You are on page 1of 24

‫مقدمة‪:‬‬

‫بعد تشعب وتطور أعمال التأمين‪ ,‬وكبر حجم التغطيات التأمينية‪ ,‬فقد وجدت الحاجة‪ ,‬لتأمين‬
‫مثل هذه األخطار المؤمنة‪ ,‬زيادة في االمان و االطمئنان‪ ,‬ولعل الهدف من إعادة التأمين بشكل‬
‫مباشر؛ هو حماية شركات التأمين من الخسائر المحتملة الحدوث لوثائقها وذلك عن طريق‬
‫تحويل تلك الخسائر إلى معيد التأمين )أي استرداد خسائرها من معيد التأمين( مقابل قسط‬
‫تدفعه للمعيد‪ ,‬وهو ما دفع شركات التأمين الللتجاء لمثل هذا األسلوب لحماية وثائقها من‬
‫الخسائر‪ .‬وفي هذا العدد سنتعرف على إعادة التأمين نشأته‪ ,‬أسبابه وأهم األساليب المستخدمة‬
‫إلعادة التأمين من هنا نطرح االشكالية التالية‪:‬‬

‫ماهو مفهوم اعادة التامين وماهي مكوناته؟‬


‫المبحث االول‪ :‬مفاهيم حول إعادة التأمين‬

‫سنتطرق في هذا المبحث إلى نشأة إعادة التأمين وأهم التعاريف الموجودة إلعادة التأمين‬
‫وكذا أهميته‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نشوء وتطور إعادة التأمين‬

‫" ليس هناك ما يدل بشكل قاطع على بداية ممارسة أعمال إعادة التأمين‪ ،‬غير أن بعض‬
‫الباحثين يرجعون أن ممارسة هذه األعمال كانت معاصرة لبدء جماعة اللومبارد بممارسة‬
‫أعمال التأمين البحري خالل القرن ال اربع عشر‪ ،‬وقد عللوا هذا االعتقاد بأن الدافع الذي‬
‫حمل التاجر على تأمين بضاعته‪ ،‬أو سفينته من األخطار البحرية‪ ،‬بقصد نقل عبء الخسارة‬
‫المحتملة إلى كاهل المؤمن قد يكون أيضا هو نفس الدافع الذي حمل المؤمن على مقاسمة هذا‬
‫العبء مع شخص آخر هو معيد التأمين‪ ،‬وعلى أري هؤالء الباحثين‪ ،‬فإنه بالرغم من أن‬
‫‪1‬‬
‫ممارسة أعمال التأمين البحري من قبل هيئات محترفة‪ ،‬قد بدأت خالل القرن السابع عشر"‪.‬‬

‫" إال أن هناك أدلة تشير إلى أن هذه األعمال كانت تمارس بشكل فردي منذ القرن ال‬
‫اربع عشر ‪،‬وأن األشخاص الذين كانوا يمارسون هذه األعمال كانوا في البداية متحفظين في‬
‫قبول تغطية أخطار تتجاوز قيمة تأمينها حدود مقدرتهم المالية‪ ،‬وبمرور الزمن‪ ،‬ونتيجة لزيادة‬
‫الطلب على التأمين البحري ‪،‬اعتادوا على قبول أخطار تتجاوز قيمة تأمينها حدود مقدرتهم‬
‫المالية‪ ،‬األمر الذي حملهم على التفكير في إيجاد وسيلة يتمكنون من خاللها مقاسمة أعباء‬
‫الخطر مع شخص آخر يشاركونه في تحمل جزء من المسؤولية الملقاة على عاتقهم وبذلك‬
‫‪2‬‬
‫توصلوا إلى الصورة األولى إلعادة التأمين"‪.‬‬

‫" ويعزز الباحثين‪ ،‬وجهة نظرهم بالقول إن هناك بعض الق ارئن تشير إلى أن أول‬
‫عملية إلعادةالتأمين قد تمت سنة ‪1370‬م ‪.‬‬

‫‪ 1‬بهاء بهيج شكري ‪(،‬إعادة التأمين بين النظرية والتطبيق)‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬األردن‪ ،2008 ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ 2‬بهاء بهيج شكري‪( ،‬التأمين البحري في التشريع والتطبيق)‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عم ان ‪ ،2009،‬ص‬
‫‪.589‬‬
‫وبصرف النظر عن هذا ال أري المبني على االفت ارض‪ ،‬فإنه من الثابت بشكل قاطع‬
‫أن أعمال إعادة التأمين البحري تمارس على نطاق واسع خالل القرن الثامن عشر بدليل‬
‫صدور قانون في المملكة المتحدة سنة ‪ 1776‬يقضي ببطالن عقود إعادة التأمين البحري ما لم‬
‫يكن إب ارمها قد تم من أجل حماية حقوق المؤمن له في حالة إعسار أو إفالس أو موت‬
‫‪3‬‬
‫المؤمن"‪.‬‬

‫" كما صدر سنة ‪ 1755‬ق ارر يتيح ألي مؤمن أن يعيد التأمين على أي تأمين حصل‬
‫عليه‪ ،‬مما يدل على أن ممارسة أعمال إعادة التأمين لم تكن قاصرة على التأمين البحري‪،‬‬
‫حيث أطلق بموجب قانون صدر في السنة المذكورة‪ ،‬وحيث إن الطلب على إعادة التأمين في‬
‫ذلك الوقت كان قاص ار على تغطية خطر واحد معين بالذات ‪،‬فمن المؤكد أن الطريقة األولى‬
‫لممارسته كانت هي طريقة إعادة التأمين االختياري وحيث لم يكن هناك شركات إعادة التأمين‬
‫متخصصة خالل القرن الثامن عشر والنصف األولى من القرن التاسع عشر فقد كانت هذه‬
‫األعمال تمارس من قبل شركات التأمين المباشر كجزء من أعمالها وكانت هذه الشركات‬
‫تتبادل فيما بينها عمليات إعادة التأمين بشكل متقابل ليس على أساس إسناد خطر مقابل خطر‬
‫بل على أساس أن يكون مجموع ما يسند من شركة ألخرى خالل سنة واحدة متوازنا مع‬
‫اإلسناد المتقابل من الشركة األخرى المسند لها‪ ،‬وكانت العالقة بين الشركتين أشبه بالعالقة‬
‫بين المؤمن له والمؤمن إذ كان على أي من الشريكتين المتبادلتين عندما تباشر اإلسناد أن‬
‫تصرح للشركة المسند لها‬

‫بكافة الظروف المادية المتعلقة بالخطر الم ارد إسناده والتي من شأنها أن تمكن الشركة المسند‬
‫‪4‬‬
‫لها من تقرير قبول اإلسناد أو رفضه‪".‬‬

‫" وبمرور الزمن‪ ،‬واتساع محافظ شركات التأمين المباشر نتيجة زيادة الطلب على‬
‫التأمين وظهور أنواع جديدة منه‪ ،‬أصبح إعادة التأمين االختياري الذي يعتمد على إعادة تأمين‬
‫كل خطر على حدى ‪،‬ويتطلب التصريح بالظروف المادية المتعلقة به‪ ،‬مع حق معيد التأمين‬
‫بالرفض ال يتماشى مع الرغبة في تغطية كامل محفظة األخطار بشكل فوري غير معلق على‬

‫‪ 3‬بهاء بهيج شكري‪( ،‬إعادة التأمين بين النظرية والتطبيق)‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.03‬‬
‫‪ 4‬محمد صالح الصدقي‪( ،‬التأمين ورياضياته)‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت ‪ ،1973،‬ص ‪.256‬‬
‫ق ارر معيد التأمين وفي محاولة إل ازلة عيوب إعادة التأمين االختياري حصل تطور مهم"‪" 5‬‬
‫خالل القرن التاسع عشر‪ ،‬في ممارسة أعمال إعادة التأمين وكانت أولى مظاهر هذا التطور‬
‫ظهور طريقة جديدة إلعادة التأمين تتم بموجب اتفاقية يستمر نفاذها لفترة غير محدودة وتغطي‬
‫كافة األخطار من صنف معين والتي يتم قبولها من قبل المؤمن المباشر خالل فترة نفاذ‬
‫االتفاقية‪ ،‬ويكون معيد التأمين بموجبها ملزما بصورة إجبارية بقبول كل ما يسند له من هذه‬
‫األخطار بشرط أن يلتزم المؤمن المباشر بدوره بإسناد الجزء المتفق عليه من جميع األخطار‬
‫التي يؤمن عليها من الصنف المغطى باالتفاقية وكانت أولى اتفاقية من هذا النوع قد أبرمت‬
‫في أوروبا سنة ‪ ،1821‬تبعتها اتفاقية أخرى أبرمت في المملكة المتحدة سنة ‪ 1824‬فعرفت‬
‫هذه الطريقة بطريقة إعادة التأمين اإلتفاقي أو اإلجباري‪ ،‬أما المظهر اآلخر لهذا التطور فقد‬
‫تمثل في تأسيس شركات متخصصة بإعادة التأمين ينحصر نشاطها بهذا العمل وال تتنافس‬
‫شركات لتأمين المباشر في ممارسة التأمين المباشر‪ ،‬فكانت الشركة المسماة كولونيا التي‬
‫تأسست سنة ‪ 1846‬أول شركة من هذا النوع ثم تبعتها شركات متخصصة أخرى‪ ،‬وبظهور‬
‫الشركات المتخصصة توزعت الشركات المتخصصة بإعادة التأمين اإلتفاقي وقد أدى تأسيس‬
‫الشركات المتخصصة إلى زيادة الطلب على إعادة التأمين لما يتضمنه من سعة في التغطية‬
‫ٕوٕا ل ازم لمعيد التأمين بقبول كل ما يسند إليه‪ ،‬كما أدى ممارسة الشركات المتخصصة ألعمال‬
‫إعادة التأمين اإلتفاقي إلى ظهور صور متعددة لالتفاقيات وبنتيجة لذلك تقلص نطاق اللجوء‬
‫إلى إعادة التأمين االختياري إذ انحصر اللجوء إليه بإحاالت خاصة محدودة وقد ترتب أيضا‬
‫حل إعادة التأمين اإلتفاقي محل إعادة التأمين االختياري في عمليات إعادة التأمين المتبادل‪.‬‬

‫ومن مظاهر تطور إعادة التأمين أيضا تأسيس الشركات المتخصصة‪ ،‬ظهور ما يعرف‬
‫بشركات الوساطة إلعادة التأمين فقد تأسست في المملكة المتحدة شركات ضخمة يقتصر عملها‬
‫عل التوسط بين المؤمن المباشر وبين معيد التأمين‪ ،‬في إب ارم اتفاقيات إعادة التأمين وقد‬
‫سهل توسط هذه الشركات مهمة كل من المؤمن المباشر ومعيد التأمين إذ أصبحت شركات‬
‫الوساطة هذه تتولى بنفسها د ارسة وتحليل المحافظ التأمينية للمؤمن المباشر وترشده إلى‬
‫االتفاقيات التي تتالءم مع طبيعة أخطار محافظة‪ ،‬كما أنها تقوم بالتعاقد مع المؤمن المباشر‬

‫‪ 5‬رمضان أبو السعود ‪(،‬أصول التأمين)‪ ،‬الطبع ة الثاني ة‪ ،‬دار المطبوع ات الجامعي ة‪ ،‬اإلس كندرية ‪ ،2000،‬ص‬
‫‪.54‬‬
‫باسمها ولمصلحة معيدي التأمين بصفة وكيل بالعمولة‪ ،‬ثم تقوم بتوزيع حصص االتفاقية على‬
‫عدد من المعيدين الذين تتعامل معهم وتنحصر كافة الم ارسالت بخصوص أعمال إعادة‬
‫التأمين وتسوية الحسابات بما في ذلك تحويل أقساط التأمين و تحويل التعويضات بين المؤمن‬
‫‪6‬‬
‫المباشر وبين شركة الوساطة"‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف إعادة التأمين‬

‫اختلفت المفاهيم الفقهية المتعلقة بإعادة التأمين و يرجع ذلك بصفة أساسية إلى أن إعادة‬
‫التأمين ينطوي على جانبين‪ ،‬الجانب األول قانوني والجانب الثاني فني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف القانوني‬

‫" إعادة التأمين هو عقد يقبل الطرف األول فيه ويسمى شركة إعادة التأمين أو معيد‬
‫التأمين ‪،‬في مقابل قسط أو مبلغ من المال تعويض الطرف الثاني و يسمى شركة التأمين أو‬
‫الشركة المتنازلة أو المسندة عن خسائرها المحتملة والتي قد تنتج عن وثائق التأمين التي‬
‫‪7‬‬
‫تصدرها للمؤمن لهم تعويضا كليا أو جزئيا" ‪.‬‬

‫" إعادة التأمين هو عقد تأمين جديد‪ ،‬منفصل ومستقل عن وثيقة التأمين األصلية‪،‬‬
‫على نفس الخطر الذي تم التأمين عليه بموجب وثيقة التأمين األصلية التي أصدرتها شركة‬
‫التأمين وبموجب هذا العقد الجديد (عقد إعادة التأمين) يوافق معيد التأمين على تعويض‬
‫الشركة المتنازلة عن خسائرها المحتملة والناجمة عن وثائق التأمين األصلية التي أصدرتها‬
‫‪8‬‬
‫وذلك في مقابل قسط أو مبلغ من المال تدفعه الشركة المتنازلة إلى معيد التأمين"‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف الفني‬

‫" يقصد بإعادة التأمين قيام شركة التأمين بقبول األخطار ذات المبالغ الكبيرة ومن‬
‫ثم توزيع هذا الخطر بإعادة تأمين جزء أو أج ازء منه لدى شركات تأمين أخرى تقوم‬

‫‪ 6‬بهاء بهيج شكري ‪(،‬إعادة التأمين بين النظرية والتطبيق)‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ 7‬نبيل محمد مختار ‪(،‬إعادة التأمين)‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،2005،‬ص ‪02‬‬
‫‪ 8‬محمد رفيق المصري ‪(،‬التأمين ٕوٕادارة الخطر)‪ ،‬دار زه ارن للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن ‪ ،2009،‬ص‪309‬‬
‫بالمشاركة بالج زء المخصص لها في تحمل األخطار بحدود األج ازء التي تقبلها وذلك مقابل‬
‫دفع عمولة متفق عليها للشركة األ ولى وبالجزء المعاد تأمينه تعمل الشركة األولى بهذه الحالة‬
‫‪9‬‬
‫عمل التأمين بالوكالة على أن تبقى مسؤولة مباشرةأمام العميل"‪.‬‬

‫" إعادة التأمين اتفاق داخلي بين هيئتين أو أكثر من هيئات التأمين‪ ،‬تقوم الهيئة‬
‫األولى بالتنازل عن جزء من كل عملية تأمينية تحصل عليها الهيئة‪ ،‬وذلك مقابل أن تلتزم‬
‫الهيئة األخرى بتحمل نسبة من التعويض المدفوع للمؤمن له في حال وقوع الخطر المؤمن‬
‫ضده في صورة حادث حين تلتزم الهيئة األولى بسداد مبلغ معين للهيئة األخرى وهو نصيب‬
‫تلك الهيئة من قسط التأمين وهذا االتفاق قد يكون اتفاق مسبق لكل العمليات التأمينية أو اتفاق‬
‫‪10‬‬
‫فوري حسب كل عملية"‪.‬‬

‫" وتسمى الهيئة األولى بالمؤمن األصلي أو الهيئة المتنازلة أو المؤمن المباشر‪ ،‬أما‬
‫الهيئة الثانية فتسمى بالهيئة القابلة أو الهيئة المتنازل لها أو هيئة إعادة التأمين أو معيد التأمين‬
‫وقد يكون معيد التأمين متخصص في إعادة التأمين فقط أو يقوم بقبول العمليات التأمينية‬
‫‪11‬‬
‫المختلفة باإلضافة إلى قبول عمليات إعادة التأمين"‪.‬‬

‫ويالحظ أن عملية إعادة التأمين تتم بين المؤمن األصلي وهيئة إعادة التأمين دون‬
‫موافقة أو علم المؤمن له وعالقة المؤمن له عالقة مباشرة مع المؤمن األصلي فقط وال يمكن‬
‫‪12‬‬
‫له الرجوع على هيئة إعادة التأمين "‪.‬‬

‫‪ 9‬عرفات اب ارهيم فياض ‪(،‬إدارة الت‪++‬أمين والمخ‪++‬اطر)‪ ،‬دار البداي ة ناش رون وموزع ون‪ ،‬عم ان ‪ ،2011،‬ص‬
‫‪.19‬‬
‫‪ 10‬أسامة عزمي سالم‪ ،‬أشقيري نوري موسى ‪(،‬إدارة الخطر والت‪+‬أمين)‪ ،‬دار الحام د للنش ر والتوزي ع‪ ،‬عم ان ‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص‬
‫‪.170‬‬
‫‪ 11‬خالد ارغب الخطيب‪( ،‬التأمين من الناحية المحاسبية والتدقيقية)‪ ،‬دار كنوز للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص ‪.97‬‬
‫‪ 12‬ثناء محمد طعيمة‪ ( ،‬محاسبة شركات التأمين)‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫عمومي ات ح ول الت أمين‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬
‫وإعادة التأمين‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬تعريف شامل إلعادة التامين‬

‫إعادة التأمين هي عملية مقاسمة المسؤولية عن الخطر المؤمن منه بين شركة التامين وشركة‬
‫إعادة التأمين‪ ،‬فتلتزم شركة التأمين بأن حمل على عاتقها مسؤولية تغطية جزء من قيمة‬
‫الخطر وتسند الجزء الباقي إلى معيد التامين مقابل جزء من أقساط التأمين ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الغرض من إعادة التأمين‬

‫" إعادة التأمين هو وسيلة تستخدمها شركة التأمين لتقليل خسائرها المادية والناتجة عن‬
‫األخطار التي قبلت االكتتاب فيها‪ ،‬وذلك بتحويل تلك الخسائر إلى معيد التأمين في مقابل قسط‬
‫للمعيد‪.‬‬

‫حقيقة أننا نستطيع أن نشبه إعادة التأمين بجهاز امتصاص الصدمات في السيارة‪ ،‬التي‬
‫تسير على طريق وعر به مطبات مما يخفف من دفع الصدمة أو الهزة على الركاب وهكذا‬
‫يكون األمر بالنسبة إلعادة التأمين أنه ال يمنع حدوث الخسائر التي تتحملها شركات التأمين‪،‬‬
‫‪13‬‬
‫ولكنه سوف يخفف من حدة آثارها ونتائجها"‪.‬‬

‫" إن المفهوم األساسي الذي يستند إليه التأمين هو توزيع الخسارة على أكبر عدد ممكن‬
‫وفقا لقانون األعداد الكبيرة‪ ،‬فتقوم شركة التأمين بتحصيل أقساط من أعداد كبيرة من المؤمن‬
‫لهم ومن حصيلة تلك األقساط تسدد الشركة الخسائر المتحققة‪ ،‬وكلما كانت األعداد الكبيرة ال‬
‫نهائية واألخطار المؤمن عليها متشابهة ومتطابقة كلما نجحت شركة التأمين في تحقيق هدفها‬
‫بكل دقة وٕا تقان‪ ،‬دون أن تعرض نفسها ألزمات مالية تهدد هامش سيولتها أو تؤدي إلى‬
‫إفالسها‪.‬‬

‫ولما كان في الحياة العملية من الصعب ألي شركة تأمين أن تحصل على هذا العدد‬
‫الالنهائي من األخطار المتشابهة والمتطابقة لذلك فهي تلجأ إلى إعادة التأمين القتسام الخسائر‬
‫وكذلك األقساط بينها وبين شركات إعادة التأمين وفقا لشروط معينة‪ ،‬وبهذه الطريقة تستطيع‬
‫‪ 13‬نبيل محمد مختار (إعادة التأمين)‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪،‬‬
‫شركة التأمين أن تتوسع في قبول األخطار الضخمة بأن تحتفظ لنفسها بجزء من تلك األخطار‬
‫وتعيد تأمين الجزء المتبقي الذي يزيد عنقدرتها‪.‬‬

‫خالصة القول أن الغرض األساسي إلعادة التأمين هو تخفيف آثار الخسائر على شركات‬
‫التأمين ومعالجة تقلباتها من سنة ألخرى نتيجة لصعوبة تطبيق قانون األعداد الكبيرة بطريقة‬
‫‪14‬‬
‫كاملة أو نتيجة تغير الظروف والتوقعات‪".‬‬

‫كذلك تفتيت الخطر أو تجزئته‪ ،‬ألن تفتيت الخطر يعطي لشركة التأمين القدرة على مواجهة‬
‫الخطر عند وقوعه مهما كان حجم الضرر‪ ،‬كذلك غرضها هو تدعيم شركات التأمين ويمكن‬
‫تسمية عملية تفتيت الخطر بالتأمين المشترك‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ومنه تفتيت الخطر يؤدي إلى حماية الشركة من االنهيار"‪.‬‬

‫‪ 14‬خالد ارغب الخطيب ‪(،‬التأمين من الناحية المحاسبية والتدقيقية)‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪ 15‬أحمد شرف الدين‪ ( ،‬أحكام التأمين في القانون والقضاء)‪ ،‬د ارسة مقارنة‪ ،‬دار الجامعي ة للنش ر وللطباع ة‪،‬‬
‫الكويت ‪،‬‬
‫‪ ،1999‬ص ‪.21‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مقومات عمليات إعادة التأمين‬

‫ال تقوم إعادة التأمين إال بتوفر مجموعة من العناصر والمبادئ القانونية والشروط التي‬
‫تعتبر مهمة وأساسية في عملية إعادة التأمين‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬العناصر األساسية في عملية إعادة التأمين‬

‫تقوم عمليات إعادة التأمين على مجموعة من العناصر وهي‬


‫الفرع األول ‪ :‬المؤمن المباشر‬ ‫‪16‬‬
‫كالتالي‪:‬‬

‫وهو المؤمن األصلي والذي يقوم بالتنازل عن حصته من العملية لمعيد أو معيدي‬
‫التأمين وبالتالي فإنه يقوم بنقل جزء من الخطر إلى هيئة أو هيئات إعادة التأمين‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬معيد التأمين‬

‫الهيئة التي تقبل أعمال إعادة التأمين‪ ،‬وقد تكون هيئة مهمتها األساسية إعادة التأمين أو‬
‫تمارس نشاط إعادة التأمين إلى جانب أعمالها التأمينية األخرى ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ ":‬المبلغ المعاد تأمينه‬

‫وهو المبلغ الذي يتنازل عنه المؤمن األصلي إلى هيئة إعادة‬
‫التأمين‪.‬‬

‫الفرع االربع‪ :‬المبلغ المحتفظ به‬

‫وهو الفرق بين مبلغ التأمين الذي اتفق المؤمن األصلي مع المؤمن له على دفعه عند‬
‫وقوع الخطر والمبلغ المعاد تأمينه لدى هيئة إعادة التأمين‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬عمولة إعادة التأمين‪:‬‬

‫‪ 16‬أسامة عزمي سالم (إدارة الخطر والتأمين)‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،‬ص ‪.171 ،170‬‬
‫وهو ذلك المبلغ الذي تتقاضاه هيئة التأمين المباشر لتغطية المصاريف التي تحملتها في‬
‫سبيل حصولها على تلك العملية‪.‬‬

‫الفرع السادس‪ :‬عقد إعادة التأمين‬

‫"وهو اتفاق بين هيئتين هما المؤمن األصلي وهيئة إعادة‬


‫المطلب الثاني‪ :‬المبادئ القانونية إلعادة التأمين‬ ‫‪17‬‬
‫التأمين" ‪.‬‬

‫إن المبادئ القانونية األساسية إلعادة التأمين هي نفس المبادئ التي تنطبق على التأمين‬
‫وهي‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬مبدأ المصلحة التأمينية‬

‫" المصلحة التأمينية هي العالقة المالية المعترف بها قانونيا بين المؤمن له وموضوع‬
‫‪18‬‬
‫التأمين بمعنى أن المؤمن له سوف يستفيد من بقاء موضوع التأمين سليما"‪.‬‬

‫" في وثائق الممتلكات فإن موضوع التأمين هو المباني والمخزون والماكينات‪....‬الخ‬


‫وفي التأمين البحري فإن موضوع التأمين هو السفينة والبضائع‪...‬الخ وفي تأمين المسؤولية‬
‫فإن موضوع التأمين‪ ،‬هو المسؤولية القانونية للمؤمن له لألض ارر التي قد يلحقها باآلخرين‬
‫نتيجة لسهو أو أخطاء ارتكبه كالطبيب الذي قد يخطئ في الج ارحة‪.‬‬

‫وفي وثيقة تأمين الحياة فإن موضوع التأمين هو حياة المؤمن عليه وبالتالي يتضح مما‬
‫سبق أنه اليستطيع أحد أن يؤمن على أشياء أو ممتلكات ليس له فيها مصلحة تأمينية" ‪.‬‬
‫‪19‬‬

‫هنالك بعض المصالح التي يصعب تعريفها أو تحديد قيمتها وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪ 17‬علي محمد بدوي ‪(،‬التأمين دارسة تطبيقية)‪ ،‬الطبعة الثاني ة‪ ،‬دار الفك ر الج امعي‪ ،‬اإلس كندرية ‪ ،2009،‬ص‬
‫ص ‪،160‬‬
‫‪.161‬‬
‫‪ 18‬نبيل محمد مختار‪( ،‬إعادة التأمين)‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ 19‬محمد حسام لطفي‪( ،‬األحكام العامة لعقد التأمين)‪ ،‬د ارسة مقارنة بين القانون المصري والفرنسي‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪ ،‬دار الجامعية للنشر والطباعة‪ ،‬األردن ‪ ،1990،‬ص‪.71‬‬
‫أوال ‪ :‬خلق المصلحة التأمينية‬

‫" في تأمين الممتلكات فإن المصلحة التأمينية تنشأ من امتالك الشيء موضوع التأمين‬
‫باإلضافة إلى حاالت أخرى حددها القانون‪ ،‬فاألمين له مصلحة تأمينية على الشيء المؤتمن‬
‫عليه‪...‬الخ وفي تأمين المسؤولية فإن المصلحة التأمينية تنشأ من المس ؤولية القانونية التي قد‬
‫تقع على المؤمن له نتيجة خطأ ارتكبه فالسائق قد يصطدم باآلخرين أو بممتلكاتهم والطبيب قد‬
‫يخطئ في اجراء الجراحة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التقييم المالي للمصلحة‬

‫في تأمين الممتلكات فإن ما يتم التأمين عليه ليس هو المبنى أو السفينة أو‬
‫المخزون‪...‬الخ ولكن المصلحة المالية للمؤمن له في تلك البنود والتي تحدد بالمبلغ الذي قد‬
‫يخسره في حالة هالك موضوع التأمين ٕوٕا ال سيكون التعويض ربحا صافيا للمؤمن له األمر‬
‫‪20‬‬
‫الذي يتعارض مع مبدأ التعويض ويؤدي إلى افتعال المؤمن له للحوادث أو زيادته للخسائر"‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬متى ينبغي وجود المصلحة التأمينية‬

‫" في تأمين الحياة ينبغي وجود المصلحة التأمينية للمؤمن له منذ بداية إب ارم الوثيقة ‪،‬‬
‫وفي التأمين البحري ينبغي وجود المصلحة التأمينية للمؤمن له وقت الخسارة وال يتطلب‬
‫القانون وجودها وقت إب ارم الوثيقة‪ ،‬وينبثق ذلك من عادات التجارة البحرية على سبيل‬
‫المثال تغيير ملكية البضائع أثناء نقلها وتكون وثيقة التأمين البحري مستند رئيسي في تحويل‬
‫ملكية البضائع أثناء نقلها فيكون لمشتري البضائع مصلحة تأمينية منذ لحظة نقل ملكيتها إليه‬
‫اربعا‪ :‬المصلحة التأمينية‬ ‫‪21‬‬
‫بالرغم من أنه لم يكن له مصلحة تأمينية وقت إب ارم الوثيقة" ‪.‬‬
‫للشركة المتنازلة‬

‫‪ 20‬نبيل محمد مختار (إعادة التأمين)‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ 21‬فايز أحمد عبد الرحمن‪( ،‬أثر التأمين على االلتازم بالتعويض)‪ ،‬د ارسة في القانونين المصري‬
‫والفرنسي والشريعة اإلسالمية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬األردن ‪ ،1990،‬ص ص‪.87 ، 57‬‬
‫" إن لشركة التأمين مصلحة تأمينية في الخطر الذي قبلت االكتتاب فيه وتتمثل تلك‬
‫المصلحة التأمينية في مسؤوليتها القانونية بأن تدفع التعويضات إلى المؤمن لهم في حالة هالك‬
‫أو تلف الخطر المؤمن عليه‪.‬‬

‫إن هذه المصلحة التأمينية تعطيها الحق في أن تعيد التأمين لتخفيف األض ارر التي قد‬
‫تقع عليها في حالة هالك أو تلف موضوع التأمين‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ التعويض‬

‫إن مبدأ التعويض هو أداة الرقابة على التأمين‪ ،‬ويقضي مبدأ التعويض بإرجاع المؤمن‬
‫له إلى الحالة المالية التي كان عليها قبل وقوع الخسارة‪ ،...‬فوثيقة التأمين هي عقد تعويض‬
‫فقط‪...‬ولو كان هناك اقت ارحا يمنع المؤمن له من الحصول على هذا التعويض الكامل أو‬
‫إعطاء المؤمن له أكثر من التعويض الكامل‪ ،‬فإن هذا االقت ارح بالتأكيد خاطئ باستثناء‬
‫بعض الحاالت المتعارف عليها كتطبيق قاعدة النسبيةوالسماح بالوثيقة أو الوثائق التي تحتوي‬
‫على حد أقصى لمسؤولية شركة التأمين أو عندما تدفع شركةالتأمين التعويض بدون خصم‬
‫نسب االستهالك‪...‬الخ‬

‫ولمبدأ التعويض عالقة بمبدأ المصلحة التأمينية ألن التعويض يجب أن ال يزيد عن‬
‫المصلحة المالية للمؤمن له في موضوع التأمين‪ ،‬وألن مبدأ التعويض يعتمد على نفس قواعد‬
‫التقييم الخاصة بمبدأ المصلحة التأمينية والسابق شرحها‪.‬‬

‫وفقا لمبدأ التعويض فإن الشركة المتنازلة يجب أن ال تسترد من المعيد أكثر من قيمة‬
‫‪22‬‬
‫نصيبه في الخسارة األصلية التي دفعتها للمؤمن لهم"‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬مبدأ منتهى حسن النية‬

‫‪ 22‬فايز أحمد عبد الرحمن‪( ،‬أثر التأمين على االلتازم بالتعويض) ‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫" يشتمل مبدأ منتهى حسن النية على عنصرين أساسين هما‪ :‬اإلفصاح أو اإلباحة‬
‫بالمعلومات وبيان الحالة أو وصف األوضاع‪ ،‬إذ يجب أن تفصح الشركة المتنازلة عن كافة‬
‫الحقائق الجوهرية للمعيد ‪،‬وتعتبر الحقائق جوهرية إذا كان لها تأثير على حكم المعيد من حيث‬
‫قبوله الخطر أو رفضه أو تحديده لسعر إعادة التأمين‪.‬‬

‫كما يجب أن يكون بيان الحالة أو وصف األوضاع صادقا وحقيقيا‪ ،‬ويتمثل بيان الحالة‬
‫في قسيمة إعادة التأمين واإلجابة على استفسا ارت المعيد واإلحصائيات المقدمة له‪...‬الخ‪.‬‬

‫إن اإلخالل بمبدأ منتهى حسن النية"إخفاء الحقائق الجوهرية‪ ،‬أو تقديم معلومات كاذبة‪".‬يؤدي‬
‫‪23‬‬
‫إلى بطالن عقد إعادة التأمين" ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬متطلبات وشروط عقد إعادة التأمين‬

‫‪24‬‬
‫تتمثل شروط ومتطلبات عقد إعادة التأمين فيما يلي‪:‬‬

‫العرض أو اإليجاب؛‬ ‫‪-‬‬


‫القبول؛‬ ‫‪-‬‬
‫مقابل الوفاء؛‬ ‫‪-‬‬
‫الدقة أو الوضوح؛‬ ‫‪-‬‬
‫النية لخلق عالقة قانونية؛‬ ‫‪-‬‬
‫عدم مخالفة القانون‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫" عندما تطلب الشركة المتنازلة (شركة التأمين) إعادة التأمين فإنها يجب أن تفصح بص‬
‫ارحة عن كل الحقائق الجوهرية إلى معيد التأمين‪ ،‬وذلك قبل انعقاد العقد‪ ،‬وتعرف الحقائق‬
‫الجوهرية بأنها أي حقيقة قد تؤثر على معيد التأمين من حيث قبوله للخطر أو رفضه أو‬
‫‪25‬‬
‫تحديده لسعر إعادة التأمين"‬

‫‪ 23‬بهاء بهيج شكري (إعادة التأمين بين النظرية والتطبيق)‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.84‬‬
‫‪ 24‬محمد حسام لطفي‪( ،‬األحكام العامة لعقد التأمين)‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ 25‬بهاء بهيج شكري‪( ،‬التأمين البحري في التشريع والتطبيق)‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.05‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اإليجاب والقبول‬

‫" يتم اإليجاب أو العرض عندما تقدم الشركة المتنازلة إلى المعيد‪ ،‬أو سمسار إعادة‬
‫التأمين بالنيابة عن الشركة المتنازلة قسيمة إعادة التأمين وهي مذكرة تحتوي على تفاصيل‬
‫األخطار الم ارد إعادة تأمينها والشروط المطلوبة‪ ،‬قد يوافق معيد التأمين على تلك القسيمة‬
‫بالتوقيع عليها ومنذ هذه اللحظة يكون العقد قد انعقد بقبول معيد التأمين لتلك األخطار‬
‫الشروط‪ ،‬أو قد يعدل معيد التأمين شروط القسيمة ويسمى ذلك بالعرض المضاد‪ ،‬وعندما يتم‬
‫الموافقة النهائية من الطرفين يكون العقد قد انعقد‪.‬‬
‫باإلضافة إلى قسيمة إعادة التأمين فإنه يمكن أن ينعقد العقد عن طريق التلكس أو الفاكس‬
‫أوالوسائل اإللكترونية أو شفهيا ألن القانون ال يتطلب شكل معين النعقاد العقد ولكن في الحياة‬
‫العمليةغالبا ما يكون عقد إعادة التأمين في شكل كتابي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مقابل الوفاء‬

‫مقابل الوفاء هو من مقومات العقود بما في ذلك عقد إعادة التأمين‪...‬أن طرفي العقد‬
‫يجب أن يعدا بأن يعمال شيئا ما‪...‬فيعد معيد التأمين بأن يدفع نصيبه من المطالبات المحتملة‬
‫ضد شركة التأمين مقابل قسط أو مبلغ من المال تدفعه شركة التامين إلى المعيد (أو مقابل وعد‬
‫من شركة التأمين بأن تدفع ذلك القسط)‪.‬‬

‫فشركة إعادة التأمين تعد بدفع نصيبها من خسائر شركة التأمين مقابل القسط الذي تتمتع‬
‫به من شركة التأمين‪.‬‬

‫وشركة التأمين تعد بدفع أقساط إلى شركة إعادة التأمين مقابل الحماية التي تتمتع بها من‬
‫المعيد بأن يشارك في الخسائر التي قد تتكبدها شركة التأمين‪ .‬وهكذا فإن عملية إعادة التأمين‬
‫‪26‬‬
‫تكون عبارة عن تبادل الوعود التعاقدية"‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬الوضوح والمستندات التعاقدية‬

‫" إن العقد يجب أن يكون واضح الشروط ودقيق في معاني الكلمات‪ ،‬ليتجنب الغموض‬
‫في تفسير كلماته‪...‬كما أن غموض الشروط الواردة في العقد قد يؤدي إلى بطالنه‪ ،‬وغالبا ما‬
‫ينشأ الن ازع حول معنى كلمة أو شرط في العقد قد يؤدي إلى بطالنه‪ ،‬وغالبا ما ينشأ الن ازع‬
‫حول معنى كلمة أو شرط في العقد خاصة عندما يدعى أحد طرفي العقد إخالل الطرف اآلخر‬
‫بشروط العقد‪ ،‬وينكر الطرف اآلخر إخالله بالعقد ألنه يفسر شروطه بطريقة مختلفة عن‬
‫الطرف األول‪.‬‬

‫‪ 26‬بهاء بهيج شكري ‪( ،‬التأمين البحري في التشريع والتطبيق)‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫عمومي ات ح ول الت أمين‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬
‫وإعادة التأمين‬

‫ويدور هذا الن ازع أساسا حول المطالبات (التعويضات)‪...‬وما إذا كان معنى كلمة‬
‫‪27‬‬
‫معينة في الوثيقة يغطي هذه الخسارة أم يستثنيها"‪.‬‬

‫" عند انعقاد العقد فإن قسيمة إعادة التأمين تحتوي على تفاصيل وشروط العقد وبعد أن يوقع‬
‫عليها معيد التأمين‪ ،‬فإن سمسار إعادة التأمين يرسل إلى الشركة المتنازلة إشعار تغطية وبعد‬
‫ذلك يقوم المعيد بإصدار نصوص االتفاقية ويوقع عليها من المعيد والشركة المتنازلة‪.‬‬

‫تكون قسيمة إعادة التأمين الدليل الوحيد على شروط العقد إلى أن يتم إصدار نصوص‬
‫االتفاقية ويتم توقيعها‪.‬‬

‫أما إشعار التغطية فال يعتبر مستند تعاقدي بين المعيد والشركة المتنازلة‪ ،‬ألن معيد التأمين ال‬
‫يرى إطالقا إشعار التغطية ولكنه مستند بين السمسار والشركة المتنازلة‪ٕ ،‬واذا كان هناك‬
‫خالف بين قسيمة إعادة التأمين ونصوص االتفاقية فإن المحاكم تأخذ بنصوص االتفاقية على‬
‫أساس أنها الحقة للقسيمة‪.‬‬

‫إد ارج مصطلح ‪( AS.ORIGINAL‬وفقا للشروط األصلية) في بعض األحيان قد ال‬


‫يدخلطرفي عقد إعادة التأمين في تفاصيل وشروط االتفاقية ٕوٕا نما يكتفيا بتوقيع قسيمة إعادة‬
‫التأمين معذكر عبارة (كما في وثيقة التأمين األصلية) هذا يعني أن شروط إعادة التأمين‪،‬‬
‫تخضع لنفس شروط إعادة التأمين األصلية وغالبا ما يحدث هذا في إعادة التأمين االختياري‪.‬‬

‫هذا يعني أن إعادة التأمين سيكون جنبا إلى جنب مع وثيقة التأمين األصلية‪ ،‬فيتبع‬
‫مصيرها وشروطها واشت ارطاتها‪.‬‬

‫أو قد تشير قسيمة إعادة التأمين إلى الشروط القياسية بمعنى عند تجديد إعادة التأمين على‬
‫خطر معين قد تذكر عبارة مثل المنتهى‪ ،‬أي أن إعادة التأمين الجديد سيكون بنفس شروط‬
‫إعادة التأمين القديم (المنتهي)"‪.28‬‬

‫‪ 27‬بهاء بهيج شكري ‪(،‬التأمين البحري في التشريع والتطبيق)‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ 28‬نبيل محمد مختار ‪(،‬إعادة التأمين)‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫عمومي ات ح ول الت أمين‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬
‫وإعادة التأمين‬

‫الفرع االربع‪ :‬االشتارط‬

‫" هو إق ارر الشركة المتنازلة للمعيد بوجود أوضاع أو أمور معينة أو تعهدها بأن‬
‫عمال معينا سينفذ أو سوف ال ينفذ‪...‬فإن أخلت الشركة المتنازلة بإق اررها أو تعهدها ‪،‬اعتبر‬
‫هذا اإلخالل خرقا لالشت ارط أو التحذير‪...‬وبذلك تنتهي مسؤولية المعيد من تاريخ خرق‬
‫االشت ارط‪ ،‬سواء كان هذا اإلخالل سببا في الخسارة أو لم يكن سببا في الخسارة‪ ،‬فإذا كان‬
‫هذا اإلق ارر وعدا بوجود أوضاع معينة مثل إق ارر الشركة المتنازلة بأنها تحتفظ بنسبة‬
‫‪ %20‬من كل خطر ثم أخلت بإق اررها فإن هذا اإلخالل يبطل أو يلغي العقد من البداية‪ ،‬أما‬
‫إذا كان اإلخالل باالشت ارط يتعلق بأمور مستقبلية مثل تعهد الشركة المتنازلة بأن تدفع قسط‬
‫إعادة التأمين في خالل ‪ 90‬يوما فإن فشلها في دفع القسط يبطل العقد منذ لحظة انتهاء ‪09‬‬
‫‪29‬‬
‫يوما"‪.‬‬

‫الشرط السابق للمسؤولية أو االسترداد‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫" هو الت ازم الشركة المتنازلة بأن تقوم بعمل معين‪ ،‬أو هو الشرط الذي يجب أن تقوم‬
‫بتنفيذه الشركة المتنازلة حتى تجعل المعيد مسؤوال أو لتستطيع استرداد التعويضات من المعيد‬
‫على سبيل المثال عندما يرد في عقد إعادة التأمين النص التالي (أنه شرط سابق لمسؤولية‬
‫المعيد عن دفع التعويضات أن تقوم الشركة المتنازلة بإخطار المعيد في خالل أربعة عشر‬
‫يوما من تاريخ علمها بالحادث)؛‬

‫إن فشل الشركة المتنازلة بأن تخطر المعيد في خالل أربعة عشر يوما يؤدي إلى إبعاد المعيد‬ ‫‪-‬‬
‫من المسؤولية (يرفض المعيد دفع نصيبه من مطالبة معينة فقط أو تعويض معين‬
‫فقط)‪...‬بمعنى أنه ال يستطيع أن يبطل عقد إعادة التأمين كله‪ ،‬فإذا حدثت مطالبة أخرى‬
‫(خسارة ثانية) بعد ذلك وأخطرت الشركة المتنازلة المعيد بالمطالبة الثانية في خالل أربعة‬
‫عشر يوما‪ ،‬فإن المعيد يكون مسؤوال عن الخسارة الثانية رغم إنكاره للخسارة األولى؛‬

‫‪ 29‬بهاء بهيج شكري ‪(،‬التأمين في التشريع والتطبيق)‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫عمومي ات ح ول الت أمين‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬
‫وإعادة التأمين‬

‫الشرط السابق للوثيقة أو العقد‪ :‬أن اإلخالل بالشرط السابق للوثيقة يؤدي إلى إلغاء العقد‬ ‫‪-‬‬
‫كله ‪،‬على سبيل المثال عندما يرد في عقد إعادة التأمين النص التالي‪":‬أنه شرط سابق للعقد أن‬
‫‪30‬‬
‫تحتفظ الشركة المتنازلة ‪ 02‬بالمائة من كل خطر"؛‬
‫النية لخلق عالقة قانونية‪ :‬يعرف العقد بأنه اتفاقية ملزمة قانونا ألط ارفه ويفترض في كافة‬ ‫‪-‬‬
‫العقود التجارية بأنها ملزمة قانونا لطرفيها ما لم يكن هناك شواهد أو اتفاق على خالف ذلك؛‬

‫عدم مخالفة القانون‪ :‬يكون العقد باطال وغير قابل للتنفيذ فإذا كان مخالفا للقانون وتكون وثيقة‬ ‫‪-‬‬
‫‪31‬‬
‫التأمينمخالفة للقانون في حاالت كثيرة نذكر منها"؛‬
‫" افتقاد المؤمن له للمصلحة التأمينية‪ :‬إذا كانت وثيقة التأمين مخالفة للسياسة العامة كالتأمين‬ ‫‪-‬‬
‫على ممتلكات األعداء أو التأمين على بضائع مهربة أو مسروقة؛‬
‫لقد اعتبر عقد إعادة التأمين مع معيد التأمين غير مصرح له بم ازولة المهنة عقدا باطال وغير‬ ‫‪-‬‬
‫قابل للتنفيذ‪ ،‬كذلك فإن وثيقة التأمين الصادرة من مؤمن غير مصرح له بم ازولة المهنة تكون‬
‫باطلة وغير قابلة للتنفيذ‪.‬‬

‫ونستنتج من ذلك أن إعادة التأمين للمؤمن غير المصرح له يكون باطال أيضا إلى أن‬
‫جاء قانون الخدمات المالية بانجلت ار لينص على‪":‬أنه في حالة التأمين الممنوح من المؤمن أو‬
‫المعيد الغير مصرح له فإن المؤمن له‪ ،‬أو الشركة المتنازلة‪ ،‬له الخيار في أن يطلب استرداد‬
‫‪32‬‬
‫القسط الذي سبق أن دفعه"‪.‬‬

‫المطلب ‪ :4‬دور إعادة التأمين وتقدير حد االحتفاظ‪B‬‬

‫سنتطرق في هذا المطلب إلى دور إعادة التأمين وكذلك إلى تقدير حدة االحتفاظ من قبل‬
‫شركة التأمين‬

‫الفرع األول ‪ :‬دور إعادة التأمين‬

‫‪ 30‬محمد رفيق المصري ‪(،‬التأمين ٕوٕادارة الخطر)‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪،‬ص ‪. 318‬‬
‫‪ 31‬جديدي مع ارج ‪(،‬مدخل لدارسة قانون التأمين الجازئري)‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ 32‬محمد حسن قاسم ‪(،‬محاضارت في عقد التأمين)‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.61‬‬
‫عمومي ات ح ول الت أمين‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬
‫وإعادة التأمين‬

‫إلعادة التأمين دور مهم لشركات التأمين يتمثل في اآلتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬زيادة الطاقة االستيعابية‬

‫" في غياب عمليات إعادة التأمين‪ ،‬فإن شركات التأمين ال يمكنها االكتتاب بأخطار ذات‬
‫قيمة تفوق طاقتها االستيعابية الخاصة بكل فرع من النشاط‪ ،‬خاصة إذا كانت شركة حديثة‬
‫النشأة تفتقر إلى الخبرة ٕوٕا لى عدد من العقود المهمة وعليه فإن إعادة التأمين تشجع شركات‬
‫التأمين بصفة عامة‪ ،‬على زيادة قدرتهم االستيعابية وذلك بالقبول االكتتاب بعمليات كثيرة مهما‬
‫كانت مسؤوليتها المالية والباقي تتم إحالته إلى إعادة التأمين‪ ،‬فإب ارم عقد إعادة التأمين قد‬
‫‪33‬‬
‫يؤدي إلى مضاعفة طاقة استيعاب المؤمن المباشر"‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الحماية ضد فوارق االحتماالت‬

‫" تعتمد شركات التأمين في تحديد طاقة استيعابها على قد ارتها المالية ‪،‬وكذلك عوامل‬
‫اإلحصاء‬

‫(قانون األعداد الكبيرة ) من أجل معرفة فرص تحقق األخطار بالماضي والتي يتوقع تحققها‬
‫تقريبا ومع هذا فقد يجري عدم توافق بين الد ارسات اإلحصائية والنتائج المحققة وتجد شركة‬
‫التأمين نفسها بمأزق لكن اللج وء إلى إعادة التأمين يسمح بتحسين النتائج التقنية للشركة من‬
‫سنة إلى أخرى بالرغم من وجود فوارق‪ .‬ثالثا ‪ :‬تجانس بطاقة االستيعاب‬

‫لكي تكون النتائج التقنية اللت ازمات شركة التأمين منتظمة من سنة ألخرى وتتوافق‬
‫مع االحتماالت المقام بها يجب أن تكون المبالغ المحتفظ بها متجانسة قدر اإلمكان فاألخطار ال‬
‫تحمل نفس القدر من األهمية وتختلف من عقد ألخر كالحريق‪ ،‬الحياة‪ ....‬وهذا ما يستدعي‬
‫االختالف بمعدل األقساط المطلوبة بكل فرع‪ ،‬لكن احتمال الخطأ يظل واردا في تحديد األقساط‬
‫يبقى إذا تحقيق التجانس بقيمة الت ازمات شركة التأمين بفضل اللجوء إلى إعادة التأمين حيث‬

‫‪ 33‬أحمد شرف الدين ‪( ،‬أحكام التأمين)‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫عمومي ات ح ول الت أمين‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬
‫وإعادة التأمين‬

‫تحتفظ بأج ازء من األخطار ال تتجاوز المبالغ المحتفظ بها وتتخلى إلعادة التأمين عن األج‬
‫‪34‬‬
‫ازء المتبقية "‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تسيير خطر اإلفالس‬

‫" تلعب عملية إعادة التأمين دوار مهما في تحسين مالءة شركات التأمين عن طريق‬
‫تحويل األقساط والتعويضات بينها وبين شركات إعادة التأمين ‪،‬فإذا تعرضت ش ركة التأمين‬
‫إلى وقوع خطر مهم يخلق أثار مالية مرتفعة فهذا يستلزم منها الوفاء بالت ازماتها وتوفرها‬
‫على سيول جاهزة لكن شركات التأمين تقوم بتوظيف أموالها باستخدامات طويلة األجل غير‬
‫شديدة السيولة وهذا ما قد يضعها بأزمة من أجل تسوية األخطار واللجوء إلى إعادة التأمين‬
‫‪35‬‬
‫يمكنها من الوفاء بالت ازماتها واالستم ارر بتوظيفاتها المربحة"‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تقدير حد االحتفاظ‬

‫تعتبر عملية تقدير المبلغ المحتفظ به من قبل شركة التأمين خطوة أساسية و مهمة في‬
‫نشاط إعادة التأمين‪ ،‬ألنه على أساس هذا المبلغ يتم تحديد المبلغ المعاد تأمينه و عليه فهو‬
‫‪36‬‬
‫يتوقف على عدة عناصر وهي كالتالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المركز المالي لشركة التأمين‬

‫يرتبط المبلغ المحتفظ به من قبل شركة التأمين ارتباطا طرديا مع مركزها المالي‬
‫والمتمثل أساسا في قيمة أرس المال ومجموع األقساط المحصلة واالحتياطيات الفنية التي‬
‫تقوم بتكوينها وهذا ما يجعل حد االحتفاظ مرتفعا بالشركات الحديثة النشأة مقارنة بالشركات‬
‫الكبيرة ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬درجة الخطر المؤمن منه‬


‫‪ 34‬أحمد شرف الدين ‪(،‬احكام التامين) نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪ 35‬محمد رفيق المصري ‪( ،‬التأمين ٕوٕادارة الخطر)‪ ،‬مرجع سبق ذكره ص ‪.319‬‬
‫‪ 36‬معزوز سامية ‪(،‬قارر إعادة التأمين)‪ ،‬د ارسة حالة الشركة الج ازئرية للتأمينات‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬تخصص‬
‫تأمينات‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة ‪ ،2006،‬ص ‪. 83‬‬
‫عمومي ات ح ول الت أمين‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬
‫وإعادة التأمين‬

‫من العناصر األساسية التي تؤثر في تحديد قيمة المبلغ المحتفظ به من قبل شركة التأمين‬
‫هو درجة الخطر التي تتعرض لها األشياء موضع إعادة التأمين فكلما ارتفعت درجة الخطر‬
‫وكلما انخفض معها حد االحتفاظ عن كل عملية تأمينية ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬عدد العمليات المكتتب بها‬

‫إن توفر شركة التأمين على عدد قليل من العمليات التأمينية التي ال يتوافق مع تطبيق‬
‫قانون األعداد الكبيرة وهذا ما يؤدي إلى زيادة الحاجة إلى إعادة التأمين وعليه فإن زيادة‬
‫العمليات المكتتبة يرفع من حد االحتفاظ ويقلل من اللجوء إلى إعادة الـتأمين‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬متوسط مبلغ التأمين‬

‫ضمن كل نوع من أنواع التأمين فإن تقدير مبلغ االحتفاظ من قبل شركات التأمين يأخذ‬
‫بعين االعتبار متوسط مبلغ التأمين للعمليات المكتتب بها ضمن كل نوع والذي ال يجب‬
‫تجاوزه ‪.‬‬
‫عمومي ات ح ول الت أمين‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬
‫وإعادة التأمين‬

‫خاتمة‬

‫ان إعادة التأمين تتم بالتعاقد بين شركة التأمين وشركة إعادة التأمين ال تتم إال بتوفر مجموعة‬
‫من العناصر إضافة إلى متطلبات وشروط ال بد وجودها كي تتم عملية إعادة التأمين؛‬

‫وأخيرا توصلنا إلى أن شركة التأمين تقوم بالتقدير حد احتفاظها من مجموع األخطار التي‬
‫أمنتها وتسند الباقي إلى معيد التأمين‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫بناء محمد طعيمة ‪،‬محاسبة شركات التأمين‪ ،‬ابت ارك للطباعة والنشر‪ ،‬مصر ‪.2002،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫جديدي مع ارج ‪،‬مدخل لدارسة قانون التأمين الجازئري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الج‬ ‫‪.2‬‬
‫ازئر ‪،‬‬

‫‪2000.‬‬

‫م ارد محمود حسن حيدر ‪،‬التأمين الصحي وأنواعه‪ ،‬د ارسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‬ ‫‪.3‬‬
‫‪،‬اإلسكندرية‪.2003،‬‬
‫محمد حسن منصور ‪،‬أحكام‪ B‬التأمين‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.2003 ،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫محمد حسن قاسم ‪،‬محاضارت في عقد التأمين‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الجامعة للنشر وللطباعة‬ ‫‪.5‬‬
‫‪،‬عمان ‪.1999،‬‬
‫إب ارهيم أبو النجا ‪،‬التأمين في القانون ‪ ،‬ديوان المطبوعات الج ازئرية‪.1980،‬‬ ‫‪.6‬‬
‫مختار محمود الهانس‪ ،‬إب ارهيم عبد النبي حمودة ‪،‬التأمين التجاري والجتماعي‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪.7‬‬
‫الثانية ‪،‬ديوان المطبوعات الفنية‪ ،‬مصر ‪.2004‬‬

‫بهاء بهيج شكري ‪،‬التأمين البحري في التشريع والتطبيق‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬األردن‪2008،‬‬ ‫‪.8‬‬

You might also like