Professional Documents
Culture Documents
com/
(2)
14:47:13 26/03/2010 http://droitmarocma.blogspot.com/
خصائص االلتزام
انطالقا من التعرٌف الذي أعطٌناه فً السابق لاللتزام على أنه حالة قانونٌة ٌكون بمقتضاها شخص مكلف بنقل عٌنً
أو بالقٌام بعمل أو االمتناع عن عمل ٌتضح أن لاللتزام ممٌزات وخصائص ومن هذه الخصائص نستعرض األتً
-االلتزام حالة قانونٌة ٌكون فٌها احد األشخاص مقٌدا بأمر ما ،ومثل هذا التقٌد قد ٌقع على جمٌع األشخاص الذي
تجمعهم الحالة مثل البٌع الذي ٌكون فٌه كل من البائع والمشتري مدٌنا ودائنا،وقد ال ٌقع سوى على احدهم كحالة
المقترض فً عقد القرض.
وفً بعض الحاالت ٌنشأ االلتزام صحٌحا ولو لم ٌتم تعٌٌن الدائن بشرط إن ٌكون قابال للتعٌٌن مستقبال،فالمنتفع فً
االشتراط لمصلحة الغٌر-بوصفه دائن -قد ال نتعرف على هوٌته إال حٌن تنفٌذ االشتراط.
-االلتزام تكلٌف قانونً أي أن االلتزام واجب قانونً ٌثقل ذمة المدٌن وتتكفل الدولة باحترامه والعمل وفق
مقتضاه،فكلما اقتضى المر ذلك ٌكون فً سلطة الدائن حق اللجوء إلى القضاء وإقامة دعوى على المدٌن بغٌة إجباره
على الوفاء.
إال أن سلطة الدائن فً هذا الباب قد تطورت كثٌرا ذلك انه فً ظل القانون الرومانً،كان لسلطة الدائن مفهوما مادٌا
ٌتٌح له فً حالة امتناع عن الوفاء أن ٌسترق المدٌن أو أن ٌقتله،ومع تطور هذا القانون فً المراحل األخٌرة تدخلت
السلطات العمومٌة للتخفٌف من حدة سلطة الدائن واقتصرت على السماح بممارسة اإلكراه البدنً على المدٌن وسجنه
من أجل تمكٌن الدائن من استٌفاء حقه.
أما فً عصرنا الحاضر ،لم ٌعد مسموحا استخدام جسم اإلنسان وذاته كوسٌلة لجبره على تنفٌذ التزاماته ،لذلك انتقلت
سلطة الدائن إلى أموال المدٌن لٌستوفً منها حقوقه فً حالة االمتناع عن األداء أو التماطل فٌه على اعتبار أن هذه
تمثل ضمانا عاما لدائنه.
ولما كان االلتزام تكلٌفا قانونٌا فهو ٌختلف بالطبٌعة عن كل من االلتزام الطبٌعً والواجب األخالقً.
كمبدأ عام ٌتشكل االلتزام من عنصرٌٌن هامٌن هما عنصر المدٌونٌة وعنصر المسؤولٌة.
فالمدٌونٌة هو الواجب الذي ٌنشأ عن االلتزام والذي الٌمكن فً قدرة المدٌن التخلص منه سوى إذا وفى أو حصل على
تنازل من جانب الدائن.
والمسؤولٌة هً سلطة اإلجبار التً وضعها القانون تحت تصرف الدائن كلما تماطل المدٌن عن تنفٌذ التزامه،وكما قلنا
سالفا فان هذه السلطة تمارس على أموال المدٌن ال على جسمه.
وعلٌه اذا كان االلتزام القانونً ٌضم عنصري المدٌونٌة والمسؤولٌة معا فان االلتزام الطبٌعً ال ٌشتمل على العنصر
الخٌر على اعتبار أن الدائن بالتزام طبٌعً ال ٌملك سلطة اإلجبار على التنفٌذ فلو فرضنا أن دٌنا سقط بالتقادم فان
التزام المدٌن ٌفقد طبٌعته القانونٌة وٌتحول إلى مجرد دٌن طبٌعً ،وبهذا التحول ٌفقد الدائن سلطته فً اإلجبار مع بقاء
عنصر المدٌونٌة ثابتا فً ذمة الدائن،وعلٌه إذا قام هذا الخٌر بالتنفٌذ بعد سقوط الدٌن بالتقادم ال ٌستطٌع استرداده حتى
لو ادعى جهل واقعة التقادم تطبٌق للفصل 73من قانون االلتزامات والعقود الذي ٌنص على أن "الدفع الذي ٌتم تنفٌذا
لدٌن سقط بالتقادم أو اللتزام معنوي ،ال ٌخول االسترداد إذا كان الدافع متمتعا بأهلٌة التصرف على سبٌل التبرع ،ولو
كان ٌعتقد عن غلط أنه ملزم بالدفع ،أو كان ٌجهل واقعة التقادم"
14:47:13 26/03/2010 http://droitmarocma.blogspot.com/
وكما ٌتمٌز االلتزام القانونً عن االلتزام الطبٌعً فانه ٌتمٌز كذلك عن الواجبات األخرى غٌر القانونٌة مثل الواجبات
األخالقٌة وقواعد المجاملة التً هً األخرى تفتقر إلى عنصر اإلجبار القانونً.
محل االلتزام له قٌمة مالٌة ٌتمثل محل االلتزام فً كونه أداءا مالٌا ٌمكن تقوٌمه بالنقود،وهذا األداء ٌتواله المدٌن
تخلٌصا لذمته من عنصر المدٌونٌة فً االلتزام.
واألصل أن اشتراط األداء المالً ال ٌكون اال فً جانب المدٌن أما بالنسبة للمنفعة التً تعود على الدائن نتٌجة
لذلك،فاألمر ال ٌستلزم ان تكون المنفعة مادٌة اذ ٌكفً بالنسبة له المنفعة المعنوٌة مثل الترفٌه عن النفس.
ثم ان األداء المالً ال ٌوجد فً كل االلتزامات القانونٌة،اذ ال نعثر علٌه فً بعض الواجبات القانونٌة التً ال تترجم إلى
قٌم نقدٌة،ونعنً بها على الخصوص الواجبات الناشئة بداخل األسرة المغربٌة مثل الزام الزوج بطاعة زوجها،كما نقصد
بها الواجبات المرتبطة بالشخصٌة مثل عدم االعتداء على جسم الغٌر أو شرفه وسمعته.
اال أن التمٌٌز بٌن االلتزامات المالٌة وغٌرها لٌس فاصال ،واألكٌد أن بٌنهما ترابطا وتداخال فً بعض األحٌان،
فااللتزامات المالٌة وغٌرها لٌس فاصال ،واألكٌد أن بٌنهما ترابطا وتداخال فً بعض األحٌان،فااللتزامات األسرٌة مثال
تلقً التزاما على األب باإلنفاق على أسرته وهو التزام حالً رغم عالقته باألسرة.
حوالة االلتزام وانقضاؤه مما سبق اتضح أن للمذهب المادي الفضل السبق فً ابتداع فهم جدٌد لاللتزام تركز أساسا
حول ماٌمثله من قٌمة مالٌة،والواقع أن هذا النظر أكسب االلتزام مرونة كبٌرة بحوالة الحق إلى دائن غٌر الدائن
األصلً وحوالة الدٌن إلى المدٌن غٌر المدٌن األصلً ،ففً بعض األحٌان تكون حوالة الحق الشخصً ضرورة مؤكدة
كأن ٌكون الدائن األصلً فً وضع ال ٌستطٌع معه انتظار تارٌخ حلول أجل استٌفاء الدٌن أو كأن ٌبدي المدٌن تماطال
فً الوفاء بدٌنه و الٌستطٌع الدائن تحمل نتائج هذا التصرف فٌفضل حوالة الحق إلى غٌره.
أما بالنسبة للدٌن فقد تحدث ظروف ٌصبح معها أمر الحوالة ممكنا من ذلك مثال أن ٌكون الغرض من حوالة الدٌن
إعمال مبدأ المقاصة لصالح المحال له الذي ٌوجد فً عالقة دائنٌة مع دائن المحٌل.
وقد تاثر المشرع المغربً كثٌرا بهذا المنطق فخصص لفكرة الحوالة الفصول من 189إلى 211من قانون االلتزامات
والعقود،ولو أن هذا التخصٌص تركز أساسا حول فكرة الحق وتجاهل بالمرة حوالة الدٌن،ولعل ندرة هذه الصورة من
الحوالة فً الحٌاة العملٌة هً التً تشفع لموقف المشرع المذكور.
وكما أن لاللتزام بداٌة فله نهاٌة ٌنقضً عندها بالضرورة،ذلك أن النظام القانونً القائم ال ٌستوعب بعد االلتزامات التً
تستغرق كل حٌاة اإلنسان على اعتبار أنها تمثل قٌدا على حرٌته ،وعلى اعتبار أن فقدان الحرٌة ٌحول هذا القٌد إلى رق
تسلب معه مقومات الشخصٌة وتضٌع بذلك كرامة اإلنسان.
وقد عدد الفصل 319من قانون االلتزامات والعقود أسباب انقضاء االلتزامات وحصرها فً
- استحالة التنفٌذ كان ٌقع زلزال ٌتعذر معه تسلٌم المبٌع الذي
هلك بسببه
- المقاصة وهً قاعدة ٌعمل بها إذا كان كل طرف فً العالقة
القانونٌة دائنا ومدٌنا لآلخر،وٌكون الغرض منها إضفاء الدٌون المتبادلة بٌنهما فً حدود الدٌن األقل قٌمة والزام
صاحبه بأداء الفرق لآلخر.
ٌتبع...