Professional Documents
Culture Documents
ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ:
د /ﻤﻌﺎﺸو ﻓطﺔ ،أﺴﺘﺎذة ﻤﺤﺎﻀرة)أ( ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤوﻟود ﻤﻌﻤري -ﺘﯿزي وزو.........................-رﺌﯿﺴﺔ
د /ﺴﻲ ﯿوﺴف زاﻫﯿﺔ ﺤورﯿﺔ ،أﺴﺘﺎذة ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤوﻟود ﻤﻌﻤري -ﺘﯿزي وزو...............-ﻤﺸرﻓـﺔ وﻤﻘـررة
د /أﻤﺎزوز ﻟطﯿﻔﺔ ،أﺴﺘﺎذة ﻤﺤﺎﻀرة )أ( ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻤوﻟود ﻤﻌﻤري -ﺘﯿزي وزو.....................-ﻤﻤﺘﺤﻨﺔ
ﻗﺎﺌﻤﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼرات
3
ﻗﺎﺌم ــــــة اﻟﻤﺨﺘﺼرات
ﺒﺎﻟﻠّﻐﺔ اﻟﻔرﻨﺴﯿﺔ:ﺜﺎﻨﯿﺎ
ً
- Al : Alinéa
- Art : Article
- C. Conso : Code de la Consommation
- C. C .F : Code Civil Français
- C. E : Commission Européenne
- CJCE : Cour de Justice des Communautés Européennes
- C. P. C. F : Code de Procédure Civile Français
- EX : Exemple
- Ibid : Même référence
- J- C : Juris- Classeur
- J. C. P : Juris- Classeur Périodique
- J. O. R. F : Journal Officiel de la République Française
- N° : Numéro
- Op- Cit : Ouvrage Précité
- P : Page
- P.P : De page à la page
- P. U : Presses Universitaires
- RIDC : Revue Internationale de Droit Comparé
- T : Tome
- VOL : Volume
4
ﻣﻘﺪّﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ
مقدمـــــــــــة
ّ
6
مقدمـــــــــــة
ّ
7
مقدمـــــــــــة
ّ
8
مقدمـــــــــــة
ّ
عدة جوانب
النظر لهذه النقطة يتجلى القصور في تنظيم المسؤولية المستحدثة من ّ
ظا في هذا المجال خاصة المشرع
تطور ملحو ً
ًا المتقدمة التي تشهد
ّ مقارنة بالدول
األمريكي وكذا الفرنسي.
المتطورة بإجراء مقارنة بين األنظمة القانونية ،وفي
ّ لذا حاولنا التقريب من التشريعات
دراستنا المقارنة كان من الصعب اإللمام بكل القوانين المقارنة لذلك اخترنا القانون الفرنسي
والقانون الجزائري كنموذجين لتبني فكرة الموضوعية في مسؤولية المنتج؛ وانصب االختيار
على المشرع الفرنسي على تقدير ّأنه النموذج الرائد في القوانين الالتينية بهذا المجال.
واإلشكالية التي يمكن طرحها في هذا البحث هي:
ما هي اآللية التي تضمن حق التعويض لمتضرري حوادث المنتجات المعيبة؟
علميا مبني على التحليل بهدف معرفة أهم
ً منهجا
ً ولإلجابة عن هذه اإلشكالية اتبعنا
تفاصيل الجانب النظري وكذا التطبيقي للموضوع مع اقترانه بأسلوب المقارنة.
و إلعطاء الموضوع حقه من الدراسة ارتأينا تقسيم البحث لفصلين:
األول يتناول اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج من خالل التطرق
الفصل ّ
لتحديد مدلول فكرة هذا النظام وتبيين أركانه ونطاقه،
في حين يخصص الفصل الثاني ألثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج سواء على
الطرفين أو على الضامن( شركة التأمين).
9
الفصل األوّل:
اإلطار العام
للمسؤولية الموضوعية
للمنتج
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
11
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
12
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
حول مسؤولية المنتج عن فعل منتجاته المعيبة كوسيلة لحماية المستهلك ،المنعقد بجامعة مولود معمري ،تيزي وزو،
يوم 26جوان ،2013ص (85غير منشور)
-2محمــــــــــــد شكري ســــــــــــرور :مسؤولية المنتج عن األضرار التي تسببها منتجاته الخطرة ،دار الفكر العربي ،مصر،
،1983ص .71
-سالم محمد رديعان العزاوي :مسؤولية المنتج في القوانين المدنية و االتفاقيات الدولية ،دار الثقافة للنشر و التوزيع، 3
-1فتحـــي عبد الرحيم عبد اللّه :دراسات في المسؤولية التقصيرية( نحو مسؤولية موضوعية) ،منشأة المعارف ،مصر،
،2005ص .71
عقودا نموذجية بهذا الخصوص منها شركة La mutuelle générale
ً -2إذ هناك بعض الشركات الكبرى التي أبرمت
المتعددة و تتضمن تلك العقود صيغة للتأمين من المسؤولية
ّ françaiseالتي اقترحت عقود تأمين تتعلّق باألخطار
المدنية المهنية بعد التسليم ،و كذلك يوجد عقد شركة la concordeالذي يتعلّق بالمسؤولية المدنية عن المنتجات
بشكل عام ،لتفصيل أكثر ينظر:
سالم محمد رديعان العــــــزاوي :مسؤولية المنتج في القوانين المدنية و االتفاقيات الدولية ،مرجع سابق ،ص .336
15
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
األخطار ،كبير المنفعة ،يسهل التأمين في شأنه ،فهذه العناصر الثالثة إذا ما اجتمعت
1
ميسور ًل عنت فيه وًل إرهاق"
اا أمر
جعلت تطبيق النظرية الموضوعية اا
أما في الجزائر فباإلضافة إلى هاتين الصورتين المقتبستين على سبيل المثال من
ّ
التداعيات االقتصادية واالجتماعية ،نجد أن هناك أسباب أخرى وجيهة دفعت بالمشرع
الجزائري إلى التفكير بتبني نظام خاص لمساءلة المنتج عن منتجاته المعيبة ،منها نذكر:
-األوضاع االقتصادية التي كانت سائدة منذ التسعينيات خاصة قبل صدور القانون
المسير ،فالدولة كانت تهتم بالجانب الكمي
ّ رقم 02 -89المتمثلة في االقتصاد
دون مراعاة للجانب النوعي للمنتجات بوجه خاص الجودة و السالمة ،األمر الذي
أدى إلى تدفق منتجات وطنية إلى السوق غير متوافرة على المقاييس ذات الصلة،
فساهمت في اإلضرار بصحة األشخاص وأمنهم.
-تهديد صحة المستهلك وأمنه في العديد من الحاالت بسبب انتشار مواد خطيرة
خاصة الكيماوية منها.
-اعتماد الجزائر لمنهج االقتصاد الحر المقترن بتحرير التجارة وفتح الحدود ،فظهرت
غالبا ما كانت محل شك لتسببها
أخطار جديدة ،مرتبطة بالتكاثر السريع لمنتجات ً
في كثرة الضحايا نتيجة لألخطار التي تضمنتها.2
تم عرضه نخلص للقول بأن هذه األمور تعتبر أهم المعطيات االجتماعية
من خالل ما ّ
واالقتصادية التي سمحت لتدخل المشرع بتشديد مسؤولية المنتج بتنظيمها بقواعد خاصة.
-1عبد الرزاق أحمد السنهوري :الوسيط في شرح القانون المدني الجديد(نظرية االلتزام بوجه عام – مصادر االلتزام،)-
األول ،منشأة المعارف ،مصر ،1998 ،ص .769 المجلّد ّ
-2علي فتـــــــــــــــاك :تأثير المنافسة على االلتزام بضمان سالمة المنتوج ،دار الفكر الجامعي ،مصر ،2007 ،ص.184
16
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
محمد بودالي :مس ؤولية المنتج عن منتجاته المعيبة" دراسة مقارنة" ،دار الفجر للنشر و التوزيع ،مصر،
ّ -
1
،2005ص .118
-2قـــادة شهيدة :المسؤولية المدنية للمنتج" دراسة مقارنة" ،أطروحة لنيل شهادة دكتوراه في القانون الخاص ،كلية
الحقوق ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان ،2005 ،ص.131
17
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
واجهت الفقه و القضاء في فرنسا حيال تطبيق أحكام ضمان العيوب الخفية منها عدم
التفرقة بين البائع حسن النية و البائع سيء النية و مع ذلك يتفق الفقه الفرنسي على أن
التطبيق الحرفي لقواعد ضمان العيوب الخفية يكون أثره ترك من اكتسب المنتوج المعيب
مما جعل
عما يمكن أن يسببه له ذلك المنتوج من ضرر جسماني أو ماليّ ،
بدون تعويض ّ
القضاء الفرنسي يضطر إلى إجراء تحوير عميق و تكييف جريء على النصوص الخاصة
بمسؤولية البائع عن العيوب الخفية لتغطي مسؤولية المنتج البائع عن األضرار التي تسببها
منتجاته المعيبة لألشخاص و األموال.
المؤيد من طرف الفقه في تحديد نطاق المسؤولية العقدية عن
ّ وسع القضاء الفرنسي
ّ
بائعا محترفًا ،يعلم
توصل عن طريق فرض علم المنتج بوصفه ً
ضمان العيوب الخفية ،وقد ّ
اضا ال يقبل إثبات العكس إلى االرتقاء بقواعد التقنين المنظمة للضمان،
بعيوب المبيع افتر ً
كما قام بالتوسيع من مفهوم العيب الخفي فألصق به عدم صالحية المبيع ألداء الغرض
1
من استعماله.
اعتبر العيب صورة من صور عدم المطابقة للمواصفات واستبدل دعوى ضمان
توصل إلى استبعاد فكرة
ّ العيب الخفي بدعوى اإلخالل بالتسليم المطابق ،وأبعد من ذلك
الخطأ من مجال المسؤولية العقدية بصياغة االلتزام التعاقدي بالسالمة.2
هذا كلّه باإلضافة إلى االختالف حول تطبيق المادتين 1645و 1646ق م ف
بسبب غياب النصوص المنظمة لمسؤولية المنتج واستقرار محكمة النقض الفرنسية على
1
قدمت في يوم
-لطـــــــــــــــــــــــيفة أمــــــــــــــــــازوز " :مدى فعالية أحكام المسؤولية العقدية في حماية المستهلك" ،مداخلة ّ
دراسي حول مسؤولية المنتج عن فعل منتجاته المعيبة كوسيلة لحماية المستهلك ،المنعقد بكلية الحقوق و العلوم
السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،يوم 26جوان ،2013ص (123غير منشور)
2
قدمت في يوم دراسي حول مسؤولية المنتج عن فعل تطور مسؤولية المنتج" ،مداخلة ّ
-زاهية حورية سي يوسفّ " :
منتجاته المعيبة كوسيلة لحماية المستهلك ،المنعقد بكلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو،
يوم 26جوان ،2013ص 15و ( 20غير منشور)
18
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
-1سالم محمد رديعان العزاوي :مسؤولية المنتج في القوانين المدنية و االتفاقيات الدولية ،مرجع سابق ،ص ،352ينظر
كذلك:
جابر محمد ظاهر مشاقبـــة :الحماية المدنية للمستهلك من عيوب المنتجات الصناعية" دراسة مقارنة" ،دار وائل
للنشر ،األردن ،2012 ،ص .37
-2زاهية حورية سي يوســـــــف :المسؤولية المدنية للمنتج ،دار هومة ،الجزائر ،2009 ،ص .288
-3زاهية حورية سي يوســـــــف :مرجع نفسه ،ص .289
19
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
-1إدريــــــــــــــس فاضلــــــــــــــي :المسؤولية عن األشياء غير الحية في القانون المدني الجزائري ،ديوان المطبوعات
الجامعية ،الجزائر ،2006 ،ص .112
-2إذ جاء فيها " :انطالقًا و أخ ًذا باالعتبار التحول األوروبي إلى تحقيق مستوى ٍ
عال من التعاون بين أعضائه و أخ ًذا
التحول القضائي المتنامي في هذه الدول باتجاه خلق مسؤولية خاصة بالمنتجين تستهدف تحقيق حماية ّ باالعتبار
فعالة للمستهلكين في ضوء التطورات التقنية الحديثة و اإلنتاج الجديد و طرق توزيعه و بيعه ،فإن المجلس اتفق على
وضع قواعد خاصة بمسؤولية المنتج تراعي تأمين الحماية الفعالة للمستهلكين من جهة ،و تأخذ في نفس الوقت بعين
االعتبار المصالح المشروعة للمنتجين من جهة أخرى" ينظر= :
20
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
= Directive n° 85/374/ CEE du Conseil du 25 juillet 1985 relative au rapprochement des
dispositions législatives, réglementaires et administratives des états membres en matière de
responsabilité du fait des produits défectueux.
-1قادة شهيدة :المسؤولية المدنية للمنتج ،مرجع سابق ،ص .139
-2قادة شهيدة :مرجع نفسه ،ص .141
21
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
تسببها
سالمة المستهلكين فخلُصت إلى ضرورة إقرار مسؤولية المنتج عن األضرار التي ّ
عيدا عن مستلزمات نظرية العقد وتعقيداتها،
منتجاته بصرف النظر عن الخطأ واإلهمال وب ً
و هذا االتجاه األخير هو الذي استقرت عليه النظم القانونية الحديثة.1
إن هذه المعطيات اًلقتصادية واًلجتماعية الجديدة
وقد قال أحد الفقهاء الفرنسيينّ " :
هزت األطر التقليدية للقانون المدني وبرهنت على ضرورة تعديل نظرياته الراهنة
قد ّ
وقواعده التي ًل تكفي في وضعها الحالي لحماية المستهلك ويمكن أن نعتبر قانون
حماية المستهلك الصادر سنة 1972بصدد البيوع التي تجري في المنازل ،ما هو ّإًل
2
ذلك إحدى التعبيرات األولى عن إنشاء فرع قانوني جديد و لنسميه قانون اًلستهالك"
بقوة القانون
على غرار تدخل المشرع الفرنسي إلقرار مسؤولية بائع العقار قيد التشييد ّ
عدل بموجبها المادة 1646مكرر 01من ق م ف ،كما
بموجب تشريعات تموز 1967الذي ّ
أيضا مرة أخرى في هذا الميدان لحماية المستهلكين والمستعملين من خطر المنتجات
تدخل ً
ّ
المعدات المستخدمة في البناء بحكم القانون وجعلها
فأقر مسؤولية المنتج والمستورد للمواد و ّ
مسؤولية قانونية تضامنية مع المقاول والمهندس المعماري من خالل تعديل المادة 1792
مكرر 04ق م ف سنة .1978
نصت على مسؤولية المنتج الموضوعية نجد التشريع
ومن التشريعات العربية التي ّ
وضوحا في حماية المستهلك من األضرار الجسمانية
ً السوداني الذي كان أكثر صراحة و
الناشئة عن المنتجات المعيبة أو ذات الطبيعة الخطرة ،وذلك في القانون رقم 62لسنة
،1974حيث تناولت المادة 15منه مسؤولية التاجر وحتى البائع العادي عن األضرار
-1حكيـم قاسـم ":نحو المسؤولية الموضوعية للمنتج( حالة منتج الدواء)" ،مرجع سابق ،ص .87
2
نقال عن :سالم محمد رديعان العزاوي :مسؤولية المنتج في القوانين المدنية و االتفاقيات الدولية ،مرجع سابق ،ص
ً -
.338
22
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
الجسمانية التي تلحق بالمشتري أو الغير بسبب عيوب البضاعة أو طبيعتها الخطرة أو عدم
مالءمتها للغرض في السوق.1
ومن المعطيات السابقة ،صيغت مسؤولية المنتج عن المضار الناشئة عن منتجاته
السباقة في تبني
المعيبة من قبل العديد من االتفاقيات والتشريعات الداخلية فأي منها كانت ّ
مثل هذا النظام؟
الفرع الثاني :ظهور المسؤولية الموضوعية للمنتج
تم
بعدما أن دعا الفقه و القضاء إلى تبني أحكام المسؤولية الموضوعية للمنتجّ ،
تكريسها في النظم القانونية فانتقلت أحكامها في القانون المقارن من الواليات المتحدة
ثانيا) ثم التشريع الجزائري( ثالثاا)
األمريكية( ّأواًل ) إلى دول اإلتحاد األوروبي( ا
ّأواًل :بروز نظام المسؤولية الموضوعية للمنتج في الوًليات المتّحدة األمريكية
مرة في الواليات المتحدة األمريكية نتيجة حركة
ألول ّ
ظهرت المسؤولية الموضوعية ّ
المتطور و حوادث المنتجات المعيبة ،و نشأت استقاللية هذا النظام في مجال
ّ التصنيع
يسمى Strict liability in Tort :على المستوى القضائي
المسؤولية المدنية تحت ما ّ
سنة 1963في قضية ،Green man v .Yoba Power Productثم على المستوى
التشريعي في سنة 1964بمبادرة من المعهد األمريكي للقانون و الذي أدمج أحكام
مسؤولية المنتج القائمة على عنصري العيب و الضرر في قانون المسؤولية األمريكي في
قسمه A 402تحت عنوان Special liability of seller of Product for physical
harm to user or consumer2
-1سالم محمد رديعان العزاوي :مسؤولية المنتج في القوانين المدنية و االتفاقيات الدولية ،مرجع سابق ،ص .338
معمر بن طــــــريــــــــــــــــــــــــــــــــــة ":فكرة المسؤولية الموضوعية للمنتج كآلية تعويضية لضحايا حوادث المنتجات المعيبة"،
ّ -
2
قدمت في يوم دراسي حول مسؤولية المنتج عن فعل منتجاته المعيبة كوسيلة لحماية المستهلك ،المنعقد مداخلة ّ
بجامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،يوم 26جوان ،2013ص (134غير منشور )
23
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
فلقد أدرك القضاء األمريكي في مستهل القرن العشرين عدم مالءمة المبادئ التقليدية لكفالة
الحماية في مواجهة ما يالزم المنتجات من قوى اإلضرار ،ما أدى إلى بناء نظام قانوني
جديد ،وبدا ضمان السالمة بمثابة الفكرة المالئمة التي استلهمها القضاء فيما أسبغه من
موضوعية و أ ّكده من أصالة و استقالل لنظام المسؤولية عن فعل المنتجات.1
ثانيا :بروز المسؤولية الموضوعية للمنتج في الدول األوروبية
ا
إن ظهور هذا النوع الجديد من المسؤولية المدنية للمنتج في الدول األوروبية ُج ّسد
ّ
بداية على مستوى االتفاقيات الدولية؛ فلقد اعتنق توجيه بروكسل لسنة 1976المتعلّق
بالمسؤولية عن فعل المنتجات المعيبة هذا النظام حيث نصت المادة األولى منه " :صانع
عالما أو كان
ا األشياء المنقولة مسؤول عن األضرار التي تسببها عيوبها سواء كان
بإمكانه العلم بها"
جاءت بعد ذلك اتفاقية ستراسبورغ الصادرة عن المجلس األوروبي في 27جانفي
1977المتعلّقة بالمسؤولية عن فعل المنتجات في حالة األضرار الجسدية أو الوفاة 2التي
نصت في مادتها الثالثة الفقرة األولى " :يسأل المنتج عن تعويض الضرر الناشئ عن
3
عيب في إنتاجه ينجم عنه وفاة شخص أو إصابته بجروح "
ملزما بالتعويض ،بمقتضى النظرية الحديثة للمسؤولية ،حتى ولو لم يقترف خطأً متى ثبت أن المنتوج
" -الصانع يكون ً
1
يتحصل المضرور
ّ أخذت هذه االتفاقية بفكرة المسؤولية الموضوعية للمنتج ،فلكي
يتعين عليه إثبات العيب والضرر وعالقة السببية بينهما بدون االلتزام
على التعويض ّ
بإثبات خطأ المنتج ،غير أنه لم يعمل بها في الدول األعضاء بالمجموعة األوروبية لعدم
التصديق عليها من العدد الكافي .فكانت أحكام اتفاقية ستراسبورغ هي التي ساهمت بعد
ثمانية سنوات من صدورها في بلورة التوجيه األوروبي لسنة 1985الساعي إلى انسجام
ووحدة القوانين األوروبية في مجال مسؤولية المنتج عن أضرار منتجاته ،فقد ورد في
الحيثية الثانية من التوجيه " :إن المسؤولية غير الخطئية للمنتج هي الوحيدة الكفيلة
المتطورة ،وبتعاظم األخطار
ّ تميز بالتكنولوجيا
وكح ّل مالئم وفعلي للمشكلة في عصر ي ّ
غض النظر عن عنصر
الناتجة عن اإلنتاج التقني المعاصر" فالتوجيه األوروبي بذلك ّ
1
فعالة
الخطأ وتمحور اهتمامه على عنصري العيب والضرر بهدف توفير حماية ّ
للمتضررين من حوادث المنتجات المعيبة.
ومسؤولية المنتج وفق أحكامه تقام على األساس الموضوعي المرتبط بفكرة الحماية
من المخاطر ،فهي مسؤولية موضوعية تعمل على خلق توازن عام لفكرة مخاطر الضرر
بين كل من المنتج والمتضرر.
وبعد تبلور هذه الفكرة في ذهن واضعي االتفاقيات الدولية ،استُقبلت من قبل القوانين
الداخلية منها:
األول من قانون حماية
أدمجت المملكة المتحدة األحكام الواردة بالتوجيه في الجزء ّ
المستهلك الصادر في 1987والذي عمل به منذ 01مارس 1988و نقلت إيطاليا أحكام
التوجيه بالئحة عمل بها منذ 30جويلية ،1988و أصدرت لكسمبورغ في 21أفريل
1989قانون متعلّق بالمسؤولية المدنية الناشئة عن المنتجات المعيبة عمل به منذ 02
« Considérant que seule la responsabilité sans faute du producteur permet de résoudre de
façon adéquate le problème, propre à notre époque de technicité croissante, d’une
» attribution juste des risques inhérents à la production technique moderne
25
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
-1علي فتاك :تأثير المنافسة على االلتزام بضمان سالمة المنتوج ،مرجع سابق ،ص ،174ينظر كذلك:
Livre vert sur la responsabilité du fait des produits défectueux, présenté par la
commission des communautés européennes, Bruxelles, le 28- 07- 1999. p 32.
-2صدر هذا القانون لمواجهة الصعوبات القانونية التي أثارها قصور النظام الوضعي عن كفالة الحماية لضحايا مخاطر
التطور العلمي ،فقد شعر المشرع األلماني بضرورة التدخل و تهيئة وسيلة الضمان المالئمة في مواجهة المخاطر
ّ
المالزمة للمنتجات الصيدالنية و ذلك بمناسبة تعرض بعض األجنة لتشوهات خلقية بسبب دواء تناولته األمهات في
فترة الحمل ،و في هذه الواقعة ثبت أن الدراسات و التجارب التي أجريت قبل طرح المنتوج للتداول لم تسمح باإلحاطة
نقال عن :حسن عبد الرحمان قدوس :مدى التزام المنتج بضمان السالمة في مواجهة
بذلك األثر الثانوي الضارً .
التطور العلمي ،مرجع سابق ،ص .77
ّ مخاطر
-3صدر هذا القانون بعد قضية La Thalidomideو دخل حيز التنفيذ في 01جانفي ،1978و هو ّأول قانون
أوروبي ت ّبنى نظام المسؤولية الموضوعية ،ينظر في هذا الصددwww.senat.fr Consulté le12 mai 2014 :
التطور العلمي ،مرجع سابق،
ّ -4حسن عبد الرحمان قدوس :مدى التزام المنتج بضمان السالمة في مواجهة مخاطر
ص .77
26
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
التقليدي لفكرة الخطأ بل انطالقًا من قاعدة موضوعية قائمة على فكرة المخاطر .فبعد
مدة عشر سنوات أدمج المشرع الفرنسي التوصية األوروبية لسنة 1985
التأخير الذي دام ّ
في القانون المدني باستحداث القانون رقم 389لسنة 1998الصادر في 19ماي 1998
بأن أضاف الباب الرابع مكرر إلى الكتاب الثالث من ق م ف والذي حمل عنوان" :
المسؤولية عن فعل المنتجات المعيبة" ضمن ثمانية عشر مادة هي المواد من 1386
مكرر 01إلى 1386مكرر .1 18
وما ينبغي اإلشارة إليه هو ّأنه بالرغم من هذا التأخر من جانب المشرع الفرنسيّ 2إال
كثير بالتوجيه األوروبي ،بحيث أخرج االلتزام بضمان السالمة عن النطاق
أن القضاء تأثر ًا
العقدي وجعله التزام عام يسري حتى لفائدة األغيار الّذين ال تربطهم بالمنتج عالقة تعاقدية،
و كان ذلك من خالل قضية تعتبر من أهم القضايا التي ُعرفت في القضاء الفرنسي وهي
قضية تلوث مشتقات الدم بفيروس اإليدز ،حيث عمدت محكمة النقض الفرنسية الذكر
استنادا إلى االلتزام
ً الصريح ألسباب امتداد االلتزام بضمان السالمة خارج اإلطار العقدي
بتفسير نصوص القانون المدني الفرنسي على ضوء ما ورد به التوجيه األوروبي
لسنة .1985كما أ ّكدت موقفها في األخذ بالمسؤولية القائمة على الضرر والعيب في
ق اررات الحقة منها قرار الدائرة المدنية األولى الصادر في 17جانفي 1995بقولها" :
ملزما بتسليم منتجات خالية من أي عيب أو نقص في اإلنتاج من
يعتبر البائع المحترف ا
خطر لألشخاص أو الممتلكات ويعتبر مسؤواًل عن ذلك تجاه المشتري
شأنها أن تسبب اا
كما نشير إلى نص المشرع الفرنسي على المسؤولية الموضوعية منذ سنة1988 والغير"
3
ème
-Code civil français, 104
1
édition, Dalloz, Paris, 2005.
مدة
مدة عشرة سنوات ،و كانت هذه األخيرة في مادتها 19قد منحت ّ
-تأخرت فرنسا في تبني أحكام التوصية األوروبية ّ
2
03سنوات من تاريخ التصديق عليها لقيام الدول األعضاء في االتحاد األوروبي بإدخال نصوصها في تشريعاتها
الوطنية بالتعديل أو اإلضافة بما يتفق مع نصوص هذا التوجيه.
-3إيمان محمد طاهر عبد اللّه العبيدي :االلتزام بضمان السالمة في عقد البيع" دراسة مقارنة" ،بحث لنيل شهادة
الماجستير في القانون الخاص ،كلية القانون ،جامعة بغداد ،2003 ،ص ،154ينظر كذلك=:
27
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
=Pierre SARGOS : Quelle assurance responsabilité civile pour demain ? , les entretiens de
l’assurance, atelier01, Fédération française des sociétés d’assurance, 1999, p 09, VOIR :
www.FFSA.FR consulté le 20 septembre2013.
1
-Andrey BEUN : Le principe de précaution en matière de responsabilité médicale,
mémoire de DEA, droit privé générale, école doctorale n°74, Université du droit de santé,
Lille02, 2003, p 78.
المؤرخ في 20أكتوبر ،2012مجلة المحكمة
ّ -2قرار المحكمة العليا الصادر عن الغرفة المدنية ،ملف رقم 688491
العليا ،ع 01لسنة .2012
الحية في القانون المدني الجزائري ،م ج ع ق إ س ،ع ،1991 ،03
-العربي بلحاج :المسؤولية عن األشياء غير ّ
3
في 2005وكانت هذه المسؤولية ذات طابع موضوعي ليست بعقدية وال بتقصيرية وانما
قائمة على عنصري الضرر والعيب.
هكذا كانت بداية مسؤولية المنتج الموضوعية في النظم القانونية ،ولتطبيق هذه
اما التطرق لتحديد مفهومها إذ كما هو
التقنية المستحدثة في مجال المسؤولية المدنية كان لز ً
أساسا لكل نظام قانوني ،فمن خاللها يمكن معرفة كل النقاط
ً معروف فالتعاريف تعد
المتعلّقة بها من أسس ونطاق وتطبيق.
المطلب الثاني :مفهوم المسؤولية الموضوعية للمنتج
هاما في مجال مساءلة
دور ً
تلعب المسؤولية المدنية للمنتج ذات الطابع الموضوعي ًا
المسؤول عن األضرار الناتجة من حوادث المنتجات المعيبة ،فهي تهدف إلى تعويض أكبر
ٍ
قدر ممكن من الضحايا واعادة حالتهم إلى ما كانت عليها قبل وقوع الضرر ،فالمسؤولية
لحد القول بأنها نظام يجمع بين نوعي المسؤولية
الموضوعية للمنتج لها مدلول عام وواسع ّ
يميزها عن هاته األخيرة لتمتّعها بجملة
األول) كما لها ما ّ
المدنية العقدية والتقصيرية( الفرع ّ
من الخصائص( الفرع الثاني) وكذا ارتكازها على أساس قانوني مختلف ومغاير لألساس
الذي تقوم عليه مسؤوليات المنتج التقليدية وهو الخطأ ،فهي تقوم على أساس موضوعي
وليس شخصي( الفرع الثالث)
األول :تعريف المسؤولية الموضوعية للمنتج
الفرع ّ
أما في اللّغة فلها
المسؤولية بوجه عام هي اقتراف أمر يوجب مؤاخذة فاعله ّ ،
1
استعماالن أحدهما حقيقي بمعنى االستعالم واالستفسار عن أمر مجهول ،وثانيهما مجازي
بمعنى المؤاخذة والمحاسبة .ولم يستعمل فقهاء الشريعة اإلسالمية كلمة المسؤولية للداللة
ظا أخرى من تلك الضمان أو التضمين
لكنهم استعملوا ألفا ً
على المؤاخذة والمحاسبة ،و ّ
مقدم :التعويض عن الضرر المعنوي في المسؤولية المدنية" دراسة مقارنة" ،دار الحداثة ،لبنان ،1985 ،ص
-السعيد ّ
1
.17
29
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
والغرامة أو التغريم .كما أن نظرية المسؤولية بمعناها القانوني لم تكن معروفة باسمها
ولكنها معروفة بمضمونها ويقابلها الضمان في الفقه اإلسالمي الذي هو التزام بتعويض
ّ
مالي عن ضرر للغير.1
يعرفها األستاذ الدكتور سليمان مرقس " :المسؤولية هي حالة الشخص الذي
ّ
أمر يستوجب المؤاخذة ،فإذا كان هذا األمر مخالفاا لقواعد األخالق فحسب،
ارتكب اا
ُوصفت مسؤولية مرتكبه بأنها مسؤولية أدبية واقتصرت على إيجاب مؤاخذته مؤاخذة
أما إذا كان القانون
أدبية ًل تعدو استهجان المجتمع ذلك المسلك المخالف لألخالقّ ،
حد المسؤولية
أيضا يوجب المؤاخذة على ذلك األمر ،فإن مسؤولية مرتكبه ًل تقف عند ّ
ا
2
قانونيا"
ا اءا
األدبية ،بل تكون فوق ذلك مسؤولية قانونية تستتبع جز ا
أما مسؤولية المنتج المدنية فهي تلك التي تقوم في حق هذا األخير نتيجة األضرار
ّ
التي تسببها منتجاته للمستهلك والتعويض عن هذه األضرار نتيجة لذلك.3
عرف فقهاء الشريعة اإلسالمية الضمان بأنه التزام بتعويض مالي عن ضرر وقع بالغير ،فيقوم الضمان إ ًذا علىّ -
1
التزام المعتدي بالتعويض لجبر الضرر الذي ألحق بالغير في نفسه أو ماله ،و درء العدوان عنه ،أي أنه يقوم على
نقال عن:
تعويض الغير عما لحقه من تلف المال أو الضرر الحادث بالنفس اإلنسانيةً .
فريدة دحماني :الضرر كأساس للمسؤولية المدنية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون ،كلية الحقوق ،جامعة
مولود معمري ،تيزي وزو ،2005 ،ص .76
-2سليمان مرقس :الوافي في شرح القانون المدني( في االلتزامات ،في الفعل الضار و المسؤولية المدنية)،
األول ،الطبعة الخامسة ،مصر ،1992 ،ص .01 المجلّد ّ
معينة
-تعرف مسؤولية المنتج في مجال قوانين االستهالك :هي تلك المسؤولية التي تقوم نتيجة تصنيع منتجات ّ
3
أو طرحها في السوق على الرغم من عدم توفرها على المقاييس و المواصفات القانونية أو التنظيمية أو شروط تغليفها
و ترتيبها أو عدم احتوائها على الوسم المطلوب أو بسبب األضرار التي ألحقتها بالمستهلكين أو المستعملين نتيجة
لعدم توقي الحذر و الحيطة في لفت انتباه هؤالء إلى مخاطر االستعمال أو األخطار المالزمة للمنتجات بطبيعتها
على الرغم من أن تصنيعها غير مشوب بأي عيب أو مشوب بعيب فني يؤدي إلى إلحاق األضرار بالمستهلك
نقال عن :علي بولحية بن بوخميس :القواعد العامة لحماية المستهلك و المسؤولية
كانفجار شاشة جهاز تلفازً .
المترتبة عنها في التشريع الجزائري ،دار الهدى ،الجزائر ،2000 ،ص .84
30
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
ونظر لعدم
ًا تنقسم المسؤولية المدنية للمنتج إلى مسؤولية عقدية ومسؤولية تقصيرية،
تم تقرير
إمكانية األحكام والقواعد المنظمة لهما في توفير الحماية المناسبة للمستهلكينّ ،
مسؤولية جديدة خاصة بالمنتج ذو طابع موضوعي ،والمسؤولية الموضوعية للمنتج هي تلك
بقوة القانون إذ ال تقوم على الخطأ واّنما تقوم على أساس عدم كفاية األمان
التي تتقرر ّ
أن المنتج يكون مسؤوًال عن الضرر الناتج عن عيب في
والسالمة في المنتجات ،أي ّ
متعاقدا مع المضرور أو غير متعاقد معه .1فأساس المسؤولية المستحدثة
ً المنتوج سواء كان
المسبب للضرر الذي يستوجب التعويض ،ال الخطأ الذي يقتضي العقوبة،2
ّ للمنتج العيب
فهذه المسؤولية إذن ذات طابع خاص ليست مفترضة و ال خطئية تقع على عاتق المنتج
بقوة القانون بمجرد حدوث الضرر
عن األضرار التي تسببها المنتجات المعيبة ،فهي تقوم ّ
من منتوج معيب.
أما بخصوص تسميتها بهذا النحو فنشير إلى ّأنه اختلفت التسميات المطلقة عليها،
ّ
فيطلق عليها في األنظمة األنجلوأمريكية بالمسؤولية الشيئية ،الموضوعية أو غير الخطئية،
المؤسسة على المخاطر Responsabilité fondée sur
ّ أما في أوروبا فتعرف بالمسؤولية
ّ
les risquesوفي فرنسا تعرف بالمسؤولية بدون خطأ La responsabilité sans
3 fauteفهذا النوع من المسؤولية غايتها اجتماعية تتمثل في جعل التعويض يتخلّص من
طابع العقوبة وأصبح يستهدف إصالح الضرر ،ويكون الضرر الذي يرجع سببه إلى العيب
المعول عليه إليجاب التعويض من دون الخطأ الذي يقابله الجزاء.4
ّ هو
و من خالل هذا التعريف يمكن استخالص خصائص هذا النوع من المسؤولية:
نقال عن :نـــــــــــــــــــــادية مامــــــــــــــــــــــــــــــش :مسؤولية المنتج" دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي" ،مذكرة لنيل شهادة
ً -
1
الماجستير في القانون فرع " قانون األعمال" ،كلية الحقوق ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،2012 ،ص .46
-2عبد الرزاق أحمد السنهوري :الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ،مرجع سابق ،ص .768
-3قــــــــــــــادة شــــــــــــــــــــــــــهيدة :المسؤولية المدنية للمنتج ،مرجع سابق ،ص.178
-4السعيــــــــــــــــد مقــــــــــــــــــــــــ ّدم :التعويض عن الضرر المعنوي في المسؤولية المدنية ،مرجع سابق ،ص .30
31
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
- OVERSTAKE disait : « C’est pourquoi il parait utile d’élaborer un concept autonome de
1
la responsabilité du fabricant détaché de l’opposition qui existait en droit positif entre la
» responsabilité contractuelle et responsabilité délictuelle
نقال عن :قادة شهيدة :المسؤولية المدنية للمنتج ،مرجع سابق ،ص .135
ً
32
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
السيد عبد المعطي خيال :المسؤولية عن فعل المنتجات المعيبة و مخاطر التقدم ،دار النهضة العربية،
ّ -1محمود
مصر ،1998 ،ص .41
2
-Art 1386 bis15 al 2du c c f: « …toutefois, pour les dommages causés aux biens qui ne sont
pas utilisés par la victime principalement pour son usage ou sa consommation privée, les
» clauses stipulées entre professionnels sont valables
3
- Art 09 de la directive 85/374/CEE, op-cit.
33
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
منها بالنسبة لألضرار التي تصيب األموال في العالقة بين المهنيين 1وهو ما نصت عليه
الفقرة الثانية من المادة 1386مكرر 15ق م ف بنصها ... " :ومع ذلك فإن شرط
صحيحا بين
ا اإلعفاء من المسؤولية عن فعل المنتجات المعيبة أو التخفيف منها يكون
المهنيين بالنسبة لألضرار التي تصيب األموال التي ًل تكون مستخدمة بواسطة المضرور
األساسي ًلستعماله أو استهالكه الخاص".
التمسك
ّ فإنه ال يلتزم بقواعد هذه المسؤولية واّنما له الخيار بين
أما بالنسبة للمضرور ّ
ّ
التمسك بالقواعد التقليدية الحاكمة
ّ بقواعد المسؤولية الموضوعية التي ورد بها القانون أو
للمسؤولية المدنية بنوعيها وفقًا لظروف الحال ،2وبصفة عامة المسؤولية الموضوعية للمنتج
مقيدة أو المستبعدة للمسؤولية وكل
النص على بطالن الشروط ال ّ
من النظام العام ،إذ جرى ّ
بطالنا مطلقًا.3
ً يعد باطل
اتفاق من هذا القبيل ّ
بقوة القانون ذات طابع خاص
ثانيا :المسؤولية الموضوعية للمنتج مسؤولية ّ
ا
أن المسؤولية المستحدثة للمنتج هي مسؤولية قانونية بمعنى ّأنها
بداية نشير إلى ّ
منظمة بمواد قانونية خاصة بها شأنها في ذلك شأن أنواع مسؤولية المنتج األخرى من
ّ
بقوة القانون
4
فنسميها مسؤولية قائمة ّ
ّ عقدية وتقصيرية ،والعتبارها مسؤولية من نوع خاص
تتميز عن نوعي مسؤولية المنتج السالفتي الذكر.
وبذلك ّ
السيد عبد المعطي خيال :المسؤولية عن فعل المنتجات المعيبة و مخاطر التقدم ،مرجع سابق ،ص .41
-محمود ّ
1
- 2قضت محكمة العدل األوروبية في حكمها الصادر في 25أفريل 2005باستبعاد كل أحكام المسؤولية الخطئية
سواء العقدية أو ا لتقصيرية في حالة توفر أركان المسؤولية الموضوعية ،و هذا ما أخذت به محكمة النقض الفرنسية
سنة .2007ينظر في هذا الصددConsulté le 20 décembre2013.www.esj.ch :
التطور كسبب إلعفاء المنتج من المسؤولية ،د د ن ،مصر،2002 ،
ّ -3محمد محي الدين إبراهيم سليم :مخاطر
ص .66
-4زاهية حورية سي يوسف( كجار) :المسؤولية عن المنتوج المعيب – تعليق على المادة 140مكرر ق م ج ،-مجلّة
المحكمة العليا ،ع ،2011 ،01الجزائر ،ص.74
34
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
ثانيا :نص المادة 1386مكرر 1/18ق م ف الذي منح الحق للضحية بالخيار بين
ً
النظام المناسب له من مسؤولية عقدية أو تقصيرية أو موضوعية للمطالبة بالتعويض أمام
الجهات القضائية ،وأضافت الفقرة الثانية من نفس المادة على بقاء المنتج مسؤوًال عن
النتائج المترتبة عن خطئه وعن أخطاء تابعيه.1
أن المشرع الفرنسي وعلى غرار باقي التشريعات األوروبية المستوحية
فمن الواضح ّ
بقوة القانون Responsabilité
ألحكام اإلرشاد األوروبي ،اعتبر مسؤولية المنتج مسؤولية ّ
légaleذات طابع خاص قائمة على فكرة المخاطر ،ذلك ّأنه يكفي وعلى رأي البعض
طرح منتوج معيب من شأنه المساس بأمن وسالمة المستهلك وأمواله لكي تنعقد مسؤولية
متعاقدا أو من الغير.2
ً المنتج ،بصرف النظر عن ما إذا كان المضرور
تبناه المشرع الجزائري بوضوح إثر التعديل الذي أورده في 2005
وهو المنحى الذي ّ
على القانون المدني الجزائري إذ تنص المادة 140مكرر منه " :يكون المنتج مسؤواًل عن
الضرر الناتج عن عيب في منتوجه حتى ولو لم تربطه بالمتضرر عالقة تعاقدية ،3"...
يقر بوجود مسؤولية خاصة بالمنتج ليست مسؤولية عقدية
أن المشرع ّ
النص ّ
فالبين من هذا ّ
ّ
بقوة أو بحكم القانون.
وال مسؤولية تقصيرية فهي مسؤولية ّ
ثالثاا :الطبيعة الموضوعية لمسؤولية المنتج المستحدثة
رأى البعض من الفقه من بينهم جوسران وديموج وساقاتييه ّأنه من الواجب أن يتم
هجر النظرية الشخصية واألخذ بالنظرية الموضوعية؛ بمعنى هجر المسؤولية القائمة على
-1عبد الرزاق أحمد السنهوري :الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ،مرجع سابق ،ص .769
-2سالم محــمد رديعان العزاوي :مسؤولية المنتج في القوانين المدنية و االتفاقيات الدولية ،مرجع سابق ،ص .356
-3حسن عبد الباسط جميــعي :مسؤولية المنتج عن األضرار التي تسببها منتجاته المعيبة" دراسة مقارنة" ،دار النهضة
العربية ،مصر ،2000 ،ص .179
37
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
-1المقصود بأساس المسؤولية :السبب الذي من أجله يضع القانون عبء تعويض الضرر الحاصل على عاتق شخص
نقال عن :إدريــس فاضـلي :المسؤولية عن األشياء غير الحية في القانون المدني الجزائري ،مرجع سابق،
معينً ،
ّ
ص.199
-2للتفصيل أكثر و التعمق في أفكار المدرسة الوضعية ينظر:
Morlhach MORIQUENDI : Les positivistes italiens et leurs successeurs(le substantialisme,
passé et présent), Esprit Critique, vol04, n°01, janvier2002, p02.Voir aussi :
Claude- Olivier DARON : La rétention de sûreté (vers un nouveau type de positivisme
juridique ?), revue de L’information Psychiatrique, vol84, n°06, juillet 2008, p10.
-3عبد الرزاق أحمد السنهوري :الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ،مرجع سابق ،ص .767
38
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
-1محــــــــــــــمد شريـــــــــــــــــــاف :المسؤولية المدنية للمنتج ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس في العلوم القانونية و اإلدارية،
معهد العلوم القانونية و اإلدارية ،جامعة خميس مليانة ،2012 ،ص .48
-2الســــــــــــــــــــــــعيد مقـــــــ ّدم :التعويض عن الضرر المعنوي في المسؤولية المدنية ،مرجع سابق ،ص .29
-3القاسم المشترك الذي يجمع بين النظريات الشخصية هو الخطأ حسب القاعدة العامة في المسؤولية .للتفصيل أكثر
ينظر :إدريس فاضلي :المسؤولية عن األشياء غير الحية في القانون المدني الجزائري ،مرجع سابق ،ص.201
-4سليمــــــــــــــــــان مرقس :الوافي في شرح القانون المدني ،مرجع سابق ،ص .121
39
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
-1إدريس فاضلي :المسؤولية عن األشياء غير الحية في القانون المدني الجزائري ،مرجع سابق ،ص .119
-2أحمد مــــعاشو :المسؤولية عن تعويض األضرار عن المنتجات المعيبة ،مذكرة التخرج لنيل إجازة المدرسة العليا
للقضاء ،الجزائر ،2010 ،ص .31
40
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
عن الضرر الذي يصيب الغير فكرة الخطر المستحدث التي مقتضاها أن كل من استحدث
معينة يلزم بتعويض الضرر
أشياءا ّ
ً خطر للغير سواء بنشاطه الشخصي أو باستخدامه
ًا
الذي يصيب الغير عند تحقق هذا الخطر.1
مقيدة ،فبالنسبة للصورة
تحمل التبعة صورتان ،األولى مطلقة والثانية ّ
تأخذ نظرية ّ
تحمل تبعتها،
يتعين عليه ّ
المطلقة فإن من ينشئ بفعله في المجتمع مخاطر مستحدثة ّ
و بذلك يستغنى عن إثبات خطأ المسؤول ويكفي لقيام مسؤوليته إثبات الضرر والعالقة
المقيدة فمضمونها أن المسؤولية
أما الثانية وهي الصورة ّ
السببية بينه وبين فعل المسؤولّ .
ال تقوم بصفة مطلقة بمجرد حدوث الضرر ألن ذلك يهدد النشاط اإلنساني ويؤدي تحميل
مقابال لما يربحه من نشاطه الذي سبب مخاطر للغير ،لذا ينبغي أن تكون
ً المسؤول نتائج
مقترنة بعنصر آخر لكي ال يؤخذ بها على إطالقها.2
ثانيا :التكريس القانوني لنظرية المخاطر
ا
أوردت المذكرة التفسيرية التفاقية ستراسبورغ لسنة 1977المناقشات التي جرت
حول أساس المسؤولية بين أعضاء لجنة الخبراء المكلّفة بإعداد مسودة هذه االتفاقية،
تحمل التبعة كأساس لمسؤولية المنتج
رجحت جعل نظرية ّ
فأوضحت أن أغلبية األعضاء ّ
أساسا لمسؤولية المنتج،
ً واستبعاد األساس التقليدي وهو الخطأ لعدم صالحيته أن يكون
ولكن لم يشاءوا األخذ بنظرية تحمل التبعة على صورتها المطلقة لذا اتجهوا إلى تقديم
اقتراحين:
إما اشتراط إثبات الصفة الخطرة للمنتوج ،أي المضرور يثبت أن الضرر الذي
ّ –1
يبين بوضوح
أصابه يرجع إلى الصفة الخطرة بالمنتوج ،ألن مثل هذا األمر من شأنه أن ّ
السبب الذي يلتزم المنتج بتعويض الضرر الناتج عن منتجاته وهو الخطر المتصل به.
-1سليمان مرقس :الوافي في شرح القانون المدني ،مرجع سابق ،ص .121
-2إيمان محمد طاهر عبد اللّه العبيدي :االلتزام بضمان السالمة في عقد البيع ،مرجع سابق ،ص . 154
41
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
– 2أو االكتفاء بإثبات العيب في المنتوج بمعنى االرتكاز على عنصر المعيوبية،
فالمنتج ال تقوم مسؤوليته عن كل ضرر يحدثه اإلنتاج ،وانما فقط إذا ما كان العيب هو
المتسبب في إحداثه ،باعتبار أن العيب دائما هو السبب الحقيقي للضرر ،كما أن األخذ
بفكرة المنتجات الخطرة أمر غامض وغير مناسب في هذا المجال ،ذلك أنه من الصعب
تحديد قائمة المنتجات الخطرة سلفًا ،باإلضافة إلى أن هناك منتجات خطرة بطبيعتها
وأخرى ال تكون كذلك ّإال بسبب العيب أو االستعمال الخاطئ لها.1
المقيدة لنظرية تحمل
وفي األخير أخذت االتفاقية باالقتراح الثاني أي األخذ بالصورة ّ
التبعة ،فلكي تقوم مسؤولية المنتج يستلزم غلى غرار إثبات الضرر إثبات معيوبية المنتوج،
حسب المادة الثالثة من االتفاقية ":يسأل المنتج عن تعويض الضرر الناشئ عن عيب في
إنتاجه ينتج عنه وفاة شخص أو إصابته بجروح" 2ونفس الوضع ُجسد في التوجيه
األوروبي لسنة ،1985فبالرغم من األخذ بنظرية تحمل التبعة كأساس لمسؤولية المنتج ّإال
أن ذلك يبقى بصورة نسبية باشتراطه لعنصر العيب المسبب للضرر.3
المقيدة كأساس لمسؤولية المنتج
ّ تحمل التبعة بصورتها
تم تكريس نظرية ّ
هكذا ّ
الموضوعية في اتفاقية ستراسبورغ وكذا التوجيه األوروبي ،فهل نجد نفس الوضع بالنسبة
للتشريع الفرنسي وكذا الجزائري؟
أ– تكريس نظرية المخاطر في القانون الفرنسي
تحمل التبعة بأهمية خاصة منذ أن حمل لواءها روادها األوائل في
تتمتع نظرية ّ
مقدمتهم سالي SALEILLESوجوسران ،JOSSERANDمحاولين فرضها كنظرية
ّ
عامة ،تحل محل نظرية الخطأ كأساس للمسؤولية ،وعلى الرغم من أن أنصار النظرية لم
-1سالم محمد رديعان العزاوي :مسؤولية المنتج في القوانين المدنية واالتفاقيات الدولية ،مرجع سابق ،ص .251
2
-Art 03 de la convention de Strasbourg stipule que « Le producteur est tenu de réparer les
dommages résultant d’un décès ou de lésions corporelles causées par un défaut de son
» produit
- 3سالم محمد رديعان العزاوي :مسؤولية المنتج في القوانين المدنية و االتفاقيات الدولية ،مرجع سابق ،ص .251
42
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
يوفّقوا في فرضها كنظرية عامةّ ،إال أنهم نجحوا في جعل الشارع الفرنسي يأخذ بها في
تحمل
ضيقًا لنظرية ّ
حدد نطاقًا ّ
حاالت عديدة كأساس للمسؤولية ،فلقد كان المشرع الفرنسي ّ
1
التبعة فلم يجسدها كقاعدة عامة واقتصر على األخذ بها في بعض نواحي النشاط وما يتولّد
العمال
عنه من تبعات؛ أخذ بها في تبعات الحرفة Risques professionnelsفي تشريع ّ
الذي صدر سنة 1898بعدما أن أشارت إلى ذلك محكمة النقض الفرنسية سنة 21896ثم
امتد بتشريعات متعاقبة من الصناعة إلى التجارة ثم إلى الزراعة فالخدمة المنزلية ،وأُدمجت
موحد صدر في 19أكتوبر 1945ثم في 30أكتوبر
يع ّكل هذه التشريعات في تشر ٍ
.31946
قام كال من الفقيهين الفرنسيين السالفي الذكر( جوسران و سالي) بتقديم تفسير جديد
للمادتين 1382و 1384ق م ف فذهبا إلى القول أن المشرع الفرنسي ال يشترط ركن
ضرر بالغير "...وأنه رسم
اا الخطأ في المادة 1382إذ ورد فيها " :كل ٍ
عمل اأيا كان يوقع
قاعدة عامة في المسؤولية عن األشياء في الفقرة األولى من المادة 1384ق م ف إذ
تنص " :يكون الشخص مسؤواًل عن الضرر...الذي يحدث بفعل األشياء التي هي في
حراسته " .والفقهاء الفرنسيون لم يعتمدوا على النصوص وحدها بعد تحريرها ،هذا التحرير
الذي لم يخطر ببال المشرع الفرنسي وقت وضع التقنين ،بل اعتمدوا فوق ذلك على
-1من بين التشريعات الخاصة التي أخذت بالمسؤولية على أساس تحمل التبعة في القانون الفرنسي نذكر :قانون 31
مايو سنة 1924الخاص بالمسؤولية عن األضرار التي تحدث من استغالل الطائرات ،قانون 30أكتوبر سنة 1967
ومرسوم 6فبراير سنة 1969المتعلق بتطبيق اتفاقية باريس المنعقدة في 29يوليو سنة 1960بخصوص المسؤولية
المدنية في مجال الطاقة الذرية ،قانون 3مايو سنة 1921الخاص بالمسؤولية عن األضرار الجسمانية والمادية التي
تقع للغير من الحوادث الناشئة عن المنشآت العامة أو الخاصة العاملة في شؤون الدفاع القومي.
نقال عن :عادل جبري محمد حبيب :المفهوم القانوني لرابطة السببية وانعكاساته في توزيع عبء المسؤولية المدنية"
ً
دراسة مقارنة بأحكام الفقه اإلسالمي" ،دار الفكر الجامعي ،مصر ،2005 ،ص .75
2
- Cyril BLOCH : L’obligation contractuelle de sécurité, D’Aix Marseille, Paris, 2002, p
17
- 3عبد الرزاق أحمد السنهوري :الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ،مرجع سابق ،ص .770
43
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
-Art 1383 du c c f dispose : « chacun est responsable du dommage qu’il a causé non
1
seulement par son fait, mais encore par sa négligence ou par son imprudence ».
-2لقد أخذ القضاء الفرنسي في قضية فرانك بفكرة الحراسة المادية ،و تتخلص وقائع هذه القضية في أن االبن القاصر
للدكتور فرانك أخذ سيارة والده و ذهب بها لقضاء سهرة ليلة عيد الميالد في سنة 1929بمدينة نانسي ،و دخل أحد
المالهي بها و ترك السيارة أمام مبنى الملهى فسرقها مجهول و انطلق بها مسرًعا فدهس بها ساعي البريد المسمى
فر بالسيارة هارًبا ،فرفعت أرملة القتيل دعوى أمام محكمة نانسي تطالب فيها الدكتور فرانك بالتعويض
كونو فقتله و ّ
باعتباره مال ًكا للسيارة و حارسها القانوني طبقًا للمادة 1384ق م ف ،فرفضت محكمة نانسي طلبها باعتبار الدكتور
فرانك فقد السيطرة على السيارة عقب سرقتها ،و أن السارق هو المسؤول عن الحادث و ّأيدت محكمة استئناف نانسي
طعنا لمحكمة النقض الحكم مستندة إلى أن المالك ال السارق هو الحارس القانوني للسيارة،
الحكم فرفعت األرملة ً
و أحالت الدعوى إلى محكمة استئناف بيزانسون فأيدت هذه األخيرة ال أري الذي أخذت به محكمة استئناف نانسي
و لم تأخذ بالحراسة القانونية فأوجب ذلك تدخل الدوائر مجتمعة( الغرف) مجتمعة لحسم الخالف فأصدرت حكمها
بتاريخ 02ديسمبر 1941قالت فيه.. " :و حيث أن فرانك لم تكن له على سيارته سلطات االستعمال و التسيير
و الرقابة و بالتالي لم تكن عليه الحراسة فيترتب عليه ّأال يخضع للقرينة المنصوص عليها بالمادة 1/ 1384و بما
طبقت القانون"
أن محكمة االستئناف قد قضت بذلك فإنها تكون ّ
محمد شرياف :المسؤولية المدنية للمنتج ،مرجع سابق ،ص .50
نقال عنّ :
ً
-3محمد شرياف :مرجع نفسه ،ص .51
44
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
األخطار و الوقاية منها ،بينما في النطاق العقدي يهدف هذا االلتزام إلى التعويض عن الضرر المترتب بسب
ا لمنتوج للمتعاقد و يتحقق عن طريق قيام المنتج بااللتزام باإلعالم و باتخاذ احتياطات معينة أثناء التصميم،
التصنيع و كذا تعبئة المنتوج و تسليمه .لتفاصيل أكثر ينظر:
.135 زاهية حــــــورية سي يوسف :المسؤولية المدنية للمنتج ،مرجع سابق ،ص 132و
-قــــــــــــــــــادة شهـــــــــــــــــــــــيدة :المسؤولية المدنية للمنتج ،مرجع سابق ،ص .195 3
45
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
مرة في التشريع
ألول ّ
كرست مسؤولية المنتج القائمة على نظرية تحمل التبعة صراحة ّ
ّ
الج ازئري ،لذا سنقوم بتبيان مضمونها وكذا اإلشارة إلى بعض المالحظات بشأنها:
المكرسة للمسؤولية الموضوعية للمنتج
ّ -1مضمون نص المادة 140مكرر ق م ج
تنص المادة 140مكرر ق م ج ":يكون المنتج مسؤواًل عن الضرر الناتج عن
منتوجا كل مال
ا عيب في منتوجه حتى ولو لم تربطه بالمتضرر عالقة تعاقدية .يعتبر
متصال بعقارً ،لسيما المنتوج الزراعي و المنتوج الصناعي وتربية
ا منقول ولو كان
الحيوانات والصناعة الغذائية والصيد البري والبحري والطاقة الكهربائية"
-2التعليق على نص المادة 140مكرر ق م ج
نسجل المالحظات اآلتية:
إن الوقوف على منطوق نص هذه المادة يجعلنا ّ
–1استحداث المشرع الجزائري لنظام جديد لمسؤولية المنتج ،وبذلك يكون قد أخرجها
من القواعد العامة لحماية المستهلك وكذا القواعد الخاصة بمساءلة المنتج على أساس
المسؤولية العقدية أو التقصيرية.
-2إدراج هذه المادة في القسم الثالث بعنوان المسؤولية الناشئة عن األشياء ،وكذا
ورودها بعد نص المشرع على المسؤولية عن حارس الحيوان ،وكذا المسؤولية عن حارس
البناء على التوالي في المادتين 139و 140ق م ج ،وكان من األجدر أن يتم إدراجها
مباشرة بعد نص المادة 138ق م ج المنظمة لمسؤولية حارس الشيء كمادة 138مكرر
شيئا ،فبهدف تحقيق
حارسا للمنتوج الذي يعتبر ً
ً لتكون في مكانها المناسب ،1فالمنتج يكون
التسلسل في القواعد المنظمة للمسؤولية عن األشياء كان من األفضل أن ترد كمادة 138
مستقال كما فعل المشرع الفرنسي بإضافته للقسم الرابع
ً قسما
خصص لها ً
مكرر أو أن ي ِّ
مكرر باعتبارها تشكل مسؤولية قائمة بذاتها.
1
قدمت في يوم دراسي -فطة معاشو نبالي " :فعالية أحكام المسؤولية التقصيرية في تقرير مسؤولية المنتج" ،مداخلة ّ
حول مسؤولية المنتج عن فعل منتجاته المعيبة كوسيلة لحماية المستهلك ،المنعقد بكلية الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة مولود ممري ،تيزي وزو ،يوم 26جوان ،2013ص (13غير منشور)
48
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
–4تأثر المشرع الجزائري بنظيره الفرنسي ،إذ جاءت المادة 140مكرر في فقرتها
أما الفقرة الثانية
األولى مطابقة للمادة 1386مكرر 01ق م ف من حيث المضمونّ ،
فجاءت مطابقة للمادة 1386مكرر 03ق م ف.
إن العيب الذي اشترطه المشرع الجزائري في المنتوج لقيام مسؤولية المنتج يعاب
ّ -5
عليه التحريف الوارد في الترجمة والنقل عن المشرع الفرنسي ،حيث أن هذا األخير اشترط
الخلل وليس العيب ،وقام بتحديد المقصود به في المادة 1386مكرر 04ق م ف بينما
مما يجعل الغموض يكتنف هذا
المادة 140مكرر ق م ج تناولت العيب على إطالقه ّ
المصطلح .1فالمشرع الفرنسي أراد التمييز بين عيب السالمة عن عيب عدم الصالحية
لالستعمال لذا استخدم مصطلح .2Défaut
إن اشتراط المشرع الجزائري ركن العيب بجانب الضرر ،ما هو ّإال دليل على
ّ – 6
تحمل التبعة التي شرحناها آنفًا.
المقيدة لنظرية ّ
أخذه بالصورة ّ
– 7عالج المشرع الجزائري المسؤولية الموضوعية للمنتج في مادتين فقط ،هذا ما
تقصير من جهته مقارنة بالقانون الفرنسي الذي يعتبر المصدر التاريخي لهما إذ هذا
ًا يشكل
األخير عالجها في 18مادة كاملة.
عدة جوانب خاصة في تعريف كل من
-8وردت المادة 140مكرر ناقصة من ّ
المنتج والمتضرر مع اكتفائها باإلشارة إلى قيام مسؤولية المنتج عن منتجاته المعيبة سواء
قدمت في ملتقى
-ربيعة صبايحي ":حول فعلية أحكام و إجراءات حماية المستهلك في القانون الجزائري" ،مداخلة ّ
1
وطني حول المنافسة وحماية المستهلك ،المنعقد بجامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية ،يومي 17و 18نوفمبر ،2009
ص .109
- Un produit vicié est celui qui ne permet pas l’usage que l’on pourrait attendre de lui( ex :
2
un téléviseur qui n’affiche pas d’image) les produits défectueux sont ceux qui présentent
نقال عن :محمد الشريف كتوun défaut de sécurité( ex : un téléviseur qui implose) ":
ً
قدمت في يوم دراسي
المسؤولية الناتجة عن المنتجات المعيبة حسب المادة 140مكرر تقنين مدني جزائري" ،مداخلة ّ
حول مسؤولية المنتج عن منتجاته المعيبة كوسيلة لحماية المستهلك ،المنعقد بكلية الحقوق ،جامعة مولود معمري،
تيزي وزو ،يوم 26جوان ، 2013ص ( 156غير منشور)
49
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
متعاقدا أم غير متعاقد معه ،وكذا خلوها من اإلجراءات والمواعيد وخاصة طرق دفع
ً كان
نطبق القواعد العامة ،الشيء الذي يجعلنا ندور في حلقة مفرغة ،ألن الهدف
المسؤولية لذا ّ
1
من هذا النص هو استحداث مسؤولية المنتج ،فكيف لنا إذن تطبيق القواعد العامة؟
في األخير نقول أن هذا النقص والغموض الوارد في المادة 140مكرر ق م ج
أحيانا مع بعض النصوص
ً نظر لتعارضها
عدة إشكاالت خاصة أمام القضاء ًا
سيؤدي إلى ّ
الخاصة في مجال حماية المستهلك ،لذا ينبغي استدراك هذا األمر من طرف المشرع
تبين كيفية تطبيق هذه المادة أو إضافة مواد أخرى إلى القانون
بإصدار نصوص تنظيمية ّ
المدني كما فعل المشرع الفرنسي و ذلك بالتقريب من نصوص المواد 1386مكرر 1إلى
غاية المادة 1386مكرر 18ق م ف لتحسين القواعد و كذا لضبط المصطلحات.
ثالثاا :تقييم نظرية المخاطر
رغم التغيير الكبير الذي أحدثته نظرية تحمل التبعة في مجال المسؤولية المدنية
نظر
خاصة مسؤولية المنتجّ ،إال أنها لم تسلم من االنتقاد ،فجانب من الفقه دعا لألخذ بها ًا
خصوصا في كونها آلية لحماية ضحايا حوادث المنتجات المعيبة ،في
ً لما لها من مزايا
نظر لظهور بعض النقائص عند األخذ بها
حين الجانب اآلخر منهم يرون ضرورة هجرها ًا
في بعض التشريعات .لذا سنقوم بتبيان مزايا(أ) وكذا عيوب نظرية المخاطر(ب):
أ– م ازيا نظرية المخاطر
ال يمكن نكران التحول الذي أحدثته هذه النظرية في نظام المسؤولية المدنية ومعها
مسؤولية المنتج ،بحيث يرجع لها الفضل في االهتمام الذي أولته لألطراف الضعيفة في
العالقات القانونية القائمة كالعمال والمستهلكين وعابري الطريق ،واستهدافها لتحقيق
التضامن االجتماعي الهادف إلى تحقيق توازن بين ضحايا اآلالت والمنتجات المتحملين
-1زاهية حورية سي يوسف( كجار):المسؤولية عن المنتوج المعيب – تعليق على المادة 140مكرر ق م ج ،-مرجع
سابق ،ص .83
50
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
-1عادل جبري محمــد حبــــيب :المفهوم القانوني لرابطة السببية ،مرجع سابق ،ص .85
-2فتحي عبد الرحيم عبد اللّه :دراسات في المسؤولية التقصيرية( نحو مسؤولية موضوعية) ،مرجع سابق ،ص.24
-Alain SERIEU disait : « Sur qu’elle justice pourrait-on fonder une responsabilité sans
3
=faute ? Condamner quelqu’un, fut-il assuré, à réparer un dommage auquel il n’est pour
52
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
موجودا وقت عرض المنتوج للتداول ،أي يكفيه أن يثبت أن الشيء ال يستجيب
ً كان
سببا لوقوع الضرر.1
للسالمة المرغوبة شرًعا ،وأن ذلك كان ً
أما المشرع الجزائري فأشار إلى أركان المسؤولية الموضوعية للمنتج في نص المادة
ّ
140مكرر ق م ج وهي نفسها مع تلك السالف ذكرها .وسنقوم بالتعرض لها بالتفصيل:
األول :ركن العيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب
الفـــــــــرع ّ
ماديا بأنه :العيب الذي يتلف الشيء أو
يمكن أن يعرف العيب في المنتوج تعريفًا ً
وظيفيا :بأنه العيب الذي يصيب الشيء
ً يلحق به الهالك ،ويمكن أن يعرف كذلك تعريفًا
أما في النطاق
المحدد له ّ ،
2
ّ في أوصافه أو في خصائصه فيجعله غير صالح لالستعمال
العقدي فهو كل نقص يجعل الشيء المبيع غير صالح لالستعمال الموجه له أو ينقص من
منفعته .3فالسلعة تكون معيبة إذا لم يراع في تصميمها أو تركيبها أو إعدادها لالستهالك أو
حفظها أو طريقة عرضها أو طريقة استعمالها الحيطة الكافية لمنع وقوع الضرر أو احتمال
وقوعه .4وبما أن موضوع دراستنا منصب على مسؤولية تستند لنظرية موضوعية ،فيجب
سنبين كيف نظم المشرع الفرنسي ركن
ّ تحديد تعيب السلعة بمعيار موضوعي لذا
(ثانيا) وبعدها لكيفية تقدير العيب(ثالثاا)
(أواًل) ثم المشرع الجزائري ا
العيب ّ
ّأواًل :العيب في القانون الفرنسي
أشار المشرع الفرنسي إلى ركن العيب في المسؤولية الموضوعية للمنتج إلى ثالث
نقاط أساسية :معيوبية المنتوج(أ)عملية الطرح للتداول(ب) وكذا الحاالت المستثناة من
مفهوم العيب(ج)
-محمد بودالـــــــــــي :مسؤولية المنتج عن منتجاته المعيبة ،مرجع سابق ،ص 36و .37 1
-2علي حســـــــــــــاني :االلتزام بضمان الضرر عن عيوب المنتجات ،م.ج.ع.ق.إ.س ،ع ،2011 ،04ص .232
– كريمـــــــة بركــات :حماية أمن المستهلك في القانون الجزائري ،مجلة المعارف ،كلية الحقوق ،المركز الجامعي العقيد 3
-Art 1386 bis 04 al 1du c c f dispose que : « Un produit est défectueux au sens du présent
1
»titre lorsqu’ il n offre pas la sécurité à la qu' elle on peut légitimement s’attendre
فمثال المنتوج الغذائي المعيب هو الذي
-ما ينجم عن ذلك اختالف عنصر المعيوبية من منتوج آلخر حسب طبيعتهً ،
2
نقال
ثمنا أقل لو علم بهذا العيب" ً
غير صالح لالستعمال لدرجة أن المشتري لم يكن ليشتريه أو لم يكن ليدفع فيه ّإال ً
عن :زاهية حورية سي يوســـــف :المسؤولية المدنية للمنتج ،مرجع سابق ،ص ،73ينظر كذلك:
محمد سامي عبد الصــادق :مسؤولية منتج الدواء عن مضار منتجاته المعيبة" دراسة مقارنة" ،دار النهضة
ّ
العربية ،مصر ،2002 ،ص .130
55
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
الشيء المبيع وال تظهر عند فحصه وينقص من قيمته أو نفعه ،أو حالة يخلو منها الشيء
1
المبيع عادة.
أما العيب في مجال المسؤولية المستحدثة فهو عدم السالمة أو األمان الذي يمكن
ّ
انتظاره من المنتوج شرًعا وبعبارة أخرى؛ أنه من غير المهم أن يكون المنتوج به الصفات
قابال ألن يحدثها بسبب
المتفق عليها أو ال ،فالمعتبر هو األضرار التي يكون المنتوج ً
العيب القائم فيه .2فالعيب حسب هذا النوع من المسؤولية يجب أن يرتبط بخلل ما Défaut
ضا لسالمة
تعر ً
تفعل مكامن الخطورة فيه ،وتجعله أكثر ّ
خطير أو ّ
ًا ومالبسات تجعله
وأمن األشخاص وأموالهم ،فالمنتج ال يكون بإمكانه التحجج بمراعاته ألصول الصنعة أو
الحصول على تصريح من الجهات الرسمية للتحلّل من المسؤولية ،ولكن بالمقابل ال يمكن
تطوًرا ،و إنما العبرة في تقدير معيوبية
لمجرد طرح منتوج آخر أكثر ّ
اعتبار منتوج ما معيب ّ
المنتوج المساس بأمن وسالمة األشخاص بوقت طرحه ،والذي يكون بخروجه من سيطرة
الصانع أو المستورد ومن في حكمه بصفة إرادية .3فما المقصود بعملية الطرح للتداول؟
ب – عملية الطرح للتداول
إن التوصية األوروبية لسنة 1985الخاصة بالمسؤولية عن فعل المنتجات المعيبة لم
عرفته في المادة
تعرف فكرة طرح المنتوج للتداول ،على عكس اتفاقية ستراسبورغ التي ّ
ّ
4
مطروحا للتداول عندما ينقله المنتج لشخص آخر"
ا الثانية " :يكون المنتوج
-1لطيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــفة أمــــــــــــــــــــــازوز :التزام البائع بتسليم المبيع في القانون الجزائري ،أطروحة لنيل درجة دكتوراه في
العلوم تخصص :القانون ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،2011 ،ص .366
السيد عبد المعطي خيال :المسؤولية عن فعل المنتجات المعيبة ومخاطر التقدم ،مرجع سابق ،ص .38 -محمود ّ
2
-1محمود السيد عبد المعطي خيال :المسؤولية عن فعل المنتجات المعيبة و مخاطر التقدم ،مرجع سابق ،ص .32
-2محمود السيد عبد المعطي خيال :مرجع نفسه ،ص 33و.34
57
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
58
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
تعريف لمعنى العيب في القانون المدني الجزائري(أ) وكذا عملية الطرح للتداول(ب) يدفعنا
إلى البحث عن معناهما في بعض النصوص الخاصة في نطاق حماية المستهلك.
أ– المقصود بالعيب
تنص المادة الثالثة من المرسوم التنفيذي رقم 266-90الملغى ":يجب على المحترف
أن يضمن سالمة المنتوج الذي يقدمه من أي عيب يجعله غير صالح لالستعمال و /أو
من أي خطر ينطوي عليه" كما تنص المادة السادسة منه ":يجب على المحترف في جميع
الحاًلت أن يصلح الضرر الذي يصيب األشخاص أو األمالك بسبب العيب "...
1
نص في مادته التاسعة " :يجب أن تكون
أما قانون حماية المستهلك وقمع الغش فقد ّ
ّ
المنتجات الموضوعة لالستهالك مضمونة وتتوفر على األمن بالنظر إلى اًلستعمال
ضرر بصحة المستهلك وأمنه ومصالحه ،وذلك
اا المشروع المنتظر منها ،وأن ًل تلحق
ضمن الشروط العادية لالستعمال أو الشروط األخرى الممكن توقعها من قبل المتدخلين"
عما هو موجود في القواعد
فمن نصوص هذه المواد نستخلص أن مفهوم العيب يختلف ّ
العامة(العيب الخفي) ويمكن أن يتضمن العديد من المفاهيم نذكر منها:
–1عدم مطابقة المنتوج للمواصفات والمقاييس القانونية أو التنظيمية
هناك بعض المنتجات التي يشترط فيها المشرع العديد من التدابير بهدف الحفاظ
على سالمة وصحة المنتجات ،بالتالي تحقيق سالمة وأمن المستهلكين ،منها نذكر على
سبيل المثال نص المادة 35من قانون التوجيه الفالحي الصادر سنة ":2008تخضع
الصحة الحيوانية
ّ الحيوانات والنباتات والمنتجات المشتقة منها وكذا منتجات
2
والنباتية ذات اًلستعمال الفالحي إلى الرقابة طبقاا للتشريع والتنظيم المعمول بهما "
1
مؤرخ في 25فبراير ،2009يتعلّق بحماية المستهلك و قمع الغش ،ج.ر.ع ،15الصادرة في
-قانون رقم ّ 03 -09
08مارس .2009
-2قانون رقم 16 -08مؤرخ في 03غشت ،يتضمن التوجيه الفالحي ،ج.ر.ع 46الصادرة في 10غشت .2008
59
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
-1مرسوم تنفيذي رقم 214 – 12مؤرخ في 15مايو ،2012يحدد شروط و كيفيات استعمال المضافات الغذائية في
المواد الغذائية الموجهة لالستهالك البشري ،ج.ر.ع 30الصادرة في 16مايو.2012
2
يحدد القواعد المتعلّقة
يتضمن المصادقة على النظام التقني الذي ّ
ّ مؤرخ في 17مارس ،2014
-قرار وزاري مشترك ّ
بالمواد الغذائية" حالل" ،ج.ر.ع ،15الصادرة في 19مارس .2014
60
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
أما في المجال الطبي ،فقد نصت المادة 194من قانون حماية الصحة
ّ
قابال للتحقق منه
و ترقيتها1على ضرورة اإلعالم الطبي والعلمي ،وأن يكون دقيقًا و ً
ومطابقًا ألحدث معطيات البحث الطبي والعلمي عند نشره.
–2عدم تلبية المنتوج الرغبات المشروعة للمستهلك في السالمة
أوجب القانون رقم 03–09في المادة 11أن يلبي و يستجيب كل منتوج معروض
لالستهالك الرغبات المشروعة للمستهلك بنصها ":يجب أن يلبي كل منتوج معروض
لالستهالك ،الرغبات المشروعة للمستهلك من حيث طبيعته وصنفه ومنشئه ومميزاته
الال زمة وهويته وكمياته وقابليته لالستعمال
األساسية وتركيبته ونسبة مقوماته ّ
واألخطار الناجمة عن استعماله .كما يجب أن يستجيب المنتوج للرغبات المشروعة
للمستهلك من حيث مصدره والنتائج المرجوة منه والمميزات التنظيمية من ناحية تغليفه
وتاريخ صنعه والتاريخ األقصى ًلستهالكه وكيفية استعماله وشروط حفظه واًلحتياطات
المتعلقة بذلك والرقابة التي أجريت عليه"
تعد الرغبة المشروعة للمستهلك هي تحقيق سالمته من األضرار عند استهالكه أو
ّ
معين ،ولع ّل الدافع من وراء استعمال هذا المصطلح هو جعل تقدير
استعماله لمنتوج ّ
االلتزام بالسالمة يخضع لمعايير موضوعية تحقق مصلحة كل من المنتج والمستهلك،
السيد
فتقدير الرغبة المشروعة بالنظر إلى المستهلك يجعلها بعيدة كل البعد عن التقدير ّ
للمنتج فال يمكنه أن يحدد السالمة المشروعة بمفرده ،وفي الوقت ذاته ال يعتبر المنتوج
غير مستجيب للرغبات المشروعة للمستهلك إذا كانت المعارف العلمية والتقنية عند وقوع
-1قانون رقم 05 – 85مؤرخ في 16فبراير ،1985يتعلق بحماية الصحة و ترقيتها ،ج.ر.ع 08الصادرة في 17
متمم.
معدل و ّ
فبراير ّ ،1985
61
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
الضرر لم تكن لتمكننا من التنبؤ بوقوعه .1هذا بصفة عامة المقصود بعنصر المعيوبية في
حدد مدلول عملية الطرح للتداول؟
القانون الجزائري ،فهل يا ترى أشار أو ّ
ب – عملية الطرح للتداول
لم ينص المشرع الجزائري في المادة140مكرر ق م ج بتاتًا على عملية الطرح
للتداول ، La mise en circulationلكن في القانون المتعلّق بحماية المستهلك وقمع
الغش أشار إلى عملية الوضع لالستهالك ،La mise à la consommationالتي ال
تضمنت نفس العناصر إلى
ّ تماما مع عملية الطرح للتداولّ ،إال ّأنه يمكن القول أنها
تنطبق ً
عرفت عملية ٍ
حد ما ،فالمادة الثالثة الفقرة الثامنة من القانون رقم 03-09سالف الذكر ّ
والتخزين و النقل الوضع لالستهالك بأنها ":مجموع مراحل اإلنتاج واًلستيراد
والتوزيع بالجملة و بالتجزئة " وهذا التعريف ال ينطبق مع تعريف المشرع الفرنسي لعملية
أن العناصر التي تضمنها تعريف عملية الوضع لالستهالك تتضمن
الطرح للتداولّ ،إال ّ
تخلي المنتج اإلرادي عن المنتوج.2
ثالثاا :تقدير العيب الموجب للمسؤولية الموضوعية للمنتج
يتم وفقًا لهذا
لقد سلف الذكر أن ركن العيب مرتبط بعنصر السالمة واألمان ،فتقديره ّ
العنصر ،فال يكون من منظور شخصي أو عقدي بمعنى األمان والسالمة التي ينتظرها
يتم تقديرها بمعيار موضوعي أي بالنسبة لما ينتظره الجمهور من
مشتري المنتوج بل ّ
المنتوج؛ فالعيب في مضمون القانون رقم 389–98هو الصفة الخطرة غير المألوفة
بالمنتوج ،فعند تقدير السالمة واألمان المنتظر شرًعا منه ،يجب األخذ في االعتبار كل
منتظر والوقت
ًا الظروف السيما :عرض المنتوج ،االستعمال المعقول الذي يمكن أن يكون
الذي يطرح فيه للتداول .فالمظهر الخارجي والبيانات المذكورة بشأن المنتوج والتحذيرات
1
-M. KAHLOULA & G. MEKAMCHA : La protection du consommateur en Droit algérien,
(première partie), revue IDARA, vol05, n° 02,1995, p 13.
-2أحمــــــــــــــــــــــــــــــــــد معـــــــــــــــــــاشو :المسؤولية عن تعويض األضرار عن المنتجات المعيبة ،مرجع سابق ،ص .44
62
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
يمكن أن تؤثر في معرفة الخطر وبالتالي فيما ينتظره الجمهور شرًعا منه من حيث السالمة
وكذلك طبيعة تكوينه ووظيفته ،فصفة العيب ال يكون معترفًا بها ّإال إذا كان الخطر أعلى
أو أزيد عن الذي يمكن توقعه عادة بالنسبة لمنتوج من هذا النوع .كما تلعب لحظة طرح
يتطور
ّ المنتوج للتداول أهمية كبيرة في هذا الشأن ،ألن ما يتوقعه الجمهور شرًعا منه
والسيما بسبب التقدم العلمي والتقني.1
شدد من مسؤولية المنتج بحيث أن
ولم يقف المشرع الفرنسي عند هذا الحد ،بل ّ
الالزمة ال يؤثر في تقدير السالمة واألمان اللّذان يمكن
الحصول عل التصريحات اإلدارية ّ
انتظارهما شرًعا.2
أما المشرع الجزائري فتقدير السالمة المنصوص عليها في القانون 03–09سالف
ّ
يتم بالنظر إلى الرغبة المشروعة للمستهلك ،وهذا ما يفهم منه استبعاد أي تقدير من
الذكرّ ،
ثم أنه ليس كل
معيبا أم الّ ،
طرف المنتج فال يمكن لهذا األخير تحديد ما إذا كان المنتوج ً
رغبة من المستهلك تؤخذ بعين االعتبار بحيث يستلزم أن تكون مشروعة ،ما ينجم عن
التطور
ّ مما هو اجتماعي ،فينظر إلى حالة
أن تقدير السالمة له مفهوم تقني أكثر ّ
ذلكّ :
أن السالمة مقترنة باالستعمال العادي للمنتوج ،فيجب مراعاة نوعه وطبيعته
العلمي و ّ
وكذا خصائصه ،3وبصفة عامة فإن تقدير العيب يكون وفقًا لمعيار موضوعي ال شخصي،
تم
فهي مسألة موضوعية تخضع لتقدير قاضي الموضوع باالعتماد على المعايير التي ّ
ذكرها.
-1محمود السيد عبد المعطي خيال :المسؤولية عن فعل المنتجات المعيبة و مخاطر التقدم ،مرجع سابق ،ص 26و27
2
-Art 1386 bis 10 c c f dispose que « Le producteur peut être responsable du défaut alors
même que le produit a été fabriqué dans le respect des règles de l’art ou de normes
» existantes ou qu’il a fait l’objet d une autorisation administrative
3
-M. KAHLOULA & G. MEKAMCHA : La protection du consommateur en droit algérien,
op- cit, p 13.
63
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
تم سردها إذا ما توفّرت قام ركن العيب الذي ال يكفي لوحده في
إن العناصر التي ّ
ّ
إثارة مسؤولية المنتج ذات الطابع الموضوعي واّنما يستلزم اقترانه بركن الضرر.
الفرع الثاني :ركن الضــــــــرر
ثمة ضرر لن تقوم
أساسيا لقيام المسؤولية المدنية ،فإذا لم يكن ّ
ً ركنا
يعتبر الضرر ً
هذه األخيرة ،وهنا تختلف المسؤولية المدنية عن المسؤولية الجنائية التي يمكن أن تقوم
بغير ضرر ما ،كالشروع في بعض الجرائم معاقب عليه حتى وان لم ينتج عنه ضرر .كما
تختلف المسؤولية المدنية عن المسؤولية األدبية التي هي مسؤولية أمام الضمير ،ومن ثم
تتحقق حتى ولو لم يوجد ضرر أو لم يكن لها مظهر خارجي .1وفي إطار المسؤولية
الموضوعية للمنتج يشترط الضرر لقيامها والمطالبة بالتعويض ،ذلك أن التعويض ال يكون
(أواًل)
سنبين فيما يأتي من هذا الفرع :تعريف الضرر ّ
ّإال عن ضرر أصاب طالبه ،لذا ّ
2
-1زاهية حورية سي يوسف :المسؤولية المدنية للمنتج ،مرجع سابق ،ص .60
-2عمـــــــــــر ابــــــــــــــــــــــن الزبير :المسؤولية المدنية لمراكز نقل الدم ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون فرع " عقود
و مسؤولية" كلية الحقوق ،جامعة بن يوسف بن خدة ،الجزائر ،2002 ،ص .82
قدم :التعويض عن الضرر المعنوي في المسؤولية المدنية ،مرجع سابق ،ص .40 -الســـــــــــعيد مـــــــــــــــــــــ ّ
3
عدة مواد ،منها نذكر على سبيل المثال 124 :إلى 140
-لقد ورد مصطلح الضرر في القانون المدني الجزائري في ّ
4
ق م ج ،و كذا المواد 186 ،185 ،184 ،182 ،177 ،176 :ق م ج.
64
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
-1عمــــــــــــــر ابـــــــــــــن الزبير :المسؤولية المدنية لمراكز نقل الدم ،مرجع سابق ،ص .82
-2ويــــــــــــــزة لحراري( شالح) :حماية المستهلك في ظل قانون حماية المستهلك و قمع الغش و قانون المنافسة ،مذكرة
لنيل شهادة الماجستير في القانون فرع " قانون المسؤولية المهنية" ،كلية الحقوق ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو،
،2012ص .138
-3سليمــــــــــــــــان مرقس :الوافي في شرح القانون المدني ،مرجع سابق ،ص .148
65
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
ضرر لم يقع وال يوجد ما يؤ ّكد أنه سيقع وغاية األمر أنه يحتمل وقوعه وعدم وقوعه،
وهميا وهو على
ً قوة وضعفًا وقد تبلغ من الضعف ًّ
حدا يعتبر وتتفاوت درجة هذا االحتمال ّ
أي حال ال يكفي لقيام المسؤولية المدنية.1
ّ
شخصيا؛ فيعني ذلك أنه يكون قد أصاب
ً أما الشرط الثاني وهو أن يكون الضرر
ّ
ذمته بسبب الفعل الضار ،كما يجوز أن يكون
الشخص المدعي ونشئ حق التعويض في ّ
شخصيا لمن ارتد عليه ،فالضرر
ً ضرر
ًا مرتدا ،2إذ يعتبر الضرر المرتد
ضرر ااا هذا الضرر
يتعرض له شخص دون أن تربطه
المرتد أو التبعي في حقيقته هو ذلك الضرر الذي ّ
بالواقعة التي ساهم العمل غير المشروع في تحققها عالقة تكشف عن االرتباط المادي
المباشر بينهما كنتيجة لما تحدثه الواقعة مصدر الضرر من تأثير مباشر في المركز
القانوني لضحيتها ،قد تتأثر المراكز القانونية لألشخاص الذين تربطهم به عالقات قانونية
أو واقعية .ويفترض الضرر المرتد توافر عوامل ثالثة يستند في قيامه عليهاّ :أولها أن
ردة على
ضررا ،ثانيهما أن يكون لهذا الضرر ّ
ً يكون الفعل قد أوقع في الضحية مباشرة
شخص آخر تتمثل في ضرر يلحق به ،وثالثهما أن يكون قد جمع بين هذا الشخص
وبين الضحية المباشرة رابطة تجعله يتأثر في ماله أو في كيانه المعنوي بما يحدث
للمضرور األصلي من نتائج ضارة.3
-1سليمـــــــــــــــان مرقـس :الوافي في شرح القانون المدني ،مرجع سابق ،ص .141
شخصيا بسبب الضرر
ً -2ينبغي التمييز بين الضرر المرتد و الضرر الموروث :فالضرر المرتد هو الذي يصيب الخلف
الذي أصاب السلف ،فحين الضرر الموروث هو الذي ينتقل من السلف إلى الخلف ،للتفصيل أكثر راجع:
علي علي سليمــان :النظرية العامة لاللتزام( مصادر االلتزام في القانون المدني الجزائري) ،الطبعة الثالثة ،ديوان
المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1993 ،ص.186
الملوث ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،مصر،
-عبد الحميد ثـــــــــــــــــــروت :األضرار الصحية الناشئة عن الغذاء الفاسد أو ّ
3
معنويا.1
ً ماديا أو
ضرر ًًا والضرر المرتد قد يكون
ب– الضرر األدبي والمعنوي
قد يتمثل الضرر في مصلحة غير مالية ،كاألضرار العاطفية أو المتعلّقة بالشرف
و االعتبار وهو ما يشار إليه بالضرر األدبي أو المعنوي حسب الحالة ،2والضرر المعنوي
يمسه في عاطفته وأحاسيسه كحزنه وألمه
ذمته المالية ،بل ّ
يمس الشخص في ّ
هو الذي ال ّ
جراء وفاة أحد األقارب أو إصابته بتشوهات خلّفت له معاناة نفسية ،في حين الضرر
يمس العاطفة لكن هو مرتبط أكثر بشرف وسمعة الشخص كفقدان
األدبي هو اآلخر ّ
إما األلم بذاته
يعرف بعض الفقه هذا النوع من الضرر بأنه ّ
المكانة المعروفة بالنزاهة .و ّ
إما
الناتج عن المساس بتلك المشاعر في المكانة من جراء عمل يأتيه الفاعل ،و ّ
االضطراب الذي يحدثه في كيان اإلنسان و مكانته .3ويشترط في كال الضررين ما يشترط
وشخصيا ولم يسبق تعويضه.
ً في الضرر المادي :أن يكون محققًا
ج– الضرر الجسماني
الضرر الجسماني هو ما يصيب اإلنسان في جسده من إصابات أو عجز أو ما
تعد من قبيل األضرار الجسدية التي من شأنها وفي ذات الوقت أن
يؤدي إلى وفاته فكلّها ّ
تؤدي إلى أضرار مادية تتمثل في العجز عن الكسب أو تحمل نفقات العالج و غيرها.4
يؤدي إلى إصابته أو وفاته ،كما يرتّب
أو هو الضرر الذي يصيب اإلنسان في جسمه و ّ
ار مادية وأدبية للضحية مباشرة أو للغير( الضرر المرتد) 1تستوجب التعويض.2
أضرًا
هذا فيما يتعلّق بأنواع األضرار بصفة عامة لكن هل النظام الجديد المنظّم لمسؤولية
يعوض عن كل هاته األضرار أم أنه يستثني البعض منها؟
المنتج ّ
ثالثاا :األضرار في القانون الفرنسي والجزائري
إن األضرار التي يمكن أن تثير مسؤولية المنتج بصفته كذلك هي تلك األضرار التي
ّ
تحدث بسبب المنتجات المعيبة سواء لحقت هذه األضرار باألشخاص أو باألموال ،وسواء
كان المضرور تربطه عالقة عقدية مباشرة مع المنتج أم كان من الغير بالنسبة له .3وهذه
تتنوع بين األ ضرار الجسدية التي تطال جسم اإلنسان أو أضرار معنوية كما يمكن
األضرار ّ
تعرض أمواله للضياع أو لالنتقاص.
أن ّ
نص التوجيه األوروبي لسنة 1985نجد أنه نص على أن األضرار القابلة للتعويض
األضرار الماسة باألشخاص واألضرار الماسة باألموال غير المنتوج المعيب ذاته ،كما
موجهة لالستهالك الشخصي ،وقام كذلك بتحديد
اشترط أن تكون األضرار الماسة باألموال ّ
المقدرة
المعوض عنها باألخص تلك الناتجة عن الوفاة واألضرار الجسدية و ّ
ّ سقفًا لألضرار
بحوالي 470مليون فرنك فرنسي 4فحين الضرر المعنوي لم ينص عليه وترك المسألة
سنوضح اآلن مدى تطابق القانون الفرنسي مع أحكام التوجيه
ّ للتشريعات الداخلية ،و
األوروبي(أ) وكذا موقف المشرع الجزائري(ب) في هذا الشأن:
-1الشريف بــحمــــــــــاوي :التعويض عن األضرار الجسمانية بين األساس التقليدي للمسؤولية المدنية و األساس الحديث،
مرجع سابق ،ص .16
ألنه من الصعب إصالح الضرر الجسماني
-و األصح أن نقول تعويض و ليس إصالح بالنسبة لألضرار الجسمانية ّ
2
نقال عن:
الميت أو نصلح ر ْجل أو يد بترتً ،
فمن غير الممكن أن نحيي ّ
الشريف بحمــــــــاوي :مرجع نفسه ،ص .16
-3مح ّمد شكري سرور :مسؤولية المنتج عن األضرار التي تسببها منتجاته الخطرة ،مرجع سابق ،ص 10و.11
4
- Art 16 al 1 de la directive 85/374/ CEE stipule que « Tout état membre peut prévoir que la
responsabilité globale du producteur pour les dommages résultant de la mort ou de lésions
corporelles et causés par des articles identiques présentant le même défaut est limitée à un
» montant qui ne peut être inférieur à 70 millions d’Ecus
68
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
- Décret n° 2005- 113 du 11 février 2005 pris pour l’application de l’article 1386 bis 02 du
1
كنتائج مادية أو غير مادية للمساس المباشر بالسالمة الجسدية للشخص والتي ترتب
الذمة المالية للمضرور كالمصاريف الصحية( العالج و األدوية)
انتقاص ّ
المعوض عنها
ّ – األضرار المعنوية و األدبية :أدرج المشرع الفرنسي ضمن األضرار
األضرار غير المادية بمقتضى المسؤولية الموضوعية للمنتج وهذا ما يتماشى مع هدف
القانون 389–98أال وهو تكريس أكبر حماية ممكنة للضحايا وتعويض شريحة واسعة
منهم ،فيشمل التعويض كل من األضرار األدبية من مساس بالشرف والسمعة وكذا
مثال.1
األضرار المعنوية من حزن واكتئاب عن فقدان أحد األعضاء ً
2
يسميها القانون اإلنجليزي بالخسائر االقتصادية البحتة
– األضرار المادية :والتي ّ
وهي جميع األضرار التي تفوق قيمتها500أورو ،مثل األضرار التي تلحق بمبنى الشخص
جراء انفجار قارورة غاز معيبة أو الضرر الذي ينتج عن ضياع جهاز التلفاز إثر التذبذب
في ضغط الكهرباء إضافة إلى المصاريف التي ينفقها في إصالح ما تضرر.3
وسع من
أن المشرع الفرنسي ّ
نسجلها في هذا العنصر ّ
والمالحظة التي يمكن أن ّ
قصرها على
المعوض عنها ولم يأخذ بما ذهب إليه التوجيه األوروبي الذي ّ
ّ نطاق األضرار
الماسة باألموال الموجهة لالستهالك الخاص ،كما أنه لم يستثن األضرار غير
ّ األضرار
المادية كما فعلت التوصية األوروبية.
– 2األضرار المستثناة من التعويض
لقد استبعد المشرع الفرنسي من نطاق التعويض في إطار المسؤولية المستحدثة للمنتج
نوعا من األضرار المادية ،وهي األضرار الموجودة بالمنتج المعيب ذاته ،فهذه األضرار
ً
أو التأخر عند القيام بها أو تنفيذها بصورة معيبة ،و هو ضرر يمكن تقييمه بالنقود .ينظر في هذا الصدد:
Christian LARROUMET: Droit civil (les obligations, le contrat), 04 ème édition,
ECONOMICA, Paris, 1998, p 669.
-3قـــــــــــــــــادة شهــــــــــــــــــيدة :المسؤولية المدنية للمنتج ،مرجع سابق ،ص .80
70
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
-1المادة 83من القانون 03 – 09المتعلّق بحماية المستهلك و قمع الغش ،مرجع سابق.
-2علـــــــــــــــــــي فتــــــــــــاك :تأثير المنافسة على االلتزام بضمان سالمة المنتوج ،مرجع سابق ،ص .447
71
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
حيث حكم بالتعويض عنه بالرغم من انعدام النصوص القانونية التي تسمح بذلك كالحكم الصادر عن محكمة سيدي
نقال عن:
محمد في 18مارس ً ،1979 ّ
صفيــــــــــّة بشـــــــــــــــاتن :الحماية القانونية للحياة الخاصة" دراسة مقارنة" ،رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم
تخصص قانون ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،2012 ،ص .435
-2نوال شعباني( حنين) :التزام المتدخل بضمان سالمة المستهلك في ضوء قانون حماية المستهلك و قمع الغش،
مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون فرع" قانون المسؤولية المهنية " ،كلية الحقوق ،جامعة مولود معمري،
تيزي وزو ،2012 ،ص .162
72
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
وضع ضمان السلع والخدمات حيز التنفيذ ،1وبالتالي فهي تخرج عن نطاق مسؤولية المنتج
المنصوص عليها في المادة 140مكرر ق م ج خاصة مع استبقاء المشرع الجزائري
األحكام المتعلّقة بضمان العيوب الخفية.
تم استعماله ألغراض
كما أنه يتم استبعاد األضرار المالية المترتبة عن منتوج معيب ّ
تجارية لوجود العديد من األسباب منها:
* الهدف من تقرير هذا النوع من المسؤولية هو حماية المستهلك العادي دون
المهني.
البا ما تكون ذات قيمة مرتفعة وبالتالي
* األضرار التي تلحق بالمهني أو التاجر غ ً
يستلزم إثبات خطأ المنتج.
* األضرار التي تلحق بالمهني أو التاجر ال يمكن توقعها مسبقًا ،وبالتالي فإن
التأمين على المسؤولية بشأنها تحاط بصعوبة التقدير وما تؤدي إليه من رفع قيمة األقساط
التأمينية على المسؤولية إلى حد كبير.2
أما بخصوص الضرر المرتد فإن المشرع الجزائري لم ينص على حكم التعويض
ّ
3
بشأنه ،ولكن ليس هناك ما يمنع القاضي من الحكم به.
البد من وجود رابطة بينهما لقيام المسؤولية،
إلى جانب توافر ركني العيب والضرر ّ
تسمى بعالقة
تد ّل على أن العيب هو الذي تسبب في حدوث الضرر ،وهذه الرابطة ّ
السببية.
1
يحدد شروط وكيفيات وضع ضمان السلع
-مرسوم تنفيذي رقم 327 -13مؤرخ في 26سبتمبر ّ ،2013
والخدمات حيز التنفيذ ،ج.ر.ع ،49الصادرة في 02أكتوبر.2013
-2عــــــــــــــــــــــــلي فتــاك :تأثير المنافسة على االلتزام بضمان سالمة المنتوج ،مرجع سابق ،ص .449
-3علــي علي سليمان :النظرية العامة لاللتزام( مصادر االلتزام في القانون المدني الجزائري) ،مرجع سابق ،ص .188
73
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
-1السعــــــــــــــــيد مقــــــــــــــــــــ ّدم :التعويض عن الضرر المعنوي في المسؤولية المدنية ،مرجع سابق ،ص .35
-2زاهية حورية سي يوسف :المسؤولية المدنية للمنتج ،مرجع سابق ،ص .66
74
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
إحداث الضرر حتى يفترض قيام عالقة السببية ،وبالتالي قيام المسؤولية عن تعويض
األضرار التي أراد النص القانوني منع حدوثها أو التعويض عنها في حالة تحققها.
أثّرت هذه النظرية على الوسط الفرنسي إذ نجد صداها لحق القضاء الفرنسي في
بمجرد
ّ حارسا للتكوين ،حيث افترض القضاء عالقة السببية
ً مجال مسؤولية المنتج بوصفه
تم تفسيره
إيجابيا في إحداث الضرر ،هذا ما ّ
ً تدخال ماديا أو
ً إثبات المضرور لتدخل السلعة
على ّأنه تمهيد إلصدار قانون مسؤولية المنتج ذات الطابع الخاص 1ولكن بالرغم من جعلها
كأساس لعالقة السببية في نطاق النوع الجديد من مسؤولية المنتج ّإال أنها ليست مطلقة بل
أوجب المشرع اقتران العنصر المادي بالعنصر المعنوي لقيام عالقة السببية.
ثانيا :عناصر قيام عالقة السببية
ا
هناك عنصرين أحدهما مادي(أ) وآخر معنوي(ب) بتوافرهما تقوم عالقة السببية:
أ– العنصر المادي
تعيب السلعة
تتعلّق إقامة مسؤولية المنتج عن عيوب المنتجات ،باإلضافة إلى ثبوت ّ
بضرورة إقامة الدليل على وجود ذلك العيب قبل إطالق المنتوج في التداول بإرادة المنتج،
فبحسب األصل يلزم المضرور أن يقيم الدليل على الوقت الذي ظهر فيه العيب إلثبات أن
تعيب المنتوج واطالقه اإلرادي في التداول هو السبب في إحداث الضرر خاصة أمام
صعوبة تقديم المضرور الدليل على وجود العيب وعالقة السببية .ولقد ذهب األستاذ
ريفل Rivelإلى أن األمر في مثل هذا الفرض يتعلّق بقرينة قانونية بسيطة ،مضمونها أن
السلعة المتسبب ة في الضرر معيبة منذ إنتاجها ،وهو ما يخفف من أثر االفتراض ويجعله
المتميز للنوع الخاص من المسؤولية.2
ّ مقبوًال في صدد هذا التنظيم
-1حسن عبد الباسط جميعي :مسؤولية المنتج عن األضرار التي تسببها منتجاته المعيبة ،مرجع سابق ،ص .220
-2حسن عبد الباسط جميعي :مرجع نفسه ،ص .214
76
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
-1حسن عبد الباسط جميـعي :مسؤولية المنتج عن األضرار التي تسببها منتجاته المعيبة ،مرجع سابق ،ص .215
-2حسن عبد الباسط جميعي :مرجع نفسه ،ص .219
77
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
بعد فإنه ال يكفي إثبات حدوث اإلصابة ،بل يجب االنتظار للوقوف على الشفاء ذلك أن
المضرور يطالب بتعويض نهائي ،ولكن من الممكن أن يطالب بتعويض مؤقت إذا كان
أمر الضرر لن يستقر ّإال بعد سنوات وعند استق ارره يمكن طلب التعويض النهائي.1
تطبق
فإذا كان هذا الوضع هو المعروف وفقًا للقواعد العامة للمسؤولية المدنية ،فهل ّ
نفس القواعد على المسؤولية الموضوعية للمنتج؟
تنص المادة 1386مكرر 09ق م ف على أنه ":يجب على المدعي أن يثبت
الضرر ،العيب و عالقة السببية بين العيب و الضرر " فهذه المادة تحمل عبء إثبات
المدعي ،فيبدو من الوهلة األولى
عالقة السببية وباقي أركان المسؤولية الموضوعية على ّ
عسير في حق المضرور ليس فيما يتعلّق بإثبات الضرر ولكن على
ًا أمر
أن ذلك يعتبر ًا
أن
األقل فيما يتعلّق بإثبات عيب السالمة وعالقة السببية بين العيب والضرر الحاصلّ ،إال ّ
هذا العبء سرعان ما خفّف عنه فإذا كان يجب على المضرور أن يثبت الضرر فإنه ليس
ودا وقت عرض المنتوج للتداول ،ويستنتج هذا التخفيف
له أن يثبت أن هذا العيب كان موج ً
بمفهوم المخالفة لنص المادة 1386مكرر 11ق م ف التي تعفي المنتج من إثبات أن
موجودا وقت عرض المنتوج للتداول ،2وهو نفس ما نصت عليه التعليمة
ً العيب لم يكن
األوروبية رقم 374/85لسنة 1985في مادتها السابعة.3
يحدد الطرف الذي يقع عليه عبء
أما بشأن المشرع الجزائري فكما سلف الذكر لم ّ
ّ
اإلثبات في النظام المستحدث لمسؤولية المنتج ،ما يستلزم تطبيق القواعد العامة في هذا
78
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
تحديدا نص المادة 323ق م ج التي تقضي بأن عبء اإلثبات يقع على الدائن،
ً الشأن،
الهين عليه.
بمعنى المضرور ،وهذا ليس باألمر ّ
بالرغم من التسهيالت الممنوحة للمضرور ّإال ّأنها تبقى غير مسعفة لوحدها لتبيان
حلقة معيوبية المنتوج المولّد للضرر والمفضي للمسؤولية ،بالنظر لمستوى التقنيات العالية
وتعدد وتداخل العمليات التصنيعية المساهمة في إنتاجه
المستعملة في المنتجات الصناعيةّ ،
هذا ما يدفع لضرورة االستعانة بالخبرة التي هي معاينة يجريها أشخاص ذوو خبرة ودراية
معينة بتكليف من القاضي للتوصل إلى معلومات ضرورية لحسم النزاع ،وذلك
في مسائل ّ
بتبيان وجود العيب في المنتوج أو تحديد نوع األضرار ،وكذا ما إذا كان الضرر نتيجة
خصت
مباشرة لتعيب المنتوج ،لذا نجد التشريعات المقارنة بما فيها التشريع الجزائري قد ّ
1
المنتوج في مختلف مراحل التصنيع واإلنتاج ،خاصة في صناعة اللّحوم باإلضافة إلى
استخدام تقنية الحمض األميني A D Nالذي يساهم في منح الدالئل البيولوجية للتدليل
على أصل الحيوان ،فمثل هذه التقنيات من شأنها حماية المضرور من المنتجات المعيبة.1
من هنا تظهر فعالية أحكام المسؤولية الموضوعية للمنتج ،ألن المضرور يعفى من
إثبات قدم العيب ويكفيه إثبات أن الشيء ال يستجيب للسالمة المرغوبة شرًعا وأن ذلك كان
سببا لوقوع الضرر .2باإلضافة إلى استفادة المضرور من إجراء الخبرة الذي يسهّل عملية
ً
سبب حدوث الضرر.
اإلثبات خاصة في تبيان معيوبية المنتوج الذي ّ
المطلب الثاني :نطاق المسؤولية الموضوعية للمنتج
متطورة لم
ّ أدى التقدم الصناعي والتكنولوجي إلى ظهور منتجات معقّدة ذات تقنية
ّ
تطور وسائل الدعاية
تكن موجودة من قبل ،والى زيادة اإلقبال على استهالكها نتيجة ّ
واإلعالن ،وكانت قد حقّقت وال زالت تحقق المتعة والرفاهية لمستعمليها ،إالّ أنها في الوقت
ار بليغة عند استهالكها دون أن يبالي بجسامة األخطار التي قد تهدده
سببت له أضرًا
نفسه ّ
في سالمة جسده وممتلكاته .3فمن هذا المنطلق برزت أهمية استحداث المسؤولية
متمي ًاز مقارنة باألنظمة التقليدية
نظاما ّ
ً الموضوعية للمنتج التي تتمتّع بخصوصيات تجعلها
في هذا المجال ومن أبرز هذه الخصوصيات نجد التوسيع من نطاقها سواء من حيث
األول) أو من حيث الموضوع( الفرع الثاني) باعتباره الوسيلة الوحيدة
األشخاص( الفرع ّ
المثلى للضحايا في زمن التكنولوجيا.
التي من شأنها تكريس الحماية ُ
وطني حول المنافسة و حماية المستهلك المنعقد بجامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية ،يومي 17و 18نوفمبر ،2009
ص .65
80
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
اإليطالي كري از فولي Crisa FULLIبأنه كل شخص طبيعي أو معنوي ينتج أو يصنع
أما بالنسبة للتوجيه
المعدة الستعمال الغير ّ .
2
ّ متطورة ًّأيا كانت طبيعتها
ّ أشياء
ً أو يقيم
عرفه في المادة الثالثة " :صانع السلعة في شكلها النهائي ،وصانع المادة
األوروبي فقد ّ
يقدم نفسه كصانع بأن يضع اسمه أو
يتكون منها ،وكل شخص ّ
األولية واألج ازء التي ّ
3
مميزة له"
عالمته التجارية أو ّأية عالمة أخرى ّ
سنبين فيما يلي المنتج في كال من القانونين الفرنسي(أ) و الجزائري(ب):
و ّ
أ -المنتج في القانون الفرنسي
لم تكن أدبيات القانون الفرنسي تعرف مصطلح المنتج إلى غاية استعمال األستاذ
Henri MAZEAUDمصطلح البائع الصانع ،Vendeur fabricantكما كان
البعض يفضلون استعمال مصطلح مسؤولية الصانع Responsabilité du fabricant
-1محمـــــــــــــــــــد شكري سرور :مسؤولية المنتج عن األضرار التي تسببها منتجاته الخطرة ،مرجع سابق ،ص .12
-2زاهية حورية سي يوسف :المسؤولية المدنية للمنتج ،مرجع سابق ،ص .25
3
- Art 03 de la directive 85/374/ CEE stipule que : « Le terme producteur désigne le
fabricant d’un produit fini, le producteur d’une matière première ou le fabricant d’une
partie composante, et toute qui se présente comme producteur en apposant sur le produit
» son nom, sa marque ou un autre signe distinctif
81
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
-1محمود السيد عبد المعطي خـيال :المسؤولية عن فعل المنتجات المعيبة و مخاطر التقدم ،مرجع سابق ،ص.17
2
-Www.JURISQUES.Com/jfs 23.htm Consulté le 12 mai 2014.
-3محمود السيد عبد المعطي خيال :المسؤولية عن فعل المنتجات المعيبة و مخاطر التقدم ،مرجع سابق ،ص.17
83
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
أما بخصوص األشخاص المهنيين الّذين استثناهم القانون في مجال تطبيقه فهم:
ّ
األشخاص الّذين باإلمكان إثارة مسؤوليتهم بالتأسيس على المواد 1792إلى المادة 1792
المشيد
ّ مكرر 06والمادة 1646مكرر 01ق م ف ،والتي هي معنية بتنظيم مسؤولية
أن هذا الحضر مرده
المعماري والبائعين للعقارات والخاضعين للمسؤولية العشرية ،وال شك ّ
معا.
لوجود نظام قانوني خاص بهؤالء المهنيين ،ومن الصعب إخضاعهم للنظامين ً
مطبق على الصانعين للعناصر التي من شأنها إثارة المسؤولية
ّ ونفس الحكم
التضامنية حسب المادة 1792ق م ف ،ولكن هذا الحكم ال يسري على باقي الصانعين
للمواد المدمجة في البناء وهذا بنص صريح من المادة 1386مكرر 02ق م ف.1
رّبما يثار إشكال حول أشخاص القانون العام ما إذا كانت مشمولة في نطاق
المسؤولية الموضوعية :بالنظر إلى صياغة المادة 1386مكرر 06ق م ف باستعمالها
منتجا.2
لمصطلح" كل شخص" فبهذه الصياغة ال يوجد ما يمنع من أن تكون اإلدارة ً
يشمل مصطلح المنتج في القانون المدني الفرنسي األشخاص الخاصة الطبيعية
و المعنوية وكذا األشخاص المعنوية العامة سواء كانت مرافق عامة إدارية كالحاالت التي
تبيع إدارة الحرس الجمهوري أحصنة ،أو مرافق عامة صناعية أو تجارية مثل المركز الذي
تسببت في إلحاق أضرار بالغير.
ملوثة ّ
لكنه أنتج مياه ّ
يقوم بمعالجة المياه لتوجيهها للشرب ّ
عدة خيارات للمتضرر بالنظر لتعدد المسؤولين الّذين
كما نالحظ أن المشرع الفرنسي منح ّ
باإلمكان الرجوع عليهم.3
يصعب على
ّ إن عدم تعريف المشرع الجزائري للمنتج في القانون المدني من شأنه أن
ّ
المضرور الرجوع على المسؤول بالتأسيس على أحكام المسؤولية المستحدثة ،فالمشرع لم
يميز ما إذا كان منتج الكل أم الجزء أم الشخص الذي يقوم بعملية التركيب لجعل المنتوج
ّ
منتجا وبالتالي يكون مسؤوًال؟ خاصة مع العلم
نهائيا ،باإلضافة إلى المستورد ،فهل يعتبر ً
ً
متدخال ،وبالتالي تقوم مسؤوليته وفقًا لقانون حماية
ً أن القانون رقم 03–09اعتبر المستورد
المستهلك وقمع الغش الذي تناول فقط العقوبات ذات الطابع الجزائي دون التعويض،
منتجا.1
فالمستورد متدخل وليس ً
قصرت المسؤولية عن حوادث المنتجات المعيبة
ويمكن القول أن المادة 140مكرر ّ
ضيق دون باقي المتدخلين في عملية طرح المنتوج لالستهالك
على المنتج فقط من جانب ّ
أن الموزع يمكن أن
الموزع ،وهذا ما يعاب عليه خاصة ونحن نعرف ّ
ّ بما فيهم المورد و
يكون المتسبب في حدوث الضرر ،كما أن الهدف األساسي من استحداث هذه المسؤولية
هو كفالة حق المتضررين من حوادث المنتجات المعيبة في زمن كثرت فيه مثل هذه
األخيرة في الجزائر 2ويبقى للقضاء الجزائري اإلمكانية في التوسيع من تحديد الفئة المنتجة
معين ،وفي هذا الصدد يمكن لنا أن نعود إلى القانون
على أساس عدم تقييدهم بتعريف ّ
عرف المنتج ،وجاء بتعريف واسع للمنتج وأدرج
المتعلّق بالرسم على القيمة المضافة الذي ّ
-1زاهية حورية سي يوسف( كجار) :المسؤولية عن المنتوج المعيب( تعليق على المادة 140مكرر ق م ج)،
مرجع سابق ،ص .76
التسممات،
ّ سببت في العديد من
-تعرضت الجزائر للعديد من حوادث المنتجات المعيبة خاصة المنتجات الغذائية التي ّ
2
تسمم الزال يتذكره الجزائريون هو ذلك الذي حدث في مدينة سطيف في سنة ،1998 غير أن أخطر و أشهر ّ
و تسبب في كارثة حقيقية ال زالت تداعياتها ماثلة في المدينة جراء العدد الكبير من المصابين و الوفيات ،و كان
السبب في تلك الحادثة هو تناول المصابين لوجبة غذائية من مادة" الكاشير" التي كانت فاسدة ،األمر الذي ّأدى إلى
تم الحكم على المنتج المتّهم ب
تسجيل 42حالة وفاة ،و إصابة 345شخص عانوا من مضاعفات خطيرة .و قد ّ
08سنوات سجنّ ،إال أن تلك العقوبة الجنائية لم تكن كافية لتعويض المضرورين خاصة األضرار المعنوية التي
مست من فقدوا أحد أقربائهم في تلك الحادثة.
ّ
86
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
ضمن الفئة المنتجة العديد من المتدخلين ،إذ تنص المادة الرابعة من القانون المتعلّق
بالرسم على القيمة المضافة " :1يقصد بلفظ المنتج:
-األشخاص أو الشركات الذين يقومون بصفة رئيسية أو ثانوية باستخراج أو
صناعا أو مقاولين في
ا صناعة المنتجات ويتعهدونها بالتصنيع أو التحويل بصفتهم
التصنيع قصد إعطائها شكلها النهائي أو العرض التجاري الذي تقدم فيه للمستهلك لكي
اء استلزمت عمليات التصنيع أو التحويل استخدام مواد
يستعملها أو يستهلكها ،وذلك سو ا
أخرى أم ًل،
فعال محل الصانع للقيام في مصانعها أو حتى
-األشخاص أو الشركات التي تحل ا
خارجها بكل األعمال المتعلّقة بصنع المنتجات أو توضيبها التجاري النهائي مثل الرزم أو
التعليب و إرسال أو إيداع هذه المنتجات ،وذلك سواء بيعت تحت عالمة أو باسم من
يقومون بهذه العمليات أم ًل،
-األشخاص أو الشركات الذين يسندون للغير القيام بالعمليات المشار إليها في
الفقرتين 1و 2أعاله"
أما بخصوص األشخاص المعنوية العامة ،فمصطلح المنتج في التشريع الجزائري
ّ
يمتد إلى األشخاص المعنوية للقانون العام كالمؤسسات العامة والمصالح العامة ذات
الطابع التجاري والصناعي على اعتبار أن هذه الهيئات قد ولجت ميدان التجارة بنفس
أن األضرار التي تولّدها منتجاتها ال تقل
الشروط التي تزاولها المشروعات الخاصة كما ّ
عاما ،وانما
أداء ً
تقدم كما كانت ً
عن المؤسسات الخاصة؛ فالمرافق العامة االقتصادية ال ّ
مؤرخ في 31ديسمبر
-قانون الرسوم على القيمة المضافة المستحدث بموجب المادة 65من القانون رقم ّ 36 -90
1
-1محمد بودالي :مدى خضوع المرافق العامة و مرتفقيها لقانون حماية المستهلك ،مجلة إدارة ،ع ،2002 ،24الجزائر،
ص .55
-2أحمد معاشو :المسؤولية عن تعويض األضرار عن المنتجات المعيبة ،مرجع سابق ،ص .13
88
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
-1قادة شهـيدة :المسؤولية المدنية للمنتج ،مرجع سابق ،ص ،65ينظر كذلك:
Yves GUYON: Droit des affaires, T1, 8ème édition, ECONOMICA, Paris, 1994, p 941
-2أحمـد معاشو :المسؤولية عن تعويض األضرار عن المنتجات المعيبة ،مرجع سابق ،ص .13
89
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
-1مرسوم تنفيذي رقم 39 – 90مؤرخ في 30جانفي ،1990يتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ،ج.ر.ع 05
مؤرخ في 16أكتوبر ،2001
متمم بالمرسوم التنفيذي رقم ّ 315 -01
معدل و ّ
الصادرة في 31جانفي ّ ،1990
ج.ر.ع 61الصادرة في 21أكتوبر .2001
-2نوال شعباني( حنين) :التزام المتدخل بضمان سالمة المستهلك في ضوء قانون حماية المستهلك و قمع الغش ،مرجع
سابق ،ص .31
-3قادة شـــــــــــــــــــــــهيدة :المسؤولية المدنية للمنتج ،مرجع سابق ،ص .68
90
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
-1كهينـــــــــــة قونـــــان :ضمان السالمة من المنتجات الخطيرة في القانون الجزائري" دراسة مقارنة بالقانون الفرنسي"
مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون ،فرع المسؤولية المهنية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود
معمري ،تيزي وزو ،2010 ،ص .78
91
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
جاءت المادة 140مكرر ق م ج لتوحد بين نظامي المسؤولية وتوفر حماية أكبر
سواء كانت الضحية متعاقدة مع المنتج أو من الغير ،1وتيسر عليهم سبل الحصول على
التعويض مع تحقيق العدالة بينهم بإخضاعهم لنظام قانوني واحد خاصة إذا علمنا أنهم قد
يكونون ضحية نفس األضرار .ولم يقف األمر عند هذا الحد ،فلم يمّيز المشرع بين محض
المستهلكين والمهنيين ،بل جعلهم في كفّة واحدة ،بحيث يمكن لكل مهني أصابه ضرر من
جراء منتوج معيب أن يطلب التعويض من منتجه.
الفرع الثاني :نطاق المسؤولية الموضوعية للمنتج من حيث الموضوع
إن نطاق المسؤولية الموضوعية للمنتج من حيث الموضوع يشمل كل من المنتجات
و كذا األضرار ،وفي هذا المطلب سنتطرق فقط إلى المنتجات لسبق تكلمنا عن األضرار
في أركان مسؤولية المنتج.
يعرف ال بعض من الفقه المنتوج بأنه حصيلة أو ثمرة العملية اإلنتاجية بغض النظر
ّ
يعرفه الفقيهان Philipe KOTLER
صناعيا ،و ّ
ً اعيا كان أو
عن مصدرها زر ً
منظمة أو فكرة أو هو ثمرة
ّ و Bernard DUBOISبأنه :شيء أو خدمة أو نشاط أو
إن المنتوج هو كل منقول سواء تعلّق األمر
فيعرفه بقولهّ :
أما الفقيه ًلروميه ّ
اإلنتاج) ّ
صناعيا أم لم يتم تحويلها وسواء تعلّق األمر بمنقول اندمج في
ا تم تحويلها
بمادة أولية ّ
2
منقول أم لم يندمج
-1و الغير حسب المادة األولى الفقرة األولى من النظام الداخلي للشركة الوطنية للتأمين و إعادة التأمين ) ( CAARهو
المسيرين
ّ كل شخص متضرر من ضرر مضمون بما فيهم الموظفين ،المتربصين ،المتدربين ،المدراء ،اإلداريين،
الممثلين ،أعضاء اإلدارة و رئيس المؤسسة و ذلك بصفتهم مستهلكين أو مستعملين للمنتجات المضمونة بموجب عقد
التأمين من المسؤولية المدنية عن فعل المنتجات .ينظر:
Visa n°146 M.F/DGT/DASS du 21 septembre 1996 de la CAAR sur l’assurance
responsabilité civile produits livres.
2
-Christian LARROUMET : La responsabilité du fait des produits défectueux d’après la loi du
19 mais 1998, Dalloz, Paris,1998, p 313.
92
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
يوزعها
ينبغي أن تشمل المسؤولية الموضوعية للمنتج كافة المنتجات الضارة التي كما ّ
محمد رديعان العزاوي إلى صنفين :صنف المنتجات المعيبة حتى ولو كانت
الدكتور سالم ّ
مصدر لضرر يهدد حياة
ًا أن العيب فيها قد يكون
منتجات غير خطرة بطبيعتها مادام ّ
المشتري أو الحائز .الصنف الثاني المشمول بهذه المسؤولية هو صنف المنتجات الخطرة
بطبيعتها ولو كانت غير معيبة ،مع مالحظة أن أساس المسؤولية في هذا الصنف ليس
الخطورة بحد ذاته بل العيب بمعناه الواسع المتمثل في عدم اإلعالم عن خطورتها
وخصائصها الضارة وعدم التحذير من مخاطرها أو عدم تزويد الحائز بتعليمات استعمالها
فهنا المسؤولية هي مسؤولية بسبب العيوب وليست مسؤولية بسبب األخطاء.1
وللتعرف أكثر على عنصر المنتوج سنبين موضعه وأحكامه في كال من القانون
األول) والقانون الجزائري( الفرع الثاني)
الفرنسي( الفرع ّ
ّأواًل :المنتوج في القانون الفرنسي
خاصا للمنتوج ،وبذلك يكون المشرع
ً أوردت المادة 1386مكرر 3ق م ف تعريفًا
منهجا مخالفًا للمفهوم التقليدي له في إطار تقسيم
ً الفرنسي قد سلك في تحديد مفهوم المنتوج
يتحدد بالمعاني الثالثة المعروفة تحت تسميات :رأس المال ،المنتوج
ّ األموال والذي
والثمار.2
ورد في المادة السالفة الذكر المقصود بالمنتوج بأنه " :كل سلعة منقولة حتى وان
مندمجا في عقار ،ويدخل في ذلك كل المنتجات المستخرجة من األرض
ا كانت جزاءا
منتوجا"
ا ونواتج التربية الحيوانية والصيد البري والبحري ،كما أن تيار الكهرباء يعتبر
بالرغم من أن نص المادة 1386مكرر 03ق م ف يردد نص المادة الثانية من التوجيه
تم إدخالها في بناء
األوروبي بخصوص اعتبار السلع المنقولة من المنتجات حتى وان ّ
-1سالم محمد رديعان العزاوي :مسؤولية المنتج في القوانين المدنية و االتفاقيات الدولية ،مرجع سابق ،ص .373
-2محـــــــــــــــــــــمـد بودالــــــــــــــــي :مسؤولية المنتج عن منتجاته المعيبة ،مرجع سابق ،ص.20
93
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
1
- Directive n° 1999/34/CE du Parlement Européen du 25 mai 1999, sur certain aspect de
la vente et des garanties des biens de consommation.
-2حسن عبد الباسط جميعي :مسؤولية المنتج عن األضرار التي تسببها منتجاته المعيبة ،مرجع سابق ،ص .227
94
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
هذا النوع من المنتجات يتضمن مخاطر كبيرة على صحة اإلنسان وال أد ّل على ذلك من
الملوث بفيروس فقدان المناعة المكتسبة التي أثارت ضجة كبيرة في فرنسا.1
قضية الدم ّ
-4إن المشرع الفرنسي أدمج المنتجات الصحية في نطاق المنتجات التي تخضع
للمسؤولية الموضوعية للمنتج المنظمة بموجب القانون رقم ،389-98عكس المشرع
نظر لخصوصيتها.2
خص المنتجات الصحية واألدوية بتشريع خاص ًا
األلماني الذي ّ
-5اعتبر المشرع الفرنسي الكهرباء بمثابة منتوج بالرغم من الطابع غير المادي لها.
نظر للطبيعة
-6استبعاد الخدمات من نطاق المسؤولية الموضوعية للمنتج :وذلك ًا
المطبقة عليها بالتنوع بين التي تخضع للقانون العام
ّ تميز القواعد
الخاصة للخدمات ،والتي ت ّ
و تلك الخاضعة للقانون الخاص ،بل أنه في كل فرع من الفرعين كل خدمة تخضع لقواعد
خاصة بها ،كما هو الحال في األضرار الواقعة بمناسبة النقل ،وتلك الواقعة بمناسبة العالج
أما إذا كان المنتوج استعمل في إطار الخدمة ،فتشمله المسؤولية حسب ما قضت
الطبي ّ .
3
-1أحمــد معـاشو :المسؤولية عن تعويض األضرار عن المنتجات المعيبة ،مرجع سابق ،ص .04
- Philippe BRUN : Responsabilité civile extracontractuelle, Litec, Paris, 2005, p 462.
2
-3محمد بودالي :مسؤولية المنتج عن منتجاته المعيبة ،مرجع سابق ،ص .122
4
-Arrêt de la CJCE du 29 mai 1997 dans l’affaire C-203/99 Veed FALD contre Arhus Amts
kommune, rec. 2001 I 3569 voir : http://curia.Eu.Int/ Fr/Juris/index.Htm. Consulté le20
décembre2013.
95
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
-1أحمد معاشو :المسؤولية عن تعويض األضرار الناتجة عن المنتجات المعيبة ،مرجع سابق ،ص .04
-2قانون رقم 04 -04مؤرخ في 23يونيو ،2004يتعلّق بالتقييس ،ج.ر.ع ،41الصادرة في 27يونيو.2004
-3أمر رقم 06-03مؤرخ في 19جويلية ،2003المتعلّق بالعالمات ،ج.ر عدد ،44الصادرة في 20جويلية .2003
96
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
الصناعي وتربية الحيوانات والصناعة الغذائية والصيد البري والبحري والطاقة الكهربائية "
فمن هذا النص القانوني نستخلص النقاط اآلتية:
-1إن المشرع الجزائري بموجب المادة 140مكرر ق م ج عدل عن تحديد المنتوج
معنويا.
ً ماديا أو
بالمنقول المادي فقط إلى المنقول بوجه عام سواء كان ً
متصال بعقار ،وهذا
ً منتوجا ولو كان
ً -2إن المشرع نص على اعتبار المنقول
خروجا على قاعدة العقار بالتخصيص الذي نص عليه في المادة 683ق م ج .1
ً
-3عدم التمييز بين المنتوج الصناعي والمنتوج الزراعي مما يدل على أخذ المشرع
الجزائري بالرأي الحديث الذي يدعو إلى عدم التفرقة بينهما ،والمنتوج الزراعي هو كل
ٍ
متأت من مصدر زراعي مباشرة كالقمح والشعير واألرز والبن والشاي منقول
أما المنتوج
والعدس وخالفه ،بوجه عام كل شيء من البقوليات والخض اروات أو الفواكهّ ،
محال لإلنتاج الصناعي أو الحرفي ،وهي ال تقع
الصناعي فهو كل المنقوالت التي تكون ً
تميزت بخطورتها على سالمة
تحت طائلة الحصر ،فهناك المنتجات الصناعية التي ّ
القائمين على استعمالها مثل األجهزة الكهربائية المنزلية والمواد الكيميائية على تنوعها
ومن أهمها المنظفات الصناعية والمبيدات.2
-4اعتبار الطاقة الكهربائية بمثابة منتوج على الرغم من أنها ال تعتبر منقوًال ،ذلك
أن الكهرباء قوة طبيعية أو هي عبارة عن ذرات صغيرة تنتقل في الفضاء وفي األسالك
فاألول هو
ّ وفق رأي البعض من الفقه .باإلضافة إلى كل من الصيد البري والبحري،
أما الثانية فهي كل الحيوانات أو أجزاء
الحيوانات أو أجزاء الحيوانات التي تعيش في البرّ ،
تعرف المادة 683الفقرة الثانية من ق م ج العقار بالتخصيص بأنه المنقول الذي يضعه صاحبه في عقار يملكه،
ّ -
1
الحيوانات التي تعيش في البحار أو في المياه العذبة بما فيها بيوضها و غددها الذكرية
باستثناء الثدييات المائية.1
–5استبعد المشرع الج ازئري كل من الخدمات والعقارات في مفهوم المنتوج،
المميزة تكون خاضعة لقواعد خاصة بها إذ تتسم
ّ نظر لطبيعتها
فالخدمات كما سلف الذكرً ،ا
بالتنوع ،فأدرجت ضمن مفهوم المنتوج في القانون رقم 03-09ولم يرد ذكرها في المادة
140مكرر ق م ج ،باإلضافة إلى العقارات التي هي كل شيء مستقر بحيزه وثابت فيه وال
يمكن نقله من دون تلف .فالمشرع الجزائري ساير نظيره الفرنسي في إخراج العقار من
أحكاما خاصة
ً قائمة المنتجات ،مما يعتبر بمثابة خطأ منه ،ألن المشرع الفرنسي وضع
بمسؤولية البناء في المادة 1792ق م ف وما يليها في حين لم يضع مشرعنا مثل هذه
قصور عن تجسيد حماية لمقتني عقار ،فهو يحتاج لنفس الحماية التي
ًا األحكام مما يشكل
يحتاج لها باقي المتضررين من المنتجات المعيبة.2
-6استبعاد المشرع كذلك لكل من البقايا أو الفضالت وعناصر ومستخلصات الجسم
نميز في شأنها بين حالتين :الحالة التي تستخدم في
البشري :فبالنسبة للبقايا والفضالت ّ
محال لمعاملة مع
عمليات إنتاج الحقة فينتفع بها بصورة مستقلة بحيث تصلح ألن تكون ً
الغير فإنها تخضع للفظ المنتوج ،وفي الحالة الثانية أين تكون ممن يستغني عنه المنتج
ويرميه لعدم فائدته االقتصادية بالنسبة له ،فإنه ال تدخل ضمن لفظ المنتوج.3
-1علي فتــــــــــاك :تأثير المنافسة على االلتزام بضمان سالمة المنتوج ،مرجع سابق ،ص .406
-2زاهية حورية سي يوسف :المسؤولية عن المنتوج المعيب( تعليق على المادة 140مكرر ق م ج) ،مرجع سابق ،ص
.79
-3علـي فتــــــــاك :تأثير المنافسة على االلتزام بضمان سالمة المنتوج ،مرجع سابق ،ص .407
98
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
أما مستخلصات جسم اإلنسان فالمشرع الجزائري اعتبر المنتوج" كل مال" وجسم اإلنسان
ّ
حسب المادة 682ق م ج 1يخرج بطبيعته من نطاق التعامل كما أن قانون العقوبات
الجزائري يعاقب على المتاجرة باألعضاء البشرية ،2لذلك يمكن استخالص أن نية المشرع
تتجه إلى استثناء مستخلصات جسم اإلنسان من نطاق مسؤولية المنتج.
غير أن المشرع الجزائري اعتبر المنتجات الثابتة المشتقة من الدم بمثابة دواء حسب
المادة 170من قانون الصحة وترقيتها والتي تنص ":يقصد بالدواء في مفهوم هذا
القانون... :كل منتوج ثابت مشتق من الدم" هذا ما يدعنا نتساءل هل تدخل في نطاق
مسؤولية المنتج؟ واإلجابة تكون بالنفي خاصة وأن المادة 263من قانون الصحة
المعدل تعاقب كل من يتاجر بالدم البشري أو مصله أو مشتقاته بقصد الربح
ّ وترقيتها
بنصها " :يعاقب بالحبس من سنة إلى ثالث سنوات وبغرامة من 500000دج إلى
1000000دج ،كل من يتاجر بالدم البشري أو مصله أو مشتقاته قصد الربح" و بالتالي
محال للبيع و الشراء ،وحتى تخضع
فهي تخرج عن دائرة األموال القابلة للتداول التي تكون ً
لنظام هذه المسؤولية يجب أن ينص عليها المشرع الجزائري صراحة كما فعل ذلك المشرع
الفرنسي.
في األخير يمكن نقول أن المشرع الجزائري عند تعريفه للمنتوج لم يحدد لنا بصفة
جلية العناصر التي يمكن أن تساعد لضبط مفهومه في مجال المسؤولية المستحدثة ،إذ
-1تنص المادة 682ق م ج على ما يلي " :كل شيء غير خارج عن التعامل بطبيعته أو بحكم القانون يصلح أن يكون
محال للحقوق المالية .واألشياء التي تخرج عن التعامل بطبيعتها هي التي ال يستطيع أحد أن يستأثر بحيازتها،
ً
محال للحقوق المالية "
أما الخارجة بحكم القانون فهي التي يجيز القانون أن تكون ً
وّ
تم في 2009بمعاقبة كل من يتحصل على عضو من -إذ قضت المادة 303مكرر 16ق ع ج بعد التعديل الذي ّ
2
100
اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج األول:
الفصـ ـل ّ
األول
خالصة الفصل ّ
بدا لنا من خالل هذا العرض الموجز لإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج ما يلي:
عدة تحوالت:
ظهرت المسؤولية الموضوعية للمنتج في مرحلة عرف فيها العالم ّ
بعيدا عن مناخ هذه التغيرات
اقتصادية ،اجتماعية وحتى قانونية ،ولم يكن المشرع الجزائري ً
وأجوائها الشاملة ،واّنما تأثر بها وأخذها بعين االعتبار لتأثره بنفس الفكرة( االتجاه نحو
تقرير مسؤولية موضوعية للمنتج) ولتواجده في نفس الظروف.
أ صبحت المسؤولية الموضوعية للمنتج من أهم الوسائل الحمائية لضحايا حوادث
األول فهو أن أساسها القانوني ذو طابع
أما السبب ّ
مهمينّ :
ّ المنتجات المعيبة لسببين
موضوعي ال يستند إلى عنصر الخطأ الذي كان يشكل عائقًا أمام الضحايا للمطالبة بحقهم
أما السبب الثاني فيتمثل في الخصائص التي تتمتع
في التعويض أمام الجهات القضائيةّ ،
بها والتي تؤكد على أن هذا النظام ُيعنى أشد العناية بالضحايا ،فقواعده تعنى بحماية
الضحية وقلّما تُعنى بالمنتج ،فالضحايا هم كل غايته وعنايته.
كما أن االستجابة لحق ضحايا حوادث المنتجات المعيبة في التعويض العادل
األول استبعاد ركن الخطأ واحالل محلّه عنصر الضرر
و المناسب يتطلب في المقام ّ
الناجم عن تعيب المنتوج ،باإلضافة إلى التوسيع من نطاق تطبيق مسؤولية المنتج -ما
أمكن ذلك -سواء من حيث األشخاص المسؤولة واألشخاص المتضررة أو من حيث
المنتجات وألضرار التي تشملها التغطية وفقًا لهذا النظام.
بالرغم من أخذ المشرع الجزائري بالنظام الخاص لمسؤولية المنتج المدنيةّ ،إال أنه لم
خص لها مادة واحدة فقط ما أدى إلى تطبيق القواعد العامة في هذا الشأن.
يفصل فيها و ّ
يكرس
بصفة عامة نقول ّأنه بدراستنا لهذا الموضوع من جانبه النظري ،نجد ّأنه ّ
حماية لضحايا حوادث المنتجات المعيبة ،فهل نجد نفس الوضع في جانبه اإلجرائي؟
101
الفصل الثاني:
أثر قيام المسؤولية
الموضوعية للمنتج
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
103
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
1
- Art 30 c p c f dispose : « L’action est le droit pour l’auteur d’une prétention, d’être
entendu sur le fond de celle- ci afin que le juge la dise bien ou mal fondé. Pour l’adversaire
l’action et le droit de discuter le bien-fondé de cette prétention »VOIR : Code de procédure
civile français, 104emeédition, Dalloz, France, 2013.
104
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
و بعدما أن يتأكد القاضي من توافر هذه الشروط وصحتها يقوم بالنظر في مضمون الدعوى
المتمثل في طلب المتضرر من المنتوج المعيب وهو التعويض( الفرع الثاني)
األول :شروط مباشرة دعوى المسؤولية الموضوعية للمنتج
الفرع ّ
يستلزم لرفع دعوى المسؤولية الموضوعية للمنتج توفر جملة من الشروط والتي يمكن
ثانيا) هي:
تصنيفها إلى نوعين :شروط موضوعية( ّأواًل) وأخرى شكلية( ا
ّأواًل :الشروط الموضوعية لرفع دعوى المسؤولية الموضوعية للمنتج
تنص المادة 1/13ق إ م إ جً " :ل يجوز ألي شخص التقاضي ما لم تكن له صفة،
يبين لنا الشروط
إن نص هذه المادة ّ
يقرها القانون" ّ
وله مصلحة قائمة أو محتملة ّ
الالزم توافرها لرفع الدعاوي القضائية بما فيها دعوى المسؤولية الموضوعية
الموضوعية ّ
أما المشرع الفرنسي فتناول نفس الشروط في نص المادة 31
للمنتج وفقًا للقانون الجزائريّ ،
ق إ م ف هي الصفة(أ) والمصلحة(ب)
أ -شرط الصفة للمدعى والمدعى عليه
يدعي حقًا بالتعويض رفع دعوى المسؤولية أمام المحكمة المختصة،
يحق لكل من ّ
طبيعيا أو
ً شخصا
ً يتقدم بدعواه أكان
و إذا كان المبدأ هو السماح لكل مطالب بحق أن ّ
معنوياّ ،إال ّأنه يشترط لسماعها وقبولها أن تتوفر صفة اإلدعاء ،1والصفة ال تتعلّق بالمدعى
ً
أيضا ،وفي هذا الصدد استقر الفقه على مبدأ مفاده" ًل ترفع
وحده واّنما تشمل المدعى عليه ً
الدعوى ّإًل من ذي صفة على ذي صفة" وال تكاد دعاوي مسؤولية المنتج تخرج عن هذا
المبدأ بحيث ترفع من المتضرر من حوادث االستهالك الذي يمثل الطرف المدعي( )1ضد
تسبب في الضرر وهو الطرف المدعى عليه()2
المنتج الذي ّ
-1مصطفى العوجي :القانون المدني( المسؤولية المدنية) ،الجزء الثاني ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان ،2005 ،ص
.655
105
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
-1المدعي
تتعدد األشخاص التي يمكن أن تكتسب صفة المدعي في نطاق المسؤولية الموضوعية
ّ
للمنتج وهي:
المتضرر المباشر
قد يكون المستهلك المتضرر المباشر من المنتوج المعيب ،وبالتالي يصبح صاحب
الحق األصيل في طلب التعويض عن األضرار الماسة بشخصه أو ماله والمترتبة عن عيب
في المنتوج ،1هذا وان مدلول المضرور بحسب القواعد الخاصة بالمسؤولية المستحدثة للمنتج
األول من هذا البحث ،فيشمل الضحية
اسعا كما أسلفنا الذكر في الفصل ّ
مفهوما و ً
ً يأخذ
المتعاقد مع المنتج وكذا مستعملي المنتوج من أفراد العائلة وأقارب الضحية ،بل وينصرف
عبرت عنه
مدلول المضرور إلى الغير المتضررين بأضرار فعل المنتجات المعيبة ،و هو ما ّ
محكمة سطيف للجنايات في قرارها الصادر في 27أكتوبر 1999بخصوص قضية
فعال
الكاشير الفاسد عن ذلك بقولها" تعتبر طلبات الضحايا واألطراف المدنية مؤسسة ألنهم ً
تضرروا من جراء مادة الكاشير المغشوشة" .2وعندما تثبت الصفة للمضرور المباشر ،له أن
قانونيا كما هو الحال في توكيل الضحية
ً نائبا
يباشر الدعوى بنفسه كما له أن يوكل عنه ً
لمحامي له أمام الجهات القضائية.
المتضرر باًلرتداد
يتعدى مدلول المضرور من المضرور المباشر ليشمل المتضررين باالرتداد ،وبذلك
ّ
يحوزون الصفة في التقاضي بدل المضرور المباشر وبصفة شخصية لطلب التعويض عن
الضرر الذي لحقهم من جراء تضرر الضحية سواء أكان في شخصهم أو في مالهم كما هو
1
محمد شريــــــاف :المسؤولية المدنية للمنتج وفقًا ألحكام القانون المدني الجزائري ،مرجع سابق ،ص .72
ّ -
-2قادة شهيــــــــــــدة :المسؤولية المدنية للمنتج ،مرجع سابق ،ص .215
106
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
الحال بالنسبة ألفراد عائلته ،إذن فالمضرور باالرتداد Victime par ricochetsتثبت له
صفة رفع الدعوى للمطالبة بالتعويض المستحق عن الضرر كون القيمة المالية المحكوم بها
ستثري ذمة المتضرر خاصة في حالة الوفاة ومن يأتي بعده.1
الدائنين
يحق للدائنين استعمال حق مدينهم المتقاعس في المطالبة بالتعويض بطريق الدعوى
غير المباشرة ،إذ تنص المادة 1/189ق م ج " :لكل دائن ولو لم يحل أجل دينه أن
خاصا بشخص أو غير
ا يستعمل باسم مدينه جميع حقوق هذا المدينّ ،إًل ما كان منها
قابل للحجز و ًل يكون استعمال الدائن لحقوق مدينه مقبواًل ّإًل إذا أثبت أن المدين أمسك
عن استعمال هذه الحقوق ،وأن هذا اإلمساك من شأنه أن يسبب عسره ،أو أن يزيد فيه"
جمعيات حماية المستهلكين
يحق لجمعيات حماية المستهلك أن تتأسس كطرف مدني للمطالبة بالتعويض ،فلها
نظر للحركات والنشاطات التي تقوم بها فسمح لها
أهمية بالغة خاصة في السنوات األخيرة ًا
القانون الجزائري بالدفاع عن حقوق ومصالح المستهلكين قصد التعويض عن األضرار التي
تلحق بهم جراء استعمال المنتجات المعيبة.2
وجمعية حماية المستهلكين هي كل جمعية منشأة طبقًا للقانون ،تهدف إلى ضمان
حماية المستهلك من خالل إعالمه وتحسيسه وتوجيهه وتمثيله ،تنظم من حيث إنشائها
3
تم االعتراف لها
وتنظيمها وسيرها بموجب القانون رقم 06 -12المتعلّق بالجمعيات حيث ّ
عمال
ً بمجرد تأسيسها
ّ بالمنفعة العامة وكذا تمتّعها بالشخصية المعنوية واألهلية المدنية
1
محمد شريـــاف :المسؤولية المدنية للمنتج وفقًا ألحكام القانون المدني الجزائري ،مرجع سابق ،ص .73
ّ -
-2الياقوت جرعود :عقد البيع و حماية المستهلك في التشريع الجزائري ،مذ ّكرة لنيل شهادة الماجستير فرع" العقود
خدة ،الجزائر ،2002 ،ص .133 كلية الحقوق ،جامعة بن يوسف بن ّ
و المسؤولية"ّ ،
3
مؤرخ في 12جانفي ،2012يتعلّق بالجمعيات ،ج.ر.ع 02الصادرة في 15جانفي .2012
-قانون رقم ّ 06 -12
107
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
1
نصت المادة 23من قانون حماية المستهلك وقمع
بأحكام المادة 17من القانون ذاته ،لذا ّ
الغش على إمكانية تأسس جمعيات حماية المستهلكين كطرف مدني في دعوى التعويض
نظر لوجود متضرر من منتوج معيب وثبوت تمتّعها بالصفة القانونية
التي ترفع ضد المنتج ًا
2
عدة مستهلكين ألضرار فردية ،أن يكون
لذلك ،لكن بتوفر ثالث شروط :تعرض مستهلك أو ّ
المتدخل بمعنى أن ال تكون األضرار التي لحقت
ّ المتسّبب في هذه األضرار نفس
أخير أن تكون هاته األضرار ذات أصل مشترك
بالمستهلكين قد تسبب فيها أكثر من منتجً ،ا
مثال كأن تتضرر مجموعة من األشخاص من منتوج غذائي طرحه المنتج للتداول كحادثة
ً
الكاشير الفاسد في سطيف التي كان السبب في حدوثها ذلك المنتوج( الكاشير) فقط.3
نفس األمر قام به المشرع الفرنسي إذ منح الحق للجمعيات في التقاضي فقط إذا
كانت مرخصة وموجودة بصفة قانونية حسب نص المادة L421-1من قانون االستهالك
الفرنسي.4
1
الحرة ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون فرع"
-زوبــــــــــــــــــــــــير أرزقــــــــــــــــي :حماية المستهلك في ظل المنافسة ّ
المسؤولية المهنية" ،كلية الحقوق ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،2011 ،ص .204
2
إن هذه الصفة التي يعترف بها القانون للجمعيات ّإنما هي صفة استثنائية يبررها وجود مركز قانوني مرتبط في نفاذه
ّ -
بالمركز القانوني للمدعى به .للتفصيل أكثر ينظر:
السيد عمران :حماية المستهلك أثناء تكوين العقد" دراسة مقارنة" ،الدار الجامعية ،مصر ،2003 ،ص
ّ محمــد
السيد ّ
ّ
قدمت في ملتقى
.227ينظر كذلك :خيرة ساوس و فاطمة مرنيز " :حق جمعية المستهلك في التقاضي" ،مداخلة ّ
وطني حول حماية المستهلك في ظل االنفتاح االقتصادي المنعقد بمعهد العلوم القانونية و اإلدارية بالمركز الجامعي
بالوادي ،يومي 13و 14أفريل ،2008ص ،271ينظر كذلك:
دلـيل المستهلك الــــــجزائري الصادر عن و ازرة التجارة ،الجزائر ،2011 ،ص .25
-3لقد كانت المادة 2/12من القانون رقم 02 -89الملغى تنص على أن جمعيات حماية المستهلكين لها الحق في رفع
دعوى المسؤولية المدنية عن عيب سالمة المنتجات و لكن بشروط و هي - :أن تتعلّق الدعوى بضرر لحق المصالح
المشتركة للمستهلكين - ،أن يكون قصد الدعوى التعويض عن الضرر المعنوي الذي ألحق بهم.
4
-Art L421- 1 du c. consom dispose : «Les associations régulièrement déclarées ayant pour
objet statutaire explicite la défense des intérêts des consommateurs peuvent, si elles ont été
=agréées à cette fin, exercer les droits reconnus à la partie civile relativement aux faits
108
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
لكن اإلشكال الذي يطرح في هذا الصدد هو أن التعويض يؤول إلى جمعيات حماية
ذمة مالية
مما يجعل لها ّ
أشخاصا معنوية تتمتّع بالشخصية القانونيةّ ،
ً المستهلكين باعتبارها
طبقًا لمقتضيات القانون رقم 06 -12النافذ والمادة 50ق م ج وال يؤول إلى المضرور.
ّإال ّأنه ظهر في الوقت الحاضر تفكير في فرنسا يذهب إلى اقتراح تقرير دعوى جماعية
تباشر من جمعية تمثل المستهلكين لكن تنتهي بحكم قضائي يستفيد منه مباشرة المستهلك
سباقًا في منح هذا الحق لمجموعات المستهلكين الذين
المضرور ،وكان القانون األمريكي ّ
سببت الضرر فيما يعرف ب.1The class action :
تربط بينهم وحدة السلعة التي ّ
-2المدعى عليه
إن صفة الطرف الثاني وهو المدعى عليه يكتسبها وفقًا للمسؤولية الموضوعية للمنتج
ّ
إما المنتج ،شركات التأمين أو الدولة.
ّ
المنتج
عيا ُرِفعت عليه الدعوى
شخصا طبي ً
ً أصال الملتزم بالتعويض ،فإذا كان
ً يعتبر المنتج
شخصا أما إذا كان ٍ
ً ذاته ،إذا انعدمت أو قصرت أهليته فترفع حينئذ على نائبه القانونيّ ،
معنويا فترفع على ممثله القانوني ،واذا كان المسؤول قد أفلس فللمضرور أن يرفع دعواه
ً
2
أما إذا تعدد المسؤولون عن
ّ على وكيل التفليسة حسب نص المادة 1/244ق ت ج
األضرار كانوا متضامنين في دفع قيمة التعويض حسب نص المادة 126ق م ج ،3وترفع
=portant un préjudice direct ou indirect à l'intérêt collectif des consommateurs » voir : Loi
n°93-949 relative au code de la consommation, J.O.R.F n°171 du 26 juillet1993.
-1علي فتاك :تأثير المنافسة على االلتزام بضمان سالمة المنتوج ،مرجع سابق ،ص .503
-2أمر رقم 59 -75مؤرخ في 26سبتمبر ،1975يتضمن القانون التجاري ،ج.ر.ع ،101الصادرة في 19سبتمبر
متمم.
معدل و ّ ّ ،1975
-3إذ تنص " :إذا تعدد المسؤولون عن فعل ضار ،كانوا متضامنين في التزامهم بتعويض الضرر ،و تكون المسؤولية فيما
عين القاضي نصيب كل منهم في االلتزام بالتعويض"
بينهم بالتساوي ّإال إذا ّ
109
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
أي منهم مجتمعين أو منفردين دون مراعاة تسلسل التزاماتهم ،كما أن الدعوى
الدعوى على ٍّ
المرفوعة على أحدهم ال تمنع من إقامتها على غيره وفقًا لمقتضى نص المادة1/223ق م
ج 1و في حالة ما إذا مات المسؤول عن التعويض انتقل دين التعويض إلى تركته( ال تركة
ّإال بعد سداد الديون).
و فيما يتعلّق بالتضامن بين المنتجين في القانون الفرنسي ،فنشير إلى نص المادة
نصت على
1386مكرر 08ق م ف الذي جاء بنفس الحكم المقرر في التشريع الجزائري إذ ّ
قيام المسؤولية التضامنية في حالة التضرر من منتوج معيب متّصل بمنتوج آخر ،فيكون
منتج المنتوج الجزئي متضامن مع منتج المنتوج النهائي في دفع قيمة التعويض للضحية.
شركات التأمين
تأمينا على
ً يلزم المشرع المنتج بموجب القانون المتعلّق بالتأمينات 2أن يكتتب
مسؤوليته في نص المادة 1 /168منه التي تنص ":يجب على كل شخص طبيعي أو
معدة لالستهالك أو
معنوي يقوم بصنع أو ابتكار أو تحويل أو تعديل أو تعبئة مواد ّ
لالستعمال أن يكتتب تأمي انا لتغطية مسؤوليته المدنية المهنية تجاه المستهلكين وتجاه
الغير"
مجاال للشك حول إلزامية التأمين على المسؤولية المدنية للمنتج،
ً ال تدع هذه المادة
عما يصيبهم من أضرار،
لتوفير المستهلكين والمستعملين الحماية الكافية بالتعويض ّ
وعليه فإلى جانب المنتج وهو المسؤول األصلي عن الضرر ،نجد شركة التأمين وهي
-1إذ تنص" يجوز للدائن مطالبة المدينين المتضامنين مجتمعين أو منفردين على أن يراعى في ذلك ما يلحق رابطة كل
مدين من وصف ،و ال يجوز للمدين إذا طالبه أحد الدائنين بالوفاء أن يعارض بأوجه الدفع الخاصة بغيره من المدينين
و لكن يجوز له أن يعارض بأوجه الدفع الخاصة به و بالتالي يشترك فيها جميع المدينين"
2
معدل
-أمر رقم 07 -95مؤرخ في 25جانفي ،1995يتعلّق بالتأمينات ،ج.ر.ع 13الصادرة في 07شوال ّ ،1415
متمم بالقانون رقم 04 -06مؤرخ في 20فبراير ،2006ج.ر.ع 15الصادرة في 12مارس .2006
و ّ
110
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
أمن على
المتدخل ّ
ّ الضامن ُمدخلة في الخصام المتكفلة بدفع التعويضات باعتبار أن
مسؤوليته المدنية و دفع األقساط تغطية للتأمين.1
الدولة
يمكن للدولة أن تكون مكتسبة لصفة المدعى عليه في حالة ما إذا كان المسؤول
ال ،إذ تنص المادة 140مكرر 1ق م ج " :إذا انعدم المسؤول عن الضرر الجسماني
مجهو ً
ولم يكن للمتضرر يد فيه ،تتكفل الدولة بالتعويض عن هذا الضرر"
فالدولة تتكفل في حالة انعدام المسؤول بالتعويض عن هذا الضرر ،وهناك من العوامل
أن األضرار التي يقصدها المشرع هي تلك التي تحدثها المنتجات المعيبة،
التي تدفعنا للقول ّ
والمسؤول المقصود هو المنتجّ ،أولها ورود هذه المادة في القسم المخصص للمسؤولية
الناشئة عن األشياء ،ثانيها تموقعها بعد نص المادة 140مكرر ق م ج المؤسسة لمسؤولية
المنتج المدنية.2
ب -شرط المصلحة
طا لقبول الدعوى فقط وانما هي شرط لقبول أي طلب أو دفع أو
تعد المصلحة شر ً
ال ّ
طعن في الحكم ًّأيا كان الطرف الذي ّ
يقدمه وهي الفائدة العملية التي تعود على رافع الدعوى
ويشترط أن تكون مصلحة قانونية وقائمة أو محتملة ،3فتكون مصلحة المتضرر من رفع
عما لحقه من
المقررة له بالتعويض ّ
دعوى مسؤولية المنتج حماية للحق أو المركز القانوني ّ
فعال عندما يقع الضرر ويكون
ضرر بسبب المنتجات المعيبة ،وتكون بذلك مصلحة قائمة ً
-1ويزة لحراري( شالح) :حماية المستهلك في ظل قانون حماية المستهلك و قمع الغش و قانون المنافسة ،مرجع سابق،
ص .137
-2ويزة لحراري( شالح) :مرجع نفسه ،ص .137
-3قوبــــــعي بلحــــــــــول :الحماية اإلجرائية للمستهلك ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون الخاص ،معهد العلوم
القانونية و اإلدارية ،المركز الجامعي تلمسان ،2009 ،ص.27
111
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
-1محمــــــد شريـــــــــاف :المسؤولية المدنية للمنتج وفقًا ألحكام القانون المدني الجزائري ،مرجع سابق ،ص .75
2
المجبر على
-إ ّن المشرع الجزائري لم يوفّق في حكم المادة 13ق إ م إ ج ،ألن ظاهر النص يفيد منع المدعى عليه ُ
إقحاما في التقاضي ،إذ من األحسن له القول :ال يجوز رفع دعوى أمام
ً التقاضي إذا لم تكن له مصلحة رغم أنه أقحم
القضاء من شخص ليس له الصفة و المصلحة القائمة أو المحتملة .ينظر في هذا الصدد:
عبد اللّه مسعودي :الوجيز في شرح قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،الطبعة الثالثة ،دار هومة ،الجزائر،2011 ،
ص .15
112
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
1
نميز بين أهلية االختصام و هي أهلية الوجوب في المجال اإلجرائي و تعني صالحية الشخص الكتساب المركز
ّ -
القانوني بما يضمن من حقوق و واجبات إجرائية ،و بين أهلية التقاضي و هي عبارة عن أهلية األداء في المجال
نقال عن:
اإلجرائي و تعني صالحية الشخص لمباشرة اإلجراءات أمام القضاءً .
عبد اللّه مسعودي :الوجيز في شرح قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .15
113
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
-التقاضي والقيام بكل اإلجراءات أمام الجهات القضائية المختصة ،بسبب وقائع
ضرر بمصالح الجمعية أو المصالح الفردية أو
اا لها عالقة بهدف الجمعية ألحقت
الجماعية ألعضائها"
ب-شرط اآلجال
ترتبط آجال رفع دعوى المسؤولية الموضوعية للمنتج بعنصر التقادم ،إذ يحدد القانون
المدعي احترامها لكي ال تضيع حقوقه .والمشرع الفرنسي وضع
معينة يقع على ّ
فترة زمنية ّ
نظر للخصوصية التي تتمتّع بها عكس المشرع
آجال خاصة بهذا النوع من المسؤولية ًا
الجزائري الذي لم ينظم القواعد الخاصة بالمسؤولية الموضوعية للمنتج في العديد من
أحكامها منها اآلجال ،ما يستلزم تطبيق القواعد العامة في هذا الشأن.
-1اآلجال في التشريع الفرنسي
بمدة 30سنة وفقًا للقواعد العامة،
حدد القانون الفرنسي آجال سقوط الدعوى المدنية ّ
ّ
وفي حالة ما إذا كانت مرتبطة بجريمة فتسقط بسقوط الدعوى العمومية حسب نص المادة
1/2270ق م ف .وبصدور القانون رقم 389-98المتعلّق بالمسؤولية عن فعل المنتجات
نص المشرع الفرنسي على ميعاد خاص يستلزم على المتضرر من منتوج معيب
المعيبة ّ
احترامه وفقًا لنص المادتين 1386مكرر 16و 1386مكرر 17ق م ف.
فالمادة 1386مكرر 16ق م ف نصت ":فيما عدا حالة الخطأ ،فإن مسؤولية المنتج
المؤسسة على أحكام هذا النظام تسقط بمضي 10سنوات من تاريخ طرح المنتوج للتداول
المسبب للضررّ ،إًل إذا رفع المضرور خالل هذه الفترة دعوى أمام القضاء" وأضافت
ّ
إن دعوى التعويض المؤسسة على أحكام هذا العنوان
المادة 1386مكرر 17ق م فّ " :
إبتداءا من تاريخ معرفة أو بإمكانية معرفة المدعي للضرر أو
ا تتقادم بآجال ثالث سنوات
العيب و هوية المنتج" إذن المشرع الفرنسي منح أجلين للضحية للمطالبة بحقها وهما:
114
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
مدة عشر سنوات من تاريخ طرح المنتوج للتداولّ ،إال إذا رفع
األول :هو ّ
الميعاد ّ
المضرور دعوى أمام القضاء وهو أجل لسقوط وانقضاء المسؤولية المدنية للمنتج
Extinction de la responsabilité de producteurبالتالي يسقط معه الحق
األساسي في تعويض الضحية الذي يكون في أجل عشر سنوات من تاريخ وضع المنتوج
المدة غير قابلة للوقف أو
مدة حياة ،وهذه ّ
للتداول ،ويعود ذلك إلى أن المنتجات لها ّ
االنقطاع ،غير أنها تسقط في حالة ارتكاب المنتج خطأ وهنا نعود إلى القواعد العامة لتقادم
المسؤولية المقررة ب 30سنة من تاريخ حصول الضرر للضحية.1
أما الميعاد الثاني :فيتعلّق بتقادم دعوى المسؤولية Prescription de l’action en
ّ
مدة ثالث سنوات من التاريخ الذي يكون فيه المتضرر
responsabilitéالذي يكون خالل ّ
قد علم بالضرر والعيب وهوية المنتج ،و هذا األجل يخضع للقطع والوقف حسبما هو مقرر
في القواعد العامة.2
-2اآلجال في التشريع الجزائري
تنص المادة 133ق م ج " :تسقط دعوى التعويض بانقضاء خمس عشرة( )15سنة
حدد آجال رفع دعوى التعويض ب 15سنة
من يوم وقوع الفعل الضار" ،فالمشرع الجزائري ّ
مدة طويلة يستفيد منها المتضرر من منتوج معيب وفقًا لنظام المسؤولية
كاملة ،وهي ّ
حددها المشرع للمشتري المرتبط بعقد في مجال قواعد
بالمدة التي ّ
ّ المستحدثة للمنتج ،مقارنة
المقدرة بسنة من يوم التسليم الفعلي للمبيع ما لم يلتزم البائع بالضمان
ضمان العيوب الخفية و ّ
مدة 06أشهر من تاريخ تسليم السلعة
لمدة أطول وفي كل الحاالت ال يمكن أن تقل عن ّ
ّ
1
-François GILBERT: « Obligation de sécurité et responsabilité du fait des produits
défectueux », colloque franco- algérien sur l’obligation de sécurité, organisé le 22 mai 2002,
P U, Bordeaux, p 38.
2
-François GILBERT: Ibid, p 39.
115
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
-1أحمد معاشــو :المسؤولية عن تعويض األضرار الناجمة عن المنتجات المعيبة ،مرجع سابق ،ص .50
-2من بين الحاالت التي يمكن أن يشكل الضرر جريمة معاقب عليها في القانون الفرنسي و بالتالي قيام المسؤولية
الجزائية بجانب المسؤولية المدنية للمنتج نذكر على سبيل المثال ال الحصر :جنحة وضع الغير في حالة خطر mise
en danger d’autruiالمنصوص عليها في المادة 3 -121ق ع ف ،اإلضرار غير العمدي بسالمة األشخاص
حسب المواد 20 -222 ،19 -222 ،6 -221ق ع ف و المادة L213- 3ق إ ف ،اإلضرار باألموال حسب المادة
5 -322ق ع ف و كذا اإلضرار بالبيئة حسب المادة L232- 2من قانون الري الفرنسي .للتفصيل أكثر ينظر:
Jean François CARLOT : La responsabilité des entreprises du fait des risques biologiques,
Jurisque- rceb, n°02,2006, p 19. VOIR : www.jurisque.com Consulté le 02 janvier 2014
116
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
-1و ذلك لما يوفّره القضاء الجزائي من سرعة الفصل في الدعاوي و قلّة التكاليف و بساطة اإلجراءات ،كما أن
نقال
المضرور يستفيد في هذه الحالة من المساعدة التي تقدمه له النيابة العامة في مجال إثبات العيب في المنتوجً .
محمد شرياف :المسؤولية المدنية للمنتج وفقًا ألحكام القانون المدني الجزائري ،مرجع سابق ،ص .80
عنّ :
2 e
- Code de procédure pénale français, 53 édition, Dalloz, Paris, 2012.
3
المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية ،ج.ر .ع 48الصادرة في 10
ّ مؤرخ في 08يونيو ،1966 -أمر رقم ّ 155 -66
متمم.
معدل و ّ
جوان ّ ،1966
117
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
محمد حاج بن علي :أهمية القسم التجاري للنظر في المنازعات االستهالكية على ضوء قانون اإلجراءات المدنية
ّ -1
و اإلدارية ،09-08مجلة األكاديمية للدراسات اًلجتماعية و اإلنسانية ،ع ،2013 ،09ص .67
118
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
1
محمـد شريــــــــــــــــــــاف :المسؤولية المدنية للمنتج وفقًا ألحكام القانون المدني الجزائري ،مرجع سابق ،ص .76
ّ -
-2قـــــــــــــــــــــادة شهيـــــــــدة :المسؤولية المدنية للمنتج ،مرجع سابق ،ص .234
-3حسيـــــــــــــن فريــــــــــــجــة :المبادئ األساسية في قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر ،2010 ،ص .38
119
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
ونطبق نفس الوضع بخصوص المسؤولية الموضوعية للمنتج ،فيتم النظر إلى مكان
وقوع الفعل الضار حسب نص المادة 2 /39ق إ م إ ج.
محليا هي المحكمة
ً فنص على أن المحكمة المختصة
ّ وبخصوص المشرع الفرنسي
التي يقع في دائرتها موطن المدعى عليه ،وفي حالة تعددهم فللمدعي اختيار موطن أحدهم
حسب نص المادة 42ق إ م ف ،كما أضافت المادة 2 /46من نفس القانون إمكانية اختيار
المدعى إلى جانب موطن المدعى عليه ،اللجوء إلى المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها
مكان وقوع الفعل الضار .والملفت لالنتباه أن المشرع الفرنسي بخصوص المنازعات
نظر لطابعها الخاص لوجود طرف ضعيف وهو الضحية من منتوج معيب،
االستهالكية و ًا
يكرس أكبر قدر ممكن من الحماية من الناحية اإلجرائية إذ منح قانون االستهالك
حاول أن ّ
الفرنسي منذ ( 2009بصدور القانون رقم 526 -2009في 12ماي 2009بمادته )24
اإلمكانية لقيام المستهلك( المدعي) برفع دعواه أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها
مكان إقامته وقت نفاذ العقد أو مكان إقامته وقت وقوع الفعل الضار حسب نص المادة
L141- 5ق إ ف ،1بذلك يكون للمتضرر من المنتوج المعيب الحرية في اختيار المحكمة
محليا لرفع دعوى التعويض وفقًا للقانون الفرنسي بين:
التي تناسبه ً
-محكمة موطن المدعى عليه( المنتج)،
-محكمة مكان وقوع الفعل الضار،
-محكمة مكان إقامته وقت نفاذ العقد( إذا ما وجد عقد بين المتضرر و المنتج)،
-محكمة مكان إقامته وقت وقوع الفعل الضار.
-Art L-141- 5 du c. consom dispose : « Le consommateur peut saisir à son choix, outre l'une
1
يقوم القاضي بتقدير التعويض الذي من أجله ُرِفعت الدعوى ،وهذا األخير ال ّ
يعتد بالضرر
وحده لتقدير التعويض وانما يستعين بعناصر أخرى حسب ما جاء في مضمون المادة 131
يقدر القاضي مدى التعويض عن الضرر الذي لحق المصاب طبقاا ألحكام
ق م جّ " :
المادتين 182و 182مكرر مع مراعاة الظروف المالبسة ،فإن لم يتيسر له وقت الحكم
يقدر مدى التعويض بصفة نهائية ،فله أن يحتفظ للمضرور بالحق في أن يطالب خالل
أن ّ
يقدر مبلغ التعويض،
معينة بالنظر من جديد في التقدير" فقاضي الموضوع هو الذي ّ
مدة ّ
ّ
و ذلك وفقًا للمادتين 182و 182مكرر ق م ج ،و أن مسألة تقدير التعويض مسألة وقائع
يبين في حكمه
لكنها ليست بسلطة مطلقة بل عليه أن ّ
وال رقابة للمحكمة العليا في ذلك ،و ّ
ماديا ،وهذا ما أ ّكدت عليه
عناصر الضرر التي اعتمد عليها في تقديره إذا كان الضرر ً
-1زاهية حورية سي يوسف :المسؤولية المدنية للمنتج ،مرجع سابق ،ص .297
121
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
المحكمة العليا سنة ،11994على عكس الضرر المعنوي إذ ال يستوجب ذكر عناصر
ألنه يقوم على العنصر العاطفي حسب ما قضت به المحكمة العليا بقرارها
التعويض ّ
الصادر في 17ديسمبر .22009
يجب أن يراعي القاضي عند تقديره للتعويض كل من:الظروف المالبسة(أ) النفقة
المتغير(ج).
ّ المؤقتة(ب) و كذا الضرر
أ -الظروف المالبسة
يقصد بالظروف المالبسة تلك الظروف التي تصاحب وقوع الضرر أو الظروف
الخاصة بشخص المضرور المتعلّقة به كوضعه الثقافي أو مركزه االجتماعي أو حالته
الصحية أو جنسه أو سنه أو مهنته أو ظروفه العائلية.3
فإن ":الظروف المالبسة هي
و حسب األستاذ الدكتور عبد الرزاق أحمد السنهوري ّ
تلك التي تالبس المضرور ال الظروف التي تالبس المسؤول ،فالظروف الشخصية التي
تحيط بالمضرور وما قد أصابه بسبب الضرر ،كل هذا يدخل في حساب القاضي عند تقديره
4
أما الظروف الشخصية التي تحيط بالمسؤول فال تدخل في الحساب"
للتعويضّ ،
1
صرحت في قرارها بما يلي" من المبادئ العامة في القانون أن التعويضات المدنية يجب أن تكون مناسبة للضرر
-إذ ّ
ثم فإن القضاء
يبينوا في أحكامهم الوسائل المعتمدة لتقدير تلك التعويضات ،و من ّ
الحاصل ،و على القضاة أن ّ
لما ثبت في قضية الحال أن قضاة الموضوع منحوا تعويضات هامة دون تحديد يعد خرقًا للقانون ،و ّ
و بخالف ذلك ّ
قانونا و متى كان كذلك
ً المقررة
ّ العناصر التي اعتمدوا عليها في تقديرهم للتعويض يكونوا بذلك قد خرقوا القواعد
المؤرخ في -24
ّ استوجب قرارهم النقض" ينظر :قرار المحكمة العليا الصادر عن الغرفة المدنية ،ملف رقم109568
،1994 -05المجلة القضائية ،ع 01لسنة .1997
المؤرخ في 17ديسمبر ،2009مجلّة المحكمة
ّ -2قرار المحكمة العليا الصادر عن الغرفة المدنية ،ملف رقم 505072
العليا ،ع 01لسنة .2010
-3أحمــــــــــــــــد معــــــــــــــــــــــــــاشو :المسؤولية عن تعويض األضرار الناجمة عن المنتجات المعيبة ،مرجع سابق ،ص .51
-4عبد الرزاق أحمد السنهوري :الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ،مرجع سابق ،ص .971
122
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
1
األول ،دار وائل للنشر ،األردن ،2006 ،ص
-حسن علي الذنون :المبسوط في شرح القانون المدني( الضرر) ،الجزء ّ
.415
-2زاهية عيســــــــاوي :المسؤولية المدنية للصيدلي ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون فرع" قانون المسؤولية
المهنية" ،كلية الحقوق ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،2012 ،ص .170
124
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
-1تتعدد أوصاف أنواع التعويض ،فهناك التعويض المادي و التعويض المعنوي و التعويض الجسماني و التعويض
الجمالي و التعويض الرمزي و التعويض العيني و التعويض بمقابل و التعويض غير النقدي أو التعويض بالوسائل
محمد حامد :عملية تقدير التعويض في المسؤولية في القانون المدني و القانون اإلداري ،مذكرة لنيل
نقال عنّ :
األخرىً .
شهادة الماجستير في العقود و المسؤولية ،كلية الحقوق ،جامعة بن يوسف بن خدة ،الجزائر ،2007 ،ص .51
-2الســـــــــــــــــعيد مقــــــــــــــــــــــــــــــ ّدم :التعويض عن الضرر المعنوي في المسؤولية المدنية ،مرجع سابق ،ص .221
125
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
-1عبد الرزاق أحمد السنهوري :الوسيط في شرح القانون المدني الجديد( آثار االلتزام) ،الجزء الثاني ،منشورات الحلبي
الحقوقية ،لبنان ،2000 ،ص .710
-2زاهيــــــــــــة حورية سي يوسف :المسؤولية المدنية للمنتج ،مرجع سابق ،ص .315
3
مؤرخ في 17فيفري ،2011مجلّة المحكمة
-قرار المحكمة العليا الصادر عن الغرفة المدنية ،ملف رقم ّ 620974
العليا ،ع 02لسنة .2011
126
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
1243ق م ف الذي يقضي بأنه ال يجبر الدائن على تسلم شيء غير الذي التزم بتسليمه
مساويا له في قيمته أو أعلى منه.1
ً المدين ،حتى و لو كان ما يعرضه المدين
ال يجوز للقاضي أن يأمر بالتنفيذ العيني إذا لم يقبله المسؤول ّإال إذا كان عدم قبوله
ممكنا ،فهنا للقاضي أن يكرهه على التنفيذ العيني بغرامة
ً عينا
تعنتًا منه وكان تنفيذ االلتزام ً
ممكنا ،وا ّال فال يبقى له ّإال
ً تهديدية ،2وللمضرور الحق في المطالبة به كلما كان ذلك
التعويض النقدي.
ب-التعويض بمقابل Réparation par équivalent
ملزما بالحكم به حتى لو
متعذر الستحالته ،ال يكون القاضي ً
ًا إذا أصبح التنفيذ العيني
تقدم
ممكنا وطالب به الدائن أو ّ
ً ملزما به إذا كان
تقدم به المدين ،فيكون ً
تمسك به الدائن أو ّ
ّ
به المدين ،3وللتعويض بمقابل صورتان :التعويض بمقابل نقدي( )1والتعويض بمقابل غير
نقدي()2
-1التعويض بمقابل نقدي Réparation pécuniaire
يسميه مجمع اللّغة العربية المصري ب" التضمينات" وهو عبارة عن مبلغ من النقود
ّ
ُيقضى به على المسؤول ،ويذهب البعض من الفقهاء من بينهم بالنيول إلى القول أن
التعويض ال يكون ّإال بمبلغ من النقود.4
-1الســــــــــــــعيد مقــ ّدم :التعويض عن الضرر المعنوي في المسؤولية المدنية ،مرجع سابق ،ص .227
2
عينا غير ممكن أو غير مالئم ّإال إذا قام به المدين نفسه ،جاز
-تنص المادة 174ق م ج " :إذا كان تنفيذ االلتزام ً
للدائن أن يحصل على حكم بإلزام المدين بهذا التنفيذ و بدفع غرامة إجبارية إن امتنع عن ذلك ،و إذا رأى القاضي أن
داعيا للزيادة"
كافيا إلكراه المدين الممتنع عن التنفيذ جاز له أن يزيد في الغرامة كلما رأى ً
مقدار الغرامة ليس ً
-3الســـــــــــعيد مقــــــ ّدم :التعويض عن الضرر المعنوي في المسؤولية المدنية ،مرجع سابق ،ص .229
-4حسـن علي الذنون :المبسوط في شرح القانون المدني( الضرر) ،مرجع سابق ،ص .372
127
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
واألصل في التعويض النقدي أن يدفع دفعة واحدة للمضرورّ ،إال ّأنه يجوز للقاضي أن
مبلغ ٍ
كاف يجعله ُيدفع على شكل أقساط أو إيراد مر ًتبا ،كما يجوز للمدين تقديم تأمين بإيداع ٍ
لضمان الوفاء باإليراد المحكوم به ،وهو ما نصت عليه المادة 1 /132ق م ج ،لكن السؤال
قرر القاضي
الذي يطرح في هذا الصدد :هل يجوز إعادة النظر في مقدار التعويض إذا ّ
دفعه في صورة أقساط أو مرتب مدى الحياة في حالة ما إذا ارتفعت األسعار؟
إذا حكم القاضي بدفع التعويض في صورة أقساط ،فإن القضاء سواء الجزائري أو
الفرنسي استق ار على عدم إعادة النظر فيه ألن األسعار ترتفع باستمرار ،وبالتالي فتح المجال
للمضرور بطلب إعادة النظر في مقدار التعويض يشكل مساس بحجية الشيء المقضي فيه.
حدد
أما إذا حكم القاضي بدفع تعويض في صورة مرتب مدى الحياة فيجوز له تعديله ،و ّ
ّ
القانون مسبقًا مقدار أو نسبة الزيادة في اإليراد بحيث ال يكون المضرور بحاجة لطلب إعادة
النظر في التعويض من جديد ،كما للقاضي بناء على طلب المتضرر أن يحكم له بتعويض
مسبق إلى غاية الحكم بالتعويض النهائي ،يراعى في هذا التعويض أن ال يتجاوز مقدار
التعويض النهائي ،و يكون ذلك في حالة تعيين خبير لتقدير التعويض المستحق كما يكون
تقدير التعويض وقت صدور الحكم ،فيجب أن يتم على أساس الحالة التي وصل إليها
الضرر يوم الحكم سواء اشتد الضرر أو خف.1
بخصوص القضاء الفرنسي فيما يتعلّق بالتعويض النقدي ،فنجد ّأنه في الحياة العملية
أما الفقه الفرنسي فمعظمهم يرون ّأنه
يعبر عنه ب ّ Dommage et intérêt
يفضله و ّ
ّ
-1أحــــــــــــــــــمد معـــــــــــــاشو :المسؤولية عن تعويض األضرار الناجمة عن المنتجات المعيبة ،مرجع سابق ،ص .53
ينظر كذلك :زاهية حورية سي يوسف :المسؤولية المدنية للمنتج ،مرجع سابق ،ص .327
128
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
الوسيلة الوحيدة لتعويض المضرور و ذلك بالحكم له بمبلغ نقدي ومن بينهم نجد لوسيان
روبرت.1
التعويض بمقابل غير نقدي Réparation par équivalent non -2
pécuniaire
مبلغا من النقود إذ يستطيع الدائن أن
ال يشترط في التعويض أن يكون على الدوام ً
يطالب بمقابل غير نقدي في حالة عدم التنفيذ العيني أو التنفيذ بمقابل نقدي ،فقد يرى أن
هذا الطلب أكثر فائدة له من اقتضاء مبلغ من النقود .2وفي إطار المسؤولية الموضوعية
معين على سبيل التعويض،
للمنتج يجوز أن يحكم القاضي في أحوال استثنائية بأداء أمر ّ
مثال بنشر الحكم على نفقة المحكوم عليه في حالة الضرر األدبي ،ويقول الشراح في
فيأمر ً
هذا الصدد أن مثل هذا التعويض ال هو بالعيني وال هو بالمالي ،لكنه قد يكون أنسب عندما
تقتضيه الظروف في بعض الصور .3وطبقًا للقانون الجزائري يجوز الحكم بهذا النوع من
تبعا للظروف
التعويض إذ تنص المادة 2/132ق م ج... ":على أنه يجوز للقاضي ،ا
و بناء على طلب المضرور أن يأمر بإعادة الحالة إلى ما كانت عليه ،أو أن يحكم وذلك
على سبيل التعويض ،بأداء بعض اإلعانات تتصل بالفعل غير المشروع"
فكما سلف الذكر ،أنه في إطار مسؤولية المنتج المستحدثة قد يكون المتضرر متعاقد
متعاقدا يمكن له المطالبة بفسخ العقد الذي
ً أو غير متعاقد مع المسؤول ،فإذا كان المتضرر
أما إذا كان غير متعاقد فالتعويض
يعتبر في هذا الشأن بمثابة تعويض بمقابل غير نقديّ ،
هم المتضرر هو
غير النقدي يصلح فقط في حالة الضرر المعنوي ،وهو قليل الوقوع ألن ُّ
-1الســــــــــــــــــعيد مقــــــــــ ّدم :التعويض عن الضرر المعنوي في المسؤولية المدنية ،مرجع سابق ،ص .232
-2حســــــــــن علـي الذنون :المبسوط في شرح القانون المدني( الضرر) ،مرجع سابق ،ص .172
-3الســـــــــــــــعيد مقـــــــــــــ ّدم :التعويض عن الضرر المعنوي في المسؤولية المدنية ،مرجع سابق ،ص .232
129
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
االختالف إلى التشريعات فمنها من وضعت حدوًدا للتعويض كالتوجيه األوروبي ومنها من
سنبين مبررات التحديد(أ) وعدم
ّ حدودا له كالمشرع الفرنسي وكذا الجزائري ،لذا
ً لم تضع
التحديد القانوني لقيمة التعويض(ب) ،ثم لموقف التشريعات في هذا الشأن( ج):
مبررات التحديد و عدم التحديد القانوني لقيمة التعويض أ-
اختلفت اآلراء حول هذه المسألة وسنعرض بداية مبررات التحديد القانوني لقيمة
لمبررات عدم التحديد القانوني لقيمة التعويض( )2فيما يلي:
التعويض( )1ثم ّ
-1مبررات التحديد القانوني لقيمة التعويض
ساد في القانون المقارن اتجاه يسير نحو تنحية مبدأ التعويض عن كامل األضرار،
تبن ي مبدأ حديث لم يستقر في أي من النظم القانونية ،فيما عدا القانون األلماني وهو مبدأ
و ّ
وضع أسقف أو حدود لقيمة التعويض التي يلزم بها المنتج في مواجهة المضرورين.1
و أهم األسباب التي تبرر وضع حدود للتعويض نذكر:
إن المسؤولية الناشئة عن تعيب المنتجات هي مسؤولية ذات طابع موضوعي ال
ّ -
تستند لعنصر الخطأ ،و تقود بالتالي إلى اتساع نطاق التعويض بما يؤدي إلى تحمل المنتج
-1حسن عبد الباسط جميعي :مسؤولية المنتج عن األضرار التي تسببها منتجاته المعيبة ،مرجع سابق ،ص .244
130
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
-1عـــــــــــــــــــــــــلي فتـــــــــــــــــــــاك :تأثير المنافسة على االلتزام بضمان سالمة المنتوج ،مرجع سابق ،ص .508
-2عـــــــــــــــــــــــــلي فتـــــــــــــــــــــاك :مرجع نفسه ،ص .508
131
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
-1حسن عبد الباسط جميعي :مسؤولية المنتج عن األضرار التي تسببها منتجاته المعيبة ،مرجع سابق ،ص .249
2
-WWW.Senat.fr Consulté le 10 mai 2014.
3
- LOI N° 2004- 1343 sur la simplification de Droit, op- cit.
4
-Décret n° 2005- 113 du 11 février 2005 pris pour l’application de l’article 1386- 2 du
code civil, J.O.R.F n° 36 du 12 février 2005.
132
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
133
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
-1سمير سهــــــــــــــيل دنـــون :المسؤولية المدنية عن فعل اآلالت الميكانيكية و التأمين اإللزامي عليها" دراسة مقارنة"،
المؤسسة الحديثة للكتاب ،لبنان ،2005 ،ص ،169ينظر كذلك:
محمد سامي عبد الصادق :مسؤولية منتج الدواء ،مرجع سابق ،ص .148
-2إدريــــــــــــــس فاضـــــــــــــــلي :المسؤولية عن األشياء غير الحية في القانون المدني الجزائري ،مرجع سابق ،ص .165
134
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
-1سليمــــــــان مرقـــــــس :الوافي في شرح القانون المدني ،مرجع سابق ،ص .489
2
القوة القاهرة كسبب من األسباب العامة لنفي مسؤولية المنتج ،و السبب في ذلك حسب
-لم ينص التوجيه األوروبي على ّ
بالقوة القاهرة و عدم وجود توافق
البعض الذين كانوا قريبين أثناء مرحلة إعداد التوجيه يعود إلى عدم تحديد المقصود ّ
قدمت في يومبين الدول في هذا الشأن .للتفصيل أكثير ينظر :سميرة زوبة ":أسباب دفع مسؤولية المنتج" ،مداخلة ّ
دراسي حول مسؤولية المنتج عن فعل منتجاته المعيبة كوسيلة لحماية المستهلك ،المنعقد بكلية الحقوق جامعة مولود
معمري ،تيزي وزو ،يوم 26جوان ،2013ص (169غير منشور).
135
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
القوة القاهرة
أن ّ كما أن التفرقة بينهما تخالف نص المادة 127ق م ج التي يفهم منها ّ
أيضا محكمة النقض الفرنسية بدوائرها
والحادث الفجائي معياران مترادفان ،وهو ما قضت به ً
المجتمعة في حكمها الصادر في 03فيفري ،1930بقضية ّ " :Jand- heur
إن قرينة
القوة القاهرة
المسؤولية المنصوص عليها في المادة 1/1184ق م ف ال تدحض ّإال بإثبات ّ
1
أو الحادث الفجائي أو أي سبب ال ينسب للحارس"
القوة القاهرة و الحادث الفجائي
-2عناصر ّ
بالقوة القاهرة كسبب لإلعفاء من المسؤولية يجب توافر ثالث عناصر
ّ لكي يعتد
و هي - :عدم إمكانية التوقع،
-استحالة الدفع مطلقة سواء كانت االستحالة مادية أو معنوية،
عامال أجن ًبيا ال يرتبط مصدره ال بالشيء وال
ً -صفة الخارجية في الحدث أي يكون
بحارسه.
ففيما يخص عدم إمكانية التوقع ،فهناك البعض من الفقهاء أمثال Overstakeيرون
مرة ،كأن يصاب أحد
ألول ّ
القوة القاهرة على الحادثة التي تقع ّ
أنها هي إضفاء وصف ّ
المستهلكين بحساسية من جراء استعماله للسلعة دون أن تُعرف هذه الظاهرة عنه من قبل،
متوقعا طالما لم تظهر هذه الحساسية على غيره من جمهور
ً أمر غير
فهذه الحالة تكون ًا
قوة قاهرة يمكن أن تعفي المنتج من المسؤولية،
المستهلكين للسلعة المذكورة ،وبالتالي تعتبر ّ
القوة القاهرة على
ّإال أن البعض اآلخر من الفقه يرون عكس ذلك ،إذ ليس إلضفاء وصف ّ
مرة ألن العبرة في ذلك ّإنما ترجع لمدى إمكانية توقع هذا
ألول ّ
حادثة ما أن تكون قد وقعت ّ
-1زاهية حورية سي يوسف :المسؤولية المدنية للمنتج ،مرجع سابق ،ص .344
136
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
الضرر أو الحادثة وفقًا لمعطيات العلم القائمة وقت حصوله ،ولما يفترض توافره من الخبرة
والدراية لدى البائع المحترف وهو ما قضت به محكمة النقض الفرنسية سنة .11959
أما بخصوص صفة الخارجية ،فالمقصود بها في ميدان المسؤولية المدنية أن ال يكون
ّ
اجعا إلى فعل المسؤول( المدعى عليه) أو إلى فعل الشيء ذاته.2
سبب الضرر ر ً
ب-األسباب المنسبة لفعل اإلنسان
الضحية()2
ّ إن األسباب المنسبة لفعل اإلنسان هي كل من خطأ المضرور( )1فعل
ّ
-1خطأ المضرور
يقصد بخطأ المصاب باعتباره كصورة من صور السبب األجنبي ،أن يكون المضرور
هو الذي أهمل في حق نفسه فألحق به الضرر ،وعلى الفاعل الذي يدعي ذلك أن يثبت
أن هذا الفعل هو الذي أحدث الضرر.3
وقوع الفعل الخاطئ واسناده إلى المجني عليه و ّ
وحسب األستاذ الدكتور محمد شكري سرور ،هناك مظهرين بارزين لخطأ المضرور في
مجال المسؤولية عن فعل المنتجات هما:
1
إن إحدى السيدات أصيبت في وجهها و رقبتها عند
-حكم صدر من محكمة النقض الفرنسية في 05مايو ّ " :1959
محالت تصفيف الشعر نتيجة وجود حساسية خاصة لديها ،و ألن منتج هذه
استعمال منتوج خاص بالشعر في إحدى ّ
السلعة ال يمكنه التحلل من المسؤولية ألن مثل هذه األمور متوقعة في ظل التقدم العلمي الملحوظ ،خاصة و أن الهيئة
نقال عن:
الطبية كانت قد ّنبهت إلى وجود مادة ضارة في هذا المنتوج من شأنها أن تؤدي إلى وقوع مثل هذا الضرر"ً .
زاهية حورية سي يوسف :المسؤولية المدنية للمنتج ،مرجع سابق ،ص.348
2
مثال :إذا حصل في جهاز آلي للزراعة انفجار نتج عنه ضرر للغير ،و كان مرد االنفجار إلى الجهاز ذاته في تركيبه
ً -
أما إذا ثبت أن االنفجار حصل في الجهاز بعد أن سقطت صاعقة بالقوة القاهرةّ ،
و تكوينه ،فال يكون للحارس التذرع ّ
القوة
كانت السبب في االنفجار الذي حصل و في الحريق الذي أعقبه و امتد إلى ملك الغير ،فالحادث يرجع إلى ّ
نقال عن:
القاهرة و ليس إلى الشيء و ال إلى حارسهً .
زاهية حورية سي يوسف :مرجع نفسه ،ص .347
-3عبـــــــــد الحـكــــــم فــــــــوده :التعويض المدني( المسؤولية المدنية التعاقدية و التقصيرية) ،دار المطبوعات الجامعية،
مصر ،1999 ،ص .155
137
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
1
تسببها منتجاته الخطرة ،مرجع سابق ،ص 85و .86
محمد شكري سرور :مسؤولية المنتج عن األضرار التي ّ
ّ -
138
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
إن الشيء المستحدث هنا ،أن نص المادة يربط بين خطأ المضرور وعيب السلعة،
ّ
على عكس القواعد العامة التي جرت على الموازنة بين خطأ المضرور وخطأ المنتج ما
يمنح للقاضي سلطة واسعة في تقديره لمساهمة خطأ المضرور في الحادث ،باإلضافة إلى
النص الوارد أعاله ،ألحق أخطاء من يكون مسؤوًال عنهم المضرور كاألطفال أو
أن ّ
مستخدميه بأخطائه ،والحكم بطبيعة الحال متطابق مع القواعد العامة المنصوص عليها في
1
القانون المدني الفرنسي( مسؤولية متولي الرقابة ،مسؤولية التابع عن المتبوع)
-2فعل الغير
يقصد بفعل الغير الفعل الذي صدر من شخص غير المضرور وغير المنتج الذي
يؤدي إلى وقوع الضرر ،والغير هو كل شخص غير المضرور وغير المنتج وغير
2
مثال فيما يخص المنتج المشمول بالرقابة عليهم هم
قانونا ً ،
ً األشخاص الذين يسألون عنهم
العمال .3كما ال يشترط في فعل الغير أن يكون هذا الغير معروفًا أو غير معروف
التابعين و ّ
أن هناك فعل للغير.
وقت الحادث ،بل يكفي أن يثبت المدعى عليه ّ
إن ما يمكن مالحظته في هذا الصدد هو استعمال المشرع الجزائري مصطلح" خطأ
ّ
يدل على ضرورة أن يكون الفعل الصادر من الغير
الغير" في نص المادة 127ق م ج ما ّ
فعال يشكل خطأً ،عكس المشرع الفرنسي الذي استعمل مصطلح" فعل الغير" في نص المادة
ً
يوسع من نطاق هذا السبب المعفي من المسؤولية بالتالي
1386مكرر 14ق م ف ما ّ
سلبيا.
إيجابيا أم ً
ً يستوي أن يكون الغير قد مارس سلو ًكا
-1زاهية حورية سي يوسف :المسؤولية المدنية للمنتج ،مرجع سابق ،ص .342
2
- Art 1386 bis 08 du c c f dispose : « En cas de dommage causé par le défaut d’un produit
incorporé dans un autre, le producteur de la partie composante et celui qui a réalisé
» l’incorporation sont solidairement responsable
3
الملوث بالدودة الشعرية" Viande de cheval contaminée par des
-هذا القرار صدر بشأن قضية" لحم الحصان ّ
larves de trichinesبفرنسا ،و تعود أحداث هذه القضية إلى تناول أشخاص لهذا الّلحم ما أدى إلى إصابتهم
بأضرار ،لذا قاموا برفع دعوى التعويض ضد التعاونية التي أنتجت هذا المنتوج ،و بعد الحكم لصالحهم قامت هذه األخيرة
عدة دفوع منها الدفع الخاص بخطأ المخبر الذي أخذ
باستئناف الحكم أمام مجلس قضاء تولوز مستندة في ذلك على ّ
عينات لتحديد صالحية اللّحم( خطأ الغير) ،ولم يستجب المجلس لهذا الدفع و قابله بالرفض على أساس المادة 1386
نقال عن :سميرة زوبة ":أسباب دفع مسؤولية المنتج" ،مرجع سابق ،ص .168
مكرر 14ق م فً .
140
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
141
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
-Art 1386 bis 11 al 01 du c c f dispose : « Le producteur est responsable de plein droit à
1
1
مثال في الجزائر نجد المعهد الوطني للتقييس هو مالك عالمة المطابقة يختص بدراسة ووضع مواصفات قانونية
ً -
تمس بصحته و أمنه
تستجيب لمصلحة و رغبات المستهلك المشروعة و تحميه من كل المخاطر التي من شأنها أم ّ
أو تضر بمصالحه المادية ،و هذا المعهد بإمكانه االستعانة بكل هيئة تقييم مطابقة معتمدة .ينظر :المادة 14من
مؤرخ في 06ديسمبر ،2005يتعلّق بتقييم المطابقة ،ج.ر.ع 80الصادرة في 11
المرسوم التنفيذي رقم ّ 465-05
ديسمبر .2005
-2قرار وزاري مشترك مؤرخ في 23فبراير ،2012يتضمن المصادقة على النظام التقني الجزائري الذي يحدد خصائص
و شروط و كيفيات عرض المستحضرات الموجهة للرضع ،ج.ر.ع 49الصادرة في 29سبتمبر .2012
143
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
1
مؤرخ في 27أكتوبر ،1999يتعلّق بمواصفات مسحوق الحليب الصناعي وشروط عرضه و حيازته واستعماله -قرار ّ
نقال عن :أحمد التيجاني بلعروسي وأحمد يوسفي :التشريع والتنظيم المتعلّقان
ومتممً ،
معدل ّوتسويقه وكيفيات ذلكّ ،
بحماية المستهلك ،الجزء الثاني ،الطبعة الثانية ،دار هومة ،الجزائر ،2010 ،ص .74
-2زاهية حورية سي يوســـف :المسؤولية المدنية للمنتج ،مرجع سابق ،ص .360
-3حسن عبد الباسط جميعي :مسؤولية المنتج عن األضرار التي تسببها منتجاته المعيبة ،مرجع سابق ،ص .262
144
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
1
عبر عنه في القانون رقم 389 -98بمصطلح" حالة المعرفة
-مصطلح "مخاطر التطور" أطلقه الفقه دون التشريع الذي ّ
العلمية و الفنية" .ينظر في هذا الصدد:
Philippe LE TOURNEAU : Responsabilité du fait des produits défectueux, revue de La
Semaine Juridique, J.C.P, n°1- 2, 05 janvier 2000, p 2189.
2
-Pascal OUDOT : Le risque de développement, édition Universitaires de Dijon, Dijon, 2005,
p28, VOIR AUSSI : Patrick THOUROT : Envisager l’assurabilité du risque de
) développement, Banque & Stratégie, n°293, 2011, p01( www.revue-banque.fr
3
حدة اآلالم و كذا للتقليل من
La thalidomide -دواء استعمل خالل فترة 1950إلى ،1960يوصف للتخفيف من ّ
الرغبة في القيء يوصف للنساء الحوامل ،و بعد استعماله لفترة اكتشف آثاره السلبية على األجنة و التي لم تكتشف عند
طرح المنتج الدوائي للتداول .ينظرWww.Wikipidia.Org Consulté le 10 mai 2014:
145
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
التطور بين قيام المسؤولية واإلعفاء منها ،دار النهضة العربية ،مصر،
ّ -1حسن حسيــــــــن البــــــــــــــــــــــراوي :مخاطر
،2008ص.107
-2محمود السيد عبد المعطي خيال :المسؤولية عن فعل المنتجات المعيبة و مخاطر التقدم ،مرجع سابق ،ص .63
-3لقد كانت مخاطر النمو من بين أهم نقاط االختالف حول تطبيق أحكام التعليمة األوروبية لسنة ،1985ما ّأدى
مما كلّف الحكم عليها بغرامة بلغت أربعة ماليين فرنك فرنسي
بالمشرع الفرنسي إلى عدم تبنيها إلى غاية سنة ّ 1998
المعدلة بمعاهدة ماستريختً .Maastricht
نقال ّ يوميا عن تأخرها في نقل التعليمة حسب المادة 171من معاهدة روما
ً
محمـــــــــــــــــــــــــــد بودالــــــــــي :مسؤولية المنتج عن منتجاته المعيبة ،مرجع سابق ،ص .16
عنّ :
146
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
1
التطور كسبب إلعفاء المنتج من المسؤولية ،مرجع سابـ ـ ـ ـ ـ ـق ،ص .81
ّ محمد محي الدين إبراهيم سليـــم :مخاطر
ّ -
2
التقدم ،مرجع سابق ،ص .94 السيد عبد المعطي خيال :المسؤولية عن فعل المنتجات المعيبة و مخاطر ّ -محمود ّ
3
زمنيا ،جغرافي أي تكون معلومات -كيفي بمعنى أن تكون المعلومات متاحة ،زمني إذ يستطيع المنتج الحصول عليها ً
عالميا .للتفصيل أكثر ينظر:
ً متوصل إليها
ّ
السيد عبد المعطي خيال :مرجع نفسه ،ص .97
محمود ّ
المطبقة في مجال أمن المنتوجات ،ج.ر.ع
ّ -4مرسوم تنفيذي رقم 203 -12مؤرخ في 06ماي ،2012يتعلّق بالقواعد
،28الصادرة في 09ماي .2012
147
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
للمعارف والتكنولوجيا ،ففي فرض حصول المنتج على شهادة تقييم المطابقة من الجهات
المعنية يمكن له أن يتحجج بها أمام الجهات القضائية عند إثارة مسؤوليته ،بمعنى ّأنه إذا لم
تكن المعارف التقنية والتكنولوجيا تسمح باكتشاف العيب عند وضعه لالستهالك يمكن للمنتج
أن يتنصل من المسؤولية بحجة مخاطر التطور العلمي والتكنولوجي.
التقدم
حدود اإلعفاء من المسؤولية بسبب مخاطر ّ
تنص المادة 1386مكرر 12ق م ف قبل التعديل على أن المنتج ال يستطيع االستناد
التقدم العلمي ليعفى من المسؤولية إذا كان الضرر قد نشأ بسبب أحد عناصر جسم
لمخاطر ّ
مدة العشر سنوات بعد طرح
اإلنسان أو المنتجات الناشئة عنه ،أو إذا ظهر العيب خالل ّ
المنتوج للتداول ولم يتّخذ التدابير الخاصة لتدارك النتائج الضارة للمنتوج.
فمن هذا النص نخلص للقول ّأنه حتى وان كان المشرع الفرنسي قد جعل العيوب
أن هذا الدفع ليس بمطلق بل
التقدم كسبب لإلعفاء من المسؤوليةّ ،إال ّ
الناشئة لسبب مخاطر ّ
جعل له حدود فال يصلح هذا الدفع في حالتين هما:
1المنتجات المتعلّقة بجسم اإلنسان و مشتقاته
قام المشرع الفرنسي بتحديد المقصود بالمنتجات المتعلّقة بجسم اإلنسان وذلك في
نص المادة 1 /793من قانون الصحة الفرنسي .والمشرع الفرنسي استثنى هذه المنتجات
التقدم كسبب من أسباب اإلعفاء من المسؤولية،
من مجال تطبيق الدفع الخاص بمخاطر ّ
الملوث بفيروس اإليدز التي وقعت بفرنسا إذ تركت
لع ّل السبب في ذلك يرجع لحادثة الدم ّ
فضال
ً أثر سيئاً على الرأي العام الذي لم يكن ليقبل بإعفاء مراكز نقل الدم من المسؤولية
ًا
على أن محكمة النقض الفرنسية سبق لها وأن ذهبت إلى أن العيب الداخلي في الدم حتى
معفيا من المسؤولية.1
سببا ً
ولو كان غير قابل للكشف ،فإنه ال يشكل ً
1
محمد بودالي :مسؤولية المنتج عن منتجاته المعيبة ،مرجع سابق ،ص 47و .48
ّ -
148
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
أثار هذا الحكم الكثير من االعتراضات التي سيقت بشأنها العديد من المبررات منها أ ّن
األخذ بهذا االستثناء يضع صناعات الدواء الفرنسية في وضع حرج بالنسبة للمنافسة مع
اآلخرين وكذا قتل كل بادرة لمحاولة تطوير صناعة الدواء جراء خوف المنتجين من
المسؤولية بما ينطوي ذلك من مخاطر اقتصادية ،كما يؤدي هذا األمر إلى خلق تمييز بين
الطرفين ،فبالنسبة للمضرورين يجب أن تكرس لهم حماية شاملة لكافة المنتجات طالما كانت
أما بالنسبة للمنتجين فكيف يمكن
جميعاّ ،
ً مصدر ضرر أو نأخذ بسبب اإلعفاء بالنسبة لها
القول بأن منتجي المنتجات المشتقة من جسم اإلنسان وهم يشاركون في التقدم الطبي
يعاملون معاملة أقل بكثير من منتجي اللحم البقري المصاب بفيروس جنون البقر الذي
شديدا يصل حد إفقاده حياته ،على غرار بعض اإلشكاالت التي تثور
ً يسبب اإلنسان أذى
حول المنتجات المتعلّقة بجسم اإلنسان خاصة صعوبة التفرقة بينها وبين منتجات الصحة.1
أن المشرع الفرنسي باستعماله مصطلح منتجات جسم اإلنسان أو مشتقاته في
كما ّ
يميز بذلك بين تلك التي تستخرج مباشرة من جسم اإلنسان مثل
القانون رقم ،389 -98لم ّ
الدم والمنتجات التي تصنع عن طريق تحويل مستخلص منه ،خاصة وأن هذه األخيرة قد
تط أر عليها تحوالت فتتغير طبيعتها ،كما أن المنتجات المصنوعة من تلك المشتقات يمكن
صنفت كأدوية ،فهل تزال تأخذ وصف منتجات
تصنف كدواء ،فالدم البشري ومشتقاته ّ
ّ أن
استنادا إلى
ً كيفت على ّأنها كذلك فالمنتج يستفيد من اإلعفاء
مشتقة من جسم اإلنسان؟ فإذا ّ
تعمق اإلشكال بصدور قانون 26فيفري 2007وتعليمة26
التقدم العلمي .ي ّ
ّ مخاطر
صنفت التعليمة العديد من المنتجات
تماشيا مع القانون األوروبي ،بحيث ّ
ً أفريل2007
1
مثال هناك بعض األدوية الخاصة بالهرمونات و التي يستخدم في إنتاجها عناصر من جسم اإلنسان سواء كان ً -
مستخلص مشيمي أو من الدم مثل هرمون التكاثر( النمو) واألنسولين التي يعتمد في تصنيعها على الجينات الوراثية
نقال عن:
التي تتجنب خطر التلوثً .
التطور كسبب إلعفاء المنتج من المسؤولية ،مرجع سابق ،ص .89
ّ محمد محي الدين إبراهيم سليم :مخاطر
ّ
149
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
المشتقة من جسم اإلنسان في خانة األدوية ،مثل منتجات الدم الثابتة Les produits
تم استثناء فقط :األعضاء ،األنسجة ،الخاليا ،منتجات الدم
ّ ،sanguins stables
1
طبيا Préparation cellulaires à
المتغيرة Liableوالمستحضرات الخلوية المعالجة ً
ّ
finalité thérapeutiqueوفقًا لنص المادتين L-5121-1و L5121-3من قانون
الصحة الفرنسي فهذه األخيرة ليست بمنتجات دوائية.2
2اًللتزام بالتتبع Obligation de suivre
ال يجوز التمسك بمخاطر النمو كسبب معفي من المسؤولية إذا كان وبعد أن ظهر
العيب لم يقم المنتج باتخاذ اإلجراءات المناسبة من أجل الوقاية من آثاره الضارة ،لذا وضع
اما بالمتابعة والذي يعرف في القانون األمريكي تحت
المشرع الفرنسي على عاتق المنتج التز ً
مظهر من مظاهر مبدأ الحيطة 3الذي
ًا تسمية Product- monitoringوالذي يعتبر
4
أصبح يطبع القانون الحديث للمسؤولية.
1
مدة حفظها عن السنة.
-منتجات الدم المتغيرة هي كل المنتجات المصنوعة من الدم أو من مشتقاته التي ال تزيد ّ
2
-Roussel ZIZINE : Le risque de développement et l’assurance, thèse pour le doctorat en
Droit, ADIAL, Lyon, 2010, p18(www.institut-numérique.org ) Consulté le 13 octobre 2014
3
المؤرخ في
ّ نص على مبدأ الحيطة و ذلك في نص المادة 6/3من القانون رقم10-03 إن المشرع الجزائري هو اآلخر ّ ّ -
19جويلية 2003المتعلّق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة ،ج.ر عدد ،43الصادرة في 20جويلية 2003
سببا
نظر للمعارف العلمية و التقنية الحالية ً
بنصها ":مبدأ الحيطة الذي يجب بمقتضاه أن ال يكون عدم توفّر التقنيات ًا
ّ
ضرة بالبيئة و يكون ذلك بتكلفة
تأخر اتخاذ التدابير الفعلية و المتناسبة للوقاية من خطر األضرار الجسيمة الم ّ
في ّ
النص يمكن استخالص مالحظتين -:نص المشرع الجزائري على مبدأ الحيطة فقط في اقتصادية مقبولة" و من هذا ّ
يتوصل العلم إلى
ّ إطار حماية البيئة دون المنتجات -،ربط المشرع تطبيق مبدأ الحيطة بوجود أضرار جسيمة محتملة لم
متطورة لمكافحتها .لتفاصيل أكثر ينظر :صافية زيد ّ توفير معلومات دقيقة عن تلك األضرار و عدم توفر تقنيات
المال :حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة على ضوء أحكام القانون الدولي ،رسالة لنيل شهادة دكتوراه في العلوم،
تخصص القانون الدولي ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،2013 ،ص .351 ّ
-4محــــــــــــــــــــــــ ّمد بودالــــــــــــــــــــــــــــــي :مسؤولية المنتج عن منتجاته المعيبة ،مرجع سابق ،ص .48
150
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
استحدث القضاء األلماني االلتزام بالتتبع القضاء األلماني باألحكام الصادرة في 17
ماي 1981في قضيتين تتعلّقان بمبيد لطفيليات يستخدم في رش شجر التفاح والذي أصبح
فعال في الواقع ،العتياد البكتريا ذلك المبيد ،حيث أ ّكدت األحكام القضائية أن المنتج
غير ّ
تطور المعرفة العلمية
ملزما بعد طرح المنتوج في األسواق ،بالسهر وتتبع المنتوج بسبب ّ
يبقى ً
والفنية على المستوى الوطني والمستوى الدولي.1
وبمقتضى االلتزام بالتتبع 2فإن المنتج ينبغي عليه أن يتتبع المنتوج بعد طرحه للتداول
التطور على
ّ تطور حالة المعرفة العلمية والفنية ،فيجب عليه أن يتمسك بتيار هذا
بسبب ّ
أن هذا األخير كشف عن وجود العيب الذي لم يكن
المستوى الوطني وكذا الدولي ،ما دام ّ
معروفًا وقت طرح المنتوج للتداول.
-1محمود السيد عبد المعطي خيال :المسؤولية عن فعل المنتجات المعيبة و مخاطر التقدم ،مرجع سابق ،ص .99
2
تم وضع التزامين على عاتق المنتج :التزام باحترام مبدأ الحيطة
-لحماية مستهلكي و مستعملي المنتجات المعيبة ّ
مرة في إعالن" ريو" Déclaration de RIOالخاص ألول ّتم اإلعالن عنه ّ
Principe de précautionو الذي ّ
تم إدراجه في قانون" بارني" Barnierالصادر في 02فيفري 1995المتعلّق بحماية البيئة بالمادة
بحماية البيئة ،و ّ
مرة بصدور قرار من مجلس الدولة الفرنسي في ألول ّ
أما القضاء فأخذ به ّ
L200- 1الفقرة الثالثة من قانون الريّ ،
29سبتمبر 1998يتضمن وقف تنفيذ القرار الصادر في 05فيفري 1998من و ازرة الفالحة و الصيد الفرنسية الذي
أسس مجلس الدولة ق ارره على نص المعدلة جينيا للتداول في األسواق الفرنسية ،و لقد ّ
ّ الذرة
يسمح لثالث أنواع من ّ
المادة L200- 1من قانون الري الفرنسي الذي ينص على مبدأ الحيطة .للتفصيل أكثر ينظر:
Jean François CARLOT : La responsabilité des entreprises du fait des risques biologiques,
op-cit, p 11.
أن االلتزام بضمان السالمة
تبنته كل من بريطانيا و ألمانيا ،فالقضاء البريطاني أ ّكد على ّ
االلتزام بتتبع األثر :وهو التزام ّ
بمدة من تاريخ طرح المنتوج للتداول ،فالمنتج ملزم باستم ارريته
يحدد ّ
الذي يقع على عاتق المنتج ليس بالضرورة أن ّ
أيضا المشرع األلماني ،إذ
تبين المخاطر الكامنة في المنتوج .و هو ما قام به ً
التطورات العلمية التي قد ّ
ّ بالبحث عن
قضى بالتزام منتج الدواء بمراقبة منتجاته حتى بعد تسويقها و اإلخطار عن النتائج الخطرة التي قد تنجم عنها و ذلك
أما عن المشرع األوروبي فلم ينص على االلتزام بتتبع األثر في التوجيه
التطورات التقنية في مجال تخصصهّ ،
ّ بتتبع
نص عليه في 1992بصدور التوصية األوروبية رقم 59 /92الخاصة األوروبي الصادر سنة 1985و لكن ّ
بالسالمة العامة للمنتجات .ينظرMichèle RIVASI : Rapport d’information n° 2669 sur le livre :
vert de la commission européenne sur la responsabilité civile du fait des produits
défectueux, enregistré à la présidence de l’assemblé nationale le 19 octobre 2000 , p96.
151
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
152
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
1
مر بها المنتوج منذ إنتاجه لغاية استهالكه،
-تتبع األثر هو إجراء بمقتضاه يتم تحديد و إيجاد أثر مختلف المراحل التي ّ
يسمى باللّغة الفرنسية ب ،La traçabilitéو للتعرف أكثر على هذا االلتزام ينظر:
و ّ
Bruno SCHIFFERS : La traçabilité, Agro Bio Tech, Belgique, 2011. www.coleacp.org
153
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
فهذا اإلجراء يساهم إلى حد كبير في تحقيق وضمان سالمة المستهلكين من خالل
مر بها المنتوج.
التعرف على كل المراحل التي ّ
المحددة والمعفية من المسؤولية الموضوعية للمنتج
ّ الفـــــــرع الثاني :اًلتفاقات
نظر لمركزه القوي مقارنة بمركز المستهلك
أن المنتج و ًا
قد ُيتص ّور في بعض الحاالت ّ
أو المستعمل لمنتجاته خاصة إذا كانت تلك المنتجات من الضروريات إذ ال يمكن االستغناء
عنها مثل المنتجات الغذائية أو الصيدالنية ،يلجأ إلى استغالل هذا الوضع ويفرض على
المتعامل معه أن يوافق على إعفائه من المسؤولية إذا ما نجم ضرر عن استعمال منتجاته،
فهل بإمكان المنتج في هذه الحالة التمسك بذلك االتفاق للتخلص من مسؤوليته على أساس
التامة في إبرام العقود مهما كانت بنودها مادام موضوعها مشروع
أن األشخاص لهم الحرية ّ
أن العقد شريعة المتعاقدين؟
ولم يمنعه القانون و ّ
يمكن اإلجابة عن هذا التساؤل باالستعانة بنص المادة 1386مكرر 15ق م ف
إن الشروط التي تستهدف إلغاء أو تحديد المسؤولية عن فعل المنتجات المعيبة
بنصهاّ ":
تعد باطلة ،وغير مكتوبة .وتعد صحيحة في حالة ما إذا كانت متعلّقة باألضرار الماسة
ّ
باألموال التي لم تستعمل من طرف المتضرر لالستهالك أو اًلستعمال الشخصي ،وكانت
تلك الشروط بين المهنيين" إذن المادة 1386مكرر 15ق م ف جاءت بمبدأ( ّأواًل)
المحددة أو الملغية للمسؤولية:
ّ ثانيا) بخصوص االتفاقات
واستثناء( ا
المحدد أو الملغي للمسؤولية الموضوعية للمنتج( كمبدأ)
ّ ّأواًل :بطالن اًلتفاق
المبدأ في المسؤولية الموضوعية للمنتجّ ،أنه ال يمكن أن يتفق المنتج مع المستعملين
بالحد أو اإلعفاء من المسؤولية المدنية ،فنص المادة 1386مكرر
ّ أو المستهلكين للمنتجات
منعا مطلقًا ،فجاءت بصيغة األمر
1/15ق م ف جعلت مثل هذه االتفاقات باطلة وممنوعة ً
ما يجعلها من النظام العام وبالتالي االتفاق على مخالفتها أو حتى تفسير أو تأويل هذه
154
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
1
-Philippe LE TOURNEAU & Loïc CADIET: Droit de la responsabilité et des contrats, op-
cit, p 1480.
2
-Raymond GUY : La responsabilité civile du fait des produits défectueux, Op- cit, p 75.
-3تنص المادة 04/05على ما يلي ":تعتبر تعسفية ،البنود التي يقوم من خاللها العون اًلقتصادي بما يأتي -:التخلي
عن مسؤوليته بصفة منفردة ،بدون تعويض المستهلك في حالة عدم التنفيذ الكلي أو الجزئي أو التنفيذ غير
يحدد العناصر األساسية
مؤرخ في 10سبتمبر ّ ،2006 الصحيح لواجباته" ينظر :مرسوم تنفيذي رقم ّ 305 -06
للعقود المبرمة بين األعوان اًلقتصاديين و المستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية ،ج.ر.ع 56الصادرة في 11
سبتمبر .2006
4
عدة بنود من شأنه اإلخالل الظاهر بالتوازن
-الشرط التعسفي هو كل بند أو شرط بمفرده أو مشترًكا مع بند واحد أو ّ
نقال عن:
بين حقوق و واجبات أطراف العقدً .
محمد الشريف كتّو :قانون المنافسة و الممارسات التجارية وفقًا لألمر 03 -03و القانون ،02-04منشورات
ّ
بغدادي ،الجزائر ،2010 ،ص.121
155
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
1
-Philippe LE TOURNEAU & Loïc CADIET : Droit de la responsabilité et des contrats,
op-cit, p 1480.
156
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
-1إذ بدأ التأمين اإللزامي على مسؤولية صاحب العمل لمصلحة عماله ،ثم المسؤولية عن حوادث السيارات لمصلحة
الغير المضرور ،ثم اتسع نطاق التأمين اإلجباري عن المسؤولية المدنية في فرنسا و كذا العديد من الدول ليغطي كافة
أوجه النشاط و المهن الحرة لمصلحة المتعاملين مع ممارسي تلك األنشطة و المهن .للتفصيل أكثر راجع:
أحمد جمال الدين موسى :آفاق التأمين الخاص و االجتماعي في دول العالم الثالث ،المجلّة العلمية لجامعة بيروت
العربية ،ع ،2007 ،02ص .191
157
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
بجانبها السلبي ما يعرضه لإلعسار واإلحراج لعجزه عن دفع ما تولّد عن مسؤوليته ،هذا ما
دفع بالعديد من التشريعات منها التشريع الجزائري للتدخل وجعل التأمين من المسؤولية
اميا ورتب جزاءات عند مخالفة هذا االلتزام ،وللتعرف أكثر
المدنية عن فعل المنتجات إلز ً
األول) وكذا لنطاق التأمين من
سنتعرض بداية للتعريف بها( الفرع ّ
ّ على هذه اآللية
المسؤولية سواء من حيث األشخاص أو من حيث المنتجات( الفرع الثاني)
األول :التعريف بآلية التأمين من المسؤولية عن فعل المنتجات
الفرع ّ
إن ّأول ما يعنينا عند تناول عنصر التأمين من المسؤولية عن فعل المنتجات هو
ّ
تحديد أسباب ظهوره باعتباره نتيجة مباشرة لظروف كانت سائدة في أغلب دول العالم منها
ثانيا) مع إبراز أهم خصائصه( ٍ
فرنسا والجزائر( ّأواًل) للولوج بعدئذ لتعريف عقد التأمين( ا
ابعا) بغية التعرف عن آلية التأمين من المسؤولية
ثالثاا) وكذا ألهم المبادئ التي يقوم عليها( ر ا
عن فعل المنتجات عن كثب.
ّأواًل :أسباب ظهور آلية التأمين من المسؤولية المدنية عن فعل المنتجات
شهدت المجتمعات خاصة في أوروبا وأمريكا تحوالت اقتصادية واجتماعية
ومهنية ،أثّرت على الوضع القانوني للدول باألخص القواعد المنظمة لنظام المسؤولية
التوصل لتقرير
ّ المدنية ،ما استلزم التفكير بالتوسيع من نطاق هذه األخيرة والدليل على ذلك
مسؤولية مدنية للمنتج قائمة على عنصري العيب والضرر والتخلص من عنصر الخطأ،
أوضاعا استدعت بصفة أساسية
ً التطور في مجال المسؤولية المدنية هو الذي ولّد
ّ وكان هذا
ظهور آلية التأمين من المسؤولية 1وهذه األوضاع أو األسباب تتمثل فيما يلي:
Gilles BENEPLANC : Quelle assurance responsabilité civile pour demain?, atelier01, les
entretiens de l’assurance, Fédération française des sociétés d’assurances, 1999 p01.VOIR :
www.FFSA.FR Consulté le 23 janvier 2014.
-1قــــادة شهيــــــــدة :المسؤولية المدنية للمنتج ،مرجع سابق ،ص .307
159
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
تأمينا عن
ً ليس كتأمين عن الضرر ولمصلحة المسؤول عنه ،بل األولى اعتباره
1
الحوادث ولمصلحة المضرور"
" التأمين عقد يلتزم المؤمن بمقتضاه أن يؤدي إلى المؤمن له أو إلى المستفيد الذي
اشترط التأمين لصالحه مبل اغا من المال أو إيرادا أو أي عوض مالي آخر في حالة وقوع
المبين بالعقد و ذلك مقابل قسط أو أية دفعة مالية أخرى يؤديها
ّ الحادث أو تحقق الخطر
المؤمن له للمؤمن"
وهو نفس التعريف الوارد بالمادة الثانية من قانون التأمين الجزائري والتي تنص:
" إن التأمين في مفهوم المادة 619من القانون المدني ،عقد يلتزم المؤمن
بمقتضاه بأن يؤدي إلى المؤمن له أو الغير المستفيد الذي اشترط التأمين لصالحه مبل اغا
المبين في العقد وذلك
ّ ادا أو أي أداء مالي آخر في حالة تحقق الخطر
من المال أو إير ا
مقابل أقساط أو ّأية دفوع مالية أخرى"
بأنه:
نعرف عقد التأمين من المسؤولية عن فعل المنتجات ّ
وبطريق القياس ،يمكن أن ّ
مبلغا من المال كتعويض عن
عقد تلتزم بمقتضاه شركات التأمين أن تؤدي للغير المضرور ً
جراء استعمال منتوج معيب طرحه المنتج للتداول ،مقابل قسط أو أية
الضرر الذي لحقه من ّ
المبين في العقد.
دفعة مالية أخرى يؤديها هذا األخير حالة تحقق الخطر ّ
نوعا من أنواع التأمين عن األضرار
يختص التأمين من المسؤولية المدنية باعتباره ً
سلبيا
عنصر ً
ًا بضمان مسؤولية المؤمن له في الدعاوي التي يباشرها الغير ضده ،إذ يضمن
161
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
الذمة المالية للمسؤول 1وهو دين المسؤولية لذا أطلق جانب من الفقه على هذا النوع من
من ّ
الذمة المالية.2
التأمين تسمية تأمين ّ
من هذا التعريف يمكن أن نستخلص أهم خصائص عقد التأمين من المسؤولية عن فعل
المنتجات:
ثالثاا :خصائص عقد التأمين من المسؤولية عن فعل المنتجات
عدة خصائص أهمها:
يتمتّع عقد التأمين من المسؤولية عن فعل المنتجات ب ّ
أ -عقد رضائي
على غرار المشرع الفرنسي جعل المشرع الجزائري األصل في العقود الرضائية فينعقد
عقد التأمين من المسؤولية عن فعل المنتجات بمجرد ارتباط اإليجاب بالقبول دون توقفه على
معينة ،3حسب نص المادة 59ق م ج بنصها:
توافر شكلية ّ
بمجرد أن يتبادل الطرفان التعبير عن إرادتيهما المتطابقتين دون اإلخالل
ّ يتم العقد
" ّ
بالنصوص القانونية"
بأي مستند مكتوب
في حين إثباته ال يكون ّإال بالكتابة عن طريق وثيقة التأمين أو ّ
شدة تعقيده المؤمن حسب القرار الصادر من المحكمة العليا في ً 12008ا
نظر ل ّ ّ وقّعه
المتنوعة وامتداد آثاره إلى الغير المضرور.
ّ واشتماله على العديد من الشروط
1
يسمى كذلك بتأمين الديون Assurance de dettesألن الغرض من التأمين من المسؤولية المدنية هو التعويض -كما ّ
عن الضرر الذي يصيب الذمة المالية للمؤمن له حين تكون هذه الذمة المالية مثقلة بدين المسؤولية .للتفصيل أكثر
ينظر:
محمد إبراهيم :التأمين" دراسة مقارنة" ،دار النهضة العربية ،مصر ،1994 ،ص .112 جالل ّ
-2سليمان بوذيــــــاب :مبادئ القانون المدني( دراسة نظرية و تطبيقات عملية في القانون ،الحق ،الموجب و المسؤولية)،
مجد المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع ،لبنان ،2003 ،ص .71
-3بهاء بهيج شكري :التأمين من المسؤولية في النظرية في التطبيق ،مرجع سابق ،ص .122
162
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
ب-عقد احتمالي
عقد التأمين من المسؤولية عقد احتمالي ،ذلك أن أطرافه ال يعرفون على وجه التحديد
مقدار التزامات وحقوق ٍ
كل منهما ،وقد نظر المشرع الجزائري إلى عقد التأمين على أنه
احتمالي بدليل أنه كان ينظمه سابقًا بموجب الباب العاشر من القانون المدني المتعلّق بعقود
الغرر.2
ج-عقد زمني مستمر
عنصر جوهرًيا
ًا في عقد التأمين من المسؤولية المدنية عن فعل المنتجات يكون الزمن
في تنفيذه ،إذ ال يمكن أن يتم تنفيذه دفعة واحدة بمجرد انعقاده ،واّنما يتم تنفيذه بأداءات
مستمرة.
فالتزام شركة التأمين بضمان تعويض األضرار عن حوادث المنتجات المعيبة هو التزام
مستمر يبدأ منذ إبرام العقد حتى انقضائه ،وكذلك األمر بالنسبة للمؤمن له عندما يظل
ملتزما بأداء أقساط التأمين على فترات متتالية.
وما يترتب على اعتبار عقد التأمين من المسؤولية المدنية عن فعل المنتجات عقد
أن المؤمن ملزم بتعويض األضرار للغير حتى ولو وقع
تأمين من المسؤولية وعقد زمنيّ ،
مرة واحدة خالل الفترة التي يسري فيها العقد بمجرد تحقق
الخطر المؤمن منه أكثر من ّ
المسؤولية.3
-1قرار المحكمة العليا الصادر عن الغرفة المدنية ،ملف رقم 435366الصادر بتاريخ 22أكتوبر ،2008مجلّة
المحكمة العليا ،ع 02لسنة ،2008ص.117
-2عـــــــــــلي فتـــــــــاك :تأثير المنافسة على االلتزام بضمان سالمة المنتوج ،مرجع سابق ،ص .489
الطبية ،مرجع سابق ،ص
ّ -3بهاء الدين مسعود سعيد خويرة :اآلثار المترتبة على عقد التأمين من المسؤولية المدنية
.20
163
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
د-عقد إذعان
يعد عقد التأمين من المسؤولية عن فعل المنتجات عقد إذعان ،ألن إرادة أحد طرفي
ّ
العقد منعدمة أو على األقل ينحصر دورها في تحديد بنود العقد أو االلتزامات الناتجة عنه،
فليس بوسع المؤمن له سوى قبول أو رفض بنوده ،وليس بإمكانه مناقشة شروطه ولو بصورة
عامة.
وهناك من يرى بأن عقد التأمين من المسؤولية تتوافر فيه صفة اإلذعان بسبب أن
المؤمن يقوم بطباعة نماذج للعقد يضع فيها شروطه التي ال يقبل نقا ًشا فيها ،بحيث ال يكون
أمام المؤمن له سوى التسليم والقبول أو الرفض.
من جهة أخرى ،هناك من يرى أن عقد التأمين من المسؤولية المدنية بما في ذلك عقد
التأمين من المسؤولية عن فعل المنتجات ليس من عقود اإلذعان ،ألن المؤمن له يمكنه
مما ينفي صفة اإلجبار والرضوخ من جانب
رفض التعاقد واللجوء لشركة تأمين أخرى ّ
المؤمن له ،باألخص عقد التأمين اإللزامي كعقد التأمين من المسؤولية المدنية عن فعل
المنتجات ،فهو ليس من عقود اإلذعان ألن العقد مفروض على المؤمن له والمؤمن على
السواء ،بالتالي ال يكون هناك طرف قوي يفرض شروطه على الطرف اآلخر.1
لكن عقد التأمين من المسؤولية المدنية عن فعل المنتجات يبقى عقد إذعان وما القول
أن المؤمن له ،له الحرية في اختيار شركة التأمين المناسبة له هذا ال يعني سوى أنه في
يفضل اإلذعان لديها،
المتعددة الشركة التي ّ
ّ حقيقة األمر سيختار من بين شركات التأمين
والدليل على ذلك هو نص المادة 622من القانون المدني الجزائري التي أشارت إلى بطالن
الشروط التعسفية الواردة بعقد أو وثيقة التأمين دون تمييز بين أنواع التأمينات من المسؤولية
سواء كانت اختيارية أم إلزامية.1
و-عقد ملزم لجانبين
عقد التأمين من المسؤولية عقد ملزم للجانبين ،فهو عقد يرتب حقوق والتزامات متقابلة
على أطرافه بحيث يكون المؤمن له على سبيل المثال ملزم بدفع أقساط التأمين مقابل التزام
نص عليها المشرع الجزائري
المؤمن بدفع مبلغ التعويض عند تحقق الخطر ،وهذه االلتزامات ّ
في المواد 15 ،13 ،12 :من األمر رقم .07 -95
ه-عقد إلزامي
ألزم المشرع الجزائري المنتج بضرورة اكتتاب تأمين عن مسؤوليته المدنية من خالل
سنبين
ّ ألهمية هذا العنصر
ّ نظر
قانون التأمين ورتّب جزاء عند مخالفة هذا االلتزام ،و ًا
النصوص القانونية المؤ ّكدة على إلزاميته وكذا للجزاء المترتب عند مخالفته:
-1النصوص القانونية المؤكدة على إلزامية التأمين من المسؤولية المدنية عن المنتجات
أوجب المشرع الجزائري كل متدخل بضرورة اكتتاب تأمين لتغطية مسؤوليته المدنية
المهنية عن األضرار التي تسببها منتجاته؛ حيث تنص المادة 1/168من األمر رقم -95
المتمم:
المعدل و ّ
ّ 07
" يجب على كل شخص طبيعي أو معنوي يقوم بصنع أو ابتكار أو تحويل أو تعديل
معدة لالستهالك أو لالستعمال ،أن يكتتب تأمي انا لتغطية مسؤوليته المدنية
أو تعبئة مواد ّ
المهنية تجاه المستهلكين والمستعملين وتجاه الغير"
أشارت في فقرتها األخيرة إلى صدور تنظيم ،لذا صدر المرسوم التنفيذي رقم -96
المحدد لشروط التأمين وكيفياته في مجال المسؤولية المدنية عن المنتجات ،1مع التنويه
ّ 48
أن المشرع الجزائري قبل إصدار هذا القانون ،وفي قانون التأمين رقم 07 -80الصادر في
نص في مادته 103على إلزامية التأمين على المسؤولية المدنية
09جويلية 1980كان قد ّ
المعدة لتغذية األنعام أو للعالج الطبي ،فألزم المؤسسات القائمة
ّ المترتّبة عن المنتجات
تأمينا من العواقب التي قد تلحق
ً بوضع وتغيير وتحويل وتكييف تلك المنتجات أن تعقد
بمستعمليها وكذلك األمر بالنسبة لمستوردي هذه المنتجات.2
نستنتج أن المشرع الجزائري ّبين ّنيته في جعل التأمين من المسؤولية المدنية عن فعل
اميا ،فاعتبر آلية التأمين بمثابة مبدأ قانوني ال يمكن تجاوزه أو التشكيك فيه كما
المنتجات إلز ً
أن هذه اإللزامية تشمل كل المنتجات وكافة المتدخلين ما يد ّل على التوسيع من دائرة
التعويض لضحايا حوادث المنتجات.
و ربما نتساءل عن موقف المشرع الفرنسي في هذا الصدد هل نظم قواعد خاصة
بالتأمين من المسؤولية عن فعل المنتجات أم ال؟
بالرغم من أهمية التأمين في مجال حوادث االستهالك ّإال ّأنه ال يوجد في التشريع
اما بالتأمين على مسؤوليتهم
الصناع والمنتجين التز ً
ّ الفرنسي نص يفرض وبصفة عامة على
أن هذا الحكم ينسحب حتى على المنتجات الخطرة ذات االستهالك المكثّف كالمواد
بل ّ
الصيدالنية والكيميائية ،3بالتالي فبالرغم من نص المشرع الفرنسي على التأمين عن
المسؤولية المدنية لبعض المهنيين ّإال ّأنه لم ينص على التأمين من المسؤولية عن فعل
المنتجات.
1
يحدد شروط التأمين و كيفياته في مجال" المسؤولية
-مرسوم تنفيذي رقم 48 -96المؤرخ في 17جانفيّ ،1996
المدنية عن المنتجات" ،ج.ر.ع 05الصادرة في 21جانفي .1996
2
األول ،ديوان
-إبراهيم أبو النجا :التأمين في القانون الجزائري( األحكام العامة طبقًا لقانون التأمين الجديد) ،الجزء ّ
المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1983 ،ص .39
-3قـــــــــــــــــــادة شهيدة :المسؤولية المدنية للمنتج ،مرجع سابق ،ص .311
166
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
فإبرام المؤسسات اإلنتاجية لعقود التأمين من المسؤولية عن فعل المنتجات أمر غير
مفروض عليهم بموجب نصوص قانونية كما هو الوضع في الجزائر ،فاألمر متروك لها
بالتأمين عن المخاطر المترتبة عن مسؤوليتهم المدنية ولتقييمهم وتقديرهم الذاتي للمخاطر،
طبعا بمساعدة شركات التأمين خاصة وأن المبدأ العام في هذا الشأن هو حرّية التعاقد.1
ً
-2جزاء اإلخالل بإلزامية التأمين من المسؤولية المدنية عن المنتجات
إن صيغة اإللزام التي جاء بها نص المادة 168من األمر رقم 07 -96يجعلها ذات
ّ
طبيعة آمرة ال يجوز االتفاق على مخالفتها ،لذا قام المشرع الجزائري بتقرير جزاء في حالة
عدم االمتثال لهذا االلتزام ،إذ تنص المادة 1/184من األمر السالف الذكر:
" يعاقب على عدم اًلمتثال إللزامية التأمين المشار إليها في المواد من 163إلى
172و 174بغرامة مالية يتراوح مبلغها بين 5.000د ج و 100.000د ج"
إ ّن الجزاء المترتب في حالة اإلخالل بإلزامية إبرام عقد التأمين من المسؤولية المدنية
عن المنتجات يتمثّل في غرامة مالية فقط قدرها 5.000دج إلى 100.000دج ،ما يجعل
اءا
هذا الجزاء ذو طابع رمزي وليس بجزاء حقيقي ،بالتالي كان على المشرع أن يضع جز ً
أكثر صرامة فرغم التعديل الذي أجراه على قانون التأمينات في ّ ،2007إال ّأنه لم يقم بالرفع
من مقدار الغرامة خاصة مع العلم أن هذا التأمين يمثل التزام على عاتق المؤسسات
باحا طائلة من النشاط الذي تمارسه ،بالتالي ال تشعر بمقدار هذه
اإلنتاجية التي تدخل أر ً
الغرامة ما يدفعها لعدم االمتثال لهذا االلتزام .كما أشارت الفقرة الثانية من نفس المادة إلى
قيام المسؤول باكتتاب تأمين عن مسؤوليته المدنية.
ولع ّل الحل الذي يمكن اقتراحه في هذه المسألة هو قيام المشرع الجزائري باشتراط إبرام
عقد التأمين مع شركات التأمين قبل مزاولة النشاط االقتصادي للمؤسسات المنتجة وا ّال تُمنع
من مزاولة النشاط ،وان زاولته فيكون بصورة غير مشروعة.
النية
ي-عقد من عقود حسن ّ
يعتبر مبدأ حسن النية من المبادئ العامة التي تسري على جميع العقود طبقًا لنص
نظر للخصوصية التي يتمتّع بها عقد التأمين فإن حسن النية يلعب
المادة 824ق م ج ،و ًا
دور في انعقاده و تنفيذه 1أكبر من الدور الذي يقوم به في أي عقد آخر ،فعند إبرام عقد
ًا
المؤمن له عن ماهية
ّ المؤمن في قبوله على صحة البيانات التي يدلي بها
ّ التأمين يرتكز
يتوجب أن تتوفر مقومات الصدق والن ازهة عند اإلدالء
الخطر والظروف المحيطة به ،لذلك ّ
المؤمن له االمتناع عن كل ما من شأنه
ّ بتلك البيانات ،وعند تنفيذ عقد التأمين يجب على
يؤدي حدوثه إلى زيادة
المؤمن بكل ظرف ّ
ّ أيضا التزام بإخطار
زيادة الخطر ،ويقع عليه ً
درجة احتماالت وقوع الخطر أو زيادة درجة جسامته؛ فهذا المبدأ يطغى على عقد التأمين
يفسر بطالنه إذا أدلى المؤمن له ببيانات
من المسؤولية عن فعل المنتجات ،األمر الذي ّ
يبرر سقوط حق المؤمن
النية هو الذي ّ
ضده ،كما أن مبدأ حسن ّ
كاذبة عن الخطر المؤمن ّ
له في التعويض إذا قام بعمل أو امتنع عن القيام بعمل أو إذا كان العمل أو االمتناع
النية ،مع اإلشارة أن هذه القاعدة تسري كذلك على المؤمن.2
يتعارض مع مقتضيات حسن ّ
1
المعمقة في
ّ محمد الهيني :الحماية القانونية للطرف الضعيف في عقد التأمين البري ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا
ّ -
محمد بن
القانون الخاص فرع" قانون المنافسة واالستهالك" كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة سيدي ّ
عبد اللّه ،المغرب ،2006 ،ص .15
2
محمد الهيني :مرجع نفسه ،ص .15
ّ -
168
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
1
فمثال المشرع
-اختلفت التشريعات في تقرير الجزاء المترتب على اإلخالل بواجب االلتزام بحسن النية و مقتضياتهً ،
أما التشريع األردني
أقر ببطالن عقد التأمين سيان في ذلك كون اإلخالل قد حصل بسوء نية أم بحسن نيةّ ، اإلنجليزي ّ
أما إذا كان اإلخالل
للمؤمن بطلب فسخ العقد و االحتفاظ بقسط التأمين إذا كان اإلخالل بسوء ّنيةّ ،
ّ فقد أعطى الحق
للمؤمن له من قسط التأمين الجزء المقابل للفترة التي لم تنقض من فترة سريان العقد.
ّ المؤمن أن يعيد
ّ بحسن نية ،فعلى
نقال عن:
ً
بــــهاء بهيج شكري :التأمين من المسؤولية في النظرية و التطبيق ،مرجع سابق ،ص .128
المدة التي ال يسري
المؤمن له جزء من القسط عن ّ
ّ عدة جزاءات تدور حول الفسخ مع إعادة
فأقر ّ
أما المشرع الجزائريّ ،ّ
فيها عقد التأمين ،أو اإلبطال ،أو تخفيض التعويض في حدود الضرر الفعلي .ينظر=:
169
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
مع اإلشارة أن واجب التصريح يقوم على أساس أن طالب التأمين هو الطرف الوحيد
عالما بكل الظروف المحيطة بمحل التأمين والتي من شأنها أن
الذي يعلم أو يجب أن يكون ً
ملزما بأن
تزيد في فرص تحقق الحوادث المطلوب التأمين منها ،لذا يكون طالب التأمين ً
علما بها.1
المؤمن ً
ّ يحيط
ب-مبدأ التعويض
يعد عقد التأمين من المسؤولية عن فعل المنتجات عقد تأمين تعويضي ،ألن الهدف
المؤمن له عن الخسارة التي تلحقه نتيجة الحكم عليه بمبلغ
ّ األساسي للعقد هو تعويض
التعويض المستحق للضحية.2
وهذا المبدأ يمكن أن يستنبط من نص المادة الثانية من المرسوم التنفيذي رقم -96
48التي تنص:
المسمى« المسؤولية المدنية عن المنتجات» طبقاا للتشريع
ّ " يضمن التأمين
المعمول به ،المستهلكين والمستعملين وغيرهم من اآلثار المالية المترتبة على مسؤولية
المؤمن له المدنية المهنية بسبب األضرار الجسمانية المادية والمالية التي تتسبب فيها
ّ
المنتجات"
المؤمن له(
ّ يقصد بالتعويض في التأمين من المسؤولية عن فعل المنتجات هو أن يعاد
المؤمن منه إلى نفس مركزه المالي الذي كان عليه قبل
ّ المنتج) بموجبها عند تحقق الخطر
تحقق الخطر ،بقدر تعلّق األمر بالخسارة التي لحقت به ال أكثر وال أقل.3
ج-المصلحة التأمينية
يشترط لنفاذ جميع أنواع عقود التأمين بما فيها عقد التأمين من المسؤولية المدنية عن
للمؤمن له مصلحة تأمينية في الشيء المطلوب التأمين عليه،
ّ فعل المنتجات أن تكون
والمقصود بالمصلحة التأمينية أن تكون له عالقة مالية مشروعة بهذا الشيء بحيث يخسر
باطال ،مع
ً بهالكه أو تضرره وينتفع بسالمته ،فإذا انعدمت هذه المصلحة وقع عقد التأمين
أن المصلحة التأمينية في عقود التأمين من المسؤولية هي مصلحة ذات طابع
اإلشارة ّ
اقتصادي باعتباره تأمين من األضرار.1
جعل المشرع الجزائري المبدأ في محل التأمين أن يكون مصلحة اقتصادية مشروعة
ال تتعارض مع النظام العام واآلداب 2حسب نص المادة 621ق م ج بنصها:
محال للتأمين كل مصلحة اقتصادية مشروعة تعود على الشخص من دون
" تكون ا
معين"
وقوع خطر ّ
د-مبدأ الحلول
المؤمن له بعد
ّ المؤمن محل
ّ من القواعد األساسية في نظام التأمين عامة ،أن يحل
دفعه قيمة التعويض ،في الرجوع على المتسبب بوقوع الحادث إن ُو ِجد ،كي يسترد منه ما
المؤمن له من اإلثراء على حساب
ّ للمؤمن له من تعويض ،والسبب في ذلك هو منع
ّ دفعه
كامال ،غير أن هذا المبدأ
تعويضا ً
ً عوض عن الضرر الذي أصابه
المؤمن بعد أن يكون قد ّ
ّ
المؤمن له هو
ّ يطبق على إطالقه في التأمين من المسؤولية ،ألن الغالب فيه أن يكون
ال ّ
-1عبد الرزاق أحمد السنهوري :الوسيط في شرح القانون المدني الجديد( عقود الغرر) ،مرجع سابق ،ص .1155
-2عــــــــــــــــــــــالوة بشـــــــــــــــــــــــوع :التأمين اإللزامي من المسؤولية المدنية عن حوادث السيارات في الجزائر ،مذكرة لنيل
شهادة الماجستير في القانون الخاص ،كلية الحقوق ،جامعة منتوري ،قسنطينة ،2006 ،ص .284
171
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
للمؤمن حق الرجوع
ّ تصور أن يكون
المتسبب في قيام مسؤوليته تجاه الشخص الثالث ،فال ُي ّ
ّ
عليه السترداد ما دفعه له من تعويض.1
الفرع الثاني :نطاق التأمين من المسؤولية المدنية عن فعل المنتجات
تتحدد
ّ معين ،بموجبه
للتأمين من المسؤولية المدنية عن فعل المنتجات نطاق ّ
سنبين نطاق التأمين من حيث األشخاص
ّ األشخاص وكذا المنتجات محل الضمان ،لذا
ثانيا)
( ّأواًل) وبعدها لنطاق التأمين من حيث المنتجات( ا
ّأواًل :نطاق التأمين من حيث األشخاص
إن األشخاص التي تدخل في نطاق التأمين من المسؤولية المدنية عن فعل المنتجات
ّ
تشمل تلك الملتزمة بالتأمين والمستفيدة منه.
تنص المادة 1/168من األمر رقم ،07-95سالف الذكر:
" يجب على كل شخص طبيعي أو معنوي يقوم بصنع أو ابتكار أو تحويل أو تعديل
معدة لالستهالك أو لالستعمال ،أن يكتتب تأمي انا لتغطية مسؤوليته المدنية
أو تعبئة مواد ّ
المهنية تجاه المستهلكين والمستعملين وتجاه الغير"
فالملتزم بإبرام عقد التأمين مع شركات التأمين هو كل شخص طبيعي أو معنوي يتّخذ
معدة لالستهالك أو لالستعمال،
موزع ومستورد لمواد ّ
معبءّ ،
ّ معدل،
صفة صانع ،مبتكرّ ،
وسع من دائرة األشخاص الملزمة بإبرام عقد التأمين ،إذ ألزم
فالمشرع بموجب قانون التأمين ّ
كل من يتدخل في عملية الوضع لالستهالك أن يبرم عقد تأمين عن مسؤوليته المدنية بشأن
معنويا.
ً طبيعيا أو
ً شخصا
ً فعل منتجاته المعيبة سواء كان
-1بـــــــــــــــــــــهاء بهيج شكـــــــري :التأمين من المسؤولية في النظرية و التطبيق ،مرجع سابق ،ص .131
172
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
المؤمن لصالحهم ،فآلية التأمين تغطي كافة األضرار التي تلحق المستهلكين أو
ّ أما
ّ
1
وسع كذلك من مجال األشخاص الذين يغطي
المستعملين للمنتوج أو الغير ،فالمشرع إ ّذن ّ
التأمين المسؤولية المدنية المهنية اتجاههم لضمان حماية أكبر للمتضررين.2
ثانيا :نطاق التأمين من حيث المنتجات
ا
تنص المادة الثانية من التأشيرة الخاصة بالشركة الوطنية للتأمين واعادة التأمين على
ما يلي:
للمؤمن نتيجة
ّ المؤمن األضرار المادية الناتجة عن المسؤولية المدنية
ّ " يضمن
جراء المنتجات المعيبة
لألضرار الجسدية والمادية والمعنوية التي تصيب الغير من ّ
3
المسلّمة"
من خالل نص هذه المادة نخلص للقول ّأنه يدخل في نطاق التأمين من المسؤولية
المدنية عن فعل المنتجات كل المنتجات المسلّمة دون غيرها بمعنى؛ اشتراط عملية التسليم
أي منتوج في عملية الضمان.
لكي يدخل ّ
1
عرفتها المادة األولى الفقرة الرابعة من التأشيرة الخاصة
ّ la livraison عملية التسليم
و ّ
بأنها:
بالشركة الوطنية للتأمين واعادة التأمين ّ
1
تعرضه لتعريف المستهلك في القانون رقم 03-09المتعلّق بحماية المستهلك و قمع الغش،
إن المشرع الجزائري عند ّ
ّ -
أن المشرع
أن المستهلك هو المقتني للمنتوج ،لذا يمكن القول ّ
يميز بين المستهلك و المستعمل بل أشار فقط إلى ّ
لم ّ
ميز
فإن األمر رقم 07-95في المادة ّ 168
بذلك أدرج كل من المستعمل و المستهلك ضمن المقتنين ،و بخالف ذلك ّ
بين المستهلك و المستعمل.
-2نوال شعباني( حنين) :التزام المتدخل بضمان سالمة المستهلك في ضوء قانون حماية المستهلك و قمع الغش ،مرجع
سابق ،ص .153
-3إذ جاء نص المادة باللّغة الفرنسية على النحو التالي:
« L’Assureur garantit les conséquences pécuniaires de la responsabilité civile incombant à
l’Assuré, en raison des dommages corporels, matériels et pécuniaires indirects causés au
tiers et aux acquéreurs, exclusivement par les produits désignés aux Conditions
» Particulières, après leurs livraison
173
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
1
عرف المشرع الجزائري عملية التسليم في القانون المدني بالمادة 1/367بنصها ":يتم التسليم بوضع المبيع تحت ّ -
ماديا ،مادام البائع قد أخبره بأنه
تسلما ً
تصرف المشتري بحيث يتم ّكن من حيازته و االنتفاع به دون عائق و لو لم يتسلّمه ً
عرف المشرع
مستعد لتسليمه بذلك و يحصل التسليم على النحو الذي يتفق مع طبيعة الشيء المبيع" إذن في هذه المادة ّ
يعرفه بصورة عامة.
عملية التسليم في عقد البيع و لم ّ
-2جاء نص المادة باللّغة الفرنسية على النحو التالي:
« LIVRAISON : La remise effective par l’Assuré d’un produit à un client ou à un tiers, à titre
onéreux ou même gracieux, dés lors que cette opération fait perdre à l’Assuré son pouvoir
» d’usage, de contrôle et de direction sur ledit produit
3
- Guido ALPA : Le nouveau régime juridique de la responsabilité du producteur en Italie et
l’adaptation de la directive communautaire, op.cit, p 81.
174
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
1
األول من الكتاب الثاني الخاص بالتأمينات
-ينظر :القسم الثالث تحت عنوان :التأمين في مجال البناء الوارد بالفصل ّ
متمم ،مرجع سابق.
معدل و ّ
اإللزامية من األمر رقم 07 -95المتعلّق بالتأميناتّ ،
-2قادة شهيدة :المسؤولية المدنية للمنتج ،مرجع سابق ،ص .319
-3قادة شهيدة :مرجع نفسه ،ص .319
175
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
بحقه ،ويقوم بدفع قيمة التعويض عن تلك األضرار ،لكن ليس بصورة مطلقة بل هناك
تعوض عنها شركة التأمين( ّأو اًل) وأضرار أخرى تقصيها من التعويض العتبارات
أضرار ّ
ثانيا)
معينة( ا
ّأواًل :التبعات المالية المضمونة من قبل شركة التأمين
تضمن شركة التأمين التبعات المالية الناجمة عن:
األضرار الجسدية ،المادية و المالية أ-
تنص المادة 56من األمر رقم 07 -95سالف الذكر ،على ما يلي:
المؤمن له المدنية بسبب األضرار
ّ المؤمن التبعات المالية المترتبة على مسؤولية
ّ " يضمن
الالحقة بالغير"
وتضيف المادة الثانية من المرسوم التنفيذي رقم 48-96سالف الذكر ،على ما يلي:
المسمى" المسؤولية المدنية عن المنتجات" طبقاا للتشريع المعمول به،
ّ " يضمن التأمين
المستهلكين والمستعملين وغيرهم من اآلثار المالية المترتبة عن مسؤولية المؤمن له
تتسبب فيها المنتجات"
ّ المدنية المهنية بسبب األضرار الجسمانية ،المادية والمالية التي
المؤمن يع ّوض كل المستهلكين ،المستعملين وكذا الغير
ّ فمن هذه المواد نستخلص أن
الماسة بهم سواء الجسدية ،المادية أو المالية.
ّ المتضررين من المنتجات عن األضرار
ولكي تغطّي شركة التأمين هذه األضرار يشترط أن توجد هناك مطالبة ،فإذا تضرر
للمؤمن له أو
ّ مستهلك أو مستعمل أو الغير من منتوج معيب ولم يطالب بحقّه ،فال يمكن
عائلته أو أحد خلفه المطالبة بمبلغ التعويض إذ تنص المادة 59من األمر السالف الذكر:
المؤمن أو بجزء منهّ ،إًل الغير المتضرر أو ذوو حقوقه ما
ّ " ًل ينتفع بالمبلغ الواجب على
دام هذا الغير لم يستوف حقه في حدود المبلغ المذكور من النتائج المالية المترتبة عن
المؤمن له"
ّ سبب مسؤولية
الفعل الضار الذي ّ
177
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
1
-Visa n°146 M.F/DGT/DASS, op-cit.
2
- Art 2 al 01 du visa n° 146 dispose que :
« DOMMAGE CORPOREL : Toute atteinte corporelle et tout préjudice moral consécutif
(décès, lésion et autre préjudice direct ou indirect en résultant y compris le « pretium
doloris » ou pris de la souffrance et les préjudices esthétique et d’agrément) affectant
l’intégrité physique ou moral d’une personne physique et provenant d’un événement
» accidentel garanti par la police
178
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
ج-المصاريف القضائية
نصت عليه المادة 57من األمر رقم ،07-95سالف الذكر:
و هو ما ّ
المؤمن المصاريف القضائية الناجمة عن ّأية دعوى تعود مسؤوليتها إلى
ّ يتحمل
ّ "
المؤمن له إثر وقوع حادث مضمون"
ّ
المؤمن له على مبلغ الضمان ،بتدخل شركة التأمين لدفع المبلغ المالي
ّ يتحصل
ّ
المترتّب عن قيام مسؤوليته اتجاه الغير ،إذا توفّرت مجموعة من الشروط هي:
-القيام بكافة االلتزامات المنصوص عليها في المادة 15وما يليها من األمر رقم
،07 -95
المؤمن له بالمسؤولية أو إجرائه لمصالحة مع الغير ،إذ
ّ -عدم اعتراف أو إقرار
تنص المادة 58من نفس األمر:
المؤمن بأي اعتراف بالمسؤولية وًل بأية مصالحة خارجة عنه،
ّ " ًل يحتج على
يعد اًلعتراف بحقيقة أمر إق ار ار بالمسؤولية"
وًل ّ
لتجنب األضرار
المؤمن له باتخاذ كل اإلجراءات الكفيلة لحماية المنتجات و ّ
ّ -التزام
نصت عليه المادة الرابعة من المرسوم التنفيذي رقم .48 -96
حسب ما ّ
المحدد في
ّ إذا ما توافرت كل هذه الشروط تقوم شركة التأمين بدفع مبلغ التعويض
تطبق
المؤمن هذا األجل ّ
ّ العقد وفي األجل المتّفق عليه للغير المضرور ،واذا لم يحترم
عدلة
العقوبة المنصوص عليها في المادة 14من األمر رقم 07 -95سالف الذكر الم ّ
المتممة بالمادة 03من القانون رقم 04 -06التي تنص:
و ّ
المحددة في
ّ " إذا لم يدفع التعويض المذكور في المادة 13أعاله ،في اآلجال
الشروط العامة لعقد التأمين ،يحق للمستفيد طلب هذا التعويض بإضافة الفوائد عن كل
يوم تأخير ،على نسبة إعادة الخصم".
179
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
-1علي فتاك :تأثير المنافسة على االلتزام بضمان سالمة المنتوج ،مرجع سابق ،ص .496
2
-Art L113-1 al 02 du code des Assurances dispose que : « Toutefois, l’assureur ne répond
pas des pertes et des dommages provenant d’une faute intentionnelle ou dolosive de
» l’assuré
3
- Philippe LE TOURNEAU& Loïc CADIET : Droit de la responsabilité et des contrats,
op.cit, p 715, voir aussi :
Patrick RUBISE: L’assurance des risques techniques, 02 ème édition, L’ARGUS, Paris,
1999, p 39.
180
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
أما األمر الثاني فيرجع الستقرار رأي الفقه والقضاء في فرنسا على اعتبار الضرر بهذه
ّ
تحمل المؤسسة عبء
المؤسسة أو ممثلها القانوني ،بما يتالزم معه ّ
ّ مسير
صادر من ّ
ًا الصفة
تبعة هذا الفعل العمدي الضار ،ولها الرجوع عليه فيما بعد.1
أما المشرع الجزائري فاستبعدها بموجب المادة 1 /102من األمر رقم 07 -95
ّ
سالف الذكر ،التي تنص:
المتعمدة أو
ّ المؤمن له
ّ " ًل يضمن المؤمن األخطار اآلتية وعواقبها - :أخطاء
الجسيمة" .2
تقابل هذه المادة ،المادة 1/04من التأشيرة 146الخاصة بالشركة الوطنية للتأمين
و إعادة التأمين وبالتالي إذا كان سبب الضرر راجع إلى خطأ عمدي ارتكبه المنتج ،فال
يضمن عقد التأمين األضرار الناجمة عنه ،دون األخطاء العمدية المرتكبة من تابعيه،
نص
أن المشرع الفرنسي في المادة 13من قانون التأمين الفرنسي ّ
على العكس من ذلك نجد ّ
المتعمدة( المنتج) وكذا التابعين له.
ّ المؤمن له
ّ على استبعاد أخطاء
ب-األضرار الناتجة عن العيب الذاتي للمنتوج
إن األضرار الناتجة عن العيب الذاتي للمنتوج تدخل ضمن األضرار التجارية وال
ّ
نصت
تعوض عنها شركة التأمين ،ما يتماشى مع طبيعة المسؤولية الموضوعية للمنتج إذ ّ
ّ
181
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
1
-Philippe LE TOURNEAU & Loïc CADIET : Droit de la responsabilité et des contrats, op-
cit, p 716.
182
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
التطور العلمي
ّ ثالثاا :مدى جواز التأمين على مخاطر
سببا
التطور العلمي لم يقتصر في مدى اعتبارها ً
ّ إن الخالف الذي ثار بشأن مخاطر
ّ
من أسباب اإلعفاء من المسؤولية وحسب ،بل شمل كذلك إمكانية وعدم إمكانية التأمين
نظر لحداثة الفكرة وعدم التعاطي معها من قْبل في النصوص القانونية.
عليها ًا
أن مخاطر التطور العلمي مقصية من الضمان بموجب
ففي التشريع الفرنسي نجد ّ
لتخوف شركات التأمين من تغطية
عقود التأمين من المسؤولية ولع ّل السبب في ذلك راجع ّ
محددة بصورة مسبقة ،1عكس القضاء الذي أشار إلى إمكانية إدراج مثل هذه
مخاطر غير ّ
المخاطر في عقود التأمين إذا ما تسببت في حدوث أضرار بليغة ،2بشرط التحديد
والتعيين.3
يخص موقف المشرع الجزائري بشأن إبرام عقد تأمين المسؤولية المدنية عن تعيب
ّ فيما
يبينه ،إذ نجد قانون التأمين لم يؤ ّكد ال إدخاله وال
المنتجات على مثل هذا الخطر ،فلم ّ
استبعاده من نطاق الضمان.
و يرى األستاذ علي فتّاك ّأنه وفقًا للقواعد العامة في التأمين ،يمكن أن يشمل هذا
فمثال المادة 07
التطور العلمي ما دام ّأنها ال تتعارض مع أحكامهاً ،
ّ األخير حتى مخاطر
كتابيا وأن
ً من األمر رقم ،07-95سالف الذكر نصت على ضرورة تحرير عقد التأمين
يتضمن في بياناته طبيعة المخاطر المضمونة دون تبيانه لهذه األخيرة ،ما يدل على إمكانية
ّ
ضمان عقد التأمين مثل هذه المخاطر ،لكن التأكد بأن هذه المخاطر لن يكون بتطبيق
1
-Yves BRISSY : Quelle assurance responsabilité civile pour demain?, les entretiens de
l’assurance, atelier01, Fédération française des sociétés d’assurances, 1999 p05.VOIR :
www.FFSA.FR Consulté le 23 janvier 2014.
2
-Patrick THOUROT: Le risque de développement, Scor papers, n° 11, décembre 2010, p 06.
3
- Livre blanc de l’Assurance Responsabilité Civile, direction du marché des risques
d’entreprises, Département Responsabilité Civile – crédit caution-,12 septembre 2000, p30.
183
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
القواعد العامة للتأمين مستبعدة في إطار ضمان هذا العقد ،ال يعني ّأنه سيكون مغطّى بها
المؤمن بذلك طبقًا للمادة 15من
ّ يتم إعالن
تلقائيا وفي كل األحوال ،إذ يستلزم األمر أن ّ
ً
تعرض للجزاءات المنصوص عليها في المادتين 19و 21من
األمر السالف الذكر وا ّال ّ
نفس األمر.1
جد مهم في نص المادة 2/02من التأشيرة رقم 146الخاصة بالتأمين من
ورد حكم ّ
المسؤولية المدنية عن المنتوج المسلّم إذ نصت على ضمان شركة التأمين لألضرار التي
المؤمن له سواء بارتكابه لخطأ غير عمدي ،أو بسبب عيب
ّ يرجع سببها لفعل صدر عن
خفي أو خلل تقني في المنتوج وغيرها من األسباب ،لتأتي بعدها الفقرة الرابعة من نفس
2
بأنه كل حالة تقنية غير عادية وغير ظاهرة و التي لم تسمح المعارف
تعرف الخلل ّ
المادة و ّ
التقنية والعلمية السارية باكتشافها عند إبرام عقد التأمين من المسؤولية عن المنتوج المسلّم.
التطور العلمي وبالتالي إمكانية التعويض عنها
ّ ينطبق هذا التعريف مع وصف مخاطر
من الناحية الواقعية في الجزائر حسب نظام الداخلي للشركة الوطنية للتأمين واعادة التأمين
.CAAR
الفرع الثاني :تدخل آليات التعويض الجماعية في حالة عدم قيام المسؤولية
تعتبر المسؤولية المستحدثة للمنتج آلية تعويضية لضحايا حوادث المنتجات المعيبة
عندما تتوفر كل عناصرها من عيب ،ضرر وعالقة سببية بينهما ،خاصة مع ضمانها عن
طريق نظام التأمين ،بمفهوم المخالفة ال تكون مسؤولية المنتج كآلية لتعويض الضحايا في
-1علي فتاك ،تأثير المنافسة على االلتزام بضمان سالمة المنتوج ،مرجع سابق ،ص .498
-2جاء نص المادة باللّغة الفرنسية على النحو التالي:
« Est considéré malfaçon ou vice cachés, à ce titre, tout défaut ou toute anomalie technique
non apparents, que les données techniques en vigueur lors de l’exécution de la mission
assurée concernant le produit couvert par la police ne permettent pas à un technicien,
» normalement vigilant, de déceler
184
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
حالة عدم قيامها سواء عند عدم توافر شروط قيامها أو عند تم ّكن المنتج من التخلص من
مسؤوليته.
مثل هذه الحاالت دفعت بالتشريعات المقارنة إلى إيجاد سبل و آليات أخرى تضمن
حقوق الضحايا من المنتجات المعيبة على غرار آلية التأمين من المسؤولية المدنية عن
المنتجات ،هذه اآلليات يطلق عليها اسم آليات التعويض الجماعية والتي تتّخذ إحدى الصور
ثانيا) وكذا تدخل الدولة للتعويض(ثالثاا)
الثالث :التأمين المباشر( ّأواًل) صناديق الضمان( ا
ّأواًل :التأمين المباشر
تعتبر آلية التأمين المباشر من بين اآلليات التي تضمن للمتضررين من حوادث
المنتجات المعيبة حصولهم على حقهم في التعويض ،وللتعرف عن كثب عن هذه اآللية
سنتعرض ألسباب بروزها(أ) مضمونها(ب) و كذا لمزاياها(ج)
أ -أسباب ظهور آلية التأمين المباشر
أهمها بروز ثغرات على
أدت إلى ظهور آلية التأمين المباشر وكان ّ
عدة أسباب ّ
هناك ّ
آلية التأمين من المسؤولية المدنية ،من بين هذه األخيرة نذكر:
فمثال
-ظهور أزمة التأمين في بعض الدول منها الواليات المتحدة األمريكية و فرنساً ،
فرنسا عرفت أزمة تأمين المسؤولية La crise de l’assurance de la
التطور
ّ ،responsabilitéوالسبب في ظهورها يرجع على حد قول بعض الدارسين إلى
الهائل لقانون المسؤولية المدنية من بينها مسؤولية المنتج ،والذي لم يستوعبه قطاع التأمين
وكذا التوجه القضائي الصارم في حق المنتجين والصناع ،فحسب األستاذ F-CHABAS
مهمة التعويض هو
فإن التشويه في المفاهيم القانونية للبحث وبأي شكل عن مسؤول ُيناط به ّ
ّ
السبب الرئيسي في حدوث األزمة.1
إن آلية التأمين المباشر من شأنها تفعيل التعويض لضحايا حوادث المنتجات
ّ -
المعيبة في حالة صعوبة تأمين مخاطر المسؤولية ،باعتبار التأمين المباشر يضمن
التعويض سواء توفر الخطأ أم ال.
إن التأمين المباشر وسيلة تساهم في توعية فئة المستهلكين حول مخاطر الحوادث
ّ -
1
شخصيا أو أحد أقربائهم.
ً التي قد تعترضهم
-يعتبر البعض من الدارسين أن التأمين المباشر تقنية ذكية تتضمن بعض اإلعفاءات
المقلّصة لتكاليف شركات التأمين( تكاليف التسيير) دون أن يؤثّر ذلك على الدور التعويضي
المناط بها.2
إن األزمة التي عرفتها آلية تأمين المسؤولية تعتبر الدليل القاطع على عدم فعاليتها
ّ -
يتعين تعزيزها بآلية التأمين المباشر خاصة في
في ضمان تعويض الضحايا و بالتالي ّ
الحاالت التي يصعب فيها تغطية الخطر من ِقبل شركة التأمين بالنظر لطبيعة الخطر ،أو
لوجود ثغرة في التغطية.3
ثانيا :التعويض عن طريق صناديق الضمان
ا
يعتبر هذا النوع من الضمان حديث النشأة بعض الشيء ّإال ّأنه يب ّشر بمستقبل زاهر
لتحقيقه نوع من التضامن ،فلقد كانت هذه الصناديق في ّأول نشأتها قاصرة على تعويض
لكنها تجاوزت هذا النطاق في
األضرار الناجمة عن حوادث العمل وحوادث الطرق والسيارات ّ
اآلونة األخيرة حتى شملت األضرار الناشئة عن حوادث الصيد في فرنسا.4
1
-Livre Blanc de l’assurance responsabilité civile, op-cit, p 31.
-2قادة شهيدة :المسؤولية المدنية للمنتج ،مرجع سابق ،ص .380
3
- Jean Michel ROTHMANN : Quelle assurance responsabilité civile pour demain?, op-cit,
p04.
-4حسن علي الذنون :المبسوط في شرح القانون المدني( الضرر) ،مرجع سابق ،ص .497
187
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
1
مؤرخ في 31ديسمبر ،1969يتضمن قانون المالية لسنة ،1970ج.ر.ع 110الصادرة في
-أمر رقم ّ 107 -69
31ديسمبر .1969
2
يتضمن قانون المالية لسنة ،1993
ّ مؤرخ في 19جانفي ،1993
-المادة 5/145من مرسوم تشريعي رقم ّ 01 -93
ج.ر.ع 04الصادرة في 20يناير .1993
-3مرسوم تنفيذي رقم 147 -98مؤرخ في 13ماي ،1998يحدد كيفيات تسيير حساب التخصيص الخاص رقم
302 -065الذي عنوانه" الصندوق الوطني للبيئة" ،ج.ر.ع 31الصادرة في 17ماي .1998
188
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
1
- Jean-Michel DE-FORGES : L’indemnisation des contaminations par transfusion ou
traitement, Actualité & dossier en santé publique, n°06, 1994, p04.
2
- Art 47 al 03 de la loi n° 91-1406 dispose : « La réparation intégrale des préjudices définis
est assurée par un fonds d'indemnisation, doté de la personnalité civile, présidé par un
président de chambre ou un conseiller à la Cour de cassation, en activité ou honoraire, et
administré par une commission d'indemnisation »voir : loi n° 91- 1406 du 31 décembre
1991, portant diverses disposition d’ordre social, J.O.R.F n°03 du 04 janvier 1992.
www.légifrance.gouv.fr Consulté le 11 juin 2014.
189
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
-1وائل محمود أبو الفتوح أحمد العزيري :المسؤولية المدنية عن عمليات نقل الدم ،مرجع سابق ،ص .768
2
-Art 47 al 03 de la loi n° 91- 1406, portant diverses dispositions d’ordre social, op.cit.
-3وائل محمود أبو الفتوح أحمد العزيري :المسؤولية المدنية عن عمليات نقل الدم ،مرجع سابق ،ص .784
190
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
تمت
-أن تكون عمليات نقل الدم ومشتقاته أو الحقن بمنتجات مشتقة من الدم قد ّ
على األراضي الفرنسية دون اعتداد بجنسية الضحايا.
الدم.1
-أن تكون اإلصابة بسبب عملية نقل ّ
أما في الجزائر ،فال يوجد مثل هذا الصندوق كما أسلفنا الذكر بالرغم من انتشار
ّ
المرض ،ففي تقرير صادر عن و ازرة الصحة هناك 704حالة و 1908شخص حاملين
للفيروس وقد تصدرت والية تمنراست والعاصمة،وهران ،قسنطينة و تيزي وزو هذه النسبة،
نظر لخطورة هذا المرض من جهة وكذا لصعوبة تحديد المسؤول عنه من جهة أخرى ،فقد
ف ًا
بات من الضروري أن تتدخل الدولة لتعويض هؤالء الضحايا من أجل جبر أضرارهم بوضع
صندوق خاص للتعويض ،وذلك ليس على أساس المسؤولية بل على أساس اعتبارات
اجتماعية.2
ب -صندوق التضامن القومي
أسس المشرع الفرنسي صندوق التضامن القومي بهدف حماية حقوق المرضى
ّ
كرست
و إسعافهم في حالة تضررهم ،فكان المشرع الفرنسي من بين ّأول التشريعات التي ّ
حماية المرضى بتشديدها لمسؤولية الطبيب سواء العقدية أو التقصيرية ،فبقيام مسؤولية
سبب في حدوثه للمريض المتضرر،
الطبيب يقوم هذا األخير بالتعويض عن الضرر الذي ّ
يتصور في بعض
ّ مع ضمان هذه المسؤولية بآلية التأمين من المسؤولية الطبية ،لكن قد
الطبي ما ينتج عنه انتفاء مسؤولية الطبيب وعدم تعويض شركة
الحاالت أين ينعدم الخطأ ّ
أمن لديها عن مسؤوليته ،والمريض يكون قد أصيب بضرر سببه المخاطر التي
التأمين التي ّ
تالزم أعمال الوقاية أو التشخيص أو العالج.
1
-Art 04 de la loi n° 91- 1406 portant diverses dispositions d’ordre social, op-cit.
-2الشريف بحماوي :التعويض عن األضرار الجسمانية بين األساس التقليدي للمسؤولية المدنية و األساس الحديث ،مرجع
سابق ،ص .130
191
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
1
-Loi n°2002 – 203 du 04 mars 2002 relative aux droits des malades et à la qualité du
système de santé, J.O.R.F du 05 mars 2002.
2
-Jean CALAIS- AULOY & Frank STEINMETZ : Droit de la consommation, Op- cit, p
338.
3
فواز :المسؤولية المدنية للطبية" دراسة مقارنة في القانون السوري و الفرنسي" ،مجلّة جامعة دمشق للعلوم
-صالـــــح ّ
اًلقتصادية و القانونية ،كلية الحقوق ،جامعة دمشق ،ع ،2006 ، 01ص .147
192
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
أعمال الوقاية أو التشخيص أو العالج ،وأضرار العلل العالجية الناجمة عن عمل من أعمال
الوقاية أو التشخيص أو العالج.1
وفي النوع الثاني من األضرار يبرز الدور الحمائي لضحايا حوادث المنتجات المعيبة،
ف قد يتضرر المريض لسبب وجود مخاطر في األدوية التي يستعملها و في هذا الصدد تنعدم
مسؤولية الطبيب ،والدواء باعتباره منتوج فالمسئول بدرجة أولى هو المنتج ،إذ هذه األضرار
تكون نتيجة الستعمال منتوج معيب ولكن إذا ما تع ّذر إقامة مسؤولية المنتج لنقص أحد
شروط قيامها ،أو لتمكن المنتج من دفع مسؤوليته المدنية ،يتدخل صندوق التضامن القومي
للتعويض.
-2شروط التعويض باسم صندوق التضامن القومي
لكي يتّم التعويض باسم التضامن القومي يجب توافر جملة من الشروط هي:
-شرط جسامة األضرار :يقتصر الحق في التعويض باسم التضامن الوطني على األضرار
معيًنا من الجسامة التي يتم تحديدها بموجب مرسوم ،وبالنسبة
حدا ّ
التي تصل أو تتجاوز ً
لألضرار التي ال يتوافر فيها هذا الشرط ال يمكن للمضرور أن يحصل على أي تعويض
ما دامت أركان المسؤولية الطبية غير متوفرة.
تقدر جسامة األضرار بالنظر إلى فقدان القدرات الوظيفية ونتائجها على الحياة الخاصة
و ّ
مدة التعطيل المؤقت عن العمل،
تقدر بالنظر إلى نسبة العجز الدائم أو ّ
و المهنية التي ّ
ونسبة العجز الدائم المطلوبة من أجل االستفادة من هذا التعويض ال يمكن أن تكون
2
أعلى من نسبة .%25
-1كمال فريحة :المسؤولية المدنية للطبيب ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون الخاص فرع" قانون المسؤولية
المهنية" ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،2012 ،ص .346
2
- Art L.1142-1 al 2 dispose : « Ouvre droit à réparation des préjudices au titre de la
solidarité nationale un taux d’incapacité permanente supérieur à un pourcentage d’un
=barème spécifique fixé par décret ; ce pourcentage, au plus égal à 25%, est déterminé
193
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج :الفصل الثاني
: مفاد شرط السببية أن تكون األضرار المدعى بها ناجمة مباشرة عن: شرط السببية-
الطبية وانتانات المشافي الناجمة عن عمل من أعمال الوقاية أو التشخيص أو
ّ الحوادث
أو أضرار العلل العالجية الناجمة عن عمل من أعمال الوقاية أو التشخيص أو،العالج
.العالج
، يجب أن تسبب هذه األضرار للمريض نتائج غير عادية بالنظر إلى حالته الصحية-
وتطور الحالة المرضية
ّ يهدف هذا الشرط إلى التمييز بين ما ينتج من إخفاق العالج
.1للمريض وبين ما ينجم عن الحادث الطبي
.لصحية وعدم قيام مسؤولية المنتج
ّ انتفاء خطأ الطبيب أو الهيئة أو المؤسسة ا-
.2 مع النتائج غير العادية لألضرار،توافر رابطة السببية بين الضرر والنشاط الطّبي-
شدد من المسؤولية
ّ تجدر اإلشارة ّأنه بعد صدور قانون حقوق المرضى في فرنسا الم
،الطبية
ّ ثارت صعوبات عدة على أرض الواقع بشأن التأمين من المسؤولية،المدنية للطبيب
مكمال له ينص
ّ وأصدر قانونا2002–12–30نتيجة لذلك تدخل المشرع الفرنسي ثانية في
=par ledit décret »Voir : Loi n° 2002-303 du 04 mars 2002 relative aux droits des
malades et à la qualité du système de santé, op- cit.
1
.149 ص، مرجع سابق، المسؤولية المدنية للطبيب:فواز
ّ صالح-
2
-Art L.1142 -1 al 02 de la loi n° 2002 – 203 dispose : « Lorsque la responsabilité d’un
professionnel, d’un établissement, service ou organisme mentionné au I ou d’un producteur
de produits n’est pas engagée, un accident médical, une affection iatrogène ou une infection
nosocomiale ouvre droit à la réparation des préjudices du patient au titre de la solidarité
nationale, lorsqu’ils sont directement imputables à des actes de prévention, de diagnostic ou
de soins et qu’ils ont eu pour le patient des conséquences anormales au regard de son état
de santé comme de l’évolution prévisible de celui-ci et présentent un caractère de gravité,
fixé par décret, apprécié au regard de la perte de capacités fonctionnelles et des
conséquences sur la vie privée et professionnelle mesurées en tenant notamment compte du
taux d’incapacité permanente ou de la durée de l’incapacité temporaire de travail »
194
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
على توزيع التعويض المالي عن األضرار الناجمة عن انتانات المشافي بين شركات التأمين
والصندوق الوطني للتعويض عن الحوادث الطبّية الذي أنشأه لهذه الغاية.1
ثالثاا :التعويض عن طريق الدولة
تنص المادة 35من الدستور الجزائري " :2يعاقب القانون على المخالفات المرتكبة
يمس سالمة اإلنسان البدنية والمعنوية"
ضد الحقوق و الحريات ،و على كل ما ّ
يكرس حق كل شخص في السالمة البدنية والمعنوية ،ويجعله حقًا
إن نص هذه المادة ّ
ّ
كنا في حالة التضرر من المنتجات
دستورًيا يعاقب كل من يحاول المساس به .فإذا ما ّ
قانونا
ً مست بسالمة األشخاص ،تقوم مسؤولية المنتج ويعاقب
المعيبة التي يطرحها المنتج ّ
بإلزامه بدفع مبلغ التعويض للضحايا مع ضمان الحصول على هذا األخير بفضل آلية
التأمين اإللزامية في مجال المسؤولية المهنية.
شخصا يمكن الرجوع عليه بالمسؤولية،
ً ّإال ّأنه في بعض الحاالت ال يجد المتضرر
لعدم معرفة المسؤول أو لعدم معرفة مصدر الضرر وغيرها من الحاالت التي قد تعتري
المتضرر عند المطالبة ب التعويض ،ففي مثل هذه الحاالت يبرز دور الدولة باعتبارها الهيئة
أساسا التدخل لحماية حقوق األفراد والسهر على حماية أمنهم وسالمتهم ،إذ
ً المخولة لها
ّ
تنص المادة 24من الدستور الجزائري:
" الدولة مسؤولة عن أمن األشخاص والممتلكات ،وتتك ّفل بحماية كل مواطن في
الخارج"
1
فواز :المسؤولية المدنية للطبيب ،مرجع سابق ،ص .153
-صالح ّ
-2دستور 1996الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم 438 -96مؤرخ في 07ديسمبر ،1996يتعلّق بإصدار نص
معدل
تعديل الدستور المصادق عليه في استفتاء 28نوفمبر ،1996ج.ر.ع 76الصادرة في 08ديسمبر ّ ،1996
متمم.
و ّ
195
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
وتكليف الدولة بهذا الواجب ينبع من كونها ممثّلة لألفراد في االلتزام بالتضامن
يتردد في تأسيس واجب
االجتماعي واسعاف المتضررين ،بل أن القضاء اإلداري الفرنسي لم ّ
الدولة بتوفير التعويض المناسب في هذه الحاالت على أساس قاعدة مساواة المواطنين أمام
تحمل األعباء العامة.1
تدخلت في العديد من الحاالت لتعويض
من الناحية العملية ،نجد الدولة الفرنسية ّ
ضحايا بعض المنتجات المعيبة على أساس التضامن االجتماعي ،ومن هذه الحاالت نذكر:
التدخل إلسعاف األطفال المصابين بمرض جنون البقر ،التدخل إلسعاف األشخاص الّذين
العمال المصابين بأخطار
تدخلت بخصوص ّ
يحملون استعدادات اإلصابة بداء اإليدز ،كما ّ
مادة األميونت لتعويض الضحايا و ذوي حقوقهم ،وذلك قبل إنشاء صندوق تعويض ضحايا
األميونت Le fond d’indemnisation des victimes de l’amianteبموجب القانون
المؤرخ في 23ديسمبر.22000
ّ رقم 1257 -2000
بعيدا عن هذا النظام ،إذ أضاف المادة 140مكرر 1للقانون
لم يكن المشرع الجزائري ً
المدني في 2005والتي تنص:
" إذا انعدم المسؤول عن الضرر الجسماني ولم تكن للمتضرر يد فيه ،تتك ّفل الدولة
بالتعويض عن هذا الضرر"
جديدا لتعويض األضرار الجسمانية خارج إطار المسؤولية،
ً نظاما
ً بذلك يكون قد وضع
أساسا
ً كرس بذلك
متجاوز بذلك النظرة التقليدية التي تؤ ّسس التعويض على المسؤولية فقط و ّ
ًا
جديدا للتعويض.3
ً
يلزم القاضي الجزائري بموجب نص المادة 140مكرر 1ق م ج بالحكم بالتعويض في
فتتحمل الدولة
ّ حالة انعدام المسؤول عن الضرر وذلك من دون التحقق من وجود الخطأ،
فبتطور القانون أصبح هذا
ّ التبعة حتى ال يبقى المتضرر من منتوج معيب دون تعويض،
مقرًار للمضرور وليس بعقوبة للمسؤول عنه.
األخير حقًا ّ
مرة في الفقه اإلسالمي تحت ما
ألول ّ
أن فكرة تدخل الدولة للتعويض ظهرت ّ
كما ّ
سنتعرض فكرة تعويض الدولة في الفقه اإلسالمي بداية(أ) ثم
ّ يسمى ببيت مال المسلمين ،لذا
ّ
لشروط التعويض من قبل الدولة حسبما هو وارد بالمادة 140مكرر 01ق م ج( ب)
وبعدها سنعرج للحديث عن كيفية التعويض(ج)
أ -تعويض الدولة في الفقه اإلسالمي
إن الشريعة اإلسالمية استلهمت حقيقة مفادها وجوب بناء ضمانات التعويض على
ّ
أساس اجتماعي ،فتحقيق العدل بما يقتضيه مفهومه االجتماعي من تكافل ،يجعل من
شكال أسمى لما ينبغي أن يسود عالقات البشر من عدل ،لذا شرعت الضمان
ً الضمان
االجتماعي العام عن طريق تأسيس نظام بيت المال.
سببا في
أن األصل في الضمان وجوبه على من كان بنشاطه ً
إذا كان في الواقع ّ
الدية على القاتل والتعويض على المعتديّ ،إال ّأنه في بعض األحيان
فمثال تجب ّ
اإلتالفً ،
إما إلعسار المدين أو لعدم معرفته ،ففي فرضنا قد ال ُي ْعرف
ال يمكن استيفاء التعويض ّ
المسؤول الحقيقي عن الضرر فهل يضيع على المضرور حقه؟
محكما من الصدقات والزكاة التي هي أهم مصدر ً نظاما
ً لذا وضع النظام اإلسالمي
تمويل بيت المال المسلمين باإلضافة إلى الغنائم والهدايا ،حيث فُ ِرضت في القرآن الكريم
بسم اللّه الرحمان الرحيم بقوله تعالى:
197
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
﴿ إ ّنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلّفة قلوبهم وفي الرقاب
1
والغارمين وفي سبيل اللّه وابن السبيل فريضة من اللّه واللّه عليم حكيم﴾
صدق اللّه العظيم
تؤدي إليه من تماسك المجتمع
أن للزكاة أهدافًا اجتماعية لما ّ
ذهب البعض للقول ّ
وتكافله ،فهي جزء من نظام التكافل االجتماعي في اإلسالم ،إذ تحقق الضمان االجتماعي،
عد اإلسالم ّأول تشريع منظّم في سبيل ضمان اجتماعي ال يعتمد على
فبتلك المثابة ي ّ
الصدقات الفردية التطوعية ،و ّأول نظام تقوم عليه الدولة جباية وصرفًا ،وهي بالنظر إلى
ذوي الحاجات حق معلوم ،وبالنظر إلى ذوي األموال فرض وواجب.2
إذن بيت مال المسلمين وظيفته تتمثل في ضمان المخاطر االجتماعية ألنه بني
الستيفاء حقوق المسلمين فإذا كان غنمه يعود إليهم فغرمه يرجع عليهم ،فمال بيت المال
مال عامة المسلمين ال يختص به واحد منهم.
ب-شروط التعويض من طرف الدولة
شروط التعويض من طرف الدولة بحسب نص المادة 140مكرر 1ق م ج هي:
مانيا
-1أن يكون الضرر جس ا
اشترطت المادة 140مكرر 01ق م ج أن يكون الضرر ذو طابع جسماني وا ّال لن
تعوض الدولة ،والضرر الجسماني كما سلف الذكر هو كل ما يتعلّق بالسالمة الجسدية
ّ
للمتضرر ،بذلك يكون المشرع الجزائري قد استبعد األضرار المعنوية دون وجود سبب لذلك.
-1منــى عولمي :مسؤولية المنتج في ظل تعديل القانون المدني ،مرجع سابق ،ص .49
199
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
-1المساعدات
معينة من المجتمع ،والذين وقعوا
تقوم الدولة في إطار هذه الصورة بمنح طائفة ،أو فئة ّ
نوعا من المساعدات المالية والعينية ،وان كان
ضحية لكارثة طبيعية كالزالزل ،واألوبئة ً
أبرزها المساعدات المالية ،والدولة في هذا اإلطار تقوم بباعث االهتمام بالضحايا من
رعاياها ،وهذا النوع من المساعدات ليست حقًا واّنما هي هبة أو منحة من الدولة تجود بها
التمسك بهذه المساعدات باعتبارها
ّ على هؤالء الضحايا ،وهو ما يعني عدم قدرة الضحايا
حقًا حيث ال يوجد هنا مجال لمسؤولية الدولة بالمعنى الحقيقي.
-2التعويضات
في هذه الصورة من صور التعويض تقوم الدولة بتعويض الضحايا ،هنا يكون مرتبطًا
بفكرة المسؤولية حيث يغطي كافة األضرار الناجمة عن المخاطر بما يجسد مبدأ التعويض
تدخل الدولة يكون حقًا للضحايا،
الكامل ،وهو ما يعني بدوره أن هذه الصورة من صور ّ
وليس منحة من قبل الدولة.1
يتم التعويض بناء على تخصيص بند في الميزانية العامة ،أو من خالل ما يعرف
الملوث ِ
بميزانية التكاليف المشتركة ،وقد اُستُخدم أسلوب المساعدات في قضية هرمون النمو ّ
تحملت الدولة عبء تعويض ضحايا ذلك المرض الذي بلغ عددهم خمسمائة
بفرنسا ،إذ ّ
تم
شخص بتخصيص بند خاص بالميزانية في و ازرة الشؤون االجتماعية وو ازرة الصحة و ّ
معدل محدد كما هو الحال بالنسبة لتعويض ضحايا اإليدز حيث يتم تحديد
التعويض وفق ّ
ثالث مستويات لألضرار وهي الخاصة بالعدوى ،األضرار االقتصادية واألضرار األدبية.2
-1وائل محمود أبو الفتوح أحمد العزيري :المسؤولية المدنية عن عمليات نقل الدم ،مرجع سابق ،ص .760
-2وائل محمود أبو الفتوح أحمد العزيري :مرجع نفسه ،ص .760
200
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
أما في التشريع الجزائري ،فبالرغم من إقرار المشرع الجزائري تدخل الدولة للتعويض
ّ
عدة إشكاالت أهمها:
أن هذه األخيرة تثير ّ
وفقًا لنص المادة 140مكرر 01ق م جّ ،إال ّ
إن المادة 140مكرر 01ق م ج من شأنها أن تثير إشكال حول طبيعتها ،فهل
ّ -
تتعلّق فقط بحوادث المنتجات المعيبة أم أنها تشمل كل أنواع األضرار؟ خاصة بعد
كثرة ضحايا الكوارث الطبيعية في الجزائر خالل الفترة التي سبقت هذا التعديلّ ،إال
أن موقع المادة يدفعنا للقول ّأنها خاصة بمسؤولية المنتج الموضوعية لورودها
ّ
مباشرة بعد المادة 140مكرر ق م ج.
يبين لنا كيفية التعويض هل يتم عن طريق صندوق أو
إن المشرع الجزائري لم ّ
ّ -
يتم مباشرة من
مكتب خاص بالتعويض لضحايا حوادث المنتجات المعيبة أم ّ
نص قبل 2005على مثل هذا التدخل في
الخزينة العمومية ،مع اإلشارة ّأنه قد ّ
مجال التعويض عن األضرار الجسدية الناتجة عن حوادث المرور بحيث أنشأ لذلك
الغرض الصندوق الخاص بالتعويضات واألجهزة الضابطة لتدخله بموجب المرسوم
رقم .137 -80
-إذا كان التعويض يتم بواسطة صندوق خاص ،فهل يتم التعويض عن األضرار
تعوض فقط األضرار
تعرض إليها المتضررون حتى قبل إنشاء الصندوق أم ّ
التي ّ
الالحقة أي التي ظهرت بعد إنشاء الصندوق.
ّ
إن نص المادة 140مكرر 01ق م ج على التعويض عن الضرر الجسماني دون
ّ -
التفصيل فيه ،يعني التعويض عنه بصفة مطلقة مهما كانت قيمته ،فالمادة لم تضع
-1مرسوم رقم 37 -80مؤرخ في 16فبراير ،1980يتضمن شروط تطبيق المادتين -32ه و 34من األمر رقم
15 -74المؤرخ في 30يناير 1974المتعلقتين بقواعد سير الصندوق الخاص بالتعويضات و األجهزة الضابطة
لتدخله ،ج.ر.ع 08الصادرة في 19فبراير .1980
201
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
الحد األدنى للضرر الذي يمكن للمتضرر المطالبة بالتعويض أو الحد األقصى
لهذا األخير الذي يمكن المطالبة به.
-إذا كان تدخل الدولة يتم بموجب صندوق خاص ،فلمن تعهد إدارته؟ هل ألحد
أشخاص القانون الخاص؟ أم تبقى إدارته للدولة ذاتها؟
-استبعاد المادة 140مكرر 01للضرر المعنوي دون تحديد السبب في ذلك ،خاصة
مع إدراج المشرع الجزائري إمكانية التعويض عن الضرر المعنوي بموجب المادة
182مكرر ق م ج منذ 2005أي في نفس الوقت الذي أدرج المادة 140
مكرر.01
وضعا يستلزم معه ضرورة إصدار المشرع الجزائري لتنظيم
ً فمثل هذه اإلشكاالت تولّد
يحدد كيفية تطبيق المادة 140مكرر 01ق م ج وطريقة العمل بها.
202
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
203
أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج الفصل الثاني:
االجتماعي بتدخل الدولة على أساس المادة 140مكرر 01ق م ج ،ولع ّل الهدف من ذلك
أي تعويض في حالة عدم قيام
هو تفادي بقاء ضحايا حوادث المنتجات المعيبة دون ّ
المسؤولية أو جهل المسؤول.
204
خاتمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
خــــــــــــــــــاتمة
خـــــــــــاتمة
بعد هذه الدراسة الموجزة لموضوع المسؤولية الموضوعية للمنتج كآلية تعويضية
أن هذا النظام المستحدث كان وليد تداعيات
لضحايا حوادث المنتجات المعيبة ،خلصت ّ
وظروف سادت في الوسط االقتصادي ،االجتماعي وحتى القانوني في معظم الدول ،ما
أما الجزائر فلم تظهر فيها ّإال في سنة 2005
عجل بروزها في الدول الغربية منذ الستينيات ّ
ّ
بموجب التعديل الذي أجراه المشرع الجزائري على القانون المدني بإدراجه المادة 140
مكرر.
يسميها البعض بالمسؤولية القانونية
ّ تتمتّع المسؤولية الموضوعية للمنتج أو كما
الخاصة بجملة من الخصائص فهي ذات طابع موضوعي تستند لعنصر الضرر دون
أن أحكامها من النظام
بقوة القانون إذ ليست بعقدية وال بتقصيرية كما ّ
الخطأ ،وأنها مسؤولية ّ
ميزتها عن نوعي
العام ال يجوز االتفاق على مخالفتها .وعلى غرار هذه الخصائص التي ّ
تحمل التبعة
يسمى بنظرية ّ
المسؤولية المدنية للمنتج ،نجدها تستند إلى نظرية المخاطر أو ما ّ
المعولة على
ّ المقيدة باشتراط إثبات معيوبية المنتوج بجانب تضرر الضحية،
ّ بصورتها
الجانب الموضوعي دون الشخصي للمنتج ،حسبما هو ّبين في النصوص القانونية الفرنسية
المكرسة لهذا النظام.
ّ و كذا الجزائرية
تبين لنا من خالل دراسة أركان و نطاق المسؤولية الموضوعية للمنتج مظاهر فعالية
ّ
أحكامها ،إذ الضحية معفى من إثبات الخطأ فهو ملزم بإثبات ثالثة أركان فقط :العيب،
أن كال من المشرع الفرنسي والجزائري قد
الضرر وعالقة سببية بينهما ،فبالنسبة للعيب نجد ّ
بمجرد
ّ ربطاه بضمان سالمة المنتوج من خالل تحقيقه للرغبات المشروعة لفئة المستهلكين
أما الضرر فيدخل في نطاق المسؤولية الموضوعية كل من الضرر
إطالقه للتداولّ .
الجسماني ،المادي وحتى المعنوي ،وفيما يخص رابطة السببية فيشترط لقيامها عنصران
أحدهما مادي وهو تعيب المنتوج وآخر معنوي يفترض توافر إرادة المنتج عند عملية الطرح
206
خــــــــــــــــــاتمة
أما من حيث النطاق فتبرز فعالية أحكام مسؤولية المنتج المستحدثة في التوسيع منه
للتداولّ .
قدر اإلمكان سواء من حيث األشخاص أو من حيث الموضوع؛ من حيث األشخاص بتحمل
المسؤولية كل من ساهم في إحداث العيب سواء كان منتج أو غيره من المتدخلين ،وصفة
الضحية تمتد لتشمل المتعاقدين مباشرة وغير المتعاقدين مع المسؤول وحتى المتضررين
معينة من المنتجات لوجود
أما من حيث الموضوع فنجد ّأنه بالرغم من استبعاد فئة ّ
باالرتدادّ ،
أحكام خاصة بها كالعقارات و الخدماتّ ،إال ّأنها امتدت لتشمل معظم المنتجات حتى الطاقة
الكهربائية والمنتجات الزراعية.
بتوافر أركان هذا النظام تقوم المسؤولية الموضوعية للمنتج وترتب بذلك آثار على كال
الطرفين وحتى شركات التأمين التي تعتبر بمثابة ضامن للمسؤول إذ هي صاحبة جيب
ممتلئ تضمن دفع مبلغ التعويض لضحايا حوادث المنتجات المعيبة خاصة بجعل هذا
اميا( المشرع الجزائري دون الفرنسي) بفرض إبرام المؤسسات اإلنتاجية عقود تأمين
النظام إلز ً
من مسؤوليتها المدنية عن فعل المنتجات منذ سنة .1995
ولكي يتم تقرير مسؤولية المنتج فرض المشرع على الضحية االستعانة بالدعوى
للمطالبة بحقه أمام الجهات القضائية بالطبع مع احترام جملة من الشروط الموضوعية من
صفة و مصلحة وأخرى شكلية تشمل كل من األهلية ،اآلجال ،اإلجراءات وكذا االختصاص،
وما الحظناه بدراستنا لهذه الشروط الشكلية هو سعي المشرع الفرنسي تبسيط األمر بالنسبة
لضحايا المستهلكين سواء من حيث االختصاص أو من حيث اآلجال :من حيث
إقليميا ،ومن حيث اآلجال
ً االختصاص بمنحهم الحرية في اختيار المحكمة التي تناسبهم
بوضع أجلين أحدهما لسقوط المسؤولية واآلخر لتقادم الدعوى ،عكس المشرع الجزائري الذي
أحكاما خاصة بالمسؤولية الموضوعية للمنتج وأخضع الجانب اإلجرائي لها للقواعد
ً لم يضع
العامة ما قد ال يتالءم مع طبيعتها في بعض الحاالت .أما موضوع دعوى المسؤولية
الموضوعية وهو التعويض فالشيء اإليجابي فيه هو فتح المجال للتعويض عن كافة أنواع
207
خــــــــــــــــــاتمة
األضرار التي قد تنجم عن حادث منتوج معيب وكذا عدم وضع حد لمقدار التعويض الذي
يمكن أن يحكم به القاضي على المنتج المسؤول.
وبقيام المسؤولية الموضوعية يسعى المنتج للتخلص منها لتجنب دفع مبلغ التعويض
عن طريق إثبات أحد طرق نفي المسؤولية أو باالتفاق مع الضحية بإعفائه من المسؤولية،
نص على طرق عامة وأخرى خاصة لنفي المنتج
أن المشرع الفرنسي ّ
والملفت لالنتباه ّ
مسؤوليته ومنها نجد الدفع بمخاطر التطور العلمي والتكنولوجي في القانون المدني عكس
المشرع الجزائري الذي لم ينص على هذه الطرق الخاصة بقانونه المدني بل نجد البعض
منها في النصوص التنظيمية الخاصة.
كما أن التشريعات التي تبنت نظام المسؤولية الموضوعية للمنتج لم تكتف بتقرير هذه
تم تدعيمها بنظام التأمين اإللزامي من المسؤولية المدنية عن فعل
اآللية والتشديد فيها ،بل ّ
المنتجات بتدخل شركات التأمين للتعويض وذلك ليس باعتبارها مسؤولة عن إحداث الضرر،
للذمة المالية للمسؤول( المنتج) في جانبها السلبي.
بل كضامن ّ
أن تدخل شركات التأمين لضمان مسؤولية المنتج الموضوعية ال يكون بصورة
كما ّ
تعوض شركات التأمين على بعض األضرار دون
مطلقة ،إذ في حالة قيام هذه األخيرة ّ
المؤمن
ّ األضرار األخرى وفقًا للقواعد القانونية المنظمة لنشاط التأمين وكذا للعقد المبرم بين
المؤمن له كاألضرار الناجمة عن ارتكاب المنتج لخطأ عمدي أو الناتجة عن عيب ذاتي
و ّ
التطور العلمي فبالرغم من عدم التعاطي مع الفكرة
ّ في المنتوج ،و بخصوص مخاطر
أن
بموجب قانون التأمين في الجزائر ،واستبعادها من التغطية وفقًا للقانون الفرنسيّ ،إال ّ
أقرت إمكانية التعويض
التأشيرة الخاصة بالشركة الوطنية للتأمين واعادة التأمينّ CAAR
أما في حالة ما إذا لم ُيعوض
عنها بموجب عقد التأمين من المسؤولية عن فعل المنتجاتّ .
تتدخل آليات التعويض الجماعية بغية
ّ المؤمن لعدم قيام المسؤولية أو النعدام المسؤول،
ّ
ضمان مبلغ التعويض للضحية سواء عن طريق آلية التأمين المباشر أو صناديق الضمان
208
خــــــــــــــــــاتمة
أو عن طريق الدولة ،وفي هذا العنصر تبرز ضرورة تبيان المشرع الجزائري موقفه في كيفية
التعويض إذا ما انعدم المسؤول وفقًا للمادة 140مكرر 01من القانون المدني.
أن المشرع الجزائري حسن فعل بتبنيه المسؤولية الموضوعية للمنتج
ختاما نقول ّ
ً
و جعلها كآلية تعويضية لضحايا حوادث المنتجات المعيبة ،غير ّأنه كان من الالّزم أن
يفصل فيها أكثر وعدم تخصيص مادة واحدة فقط إذ لم يفصل في العديد من النقاط ما
ي ستدعي الرجوع للقواعد العامة التي قد تعيق الضحية من حصوله على حقه في التعويض،
باإلضافة لضرورة التدقيق في المصطلحات الواردة بالنصوص القانونية لتفادي التعارض فيما
بينها وكذا عدم وضع القضاة في مشاكل عند تطبيق هذه النصوص.
209
قائم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة المراجع
ق ائمة المراجع
ّأواًل :باللّغة العربية
أ -المصحف الشريف
ب -الكتـــــــــــــــــب
أحمد التيجاني بلعروسي و أحمد يوسفي :التشريع والتنظيم المتعلّقان بحماية -1
المستهلك ،الجزء الثاني ،الطبعة الثانية ،دار هومة ،الجزائر.2010 ،
العامة طبقًا لقانون
ّ إبراهيم أبو النجــا :التأمين في القانون الجزائري( األحكام -2
األول ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر.1983 ،
التأمين الجديد) ،الجزء ّ
إدريـس فاضلي :المسؤولية عن األشياء غير الحية في القانون المدني الجزائري، -3
ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر.2006 ،
مقــدم :التعويض عن الضرر المعنوي في المسؤولية المدنية" دراسة
ّ الســعيد
ّ -4
مقارنة" ،دار الحداثة ،لبنان.1985 ،
السيد عــمران :حماية المستهلك أثناء تكوين العقد" دراسة مقارنة"،
ّ محمد
ّ السيد
ّ -5
الدار الجامعية الجديدة ،مصر.2003 ،
بهاء بهيـج شـكري :التأمين من المسؤولية في النظرية والتطبيق ،دار الثقافة للنشر -6
والتوزيع ،األردن.2010 ،
محمد ظاهر مشاقبة :الحماية المدنية للمستهلك من عيوب المنتجات
ّ جـابر -7
الصناعية" دراسة مقارنة" ،دار وائل للنشر ،األردن.2012 ،
محمد إبراهيــم :التأمين" دراسة مقارنة" ،دار النهضة العربية ،مصر.1994 ،
جالل ّ -8
التطور بين قيام المسؤولية واإلعفاء منها ،دار
ّ حسـن حسين البـراوي :مخاطر -9
النهضة العربية ،مصر.2008 ،
210
قائم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة المراجع
حسن عبد الباسط جميـعي :مسؤولية المنتج عن األضرار التي تسببها منتجاته -11
المعيبة" دراسة مقارنة" ،دار النهضة العربية ،مصر.2000 ،
ــدوس :مدى التزام المنتج بضمان السالمة في مواجهة
حسن عبد الرحمان ق ّ -11
التطور العلمي ،دار النهضة العربية ،مصر ،د س ن.
ّ مخاطر
األول ،دار
حسن علي الذنون :المبسوط في شرح القانون المدني( الضرر) ،الجزء ّ -12
وائل للنشر ،األردن.2006 ،
حسين فريجة :المبادئ األساسية في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،ديوان -13
المطبوعات الجامعية ،الجزائر.2010 ،
زاهية حورية سي يوســـف :المسؤولية المدنية للمنتج ،دار هومة ،الجزائر.2009 ، -14
محمد رديعان العـزاوي :مسؤولية المنتج في القوانين المدنية واالتفاقيات
ّ سالم -15
الدولية ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،األردن.2009 ،
المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر
ّ سليمان بوذياب :مبادئ القانون المدني، -16
والتوزيع ،لبنان.2003 ،
سليمان مرقـس :الوافي في شرح القانون المدني( في االلتزامات ،في الفعل الضار -17
األول ،الطبعة الخامسة ،د د ن ،مصر.1992 ،
والمسؤولية المدنية) ،المجلّد ّ
سمير سهيل دنـون :المسؤولية المدنية عن فعل اآلالت الميكانيكية والتأمين -18
المؤسسة الحديثة للكتاب ،لبنان.2005 ،
ّ اإللزامي عليها" دراسة مقارنة"،
عـــادل جبـري محمـّد حبيـب :المفهوم القانوني لرابطة السببية وانعكاساته في توزيع -19
عبء المسؤولية المدنية" دراسة مقارنة بأحكام الفقه اإلسالمي" ،دار الفكر
الجامعي ،مصر.2005 ،
عبد الحكم فوده :التعويض المدني( المسؤولية المدنية التعاقدية و التقصيرية) ،دار -21
المطبوعات الجامعية ،مصر.1999 ،
211
قائم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة المراجع
212
قائم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة المراجع
محـ ّمد الشريف كــتّو :قانون المنافسة والممارسات التجارية وفقًا لألمر 03-03 -31
والقانون ،02-04منشورات بغدادي ،الجزائر.2010 ،
محمد بودالي :مسؤولية المنتج عن منتجاته المعيبة" دراسة مقارنة" ،دار الفجر
ّ -32
للنشر و التوزيع ،مصر.2005 ،
مح ّمد شكري سـرور :مسؤولية المنتج عن األضرار التي تسّببها منتجاته الخطرة، -33
دار الفكر العربي ،مصر.1983 ،
محمـد سامي عبد الصـادق :مسؤولية منتج الدواء عن مضار منتجاته المعيبة"
ّ -34
دراسة مقارنة" ،دار النهضة العربية ،مصر.2002 ،
التطور كسبب إلعفاء المنتج من
ّ محمد محي الدين إبراهيم سلـيم :مخاطر
ّ -35
المسؤولية ،د د ن ،مصر.2002 ،
السيد عبد المعطي خيال :المسؤولية عن فعل المنتجات المعيبة ومخاطر
محـمود ّ -36
التقدم ،دار النهضة العربية ،مصر.1998 ،
ّ
مصطفى العوجي :القانون المدني( المسؤولية المدنية) ،الجزء الثاني ،منشورات -37
الحلبي الحقوقية ،لبنان.2005 ،
الدم"
وائل محمود أبو الفتوح أحمد العزيزي :المسؤولية المدنية عن عمليات نقل ّ -38
دراسة مقارنة" ،دار المغربي للطباعة ،د ب ن.2005 ،
المذكرات
ّ ج-الرسائل و
رسائل الدكتوراه
صافية زيد المال :حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة على ضوء أحكام القانون -1
الدولي ،رسالة لنيل شهادة دكتوراه في العلوم تخصص القانون الدولي ،كلية الحقوق
و العلوم السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو.2013 ،
213
قائم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة المراجع
صفية بشاتن :الحماية القانونية للحياة الخاصة" دراسة مقارنة" ،رسالة لنيل شهادة
ّ -2
دكتوراه في العلوم تخصص قانون ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود
معمري ،تيزي وزو.2012 ،
قادة شهيدة :المسؤولية المدنية للمنتج" دراسة مقارنة" ،أطروحة لنيل شهادة دكتوراه -3
الدولة في القانون الخاص ،كلية الحقوق ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان.2005 ،
لطيفة أمازوز :التزام البائع بتسليم المبيع في القانون الجزائري ،أطروحة لنيل درجة -4
دكتوراه في العلوم تخصص :القانون ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة مولود
معمري ،تيزي وزو.2011 ،
مذ ّكرات الماجستير
الشريف بحماوي :التعويض عن األضرار الجسمانية بين األساس التقليدي للمسؤولية -1
مقدمة لنيل شهادة الماجستير في القانون الخاص،
المدنية و األساس الحديث ،مذ ّكرة ّ
كلية الحقوق ،جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان.2008 ،
مذكرة لنيل شهادة
الياقوت جرعـود :عقد البيع وحماية المستهلك في التشريع الجزائريّ ، -2
خدة ،الجزائر،
الماجستير فرع العقود والمسؤولية ،كلية الحقوق ،جامعة بن يوسف بن ّ
.2002
محمد طاهر عبد اللّه العبيدي :االلتزام بضمان السالمة في عقد البيع" دراسة
إيمان ّ -3
تحليلية مقارنة" ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون الخاص ،كلية القانون،
جامعة بغداد2003 ،
الدين مسعود سعيد خـويرة :اآلثار المترتبة على عقد التأمين من المسؤولية
بهاء ّ -4
الطبية" دراسة مقارنة" ،أطروحة الستكمال درجة الماجستير في برنامج القانون
ّ المدنية
كلية الدراسات العليا ،جامعة النجاح الوطنية ،فلسطين.2008 ،
الخاصّ ،
214
قائم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة المراجع
زاهـية عيساوي :المسؤولية المدنية للصيدلي ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في -5
كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة مولود
القانون فرع" قانون المسؤولية المهنية"ّ ،
معمري ،تيزي وزو.2012 ،
الحرة ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير
زبير أرزقي :حماية المستهلك في ظل المنافسة ّ -6
كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة
في القانون فرع" قانون المسؤولية المهنية"ّ ،
مولود معمري ،تيزي وزو.2011 ،
عالوة بشوع :التأمين اإللزامي من المسؤولية المدنية عن حوادث السيارات في -7
مقدمة لنيل شهادة الماجستير في القانون الخاص ،كلية الحقوق،
الجزائر ،مذكرة ّ
جامعة منتوري ،قسنطينة.2006 ،
الدم ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في
عمر ابن الزبير :المسؤولية المدنية لمراكز نقل ّ -8
خدة ،الجزائر،
القانون فرع" العقود و المسؤولية" ،كلية الحقوق ،جامعة بن يوسف بن ّ
.2002
فريدة دحماني :الضرر كأساس للمسؤولية المدنية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في -9
كلية الحقوق ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو.2005 ،
القانونّ ،
-11قوبعـي بلحول :الحماية اإلجرائية للمستهلك ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في
القانون الخاص ،معهد العلوم القانونية و اإلدارية ،المركز الجامعي بتلمسان.2009 ،
-11كمال فريحة :المسؤولية المدنية للطبيب ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون
كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود معمري،
فرع" قانون المسؤولية المهنية"ّ ،
تيزي وزو.2012،
-12كهيــنة ڤونان :ضمان السالمة من أضرار المنتجات الخطرة في القانون الجزائري"
دراسة مقارنة بالقانون الفرنسي" ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العلوم القانونية فرع"
215
قائم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة المراجع
محمد شرياف :المسؤولية المدنية للمنتج وفقًا ألحكام القانون المدني الجزائري ،مذكرة
ّ -2
تخرج لنيل شهادة الليسانس في العلوم القانونية واإلدارية ،معهد العلوم القانونية
واإلدارية ،المركز الجامعي بخميس مليانة.2008 ،
منـى عولمي :مسؤولية المنتج في ظل تعديل القانون المدني ،مذكرة تخرج لنيل إجازة -3
المدرسة العليا للقضاء ،الجزائر.2006 ،
ج -المقاًلت و المداخالت
المقاًلت
-1أحمد جمال الدين موسى :آفاق التأمين الخاص و االجتماعي في دول العالم الثالث،
المجلة العلمية لجامعة بيروت العربية ،العدد الثاني ،2007 ،ص ص .201-191
الحية في القانون المدني الجزائري،
ّ العربـي بلحاج :المسؤولية عن األشياء غير -2
المجلة الجزائرية للعلوم القانونية اًلقتصادية و السياسية ،العدد الثالث ،1991 ،ص
ص .646 -617
-3زاهية حورية سي يوسف( كجار) :المسؤولية عن المنتوج المعيب -تعليق على المادة
األول،
140مكرر من القانون المدني الجزائري ،-مجلّة المحكمة العليا ،العدد ّ
،2011ص ص .83 -72
-4صالح فـ ّواز :المسؤولية المدنية الطبية" دراسة مقارنة في القانون السوري والفرنسي"،
مجلّة جامعة دمشق للعلوم اًلقتصادية و القانونية ،كلية الحقوق ،جامعة دمشق،
األول ،2006 ،ص ص .156 -123
العدد ّ
-5علي حساني :االلتزام بضمان الضرر عن عيوب المنتجات ،المجلة الجزائرية للعلوم
القانونية اًلقتصادية والسياسية ،العدد الرابع ،ديسمبر،2011ص ص .246 -229
217
قائم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة المراجع
-6كريمة بركـات :حماية أمن المستهلك في القانون الجزائري ،مجلّة معارف ،كلية
الحقوق ،المركز الجامعي العقيد أكلي محند أولحاج البويرة ،العدد التاسع ،ديسمبر
،2010ص ص .43 -29
محمد بودالي :مدى خضوع المرافق العامة ومرتفقيها لقانون حماية المستهلك ،مجلّة
ّ -7
إدارة ،العدد ،2002 ،24ص ص .56 -31
محمد حاج بن عـلي :أهمية القسم التجاري للنظر في المنازعات االستهالكية على
ّ -8
ضوء قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،09 -08مجلّة األكاديمية للدراسات
اًلجتماعية واإلنسانية ،العدد التاسع ،2013 ،ص ص .70 -63
المداخالت
-1حكيم قاسـم " :نحو المسؤولية الموضوعية للمنتج« حالة منتج الدواء»" ،مداخلة ّ
قدمت
في يوم دراسي حول مسؤولية المنتج عن فعل منتجاته المعيبة كوسيلة لحماية
المستهلك ،المنعقد بكلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو،
يوم 26جوان ،2013ص ص (82 -64غير منشور)
-2خيرة ساوس و فاطمة مرنيز " :حق جمعية المستهلك في التقاضي" ،مداخلة ّ
قدمت
في ملتقى وطني حول حماية المستهلك في ظل االنفتاح االقتصادي ،المنعقد بمعهد
العلوم القانونية واإلدارية بالمركز الجامعي بالوادي ،يومي 13و 14أفريل ،2008
ص ص .274 -251
-3ربيعة صبايحي ":حول فعلية أحكام واجراءات حماية المستهلك في القانون الجزائري"،
قدمت في ملتقى وطني حول المنافسة وحماية المستهلك ،المنعقد بكلية الحقوق
مداخلة ّ
جامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية ،يومي 17و 18نوفمبر ،2009ص ص -92
.120
218
قائم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة المراجع
-4زاهية حورية سي يوسـف " :االلتزام باإلفضاء عنصر من ضمان سالمة المستهلك"،
قدمت في ملتقى وطني حول المنافسة وحماية المستهلك ،المنعقد بكلية الحقوق
مداخلة ّ
جامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية ،يومي 17و 18نوفمبر ،2009ص ص -63
.78
قدمت في يوم دراسي -5ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــّ " :
تطور مسؤولية المنتج" ،مداخلة ّ
حول مسؤولية المنتج عن فعل منتجاته المعيبة كوسيلة لحماية المستهلك ،المنعقد بكلية
الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،يوم 26جوان ،2013
ص ص .28-11
فعل منتجاته المعيبة كوسيلة لحماية المستهلك ،المنعقد بكلية الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،يوم 26جوان ،2013ص ص (160 -155غير
منشور)
-11مع ّمر بن طرية ":فكرة المسؤولية الموضوعية للمنتج كآلية تعويضية لضحايا حوادث
قدمت في يوم دراسي حول مسؤولية المنتج عن فعل
المنتجات المعيبة" ،مداخلة ّ
منتجاته المعيبة كوسيلة لحماية المستهلك ،المنعقد بكلية الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،يوم 26جوان ،2013ص ص (154 -124غير
منشور)
ه -النصوص القانونية
الدستور
مؤرخ في 07
-1دستور 1996الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ّ 438-96
ديسمبر ،1996يتعلّق بإصدار نص تعديل الدستور المصادق عليه في استفتاء 28
متمم.
معدل و ّ
نوفمبر ،1996ج.ر عدد 76الصادرة في 08ديسمبر ّ ،1996
النصوص التشريعية
تضمن قانون اإلجراءات الجزائية،
مؤرخ في 08يونيو ،1966ي ّ
-1أمر رقم ّ 155-66
متمم.
معدل و ّ
ج.ر عدد 48الصادرة في 10جوان ّ ،1966
يتضمن قانون العقوبات ،ج.ر عدد
ّ مؤرخ في 08يونيو ،1966
-2أمر رقم ّ 165 -66
متمم.
معدل و ّ
49الصادرة في 11يونيوّ ،1966
يتضمن قانون المالية لسنة،1970
ّ مؤرخ في 31ديسمبر،1966
-3أمر رقم ّ 107-69
ج.ر عدد 110الصادرة في 31ديسمبر.1966
220
قائم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة المراجع
221
قائم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة المراجع
222
قائم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة المراجع
النصوص التنظيمية
مؤرخ في 30يناير ،1990يتعلّق برقابة الجودة وقمع
-1مرسوم تنفيذي رقم ّ 39 -90
متمم بالمرسوم التنفيذي
معدل و ّ
الغش ،ج.ر عدد 05الصادرة في 31يناير ّ ،1990
رقم 315-01المؤرخ في 16فيفري ،2001ج.ر عدد 61الصادرة في 21أكتوبر
.2001
مؤرخ في 15سبتمبر ،1990يتعلّق بضمان المنتجات
-2مرسوم تنفيذي رقم ّ 266 -90
والخدمات ،ج .ر عدد 40الصادرة في 19سبتمبر (1990ملغى (
يحدد شروط التأمين
-3مرسوم تنفيذي رقم 48 -96مؤرخ في 17جانفي ّ ،1996
وكيفياته في مجال المسؤولية المدنية عن المنتوجات ،ج.ر عدد 05الصادرة في
21جانفي .1996
يحدد كيفيات تسيير
مؤرخ في 13ماي ّ ،1998
-4مرسوم تنفيذي رقم ّ 147 -98
حساب التخصيص الخاص رقم 312 -165الذي عنوانه" الصندوق الوطني
للبيئة" ،ج.ر عدد 31الصادرة في 17ماي .1998
مؤرخ في 06ديسمبر ،2005يتعلّق بتقييم المطابقة،
-5مرسوم تنفيذي رقم ّ 465-05
ج.ر عدد ،80الصادرة في 11ديسمبر .2005
يحدد العناصر
مؤرخ في 10سبتمبر ّ ،2006
-6مرسوم تنفيذي رقم ّ 306 -06
األساسية للعقود المبرمة بين األعوان اًلقتصاديين والمستهلكين والبنود التي تعتبر
تعسفية ،ج.ر عدد 56الصادرة في 11سبتمبر .2006
يتضمن المصادقة على النظام
ّ -7قرار وزاري مشترك مؤرخ في 23فبراير ،2012
الموجهة
ّ يحدد خصائص وشروط وكيفيات عرض المستحضرات
التقني الجزائري الذي ّ
للرضع ،ج.ر عدد 49الصادرة في 29سبتمبر .2012
223
قائم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة المراجع
المطبقة في
ّ مؤرخ في 06ماي 2012يتعلّق بالقواعد
-8مرسوم تنفيذي رقم ّ 203 -12
مجال أمن المنتوجات ،ج.ر عدد ،28الصادرة في 09ماي .2012
يحدد شروط وكيفيات
مؤرخ في 15مايو ّ ،2012
-9مرسوم تنفيذي رقم ّ 214 -12
الوجهة لالستهالك البشري ،ج.ر عدد
استعمال المضافات الغذائية في المواد الغذائية ّ
30الصادرة في 16مايو .2012
يحدد شروط وكيفيات
مؤرخ في 26سبتمبر ّ ،2013
-11مرسوم تنفيذي رقم ّ 327 -13
حيز التنفيذ ،ج.ر عدد 49الصادرة في 02أكتوبر
وضع ضمان السلع والخدمات ّ
.2013
يتضمن المصادقة على النظام
ّ مؤرخ في 17مارس ،2014
-11قرار وزاري مشترك ّ
يحدد القواعد المتعلّقة بالمواد الغذائية" حالل" ،ج.ر عدد 15الصادرة
التقني الذي ّ
في 19مارس .2014
اجتهادات قضائية
المؤرخ في 24
ّ -1قرار المحكمة العليا الصادر عن الغرفة المدنية ،ملف رقم 109568
ماي ،1995المجلّة القضائية ،العدد 01لسنة.1997
المؤرخ في 22
ّ -2قرار المحكمة العليا الصادر عن الغرفة المدنية ،ملف رقم 435366
أكتوبر ،2008مجلّة المحكمة العليا ،العدد 02لسنة .2008
المؤرخ في 17
ّ -3قرار المحكمة العليا الصادر عن الغرفة المدنية ،ملف رقم 505072
ديسمبر ،2009مجلّة المحكمة العليا ،العدد 01لسنة .2010
مؤرخ في 17
-4قرار المحكمة العليا الصادر عن الغرفة المدنية ،ملف رقم ّ 620974
فيفري ،2011مجلّة المحكمة العليا ،العدد 02لسنة .2011
المؤرخ في 20
ّ -5قرار المحكمة العليا الصادر عن الغرفة المدنية ،ملف رقم 688491
أكتوبر ،2012مجلة المحكمة العليا ،العدد 01لسنة .2012
224
قائم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة المراجع
الوثائق-و
.2011 دليل المستهلك الجزائري الصادر عن و ازرة التجارة سنة-
باللّغة الفرنسية:ثانيا
ا
A- Ouvrages
1- Bruno SCHIFFERS : La traçabilité, Agro Bio Tech, Belgique,
2011, www.coleacp.org
2- Christian LARROUMET : Droit civil(les obligations, le contrat),
04eme édition, ECONOMICA, Paris, 1998.
3- --------------------------------: La responsabilité du fait des produits
défectueux d’après la loi du 19 mai 1998, Dalloz, Paris, 1998.
4- Cyril BLOSH : L’obligation contractuelle de sécurité, Presses
Universitaires, Paris, 2002.
5- Guyon YVES : Droit des affaires, tome01, 08 ème édition,
ECONOMICA, Paris, 1994.
6- Jean Calais AULOY & Frank STEINMETZ : Droit de la
consommation, 06eme édition, Dalloz, Paris, 1999.
7- Pascal AUDOT : Le risque de développement, éditions
universitaires de Dijon, 2005.
8- Patrice JOURDAIN : Les principes de la responsabilité civile, 05
ème
édition, Dalloz, Paris, 2002.
9- Patrick RUBISE : L’assurance des risques techniques, 02 ème
édition, LARGUS, Paris, 1999.
10- Philippe BRUN : Responsabilité civile extracontractuelle, Litec,
Paris, 2005.
11- Philippe LE TOURNEAU & Loïc CADIET : Droit de la
responsabilité et des contrats, Dalloz, Paris, 2002.
12- Paulette VEAUX & Daniel VEAUX : L’obligation de sécurité
dans la vente, Juris- classeur, Paris, 2002.
225
قائم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة المراجع
B- Thèse et Mémoire
Thèse
1- Roussel ZIZINE : Le risque de développement et l’assurance,
thèse pour le doctorat en droit, ADIAL, Lyon, 2010(www.institut-
numérique.org )
Mémoire
1- Andrey BEUN : Le principe de précaution en matière de
responsabilité médicale, mémoire de DEA, droit privé générale,
école doctorale n° 74, Université du droit de santé, lille02, 2003.
C- Articles et interventions
Articles
1- André TUNC : La responsabilité civile en droit communautaire,
OUKA, University Law review, n°39, 1992, pp 1- 17(
http://ir.library-osaka-u.ac.jp/despace)
2- Claude- Olivier DORON : La rétention de sureté : vers un
nouveau type de positivisme juridique?, Revue de l’information
psychiatrique, vol 84, n°06, juillet 2008, pp 1- 24.
3- Gilles BENE PLANC : Quelle assurance responsabilité civile
pour demain?, Atelier01, les entretiens de l’assurance, fédération
française des sociétés d’assurance, 1999, pp1- 14(www.FFSA.fr )
4- Guido ALPA : Le nouveau régime juridique de la responsabilité
du producteur en Italie et l’adaptation de la directive
communautaire, revue internationale de droit comparé, n°01,
1999, pp 76- 86.
5- Jean François CARLOT : La responsabilité des entreprises du
fait des risques biologiques, Jurisque-rceb, n°02, 2006, pp 1-
23(www.jurisque.com )
6- Jean Michel DE- FORGES : L’indemnisation des
contaminations par transfusion ou traitement, Actualité et dossier
en santé publique, n°06, 1994, pp 1-04.
226
قائم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة المراجع
227
قائم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة المراجع
228
قائم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة المراجع
229
قائم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة المراجع
Bruxelles, le 28 juillet
1999(http://europa.eu.int/comm/dg15/fr/index.htm )
3- Livre blanc de l’Assurance Responsabilité Civile, direction du
marché des risques d’entreprises, Département Responsabilité
Civile- crédit caution-,12 séptembre2000. www.ffs.fr
E- Sites internet
1- www.esj.ch .
2- www.jurisque.com .
3- www.légifrance.gouv.fr .
4- www.senat.fr .
5- www.wikipedia.org .
230
قائم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة المراجع
222
الفهــــــــــرس
تشكر............................................................................ص01
إهداء............................................................................ص 02
قائمة المختصرات.................................................................ص03
مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة.....................................................................ص06
ّ
األول :اإلطار العام للمسؤولية الموضوعية للمنتج..........................ص10
الفصل ّ
األول :مدلول فكرة المسؤولية الموضوعية للمنتج............................ص12
المبحث ّ
األول :لمحة تاريخية عن المسؤولية الموضوعية للمنتج...................ص12
المطلب ّ
األول :تداعيات األخذ بالمسؤولية الموضوعية للمنتج..................ص13
الفرع ّ
ّأواًل :التداعيات اًلقتصادية و اًلجتماعية................................ص13
تطور وسائل الدعاية و اإلعالن عن المنتجات...............ص13
ّ أ-
ب -التأمين على المسؤولية الناشئة عن فعل المنتجات.............ص14
ثانيا :قصور القواعد العامة في تفسير مشاكل المسؤولية الموضوعية للمنتج.ص16
ا
أ -قصور القواعد الخاصة بالمسؤولية العقدية.......................ص17
ب -قصور القواعد الخاصة بالمسؤولية التقصيرية..................ص19
ثالثاا :اًلتجاهات الحديثة في القانون المقارن.............................ص20
أ -اًلتجاه الفقهي..................................................ص21
ب -اًلتجاه التشريعي.............................................ص21
الفرع الثاني :ظهور المسؤولية الموضوعية للمنتج...........................ص23
ّأواًل :بروز المسؤولية الموضوعية للمنتج في الوًليات المتحدة األمريكية...ص23
ثانيا :بروز المسؤولية الموضوعية للمنتج في الدول األوروبية.............ص24
ا
ثالثاا :بروز المسؤولية الموضوعية للمنتج في الجزائر.....................ص28
231
الفهــــــــــرس
232
الفهــــــــــرس
233
الفهــــــــــرس
األضرار المادية.....................................................ص70
-2األضرار المقصية من التعويض.............................ص71
ب -األضرار في القانون الجزائري.................................ص71
-1األضرار الجسمانية.........................................ص71
-2األضرار المعنوية..........................................ص72
-3األضرار المادية............................................ص72
الفرع الثالث:عالقة السببية بين العيب و الضرر............................ص74
ّأواًل :األساس النظري لعالقة السببية في نظام المسؤولية الموضوعية للمنتج
ص..............................................................ص74
ثانيا :عناصر قيام عالقة السببية.......................................ص76
ا
أ -العنصر المادي.................................................ص76
ب -العنصر المعنوي.............................................ص77
ثالثاا :عبء إثبات عالقة السببية........................................ص77
المطلب الثاني :نطاق المسؤولية الموضوعية للمنتج...............................ص80
األول :نطاق المسؤولية الموضوعية للمنتج من حيث األشخاص.......ص81
الفرع ّ
ّأواًل :المنتج( المسؤول).................................................ص81
أ -المنتج في القانون الفرنسي......................................ص81
-1محض المنتجين............................................ص82
-2األشخاص الّذين يأخذون حكم المنتج.......................ص82
ب -المنتج في القانون الجزائري...................................ص85
ثانيا :المضرور....................................................... .ص87
ا
أ -المضرور في القانون الفرنسي...................................ص88
234
الفهــــــــــرس
235
الفهــــــــــرس
المنتج............................................................ص109
شركات التأمين....................................................ص110
الدولة.............................................................ص111
ب-شرط المصلحة...........................................ص112
ثانيا :الشروط الشكلية لرفع دعوى المسؤولية الموضوعية للمنتج.......ص113
ا
أ -شرط األهليـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة.............................................ص113
ب-شرط اآلجـ ـ ـ ـ ـ ــال.............................................ص114
-1اآلجال في التشريع الفرنسي................................ص114
-2اآلجال في التشريع الجزائري.............................ص116
ج-شرط اإلجراءات...........................................ص116
د -شرط اًلختصاص.........................................ص118
-1اًلختصاص النوعي.....................................ص118
-2اًلختصاص المحلي....................................ص120
الفرع الثاني :تقدير التعويض ،طرقه و حدوده.............................ص121
ّأواًل :تقدير التعويض..................................................ص121
أ-الظروف المالبسة.............................................ص123
ب-النفقة المؤقتة................................................ص123
المتغير.............................................ص124
ّ ج -الضرر
ثانيا :طرق التعويض.................................................ص125
ا
أ-التعويض العيني...............................................ص126
ب-التعويض بمقابل.............................................ص128
-1التعويض بمقابل نقدي...................................ص128
236
الفهــــــــــرس
237
الفهــــــــــرس
ب-األسباب النسبية...........................................ص143
-1عدم مخالفة القواعد اآلمرة...............................ص143
التطور العلمي...................ص145
ّ -2استحالة التنبؤ بمخاطر
التطور العلمي كسبب لإلعفاء من
ّ الخالف حول اعتبار مخاطر
المسؤولية .........................................................ص146
التقدم...................ص149
حدود اإلعفاء من المسؤولية بسبب مخاطر ّ
-المنتجات المتعلّقة بجسم اإلنسان...............................ص149
-اًللتزام بالتتبع.................................................ص151
المحددة و المعفية للمسؤولية الموضوعية للمنتج....ص154
ّ الفرع الثاني :اًلتفاقات
المحدد أو الملغي للمسؤولية الموضوعية للمنتج....ص155
ّ ّأواًل :بطالن اًلتفاق
المحدد أو الملغي للمسؤولية الموضوعية للمنتج.....ص156
ّ ثانيا :جواز اًلتفاق
ا
المبحث الثاني :أثر قيام المسؤولية الموضوعية للمنتج على الضامن...............ص158
األول :مفهوم آلية التأمين اإللزامي من المسؤولية عن فعل المنتجات....ص159
المطلب ّ
األول :التعريف بآلية التأمين من المسؤولية عن فعل المنتجات.......ص159
الفرع ّ
ّأواًل :أسباب ظهور آلية التأمين من المسؤولية عن فعل المنتجات.......ص161
ثانيا :المقصود بعقد التأمين من المسؤولية عن فعل المنتجات..........ص161
ا
ثالثاا :خصائص عقد التأمين من المسؤولية عن فعل المنتجات..........ص162
أ-عقد رضائي.................................................ص163
ب-عقد احتمالي...............................................ص163
ج-عقد زمني مستمر..........................................ص163
د-عقد إذعان..................................................ص164
ه -عقد ملزم لجانبين...........................................ص165
238
الفهــــــــــرس
239
الفهــــــــــرس
قيام عدم حالة في الجماعية التعويض آليات تدخل الثاني: الفرع
المسؤولية.................................................ص184
ّأواًل :التأمين المباشر...................................................ص185
أ -أسباب ظهور آلية التأمين المباشر..................................ص185
ب-مضمون التأمين المباشر............................................ص186
ج-مزايا التأمين المباشر................................................ص187
ثانيا :التعويض عن طريق صناديق الضمان...........................ص187
ا
أ-صندوق تعويض ضحايا اإليدز...............................ص188
-1التعريف بالصندوق.....................................ص189
-2خصائص التعويض من طرف الصندوق................ص190
-3شروط التعويض من طرف الصندوق...................ص190
ب -صندوق التضامن القومي...................................ص191
-1التعريف بالصندوق.......................................ص192
-2شروط التعويض من طرف الصندوق.....................ص193
ثالثاا :التعويض عن طريق الدولة......................................ص195
أ-تعويض الدولة في الفقه اإلسالمي...........................ص197
ب-شروط التعويض من طرف الدولة...........................ص198
جسمانيا.................................ص198
ا -1أن يكون الضرر
-2أن ًل يكون للمتضرر يد في حدوث الضرر................ص199
-3انعدام المسؤول...........................................ص199
ج -كيفية التعويض من طرف الدولة............................ص199
خالصة الفصل الثاني...........................................................ص203
240
الفهــــــــــرس
خاتمة..........................................................................ص206
قائمة المراجع...................................................................ص210
الفهرس .........................................................................ص231
241
ملخص
إن البحث عن تجسيد الحماية الفعالة لضحايا حوادث المنتجات المعيبة بضمان
ّ
الحصول على حقهم في التعويض يستدعي في مقام ّأول استبعاد إثبات الخطأ المرتكب
متطورة تعجز المتضرر من إثبات
ّ من قبل المنتج خاصة مع ظهور منتجات معقّدة و
.السلوك الخاطئ من المسؤول
أقرت
ّ نظر لكون قواعد المسؤولية العقدية و التقصيرية للمنتج مبنية على الخطأ؛
و ًا
التشريعات الحديثة بضرورة تب ّني أحكام المسؤولية الموضوعية المبنية على الضرر
عدل أحكام القانون المدني سنة
ّ من بين هذه األخيرة نجد المشرع الجزائري الذي،و العيب
متبعا في ذلك مسلك المشرع الفرنسي الذي تب ّنى هذا
ً مكرر140 و إضافة المادة2005
.1998 النظام منذ
Résumé
La recherche pour une protection efficace aux victimes des
produits défectueux en garantissant le droit d’indemnisation,
nécessite en premier lieu d’écarter la preuve de la faute surtout
après l’apparition des produits plus modernes et plus compliqués qui
empêchent la victime de prouver la faute personnelle du producteur.
Etant donné que les règles de la responsabilité contractuelle et
délictuelle du producteur sont fondées sur la faute, les législations
ont jugés nécessaire d’adopter le régime de la responsabilité
objective du producteur qui est fondée sur le défaut du produit et
l’effet dommageable, parmi ses dernières on trouve le législateur
algérien qui a modifié le code civil en 2005 on ajoutant l’article 140
bis, suivant l’exemple du législateur français qui avait consacré ce
régime depuis 1998 dans le code civil.