You are on page 1of 12

21-58 ‫ ص ص‬02 ‫ عدد‬،01 ‫ جمدل‬،9102 ‫الس نة‬

The Criminal Liability of The moral person in the Algerian Legislation


13/06/2019 :‫اترخي القبول‬ 03/06/2018:‫اترخي الارسال‬
‫ ـ‬9 ‫ جامعة سطيف‬،‫عبد العزيز فرحاوي‬
azizfer@yahoo.fr

‫الملخص‬
‫لم تعرف المسؤولية الجزائية إل للشخص الطبيعي لمدة طويلة من الزمن إلى ان ظهر جدل فقهي بين مؤيد ومعارض إلقرار‬
‫ واخرى منكرة‬،‫ فتنوعت التشريعات بذلك إلى معترفة صراحة بإمكانية قيام هذه المسؤولية‬،‫المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي‬
،‫ تشريعنا الوطني اخذ بالتجاه المؤيد للمسؤولية الجزائية للشخص المعنوي‬.‫ومستبعدة إلمكانية مساءلة الشخص المعنوي جزائيا‬
‫ وذلك بالتنصيص على شروط إذا ما توافرت قامت‬،‫ مرورا باإلقرار الجزئي بها‬،‫وقد جاء ذلك بالتدريج انطالقا من الستبعاد الكلي‬
.‫ ومنه يترتب للدولة الحق في عقابه بعقوبات نص عليها المشرع الجزائري‬،‫مسؤولية الشخص المعنوي الجزائية‬
.‫ العقوبة‬،‫ الجريمة‬،‫ الشخصية القانونية‬،‫ الشخص الطبيعي‬،‫ الشخص العتباري‬،‫ المسؤولية الجزائية‬:‫الكلمات المفاتيح‬
Résumé
Pour une longue durée, la responsabilité pénale n’a été connue que pour la personne physique jusqu’au
jour ou est apparu le débat de jurisprudence entre partisan et opposant pour édicter la responsabilité pénale de
la personne moral. A cet égard, les législations ont été diverses, entre celles qui reconnaissent expressément la
possibilité de l’existence de cette responsabilité et d’autres qui nient et écartent la possibilité de poursuivre la
personne morale en matière pénale. Notre législation nationale a adopté le courant partisan pour la
responsabilité pénale de la personne morale, chose qui est venue progressivement procédant de l’écart total
passant par sa déclaration partielle, et ce en citant des conditions. et si ces dernières existent, la responsabilité
pénale de la personne morale y est, sur ce, l’état peut le condamner à des pénalités édictées par le législateur
Algérien
Mots clés : Responsabilité pénale, Personne morale, Personne physique, Personnalité juridique, crime,
peine.

Abstract
For a long period of Time , criminal liability had been known only for the natural person, until debate
arose between partisans and opponents to enact the criminal liability of the moral person. In this respect the
legislations were diverse, between those who expressly recognize the possibility of existence of this liability and
others who deny and dismiss the possibiliy of prosecuting the moral person in criminal matters. Our national
legislation has adopted the partisan current for the criminal liability of the moral person, by stipulating the
required conditions for the criminal responsibility of the of the moral person. If these conditions are met, the
state may condemn it to penalties enacted by the Algerian legislator.
Key words: Criminal liability, Moral person, Natural person, judicial personality, Crime, Punishment.

‫آ‬
0262- 20 ‫ العدد‬61 ‫المجلد‬ 58 ‫مجلة الداب والعلوم الجتماعية‬
‫عبد العزيز فرحاوي‬ ‫املسؤولية اجلزائية للشخص املعنوي يف الترشيع اجلزائري‬

‫العصور القديمة‪ ،‬وهو ما سنحاول التطرق إليه من خالل‬ ‫مقدمة‬


‫بحثنا التالي‪ ،‬لذلك نتساءل‪ :‬إلى اي مدى اقر المشرع الجزائري‬ ‫إن الشخصية القانونية تفترض شخصا طبيعيا او‬
‫آ‬
‫المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي؟ وماهي شروطها واثار‬ ‫معنويا كطرف للحق‪ ،‬ولكن المر يختلف بين الشخص‬
‫قيامها؟‬ ‫الطبيعي والشخص المعنوي؛ فالشخص الطبيعي يك تسب‬
‫لذلك نعمد لإلجابة عن هذه اإلشكالية وفق الخطة‬ ‫الشخصية القانونية بمجرد ولدته حيا‪ ،‬بل وقد تثبت له بعض‬
‫التالية‪:‬‬ ‫مميزات هذه الشخصية قبل الولدة‪ ،‬اما الشخص المعنوي‬
‫المبحث الول‪ :‬اساس المسؤولية الجزائية للشخص‬ ‫وهو مجموع من الموال او جماعة من الشخاص يتحدون‬
‫المعنوي‪.‬‬ ‫للقيام بنشاطات مشتركة‪ ،‬ولغراض مختلفة‪ ،‬وسمي كذلك‬
‫المطلب الول‪ :‬موقف الفقه حيال المسؤولية الجزائية‬ ‫بالشخص العتباري لنه ليس له كيان مادي‪ ،‬وإنما له وجود‬
‫للشخص المعنوي‪.‬‬ ‫معنوي فقط‪ ،‬مع اعتراف القانون له بالقدرة على اك تساب‬
‫المطلب الثاني‪ :‬موقف المشرع الجزائري حيال‬ ‫الحقوق والتحمل لال لتزامات‪.‬‬
‫المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي‪.‬‬ ‫يترتب على هذه القدرة ما يسمى بالمسؤولية القانونية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬شروط واثر قيام المسؤولية الجزائية‬ ‫وهي المحاسبة على ضرر احدث للغير ‪ ،‬فإن كان هذا الضرر‬
‫للشخص المعنوي‪.‬‬ ‫يقتصر على مصالح خاصة لفراد او اشخاص معنويين‬
‫المطلب الول‪ :‬شروط قيام المسؤولية الجزائية‬ ‫خاضعين للقانون الخاص فهنا تكون المسؤولية مدنية ‪ ،‬اما‬
‫للشخص المعنوي‪.‬‬ ‫إذا كانت هذه الضرار تمتد إلى مصالح الجماعة بان يكون‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اثر قيام المسؤولية الجزائية للشخص‬ ‫الفعل الضار جريمة معاقبا عليها فهنا تكون المسؤولية‬
‫المعنوي‪.‬‬ ‫جزائية ‪ ،‬مع العلم ان الشخص المعنوي مفهوم حديث نسبيا‬
‫خاتمة‬ ‫من جهة ومن جهة اخرى فتكاثر اعداده‪ ،‬وتعاظم نشاطاته ل‬
‫أ أ‬
‫المبحث الول‪ :‬اساس المسؤولية الجزائية للشخص‬ ‫سيما في المجال القتصادي اصبحت قدرته على إحداث اضرار‬
‫المعنوي‪:‬‬ ‫خطيرة بالمصالح الخاصة والعامة مسالة جدية‪ ،‬تستوجب‬
‫نظرا لالهمية التي يك تسيها موضوع إقرار المسؤولية‬ ‫الهتمام والمواجهة ‪.‬‬
‫الجزائية للشخص المعنوي خصصنا المبحث التالي للبحث‬ ‫ففكرة المسؤولية الجزائية تعد المحور الساسي الذي‬
‫على اساس هذه المسؤولية على مستوى الفقه الذي يعد‬ ‫تدور حوله السياسة والفلسفة ‪ ،‬كما انها تعتبر العمود الفكري‬
‫المصدر الذي يستمد منه المشرع نظريات قانونية ليصنع منها‬ ‫للقانون الجزائي ‪ ،‬حيث ظهرت فكرة المسؤولية الجزائية في‬
‫قواعد قانونية تتماشى والمنطق القانوني السائد‪.‬‬ ‫العصور القديمة التي كانت تعتمد بشكل اساسي على الفعل‬
‫للتعرف على اساس مساءلة الشخص المعنوي‬ ‫المرتكب من الشخص الطبيعي ليعاقب عليه بشخصه على‬
‫جزائيا‪ ،‬نتطرق إلى موقف الفقه حيال المسؤولية الجزائية‬ ‫اساس انه هو وحده المخاطب بالجزاء ‪ ،‬وعلى إثر التطور‬
‫للشخص المعنوي (المطلب الول) وبعدها نبرز موقف‬ ‫الجتماعي والقتصادي في مختلف المجتمعات في الزمنة‬
‫مشرعنا الوطني حيالها (المطلب الثاني)‪.‬‬ ‫الخيرة واتجاه الفراد للتوحد في إطار جماعات للدفاع عن‬
‫آ‬
‫أ‬ ‫مصالحهم المشتركة ‪ ،‬ادى هذا إلى ظهور نوع اخر من‬
‫المطلب الول‪ :‬موقف الفقه حيال المسؤولية‬
‫المسؤولية وهي المسؤولية عن فعل الغير ‪.‬‬
‫الجزائية للشخص المعنوي‬ ‫آ‬
‫ومن ابرز ما جسدها هو تشكل شخص اخر يطبق‬
‫اختلف فقهاء القانون حيال إمكانية مساءلة الشخص‬ ‫عليه الجزاء مثله مثل الشخص الطبيعي ال وهو الشخص‬
‫المعنوي جزائيا‪ ،‬ليكون الموقف التقليدي معارضا لقيامها‬ ‫المعنوي‪ ،‬وهو الذي لم يكن معروفا وموجودا ك فكرة اصال في‬
‫ومنكرا لوجودها‪ ،‬مستندا لحجج‪ ،‬ليظهر بعدها اتجاه حديث‬

‫آ‬
‫المجلد ‪ 61‬العدد ‪0262- 20‬‬ ‫‪51‬‬ ‫مجلة الداب والعلوم الجتماعية‬
‫عبد العزيز فرحاوي‬ ‫املسؤولية اجلزائية للشخص املعنوي يف الترشيع اجلزائري‬

‫كل المساهمين في إنشائه على الرغم من بعدهم عن‬ ‫يرى ان قيام المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي ويستند في‬
‫(‪.)8‬‬
‫الجريمة‬ ‫رايه إلى حجج تمثل في مجملها ردودا على حجج التجاه‬
‫أ‬ ‫التقليدي‪ ،‬لذلك سنتناول كال من التجاه المعارض لقيام‬
‫ثالثا ـ التعارض ومبدا تخصص الشخص المعنوي‪:‬‬
‫الشخص المعنوي تتحدد مسؤوليته واهليته القانونية‬ ‫المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي (الفرع الول) والتجاه‬
‫بالنشطة التي تستهدف تحقيق اغراضه المشروعة (‪ )9‬فإذا‬ ‫المؤيد لقيامها (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫أ‬
‫ارتكب الشخص المعنوي جريمة فهذا يعد خروجا على مبدا‬ ‫الفرع الول‪ :‬التجاه المعارض للمسؤولية الجزائية‬
‫التخصص؛ اي انه خرج عن الهداف التي انشيء من اجلها‬ ‫للشخص المعنوي‬
‫وبهذا ل يتمتع بتلك الشخصية القانونية او المعنوية عند‬ ‫يسمى هذا التجاه بالتجاه التقليدي‪ ،‬وهو ينكر‬
‫ارتكابه لها‪ ،‬وما يترتب على ذلك من وجود التناقض بين هذا‬ ‫إمكانية قيام المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي ‪ ،‬وقد ساد‬
‫المبدا " التخصص " وبين إمكانية ارتكاب الشخص المعنوي‬ ‫هذا التجاه في الفقه الجنائي في القرن التاسع عشر إلى غاية‬
‫(‪)11‬‬
‫للجرائم‪.‬‬ ‫الثلث الول من القرن العشرين‪ )1(.‬وقد اقترح البعض منهم‬
‫أ‬
‫رابعا ـ التعارض واهداف العقوبة الجزائية‪ :‬تساهم‬ ‫بدائل؛ حيث ركز هذا التجاه على عدم مساءلة الشخص‬
‫العقوبة الصادرة ضد الجاني بترسيخ العدالة في المجتمع‪،‬‬ ‫المعنوي عن الجرائم المرتكبة لحسابه من قبل شخص طبيعي‬
‫لنها تنطوي على إيالم المجرم وإرضاء شعور المواطنين‪ ،‬فهي‬ ‫ونسبتها لهذا الخير (‪ )2‬وهو ما كان سائدا لدى الغالبية من‬
‫تحد من ظاهرة اإلجرام كونها تتضمن ردعا خاصا وهو ردع‬ ‫الفقهاء(‪ )3‬فالفعال اإلجرامية التي تقع من العضو او الممثل‬
‫الجاني وردعا عاما هو ردع المجتمع‪ ،‬مع العلم ان الشخص‬ ‫باسم الشخص المعنوي ولحسابه ل يسال عنها جنائيا ‪ ،‬بينما‬
‫المعنوي ل يمكن ردعه وتخويفه مثل الشخص الطبيعي‪،‬‬ ‫يعد المسؤول عنها من يرتكبها من الشخاص الطبيعيين‬
‫(‪)4‬‬
‫فضال على ان اغلب العقوبات غير قابلة للتطبيق على الشخص‬ ‫فقط‪.‬‬
‫المعنوي كاإلعدام وسلب الحرية والتنفيذ باإلكراه البدني‪.‬‬ ‫آ‬
‫يستند انصار هذا التجاه إلى الحجج التية‪:‬‬
‫إل ان هناك من قدم بدائل مثل اإلقرار بجواز اتخاذ‬ ‫أ‬
‫اول ـ الشخص المعنوي ذو طبيعة مجازية‪ :‬الشخص‬
‫التدابير الحترازية في مواجهة الشخص المعنوي‪ ،‬كالحل‬ ‫المعنوي مجرد افتراض قانوني من صنع المشرع فما هو إل‬
‫ومصادرة ماله‪ ،‬وحظر نشاطاته من خالل تنظيمها في قانون‬ ‫تصور قانوني ليس له وجود في الواقع (‪ )5‬كما انه ل يتصور منه‬
‫العقوبات‪ ،‬وهناك من اراد إخضاعها لجزاءات غير جنائية في‬ ‫ارتكاب الركن المادي للجريمة‪ ،‬كما المعنوي لغياب الوعي‬
‫حالة مخالفته للقواعد التي تحكمه‪ ،‬وهناك من اراد ان يسال‬ ‫(‪.)6‬‬
‫واإلرادة اللذين ل يتوافران إل للشخص الطبيعي‬
‫الشخص المعنوي عن الجرائم القتصادية فقط قصد إنجاح‬ ‫أ‬
‫(‪)11‬‬ ‫ثانيا ـ التعارض مع مبدا شخصية العقوبة‪ :‬الشخص ل‬
‫السياسة القتصادية‪.‬‬
‫يسال جنائيا عن فعل يرتكبه غيره ‪ ،‬باي حال من الحوال ‪،‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التجاه المؤيد للمسؤولية الجزائية‬ ‫لن الصل في المسؤولية الجزائية والعقوبة انها شخصية ‪ ،‬ل‬
‫للشخص المعنوي‬ ‫تقع إل على عاتق مرتكب الجريمة لذلك فإن مرتكب الجريمة‬
‫ادت التحولت السياسية والقتصادية والجتماعية‬ ‫وحده هو الذي يتحمل المسؤولية (‪ )7‬وذلك على خالف قواعد‬
‫التي عرفها العالم إلى انتشار الشخاص المعنويين بك ثرة‪ ،‬وإذا‬ ‫المسؤولية المدنية التي تجعل من الشخص مسؤول عن فعل‬
‫سلكت طريق اإلجرام سيكون اثرها وخيما يفوق إجرام‬ ‫غيره كمسؤولية الب او الم عن الفعل الذي يرتكبه اولدهما‬
‫الشخاص الطبيعيين باشواط‪ ،‬لذلك يرى الفقه الجنائي‬ ‫القصر‪ ،‬وكذلك مسؤولية رب العمل عن افعال تابعه‪ ،‬فيترتب‬
‫الحديث ضرورة مساءلة الشخص المعنوي جزائيا‪ ،‬فذهب‬ ‫على ذلك القول بمسؤولية الشخص المعنوي ان تطال العقوبة‬
‫فريق من الفقهاء المحدثين إلى القول بإمكانية قيام المسؤولية‬

‫آ‬
‫المجلد ‪ 61‬العدد ‪0262- 20‬‬ ‫‪58‬‬ ‫مجلة الداب والعلوم الجتماعية‬
‫عبد العزيز فرحاوي‬ ‫املسؤولية اجلزائية للشخص املعنوي يف الترشيع اجلزائري‬

‫يمكن القول بوجود تعارض بين مبدا التخصص وبين إمكانية‬ ‫الجزائية للشخص المعنوي فرفضوا حجج التجاه المعارض‬
‫( ‪) 15‬‬ ‫آ‬
‫ارتكاب الشخص المعنوي للجرائم‪.‬‬ ‫ودحضوها بحججهم التية‪:‬‬
‫أ‬
‫رابعا ـ امكانية توقيع العقاب على الشخص المعنوي‪:‬‬ ‫اول ـ الوجود الفعلي للشخص المعنوي‪ :‬جماعة‬
‫إن عدم إمكان تطبيق نوع معين من العقوبات على الشخص‬ ‫الشخاص ومجموعة الموال التي تهدف إلى تحقيق مصالح‬
‫المعنوي ل يعني عدم إمكان مساءلته جزائيا‪ ،‬إذ لبد من‬ ‫مشتركة ليسوا اشخاصا افتراضيين بل هم حقيقة ملموسة ‪،‬‬
‫إيجاد العقوبة التي تحقق اإليالم الكافي المتناسب مع الجريمة‬ ‫فإذا اعترف لها المشرع بالشخصية القانونية فهو ل يخلق شيائ‬
‫المرتكبة‪ ،‬والمتناسب مع طبيعة الشخص المعنوي‪،‬‬ ‫من عدم ‪ ،‬إنما يقر هذا الوجود فقط (‪ )12‬كما انه ل يوجد‬
‫فالجزاءات السالبة للحياة " اإلعدام " او السالبة للحرية إنما‬ ‫اختالف بينه وبين الشخص الطبيعي‪ ،‬فمن حيث التكوين‬
‫هي جزاءات تتناسب مع طبيعة الشخص الطبيعي‪.‬‬ ‫فهي تشبه الجماعات بالشخاص الطبيعية تشبيها جسديا‬
‫فالعقوبات التي تتالءم مع طبيعة الشخص المعنوي‬ ‫فخالياه هم الفراد المكونون له (‪ )13‬علما بانه ل يعتد بالوجود‬
‫والتي يخشاها هي تلك المتمثلة في العقوبات المالية كالغرامة‬ ‫الفيزيولوجي بل باهلية التمتع بالحقوق والتحمل لاللتزامات‪،‬‬
‫والمصادرة‪ ،‬باإلضافة إلى إيقاف نشاطه لمدة معينة‪ ،‬مما‬ ‫فإذا لم يعد باإلمكان إنكار وجوده بل ومسؤوليته في القانون‬
‫يوقعه في خسائر كبيرة‪ ،‬وكذلك يخشى من حله وهو اشد ما‬ ‫المدني والقانون التجاري فلم يعد كذلك باإلمكان إنكارها في‬
‫يكون شبيها بعقوبة اإلعدام فيما يتعلق بالشخص الطبيعي‬ ‫القانون الجزائي‪.‬‬
‫(‪ ،)16‬اما عن حجة عدم التالؤم بين فكرة العقوبة والشخص‬ ‫فطبقا للنظريات الحديثة فإن الشخص المعنوي له‬
‫المعنوي فإن العقوبة ل تقتصر وظيفتها على الوظيفة‬ ‫وجود حقيقي كما تتوافر له إرادة يترتب عليها عدم إنكار قدرته‬
‫اإلصالحية‪ ،‬بل لها وظائ ف وقائية وردعية‪ ،‬ومنها يمكن وضع‬ ‫على التعاقد واللتزام‪ ،‬ومنه عدم إنكار مسؤوليته المدنية‪،‬‬
‫( ‪) 17‬‬
‫نظام عقابي خاص بالشخص المعنوي‪.‬‬ ‫وهو ما يتناقض مع قواعد القانون التي تعترف له بالشخصية‬
‫(‪)14‬‬
‫خامسا ـ حماية مصالح المجتمع‪ :‬يري اصحاب هذا‬ ‫القانونية‪.‬‬
‫أ‬
‫الراي ان اعترافهم بالمسؤولية الجزائية للشخص المعنوي‬ ‫ثانيا ـ عدم التعارض ومبدا شخصية العقوبة‪ :‬ردا على‬
‫يحقق مصالح المجتمع ‪ ،‬حيث إن معاقبة الشخص المعنوي‬ ‫حجة التجاه التقليدي بهذا الشان يرى التجاه الحديث بان‬
‫تؤدي إلى الردع ‪ ،‬مثلها في ذلك مثل تلك العقوبات التي توقع‬ ‫اإلقرار بالمسؤولية الجنائية للشخص المعنوي ل يتعارض‬
‫آ‬
‫على الشخاص الطبعيين ‪ ،‬على اعتبار ان توقيع العقوبة على‬ ‫ومبدا شخصية العقوبة‪ ،‬على اعتبار ان لها اثارا غير مباشرة‬
‫الشخص المعنوي تجعل القائمين على المر فيه اك ثر حرصا‬ ‫تمتد إلى من يرتبطون به كما هو الحال مع الشخص الطبيعي‬
‫وحذرا ومحافظة على ال لتزام بتنفيذ القوانين‪ ،‬واحترام حقوق‬ ‫الصادرة ضده عقوبة‪ ،‬فيتعدى اثرها إلى من يعيلهم ‪ ،‬وبذلك‬
‫الغير‪ ،‬خاصة وان هؤلء العضاء هم اليد المنفذة ‪ ،‬لما يمكن‬ ‫فإن إقرار المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي ل يعد إخالل‬
‫ان يرتكبه الشخص المعنوي من جرائم ‪ ،‬شانها في ذلك شان‬ ‫بمبدا شخصية العقوبة ‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة اخرى فإن‬
‫( ‪) 18‬‬ ‫آ‬
‫اليد او الراس في حالة الشخص الطبيعي ‪.‬‬ ‫امتداد اثار العقوبة إلى من يرتبطون به يجعلهم اك ثر حرصا‬
‫المطلب الثاني‪ :‬موقف المشرع الجزائري حيال‬ ‫وإشرافا على سيره الحسن‪.‬‬
‫أ‬
‫المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي‪.‬‬ ‫ثالثا ـ عدم التعارض ومبدا التخصص‪ :‬تنحصر اهمية‬
‫تكريسا للمواقف الفقهية حيال مدى إمكانية قيام‬ ‫هذا المبدا في تحديد نشاط الشخص المعنوي‪ ،‬فإذا خرج عن‬
‫المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي اختلفت التشريعات‬ ‫حدوده ظل له وجود‪ ،‬ولكن نشاطه يعد غير مشروع‪ ،‬كما قد‬
‫حيال إقرارها‪ ،‬فهناك من التشريعات التي انتهجت التجاه‬ ‫يستغل حدود تخصصه لرتكاب الجرائم اثناء مباشرته‬
‫المعارض لقيامها‪ ،‬مثل القانون ال لماني الذي ل يعترف بها‬ ‫لنشاطه‪ ،‬كان تلجا الشركة لتحقيق الربح إلى ارتكاب جريمة‬
‫بحيث إنه عند وقوع الجريمة في نطاق اعمال الشخص‬ ‫التهرب الضريبي‪ ،‬او المضاربة غير المشروعة‪ ،‬وبالتالي ل‬

‫آ‬
‫المجلد ‪ 61‬العدد ‪0262- 20‬‬ ‫‪55‬‬ ‫مجلة الداب والعلوم الجتماعية‬
‫عبد العزيز فرحاوي‬ ‫املسؤولية اجلزائية للشخص املعنوي يف الترشيع اجلزائري‬

‫في مواد الجنح والجنايات ‪ ،‬كذلك ما ورد في المادة ‪ 25‬منه‬ ‫المعنوي يسال ممثلها " الشخص الطبيعي"‪ ،‬بينما تبقى‬
‫بشان "إغالق المؤسسة نهائيا او مؤقتا" في حالت محددة‬ ‫الجريمة التي ارتكبها الشخص المعنوي ذات طابع إداري ترصد‬
‫بنص القانون ‪ ،‬كذلك نص المادة ‪ 16‬منه بخصوص منع‬ ‫لها جزاءات إدارية‪.‬‬
‫الشخص المعنوي من ممارسة نشاطه ‪ ،‬إل ان الستاذ رضا‬ ‫بينما اخذت تشريعات اخرى بالتجاه المؤيد‬
‫فرج اعتبر كل هذه العبارات تدل على تدابير امنية تطبق في‬ ‫لمسؤولية الشخص المعنوي على الصعيد الجنائي (‪ )19‬مثل‬
‫مواجهة الشخاص الطبيعيين‪ ،‬بحيث إن المشرع الجزائري لم‬ ‫القانون النجليزي الذي يعد اقدم التشريعات التي اخذت‬
‫يسلم ك قاعدة عامة بالمسؤولية الجزائية لالشخاص‬ ‫بالتجاه المؤيد لمسؤولية الشخص المعنوي على الصعيد‬
‫العتباريين‪ ،‬وإنما توقع احتمال صدور نصوص خاصة لتجريم‬ ‫الجنائي‪ ،‬وكذا القانون الفرنسي الصادر سنة ‪ 2991‬الساري‬
‫بعض الفعال مع توقيع عقوبات جنائية‪ ،‬لذلك حرص النص‬ ‫مفعوله إلى يومنا هذا بعد ان كان ل يعترف بها‪ ،‬بينما لم‬
‫على العقوبات التكميلية‪ ،‬وعلى تدابير المن التي توقع على‬ ‫يعترف بها المشرع السعودي (‪ )21‬وكذلك التونسي ك قاعدة‬
‫(‪)24‬‬
‫الشخص العتباري الذي تصدر بشانه عقوبة جنائية‪.‬‬ ‫عامة إل في احوال استثنائية (‪.)21‬‬
‫اما ما ورد في المادة ‪ 625‬من قانون اإلجراءات‬ ‫اما عن موقف مشرعنا الوطني فقد انتقل بالتدرج من‬
‫آ‬ ‫عدم إقرارها إلى غاية العتراف الصريح بها‪ ،‬وتعميمها في كل‬
‫الجزائية انذاك (‪ )25‬بخصوص ضرورة فرض إنشاء صحيفة‬
‫للسوابق القضائية لتقييد العقوبات التي تطبق على الشركات‬ ‫المنظومة القانونية‪ ،‬إذ تعتبر التعديالت الواردة على قانون‬
‫التجارية‪ ،‬فقد اعتبرها الستاذ رضا فرج بعيدة عن اإلقرار‬ ‫العقوبات وقانون اإلجراءات الجزائية سنة ‪ 1002‬معيار التمييز‬
‫الضمني بالمسؤولية الجنائية للشخص المعنوي‪ ،‬وإنما ارجع‬ ‫بين المواقف المتباينة التي مرت بالجزائر حيال المسؤولية‬
‫ذلك إلى احكام استثنائية تقرر بموجب نصوص خاصة تعاقب‬ ‫الجزائية للشخص المعنوي‪.‬‬
‫أ‬
‫الشخص المعنوي‪.‬‬ ‫الفرع الول‪ :‬مرحلة ما قبل سنة ‪2114‬‬
‫قبل صدور التعديالت التي مست المسؤولية الجزائية‬
‫ثانيا ـ مرحلة العتراف الجزئي بالمسؤولية الجزائية‬ ‫آ‬
‫للشخص المعنوي واثارها‪ ،‬وكل ما يخص متابعة الشخص‬
‫للشخص المعنوي‬
‫المعنوي جزائيا كان المشرع الجزائري في البداية ل يعترف بها‬
‫سمينا هذه المرحلة بالعتراف الجزئي للدللة على ان‬ ‫لينتقل بعد ذلك لعتراف جزئي بموجب بعض القوانين‬
‫قانون العقوبات الجزائري لم يعترف بالمسؤولية الجزائية‬ ‫الخاصة‪.‬‬
‫للشخص المعنوي من جهة‪ ،‬ومن جهة اخرى كرس هذه‬ ‫أ‬
‫(‪)16‬‬ ‫اول ـ مرحلة عدم العتراف بالمسؤولية الجزائية‬
‫المسؤولية بموجب قوانين خاصة نذكر منها المر ‪75/55‬‬
‫للشخص المعنوي‬
‫المتعلق بالسعار وقمع المخالفات الخاصة بتنظيم السعار‬
‫(‪)22‬‬
‫حيث اقرت المادة ‪ 62‬منه صراحة هذه المسؤولية حيث ورد‬ ‫‪256/66‬‬ ‫وهي المرحلة التي كان فيها المر‬
‫فيها ‪ ":‬عندما تكون المخالفات المتعلقة باحكام هذا المر‬ ‫المتضمن قانون العقوبات ل يتضمن إقرارا بالمسؤولية الجزائية‬
‫مرتكبة من القائمين بإدارة الشخص المعنوي او مسيريه او‬ ‫للشخص المعنوي وهو امر مبرر آانذاك‪ ،‬بحيث إنه قبل صدور‬
‫مديريه ‪ ،‬باسم ولحساب الشخص المعنوي يالحق هذا الخير‬ ‫المر ‪ )23( 55/55‬لم يكن هناك اعتراف بالشخصية القانونية‬
‫وتصدر بحقه العقوبات المالية المنصوص عليها في هذا المر ‪،‬‬ ‫للشخص المعنوي‪ ،‬هنا نكون امام موقف صريح رافض‬
‫فضال عن المالحقات التي تجري بحق هؤلء في حالة ارتكابهم‬ ‫لمساءلة الشخص المعنوي جزائيا‪.‬‬
‫آ‬
‫خطا عمديا " ‪ ،‬كما نصت المادة ‪ 707‬من قانون المالية‬ ‫إل انه تم اعتبار موقف المشرع الجزائري انذاك إقرارا‬
‫‪ )27( 2991‬المتعلق بالرسم على رقم العمال على انه‪ " :‬عندما‬ ‫ضمنيا بها‪ ،‬على اساس الك ثير من العبارات المتضمنة في‬
‫آ‬ ‫آ‬
‫ترتكب المخالفة من شركة او شخص معنوي اخر تابع للقانون‬ ‫قانون العقوبات انذاك مثل ما ورد في المادة ‪ 9‬منه بخصوص‬
‫الخاص يصدر الحكم بعقوبات الحبس المستحقة وبالعقوبات‬ ‫اعتبار حل الشخص المعنوي عقوبة تكميلية يجوز الحكم بها‬

‫آ‬
‫المجلد ‪ 61‬العدد ‪0262- 20‬‬ ‫‪52‬‬ ‫مجلة الداب والعلوم الجتماعية‬
‫عبد العزيز فرحاوي‬ ‫املسؤولية اجلزائية للشخص املعنوي يف الترشيع اجلزائري‬

‫العقوبات المطبقة على الشخاص المعنويين‪ ،‬وذلك في الباب‬ ‫التكميلية ضد المتصرفين والممثلين الشرعيين او القانونيين‬
‫الول مكرر بعنوان " العقوبات وتدابير المن" وهو ما سنبرزه‬ ‫للمجموعة ‪ ،‬ويصدر الحكم بالغرامات الجزائية ضد المتصرفين‬
‫في اوانه‪.‬‬ ‫او الممثلين الشرعيين وضد الشخص المعنوي ‪."...‬‬
‫كما ورد في المادة ‪ 52‬مكرر التي تناولت شروط قيام‬ ‫‪11/96‬‬ ‫ونشير كذلك لما ورد في المادة ‪ 5‬من المر‬
‫المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي كما سنبينه لحقا‪.‬‬ ‫(‪ )28‬المتعلق بقمع مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين‬
‫كذلك المادة ‪ 57‬مكرر ‪ 5‬التي تناولت ظروف تخفيف‬ ‫بالصرف وحركة رؤوس الموال من وإلى الخارج؛ حيث نص‬
‫العقوبة على الشخص المعنوي‪ ،‬وظروف تشديدها في المواد‬ ‫على انه‪ " :‬تطبق على الشخص المعنوي الذي ارتكب‬
‫‪ 57‬مكرر ‪ 52 ،5‬مكرر ‪ 52 ،5‬مكرر ‪ 9‬التي وردت في الفصل‬ ‫المخالفات المنصوص عليها في المادتين ‪ 2‬و‪ 1‬من هذا المر‬
‫الثالث "شخصية العقوبة"‪ ،‬كما ذهب المشرع إلى وضع‬ ‫للعقوبات التالية‪ ،‬دون المساس بالمسؤولية الجزائية‬
‫نصوص جديدة تحدد الجرائم المرتكبة من الشخص المعنوي‬ ‫للممثلين الشرعيين"‪.‬‬
‫في الك تاب الثالث بعنوان " الجنايات والجنح وعقوبتها"‬ ‫وقد تدارك المشرع الجزائري الخطا الذي وقع فيه‬
‫التابع للجزء الثاني بعنوان " التجريم " وسنذكر بعضها لحقا‪.‬‬ ‫وذلك بموجب المر ‪ )29( 02/07‬المعدل للقانون السالف‬
‫اما التعديل ‪ )32( 22/02‬المتعلق بقانون اإلجراءات‬ ‫الذكر؛ حيث حصر نطاق الشخاص المعنويين المعنيين‬
‫(‪)31‬‬
‫الجزائية فقد ورد في مواده من ‪ 65‬مكرر إلى ‪ 65‬مكرر ‪ 2‬تحديد‬ ‫بالمسؤولية الجزائية في دائرة الخاضعين للقانون الخاص‬
‫الختصاص القضائي المحلي‪ ،‬إجراءات التحقيق والمحاكمة‬ ‫لتتغير المادة ‪ 5‬منه وتصبح على النحو التالي‪ " :‬يعتبر‬
‫وتمثيله خالل هذه الطوار‪ ،‬وذلك في الفصل الثالث بعنوان‬ ‫الشخص المعنوي الخاضع للقانون الخاص دون المساس‬
‫" في المتابعة الجزائية للشخص المعنوي "التابع للباب الثاني‬ ‫بالمسؤولية الجزائية للممثلين الشرعيين مسؤول عن‬
‫بعنوان" في التحقيقات " من الك تاب الول بعنوان " في‬ ‫(مخالفات الصرف) المرتكبة لحسابه من قبل اجهزته او‬
‫مباشرة الدعوى العمومية وإجراء التحقيق"‪ ،‬كل هذه المور‬ ‫ممثليه الشرعيين"‪.‬‬
‫تدل على العناية الفائ قة التي اولها المشرع الجزائري لموضوع‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مرحلة ما بعد سنة ‪2114‬‬
‫المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي مواكبة للتطورات‬ ‫مواكبة من المشرع الجزائري للتطورات العالمية‬
‫العالمية والمحلية على مستوى كل الصعدة ‪.‬‬ ‫والمحلية في مختلف جوانب الحياة السياسية ‪ ،‬القتصادية‬
‫أ‬
‫المبحث الثاني‪ :‬شروط واثر قيام المسؤولية الجزائية‬ ‫والجتماعية ‪ ،‬اصبح من الضروري اإلقرار بالمسؤولية الجنائية‬
‫للشخص المعنوي‬ ‫للشخص المعنوي الذي تزايدت اعداده‪ ،‬وتعاظمت نشاطاته‬
‫حتى يكون الشخص المعنوي مسؤول جزائيا يجب ان‬ ‫ومنه توسعت إمكانية ارتكابه جرائم جسيمة تلحق اضرارا‬
‫يكون من اشخاص القانون الخاص‪ ،‬كما يجب ان يحدد‬ ‫تفوق ما ياتي به إجرام الشخاص الطبيعيين‪ ،‬لذلك قرر‬
‫القانون الجرائم التي تتحدد فيها مسؤوليته‪ ،‬والتي يجب ان‬ ‫المشرع الجزائري بموجب التعديالت التي مست قانون‬
‫ياتي بها باسمه ولحسابه‪ ،‬ليترتب عن ذلك حق الدولة في‬ ‫العقوبات وقانون اإلجراءات الجزائية وبموجب قوانين خاصة‬
‫معاقبته ومنه تحقيق الردع العام‪.‬‬ ‫تلت هذه التعديالت استحداث مسؤولية جنائية محددة‬
‫لذلك سنتناول كال من شروط قيام المسؤولية الجزائية‬ ‫المعالم من حيث الشخاص المعنويون والشروط المتطلبة‬
‫للشخص المعنوي (المطلب الول) ثم الثر المترتب وهو‬ ‫لقيامها‪ ،‬مع الحفاظ على مساءلة الشخاص الطبيعيين فاعلين‬
‫عقاب الشخص المعنوي (المطلب الثاني)‪.‬‬ ‫كانوا ام شركاء في الجريمة التي يرتكبها الشخص المعنوي‪.‬‬
‫أ‬ ‫فبالرجوع إلى القانون ‪ )31(25/02‬المتعلق بقانون‬
‫المطلب الول‪ :‬شروط قيام المسؤولية الجزائية‬
‫للشخص المعنوي‬ ‫العقوبات نلحظ المواد ‪ 25‬مكرر إلى ‪ 25‬مكرر ‪ 7‬التي تحدد‬

‫آ‬
‫المجلد ‪ 61‬العدد ‪0262- 20‬‬ ‫‪22‬‬ ‫مجلة الداب والعلوم الجتماعية‬
‫عبد العزيز فرحاوي‬ ‫املسؤولية اجلزائية للشخص املعنوي يف الترشيع اجلزائري‬

‫الجنائية لالشخاص المعنويين العامين على اساس ان ذلك‬ ‫تنص المادة ‪ 52‬مكرر من قانون العقوبات الجزائري‬
‫يتناقض مع مبادئ القانون العام الذي يهدف إلشباع‬ ‫على ما يلي‪ " :‬باستثناء الدولة والجماعات المحلية والشخاص‬
‫الحاجيات العامة ( ‪ )76‬كما ان مساءلة الشخص المعنوي العام‬ ‫الخاضعة للقانون العام يكون الشخص المعنوي مسؤول جزائيا‬
‫يمس بمبدا العدالة؛ إذ إن هؤلء الشخاص المعنويين‬ ‫عن الجرائم التي ترتكب لحسابه من طرف اجهزته او ممثليه‬
‫يعملون لحساب ومصلحة الكافة‪ ،‬فهي تهدف إلى تحقيق‬ ‫الشرعيين عندما ينص القانون على ذلك‪.‬‬
‫الصالح العام فمعاقبتها يؤدي الى إهدار المصلحة العامة‪.‬‬ ‫إن المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي ل تمنع‬
‫كما يرى جانب من الفقه ان إقرار مسؤوليتها الجنائية‬ ‫مساءلة الشخص الطبيعي ك فاعل اصلي او كشريك في نفس‬
‫يؤدي إلى انكسار مبدا المساواة امام العباء العامة بين الفراد‬ ‫الفعال"‬
‫او المواطنين‪ ،‬لن بعضهم يستحقون العواقب الجنائية دون‬ ‫ومنه نخلص الى القول بان المادة ‪ 52‬مكرر اعاله‬
‫آ‬
‫البعض الخر رغم انهم لم يرتكبوا اي جرم‪ ،‬كما هو الحال‬ ‫حددت شروط قيام المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي منها‬
‫بالنسبة للبلدية او الولية عند إدانتها في جريمة‪ ،‬وإلزامها بدفع‬ ‫شروط تتعلق بالشخص المعنوي محل المساءلة‪ ،‬والذي‬
‫الغرامة فإنها تلجا إلى فرض ضرائب إضافية على المواطنين‬ ‫يجب ان يكون خاضعا للقانون الخاص‪ ،‬وان تكون مسؤوليته‬
‫لسدادها ويقتصر هذا على المواطنين المقيمين فيها‪ ،‬وهو ما‬ ‫منصوصا عليها صراحة بنص القانون (الفرع الول)‪ ،‬وهناك‬
‫يؤدي إلى تضررهم (‪.)37‬‬ ‫شروط تتعلق بمظهر الجريمة محل المساءلة؛ إذ يجب ان‬
‫بينما تسال الشخاص المعنويين الخاضعين للقانون‬ ‫ترتكب الجريمة لحساب الشخص المعنوي‪ ،‬وان يتم ارتكابها‬
‫الخاص مهما كان الشكل الذي تتخذه (مدنية او تجارية) وايا‬ ‫من ممثله الشرعي (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫كان شكل إدارتها‪ ،‬مهما كان هدفها سواء كان ربحيا او دون‬ ‫أ‬
‫الفرع الول‪ :‬شروط تتعلق بالشخص المعنوي محل‬
‫مقابل‪ ،‬وكذا كل الجماعات ذات الطابع الجتماعي او الثقافي‬ ‫المسائلة‪.‬‬
‫او الرياضي ذات الهداف القتصادية‪ ،‬مع مالحظة ان العبرة‬ ‫أ أ‬
‫اول ـ ان يكون الشخص المعنوي خاضعا للقانون‬
‫بالشخصية القانونية‪ ،‬إذ إن شركة المحاصة والشركة الفعلية ل‬
‫الخاص‪ :‬حدد المشرع الجزائري الشخاص المعنويين‬
‫تسال جنائيا لعدم تمتعها بالشخصية القانونية‪.‬‬
‫المسؤولين جزائيا ‪ ،‬وهو ما انتهجته معظم التشريعات التي‬
‫ثانيا ـ نص القانون على مسؤولية الشخص المعنوي‬ ‫تقر بمبدا مسؤولية هؤلء الشخاص( ‪ ، )33‬هذا التحديد يستند‬
‫جزائيا (‪ :)38‬اخذ المشرع الجزائري بمبدا التخصص بحيث رصد‬ ‫إلى تقسيم الشخاص المعنويين إلى اشخاص معنويين عامة‬
‫نصوصا صريحة تحدد الجرائم محل المساءلة (‪ ،)39‬نذكر بعضا‬ ‫واشخاص معنويين خاصة (‪ )72‬إذ إن المادة ‪ 52‬مكرر من‬
‫من النصوص على سبيل المثال للدللة على حالت يكون فيها‬ ‫قانون العقوبات السالفة الذكر استثنت صراحة الشخاص‬
‫الشخص المعنوي مسؤول جنائيا‪ ،‬فقد نصت المادة ‪157‬‬ ‫آ‬
‫المعنويين العامين‪ ،‬وكان ذلك نتيجة اراء فقهية تستبعد‬
‫مكرر من قانون العقوبات على ما يلي‪ " :‬يكون الشخص‬ ‫مسؤوليتها الجزائية ‪ ،‬إذ إنه منذ الحرب العالمية الولى‬
‫المعنوي مسؤول جزائيا عن الجرائم المحددة في هذا الفصل‪،‬‬ ‫والثانية دارت البحاث حول تقرير مسؤوليتها على الصعيد‬
‫وذلك طبقا للشروط المنصوص عليها في المادة ‪ 52‬مكرر من‬ ‫أ‬
‫الدولي‪ ،‬ووضع الستاذ البرت لوفيت مشروع قانون عقوبات‬
‫هذا القانون‪.‬‬ ‫آ‬
‫دولي في عشرة مواد مع اقتراح اخر من الستاذ رو بخصوص‬
‫تطبق على الشخص المعنوي العقوبات المنصوص‬ ‫إنشاء محكمة نقض دولية ‪ ،‬كما انه اثناء الحرب العالمية‬
‫عليها في المادة ‪ 25‬مكرر‪ ،‬وعند القتضاء تلك المنصوص‬ ‫الثانية التي انتهت بهزيمة المانيا النازية تجددت المحاولت‬
‫عليها في المادة ‪ 25‬مكرر‪ 1‬من هذا القانون‪.‬‬ ‫الهادفة إلى تقرير تلك المسؤولية للتنكيل بالمنهزمين وإشباع‬
‫ويتعرض ايضا لواحدة او اك ثر من العقوبات التكميلية‬ ‫رغبة المنتصر (‪ )35‬لكن يبقى هذا المر على الصعيد الدولي ‪،‬‬
‫المنصوص عليها من المادة ‪ 25‬مكرر "‪ ،‬وذلك بشان جرائم‬ ‫اما على الصعيد الداخلي فقد تم استبعاد قيام المسؤولية‬

‫آ‬
‫المجلد ‪ 61‬العدد ‪0262- 20‬‬ ‫‪26‬‬ ‫مجلة الداب والعلوم الجتماعية‬
‫عبد العزيز فرحاوي‬ ‫املسؤولية اجلزائية للشخص املعنوي يف الترشيع اجلزائري‬

‫اصلي‪/‬شريك) وتبقى مسؤولية الشخص المعنوي الجزائية‬ ‫التزوير المنصوص عليها في الفصل السابع بعنوان "التزوير"‬
‫قائمة حتى ولو كان ممثلها الشرعي مجهول‪ ،‬وهذه الحالة قد‬ ‫التابع للباب الول بعنوان " الجنايات والجنح وعقوبتها"‬
‫تكون في حالة اشتراك العديد من الممثلين الشرعيين في‬ ‫كما نذكر ان المادة ‪ 751‬مكرر ‪ 2‬من قانون العقوبات‬
‫اتخاذ قرارات الشخص المعنوي‪.‬‬ ‫بشان الجرائم المتعلقة بالموال تنص على انه‪ " :‬يمكن ان‬
‫آ‬
‫هذا المر يقودنا لشرط اخر وهو ان ترتكب الجريمة‬ ‫يكون الشخص المعنوي مسؤول جزائيا عن الجرائم المحددة‬
‫لحساب الشخص المعنوي‪ ،‬وليس لمجرد تحقيق هدف‬ ‫في القسام ‪ 2‬و‪ 1‬و‪ 7‬من هذا الفصل‪ ،‬وذلك طبقا للشروط‬
‫شخصي لممثليه الشرعيين‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 52‬مكرر من‬ ‫المنصوص عليها في المادة ‪ 52‬مكرر"‪.‬‬
‫قانون العقوبات على ما يلي‪:‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬شروط تتعلق بمظهر الجريمة محل‬
‫"‪ ...‬يكون الشخص المعنوي مسؤول جزائيا عن‬ ‫المساءلة‬
‫الجرائم التي ترتكب لحسابه من طرف اجهزته او ممثليه‬ ‫ل يك في لكي يكون الشخص المعنوي مسؤول جزائيا‬
‫الشرعيين عندما ينص القانون على ذلك ‪"...‬‬ ‫بمجرد ان يكون من اشخاص القانون الخاص‪ ،‬وان يتم النص‬
‫والمقصود من عبارة "لحسابه" هي كل ما يكون من‬ ‫على مسؤولية تجاه جرائم محددة‪ ،‬بل لبد ان ترتكب الجريمة‬
‫الفعال التي تخدم المصالح المادية و المعنوية سواء كانت‬ ‫من شخص طبيعي يعبر عن إرادته‪ ،‬فهو بمثابة اليد التي تعمل‬
‫بتحقيق هدف معين‪ ،‬او التهرب من خسارة سواء كان ذلك‬ ‫والراس الذي يفكر‪ ،‬و هنا نجد بعض الفقهاء مثل الفقيه‬
‫محققا او ممكنا‪.‬‬ ‫ميستر يذهب إلى التفرقة بين العضو والممثل‪ ،‬حيث اعتبر‬
‫أ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اثر قيام المسؤولية الجزائية‬ ‫العضو هو الفرد او مجموعة الفراد المنوط بهم اتخاذ القرارات‬
‫للشخص المعنوي‪:‬‬ ‫باسم الشخص المعنوي‪ ،‬اما الممثل فيناط به مجرد وظيفة‬
‫إن قيام المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي يترتب‬ ‫بسيطة يشغلها‪ ،‬ول تعد قراراته صادرة عن الشخص المعنوي‬
‫عليها اثر يعتبر هو الهدف من وراء كل المحاولت الرامية‬ ‫(‪)41‬‬
‫بطريقة مباشرة‬
‫لمحاسبة الشخص المعنوي جزائيا‪ ،‬والمتمثل في ردعه وذلك‬ ‫ويالحظ ان المشرع الجزائري جنب نفسه مشقة‬
‫بعقابه‪ ،‬مع العلم ان العقوبة يقصد بها الجزاء الذي يقرره‬ ‫البحث عن التفرقة بين الممثل والعضو تفاديا لما قد يترتب‬
‫المشرع ويوقعه القاضي على من تثبت مسؤوليته في ارتكاب‬ ‫عن هذه التفرقة؛ بحيث حدد المقصودين من عبارة "الممثل‬
‫جريمة‪.‬‬ ‫الشرعي" ( ‪ ) 22‬وذلك بموجب المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 1‬الفقرة ‪ 1‬من‬
‫وقد اصبح توقيع العقاب على الشخص المعنوي‬ ‫قانون اإلجراءات الجزائية التي تنص على ان‪ ..." :‬الممثل‬
‫ضرورة ملحة ل غنى عنها‪ ،‬إذ إنه ل يتصور تسليط العقوبات‬ ‫القانوني للشخص المعنوي هو الشخص الطبيعي الذي يخوله‬
‫على الشخاص الممثلين لهذه الشخصيات المعنوية فقط وبقاء‬ ‫القانون او القانون الساسي للشخص المعنوي تفويضا‬
‫هذه الخيرة ممارسة لنشاطها‪ ،‬لذا فالحل المثل هو توقيع‬ ‫لتمثيله‪ "...‬وبالتالي تم استبعاد مستخدمي الشخص المعنوي‬
‫العقاب على الشخص المعنوي ذاته‪ ،‬ومن ثم تاييد موقف‬ ‫غير المفوضين لتمثيله ‪ ،‬فما يرتكبونه من جرائم بصدد‬
‫الفقه الحديث‪.‬‬ ‫وظائ فهم ل تحسب على الشخص المعنوي التابعين له‪ ،‬إنما‬
‫لذلك سنتناول العقوبات الصلية المطبقة على‬ ‫يسالون عنها لوحدهم‪.‬‬
‫الشخص المعنوي المسؤول جزائيا (الفرع الول) والعقوبات‬ ‫ويجدر التنويه بما قد يثار من صعوبات بصدد الجرائم‬
‫التكميلية التي يجوز للقاضي تطبيق واحدة منها او اك ثر (الفرع‬ ‫السلبية (اإلهمال‪/‬المتناع) فيما يتعلق بتحديد الشخص‬
‫الثاني)‪.‬‬ ‫الطبيعي المرتكب للجريمة بصفته ممثال شرعيا في حالة‬
‫تعددهم‪ ،‬ودور كل واحد منهم‪ ،‬كما ان مسؤولية الشخص‬
‫المعنوي تتحدد بقدر دور ممثله الشرعي في الجريمة (فاعل‬

‫آ‬
‫المجلد ‪ 61‬العدد ‪0262- 20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫مجلة الداب والعلوم الجتماعية‬
‫عبد العزيز فرحاوي‬ ‫املسؤولية اجلزائية للشخص املعنوي يف الترشيع اجلزائري‬

‫أ‬ ‫أ‬
‫الفرع الثاني‪ :‬العقوبات التكميلية التي تطبق على‬ ‫الفرع الول‪ :‬العقوبات الصلية التي تطبق على‬
‫الشخص المعنوي‬ ‫الشخص المعنوي‬
‫كما حددت المادة ‪ 25‬مكرر عقوبات تكميلية "في‬ ‫وهي العقوبات الواردة بنص المادة ‪ 25‬مكرر من‬
‫مواد الجنح والجنايات" تطبق واحدة منها او اك ثر‪ ،‬وقد وردت‬ ‫قانون العقوبات الجزائري بحيث رصدت للشخص المعنوي في‬
‫آ‬
‫بالترتيب التي‪:‬‬ ‫كل من مواد الجنايات والجنح عقوبة اصلية تتمثل في الغرامة‬
‫أ‬ ‫التي تساوي من مرة واحدة إلى ‪ 05‬مرات الحد القصى وهي‬
‫اول ـ حل الشخص المعنوي‪ :‬وهي عقوبة بمثابة‬
‫اإلعدام تجاه الشخص الطبيعي والمقصود بها كعقوبة هو إنهاء‬ ‫إلزام المحكوم عليه بدفع مبلغ من المال إلى خزينة الدولة‪،‬‬
‫وجود الشخص المعنوي‪ ،‬مع العلم ان القانون لم يلزم القاضي‬ ‫وتعتبر الغرامة من اهم العقوبات التي تطبق على الشخص‬
‫(‪)42‬‬
‫بالنطق بها؛ إذ تبقى له السلطة التقديرية إزاءها‪.‬‬ ‫المعنوي وانسبها‬
‫أ‬ ‫كما نصت المادة ‪ 25‬مكرر ‪ 2‬بصورة صريحة على هذه‬
‫ثانيا ـ غلق المؤسسة او فرع من فروعها لمدة ل‬
‫تتجاوز ‪ 15‬سنوات‪ :‬إل ان المالحظ قبل تعديل ‪17/06‬‬ ‫العقوبات في مواد ل تثير اي لبس على النحو التالي‪" :‬‬
‫المتعلق بقانون العقوبات السالف الذكر ان هذه العقوبة كانت‬ ‫العقوبات التي تطبق على الشخص المعنوي في المخالفات‬
‫عقوبة اصلية من قبيل التدابير العينية التي تطبق على‬ ‫هي‪ :‬الغرامة التي تساوي من ‪ 02‬مرة إلى ‪ 5‬مرات الحد القصى‬
‫الشخص المعنوي‪.‬‬ ‫للغرامة المقررة للشخص الطبيعي في القانون الذي يعاقب على‬
‫الجريمة‪ ،‬كما يمكن الحكم بمصادرة الشيء الذي استعمل في‬
‫ثالثا ـ القصاء من الصفقات العمومية لمدة ل‬
‫ارتكاب الجريمة او نتج عنها"‪.‬‬
‫تتجاوز ‪ 15‬سنوات‪ :‬وقد يكون هذا المنع بصفة مباشرة او غير‬
‫مباشرة‪ ،‬ويبقى القاضي متمتعا بالسلطة التقديرية في تحديد‬ ‫مع العلم انه إذا لم يحدد المشرع غرامة معينة‬
‫هذه النشاطات‪ ،‬ويقصد بها ان يستبعد الشخص المعنوي‬ ‫للشخص الطبيعي فإن حساب الغرامة للشخص المعنوي‬
‫المدان من كل صفقة تبرمها الدولة وجماعاتها المحلية‬ ‫يكون حسب المادة ‪ 25‬مكرر ‪ 1‬المستحدثة بموجب التعديل‬
‫آ‬
‫ومؤسساتها العامة‪ ،‬وبصفة عامة كل المشاريع التي تلجا‬ ‫‪ 27 17/06‬المتعلق بقانون العقوبات كالتي‪:‬‬
‫طواعية او على سبيل اإللزام إلى تطبيق إجراءات قانون‬ ‫إذا كانت عقوبة الشخص الطبيعي هي اإلعدام‬
‫الصفقات العمومية‪.‬‬ ‫والسجن المؤبد‪ ،‬تكون الغرامة بالنسبة للشخص المعنوي‬
‫رابعا ـ المصادرة‪ :‬وذلك بمصادرة الشيء الذي‬ ‫‪ 1.000.000‬دج إذا كانت عقوبة الشخص الطبيعي هي‬
‫استعمل في ارتكاب الجريمة او نتج عنها‪ ،‬والمصادرة هي نزع‬ ‫السجن المؤقت فإن عقوبة الشخص المعنوي هي‬
‫ملكية مال من صاحبه جبرا‪ ،‬وإضافته إلى ملكية الدولة دون‬ ‫‪ 2.000.000‬دج‪.‬‬
‫مقابل‪ ،‬كما انه ل يترتب على نزع ملكية هذا المال اي خصم‬ ‫إذا كانت الجريمة جنحة فإن عقوبة الشخص‬
‫من مقدار الضرائب المستحقة عليها‪ ،‬فهي ذات اثر مزدوج‬ ‫المعنوي ‪ 500.000‬دج‪.‬‬
‫بالنسبة للشركات التجارية (الشخص المعنوي) إذ تتعرض‬ ‫لهذه العقوبات المالية دور في تحقيق العدالة إذ إن‬
‫لعقوبة جزائية من جهة‪ ،‬ومن جهة اخرى إلى خسارة المال‬ ‫فرض غرامات مالية تصل إلى خمسة اضعاف ما يفرض على‬
‫المصادر‪ ،‬اضف إلى ذلك النخفاض في رقم اعمالها‪ ،‬وذلك‬ ‫الشخص الطبيعي في الجرائم المماثلة يحقق التناسب بين‬
‫(‪) 44‬‬
‫يعود لنخفاض في مردود إنتاجها‬ ‫عدم التزام الشخص المعنوي بالتقيد بالقانون‪ ،‬وجسامة‬
‫الضرار الناجمة عن ذلك‪ ،‬هذا من جهة ومن جهة اخرى‪ ،‬فإن‬
‫خامسا ـ نشر وتعليق حكم الدانة‪ :‬وهو ما يلحق‬ ‫آ‬
‫ضالة الغرامات المالية المفروضة على الشخص المعنوي تدفعه‬
‫اضرارا بسمعة الشخص المعنوي‪ ،‬المر الذي يبعد الغير عن‬
‫إلى اإلهمال والستهتار لما يملكه من اموال‪.‬‬
‫التعامل معه‪.‬‬

‫آ‬
‫المجلد ‪ 61‬العدد ‪0262- 20‬‬ ‫‪29‬‬ ‫مجلة الداب والعلوم الجتماعية‬
‫عبد العزيز فرحاوي‬ ‫املسؤولية اجلزائية للشخص املعنوي يف الترشيع اجلزائري‬

‫فيها مسؤولية الشخص المعنوي الجزائية‪ ،‬وهنا حبذا لو اخذ‬ ‫سادسا ـ الوضع تحت الحراسة القضائية‪ )45( :‬وذلك‬
‫المشرع الجزائري بمبدا العموم حتى ل يجد حرجا في‬ ‫لمدة ل تتعدى ‪ 05‬سنوات‪ ،‬وقد حدد القانون نطاقها في‬
‫المستقبل امام افعال خطيرة ومضرة بالمصالح الجتماعية‬ ‫النشاط المؤدي إلى ارتكاب الجريمة‪ ،‬ويقصد بالحراسة‬
‫يرتكبها الشخص المعنوي دون نص يعاقبه ‪.‬‬ ‫القضائية الوضع تحت إشراف القضاء لمدة معينة‪ ،‬وطبيعة‬
‫كما اشترط المشرع الجزائري لقيام مسؤولية الشخص‬ ‫هذه العقوبة تقترب من نظام الرقابة القضائية الذي يؤمر به‬
‫المعنوي الجزائية ارتكاب الجريمة باسمه او بواسطة ممثليه‬ ‫اثناء مرحلة التحقيق القضائي ضد الشخص الطبيعي‪ ،‬ويتمثل‬
‫الشرعيين‪ ،‬وان يكون ذلك لحساب الشخص المعنوي اي‬ ‫الهدف من هذه المراقبة التاكد بان الشخص المعنوي المحكوم‬
‫لتحقيق مصالحه‪.‬‬ ‫عليه يحترم النظمة التي تحكم المعامالت التجارية‪ ،‬والتي‬
‫بتوافر هذه الشروط تقوم مسؤولية الشخص المعنوي‬ ‫تنظم نشاطاتها(‪. ) 26‬‬
‫الجزائية‪ ،‬ويترتب على ذلك حق الدولة في توقيع العقاب عليه‬ ‫خاتمة‬
‫بعقوبات تتناسب وطبيعته المختلفة عن طبيعة الشخص‬
‫إن فكرة المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي كانت‬
‫الطبيعي‪ ،‬وهو الهدف من وراء كل المساعي لالعتراف‬
‫فكرة غير مطروحة قبل مدة وجيزة ‪ ،‬وقد تمخض عنها‬
‫بمسؤولية الشخص المعنوي الجزائية بل ومن وراء كل قاعدة‬
‫اتجاهان فقهيان‪ :‬الول يعارض مساءلة الشخص المعنوي‬
‫جنائية والمتمثل في تحقيق الردع الخاص " ردع الشخص‬
‫آ‬ ‫جزائيا وارجع ذلك لطبيعته المفترضة‪ ،‬وتخصصه في هدفه‬
‫المرتكب للجريمة " والردع العام " ردع الشخاص الخرين‬
‫من جهة ‪ ،‬ومن جهة اخرى اعتبر مساءلته جزائيا تتعارض مع‬
‫الذين يمكن ان يرتكبوا جرائم في المستقبل" ‪.‬‬
‫شخصية العقوبة واهدافها‪ ،‬والثاني يؤيد ويعترف بالمسؤولية‬
‫الجزائية للشخص العتباري ‪ ،‬استند في رايه إلى الرد على‬
‫حجج التجاه المعارض بحيث اعتبروا وجود الشخص المعنوي‬
‫وجودا فعليا كما اعتبروا مساءلته جنائيا ل يتعارض مع مبدا‬
‫تخصصه ول مع شخصية العقوبة واهدافها‪ ،‬بل برروا ذلك‬
‫بحماية مصالح المجتمع ‪.‬‬
‫آ‬
‫بسبب تباين الراء حول إمكانية قيام المسؤولية‬
‫الجزائية للشخص العتباري اختلفت التشريعات بين منكر‬
‫ومؤيد‪ ،‬ليكون موقف مشرعنا الوطني في ظل المر ‪256/66‬‬
‫المتضمن قانون العقوبات رافضا ومستبعدا لفكرة المسؤولية‬
‫الجزائية للشخص المعنوي‪ ،‬ليكرسها لحقا بموجب نصوص‬
‫خاصة‪ ،‬وبذلك انتقل المشرع الجزائري من اإلنكار التام إلى‬
‫العتراف الجزئي بهذه الفكرة‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 1002‬صدر القانون ‪ 25/02‬المتعلق بقانون‬
‫العقوبات والقانون ‪ 22/02‬المتعلق بقانون اإلجراءات الجزائية‬
‫ليصبح المشرع الجزائري معترفا صراحة بالمسؤولية الجزائية‬
‫للشخص المعنوي ‪ ،‬وجعلها مقرونة بشروط وهي ان يكون‬
‫الشخص المعنوي المراد مساءلته من اشخاص القانون الخاص‬
‫وبالتالي استبعاد اشخاص القانون العام ( الدولة ‪ ،‬الولية ‪،‬‬
‫البلدية ‪ ، )...‬باإلضافة إلى تحديد القانون للجرائم التي تتحدد‬

‫آ‬
‫المجلد ‪ 61‬العدد ‪0262- 20‬‬ ‫‪29‬‬ ‫مجلة الداب والعلوم الجتماعية‬
‫عبد العزيز فرحاوي‬ ‫املسؤولية اجلزائية للشخص املعنوي يف الترشيع اجلزائري‬

‫الهوامش‬
‫‪ .6‬مبروك بوخزنة‪ ،‬المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي في التشريع الجزائري‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،‬مك تبة الوفاء القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪،0262 ،‬‬
‫ص ‪.50‬‬
‫‪ .0‬محمد حزيط‪ ،‬المسؤولية الجزائية للشركات التجارية في القانون التجاري والقانون المقارن‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،0229 ،‬ص‬
‫‪.81‬‬
‫‪ .9‬احمد محمد قائد مقبل‪ ،‬المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة ‪ ،6‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،0228 ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪ .9‬حسام عبد المجيد يوسف جادو‪ ،‬المسؤولية الجنائية لالشخاص المعنوية " دراسة مقارنة «‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬مصر‪ ،0260 ،‬ص ‪.626‬‬
‫‪ .8‬فتحي علي الضمور‪ ،‬المسؤولية الجزائية عن العمال غير المشروعة للوسيط المالي‪ ،‬ماجستير‪ ،‬جامعة الشرق الوسط للدراسات العليا‪،‬‬
‫المملكة الردنية الهاشمية‪ ،0222/0225 ،‬ص‪.89‬‬
‫‪ .1‬خالد الدك‪ ،‬المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬ص‪.1‬‬
‫‪ .8‬محمد احمد المشهداني‪ ،‬الوسيط في شرح قانون العقوبات‪ ،‬الوارث للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬الطبعة ‪ ،0229 ،6‬ص ‪.062‬‬
‫‪ .5‬رنا إبراهيم سليمان العطور‪ ،‬المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي‪ ،‬مجلة العلوم القانونية والقتصادية‪ ،‬جامعة دمشق‪ ،‬العدد ‪،0221 ،0‬‬
‫ص ‪.999‬‬
‫‪ .2‬حسينة شرون وعبد الحليم بن مشري‪ ،‬المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي للتشريع الجزائري‪ ،‬مجلة المنتدى القانونية‪ ،‬قسم الك فاءة‬
‫المهنية للمحاماة‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد ‪ ،0‬جوان ‪ ،0228‬ص ‪.69‬‬
‫‪ .62‬سهيلة حمالوي‪ ،‬المسؤولية الجزائية لالشخاص المعنوية في ظل القانون الجزائري‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،0269/0269 ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪ .66‬زادي صفية‪ ،‬جرائم الشركات التجارية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪ .60‬رمضان ابو السعود‪ ،‬شرح مقدمة القانون المدني‪ ،‬النظرية العامة للحق المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،0221 ،‬ص ‪.088‬‬
‫‪ .69‬سهيلة حمالوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪68‬‬
‫‪14. Planiol,Ripert et Boulanger , traité élémentaire de droit civil, I, p 274.‬‬
‫‪ .68‬احمد محمد قائد مقبل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ .61‬انور محمد صدقي المساعدة‪ ،‬المسؤولية الجزائية عن الجرائم القتصادية‪ ،‬الطبعة ‪ ،6‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،0228 ،‬ص ‪922‬‬
‫‪.926‬‬
‫‪ .68‬عبد المجيد زعالني‪ ،‬محاضرة القيت بالمحكمة العليا بعنوان " التجاهات الجديدة لتشريع جرائم الصرف‪ " ،‬منشورة في المجلة القضائية‪،‬‬
‫العدد الول‪ ،6225 ،‬الديوان الوطني لالشغال التربوية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫ي‬
‫‪ .65‬محمد نصر محمد القطري‪ ،‬المسؤولية الجنائية للشخص العتبار " دراسة مقارنة"‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬جامعة المجمعة‪،‬‬
‫العدد الخامس‪ ،0269 ،‬ص ‪08‬‬
‫‪ .62‬إن مسؤولية الشخاص العتبارية جنائيا تمثل في الوقت الحاضر ضرورة لسد اي قصور في النظمة القانونية المعاصرة‪ ،‬كما ان تطور‬
‫القانون والفقه الجنائي الحديث يتطلب العدالة والمساواة في البيئة الجتماعية‪ ،‬واتساقا مع ذلك فقد تم إدراج المسؤولية الجنائية لالشخاص العتباريين‬
‫في العديد من النظمة المقارنة‪ ،‬وتعد وليدة لما يشهده العصر من تغيرات يفرضها التقدم الحضاري الذي اصاب مختلف جوانب الحياة الجتماعية‬
‫والقتصادية‪.‬‬
‫نقال عن‪ :‬محمد نصر محمد القطري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ .02‬اقر المنظم السعودي المسؤولية الجنائية لالشخاص العتباريين لمعالجة بعض الحوال في عدد من النظمة الخاصة‪ ،‬حيث نص نظام‬
‫الطيران المدني في المملكة العربية السعودية الرقم م ‪ 99 /‬بتاريخ ‪ 6908/8/65‬ه‪ ،‬م ‪ " 69/6‬الشخص الطبيعي او المعنوي الذي يقوم بتشغيل طائرة او اك ثر‬
‫لحسابه وتخضع هيئة قيادتها لوامره‪ ،‬المادة الثانية والربعون بعد المائة‪ :‬المسؤول عن الضرر‪:‬‬
‫‪ 6‬بكون مشغل الطائرة مسؤول عن التعويض المشار إليه في المادة (الحادية والربعون بعد المائة) من هذا النظام سواء اكان يستعمل الطائرة‬
‫بنفسه او بواسطة تابعيه ووكالئه اثناء ممارستهم لوظائ فهم‪ ،‬حتى ولو كان غير داخل في نطاق اختصاصاتهم‪ ،‬فإذا توفي المستثمر تسري هذه المسؤولية‬
‫في مواجهة من يخلفه في التزاماته‪.‬‬
‫‪ 0‬يعد المالك او المستاجر المسجلة باسمه الطائرة مشغال لها ويكون مسؤول بصفته هذه إل إذا اثبت خالل إجراءات تحديد مسؤوليته ان‬
‫شخصا غيره هو المشغل‪ ،‬وعليه في هذه الحالة ان يبادر بقدر ما تسمح به إجراءات التقاضي باتخاذ اإلجراءات الالزمة إلدخال هذا الخير طرفا في الدعوى‬
‫‪" ...‬‬
‫نقال عن‪ :‬محمد نصر محمد القطري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪ .06‬لم يعترف المشرع التونسي صراحة بالمسؤولية الجزائية للشخص المعنوي ك قاعدة عامة ‪ ،‬وإنما اقرها بصفة استثنائية في ميدان الصرف‬
‫الذي له انعكاسات كبيرة على القتصاد الوطني ‪ ،‬حيث نص الفصل ‪ 99‬من مجلة الصرف على انه‪ " :‬إذا كانت الجرائم في حق تراتيب الصرف مرتكبة من‬
‫طرف اعضاء مجلس اإلدارة او متصرفي او مديري ذات معنوية او من طرف احدهم متصرفا باسم ولحساب الذات المعنوية فإنه بقطع النظر عن التبعات‬
‫القائمة ضد هؤلء ‪ ،‬فيمكن ان يقع تتبع الذات المعنوية نفسها وان تسلط عليها العقوبات المالية المنصوص عليها بهذا القانون ‪" .‬‬
‫نقال عن‪ :‬فتحي العيوني‪ ،‬الجرائم الصرفية في التشريع التونسي والتشريع المقارن‪ ،‬مطبعة الشان إليزي‪ ،‬تونس‪ ،6228 ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ .00‬المر ‪ ، 681/11‬المؤرخ في ‪ 5‬جوان ‪ 6211‬المتضمن قانون العقوبات ‪ ،‬الجريدة الرسمية الجزائرية الرسمية الجزائرية ‪ ،‬العدد ‪ ،92‬الصادر في‬
‫‪ 66‬جوان ‪.6211‬‬

‫آ‬
‫المجلد ‪ 61‬العدد ‪0262- 20‬‬ ‫‪28‬‬ ‫مجلة الداب والعلوم الجتماعية‬
‫عبد العزيز فرحاوي‬ ‫املسؤولية اجلزائية للشخص املعنوي يف الترشيع اجلزائري‬

‫‪ .09‬المر ‪ 85/88‬المؤرخ في ‪ ،6288/22/01‬الجريدة الرسمية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،85‬المؤرخ في ‪ 6288/22/92‬المتضمن القانون المدني المعدل‬
‫بموجب القانون رقم ‪ 62/28‬المؤرخ في ‪ ،0228/21/02‬الجريدة الرسمية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،99‬المؤرخ في ‪.0228/21/01‬‬
‫‪ .09‬رضا فرج‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجزائري الحكام العامة للجريمة‪ ،‬الطبعة ‪ ،0‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،6281 ،‬ص ‪.922‬‬
‫‪ .08‬المر رقم ‪ ،688/11‬المؤرخ في ‪ 2‬جوان ‪ 6211‬المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،95‬صادر في ‪.6211/21/62‬‬
‫‪ .01‬المر ‪ ،98/88‬المؤرخ في ‪ 02‬افريل ‪ ،6288‬المتعلق بالسعار وقمع المخالفات الخاصة بالسعار‪ ،‬الجريدة الرسمية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪،95‬‬
‫صادر في‪.6288/29/96 :‬‬
‫‪ .08‬القانون رقم ‪ 08/26‬المتعلق بقانون الرسم على العمال‪ ،‬المؤرخ في ‪ ،6226/60/ 65‬الجريدة الرسمية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،18‬الصادر في‬
‫‪ 6226/60/62‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،6220‬المعدلة بموجب القانون رقم ‪ 20/28‬المؤرخ في ‪ ،6228 /60/ 92‬الجريدة الرسمية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪،52‬‬
‫الصادر في ‪ ،6228 / 60 / 96‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪.6225‬‬
‫‪ .05‬المر ‪ 00/01‬المؤرخ في‪ 6221/28/22 :‬المتعلق بقمع مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالعرف وحركة رؤوس الموال من وإلى الخارج‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،99‬الصادر في‪.6221/28/69 :‬‬
‫‪ .02‬المر ‪ 26/29‬المؤرخ في‪ ،0229/20/62 :‬المتضمن قانون قمع مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالعرف وحركة رؤوس الموال من وإلى‬
‫الخارج‪ ،‬الجريدة الرسمية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،60‬الصادر في‪.0229/20/02 :‬‬
‫‪ .92‬احسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجنائي العام‪ ،‬الطبعة ‪ ،9‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،0228 ،‬ص ‪.096‬‬
‫‪ .96‬القانون ‪ 68/29‬المؤرخ في ‪ ،0229/66/62‬المتضمن قانون العقوبات‪ ،‬الجريدة الرسمية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،86‬الصادر في ‪.0229/66/62‬‬
‫‪ .90‬القانون ‪ 69/29‬المؤرخ في ‪ ،0229/66/62‬المؤرخ في ‪ ،0229/66/62‬المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬العدد ‪ ،86‬الصادر في ‪.0229/66/62‬‬
‫‪ .99‬في اول مارس عام ‪ 6229‬اصدر المشرع الفرنسي قانون العقوبات الجديد الذي تضمن صراحة إقرار مسائلة الشخاص العتباريين جنائيا ولقد‬
‫نصت المادة ‪ 0/606‬من هذا القانون على " تساؤل الشخاص المعنوية فيما عدا الدولة جنائيا عن الجرائم التي ترتكب لحسابها " وعن طريق اعضائها او‬
‫ممثليها وفقا للقواعد الواردة في المادة ‪ 8/606‬وذلك في الحوال المنصوص عليها في القانون او الالئحة ومع ذلك فإن التجمعات المحلية ل تساؤل جنائيا‬
‫إل عن الجرائم التي ترتكب في اثناء مزاولة النشطة ‪ ،‬والتي يمكن ان تكون محال للتفويض في إدارة مرفق عام ‪ ،‬عن طريق التفاق ‪.‬‬
‫نقال عن‪ :‬محمد نصر محمد القطري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ .99‬مبروك بوخزنة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.698‬‬
‫‪ .98‬محمود هشام محمد رياض‪ ،‬المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي‪ ،‬رسالة دك توراه‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،0226 /0222 ،‬ص ‪.662‬‬
‫‪ .91‬عمر سالم‪ ،‬المسؤولية الجنائية لالشخاص المعنوية وفقا لقانون العقوبات الفرنسي الجديد‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪ ،6228 ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪ .98‬إدريس قرفي‪ ،‬المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي " دراسة مقارنة " اطروحة دك توراه‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائية‪ ،‬سنة ‪ ،0266 ،0262‬ص‬
‫‪.682‬‬
‫‪ .95‬لقد اشار المشرع الفرنسي إلى حالت ارتكاب الجريمة لحساب الخص المعنوي في المادة ‪ 0/606‬من قانون العقوبات الجديد والتي تنص‬
‫على " يسال الشخص المعنوي في الحالت التي حددها القانون او الالئحة عن الجرائم التي ترتكب لحسابه "‪ ،‬نقال عن‪ :‬محمد نصر محمد القطري‪،‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪ .92‬اخذت تشريعات اخرى بمبدا العموم مثل القانون النجليزي او الهولندي‪ ،‬اللبناني‪ ،‬العراقي‪ ،‬اإلماراتي‪ ،‬إذ إن الشخص المعنوي في ظلها‬
‫يسال عن كل الجرائم مثل الشخص الطبيعي تماما دون تحديد‪.‬‬
‫‪ .92‬محمود سليمان موسى‪ ،‬المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي في القانون الليبي‪ ،‬دار الك تب الوطنية‪ ،‬بنغازي‪ ،‬الطبعة ‪ ،6258 ،6‬ص‬
‫‪.095‬‬
‫‪ .96‬يقصد بالممثل القانوني اجهزة الشخص المعنوي كرئيس والمدير العام والمسير وكذا مجلس اإلدارة والجمعية العامة للشركاء او العضاء‪،‬‬
‫إذ ان الغلبية الفقهية تجعل عمل اإلنسان شرطا مسبقا لقيام لمسؤولية الجنائية للكائنات المعنوية‪ .‬نقال عن‪ :‬عبد المجيد زعالني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬
‫‪.18‬‬
‫‪ .90‬محمود هشام محمد‪ ،‬المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي‪ ،‬رسالة دك توراه‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،0226/0222 ،‬ص‪096‬‬
‫‪ .99‬القانون ‪ 09/21‬المؤرخ في ‪ ،0260/60/02‬المتضمن قانون العقوبات‪ ،‬الجريدة الرسمية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،59‬الصادر في ‪.0221/60/09‬‬
‫‪ .99‬محمد حزيط‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.995‬‬
‫‪ .98‬وفقا للمادة ‪ 91 696‬من قانون العقوبات الفرنسي الجديد‪ ،‬تنطوي هذه العقوبة على تعيين وكيل قضائي‪ ،‬يحدد له القاضي المهمة الموكولة‬
‫له والتي تنحصر فضال عن ذلك في إطار النشاط الذي تمت في ظله الجريمة‪ ،‬بعد تقديم الوكيل تقريرا يستطيع هذا الخير‪ ،‬إما النطق بعقوبة اخرى او‬
‫إنهاء هذا اإلجراء‪.‬‬
‫نقال عن‪ :‬رنا إبراهيم سليمان العطور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.989‬‬
‫‪ .91‬مقبل احمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.902‬‬

‫آ‬
‫المجلد ‪ 61‬العدد ‪0262- 20‬‬ ‫‪21‬‬ ‫مجلة الداب والعلوم الجتماعية‬

You might also like