Professional Documents
Culture Documents
الجمعية العلمية
نادي الدراسات االقتصادية
خطة البحث:
مقدمة
الفصل األول :مفهوم طبيعة التأمين و مدى تأثيره على النشاط اإلقتصادي
المبحث األول :مفاهيم أساسية للتأمين
المطلب األول :نشأة و مفهوم التأمين
المطلب الثاني :أسس التامين
المطلب الثالث :مبادئ و خصائص عقد التأمين
المطلب الرابع :أقسام التأمين
المبحث الثاني :أنواع و عناصر التأمين و مدى تأثيرها على النشاط اإلقتصادي
المطلب األول :عناصر التأمين
المطلب الثاني :أنواع التأمين
المطلب الثالث :وسائل توازن عملية التأمين
المطلب الرابع :تأثير التأمين على المتغيرات الحيوية في اإلقتصاد
الفصل الثاني :واقع سوق التأمين في الجزائر غداة اإلستقالل إلى اليوم
المبحث األول :التأمين في الجزائر غداة اإلستقالل
المطلب األول :الفترة اإلستعمارية
المطلب الثاني :فترة ما بعد اإلستقالل
المطلب الثالث :تأميم التأمين في الجزائر
المبحث الثاني :تنظيم سوق التأمين في الجزائر
المطلب األول :الشركات الوطنية قبل صدور قانون 07-95
المطلب الثاني :الشركات الوطنية بعد صدور قانون 07-95
صفحة 3من 48
الفصل الثالث :الطلب الفعال لنشاط التامين في ظل المؤسسات المراقبة له و آفاقه المستقبلية في
الجزائر
المبحث األول :الطلب في سوق التأمين الجزائري
المطلب األول :القطاع العائلي
المطلب الثاني :القطاع الصناعي
المطلب الثالث :القطاع الفالحي
المطلب الرابع :قطاع الخدمات
المبحث الثاني :المؤسسات المراقبة لعملية التأمين في الجزائر
للتأمينات CNA المطلب األول :المجلس الوطني
التأمينLIAR المطلب الثاني :اإلتحاد الجزائري للتأمين و إعادة
المبحث الثالث :تحليل نشاط التأمين في الجزائر و آفاقه المستقبلية
المطلب األول :تحليل جانب اإلنتاج لدى شركات التأمين
المطلب الثاني :تحليل التعويضات و التوظيفات لدى مؤسسات التأمين
المطلب الثالث :نتائج التحليل لنشاط التأمين و آفاقه المستقبلية.
الخاتمة.
صفحة 4من 48
مقدمة:
لم يكن التأمين نشاطا حديث العهدة بل نشأ قديما مع فكرة التعاون ,و تطور بتقدم حياة
اإلنس ان إلى أن وص ل إلى الص ورة ال تي ه و عليه ا في عص رنا الح ديث ,زي ادة على اعتب اره وس يلة
للحماية من الخطر ,فهو يؤثر إيجابيا في العديد من المتغيرات اإلقتصادية ,و األهم من ذلك كله
أنه يعمل على تعبئة المدخرات في سبيل تمويل اإلستثمارات المنتجة و التي تعتبر ركيزة التقدم.
لقد قطعت الدول المتقدمة شوطا كبيرا في مجال صناعة التأمين ,ووفرت له المناخ المالئم من
خالل إرساء شبكة معلومات في الداخل و الخارج و تخصيص كفاءات إدارية ذات خبرة عالية و
مؤسسات مالية ناجحة ,و أبعد من هذا فلقد اتجهت شركات التأمين الكبرى في العالم إلى تعزيز
مكانته ا في الس وق ,س واء ك ان ذل ك ب الرفع من رأس مالها أو عن طري ق عملي ة اإلدم اج ,وه ذا م ا
جعلها قادرة على تقديم خدمات تأمينية ذات مستوى راق و رفيع و بأسعار منافسة فتساير بذلك
متغيرات البيئة اإلقتصادية.
و الجزائر كغيرها من دول العالم الثالث ,إختارت غداة اإلستقالل نموذجا تنمويا شائعا آنذاك و
ه و احتك ار الدول ة للمع امالت اإلقتص ادية بم ا فيه ا قط اع الت أمين ,و ال ذي ال يختل ف دوره كث يرا
نظ را لمس اهمته الفعلي ة في النش اط اإلقتص ادي في تنفي ذ الخط ط اإلنمائي ة ال تي تس عى الدول ة
الجزائرية إلى تحقيقها .فأقمت الدولة له أهمية بالغة بإنشاء عدة شركات وطنية تعمل على تأمين
مجمل األخطار الموجودة في الحياة اإلقتصادية ,و بدخول الجزائر اإلصالحات اإلقتصادية كان ال
بد من إعادة التنظيم في قطاع التأمين ,و الذي شهد هو كذلك ثورة إصالحية كللت في األخير
بفتح مج ال الت أمين عن طري ق المرس وم 07-95الم ؤرخ في 25ج انفي 1995و ب ذلك أعطى
صفحة 5من 48
آفاق ا جدي دة لعملي ة المنافس ة التأميني ة و تحس ين الخ دمات المقدم ة من ط رف ه ذه المؤسس ات
للزبون الجزائري .و من كل ذلك نقول:
اإلشكالية:
فيما تتجلى أهمية التأمين في اإلقتصاد الجزائري أو ما مدى فعاليته في دفع وتيرة التنمية
اإلقتصادية ,وما هي آفاقه المستقبلية؟
من خالل هذه اإلشكالية تندرج التساؤالت التالية:
-ما هو التأمين و فيما تتجلى مبادئه و خصائصه؟
-ما مدر تأثير التأمين على المتغيرات اإلقتصادية الحيوية؟
-واقع سوق التأمين في الجزائر؟
-فيما تتمثل أهمية التأمين في السياسة اإلنمائية الجزائرية؟
و من خالل هذه األسئلة تتبلور الفرضيات التالية:
الفرضيات:
-1يعتبر التأمين أحد الركائز األساسية التي تبنى عليها السياسة اإلقتصادية التنموية في أي
دول ة ,وذل ك راج ع إلى توف ير م وارد مالي ة معت برة لفائ دة المش اريع المنتج ة و تس هيل
اإلئتمان و الحد من التضخم.
-2إن غي اب الثقاف ة التأميني ة في المجتم ع الجزائ ري ه و م ا جع ل ت أثره أي الت أمين على
القطاع االقتصادي محدود.
دوافع إختيار الموضوع:
طرحه األستاذ ضمن متطلبات دراسة الماجيستر.
أهمية الموضوع:
تتجلى أهمية التأمين في الدور المزدوج الذي يؤديه نشاط التأمين في التنمية اإلقتصادية من
خالل توفيره للضمانات الالزمة لتحقيق خطط هذه األخيرة من جهة و تجميعه حصيلة معتبرة من
الموارد المالية تستفيد منها المشاريع المنتجة و لذلك تظهر أهمية الموضوع في الدور الذي يلعبه
التأمين في الحياة اإلقتصادية الجزائرية.
المنهج المتبع:
صفحة 6من 48
إعتم دنا في دراس تنا له ذا الموض وع المنهج الوص في التحليلي من خالل س رد الحق ائق
بالنسبة للمنهج التحليلي ,منتهجين في ذلك الخطة التالية:
-في الفصل األول عملنا على تبيان المفاهيم األساسية للتأمين ,و مبادئه ,و الخصائص التي تميزه,
ثم انتقلن ا إلى أقس ام الت أمين و أنواع ه في الجزائ ر و م دى تأثيره ا على المتغ يرات اإلقتص ادية
الحيوية.
-أم ا في الفص ل الث اني عملن ا على تحدي د واق ع س وق التأمين في الجزائ ر من خالل س رد التط ور
الت اريخي ل ذلك ,ثم تنظيم س وق الت أمين قب ل ص دور األم ر 07-95و بع د ص دوره ,و م ا هي
المنتوجات التي يأمنها سوق التأمين في ظل اإلصالحات اإلقتصادية.
-و في الفص ل الث الث عملن ا على دراس ة الطلب الفع ال بالنس بة للقطاع ات اإلقتص ادية و عالقته ا
بقطاع التأمين و المؤسسات التي تعمل على مراقبة عمليات التأمين في الجزائر وصوالً إلى تحليل
نتائج نشاط التأمين و آفاقه المستقبلية.
الفصل األول :مفهوم طبيعة التأمين و مدى تأثيره على النشاط اإلقتصادي
المبحث األول :مفاهيم أساسية للتأمين
يعتبر التأمين في مفهومه البسيط إعطاء األمان من أجل مواجهة الخطر المحتمل وقوعه في المستقبل,
و ذل ك ح تى يعطي الثق ة الالزم ة للمس تثمر من أج ل اخ تراق عالم ه المجه ول ,وهي بيئ ة اإلس تثمار .فيع د ه ذا
األخ ير أي الت أمين العنص ر ال داحض إلى ك ل العراقي ل اإلجتماعي ة و اإلقتص ادية و ح تى األمني ة منه ا في بعض
األحيان ,وذلك من خالل ميزته الخاصة في دعم اإلنسان المستثمر في حالة وقوع الضرر .ولذلك سيسارع
اإلنسان منذ األزل إلى ابتكار هذه التقنية التي توفر له الظروف المناسبة لإلنتاج و العمل ,فيا ترى فيما يتجلى
هذا التأمين تعريفا و متى نشأ و ما هي األسس التي يقوم عليها ,و الخصائص التي تميز عقله ,و األقسام التي
ينتمي إليها .كل ذلك سندرجه في هذا المبحث.
المطلب األول :نشأة و مفهوم التأمين
-1نشأة التأمين:
صفحة 7من 48
نتاجا للسياسة التجارية المنتهجة إبان القرن 14التي كان يقوم عليها الفكر اإلقتصادي آنذاك و خاصة
على ضفتي البحر األبيض المتوسط ,اهتدى الرجل اإلقتصادي إلى ما يعرف بالقرص البحري 1من أجل ضمان
سلعته فكان يقترض صاحب السفينة أو التاجر ماالً مسبقا من مالك رؤوس الموال و تعهدوا له بإرجاعها له في
حال ة زائ د فوائ د إذا ألحقت الس فينة بس الم ,أم ا إذا أهلكت ه ذه األخ يرة فيحتف ظ بمبل غ الق رض ,و من ه ذا
نالح ظ و كأن ه مؤسس ة الت أمين ه و مال ك الم ال و الم ؤمن ه و الت اجر ,ف إذا أهلكت الس لعة دف ع رب الم ال
التعويض و هو القرض ,أما إذا وصلت بسالم يدفع التاجر قسط التأمين و هي الفائدة .أما فيما يخص تقنيين
الت أمين فك ان من ط رف المش رع الفرنس ي في الق رن 17و يرج ع ذل ك إلى السياس ة التش جيعية للص ناعة
المنتهجة من طرف الدولة الفرنسية آنذاك ,و التي يتطلب بالضرورة تأمين األخطار التجارية الناتجة عن تصدير
الس لع المنتج ة على البح ار و المحيط ات ,و ح ذا ح ذوها ك ل من انجل ترا و إيطالي ا و هولن دا و إس بانيا ,كم ا
أنشأت أول شركة للتأمين في إنجلترا سنة 1720في مجال التأمين البحري ,بعدما انتشرت عدة شركات في
الدول األوروبية.
كما ظهر التأمين البري إثر الحادثة التي وقعت في لندن بحرق 13000منزل و حوالي 100كنيسة ,وتطور
نشاط التأمين بعد ذلك خصوصا مع بداية الثورة الصناعية و انتشار اآلالت في القرن ,19فظهر التأمين على
المس ؤولية و الت أمين على ح وادث الم رور ,و الت أمين على الحي اة .و اكتملت الص ور المختلف ة للت أمين للق رن
20مع ظه ور التكنولوجي ا المختلفة ,فك ان الت أمين على النق ل ال بري و الج وي و محاض ر الح رب ,و الت أمين
2
على الزواج و األوالد.
-2مفهوم التأمين:
لغ ة :الت أمين من ّأمن ,أي اطم أن و زال خوف ه ,و ه و بمع نى س كن قلب ه ,و ك ذلك تس تعمل كلم ة األمن عن د
الخ وف ,و من ذل ك قول ه تع الى بع د بس م اهلل ال رحمن ال رحيم ":ءامَنهم ِمن َخ و ٍ
ف" 3و ك ذلك" :وإِ ْذ َج َعلْنَ ا ََ ُ ْ ْ
ت َمثابَةً ِللنَ ِ
اس َو أ ََمناً" 4
الب ْي َ
َ
و لقد لجأ اإلنسان إلى عدة وسائل لتغطية األضرار الناتجة عن المخاطر التي تصيبه في حياته منها اإلدخار,
التضافر ,لكن تبين مع مرور الزمن أنها غير كافية لمواجهة ما يتعرض له فاهتدى إلى فكرة جديدة تقوم على
أس اس تض امن الجماع ة و ه دفها األساس ي التع اون على تغطي ة الض رر ال تي ق د يص يب أح د أف راد الجماع ة,
فتضمن له األمن و األمان ,ومن هنا اشتقت كلمة التأمين التي ندرجها حسب التعاريف التالية:
حسب الفقيه جيرار " 5 :التأمين عملية تستند إلى عقد احتمالي من عقود الضرر ملزم للجانبين يتضمن لشخص
معين مهدد بوقوع خطر معين المقابل الكامل للضرر الفعلي الذي يسبب هذا الخطر له".
حديدي معراج ؛ مدخل لدراسة قانون التأمين الجزائري ؛ ديوان المطبوعات الجامعية ؛ 1999ص .6 1
أقاسم نوال؛ دور نشاط التأمين في التنمية اإلقتصادية دراسة حالة الجزائر؛ ماجيستر 2001؛ ص .38 2
د /إبراهيم أبو النجا؛ األحكام العامة طبقا لقانون التأمين و التأمين الجديد – الجزء األول -دار النشر د م ج 1989ص .45 5
صفحة 8من 48
وحس ب " 6 : Bessonالت أمين ه و عملي ة بمقتض اها يتعه د ط رف يس مى الم ّؤمن تج اه ط رف آخ ر يس مى
المؤمن له مقابل قسط يدفعه هذا األخير له بأن يعوضه عن الخسارة التي ألحقت به في حالة تحقيق الخطر"
ّ
و باختص ار نس تنتج ب أن الت أمين ه و عب ارة عن العق د بين الم ّؤمن و الم ّؤمن ل ه .فيل تزم األول ب دفع القس ط ,و
الث اني ب دفع مبل غ الت أمين في حال ة وق وع الخط ر ,و يعت بر ه ذا الض مان ج وهر العملي ة التأميني ة و تحقيق ه يبقى
محتمال غير مؤكد و غير مستبعد في آن واحد.
و لق د ع رف المش رع الجزائ ري في الم ادة 619من الق انون الم دني الجزائ ري ":الت أمين عق د يل تزم الم ؤمن
بمقتضاه أن يؤدي إلى المؤمن له أو إلى المستفيد الذي اشترط التأمين لصالحه مبلغ من المال ,في حالة وقوع
تالمؤمن له
الحادث أو تحقيق الخطر المبين في العقد و ذلك مقابل قسط أو أية دفعة مالية أخرى يؤدي بها ّ
للمؤمن"
المطلب الثاني :أسس التأمين
لقد اختلف الفقهاء في بيان تحديد أسس التأمين ,فمنهم من يركز على األساس اإلقتصادي و األخر
على األساس القانوني ,و منهم من يرى أنه أساس فني.
-1األساس اإلقتصادي للتأمين:
يعتم د ب األخص على نظري تين إال أنهم اختلف وا ح ول معي ار تحدي د ه ذا األس اس فمنهم من يرجعه ا إلى
فكرة الحاجة و البعض اآلخر يرجعها إلى فكرة الضمان.
نظرية التأمين و الحاجة:
يرك ز أص حاب ه ذه الفك رة ب أن الت أمين ه و ن اتج عن الحاج ة للحماي ة و األمن ,و ذل ك أ ّن أي خط ر يحتم ل
الوقوع في المس تقبل يدفع اإلنسان إلى حماية نفس ه و ممتلكاته من ه ذا الخط ر .فهاته النظرية تمت از بكونها
تفسر كافة أنواع التأمين من األضرار حيث توجد الحاجة للحماية من خطر معين ,كما أنها تفسر غالبية أنواع
التأمين لكن يؤخذ عليها أنها غير مانعة و غير جامعة .غير مانعة ألنها ال تمنع دخول أنظمة أخرى في نطاقها
غير التأمين ,و غير جامعة ألنها ال تحيط بكل أنواع التأمين حيث توجد بعض أنواع التأمين ال ينطبق عليها
معيار الحاجة الذي بنيت عليه هذه النظرية.
نظرية التأمين و الضمان:
يعتمد أصحاب هذه النظرية على أ ّن الخطر يسبب لإلنسان حالة عدم ضمان اقتصادية تتمثل في تحديد المركز
المالي و اإلقتصادي و التأمين هو الذي يحقق من الناحية المادية ضمان لهذا المركز اإلقتصادي المهدد .و
يؤخذ على هذه النظرية أنها ال تتصدى لبيان أساس التأمين ,ذلك أن معيار الضمان التي تقوم عليه هاته النظرية
ليس إال نتيجة من النتائج التي يترتب على التأمين بعد إبرامه .و من ثم ال تصلح أساسا له ,زيادة عن ذلك فإن
الضمان ال يقتصر على التأمين فقط حيث تحقق أنظمة أخرى لألفراد هاته الخاصية دون أن يطلق عليها صفة
التأمين.
بين األعضاء وفقا ألسس فنية تحدد منذ قبل كتحديد القسط الذي يدفعه كل عضو مع درجة احتمال وقوع
الخطر.
لقد اعتمدت هذه النظرية على األساس الفني مهملة األساس القانوني الذي هو مكمل للجانب الفني للتأمين ,و
هذا م ا يول د نقص فيم ا م دى فعالية ه ذه العملي ة إذا اهتمت بعملي ة التع اون المنظم ال ذي يق وم بجلب المنفع ة
للمؤمن و لم تهتم بمركز المؤمن له و حقوقه و التزاماته و بالتالي هناك فجوة في هاته النظرية يستوجب عل
المشروع إستدراكها و ذلك من خالل الجمع بين كل من المعيار القانوني و المعيار الفني للتأمين.
-نظرية التأمين كمشروع منظم فعليا:
يعتقد أصحاب هذه النظرية أن عقد التأمين يتطلب مشروع منظم ألنه ليس كباقي العقود ألنه ينطوي
على عملية فنية تهدف إلى تجميع المخاطر و إجراء المقاصة و تحديد القسط الذي يدفعه المؤمن و لذلك ف إن
عق د الت أمين الب د أن ي برم عن طري ق ه ذا المش روع المنظم فني ا .ه ذا التنظيم ه و ال ذي يعت بر األس اس الف ني
للتأمين ,و قد أنجبت هذه النظرية عنصرا جديدا وهو المعيار الفني لعقد التأمين غير أنه غير كافي ,ألن المعيار
ال تي تأخ ذ ب ه ه ذه النظري ة ال يقتص ر على الت أمين حيث يوج د العدي د من عملي ات المض اربة ت دار بواس طة
مشروعات منتظمة فنيا ,دون أن يطلق عليها وصف التأمين.
مم ا س بق يظه ر ب أن النظري ات الس ابقة تنظ ر إلى ج انب واح د من ج وانب الت أمين حيث يقتص ر بعض ها على
الجانب اإلقتصادي و البعض اآلخر على الجانب القانوني و الفني ,لكن في حقيقة األمر ال يمكن اإلستغناء عن
معيار من هذه المعايير الثالث أو الفصل بينهما في عقد التأمين ,إذاً فالتأمين هو التعاون بين المؤمن لهم القائم
على أسس فنية الذي ينظمه المؤمن و يلتزم فيه بتغطية الخطر مقابل التزام المؤمن لهم بدفع األقساط ,من هذا
نستنتج بأن عقد التأمين ينطوي على أسس قانونية و اقتصادية و فنية تجعله مميز عن باقي العقود األخرى.
يلتزم المتعاقدين بإدالء بجميع البيانات التي عقد التأمين فيكون التصريح من طرف المؤمن لكل ما
لديه من معلومات و الشروحات التي تخص عملية التأمين ,أما المؤمن يجب أن يبين بوضوح شروط العقد و
االستثناءات ,و عليه فحسن النية المتبادلة بين الطرفين هو جوهر العملية التأمينية و إخالل بهذا المبدأ يستلزم
مباشرة بطالق العقد,
-مبدأ المصلحة التأمينية:
يشترط في هذا المبدأ أن تقوم المصلحة التأمينية للمؤمن له و المؤمن و ذلك باستبعاد عنصر المغامرة
من عملي ة الت أمين ,فيك ون العنص ر الم ؤمن واض ح قاب ل للتض رر ,و ه ذا م ا يعكس الحف اظ على المص لحة
المتبادلة بين طرفي العقد .
-مبدأ التعويض:
يستلزم هذا األخير أن يوفي المؤمن بالتزاماته إزاء المؤمن له في حالة وفق الخطر المؤمن له ,و يتمثل
ذلك في دفع مبلغ التعويض و يطبق على هذا المبدأ في كافة عقود التامين بخالف عقد تأمين األشخاص.
-مبدأ المشاركة:
حسب هذا المبدأ يقوم المؤمن له بإبرام عقد التأمين أو عقود التأمين تخص موضوع تأمين واحد و
لنفس الف ترة ل دى ع دة ش ركات ت أمين ,بحيث تش ترك ه ذه األخ يرة عن د تحق ق الخط ر الم ؤمن ض ده في دف ع
التعويض المستحق للمؤمن له وفقا لنسبة تأمينه أو بما يعادل القسط المحصل عليه.
-2خصائص التأمين:
8
يتميز عقد التأمين بمجموعة من الخصائص نذكر منها على سبيل المثال:
-عقد التأمين عقد رضائي:
يعني أنه ال ينعقد إال بموافقة إدارتي طرفي العقد بالتوافق اإليجابي و القبول و يستلزم اإلثباتات الكتابية
علة وثيقة التأمين و يوقع من الجانبين.
-عقد التأمين عقد ملزم للجانبين:
في هذا العقد يأخذ الطرفين صفة الدائن و المدين في نفس الوقت ,فالمؤمن له يلتزم بدفع األقساط أما
المؤمن يلتزم بتعويض الخسارة ,فالتزام األول يكون محققا بينما التزام الثاني يكون معلقا.
-عقد التأمين عقد معاوضة:
و نعني بذلك صفة التعويض التي تميز عقد التأمين فيدفع المؤمن له قسط مقابل تعويضه على الخطر
في حالة وقوعه و يستقبل المؤمن األقساط تعويضا لحمايته في حالة وقوع الخطر.
-عقد التأمين عقد إذعان:
و يعتبر هذا األخير بأنه عقد تعسفي ألن في عقد التأمين هناك الطرف القوي الذي يملي شروطه ,و ما
على المؤمن له إال الرضوخ أو الخضوع لهذه الشروط أو رفضها باستثناء التأمينات اإللزامية.
-عقد التأمين عقد قانوني:
بمع نى أن المش رع ينظم عق د الت أمين في نص وص و أحك ام قانوني ة يعم ل به ا في حال ة ن زاع أو خالف
قائم.
المطلب الرابع :أقسام التأمين:
9
ينقسم التأمين إلى قسمين أساسيين:
-1تقسيم التأمين من ناحية الشكل:
يع ود ه ذا التقس يم إلى مش كل الهيئ ة ال تي تق وم به ا عملي ات الت أمين و بالت الي ينقس م ه ذا الت أمين إلى
تأمين تعاوني و تأمين بأقساط محددة.
*التأمين التعاوني:
و هو ذلك التأمين التي تقوم به جماعة يتفق أفرادها على تعويض األضرار التي قد تنزل بأحدهم نتيجة
تحق ق خط ر معين و ذل ك من مجم وع االش تراكات ال تي ق د يل تزم ك ل ف رد من الجماع ة ب دفعها و يتم يز ه ذا
النوع من التأمين بأن كل فرد في جماعة التأمين التعاوني يجمع في شخصه صفتي المؤمن و المستأمن ,أي
االشتراك الذي يدفعه كل عنصر قابل للتغيير .
المؤمن و المستأمن في كل فرد من أفراد الجماعة يعتبر الخاصة المميزة ,فالتأمين التعاوني
إن اجتماع صفتي ّ
ال يه دف إلى تحقي ق ربح ألعض ائه و إنم ا إلى توزي ع الخس ائر عليهم ,فأعض اء الجماع ة هم المس تأمنون و هم
الذين يدفعون التعويض لمن يصاب بخطر ما.
أن يكون اإلشتراك الذي يدفعه كل عضو قابال للتغيير ,فإذا زادت التعويضات المطلوبة عن اإلشتراك المجتمعة
أمكن مطالبة األعضاء بقسط تكملي لتغطية التعويضات ,و إذا نقصت التعويضات المستحقة بنسبة الناقص من
االشتراكات .في هذا النوع من التأمين تقوم مسؤولية تضامنية بين أعضاء الجامعة بحيث يتحمل الموسر منهم
نص ب المعس ر ,و نظ را لخط ورة ه ذه الخاص ية ال تي ق د ت دفع األف راد إلى ع دم اإلقب ال على ه ذا الن وع من
التأمين ,فإن هذه الهيئات لجأت إلى تحديد حد أقصى ال يتجاوز مسؤولية العضو.
* التأمين بأقساط محددة:
المؤمن بأن يدفع التعويض المالي عند تحقق الخطر ,و ذلك مقابل أقساط محددة يلتزم المؤمن
يتعهد ّ
ب دفعها و خص ائص ه ذا الن وع من الت أمين عكس خص ائص الن وع الس ابق ففي ه اس تقالل لشخص ية الم ّؤمن عن
شخصية المستأمن و فيه يتحدد القسط و التعويض المالي مقدما.
في ه ذا النوع من الت أمين تستقل شخص ية المؤمن عن شخص ية المستأمن كما قلنا سابقا ب المؤمن هم جماعة
المساهمين الذين تمثلهم شركة التأمين و في مواجهتهم جمهور المستأمن الذين يلتزمون بدفع األقساط ,فإذا
زادت األقساط المدفوعة عن قيمة التعويضات كانت الزيادة ربعا للشركة و ال يستطيع المستأمنون المطالبة
بها.
يحدد هذا النوع القسط مقدما فيعرف المستأمن وقت إبرام العهد مقدار ما سيدفعه من أقساط و الشركة هي
التي تحدد األقساط وفق أسس علمية (جداول اإلحصاء التي لديها).
و أخيرا فإن مقدار ما يلتزم به المؤمن عند تحقق الخطر يتحدد أيضا وقت إبرام العقد سواء كان ذلك بتحديد
إلتزام المؤمن بمبلغ معين كم ا في ح االت الت أمين على الحي اة أو بوضع حد أقصى ال يتج اوزه إلتزام المؤمن
كما في التأمين في األضرار.
-2تقسيم التأمين من ناحية الموضوع:
إتفق أغلب فقهاء التأمين على تقسيم التأمين من حيث الموضوع إلى تأمين بحري و بري و جوي ,و
ينقسم التأمين البري إلى تأمين اجتماعي و تأمين خاص و التأمين البري الخاص ينقسم بدوره إلى تأمين على
األشخاص ,و تأمين على األضرار ,و سنقوم بشرح ذلك بالتفصيل:
* التأمين البحري و البري و الجوي:
أساس هذا التقسيم هي طبيعة المخاطر المؤمن منها و هو أول تقسيم يجب إجرائه للتمييز بين التأمين
البري الذي ينهي إليه التأمين على الحياة و غيره من أنواع التأمين.
فالتأمين البحري هو أقدم أنواع التأمينات ظهورا ,و يهدف إلى تغطية مخاطر البحر ,أي مخاطر السفينة و ما
تحملها ,أما األشخاص فال يدخلون في التأمين.
أي نوع من األنواع الثالثة
ّأما التأمين البري فهو التأمين الذي يغطي كل المخاطر األخرى التي ال تدخل تحت ّ
السابقة.
* التأمين الخاص و التأمين اإلجتماعي:
التأمين الخاص الذي يؤمن الشخص اإلحتياط للمستقبل و يؤمن لنفسه أو لذويهّ ,أما التأمين اإلجتماعي
هدفه تحسين حالة طبقة اليد العاملة أي تأمين أفرادها ضد ما يتعرضون له ,و دفع هذا التأمين لرغبة الدول في
مس اعدة الص حة الش غلية ,ألنهم أك ثر تع رض للخط ر و األض رار و له ذا تجعل ه ال دول إجباري ا لتحقي ق سياس ة
اجتماعية عادلة.
* التأمين على األضرار و على األشخاص:
صفحة 14من 48
الت أمين على األض رار يه دف إلى تع ويض المس تأمن على الض رر ال ذي أص اب ذمت ه المالي ة نتيج ة خط ر
للمؤمن بأن يدفع للمستأمن و إلى شخص آخر مبلغا من النقود أو
معينّ .أم ا التأمين على األشخاص هو تعهد ّ
إيراد مرتبا عن تحقق حادثة متعلقة بشخص هذا األخير كالوفاة أو المرض و ذلك مقابل قيام المؤمن له بدفع
أقساط دورية معينة.
المبحث الثاني :أنواع و عناصر التأمين و مدى تأثيرها على النشاط اإلقتصادي:
يعتبر التأمين أداة لحماية أصحاب المشاريع اإلقتصادية لمواجهة الخسائر المفاجئة التي تظطرهم إلى
زي ادة أس عار الس لع ,مم ا يعم ل على اختالل الت وازن في تكلف ة الس لعة و بالت الي على نظ ام األس عار ال تي يعت بر
ب دوره ع امال من عوام ل حف ظ الت وازن في اإلقتص اد الكلي .و تختل ف أهميت ه اإلقتص ادية للت أمين ب اختالف
أنواعه ا ,فالت أمين في المش اريع اإلقتص ادية ل ه أهمي ة بالنس بة للمص لحة الفردي ة و العام ة إلعط اء الطمأنين ة
لإلستثمار الوطني و عليه الحفاظ على النمو اإلقتصادي المستثمر .وهذا كله بفضل الدور الديناميكي الذي
يقدمه التأمين اإلقتصادي من ضمانات الزمة لرأس المال عكس ما نجده في التأمين على الحياة ,فهو ينعكس
بصفة إيجابية على الجانب اإلجتماعي و مدى تحقيق الطمأنينة و الترابط العائلي لذا فإن اختالف تأثير التأمين
على النشاط اإلقتصادي يكون حسب تنوع التأمين وعناصره.
المطلب األول :عناصر التأمين
يندرج ضمن عناصر التأمين كل من الخطر المؤمن منه و مبلغ القسط الذي يدفعه المؤمن له للمؤمن.
-1الخطر:
الغرض من عقد التأمين هو تأمين شخص من خطر يهدده أو من حادث يحتمل وقوعه ,فلذلك كان
الخطر هو العنصر األساسي الذي يقوم عليه عقد التأمين ,فإذا زاد الخطر بطل عقد التأمين ,و لهذا األخير عدة
تعاريف في مجال التأمين":فهو حادث مستقبلي يحتمل الوقوع ,ال يتوقف على إدارة أي من الطرفين".
كما تندرج عدة أنواع من األخطار أهمها:
-الخطر الثابت و الخطر المتغير:
فالت أمين على الحري ق ه و الت أمين من خط ر ث ابت ألن إحتم االت تحقق ه واح دة خالل م دة ثابت ة س واء
يكون الحريق أو ال يكونّ .أما التأمين على الحياة فهو خطر متغير ألنه يواجه هذا الخطر في مراحل متغيرة من
حياته ألن المدة غير ثابتة.
-الخطر المعين و الخطر الغير معين:
يكون الخطر المعين إذا كان المحل الذي يقع عليه قد تحقق شخصا كان أو شيئا معينا وقت التأمين.
أما الخطر غير المعين فيكون إذا كان المحل الذي يقع عليه تحقق غير معين وقت التأمين ,و إنما يتعين وقت
تحقق الخطر.
-2القسط:
صفحة 15من 48
يعتبر القسط المقابل الذي يلتزم المؤمن له بدفعه من أجل تغطية الخطر الذي يأخذه المؤمن على عاتقه
و القسط عنصر جوهري في عقد التأمين و ذلك لما له من أهمية.
و يعتبر القسط في نظر المشرع بمثابة ثمن الخطر أو تعبير عن الخطر بقيمة مالية ,و يتكون القسط مما يلي:
-القسط الصافي:
وهو مقابل الخطر الذي يغطيه و يتوقف قيمته على درجة احتمال وقوعه و مدى جسامة ما يقع من
خسارة.
-عالوة القسط:
يسعى المؤمن دائما إلى تحقيق ربح ,ولذلك فإن عالوات القسط تحتوي على نفقات اكتتاب العقود و
نفقات اإلدارة و الضرائب ,باإلضافة إلى هامش الربح ألن المؤمن في حد ذاته يعتبر تاجرا.
المطلب الثاني :أنواع التأمين
يع رف الت أمين بأن ه مج ال شاس ع للغاي ة بحيث أن نط اق تطبيق ه غ ير مح دود ,فكلم ا تع ددت األخط ار
ظهرت أنواع جديدة من التأمين ,لذلك فإن تقسيم أنواع التأمين يرجع تبعا للخطر المؤمن ضده ,أو على أساس
10
اإلدارة العملية حسب الغرض من التأمين أي تبعا للهيئات التي تمارس عمليات التأمين.
-1التأمينات على األشخاص:
يع رف الت أمين على األش خاص بأن ه عق د يل تزم بمقتض اه الم ؤمن ب دفع مبل غ معين أو تقري ر إي راد إذا م ا
مؤمنين و
حدث أمر يتعلق بشخص المؤمن له ,كما يمكن للمؤمن له أن يعقد التأمين لنفسي الخطر عند عدة ّ
إذا حصل الخطر سوف يحصل على مجموعة من التأمين المتفق عليها ,و له عدة صور منها:
-التأمين على اإلصابات و الحوادث.
-التأمين على المرض.
-التأمين على الزواج و األوالد.
-التأمين على الحياة.
-2التأمين على األضرار:
المؤمن له مباشرة و هو يخضع بكافة
يسعى التأمين على األضرار إلى إصالح الخسائر التي تصيب مال ّ
أنواعه إلى المبدأ التعويضي و ينقسم بدوره إلى قسمين:
ويعمل على حماية المؤمن له من األضرار المادية التي قد تصيبه في ماله أو عقاره بسبب تحقق مخاطر
متعددة ,و يندرج تحت هذا التأمين:
-التأمين ضد الحريق
-التأمين ضد السرقة
-التأمين ضد أضرار المياه
-التأمين ضد البرد بالنسبة للفالحة.
ب -التأمين على المسؤولية:
ويهدف إلى تغطية خسائر مادية التي يترتب عن مسؤولية المؤمن له بسبب األضرار التي ألحقت بالغير,
و الذي يكون فيها مسئوال قانوناً.
و يطل ق على تأمين ات المس ؤولية "تأمين ات ال دين" أو تأمين ات الخص وم ,و ل ذلك تت دخل ثالث عناص ر
المؤمن له المسؤول و المتضرر ,و هذا األخير ال يكون طرفا في العقد و الذي يمارس
المؤمنّ ,
(أشخاص)ّ :
حقا مباشرا على المؤمن في تعويضه عن الضرر.
و يس عى الت أمين على المس ؤولية إلى تحقي ق الحماي ة اإلجتماعي ة بفض ل الض مان ال ذي يمنح ه الم ؤمن ,فيمكن
للمؤمن له إعادة رؤوس أمواله دون أن يتحمل الخسائر التي وقعت بسبب مسؤوليته و في نفس الوقت تع ويض
الضحية عن كل الخسائر التي ألحقت به.
-3التأمين على القروض الموجهة للتصدير:
يعتبر تأمين القرض الوسيلة التي تمنح للتأمين مقابل دفع قسط بضمان حالة عدم الدفع أو عدم تحصيل
حق وقهم من قب ل الزب ائن مع روفين مس بقا و هم في حال ة إفالس عن ال دفع .و لق د تط ور ه ذا التعري ف ,حيث
أصبح ال يقتصر فقط على القروض الممنوحة للزبائن ,و لكن على مجموعة من العمليات المرتبطة بالتصدير,
فيض من ب ذلك ع دة مخ اطر :خط ر ع دم التحوي ل ,خط ر الصرف ,الخط ر السياس ي ,الك وارث...ألخ .و يمكن
إعطاء تعريف شامل للتأمين على القرض:
" هو وسيلة من وسائل التمويل المصرفي و أداة تأمينية تسمح للدائنين مقابل دفع أقساط لشركة التأمين من
تغطية المخاطر التجارية و غير التجارية للقرض المرتبطة بعمليات التصدير فيما بين الدول ,كما أنه أداة من
أدوات تنمية الصادرات من خالل ضمان اإلئتمان المرتبط بالتصدير بين مشتري محلي و بائع أجنبي.
المطلب الثالث :وسائل توازن عملية التأمين
إن التسيير األمثل للتعاونية ال يكفي وحده لتوازن العمليات في نشاط التأمين ,و لذا يفرض المشرع
للمؤم نين بالبق اء و
على هيئ ات الت أمين تك وين إحتياط ات ,فهي في ص الح الم ؤمن لهم من جه ة و تس مح ّ
المحافظة على وضعيتهم في السوق.
صفحة 17من 48
و تتشكل ه ذه الوقاية عبر وس ائل داخلية و التي تتمثل في مختل ف اإلحتياط ات الفني ة ,و اللج وء إلى وس ائل
11
خارجية كالتأمين المشترك و إعادة التأمين.
-1الوسائل الداخلية:
* اإلحتياطات:
على ش ركات الت أمين أن تحتف ظ ب أموال إحتياطي ة لمواجه ة اإللتزام ات المس تقبلية أو المطالب ات ال تي
ق دمت له ا و لم يتم تس ويتها أو تس ديدها ,و يمكن حص ر مختل ف اإلحتياط ات ال تي تحتف ظ به ا ع ادة هيئ ات
التأمين و هي:
أ -إحتياطات األخطار السارية:
إ ّن إصدار شركة تأمين للوثائق يكون على مدار السنة ,بحيث تصل هذه األخيرة إلى نهايتها في حين
المؤمن بمبالغ مالية في مواجهة األخطار السارية و
نجد وثائق التأمين لم تنتهي مدتها بعد ,فال بد أن يحتفظ ّ
تشمل الوثائق السارية المفعول في نهاية السنة المالية.
ب -اإلحتياطي على التعويضات تحت التسوية:
و هي تح دث من خس ائر غ ير متوقع ة أو خارق ة للع ادة ,ل ذا تحتف ظ ش ركات الت أمين س نويا بج زء من
أرباحه ا لتغطي ة األخط ار ال تي ق د تح دث نتيج ة ك وارث طبيعي ة أو ظ روف قاس ية ,و يطل ق على ه ذا الج زء
باإلحتياطي اإلضافي.
ج -إحتياطي التعويضات تحت التسوية:
يع ني ه ذا الن وع من اإلحتياط ات أ ّن الم ّؤمن م دين إزاء الم ّؤمن لهم أو المس تفيدين من عق ود الت أمين,
فقد يطالب المؤمن له بالتعويض قبل نهاية السنة و لكن ال يمكن ذلك ألسباب متعددة منها:
-إجراءات التأكد من حدوث الخطر للمؤمن ضده و إثبات العالقة السببية المباشرة التي أدت إلى وقوع
الحدث وقتا طويال ,حيث تنتهي السنة المالية دون تحقق ذلك.
-يحدث الضرر في تاريخ قريب من نهاية السنة.
-يقيم مبلغ التعويض دون أن يدفع إلى المؤمن له.
و لهذا تجعل شركة التأمين تحتفظ باحيتاطي التعويضات تحت التسوية ,و يقدر مبلغ اإلحتياط بالنسبة لكل
متضرر ,أما في حالة ما لم يتم تقسيم الخسارة بعد تأخذ بعين اإلعتبار عوامل ترتبط بوقوع الحادث و مدى
أحقية المؤمن له في التعويض.
د -اإلحتياطي الحسابي:
و هو عبارة عن المبالغ التي تقابل إلتزامات شركته التأميني إزاء المؤمن لهم مقيمة بطريقة رياضية طبقا
لجداول الوفيات و معدالت الفائدة ,و يخص في هذا النوع من اإلحتياطي التأمين على الحياة ,و لها األخير
نوعان ,التأمين في حالة البقاء و التأمين في حالة الوفاة .و منه فالحتياطي الحسابي هو تلك الزيادة التي يقبضها
للمؤمن له ,و قد يكون إجماليا أو فرديا,
المؤمن في السنوات األولي من عقد التأمين أو الجزء الذي يدخر ّ
فالحتياطي اإلجمالي يمثل ما يحتفظ به المؤمن لكل نوع تأمين يمارسه ,أما االحتياطي الفردي فهو نصيب كل
مؤمن ل ه في االحتي اطي اإلجم الي ,و نس تطيع الق ول أن اإلحتياط ات الحسابية تسمح للم ؤمن أن يواجه خطرا
متزايداً بدون أن يغير من قيمة القسط.
-2الوسائل الخارجية:
* إعادة التأمين:
قد تج د ش ركة الت أمين نفس ها أحيانا أم ام طلب التأمين لمخاطر مرك زة بحيث أن إمكانياتها المالية ال
تسمح لها بقبوله ,و حتى ال تضيع متعامليها تحتفظ بجزء في حدود طاقتها و تحول الباقي إلى شركات تأمين
مؤمنين ,و يطلق على هذه العملية "بإعادة الت أمين"
أخرى أو إلى عدة شركات ,و بالتالي توزع الخطر على عدة ّ
تسمى شركة التأمين األولى بالمؤمن المباشر ,بينما تلقب الشركة التي أعيد التأمين لديها بشركة إعادة التأمين.
المؤمن األصلي و شركة إعادة التأمين عقد يسمى "عقد إعادة التأمين" و هو ذلك العقد
و ينظم العالقة ما بين ّ
الذي به يتنازل المؤمن إلى شخص آخر هو معيد التأمين بكل أو بجزء من األخطار المؤمن عليها ,بحيث أن
المؤمن يبقى المسؤول الوحيد أمام المؤمن له ,هذا األخير ال تربطه عالقة مباشرة بمعيد التأمين .و تتنوع طرق
عمليات إعادة التأمين أهمها:
فاالتفاقي ة النس بية تع ني فيه ا يع اد ت أمين ج زء من األقس اط بنس بة ثابت ة (تح دد مس بقا) ,و تطب ق على جمي ع
األقساط التي يتحملها شركة التأمين ,أما اتفاقية زيادة الخسارة فتتحمل شركة التأمين جزءا معينا من الخسارة
و تتحدد النسبة حسب االتفاقية مسبقا بينما تتحمل ما يزيد عن ذلك شركة إعادة التأمين.
ج -التأمين المشترك:
يعم ل الت أمين المش ترك على توزي ع األخط ار على ع دد معين من المؤم نين بنس ب متس اوية أو غ ير
متساوية ,و هي عملية يقوم بموجبها عدة مؤمنين غير متضامنين بتغطية نفس الخطر في إطار إبرام عقد تأمين
وحيد ,و فيه توزع األخطار بنسب يتفق عليها في العقد في حين تخول مهمة التسيير و اإلدارة من بداية العقد
إلى نهايت ه أو فس خه إلى الم ّؤمن الرئيس ي مقاب ل عمول ة يتقاض اها ه ذا األخ ير و يس مى المؤمن ون اآلخ رون
بالمشاركين في التأمين التابعين للتأمين المشترك صنفان:
ج -1-التأمين المشترك بالتراضي:
حيث يق وم الم ؤمن الرئيس ي بمناقش ة العق د م ع ش ركائه و يخص األم ر نس بة المش اركة ,ش روط
الضمان ...و بعدها يقيم حصة كل شريك في التعويض لمطالبته بها ,و نجد هذا النوع يناسب أكثر التأمين
على األخطار الجسيمة.
ج-2-التأمين المشترك مسير من طرف مجمع :POOLو فيه تحدد اإلجراءات و نمادج التسيير مسبقا
في إطار مجمع التأمين المشترك.
المطلب الرابع :تأثير التأمين على المتغيرات الحيوية في اإلقتصاد:
-1الدور اإلقتصادي للتأمين:
التأمين يواكب تطور األخطار باختالف أنواعها ,فهو يعمل على الحفاظ على هدفه األساسي (الحماية)
و ح تى يك ون وس يلة للمض اربة تف رض الدول ة رقاب ة خاص ة عل ة ش ركات الت أمين تتمث ل في المحافظ ة على
المؤمن لهم وذلك بتكوين احتياطات مختلفة.
التزاماتهم إزاء ّ
و مع كل هذا يراعي التأمين إلى جانب المصلحة الفردية المصلحة العامة ,فهو يقوي اإلقتصاد الوطني و يص بح
12
عامل إنتاج بالمحافظة على وسائل اإلنتاج األخرى ,و بالتالي على المر دودية اإلقتصادية من خـالل:
-تكوين رؤوس أموال و تمويل المشاريع:
يعم ل الت أمين على تجمي ع كتل ة معت برة من األم وال بواس طة اإلحتياط ات الفني ة ,ألن تحص يل القس ط
يك ون قب ل أداء الخدم ة ,ومن ه ش ركات الت أمين ال تكت نز ه ذه الم وال ب ل توظفه ا في ص ور متع ددة (أس هم,
سندات ,عقارات ,)...و بالتالي المساهمة في تمويل المشاريع اإلقتصادية من خالل اإلقبال على إقامة مشاريع
جديدة مما يترتب عن ذلك رفع مستوى معيشة األفراد و بالتالي تحقيق اإلستمرار اإلجتماعي.
-التأمين مصدر للعملة الصعبة:
تعتبر بعض البلدان التأمين مصدرا الستقطاب العملة الصعبة ,وذلك يخلق مجاال للمعامالت التجارية و
المالية مع الخارج(دفع األقساط ,حركة رؤوس الموال ,تعويض المتضررين ,)...وقد يكون رصيد العمليات
موجبا أو سالبا حسب السنوات و حسب هيكل قطاع التأمين للبلد المعني ,فإذا كان موجبا فهو يؤدي إلى
جلب العملة الصعبة و العكس صحيح.
-التأمين وسيلة ائتمان:
يس هل عملي ة اكتس اب الق رض بفض ل الض مانات ال تي يم دها للم وردين و بالت الي يس اهم في تك وين
ال دخل الوط ني بتولي د قيم ة مض افة لإلقتص اد بفض ل تش جيع اإلس تثمار عن طري ق الطمأنين ة و الض مان ال ذي
يمنحه.
-2التأمين و ميزان المدفوعات:
يمثل التأمين بند من بنود ميزان المدفوعات و بالتحديد في ميزان حركة رؤوس األموال حيث تسجل
فيها أقساط إعادة التأمين التي تحولها الشركات الوطنية بموجب اإلتفاقيات المبرمة مع شركات التأمين في
الخ ارج و ك ذلك تس يير محفظ ة األص ول المالي ة لش ركات الت أمين ,و ك ذا العملي ات المرتبط ة باس تثمارات
مباشرة تقوم بها شركات إعادة التأمين في الخارج.
و تأثير التأمين في ميزان المدفوعات يرتبط برصيد العمليات التأمينية الذي يمثل الفرق بين األموال الواردة و
األم وال الص ادرة ,و بالت الي يتناس ب حجم الت دفق الط بيعي لألم وال إلى الخ ارج تناس با عكس يا م ع درج ة نم و
صناعة التأمين المحلية.
-3التأمين و التضخم:
يلعب التأمين دور مهما في الحد من خلق الضغوط التضخمية التي تسببها زيادة كمية النقود المتداولة
و هذا من خالل:
-اإلقبال على طلب التأمين يؤدي حتما إلى حجز الموال التي كانت ستنفق.
-يعمل التأمين على توفير حصيلة معتبرة من الموارد المالية ليعاد استثمارها في مشاريع منتجة ,مما يزيد
من حجم السلع و الخدمات المعروضة و في النهاية التوازن بين العرض و الطلب.
-4التأمين و الدخل الوطني:
لمعرفة أهمية التأمين في اإلقتصاد فال بد من معرفة أقساط التأمين للفرد الواحد و عالقته مع الناتج
الوطني الخام .و كلما كانت العالقة مهمة سيكون دليل على تطور البلد المعني ,و يساهم التأمين في تكوين
الدخل الوطني من خالل تحقيق قيمة مضافة و تقاس هذه األخيرة بالفرق ما بين رقم العمال لقطاع التأمين أي
مجموع األقساط الصادرة خالل السنة و مجموع المبالغ المدفوعة إلى الغير.
و هناك عوامل أخرى تؤخذ بعين االعتبار لتقييم مساهمة التأمين في الدخل الوطني و هي:
* المساهمة الكمية:
صفحة 21من 48
للمؤمن لهم.
-دفع مباشر للموارد في اإلقتصاد الوطني بفضل دفع مبالغ تأمين ّ
-تزويد اإلقتصاد الوطني بأموال من خالل تموين مؤسسات خاصة أو حكومية بالسلع و الخدمات.
-توفير رؤوس األموال الستثمارها في مشاريع مختلفة.
* عوامل أخرى:
يعم ل الت أمين على تش جيع مكتت بي الت أمين على اإلدخ ار ,اإلس تثمار ,تس هيل منح اإلئتم ان ال ذي يلعب دورا
أساسيا في التنمية اإلقتصادية و تطوير قطاع النقل.
صفحة 22من 48
الفصل الثاني :واقع سوق التأمين في الجزائر غداة اإلستقالل إلى اليوم
من خالل هذا الفصل سنقوم بالتحدث على نشأة التأمين بالجزائر و تطوره تاريخيا إلى غاية
تحقيق اإلنتاج اإلقتصادي مرورا بتنظيم سوق التأمين في الجزائر قبل صدور قانون 07-95وبعد
صدور هذا القانون ,باإلضافة إلى تحديد منتوجات سوق التأمين في الجزائر.
المبحث األول :التأمين في الجزائر غداة اإلستقالل
يعد التأمين أحد الركائز الرئيسية لإلقتصاد الوطني لذلك جعل السلطات الجزائرية تتدخل
و تتخذ اإلجراءات الالزمة إلعادة السلطة مؤسسات التأمين.
المطلب األول :الفترة اإلستعمارية
يرتبط وجود التأمين بالجزائر بوجود اإلس تعمار و مؤسساته التي تسير هذا النشاط حيث
ظه ر في أوروب ا على ش كل تع اوني إث ر إنش اء الش ركة التعاوني ة للت أمين من الحري ق س نة .1961و
تتبعها إنشاء التعاونية المركزية الفالحية من طرف الفالحين الفرنس يين ,وفي الحقيقة إن الظهور
له ذه الش ركات ك ان تجس يدا للتش ريعات الفرنس ية ال تي أماله ا ق انون 13جويلي ة ,1930و ال ذي
تواص ل تطبيق ه إلى 1947حيث أدت الض رورة إلى س ن ق انون جدي د يتالءم و الظ روف الجدي دة
م ارس 1947ال ذي يتض من تك وين الئح ة إداري ة عام ة 06 لمتطلب ات العص ر آن ذاك و ه و مرس وم
13
لمراقبة مؤسسات التأمين بالجزائر.
ومن أهم م ا يمكن ذك ره في ه ذه الف ترة عن الت أمين أن ه اقتص ر على المعم رين حيث لم يس تفد
الجزائريون إال بالقليل منه خاصة إذا علمنا أن التأمينات اإلجتماعية ظهرت متأخرة بالجزائر مقارنة
بفرنس ا و ال دول األخ رى ,و ك انت تس عى السياس ة اإلس تعمارية من وراء ذل ك إلى ت رك الش عب
الجزائ ري يتخب ط في مش اكله اإلجتماعي ة و اإلقتص ادية ,و يظه ر ذل ك جلي ا من خالل الهيمن ة
الفرنسية بنسبة %59من مجموع مؤسسات التأمين أي ما يعادل 127من 218مؤسسة و اقتصر
13
Boualam Tafiani ; Les assurances en Algérie ; OP4 1987 ; P 24
صفحة 23من 48
ال دور اإلجتم اعي للت أمين في ه ذه الف ترة على تلبي ة حاج ات المعمرين ,أم ا ال دور اإلقتص ادي فلم
المؤمنة في الجزائر.
يكن له دورا فعاالً نظراً لقلة المؤسسات الصناعية ّ
14
Boualem Tafiani ; opicit ; P28.
صفحة 24من 48
و من الجدير بالذكر أن قوانين 63مثلت بداية النشاط الفعلي و النزيه للتأمين الجزائري ,و ذلك
من خالل تحويل التأمين من وسيلة لتحقيق األهداف الشخصية إلى خدمة مصالح العام.
15
Boualem Tafiani ; opicit ; P61
صفحة 25من 48
1985 و في 1975تنازلت عن نشاط إعادة التأمين إلى الشركة المركزية إلعادة التأمين ,CCRفي
تنازلت عن محفظتها في فرع النقل إلى الشركة الجزائرية للتأمين الشامل CAATو في إطار إعادة
هيكلة نشاطها أصبحت تختص بالتأمين عن األخطار الصناعية.
و في س نة 1989و مع إلغاء ق انون التخصص و اإلنتق ال إلى االس تقاللية عملت الش ركة من جديد
على تنويع محفظتها (النق ل ,الس يارات ,ت أمين األش خاص) ,وفي 1995تن ازلت عن محفظتها في
.CAGEX فرع القرض الموجه للتصدير إلى الشركة الجزائرية للتأمين و ضمان الصادرات
-الرأس مال اإلجتم اعي انتقل من500ملي ون دج سـنة 1994إلى 2ملي ار دج ثم 2.7ملياردين ار سـنة
.1998
-شبكة توزيع الشركة 5فروع جهوية و 77وكالة ,أما الغير مباشرة 39وكيالً عاما.
1636عامل س نة 1997إلـى 1964عامل س نة ,1998و ,1996 -ع دد العم ال 1737عامل س نة
يرجع ه ذا اإلنخف اض إلى ذه اب ع دد من المتعاق دين ,في حين تصل إنتاجية كل عامل إلى
16
2.5مليون دج.
-2الشركة الجزائرية للتأمين :SAA
تأسست الش ركة الجزائرية للت أمين في 12س بتمبر 1963في ص ور مختلطة جزائرية بنس بة
ومعربو بنس بة .%39و في 27م اي 1966أممت الش ركة في إط ار احتك ار الدولة لمختلف %61
عمليات التأمين .و في 21ماي 1975ومع ظهور قانون التخصص إحتكرت الشركة كل من فرع
السيارات ,األخطار البسيطة ,تأمينات الحياة.
-رأسمالها اإلجتماعي يقدر ب3100مليون دج ,و شبكة توزيعها 24وحدة و 309وكالة.
-ع دد العم ال إنتقل من 5218ع امال في 1995إلـى 4325ع امال حالي ا ,و يفسر ه ذا اإلنخف اض
بخروج المتقاعدين.
-3الشركة الجزائرية للتأمين الشاملCAAT
نش أتها في ,1985اهتمت في البداية باألخط ار المرتبطة بف رع النقل و ذلك طبقا لمب دأ
التخصص واحتك ار الدولة لقط اع الت أمين في تلك الف ترة ,و عند إلغ اء التخصص في إط ار
اإلص الحات اإلقتص ادية المعتم دة أص بحت CAATمؤسسة اقتص ادية عمومية تم ارس مختلف
فروع التأمين.
16
Recue l’actuel N°37 ; Mai 1999, P 40.
صفحة 26من 48
-شبكة التوزيع كانت 10وكاالت في بداية ,1985و انتقلت حاليا إلى 5فروع و 70وكالة.
-رأس مالها اإلجتم اعي يق در ب60ملي ون دج في ,1985و انتقل إلى 230ملي ون دج س نة
1992ثم إلـى 900مليون دج ,و حاليا يصل إلى 1500مليون دج.
-ع دد العم ال انتقل من 300عامل في بداية نش اطها إلـى 1200عامل س نة ,1996و حاليا
يصل عدد العمال إلى 1365عامل.
17
-4الشركة المركزية إلعادة التأمين :CCR
بدأت الشركة نشاطها في 1975قصد تحقيق المهام التالية:
-المساهمة في تطوير السوق الوطنية إلعادة التأمين من خالل ارتفاع قدرتها على اإلحتفاظ.
-ترقية التعاون الدولي و اإلقليمي في مجال إعادة التأمين
-رأسمال الشركة يقدر حاليا 2000مليون دج.
في 1985إلـى 115عامل في 1990و 101 -ع دد العم ال انتقل من 28عامل في 1975إلى
حاليا 112عامل.
-5التعاضديات:
يضم السوق الجزائري للتأمينات عدة تعاضديات منها:
18
أ -الصندوق الوطني للتعاون الفالحي :CNMA
تعرف التعاونية الفالحية بأنها شركة مدنية لألشخاص ذات طابع تعاوني برأس مال متغير و
ال يس عى إلى تحقيق ربح .يتك ون الص ندوق الوط ني من 62ص ندوق محليا و يض من الص ندوق
األخطار التالية :البرد ,الحريق ,التأمين الشامل على الماشية ,التأمين الشامل على النخيل و التمور,
و التأمين على أجسام سفن الصيد ,االستغالل الفالحي.
19
ب -التعاضدية الجزائرية لتأمين عمال التربية و الثقافة:MAATEC
إعتم دت في 1966بص دور أمر إنش اء احتك ار الدولة لعملي ات الت أمين ,1992س مح له ذه
التعاضدية أن ّتؤمن على السيارات و التأمين الشامل للسكن .وصل حجم الصندوق التأسيسي سنة
1998إلى 71مليون دج.
-اإلستفادة من تسبيقات تعاقدية و قانونية موجهة لتغطية نفقات تنفيذ األسواق العمومية أو
الطلبات.
فرع :Ⅱشركات التأمين األخرى
:Trust Algéria -1
وهي ش ركة للت أمين و إع ادة الت أمين مختلطة جزائرية بحرينية قطري ة ,تس اهم فيها البح رين
مها كل من CHARب %17.5و بحصة %60و قطر بحصة %5أما حصة الجزائر فتتقس
الشركة المركزية إلعادة التأمين CCRب.%17.5
أعتمد الشركة في نوفمبر 1997برأسمال اجتماعي يقدر ب 1.8مليار دج.
-2الشركة الدولية للتأمين و إعادة التأمين :CIAR
إعتمدت في 5أوت 1998لتباشر مختلف عمليات التأمين برأسمال اجتماعي 450مليون دج
وتضم شبكة توزيع ب 25وكيال عاما.
انتهجت الجزائر سياسة اإلنفت اح الت ام للس وق الجزائ ري لإلس تثمار األجن بي مما ولد منتوج ات
موازية في سوق التأمين و هذا ما يشجع من اإلستثمار في هذا السوق.
المطلب األول :تأمين السيارات
طبقا لمبدأ إلتزام التأمين على السيارات في الجزائر من خالل القانون الفرنسي المؤرخ في
27فيفري 1958و الذي تم تمديده الحقا باألمر الصادر في .1962
و في 30جانفي 1974صدر أول نص قانوني متعلق بإلزامية تأمين السيارات و الذي ينص المادة (
" :)1التأمين إجباري لكل السيارات التي لها محركات و تنتقل عن طريق العمومي سواء كان لها
21
عجلتان أو ثالثة أو أربعة أو أكثر ,و كذلك بالنسبة للمقطورات النصفية".
كما أنه توجد مجموعة من األخطار التي يؤمن عليها أو المضمونة:
-المسؤولية المدنية للمؤمن له:
يستوجب على كل مالك سيارة أن يكتب تأمين المسؤولية المدنية عن األضرار المعنوية و
المادية التي يمكن أن يسببها للغير و يضمن هذا التأمين في حالة تحركها أو توقفها.
-التأمين على هيكل السيارة و ضمان خسارة اإلصطدام.
-ضمان السرقة و الحرق و ضمان انكسار الزجاج.
22
-ضمان التعاقد لصالح الراكبين في السيارة.
21
Séminaire sur les assurances automobile (caar) –p2.
أقاسم نوال مرجع سبق ذكره ؛ ص .143 22
للت أمين على الحريق الص فة اإللزامية في بعض القطاع ات ,حيث يج بر الق انون الهيئ ات العمومية
التابعة للقطاعات اإلقتصادية المدنية أن تكتب تأمينا من خطر الحريق.
-2التأمين من األخطار الزراعية:
يض من الم ؤمن األخط ار ال تي يمكن أن تلحق بالمحاص يل الزراعي ة ,ك البرد ,العاص فة,
الجليد ,الفيضانات ,الثلج...ألخ.و ذلك حسب اإلتفاق المنصوص عليه في العقد.
-3التأمين من هالك الماشية:
يضمن المؤمن فقدان الحيوانات الناتج عن حالة موت طبيعية أو عن حوادث أو أمراض و
يس ري الض مان في حالة قتل الحيوان ات لف رض الوقاية أو تحديد األض رار إذا تم ذلك ب أمر من
24
السلطات العمومية أو من المؤمن.
المطلب الثالث :تأمين نقل البضائع
تتع رض البض ائع مهما ك انت طبيعتها و كيفية تغليفها و ن وع الوس يلة المس تعملة لنقلها إلى أخط ار
عديدة.
-1تأمين البضائع المنقولة بحراً:
و هو األك ثر اس تعماال ,فأثن اء القي ام برحلة بحرية تض من األخط ار من خالل اكتت اب وثيقة
25
التأمين البحري على البضائع.
-2تأمين البضائع المنقولة جواً:
تخضع وثيقة ت أمين البض ائع المنقولة ج واً لنفس ش روط و مب ادئ وثيقة الت أمين البح ري أما
عن ت أمين الم راكب الجوية فهو يض من األض رار المادية ال تي قد تلحق بالمركبة الجوية حسب
26
اإلتفاق في العقد.
-3تأمين البضائع المنقولة براً:
ينص ه ذا الن وع من الت أمين األض رار ال تي تلحق بالبض ائع المنقولة ع بر الط رق البرية أو
الس كك الحديدية و باإلمك ان أن يمتد الض مان أثن اء عملي ات الش حن و التفري غ ,و ذلك حسب
اإلتفاق في العقد.
المطلب الرابع :تأمينات األضرار األخرى
من املادة 61إلـى املادة 91من األمر 07- 95الصادر يف 25جانفي .1995 28
صفحة 33من 48
%17 تتكون بنية التأمينات الفالحية من تأمين المحصول بنسبة %82و تأمين الماشية بنسبة
من رقم األعمال إجمالي يقدر ب 796مليون دج ,و نشير إلى أ ّن معدل اإلختراق في هذا القطاع
قد ارتفع من %0.22إلى %0.37في ,1997و لكن يبقى غير كافي نظرا لضعف هذا المعدل و إلى
.%10 قلة إقبال الفالحين على التغطية التأمينية فال تتعدى نسبتهم
المطلب الرابع :قطاع الخدمات
-1الواردات:
%5 تش مل التأمين ات لل واردات في غالبيته ا البض ائع البحري ة بنس بة ,%92و يمث ل الب اقي
حصة البضاعة المنقولة جواً ,محققة بذلك رقم أعمال إجمالي قدره 1.5مليار دج .و تترجم نسبة
تأمينات الواردات على حجم الواردات المعدل المتوسط للقسط المدفوع من قبل المس توردين ,و
( %0.30في .)1997 هي نسبة ضعيفة نسبيا
-2الصادرات:
و تشمل التأمين على األخطار السياسية بنسبة %86و التأمين على األخطار التجارية بنسبة
%14و تغطي الش ركة الجزائري ة لض مان الص ادرات CAGEXبنس بة %12الص ادرات خ ارج
.%0.07 المحروقات ,في حين يصل معدل اختراق تأمين الصادرات اإلجمالي الصادرات
30
المبحث الثاني :المؤسسات المراقبة لعمليات التأمين في الجزائر
المطلب األول :المجلس الوطني للتأمينات :CNA
ج انفي 1995و هو ت ابع ل وزارة المالي ة ,و يس عى إلى ترقية و 25 أنشأ ه ذا المجلس في
تط وير نش اط الت أمين ليص بح رك يزة اإلقتص اد الوط ني مس تقبال ,ألنه يعت بر وس يلة هامة لتوجيه
السياسة العامة للدولة في نشاط التأمين ,و يمكن تلخيص أهدافه فيما يلي:
-التوازن ما بين حقوق و التزامات طرفي العقد.
-السهر على مردودية األموال المجمعة
-السير الحسن لمختلف شركات التأمين
-المساهمة في توجيه و تطوير سوق التأمين في الجزائر.
-المساهمة في إعداد النصوص التنظيمية.
-تحسين شروط مهام شركات التأمين و إعادة التأمين
و تبقى SAAتس اهم بحصة %35من البنية اإلجمالية للس وق ,كما ب%51 األخط ار الص ناعية
CAATأما CNMAب .%49و أدخلت تع ديالت جدي دة على ف رع الس يارات فيما 53% س جلت
يخص تس عيرة الت أمين ب %30تخص ت أمين المس ؤولية المدنية RCه ذا ما أدى إلى ارتف اع حجم
.1995 اإلنتاج إلى 5مليار دج في
بينما ف رع األخط ار الفالحية و رغم أنه ع رف تط ورا ب %85مقارنة ب 1994إال أنه يبقى حصة
بسيطة من إجمالي اإلنتاج (.)%7
* و عن سنة 1996تميزت بإنشاء نظام تأمين قرض الصادرات بموجب األمر 06-96المؤرخ في
10ج انفي ,1996و المتعلق بت أمين الق رض الموجه للتص دير ,و يح دد ش روط و ط رق تس يير
األخط ار ال تي يض منها و يس مح بموجبه بإنش اء و ممارسة ش ركة ت أمين جدي دة لنش اطها و هي
"الشركة الجزائرية لضمان الصادرات .CAGEX
و لقد وصل اإلنت اج إلى 15.1ملي ار دج أي ارتفع ب %13مقارنة ب ,1995و النص يب األك بر
كان لفرع السيارات ب %38ثم فرع األخطار الصناعية الذي سجل ارتفاعا ب ,%29أما فرع
النقل فتمثل حص ته . %19و نش ير هنا و مع زي ادة حجم ال واردات من الس لع في إط ار تحرير
التج ارة الخارجي ة ,ظهر ن وع من المنافسة غ ير المش روعة و ال تي تخص ف رع النق ل ,بحيث
أصبحت شركات التأمين تتفاوض مع زبائنها على قيمة األقساط و غالبا بالتخفيض ,و لهذا يتطلب
وضع سياسة تجارية أكثر فعالية و ديناميكية لتحسين مستوى إنتاج هذا الفرع.
و هي شركة ()TRUST ALGÉRIA * أما سنة 1997تم اعتماد شركة جديدة للتأمين و إعادة التأمين
مختلطة جزائرية بحرينية قطري ة .و لقد س جل إنت اج الس نة ارتف اع ق دره %3و ش هد ف رع النقل
تراجعا ب %11-و ه ذا راجع لمنافسة ال تي عرفها ه ذا األخ ير .في حين حقق كل من ف رع
األخطار الفالحية و فرع تأمينات األشخاص تطورا ب %35و %46على التوالي ,لكن مساهمتهم
تبقى ضعيفة في البنية اإلجمالية للسوق ( %4و %6على التوالي).
و لقد ط رأ تحس ين في هيكلة ف رع الس يارات ,بحيث نجد وثيقة الت أمين للض مان اإلجب اري ال ذي
يغطي المس ؤولية المدنية للس ائق تمثل %36فقط بينما الض مان اإلختي اري ال ذي يغطي األض رار
ال تي تلحق بالس يارة يمثل %64وه ذا يوضح م دى درجة اهتم ام الم ّؤمن لهم بأحسن الش روط
لضمان ممتلك اتهم ,و يرجع هذا التحسن كذلك إلى الوضعية األمنية التي مرت بها البالد و كذا
تجديد حظيرة السيارات.
صفحة 38من 48
CIAR * أما في سنة 1998فلقد تم اعتماد شركتين و هما :الشركة الدولية للتأمين ز إعادة التأمين
, LAوفي مج ال الوس اطة وصل ع دد ال وكالء الع امين 266وكيال و 2A و الجزائرية للت أمين
اعتماد 8سماسرة .
ولقد حقق قط اع الت أمين ارتفاعا في مس توى اإلنت اج ب %15بحيث أص بحت حص ته في الس وق
%41ويرجع هذا إلى إرتفاع تسعيرة تأمين المسؤولية المدنية RCب %40بينما شهدت الفروع
األخرى تغيرا سالبا ,و حسب رأينا يعود انخفاض التأمين في فرع األخطار الفالحية إلى:
-ضعف مساهمة قطاع الزراعة في .PIB
-التحويل التنظيمي و التشريعي لقطاع الزراعة.
أما فيما يخص ف رع النقل ال ذي س جل انخفاضا رغم اعتم اد ع دة ش ركات خاص ة ,ف يرجع إلى
الشروط المميزة التي تمنحها السوق الدولية إلعادة التأمين لألساطيل الجوية و البحرية و ك ذا إلى
نتائج المنافسة بين الشركات.بينما فرع تأمينات األشخاص فيرجع انخفاض حصته في بنية إنتاج
السوق إلى إنخفاض القدرة الشرائية ة غياب الثقافة التأمينية و ضعف دور الدعاية.
32
-2إنتاج تأمينات الصادرات:
سنتناول في هذه النقطة إنتاج الشركة المتخصصة CAGEXحيث مارست الشركة نشاطها
2.7 في أكت وبر 1996محققو ب دلك مجم وع أقس اط ب 9.8ملي ون دج لتغطي رؤوس أم وال بقيمة
مليار دج مخصصة لألخطار السياسية و 167مليون دج لألخطار التجارية.
وصل إنتاج الشركة في 20.2 1997مليون دج منها 2.9مليون دج تضمن الخطر التجاري لحساب
و 17.3مليون دج تضمن الخطر السياسي لحساب الدولة. CAGEX
أما عن س نة 1998فقد ش هد إنت اج الش ركة انخفاضا ب %31-الن اتج عن تراجع حجم أقس اط
الخطر السياسي ( ,)%38-و في المقابل ارتفعت حجم األخط ار التجارية ب ( %10يش كل الخطر
السياسي %77من مجم وع اإلنت اج) .إن ض عف اإلنت اج الش ركة الجزائرية لض مان الص ادرات
يرجع بالدرجة األولى إلى الوض عية الراهنة و المرتبطة بالمحيط اإلقتص ادي و ال ذي من CAGEX
المفروض أن يتحسن.
فمنذ 1994أص بح موض وع الص ادرات خ ارج المحروق ات من أولوي ات مش اغل الحكومة حيث
حدد سقف الصادرات المرجو تحقيقه سويا ب 2مليار دوالر ,فلذلك فكرت في تأسيس منشآت
SAFEX, CAGEXو .FSPE تعمل على تشجيع الصادرات من بينها
لكن م رت الس نين و ت بين أن الجزائر حققت فقط 300ملي ون دوالر في حجم الص ادرات خ ارج
المحروقات ,و هذا دليل على رسوخ فكرة اإلستيراد في أذهان الجزائريين لتفضيل الربح السريع.
و يتطلب CAGEX و فيما يتعلق بتأمين الصادرات ,فعدم وجود ثقافة تأمينية يقلل من اإلقبال على
إحداثها وقتا و مجهودا يبذل من طرف الشركة ,كالدعاية و اإلشهار .تحسيس المواطنين...إلخ.
-3إنتاج إعادة التأمين:
بعد اإلس تقالل و بالتحديد عند احتك ار الدولة لقط اع الت أمين كلفت الش ركة المركزية
إلع ادة الت أمين CCRبمباش رة عملي ات إع ادة الت أمين لوح دها ,وعند ص دور األمر 09-75فسح
المجال لشركات خاصة أو وطنية بممارسة نشاط إعادة التأمين برأسمال أدنى 450مليون دج.
المؤمنين الخواص ,بحيث
و تبين من هذا ضرورة إدخال التنازل القانوني عند انفتاح القطاع على ّ
أن توجيه المحافظ (المتن ازل عنه ا) نحو هيئة حكومية تت ولى إدارة و مراقبة تحويل الم وارد من
العملة الص عبة ,يجنب الدولة مواجهة خطر تخلي ش ركات الت أمين المباشر عن الش ركة المركزية
إلعادة التأمين CCRو توجيهها نحو السوق الدولية ,وبذلك يحدث نزيفا حقيقي لرؤوس األموال
بالعملة الصعبة المتجهة إلى الخارج.
وفي 1998ع رف تنظيم نش اط إع ادة الت أمين تح والت عميقة من خالل التخفيض الق وي ال ذي
33
عرفته نسب التنازل القانوني بحيث أصبحت كالتالي:
10%-لألخطار الصناعية.
كما تج در اإلش ارة أن منح التن ازل الق انوني لش ركة ت أمين مباش رة قد ينجم عنه ت ردد المتن ازلين
بالتعامل مع ش ركة منافسة و تزوي دها بكل المعلوم ات و البيان ات المتعلقة باألخط ار المغط اة ,ه ذا
المشكل لم يطرح مع شركة متخصصة فقط في إعادة التأمين.
و في سنة 1994شهد نشاط إعادة التامين ارتفاعا ب %34مقارنة ب ,1993فكان نصيب الزيادة
من الموافق ات الوطنية %38و نس بة الزي ادة في حجم الموافق ات %21و ه ذه الزي ادة ناتجة عن
أثر تخفيض الدينار الجزائري في هذه الفترة.
أما في س نة 1995تط ور اإلنت اج ب ,%24و تت وزع محفظة معيد الت أمين الوط ني من األقس اط
الخاصة بأخط ار الحريق و البض ائع المش حونة بح را بنسب على الت والي %41و ,%21احتفظت
CCRب %57من الموافقات الوطنية لحسابها و تن ازلت عن %43لصالح الس وق الدولية إلعادة
التأمين و شملت األخطار الصناعية و أخطار النقل التي تتطلب التزامات هامة.
حققت الش ركة في 1996إنتاجا ق دره 4.07ملي ار دج منها 3.6ملي ار دج تخص حجم الموافق ات
الوطنية (يمثل فرع الحريق و فرع البضائع المنقولة بحرا نسبة ,)%66و تمثل نس بة %89من رقم
أعم ال الش ركة و ال تي تعيد إس نادها يع ادل 1.1ملي ار دج أي %28من ه ذه الموافق ات إلى معيد
التأمين األجنبي.
و لقد ع رف إنت اج س نة 1997نمو ب %16و تس اهم الموافق ات الوطنية %92من رقم األعم ال
اإلجم الي ,في حين تمثل حصة الموافق ات الدولية %8و احتفظت الش ركة ب %32من مجم وع
الموافقات ,بينما إعادة إسناد التأمين الخارج ,%68ولقد ساهم نشاط إعادة التأمين لهذه السنة
ب %38من إجم الي التعويض ات ,و تمثل حصة الش ركة المركزية إلع ادة الت أمين %15و يتحمل
الباقي نعيد التأمين األجنبي.
وش هدت س نة 1998تغ يرات في اإلط ار التنظيمي لنش اط إع ادة الت أمين ,إال أن إنت اج ه ذه الس نة
إعتمد على النسب القديمة ,في حين عرف رقم العمال تراجعا ب %2-فأثر هذا اإلنخفاض ب -
%1على حجم الموافقات الوطنية ,و ب %20-على حجم الموافقات الدولية.
34
-4اإلنتاج العالمي للتأمين:
1996 وصل حجم اإلنتاج العالمي في 1997إلى 2129مليار ,$و هو في تطور مقارنة بسنة
%7.7 حيث وصل إلى 2106مليار ,$ويفسر هذا النمو باالرتفاع الذي سجلته تأمينات الحياة ب
و هو أك بر مع دل نمو عرفته منذ 9س نوات ,ومن األس باب ال تي أدت إلى ذلك نجد النق اش الق ائم
ب2.2 ح ول قابلية اس تمرار النظ ام العم ومي للتقاع د ,في حين ع رفت تأمين ات الض رار إنخفاضا
ب.1996 مقارنة
34
Revue Sigma N° 3.4 , 1998-1999 , Suisse de la Réassurance , P 03.
صفحة 41من 48
1994 أما في س نة 1995فقد وصل مس توى التعويض ات إلى 7.2ملي ار دج ,ارتفع ب %44عن
وهو أكبر ارتفاع من مجموع 25مليار دج للمتضررين المصرح بهم ,و يسجل الباقي 18مليار دج
في حساب الديون التقنية لمختلف الشركات.
ش هد ف رع الس يارات نم وا في حجم التعويض ات ب %24بينما ف رع األخط ار الص ناعية نم وا ب
,%29وفيه وص لت قيمة التع ويض عن أخط ار الحريق و الهندسة على ال ترتيب 449ملي ون دج و
87مليون دج بارتفاع %89و %224مقارنة بالسنة الماضية ,ويرجع ذلك إلى ارتفاع اإلستثمارات
في مج ال المحروق ات الن اتج عن االكتش افات الجدي دة ,ويظهر لنا ذلك جليا بالنس بة للش ركة
حيث ارتفع مس توى التع ويض ل ديها ب %59و ش هد CAAR الجزائرية للت أمين و إع ادة الت أمين
فرع النقل قفزة كبيرة تقدر ب %87و يخص أساسا البضائع المنقولة بحرا.
* أما في س نة 1996وصل مس توى التعويض ات إلى 8.2ملي ار دج ,أي ارتف اع ب ,%14ويحتل
فرع السيارات أكثر من ,%50وفرع األخطار الصناعية ارتفاعا قدره ,%51وفيه ارتفعت أخطار
الحريق ب %72وه ذا يع ني تحقق اض رارية ناجمة عن عملية اإلس تغالل ,أما ف رع األخط ار
,1995و %45 الفالحية و تأمينات األشخاص فقد سجال نمو ب %105و %65على الترتيب في
و %23في ,1996إال أنها تبقى نسبا غير معبرة ,إذ أنها تمثل %5و %6على التوالي من التركيبة
اإلجمالية للتعويضات.
* أما في س نة ,1997انخفض مس توى التع ويض اإلجم الي ب %6-ما ع دا ف رع الس يارات ال ذي
سجل نموا قدره ,%7عرفت كل الفروع انخفاظا في حجم التعويضات ب %12-بالنسبة لفـرع
النقل %37- ,بالنسبة لألخطار الصناعية .
ووصل مس توى اإلنت اج ل دى ه ذا األخ ير إلى 4.8-ملي ار دج مقابل 784ملي ون دج للتع ويض ,و
حقق ف رع الحريق نت ائج تقنية إيجابية في كل من الش ركة الجزائرية للت أمين و إع ادة الت أمين
تقدر على الترتيب ب 165مليون دج و 106مليون دج. SAA CAARو الشركة الجزائرية للتأمين
* و في س نة 1998ارتفع حجم التع ويض ب %10ليصل إلى 8.5ملي ار دج ,يحتل ف رع الس يارات
المرتبة األولى بنسبة %60ثم يليه فرع األخطار الصناعية ب ,%14أما عن فرع النقل فانخفظت
قيمة التعويض ب %37-و نستطيع تفسير ذلك بانخفاض إنتاج هذا الفرع %9-الناتج من جهة
من دخ ول ش ركات جدي دة خاصة في الس وق و ك ذلك من المنافسة ال تي ش هدتها مختلف
الشركات في مجال األسعار.
صفحة 43من 48
36
-2التوظيفات:
يخضع نش اط الت أمين في أي دولة إلى المراقب ة ,فمن بين عناصر ه ذه المراقبة أن تخصص
ش ركة الت أمين و بش كل ك اف و على ال دوام مب الغ اإللتزام ات النظامية و ال تي تتمثل في
اإلحتياطات ,األرصدة النقدية ,الديون التقنية ,و تقابل هذه اإللتزامات أصول معادلة و هي س ندات
ودائع ,قيم منقولة ,أصول عقارية.
ففي الجزائر مفهوم اإلستثمار في سوق العقارات غير واضح و ال توجد نصوص تنظيمية تحدده.
كما نشير أنه قبل ,1993لم يكن لشركات التأمين اختيار في توظيف أموالها بحيث كانت الخزينة
العمومية الطريق الوحيد لذلك ,إضافة إلى وجود سوق غير رسمي حيث تصعب عملية شراء و بيع
العقارات خصوصا للخواص.
لقد وصل حجم التوظيف ات في نهاية 1993لمختلف ش ركات الت أمين إلى 18.5ملي ار دج مقابل
17.3ملي ار دج في نهاية ,1992أي س جل ارتفاعا ب .%7كما وص لت نس بة القيم الحكومية
.%39 %58من إجمالي مبلغ التوظيفات ,في حين تمثل حصة السوق النقدي
ار دج و هيمن على تش كيلة 14.9ملي أما في س نة 1994حققت س ندات التجه يز مبلغا قيمته
التوظيفات ,و جاء هذا تطبيقا للقرار الوزاري و الذي يحدد على األقل نسبة %50يجب أن تكون
في شكل سندات تجهيز.
ووصل مستوى التوظيفات في 1995إلى 21مليار دج ,احتلت من خالله الشركة الجزائرية للت أمين
المرتبة األولى ب 8.6ملي ار دج مس جلة ب ذلك انخفاضا ب ,%13أما الص ندوق الوط ني SAA
للتعاون الفالحي CNMAفقد ارتفع مستوى التوظيف لديه ب %30مابين 93و 94ب %19ما بين
.95-94
و لقد بلغ حجم التوظيف في الخزينة العامة 15.1ملي ار دج .في حين وصل في الس وق النق دي إلى
5.5مليار دج ,و يرجع ذلك إلى أسعار الفائدة المميزة التي منحها السوق النقدي.
007 و في س نة 1996ح دث تغي ير في ش روط تمثيل اإللتزام ات التقنية وذلك بم وجب ق رار رقم
المؤرخ في 02/10/1996و الذي يحدد نسب التوظيف الواجب احترامها حسب كل األصناف و
هي:
65% -على األقل مخصصة للقيم الحكومية و تش تمل على س ندات الخزين ة ,إب داعات ل دى
الخزينة ,سندات %40 ,منها على األقل تكون في شكل قيم متوسطة و طويلة األجل.
-ما تبقى من التزام ات ي وزع ما بين عناصر األص ول األخ رى وفقا للف رص المتاحة في الس وق و
لتوجيهات هيئات تسيير شركة التأمين و إعادة التأمين.
و ارتفع مس توى التوظيفات المالية في هذه الس نة 24.5( %17مليار دج) و مثلت القيم الحكومية
%63و رغم التشريع واصلت شركات التأمين تفضيلها للتوظيف في السوق النقدي ,حيث انتقل
من 5.5ملي ار دج إلى 8.1ملي ار دج في ,1996أما عن القيم المنقولة فهي تمثل نس بة ض ئيلة (
)%20من إجمالي التوظيفات ,ويرجع لحداثة السوق المالية في الجزائر.
* و في س نة 1997بلغت التوظيف ات 26.3ملي ار دج أي ارتف اع ب ,%7و بلغت القيم الحكومية
17.9مليار دج أي نسبة %68بينما سجلت التوظيفات المالية في السوق النقدي إنخفاضا بسبب
التحويل الذي قامت به CAARو المقدر ب3مليار دج من هذا السوق نظرا للسيولة المفرطة في
الس وق النق دي ,كما ع رفت القيم المنقولة تط ورا ملحوظا و يرجع ذلك إلى مختلف المس اهمات
وك ذلك المس اهمة في رأس م ال CAGEX ,TRUST ALG في رأس م ال ش ركات أخ رى مثل
شركات مالية تبرز من خاللها مكانة قطاع التأمين في السوق المالي.
و تمثل القيم ب%19 * أما في س نة 1998وصل حجم التوظيف ات 31.2ملي ار دج أي ارتف اع
الحكومية %68يرجع ذلك إلى تطبيق التنظيم الجديد للتوظيفات المالية ,و عرف السوق النقدي
نموا حيث انتقل من 1964مليون دج إلى 5107مليون دج.
المطلب الثالث :نتائج تحليل نشاط التأمين و آفاقه المستقبلية
-1نتائج تحليل نشاط التأمين:
-1للتأمين له دور اقتصادي ال يستهان به ,إذ يعتبر أحد المقومات اإلقتصاد الزاهر ,فهو
وسيلة لتشجيع الصادرات و تسهيل اإلئتمان و الحد من التضخم ...إلخ.
-2يحتل التأمين مكانة بارزة في تنمية اإلدخار ضمن وسائل التمويل األخرى.
-3الثقافة التأمينية عنصر ض روري لتط وير ه ذا القط اع وذلك لما له من عالقة مع
المتغيرات اإلقتصادية و اإلجتماعية.
-4فتح سوق التأمين في الجزائر أعطى دفعة قوية لعملية التنمية
صفحة 45من 48
-5يمثل رأس م ال الش ركة الناش طة حاليا بقيم بس يطة إذا ما ق ورنت بمثيلتها في ال دول
المتقدمة وهذا ما يشكل في المستقبل عامال كابحا لنشاط التأمين.
-6حققت النتائج المحاسبية خالل الفترة المدروسة إلجمالي شركات القطاع قيم موجبة
(باس تثناء س نة 97حققت SAAنتيجة س البة ب 73-ملي ون دج في نفس ال وقت ال ذي
س جلت فيه بعض الف روع مثل ف رع ت أمين الس يارات و ف رع البض ائع البحرية نت ائج تقنية
س البة و لع دة س نوات متتالي ة ,وه ذا ما يعكس طبيعة نش اط الت أمين و ال تي تنط وي على
ج انبين ,الج انب التق ني و فيه يح اول الم ّؤمن أن يوفق بين األقس اط و مب الغ المتض ررين
(النفقات العامة) ,ساعيا بذلك إلى تحقيق هامش ربح؛ أما في الجانب المالي تقوم شركة
3.06ملي ار الت أمين باس تثمار أموالها في أوجه مختلفة من أجل تحقيق منتوج ات مالية معت برة
دج سنة 98إلجمالي القطاع و هذا ما يقوم به الكثير من شركات التأمين العالمية.
-7و يبقى مش كل غي اب الثقافة التأمينية من أهم العراقيل ال تي تواجه نش اط الت أمين في
الجزائر و خاصة بالنس بة لتأمين ات األش خاص و ال تي تمثل نس بة %4و %5فقط من بنية
السوق في حين نجدها في العالم تمثل نسبة %58.6من إجمالي األقساط الصادرة.
-2إستراتيجية و آفاق قطاع التأمين في الجزائر:
-التحكم في التكاليف و تخفيف وفرات الحجم.
-تطوير حصص جديدة في السوق
-التسيير الحسن للموارد المالية.
-تحس ين نوعية الخ دمات بإدخ ال تقني ات تس يير جدي دة و تعميم المعلوماتية في كل
مستويات النشاط.
-تحرير سياسة إع ادة الت أمين و ال تي من ش أنها أن ترفع من اكتت اب العق ود ,و بالت الي
ارتفاع رقم األعمال.
-ترقية الشبكة التجارية من خالل إدخال وسطاء التأمين.
-زيادة تدعيم رأسمال المؤسسات التأمينية من أجل مواكبة كل التطورات اإلقتصادية.
-المساهمة في مختلف الشركات الدولية من أجل كسب خبرة تأمينية عالمية و الحصول
على أرباح معتبرة.
-اإلعتماد على طرق رياضية في تحديد تسعيرة التأمين من أجل مواجهة المنافسة القوية.
صفحة 46من 48
شهد اإلقتصاد الجزائري تحوالت عميقة إثر الوضعية المعقدة التي عرفها بما فيها المش اكل
الداخلي ة كارتف اع مع دل البطال ة ,وارتف اع مع دل التض خم ,و أخ رى خارجي ة كارتف اع حجم
المديوني ة ,ومن ثم إعتم دت الجزائ ر برن امج اإلس تقرار و التص حيح الهيكلي ال تي اتفقت م ع
المؤسس ات المالي ة الدولي ة على تنفي ذه و تتمث ل أساس ا في إلغ اء احتك ار الدول ة له ذا القط اع و
الس ماح بممارس ة نش اط الت أمين و إع ادة الت أمين من ط رف ش ركات وطني ة و أجنبي ة و خاص ة أو
عامة.
ناهيك عن اإلصالحات اإلقتصادية األخرى في مجال الصناعة و الزراعة و اإلستثمار ...إلخ و التي
انعكست بدورها على نشاط التأمين ,فعرف هذا األخير تطورا ملحوظ اً خاصة بعد صدور األمـر
07-75بحيث قدم قطاع التأمين دفعة قوية ال يستهان بها في دفع وتيرة النمو اإلقتصادي في
الجزائر ,حيث حققت الجزائر نتيج ة له ذه اإلص الحات إس تقرار على مس توى اإلقتص اد الكلي ,و
ال ذي ظه ر جلي ا من خالل مع دل نم و اإلقتص اد الوط ني %4.43خالل س بتمبر 2002و مع دل
دل على شيء إنما يدل على تحسن المؤشرات اإلقتصادية الكلية
التضخم حوالي %4و هذا ما ّ
بفضل سياسة اإلنفتاح المعتمدة من طرف السلطات الجزائرية بما فيها قطاع التأمين ,إذن نستنتج:
-حققت اإلصالحات اإلقتصادية التي إعتمدتها الجزائر في تنشيط السوق النقدي من خالل
اإلص الحات ال تي دخلت على ه ذه الس وق ,كم ا س اهمت على إنش اء الس وق الم الي عن
طريق الوسطاء في عملية البورصة.
-حققت اإلص الحات اإلقتص ادية ال تي إعتم دتها الجزائ ر نتيج ة هام ة على مس توى اإلقتص اد
الكلي ,وأعطت لقطاع التأمين مكانته الالزمة و الدور الذي تلعبه بشكل فعال و حيوي في
عملية التنمية.
-رغم تنوع محفظة المنت وج التأمين المت وفرة في الس وق الوطني إال أننا نجدها محدودة و
ذلك لغياب الثقافة التأمينية في المجتمع الجزائري إذا ما قورنت بالدول المتقدمة.
صفحة 47من 48
قــائمة المراجع:
-1الكتب العربية:
-1حديدي معراج ؛ مدخل لدراسة قانون التأمين الجزائري؛ ديوان المطبوعات الجامعية
-1999-
-2د /إب راهيم أب و النج ا ؛ األحك ام العام ة طبق ا لق انون الت أمين و الت أمين الجدي د-الج زء
األول -دار النشر د.م.ج .1989
-2بالفرنسية:
1- Boualem Tafiani ; Les Assurances en Algérie ; OPU 1987.
-3رسائل الماجيستر:
أقاسم نوال؛ دور نشاط التأمين في التنمية اإلقتصادية؛ دراسة حالة الجزائر؛ رسالة ماجيستر 1-
2001
-4المجالت:
1- Revue « L’actuel » N° 37 Mai 1999.
2- Revue « Sigma « N° 34 1998-1999.
-5الملتقيات:
1- Séminaire sur les Assurances.
-6المراسيم:
األمر 07-95الخاص بقطاع التأمين في الجزائر الصادر في 25جانفي .1995
صفحة 48من 48