You are on page 1of 20

‫شرح دروس المنازعات اإلدارية‬

‫سنة ثالثة حقوق قانون عام‬


‫السدايس السادس‬

‫‪Instagram: @mohamedbnh_droit‬‬
‫أهم دروس المنازعات اإلدارية‬
‫• تمهيد‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريف المنازعات اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -2‬العالقة بني القانون اإلداري وقانون المنازعات اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -3‬مبدأ المشروعية‪.‬‬
‫• التنظيم القضايئ اإلداري‪:‬‬
‫‪ -4‬النظم القانونية المقارنة‪.‬‬
‫‪ -5‬التنظيم القضايئ اإلداري يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -6‬الزناع اإلداري‪.‬‬
‫• الدعاوى اإلدارية‪:‬‬
‫‪ -7‬دعوى اإللغاء‪.‬‬
‫‪ -8‬دعوى التعويض‪.‬‬
‫تعريف المنازعات اإلدارية‬
‫تعرف المنازعة القضائية بصفة عامة بأنها "مجموعة من اإلجراءات المتعلقة خبصومة قضائية منصبة عىل موضوع‬ ‫ّ‬
‫واحد " ‪ .‬فنقول منازعة مدنية أو منازعة عقارية أو منازعة جتارية ‪...‬‬

‫أما المنازعات اإلدارية فهي مجموع الدعاوى الناجمة عن نشاط اإلدارة وأعوانها أثناء قيامهم بوظائفهم (األستاذ‬
‫محيو)‪.‬‬
‫كما تعترب الوسيلة القانونية اليت يكفلها المشرع لألشخاص حلماية حقوقهم يف مواجهة اإلدارة عن طريق القضاء اإلداري‬
‫(األستاذ حسن السيد بسيوين)‪.‬‬
‫حتتوي عىل جميع القواعد اليت تطبق للفصل القضايئ يف الزناعات الناجمة عن النشاط اإلداري (الفقيه ديباش)‬

‫من خالل التعاريف السابقة يمكن استخالص أهم الضوابط والعوامل المشرتكة والمتمثلة يف‪:‬‬
‫‪ -‬القضاء اإلداري ‪ -‬الزناع اإلداري ‪ -‬قواعد قوانني خاصة‪.‬‬
‫العالقة بني القانون اإلداري وقانون المنازعات اإلدارية‬
‫هناك عالقة حتمية بني القانون اإلداري وقانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬باعتبار هذا األخري فرع من فروع القانون اإلداري‬
‫ولعل أهم مربرات وجود هذا القانون‪:‬‬‫يعمل عىل حمايته وفرض قواعده وأحكامه‪ّ .‬‬
‫‪ -‬ضرورة وجود حل قانوين وقضايئ للفصل يف أي نزاع مهما كانت طبيعته يضمن حماية مصلحة المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬أحد أطراف الزناع هو شخص معنوي عام يتمتع بامتيازات ًالسلطة العامة ‪ ،‬جتعل الطرف الثاين يف مركز أدىن‪ ،‬يقع‬
‫عىل عاتق القايض اإلداري إعادة التوازن بني الطرفني حماية للمواطن من تعسف اإلدارة‪.‬‬

‫ومن هنا يمكن استخالص تعريف لقانون المنازعات اإلدارية بأنه مجموعة من القواعد القانونية (اإلجرائية‬
‫والموضوعية) والقضائية المحددة والمقررة للزناع اإلداري المطروح أمام القايض اإلداري للفصل فيه وفق تلك‬
‫القواعد‪.‬‬
‫مبدأ المشروعية‬
‫المشروعية اإلدارية تعين خضوع جميع األعمال والتصرفات اإلدارية للقانون‪ ،‬وبالتايل كل عمل إداري خيرج عن أحكام‬
‫ومقتضيات مبدـأ المشروعية يكون عمال غري مشروعا ومحال للطعن‪ ،‬فالمشروعية هي صفة لكل ما هو مطابق للقانون‬
‫بمفهومه الواسع‪.‬‬

‫البد من توفر ضمانات قانونية تتمثل يف االعرتاف باحلقوق واحلريات يف النص‬ ‫ولضمان حتقيق مبدأ المشروعية ّ‬
‫الدستوري‪ ،‬باإلضافة لمجموعة من المبادئ القانونية‪ :‬مبدأ الفصل بني السلطات‪ ،‬مبدأ تدرج المعايري القانونية‪ ،‬خضوع‬
‫اإلدارة للقانون‪.‬‬
‫االستثناءات القانونية عىل مبدأ المشروعية‬
‫ّ‬
‫إن إلزام اإلدارة باحرتام مبدأ المشروعية يعترب ضمانة أساسية لدولة القانون‪ ،‬لكن بالمقابل حييم القانون اإلدارة‬
‫عن طريق االعرتاف لها باالمتيازات غري المألوفة يف القانون اخلاص‪ ،‬ومن أجل السماح لها بممارسة نشاطها‬
‫وحتقيق المصلحة العامة مع احلفاظ عىل مصالح األفراد‪ ،‬تم السماح لإلدارة بتكييف مبدأ المشروعية مع الظروف‬
‫والمعطيات المستجدة وهذا يف أطر محددة تم صياغتها وتقبلها فقها وقضاء‪ ،‬وتتمثل يف‪:‬‬
‫‪ -‬االعرتاف بالسلطة التقديرية لإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬احلاالت االستثنائية‪.‬‬
‫‪ -‬أعمال السيادة‪.‬‬
‫النظم القضائية المقارنة‬
‫يوجد نظامني قضائيني مشهورين يف العالم البد من دراستهما‪ ،‬قبل التعرض ومعرفة التنظيم القضايئ اجلزائري‪ ،‬وهما‪ :‬نظام‬
‫وحدة القضاء ونظام ازدواجية القضاء‪.‬‬

‫‪ -1‬نظام وحدة القضاء‪:‬‬


‫يتمزي بوجود جهة قضائية واحدة هي المحاكم العادية أو (العدلية) ختتص بالفصل يف جميع المنازعات سواء بني األفراد واإلدارة‬
‫أو بني األفراد أنفسهم طبقا لقواعد القانون اخلاص‪ ،‬وجنده يف الدول األجنلوسكسونية‪.‬‬

‫وعىل هذا األساس يمكن وضع معيارين لتحديد هذا النظام‪:‬‬


‫‪ -‬معيار عضوي‪ :‬حبيث يتخذ هذا النظام " شكل‪ :‬هيكل أو هرم قضايئ واحد‪ ،‬يقسم داخليا إىل أقسام وفروع‪."...‬‬
‫ً‬
‫وأفرادا‪ ."...‬بالتايل "‪...‬‬ ‫‪ُ -‬معيار مادي‪ :‬حبيث يتمزي هذا النظام "‪ ...‬بوجود نزاع واحد‪ :‬عادي‪ ...،‬و‪...‬قانون واحد ‪....‬إدارة‬
‫يفرتض وجود قايض واحد حيكم يف سائر الزناعات اليت تعرض عليه‪ ،‬دون تميزي بني عادي وإداري‪."...‬‬

‫ويرتتب عىل تطبيق هذا النظام‪ ،‬اختصاص المحاكم اإلدارية وممارسة رقابتها القضائية عىل األعمال اإلدارية‪ ،‬مطبقة قواعد‬
‫قانون خاص بها‪ ،‬واستثناءا توجد هيئات إدارية متخصصة تفصل يف بعض الزناعات كالمحكمة العقارية وكذا طلب التعويض إذا‬
‫كان الزناع متعلقا بزنع الملكية من أجل المنفعة العامة‪.‬‬
‫• مزايا واجيابيات نظام وحدة القضاء‪:‬‬
‫‪ -‬حتقيق المساواة يف المعاملة بني األفراد واإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬وحدة القواعد القانونية المطبقة‪ ،‬البساطة والوضوح وسهولة إجراءاته‪.‬‬

‫• عيوب ومساوئ نظام الوحدة‪:‬‬


‫‪ -‬عدم ختصص القايض يف مجال النشاط اإلداري الذي يتمزي بالتعقيد وتشعبه وتعدد مجاالته وكرثة النصوص القانونية‬
‫المنظمة له‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬عدم االعرتاف بمركز اإلدارة باعتبارها صاحبة السلطة عامة المتمتعة بامتيازات جتعلها يف مركز ممزي ومتفاوت مقارنة‬
‫ً‬
‫مساسا بمبدأ الفصل بني السلطات وبالتايل استقاللية‬ ‫مع مركز األفراد‪ ،‬باعتبارها تستهدف حتقيق المصلحة العامة‪،‬‬
‫اإلدارة العامة‪ ،‬وتمتع السلطة القضائية بسلطات واسعة " إىل ّ‬
‫حد توجيه أوامر ملزمة" جتاه اإلدارة باعتبارها ممثلة‬
‫للسلطة التنفيذية‪.‬‬
‫‪ -2‬نظام القضاء المزدوج‪:‬‬
‫يسود هذا النظام يف الدول الالتينية عىل رأسها فرنسا‪ ،‬جنده أيضا يف بلجيكا ويف إيطاليا واليونان والسنغال والغابون ومصر ولبنان‬
‫وتونس وإسبانيا‪.. ،‬إلخ‪.‬‬
‫يتمزي بوجود جهتني قضائيتني‪ :‬جهة القضاء اإلداري وجهة القضاء العادي( يعرف أيضا بالقضاء العديل)‪.‬‬
‫خيتص القضاء العادي بالفصل يف الزناعات اليت تثور بني أشخاص القانون اخلاص طبقا لقواعد القانون اخلاص (القانون المدين‪،‬‬
‫القانون التجاري‪ ،)...‬بينما خيتص القضاء اإلداري بالفصل يف الزناعات اليت يكون أحد طرفيها شخص عام (كالبلدية‪ ،‬الوالية‪)...،‬‬
‫وفقا لقواعد القانون اإلداري‪.‬‬
‫يقوم عىل مبدأين أساسيني هما‪:‬‬
‫أ – استقالل القضاء اإلداري و انفصاله عن القضاء العادي‪.‬‬
‫ب – تطبيق القضاء اإلداري (عند فصله يف الزناعات اإلدارية) قواعد قانونية متمزية عن قواعد القانون اخلاص والمتمثلة يف‬
‫القانون اإلداري‪.‬‬
‫وبهذا‪ ،‬من ناحية‪:‬‬
‫أ – التنظيم‪ ..." :‬يتخذ شكل هيكلني قضائيني عادي وإداري‪ ،‬مع وجود هيئة مستقلة تتوسطهما (محكمة التنازع) تفصل يف‬
‫تنازع االختصاص الذي قد حيدث بني الهيكلني‪ .‬يفصل القضاء العادي يف الزناعات العادية‪ ...‬ويفصل القضاء اإلداري يف الزناعات‬
‫اإلدارية‪."...‬‬
‫ب‪ -‬من الناحية المادية‪ :‬يتمزي هذا النظام بوجود نزاع إداري ونزاع عادي ‪ ،‬ومن ثم وجود قانون عام وقانون خاص ونوعني من‬
‫القضاة (قايض إداري وقايض عادي) حبسب طبيعة الزناع إن كان إداري أو عادي‪.‬‬
‫التنظيم القضايئ اإلداري اجلزائري‬
‫من ‪ 1962‬اىل ‪( 1965‬القانون ‪ :)153-62‬استمرار العمل بالقوانني الفرنسية إال ما يتناىف مع السيادة الوطنية مع‬ ‫•‬
‫اإلبقاء عىل المحاكم اإلدارية‪ ،‬وانشاء المجلس األعىل (المحكمة العليا) جتمع بني االختصاصني العادي واإلداري‪.‬‬
‫من ‪( 1996 – 1965‬األمر ‪ :)278 – 65‬تم إلغاء المحاكم اإلدارية ونقل اختصاصها للغرف اإلدارية بالمجالس‬ ‫•‬
‫القضائية‪ .‬كما تم توحيد الهيكلة مع التميزي بني المنازعات العادية واإلدارية من خالل المادة ‪ 70‬من قانون‬
‫اإلجراءات المدنية اليت تسند االختصاص للمجالس القضائية سواء يف الزناع العادي أو اإلداري مع اختالف‬
‫اإلجراءات (وحدة الهيكل وازدواجية المنازعة)‪.‬‬
‫‪:1989‬أصبح اسم المجلس األعىل المحكمة العليا‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ :1990‬تّم توسعة الغرف اإلدارية إىل ‪13‬غرفة من ضمنها ‪70‬غرف أضيفت لها اختصاصات جديدة إضافة إىل النظر‬ ‫•‬
‫يف دعوى التعويض وهي النظر يف دعاوى اإللغاء فيما خيص قرار الوالية‪.‬‬
‫• التنظيم القضايئ اإلداري بموجب دستور ‪ 1996‬المعدل يف ‪:2020‬‬
‫كرس دستور ‪ 1996‬المعدل عام ‪ 2020‬نظام االزدواجية القضائية باستحداث وإنشاء مجلس الدولة وفقا للفقرة ‪ 2‬من‬
‫كهيئة مقومة ألعمال المحاكم اإلدارة لالستئناف والمحاكم‬‫ّ‬ ‫المادة ‪ 179‬اليت تنص عىل أنه " يؤسس مجلس الدولة‬
‫اإلدارية واجلهات األخرى الفاصلة يف المواد اإلدارية"‪ .‬اىل حد الساعة ‪ ،‬توىل المشرع اجلزائري فقط تنظيم مجلس الدولة‬
‫والمحاكم اإلدارية‪ ،‬دون بايق اجلهات القضائية اإلدارية (اىل حني صدور نصوص قانونية الحقة)‪ ،‬بموجب النصوص‬
‫القانونية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬القانون العضوي ‪ 98/01‬المتعلق بمجلس الدولة ال سيما المادة ‪ 10‬منه اليت تنص عىل أنه " يفصل مجلس الدولة يف‬
‫استئناف القرارات الصادرة ابتدائيا من قبل المحاكم اإلدارية يف جميع احلاالت ما لم ينص القانون عىل خالف ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ 98/02‬المؤرخ يف‪ 30/05/1998‬المتعلق بالمحاكم اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬القانون العضوي ‪ 98/03‬المؤرخ يف ‪03/06/1998‬المتعلق بمحكمة التنازع‪.‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ 08/09‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫▪ مجلس الدولة (أعىل هيئة قضائية إدارية المعرب عنها دستوريا)‪:‬‬
‫يظهر مجلس الدولة كأعىل هيئة قضائية إدارية‪ ،‬متواجد عىل رأس هرم التنظيم القضايئ اإلداري‪ ،‬وتابع للسلطة القضائية‪ .‬يوصف‬
‫بـ" الهيئة الوطنية العليا يف النظام القضايئ اإلداري" فهو من جهة "مستشارا للسلطة اإلدارية المركزية" ومن جهة أخرى "كمحكمة‬
‫إدارية عليا" ‪ ،‬كل ذلك مقابل وجود محكمة عليا يف النظام القضايئ العادي‪.‬‬
‫يتشكل من‪ :‬رئيس مجلس الدولة‪ ،‬نائبه‪ ،‬محافظ الدولة‪ ،‬مستشارو الدولة يف مهمة عادية وغري عادية‪ ،‬األمني العام لمجلس‬
‫الدولة‪ ،‬كتابة الضبط‪.‬‬
‫‪ -1‬تنظيم مجلس الدولة‪ :‬خيتلف تنظيم مجلس الدولة حبسب ما إذا كان هيئة إدارية أو هيئة قضائية أو هيئة استشارية‪.‬‬
‫أوال‪-‬تنظيم مجلس الدولة بصفته هيئة إدارية‬
‫يعد مجلس الدولة هيئة إدارية وبهذه الصفة‪ ،‬يتمزي باعتباره إدارة بزتويده بموارد بشرية ووسائل مالية ومادية وخدمات الضرورية‬
‫لسريه ويتمتع باالستقاللية المادية واالستقاللية يف التسيري وتسجل االعتمادات الالزمة لتسيريه يف المزيانية العامة للدولة‪ ،‬كما‬
‫خيضع تسيريه المايل لقواعد المحاسبة العمومية‪.‬‬
‫باعتبار مجلس الدولة إدارة ‪ ،‬فإن له رئيس يرأسه وهو رئيس مجلس الدولة الذي يعني بموجب مرسوم رئايس من قبل رئيس‬
‫اجلمهورية طبقا للفقرة ‪ 5‬من المادة ‪ 92‬من آخر تعديل دستوري لعام ‪ . 2020‬ومن أهم مهامه تمثيل المجلس رسميا طبقا للمادة‬
‫‪ 22‬من القانون العضوي ‪. 98/01‬‬
‫ّ‬
‫يساعد رئيس مجلس الدولة "ديوان" تتوىل إدارته قاض معني من قبل وزير العدل (ينفذ المهام المسندة اليه من طرف رئيس‬
‫المجلس)‪.‬‬
‫وتتمثل الهياكل اإلدارية لمجلس الدولة اليت تعمل حتت سلطة رئيس مجلس الدولة طبقا للمادة ‪ 17‬من القانون‬
‫العضوي ‪ 11/13‬يف‪ :‬األمانة العامة‪ ،‬قسم الوثائق والدراسات التقنية القانونية والقضائية‪ ،‬قسم اإلحصائيات والتحاليل‬
‫ّ‬
‫المسري‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬تنظيم مجلس الدولة بصفته هيئة قضائية‪:‬‬
‫ّ‬
‫قضائية يف شكل غرف ويمكن تقسيم هذه الغرف إىل أقسام‪ ،‬طبقا‬ ‫ينظم مجلس الدولة لممارسته اختصاصاته كهيئة ّ‬
‫للمادة ‪ 14‬فقرة ‪ 1‬من القانون العضوي ‪ .98/01‬و ترتب الغرف إىل خمسة (‪ )5‬وفق المادة ‪ 44‬من النظام الداخيل‬
‫لمجلس الدولة المؤرخ يف ‪ ،19/09/2019‬متخصصة يف أنواع الزناعات التابعة لصالحيات مجلس الدولة ‪ ،‬وتتمثل يف‪:‬‬
‫‪-‬غرفة الصفقات العمومية والمحالت التابعة للدولة و منازعات السكن‪،‬‬
‫‪-‬غرفة منازعات المتعلقة بالوظيفة العمومية واجلبائية والبنكية‪،‬‬
‫‪-‬غرفة المنازعات المتعلقة بالمسؤولية اإلدارية وتلك المتعلقة بالتعمري‪،‬‬
‫‪-‬غرفة القضايا ذات صلة بالعقار والمنازعات المتعلقة بزنع الملكية‪،‬‬
‫‪-‬غرفة القضايا المختصة بالبث يف االستعجال وبالمنازعات المتعلقة باألحزاب السياسية والمنظمات المهنية الوطنية‬
‫واجلمعيات واحلريات العامة‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬تنظيم مجلس الدولة بصفته هيئة استشارية‬
‫ّ‬
‫لممارسة مجلس الدولة اختصاصه ذات الطابع االستشاري ‪ ،‬ينظم يف شكل جلنة استشارية يرأسها رئيس مجلس الدولة‬
‫طبقا للمادة ‪ 14‬فقرة ‪ 2‬والمادة ‪ 39‬من القانون العضوي ‪ 98/01‬والمادة ‪ 114‬من النظام الداخيل لمجلس الدولة‪ ،‬وذلك‬
‫إلبداء رأيه خبصوص مشاريع قوانني واألوامر للحكومة‪.‬‬
‫‪-2‬إختصاصات مجلس الدولة‬
‫يتمتع مجلس الدولة بنوعني من االختصاصات طبقا للقانون العضوي ‪ ،98/01‬تتمثل يف اختصاصات ذات طابع قضايئ‬
‫واختصاص ذات طابع استشاري‪.‬‬
‫أوال‪-‬اإلختصاصات القضائية لمجلس الدولة‬
‫يتمتع مجلس الدولة باختصاصات قضائية متنوعة‪ ،‬بصفته قايض نقض وقايض أول وآخر درجة وقايض استئناف (أو‬
‫قايض درجة ثانية)‪.‬‬
‫• بصفته قايض درجة أوىل وأخرية‪ :‬النظر يف دعاوى اإللغاء والتفسري وفحص المشروعية للقرارات اإلدارية الصادرة‬
‫عن السلطات اإلدارية المركزية والهيئات العمومية والمنظمات المهنية‪.‬‬
‫خول له بموجب نصوص خاصة‪.‬‬ ‫• بصفته قايض استئناف‪ :‬لألحكام الصادرة عن المحاكم اإلدارية وكل ما ّ‬
‫• بصفته قايض نقض‪ :‬يف القرارات الصادرة كآخر درجة ما عهد له بموجب نصوص خاصة‪ ،‬ووفقا للقواعد العامة يف‬
‫احلاالت اليت لم يرد بشأنها نص خاص‪.‬‬
‫ثانيا – االختصاصات االستشارية لمجلس الدولة‪:‬‬
‫تتمثل االختصاصات االستشارية لمجلس الدولة يف إبداء رأيه يف مشاريع القوانني العادية والعضوية وكذلك مشاريع‬
‫األوامر اليت يبادرها الوزير األول أو أعضاء غرفيت الربلمان سواء نواب المجلس الشعيب الوطين أو أعضاء مجلس األمة‪،‬‬
‫ويستثىن االختصاص االستشاري من المراسيم الرئاسية والتنفيذية وبالتايل تستبعد القرارات اإلدارية التنظيمية الصادرة‬
‫من رئيس اجلمهورية والوزير األول‪.‬‬
‫▪ المحاكم اإلدارية‪:‬‬
‫تعترب المحاكم اإلداري هيئات قضائية إدارية من الدرجة األوىل صاحبة الوالية العامة يف المادة االدارية ‪ .‬تستمد وجودها وتكريسها‬
‫الدستوري ضمن عبارة دقيقة استعملها المؤسس الدستوري يف المادة ‪ 179‬فقرة ‪ 2‬من آخر تعديل دستوري لعام ‪ 2020‬اليت تنص‬
‫عىل أنه " يمثل مجلس الدولة الهيئة المقومة ألعمال المحاكم االدارية لالستئناف والمحاكم االدارية واجلهات االخرى الفاصلة يف‬
‫المواد االدارية"‪.‬‬
‫تتشكل من هياكل قضائية (قضاة حكم ومحافظة الدولة) وهياكل غري قضائية (كتابة الضبط)‪.‬‬
‫أوال‪-‬تنظيم الهياكل القضائية للمحاكم اإلدارية‬
‫طبقا للمادة ‪ 4‬من القانون ‪ ، 98/02‬تنظم المحكمة اإلدارية يف شكل غرف ويمكن أن تقسم الغرف إىل أقسام ‪ .‬وحيث يرتاوح‬
‫عدد الغرف‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 5‬من المرسوم التنفيذي ‪ 98/356‬من واحدة إىل ثالث (‪ )3‬غرف ويرتاوح عدد األقسام من ‪ 2‬عىل األقل‬
‫إىل ‪ 4‬عىل األكرث‪.‬‬
‫ويف هذا اإلطار‪ ،‬حيدد عدد الغرف بموجب أمر صادر من رئيس المحكمة اإلدارية ‪ ،‬حسب أهمية وحجم النشاط القضايئ لريتفع اىل‬
‫غرفتني (‪ )2‬عىل األقل طبقا للمادة ‪ 5‬من المرسوم التنفيذي ‪ 11/195‬المؤرخ يف ‪ 22/05/2011‬المعدل للمرسوم التنفيذي‬
‫‪ 98/356‬الذي حيدد كيفيات تطبيق القانون ‪.98/02‬‬
‫أما من الناحية البشرية‪ ،‬تتشكل المحكمة اإلدارية من رئيس المحكمة ومستشارين ومحافظ دولة ومساعدي محافظ الدولة ‪،‬‬
‫وختضع هذه التشكيلة للقانون األسايس للقضاء طبقا للفقرة‪ 2‬من المادة ‪ 3‬من القانون ‪ 98/02‬أي للقانون العضوي‬
‫‪04/11‬المؤرخ يف ‪ 06/09/2004‬المتضمن القانون األسايس للقضاء‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬تنظيم الهياكل غري القضائية للمحاكم اإلدارية‬
‫تتمثل الهياكل غري القضائية للمحاكم اإلدارية يف وجود عىل مستوى هذه األخرية مصلحة لكتابة الضبط أو أمانة الضبط ‪،‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 6‬من القانون ‪ 98/06‬والمادة ‪ 6‬من المرسوم التنفيذي ‪ 98/356‬يتكفل بها "كاتب ضبط رئييس"‬
‫ّ‬
‫بمساعدة "كتاب ضبط" يعملون حتت سلطة ورقابة محافظ الدولة ورئيس المحكمة اإلدارية‪.‬‬
‫وخيضع كتاب الضبط للقانون األسايس لموظيف لكتاب الضبط باجلهات القضائية العادية ‪.‬‬
‫بالنسبة للمصالح اإلدارية والمالية للمحكمة اإلدارية ‪ ،‬فطبقا للمادة ‪ 7‬من القانون ‪ 98/02‬تتوىل وزارة العدل التسيري‬
‫المايل واإلداري‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬سري المحاكم اإلدارية (عملها)‬
‫لصحة أحكام المحاكم اإلدارية البد أن تتشكل المحكمة‬‫طبقا للمادة ‪ 3‬من القانون ‪ 98/02‬المتعلق بالمحاكم اإلدارية‪ّ ،‬‬
‫اإلدارية من ‪ 3‬قضاة عىل األقل ومن بينهم رئيس ومساعدان (‪ )2‬برتبة مستشار ومشاركة أمانة الضبط‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة يف هذا الصدد‪ ،‬أنه طبقا للمادة ‪ 2‬من القانون ‪ ،98/02‬ختضع اإلجراءات المطبقة أمام المحاكم اإلدارية‬
‫بالنسبة لسريها ألحكام قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية واليت تنص هذه األخرية يف مادتها األوىل أنه " تطبق أحكام‬
‫هذا القانون عىل الدعاوى المرفوعة أمام اجلهات القضائية العادية واجلهات القضائية اإلدارية "‪ ،‬بمعىن أنه تطبق نفس‬
‫األحكام عىل الدعاوى المرفوعة أمام القضاء العادي والقضاء اإلداري‪.‬‬
‫رابعا ‪ -‬االختصاص القضايئ للمحكمة اإلدارية‪ :‬تتمتع المحاكم اإلدارية باختصاص نويع واختصاص إقلييم‪.‬‬
‫• االختصاص النويع‪:‬‬
‫‪ -‬يتم االعتماد عىل المعيار العضوي يف حتديد االختصاص النويع (م ‪ 801 – 800‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪.‬‬
‫‪ -‬النظر يف دعاوى اإللغاء والتفسري وفحص المشروعية للقرارات الصادرة عن الوالية والمصالح غري الممركزة للدولة‬
‫عىل مستوى الوالية‪ ،‬البلدية والمصالح اإلدارية األخرى التابعة لها‪ ،‬المؤسسات العمومية المحلية ذات الصبغة‬
‫اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬النظر يف دعاوى القضاء الكامل‪.‬‬
‫‪ -‬القضايا المخولة لها بموجب نصوص خاصة‪.‬‬
‫• االختصاص اإلقلييم (م ‪ 38 – 37 – 803‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪ :‬موطن المدىع عليه أو آخر موطن له أو الموطن المختار مع‬
‫مراعاة ما ورد يف نص المادة (‪ 804‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ) خبصوص الزناعات المتعلقة بـاجلباية والضرائب فيعتد بمكان فرض‬
‫الضريبة أو الرسم لتحديد االختصاص اإلقلييم للمحاكم اإلدارية‪ ،‬وأما األشغال العمومية فيؤخذ بمكان تنفيذ‬
‫األشغال‪ ،‬وأما العقود اإلدارية فيؤول االختصاص اإلقلييم للمحاكم اإلدارية اىل مكان إبرام العقد أو تنفيذه‪.‬‬
‫ّ‬
‫الزناع اإلداري‬
‫يقصد بالزناع اخلالف أو اخلصومة أو اخلصام ‪ ،‬وأما إقرتانه بصفة "اإلداري" فيفيد وجود اإلدارة طرفا فيه‪.‬‬
‫اعتمد المشرع اجلزائري عىل المعيار العضوي أساسا لتحديد الزناع بأنه إداري استنادا للمادة ‪ 800‬من قانون اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية‪ .‬ربط المشرع اجلزائري اختصاص القايض اإلداري بزناع الذي تكون اإلدارة طرفا فيه ‪،‬واعترب أن القايض‬
‫اإلداري مختص كلما كانت الدولة أو الوالية أو البلدية أو المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري طرفا فيه‪.‬‬
‫ّأما المعيار المادي‪ ،‬والذي يرتكز عىل طبيعة النشاط وموضوعه بمعىن تسيري مرفق عمويم بهدف حتقيق المصلحة‬
‫العامة واستعمال امتيازات السلطة العامة‪ ،‬بإخضاع بعض الزناعات المتعلقة بقرارات الصادرة من المنظمات المهنية‬
‫الوطنية والمؤسسات العمومية الوطنية من قبيل القايض اإلداري (المادة ‪ 9‬من القانون العضوي رقم ‪98/01‬‬
‫والمادة ‪ 901‬من ق إ م إ)‪ ،‬والمادتني ‪ 55‬و‪ 56‬من القانون رقم ‪ 88/01‬المؤرخ يف ‪ 12/01/1988‬المتضمن القانون‬
‫التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية اللتان تضفيان الطابع اإلداري عىل أعمال المؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية بالرغم من أن هذه األخرية ليست بهيئات ادارية وبالنتيجة إذا وقع نزاع بشأنها يصبح من اختصاص القايض‬
‫اإلداري‪.‬‬
‫وبهذا اعتمد المشرع عىل المعيار المادي لتحديد الزناع اإلداري كاستثناء وتكملة للقاعدة العامة‪.‬‬
‫• تنازع االختصاص‪ :‬يف االختصاص النويع يكون بني محكمة إدارية ومجلس الدولة حييل رئيس المحكمة مباشرة‬
‫األمر لمجلس الدولة ليقيض فيه بكل الغرف مجتمعة‪ ،‬أما يف االختصاص اإلقلييم فيكون بني محكمتني إداريتني‬
‫حييل رئيس كل منهما األمر إىل مجلس الدولة ليقيض فيه‪.‬‬
‫• االرتباط‪ :‬يف االختصاص النويع حييل رئيس المحكمة اإلدارية األمر وجوبا لمجلس الدولة لتفادي تعدد الدعاوى (م‬
‫‪ 979‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪ ،‬أما يف االختصاص اإلقلييم بني دعوتني قضائيتني مرتبطتني حييل رئيس كل منهما األمر لمجلس‬
‫الدولة مع اخطار كل منهما اآلخر(م ‪ 933‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪.‬‬
‫• محكمة التنازع‪ :‬هي جهة للفصل يف منازعات االختصاص بني اجلهات القضائية العادية واإلدارية ينظمها القانون‬
‫العضوي‪ ،71-99‬تتشكل من ‪ 70‬قضاة ‪ 71‬من المحكمة العليا و‪ 71‬من مجلس الدولة والرئيس بينهما بالتناوب‬
‫لمدة ‪ 71‬سنوات وكاتب ضبط يعينه وزير العدل‪.‬‬
‫حاالت التنازع‪:‬‬ ‫•‬
‫التنازع السليب‪ :‬عندما تقيض جهتان قضائيتان عادية وإدارية بعدم اختصاصها بالنظر يف الزناع (م‪ 31‬ق‪.‬ع ‪.)71-99‬‬ ‫‪-‬‬
‫التنازع اإلجيايب‪ :‬عندما تقيض جهتان قضائيتان عادية وإدارية باختصاصها النظر يف الزناع ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نظام اإلحالة‪ :‬عندما يرى القايض الناظر يف الزناع أن هناك جهة قضائية قضت باختصاصها أو بعدمه وأن قراره‬ ‫‪-‬‬
‫سيؤدي عىل تناقض يف األحكام حييل القضية بقرار مسبب غري قابل للطعن أمام محكمة التنازع (م‪ 39‬ق‪.‬ع ‪-99‬‬
‫‪.)71‬‬
‫تناقض األحكام والقرارات القضائية‪ :‬عند صدور حكمني قضائيني نهائيني من جهتني قضائيتني نهائيتني (م ‪ 30‬ق‪.‬ع‬ ‫‪-‬‬
‫‪.)71-99‬‬

You might also like