‫الغرفة التجارية الصناعية بالرياض‬

‫قطاع البحوث ومنتدى الرياض القتصادي‬

‫الغش التجاري في المجتمع اللكتروني‬

‫ورقة عمل مقدمة إلى الندوة الرابعة لمكافحة الغش التجاري والتقليد في‬
‫دول مجلس التعاون الخليجي‬
‫خلل الفترة ‪ 21-20‬سبتمبر عام ‪2005‬م بعنوان‪:‬‬

‫"ظاهرة الغش التجاري والتقليد في ظل التطور التقني والتجارب‬

‫العالمية المعاصرة"‬

‫إعداد‬
‫مركز البحوث والدراسات‬

‫شعبان‬
‫‪1426‬هـ‬
‫الغش التجاري في المجتمع‬ ‫‪-2-‬‬ ‫مركز البحوث والدراسات‬
‫اللكتروني‬

‫المحتويات‬

‫‪ /1‬مقدمة‬
‫‪ /2‬مشكلة الدراسة‬
‫‪ /3‬الهدف من الدراسة‬
‫‪ /4‬منهجية الدراسة‬
‫‪ /5‬ماهية وطبيعة التطورات المعاصرة في البيئة القتصادية العالمية‬
‫‪ 5/1‬ثورة المعلومات وتطورات المجتمع اللكتروني‬
‫‪ 5/2‬عولمة السواق‬
‫‪ /6‬دور التطورات المعاصرة في ظهور الجرائم اللكترونية‬
‫‪ /7‬تصنيفات وأشكال الجرائم اللكترونية‬
‫‪ /8‬دراسة الغش التجاري في المجتمع اللكتروني‬
‫‪ 8/1‬حدود انتشار الغش المرتبط بالتجارة والقتصاد على النترنت‬
‫‪ 8/2‬الشكال الخاصة والشائعة للغش المرتبط بالتجارة في المجتمع اللكتروني‬
‫‪ 8/3‬الجدل حول مفهوم وحدود الغش التجاري في سياق المجتمع اللكتروني‬
‫‪ /9‬الخلصة‬
‫‪ /10‬قائمة المراجع‬
 ‫الغش التجاري في المجتمع‬ ‫‪-3-‬‬ ‫مركز البحوث والدراسات‬
‫اللكتروني‬

‫‪ /1‬مقدمة ‪:‬‬
‫يعد التقدم في تكنولوجيا المعلومات وعولمة السواق من أبرز‬
‫التطورات العالمية المعاصرة التي حدثت خلل العقد المنصرم‪ .‬وقد ساهمت‬
‫هذه التطورات في تقديم العديد من المنافع والمزايا للقتصاديات الوطنية‪،‬‬
‫حيث ساهمت عملية العولمة في حدوث العديد من التأثيرات اليجابية‪ ،‬التي‬
‫من أهمها سهولة انتقال التكنولوجيا وتدفق الستثمارات وانخفاض تكاليف‬
‫النقل والستفادة من التجارة اللكترونية‪ .‬كما بات واضحا أن تكنولوجيا‬
‫المعلومات والتصالت تتمتع بإمكانيات هائلة للنهوض بالتنمية والنمو‬
‫القتصادي‪ ،‬حيث أنها تمتلك القدرة على تعزيز البتكار وتحسين النتاجية‬
‫والحد من تكاليف إتمام الصفقات‪ ،‬وإتاحة المعرفة المتراكمة العالمية في‬
‫متناول الجميع في غضون زمن قليل للغاية‪ .‬ومن أبرز آثار تقدم تلك‬
‫التكنولوجيات النمو الكبير الذي حققته التجارة العالمية في السلع والخدمات‬
‫المتصلة بتكنولوجيا المعلومات والتصالت خلل السنوات القليلة الماضية‪.‬‬
‫إل إنه على الرغم من المزايا والمنافع الهائلة الناجمة عن عمليات‬
‫العولمة والتقدم التكنولوجي في المعلومات والتصالت‪ ،‬إل إنه في ذات‬
‫الوقت نجم عنها بعض الظواهر والتأثيرات السلبية‪ ،‬من أبرزها ظهور حالت‬
‫جديدة من الغش والحتيال التي ترتبط بالمجتمع اللكتروني الرقمي الجديد‪.‬‬
‫))‪ 1‬ويعتبر الغش من الجرائم التي تعد بمثابة ظاهرة متغيرة حسب تغير‬
‫الظروف المحيطة‪ .‬ففي ظل انتشار المعاملت اللكترونية‪ ،‬وتطور وسائل‬
‫وفرص التجارة بين الدول‪ ،‬برزت أشكال جديدة وغير تقليدية للغش‬
‫والحتيال‪.‬‬
‫وإذا كانت حالت وأشكال الغش التقليدية المعروفة تمتلك تهديدا‬
‫للمستهلكين للفراد علي وجه الخصوص‪ ،‬فإنه من المتوقع أن تشكل تلك‬
‫الحالت والشكال الجديدة للغش تهديدات أكبر لقطاع عريض من‬
‫المستهلكين‪ ،‬وأيضا المؤسسات والحكومات‪ ،‬بالشكل الذي من المحتمل أن‬
‫يبرز في إطاره الغش التجاري كأحد أكبر التحديات التي يمكن أن تواجه‬
‫الحكومات والجهات الرسمية للتغلب عليه‪.‬‬
‫من هنا‪ ،‬فإنه من الهمية بمكان السعي للوقوف على الحالت‬
‫والشكال الجديدة المحتملة للغش في إطار تلك التطورات العالمية‬
‫المعاصرة‪ ،‬وذلك بهدف تحديد المخاطر المترتبة عليها‪ ،‬ومن ثم تسهيل مهام‬
‫الجهات الرسمية في تحديد واقتراح الوسائل والليات المناسبة لمكافحتها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪( ) UNCTAD (2004), The E-Commerce and Development Report 2004, United‬‬
‫‪Nations, New York and Geneva.‬‬
 ‫الغش التجاري في المجتمع‬ ‫‪-4-‬‬ ‫مركز البحوث والدراسات‬
‫اللكتروني‬

‫‪ /2‬مشكلة الدراسة ‪:‬‬

‫لقد حدثت خلل الفترة الخيرة العديد من التطورات الهامة الكبيرة في‬
‫تكنولوجيات المعلومات والتصالت‪ ،‬أدت إلى تغيير طبيعة ونمط الحياة‬
‫القتصادية لكافة المستهلكين سواء في الدول المتقدمة أو النامية على حد‬
‫سواء‪ .‬فقد أصبح بإمكان المستهلك اليوم أن يتسوق ويتم كافة تعاملته‬
‫التجارية والمصرفية من المنزل‪ ،‬وأصبح بإمكانه أن يعمل ويدفع إلكترونيا عن‬
‫طريق الحاسب بدون جهد‪.‬‬
‫وقد استفادت الحكومات أيضا من تلك التطورات بحيث أصبحت تمتلك‬
‫القدرة على التعامل إلكترونيا‪ ،‬وتقديم العديد من خدماتها من خلل التصال‬
‫المباشر ‪ .on-line‬بل إن العتماد المكثف على النظام الرقمي ‪Digitization‬‬
‫مكن الفراد من التصال بشكل أكثر فعالية وأقل تكلفة مقارنة بالماضي‪ ،‬بما‬
‫يشير إلى أنه يمكن تجاوز الحدود الجغرافية بشكل أكثر سهولة‪ .‬المر الذي‬
‫أدى في النهاية إلى تحسين عملية عولمة الحياة القتصادية والجتماعية‬
‫بشكل كبير‪.‬‬
‫لقد بات واضحا الن أن الصناعة اللكترونية تلعب دور المحرك الرئيسي‬
‫للقتصاد العالمي الجديد‪ ،‬متمثلة في صناعات الحاسبات‪ ،‬والتصالت‪،‬‬
‫واللكترونيات الستهلكية‪ .‬وتعد هذه الصناعات الثلث من أكبر الصناعات‬
‫العالمية الن وأكثرها ديناميكية ونموا‪ ،‬حيث بلغ رأس مالها في عام ‪1995‬‬
‫أكثر من ‪ 3‬تريليون دولر‪ .‬ومن المتوقع أن يحرز عصر اللكترونيات أعظم‬
‫انطلقة وأضخم تعزيز للقتصاد العالمي خارج نطاق المجال العسكري على‬
‫مدار التاريخ‪ ،‬بل من المحتمل أن يمثل محرك التقدم للتكتلت القتصادية‬
‫)‪(1‬‬
‫التجارية العظمى‪ -‬آسيا وأوروبا وأمريكا ‪ -‬في القرن المقبل‪.‬‬
‫بالتحديد‪ ،‬فقد كان للتقدم اللكتروني الكبير والسريع الثر على عملية‬
‫ربط العالم بشبكات إلكترونية جعلت منه خلية مترابطة بشكل قوي‪ .‬لكن‬
‫هذه الشبكة فور ظهورها رافقتها موجات كبيرة من الخروقات والعتداءات‬
‫الغير متوقعة‪ ،‬المر الذي تسبب في بروز العديد من الشكال الجديدة من‬
‫الجريمة والحتيال والغش‪ ،‬مما أدى إلى نشوء محاولت نشطة للبحث عن‬
‫الوسائل والساليب الكفيلة بالحد من تلك الخروقات والعتداءات‪ ،‬ومن ثم‬
‫مكافحة الغش والحتيال المرافق لها‪.‬‬
‫ورغم أن بعض المستهلكين قد يرفضون التعامل بالتكنولوجيات الحديثة‬
‫لمخاوفهم من التعرض للغش والحتيال‪ ،‬فإن اتساع حجم التجارة اللكترونية‬
‫أصبح ليس بالمكان إيقافه‪ ،‬وبخاصة للنشطة التجارية والحكومية‪ .‬وتقدر‬
‫دراسة ‪ Forrester‬حجم التجارة اللكترونية بين الشركات بنحو ‪ 2.7‬تريليون‬
‫دولر في عام ‪ ،2004‬في حين تتوقع مجموعة ‪ Gartner Group‬بأنها سوف‬
‫)‪(2‬‬
‫تصل إلى ‪ 7‬تريليون دولر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪( ) Smith, G. R. (2000), “Confronting Fraud in the Digital Age”, Paper presented at‬‬
‫‪the Fraud Prevention and Control Conference, the Australian Institute of‬‬
‫‪Criminology in association with the Commonwealth Attorney-General’s Department,‬‬
‫‪Surfers Paradise, 24-25 August.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪( ) Ibid.‬‬
 ‫الغش التجاري في المجتمع‬ ‫‪-5-‬‬ ‫مركز البحوث والدراسات‬
‫اللكتروني‬

‫ومن أبرز المنتجات التي يتم شراؤها عن طريق النترنت حاليا‪ ،‬الكتب‬
‫والمجلت‪ ،‬وبرامج ومعدات الكمبيوتر‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يوجد احتمال كبير أن يكون‬
‫بالمكان شراء أي منتج في المستقبل من خلل النترنت‪ .‬وحديثا بدأ يتم‬
‫شراء منتجات ذات قيمة عالية من خلل النترنت‪ ،‬حيث برزت حالت كثيفة‬
‫لقيام العديد من المستهلكين بشراء الجازات والسيارات وحتى المنازل من‬
‫خلل التصال المباشر‪ .‬كما أنه من الملحظ إنشاء العديد من مراكز‬
‫المزادات العلنية‪ ،‬والسعي لستخدام خاصية التصال المباشر لتمكين العملء‬
‫من المشاركة في التجارة والمضاربة بشكل مباشر‪ ،‬وذلك حتى بالنسبة لتلك‬
‫الصفقات التي تعقد بالمليين أو المليارات من النقود‪ .‬إل إنه مع ذلك‪ ،‬فإن‬
‫احتمالت الخسارة أو ضياع النقود تعتبر كبيرة ورئيسية‪ ،‬نتيجة وجود إمكانيات‬
‫واسعة للغش أو الحتيال في التعامل من خلل النترنت‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬فقد أصبح العديد من المستهلكين والمؤسسات التجارية‬
‫والحكومية في العالم أكثر عرضة لصور الغش التجاري المعتاد‪ ،‬وأيضا‬
‫لشكال جديدة من الغش التجاري اللكتروني‪ .‬وتشير الحصاءات الحديثة‬
‫خلل الفترة منذ عام ‪ 2000‬إلى تزايد أعداد المتعرضين للغش في كافة‬
‫أشكال الصناعات –مثل المؤسسات المالية‪ ،‬والصناعية‪ ،‬والجامعات‬
‫والحكومية‪ -‬مع تزايد حاد في قيمة الخسائر‪ .‬لذلك‪ ،‬فقد تسبب ظهور‬
‫النترنت والتجارة اللكترونية في تفاقم حالت وأشكال الهجوم على البنية‬
‫التحتية‪ ،‬والتي تعرف بالهجوم اللكتروني ‪ Cyber Attacks‬والتي تعرف في‬
‫))‪1‬‬
‫الدب الدولي بحروب الكمبيوتر‪/‬النترنت ‪.Cyber Wars‬‬
‫من هنا‪ ،‬فإنه من الهمية بمكان السعي للوقوف على النواع والشكال‬
‫المحتملة للغش والحتيال في التعاملت التجارية التي تتم في سياق التقنيات‬
‫الحديثة للمعلومات والتصالت‪ ،‬أو بالدق ما يعرف بالغش التجاري‬
‫اللكتروني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪( ) Management Advisory Services & Publications (MASP) , (2001), How to‬‬
‫‪Prevent, Detect and Combat Business Fraud and Technology and Infrastructure‬‬
‫‪Abuse -Best Strategies and Practices & an Action Plan to Secure Your Company,‬‬
‫‪The Information Technologies Control, Security Auditing and Business Continuity‬‬
‫‪Company, Wellesley Hills, - map-47 - May.‬‬
 ‫الغش التجاري في المجتمع‬ ‫‪-6-‬‬ ‫مركز البحوث والدراسات‬
‫اللكتروني‬

‫‪ /3‬الهدف من الدراسة ‪:‬‬

‫تهدف هذه الورقة إلى التعرف على طبيعة التطورات العالمية‬
‫المعاصرة‪ ،‬وماهية حالت وأشكال الغش التجاري المتوقع أن تنجم عنها‪،‬‬
‫والتي تعرف بالغش التجاري اللكتروني‪ .‬ومن ثم إمكانية تحديد المخاطر‬
‫المحتملة من جراء انتشار هذه الشكال الجديدة من الغش‪.‬‬
‫‪ /4‬منهجية الدراسة ‪:‬‬
‫في سبيل تحقيق الهدف من هذه الورقة‪ ،‬يسعى التحليل لستخدام منهج‬
‫التحليل الوصفي‪ ،‬الذي يرتكز على تجميع وتحليــل البيانــات والمعلومــات مــن‬
‫المصادر المنشورة المتعلقة بالغش والحتيال المرتبط بالتجارة فــي المجتمــع‬
‫اللكتروني‪.‬‬
‫‪ /5‬ماهية وطبيعة التطورات المعاصرة في البيئة القتصادية العالمية ‪:‬‬
‫إن التطورات الهائلة التي حدثت خلل السنوات الخيرة يمكن إرجاعها‬
‫إلى عنصرين رئيسيين‪ ،‬هما تطور التقنية‪ ،‬وتهيئة البيئة العالمية المناسبة‪.‬‬
‫يتمثل العنصر الول في مدى التطورات الهائلة في تكنولوجيا المعلومات‬
‫والتصالت‪ ،‬في حين يتمثل العنصر الثاني في توفير وإتاحة وتهيئة البيئة‬
‫لنتقال كافة التغيرات ونفاذها من مكان لخر بدون مواجهة أية حواجز‬
‫جغرافية‪ ،‬وهو ما يعرف بعولمة السوق أو القتصاد‪ .‬ولعله إن تخلف أيا من‬
‫هذين العنصرين لما شاهدنا التطورات الكبيرة والمتسارعة خلل الفترة‬
‫الخيرة‪.‬‬
‫ويسعى هذا الجزء للتعرف على ماهية تلك التطورات‪ ،‬والخدمات‬
‫والمنافع التي تقدمها للمستهلكين والمؤسسات والحكومات‪.‬‬
‫‪ 5/1‬ثورة المعلومات وتطورات المجتمع اللكتروني ‪:‬‬
‫لقد أصبحت المعلومات في بيئة اليوم ترتبط بمختلــف جــوانب الحيــاة‪،‬‬
‫وتمثل ركيزة نشــاط النســان القتصــادي والجتمــاعي والثقــافي والسياســي‪،‬‬
‫وتتيح المعرفة بالواقع ومشكلته وأبعاد هذه المشكلت‪ ،‬بل أنها أصــبحت تتيــح‬
‫ميكنة اتخــاذ القــرارات فــي كافــة المجــالت تقريبــا‪ .‬وعلــى الرغــم مــن تعــدد‬
‫المصطلحات التي تطلق على ثـورة المعلومـات‪ ،‬إل إنــه بــات هنـاك نــوع مـن‬
‫التفاق حــول مســمى المجتمــع اللكــتروني للتعــبير عــن التقــدم التكنولــوجي‬
‫الهائل في تقنيات المعلومات‪.‬‬
‫وتتمثــل المكونــات الرئيســية للمجتمــع اللكــتروني فــي ثلثــة مكونــات‬
‫رئيسية‪ ،‬هي الحاسبات والتصالت والشبكات والوسائط المتعددة)‪.( 1‬‬
‫هــذا ولقــد كــان مــن الملحــظ خلل الســنوات الخيــرة أن ثــورة التقنيــة‬
‫العالية ترتبط وتخلق مزايا ومنافع في كل مشــروع أو صــناعة‪ ،‬بحيــث احتلــت‬
‫أجهزة الكمبيوتر وشبكات التصالت موقعا رئيسيا داخل العمليات والصــفقات‬
‫اليومية لمعظــم المشــاريع والمؤسســات‪ ،‬المــر الــذي جعلهــا محــددا رئيســيا‬
‫لتنافسيتها للسيطرة على السواق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫) ( يــونس عــرب )‪،(2001‬ـ "ىىى ىىى ىىىىى ىىىىى ‪ :‬ىىىى ىىى ىىىىىى ىى‬
‫ىىىىىىى ى ىىىى ىىىىى"‪ ،‬الفصــلين الرابــع والســادس‪ ،‬كتــاب قــانون الكمــبيوتر‪،‬‬
‫منشورات اتحاد المصارف العربية‪ ،‬الردن‪.‬‬
 ‫الغش التجاري في المجتمع‬ ‫‪-7-‬‬ ‫مركز البحوث والدراسات‬
‫اللكتروني‬

‫لذلك‪ ،‬فقد يكون من الصعوبة محاولة حصر محتــوى الخــدمات والمنــافع‬

‫التي يقدمها المجتمع اللكتروني‪ .‬إل إنه يمكن فقط الوقــوف علــى الخطــوط‬
‫العريضــة لهــذا المحتــوى‪ ،‬والــتي تتمثــل فــي التصــالت الرقميــة‪ ،‬والمنــزل‬
‫اللكتروني‪ ،‬وإتاحة الموســوعات العلميــة والمعلوماتيــة علــى الخــط‪ ،‬والنشــر‬
‫اللكــتروني‪ ،‬والتعليــم والتــدريب اللكــتروني‪ ،‬وتوظيــف التقنيــة فــي النشــاط‬
‫المهني‪ ،‬والتوظيف اللكـتروني‪ ،‬والعمـال اللكترونيــة‪ ،‬والتجـارة اللكترونيــة‪،‬‬
‫والمــال والبنــوك اللكترونيــة‪ ،‬والحكومــة اللكترونيــة‪ ،‬والقــرار اللكــتروني‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫والعصيان المدني اللكتروني ‪.ECD))Electronic Civil Disobedience‬‬
‫‪ 5/2‬عولمة السواق ‪:‬‬
‫إن القدرة على التحكم في عدم النفاذ لم يعد موجودا‪ ،‬بحيث أصبح‬
‫العالم ككل في شرنقة واحدة‪ ،‬حيث تتواجد كافة الدول الن في عالم يتسم‬
‫بالقدرة الكبيرة على التحرك والنتقال للمعلومات والسلع والخدمات‬
‫والفراد‪ ،‬والثقافة‪ ،‬وحتى الفيروسات لم يعد بالمكان إيقافها عند حدود دولة‬
‫معينة‪ ،‬بشكل مماثل لتنوع الميكروبات التي ل يمكن إيقاف عدوى الصابة بها‬
‫من فرد لخر‪.‬‬
‫ومنذ بروز مفهوم العولمة أو الكونية في السنوات القليلة الماضية‪ ،‬ل‬
‫يزال الجدل مستمرا حول حقيقتها وماهيتها‪ .‬وقد تعددت التعريفات لمفهوم‬
‫العولمة )‪ .(2‬فأحيانا يعرفها البعض بأنها حرية حركة السلع والخدمات واليدي‬
‫العاملة ورأس المال والمعلومات عبر الحدود الوطنية والقليمية‪ .‬كما تعرف‬
‫في أحيانا أخرى بأنها نموذج القرية الكونية التي تربط بين الناس والماكن‬
‫ملغية المسافات ومقدمة المعلومات بشكل شامل بل قيود‪ (3).‬وفي أحيانا‬
‫ثالثة تعرف بأنها نظام عالمي جديد يقوم على العقل اللكتروني والثورة‬
‫المعلوماتية القائمة على المعلومات والبداع التقني غير المحدود دون أدنى‬
‫) ‪(4‬‬
‫اعتبار للحضارات والقيم والثقافات والحدود الجغرافية والسياسية للدول‪.‬‬
‫وعلى الرغم من تعدد مجالت العولمة من مجالت سياسية وثقافية‬
‫وتقانية واقتصادية واجتماعية وغيرها‪ ،‬إل إن مجالت العولمة التصالية‬
‫والقتصادية ل يزالن يحتلن المجالت الكثر أهمية ضمن كافة المجالت‬
‫الخرى‪.‬‬
‫بالنسبة للعولمة التصالية‪ ،‬فقد أصبح البث الفضائي عن طريق القمار‬
‫الصناعية‪ ،‬وبصورة أكثر من خلل شبكة النترنت التي تربط البشر في كل‬
‫أنحاء المعمورة‪ ،‬بما أدى إلى ثورة معرفية هائلة‪ .‬أما العولمة القتصادية‪،‬‬
‫فقد برزت بعد انهيار النظام الشتراكي‪ ،‬حيث سادت أسس القتصاد الحر‬
‫الذي يرتكز على اقتصاد السوق والمنافسة‪ ،‬وتعظيم دور القطاع الخاص‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫) (المرجع السابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫)( غالب أحمد عطايا )‪ " ،(2002‬ىىىىىىى ىىىىىىىىىىى ىىى ىىىىى ىىىىىى"‪،‬‬
‫ورقة عمل مقدمة إلى الملتقى التربوي الول لمواد الجغرافيا والقتصاد والدراسات‬
‫الجتماعية وعلم النفس‪ ،‬الفجيرة‪ ،‬المارات‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫) ( علي عبد الله )‪" ،(2001‬ىىىىىىىى ىىىىىىىى ىىىىىىىىىى"‪ ،‬العدد ‪ ،57‬مجلة‬
‫النبأ‪ ،‬مايو‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫)( محمد إبراهيم عبيدات‪" ،(2002) ،‬ىىىىىىى ىىىىىى ىىى ىىىىىىىى"‪ ،‬الندوة‬
‫الثانية لحماية المستهلك ‪ ،‬لجنة حماية المستهلك‪ ،‬مسقط‪ ،‬عمان‪.‬‬
 ‫الغش التجاري في المجتمع‬ ‫‪-8-‬‬ ‫مركز البحوث والدراسات‬
‫اللكتروني‬

‫واتساع نشاط التجارة بين الدول‪ ( 1).‬المر الذي ترتب عليه بروز العديد من‬
‫المنافع والمزايا اليجابية لعولمة السواق‪ ،‬التي من أبرزها سهولة انتقال‬
‫التكنولوجيا والمعرفة‪ ،‬وتدفق الستثمار الجنبي المباشر‪ ،‬وانخفاض تكاليف‬
‫النقل والتصالت السلكية واللسلكية‪ ،‬والستفادة من التجارة اللكترونية‪.‬‬
‫مما سبق يتضح أن العولمة في مضمونها تشتمل على عنصرين‬
‫رئيسيين‪ ،‬هما التقدم في تكنولوجيا المعلومات والتصالت‪ ،‬وإذابة الحدود بين‬
‫الدول‪ .‬أي أنه ما كان يمكن أن تنتشر عمليات العولمة بدون ذلك التقدم‬
‫الكبير في هذه التكنولوجيا‪ ،‬والذي تبلور بشكل أساسي في شبكة النترنت أو‬
‫سيادة المجتمع اللكتروني‪.‬‬
‫‪ /6‬دور التطورات المعاصرة في ظهور الجرائم اللكترونية ‪:‬‬
‫لقد اتضح من التحليل في النقطة السابقة أن التقدم في تكنولوجيا‬
‫المعلومات والتصالت يعد أحد السباب الرئيسية وراء حدوث عملية العولمة‪.‬‬
‫وعلى الرغم من المزايا والمنافع اليجابية المرتبة على هذه العولمة وثورة‬
‫المجتمع اللكتروني‪ ،‬إل إنها ساعدت على ظهور وتعزيز أنواع جديدة من‬
‫الجرائم‪ ،‬من أبرزها جرائم غسيل الموال‪ ،‬وتهريب المخدرات‪ ،‬واختراق‬
‫قطاع العمال‪ ،‬والفلس بالتدليس والغش‪ ،‬والفساد ورشوة الموظفين‬
‫العموميين‪ ،‬وسرقة الملكيات الفكرية‪ ،‬والتجار غير المشروع في السلحة‬
‫وفي النساء والطفال‪ ،‬والتجار غير المشروع في العضاء البشرية‪ ،‬وسرقة‬
‫المقتنيات الفنية والثقافية‪ ،‬والغش في التأمين‪ ،‬وجرائم الحاسب اللي‪ ،‬أو‬
‫)‪(2‬‬
‫الجرائم اللكترونية‪.‬‬
‫وتعد الجرائم اللكترونية من أبرز أنواع الجرائم الجديدة التي يمكن أن‬
‫تشكل أخطارا جسيمة في ظل العولمة‪ ،‬حيث أن التقدم التكنولوجي الذي‬
‫تحقق خلل السنوات القليلة الماضية جعل العالم بمثابة قرية صغيرة‪ ،‬بحيث‬
‫يتجاوز هذا التقدم بقدراته وإمكاناته أجهزة الدولة الرقابية‪ ،‬بل أنه أضعف من‬
‫قدراتها في تطبيق قوانينها‪ ،‬بالشكل الذي أصبح يهدد أمنها وأمن مواطنيها‪.‬‬
‫ولكن ما هي هذه الجرائم‪ ،‬وما هي أشكالها‪ ،‬وكيف تحدث‪،‬‬
‫ومن يكون ورائها؟ وأين يقع الغش والحتيال التجاري فيها؟‬
‫كافة هذه التساؤلت تسعى النقطة التالية للجابة عليها‪.‬‬
‫‪ /7‬تصنيفات وأشكال الجرائم اللكترونية ‪:‬‬
‫على الرغم من وجود العديد من التصنيفات لشكال الجريمة اللكترونية‪،‬‬
‫إل إن هذه الدراسة في ضوء تركيزها على الغش التجاري‪ ،‬فإنها سوف‬
‫تسعى للتركيز على تصنيف الجرائم اللكترونية حسب معيارين رئيسيين‬
‫فقط‪ ،‬هما معيار مواطن الختراق‪ ،‬ومدى مساسها بالشخاص أو الموال‪،‬‬
‫وذلك كما يلي ‪:‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪ 7/1‬تصنيف الجرائم حسب مواطن الختراق ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫)( غالب أحمد عطايا )‪ " ،(2002‬ىىىىىىى ىىىىىىىىىىى ىىى ىىىىى ىىىىىى"‪،‬‬
‫مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫)) تم التوصل إلى تلك الشكال من الجريمة بناء على المسح الذي أجرته المم المتحدة‬ ‫‪2‬‬

‫عام ‪1994‬عن اتجاهات الجريمة المنظمة‪.‬‬

‫‪ ( )3‬لمزيد من التفاصيل‪ ،‬يراجع ‪:‬‬
 ‫الغش التجاري في المجتمع‬ ‫‪-9-‬‬ ‫مركز البحوث والدراسات‬
‫اللكتروني‬

‫اختراق المن المادي‪ :‬ومن أبرز تلك الختراقات الحتيال‬ ‫‪‬‬

‫بمخلفات التقنية‪ ،‬والحتيال باللتقاط السلكي‪ ،‬والحتيال باستراق المواج‪،‬‬
‫وإنكار أو إلغاء الخدمة‪.‬‬
‫اختراق المن الشخصي للفراد‪ :‬ومن أبرز تلك الختراقات‬ ‫‪‬‬
‫الحتيال بانتحال صلحيات شخص مفوض‪ ،‬والهندسة الجتماعية‪ ،‬والزعاج‬
‫والتحرش‪ ،‬وقرصنة البرمجيات‪.‬‬
‫اختراق الحماية الخاصة بالتصالت وأمن البيانات‪ :‬ومن أبرز‬ ‫‪‬‬
‫تلك الختراقات العتداء على البيانات‪ ،‬والعتداء على البرمجيات‪.‬‬
‫العتداء على عمليات الحماية‪ :‬ومن أبرز تلك العتداءات غش‬ ‫‪‬‬
‫البيانات‪ ،‬والحتيال على بروتوكولت النترنت‪ ،‬والتقاط كلمات السر‪،‬‬
‫والعتداء باستغلل المزايا الضافية‪.‬‬
‫‪ 7/2‬تصنيف الجرائم حسب مساسها بالشخاص والموال ‪:‬‬
‫الجرائم التي تستهدف الشخاص ‪ :‬ومن أبرز أشكالها الجرائم‬ ‫‪‬‬
‫غير الجنسية التي تستهدف الشخاص‪ ،‬والجرائم الجنسية‪.‬‬
‫الجرائم التي تستهدف الموال باستثناء السرقة ‪ :‬وتشمل‬ ‫‪‬‬
‫أنشطة اقتحام أو الدخول أو التصال غير المرخص به مع نظام الكمبيوتر أو‬
‫الشبكة‪ ،‬وتخريب البيانات والنظم والممتلكات‪ ،‬وخلق البرمجيات الخبيثة‬
‫والضارة‪ ،‬ونقلها عبر النظم والشبكات‪ ،‬واستخدام اسم النطاق أو العلمة‬
‫التجارية أو اسم الغير دون ترخيص‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫جرائم الحتيال والسرقة ‪ :‬وتشمل جرائم الحتيال بالتلعب‬ ‫‪‬‬
‫بالبيانات والنظم واستخدام الكمبيوتر للحصول على أو استخدام البطاقات‬
‫المالية للغير دون ترخيص أو تدميرها‪ ،‬والختلس عبر الكمبيوتر أو بواسطته‪،‬‬
‫وسرقة معلومات الكمبيوتر‪ ،‬وقرصنة البرامج‪ ،‬وسرقة خدمات الكمبيوتر‪،‬‬
‫وسرقة أدوات التعريف والهوية عبر انتحال هذه الصفات أو المعلومات داخل‬
‫الكمبيوتر‪.‬‬
‫جرائم التزوير ‪ :‬وتشمل تزوير البريد اللكتروني‪ ،‬وتزوير الوثائق‬ ‫‪‬‬
‫والسجلت‪ ،‬وتزوير الهوية‪.‬‬
‫جرائم المقامرة والجرائم الخرى ضد الخلق والداب ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وتشمل تملك وإدارة وتسهيل مشروعات المقامرة على النترنت وغيرها‪.‬‬
‫جرائم الكمبيوتر ضد الحكومة ‪ :‬وتشمل هذه الطائفة كافة‬ ‫‪‬‬
‫جرائم تعطيل العمال الحكومية‪ ،‬وتنفيذ القانون‪ ،‬والخفاق في البلغ عن‬
‫جرائم الكمبيوتر‪ ،‬والحصول على معلومات سرية‪ ،‬والرهاب اللكتروني‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫مما سششبق يتضششح مششدى التنششوع والختلف فششي حششالت وأشششكال‬
‫الجرائم اللكترونية‪ ،‬والتي تعكس مشدى التطشور الهششائل والمتسششارع‬
‫في تكنولوجيا المعلومششات والتصششالت‪ .‬ولكششن مششتى تعتششبر الجريمششة‬
‫اللكترونية غشا تجاريا ومتى ل تعتبر غشا تجاريا؟ هذا ما سششتتعرض‬
‫له النقطة التالية بالدراسة والتحليل‪.‬‬
‫‪ /8‬دراسة الغش التجاري في المجتمع اللكتروني ‪:‬‬

‫يونس عرب )غير معروف(‪ ،‬أمن المعلومات ‪ :‬ماهيتها وعناصرها واستراتيجياتها‪،‬‬

‫‪. http://www.arablaw.org /Information %20Security.htm‬‬
‫الغش التجاري في المجتمع‬ ‫‪- 10 -‬‬ ‫مركز البحوث والدراسات‬
‫اللكتروني‬

‫لقد اتضح من التحليل في النقطة الســابقة مــدى تعــدد واختلف أشــكال‬

‫الجرائم اللكترونية بشكل قد يصعب معه حصرها‪ ،‬فبعضها يرتبط بالمعلومات‬
‫والبيانات‪ ،‬وبعضها يرتبط بالجهزة‪ ،‬وبعضها يرتبط بالشخاص والموال‪.‬‬
‫وعلــى الرغــم مــن تكــرار حــدوث هــذه الجــرائم فــي ظــل تزايــد أعــداد‬
‫مستخدمي النترنت‪ ،‬وتنامي حجم التجارة اللكترونية‪ ،‬إل إنه حــتى الن يوجــد‬
‫كثير من الغموض الذي يكتنف كيفية التعامل مع هذه الجرائم‪ ،‬هل هي بمثابــة‬
‫العتداء على الشخاص‪ ،‬أم أنها بمثابة السرقة المادية‪ ،‬أم أنهــا أو بعــض منهــا‬
‫تخضع لنظام الغش التجاري‪.‬‬
‫أيضا يثار الكــثير مــن الجــدل حــول المفهــوم التقليــدي للغــش التجــاري‪،‬‬
‫ومدى انطباقه على الجرائم اللكترونية‪ .‬فالغش يعرف بأنه كل فعل من شأنه‬
‫أن يغيــر مــن طبيعــة أو خــواص المــواد أو فائدتهــا الــتي دخــل عليهــا عمــل‬
‫الفاعل)‪ .(1‬كما يعرف بأنه كل فعل عمدي‪ ،‬ينــال ســلعة مــا بتغييــر خواصــها أو‬
‫ذاتيتها أو صفاتها الجوهرية وبشكل عام العناصر الداخلــة فــي تركيبهــا‪ ،‬بحيــث‬
‫ينخدع المتعاقد الخر‪ .‬ويسهل التعرف على الغش في الحــالت ذات الطبيعــة‬
‫المادية أو المرئية‪ ،‬مثل بيــع اللحــوم الفاســدة‪ ،‬بيــع الدويــة المتســممة‪ ،‬خلــط‬
‫البنزيــن بالكيروســين‪ ،‬بيــع قطــع غيــار الســيارات واللت المقلــدة‪ ،‬بيــع مــواد‬
‫التجميــل ومســاحيق الــوجه المنتهيــة الصــلحية‪ ،‬وغيرهــا‪ .‬ولكــن فــي حــالت‬
‫الجرائم اللكترونية قد ل تتوافر تلك الطبيعة المادية أو المرئية بسهولة‪.‬‬
‫بالتحديد‪ ،‬يثار الكثير من التساؤلت حول ماهية وطبيعة ومكافحــة الغــش‬
‫التجاري في المجتمع اللكتروني‪ ،‬من أهمها ما يلي ‪:‬‬
‫هل تعتبر كافة الشكال الجديدة للجريمة اللكترونية غشا تجاريا؟ ومتى‬ ‫‪.1‬‬
‫تعتبر غشا تجاريا ومتى ل تعتبر غشا تجاريا؟‬
‫وإذا كان بعضا من تلك الجرائم اللكترونية يعتبر غشا تجاريا‪ ،‬فهل تعتبر‬ ‫‪.2‬‬
‫الجريمة في حد ذاتها غشا ؟ أم ما يترتب عليه هو الغش ؟‬
‫هل يقتصر مفهوم الغش على الحتيال الذي يلحق خسارة ملموسة‬ ‫‪.3‬‬
‫بالمستهلك أو المؤسسة مباشرة فقط ؟ أم أنه يمتد إلى كافة الصور‬
‫الحتيالية الخرى‪ ،‬حتى إن لم توجد الخسارة الملموسة مثل سرقة‬
‫وسائل التعريف‪ ،‬وغيرها ؟ ومن ثم‪ ،‬فما هو التعريف الدقيق للغش‬
‫التجاري اللكتروني ؟‬
‫ما هي الشكال الشائعة والخاصة للغش التجاري اللكتروني؟‬ ‫‪.4‬‬
‫من هنا‪ ،‬فإنه من الهمية بمكان الوقوف للتعرف على حششدود‬
‫انتشار حالت الغش المرتبط بالتجارة والقتصششاد علششى النششترنت‪.‬‬
‫ثم السعي لتحديد التعريف الدقيق للغششش التجششاري فششي المجتمششع‬
‫اللكتروني‪ ،‬وماهية الصور والشكال الشائعة والخاصة منه‪.‬‬
‫‪ 8/1‬حدود انتشار الغش المرتبط بالتجارة والقتصاد على النترنت‪:‬‬

‫)( عبد الفتاح بيومي حجازي‪" ،(2004) ،‬ىىىىى ىىىىىىىى ىى ىىىى ىىىىىىى‬ ‫‪1‬‬

‫ىىىىىىىى ىى ىىىى ىىىىىىى ىىىىىىىىىىى ىىى ىىىىىىىى"‪ ،‬الندوة الثالثة‬

‫لمكافحة الغش التجاري والتقليد في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫سبتمبر‪.‬‬
‫الغش التجاري في المجتمع‬ ‫‪- 11 -‬‬ ‫مركز البحوث والدراسات‬
‫اللكتروني‬

‫لقد شاع خلل عام ‪ 2004‬انتشار العديد من جرائم الحتيال‬

‫اللكتروني‪ ،‬حيث انتشر في هذا العام الكثير من الفيروسات المختلقة‬
‫والبرامج المفجرة‪ ,‬كما زادت الرسائل اللكترونية المزعجة بنسبة ‪.%40‬‬
‫أيضا شاع مصطلح الهاكرز مقترنا بالجريمة اللكترونية الجديدة الذي أثار‬
‫خوف ورعب الكثيرين من مستخدمي النترنت من الفراد‪ ،‬أو المؤسسات‪ ،‬أو‬
‫الجماعات‪ ،‬أو الحكومات والمنظمات والدول‪ ,‬بحيث أصبح مؤخرا يشكل أمرا‬
‫خطيرا‪ .‬وعلى الرغم من أن تلك الجرائم تعد بمثابة احتيال إلكترونيا بحتا‪ ،‬إل‬
‫إنها تستهدف جني الموال‪ ،‬أو إلحاق الخسائر بأطراف أخرى‪ ،‬أو ضرب‬
‫قدراتها التنافسية‪ .‬كما أن بعضها قد يستهدف التشهير‪ ،‬أو الحصول على إثارة‬
‫غير مشروعة‪ ،‬وغيرها من دوافع الجرام المعروفة‪ ،‬والتي يوفر لها الفضاء‬
‫الفتراضي مجال خصبا‪ ،‬في ظل ما يكتسبه مرتكب تلك الجرائم من شروط‬
‫حماية أوفر‪ ،‬وقدرة على التخفي‪ ،‬وانخفاض في حجم المخاطرة‪ ,‬وقلة‬
‫الرقابة أو البطء في استقبال الجريمة‪.‬‬
‫لقد نال موضوع الحتيال التجاري على النترنت أهمية كبيرة خلل الونــة‬
‫الخيرة نظرا لنتشار استخدامات النترنت في كافة مجالت الحياة‪ ،‬بحيث أن‬
‫جرائم النترنت احتلت نسبة هامة من بين الجــرائم القتصــادية الحادثــة علــى‬
‫مستوى كثير من الدول‪ .‬فعلى سبيل المثال يوضح الشكل رقم )‪ (1‬أن الغش‬
‫التجاري على النترنت جــاء فــي المرتبــة الثانيــة مــن حيــث أعلــى نســبة فــي‬
‫الجريمة القتصادية فــي هونــج كونــج‪ ،‬حيــث شــكلت نحــو ‪ %23‬مــن إجمــالي‬
‫الجرائم القتصادية الحادثة في الدولة‪ ،‬بل حتى أنها تفوقت على جرائم أخرى‬
‫مثل التزييف والتقليد والرشوة‪.‬‬
‫الشكل رقم )‪(1‬‬
‫نصيب الغش التجاري على النترنت من إجمالي الجرائم القتصادية‬
‫في هونج كونج )‪(%‬‬

‫الرشوة والفساد‬

‫التقليد والتعدي على حقوق المنتج‬

‫التزييف المالي‬

‫الغش التجاري على النترنت‬

‫اختلس الصول‬

‫‪-5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪35‬‬

‫المصدر ‪:‬‬
‫‪Economic Crime survey (2003), Economic Crime : A real Threat to business in Hong Kong.‬‬

‫بالتحديــد‪ ،‬لقــد تزايــدت حــالت الحتيــال الحادثــة علــى النــترنت بشــكل‬

‫خطيــر‪ ،‬فحســب إحصــائيات مركــز شــكاوى احتيــال النــترنت ‪ ، IFCC‬يوضــح‬
‫الغش التجاري في المجتمع‬ ‫‪- 12 -‬‬ ‫مركز البحوث والدراسات‬
‫اللكتروني‬

‫الشــكل رقــم )‪ (2‬مــدى الزيــادة الكــبيرة فــي أعــداد الشــكاوى مــن الفــراد‬
‫والشركات الذين تعرضوا للحتيال والغش من جراء استخدام أو التجــارة عــن‬
‫طريق النترنت‪.‬‬
 ‫الغش التجاري في المجتمع‬ ‫‪- 13 -‬‬ ‫مركز البحوث والدراسات‬
‫اللكتروني‬

‫الشكل رقم )‪(2‬‬

‫تطور أعداد الشكاوى عن احتيال النترنت خلل الفترة )‪(2004-2000‬‬

‫المصدر ‪:‬‬
‫‪Internet Fraud‬‬

‫‪Complaint Center (IFCC) (2001), Six-Month Data Trends Report, Prepared by the‬‬
‫—‪National White Collar Crime Center and the Federal Bureau of Investigation, May‬‬
‫‪November, 2000.‬‬

‫ويتضح من الشكل رقم )‪ (2‬أنه خلل الفترة من يناير إلــى ديســمبر مــن‬
‫عام ‪ 2004‬تلقى موقع المركز على النترنت نحــو ‪ 207,449‬شــكوى‪ ،‬وذلــك‬
‫بزيادة تبلغ نحو ‪ %66.6‬عنهــا فــي عــام ‪ ،2003‬حيــث بلغــت نحــو ‪124,509‬‬
‫شكوى‪ ،‬وذلك في مقابل نحــو ‪ 19,500‬شــكوى فقــط فــي عــام ‪ ،2000‬وهــو‬
‫المر الذي يشير إلى الزيادة الحادة والخطيرة في أعــداد المســتهلكين الــذين‬
‫تلحق بهم خسائر مادية نتيجة الحتيال بالنترنت‪.‬‬
‫أما من حيث حجم الخسائر المترتبة عن الشكال الجديدة للحتيال علــى‬
‫النترنت‪ ،‬فيوضح الجدول رقــم )‪ (1‬مــدى التطــور فــي حجــم الخســائر نتيجــة‬
‫جــرائم الكمــبيوتر‪/‬النــترنت حســب نتــائج المســح الــذي أجــراه معهــد أمــن‬
‫) ‪(1‬‬
‫و ‪.2004‬‬ ‫المعلومات ‪ Computer Security Institute‬في عامي ‪،2000‬‬

‫‪1‬‬
‫‪( ) Computer Security Institute (Various Issues), CSI/FBI Computer Crime and Security‬‬
‫‪Survey.‬‬
‫الغش التجاري في المجتمع‬ ‫‪- 14 -‬‬ ‫مركز البحوث والدراسات‬
‫اللكتروني‬

‫الجدول رقم )‪(1‬‬

‫مقارنة بين حجم الخسائر الناجمة عن احتيال النترنت المرتبط‬
‫بالتجارة‬
‫خلل عامي ‪ 2000‬و ‪) 2004‬دولر(‬
‫عام ‪2004‬‬ ‫عام ‪2000‬‬ ‫مصدر الخسائر‪/‬الجريمة ونوع الهجوم‬
‫‪ .Theft of proprietary info‬ســرقة المعلومــات المتعلقــة‬
‫‪11,460,000‬‬ ‫‪66,708,000‬‬ ‫بالملكية‬
‫‪7,670,500‬‬ ‫‪55,996,000‬‬ ‫‪ Financial Fraud‬الحتيال المالي‬
‫‪3,997,500‬‬ ‫‪4,028,000‬‬ ‫‪ Telecom Fraud‬احتيال التصال‬
‫المصدر ‪:‬‬
‫‪Computer Security Institute (Various Issues), CSI/FBI Computer Crime and Security Survey.‬‬
‫هذا وقد يكون من الهام التفرقة بين الغش‪/‬الحتيال اللكتروني‪ ،‬وبين‬
‫الغش‪/‬الحتيال المرتبط بالمجتمع اللكتروني‪ .‬فمصطلح الغش‪/‬الحتيال‬
‫اللكتروني يستخدم للدللة على كافة التصرفات التي يكون الكمبيوتر أو‬
‫النترنت أو المعلومات فيها هدفا للجريمة‪ ،‬كالدخول غير المصرح به وإتلف‬
‫البيانات المخزنة في النظم‪ ،‬وغيرها‪ .‬أما اصطلح الغش‪/‬الحتيال المرتبط‬
‫بالمجتمع اللكتروني‪ ،‬فإنه يستخدم للتعبير عن تلك الجرائم التي يكون فيها‬
‫الكمبيوتر أو النترنت أو المعلومات بمثابة وسائل أو أدوات لرتكاب الجريمة‪،‬‬
‫كالحتيال المالي أو احتيال المزادات أو التزوير‪ ،‬وغيرها‪ .‬ويعرف‬
‫الغش‪/‬الحتيال المرتبط بالمجتمع اللكتروني في كثير من الحيان بالجرائم‬
‫القتصادية المرتبطة بالكمبيوتر ‪ ،Computer-Related Economic Crime‬وهو تعبير‬
‫يتعلق بالجرائم التي تستهدف معلومات قطاعات العمال أو تلك التي‬
‫تستهدف السرية وسلمة المحتوى وتوفر المعلومات‪ ،‬وبالتالي يخرج من‬
‫نطاقها الجرائم التي تستهدف البيانات الشخصية أو الحقوق المعنوية على‬
‫المصنفات الرقمية وكذلك جرائم المحتوى الضار أو غير المشروع ‪ ،‬ولذلك ل‬
‫)‪( 1‬‬
‫يعبر عن كافة أنماط جرائم الكمبيوتر والنترنت‪.‬‬
‫مما سبق يتضح أنه ليس كل الجرائم اللكترونية تعتبر غشا تجاريا‪،‬‬
‫بل وليس كل الجرائم القتصادية اللكترونية تعتبر غشا تجاريا‪ .‬فالغش‬
‫التجاري يمثل أشكال وصورا معينة من الجريمة القتصادية المرتبطة‬
‫بالكمبيوتر‪ ،‬والخيرة في حد ذاتها تتخذ أشكال وصورا مختلفة من الجرائم‬
‫اللكترونية أو الجرائم المرتبطة بالكمبيوتر‪ ،‬وذلك كما يتضح من الشكل‬
‫التالي ‪:‬‬

‫‪ ( )1‬لمزيد من التفاصيل‪ ،‬يراجع ‪:‬‬

‫يونس عرب )‪ ،(2001‬ـ العالم اللكتروني ‪ :‬الوســائل والمحتــوى والمزايــا والســلبيات‪،‬‬
‫مرجع سبق ذكره‬
‫الغش التجاري في المجتمع‬ ‫‪- 15 -‬‬ ‫مركز البحوث والدراسات‬
‫اللكتروني‬

‫الشكل رقم )‪(3‬‬

‫علقة الغش التجاري بالجرائم اللكترونية‬

‫الجريمة القتصادية‬

‫الجرائم‬
‫اللكترونية‬ ‫الغش التجاري‬

‫المصدر ‪:‬‬
‫من تصميم الباحث‪.‬‬
‫ولما كانت مجالت التجارة والمال والقتصاد من أهم المجالت التي قد‬
‫تنطوي على أنشطة احتيالية في بيئة اليوم‪ ،‬فإنه من الهمية بمكان التعرف‬
‫على ماهية وأشكال الحتيال والغش المرتبطة نتلك المجالت في بيئة‬
‫المجتمع اللكتروني‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬تهدف كافة الجزاء التالية من هذه الورقة إلى تحديد والوقوف‬
‫على ماهية المفهوم الدقيق للغش المرتبط بالتجارة في المجتمع اللكتروني‪،‬‬
‫وتحديد أبرز الشكال التي تم رصدها منه حتى الن ؟‪ .‬ونظرا للجدل الكبير‬
‫حول تحديد ماهية ومفهوم وحدود الغش في المجتمع اللكتروني‪ ،‬فسوف‬
‫تسعى هذه الورقة إلى تبني منهج يتجه أول للوقوف على الشكال والصور‬
‫الشائعة للغش التجاري في المجتمع اللكتروني‪ ،‬ثم ستسعى إلى الوقوف‬
‫على مفهومه‪ ،‬وتحديد مدى الحاجة لتغيير المصطلح الذي يطلق عليه‪.‬‬
‫الغش التجاري في المجتمع‬ ‫‪- 16 -‬‬ ‫مركز البحوث والدراسات‬
‫اللكتروني‬

‫‪ 8/2‬الشــكال الخاصــة والشــائعة للغــش المرتبــط بالتجــارة فــي المجتمــع‬

‫اللكتروني ‪:‬‬
‫يسعى هذا الجزء للوقوف على أبرز الشكال الشـائعة للغـش المرتبـط‬
‫بالتجارة في المجتمع اللكتروني ‪ ،‬وذلك من خلل مسح بعض أهم الدراســات‬
‫)‪(1‬‬
‫التي تعرضت لتصنيف هذه الشكال‪.‬‬
‫لقد اتضح من تحليــل أشــكال الجريمــة اللكترونيــة أن الغــش المرتبــط‬
‫بالتجارة في المجتمع اللكتروني يمكــن أن يحــدث فــي العديــد مــن الشــكال‬
‫والطرق‪ ،‬وكما أنه قد يحدث للعديد من الهداف‪ .‬وعلى الرغم من تعــدد هــذه‬
‫الشــكال‪ ،‬فســوف يركــز الجــزء التــالي علــى الصــناف والشــكال الشــائعة‬
‫والخاصـة المرتبطـة بالتجـارة والقتصـاد‪ .‬وتتضـمن تلـك الشـكال بـوجه عـام‬
‫النترنت كهدف أو كوسيلة لرتكاب جريمة الغش التجاري أو القتصادي‪.‬‬
‫‪ 8/2/1‬الغش في عمليات التجارة التي تتم بالتصال المباشر على الخط ‪:‬‬
‫علــى الرغــم مــن تحســينات الســرعة والكفــاءة الــتي تقــدمها التقنيــات‬
‫المرتبطة بالنترنت للتعــاملت التجاريــة‪ ،‬إل إنهــا تخلــق أيضــا مخــاطر تجاريــة‬
‫جديدة ومتعددة‪ .‬فغالبا ما يتيح عنصر السرعة فــي إجــراء الصــفقات التجاريــة‬
‫على الخط تسهيلت لحدوث الغش والحتيال‪ ،‬نتيجة عدم وجــود فــترة انتظــار‬
‫‪ Cooling-off‬بيــن أطــراف الصــفقات‪ ،‬يمكــن أن تعكــس شــروط التفاقيــة‬
‫المقترحة‪ ،‬ومن ثم الحصول على دليل مؤكد عن أهميــة الموضــوع أو تعريــف‬
‫كافي للطرف الخر في الصفقة‪.‬‬
‫وأحيانــا ل يكــون بالمكــان تشــغيل أو فــرض عمليــات الرقابــة الداخليــة‬
‫الضــرورية لمنــع حــدوث الغــش الــذي يحــدث فــي التعــاملت التجاريــة علــى‬
‫النترنت‪ ،‬والتي يتم فيها بناء التفاقيات والدفع في آن واحد بشكل متزامن‪.‬‬
‫فضل عن أن التعاملت اللكترونية تنطوي على قدر مــن الخســائر ينجــم‬
‫عن غياب المعلومات التي تتاح بسهولة في الصفقات التقليدية‪ ،‬والتي ترتبــط‬
‫بالخصائص الجتماعية وسـمات العمـال الرئيسـية سـواء للبـائع أو للمشـتري‬
‫والتي تستخدم لتوفير المصداقية والثقة في التعاملت التجارية‪ .‬وتتمثــل أبــرز‬
‫تلــك الخصــائص والســمات فــي المظهــر وتعــبيرات الــوجه‪ ،‬ولغــة الشــخص‪،‬‬
‫والصوت‪ ،‬والملبس‪ ،‬والتي جميعها ل يكون بالمكان التعرف عليها حـال إتمـام‬
‫الصفقة على النترنت‪.‬‬
‫وترتكز المخــاطر المرتبطــة بســرقة المعلومــات الشخصــية مــن قواعــد‬
‫البيانــات الــتي يمكــن أن تســتخدم بالتــالي فــي ارتكــاب الغــش أو الحتيــال‪.‬‬

‫‪ ( )1‬تتمثل هذه الدراسات فيما يلي ‪:‬‬

‫‪Smith R. and G. Urbas (2001), “Controlling Fraud on the Internet: A CAPA Perspective",‬‬
‫‪A Report for the Confederation of Asian and Pacific Accountants, Confederation of‬‬
‫‪Asian and Pacific Accountants, Australian Institute of Criminology, Research and‬‬
‫‪Public Policy Series No. 39, Malaysia.‬‬
‫‪Smith, R. (2000), “Confronting Fraud in the Digital Age”, Op. Cit.‬‬
‫‪Smith, R. and P. Grabosky (1996), “Fraud : An Overview of Current & Emerging‬‬
‫‪Risks”, Trends & Issues in Crime and criminal Justice, Australian Institute of‬‬
‫‪Criminology, No. 62.‬‬
‫الغش التجاري في المجتمع‬ ‫‪- 17 -‬‬ ‫مركز البحوث والدراسات‬
‫اللكتروني‬

‫فالمؤسسات الــتي تعتمــد فــي صــفقاتها علــى التعــاملت اللكترونيــة تحتفــظ‬

‫بقواعــد بيانــات كــبيرة للمعلومــات الشخصــية‪ ،‬متضــمنة الســماء والعنــوانين‪،‬‬
‫والحسابات البنكية‪ ،‬وتفاصيل البطاقات الئتمانيــة‪ ،‬مثلمــا تتضــمن المعلومــات‬
‫الشخصــية المرتبطــة بنمــاذج الشــراء الــتي يمكــن أن تســتخدم للهــداف‬
‫التسويقية‪ .‬ولما كانت بعض المعلومات ل يمكن الحفاظ على سريتها‪ ،‬فتظهــر‬
‫فرص كبيرة لحدوث الغش‪ ،‬ليس فقط في إساءة استخدام وسائل التعريــف‪،‬‬
‫ولكن أيضا في القدرة على الحتيال على ضحايا بشكل أكثر سهولة‪.‬‬
‫أيضا لما كانت التجارة اللكترونية تتم بين أطراف تقع في دول مختلفــة‪،‬‬
‫فإنها تتضمن كافة المخاطر التقليدية المصاحبة لعمليات التجارة الدوليــة‪ .‬بــل‬
‫أنه في حالة إتمام الصفقة على النترنت تكون تلك المخاطر أكثر صعوبة في‬
‫التعريف وتحديد موقــع الطــرف الخــر‪ ،‬ومــن ثــم أكــثر صــعوبة لنقــل الرقابــة‬
‫القانونية لموقع أو دولة الطرف الخر‪.‬‬
‫وترتبط معظم الحتيالت في التعاملت التجارية التي تتــم عــبر النــترنت‬
‫بممارسات التضـليل والخــداع الــتي تعكــس النشـطة المشـابهة الــتي تحــدث‬
‫باستخدام التقنيات الورقية التقليديــة‪ .‬ويتمتــع المحتــالون علــى النــترنت الن‬
‫بالقدرة على الوصول المباشر للمليين من الضحايا في العالم‪ ،‬وبأقــل تكلفــة‬
‫ممكنــة‪ ،‬علــى ســبيل المثــال مكــائد المكافــآت العاليــة‪ ،‬مثــل مكــائد الحتيــال‬
‫الهرمــي ‪ Pyramid scheme‬واحتيال ‪ Ponzi‬الــتي تســتخدم سلســة خطابــات‬
‫ورســائل إلكترونيــة‪ ،‬ومكــائد فــرص التجــارة‪ ،‬ومــزادات الحتيــال والجــوائز‬
‫واللوتارية الخادعة‪.‬‬
‫وتتضمن الشكال الخــرى للغــش عــبر اســتخدام النــترنت عــدم تســليم‬
‫الســلع والخــدمات أو تســليم منتجــات أو خــدمات معيبــة‪ .‬وقــد أصــبحت تلــك‬
‫الشكال أكثر انتشارا فــي بيئة العمــال الــتي تعتمــد علــى منتجــات وخــدمات‬
‫الكمــبيوتر والخــدمات الماليــة‪ .‬فعلــى ســبيل المثــال رغــم الهميــة الكــبيرة‬
‫للتعاملت في الخدمات الصحية والطبية للمســتهلك‪ ،‬إل إنــه قــد تــم اكتشــاف‬
‫العديد من حالت الغش والحتيال المرتبطة بهما‪.‬‬
‫الحتيال الهرمي ‪:‬‬ ‫■‬
‫يعتبر الحتيال الهرمي من أبرز أشكال الحتيال التي برزت في البيئة‬
‫العربيــة خلل الســنوات القليلــة الخيــرة‪ .‬وهــو عبــارة عــن برامــج تســويقية‬
‫واستثمارية احتيالية يتم بموجبها مكافــأة المشــاركين عنــد إقنــاعهم لشــخاص‬
‫آخرين بالنضمام لهذه البرامج التسويقية‪ .‬وبشكل أساســي‪ ،‬فــإن هــذا الهــرم‬
‫يتشكل عند قيام شخص واحد أو مجموعة من الشــخاص )شــركة مثل( بجمــع‬
‫الموال من مجموعة من الشخاص )على شــكل اشــتراك لمــرة واحــدة مثل(‬
‫والطلب من هؤلء الشخاص جمع الموال من أصدقائهم بإقناعهم بالمشـاركة‬
‫في مثل هذا البرنامج وهكذا تبدأ الحلقة الولى من الحتيال‪ .‬ويتم منح الوعود‬
‫للمشــاركين بحصــولهم علــى عــوائد ماليــة مجزيــة أو الترقيــة فــي الهيكــل‬
‫التنظيمي لمثل هــذا المشــروع التســويقي مقابــل إقنــاعهم لشــخاص آخريــن‬
‫بالشتراك‪.‬‬
‫الغش التجاري في المجتمع‬ ‫‪- 18 -‬‬ ‫مركز البحوث والدراسات‬
‫اللكتروني‬

‫وتركز المشاريع التسويقية الهرمية على تبادل الموال وتوظيف أشخاص‬

‫جدد دائما ول يتعلق المر ببيع سلع أو منتجات إل كغطاء لمثل هــذه النشــطة‬
‫الحتيالية‪ ،‬وخوفا من السلطات المنية‪.‬‬
‫‪ 8/2/2‬الغش في المزادات اللكترونية ‪:‬‬
‫يرتكز سوق المزاد عبر النترنت علــى الصــورة‪ ،‬وتوصــيف البضــاعة مــن‬
‫خلل نص مقتضب في الغالب‪ .‬ونظرا ً لصعوبة تفحصها عن قرب ل يبــق أمــام‬
‫المشــتري ســوى الثقــة بعارضــها‪ .‬وحســب تقريــر التحــاد الفيــدرالي للتجــارة‬
‫ومراقبة الحتيال بالنترنت‪ ،‬فإن جــرائم الحتيــال الــتي تحــدث فــي المــزادات‬
‫على النترنت تعتبر من أكثر جرائم النترنت شيوعا وانتشارا‪.‬‬
‫‪ 8/2/3‬الغش في نقل الموال إلكترونيا ‪:‬‬
‫أيضا يمكن أن يستخدم النترنت في القيام بالعديد مــن أشــكال الســرقة‬
‫للموال المنقولة إلكترونيا‪ .‬فأحيانا يتم الحصول على بعض الوسائل المرتبطة‬
‫بحماية المعلومات مثل كلمات المرور وتفاصيل الحسابات‪ ،‬والتي يتمكن مــن‬
‫خللها المحتالون من الوصول إلى قواعد البيانات الخاصــة بشــركات العمــال‬
‫والمؤسســات الماليــة‪ .‬وفــي بعــض الظــروف‪ ،‬قــد ينقــل المحتــالون المــوال‬
‫إلكترونيا من خلل إرسال أوامر بالبريد اللكــتروني‪ .‬وعنــدما يصــبح اســتخدام‬
‫التجارة اللكترونية أكثر انتشارا‪ ،‬فمن المتوقع تزايد إساءة استخدام النــترنت‬
‫المرتبط بنقل الموال إلكترونيا‪.‬‬
‫‪ 8/2/4‬الغش في السهم والستثمار ‪:‬‬
‫يستخدم النترنت حاليا بشكل أكثر تنظيما فــي كافــة أنشــطة الشــركات‬
‫التي تتسع من مجرد تقديم العروض والتجارة في السهم إلى اعتماد الجهــات‬
‫الرسمية علـى حفــظ المســتندات الرســمية إلكترونيــا‪ .‬وبالفعــل بــدأت تظهــر‬
‫حــالت وأمثلــة عديــدة للغــش والحتيــال الــتي ترتبــط بســوق الســهم‪ ،‬حيــث‬
‫يســتخدم بعــض المحتــالين النــترنت حاليــا لنشــر معلومــات خــاطئة لجــذب‬
‫المستثمرين‪ ،‬أو للتلعب بالسهم‪.‬‬
‫الغش التجاري في المجتمع‬ ‫‪- 19 -‬‬ ‫مركز البحوث والدراسات‬
‫اللكتروني‬

‫‪ 8/2/5‬الغش المرتبط بوسائل التعريف ‪:‬‬

‫تتمثل أحد أبرز الســتراتيجيات المســتخدمة بشــكل متكــرر فــي ارتكــاب‬
‫الغش في خلق مستندات خـاطئة لتحريــف أحــد وسـائل التعريـف‪ .‬فـالتعريف‬
‫المسروق يتم إنشاؤه بشكل احتيالي‪ ،‬وبالتالي فإنه من الممكــن أن يســتخدم‬
‫في سرقة النقود أو بأي شكل آخــر غيــر قــانوني‪ ،‬ومــن ثــم تجنــب المســاءلة‬
‫والعتقال‪.‬‬
‫وتكنولوجيــا النــترنت تجعــل إخفــاء أحــد وســائل التعريــف عمليــة أكــثر‬
‫سهولة‪ .‬فالبريد اللكتروني ومواقــع النــترنت قــد يتــم التلعــب بهــا مــن خلل‬
‫تضـمنيها تفاصــيل خادعـة أو تغييــر مصـدر الرسـالة الـتي تبــدو أنهـا آتيـة مـن‬
‫مستخدم آخـر‪ .‬مـن هنـا‪ ،‬فـإنه ل يوجـد وسـيلة لمعرفـة المسـارات التجاريـة‬
‫لولئك الفراد المحتالون على النترنت‪.‬‬
‫‪ 8/2/6‬الحتيال في التحصيل ‪:‬‬
‫قد تتجه مؤسسات العمــال إلــى تنفيــذ أنشــطة المشــتريات والتحصــيل‬
‫إلكترونيا‪ .‬فقد انتشرت خلل الفترة الخيرة توجهات الشركات لتمــام عمليــة‬
‫التحصيل وتوثيقها إلكترونيا‪ .‬المر الذي يؤدي إلى مستويات أعلى من المرونة‬
‫والثقــة والتعــاون الــذي ينشــأ بيــن أطــراف عمليــة التحصــيل‪ .‬وتنتــاب عمليــة‬
‫التحصيل اللكتروني بعض مخاطر الحتيال‪ ،‬نتيجة عدم وجود الرقابة الداخليــة‬
‫عندما يتم تنفيذ أنظمة التحصيل اللكتروني الجديدة‪.‬‬
‫‪ 8/2/7‬مخاطر الستشارات من الخارج ‪Outsourcing Risks :‬‬
‫توجــد أيضــا فــرص مختلفــة للجريمــة القتصــادية يمكــن أن تحــدث فــي‬
‫التصال أو الربط مع الخدمات الستشارية من الخارج‪ ،‬يرتبــط ذلــك بالتحديــد‬
‫بتكنولوجيا المعلومات وإدارة البيانات‪ .‬فالعتماد على موفري خدمــة التطــبيق‬
‫‪- (Application Service Providers (ASPs‬الذين يوفرون الحيــز المطلــوب لتخزيــن‬
‫المعلومات الرقميــة ينتمــون لجهــات أخــرى‪ -‬يولــد مخــاطر أن تســتخدم تلــك‬
‫المعلومات لتنفيذ أغراض احتيالية أو بيعهــا بــدون ترخيــص‪ .‬إن العتمــاد علــى‬
‫الستشارات الخارجية في خدمات تكنولوجيا المعلومات يخلق بوجه عام أيضا‬
‫مخاطر للحتيال أو الفساد‪ ،‬حيث قد يسيئ المتعاقــدون الثقــة الــتي يحصــلون‬
‫عليها في إدارة بيانات سرية وحساسة‪.‬‬
‫‪ 8/2/8‬الحتيال على الحكومات ‪:‬‬
‫يمكن أن تستفيد الحكومات من تكنولوجيــا المعلومــات والتصــالت فــي‬
‫تقديم وإدارة خدماتها إلكترونيا‪ ،‬إل إنها بمؤسساتها ووكالتها الرسمية أيضا قد‬
‫تكون عرضة للحتيال‪ .‬وتتزايد فرص هذا الحتيال على سبيل المثــال لمــوفري‬
‫خدمة الرعاية الصحية لموظفي القطاع الحكومي نتيجة التلعــب فــي أنظمــة‬
‫تنفيذ المطالبــات إلكترونيــا‪ .‬وترتبــط مخــاطر أشــكال المطالبــات اللكترونيــة‬
‫بالتزييف أو التلعب إلكترونيا‪ ،‬أو حل شفرة التوقيع الرقمي‪.‬‬
‫أيضا موظفي القطــاع الحكــومي قــد يســتخدمون تكنولوجيــا المعلومــات‬
‫التي تتاح لهم لغراض تسهيل العمل الرسمي بشكل غير مناســب فــي تنفيــذ‬
‫أغراض غير مرخصة لهم‪ .‬فعلى الرغم مــن الكــثير مــن التحــذيرات الصــريحة‬
‫الغش التجاري في المجتمع‬ ‫‪- 20 -‬‬ ‫مركز البحوث والدراسات‬
‫اللكتروني‬

‫حـول الســتخدام غيــر المناســب مـن جـانب المــوظفين للنـترنت فـي موقـع‬
‫العمل‪ ،‬تظهر هناك باستمرار حالت لساءة بعضا منهم للنترنت‪.‬‬
‫‪ 8/2/9‬احتيال المستهلك ‪:‬‬
‫على الرغم مــن اتخــاذ العديــد مــن الحتياطــات لحمايــة المســتهلك مــن‬
‫التصرفات الحتيالية على شبكة النترنت‪ ،‬إل إنه ل يــزال هنــاك تزايــد مســتمر‬
‫في أعـداد الشـكاوى الـتي تصـدر مـن المسـتهلكين الـذين يتعرضـون لفعـال‬
‫احتيالية على النترنت‪ .‬وتزداد خطورة هذا المر بمعرفــة مــدى التنــوع الكــبير‬
‫في أشكال وصــور هــذا الحتيــال الــتي تتغيــر بشــكل طــردي مــع التقــدم فـي‬
‫تكنولوجيا المعلومات والتصالت‪.‬‬
‫هذا ويمكن رصــد أهــم وأبــرز الشــكال والصــور الجديــدة للحتيــال علـى‬
‫المستهلكين الفراد على النترنت‪ ،‬من خلل استعراض ومقارنة نتائج التقريــر‬
‫الســنوي لمركــز شــكاوى الحتيــال علــى النــترنت الــذي يــديره ‪United States‬‬
‫‪ .Department of Justice and Federal Bureau of Investigation‬ويوضح الجــدول‬
‫التــالي أعلــى عشــرة أشــكال للحتيــال علــى النــترنت فــي عــامي ‪ 2000‬و‬
‫‪: 2004‬‬
‫الغش التجاري في المجتمع‬ ‫‪- 21 -‬‬ ‫مركز البحوث والدراسات‬
‫اللكتروني‬

‫الجدول رقم )‪(2‬‬

‫أعلى عشرة أشكال للحتيال على النترنت في عامي ‪ 2000‬و ‪2004‬‬
‫أعلى عشرة أشكال احتيالية في‬ ‫أعلى عشرة أشكال احتيالية في‬
‫عام ‪2004‬‬ ‫عام ‪2000‬‬
‫حسب تقرير‬ ‫حسب نتائج تقرير‬
‫‪Internet Fraud Complaint Center‬‬ ‫‪Internet Fraud Watch‬‬
‫‪%‬‬ ‫الشكل‬ ‫‪%‬‬ ‫الشكل‬
‫‪71.2‬‬ ‫احتيال المزادات‬ ‫‪78‬‬ ‫احتيال المزادات‬
‫‪15.8‬‬ ‫عدم التسليم المادي‬ ‫‪10‬‬ ‫عدم التسليم المادي‬
‫‪5.4‬‬ ‫للمبيعاتبطاقات الئتمان‬
‫احتيال‬ ‫‪3‬‬ ‫للمبيعاتخدمات الوصول على‬
‫سرقة‬
‫‪1.3‬‬ ‫احتيال الشيكات‬ ‫‪3‬‬ ‫النترنت‬
‫الحتيال في العمل من‬
‫‪0.6‬‬ ‫احتيال الستثمار والسهم‬ ‫‪2‬‬ ‫المنزل‬
‫الحتيال في قروض الدفعة‬
‫‪0.4‬‬ ‫احتيال المصداقية‬ ‫‪1‬‬ ‫المقدمة أجهزة وبرامج‬
‫سرقة‬
‫‪0.3‬‬ ‫سرقة وسائل التعريف‬ ‫‪1‬‬ ‫الكمبيوتر‬
‫احتيال الخطاب النيجيري‬
‫‪0.2‬‬ ‫سرقة أجهزة وبرامج‬ ‫‪0.5‬‬ ‫احتيال بطاقات الئتمان‬
‫‪0.2‬‬ ‫الكمبيوترالخطاب النيجيري‬
‫احتيال‬ ‫‪0.5‬‬ ‫الحتيال المرتبط بالسفر‬
‫‪0.1‬‬ ‫الحتيال على المؤسسات‬ ‫والرحلت‬
‫المالية‬ ‫المصدر ‪:‬‬
‫‪Internet Fraud Watch (2000), Annual Report.‬‬
‫‪Internet Fraud Complaint Center (2005), IC3 2004 Internet Fraud : Crime Report, Prepared by the‬‬
‫‪National White Collar Crime Center and the Federal Bureau of Investigation, January‬‬
‫‪1, 2004—December 31, 2004.‬‬
‫يتضح من الجدول رقم )‪ (2‬مدى الزيادة في نسب الغش والحتيال الــتي‬
‫تلحق بالمستهلكين على النــترنت‪ .‬كمــا يوضــح الجــدول مــدى ارتفــاع حــالت‬
‫الحتيال المرتبط بالتجارة والمال‪ ،‬فخلل عام ‪ 2004‬ظهــرت أشــكال جديــدة‬
‫للحتيال التجاري لم تكن موجودة عام ‪ ،2000‬مثل احتيال الشــيكات واحتيــال‬
‫الستثمار والسهم‪ ،‬والحتيال على المؤسسات المالية‪ .‬بل كان ملحظا مــدى‬
‫الزيادة الحادثة في نسب الشكاوى المرتبطة باحتيال بطاقات الئتمــان‪ ،‬الــتي‬
‫سجلت ارتفاعـا مـن نحـو ‪ %0.5‬فـي عـام ‪ 2000‬إلـى نحـو ‪ %5.4‬فـي عـام‬
‫‪ .2004‬المر الذي يستنتج منه مدى الزيادة في حجــم الخســائر الــتي لحقــت‬
‫بالمستهلكين على مدى الفترة من عام ‪ 2000‬إلى عام ‪ ،2004‬حيث ارتفعت‬
‫هذه الخسائر من نحو ‪ 3.385‬مليون دولر في عام ‪ 2000‬إلى نحــو ‪68.140‬‬
‫مليون دولر في عام ‪.2004‬‬
‫وجدير بالملحظة أن أرقام الخسارة المرصودة عالية ل تعبر ســوى عــن‬
‫الحالت التي تم رصدها في عدد قليل مـن الوليــات المريكيـة‪ ،‬ول تعــبر بـأي‬
‫حال من الحوال عـن الوضـع العـالمي‪ .‬المـر الــذي يمكــن معـه تصـور مــدى‬
‫وحجم هذه الخسائر إذا تم رصدها على مدى الوليات المتحدة ككل‪ ،‬بل مدى‬
‫ضخامتها إذا أمكن رصدها عالميا‪.‬‬
‫‪ 8/3‬الجدل حول مفهوم وحدود الغش التجاري في سياق المجتمع اللكتروني‬
‫‪:‬‬
 ‫الغش التجاري في المجتمع‬ ‫‪- 22 -‬‬ ‫مركز البحوث والدراسات‬
‫اللكتروني‬

‫مــن التحليــل الســابق لشــكال الحتيــال علــى النــترنت‪ ،‬يتضــح أن‬

‫الغش‪/‬الحتيال المرتبط بالتجارة أو القتصاد يحتل نسبة هامــة مــن بيــن كافــة‬
‫أشـكال الحتيـال علـى النـترنت‪ .‬بـل أن الشـكال المرصـودة للحتيـال علـى‬
‫النترنت قد كانت في غالبيتها ترتبط بالتجارة أو القتصاد‪ .‬مــن هنــا‪ ،‬يتضــح أن‬
‫الغش التجاري يمثل النســبة الكــبر داخــل الشــكال المختلفــة للحتيــال علــى‬
‫النترنت‪.‬‬
‫إل إنه ل تزال هناك كثير من الدراسات التي تثير الجــدل والنقــاش حــول‬
‫العديد من التساؤلت عن الشكال الفعلية للحتيال على النترنت الــتي تعتــبر‬
‫غشا تجاريا‪ .‬ويمكن تحديد أهم تلك التساؤلت فيما يلي ‪:‬‬
‫• هل ينسحب مفهوم الغش التجاري إلى كافة الشكال الحتيالية المــذكورة‬
‫أعله أم أنه ينصب فقــط علــى صــور الحتيــال الــتي تلحــق بالمســتهلك‪،‬‬
‫والتي وردت في الفقرة )‪ (8/3/9‬فقط؟‬
‫• هل مفهوم الغش التجــاري فــي بيئتنــا العربيــة يأخــذ فقــط بتلــك الشــكال‬
‫والصور التي تلحق الخسائر بالفراد المســتهلكين أم ينسـحب أيضـا إلـى‬
‫تلك الشكال والصور التي تلحق الضرار بالمؤسسات والحكومة ؟‬
‫• هل مصطلح الغش التجاري المستخدم حاليا يعتــبر كافيــا ومناســبا للتعــبير‬
‫عن كافة أشكال الغش والحتيال في بيئة المجتمع اللكتروني اليوم ؟‬
‫للجابة على تلك التساؤلت من الضروري أول صياغة وتحديد‬
‫المفهوم الدقيق للغش التجاري في المجتمششع اللكششتروني‪ ،‬وذلششك‬
‫ما تسعى إليه هذه الورقة في النقطة التالية‪.‬‬
‫‪ 8/4‬ماهية ومفهوم الغش التجاري في المجتمع اللكتروني ‪:‬‬
‫ل يزال حتى الن ل يوجد تعريف محدد لمفهوم الغش أو الحتيال‪ ،‬حيث‬
‫تعرفه دراسة )‪ ( 1)(Graycar, and Russell , 2002‬بأنه يتضمن استخدام الكذب أو‬
‫الخداع أو التضليل للحصول على ميزة أو مصلحة غير مستحقة‪ ،‬وكانت من‬
‫حق طرف آخر‪ .‬وتشير الدراسة إلى أن الغش مثله مثل كافة الجرائم‬
‫الخرى يتضمن ثلثة عناصر رئيسية‪ ،‬هي الدافع من حيث وجود العامل‬
‫المحرك للرادة والذي يوجه السلوك الحتيالي كالنتقام والبغضاء وغيرها‪،‬‬
‫ووجود الهدف أو الضحية للسلوك الحتيالي ‪ ،‬وغياب القدرة على توفير‬
‫الحماية‪.‬‬
‫أما دراسة )‪ ،(2)(Auditing and Assurance Standards Board, 2002‬فتعرف‬
‫الغش أو الحتيال على أنه يتمثل في أي تصرف أو سلوك متعمد يحدث من‬
‫فرد أو العديد من الفراد يرهق أو يتسبب في أعباء‬
‫إضافية على أية أطراف أخرى نتيجة استخدام ممارسات غير أخلقية‬
‫للحصول على ميزة غير عادلة أو غير قانونية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪( ) Graycar, A. and S. Russell (2002), "Identifying and Responding to Electronic Fraud‬‬
‫‪Risks", 30th Australasian Registrars’ Conference, Australian Institute of Criminology,‬‬
‫‪Canberra, November.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪( ) Auditing and Assurance Standards Board (2002), Australian Auditing Standard AUS‬‬
‫‪210: The Auditor’s Responsibility to Consider Fraud and Error in an Audit of a Financial‬‬
‫‪Report, Auditing and Assurance Standards Board, Sydney.‬‬
 ‫الغش التجاري في المجتمع‬ ‫‪- 23 -‬‬ ‫مركز البحوث والدراسات‬
‫اللكتروني‬

‫وعلى الرغم من تطبيق كل من القوانين الجنائية ووسائل المكافحة‬

‫)‪(1‬‬
‫المدنية لمكافحة ومنع حدوث الحتيال‪ ،‬فإن دراسة )‪(Lanham, et al., 1987‬‬
‫قد توصلت إلى أن جريمة الحتيال تعتبر أحد المراض مستمرة الحدوث عبر‬
‫الزمن‪ .‬فبينما يوجد هناك انخفاض كبير في العديد من صور الجريمة مثل‬
‫جرائم القتل والغتصاب وجرائم اليذاء الخرى‪ ،‬ل يزال الحتيال على‬
‫المستوى الفردي يسبب اللم واليذاء للكثير من الفراد‪ .‬أما على مستوى‬
‫المجتمع‪ ،‬فإن حجم الخسارة فادحة‪ ،‬وتتضمن الكثير من مليين الدولرات‪.‬‬
‫بالتحديد‪ ،‬من الملحظ تعدد تعريفات الغش في عصر المجتمع‬
‫اللكتروني‪ ،‬فأحيانا يعرف بالغش أو الحتيال المعلوماتي أو غش الحاسب‪،‬‬
‫وفي أحيان أخرى بالحتيال بالنترنت أو غيرها‪ ،‬إل إنها تجتمع معا في تركيزها‬
‫على أن الظاهرة الجرامية المستحدثة تتمحور رغم اختلف أنماط السلوك‬
‫الجرامي حول فعل الغش أو النصب أو الحتيال في عمليات التجارة‪.‬‬
‫وتعرف منظمة التعاون القتصادي والتنمية الغش‪/‬الحتيال اللكتروني‬
‫بأنه هو "كل سلوك غير مشروع أو غير أخلقي أو غير مصرح به يتعلق‬
‫)‪( 2‬‬
‫بالمعالجة اللية للبيانات أو نقلها"‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫إلى‬
‫وتشير دراسة )‪(Government Printer for the State of Victoria, 2002‬‬
‫أن الممارسة غير الخلقية توجد في قلب كافة أشكال الحتيال‪ ،‬حيث‬
‫يستطيع الفرد المخادع أن يحصل على ميزة أو مصلحة مالية باستخدام‬
‫تقنيات أو بنية تحتية تدعم التجارة اللكترونية‪ .‬كما تشير الدراسة إلى أنه ل‬
‫يوجد قانون أو تشريع بسيط حتى الن يتمكن من تعريف جريمة الحتيال‬
‫المرتبطة بإساءة الستخدام في التجارة اللكترونية الذي يستهدف الكسب‬
‫المادي‪ .‬فإساءة التصال أو التفاعل في البيئة اللكترونية قد يعامل في‬
‫طبيعته كجريمة سرقة أو كجريمة خداع‪ ،‬وتعد الممارسات غير الخلقية على‬
‫أنها جريمة ترتبط بتشريعات المستهلكين والممارسات التجارية حسب‬
‫قوانين العديد من الدول‪.‬‬
‫ولما كان تركيز هذه الورقة على الحتيال في بيئة المجتمع اللكتروني‪،‬‬
‫فإنه من الواجب القتصار على تلك الفعال غير الخلقية التي تحدث بدافع‬
‫الكسب المادي في هذه البيئة‪ .‬بالتحديد‪ ،‬فإنه في بيئة التصال المباشر على‬
‫النترنت يوجد هناك فرص ل نهائية للغش اللكتروني ‪ Electronic Fraud‬في‬
‫شكل احتيالي‪.‬‬
‫وقد توصلت دراسة )‪(Government Printer for the State of Victoria, 2002‬‬
‫إلى صياغة تعريف واسع لمفهوم الحتيال التجاري اللكتروني يتضمن كافة‬
‫المشكلت والقضايا مثل تدمير البرامج والنظمة من خلل التخريب المتعمد‬
‫الذي يحدث عندما تصيب الفيروسات الكمبيوتر‪ ،‬أو الجرائم الخرى التي‬
‫‪1‬‬
‫‪( ) Lanham, D., and et. Al. (1987), Criminal Fraud, Law Book Company, Sydney.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪( ) OECD (2003), OECD Guidelines for Protecting Consumers from Fraudulent and‬‬
‫‪Deceptive Commercial Practices Across Borders.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪( ) Government Printer for the State of Victoria (2002), "Inquiry into Fraud and‬‬
‫‪Electronic Commerce: Emerging Trends and Best Practice", Discussion Paper, Drugs‬‬
‫‪and Crime Prevention Committee, DCPC, Parliament of Victoria, October‬‬
‫الغش التجاري في المجتمع‬ ‫‪- 24 -‬‬ ‫مركز البحوث والدراسات‬
‫اللكتروني‬

‫تتضمن نشر المواد البغيضة أو غير القانونية‪ ،‬على سبيل المثال عندما تسعى‬
‫الشركات أو الفراد لبيع الصور الباحية على النترنت‪ .‬مع ذلك‪ ،‬بعض الجرائم‬
‫ل تشكل جزء من ذلك التعريف الواسع إذا لم تتضمن عنصر الخداع أو‬
‫الممارسة غير الخلقية‪ ،‬والتي فيها يتم ارتكاب الجريمة بهدف الحصول على‬
‫كسب مادي‪.‬‬
‫الشكل رقم )‪(3‬‬
‫علقة الغش التجاري اللكتروني بالغش التجاري والجرائم اللكترونية‬

‫الجريمة القتصادية‬

‫الجرائم‬

‫الغش التجاري التقليدي‬

‫اللكترونية‬
‫الغش التجاري‬
‫اللكتروني‬

‫المصدر ‪:‬‬
‫من تصميم الباحث‪.‬‬
‫وإذا كانت هذه الورقة قد توصلت فــي ســياق الشــكل رقــم )‪ (2‬إلــى أن‬
‫الغش المرتبط بالتجارة في المجتمع اللكـتروني يعتـبر أحـد أشـكال الجـرائم‬
‫اللكترونية‪ ،‬وفي نفس الوقت يعتبر أحد أشكال الجرائم القتصادية‪ .‬فإن هذه‬
‫الورقة تسعى للتقدم خطوة أخرى للمام بتحديد موقــع وعلقــة هــذا الشــكل‬
‫من الغش التجاري الحادث في سياق المجتمع اللكـتروني‪ ،‬وذلــك كمـا يتضـح‬
‫مـن الشــكل رقــم )‪ ،(3‬حيــث يتضــح منــه أن هنــاك شــكل جديــدا مـن الغــش‬
‫التجاري يقع بالكامل داخل نطاق الغش التجاري‪ ،‬وأيضا داخل نطاق الجريمــة‬
‫اللكترونية‪ ،‬فضل عنه أنه يقع داخل نطاق الجريمة القتصادية أيضا‪ .‬ولكي يتم‬
‫تمييز هذا الشــكل مــن الغــش عــن الغــش التجــاري التقليــدي‪ ،‬فتســعى هــذه‬
‫الورقة لتعريفه بالغش التجاري اللكتروني‪.‬‬
‫وبناء عليه وفي ضوء التحليل في الجزاء السابقة‪ ،‬يمكــن الوقــوف علــى‬
‫تعريف محدد للغــش والحتيــال التجــاري اللكــتروني مــن خلل الــتركيز علــى‬
‫الدوافع‪ ،‬وبشكل يتسق مع التطورات المعاصــرة ويتكيــف مــع مــدى الســرعة‬
‫الكبيرة في تطور حالت الغش في بيئة المجتمع اللكــتروني‪ ،‬فيعــرف الغــش‬
‫التجاري في المجتمع اللكتروني بأنه ‪:‬‬
‫"هو كل فعل أو ممارسة غير أخلقية تستخدم فيها تقنيات‬
‫المجتمع اللكتروني‬
‫وتهدف إلى تحقيق كسب مادي غير مشروع"‪.‬‬
‫وبناء على هذا التعريف فإنه يمكن تقرير ما يلي ‪:‬‬
‫الغش التجاري في المجتمع‬ ‫‪- 25 -‬‬ ‫مركز البحوث والدراسات‬
‫اللكتروني‬

‫أنه ل فرق بين المستهلك الفردي أو المؤسسة أو الحكومة في تصنيف‬ ‫‪o‬‬

‫حالة الغش أو الحتيال التجاري‪ ،‬ومن ثم فإن كافة الشكال المرصــودة‬
‫للغــش الــتي ترتكــب فــي حــق الحكومــات أو المؤسســات تعتــبر غشــا‬
‫تجاريا‪.‬‬
‫أن تقرير إذا ما كان أحد أشكال الجريمة أو الحتيال غشا تجاريا‪ ،‬يرتبط‬ ‫‪o‬‬
‫بشكل الجهة المتضررة بقدر مــا يرتبــط بــأنه نجــم عــن نشــاط مرتبــط‬
‫بالتجارة وألحق خسارة بهذه الجهة المتضررة‪.‬‬
‫أن كافة النشطة والمجالت التي تلحق خسائر بالفراد أو المؤسسات‬ ‫‪o‬‬
‫سواء الحكومية أو الخاصة على النترنت تعتبر غشا تجاريا‪.‬‬
‫أن مصطلح غش المستهلك أو الغش التجاري للمستهلك بــات مفهومــا‬ ‫‪o‬‬
‫ضيقا ل يتناسب مع الغش التجاري فــي المجتمــع اللكــتروني الــذي قــد‬
‫يلحــق بالمؤسســات والحكومــات‪ .‬لــذلك فتقــترح هــذه الورقــة إعــادة‬
‫تسميته بالغش التجاري اللكتروني‪.‬‬
‫أن الغش التجاري اللكــتروني يشــكل نــوع خاصــا مــن الغــش التجــاري‬ ‫‪o‬‬
‫الذي يرتبــط بــالمجتمع اللكــتروني‪ ،‬إل إنــه يتميــز عــن الغــش التجــاري‬
‫التقليدي في أنه قد يرتكب بحق مؤسسات العمال أو الحكومات‪.‬‬
‫أن البيئة العالمية تعج حاليا بالعديد من أشكال الجرائم اللكترونية‪ .‬وقد‬ ‫‪o‬‬
‫اتضح من تحليل أشكال الخــدمات والمنــافع اللكترونيــة‪ ،‬وأيضــا تحليــل‬
‫أشكال الغش في المجتمع اللكتروني أن هناك ارتباطا كبيرا وبارزا بين‬
‫شكل الخدمة أو المنفعة اللكترونية الجديــدة وبيـن الغــش اللكــتروني‪.‬‬
‫ولما كانت هذه الخدمات والمنافع متجددة ومتطــورة بشــكل متســارع‪،‬‬
‫فإن تحديد أشكال الغش التجاري المحتملة في المجتمع اللكتروني يعد‬
‫مهمة في غاية الصعوبة‪ .‬وبالتالي فإن عملية مكافحته قد تكــون بمثابــة‬
‫المستحيل على القل في المراحل الولى لحدوثه‪.‬‬
‫أن هناك فجوة بين حالت الغش الحادثة وبين جهود المكافحــة‪ .‬ويمكــن‬ ‫‪o‬‬
‫تفسير هذه الفجوة بنوعين مــن الصــعوبات‪ ،‬همــا صــعوبة رصــد حــالته‬
‫وإثباته‪ ،‬وصعوبة اكتشاف وسد الثغرة التي نجم عنها‪.‬‬
‫يمكــن تحديــد الســباب الرئيســية وراء صــعوبة إثبــات الغــش التجــاري‬ ‫‪o‬‬
‫) ‪(1‬‬
‫اللكتروني فيما يلي‪:‬‬
‫أنه كجريمة ل يترك أثرا بعد ارتكابه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫صعوبة الحتفاظ الفني بآثاره إن وجدت‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أنها تعتمد على الخداع في ارتكابها والتضليل في التعرف علــى‬ ‫‪‬‬
‫مرتكبيها‪.‬‬
‫أنه يعتمد على قمة الذكاء في ارتكابه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يترتب على هذه الصعوبات مشكلت خطيرة‪ ،‬من أبرزها العتماد علــى‬ ‫‪o‬‬
‫أسلوب سد الثغرات في مكافحة الشكال الجديدة للجريمــة والحتيــال‬
‫اللكتروني‪ .‬وتكشف الحصائيات عن حالت الجريمــة اللكترونيــة مــدى‬
‫خطــورة العتمــاد علــى أســلوب ســد الثغــرات فــي مكافحــة الجريمــة‬
‫اللكترونية‪ ،‬حيث تشير إلى أن كــل شــكل جديــد مــن أشــكال الحتيــال‬

‫‪ ))1‬محمد محمد شتا‪ ،(2001) ،‬فكرة الحماية الجنائية لبرامج الحاسب اللي‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة للنشر‪ ،‬السكندرية‪.‬‬
‫الغش التجاري في المجتمع‬ ‫‪- 26 -‬‬ ‫مركز البحوث والدراسات‬
‫اللكتروني‬

‫اللكتروني يبرز بشكل محدود في البدايــة‪ ،‬ثــم ل يلبــث أن ينمــو‪ ،‬حــتى‬

‫ينتشر بشكل كبير‪ ،‬ثم ل يلبث أن يضمحل ويزول في النهاية‪.‬‬
‫من هنا يتضح مدى خطورة الغش التجششاري اللكششتروني الششذي‬
‫يتسبب كل شكل جديد حادث منه في كم هائل من الخسائر حششتى‬
‫يتششم يتوصششل إلششى الطريششق أو الوسششيلة الفعالششة للتغلششب عليششه‬
‫ومكافحته‪ .‬المر الششذي يوضششح مششدى القصششور فششي العتمششاد علششى‬
‫أسلوب سد الثغرات في مكافحته‪ ،‬بما يعزز من الدعوة إلى إيجششاد‬
‫أسلوب بديل أكثر فعالية للوقاية من الغش التجاري قبل وقوعه‪.‬‬
‫وهو ما يستلزم مزيد من الهتمام بالتعرف على التسهيلت الششتي‬
‫يمكن أن تقدمها أي خدمة أو منتج إلكتروني جديد‪ ،‬بالشكل الششذي‬
‫يضمن عدم القششدرة علششى اسششتغلله فششي الغششش أو الحتيششال فششي‬
‫العمليات التجارية‪ ،‬وذلك بهدف تقليص حجم الخسائر الناجمة عن‬
‫الغش قبل حدوثه‪.‬‬
‫‪ /9‬الخلصة ‪:‬‬
‫تعرضت هذه الورقة لدراسة وتحليل ماهية وأشكال الغش التجــاري فــي‬
‫ظل التطورات المعاصرة‪ ،‬حيث تناول التحليل دراسة ثلث نقاط رئيسية‪ ،‬هي‬
‫ماهية التطورات المعاصرة في الــبيئة القتصــادية العالميــة‪ ،‬وماهيــة وأشــكال‬
‫الجرائم اللكترونية الناجمة عن تلك التطورات‪ ،‬والغش التجاري في المجتمــع‬
‫اللكتروني الجديد‪.‬‬
‫وتناولت الدراسـة بالتحليـل كـل مـن التقـدم فـي تكنولوجيـا المعلومـات‬
‫والتصالت وعولمة السواق كأحــد أبــرز التطــورات الــتي حــدثت خلل الونــة‬
‫الخيرة‪ .‬وتوصلت إلى أن تلك التطورات على الرغم مما أدت إليه مــن مزايــا‬
‫وآثار إيجابية‪ ،‬إل إنها ساعدت بشكل رئيســي فــي نفــس الــوقت علــى ظهــور‬
‫أشكال وصور جديدة من الجرائم‪ ،‬عرفت بالجرائم اللكترونية‪.‬‬
‫ومن خلل استعراض أبرز أشكال وصور تلك الجرائم الجديدة‪ ،‬اتضــح أن‬
‫قدر كبير منها يرتبط بمجالت التجارة والمال والقتصاد‪ ،‬أو ما يعرف بالجريمة‬
‫القتصادية المرتبطة بالكمبيوتر أو النترنت‪ .‬ثـم انتقـل التحليـل للـتركيز علـى‬
‫صــور الجريمــة المتمثلــة فــي الغــش والحتيــال المرتبــط بالتجــارة والمــال‬
‫والقتصاد أو لتقنين ماهية الغش التجاري في المجتمع اللكتروني الجديد‪.‬‬
‫وتوصل التحليل إلى أن الغش التجــاري يمثــل نســبة هامــة مــن الجــرائم‬
‫اللكترونية‪ ،‬بل ونسبة هامة من الجرائم القتصادية المرتبطة بالكمبيوتر‪ .‬وفي‬
‫سبيل تحديد والوقوف علــى المفهــوم الــدقيق للغــش التجــاري فــي المجتمــع‬
‫اللكتروني كان لبد للدراسة من التعــرف علــى أبــرز الشــكال والصــور الــتي‬
‫يتخذها الغش التجاري في هذا المجتمع الجديد‪ ،‬حيث اتضــح أن هنــاك أشــكال‬
‫شائعة وخاصة للغش المرتبط بالتجارة في المجتمــع اللكــتروني‪ ،‬مــن أبرزهــا‬
‫الغش في عمليات التجارة التي تتم بالتصال المباشر على الخط‪ ،‬والغش في‬
‫المزادات اللكترونية‪ ،‬والغش في نقل الموال إلكترونيا‪ ،‬والغش فــي الســهم‬
‫والســتثمار‪ ،‬والغــش المرتبــط بوســائل التعريــف‪ ،‬والحتيــال فــي التحصــيل‪،‬‬
‫ومخــاطر الستشــارات مــن الخــارج‪ ،‬والحتيــال علــى الحكومــات‪ ،‬وســرقة‬
‫الغش التجاري في المجتمع‬ ‫‪- 27 -‬‬ ‫مركز البحوث والدراسات‬
‫اللكتروني‬

‫الخــدمات‪ ،‬وتزويــر المعلومــات‪ ،‬وســرقة مواصــفات مواقــع النــت واحتيــال‬

‫المستهلك‪.‬‬
‫ثــم ســعت الدراســة لزالــة الجــدل القــائم حــول مفهــوم وحــدود الغــش‬
‫التجاري في المجتمع اللكتروني‪ ،‬حيث عرفت الغــش التجــاري فــي المجتمــع‬
‫اللكتروني يعرف بأنه "هو كل فعل أو ممارسة غير أخلقية يمكن أن تتســبب‬
‫أو تلحق خسارة مادية بالطرف الخر المتعاقد معه"‪.‬‬
‫ثم سعت الدراسة لزالة الجدل المرتبط هــل الغــش التجــاري هــو فقــط‬
‫ذلـك الشــكل الــذي يرتبــط بالمسـتهلك الفــردي‪ ،‬بـأن توصــلت إلـى أن كافــة‬
‫الفعــال والتصــرفات الحتياليــة الــتي ترتكــب بحــق المســتهلكين الفــراد أو‬
‫المؤسسات أو حتى الحكومات تعتبر من قبيل الغش التجاري‪.‬‬
‫كما توصلت الدراسة إلى ضيق مفهوم الغش التجاري الحالي‪ ،‬بحيث أنها‬
‫اقترحت ضرورة تمييز الغش التجاري التقليدي الــذي يحــدث فــي بيئة العــالم‬
‫المادي في السلع والخدمات عن الغش في بيئة العالم اللكتروني‪ ،‬بحيث أنها‬
‫تقترح تسمية هذا الشكل الجديد من الغش بالغش التجاري اللكتروني‪.‬‬
‫من هنا‪ ،‬فيمكن القـول بـأن أشـكال الغـش التجـاري اللكـتروني الجديـد‬
‫تنطوي على قدر كبير من الخطورة بالشكل الذي يستلزم مزيد من الهتمــام‬
‫بالتعرف على التسهيلت التي يمكن أن تقــدمها أي خدمــة إلكترونيــة جديــدة‪،‬‬
‫وإمكانيات استغللها في الحتيال والغش قبل طرحها للجمهور‪ ،‬وذلــك بهــدف‬
‫تقليص حجم الخسائر الناجمة عن الغش والحتيال قبل حدوثه‪.‬‬
‫من هنا‪ ،‬توصي هذه الدراسة بضششرورة تبنششي الفكششر الوقششائي‬
‫في الغششش التجششاري اللكششتروني‪ ،‬حيششث أن العتمششاد علششى الفكششر‬
‫الحمششائي قششد ثبششت أنششه غيششر فعششال وغيششر كششافي لمكافحششة الغششش‬
‫التجاري اللكتروني‪.‬‬
‫الغش التجاري في المجتمع‬ - 28 - ‫مركز البحوث والدراسات‬
‫اللكتروني‬

: ‫ قائمة المراجع‬/10
Auditing and Assurance Standards Board (2002), Australian Auditing Standard AUS 210:
The Auditor’s Responsibility to Consider Fraud and Error in an Audit of a
Financial Report, Auditing and Assurance Standards Board, Sydney.
Computer Security Institute (Various Issues), CSI/FBI Computer Crime and Security
Survey.
Economic Crime survey (2003), Economic Crime : A real Threat to business in Hong
Kong.
Government Printer for the State of Victoria (2002), "Inquiry into Fraud and Electronic
Commerce: Emerging Trends and Best Practice", Discussion Paper, Drugs
and Crime Prevention Committee, DCPC, Parliament of Victoria, October
Graycar, A. and S. Russell (2002), "Identifying and Responding to Electronic Fraud
Risks", 30th Australasian Registrars’ Conference, Australian Institute of
Criminology, Canberra, November.
Internet Fraud Complaint Center (2005), IC3 2004 Internet Fraud : Crime Report,
Prepared by the National White Collar Crime Center and the Federal Bureau
of Investigation, January 1, 2004—December 31, 2004.
Internet Fraud Complaint Center (IFCC) (2001), Six-Month Data Trends Report,
Prepared by the National White Collar Crime Center and the Federal Bureau
of Investigation, May—November, 2000.
Internet Fraud Watch (2000), Annual Report.
K P M G (Not Known), “E - Commerce and Cyber Crime : New Strategies for
Managing the Risks of Exploitation”, K P M G Investigation and Security
Inc.
Lanham, D., and et. Al. (1987), Criminal Fraud, Law Book Company, Sydney.
Management Advisory Services & Publications (MASP) , (2001), How to Prevent,
Detect and Combat Business Fraud and Technology and
Infrastructure Abuse -Best Strategies and Practices & an Action Plan
to Secure Your Company, The Information Technologies Control,
Security Auditing and Business Continuity Company, Wellesley Hills, -
map-47 - May.
OECD (2003), OECD Guidelines for Protecting Consumers from Fraudulent and
Deceptive Commercial Practices Across Borders.
Smith R. and G. Urbas (2001), “Controlling Fraud on the Internet: A CAPA
Perspective", A Report for the Confederation of Asian and Pacific
Accountants, Confederation of Asian and Pacific Accountants, Australian
Institute of Criminology, Research and Public Policy Series No. 39,
Malaysia.
Smith, G. R. (2000), “Confronting Fraud in the Digital Age”, Paper presented at the
Fraud Prevention and Control Conference, the Australian Institute of
Criminology in association with the Commonwealth Attorney-General’s
Department, Surfers Paradise, 24-25 August.
Smith, R. and P. Grabosky (1996), “Fraud : An Overview of Current & Emerging
Risks”, Trends & Issues in Crime and criminal Justice, Australian Institute
of Criminology, No. 62.
‫الغش التجاري في المجتمع‬ ‫‪- 29 -‬‬ ‫مركز البحوث والدراسات‬
‫اللكتروني‬

‫‪UNCTAD (2004), The E-Commerce and Development Report 2004, United Nations,‬‬
‫‪New York and Geneva.‬‬
‫عبد الفتاح بيومي حجازي‪" ،(2004) ،‬ىىىىى ىىىىىىىى ىى ىىىى ىىىىىىى ىىىىىىىى‬
‫ىى ىىىى ىىىىىىى ىىىىىىىىىىى ىىى ىىىىىىىى"‪ ،‬الندوة الثالثة لمكافحة‬
‫الغش التجاري والتقليد في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫سبتمبر‪.‬‬
‫علي عبد الله )‪" ،(2001‬ىىىىىىىى ىىىىىىىى ىىىىىىىىىى"‪ ،‬العدد ‪ ،57‬مجلة النبأ‪،‬‬
‫مايو‪.‬‬
‫غالب أحمد عطايا )‪ " ،(2002‬ىىىىىىى ىىىىىىىىىىى ىىى ىىىىى ىىىىىى"‪ ،‬ورقة‬
‫عمل مقدمة إلى الملتقى التربوي الول لمواد الجغرافيا والقتصاد والدراسات‬
‫الجتماعية وعلم النفس‪ ،‬الفجيرة‪ ،‬المارات‪.‬‬
‫محمد إبراهيم عبيدات‪" ،(2002) ،‬ىىىىىىى ىىىىىى ىىى ىىىىىىىى"‪ ،‬الندوة الثانية‬
‫لحماية المستهلك ‪ ،‬لجنة حماية المستهلك‪ ،‬مسقط‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫محمد محمد شتا‪ ،(2001) ،‬فكرة الحماية الجنائية لبرامج الحاسب اللي‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة للنشر‪ ،‬السكندرية‪.‬‬
‫يونس عــرب )‪،(2001‬ـ "ىىى ىىى ىىىىى ىىىىى ‪ :‬ىىىى ىىى ىىىىىى ىى ىىىىىىى ى‬
‫ىىىىىىىىى"‪ ،‬الفصلين الرابع والسادس‪ ،‬كتاب قانون الكمــبيوتر‪ ،‬منشــورات‬
‫اتحاد المصارف العربية‪ ،‬الردن‪.‬‬
‫يونس عرب )غير معروف(‪ ،‬أمن المعلومات ‪ :‬ماهيتها وعناصرها واستراتيجياتها‪،‬‬
‫‪. http://www.arablaw.org /Information %20Security.htm‬‬