقد دون احلاجة إىل أي
إجراء آخر وفقاً ملا تقضى به أحكام التقنني املدين .
غري أن ذاتية التأمني وتنوع شروط عقده وبياناته جتعل طرفيه ،يف أغلب األحيان ،يعلقان متامه على التوقيع على وثيقة التأمني من
كليهما (املؤمن واملؤمن له) ،وقد يشرتطان عدم انعقاد العقد إال إذا دفع املؤمن له القسط األول من أقساط التأمني ،وبناء على
ذلك فإن العقد ال ينعقد إال إذا مت التوقيع على تلك الوثيقة ودفع هذا القسط .
-1صحة التراضي
نعلم أنه ال وجود للرتاضي إال بالتعبري عن اإلرادة – إجياباً وقبوالً – فإذا مت هذا التعبري فقد حتقق ذاك الوجود ،إال أنه قد يأيت
غري صحيح بأن يكون التعبري قد صدر عن غري ذي أهلية إلبرام العقد أو يكون قد حلق باإلرادة اليت مت التعبري عنها عيباً كغلط
أو تدليس أو إكراه.
* األهلية
ال شك أنه ال يثور احلديث عن األهلية إال إذا كنا بصدد تصرفاً قانونياً (عقد أو إرادة منفردة) ،حيث أن إبرام مثل هذا التصرف
يتطلب دراجة من األهلية تتناسب مع نوع احملل فيه ،فإذا كان من أعمال التصرف وجب أن يكون مربمه كامل األهلية أو أن
يكون عمل اإلدارة يقتضيه ،أما إذا كان حمله من أعمال اإلدارة فإنه جيوز للقاصر واحملجور عليه املأذون له يف إدارة أمواله إبرامه.
ونعرض للحديث عن األهلية بالنسبة لطريف عقد التأمني – املؤمن واملؤمن له – على النحو التايل :
-أهلية المؤمن
املؤمن ،باعتباره شركة مسامهة أو مجعية تأمني تبادلية ،فال حمل للكالم عن األهلية بالنسبة له مىت كان قد اكتسب الشخصية
القانونية وطاملا أن الشخص الذي قام بإبرام عقد التأمني مع املؤمن له هو املمثل القانوين للشخص املعنوي .وينصرف ذلك إىل
الذين خيوهلم املؤمن بكل أو بعض السلطات الالزمة للتعاقد .
-أهلية المؤمن له
إن عقد التأمني يعد من أعمال اإلدارة ،ومن مث فإنه جيوز للبالغ الرشيد أن يربمه ،كما جيوز للقاصر أو احملجور عليه إذا كان
مأذون له يف إدارة أمواله إبرام عقد التأمني.
أما القاصر أو احملجور عليه غري املأذون له يف اإلدارة ،فليس له إبرامه وإذا أبرمه كان قابالً لإلبطال ملصلحته ،إال إذا أجازه وليه أو
أجازه هو عند بلوغه سن الرشد أو بعد اإلذن له يف إدارة أمواله .
وجيوز أيضاً للويل والوصي والوكيل وكالة عامة أن يربم هذا العقد ،ألن هؤالء له مباشرة أعمال اإلدارة نيابة عن األصيل .
][62
* عيوب الرضا
قد يوجد الرتاضي من الشخص الذي له أهلية إبرام عقد التأمني ،إال أن رضاءه يأيت معيباً بأحد عيوب اإلرادة ،ومن مث يسرى
يف شأنه أحكام النظرية العامة للعقد.
فإذا وقع العاقد يف غلط أو تدليس أو إكراه أو استغالل ،فإنه – طبقا للقواعد العامة – يكون له احلق يف التمسك بطلب إبطال
عقد التأمني .غري أن ذاتية التأمني اقتضت استقالله بأحكام خاصة تلقى على املؤمن له بالتزامات جيب عليه الوفاء هبا وإال تعرض
للجزاء القانوين املرتتب على اإلخالل به ،كااللتزام باإلدالء جبميع البيانات والظروف اليت من شأهنا إعطاء املؤمن فكرة حقيقية
وكاملة عن اخلطر املؤمن منه.
ب -مراحل إبرام عقد التأمين
األصل أن العقد ينعقد مبجرد اقرتان القبول باإلجياب على حنو حيدث أثراً قانونياً ىف املعقود عليه .إال أن ذاتية التأمني اليت
تقتضى إجراء حسابات دقيقة حول اخلطر املؤمن منه واشتمال وثيقة التأمني على شروط وبيانات متنوعة ،اقتضت أن جيرى يف
الواقع العملي أن مير إبرام عقد التأمني مبراحل متتالية.
* طلب التأمين
نوهنا سابقا إىل أن التأمني يعرض وال يطلب ،ولذلك فإن املؤمن يسعى بواسطة وسطاء التأمني إىل الناس ليعرض عليهم فوائد
التأمني ومزاياه ،فإذا اقتنع شخص مبا عرض عليه قدم الوسيط إليه منوذجاً مطبوعاً مدون فيه بعض االستفسارات عن اخلطر املراد
التأمني ضده اليت جيب على هذا الشخص حترى الصدق واألمانة يف اإلجابة عنها .باإلضافة إىل بيانات أخرى تتعلق مبقدار قسط
وتاريخ الوفاء به ومبلغ التأمني الذي يتعهد دفعه املؤمن يف حالة حتقق اخلطر املؤمن منه ،مىت كان هذا اخلطر حمدداً ىف ذاك
النموذج ،كما جيرى عليه العمل يف سوق التأمني بالنسبة لتأمني على احلياة .عندئذ يقوم طالب التأمني باستيفاء بيانات هذا
الطلب والتوقيع عليه وتسليمه للوسيط أو إرساله إىل املؤمن.
-القوة اإللزامية لطلب التأمين
هذا الطلب ،بالرغم من أنه يتضمن البيانات اليت يربم على أساسها عقد التأمني ،إال أنه ليس له قوة إلزامية فهو ال يكون ملزماً
لطالب التأمني ،مع أنه موقعاً منه ،وال للمؤمن.
فبالنسبة إىل المؤمن ،ال ميكن القول بأن النموذج املطبوع الذي قدمه وسيطه إىل الراغب يف التأمني ملزماً له .فهذا النموذج ال يعد
من قبيل اإلجياب ،حىت يقال أن توقيع طالب التأمني عليه يعد قبوالً له .إمنا يعد من قبيل املفاوضات اليت تسبق اجلزم باإلجياب
الذي يصدر من طالب التأمني.
وبناء على ذلك فإنه يكون للمؤمن قبول طلب التأمني أو رفضه دون أدىن إلزام عليه ببيان أسباب هذا الرفض ،أو بإعالن
طالب التأمني به.
وبالنسبة لطالب التأمين فإن تقدمي طلب التأمني مع االستعالم عن مقدار القسط أو أي بيانات أخرى ال يعد من قبيل
اإلجياب البات ،وحىت لو كان إجياباً باتاً ال يكون ملزماً له .ألن العمل جرى يف سوق التأمني على أن تقدمي طلب التأمني ال يعد
من قبيل اإلجياب امللزم .
وبناء على ذلك فإنه جيوز للمؤمن له إبرام العقد مع املؤمن ،كما جيوز له الرجوع عن إجيابه مىت مت ذلك قبل صدور القبول من
األخري .أما إذا كان هذا القبول قد صدر ،فال جيوز الرجوع يف اإلجياب ،ألن عقد التأمني يكون قد انعقد مىت جاء األول مطابقاً
للثاين.
وإن كان ما سبق ذكره يتعارض مع القاعدة العامة اليت تقضى بإلزامية اإلجياب مىت حدد ميعاداً للقبول أو استخلص هذا امليعاد
من ظروف احلال أو طبيعة املعاملة ،إال أن هذا التعارض تقتضيه ذاتية التأمني وال سيما ما جرى عليه العمل يف سوق التأمني من
][63
تعليق متام العقد على التوقيع على وثيقة التأمني من طرفيه ،فبالرغم من رضائية عقد التأمني إال أنه ال يكفى النعقاده – يف هذه
احلالة -اإلجياب والقبول ،بل جيب التوقيع على العقد .
وىف تقديرنا أنه ال جيب البحث يف القواعد العامة لتحديد طبيعة طلب التأمني ما إذا كان يعد إجياباً أو قبوالً ملزماً أو غري ملزم،
سواء أكان تضمن العناصر األساسية للعقد أم كان من عدمه ،بل جيب البحث عن ذلك ىف األحكام اخلاصة بعقد التأمني وما
جرى العرف التأميين عليه يف الواقع العملي.
* مذكرة التغطية المؤقتة
اشرنا سابقا إىل أن طلب التأمني قد يعد منذ البداية إجياباً باتاً من الشخص طالب التأمني .وقد يتحول من طلب إيضاح بعض
املعلومات من املؤمن ويصل إىل مرحل اإلجياب البات .فإذا وصل هذا الطلب إىل هذه املرحلة ،بأن كان مشتمالً عن العناصر
اجلوهرية يف عقد التأمني كتحديد مقدار القسط ومبلغ التأمني ومدته ،كان حرى باملؤمن أن ينظر فيه ويتخذ يف شأنه قراراً بالقبول
أو بالرفض.
وملا كان إعداد وثيقة التأمني والتوقيع عليها من األطراف يستغرق بعض الوقت ،أو كان املؤمن حيتاج لبعض الوقت للبت بشكل
قاطع يف قبوله لطلب التأمني أو رفضه .ففي احلالني يكون طالب التأمني (املوجب) بدون تغطية من اخلطر الذي يهدده خالل
هذه الفرتة .لذلك جرى العمل على إمكانية االتفاق بني طالب التأمني واملؤمن على توفري التغطية يف الفرتة السابقة على إبرام عقد
التأمني بشكل هنائي عن طريق مذكرة التغطية املؤقتة.
فهذه املذكرة تعد مبثابة عقد تأمني ابتدائي يلزم كل طرف مبا جيب عليه قبل اآلخر مع االحتفاظ حبق اإلقالة إذا مل تسلم وثيقته
قبل انقضاء األجل املضروب .
-حالتان لمذكرة التغطية المؤقتة
اعتربنا – آنفاً – أن هذه املذكرة تعد مبثابة عقد تأمني ابتدائي يرتب التزامات على عاتق طرفيه ،ومع ذلك فإهنا ال خترج عن
احلالتني اآلتيني:
األولى :قبول المؤمن لطلب التأمين
ففي هذه احلالة يقبل املؤمن طلب التامني من طالبه .إال أنه يكون يف حاجة إىل بعض الوقت لدارسة األمر وإعداد وثيقة التأمني
والتوقيع عليها من األطراف ،فيقدم لطالب التأمني تغطية تأمينية خالل فرتة إعداد التعاقد النهائي على التأمني وذلك عن طريق
تقدمي مذكرة التغطية املؤقتة .
الثانية :عدم البت في طلب التأمين من قبل المؤمن
يف هذه احلالة ال يكون املؤمن قد وصل إىل قرار بالقبول أو بالرفض لطلب التأمني ،وأن الوصول إىل ذلك حيتاج إىل فرتة زمنية
لدراسة اخلطر املؤمن منه ومدى إمكانية التأمني عليه بشكل هنائي .وملا كان كثرة عدد املؤمن هلم لدى املؤمن حتقق له فائدة كربى،
وأن التسرع يف قبول طلبات التأمني بدون دراسة متأنية تعرضه خلسارة فادحة ،لذلك فإن املؤمن يعطى لنفسه مهلة للدراسة على
أن يقدم لطالب التأمني تغطية خالل هذه الفرتة فإذا انقضت دون تسليم وثيقة التأمني إىل طالبه يقيل كل منهما اآلخر من
التزاماته .
-شكل مذكرة التغطية المؤقتة
نعلم أن األصل يف عقد التأمني – طبقاً ألحكام القانون املدين -أنه رضائي ،إال أن ذلك ال حيول دون أن ينص تشريع أو
يتفق األطراف على صبه يف قالب شكلي معني .وهذا أيضاً ينصرف إىل هذه املذكرة اليت جيرى العمل على أنه تكون مكتوبة
وموقعة من املؤمن مبا يفيد رضاءه بالتغطية املؤقتة .أما رضاء طالب التأمني فقد أفصح عنه يف اإلجياب الصادر منه يف شكل طلب
التأمني الذي وقع عليه وقدمه إىل املؤمن.
][64
بيد أنه ال يوجد شكل خاص للمذكرة املؤقتة ،فأية ورقة مكتوبة وموقعة من املؤمن تتم به هذه املذكرة ولو كان خطاب عادى
مرسل إىل طالب التأمني يفيد قبول املؤمن لتغطية اخلطر املؤمن منه مؤقتاً .ويبدأ سريان هذه التغطية من التاريخ املدون على هذه
املذكرة أو من التاريخ احملدد هبا لسريانه .وإذا حتقق اخلطر املؤمن منه بعد هذا التاريخ وقبل هناية مدة التغطية يلتزم املؤمن بدفع مبلغ
التأمني إىل املستفيد .
وىف ضوء ذلك يتبني صدق ما ذهبنا إليه من أن مذكرة التغطية املؤقتة تعد مبثابة عقد تأمني ابتدائي حيتفظ فيه طرفيه حبق اإلقالة
يف حالة عدم تسليم طالب التأمني الوثيقة اليت تفيد التعاقد بشكل هنائي على تأمني املؤمن له من اخلطر املؤمن منه .ولذلك جيب
أن تتضمن هذه املذكرة البيانات األساسية اليت يتطلبها عقد التأمني وال سيما نوعية اخلطر ومبلغ التأمني ومقدار القسط .
* وثيقة التأمين
ال جرم أنه إذا بت املؤمن يف اإلجياب البات املوجه إليه من طالب التأمني بالقبول ،فإنه جيب عليه إعداد وثيقة التأمني والتوقيع
عليها وإرساهلا إىل املؤمن له ،وبناء على ذلك يتحول عقد التأمني االبتدائي الذي تضمنته مذكرة التغطية املؤقتة إىل تعاقد هنائي
جرى العمل على أن يأيت يف صورة وثيقة.
وال جناح أن توقيع املؤمن له على الوثيقة ليس أمراً ضرورياً ،إال إذا كان ذلك من شروط التعاقد النهائي ،ألن توقيعه سبق
وضعه على طلب التأمني الذي ميثل إجيابه البات املوجه إىل املؤمن.
بيد أنه جيب أن تتضمن الوثيقة بيانات أساسية تتعلق باألطراف كاالسم واملوطن ونوعية اخلطر املؤمن منه وحتديد مبلغ التأمني
ومقدار القسط.
-مهمة وثيقة التأمين
الوثيقة ،باعتبارها املظهر اخلارجي لعقد التأمني بعد جتريده من ثوبه املؤقت املتمثل يف مذكرة التغطية املؤقتة ،فما هي مهمتها
بالنسبة للتأمني ؟.
سبق القول أن عقد التأمني ،يف أحكام القانون املدين ،عقد رضائي ومن مث فإن اشرتاط الكتابة يف وثيقة التأمني يكون لإلثبات
وليس لالنعقاد .ومع أن املشروع التمهيدي هلذا القانون .كان يشرتط لتمام العقد أن يتم التوقيع على وثيقة التأمني من أطرافه
(املؤمن واملؤمن له) .وبديهياً أن اشرتاط ذلك يستلزم أن تكون هذه الوثيقة مكتوبة ،ألن التوقيع (باإلمضاء أو بصمة اإلصبع أو
اخلتم) ال يكون إال على مكتوب .وجرى العمل يف سوق التأمني على وجوب الكتابة النعقاد عقد التأمني سواء أكان يف صورة
مذكرة تغطية مؤقتة (االبتدائي) أو يف شكل وثيقة تأمني (النهائي) .وعندئذ تصبح الكتابة الزمة لالنعقاد وليس جملرد اإلثبات
فقط ،وملا كانت الوثيقة هي الشكل الذي يصب فيه عقد التأمني فإن كتابتها يكون ضرورية النعقاد هذا العقد وليس إلثباته
فقط.
وبالرغم من اشرتاط الكتابة يف وثيقة التأمني ،إال أنه ال يشرتط شكالً خاصاً ،فأية وسيلة تتحقق هبا الكتابة يتوافر هبا ذلك،
فيجوز أن تكون مطبوعة أو مكتوبة على اآللة الكاتبة أو خبط اليد … اخل.
-بدئ سريان التأمين
كما أسلفنا فإن مذكرة التأمني تعد مبثابة عقد تأمني ابتدائي وأن الوثيقة هي التعاقد النهائي للتأمني ،وبناء على ذلك فإن سريان
التأمني يبدأ من تاريخ هذه املذكرة ،أو من تاريخ الوثيقة يف حالة عدم االتفاق على تغطية مؤقتة ،ما مل حيدد املتعاقدان وقت آخر
لذلك .فمن تاريخ سريان التأمني يلتزم كل طرف مبا وجب عليه قبل اآلخر فطالب التأمني يوىف باألقساط واملؤمن يتحمل تبعة
اخلطر املؤمن منه.
][65
-تفسير وثيقة التأمين
عرفنا أن وثيقة التأمني تعد عقد التأمني املكتوب ،وبذلك فهي ختضع للمبادئ العامة يف تفسري العقود ،وملا كان هذا العقد من
عقود اإلذعان فإنه جيوز لقاضى املوضوع أن يعدل من شروطه أو أن يعفى الطرف املذعن (املؤمن له) [املادة ( )771مدين] ،وال
جيوز له أن يفسر العبارات الغامضة فيه على حنو ضار هبذا الطرف سواء أكان دائناً أم كان مديناً [املاد ( )7/777مدين] .
* ملحق وثيقة التأمين
عرفنا أن املؤمن قد يكون يف حاجة لفرتة زمنية لدراسة طلب التأمني (إجياب طالب التأمني البات) وقد يقدم لطالب التأمني تغطية
مؤقتة خالل هذه الفرتة ،فإذا ما قرر املؤمن قبول التأمني فإنه جيب عليه إعداد وثيقته وتسليمها إىل املؤمن له .غري أن الواقع
العملي قد يكشف عن احلاجة إىل إجراء تعديل يف هذه الوثيقة ،فيجرياه العاقدان بواسطة اتفاق يطلق عليه ملحق وثيقة التأمني.
فهذا امللحق ميكن تعريفه بأنه " اتفاق العاقدان (المؤمن والمؤمن له) على تعديل وثيقة التأمين األصلية (عقد التأمين) ويلحق
بها ".
* الشروط الواجب توافرها في ملحق الوثيقة
يف ضوء هذا التعريف يتبني أنه يشرتط يف ملحق وثيقة التأمني الشروط اآلتية:
-7أن تكون وثيقة التأمني األصلية موجودة وقائمة :فإذا مل يكن هناك وثيقة أصالً أو كانت موجودة لكنها انقضت قبل
االتفاق على تعديلها فال نكون بصدد ملحقاً لوثيقة التأمني ،بل نكون بصدد اتفاق على التأمني جيرى يف شأنه ما سبق ذكره من
أحكام .غري أنه ال يشرتط أن تكون الوثيقة األصلية نافذة ،فيجوز االتفاق على إضافة ملحق لوثيقة موقوفة ويأخذ حكمها فيكون
موقوفاً مثلها.
-7أن يتضمن امللحق اإلضايف تعديالً يف الوثيقة األصلية :كاالتفاق على زيادة مبلغ التأمني أو مقدار القسط أو امتداد فرتة
التأمني أو سريان الوثيقة بعد أن كانت موقوفة … اخل.
-9أن يكون من مقتضيات إجراءه اتفاق الطرفني :أما إذا كان تعديل بعض شروط الوثيقة األصلية تنفيذاً حلكم القانون وبناء
على إرادة املؤمن له املنفردة دون احلاجة إىل قبول املؤمن لذلك فال نكون بصدد ملحق هلا .فمثالً لو كانت الوثيقة موقوفة بسبب
تأخر املؤمن له يف دفع قسط التأمني ،فإن هذه الوثيقة تعود لسريان مبجرد دفع القسط املتأخر حبكم القانون دون احلاجة إىل قبول
من املؤمن.
-آثار ملحق الوثيقة األصلية
علمنا أن القصد من إضافة ملحق لوثيقة التأمني هو إجراء تعديل لبعض بنودها باإلضافة أو احلذف ،وعندئذ فإن أثرها يكون
مقصوراً على هذه البنود دون أن يتعدى إىل غريها .ويبدأ سريان هذا التعديل من تارخيه ما مل يتفق على تاريخ لذلك .وإذا وقع
تعارض بني الشروط اليت جاءت باحمللق وبني شروط الوثيقة األصلية رجحت األوىل ألن الالحق ينسخ من السابق ما يتعارض
معه.
غري أنه جيب مالحظة أن امللحق الذي تتوافر فيه الشروط – آنفة البيان – يصبح جزءً من الوثيقة األصلية ويكونا معاً وحدة
عضوية واحدة هو عقد التأمني.
ثانيا :المحل
ويقصد به الشيء الذي يلزم املدين القيام به ،أي أن يكون للعقد حمال يضاف إليه ،مبعىن أن هناك موضوعا للعقد ،كأن
يكون موضوع العقد ماال متقوما أو عينا أو منفعة أو أي حق مايل آخر .كما يصح أن يكون موضوع العقد عمال يقوم به احد
املتعاقدين أو امتناعا عن عمل .
][66
وتتحدد عناصر احملل يف عقد التأمني على أساس وجود مصلحة مشروعة للمؤمن له تتمثل بعدم حتمل اآلثار املالية املرتتبة على
وقوع خطر معني ،نظري دفع قسط معني للمؤمن ،وعلى ذلك فإن حمل عقد التأمني بالنسبة للمؤمن له يتمثل يف األقساط اليت
يلتزم بدفعها للمؤمن .وبالنسبة للمؤمن فيتمثل بدفع مبلغ التأمني يف حالة وقوع اخلطر املؤمن منه ،ويتبني من ذلك أن حملل عقد
التأمني عناصر متعددة متثل ذلك احملل ،وهي اخلطر وأداء املؤمن له ( القسط) وأداء املؤمن ( التعويض) ،واملصلحة التأمينية
وسنتناوهلا على النحو اآليت :
-2الخطر ( سبق تناوله في المحور السابع )
-1القسط ( سبق تناوله في المحور السابع )
-3مبلغ التأمين ( سبق تناوله في المحور السابع )
-4المصلحة التأمينية ( :هي الفائدة اليت تعود على املؤمن له من عدم حتقق اخلطر ) ،ويشرتط يف املصلحة أن تكون جدية
ومشروعة ،أي غري خمالفة للنظام العام ،فإذا كانت املصلحة املؤمن عليها غري مشروعة ،وقع التأمني باطال ،كما ينبغي أن تتوافر
املصلحة وقت انعقاد التأمني .فاملصلحة ركن من أركان عقد التأمني بوصفها احملل الذي يرد عليها وختلفها يعين البطالن املطلق
للعقد ،وال يكفي توافر املصلحة وقت إبرام العقد فحسب بل يلزم استمرار توافرها طوال مدة سريانه حىت حتقق اخلطر املؤمن منه
ويرتتب على زوال املصلحة بعد إبرام عقد التأمني إهناء العقد من حلظة ختلفها وبناء عليه يسقط التزام املؤمن له بدفع األقساط ،
وحيتفظ املؤمن مبا تقاضاه من أقساط ألهنا مقابل التزامه بتغطية اخلطر خالل مدة سريان العقد السابقة .
ثالثا :السبب
يعترب السبب احد أركان عقد التأمني ،وهو الغرض أو اهلدف املباشر من إبرام العقد ويتمثل السبب بالنسبة للمؤمن جبمع أكرب
قدر من األقساط التأمينية باعتبارها شركة تبحث عن حتقيق الربح .وأما بالنسبة للمؤمن له فيعد سبب العقد ،جتنب اآلثار املادية
املرتتبة على حتقق خطر معني يتهدد مصلحته .وليقوم عقد التأمني صحيحا يشرتط أن يكون السبب أو الباعث من التأمني
مشروعا لكل من املؤمن أو املؤمن له .
الفرع الثاني :آثار عقد التأمين
أسلفنا أن عقد التأمني من العقود امللزمة للجانبني ،ومن مث فإنه يلقى بالتزامات متقابلة ومتبادلة على عاتق طرفيه – املؤمن له
واملؤمن – فما هي هذه االلتزامات ؟.
نتناول اإلجابة على هذا التساؤل خالل اآليت :
اوال :آثار التأمين بالنسبة للمـؤمـن لـه
عقد التأمني ينشئ يف ذمة املؤمن له عدة التزامات من أمهها :اإلدالء بالبيانات املتعلقة باخلطر املؤمن منه ودفع قسط التأمني (.)1
-7تنص املادة 75من قانون التأمينات على أنه " يلتزم املؤمن له :
-7بالتصريح عند اكتتاب العقد جبميع البيانات املعروفة لديه ضمن استمارة أسئلة تسمح للمؤمن بتقدير األخطار اليت يتكفل هبا .
- 7بدفع القسط أو االشرتاك يف الفرتات املتفق عليها.
– 9بالتصريح الدقيق بتغري اخلطر أو تفاقمه إذا كان خارجا عن إرادة املؤمن له ،خالل سبعة ( )1أيام ابتداء من تاريخ اطالعه عليه ،إال يف احلالة
الطارئة أو القوة القاهرة .
– 1بالتصريح املسبق للمؤمن بتغري اخلطر أو تفاقمه بفعل املؤمن له .
يف كلتا احلالتني يقدم التصريح للمؤمن بواسطة رسالة مضمونة مع اإلشعار باالستالم .
– 5باحرتام االلتزامات اليت اتفق عليها مع املؤمن وتلك اليت يفرضها التشريع اجلاري به العمل ،والسيما يف ميدان النظافة واألمن التقاء األضرار و/أو
حتديد مداها .
][67
أ -اإلدالء ببيانات الخطر
إن التأمني ،وإن كان يعتمد على الدراسات اإلحصائية ،إال أن هذه الدراسات ترتكز بالدرجة األوىل على البيانات اليت يدىل
هبا طالب التأمني عن اخلطر املراد التأمني عليه ،ألنه حمل عقد التأمني.
غري أن التزام طالب التأمني باإلدالء ببيان اخلطر ال ينقضي مبجرد إمتام العقد ،بل يستمر طيلة مدة التأمني ،حبيث جيب على
املؤمن له إبالغ املؤمن عن ما يطرأ من بيانات خالل تنفيذ العقد.
ونتناول دراسة ذلك من خالل األفرع التالية :
-2إعالم المؤمن بالخطر
أشرنا إىل أن اخلطر املؤمن منه هو حمل العقد ولذلك جيب أن يتوافر للمؤمن العلم الكايف بكل تفصيالته على حنو ميكنه من
معرفة اخلطر الذي يتحمل تبعة حتققه .فبناء على املعلومات اليت يقدمها طالب التأمني للمؤمن عن هذا اخلطر جتعله على بينة
متكنه من تقدير حجم االلتزامات اليت يلقي هبا عقد التأمني على عاتقه يف مواجهة املؤمن له.
وعليه فإن طالب التأمني يلتزم بتقدمي كافة البيانات عن اخلطر املؤمن منه عند التعاقد ،أي يف وقت إبرام عقد التأمني .ألن
هذه البيانات حتقق للمؤمن أمرين مها :
األول -تقدير أمر قبول أو رفض التأمني على هذا اخلطر.
الثاني -حتديد قيمة قسط التأمني الذي هو يلتزم املؤمن له بالوفاء به له نظري حتمله تبعة اخلطر املؤمن منه .
-الشروط الواجب توافرها في البيانات
يشرتط يف البيانات اليت يدىل هبا طالب التأمني للمؤمن عند التعاقد الشرطني التاليني :
الشرط األول – أن تكون هذه البيانات محل اهتمام من المؤمن :جيب أن يكون هلذه البيانات تأثري على حتديد حجم
التزامات املؤمن بالنسبة للمخاطر اليت يتحمل تبعتها وتساهم يف حتديد مقدار قسط التأمني الذي يلتزم به املؤمن له.
الشرط الثاني – أن تكون هذه البيانات معلومة للمؤمن له :يلزم ،فوق كون البيانات حمل اهتمام املؤمن ،أن تكون هذه
البيانات معلومة لطالب التأمني عند التعاقد ،أي أال تكونه اجهولة بالنسبة له .ويلجأ املؤمن – عادة – إىل توجيه أسئلة حمددة
ومكتوبة لكي جييب عليها طالب التأمني – قبل التعاقد – واإلجابة عن هذه األسئلة توفر للمؤمن قدر ال بأس به من البيانات.
إال أن ذلك ال يعف طالب التأمني من اإلدالء بالبيانات األخرى ،اليت مل تكن حمل أسئلة مىت رأى أهنا هامة بالنسبة للمؤمن.
-نوعا البيانات
إن البيانات اليت جيب على طالب التأمني اإلدالء هبا متنوعة تبعاً حمللها وهى نوعني :
النوع األول – البيانات الموضوعية :
هذا النوع من البيانات هي اليت تتعلق باخلطر املؤمن منه ،وهى عبارة عن معلومات ضرورية عنه ،كصفاته والظروف املختلفة اليت
حتيط به واملالبسات اليت يكون من شأهنا حتديده حتديداً دقيقاً ال لبس فيه .فمثل هذه البيانات هي اليت متكن املؤمن من تقدير
قيمة القسط الذي يلتزم املؤمن له بدفعه .
النوع الثاني – البيانات الشخصية :
وهى البيانات اليت تتعلق بشخص طالب التأمني ،كامسه وموطنه وأخالقه الشخصية ومقدار يساره ودرجة عنايته بشئونه …اخل.
(و) -بتبليغ املؤمن عن كل حادث ينجر عنه الضمان مبجرد اطالعه عليه ،ويف أجل اليتعدى سبعة ( )1أيام ،إال يف احلالة الطارئة أو القوة القاهرة
".....
][68
فهذا النوع من البيانات ،وإن كانت ال تتعلق بذات اخلطر ،إال أهنا تؤثر يف إقدام املؤمن أو إحجامه عن قبول التأمني على هذا
اخلطر.
-1إعالن المؤمن بتفاقم الخطر
عرفنا أن طالب التأمني يلتزم باإلدالء -عند التعاقد – بالبيانات اليت هتم املؤمن سواء أكانت تتعلق باخلطر املؤمن منه ذاته أم
كانت خاصة بشخص طالب التأمني.
غري أن التزام املؤمن له – بذلك -ال ينقض مبجرد متام العقد .بل يظل هذا االلتزام قائماً ويثقل كاهله خالل سريان التأمني ،ألن
هذا العقد من العقود املستمرة .ولذلك جيب على املؤمن له إعالن املؤمن بكل ما يطـرأ على اخلطر املؤمن منه ويكون من شأنه أن
يؤدى إىل تفاقمه ،سواء أكان بزيادة فرص وقوعه أم كان بزيادة جسامة حجم األضرار الناشئة حتققه .فمثالً يف التأمني ضد
احلريق يعد من قبيل تفاقم اخلطر نقل الشئ املؤمن عليه إىل منطقة تزداد فيه نسبة احتماالت حتقق اخلطر ،أو تغيري وجه استعماله
مبا يؤدى إىل ذلك كاستعمال العقار املؤمن عليه يف ختزين املواد القابلة لالشتعال أو تأجري جزء منه هلذا الغرض .وىف التأمني على
األشخاص من اإلصابات يعد من قبيل تفاقم اخلطر تغيري مهنة املؤمن عليه من عادية إىل مهنة أشد خطراً كالعمل يف اجال
األشعة التشخيصية أو العالجية يف دور العالج ،وكالتعامل مع املواد الكيماوية واملبيدات احلشرية ………اخل.
غري أن تفاقم اخلطر يف الصور السابقة خيتلف متاماً عن زيادة القيمة املالية لألشياء املؤمن عليها ،كارتفاع قيمة الشيء املؤمن
عليه بسبب تغري القوة الشرائية للنقود أو بسبب ظروف طارئة أدت إىل هذا االرتفاع .فهذه الوضعية وإن كانت تؤدى إىل زيادة
مبلغ التأمني (قيمة اخلطر) الذي يتحمل املؤمن عبئه ،إال أن ذلك ال يعد من قبيل تفاقم اخلطر الذي يلتزم املؤمن له بإخطار
املؤمن به .
بيد أنه جيب مالحظة أن عقد التأمني ال يلق على عاتق املؤمن له التزاماً بعدم زيادة املخاطر اليت من احملتمل أن يتعرض هلا املؤمن
عليه (الشئ أو الشخص) .فالتأمني ال حيجر على املؤمن له يف مباشرة كافة حقوقه على املؤمن عليه ،فمثالً يف التأمني على منزل
ضد احلريق ال حيول دون قيامه بتعلية املبىن أو تغيري الغرض املخصص له .وكذلك يف التأمني على احلياة ال حيجر على املؤمن عليه
من اخلضوع لفحوص طبية وإجراءات عمليات جراحية حىت لو كانت نسب جناحها ضئيلة.
وباإلضافة إىل ما سبق فإن طبيعة املخاطر املؤمن منها ذات خاصية احتمالية فقد تتفاقم عما كانت عليه يف وقت التعاقد وقد
تتضآل .إمنا يقع على عاتقه إعالن املؤمن مبا يزيد من فرص حتقق اخلطر املؤمن منه أو يزيد من جسامة األضرار الناشئة عنه.
بيد أن تفاقم اخلطر املؤمن منه ال خيول املؤمن تلقائياً املطالبة بفسخ العقد .ألن تفاقم اخلطر حىت لو كان بفعل املؤمن له ،مىت
.
أعلن املؤمن بذلك ،ال يعد من قبيل اإلخالل بااللتزامات العقدية اليت ختول الفسخ وال يعد خطأ يستوجب املسئولية
غري أنه جيوز للمؤمن املطالبة بفسخ عقد التأمني بسبب تفاقم اخلطر مىت توافرت إحدى حالتني مها :
الحالة األولى – تفاقم اخلطر وصل إىل درجة من اجلسامة حبيث كان لو علم هبا عند التعاقد ما أقدم عليه.
الحالة الثانية -رفض املؤمن له طلب املؤمن يف زيادة مقدار القسط بنسبة تتناسب مع حجم التفاقم .
وىف ضوء ما سبق فما هي الشروط الواجب توافرها لقيام التزام املؤمن له باإلعالن عن تفاقم اخلطر ؟
* شروط قيام التزام المؤمن له باإلعالن عن تفاقم الخطر
.
يشرتط لكلى يقوم التزام على عاتق املؤمن له بواجب اإلعالن عن تفاقم اخلطر ،الشروط اآلتية :
][69
الشرط األول – أن تطرأ ظروف بعد إبرام العقد :
يشرتط ،لقيام االلتزام باإلعالن ،أن تكون هناك ظروف قد طرأت بعد إبرام عقد التأمني وقبل انقضائه .ألن الظروف اخلاص
باخلطر املؤمن منه إذا كانت سابقة على إبرام التعاقد ،فإن عدم علم املؤمن هبا ميثل إخالالً من طالب التأمني بالتزامه باإلدالء
بالبيانات اخلاصة باخلطر املؤمن منه .أما إذا كانت الحقة لزوال العقد لتوافر سبب ذلك فإنه ال أثر له وال يعتد به.
الشرط الثاني – أن يكون – من شأن – الظروف الطارئة تفاقم الخطر :
يلزم ،فوق كون الظروف طارئة بعد التعاقد ،أن يكون من شأهنا أن تؤدى إىل تفاقم اخلطر املؤمن منه ،كزيادة فرص حتققه أو زيادة
درجة جسامة األضرار النامجة عنه ،فإذا كان الظروف الطارئة ليس هلا تأثري على اخلطر ،أي ال تؤدى إىل تفاقمه ،فال عربة هبا وال
تلزم املؤمن له بإعالن املؤمن هبا على الرغم من حدوثها.
الشرط الثالث – أن تكون الظروف الطارئة معلومة للمؤمن له :
جيب ،فوق كون الظروف طارئة ومن شأهنا تفاقم اخلطر ،أن تكون هذه الظروف معلومة للمؤمن له .وهذا شرط بديهي ألن من
غري املعقول أن يلتزم املؤمن له باإلعالن عن تفاقم خطر بسبب ظروف غري معلومة له حىت لو كانت طارئة ومؤثرة ىف اخلطر املؤمن
منه .فمىت توافرت هذه الشروط فإنه جيب على املؤمن له إعالن املؤمن بتفاقم اخلطر ،وىف هذا الصدد نفرق بني فرضني مها :
فرض أول – للمؤمن له يد في تفاقم الخطر :
إذا كانت الظروف اليت أدت إىل تفاقم اخلطر املؤمن منه بفعل املؤمن له ،بأن قام بتغيري الغرض املخصص له الشئ كتحويل سيارته
اخلاصة إىل سيارة أجرة ،فإنه جيب على املؤمن له إعالن املؤمن هبذه الظروف قبل حدوثها خبطاب موصى عليه ( ،)3ما مل يتفق
الطرفان على وسيلة لإلعالن كخطاب عادى أو إنذار على يد حمضر.
فرض ثاني – ليس للمؤمن له يد في تفاقم الخطر :
إذا كان ليس للمؤمن له يد يف حدوث الظروف اليت أدت إىل تفاقم اخلطر املؤمن منه ،كأن أنشأ إىل جوار املنزل املؤمن عليه ضد
احلريق خمزن ملواد قابلة لاللتهاب .ففي هذه احلالة ال يكون ملزما باإلعالن مىت كان ذلك غري معلوم له ،أما إذا علم به فإنه جيب
عليه إعالن املؤمن هبا خالل مدة معقولة خبطاب موصى عليه ،ما مل يتفق الطرفان على وسيلة أخرى.
)(1
-األثر المترتب على اإلعالن بتفاقم الخطر
مىت توافرت الشروط – آنفة البيان – يف الظروف الطارئة ووىف املؤمن له بالتزامه بإعالن املؤمن بتفاقم اخلطر ،التزم املؤمن بتغطية
اخلطر مؤقتة خالل الفرتة اليت يستغرقها لتحديد موقفه يف ظل هذه الظروف وله يف ذلك ثالثة خيارات هي :
-7تنص املادة 78من قانون التأمينات على أنه " :ميكن املؤمن ،يف حالة زيادة احتمال تفاقم اخلطر املؤمن عليه ،أن يقرتح معدال جديدا للقسط
خالل الثالثني ( )91يوما حتسب ابتداء من تاريخ اطالعه على ذلك التفاقم .
وإذا مل يعرض املؤمن اقرتاحه خالل املدة املذكورة يف الفقرة السابقة ،يضمن تفاقم األخطار احلاصلة دون زيادة يف القسط .
وجيب على املؤمن له أن يؤدي فارق القسط الذي طلبه املؤمن يف ظرف ثالثني ( )91يوما ابتداء من تاريخ استالمه االقرتاح اخلاص باملعدل اجلديد
للقسط .
وإذا مل يدفعه جاز للمؤمن أن يفسخ العقد .
يف حالة زوال تفاقم اخلطر الذي اعترب يف حتديد القسط أثناء سريان العقد ،حيق للمؤمن له االستفادة من ختفيض القسط املطابق ابتداء من تاريخ
التبليغ بذلك للمؤمن ".
][70
الخيار األول – تغطية الخطر مع زيادة قسط التأمين :
قد جيد املؤمن أن من مصلحته االستمرار يف تغطية اخلطر املؤمن منه يف ظل الظروف الطارئة اليت أدت إىل تفاقمه مع مطالبة
املؤمن له بزيادة قيمة قسط التأمني ،ويستوي يف ذلك أن يبتدئ هو هبذه املطالبة أو يعرضها عليه املؤمن له مع اإلعالن عن تفاقم
اخلطر املؤمن له.
الخيار الثاني – تغطية الخطر بدون زيادة قسط التأمين :
ال جناح أن املؤمن يقوم ،يف ظل تفاقم اخلطر املؤمن منه مع رفض املؤمن له زيادة القسط ،باملوازنة بني االستمرار يف تغطية اخلطر
دون زيادة يف قيمة القسط وبني عدم االستمرار يف ذلك وإهناء عقد التأمني ،وقد جيد من مصلحته االستمرار يف تغطية اخلطر مع
تفاقم ه دون هذه الزيادة إما لكون التفاقم مل يؤثر على حساباته املتعلقة باخلطر وإما لكون عملية التأمني وشخص املؤمن له من
األمهية مبكان يف سوق التأمني حبيث يرتتب على إهناء التأمني خسارة مالية أو فقدانه كعميل كبري لديه.
الخيار الثالث – فسخ عقد التأمين :
وأخرياً ،قد جيد املؤمن أن مصلحته تقتضى عدم االستمرار يف تغطية اخلطر املؤمن منه بعد تفاقمه وفسخ العقد ،ويلجأ املؤمن إىل
ذلك يف إحدى حالتني مها:
األولى – جسامة الخطر :إذا كان تفاقم اخلطر على درجة من اجلسامة لو علم هبا املؤمن عند التعاقد ما أقدم عليه.
الثانية – رفض زيادة القسط :إذا كان االستمرار يف تغطية اخلطر املتفاقم يقتضى زيادة القسط إال أن املؤمن له رفض الزيادة بيد
أنه ال جيوز للمؤمن التذرع بتفاقم اخلطر وطلب فسخ العقد مىت كان قد أبدى رغبته يف االستمرار يف تغطية هذا اخلطر يف ظل
الظروف الطارئة .وقد يكون إبداء هذه الرغبة صرحيا وقد يستفاد ضمنياً من االستمرار يف حتصيل األقساط أو دفع مبلغ التأمني بعد
حتقق اخلطر املؤمن منه.
وال جرم أن فسخ عقد التأمني ليس له أثر رجعى ،ألنه من العقود الزمنية اليت يستحيل إعمال هذا األثر فيها ،بل أثره مباشر من
وقت وقوعه .
-حالتان يمتنع فيهما إعمال األثر المترتب على اإلعالن عن تفاقم الخطر
األولى – تفاقم الخطر ناجم عن عمل قصد منه حماية المؤمن :
إذا كان الذي أدى إىل تفاقم اخلطر هي قيام املؤمن له بأعمال قصد منها محاية املؤمن ،كإجراء عملية جراحية لزرع قلب أو كلى
للمؤمن على حياته كان من آثارها السلبية زيادة احتمالية الوفاة املبكرة ،فإن إعالن املؤمن بذلك ال يكون له أى أثر على
االلتزامات العقدية.
الثانية – تفاقم الخطر ناجم عن القيام بواجب إنساني أو خدمة لمصلحة عامة :
إذا كانت زيادة اخلطر بسبب قيام املؤمن له بواجب إنساين ،إنقاذ حياة غريق جنم عنه تعرضه ألضرار ،أو إتالف بعض األشياء
املؤمن عليها إلطفاء حريق أضرم يف أموال اجلار .وكذلك األمر إذا كان تفاقم اخلطر بسبب أداء خدمة عامة كمساعدة رجال
السلطة العامة يف ضبط اجرم خطر أو القضاء على حيوان متوحش أو املسامهة يف الدفاع عن الوطن … اخل.
][71
-3جزاء اإلخالل بالتزام اإلعالم واإلعالن
عرفنا أنه جيب على املؤمن له إعالم املؤمن بكافة بيانات اخلطر املؤمن منه عند التعاقد وأنه يلتزم – خالل مدة التأمني –
بإعالن املؤمن بالظروف الطارئة اليت تؤدى إىل تفاقم هذا اخلطر .وقد حدد مشرعنا اجلزاء الذي يرتتب على اإلخالل هبذا االلتزام،
إال ما يتعلق باإلعالن عن تغيري اخلطر أو تفاقمه أو اإلعالن عن حتقق اخلطر ). (1
و يفرق يف ذلك بني سوء نيته وحسنها وىف احلالة األخري يفرق بني انكشاف احلقيقة قبل حتقق اخلطر املؤمن منه وانكشافه بعد
حتققه.ونستعرض بيان ذلك من خالل النقاط التالية :
الفرض األول – سوء نية المؤمن له ):(2
نعلم أن التزام املؤمن له باإلدالء ببيانات عن اخلطر املؤمن منه يتفرع إىل االلتزام باإلعالم عند التعاقد وااللتزام باإلعالن خالل
مدة التأمني .فإذا أخل املؤمن له بأيهما سواء أكان بكتمان بيان أم كان باإلدالء ببيان كاذباً ،ترتب على ذلك طلب اإلبطال
لوقوع املؤمن يف غلط أو تدليس.
وعليه يقع على عاتق املؤمن عبء إثبات سوء نية املؤمن له ألن األصل يشفع له – وهو افرتاض حسنة النية – وعلى من يدعى
خالف هذا األصل إقامة الدليل على دعواه.
وبناء على ذلك فإنه جيوز للمؤمن أن يطلب إبطال عقد التأمني ،مىت أقام الدليل على سوء نية املؤمن له ،لكي يتحلل من التزامه
بضمان اخلطر املؤمن منه يف حالة حتققه .فمىت تقرر البطالن سقط حق املؤمن له يف مطالبة املؤمن مببلغ التأمني عند حتقق اخلطر
حىت لو كان حتققه كان سابقاً على تقرير البطالن .وسقط – كذلك – حقه يف مطالبة املؤمن مبجموع األقساط اليت وىف هبا.
)(3
: الفرض الثاني – حسن نية المؤمن له
علمنا أن عبء إثبات سوء نية املؤمن له ،يف تنفيذ االلتزام باإلعالم أو اإلعالم ،يقع على عاتق املؤمن ،والفشل يف هذا اإلثبات
يقود إىل األصل وهو حسن نية املؤمن له.
ويقتضى املنطق عدم املساواة بني حسن النية وسوءها يف احلكم ولذلك قرر العرف التأميين جزاءً أخف مع اختاذ حتقق اخلطر املؤمن
منه معياراً للتفرقة بني حاليت اكتشاف احلقيقة اليت جيهلها املؤمن عن هذا اخلطر.
ونستعرض بيان ذلك من خالل النقاط التالية :
-7جرى العرف التأميين على تضمني وثيقة التأمني شرطا يقضي بسقوط حق املؤمن له يف الضمان يف حالة إخالله بالتزامه باإلعالن عن تفاقم اخلطر
،أو اإلعالن عن حتقق اخلطر املؤمن عليه .
-7تنص املادة 77من قانون التأمينات على ما يلي " :كل كتمان أو تصريح كاذب متعمد من املؤمن له ،قصد تضليل املؤمن يف تقدير اخلطر ،
ينجر عنه إبطال العقد "......
-3تنص املادة 71من قانون التأمينات على ما يلي " :إذا حتقق املؤمن قبل وقوع احلادث أن املؤمن له أغفل شيئا ،أو صرح تصرحيا غري صحيح ،
ميكن اإلبقاء على العقد مقابل قسط أعلى يقبله املؤمن له ،أو فسخ العقد إذا رفض هذا األخري دفع تلك الزيادة .
ويتم ذلك بعد مخسة عشر( )75يوما من تاريخ تبليغه .
يف حالة الفسخ يعاد للمؤمن له جزء من القسط من املدة اليت ال يسري فيها عقد التأمني .
إذا حتقق املؤمن بعد وقوع احلادث ،أن املؤمن له ،أغفل شيئا أو صرح تصرحيا غري صحيح ،خيفض التعويض يف حدود األقساط املدفوعة منسوبة إىل
األقساط املستحقة فعال مقابل األخطار املعنية مع تعديل العقد بالنسبة للمستقبل ".
][72
الحالة األولى – علم المؤمن بحقيقة الخطر قبل تحققه :
قد يكتشف املؤمن ما مل يكن يعلمه عن اخلطر املؤمن منه قبل حتققه ،سواء أكانت جهالة األمر تتعلق مبا كان جيب على املؤمن له
إعالمه للمؤمن عند التعاقد أم كان يتعلق مبا جيب عليه إعالنه خالل مدة العقد .املشرع خيول املؤمن عدة خيارات هي:
-االستمرار يف تغطية اخلطر حبالته املكتشفة مع زيادة قسط التأمني.
-االمتناع عن تغطية اخلطر هبذه احلالة وطلب فسخ العقد.
وقد جرى العمل -يف سوق التأمني – على أن يرسل املؤمن خطاباً مسجالً إىل املؤمن له يعلمه فيه برغبته يف إهناء العالقة
القانونية فيما بينهما .إال أن الفسخ ال يقع من تاريخ هذا اخلطاب بل بعد مرور عشرة أيام من هذا التاريخ حىت يعطى للمؤمن
له إجياد مؤمن آخر يقبل التأمني على اخلطر حبالته اجلديدة .
الحالة الثانية ـ علم المؤمن بحقيقة الخطر بعد تحققه :
قد يعلم املؤمن ما كان جيهله عن اخلطر املؤمن منه بعد حتققه ،ففي هذه احلالة ال جيوز للمؤمن طلب فسخ العقد .حيث رتب
املشرع اجلزاء املتمثل يف تقاضى املؤمن له تعويضاً خمفضاً أي أقل من مبلغ التأمني املتفق عليه أو من مقدار الضرر الذي جنم عن
حتقق هذا اخلطر .مع تعديل العقد يف املستقبل .
بيد أن مقدار التخفيض حيتسب على أساس نسبة القسط احملدد يف العقد إىل مقدار القسط الذي كان جيب على املؤمن له أداءه
للمؤمن لو علم حبقيقة اخلطر .فمثالً لو كان املؤمن يلتزم ،عند حتقق اخلطر املؤمن منه ،بدفع مبلغ التأمني وقدره ( 100000دج)
أو كان هذا املبلغ هو قيمة تعويض الضرر الناجم عن حتقق اخلطر ،وكانت قيمة القسط احملدد يف العقد (400دج) ،وكانت قيمة
القسط الواجب دفعه يف حالة علم املؤمن حبقيقة اخلطر (500دج) .ولتوضيح ذلك نضع هذا املثال يف مسألة حسابية كالتايل :
قيمة التعويض املخفض = مبلغ التأمني املتفق عليه أو مقدار التعويض عن الضرر الناجم عن حتقق اخلطر × قيمة القسط احملدد يف
العقد ÷ قيمة القسط الذي كان جيب دفعه :
الحل 200000 = 500 ÷ 400 ×100000 :دج بدالً عن 100000دج
ب -دفع قسط التأمين
إن االلتزام بدفع قسط التأمني هو أهم االلتزامات اليت يلقى هبا عقد التأمني على عاتق املؤمن له .فالقسط هو املقابل املايل
لتحمل املؤمن تبعة اخلطر املؤمن منه (بث اآلمان) والوفاء مببلغ التأمني عند حتققه.
بيد أنه إذا كان حمل التزام كل طرف – يف العقد -هو سبب التزام اآلخر .فالقسط ميثل حمل التزام املؤمن له وسبب التزام املؤمن
بتحمل تبعة اخلطر املؤمن منه.
إال أنه جيب مالحظة أن لفظة القسط سوف تطلق على اجلعل (املبلغ املايل) الذي يدفعه املؤمن له إىل املؤمن سواء أكان شركة
مسامهة أو كان مجعية تأمني تباديل .وأن سائر األحكام اليت نعرض هلا تسرى على التأمني أياً كان نوعه مبا يف ذلك التأمني على
احلياة الذي يسمح فيه القانون للمؤمن له التحلل من التزامه من دفع القسط .ويعزى هذا السماح إىل الطبيعة االدخارية هلذا
النوع من التأمني والرغبة يف تشجيع الناس على إبرام عقود التأمني على احلياة .
* أحكام االلتزام بدفع القسط
لقد نوهنا إىل أن االلتزام بدفع قسط التأمني يعد من أهم االلتزامات اليت يلقى هبا عقد التأمني على عاتق املؤمن له .وبناء على
ذلك فإن هذه الوضعية تتطلب حتديد املدين بالوفاء به ،ومكان وزمان الوفاء ،وكيفية إثبات الوفاء به.
نتناول بيان ذلك من خالل النقاط التالية :
][73
-2المدين بالوفاء بالقسط
ال شك يف أن االلتزام بدفع قيمة القسط يقع على عاتق الطرف املقابل للمؤمن يف عقد التأمني أياً كانت الصفة اليت ينعت هبا
هذا الطرف سواء أكان طالباً للتأمني أم كان مؤمناً له.ولقد سبق القول بأن هناك ثالث صفات قد يتصف هبا أكثر من شخص
وقد جتتمع يف شخص واحد (طالب التأمني واملؤمن له واملستفيد) ،فإذا تفرقت الصفات على أكثر من شخص كان طالب
التأمني هو امللتزم بدفع قسط التأمني دون غريه ألنه هو الطرف الذي تنصرف إليه آثار عقد التأمني.
وجيب مالحظة أن الصفة اليت ستستخدم يف الدراسة هي املؤمن له ،أياً كانت صفة الطرف اآلخر يف العقد مع املؤمن ،ألن هي
األكثر استعماالً يف كتب الفقه.
وعليه يتصف بصفة الطرف يف العقد (املؤمن له) اآليت :
-األصيل يف التعاقد عن طريق النيابة (القانونية أو االتفاقية {الوكالة}).
-رب العمل يف التعاقد بواسطة الفضالة.
-اخللف (عام أو خاص) مىت كان إبرام السلف للعقد سابقاً على انتقال احلق إىل اخللف مع توافر علمه به.
()1
وليس طرفاً يف عقد التأمني ألن ما جيريانه من تصرفات قانونية تنصرف فالنائب أو الوكيل أو الفضويل أو السلف يعد عاقداً
آثارها مباشرة إىل األصيل أو رب العمل أو اخللف.
وتربأ ذمة املدين من االلتزام بدفع القسط مبجرد قيامه بنفسه أو بواسطة نائبه بتسليمه إىل املؤمن أو ألحد من وسطائه أو من
يتمتع بوكالة ظاهرة عن املؤمـن .ويصح طبقاً للقواعد العامة ،الوفاء بقسط التأمني من الغري الذي له مصلحة يف سريان التأمني أو
ممن ليست له مصلحة فيه ولو كان دون علم املدين أو رغم إرادته .
-1المدين بقيمة القسط
نعلم أن االلتزام واحلق وجهان لعملة واحدة ،فإذا كان املؤمن له هو امللتزم بدفع قيمة القسط كان املؤمن هو الدائن به ألن
كليهما طرفا عقد التأمني وتنصرف إليهما آثاره.
ويكون املؤمن قد اقتضى حقه مبجرد حصوله على قيمة القسط بنفسه أو بواسطة أحد وسطاءه املفوض يف ذلك.
-3محل التزام المدين
نوهنا -سابقا – إىل أن املدين بدفع القسط هو املؤمن له ،وأن الدائن بقبضه هو املؤمن .وعندئذ يكون القسط هو حمل االلتزام
الذي يكون –عادة -مبلغاً من النقود وجيب على األول الوفاء به للثاين الذي ال جيرب على قبول شيء آخر ولو كان مساوياً له يف
القيمة أو كانت قيمته أعلى .
وىف الغالب أن قيمة القسط ،املتفق عليها يف عقد التأمني ،ثابتة ال تتغري .وملا كانت هذه القيمة تقدر تبعاً للخطر املؤمن منه،
فإن تغري ظروف الثاين يرتتب عليه أن يصبح األول قابالً للزيادة والنقص تبعاً لطبيعة هذا التغري ،فإذا كانت الظروف املتغرية ،من
شأهنا ،أن تؤدى إىل تفاقم اخلطر املؤمن منه أو زيادة يف التزامات املؤمن فإن هذا يعطيه احلق يف مطالبة املؤمن له بزيادة قيمة
القسط .أما إذا أدت إىل زوال بعض االعتبارات اليت أخذ يف احلسبان عند حتديد هذا اخلطر ،فإنه يصبح من حق املؤمن له مطالبة
املؤمن بتخفيض القسط لتحقيق التناسـب بينه وبني اخلطر املؤمن منه يف ظل الظروف اجلديدة .
-7أطلق وصف العاقد على كل من النائب والفضويل ألن إرادته حتل حمل األصيل أو رب العمل يف إبرام العقد الذي تنصرف إليهما أثاره باعتبار كل
منهما طرفاً يف هذا العقد .وألن صفيت الطرف والعاقد قد جتتمعا يف شخص واحد مىت كان يتعاقد بنفسه وميكن أن تفرتقا إذا كان العقد يربم بطريق
النيابة أو الفضالة ففي هذه احلالة يكون النائب أو الفضويل هو العاقد دون أن تنصرف إليه شيء من آثاره ،واألصيل أو رب العمل هو الطرف يف
العقد وتنصرف إليه آثاره.
][74
-4زمان ومكان الوفاء بالقسط
إن زمان ومكان الوفاء بالقسط حيدده الطرفان يف عقد التأمني فما هو زمان هذا الوفاء ومكانه الذي جيرى عليه العرف التأميين ؟
نتناول اإلجابة على هذا السؤال فما هو آت من نقاط.
* زمان الوفاء بقسط التأمين
تقضى القواعد العامة بأنه ،إذا مل يكن االلتزام مضافاً إىل أجل واقف أو معلقاً على شرط واقف ،جيب على املدين الوفاء به مبجرد
نشوئه وإال كان للدائن احلق يف اقتضاء حقه جرباً عنه .وبناء على ذلك فإن القسط يكون واجب األداء فور انعقاد التأمني -
كقاعدة عامة -ما مل يتفق الطرفان على غري ذلك.
ويستحق القسط حبلول األجل املتفق عليه يف عقد التأمني ،فقد يكون الوفاء به كل شهر أو ربع سنوي أو نصف سنوي أو سنة
أو أكثر من ذلك .وجيب عدم اخللط بني أجل الوفاء بالقسط ومدة سريان التأمني على النحو التايل :
-أجل الوفاء :حيدد الوقت الذي جيب على املؤمن له تنفيذ التزامه العقدي بأداء قيمة قسط التأمني للمؤمن.
-مدة السريان :حتدد فرتة التغطية التأمينية اليت ينقضي عقد التأمني بانقضائها.
وجيرى العمل – يف سوق التأمني – على اشرتاط وفاء املؤمن له بالقسط مقدماً يف بداية مدة التأمني للمؤمن ،حىت يتسىن لألخري
من التعرف على جدية املؤمن له وضبط حساباته واالستعداد لتغطية اخلطر املؤمن منه من -اجموع األقساط -عند حتققه.
* مكان الوفاء بقسط التأمين
األصل أن مكان دفع القسط هو موطن املدين به أي موطن املؤمن له – أي أن الدين يطلب وال حيمل .
غري أن العرف التأميين جرى – على عكس ذلك – فيما يتعلق بدفع القسط األول واستلزم أن يكون الوفاء به يف موطن املؤمن
أو مركز أعماله – أي أن هذا القسط حيمل وال يطلب –.أما دفع األقساط التالية يكون يف موطن املؤمن له أو مركز إدارة أعماله
إذا كان التأمني متعلقاً هبذه األعمال.ما مل يكن املؤمن له قد تأخر يف الوفاء بأحدها ،فإذا تأخر يف ذلك وأعذره املؤمن بالوفاء
فإن مكان الوفاء هبذا القسط يكون يف مركز أعمال املؤمن .
وموطن املؤمن له هو املوطن الذي ذكره يف وثيقة التأمني أو أي موطن آخر يعلن به املؤمن بعد ذلك .
-5كيفية دفع قسط التأمين وإثباته .
يدفع املؤمن له أو نائبه إىل املؤمن أو من يفوضه يف ذلك قيمة القسط نقداً أو مبوجب شيك مقبول الدفع عند اإلطالع ،على أن
يسلم الثاين أو من ميثله إىل األول أو نائبه خمالصة دالة على الوفاء هبذه القيمة.
ويقع عبء إثبات دفع قسط التأمني على املؤمن له ،وجيوز له إثبات ذلك بكافة طرق اإلثبات مىت كانت قيمته مل جتاوز مائة
جنية (نصاب اإلثبات بالبينة) أو كانت قيمته جتاوز هذا النصاب إال أن املؤمن يف العملية التأمينية يقوم بأعمال جتارية كشركات
التأمني مثالً .أما إذا كانت قيمته جتاوز هذا النصاب -يف غري العمل التجاري -فال جيوز إثبات الوفاء بالقسط إال بالكتابة ما مل
يتفق األطراف على غري ذلك .
ويتحقق الوفاء بقيمة القسط باملقاصة ،مىت حتقق اخلطر املؤمن منه قبل هذا الوفاء فتجرى املقاصة بني مبلغ التأمني الذي جيب
على املؤمن أداءه للمؤمن له وبني قيمة القسط املستحق .
-0جزاء اإلخالل بالتزام الوفاء بالقسط
عرفنا أن عقد التأمني من العقود امللزمة للجانبني ولذلك فإنه خيضع إىل القواعد العامة يف االلتزامات التبادلية يف حالة إخالل أحد
األطراف بالتزاماته .وبناء ذلك فإن هذه القواعد ختول املؤمن يف حالة تقاعسه عن الوفاء بالقسط أو تأخر فيه ،بعد إعذاره،
املطالبة بالتنفيذ العيين أو بفسخ العقد .وملا كان عقد التأمني من العقود الزمنية فإن احلكم بالفسخ ذا أثر فوري ال رجعى مبعىن أن
املؤمن ال يتحلل من التزامه بتحمل تبعة حتقق اخلطر املؤمن منه إال من وقت احلكم بالفسخ.
][75
وىف ضوء ما سبق يتبني أن تطبيق القواعد العامة على إخالل املؤمن له بالتزامه بالوفاء بالقسط يرتتب عليه إجحاف باملؤمن ألنه
يكون ملتزما بضمان اخلطر املؤمن منه يف الوقت الذي يكون املؤمن له خمالً بالتزامه هبذا الوفاء .لذلك جرى العرف التأميين على
التخفيف من ذلك بواسطة أحكام خاصة تتناسب مع ذاتية التأمني.
ونعرض لدراسة اإلعذار ووقف سريان التأمني فيما هو آت من نقاط :
أ -اعذرا المؤمن له
-إذا تأخر املؤمن له يف الوفاء بقسط التأمني ،وجب على املؤمن أن يبدأ بإعذار املؤمن له بضرورة الوفاء وتذكريه بالنتائج املرتتبة
على إخالله بالتزامه هبذا الوفاء.
ويكون هذا اإلعذار بكتاب موصى عليه يرسل إىل املؤمن له ىف موطنه املعلن عنه.
ويرتتب على اإلعذار النتائج التالية :
أ -حمل الوفاء بقيمة القسط يصبح يف موطن املؤمن أو مركز أعماله حىت لو كان من األقساط اليت يتم الوفاء هبا يف موطن املؤمن
له – عادة – أي يصبح حمموالً بعد أن كان -يف األصل -مطلوباً.
ب -قطع تقادم دعوى املطالبة بالقسط ،على اخلالف القواعد العامة اليت تقضى بأن قطع مدة التقادم ال يكون إال باملطالبة
القضائية أو ما يقوم مقامها .
ج -بدء حساب مهلة الوفاء بالقسط ( 91يوماً) واليت يبدأ بانقضائها وقف سريان التأمني.
ب -وقف سريان التأمين
إذا أعذر املؤمن له بالوفاء وانقضت املهلة احملددة لذلك (91يوماً) ،واليت يبدأ حساهبا من اليوم التايل إلرسال الكتاب املوصى
عليه إليه ،جاز للمؤمن وقف سريان التأمني على اخلطر املؤمن منه .فما هي ماهية هذا الوقف ؟ وما هي شروطه ؟ وما هو األثر
املرتتب عليه ؟.
نتناول اإلجابة على هذه األسئلة فيما هو آت من نقاط :
* ماهية وقف سريان التأمين
ميكن تعريف هذا الوقف بأنه " هو وقف مؤقت اللتزام المؤمن بتحمل تبعة الخطر المؤمن منه كجزاء إلخالل المؤمن له
بالتزامه بدفع القسط المستحق مع استمرار تحمل األخير بكل التزاماته " .
* شروط وقف سريان التأمين
يف ضوء التعريف – آنف الذكر – يتبني أن جيب أن يتوافر لوقف سريان التأمني الشروط اآلتية :
الشرط األول – إخالل املؤمن له بالتزامه بدفع قسط التأمني .بأن يكون قد تأخر املؤمن له يف دفع القسط أو امتنع عن الوفاء
به .أما إذا كان عدم الوفاء راجعاً لسبب أجنيب عن املؤمن له كقوة قاهرة أو بفعل من املؤمن حيث مل يطلب القسط الذي جيب
الوفاء به يف موطن املؤمن له فال يعد ذلك من قبيل اإلخالل بااللتزام املربر لوقف التأمني.
الشرط الثاني – إعذار املؤمن له بضرورة دفع القسط املستحق .وهذا األعذار يتم مبوجب كتاب موصى عليه مرسل إىل املؤمن له
ينبه عليه بضرورة دفع القسط ومذكراً له بالنتائج املرتتبة على عدم الوفاء.
الشرط الثالث – انقضاء مهلة الوفاء (91يوماً) :مل يعط العرف التأميين احلق للمؤمن يف وقف سريان التزامه بتحمل تبعة اخلطر
املؤمن منه مبجرد إعذار املؤمن له والتنبيه عليه بدفع القسط املستحق .بل أعطى مهلة لألخري للوفاء هبذا القسط وتدارك األثر
املرتتب على هذا الوقف ،وقدر هذه املهلة بثالثني يوماً تبدأ من اليوم التايل إلرسال الكتاب املوصى عليه.
* األثر المترتب على وقف سريان التأمين
إذا توافرت الشروط – آنفة البيان – الالزمة إلعمال املؤمن جلزاء وقف سريان التأمني ،ترتب عليه اآلثار اآلتية :
][76
-وقف التزام املؤمن بتحمل تبعة اخلطر املؤمن منه ،أي أن املؤمن ال يكون ملتزماً بدفع مبلغ التامني إىل املستفيد من التأمني إذا
حتقق اخلطر املؤمن منه خالل الوقف .وذلك حىت يقوم املؤمن له بالوفاء مبا هو مستحق من أقساط مع املصاريف إن وجدت أو
ينزل املؤمن -صراحة أو ضمنياً -عن حقه يف الوقف.
-استمرار التزام املؤمن له بكافة التزاماته الناشئة عن عقد التأمني ،ألن وقف سريان التأمني يتعلق فقط بوقف التزام املؤمن بتحمل
تبعة حتقق اخلطر املؤمن منه .أما التزامات املؤمن له تظل قائمة فيجب عليه بداءة الوفاء باألقساط املستحقة وإعالم املؤمن بتفاقم
اخلطر املؤمن منه وأخطاره بتحقق اخلطر املؤمن منه.
* زوال وقف سريان التأمين
الوقف يدور مع سببه وجوداً وعدماً ،وبناء على ذلك فإن هذا الوقف يزول بزوال سببه وهو الوفاء بقيمة القسط املستحق مع ما
تكبده املؤمن من مصروفات بسبب التأخر يف الدفع .ويستوي حدوث هذا الوفاء من املؤمن له أم من الغري سواء أكان له مصلحة
يف سريان التأمني أم مل يكن له مصلحة يف ذلك.
ويزول الوقف – كذلك – بنزول املؤمن عنه – صراحة أو ضمنياً – ألن وقف سريان التأمني حق له فيجوز التمسك به أو النزول
عـنه.
وال غرو أن يكون لزوال الوقف أثر فورياً ال رجعياً ،أي أن التأمني يعود للسريان اعتباراً من تاريخ الزوال ويقع على عاتق املؤمن
تبعة حتقق اخلطر املؤمن منه ،ما مل يكن قد حكم بفسخ عقد التأمني بناء على طلب املؤمن بعد مضى مدة ( 71أيام ) من تاريخ
الوقف .
ج -التنفيذ العيني أو الفسخ
جيوز للمؤمن ،مىت انقضت مدة ( 71أيام) من تاريخ الوقف أي بانقضاء أربعون يوماً كاملة من تاريخ اإلعذار ،املطالبة
القضائية بالتنفيذ العيين ويستصدر حكم بإلزام املؤمن له بدفع قسط التأمني واملصروفات والتعويض إن كان له مقتضى.
وجيوز للمؤمن – كذلك – أن يطلب فسخ العقد مىت انقضت تلك املدة .ويرتتب على الفسخ زوال عقد التأمني بالكلية من
تاريخ إرسال كتاب موصى عليه إىل املؤمن له على آخر موطن معلن عنه أو رفع دعوى قضائية بالفسخ .
-3اإلخطار بتحقق الخطر المؤمن منه
القواعد العامة تقضى بأن العقد ال يقتصر على إلزام العاقد مبا ورد فيه ،بل يتناول كل ما يعد من قبيل مستلزماته وفقاً للقانون
والعرف والعدالة وحبسب طبيعة االلتزام ،ولقد أورد العرف التأميين تطبيقاً خاصاً لذلك بإلزام املؤمن له بإخطـار املؤمن بتحقق
اخلطر املؤمن مـنه ،ألن التزام األخري اجلوهري هو حتمل تبعة ذلك ،والوفاء مببلغ التأمني أو قيمة التعويض.
ونعرض لبعض أحكام االلتزام باإلخطار عن حتقق اخلطر املؤمن منه واجلزاء املرتتب على اإلخالل به ،من خالل النقاط التالية :
*
أحكام االلتزام باإلعالن عن تحقق الخطر
نوهنا إىل أنه يقع على عاتق املؤمن له االلتزام باإلخطار عن وقوع احلادثة املؤمن منه ،كالوفاة يف التأمني من احلياة حلال املمات،
واحرتاق األشياء املؤمن عليها يف التأمني ضد احلريق ،وقيام مسئولية املؤمن له عن تعويض املضرور يف التأمني من املسئولية …
اخل.
* شروط وجوب اإلخطار
جيب ،لقيام واجب اإلخطار على عاتق املؤمن له ،أن تتوافر الشروط التالية :
الشرط األول – تحقق الخطر المؤمن منه :
يشرتط لقيام واجب اإلخطار أن تكون احلادثة الىت وقعت متثل مبثابة اخلطر املؤمن منه املدرج ىف وثيقة التأمني.
الشرط الثاني – علم المؤمن له بمسئولية المؤمن عن هذا الخطر :
][77
جيب ،فوق وقوع الكارثة ،أن يتوافر لدى املؤمن له العلم بأن هذه الكارثة متثل اخلطر املؤمن منه الذى يسأل عنه املؤمن وتلقى
على عاتقه الوفاء مببلغ التأمني أو قيمة التعويض.
* وجوب اإلخطار عن تحقق الخطر
مىت توافرت الشروط – آنفة البيان – وجب على املؤمن له إخطار املؤمن بتحقق اخلطر املؤمن منه .كما يتحقق اإلخطار من
املؤمن له يتحقق بصدوره من خلفه العام أو اخلاص أو من املستفيد.
* شكل اإلخطار بتحقق الخطر وميعاده
ليس لإلخطار شكل خاص ،فيجوز أن يكون بكتاب موصى عليه أو بأي وسيلة اتصال أخرى (كاخلطاب العادي أو الربقية أو
التلكس أو الفاكس أو اهلاتف … اخل) ،وملا كان اإلخطار واجباً على املؤمن له فإن عبء اإلثبات يقع على عاتقه ،ولذلك عليه
ختري وسيلة ختفف عنه هذا العبء.
مل يرد بتقنينا املدين نص حيدد ميعاداً معيناً لإلخطار ،على حنو يوحى بأن املشرع ترك هذا األمر لإلرادة املشركة لإلطراف .ومع
ذلك فإنه جيب أن يكون اإلخطار خالل مدة معقولة ،وقاضى املوضوع هو الذى حيدد معقولية املدة عند املنازعة .وإذا تأخر
املؤمن له عن اإلخطار خالل املدة احملددة اتفاقاُ ىف العقد أو املدة املعقولة دون مربر وترتب على ذلك إحلاق ضرراً باملؤمن،
أضحى له احلق ىف مطالبة املؤمن له املخطئ بالتعويض عن هذا الضرر.
* جزاء اإلخالل بااللتزام باإلعالن عن الخطر
ال شك أن املشرع اجلزائري مل يضمن جزاء على اخالل املؤمن له بالتزامه باإلعالن عن حتقق اخلطر .وملا كان اإلخطار عن حتقق
اخلطر املؤمن منه التزاماً يلقيه عقد التأمني على عاتق املؤمن له ،فإن اإلخالل به يرتب مسئوليته العقدية – طبقاً للقواعد العامة
ومع ذلك فإن العرف التأميين قد أورد نوعني من اجلزاء مها :
األول – خفض قيمة التعويض املستحق – عن حتقق اخلطر – مبقدار ما أصاب املؤمن من ضرر نتيجة التأخري يف اإلخطار.
الثاني – سقوط احلق يف التعويض املستحق – عن حتقق الضرر – مىت أقام املؤمن الدليل على سوء نية املؤمن له يف عدم
اإلخطار.
بيد أن األمر مرتوك لإلرادة املشرتكة لإلطراف واالتفاق على جزاء معني لإلخالل املؤمن له بواجب إخطار املؤمن بتحقق اخلطر
منه ،سواء أكان هذا اجلزاء يف صورة سقوط احلق يف مبلغ التأمني أم كان يف شكل ختفيض هلذا املبلغ.
ثانيا :آثار التأمين بالنسبة للمؤمن
أسلفنا أن عقد التأمني من العقود امللزمة للجانبني ،وأنه كما ألقى بالتزامات على عاتق املؤمن له (اإلعالم ببيانات اخلطر واإلعالن
عن تفاقمه ودفع القسط واإلخطار عن حتقق اخلطر) ،فإنه يلقى على عاتق املؤمن بالتزام مقابل هو حتمل تبعة اخلطر املؤمن منه
ودفع مبلغ التأمني أو التعويض إىل املؤمن له أو املستفيد عند حتقق اخلطر أو حلول أجل العقد .
بيد أنه قد يتسبب الغري بفعله يف حتقق اخلطر املؤمن منه الذي يرتتب عليه تنفيذ املؤمن اللتزامه بالوفاء مببلغ التأمني لصاحب احلق
فيه ،فهل هذا خيول املؤمن احلق يف الرجوع على الغري بقيمة هذا الوفاء ؟.
ونتناول دراسة هذا املوضوع من خالل اآليت :
أ -التزام المؤمن بدفع مبلغ التأمين
ألفينا أن املؤمن له يلتزم بإخطار املؤمن بتحقق اخلطر املؤمن له الذي يلزمه بدفع مبلغ التأمني أو مقدار التعويض.
ونتناول دراسة هذا االلتزام فيما هو آت من نقاط :
][78
-2محل االلتزام
مىت قام املؤمن له بتنفيذ التزامه بأخطار املؤمن بتحقق اخلطر املؤمن منه – خالل املدة املتفق عليها أو مدة معقولة – أضحى
املؤمن ملتزماً بدفع مبلغ التأمني أو قيمة التعويض لصاحب احلق فيه (الدائن).
وميكن تعريف مبلغ التأمني الذي هو حمل التزام املؤمن بأنه " هو مبلغ من المال (مقدراً أو قابل للتقدير يلتزم المؤمن بدفعه
وفاء اللتزامه بتحمله تبعة تحقق الخطر المؤمن منه ".
للمؤمن له (أو من يحل محله ً
ثانيا :الدائن بمبلغ التأمين
يف ضوء التعريف السابق يتبني لنا أن املدين بالوفاء مببلغ التأمني هو املؤمن والدائن به هو املؤمن له .وقد ينتقل حق املؤمن له إىل
خلفه اخلاص أو العام أو الشخص املعني يف عقد التأمني أو بنص القانون مستفيداً ،كالشخص الذي يؤمن على حياته مع تعني
ابنه يف العقد مستفيداً أو كاملضرور من حوادث السيارات الذي يعينه القانون مستفيداً.
ويقع على عاتق صاحب احلق يف مبلغ التأمني إثبات حتقق اخلطر املؤمن منه وإخطار املؤمن به لكي يلزمه بالوفاء التزامه.
-1ميعاد حلول أجل االلتزام بالوفاء بمبلغ التأمين
عرفنا أنه جيب على املؤمن ل ه أو من حيل حمله إخطار املؤمن بتحقق اخلطر املؤمن منه ،فمىت حتقق هذا اخلطر ومت اإلخطار به
أمسى املؤمن ملزماً بالوفاء مببلغ التأمني أو قيمة التعويض من وقت حتققه ،فمثالً يف التأمني على احلياة حلال الوفاة حيل أجل العقد
بوفاة املؤمن عليه وىف الوقت نفسه حيل أجل التزام املؤمن (املدين) بالوفاء مببلغ التأمني.
وعلى العموم جيب على املؤمن (املدين) الوفاء مببلغ التأمني أو قيمة التعويض خالل مدة معقولة وخيضع تقدير معقولية هذه املدة
للسلطة التقديرية لقاضى املوضوع عند املنازعة.
ب -حق المؤمن في الرجوع على الغير
عرفنا – آنفاً – أنه جيب على املؤمن تنفيذ التزامه بدفع مبلغ التأمني للمؤمن له أو من حيل حمله عند حتقق اخلطر املؤمن منه .غري
أنه قد يتسبب الغري بفعله يف حتقق هذا اخلطر وتنفيذ املؤمن اللتزامه ،فهل هذا خيوله حق الرجوع على الفاعل مببلغ التأمني الذي
وىف به للمؤمن له ؟.
بيد أن اإلجابة على هذا التساؤل يتطلب التفرقة بني نوعى التأمني (األشخاص واألضرار) .
-2التأمين على األشخاص
نعلم أن هذا النوع من التأمني هو الذي يكون املؤمن عليه فيه هو اإلنسان ،وأنه ليس ذا صفة تعويضية .مبعىن أن املؤمن يلتزم
بدفع مبلغ التأمني لصاحب احلق فيه عند حتقق اخلطر املؤمن منه بغض الطرف عن حتقق ضرر أم عدم حتققه أو أن مبلغ التأمني
يتعادل مع الضرر الذي حلق املؤمن له أم ينقص عنه أو يتجاوزه ،فكل ذلك العتبار له يف هذا النوع من التأمني.
ومن مث فإنه جيوز للمؤمن له اجلمع بني مبلغ التأمني من املؤمن بسبب حتقق اخلطر املؤمن منه -طبقا ألحكام عقد التأمني -وبني
التعويض من الغري فاعل الضرر الناجم عن حتقق اخلطر املؤمن منه – طبقاً ألحكام املسئولية التقصريية .-فمثالً لو أن شخص
أمن على حياته حلال الوفاة وتسبب الغري بفعله يف وفاته ،فإن املستفيد من هذا التأمني يستحق من املؤمن مبلغ التأمني -مبوجب
عقد التأمني – وله كذلك احلق يف مطالبة املتسبب يف الوفاة (فاعل الضرر) بالتعويض مىت كان قد حلقه ضرر من ذلك.
وبناء على ذلك فإن هذا النوع من التأمني ال خيول املؤمن احلق يف الرجوع على الغري فاعل الضرر ،الذي تسبب بفعله ىف حتقق
اخلطر املؤمن منه ،ملطالبته مببلغ التأمني الذي وىف به إىل املؤمن له تنفيذاً اللتزامه الناشئ عن عقد .
][79
-1التأمين من األضرار
نعلم أن هذا النوع من التأمني ،على خالف التأمني من األشخاص ،هو الذي يكون اخلطر املؤمن منه أمراً يتعلق مبال املؤمن له ال
بشخصه .وأن هلذا النوع صفة تعويضية ،مبعىن أن قيمة التعويض تقدر بقدر الضرر شريطة أال يتجاوز مبلغ التأمني احملدد يف عقد
التأمني (أي بأقل القيمتني مبلغ التأمني أو مقدار الضرر) .
ومن مث فإنه ال جيوز للمؤمن له اجلمع بني التعويض الذي حيصل عليه من املؤمن بسبب حتقق اخلطر املؤمن منه – طبقاً ألحكام
عقد التأمني -وبني مطالبة الغري بالتعويض لتسبب فعله يف الضرر الذي حلقه من حتقق هذا اخلطر – وفقاً ألحكام املسئولية
التقصريية ،لتعارض ذلك مع الصفة التعويضية اليت يتصف هبا هذا النوع من التأمني .فمثالً لو أن شخص أمن على منزله ضد
احلريق وتسبب الغري يف حريقه ،فإذا حصل على تعويض الضرر من املؤمن ال جيوز له مطالبة الغري بتعويض عن ذات الضرر الذي
عوضه عنه املؤمن.
وبناء على ذلك فإنه جيوز للمؤمن يف ظل هذا النوع من التأمني -وعلى عكس التأمني على األشخاص – الرجوع على
الغري ،الذي تسبب بفعله اخلاطئ ىف حتقق اخلطر املؤمن منه وتنفيذ التزامه بدفع التعويض للمؤمن له ،ومطالبته بقيمة التعويض
الذي وىف به للمؤمن له جرباً للضرر الذي حلق به من جراء حتقق هذا اخلطر.
*الطبيعة القانونية لحق المؤمن في الرجوع على الغير مسبب الضرر
ال غرو أن حيدث خالف فقهي حول حتديد الطبيعة القانونية حلق املؤمن يف الرجوع على املتسبب بفعله اخلطأ يف حتقق اخلطر
املؤمن منه.
ونستعرض فيما هو آت من نقاط اآلراء الفقهية حول طبيعة حق املؤمن ىف الرجوع على الغري فاعل الضرر.
-الضرر هو أساس حق المؤمن في الرجوع على الغير
ذهب رأى إىل أن طبيعة هذا احلق تكمن في الضرر الذي حلق باملؤمن من تنفيذ التزامه بدفع مبلغ التأمني للمؤمن له بسبب
الفعل اخلاطئ من الغري ،ويتم الرجوع على الغري مبوجب أحكام املسئولية التقصريية.
غري أن هذا الرأي مل يصل إىل اهلدف الذي صوب عليه ،ألن املؤمن يوىف مببلغ التأمني وفاءً منه اللتزامه الناشئ عن عقد التأمني،
ومن غري املقبول اعتبار أن الوفاء بااللتزام نوعاً من الضرر املوجب للتعويض.
-دعوى الحلول هي أساس حق المؤمن في الرجوع على الغير
ذهب رأى آخر إىل أن املؤمن يرجع على الغري فاعل الضرر مبوجب دعوى الحلول – طبقاً للقواعد العامة .ألن وفاء األول مببلغ
التأمني للمؤمن له يعد مبثابة وفاءً بدين يف ذمة الغري (املسئول).
غري أن هذا الرأي مل يصب كبد احلقيقة ألن املؤمن يوىف بالتزامه الناجم عن عقد التأمني ال يوف بالتزام غريه حىت خيول احلق ىف
احللول حمل الدائن (املؤمن له) ىف مطالبة املدين (املسئول) بقيمة الوفاء.
-حوالة الحق هي أساس حق المؤمن في الرجوع على الغير
ذهب رأى إىل أن احلق يف الرجوع هو مبثابة حوالة الحق .إال أن ذلك يتطلب قيام املؤمن له (الدائن) حبوالة حقه إىل املؤمن،
سواء أكان ذلك يف عقد التأمني أم كان باتفاق الحق .وهذا احلوالة ال تكون نافذة قبل املدين أو قبل الغري إال إذا قبلها املدين
(املسئول) أو أعلن هبا.
-الحلول القانوني هي أساس حق المؤمن في الرجوع على الغير
إن املشرع قد حسم اخلالف الفقهي – حول طبيعة حق املؤمن يف الرجوع -بالنسبة للتأمني ضد احلريق حيث أنه خول املؤمن
احلق يف احللول القانوين حمل املؤمن له (الدائن) يف مطالبة املسئول (املدين) بقيمة التعويض الذي وىف به تنفيذاً اللتزامه الناشئ عن
][80
عقد التأمني .شريطة أال يكون فاعل الضرر صهراً أو قريباً للمؤمن له ممن يكونون معه يف معيشة واحدة أو يكون شخصاً يسأل
عنه املؤمن له ،فهؤالء مل خيوله القانون احلق يف الرجوع عليهم ومطالبتهم بقيمة التعويض الذي وىف به للمؤمن له.
الفرع الثالث :انقضاء عقد التأمين
عرفنا أن عقد التأمني من العقود الزمنية اليت يشكل الزمن عنصراً جوهرياً فيها ،ألن حجم التزامات أطرافها يتحدد مبوجبه .وبناء
على ذلك فانتهاء املدة هو الطريق الطبيعي النقضاء التأمني .ومع ذلك قد ينتهي عقد التأمني قبل حلول أجله بالفسخ لإلخالل
بالتزاماته واالنفساخ هلالك الشئ املؤمن عليه وزوال العقد بعد مدة معينة باإلرادة املنفردة ألحد طرفيه .ولتقادم الدعاوى الناشئة
عن عقد التأمني أثر على تنفيذ التزاماته.
ونتناول دراسة هذا املوضوع من خالل احلديث عن انقضاء مدة التأمني وتقادم الدعاوى الناشئة عن عقد التأمني ،وحنيل أمر
دراسة أحكام الفسخ واالنفساخ إىل القواعد العامة ،وذلك من خالل ما يلي :
أوال :أحكام انقضاء مدة التأمين
ال شك أن مدة التأمني من املسائل اجلوهرية يف عقد التأمني اليت جيب أن تكون حمل تراضى من أطرافه وأن تكون من البيانات
اجلوهرية اليت تشتمل عليها وثيقة التأمني وأن تكون مكتوبة بشكل ظاهر وواضح.
وبناء على ذلك فإنه جيوز ألطراف العقد أن حيددوا مدة التأمني اليت ينقضي العقد بانتهائها ،وال حيد من حريتهم ىف ذلك إال ما
جرى عليه العرف التأميين من أنه إذا زادت املدة اليت حددت يف العقد عن مخس سنوات ،جاز لكل من طريف العقد إهناءه
بانقضاء مخس سنوات .وما نص عليه القانون -ىف شأن التأمني على احلياة – من جواز حتلل املؤمن له من التزاماته يف أي وقت
بأخطار كتايب يرسله إىل املؤمن .
فينقضي العقد بانتهاء مدة التأمني احملددة يف وثيقته أو اليت حددها العرف التأميين.
غري أن عقد التأمني على احلياة يستقل حبكم خاص وهو جواز حتلل املؤمن له من التزاماته بإرادته املنفرة شريطة أن خيطر املؤمن
بذلك بكتاب.
غري أن عقد التأمني قد ينقضي قبل انتهاء مدته وقد ميتد بعد انتهاء هذه املدة .ونتناول بيان ذلك من خالل املطالب التالية :
أ -فسخ عقد التأمين باإلرادة المنفردة
نوهنا – آنفاً – إىل أن عقد التأمني ينقضي بانتهاء مدته املنصوص عليها يف وثيقته .ومع ذلك فقد درج العرف التأميين على جواز
استقالل إرادة أحد الطرفني بفسخ العقد ،فيما عدا التأمني على احلياة ،قبل انتهاء هذه املدة مبضي مخس سنوات مىت كانت مدته
املتفق عليها جتاوز مخس سنوات.
* شروط فسخ عقد التأمين باإلرادة المنفردة
إذا كان العرف التأميين قد أطرد على ختويل كل طرف يف عقد التأمني بفسخه بإرادته املنفردة ،إال أن هذا احلكم ليس على إطالقه
بل جيب أن تتوافر فيه الشروط التالية :
الشرط األول – أن تكون مدة التأمين أكثر من خمس سنوات :
يشرتط ،إلهناء عقد التأمني باإلرادة املنفردة ألحد طرفيه ،أن تكون مدة التأمني املنصوص عليها ىف الوثيقة جتاوز اخلمس سنوات.
الشرط الثاني – أال يكون التأمين تأميناً على الحياة أو لتكوين األموال :
يلزم ،فوق كون املدة االتفاقية جتاوز اخلمس سنوات ،أال يكون عقد التأمني من قبيل التأمني على احلياة أو لتكوين األموال ،ألن
مدة التأمني بطبيعتها يف احلالني طويلة ويغلب أن تزيد على مخس سنوات فضالً عن أن املؤمن له يف التأمني على احلياة يستطيع
التحلل من التزاماته يف أي وقت شاء .فما عدا ذلك جيوز ألي طرف أن ينهى عقد التأمني بإرادته املنفردة.
][81
الشرط الثالث – إخطار الطرف اآلخر بكتاب موصى عليه بعلم وصول:
جيب ،فوق جتاوز املدة مخس سنوات وأال يكون تأميناً على احلياة أو لتكوين األموال ،أن يقوم الطرف ،الذى يرغب ىف إهناء عقد
التأمني بإرادته املنفردة ،بإخطار الطرف اآلخر بعزمه على ذلك بكتاب موصى عليه مصحوب بعلم الوصول.
الشرط الرابع – أال يقع الفسخ قبل انقضاء ستة أشهر من تاريخ اإلخطار :
وأخرياً جيب أال يقع الفسخ قبل انقضاء ستة أشهر من تاريخ اإلخطار بالكتاب املوصى عليه واملصحوب بعلم وصول.
* األثر المترتب على فسخ عقد التأمين باإلرادة المنفردة
مىت توافر يف الفسخ باإلرادة املنفردة الشروط – آنفة البيان – فقد ترتب عليه أثره بفسخ عقد التأمني وحتلل كل طرف جيب عليه
للطرف اآلخر بانقضاء ستة أشهر من تاريخ إخطار الطرف اآلخر برغبته يف فسخ العقد .فمثالً لو كان تاريخ اإلخطار هو األول
من شهر يناير فإن الفسخ ال يقع إال اعتباراً من األول من شهر يوليو.
ب -امتداد عقد التأمين بعد انقضاء مدته
ال غرو أن يكون عقد التأمني قابالً للتمديد ألنه من العقود الزمنية اليت جيرى يف شأهنا التمديد والتجديد الضمين الرتباطها بالزمن
الذي يعد عنصراً جوهرياً فيها .وإن كانت الغاية من التمديد والتجديد واحدة إال أنه يوجد فارق بينهما على النحو التايل :
-التمديد :جيب النص عليه صراحة يف العقد وال يتم إال مبوجب هذا النص .وهذا ما جيرى بالنسبة لعقد التأمني من األضرار.
-التجديد :يتم دون احلاجة للنص الصريح بل يتم مبجرد استمرار األطراف يف الوفاء بالتزاماهتم الناشئة عن العقد بعد انقضاء
األجل احملدد اتفاقاً يف العقـد .وهذا الذي جيرى عليه العمل يف شأن عقد اإلجيار .
ولقد اطرد العرف – يف سوق التأمني – على أنه جيوز مبوجب شرط مدون يف وثيقة التأمني بشكل ظاهر االتفاق على امتداد
العقد من تلقاء نفسه سنة فسنة.
* شروط امتداد عقد التأمين بعد انقضاء مدته
()1
: جيب ،المتداد عقد التأمني بعد انتهاء مدته ،أن تتوافر فيه الشروط اآلتية
الشرط األول – أن يكون العقد تأميناً من األضرار :
يشرتط ،المتداد العقد من تلقاء نفسه ،أن يكون حمله التأمني من األضرار ،أي أن يكون املؤمن عليه يتعلق مبال املؤمن له وليس
بشخصه .أما إذا كان حمل العقد تأمني على األشخاص ،وال سيما التأمني على احلياة ،فال يسرى يف شأنه مثل هذا التمديد ألن
انقضاءه مرتبط بتحقق اخلطر املؤمن منه أكثر من ارتباطه مبدة معينة ،فإذا حتقق هذا اخلطر فال يكون هناك حاجة لتمديده.
الشرط الثاني – أن يدرج التمديد الحولي في الوثيقة في شكل شرط اتفاقي صريح وظاهر :
جيب ،فوق كون حمل العقد التأمني من األضرار ،أن يكون النص على التمديد احلويل للعقد بعد انقضاء مدته قد ورد يف وثيقة
التأمني يف شكل شرط اتفاقي صريح وظاهر .أما إذ مل يكن الشرط قد ورد صرحياً وظاهراً يف هذه الوثيقة أو حتفظ عليه أحد
األطراف ،فإن العقد ال ميتد به.
ولقد ورد يف املادة التاسعة من مشروع احلكومة النص على بطالن كل اتفاق على متديد العقد ملدة تزيد على سنة .وإن كان هذا
املشروع مل ير النور يف صورة قانون حىت تارخيه ،إال أن ذلك ال حيول دون النظر فيما يقرره حيث أن واضع هذا النص قد بالغ فيه
عندما قضى ببطالن كل اتفاق على زيادة التمديد عن مدة سنة ،يف حني أنه كان األوىل به أن ينص على بطالن الزيادة ال بطالن
االتفاق بأكمله.
- 1تنص الفقرة األوىل من املادة 27من قانون التأمينات على أنه " -7حيدد أجل تقادم مجيع دعاوى املؤمن له او املؤمن الناشئة عن عقد التأمني
بثالث ( )9سنوات ابتداء من تاريخ احلادث الذي نشأت عنه".
][83
ب -الدعاوى التي ال تنشأ عن عقد التأمين
قد تنشأ دعاوى تتعلق بالتأمني ،لكن ال يسرى يف شأهنا التقادم الثالثي إال إذا كانت صادرة من طرف يف عقد التأمني ضد
اآلخر .أما إذا كانت الدعاوى صادرة من الغري على أحد األطراف أو من أحد األطراف ضد الغري ،فإن مثل هذه الدعاوى يسرى
يف شأهنا القواعد العامة يف التقادم وليس التقادم الثالثي اخلاص بعقد التأمني ،ومن هذه الدعاوى ما يأيت :
-دعوى املسئولية اليت يرفعها املضرور للمطالبة بالتعويض سواء أكانت دعوى مباشرة ضد املسئول (املؤمن له) الذي أمن من هذه
املسئولية ،أم كانت دعوى غري مباشرة ضد املؤمن اليت يستعمل فيها الدائن (املضرور) حقوق مدينه (املسئول).
-الدعوى املباشرة اليت يرفعها املضرور ضد املؤمن ملطالبة بالتعويض لتحقق مسئولية املؤمن له اليت أمن منها (التأمني من
املسئولية) ،سواء أكان يستند فيها إىل القانون مباشرة كالتأمني من حوادث السيارات أم كان يستند إىل تعينه يف عقد التأمني
مستفيداً (االشرتاط ملصلحة الغري).
-دعوى املؤمن له ضد املسئول عن حتقق اخلطر املؤمن منه -يف التأمني على األشخاص -فمثالً لو أمن شخص ضد
اإلصابات اجلسدية وتسبب آخر يف حدوث هذه اإلصابات ،فيصبح من حق هذا الشخص (املؤمن له) مباشرة دعوى املسئولية
ضد اآلخر (املسئول) ملطالبته بالتعويض.
-دعوى احللول القانوين للمؤمن حمل املؤمن له يف الرجوع على املسئول عن حتقق اخلطر املؤمن منه -يف التأمني على األشياء –
(.)1
-دعوى صاحب التأمني العيين ضد املؤمن مبا له من حق على مبلغ التأمني ،ألن مبلغ التأمني حيل حمل الشيء الذي يرد عليه
حق الرهن أو حق االمتياز … اخل (.)2
ج -بطالن االتفاق على تعديل أجل التقادم لمصلحة المؤمن
األصل أنه ال جيوز االتفاق على النزول عن التقادم قبل ثبوت احلق فيه وال على مدة ختتلف عن اليت عينها القانون ،إال أنه
()3
. جيوز النزول عنه بعد ثبوت احلق فيه
غري أن أحكام التقادم اخلاص بالتأمني بعد أن أقرت ذاك األصل أوردت استثناءً مفاده جواز االتفاق على تعديل هذه األحكام
مىت كان ذلك حيقق مصلحة املؤمن له أو املستفيد .مبعىن أن االتفاق على ما خيالف تلك األحكام يقع باطالً إذا كان ملصلحة
()4
. املؤمن ،ويصح إذا كان ملصلحة املؤمن له أو املستفيد
-7تنص الفقرة األوىل من املادة 98من قانون التأمينات اجلزائري على أنه " حيل املؤمن حمل املؤمن له ،يف احلقوق و الدعاوى جتاه الغري املسؤولني ،
يف حدود التعويض املدفوع له ،وجيب أن يستفيد أوليا املؤمن له من أية دعوى رجوع حىت استيفائه التعويض الكلي حسب املسؤوليات املرتتبة ".
-7تنص املادة 91من قانون التأمينات اجلزائري على أنه " إذا وقع حادث يف اجال تأمينات األموال ،حيصل الدائنون املمتازون او املرهتنون تبعا
لرتبهم وطبقا للتشريع الساري على التعويضات املستحقة .
غري أن املدفوعات املقدمة عن حسن نية قبل تبليغ املؤمن بالدين االمتيازي أو الرهين تكون مربئة " .
-9تنص املادة 322مدين على أنه " ال جيوز التنازل عن التقادم قبل ثبوت احلق فيه ،كما ال جيوز االتفاق على أن يتم التقادم يف مدة ختتلف عن
املدة اليت عينها القانون.
وإمنا جيوز لكل شخص ميلك التصرف يف حقوقه أن يتنازل ولو ضمنا عن التقادم بعد ثبوت احلق فيه ،غري أن هذا التنازل ال ينفذ يف حق الدائنني إذا
صدر إضراراً هبم".
- 4تنص املادة 175مدين على أنه " يكون باطالً كل اتفاق خيالف النصوص الواردة يف هذا الفصل ،إال أن يكون ذلك ملصلحة املؤمن له أو
ملصلحة املستفيد ".
][84
ففي تقديرنا أن النص األول ميثل حكماً عاماً والنص الثاين ميثل حكماً خاصاً والقاعدة تقضى بأن اخلاص يقيد العام فيما تعارض
معه ،باإلضافة إىل أن مصدر النصان هو املشرع الذي له املغايرة بني األحكام وفقاً ملقتضيات املصلحة املراد محايتهـا.
د -بدء سريان تقادم الدعاوى الناشئة عن عقد التأمين
يسرى التقادم الثالثي للدعاوى الناشئة عن عقد التأمني اعتباراً من الوقت اليت حدثت فيه الواقعة اليت تولدت عنها الدعوى ،
فمثالً دعوى مطالبة املؤمن له للمؤمن مببلغ التأمني ،لتحقق اخلطر املؤمن منه ،تتقادم بثالث سنوات تبدأ من وقت حتقق هذا
اخلطر .ودعوى مطالبة املؤمن للمؤمن له بالقسط املستحق تتقادم بثالث سنوات من وقت حلول أجل الوفاء بالقسط.
غري أنه توجد حاالت يبدأ فيهما سريان التقادم يف وقت غري وقت حدوث الواقعة اليت تولدت عنها الدعوى ،وهي :
األولى – وقت علم المؤمن حبقيقة ما أخفاه طالب التأمني من بيانات متعلقة باخلطر املؤمن منه أو ما قدمه من بيانات غري
صحيحة أو غري دقيقة عن هذا اخلطر .فيبدأ سريان التقادم الثالثي من هذا الوقت وليس من وقت حدوث الواقعة اليت تولدت
()1
. عنها الدعوى
الثانية – وقت علم المعنيين بوقوع الخطر المؤمن منه .فالتقادم يبدأ من هذا الوقت وليس من وقت حدوث الواقعة اليت
()2
. تولدت عنها الدعوى
الثالثة – وقت رفع الغير دعواه إلى المحكمة ضد المؤمن له أو من يوم الحصول على التعويض منه .فالتقادم الثالثي يبدأ
)(3
. من هذا الوقت وليس من وقت حدوث الواقعة اليت تولدت عنها الدعوى
ثالثا :االختصاص القضائي في مجال المنازعات الناشئة عن عقد التأمين
خيتص القضاء ابتدائيا وهنائيا حسب خمتلف درجاته بالنظر يف دعاوى التأمني سواء تلك الناشئة عن العقـد .أو غري الناشئة عنه
وينبغي التمييز وفقا ألحكام قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية واألمر املتعلق بالتأمينات بني االختصاص النوعي واالختصاص
احمللي أو اإلقليمي .
أ -االختصاص النوعي لدعاوى التأمين
إن األمر املتعلق بالتأمينات مل يضع قواعد تتعلق باالختصاص النوعي لذا يتعني الرجوع إىل القواعد العامة الواردة يف قانون
اإلجراءات املدنية واإلدارية مبقتضى املواد من 97و 99منه ،وهذا لتحديد اجلهة املختصة للنظر يف النزاعات املتعلقة بعقد
التأمني ويتحدد االختصاص النوعي بالنسبة لدعاوى التأمني إما على أساس الطبيعة القانونية للعقد يف حد ذاته أو على أساس
طبيعة الفعل املتسبب يف الضرر .
- 1ينص البند {أ} من الفقرة الثانية للمادة 71قانون تأمينات على أنه -7 " :غري أن هذا األجل ال يسري ( :أ) يف حالة كتمان أو تصريح
كاذب او غري صحيح بشان اخلطر املؤمن عليه ،اال ابتداء من يوم علم املؤمن به ".
- 2ينص البند {ب} من الفقرة الثانية للمادة 71قانون تأمينات على أنه -7 " :غري أن هذا األجل ال يسري ( :ب) يف حالة وقوع احلادث ،من
يوم علم املعنيني بوقوعه.
-3ينص البند {جـ} من الفقرة الثانية للمادة 71قانون تأمينات على أنه -7 " :غري أن هذا األجل ال يسري ( :جـ) وإذا كانت دعوى املؤمن له
على املؤمن ناجتة عن دعوى رجوع من قبل الغري ،ال يسري التقادم اال ابتداء من اليوم الذي يرفع فيه الغرب دعواه إىل احملكمة ضد املؤمن له أو من
احلصول على التعويض منه ".
][85
وختضع العقود حسب طبيعتها للقضاء العادي إما القسم املدين باحملكمة والغرفة املدنية باجملالس القضائية إذا كان العقد ذو
طبيعة مدنية ،وإما القسم التجاري باحملكمة والغرفة التجارية باجملالس القضائية إذا كانت طبيعة العقد جتارية ،ومثاله إذا اختذت
شركة التأمني شكل شركة ذات أسهم كانت شركة جتارية وكان عقد التأمني بالنسبة إليها عقدا جتاريا ،أما إذا كانت شركة التأمني
شركة ذات شكل تعاضدي أو كانت شركة تعاضدية اعتربت شركة مدنية وكان عقد التأمني بالنسبة إليها عقدا مدنيا.
أما بالنسبة ملكتتب التأمني وهو الطرف الثاين يف العقد فيمكن أن يكون شخصا طبيعيا كما ميكن أن يكون شخصا معنويا ،
ويف كال احلالتني ميكن أن يكون مدنيا فيكون العقد بالنسبة إليه عقدا مدنيا وميكن أن يكون تاجرا فيكون العقد بالنسبة إليه جتاريا
وتبعا لذلك إذا كان عقد التأمني مدنيا بالنسبة لطرفيه يف حالة ما إذا أبرم بني شخص طبيعي مدين وشركة تأمني ذات الشكـل
التعاضدي كانت احملكمة املدنية هيب املختصة بالنظر يف الدعوى ،وإذا كان عقد التأمني جتاريا بالنسبة لطرفيه كما لو أبرم بـني
تاجر وشركة تأمني اختذت شكل شركة املسامهة كانت احملكمة التجارية هي املختصة بنظر الدعوى ،أما إذا كان عقد التأمني
مدنيا بالنسبة ألحد طرفيه وجتاريا بالنسبة للطرف اآلخر كما لو أبرم العقد بني شركة تأمني جتارية وشخص مدين فإن احملكمة
املختصة تتحدد حبسب صفة املدعى عليه فإذا كان هذا األخري تاجرا كانت احملكمة املختصة هي احملكمة التجارية ،كما لو كان
املدعى عليه شركة مسامهة رفع عليها املؤمن له وهو مدين دعوى بدفع مبلغ التأمني أمام الفرع التجاري باحملكمة أو كما لو كان
املدعى عليه مؤمنا له تاجرا ورفعت عليه شركة التأمني ذات الشكل التعاضدي دعوى لدفع االشرتاكات ،وإذا كان املدعى عليه
مدنيا كانت احملكمة املختصة هي احملكمة املدنية ومثاله لو كان املؤمن شركة تأمني تعاضدية يرجع عليها املؤمن له التاجر بدفع
التعويض عند حدوث اخلطر املؤمن عليه ،أو كان املدعى عليه شخصا مدنيا فرتجع عليه شركة التأمني التجارية (شركة مسامهة)
بدفع األقساط ،وتطبق نفس هذه األحكام لو كان املدعي أو املدعى عليه مستفيدا يف عقد التأمني .
كذلك احلال إذا تعلق األمر مبنازعة متعلقة بط لب تعويض األضرار الناجتة عن مركبة تابعة للدولة أو الوالية أو البلدية ،أو مؤسسة
عمومية ذات طابع إداري ،فيؤول االختصاص إىل احملاكم العادية وهو ما جاء يف نص املادة 817من قانون اإلجراءات املدنية
واإلدارية ،وهو ما يشكل استثناء املبدأ الذي أوردته املادة 811و 817من نفس القانون -والذي يقضي احملاكم اإلدارية يف
الفصل ابتدائيا حبكم قابل لالستئناف أمام اجلس الدولة -يف مجيع القضايا أيا كانت طبيعتها اليت تكون الدولة أو الواليات أو
إحدى املؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفا فيها وميثلها يف هذه الدعاوى الوكالة القضائية للخزينة .
ب -االختصاص اإلقليمي لدعاوى التأمين
مل تنظم األحكام الواردة يف قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية يف املواد من 91إىل 11منه االختصاص اإلقليمي لدعاوى
التأمني اال أن املادة 71من األمر 11-15املتعلق بالتأمينات االختصاص اإلقليمي يف اجال التأمني وضعت األحكام اخلاصة
به وهذا على النحو التايل:
-2
المبدأ :هو اختصاص احملكمة الكائنة مبوطن املؤمن له إذ نصت " :يف حالة نزاع يتعلق بتحديد التعويضات املستحقة
ودفعها يتابع املدعى عليه مؤمنا كان أو مؤمنا له أمام احملكمة الكائنة مبقر سكن املؤمن له وذلك مهما كان التأمني املكتتب
……… " ،وما يتخلص من نص املادة هو أن مطالبة املؤمن له للمؤمن مببلغ التأمني عند حتقق اخلطر يكون يف احملكمة
الكائـن بدائرهتا موطن املؤمن له وهذا سواء تعلق األمر بتأمني على األضرار أو بتأمني على األشخاص ويطبق نفس احلكم بالنسبة
ملطالبة املؤمن للمؤمن له بدفع األقساط .
][86
-1
االستثناءات :لقد تضمنت املادة 71السالف ذكرها على اجموعة من االستثناءات حيث نصت عليها بالقول …… " :
غري أنه يف اجال :
-العقارات يتابع املدعى عليه أمام احملكمة التابعة ملوقع العقار املؤمن عليه .
-املنقوالت بطبيعتها ،ميكن للمؤمن له أن يتابع املؤمن أمام احملكمة التابعة ملوقع األشياء املؤمن عليها .
-التأمني من احلوادث بكل أنواعها ميكن املؤمن له أن يتابع املؤمن أمام احملكمة التابعة للمكان الذي وقع فيه الفعل الضار "
وما يفهم من نص املادة هو استثناؤها للحاالت التالية كما يلي :
-7الدعاوى املتعلقة بالتأمني على العقارات يعود االختصاص فيها إىل احملكمة التابعة ملوقع العقار.
-7الدعاوى املتعلقة بالتأمني على املنقول يرجع االختصاص إىل احملكمة التابع هلا موقع األشياء املؤمن عليها ،وقد أوردت املادة
السافلة الذكر االستثناءين لتسهيل إجراءات املعاينة واخلربة على الشيء سواء أكان عقارا أو منقوال .
-9الدعاوى املتعلقة بالتأمني من احلوادث جبميع أنواعها يكون االختصاص فيها للمحكمة التابعة للمكان الذي وقع فيه الفعل
الضار وال هتم طبيعة احلادث فيستوي أن يكون حادث مرور أو حادث من نوع آخر كسقوط جسم على شخص ،كما يستوي
أن يصيب احلادث الشخص يف جسمه أو أن يصيب أشياء مملوكة له .
هذا ونشري إىل أنه قد جرى العمل قبل صدور األمر 11-15املتعلق بالتأمينات على أن ترفع هذه الدعاوى وفقا ملا حددته
املادة 18يف فقرتيها األوىل واخلامسة من قانون اإلجراءات املدنية امللغى .
القسم التاسع :التأمين من المسئولية المدنية على حوادث السيارات وتقدير التعويض عن
األضرار
إن حوادث السري كثرية ومتنوعة وعواقبها خطرية قد تصل إىل إحداث إصابات جسمانية كالعجز الكلي أو اجلزئي عن العمل
وقد تصل إىل الوفاة كما قد تسبب يف أضرار مادية تلحق خسائر يف املمتلكات بدون قصد سابق .
هلذا أوىل املشرع اجلزائري عناية خاصة بضحاياه من خالل إصدار األمر رقم 75/11املؤرخ يف 91جانفي ، 7111الذي نص
على إلزامية التامني على السيارات وبنظام التعويض عن األضرار ،املعدل واملتمم بالقانون رقم 97/88املؤرخ يف 71جويلية
.7188
ونشري هنا إىل أن إلزامية التأمني من املسؤولية املدنية على السيارات يغطي فقط األضرار اليت تسببها املركبة للغري مادية كانت أو
جسمانية .
الفرع األول :أساس التعويض الممنوح لضحايا حوادث المرور وفقا لألمر رقم 25/44المعدل والمتمم
لقد كان املشرع اجلزائري يرى أن حق التعويض يستند للخطأ كأساس لقيام املسؤولية املدنية ،مث غري نظريته الحقا وانتهج نظرية
أخرى بصدور اآلمر رقم 75/11املؤرخ يف 7111/17/91املتعلق بإلزامية التامني على السيارات وبنظام التعويض عن
األضرار.
أوال :الخطأ كأساس لقيام المسؤولية المدنية :نصت املادة 771من القانون املدين اجلزائري على (( :كل عمل أي كان
يرتكبه الشخص خبطئه ويسبب ضررا للغري يلزم من كان سببا يف حدوثه بالتعويض )).
][87
واخلطأ الشخصي يقوم على ركنني مادي هو االعتداء على حق مشروع ومعنوي ويقصد به اإلدراك والتمييز ،وال يكفي لقيام
املسؤولية أن يوجد اخلطأ بل جيب أن يرتتب عليه ضرر يلحق بأحد األشخاص ،إضافة إىل العالقة السببية بني اخلطأ والضرر أي
وجود عالقة مباشرة بني اخلطأ املرتكب من الشخص املسئول والضرر احلاصل .وتنتفي هذه العالقة بالسبب األجنيب وبالتبعية
تنتفي املسؤولية املدنية .
مث ظهر نوع آخر من املسؤولية وهي مسؤولية حارس الشيء واليت تناوهلا املشرع اجلزائري يف نص املادة 798من القانون املدين ،
حيث تقوم مسؤولية حارس الشيء على أساس اخلطأ املفرتض الذي ال يقبل إثبات العكس وهو اخلطأ يف احلراسة حيث ال ميكن
للمسئول اإلفالت من املسؤولية املدنية إال بنفي عالقة السببية عن طريق إثبات السبب األجنيب وعليه يفرتض دائما خطأ سائق
املركبة املؤمنة مبوجب عقد التامني .وهبذا تلتزم شركة التامني بتعويض األضرار اليت تسببها املركبة للغري إذا ثبتت مسؤولية السائق أما
إذا مل تثبت فغن املتضرر يفقد التعويض .
ثانيا :النظرية الحديثة :نظرا لكون نظرية اخلطأ كأساس للمسؤولية املدنية عن حوادث السيارات مل تستطع أن حتقق العدالة
واإلنصاف العتمادها على السلطة التقديرية للقضاء يف تقدير التعويض ،وتسببها يف ضياع حقوق الكثريين من ضحايا حوادث
املرور ،فقد ختلى عنها املشرع بصدور األمر رقم 75/11وذلك وفقا للمادة 18منه .وعليه فاملشرع جاء بنظام جديد هو نظام
التعويض خارج اجال املسؤولية اليت تستند على اخلطأ املفرتض غري القابل إلثبات العكس هذه الفكرة وجدت أساسها يف مبدأ
الضمان حلماية الضحايا من املخاطر الكربى الناجتة عن انتشار اآلالت .
وهبذا يكون تعويض أي ضحية ولو مل يكن من الغري يف حادث مرور مضمون قانونا يف مجيع احلاالت وحتت أي ظرف ،فتكون
شركة التامني مدينة بالتعويض إذا كان املتسبب يف احلادث معروف واملركبة مؤمنة .
ثالثا :األشخاص الخاضعون لألمر( )25-44واألشخاص المستبعدون منه .
لقد جاء األمر رقم ، 75-11املعدل واملتمم بالقانون رقم 97-88نتيجة ضرورات قانونية وحاجات مرتبطة بتنوع أوضاع
اجتماعية خمتلفة ،وترتب على ذلك أن يكون األمر متعلقا بعدة طوائف من األشخاص :طائفة خياطبها مباشرة ويقع على
عاتقها التزامات معينة ( املطلب األول ) ،وطائفة مستفيدة من هذه االلتزامات ( املطلب الثاين ) ،أما الطائفة الباقية فهي
املستبعدة ( املطلب الثالث ) .
-2األشخاص الملزمون بإبرام عقد التأمين
القاعدة العامة يف التامني اإلجباري من املسؤولية املدنية عن حوادث السيارات حددهتا املادة األوىل من األمر رقم 75-11
بقوهلا (( :كل مالك مركبة ،ملزم باالكتتاب يف عقد تامني يغطي األضرار اليت تسببها تلك املركبة للغري وذلك قبل إطالقها للسري
)) .وعليه فإن الشخص املكلف مبوجب هذا النص هو املؤمن له ،وبالتايل فهو املضمون بعد االكتتاب يف التأمني اإللزامي من
املسؤولية املدنية عن حوادث السيارات .
واملؤمن له واملكتتب واملستفيد (كل باصطالحه) يكونون شخصا واحدا هو املؤمن له نفسه.
فاملؤمن له :دائما هو ذلك الذي يتعرض نشاطه أو ماله أو شخصه لألخطار املضمونة بالعقد .
أما املكتتب :فهو الشخص الذي يوقع ماديا وثيقة التأمني حلسابه أو حلساب الغري سواء باعتباره وكيال وكالة عامة أو خاصة ،أو
حىت بدون وكالة أي بصفته فضوليا وعلى هذا األساس ال جيد نفسه ملزما شخصيا بااللتزامات اليت يرتبها عقد التامني ،ال سيما
ما يتعلق بدفع األقساط .
][88
بينما املستفيد يف عقد التأمني من املسؤولية عن حوادث السيارات يضمن العقد دائما آو يف اغلب األحيان إلزاما باالشرتاط ن
ليس حلساب النفس فقط وإمنا حلساب الغري وعليه يلزم املكتتب بأن يغطي قانونا مسؤوليته الشخصية أو مسؤولية كل شخص
عهد إليه بسيارته .
حيث تنص املادة 11من األمر 75-11على ما يلي (( :أن إلزامية التامني جيب أن تغطي املسؤولية املدنية للمكتتب بالعقد
ومالك املركبة وكذلك مسؤولية كل شخص آلت له مبوجب إذن منهما حراسة أو قيادة تلك املركبة )).....
فإذا كان مالك املركبة واملكتتب يف عقد التامني من املسؤولية املدنية عن حوادث السيارات طرفني مباشرين جتاه املؤمن ،فإن
السائق واحلارس ليس كذلك بل ينتقل إليهما الضمان الذي يرتبه عقد التامني الذي يربمه املكتتب إىل سائق السيارة أو حارسها
املأذون هلما .
* اإلذن بالقيادة :ويعين أن مالك املركبة أو السيارة يكون مسئوال عن احلادث الذي تسبب فيه شخص مسح له هذا املالك
بقيادهتا إذا كانت املسؤولية اليت تنتج عن استخدامه غري مؤمن عليها .
إذا القيادة املأذون هبا ال تشمل حتويل احلراسة ،وال سيما يف عالقات املتبوع بتابعه ،فاإلذن بالقيادة يكون تابعا للمهمة احملددة ،
وإذا خرج التابع عنها يصبح حارسا غري مأذون له .فالتابع ليس حارسا للسيارة بقدر ما هو خاضع للمتبوع ال يستطيع توجيهها
إال تطبيقا ألوامر متبوعه .وال يتحول إىل حارس إال بتجاوز حدود مهمته .
* اإلذن بالحراسة :تكون هناك حراسة مأذون هبا عندما يعهد مالك املركبة باالستعمال والتوجيه والرقابة على السيارة إىل مستعري
أو مستأجر ،فمفهوم احلراسة إذن هو أكثر اتساعا من اإلذن بالقيادة .
فاحلارسة املأذون هبا إذن هلا مدلول أكثر اتساعا من القيادة املأذون هبا ،ألهنا تسمح للحارس بنقل القيادة إىل احد الغري الذي
ميكن اعتباره كالتابع العرضي .
-1األشخاص المستثنون من االلتزام بالتامين اإلجباري
* أصحاب المرائب وممتهني السيارات :إن هؤالء األشخاص مستثنون من االلتزام بالتامني اإلجباري املنصوص عليه باملادة
األوىل من األمر رقم ، 75/11ليس لكوهنم غري مسئولني عن احلوادث واألضرار املسببة للغري من املركبات اليت يتوفرون عليها
مبناسبة مهنهم اخلاصة بالسيارات ،بل الن تأمينهم من مسؤولياهتم يف ذلك يقتضي من جهة ترخيصا إداريا ملمارسة املهنة ومن
جهة أخرى شروطا تأمينية خاصة ختتلف عن شروط التامني املنظم باألمر 75/11حيث نصت املادة 11من األمر 75/11
بالقول ...... (( :ما عدا أصحاب املرائب واألشخاص الذين ميارسون عادة السمسرة أو البيع أو التصليح أو الرأب أو مراقبة
حسن سري املركبات وكذلك مندوبيهم ،وذلك فيما يتعلق باملركبات املعهود هبا إليهم نظرا ملهامهم )) .
* إعفاء الدولة واألشخاص العامة :بالرجوع إىل املادة الثانية من األمر ، 75/11جند أن الدولة واألشخاص املعنوية العامة
معفاة من االلتزام بالتامني املفروض باملادة األوىل من األمر ، 75/11اليت تنص على اآليت (( :إن الدولة وهي معفاة من االلتزام
بالتأمني ،فإنه تقع عليها التزامات املؤمن بالنسبة للمركبات اليت متلكها أو املوجودة يف حراستها )) .ويفسر ذلك على أساس أن
يسر الدولة أكيد وال حمل إللزامها بالتامني مثل األشخاص العاديني على مركباهتا ،ما دامت تستطيع يف كل األحوال تعويض
ضحايا حوادث املرور اليت تتسبب فيها مركباهتا .هذا مع العلم أن الدولة واألشخاص املعنوية العامة املسئولة مدنيا عن حوادث
مركباهتا جتاه األفراد العاديني إمنا تكون مسئولة بصفتها هي بدورها كشخص عاد ،وبالتايل فهي تكون خاضعة يف ذلك اىل
القانون العادي وليس للقانون اإلداري .
كما ال تسري إلزامية التامني هذه على النقل بالسكك احلديدية حيث تنص املادة 19من األمر 75/11على ما يلي (( :ال
تسري إلزامية التأمني املنصوص عليها يف هذا األمر على النقل يف السكك احلديدية )) .
][89
-3األشخاص المستفيدون من الضمان
لتحديد األشخاص املستفيدين من ضمان التأمني اإللزامي من املسؤولية املدنية عن حوادث السيارات يف اجلزائر كما حددهم
األمر رقم ، 75/11جيب الرجوع إىل نص املادة 18من هذا األمر اليت ورد فيها اآليت (( :كل حادث سري سبب أضرارا
جسمانية يرتتب عليه التعويض لكل ضحية أو ذوي حقوقها ،وان مل تكن للضحية صفة الغري جتاه الشخص املسئول مدنيا عن
احلادث ،ويشمل هذا التعويض كذلك املكتتب يف التأمني ومالك املركبة كما ميكن أن يشمل سائق املركبة ومسبب احلادث ضمن
الشروط املنصوص عليها يف املادة 79بعده )) .
كما أن السائق املخطئ املتضرر من احلادث يستفيد من الضمان جزئيا بصريح نص املادة 79من األمر 75-11بقوهلا ((:اذا
محل سائق املركبة جزء من املسؤولية عن مجيع األخطاء ،ماعدا األخطاء املشار إليها يف املادة التالية ،فإن التعويض املمنوح له
خيفض بنسبة احلصة املعادلة للمسؤولية اليت وضعت على عاتقه ،إال يف حالة العجز الدائم املعادل لـ 51باملئة فأكثر ،وال يسري
هذا التخفيض على ذوي حقوقه يف حالة الوفاة )).
وعليه ومبوجب نص املادة املذكورة آنفا ،جند أن قانون التأمينات اجلزائري وسع من فئة األشخاص املستحقني للتعويض .
-4األشخاص المستبعدون من الضمان
* السائق في حالة السكر أو متناول المحظور حيث تنص املادة 71من األمر 75-11بالقول (( :إذا كانت املسؤولية
الكاملة أو اجلزئية عن احلادث مسببة من القيادة يف حالة سكر أو حتت تأثري الكحول أو املخدرات أو املنومات احملظورة ،فال
حيق للسائق احملكوم عليه هلذا السبب ،املطالبة بأي تعويض وال تسري هذه األحكام على ذوي حقوقه يف حالة الوفاة )).
* السارق وشركاؤه المساهمون معه حيث تنص املادة 71من األمر 75 -11بالقول (( :إذا سرقت املركبة ،فال ينتفع
السارق واألعوان بتاتا من التعويض ،وال تسري هذه األحكام على ذوي حقوقهم يف حالة الوفاة ،وكذلك على األشخاص
املنقولني أو ذوي حقوقهم )) .
*ممتهنو السيارات وأصحاب المرائب وغيرهم حيث تنص املادة 11من األمر 75/11بالقول ...... (( :ما عدا أصحاب
املرائب واألشخاص الذين ميارسون عادة السمسرة أو البيع أو التصليح أو الرأب أو مراقبة حسن سري املركبات وكذلك مندوبيهم
،وذلك فيما يتعلق باملركبات املعهود هبا إليهم نظرا ملهامهم )) .
الفرع الثاني :قواعد تقدير التعويض عن األضرار الجسمانية الممنوح لضحايا حوادث المرور طبقا لألمر 25-44
المعدل والمتمم
حيسب التعويض استنادا لألجر أو الدخل املهين للضحية وذلك يف حاالت الوفاة العجز الدائم الكلي أو اجلزئي عن العمل
والعجز املؤقت عن العمل .على أن ال يفوق مبلغ األجور أو املداخيل املهنية املعترب كأساس حلساب خمتلف أشكال التعويض
مبلغا شهريا مساويا مثاين مرات األجر الوطين األدىن املضمون يف تاريخ احلادث .
فإذا كان األجر الوطين األدىن املضمون هو 78111دج والضحية يتقاضى أجرا 751111فيجب ختفيض هذا اجلر إىل
711111دج كأعلى اجر .
أما عندما يستحيل إثبات اجر أو دخل الضحية أو يكون اقل من األجر الوطين األدىن املضمون ،يقدر التعويض بالرجوع هلذا
األخري .أما إذا كان حاصال على شهادة أو تأهيل مهين أو خربة معينة تؤهله للعمل يف منصب معني فحساب التعويض يكون
باالستناد للحد األدىن لألجر األساسي هلذا املنصب .
الحالة األولى :حالة العجز المؤقت عن العمل
يكون التعويض املمنوح يف هذه احلالة مساوي لـ 711باملائة من األجر أو الدخل املهين للضحية
][90
مثال :أصيب شخص اثر حادث مرور بعجز مؤقت عن العمل ملدة 11أشهر ،علما انه يتقاضى مرتب 91.111دج فما
هو التعويض املستحق الذي يناله .
الحل :التعويض الذي يستحقه = اجر املنصب يف مدة العجز
771.111 = 11 x 91.111دج .
الحالة الثانية :حالة العجز الدائم الجزئي أو الكلي
حيسب التعويض يف هذه احلالة على أساس الدخل السنوي للضحية حيث نأخذ النقطة املرجعية املقابلة هلذا الدخل طبقا للجدول
املبني يف ملحق القانون 97/88املعدل واملتمم لألمر 75 -11املتعلق بإلزامية التامني على السيارات وبنظام التعويض عن
األضرار مث تضرب يف معدل العجز ،وإذا كان الضحية دون عمل حيسب األجر السنوي بالرجوع إىل األجر الوطين األدىن
املضمون .
مع العلم أن آخر دخل سنوي يف اجلدول هو 11111دج تقابله النقطة االستداللية ، 9781وعليه إذا كان الدخل السنوي
للضحية جياوز هذا املبلغ نطبق القاعدة النسبية .واليت على أساسها نزيد للنقطة االستداللية أو املرجعية 71نقاط عن كل شطر
من األجر أو الدخل املهين البالغ 511دج.
مثال :إذا كان الدخل الشهري للضحية 71111دج فدخله السنوي يكون 711111 = 77 x 71111دج
وعليه يكون حساب النقطة االستداللية بتطبيق القاعدة النسبية كاآليت :
719111 =11111 -711111دج
511ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ71
719111ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ س
س= 9711 = 71 x 719111
511
وعليه النقطة االستداللية = .1511 = 9711 +9781
فإذا كانت نسبة العجز 11باملائة فيكون التعويض املستحق = 1511يف 717111 = 11دج .
الحالة الثالثة :حالة الوفاة
لقد ميز القانون رقم 97/88بني حالة وفاة الضحية بالغة وبني حالة وفاة الضحية قاصر .
أ -حالة وفاة الضحية بالغة :يف حالة وفاة الضحية حيصل على الرأمسال التأسيسي بالنسبة لكل مستفيد بضرب قيمة النقطة
املقابلة لألجر أو الدخل املهين للضحية عند تاريخ احلادث يف املعامالت التالية :
-الزوج ( األزواج) 91 :باملائة
-لكل واحد من األبناء القصر حتت الكفالة 75باملائة
-األب واألم 71باملائة لكل واحد منهما ،و 71باملائة يف حالة عدم ترك الضحية زوج وولد .
مع العلم أنه ال ميكن أن يتجاوز مبلغ الرأمسال التأسيسي املدفوع لذوي احلقوق .قيمة النقطة االستداللية مضروبة يف . 711ويف
حالة جتاوز هذه القيمة ستكون احلصة العائدة لكل فئة من ذوي احلقوق موضوع تخفيض نسبي .
مثال :إذا كان دخل الضحية 71111دج خملفا زوجة ،أربعة أبناء قصر ،أب ،أم
الحل :يكون حساب النقطة االستداللية بتطبيق القاعدة النسبية كاآليت :
719111 =11111 -711111دج
][91
511ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ71
719111ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ س
س= 9711 = 71 x719111
511
وعليه النقطة االستداللية = 1511 = 9711 +9781بضرهبا يف 711حنصل عل الرأمسال التأسيسي = 151111دج .
أما التعويض املستحق لذوي احلقوق هو :
-الزوجة 711711 = 91 x 1511دج .
-الولد القاصر الواحد 18711 = 75 x 1511دج .
والتعويض املستحق لألوالد األربعة = 917111 =1 x 18711دج .
-األب 15111 = 71 x 1511دج .
-األم 15111 = 71 x 1511دج.
اجموع النسب = 75 ( +91يف 220 = 71+71 + )1بالمائة وعليه نسبة الزيادة = 20بالمائة .
اجموع التعويض = 171111 = 15111 + 15111+917111 +711711دج.
قيمة الزيادة = 15111 =151111 -171111دج .وهو املبلغ الذي سيخصم من حصة كل واحد من ذوي احلقوق كل
حبسب نسبته .
-بالنسبة للزوجة .
771باملائة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ15111
91باملائة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ س
س= 71891,91 = 15111 x 91دج وعليه 718919.11 =71891,91 -711711دج
771
-بالنسبة لألوالد
8918.18 = 15111 x 75دج يف 95117.17 = 11دج .وعليه 951171.78= 95117.17 -917111
771
-بالنسبة لألب
5115.15 = 15111 x 71دج .وعليه 51151.55 = 5115.15- 15111دج
771
-بالنسبة لالم
5115.15 = 15111 x 71دج .وعليه 51151.55 = 5115.15- 15111دج
771
نقوم جبمع التعويضات للتأكد من أهنا ال تتجاوز الرأمسال التأسيسي
718919.11دج 951171.78 +دج 51151.55 +دج 51151.55 +دج = 151111.17دج .
ب -حالة وفاة الضحية قاصر :يتم التعويض يف حالة وفاة ولد قاصر ال ميارس نشاطا مهنيا لفائدة األب و األم بالتساوي أو
الويل .
][92
-إىل غاية 1سنوات :ضعف املبلغ السنوي لألجر الوطين األدىن املضمون عند تاريخ احلادث .
-ما فوق 1سنوات واىل غاية متام 71سنة ك ثالثة أضعاف املبلغ السنوي لألجر الوطين األدىن املضمون .عند تاريخ احلادث .
ويف حالة وفاة األب أو األم يتقاضى املتبقي منهما على قيد احلياة التعويض بكامله .وال يشمل هذا التعويض مصاريف اجلنازة .
مثال :02تويف قاصر عمره ثالث سنوات فالدخل السنوي للضحية = األجر الوطين األدىن املضمون يف x 78111 = 77
771111 = 77دج 197111 = 17 xدج
التعويض املستحق لألب = 197111دج 771111 = 17 /دج
التعويض املستحق لالم = 197111دج 771111 = 17 /دج
مثال : 01إذا تويف قاصر 71سنة فالتعويض املستحق لوالديه يكون
الدخل السنوي = األجر الوطين األدىن املضمون يف 771111 = 77 x 78111 = 77دج 118111 = 19 xدج
التعويض املستحق لألب = 971111 = 17/118111دج
التعويض املستحق لالم = 971111= 17/118111دج
-التعويض عن الضرر المعنوي ومصاريف الجنازة .
أ -التعويض عن الضرر المعنوي :ميكن التعويض املعنوي بسبب الوفاة لكل أم وأب وزوج أو أزواج يف حدود ثالثة أضعاف
قيمة األجر الشهري الوطين األدىن املضمون عند تاريخ احلادث .
أي 45000 = 03 x 20000دج
ب -مصاريف الجنازة :حيدد التعويض املمنوح لقاء مصاريف اجلنازة خبمسة ( )5أضعاف املبلغ الشهري لآلجر الوطين األدىن
املضمون عند تاريخ احلادث .أي 00000 = 5 x 20000دج .
-الضرر الجمالي ،ضرر التألم
أ -الضرر الجمالي :يعوض عن العمليات الجراحية الالزمة إلصالح ضرر جمالي مقرر بموجب خبرة طبية او تسدد
بكاملها .
ب -ضرر التألم :يتم التعويض عن ضرر التألم المحدد بموجب خبرة طبية كما يلي :
-2ضرر التألم المتوسط :مرتني قيمة األجر الشهري الوطين األدىن املضمون عند تاريخ احلادث أي = 1 x 20000
30000دج .
-1ضرر التأمل اهلام :أربع مرات قيمة األجر الشهري الوطين األدىن املضمون عند تاريخ احلادث أي = 4 x 20000
51000دج .
-تعويض المصاريف :يشمل التعويض إضافة ملا سبق اإلشارة له ،املصاريف الطبية والصيدالنية بكاملها .
وتشمل هذه املصاريف على ما يلي :
-مصاريف األطباء واجلراحني وأطباء األسنان واملساعدين الطبيني .
-مصاريف اإلقامة يف املستشف أو املصحة .
-مصاريف طبية وصيدالنية .
-مصاريف األجهزة والتبديل .
-مصاريف سيارة اإلسعاف .
-مصاريف احلراسة الليلية والنهارية .
][93
-مصاريف النقل للذهاب إىل طبيب إذا بررت ذلك حالة املضرور.
وإذا تعذر على املضرور تسبيق هذه املصاريف ،جاز للمؤمن منحه ضمانا هبا ،بصفة استثنائية .
وإذا كانت احلالة الصحية للمضرور تستدعي معاجلته يف اخلارج بعد التحقيق من ذلك بواسطة الطبيب املستشار للمؤمن ،فإن
املصاريف املتعلقة هبذا الشأن تكون موضوع ضمان طبقا للتشريع اجلاري به العمل يف مادة العالجات يف اخلارج .
-الريع :
-2الريع العمري :يدفع التعويض املستحق للضحية أو ذوي حقوقها اختياريا يف شكل ريع أو رأمسال بالنسبة للمستفيدين
البالغني سن الرشد وذلك حسب الشروط احملددة بامللحق .
مثال :إذا كان التعويض املستحق لقاصر يبلغ من العمر 78سنة يقدر بـ 111.111دج فما هو املبلغ الشهري الذي يناله .
علما أن األجر الوطين األدىن املضمون هو 78111دج .
بالرجوع جلدول حساب الريع السنوي العمري .جند أن املعامل املوافق لسن 78سنة هو 71.881وعليه فاملعاش الشهري
حيسب كاآليت :
المعاش السنوي = التعويض المستحق على معامل المعاش = .000.000دج 53304300 =20.004 /دج .
املعاش الشهري = املعاش السنوي 59911,11 = 77 /دج 1117 = 77 /دج .
-1الريع المؤقت :أما التعويض املستحق للقصر أي كانت صفتهم يدفع إلزاميا يف شكل ريع مؤقت عندما يتجاوز مبلغه أربعة
أضعاف املبلغ السنوي لألجر الوطين األدىن املضمون .
ويدفع التعويض املستحق للضحايا أو ذوي احلقوق البالغني سن معرتف به بأهنم عجزة إلزاميا يف شكل ريع عمري عندما يتجاوز
مبلغه احلد األقصى املنصوص عليه يف الفقرة أعاله .
مثال :إذا كان التعويض املستحق لقاصر يبلغ من العمر 75سنة يقدر بـ 111.111دج .
فما هو املبلغ الشهري الذي يناله .إذا كان األجر الوطين األدىن املضمون هو 78111دج .
بالرجوع جلدول حساب الريع املؤقت .جند أن املعامل املوافق لسن هذا القاصر هو . 1.1717وعليه فالريع املؤقت الشهري
حيسب كما يلي :
-الريع المؤقت السنوي = التعويض المستحق /معامل المعاش أي 000.000دج 204.013333 = 4.0241 /
دج
-الريع المؤقت الشهري = الريع المؤقت السنوي 21 /أي 204.013333دج 20.143302 = 21 /دج .
][94
الخاتمة
من خالل الدراسة اليت مشلتها هذه املطبوعة يتبني لنا أن التأمني يتطلب توافر أمرين لقيامه ،عالقة قانونية تقوم بني املؤمن
(شركة التأمني) واملؤمن له (شخص خيشى من حتقق اخلطر) وأسس فنية تسوغ قيام مثل هذه العالقة ،على حنو يباعد بينها وبني
املقامرة والرهان اليت تقوم على نوع من ضروب احلظ واملصادفة.
فالعالقة القانونية تنشأ بني طرفني أحدمها املؤمن واآلخر املؤمن له مبوجب عقد أطلق عليه املشرع مسمى عقـد التـأمني ووضـع لـه
أحكاما خاصة به .وهذا العقـد يرتـب التزامـات علـى عـاتق طرفيـه ،فـاملؤمن لـه يلتـزم بالوفـاء بقسـط دوري حمـدد للمـؤمن الـذي يلتـزم
بدوره بتغطية اخلطر املؤمن منه والوفاء للمؤمن له ،أو املستفيد ،مببلغ التأمني أو قيمة التعويض عند حتققه.
أمــا اجلانــب الفــين ويتمثــل يف عمليــة إدارة التعــاون االفرتاضــي بــني املــؤمن هلــم والــيت يقــوم بتنظيمهــا املــؤمن عــن طريــق الدراســات
اإلحصائية والرياضية .
كما خلصت هذه الدراسة إىل النتائج التالية :
-7أن اإلطار القانوين للتأمني يف اجلزائر يتمثل يف األمر 11/15املؤرخ يف 75جانفي 7115املتعلق بالتأمينات املعدل واملتمم
إضافة إىل األحكام العامة املوجودة يف القانون املدين .فعلى الرغم من أن عقد التأمني خيضع يف األصل إىل القواعد العامة
للعقود ،إال أن السمات اليت يتميز هبا استدعت إفراده ببعض القواعد اخلاصة ،ففضال عن االعتبار املتمثل يف تفاوت املركز
االقتصادي لطريف العقد ،توجد اعتبارات فنية تقوم يف اجموعها على فكرة االحتمال اللصيقة بطبيعة اخلطر املؤمن ضده ،كما
توجد اعتبارات شخصية تتعلق بطريف العقد ،خاصة املؤمن له ،وهلا دور هام يف تكوين القواعد اليت حتكمه ،ومن أمهها فكرة حسن
النية اليت ينبغي أن تسود عالقة فنية كعالقة املؤمن باملؤمن له وتؤثر كذلك على حقوق املؤمن هلم اآلخرين لدى نفس املؤمن.
فهته االعتبارات اقتضت خضوع عقد التأمني لعدة قواعد قانونية متميزة عن القواعد العامة للعقود ،وتتجسد وظيفة القاعدة
القانونية يف التوفيق بني هذه االعتبارات اليت أمهها فكرة حسن النية وفكرة التوازن العقدي وفكرة محاية الطرف الضعيف بقيود
وشروط تكفل محاية املؤمن له من تعسف املؤمن وهو الطرف القوي يف العقد.
-7أن التــأمني يرمــي إىل حتقيــق وجتســيد التعــاون بــني اجموعــة املــؤمن هلــم ،حيــث يقــوم املــؤمن بــدور الوســيط بيــنهم ،يعمــل علــى
تنظيم هذا التعاون ،عن طريق جتميع األخطار وإجراء املقاصة بينهم .
-9أن من أهم تقسـيمات التـأمني ،الـيت تبناهـا املشـرع اجلزائـري يف القـانون املتعلـق بالتأمينـات هـو تقسـيم التـأمني إىل بـري وحبـري
وجــوي ،حيــث أن التــأمني الــربي يقســم بــدوره إىل تــأمني اجتمــاعي وتــأمني خــاص وهــذا األخــري يقســم إىل تأمينــات األشــخاص
وتأمينات األضرار .
فنجد أن تأمينات األشخاص على عكس تأمينات األضرار التقوم على املبـدأ التعويضـي ،وهـو تـأمني حملـه اإلنسـان عكـس تـأمني
األضرار حمله مل قابل للتقومي ،كما أن هذا التامني ال يقوم على مبدأ حلول املؤمن حمل املؤمن له يف احلقـوق والـدعاوى جتـاه الغـري
املسؤولني ،عكس تأمني األضرار .
-1فيما خيص التأمني على السيارات ونظرا لعدة اعتبارات فقد جعل املشرع اجلزائـري هـذا النـوع مـن التـأمني إلزامـي مبوجـب األمـر
75/15املــؤرخ يف 91جــانفي ، 7111يتعلــق بإلزاميــة التــأمني علــى الســيارات وبنظــام التعــويض عــن األض ـرار ،املعــدل واملــتمم
بالقـانون رقــم 97/88املـؤرخ يف 71يوليــو ســنة .7188كمـا وســع مـن دائــرة األشــخاص املسـتفيدين مـن التعـويض عــن األضـرار
اجلســمانية الــيت تلحقهــا املركبــة باملتضــرر ،ووضــع لــذلك قواعــد تســاعد يف حتديــد التعــويض املســتحق لكــل حالــة ،دون أن يــرتك
للقاضي سلطة يف ذلك .
][95
قائمة المراجع
أوال :النصوص القانونية
-7قانون 717-19املؤرخ يف 7119/11/18املتعلق بالتزامات والضمانات املطلوبة من مؤسسات التأمني اليت متارس
نشاطها باجلزائر ،اجلريدة الرمسية عدد .71 .91
-7األمر 771-11املؤرخ يف 7111/15/71املتضمن إنشاء احتكار الدولة عمليات التأمني ،اجلريدة الرمسية عدد . 2119
األمر رقم 75/11املؤرخ يف 91يناير سنة ، 7111يتعلق بإلزامية التأمني على السيارات وبنظام التعويض عن األضرار ،
جريدة رمسية عدد املعدل واملتمم بالقانون رقم 97/88املؤرخ يف 71يوليو سنة 7188اجلريدة الرمسية العدد
-9األمر رقم 58/ 15املؤرخ يف 71سبتمرب ، 7115املتضمن القانون املدين ،املعدل واملتمم.
-1األمر رقم 51/ 15املؤرخ يف 71سبتمرب 7115املتضمن القانون التجاري ،املعدل واملتمم.
-5األمر رقم 11/15املؤرخ يف 75يناير 7115يتعلق بالتأمينات ،اجلريدة الرمسية العدد ، 79املعدل واملتمم بالقانون رقم
11/ 11املؤرخ يف 71فرباير ، 7111اجلريدة الرمسية العدد .75
-1األمر رقم 77/ 19املؤرخ يف 71غشت ، 7119يتعلق بإلزامية التامني على الكوارث الطبيعية وبتعويض الضحايا ،
اجلريدة الرمسية العدد . 57
-1األمر رقم 11/18املؤرخ يف 75فرباير ، 7118يتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية .
ثانيا :المراسيم التنفيذية
-7املرسوم التنفيذي رقم 911/ 15املؤرخ يف 91أكتوبر 7115املتعلق بشروط منح وسطاء التأمني االعتماد وسحبها منهم
ومكافأهتم ومراقبتهم ،اجلريدة الرمسية العدد . 15
-7املرسوم التنفيذي رقم 917/ 15املؤرخ يف 91أكتوبر 7115املتعلق بالقانون األساسي للوكيل العام للتأمني اجلريدة الرمسية
العدد . 15
-9املرسوم التنفيذي رقم 911/ 15املؤرخ يف 91أكتوبر 7115املتعلق باحلد األدىن لرأمسال شركات التأمني ،اجلريدة الرمسية
العدد . 15املعدل واملتمم باملرسوم التنفيذي رقم 915/ 11املؤرخ يف 71نوفمرب ، 7111اجلريدة الرمسية العدد . 11
-1املرسوم التنفيذي رقم 711 / 11املؤرخ يف 19أوت 7111حيدد شروط منح شركات التأمني و /أو إعادة التأمني
االعتماد و كيفيات منحه ،اجلريدة الرمسية العدد ، 11املعدل واملتمم باملرسوم التنفيذي رقم 757/11املؤرخ يف 77ماي
، 7111اجلريدة الرمسية العدد . 95
-5املرسوم التنفيذي رقم 719/11املؤرخ يف 15أفريل ، 7111املتعلق بإنشاء صندوق ضمان السيارات وحتديد قانونه
األساسي ،اجلريدة الرمسية العدد . 77
المؤلفات :
-7راشد راشد ،التأمينات الربية يف ضوء قانون التأمينات اجلزائري ،الطبعة األوىل ،ديوان املطبوعات اجلامعية ، 7117 ،
اجلزائر .
-7رمضان أبو السعود ،أصول التأمني ،الطبعة الثانية ،املطبوعات اجلامعية ،اإلسكندرية . 7111 ،
-9جديدي معراج ؛ مدخل لدراسة قانون التأمني اجلزائري ؛ ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر . 7111 ،
-1جديدي معراج ،حماضرات يف قانون التأمني اجلزائري ،الطبعة الثانية ،؛ ديوان املطبوعات اجلامعية ،بن عكنون ،اجلزائر ،
. 7111
][96
-5بن عبيدة عبد احلفيظ ،الزامية تأمني السيارات ونظام تعويض االضرار الناشئة عن حوادث املرور يف التشريع اجلزائري ،الطبعة
الثانية ،منشورات بغدادي ،اجلزائر . 7118 ،
-1رمضان أبو السعود ،أصول التأمني ،الطبعة الثانية ،دار املطبوعات اجلامعية ،االسكندرية ،مصر .7111 ،
-1د /غريب اجلمال ،التأمني يف الشريعة اإلسالمية والقانون ، ،دار الفكر العريب ،القاهرة سنة .7115
-8د /عبد الرزاق أمحد السنهورى ،الوسيط يف شرح القانون املدين – -1اجمللد الثاين – عقود الغرر – ،دار إحياء الرتاث العرىب،
بريوت ،لبنان ،سنة .7111
– 0عبد الرزاق بن خروف ،التأمينات اخلاصة يف التشريع اجلزائري ،اجلزء االول ،التأمينات الربية ،مطبعة حريد ،اجلزائر ،
. 7118
-71د /أمحد شرف الدين ،أحكام التأمني – دراسة يف القانون والقضاء املقارنني – ص ،77ف ،1ط ،9نادي القضاة،
القاهرة ،سنة .7117
-77إبراهيم أبو النجا ؛ التأمني يف القانون اجلزائري ،اجلزء األول ،األحكام العامة طبقا لقانون التأمني اجلديد – الطبعة
الثانية د م ج . 7117 ،
المقاالت
-7الغوثي بن ملحة ،نظام تعويض األضرار النامجة عن حوادث املرور يف القانون اجلزائري ،اجمللة اجلزائرية للعلوم القانونية
واالقتصادية والسياسية ،العدد ، 11سنة ، 7115اجلزائر .
-7مرابطي عبد القادر ،تطور التعويض عن األضرار النامجة عن حوادث املرور ،اجمللة اجلزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية
والسياسية ،العدد 17سنة ، 7119اجلزائر .
الرسائل
-4تكاري هيفاء رشيدة ،النظام القانوين يف عقد التأمني دراسة يف التشريع اجلزائري ،أطروحة دكتوراه ،كلية احلقوق والعلوم
السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،اجلزائر . 7177 ،
][97
فهرس الموضوعات
المقدمة 7 ............................ ................................ ................................
القسم األول :نشأة وتطور التأمين 1 ................................... ................................
الفرع األول :نشأ التأمني 1 .............. ................................ ................................
الفرع الثاين :تطور التأمني 5 ........................................... ................................
القسم الثاني :مفهوم وأهمية التأمين 1 ................................ ................................
الفرع األول :مفهوم التأمني 1 ........................................... ................................
الفرع الثاين :أمهية التأمني 71 ............................................. ................................
القسم الثالث :مشروعية التأمين 77 .................................... ................................
الفرع األول :مشروعية التأمني يف ضوء الفقه اإلسالمي 77 .................. ................................
الفرع الثاين :مشروعية التأمني يف ضوء قواعد األخالق 75 .................. ................................
القسم الرابع :أسس ومبادئ التأمين 75 ................................ ................................
الفرع األول :أسس التأمني 75 ........................................... ................................
الفرع الثاين :املبادئ األساسية اليت حتكم التـأمني 78 ....................... ................................
القسم الخامس :خصائص عقد التأمين 71 ............................. ................................
الفرع األول :عقد التأمني عقد رضائي 71...................................................................
الفرع الثاين :عقد التأمني عقد ملزم جلانبني 71 ............................. ................................
الفرع الثالث :عقد التأمني عقد معاوضة 71.................................................................
الفرع الرابع :عقد التأمني عقد إذعان71.....................................................................
الفرع اخلامس :عقد التأمني من العقود االحتمالية 97.........................................................
الفرع السادس :عقد التأمني عقد زمين97....................................................................
الفرع السابع :عقد التأمني من عقود حسن النية97...........................................................
الفرع الثامن :عقد التأمني عقد جتاري بالنسبة للمؤمن ومدين بالنسبة للمؤمن له99...............................
القسم السادس :أقسام التأمين 99........................................................................
الفرع األول :تقسيم التأمني تبعا لكيفية التعاقد99............................................................
الفرع الثاين :تقسيم التأمني من ناحية الشكل 91.............................................................
الفرع الثالث :تقسيم التأمني من ناحية املوضوع91............................................................
][98
القسم السابع :عناصر عقد التأمين 98. ................................. ................................
الفرع األول :أشخاص عقد التأمني 98......................................................................
الفرع الثاين :اخلطر18......................................................................................
الفرع الثالث :القسط51....................................................................................
الفرع الرابع :مبلغ التأمني 58...............................................................................
القسم الثامن :عقد التأمين 17............................................................................
الفرع األول :أركان عقد التأمني 17..........................................................................
الفرع الثاين :أثار عقد التأمني 11...........................................................................
الفرع الثالث :انقضاء عقد التأمني 87.......................................................................
القسم التاسع :التأمين من المسؤولية المدنية على حوادث السيارات
وتقدير التعويض عن األضرار81............................................................................
الفرع األول :أساس التعويض 81..............................................................................
الفرع الثاين :قواعد تقدير التعويض81..........................................................................
الخاتمة 15... ............................ ................................ ................................
قائمة المراجع 11... ...................... ................................ ................................
فهرس الموضوعات 11... ................. ................................ ................................
][99
[100]