You are on page 1of 12

‫العدد العاشر‬

‫جوان ‪ 2018‬املجلد الثاني‬


‫استثمارالعقارالصناعي في الجزائر‬

‫استثمارالعقارالصناعي في الجزائر‬
‫‪Investment of industrial property in Algeria‬‬

‫تاريخ قبول املقال للنشر‪2018/06/19 :‬‬ ‫تاريخ إرسال املقال ‪2018/06/10 :‬‬
‫د‪ .‬زبدة نورالدين ‪ /‬جامعة محمد بوضياف ‪ -‬املسيلة‬

‫ملخص‪:‬‬
‫تكت�سي مسألة العقار الصناعي أهمية بالغة بالنسبة للمستثمرين الذين يبدون رغبتهم‬
‫في انجاز املشاريع ‪ ،‬من أجل استثمار رؤوس أموالهم و كفاءاتهم و قدراتهم‪ ،‬و ال يتأتى ذلك إال‬
‫من خالل معرفتهم بطبيعة املنطقة التي ينجز عليها املشروع ومدى تسهيل اإلدارة العمومية‬
‫الحصول على ملك عقاري موجه لالستثمار و الحد من صعوبة الحصول عليه إن لم نقل‬
‫انعدامه ‪.‬‬
‫إن اإلشكالية التي تطرحها عملية تطهيرالعقارالصناعي في الجزائرهي من املشاكل املتصلة‬
‫مباشرة بتبيان حدود هذا النوع من العقارات وطريقة استغالله‪ ،‬وهي من أهم االنشغاالت‬
‫املطروحة على الساحة االقتصادية والقانونية اليوم‪ .‬فمنذ ظهور اول نواة لالستثمار في مجال‬
‫العقارالصناعي في سبعينيات القرن املا�ضي وإلى غاية اليوم تم اتخاذ تدابيرظرفية وعلى فترات ‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية ‪ :‬االستثمار‪ ،‬العقارالصناعي ‪ ،‬تسييرالعقارالصناعي ‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The issue of industrial real estate is of great importance to investors who ap-‬‬
‫‪pear to be interested in completing projects in order to invest their capital, skills‬‬
‫‪and abilities. This can only be achieved through their knowledge of the nature of‬‬
‫‪the project and the facilitation of public administration. To limit the difficulty of‬‬
‫‪obtaining it if not to remove it.‬‬
‫‪The problem posed by the process of cleansing industrial property in Algeria‬‬
‫‪is one of the problems related directly to the definition of the limits of this type of‬‬
‫‪real estate and how to exploit it, which is one of the most important concerns on‬‬
‫‪the economic and legal arena today. Since the emergence of the first nucleus to‬‬
‫‪invest in the field of industrial real estate in the seventies of the last century and to‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪726‬‬
‫العدد العاشر‬
‫جوان ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫استثمارالعقارالصناعي في الجزائر‬

‫‪date has been taking circumstantial measures at intervals.‬‬


‫‪Keywords: Investment, Industrial Property, Industrial Property Management.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫شهدت الدولة الجزائرية سنة ‪  1989‬تحوالت سياسية واقتصادية واجتماعية وقانونية‬
‫على غرار الكثير من دول العالم تمثلت أساسا في التخلي عن الخيار االشتراكي بموجب دستور‬
‫‪ 23‬فبراير ‪ 1989‬والتوجه نحو الرأسمالية ‪ ،‬و بروز مصطلحات جديدة كتحرير السوق‪،‬‬
‫تحرير التجارة ‪ ،‬تحرير األسعار‪ ،‬الخوصصة‪ .‬العوملة…‪ ،‬هذه املصطلحات تتما�شى مع النظام‬
‫االقتصادي الجديد الذي أقرته الدولة الجزائرية في تلك السنة وهو اقتصاد السوق ‪.‬‬
‫ورغم كل التسهيالت التي شرعت الجزائرفي تقديمها الستقطاب املستثمرين‪ ,‬التي من بينها‬
‫الحصول على العقارات الصناعية‪ ,‬وتخفيض الضرائب على الفوائد‪ ,‬وتقليص مهلة الحصول‬
‫على االستثمار‪ ,‬غير أنه هناك عراقيل ونقائص في منظومة االستثمار في بالدنا تعود بالدرجة‬
‫األولى إلى عدم تأقلم العقليات مع عملية تحرير السوق‪   ،‬و‪  ‬يكت�سي موضوع العقار الصناعي‬
‫أهمية بالغة بالنسبة للمستثمرين ‪ ،‬الذين يبدون رغبتهم في انجاز املشاريع‪ ،‬من أجل استثمار‬
‫رؤوس أموالهم و كفاءتهم و قدراتهم‪ ،‬و ال يتأتى ذلك إال من خالل معرفتهم بطبيعة املنطقة التي‬
‫ينجزعليها املشروع ومدى تسهيل اإلدارة العمومية الحصول على ملك عقاري موجه لالستثمار‬
‫و الحد من صعوبة الحصول عليه إن‪  ‬لم نقل انعدامه ‪ ،‬و الحقيقة أن املشكل يرجع الى الجهة‬
‫التي توفر هذا املورد الضروري و الكيفية التي تمكن املستثمر من استغالل املشروع على أكمل‬
‫وجه ‪ ،‬حيث أن األمالك العقارية تعد موردا ال غنى عنه في أي مشروع استثماري ‪.‬‬
‫من هنا نطرح االشكالية التالية‪:‬‬
‫ما دور العقارالصناعي في تشجيع وتطويراالستثمارفي الجزائر؟‬
‫ومن أجل معالجة اشكالية البحث فقد قمنا بتقسيم موضوع البحث الى محاور ثالثة ‪،‬‬
‫وفق ما يلي‪:‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬ماهية العقارالصناعي‪.‬‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬مراحل تطور استثمارالعقارالصناعي في الجزائر‬
‫املبحث الثالث ‪ :‬اإلطاراملؤسساتي الستثماروتسييرالعقارالصناعي في الجزائر‪.‬‬

‫‪727‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫العدد العاشر‬
‫جوان ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫استثمارالعقارالصناعي في الجزائر‬

‫املبحث األول ‪ :‬ماهية العقارالصناعي‬


‫إن مدلول مصطلح العقارالصناعي واسع ‪ ،‬ألنه يعبرعن بعدقانوني‪ ،‬اقتصادي‪،‬وسيا�سي‬
‫لهذا النوع من العقارت‪.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬مفهوم العقارالصناعي‬
‫الفرع األول ‪ :‬املفهوم القانوني للعقارالصناعي‬
‫عرف العقار املادة ‪ 01/683‬من األمر (‪ )58/75‬املتضمن القانون املدني املعدل واملتمم‬
‫بأنه‪»:‬كل �شيء مستقر بحيز وثابت فيه وال يمكن نقله منه دون تلف فهو عقار‪،‬وكل ماعدا ذلك‬
‫فهو �شيء منقول «‪.1‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬املفهوم االقتصادي واملالي للعقارالصناعي‬
‫قام املشرع الجزائري بتنظيم العقارالصناعي بصفة تتما�شى مع السياسة واأليديولوجية‬
‫االقتصادية املتبعة في البالد وذلك ألهميته ‪ ،2‬ومن هذا املنطلق فالعقار الصناعي من وجهة‬
‫نظر االقتصاديين مرتبط بمفهوم املال املخصص لالستثمار بحيث يتم اإلنفاق على األصول‬
‫(األرا�ضي واملباني) خالل فترة زمنية محددة بقصد التنمية وزيادة رأس املال‪.‬‬
‫كما يمثل العقارالصناعي املساحة الجغرافية أو الرقعة األرضية املحددة إلقامة املنشآت‬
‫واملشاريع االستثمارية الصناعية‪.‬‬
‫من خالل ما سبق يمكن تعريف العقارالصناعي إجماال على أنه‪ :‬استخدام األرض وكل ما‬
‫اتصل بها اتصال قرار وثبات بما فيها اآلالت واملعدات واألجهزة واملواد الخام املرصودة لخدمته‬
‫بهدف إنتاج السلع عن طريق تحويل مواد أولية أو باستخدام مواد شبه مصنعة‪.‬‬
‫كما يمكن تعريف العقارالصناعي على أنه‪« :‬مجموع األرا�ضي وكل مااتصل بها اتصال قرار‬
‫وثبات وما رصد لخدمة العقار‪،‬بما فيها األصول العقارية املتبقية (‪ )Actifs Résiduels‬التابعة‬
‫للمؤسسات العمومية املحلة‪ ،‬واألصول العقارية الفائض (‪ ) Actif Excédentaire‬التي تملكها أو‬
‫تحوزها املؤسسات العمومية في حالة نشاط‪ ،‬املوجهة إلنتاج السلع‪ ،‬طريق تحويل مواد أولية‪.3‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬أهمية العقارالصناعي‬
‫الفرع األول ‪ :‬األهمية االقتصادية‬
‫امللكية العقارية بمختلف أنواعها لها دور أسا�سي في التنمية الشاملة للبالد ولذلك ارتبطت‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪728‬‬
‫العدد العاشر‬
‫جوان ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫استثمارالعقارالصناعي في الجزائر‬

‫الحضارات اإلنسانية قديما وحديثا بهذا املوروث وجعلته أساسا في تقدمها ورقيها فبقدرتنظيم‬
‫وتوجيه االستثمارالعقاري يمكن التحكم في املجاالت االقتصادية بمختلف أشكالها (صناعية‪،‬‬
‫فالحية‪ ،‬عمرانية)‪.‬إال ان العقارالصناعي ينفرد بأهمية تظهرمن خالل مجال االستثمارالصناعي‬
‫كصيغة قانونية في سبيل تطويرآليات التنمية الصناعية‪ ،‬واعادة بعث االقتصاد الوطني وتحرير‬
‫النشاط االقتصادي واقامة صناعة وطنية قادرة على تنويع الصادرات وتخليص االقتصاد‬
‫الوطني من التبعية للمحروقات‪ ،‬وذلك قصد تدعيم وتعزيز جملة االصالحات االقتصادية‬
‫املنتهجة‪ ،‬حتى يتناسب الشكل القانوني للعقارالصناعي مع التوجه االقتصادي املبني على حرية‬
‫االقتصاد وحرية االستثمار‪.4‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬األهمية السياسية‬
‫إن مسألة الدخول في اقتصاد السوق وتدعيم فكرة االستثمارمن الناحية القانونية يرتبط‬
‫أساسا باأليديولوجية السياسية املتبعة في البالد ذلك ألن طبيعة األنظمة السياسية تؤثروتتأثر‬
‫بالتنظيم السائد في امللكية العقارية كما كان عليه في أنظمة االقطاع والعرق والرأس مالية‬
‫واالشتراكية‪ ،‬وفي هذا املضمار فان الجزائر ومن خالل املراحل التاريخية التي مرت بها‪ ،‬تباينت‬
‫فيها التشريعات الخاصة بالعقارالصناعي تبعا للظروف السياسية السائدة في كل مرحلة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن السلطات العمومية اتخذت تدابير جذرية لتفعيل قدرات عقارية‬
‫مجمدة ال يستهان بها‪ ،‬فبادرت باسترجاع األصول العقارية التابعة للمؤسسات العمومية تم‬
‫حلها أو في طريق الحل‪ ،‬والتفتت في مرحلة ثانية لألصول العقارية الفائضة املحازة على سيبل‬
‫االنتفاع أو التملك من مؤسسات عمومية اقتصادية ومخلية في حالة نشاط ‪،‬وغير الزمة‬
‫موضعيا لنشاطها‪،‬غالبا ما تمثل أرا�ضي شاسعة ‪ ،‬أعادت السلطة توجيهها لالستثمار الصناعي‬
‫تلبية لحاجيات املستثمرين املتزايدة ‪.‬‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬مراحل تطور استثمارالعقارالصناعي في الجزائر‬
‫لقد عرف العقار الصناعي منذ االستقالل عدة أنظمة لالستثمارفيه‪ ،‬ولعل اول عملية‬
‫تنظيم لهذا النوع من الثروة العقارية في بالدنا كان في بداية السبعينات‪ ،‬حيث ظهرت فكرة‬
‫تقسيم العقار الصناعي الى مناطق‪ ،‬كاملناطق الصناعية املنشأة عام‪ ،5 1973‬غير أن اإلشكال‬
‫الذي ظهر كان يتعلق بطبيعة عقد امللكية في هذه املناطق وكيفية تسييره وحمايته‪ ،‬وعموما‬
‫يمكن تقسيم مراحل عملية استغالل العقار الصناعي الى مرحلتين أساسيتين نلخصهما فيما‬
‫يأتي‪.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬العقارالصناعي في ظل النهج االشتراكي‬
‫قام املشرع الجزائري بتنظيم استغالل العقارالصناعي في هذه املرحلة بصفة تتما�شى مع‬

‫‪729‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫العدد العاشر‬
‫جوان ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫استثمارالعقارالصناعي في الجزائر‬

‫الخياراالشتراكي املنتهج آذاك والذي يكرس امللكية الجماعية على حساب امللكية الفردية‪.‬‬

‫وإذا كانت التدابيراملتخذة في السنوات األولى من االستقالل التثيرأي اشكال لخصوصية‬


‫املرحلة ‪ ،‬بحيث انها ضرورية لضمان مواصلة سيرالحياة االقتصادية للبالد بعد رحيل املستعمر‬
‫‪ ،‬فإن التفكير في تحديد نظام عقاري كفيل بمواجهة االحتياجات من العقارات القابلة للتعمير‬
‫بأسعار مقبولة وبشروط تضمن التحكم في التوسع العمرانيبمفهومه الواسع قد انطلق في‬
‫بداية السبعينات واسفرعنه إصدار األمر ‪26/74‬املتعلق بتكوين االحتياطات العقارية لفائدة‬
‫البلديات‪ ،6‬إال ان البلديات ونظرا الفتقارها الى إطارات ذوي الكفاءات العالية والى مصالح‬
‫تقنية وإدارية ضرورية عجزت عن تسييراملحفظات العقارية الهائلة التي كانت بحوزتها‪ ،‬وبالتالي‬
‫لم يلق العقارالصناعي العناية املستحقة من املشرع في هذه املرحلة‪.7‬‬
‫من هنا نالحظ أن العقارالصناعي في ظل النهج االشتراكي أستخدم كبنية تحتية لالنتقال‬
‫من معركة التحرير إلى معركة اإلنتاج‪ ،‬حيث استخدمت السلطة الذمة العقارية التي كونتها‬
‫كأساس الستثماراتها وكان األمر ‪ 26/74‬السابق الذكر وماسبقة من نصوص اآللية القانونية‬
‫املفضلة لتجسيد خطط بناء القطاع العام ‪.‬‬
‫كما خضع إنشاء وتهيئة املناطق املوجهة للنشاطات الصناعية إلى اختيارات ارتجالية‬
‫بحجة توزيع الثروات بالتساوي واملحافظة على التوازنات الجهوية في مجال استثمار العقار‬
‫الصناعي‪ ،.‬ويمكن تشخيص هذه اإلخفاقات من خالل املبالغة في حجم املساحات املخصصة‬
‫للنشاطات الصناعية ‪ ،8‬وتخصيص مساحات للنشاطات الصناعية في أخضب األرا�ضي‬
‫الزراعية‪ ،‬وبالتالي إهدار ثروة عقارية خصبة كانت من املفترض استغاللها حسب طبيعتها‬
‫الجيولوجية في املجال الزراعي‪.‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬العقارالصناعي في ظل اقتصاد السوق‬
‫بعد تخلي الجزائر عن النهج االشتراكي وتبنيها صراحة أليديولوجية االقتصاد الحر‪،‬‬
‫ظهرت في هذه املرحلة‪ ،‬ضرورة تحديد األولويات وإيجاد الحلول املناسبة ملا بعد ‪ ،1990‬وذلك‬
‫بالنظر الى امليكانيزمات السياسية واالقتصادية الجديدة والتي كانت تهدف الجزائر من خاللها‬
‫الى التحول اآلمن نحو اقتصاد السوق وتنشيط االستثمار الوطني واالجنبي خاصة في مجال‬
‫استغالل العقار الصناعي والسير نحو تحرير املعامالت االقتصادية بغية إزالة كافة العراقيل‬
‫التي ميزت املعامالت العقارية في املرحلة السابقة‪.‬‬
‫إن العقار الصناعي في ظل التحوالت االقتصادية الجديدة عامال حاسما لتشجيع‬
‫االستثمار‪ ،‬كل ذلك يندرج في الواقع ضمن املقاربة الجديدة للسلطة الساعية لالنسحاب‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪730‬‬
‫العدد العاشر‬
‫جوان ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫استثمارالعقارالصناعي في الجزائر‬

‫التدريجي من الحياة االقتصادية‪ ،‬ومنح الريادة للقطاع الخاص بما يقت�ضي من حرية في‬
‫االستثمار‪.‬‬

‫ونظرا الرتباط العقار الصناعي بسياسة الدولة االستثمارية في هذه املرحلة الرامية الى‬
‫تحفيزتدفقات رؤوس األموال وخلق نشاطات جديدة ‪ ،‬يمكن مالحظة أسلوبين استثماريين‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬سياسة استثمارية مفتوحة ( حرة)‬
‫تميزت بمنح الحرية التامة لالستثمار املحلي أو األجنبي في ظل األمـ ــر‪ 03-01‬املتعلق بتطوير‬
‫االستثمار‪ ،‬خاصة أن املرسوم التشريعي ‪ 12-93‬املتعلق بترقية االستثمار لم ينجح في جذب‬
‫االستثمارالوطني واألجنبي بفعل املظاهرالبيروقراطية التي اتسم بها‪ ،‬كما ّ‬
‫تبنى املشرع الجزائري‬
‫املفهوم اإليجابي واملرن لالستثمار‪ ،‬حيث لم يعد يقتصر فقط على النشاطات االقتصادية‬
‫املنتجة للسلع والخدمات‪ ،‬واملساهمة في رأس مال املؤسسة في شكل مساهمات نقدية أوعينية‪،‬‬
‫وإنما أصبح يضم أيضا النشاطات املستعادة في إطار الخوصصة الكلية أو الجزئية ‪،‬واقتناء‬
‫أصول في إطار توسيع قدرات اإلنتاج أو إعادة التأهيل أو إعادة الهيكلة‪ ،‬والنشاطات املترتبة‬
‫عن منح االمتيازأو الرخصة‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬سياسة استثمارية مقيدة‬
‫بعد صدور قانون املالية التكميلي لسنة ‪ 92009‬تميزت املرحلة بتقييد االستثمار الخاص‬
‫األجنبي بحجة تجاوزت بعض املستثمرين وأدمج هذا القانون عدة أحكام في األمر‪ 03/01‬املتعلق‬
‫بتطويراالستثمارنوجزها فيما يلي‪:‬‬
‫‪)1‬خضوع االستثمارات األجنبية إلجراءات التصريح املسبق لالستثمار لدى الوكالة‬
‫الوطنية لتطويراالستثمار‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ )2‬ألزم املشرع بموجب نص املادة ‪ 04‬مكرر من األمر ‪ 03-01‬املتعلق بتطوير االستثمار‬
‫إنجازاالستثمارات األجنبية في إطارشراكة تمثل فيها املساهمة الوطنية املقيمة نسبة ‪ 51%‬على‬
‫األقل من رأس املال االجتماعي ‪.‬‬
‫‪)3‬خضوع كل مشروع استثمارأجنبي مباشرأواستثماربالشراكة مع رؤوس أموال أجنبية‬
‫إلى الدراسة املسبقة لدى املجلس الوطني لالستثمار(‪.)CNI‬‬
‫‪ )4‬وجوب تقديم االستثمارات األجنبية املباشرة أوبالشراكة ميزان فائض بالعملة الصعبة‬
‫لفائدة الجزائرخالل كل مدة قيام املشروع‪.‬‬

‫‪731‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫العدد العاشر‬
‫جوان ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫استثمارالعقارالصناعي في الجزائر‬

‫‪ )5‬كما ان قانون املالية التكميلي لسنة ‪ 2009‬قيد املستثمرين األجانب بشراكة مساهمة‬
‫وطنية تقدربـ ‪ % 30‬عند ممارسة أنشطة االستيراد بغرض إعادة بيع الواردات‪ ،‬إال أنه بموجب‬
‫قانون املالية لسنة ‪ 2014‬الصادربموجب القانون ‪ 08-13‬املؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر‪ 2013‬تم رفع‬
‫املساهمة الوطنية املقيمة إلى غاية ‪،51%‬ويسري تطبيق هذه األحكام ابتداء من ‪ 1‬يناير‪.2014‬‬
‫ويبدو أن الغاية من هذه الخطوة هو الحد من الواردات وإعادة ضبط التجارة الخارجية‪.‬‬
‫‪ ) 6‬وجوب اللجوء للبنوك واملؤسسات املالية املحلية إلنجاز استثمارات أجنبية مباشرة‬
‫أو بالشراكة باستثناء تشكيل رأس املال ‪.11‬‬
‫املبحث الثالث ‪ :‬اإلطاراملؤسساتي الستثماروتسييرالعقارالصناعي‬
‫فتحت الدولة املجال لالستثمار الخاص و األجنبي على مصراعيه ولم تفرق بينهم تماشيا‬
‫مع تخليها عن النهج االشتراكي و إقرارها اقتصاد السوق بموجب دستور ‪ 23‬فبراير‪ ، 1989‬حيث‬
‫وضعت اوجدت مؤسسات ملتابعة استثمار العقار الصناعي من اجل بعث ديناميكية تعود على‬
‫االقتصاد الوطني بالفائدة وتجعله في غنى عن التبعية واالعتماد على مداخيل املحروقات ‪.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬الوكالة الوطنية لتطويراالستثمار ‪ANDI‬‬
‫شهدت وكالة ترقية ودعم ومتابعة االستثمارالتي انشات في ‪ 1993‬وفقا للمرسوم التشريعي‬
‫رقم ‪ 12-93‬امللغى‪ ،‬واملكلفة باالستثمار للتكيف مع التغيرات االقتصادية للبالد آنذاك ‪ ،‬حيث‬
‫تم تحويلها الى الوكالة الوطنية لتطويراالستثمارمنذ‪. 2001‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف الوكالة الوطنية لتطويراالستثمار‪ANDI‬‬
‫الوكالة‪ ‬الوطنية لتطوير االستثمارات هي مؤسسة عمومية ذات شخصية‬
‫قانونية‪ ‬واستقاللية مالية‪ .‬مهمتها الرئيسية هي تطوير ومتابعة االستثمارات وهذا بتسهيل‬
‫استكمال اإلجراءات اإلدارية املتعلقة ببعث‪ ‬مشاريع خلق املؤسسات‪ ‬من خالل‪ ‬الشباك‬
‫العمالياتي الوحيد ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مهام الوكالة الوطنية لتطويراالستثمار‬
‫إذن هذه الوكالة عبارة عن مؤسسة عمومية متمتعة بالشخصية املعنوية واالستقالل‬
‫املالي‪ ،‬ذات طابع اداري‪ ،‬موضوعة تحت وصاية رئيس الحكومة ويقوم بمتابعة انشطتها وزير‬
‫املساهمة وتنسيق اإلصالحات‪ .‬حدد صالحياتها املرسوم التنفيذي رقم ‪ 282-01‬املؤرخ في ‪24‬‬
‫‪12‬‬
‫سبتمبر‪ 2001‬املتضمن صالحيات الوكالة الوطنية لتطويراالستثماروتنظيمها وسيرها‬
‫تضطلع هذه الوكالة بمهام في مجال االستثمارالصناعي تتمثل في‪:‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪732‬‬
‫العدد العاشر‬
‫جوان ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫استثمارالعقارالصناعي في الجزائر‬

‫ ‪-‬استقبال املستثمرين املقيمين وغيراملقيمين واعالمهم ومساعدتهم‪،‬‬


‫ ‪-‬التأكيد من احترام االلتزامات التي تعهد بها املستثمرين خالل مدة االعفاء‪،‬‬
‫ ‪-‬تسهيل القيام بالشكليات التأسيسية للمؤسسات وتجسيد املشاريع بواسطة‬
‫الشباك الوحيد الالمركزي‪.‬‬
‫ومما يضاعف من أهمية الصالحيات املسندة اليها هو الشكل التنظيمي املعتمد بوجود‬
‫الشباك الوحيد الالمركزي الذي يخفف الكثير من اإلجراءات االدارية بجعل املستثمر يتعامل‬
‫مع هيئة ادارية واحدة بدل من التوجه الى عدة جهات ادارية‪.13‬‬
‫تم استحداث الشباك الوحيد ضمن الهيكل الالمركزي للوكالة الوطنية لترقية االستثمار‬
‫للحد من املظاهر البيروقراطية وتسهيل االجراءات االدارية لصالح املستثمرين‪ ،‬وهو جزء من‬
‫الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار على املستوى املحلي حيث أن�شئ على مستوى الوالية ويضم‬
‫الى جانب اطارات الوكالة‪ ،‬ممثلين عن االدارات التي تتدخل في مختلف املسائل املتعلقة‬
‫باالستثمار‪ ،‬ومن بينها الهيئات املكلفة بالعقار املوجه لالستثمار ولجنة املساعدة وتحديد مكان‬
‫ترقية االستثمارات‪.‬‬
‫حددت املادة ‪ 5/25‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،282-01‬املهام املخولة ملمثلي الهيئات‬
‫املكلفة بالعقار املوجه لالستثمار ولجنة املساعدة وتحديد مكان ترقية االستثمارات والضبط‬
‫العقاري والتي تمثلت في‪:‬‬
‫ ‪-‬توفير املعطيات املتوفرة لديهم بخصوص العقارات املوجهة إلنجاز املشاريع‬
‫االستثمارية‪،‬‬
‫ ‪-‬تسليم قرارات الحجز املتعلقة بتلك العقارات في مدة ال تتجاوز ثمانية ايام وذلك في‬
‫حال عبراملستثمرعن رغبته في الحصول على القطعة االرضية املعينة‪،‬‬
‫ ‪-‬العمل على استكمال اإلجراءات الضرورية من تحرير العقود االدارية التي تضمن‬
‫التنازل عن العقار‪ ،‬او مقررات منح االمتياز عليه وذلك في اجل ثالثون يوما املوالية‬
‫لقرارالحجز‪.‬‬
‫واملالحظ ان املرسوم التنفيذي رقم ‪ 355-06‬املؤرخ في ‪ 9‬اكتوبر ‪200614‬أعاد تنظيم‬
‫صالحيات الوكالة الوطنية لتطويراالستثماربحيث أصبحت مهامها تتمثل في ‪:‬‬
‫ ‪ -‬تستقبل و ترشد وترافق‪ ‬املستثمرين على مستوى الهياكل املركزية والجهوية‪.‬‬
‫ ‪ -‬تعلم املستثمرين ‪ ،‬من خالل موقعها على االنترنت و مختلف الندوات ملعلومات‬

‫‪733‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫العدد العاشر‬
‫جوان ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫استثمارالعقارالصناعي في الجزائر‬

‫بمناسبة األحداث االقتصادية التي تنظم في الجزائرأو في الخارج؛‬


‫ ‪  -‬ضمان تنفيذ قرارات تشجيع االستثمار بالتشاور‪ ‬مع املؤسسات املعنية املختلفة‬
‫(الجمارك والضرائب الخ‪.).‬‬
‫ ‪ -‬تساهم في تنفيذ سياسات واستراتيجيات‪ ‬التطوير بالتعاون مع القطاعات‬
‫االقتصادية املعنية؛‬
‫ ‪ -‬يوفرللمستثمرين املحتملين بورصة الشراكة‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري ‪ANIREF‬‬
‫عمل على ايجاد كيان تنظيمي استثماري اخرعلى املستوى املحلي يعمل على اعادة ضبط‬
‫العالقة بين املستثمر والعقار الصناعي عن طريق ايجاد هيئة تجارية لتسيير الوعاء العقاري‬
‫العمومي املوجه لالستثمارالصناعي وجعله أكثراستقطابا للمستثمراالجنبي‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري ‪ANIREF‬‬

‫عرفتها املادة االولى من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 119-07‬بالوكالة الوطنية للوساطة‬


‫والضبط العقاري ‪ ،‬والوكالة الوطنية للوساطة والتنظيم العقاري هي مؤسسة عمومية ذات‬
‫طابع صناعي وتجاري‪ ،‬توجد تحت وصاية وزارة الصناعة‪ ،‬املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫وترقية االستثمار‪ ،‬تأسست لتكون أداة في خدمة املستثمرين الذين يوفر لهم الدعم الضروري‬
‫الذي يحتاجونه في البحث عن االوعية العقارية ال نجازمشاريعهم الصناعية‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مهام الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري‬
‫أوكلت للوكالة الوطنية للوساطة والتنظيم العقاري التي أنشأت في ‪2007‬عدة مهام منها‬
‫الوساطة العقارية والسكن‪ ،‬التنظيم والترقية العقارية التي تهدف كلها الى خلق سوق عقاري‬
‫منظم تماشيا مع احتياجات االستثماروبالتالي السيرنحو التنمية االقتصادية للبالد‪.‬‬
‫إن مهام الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري حددها الفصل الثاني من املرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 119-07‬وتتمثل أساسا في العمل على تأسيس سوق عقارية منظم وشفاف‬
‫تماشيا مع احتياجات االستثماروبالتالي إلى التنمية االقتصادية للبالد‪.‬‬
‫وفي إطار مهامها تعمل على خلق إنشاء عالقات بين مالكي العقار املوجه لالستثمار‬
‫واملتعاملين االقتصاديين الذين يبحثون عن أوعية عقارية ال نجاز مشاريعهم وهذا عبر وضع‬
‫وبث املعلومات املتعلقة بالعقاراملتوفر‪.‬‬
‫وتضمن الوكالة الوساطة إلدارة االمالك التي امضت معها اتفاقية تسييرإطارواتفاقيات‬
‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫‪734‬‬
‫العدد العاشر‬
‫جوان ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫استثمارالعقارالصناعي في الجزائر‬

‫اخرى فرعية مع مديريات االمالك‪.‬‬


‫ومن اجل أداء مهامها املتعلق بالتنظيم العقاري تتوفر الوكالة على مرصد للسوق‬
‫العقارية الذي اوكلت له مهام مراقبة ديناميكية السوق لتوفيراملعلومات للسلطات عبردراسات‬
‫ومالحظات عن االوضاع التي تدونها بانتظام‪ ،‬طرق ووسائل تنظيم السوق‬
‫كما أن مهمة التسييراسندت للوكالة على حافظة العقاراالقتصادي العمومي املتكون من‬
‫االرا�ضي التابعة ألمالك الدولة الخاصة املوجهة إلنجاز مشاريع استثمارية‪ ،‬واالصول املتبقية‬
‫تابعة للمؤسسات العمومية املحلة‪ ،‬واالصول الفائضة التابعة ملؤسسات عمومية اقتصادية‬
‫واالرا�ضي املتوفرة على مستوى املناطق الصناعية املسترجعة تدريجيا‪ ،‬وذلك لحساب الدولة‪.15‬‬
‫وللوكالة ايضا طابع املرقي العقاري‪ ،‬حيث بإمكانها الحصول على امالك عقارية وسكنية‬
‫إلعادة تقييمها والتنازل عليها بعد ذلك للمتعاملين االقتصادين ( مشاريع انتاج املمتلكات‬
‫والخدمات)‪ .‬وبهذا تساهم في الرفع من العروض املتوفرة وتنظيم السوق‪.‬‬
‫ان الصالحيات الواسعة املمنوحة للوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري في توفيرها‬
‫للمعلومات الخاصة بالعقارات املتوفرة في كل والية وفقا الحتياجات املستثمراالجنبي‪ ،‬ال تجعلها‬
‫صاحبة سلطة القرار في مجال منح االمتياز تجسيدا ملهمة الوساطة بل اننا نالحظ ان الوالي‬
‫وبناء على اقتراح اللجنة الوالئية املسماة لجنة املساعدة على تحديد املوقع وترقية االستثمارات‬
‫والضبط العقاري‪ ، kALPIREF‬هو املانح لحق االمتياز بالترا�ضي على االر�ضي التابعة ألمالك‬
‫الخاصة للدولة واالصول املتبقية للمؤسسات العمومية املحلة واالصول العقارية الفائضة‬
‫للمؤسسات العمومية االقتصادية واالرا�ضي التابعة للمناطق الصناعية ومناطق النشاط وهذا‬
‫‪16‬‬
‫بموجب املادة الخامسة من قانون املالية التكميلي لسنة‪2011‬‬
‫نستنتج مما سبق ان ترقية االستثمار وربطه بسياسة عقارية حكيمة تحرر سوق العقار‬
‫الصناعي حيث يكمن دور الوكالة الوطنية للوساطة و الضبط العقاري أساسا في اقتراح العقار‬
‫الصناعي باعتباره مورد أسا�سي للمؤسسة الصناعية ‪ ،‬و املوجه لفائدة أصحاب املشاريع‬
‫االستثمارية بجميع أشك ــالهم ( الوطني أو األجنبي‪  ‬الطبيعي أو املعنوي ‪ ،‬العام أو الخاص)‪.‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬
‫إن اإلشكالية التي تطرحها عملية تطهيرالعقارالصناعي في الجزائرهي من املشاكل املتصلة‬
‫مباشرة بتبيان حدود هذا النوع من العقارات وطريقة استغالله‪ ،‬وهي من أهم االنشغاالت‬
‫املطروحة على الساحة االقتصادية والقانونية اليوم‪ .‬فمنذ ظهور اول نواة لالستثمار في مجال‬
‫العقارالصناعي في سبعينيات القرن املا�ضي وإلى غاية اليوم تم اتخاذ تدابيرظرفية على فترات ‪،‬‬
‫وإن كانت تحتوي على بعض املزايا فإنها ال تخلو من بعض السلبيات التي كانت مصدر مضاربة‬
‫في املعامالت العقارية على العقارالصناعي وعامل استنزاف لهذه الثروة العقارية غيراملتجددة ‪.‬‬
‫‪735‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫العدد العاشر‬
‫جوان ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫استثمارالعقارالصناعي في الجزائر‬

‫وقد عمد املشرع الجزائري إلى إيجاد حلول كفيلة باستغالل واستثمارهذه الثروة متخليا‬
‫صراحة عن فكرة امللكية التقليدية الى مفهوم النظرة الحديثة الستثمار األمالك العقارية‬
‫املتمثلة في االنتفاع فقط دون إعطاء أهمية كبيرة لحق التملك ‪ ،‬وهو مايعتبر قفزة نوعية في‬
‫هذا املجال ‪ ،‬الشيئ الذي يبشر بإقامة سوق واعد للعقار الصناعي في البالد ‪ ،‬لكن يجب ان‬
‫نشير الى ان هذه الخطوات تبقى ناقصة مالم تتظافر العديد من العوامل سواء القانونية منها‬
‫أو الهيكلية التي تحفز وتشجع ترقية االستثمار وتدفق رؤوس األموال األجنبية واملحلية بشكل‬
‫يضمن استغالل العقارالصناعي في بالدنا في جو اكثرشفافية ودون اية مساومة ‪.‬‬
‫وما تجدر اإلشارة اليه أخيرا أن أهم �شيء يجب االهتمام به لجلب املستثمرين األجانب‬
‫وحتي الوطنيين ‪ ،‬هو استقراروديمومة وفعالية اإلطارالتشريعي والتنظيمي الذي يحكم مختلف‬
‫جوانب استثمارالعقارالصناعي في الجزائرذلك ان الواقع اثبت ان فشل سياسة الدولة في هذا‬
‫املجال يعود إلى الحلول الظرفية واملؤقتة لترسانة من القوانين كانت بعيدة عن السياسات‬
‫الرشيدة التي تضمن بعث نشاط اقتصادي فعال ينعش االستثمار في الجزائر ويق�ضي على‬
‫البطالة ‪.‬‬
‫الهوام ـ ـ ــش‪:‬‬
‫‪ 1‬الفقرة األولى من املادة ‪ 683‬من األمر‪ 58/75‬املتضمن القانون املدني املعدل واملتمم‪.‬‬
‫‪ 2‬بوجردة مخلوف‪ :‬العقارالصناعي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دارهومة‪ ،‬بوزريعة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.09 :‬‬
‫‪ 3‬خوادجية سميحة حنان‪ :‬محاضرات في مقياس العقارالصناعي‪ ،‬كلية الحقوق –جامعة قسنطينة‪ ،‬السنة الجامعية‪،2016/ 2015‬‬
‫ص‪.09 :‬‬
‫‪ 4‬زعموش فوزية‪ “ :‬دور عقد االمتيازللعقارالصناعي في تشجيع االستثمارالصناعي األجنبي “‪ ،‬امللتقى الوطني حول “اإلطارالقانوني‬
‫لالستثماراالجنبي في لجزائر” كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬يومي‪ 19/18:‬فيفري‪.2015‬‬

‫‪ 5‬املرسوم ‪ 45/73‬املؤرخ في ‪1973/02/28‬املتعلق بإنشاء لجنة استشارية لتهيئة املناطق الصناعية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‪20‬‬
‫مؤرخة في ‪.1973/03/09‬‬
‫‪ 6‬األمررقم‪26/74:‬الصادربتاريخ‪20:‬فبراير‪1974‬املتضمن تكوين االحتياطات العقارية للبلدية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‪ ،19‬ص‪.291:‬‬
‫‪ 7‬عبد الحميد جبار‪ :‬السياسة العقارية في املجال الصناعي‪ ،‬مذكرة ماجيستيرفي القانون فرع اإلدارة واملالية كلية الحقوق والعلوم‬
‫اإلدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2002/2001‬ص‪.68 :‬‬
‫‪ 8‬خوادجية سميحة حنان‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.10:‬‬
‫‪ 9‬األمـر‪ 01/ 09‬املؤرخ في ‪ 22‬يوليو ‪ 2003‬املتضمن قانون املالية التكميلي لسنة ‪ ،2009‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 44‬املؤرخة في ‪26‬‬
‫يوليو ‪.2009‬‬
‫‪ 10‬املادة ‪ 04‬مكرر من األمر‪ 03-01‬املؤرخ في ‪ 20‬أوت ‪ 2001‬املتعلق بتطويراالستثماراملعدلة واملتممة بموجب املادة ‪ 56‬من قانون‬
‫املالية لسنة ‪ 2014‬الصادربموجب القانون ‪ 08-13‬املؤرخ في ‪30‬ديسمبر‪.2013‬‬
‫‪ 11‬خوادجية سميحة حنان‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.11:‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪736‬‬
‫العدد العاشر‬
‫جوان ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫استثمارالعقارالصناعي في الجزائر‬

‫‪ 12‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 282-01‬املؤرخ في ‪ 24‬سبتمبر‪ 2001‬املتضمن صالحيات الوكالة الوطنية لتطويراالستثمار‪،‬تنظيمها‬
‫وسيرها‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 55‬سنة ‪.2001‬‬
‫‪ 13‬زعموش فوزية‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.16:‬‬
‫‪ 14‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-06‬املؤرخ في ‪ 9‬اكتوبر‪ 2006‬املتعلق بصالحيات الوكالة الوطنية لترقية االستثمار‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 64‬املؤرخة في ‪ 11‬اكتوبر‪.2006‬‬
‫‪ 15‬خوادجية سميحة حنان‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.32:‬‬
‫‪ 16‬زعموش فوزية‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.20 :‬‬

‫‪737‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬

You might also like