Professional Documents
Culture Documents
استثمارالعقارالصناعي في الجزائر
Investment of industrial property in Algeria
تاريخ قبول املقال للنشر2018/06/19 : تاريخ إرسال املقال 2018/06/10 :
د .زبدة نورالدين /جامعة محمد بوضياف -املسيلة
ملخص:
تكت�سي مسألة العقار الصناعي أهمية بالغة بالنسبة للمستثمرين الذين يبدون رغبتهم
في انجاز املشاريع ،من أجل استثمار رؤوس أموالهم و كفاءاتهم و قدراتهم ،و ال يتأتى ذلك إال
من خالل معرفتهم بطبيعة املنطقة التي ينجز عليها املشروع ومدى تسهيل اإلدارة العمومية
الحصول على ملك عقاري موجه لالستثمار و الحد من صعوبة الحصول عليه إن لم نقل
انعدامه .
إن اإلشكالية التي تطرحها عملية تطهيرالعقارالصناعي في الجزائرهي من املشاكل املتصلة
مباشرة بتبيان حدود هذا النوع من العقارات وطريقة استغالله ،وهي من أهم االنشغاالت
املطروحة على الساحة االقتصادية والقانونية اليوم .فمنذ ظهور اول نواة لالستثمار في مجال
العقارالصناعي في سبعينيات القرن املا�ضي وإلى غاية اليوم تم اتخاذ تدابيرظرفية وعلى فترات .
الكلمات املفتاحية :االستثمار ،العقارالصناعي ،تسييرالعقارالصناعي .
Abstract:
The issue of industrial real estate is of great importance to investors who ap-
pear to be interested in completing projects in order to invest their capital, skills
and abilities. This can only be achieved through their knowledge of the nature of
the project and the facilitation of public administration. To limit the difficulty of
obtaining it if not to remove it.
The problem posed by the process of cleansing industrial property in Algeria
is one of the problems related directly to the definition of the limits of this type of
real estate and how to exploit it, which is one of the most important concerns on
the economic and legal arena today. Since the emergence of the first nucleus to
invest in the field of industrial real estate in the seventies of the last century and to
الحضارات اإلنسانية قديما وحديثا بهذا املوروث وجعلته أساسا في تقدمها ورقيها فبقدرتنظيم
وتوجيه االستثمارالعقاري يمكن التحكم في املجاالت االقتصادية بمختلف أشكالها (صناعية،
فالحية ،عمرانية).إال ان العقارالصناعي ينفرد بأهمية تظهرمن خالل مجال االستثمارالصناعي
كصيغة قانونية في سبيل تطويرآليات التنمية الصناعية ،واعادة بعث االقتصاد الوطني وتحرير
النشاط االقتصادي واقامة صناعة وطنية قادرة على تنويع الصادرات وتخليص االقتصاد
الوطني من التبعية للمحروقات ،وذلك قصد تدعيم وتعزيز جملة االصالحات االقتصادية
املنتهجة ،حتى يتناسب الشكل القانوني للعقارالصناعي مع التوجه االقتصادي املبني على حرية
االقتصاد وحرية االستثمار.4
الفرع الثاني :األهمية السياسية
إن مسألة الدخول في اقتصاد السوق وتدعيم فكرة االستثمارمن الناحية القانونية يرتبط
أساسا باأليديولوجية السياسية املتبعة في البالد ذلك ألن طبيعة األنظمة السياسية تؤثروتتأثر
بالتنظيم السائد في امللكية العقارية كما كان عليه في أنظمة االقطاع والعرق والرأس مالية
واالشتراكية ،وفي هذا املضمار فان الجزائر ومن خالل املراحل التاريخية التي مرت بها ،تباينت
فيها التشريعات الخاصة بالعقارالصناعي تبعا للظروف السياسية السائدة في كل مرحلة.
وتجدر اإلشارة إلى أن السلطات العمومية اتخذت تدابير جذرية لتفعيل قدرات عقارية
مجمدة ال يستهان بها ،فبادرت باسترجاع األصول العقارية التابعة للمؤسسات العمومية تم
حلها أو في طريق الحل ،والتفتت في مرحلة ثانية لألصول العقارية الفائضة املحازة على سيبل
االنتفاع أو التملك من مؤسسات عمومية اقتصادية ومخلية في حالة نشاط ،وغير الزمة
موضعيا لنشاطها،غالبا ما تمثل أرا�ضي شاسعة ،أعادت السلطة توجيهها لالستثمار الصناعي
تلبية لحاجيات املستثمرين املتزايدة .
املبحث الثاني :مراحل تطور استثمارالعقارالصناعي في الجزائر
لقد عرف العقار الصناعي منذ االستقالل عدة أنظمة لالستثمارفيه ،ولعل اول عملية
تنظيم لهذا النوع من الثروة العقارية في بالدنا كان في بداية السبعينات ،حيث ظهرت فكرة
تقسيم العقار الصناعي الى مناطق ،كاملناطق الصناعية املنشأة عام ،5 1973غير أن اإلشكال
الذي ظهر كان يتعلق بطبيعة عقد امللكية في هذه املناطق وكيفية تسييره وحمايته ،وعموما
يمكن تقسيم مراحل عملية استغالل العقار الصناعي الى مرحلتين أساسيتين نلخصهما فيما
يأتي.
املطلب األول :العقارالصناعي في ظل النهج االشتراكي
قام املشرع الجزائري بتنظيم استغالل العقارالصناعي في هذه املرحلة بصفة تتما�شى مع
الخياراالشتراكي املنتهج آذاك والذي يكرس امللكية الجماعية على حساب امللكية الفردية.
التدريجي من الحياة االقتصادية ،ومنح الريادة للقطاع الخاص بما يقت�ضي من حرية في
االستثمار.
ونظرا الرتباط العقار الصناعي بسياسة الدولة االستثمارية في هذه املرحلة الرامية الى
تحفيزتدفقات رؤوس األموال وخلق نشاطات جديدة ،يمكن مالحظة أسلوبين استثماريين.
الفرع األول :سياسة استثمارية مفتوحة ( حرة)
تميزت بمنح الحرية التامة لالستثمار املحلي أو األجنبي في ظل األمـ ــر 03-01املتعلق بتطوير
االستثمار ،خاصة أن املرسوم التشريعي 12-93املتعلق بترقية االستثمار لم ينجح في جذب
االستثمارالوطني واألجنبي بفعل املظاهرالبيروقراطية التي اتسم بها ،كما ّ
تبنى املشرع الجزائري
املفهوم اإليجابي واملرن لالستثمار ،حيث لم يعد يقتصر فقط على النشاطات االقتصادية
املنتجة للسلع والخدمات ،واملساهمة في رأس مال املؤسسة في شكل مساهمات نقدية أوعينية،
وإنما أصبح يضم أيضا النشاطات املستعادة في إطار الخوصصة الكلية أو الجزئية ،واقتناء
أصول في إطار توسيع قدرات اإلنتاج أو إعادة التأهيل أو إعادة الهيكلة ،والنشاطات املترتبة
عن منح االمتيازأو الرخصة.
الفرع الثاني :سياسة استثمارية مقيدة
بعد صدور قانون املالية التكميلي لسنة 92009تميزت املرحلة بتقييد االستثمار الخاص
األجنبي بحجة تجاوزت بعض املستثمرين وأدمج هذا القانون عدة أحكام في األمر 03/01املتعلق
بتطويراالستثمارنوجزها فيما يلي:
)1خضوع االستثمارات األجنبية إلجراءات التصريح املسبق لالستثمار لدى الوكالة
الوطنية لتطويراالستثمار.
10
)2ألزم املشرع بموجب نص املادة 04مكرر من األمر 03-01املتعلق بتطوير االستثمار
إنجازاالستثمارات األجنبية في إطارشراكة تمثل فيها املساهمة الوطنية املقيمة نسبة 51%على
األقل من رأس املال االجتماعي .
)3خضوع كل مشروع استثمارأجنبي مباشرأواستثماربالشراكة مع رؤوس أموال أجنبية
إلى الدراسة املسبقة لدى املجلس الوطني لالستثمار(.)CNI
)4وجوب تقديم االستثمارات األجنبية املباشرة أوبالشراكة ميزان فائض بالعملة الصعبة
لفائدة الجزائرخالل كل مدة قيام املشروع.
)5كما ان قانون املالية التكميلي لسنة 2009قيد املستثمرين األجانب بشراكة مساهمة
وطنية تقدربـ % 30عند ممارسة أنشطة االستيراد بغرض إعادة بيع الواردات ،إال أنه بموجب
قانون املالية لسنة 2014الصادربموجب القانون 08-13املؤرخ في 30ديسمبر 2013تم رفع
املساهمة الوطنية املقيمة إلى غاية ،51%ويسري تطبيق هذه األحكام ابتداء من 1يناير.2014
ويبدو أن الغاية من هذه الخطوة هو الحد من الواردات وإعادة ضبط التجارة الخارجية.
) 6وجوب اللجوء للبنوك واملؤسسات املالية املحلية إلنجاز استثمارات أجنبية مباشرة
أو بالشراكة باستثناء تشكيل رأس املال .11
املبحث الثالث :اإلطاراملؤسساتي الستثماروتسييرالعقارالصناعي
فتحت الدولة املجال لالستثمار الخاص و األجنبي على مصراعيه ولم تفرق بينهم تماشيا
مع تخليها عن النهج االشتراكي و إقرارها اقتصاد السوق بموجب دستور 23فبراير ، 1989حيث
وضعت اوجدت مؤسسات ملتابعة استثمار العقار الصناعي من اجل بعث ديناميكية تعود على
االقتصاد الوطني بالفائدة وتجعله في غنى عن التبعية واالعتماد على مداخيل املحروقات .
املطلب األول :الوكالة الوطنية لتطويراالستثمار ANDI
شهدت وكالة ترقية ودعم ومتابعة االستثمارالتي انشات في 1993وفقا للمرسوم التشريعي
رقم 12-93امللغى ،واملكلفة باالستثمار للتكيف مع التغيرات االقتصادية للبالد آنذاك ،حيث
تم تحويلها الى الوكالة الوطنية لتطويراالستثمارمنذ. 2001
الفرع األول :تعريف الوكالة الوطنية لتطويراالستثمارANDI
الوكالة الوطنية لتطوير االستثمارات هي مؤسسة عمومية ذات شخصية
قانونية واستقاللية مالية .مهمتها الرئيسية هي تطوير ومتابعة االستثمارات وهذا بتسهيل
استكمال اإلجراءات اإلدارية املتعلقة ببعث مشاريع خلق املؤسسات من خالل الشباك
العمالياتي الوحيد .
الفرع الثاني :مهام الوكالة الوطنية لتطويراالستثمار
إذن هذه الوكالة عبارة عن مؤسسة عمومية متمتعة بالشخصية املعنوية واالستقالل
املالي ،ذات طابع اداري ،موضوعة تحت وصاية رئيس الحكومة ويقوم بمتابعة انشطتها وزير
املساهمة وتنسيق اإلصالحات .حدد صالحياتها املرسوم التنفيذي رقم 282-01املؤرخ في 24
12
سبتمبر 2001املتضمن صالحيات الوكالة الوطنية لتطويراالستثماروتنظيمها وسيرها
تضطلع هذه الوكالة بمهام في مجال االستثمارالصناعي تتمثل في:
وقد عمد املشرع الجزائري إلى إيجاد حلول كفيلة باستغالل واستثمارهذه الثروة متخليا
صراحة عن فكرة امللكية التقليدية الى مفهوم النظرة الحديثة الستثمار األمالك العقارية
املتمثلة في االنتفاع فقط دون إعطاء أهمية كبيرة لحق التملك ،وهو مايعتبر قفزة نوعية في
هذا املجال ،الشيئ الذي يبشر بإقامة سوق واعد للعقار الصناعي في البالد ،لكن يجب ان
نشير الى ان هذه الخطوات تبقى ناقصة مالم تتظافر العديد من العوامل سواء القانونية منها
أو الهيكلية التي تحفز وتشجع ترقية االستثمار وتدفق رؤوس األموال األجنبية واملحلية بشكل
يضمن استغالل العقارالصناعي في بالدنا في جو اكثرشفافية ودون اية مساومة .
وما تجدر اإلشارة اليه أخيرا أن أهم �شيء يجب االهتمام به لجلب املستثمرين األجانب
وحتي الوطنيين ،هو استقراروديمومة وفعالية اإلطارالتشريعي والتنظيمي الذي يحكم مختلف
جوانب استثمارالعقارالصناعي في الجزائرذلك ان الواقع اثبت ان فشل سياسة الدولة في هذا
املجال يعود إلى الحلول الظرفية واملؤقتة لترسانة من القوانين كانت بعيدة عن السياسات
الرشيدة التي تضمن بعث نشاط اقتصادي فعال ينعش االستثمار في الجزائر ويق�ضي على
البطالة .
الهوام ـ ـ ــش:
1الفقرة األولى من املادة 683من األمر 58/75املتضمن القانون املدني املعدل واملتمم.
2بوجردة مخلوف :العقارالصناعي ،الطبعة الثانية ،دارهومة ،بوزريعة ،الجزائر ،ص.09 :
3خوادجية سميحة حنان :محاضرات في مقياس العقارالصناعي ،كلية الحقوق –جامعة قسنطينة ،السنة الجامعية،2016/ 2015
ص.09 :
4زعموش فوزية “ :دور عقد االمتيازللعقارالصناعي في تشجيع االستثمارالصناعي األجنبي “ ،امللتقى الوطني حول “اإلطارالقانوني
لالستثماراالجنبي في لجزائر” كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة ،يومي 19/18:فيفري.2015
5املرسوم 45/73املؤرخ في 1973/02/28املتعلق بإنشاء لجنة استشارية لتهيئة املناطق الصناعية ،الجريدة الرسمية عدد20
مؤرخة في .1973/03/09
6األمررقم26/74:الصادربتاريخ20:فبراير1974املتضمن تكوين االحتياطات العقارية للبلدية ،الجريدة الرسمية عدد ،19ص.291:
7عبد الحميد جبار :السياسة العقارية في املجال الصناعي ،مذكرة ماجيستيرفي القانون فرع اإلدارة واملالية كلية الحقوق والعلوم
اإلدارية ،جامعة الجزائر ،السنة الجامعية ،2002/2001ص.68 :
8خوادجية سميحة حنان :املرجع السابق ،ص.10:
9األمـر 01/ 09املؤرخ في 22يوليو 2003املتضمن قانون املالية التكميلي لسنة ،2009الجريدة الرسمية عدد 44املؤرخة في 26
يوليو .2009
10املادة 04مكرر من األمر 03-01املؤرخ في 20أوت 2001املتعلق بتطويراالستثماراملعدلة واملتممة بموجب املادة 56من قانون
املالية لسنة 2014الصادربموجب القانون 08-13املؤرخ في 30ديسمبر.2013
11خوادجية سميحة حنان :املرجع السابق ،ص.11:
12املرسوم التنفيذي رقم 282-01املؤرخ في 24سبتمبر 2001املتضمن صالحيات الوكالة الوطنية لتطويراالستثمار،تنظيمها
وسيرها ،الجريدة الرسمية عدد 55سنة .2001
13زعموش فوزية :املرجع السابق ،ص.16:
14املرسوم التنفيذي رقم 356-06املؤرخ في 9اكتوبر 2006املتعلق بصالحيات الوكالة الوطنية لترقية االستثمار ،الجريدة الرسمية
عدد 64املؤرخة في 11اكتوبر.2006
15خوادجية سميحة حنان :املرجع السابق ،ص.32:
16زعموش فوزية :املرجع السابق ،ص.20 :