Professional Documents
Culture Documents
بعد تشعب وتطور أعمال التأمين ,وكبر حجم التغطيات التأمينية ,فقد وجدت الحاجة ,لتأمين
مثل هذه األخطار المؤمنة ,زيادة في االمان و االطمئنان ,ولعل الهدف من إعادة التأمين بشكل
مباشر؛ هو حماية شركات التأمين من الخسائر المحتملة الحدوث لوثائقها وذلك عن طريق
تحويل تلك الخسائر إلى معيد التأمين )أي استرداد خسائرها من معيد التأمين( مقابل قسط
تدفعه للمعيد ,وهو ما دفع شركات التأمين الللتجاء لمثل هذا األسلوب لحماية وثائقها من
الخسائر .وفي هذا العدد سنتعرف على إعادة التأمين نشأته ,أسبابه وأهم األساليب المستخدمة
إلعادة التأمين من هنا نطرح االشكالية التالية:
سنتطرق في هذا المبحث إلى نشأة إعادة التأمين وأهم التعاريف الموجودة إلعادة التأمين
وكذا أهميته.
" ليس هناك ما يدل بشكل قاطع على بداية ممارسة أعمال إعادة التأمين ،غير أن بعض
الباحثين يرجعون أن ممارسة هذه األعمال كانت معاصرة لبدء جماعة اللومبارد بممارسة
أعمال التأمين البحري خالل القرن ال اربع عشر ،وقد عللوا هذا االعتقاد بأن الدافع الذي
حمل التاجر على تأمين بضاعته ،أو سفينته من األخطار البحرية ،بقصد نقل عبء الخسارة
المحتملة إلى كاهل المؤمن قد يكون أيضا هو نفس الدافع الذي حمل المؤمن على مقاسمة هذا
العبء مع شخص آخر هو معيد التأمين ،وعلى أري هؤالء الباحثين ،فإنه بالرغم من أن
1
ممارسة أعمال التأمين البحري من قبل هيئات محترفة ،قد بدأت خالل القرن السابع عشر".
" إال أن هناك أدلة تشير إلى أن هذه األعمال كانت تمارس بشكل فردي منذ القرن ال
اربع عشر ،وأن األشخاص الذين كانوا يمارسون هذه األعمال كانوا في البداية متحفظين في
قبول تغطية أخطار تتجاوز قيمة تأمينها حدود مقدرتهم المالية ،وبمرور الزمن ،ونتيجة لزيادة
الطلب على التأمين البحري ،اعتادوا على قبول أخطار تتجاوز قيمة تأمينها حدود مقدرتهم
المالية ،األمر الذي حملهم على التفكير في إيجاد وسيلة يتمكنون من خاللها مقاسمة أعباء
الخطر مع شخص آخر يشاركونه في تحمل جزء من المسؤولية الملقاة على عاتقهم وبذلك
2
توصلوا إلى الصورة األولى إلعادة التأمين".
" ويعزز الباحثين ،وجهة نظرهم بالقول إن هناك بعض الق ارئن تشير إلى أن أول
عملية إلعادةالتأمين قد تمت سنة 1370م .
1بهاء بهيج شكري (،إعادة التأمين بين النظرية والتطبيق) ،دار الثقافة ،األردن ،2008 ،ص .92
2بهاء بهيج شكري( ،التأمين البحري في التشريع والتطبيق) ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عم ان ،2009،ص
.589
وبصرف النظر عن هذا ال أري المبني على االفت ارض ،فإنه من الثابت بشكل قاطع
أن أعمال إعادة التأمين البحري تمارس على نطاق واسع خالل القرن الثامن عشر بدليل
صدور قانون في المملكة المتحدة سنة 1776يقضي ببطالن عقود إعادة التأمين البحري ما لم
يكن إب ارمها قد تم من أجل حماية حقوق المؤمن له في حالة إعسار أو إفالس أو موت
3
المؤمن".
" كما صدر سنة 1755ق ارر يتيح ألي مؤمن أن يعيد التأمين على أي تأمين حصل
عليه ،مما يدل على أن ممارسة أعمال إعادة التأمين لم تكن قاصرة على التأمين البحري،
حيث أطلق بموجب قانون صدر في السنة المذكورة ،وحيث إن الطلب على إعادة التأمين في
ذلك الوقت كان قاص ار على تغطية خطر واحد معين بالذات ،فمن المؤكد أن الطريقة األولى
لممارسته كانت هي طريقة إعادة التأمين االختياري وحيث لم يكن هناك شركات إعادة التأمين
متخصصة خالل القرن الثامن عشر والنصف األولى من القرن التاسع عشر فقد كانت هذه
األعمال تمارس من قبل شركات التأمين المباشر كجزء من أعمالها وكانت هذه الشركات
تتبادل فيما بينها عمليات إعادة التأمين بشكل متقابل ليس على أساس إسناد خطر مقابل خطر
بل على أساس أن يكون مجموع ما يسند من شركة ألخرى خالل سنة واحدة متوازنا مع
اإلسناد المتقابل من الشركة األخرى المسند لها ،وكانت العالقة بين الشركتين أشبه بالعالقة
بين المؤمن له والمؤمن إذ كان على أي من الشريكتين المتبادلتين عندما تباشر اإلسناد أن
تصرح للشركة المسند لها
بكافة الظروف المادية المتعلقة بالخطر الم ارد إسناده والتي من شأنها أن تمكن الشركة المسند
4
لها من تقرير قبول اإلسناد أو رفضه".
" وبمرور الزمن ،واتساع محافظ شركات التأمين المباشر نتيجة زيادة الطلب على
التأمين وظهور أنواع جديدة منه ،أصبح إعادة التأمين االختياري الذي يعتمد على إعادة تأمين
كل خطر على حدى ،ويتطلب التصريح بالظروف المادية المتعلقة به ،مع حق معيد التأمين
بالرفض ال يتماشى مع الرغبة في تغطية كامل محفظة األخطار بشكل فوري غير معلق على
3بهاء بهيج شكري( ،إعادة التأمين بين النظرية والتطبيق) ،مرجع سبق ذكره ،ص .03
4محمد صالح الصدقي( ،التأمين ورياضياته) ،دار النهضة العربية ،بيروت ،1973،ص .256
ق ارر معيد التأمين وفي محاولة إل ازلة عيوب إعادة التأمين االختياري حصل تطور مهم"" 5
خالل القرن التاسع عشر ،في ممارسة أعمال إعادة التأمين وكانت أولى مظاهر هذا التطور
ظهور طريقة جديدة إلعادة التأمين تتم بموجب اتفاقية يستمر نفاذها لفترة غير محدودة وتغطي
كافة األخطار من صنف معين والتي يتم قبولها من قبل المؤمن المباشر خالل فترة نفاذ
االتفاقية ،ويكون معيد التأمين بموجبها ملزما بصورة إجبارية بقبول كل ما يسند له من هذه
األخطار بشرط أن يلتزم المؤمن المباشر بدوره بإسناد الجزء المتفق عليه من جميع األخطار
التي يؤمن عليها من الصنف المغطى باالتفاقية وكانت أولى اتفاقية من هذا النوع قد أبرمت
في أوروبا سنة ،1821تبعتها اتفاقية أخرى أبرمت في المملكة المتحدة سنة 1824فعرفت
هذه الطريقة بطريقة إعادة التأمين اإلتفاقي أو اإلجباري ،أما المظهر اآلخر لهذا التطور فقد
تمثل في تأسيس شركات متخصصة بإعادة التأمين ينحصر نشاطها بهذا العمل وال تتنافس
شركات لتأمين المباشر في ممارسة التأمين المباشر ،فكانت الشركة المسماة كولونيا التي
تأسست سنة 1846أول شركة من هذا النوع ثم تبعتها شركات متخصصة أخرى ،وبظهور
الشركات المتخصصة توزعت الشركات المتخصصة بإعادة التأمين اإلتفاقي وقد أدى تأسيس
الشركات المتخصصة إلى زيادة الطلب على إعادة التأمين لما يتضمنه من سعة في التغطية
ٕوٕا ل ازم لمعيد التأمين بقبول كل ما يسند إليه ،كما أدى ممارسة الشركات المتخصصة ألعمال
إعادة التأمين اإلتفاقي إلى ظهور صور متعددة لالتفاقيات وبنتيجة لذلك تقلص نطاق اللجوء
إلى إعادة التأمين االختياري إذ انحصر اللجوء إليه بإحاالت خاصة محدودة وقد ترتب أيضا
حل إعادة التأمين اإلتفاقي محل إعادة التأمين االختياري في عمليات إعادة التأمين المتبادل.
ومن مظاهر تطور إعادة التأمين أيضا تأسيس الشركات المتخصصة ،ظهور ما يعرف
بشركات الوساطة إلعادة التأمين فقد تأسست في المملكة المتحدة شركات ضخمة يقتصر عملها
عل التوسط بين المؤمن المباشر وبين معيد التأمين ،في إب ارم اتفاقيات إعادة التأمين وقد
سهل توسط هذه الشركات مهمة كل من المؤمن المباشر ومعيد التأمين إذ أصبحت شركات
الوساطة هذه تتولى بنفسها د ارسة وتحليل المحافظ التأمينية للمؤمن المباشر وترشده إلى
االتفاقيات التي تتالءم مع طبيعة أخطار محافظة ،كما أنها تقوم بالتعاقد مع المؤمن المباشر
5رمضان أبو السعود (،أصول التأمين) ،الطبع ة الثاني ة ،دار المطبوع ات الجامعي ة ،اإلس كندرية ،2000،ص
.54
باسمها ولمصلحة معيدي التأمين بصفة وكيل بالعمولة ،ثم تقوم بتوزيع حصص االتفاقية على
عدد من المعيدين الذين تتعامل معهم وتنحصر كافة الم ارسالت بخصوص أعمال إعادة
التأمين وتسوية الحسابات بما في ذلك تحويل أقساط التأمين و تحويل التعويضات بين المؤمن
6
المباشر وبين شركة الوساطة".
اختلفت المفاهيم الفقهية المتعلقة بإعادة التأمين و يرجع ذلك بصفة أساسية إلى أن إعادة
التأمين ينطوي على جانبين ،الجانب األول قانوني والجانب الثاني فني.
" إعادة التأمين هو عقد يقبل الطرف األول فيه ويسمى شركة إعادة التأمين أو معيد
التأمين ،في مقابل قسط أو مبلغ من المال تعويض الطرف الثاني و يسمى شركة التأمين أو
الشركة المتنازلة أو المسندة عن خسائرها المحتملة والتي قد تنتج عن وثائق التأمين التي
7
تصدرها للمؤمن لهم تعويضا كليا أو جزئيا" .
" إعادة التأمين هو عقد تأمين جديد ،منفصل ومستقل عن وثيقة التأمين األصلية،
على نفس الخطر الذي تم التأمين عليه بموجب وثيقة التأمين األصلية التي أصدرتها شركة
التأمين وبموجب هذا العقد الجديد (عقد إعادة التأمين) يوافق معيد التأمين على تعويض
الشركة المتنازلة عن خسائرها المحتملة والناجمة عن وثائق التأمين األصلية التي أصدرتها
8
وذلك في مقابل قسط أو مبلغ من المال تدفعه الشركة المتنازلة إلى معيد التأمين".
" يقصد بإعادة التأمين قيام شركة التأمين بقبول األخطار ذات المبالغ الكبيرة ومن
ثم توزيع هذا الخطر بإعادة تأمين جزء أو أج ازء منه لدى شركات تأمين أخرى تقوم
6بهاء بهيج شكري (،إعادة التأمين بين النظرية والتطبيق) ،مرجع سبق ذكره ،ص.23
7نبيل محمد مختار (،إعادة التأمين) ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،2005،ص 02
8محمد رفيق المصري (،التأمين ٕوٕادارة الخطر) ،دار زه ارن للنشر والتوزيع ،األردن ،2009،ص309
بالمشاركة بالج زء المخصص لها في تحمل األخطار بحدود األج ازء التي تقبلها وذلك مقابل
دفع عمولة متفق عليها للشركة األ ولى وبالجزء المعاد تأمينه تعمل الشركة األولى بهذه الحالة
9
عمل التأمين بالوكالة على أن تبقى مسؤولة مباشرةأمام العميل".
" إعادة التأمين اتفاق داخلي بين هيئتين أو أكثر من هيئات التأمين ،تقوم الهيئة
األولى بالتنازل عن جزء من كل عملية تأمينية تحصل عليها الهيئة ،وذلك مقابل أن تلتزم
الهيئة األخرى بتحمل نسبة من التعويض المدفوع للمؤمن له في حال وقوع الخطر المؤمن
ضده في صورة حادث حين تلتزم الهيئة األولى بسداد مبلغ معين للهيئة األخرى وهو نصيب
تلك الهيئة من قسط التأمين وهذا االتفاق قد يكون اتفاق مسبق لكل العمليات التأمينية أو اتفاق
10
فوري حسب كل عملية".
" وتسمى الهيئة األولى بالمؤمن األصلي أو الهيئة المتنازلة أو المؤمن المباشر ،أما
الهيئة الثانية فتسمى بالهيئة القابلة أو الهيئة المتنازل لها أو هيئة إعادة التأمين أو معيد التأمين
وقد يكون معيد التأمين متخصص في إعادة التأمين فقط أو يقوم بقبول العمليات التأمينية
11
المختلفة باإلضافة إلى قبول عمليات إعادة التأمين".
ويالحظ أن عملية إعادة التأمين تتم بين المؤمن األصلي وهيئة إعادة التأمين دون
موافقة أو علم المؤمن له وعالقة المؤمن له عالقة مباشرة مع المؤمن األصلي فقط وال يمكن
12
له الرجوع على هيئة إعادة التأمين ".
9عرفات اب ارهيم فياض (،إدارة الت++أمين والمخ++اطر) ،دار البداي ة ناش رون وموزع ون ،عم ان ،2011،ص
.19
10أسامة عزمي سالم ،أشقيري نوري موسى (،إدارة الخطر والت+أمين) ،دار الحام د للنش ر والتوزي ع ،عم ان ،
،2009ص
.170
11خالد ارغب الخطيب( ،التأمين من الناحية المحاسبية والتدقيقية) ،دار كنوز للنشر والتوزيع ،عمان ،
،2009ص .97
12ثناء محمد طعيمة ( ،محاسبة شركات التأمين) ،مرجع سبق ذكره ،ص .87
عمومي ات ح ول الت أمين الفص ل األول:
وإعادة التأمين
إعادة التأمين هي عملية مقاسمة المسؤولية عن الخطر المؤمن منه بين شركة التامين وشركة
إعادة التأمين ،فتلتزم شركة التأمين بأن حمل على عاتقها مسؤولية تغطية جزء من قيمة
الخطر وتسند الجزء الباقي إلى معيد التامين مقابل جزء من أقساط التأمين .
" إعادة التأمين هو وسيلة تستخدمها شركة التأمين لتقليل خسائرها المادية والناتجة عن
األخطار التي قبلت االكتتاب فيها ،وذلك بتحويل تلك الخسائر إلى معيد التأمين في مقابل قسط
للمعيد.
حقيقة أننا نستطيع أن نشبه إعادة التأمين بجهاز امتصاص الصدمات في السيارة ،التي
تسير على طريق وعر به مطبات مما يخفف من دفع الصدمة أو الهزة على الركاب وهكذا
يكون األمر بالنسبة إلعادة التأمين أنه ال يمنع حدوث الخسائر التي تتحملها شركات التأمين،
13
ولكنه سوف يخفف من حدة آثارها ونتائجها".
" إن المفهوم األساسي الذي يستند إليه التأمين هو توزيع الخسارة على أكبر عدد ممكن
وفقا لقانون األعداد الكبيرة ،فتقوم شركة التأمين بتحصيل أقساط من أعداد كبيرة من المؤمن
لهم ومن حصيلة تلك األقساط تسدد الشركة الخسائر المتحققة ،وكلما كانت األعداد الكبيرة ال
نهائية واألخطار المؤمن عليها متشابهة ومتطابقة كلما نجحت شركة التأمين في تحقيق هدفها
بكل دقة وٕا تقان ،دون أن تعرض نفسها ألزمات مالية تهدد هامش سيولتها أو تؤدي إلى
إفالسها.
ولما كان في الحياة العملية من الصعب ألي شركة تأمين أن تحصل على هذا العدد
الالنهائي من األخطار المتشابهة والمتطابقة لذلك فهي تلجأ إلى إعادة التأمين القتسام الخسائر
وكذلك األقساط بينها وبين شركات إعادة التأمين وفقا لشروط معينة ،وبهذه الطريقة تستطيع
13نبيل محمد مختار (إعادة التأمين) ،مرجع سبق ذكره ،ص .31
،
شركة التأمين أن تتوسع في قبول األخطار الضخمة بأن تحتفظ لنفسها بجزء من تلك األخطار
وتعيد تأمين الجزء المتبقي الذي يزيد عنقدرتها.
خالصة القول أن الغرض األساسي إلعادة التأمين هو تخفيف آثار الخسائر على شركات
التأمين ومعالجة تقلباتها من سنة ألخرى نتيجة لصعوبة تطبيق قانون األعداد الكبيرة بطريقة
14
كاملة أو نتيجة تغير الظروف والتوقعات".
كذلك تفتيت الخطر أو تجزئته ،ألن تفتيت الخطر يعطي لشركة التأمين القدرة على مواجهة
الخطر عند وقوعه مهما كان حجم الضرر ،كذلك غرضها هو تدعيم شركات التأمين ويمكن
تسمية عملية تفتيت الخطر بالتأمين المشترك.
15
ومنه تفتيت الخطر يؤدي إلى حماية الشركة من االنهيار".
14خالد ارغب الخطيب (،التأمين من الناحية المحاسبية والتدقيقية) ،مرجع سبق ذكره ،ص .86
15أحمد شرف الدين ( ،أحكام التأمين في القانون والقضاء) ،د ارسة مقارنة ،دار الجامعي ة للنش ر وللطباع ة،
الكويت ،
،1999ص .21
المبحث الثاني :مقومات عمليات إعادة التأمين
ال تقوم إعادة التأمين إال بتوفر مجموعة من العناصر والمبادئ القانونية والشروط التي
تعتبر مهمة وأساسية في عملية إعادة التأمين.
وهو المؤمن األصلي والذي يقوم بالتنازل عن حصته من العملية لمعيد أو معيدي
التأمين وبالتالي فإنه يقوم بنقل جزء من الخطر إلى هيئة أو هيئات إعادة التأمين.
الهيئة التي تقبل أعمال إعادة التأمين ،وقد تكون هيئة مهمتها األساسية إعادة التأمين أو
تمارس نشاط إعادة التأمين إلى جانب أعمالها التأمينية األخرى .
وهو المبلغ الذي يتنازل عنه المؤمن األصلي إلى هيئة إعادة
التأمين.
وهو الفرق بين مبلغ التأمين الذي اتفق المؤمن األصلي مع المؤمن له على دفعه عند
وقوع الخطر والمبلغ المعاد تأمينه لدى هيئة إعادة التأمين.
16أسامة عزمي سالم (إدارة الخطر والتأمين) ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص .171 ،170
وهو ذلك المبلغ الذي تتقاضاه هيئة التأمين المباشر لتغطية المصاريف التي تحملتها في
سبيل حصولها على تلك العملية.
إن المبادئ القانونية األساسية إلعادة التأمين هي نفس المبادئ التي تنطبق على التأمين
وهي:
" المصلحة التأمينية هي العالقة المالية المعترف بها قانونيا بين المؤمن له وموضوع
18
التأمين بمعنى أن المؤمن له سوف يستفيد من بقاء موضوع التأمين سليما".
وفي وثيقة تأمين الحياة فإن موضوع التأمين هو حياة المؤمن عليه وبالتالي يتضح مما
سبق أنه اليستطيع أحد أن يؤمن على أشياء أو ممتلكات ليس له فيها مصلحة تأمينية" .
19
هنالك بعض المصالح التي يصعب تعريفها أو تحديد قيمتها وهي كالتالي:
17علي محمد بدوي (،التأمين دارسة تطبيقية) ،الطبعة الثاني ة ،دار الفك ر الج امعي ،اإلس كندرية ،2009،ص
ص ،160
.161
18نبيل محمد مختار( ،إعادة التأمين) ،مرجع سبق ذكره ،ص .21
19محمد حسام لطفي( ،األحكام العامة لعقد التأمين) ،د ارسة مقارنة بين القانون المصري والفرنسي،
الطبعة الثانية ،دار الجامعية للنشر والطباعة ،األردن ،1990،ص.71
أوال :خلق المصلحة التأمينية
" في تأمين الممتلكات فإن المصلحة التأمينية تنشأ من امتالك الشيء موضوع التأمين
باإلضافة إلى حاالت أخرى حددها القانون ،فاألمين له مصلحة تأمينية على الشيء المؤتمن
عليه...الخ وفي تأمين المسؤولية فإن المصلحة التأمينية تنشأ من المس ؤولية القانونية التي قد
تقع على المؤمن له نتيجة خطأ ارتكبه فالسائق قد يصطدم باآلخرين أو بممتلكاتهم والطبيب قد
يخطئ في اجراء الجراحة.
في تأمين الممتلكات فإن ما يتم التأمين عليه ليس هو المبنى أو السفينة أو
المخزون...الخ ولكن المصلحة المالية للمؤمن له في تلك البنود والتي تحدد بالمبلغ الذي قد
يخسره في حالة هالك موضوع التأمين ٕوٕا ال سيكون التعويض ربحا صافيا للمؤمن له األمر
20
الذي يتعارض مع مبدأ التعويض ويؤدي إلى افتعال المؤمن له للحوادث أو زيادته للخسائر".
" في تأمين الحياة ينبغي وجود المصلحة التأمينية للمؤمن له منذ بداية إب ارم الوثيقة ،
وفي التأمين البحري ينبغي وجود المصلحة التأمينية للمؤمن له وقت الخسارة وال يتطلب
القانون وجودها وقت إب ارم الوثيقة ،وينبثق ذلك من عادات التجارة البحرية على سبيل
المثال تغيير ملكية البضائع أثناء نقلها وتكون وثيقة التأمين البحري مستند رئيسي في تحويل
ملكية البضائع أثناء نقلها فيكون لمشتري البضائع مصلحة تأمينية منذ لحظة نقل ملكيتها إليه
اربعا :المصلحة التأمينية 21
بالرغم من أنه لم يكن له مصلحة تأمينية وقت إب ارم الوثيقة" .
للشركة المتنازلة
20نبيل محمد مختار (إعادة التأمين) ،مرجع سبق ذكره ،ص .31
21فايز أحمد عبد الرحمن( ،أثر التأمين على االلتازم بالتعويض) ،د ارسة في القانونين المصري
والفرنسي والشريعة اإلسالمية ،دار الفكر الجامعي ،األردن ،1990،ص ص.87 ، 57
" إن لشركة التأمين مصلحة تأمينية في الخطر الذي قبلت االكتتاب فيه وتتمثل تلك
المصلحة التأمينية في مسؤوليتها القانونية بأن تدفع التعويضات إلى المؤمن لهم في حالة هالك
أو تلف الخطر المؤمن عليه.
إن هذه المصلحة التأمينية تعطيها الحق في أن تعيد التأمين لتخفيف األض ارر التي قد
تقع عليها في حالة هالك أو تلف موضوع التأمين.
إن مبدأ التعويض هو أداة الرقابة على التأمين ،ويقضي مبدأ التعويض بإرجاع المؤمن
له إلى الحالة المالية التي كان عليها قبل وقوع الخسارة ،...فوثيقة التأمين هي عقد تعويض
فقط...ولو كان هناك اقت ارحا يمنع المؤمن له من الحصول على هذا التعويض الكامل أو
إعطاء المؤمن له أكثر من التعويض الكامل ،فإن هذا االقت ارح بالتأكيد خاطئ باستثناء
بعض الحاالت المتعارف عليها كتطبيق قاعدة النسبيةوالسماح بالوثيقة أو الوثائق التي تحتوي
على حد أقصى لمسؤولية شركة التأمين أو عندما تدفع شركةالتأمين التعويض بدون خصم
نسب االستهالك...الخ
ولمبدأ التعويض عالقة بمبدأ المصلحة التأمينية ألن التعويض يجب أن ال يزيد عن
المصلحة المالية للمؤمن له في موضوع التأمين ،وألن مبدأ التعويض يعتمد على نفس قواعد
التقييم الخاصة بمبدأ المصلحة التأمينية والسابق شرحها.
وفقا لمبدأ التعويض فإن الشركة المتنازلة يجب أن ال تسترد من المعيد أكثر من قيمة
22
نصيبه في الخسارة األصلية التي دفعتها للمؤمن لهم".
22فايز أحمد عبد الرحمن( ،أثر التأمين على االلتازم بالتعويض) ،نفس المرجع السابق ،ص .97
" يشتمل مبدأ منتهى حسن النية على عنصرين أساسين هما :اإلفصاح أو اإلباحة
بالمعلومات وبيان الحالة أو وصف األوضاع ،إذ يجب أن تفصح الشركة المتنازلة عن كافة
الحقائق الجوهرية للمعيد ،وتعتبر الحقائق جوهرية إذا كان لها تأثير على حكم المعيد من حيث
قبوله الخطر أو رفضه أو تحديده لسعر إعادة التأمين.
كما يجب أن يكون بيان الحالة أو وصف األوضاع صادقا وحقيقيا ،ويتمثل بيان الحالة
في قسيمة إعادة التأمين واإلجابة على استفسا ارت المعيد واإلحصائيات المقدمة له...الخ.
إن اإلخالل بمبدأ منتهى حسن النية"إخفاء الحقائق الجوهرية ،أو تقديم معلومات كاذبة".يؤدي
23
إلى بطالن عقد إعادة التأمين" .
24
تتمثل شروط ومتطلبات عقد إعادة التأمين فيما يلي:
" عندما تطلب الشركة المتنازلة (شركة التأمين) إعادة التأمين فإنها يجب أن تفصح بص
ارحة عن كل الحقائق الجوهرية إلى معيد التأمين ،وذلك قبل انعقاد العقد ،وتعرف الحقائق
الجوهرية بأنها أي حقيقة قد تؤثر على معيد التأمين من حيث قبوله للخطر أو رفضه أو
25
تحديده لسعر إعادة التأمين"
23بهاء بهيج شكري (إعادة التأمين بين النظرية والتطبيق) ،مرجع سبق ذكره ،ص.84
24محمد حسام لطفي( ،األحكام العامة لعقد التأمين) ،مرجع سبق ذكره ،ص .22
25بهاء بهيج شكري( ،التأمين البحري في التشريع والتطبيق) ،مرجع سبق ذكره ،ص .05
الفرع األول :اإليجاب والقبول
" يتم اإليجاب أو العرض عندما تقدم الشركة المتنازلة إلى المعيد ،أو سمسار إعادة
التأمين بالنيابة عن الشركة المتنازلة قسيمة إعادة التأمين وهي مذكرة تحتوي على تفاصيل
األخطار الم ارد إعادة تأمينها والشروط المطلوبة ،قد يوافق معيد التأمين على تلك القسيمة
بالتوقيع عليها ومنذ هذه اللحظة يكون العقد قد انعقد بقبول معيد التأمين لتلك األخطار
الشروط ،أو قد يعدل معيد التأمين شروط القسيمة ويسمى ذلك بالعرض المضاد ،وعندما يتم
الموافقة النهائية من الطرفين يكون العقد قد انعقد.
باإلضافة إلى قسيمة إعادة التأمين فإنه يمكن أن ينعقد العقد عن طريق التلكس أو الفاكس
أوالوسائل اإللكترونية أو شفهيا ألن القانون ال يتطلب شكل معين النعقاد العقد ولكن في الحياة
العمليةغالبا ما يكون عقد إعادة التأمين في شكل كتابي.
مقابل الوفاء هو من مقومات العقود بما في ذلك عقد إعادة التأمين...أن طرفي العقد
يجب أن يعدا بأن يعمال شيئا ما...فيعد معيد التأمين بأن يدفع نصيبه من المطالبات المحتملة
ضد شركة التأمين مقابل قسط أو مبلغ من المال تدفعه شركة التامين إلى المعيد (أو مقابل وعد
من شركة التأمين بأن تدفع ذلك القسط).
فشركة إعادة التأمين تعد بدفع نصيبها من خسائر شركة التأمين مقابل القسط الذي تتمتع
به من شركة التأمين.
وشركة التأمين تعد بدفع أقساط إلى شركة إعادة التأمين مقابل الحماية التي تتمتع بها من
المعيد بأن يشارك في الخسائر التي قد تتكبدها شركة التأمين .وهكذا فإن عملية إعادة التأمين
26
تكون عبارة عن تبادل الوعود التعاقدية".
" إن العقد يجب أن يكون واضح الشروط ودقيق في معاني الكلمات ،ليتجنب الغموض
في تفسير كلماته...كما أن غموض الشروط الواردة في العقد قد يؤدي إلى بطالنه ،وغالبا ما
ينشأ الن ازع حول معنى كلمة أو شرط في العقد قد يؤدي إلى بطالنه ،وغالبا ما ينشأ الن ازع
حول معنى كلمة أو شرط في العقد خاصة عندما يدعى أحد طرفي العقد إخالل الطرف اآلخر
بشروط العقد ،وينكر الطرف اآلخر إخالله بالعقد ألنه يفسر شروطه بطريقة مختلفة عن
الطرف األول.
26بهاء بهيج شكري ( ،التأمين البحري في التشريع والتطبيق) ،نفس المرجع السابق ،ص .15
عمومي ات ح ول الت أمين الفص ل األول:
وإعادة التأمين
ويدور هذا الن ازع أساسا حول المطالبات (التعويضات)...وما إذا كان معنى كلمة
27
معينة في الوثيقة يغطي هذه الخسارة أم يستثنيها".
" عند انعقاد العقد فإن قسيمة إعادة التأمين تحتوي على تفاصيل وشروط العقد وبعد أن يوقع
عليها معيد التأمين ،فإن سمسار إعادة التأمين يرسل إلى الشركة المتنازلة إشعار تغطية وبعد
ذلك يقوم المعيد بإصدار نصوص االتفاقية ويوقع عليها من المعيد والشركة المتنازلة.
تكون قسيمة إعادة التأمين الدليل الوحيد على شروط العقد إلى أن يتم إصدار نصوص
االتفاقية ويتم توقيعها.
أما إشعار التغطية فال يعتبر مستند تعاقدي بين المعيد والشركة المتنازلة ،ألن معيد التأمين ال
يرى إطالقا إشعار التغطية ولكنه مستند بين السمسار والشركة المتنازلةٕ ،واذا كان هناك
خالف بين قسيمة إعادة التأمين ونصوص االتفاقية فإن المحاكم تأخذ بنصوص االتفاقية على
أساس أنها الحقة للقسيمة.
هذا يعني أن إعادة التأمين سيكون جنبا إلى جنب مع وثيقة التأمين األصلية ،فيتبع
مصيرها وشروطها واشت ارطاتها.
أو قد تشير قسيمة إعادة التأمين إلى الشروط القياسية بمعنى عند تجديد إعادة التأمين على
خطر معين قد تذكر عبارة مثل المنتهى ،أي أن إعادة التأمين الجديد سيكون بنفس شروط
إعادة التأمين القديم (المنتهي)".28
27بهاء بهيج شكري (،التأمين البحري في التشريع والتطبيق) ،مرجع سبق ذكره ،ص .35
28نبيل محمد مختار (،إعادة التأمين) ،مرجع سبق ذكره ،ص .91
عمومي ات ح ول الت أمين الفص ل األول:
وإعادة التأمين
" هو إق ارر الشركة المتنازلة للمعيد بوجود أوضاع أو أمور معينة أو تعهدها بأن
عمال معينا سينفذ أو سوف ال ينفذ...فإن أخلت الشركة المتنازلة بإق اررها أو تعهدها ،اعتبر
هذا اإلخالل خرقا لالشت ارط أو التحذير...وبذلك تنتهي مسؤولية المعيد من تاريخ خرق
االشت ارط ،سواء كان هذا اإلخالل سببا في الخسارة أو لم يكن سببا في الخسارة ،فإذا كان
هذا اإلق ارر وعدا بوجود أوضاع معينة مثل إق ارر الشركة المتنازلة بأنها تحتفظ بنسبة
%20من كل خطر ثم أخلت بإق اررها فإن هذا اإلخالل يبطل أو يلغي العقد من البداية ،أما
إذا كان اإلخالل باالشت ارط يتعلق بأمور مستقبلية مثل تعهد الشركة المتنازلة بأن تدفع قسط
إعادة التأمين في خالل 90يوما فإن فشلها في دفع القسط يبطل العقد منذ لحظة انتهاء 09
29
يوما".
" هو الت ازم الشركة المتنازلة بأن تقوم بعمل معين ،أو هو الشرط الذي يجب أن تقوم
بتنفيذه الشركة المتنازلة حتى تجعل المعيد مسؤوال أو لتستطيع استرداد التعويضات من المعيد
على سبيل المثال عندما يرد في عقد إعادة التأمين النص التالي (أنه شرط سابق لمسؤولية
المعيد عن دفع التعويضات أن تقوم الشركة المتنازلة بإخطار المعيد في خالل أربعة عشر
يوما من تاريخ علمها بالحادث)؛
إن فشل الشركة المتنازلة بأن تخطر المعيد في خالل أربعة عشر يوما يؤدي إلى إبعاد المعيد -
من المسؤولية (يرفض المعيد دفع نصيبه من مطالبة معينة فقط أو تعويض معين
فقط)...بمعنى أنه ال يستطيع أن يبطل عقد إعادة التأمين كله ،فإذا حدثت مطالبة أخرى
(خسارة ثانية) بعد ذلك وأخطرت الشركة المتنازلة المعيد بالمطالبة الثانية في خالل أربعة
عشر يوما ،فإن المعيد يكون مسؤوال عن الخسارة الثانية رغم إنكاره للخسارة األولى؛
29بهاء بهيج شكري (،التأمين في التشريع والتطبيق) ،مرجع سبق ذكره ،ص .35
عمومي ات ح ول الت أمين الفص ل األول:
وإعادة التأمين
الشرط السابق للوثيقة أو العقد :أن اإلخالل بالشرط السابق للوثيقة يؤدي إلى إلغاء العقد -
كله ،على سبيل المثال عندما يرد في عقد إعادة التأمين النص التالي":أنه شرط سابق للعقد أن
30
تحتفظ الشركة المتنازلة 02بالمائة من كل خطر"؛
النية لخلق عالقة قانونية :يعرف العقد بأنه اتفاقية ملزمة قانونا ألط ارفه ويفترض في كافة -
العقود التجارية بأنها ملزمة قانونا لطرفيها ما لم يكن هناك شواهد أو اتفاق على خالف ذلك؛
عدم مخالفة القانون :يكون العقد باطال وغير قابل للتنفيذ فإذا كان مخالفا للقانون وتكون وثيقة -
31
التأمينمخالفة للقانون في حاالت كثيرة نذكر منها"؛
" افتقاد المؤمن له للمصلحة التأمينية :إذا كانت وثيقة التأمين مخالفة للسياسة العامة كالتأمين -
على ممتلكات األعداء أو التأمين على بضائع مهربة أو مسروقة؛
لقد اعتبر عقد إعادة التأمين مع معيد التأمين غير مصرح له بم ازولة المهنة عقدا باطال وغير -
قابل للتنفيذ ،كذلك فإن وثيقة التأمين الصادرة من مؤمن غير مصرح له بم ازولة المهنة تكون
باطلة وغير قابلة للتنفيذ.
ونستنتج من ذلك أن إعادة التأمين للمؤمن غير المصرح له يكون باطال أيضا إلى أن
جاء قانون الخدمات المالية بانجلت ار لينص على":أنه في حالة التأمين الممنوح من المؤمن أو
المعيد الغير مصرح له فإن المؤمن له ،أو الشركة المتنازلة ،له الخيار في أن يطلب استرداد
32
القسط الذي سبق أن دفعه".
سنتطرق في هذا المطلب إلى دور إعادة التأمين وكذلك إلى تقدير حدة االحتفاظ من قبل
شركة التأمين
30محمد رفيق المصري (،التأمين ٕوٕادارة الخطر) ،مرجع سبق ذكره ،ص . 318
31جديدي مع ارج (،مدخل لدارسة قانون التأمين الجازئري) ،مرجع سبق ذكره ،ص .21
32محمد حسن قاسم (،محاضارت في عقد التأمين) ،مرجع سبق ذكره ،ص.61
عمومي ات ح ول الت أمين الفص ل األول:
وإعادة التأمين
" في غياب عمليات إعادة التأمين ،فإن شركات التأمين ال يمكنها االكتتاب بأخطار ذات
قيمة تفوق طاقتها االستيعابية الخاصة بكل فرع من النشاط ،خاصة إذا كانت شركة حديثة
النشأة تفتقر إلى الخبرة ٕوٕا لى عدد من العقود المهمة وعليه فإن إعادة التأمين تشجع شركات
التأمين بصفة عامة ،على زيادة قدرتهم االستيعابية وذلك بالقبول االكتتاب بعمليات كثيرة مهما
كانت مسؤوليتها المالية والباقي تتم إحالته إلى إعادة التأمين ،فإب ارم عقد إعادة التأمين قد
33
يؤدي إلى مضاعفة طاقة استيعاب المؤمن المباشر".
" تعتمد شركات التأمين في تحديد طاقة استيعابها على قد ارتها المالية ،وكذلك عوامل
اإلحصاء
(قانون األعداد الكبيرة ) من أجل معرفة فرص تحقق األخطار بالماضي والتي يتوقع تحققها
تقريبا ومع هذا فقد يجري عدم توافق بين الد ارسات اإلحصائية والنتائج المحققة وتجد شركة
التأمين نفسها بمأزق لكن اللج وء إلى إعادة التأمين يسمح بتحسين النتائج التقنية للشركة من
سنة إلى أخرى بالرغم من وجود فوارق .ثالثا :تجانس بطاقة االستيعاب
لكي تكون النتائج التقنية اللت ازمات شركة التأمين منتظمة من سنة ألخرى وتتوافق
مع االحتماالت المقام بها يجب أن تكون المبالغ المحتفظ بها متجانسة قدر اإلمكان فاألخطار ال
تحمل نفس القدر من األهمية وتختلف من عقد ألخر كالحريق ،الحياة ....وهذا ما يستدعي
االختالف بمعدل األقساط المطلوبة بكل فرع ،لكن احتمال الخطأ يظل واردا في تحديد األقساط
يبقى إذا تحقيق التجانس بقيمة الت ازمات شركة التأمين بفضل اللجوء إلى إعادة التأمين حيث
33أحمد شرف الدين ( ،أحكام التأمين) ،مرجع سبق ذكره ،ص .92
عمومي ات ح ول الت أمين الفص ل األول:
وإعادة التأمين
تحتفظ بأج ازء من األخطار ال تتجاوز المبالغ المحتفظ بها وتتخلى إلعادة التأمين عن األج
34
ازء المتبقية ".
" تلعب عملية إعادة التأمين دوار مهما في تحسين مالءة شركات التأمين عن طريق
تحويل األقساط والتعويضات بينها وبين شركات إعادة التأمين ،فإذا تعرضت ش ركة التأمين
إلى وقوع خطر مهم يخلق أثار مالية مرتفعة فهذا يستلزم منها الوفاء بالت ازماتها وتوفرها
على سيول جاهزة لكن شركات التأمين تقوم بتوظيف أموالها باستخدامات طويلة األجل غير
شديدة السيولة وهذا ما قد يضعها بأزمة من أجل تسوية األخطار واللجوء إلى إعادة التأمين
35
يمكنها من الوفاء بالت ازماتها واالستم ارر بتوظيفاتها المربحة".
تعتبر عملية تقدير المبلغ المحتفظ به من قبل شركة التأمين خطوة أساسية و مهمة في
نشاط إعادة التأمين ،ألنه على أساس هذا المبلغ يتم تحديد المبلغ المعاد تأمينه و عليه فهو
36
يتوقف على عدة عناصر وهي كالتالي:
يرتبط المبلغ المحتفظ به من قبل شركة التأمين ارتباطا طرديا مع مركزها المالي
والمتمثل أساسا في قيمة أرس المال ومجموع األقساط المحصلة واالحتياطيات الفنية التي
تقوم بتكوينها وهذا ما يجعل حد االحتفاظ مرتفعا بالشركات الحديثة النشأة مقارنة بالشركات
الكبيرة .
من العناصر األساسية التي تؤثر في تحديد قيمة المبلغ المحتفظ به من قبل شركة التأمين
هو درجة الخطر التي تتعرض لها األشياء موضع إعادة التأمين فكلما ارتفعت درجة الخطر
وكلما انخفض معها حد االحتفاظ عن كل عملية تأمينية .
إن توفر شركة التأمين على عدد قليل من العمليات التأمينية التي ال يتوافق مع تطبيق
قانون األعداد الكبيرة وهذا ما يؤدي إلى زيادة الحاجة إلى إعادة التأمين وعليه فإن زيادة
العمليات المكتتبة يرفع من حد االحتفاظ ويقلل من اللجوء إلى إعادة الـتأمين.
ضمن كل نوع من أنواع التأمين فإن تقدير مبلغ االحتفاظ من قبل شركات التأمين يأخذ
بعين االعتبار متوسط مبلغ التأمين للعمليات المكتتب بها ضمن كل نوع والذي ال يجب
تجاوزه .
عمومي ات ح ول الت أمين الفص ل األول:
وإعادة التأمين
خاتمة
ان إعادة التأمين تتم بالتعاقد بين شركة التأمين وشركة إعادة التأمين ال تتم إال بتوفر مجموعة
من العناصر إضافة إلى متطلبات وشروط ال بد وجودها كي تتم عملية إعادة التأمين؛
وأخيرا توصلنا إلى أن شركة التأمين تقوم بالتقدير حد احتفاظها من مجموع األخطار التي
أمنتها وتسند الباقي إلى معيد التأمين.
قائمة المراجع:
بناء محمد طعيمة ،محاسبة شركات التأمين ،ابت ارك للطباعة والنشر ،مصر .2002، .1
جديدي مع ارج ،مدخل لدارسة قانون التأمين الجازئري ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الج .2
ازئر ،
2000.
م ارد محمود حسن حيدر ،التأمين الصحي وأنواعه ،د ارسة مقارنة ،دار الفكر الجامعي .3
،اإلسكندرية.2003،
محمد حسن منصور ،أحكام Bالتأمين ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية.2003 ، .4
محمد حسن قاسم ،محاضارت في عقد التأمين ،الطبعة الثانية ،دار الجامعة للنشر وللطباعة .5
،عمان .1999،
إب ارهيم أبو النجا ،التأمين في القانون ،ديوان المطبوعات الج ازئرية.1980، .6
مختار محمود الهانس ،إب ارهيم عبد النبي حمودة ،التأمين التجاري والجتماعي ،الطبعة .7
الثانية ،ديوان المطبوعات الفنية ،مصر .2004
بهاء بهيج شكري ،التأمين البحري في التشريع والتطبيق ،دار الثقافة ،األردن2008، .8