You are on page 1of 25

‫جامعة حلب‬

‫كلية االقتصاد‬
‫ماجستير العلوم المالية والمصرفية‬

‫صيغ‬

‫التمويل اإلسالمي‬

‫إعداد الطالب‬
‫سيف هشام صباح الفخري‬

‫بإشراف الدكتور‬
‫عبد الحميد الطالب‬

‫‪2009‬م‪1430‬‬ ‫هـ‬
‫المقـدمـة‬
‫قد ب دأت أوىل ال دعوات اجلادة واملؤثرة إلنش اء املص ارف اإلس المية يف عقد الس تينيات من الق رن املاضي ‪ ،‬فقد‬
‫ك ان لق رارات جممع البح وث اإلس المية اليت ص درت عن م ؤمتره الث اين ال ذي إنعقد يف الع ام ‪ 1965‬ال ذي حض ره‬
‫ممثل ون عن مخس وثالثني دولة إس المية وفت وى علم اء األزهر ع ام ‪ ،1965‬وك ذلك ق رارات اجملمع الفقهي الت ابع‬
‫لرابطة الع امل اإلس المي األثر الكبري يف إطالق الض وء األخضر إلنش اء أعم ال مص رفية إس المية ‪ ،‬ه ذه الق رارات‬
‫والتوصيات اليت صدرت عن هذه اجلهات أدت إىل تشجيع املستثمرين على القيام خبطوة إنشاء مصارف إسالمية يف‬
‫(‪)1‬‬
‫خمتلف الدول العربية واإلسالمية‪ .‬وقد ركزت تلك القرارات والتوصيات على ستة نقاط رئيسية هي‪:‬‬

‫‪ )1‬ضرورة إستخدام صيغ التمويل اإلسالمية يف املعامالت املصرفية بدالً من الصيغ التقليدية‪ ،‬مثل املراحبة‪،‬‬
‫املشاركة‪ ،‬املضاربة واالجارة وغريها ‪.‬‬
‫‪ )2‬القي ام بإنش اء وإدارة الص ناديق اإلس تثمارية وط رح وح داهتا عرب ص كوك وس ندات تتماشى والص يغ‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬على أن تدار مجيع أنشطتها يف كل مراحلها مبا يتوافق مع الشريعة ‪.‬‬
‫‪ )3‬الش راكة واملس امهة مع الش ركات املالية والتجارية األخرى اليت تعمل طبق اً للص يغ اإلس المية خللق بيئة‬
‫متكاملة من التعامالت املالية والتجارية اإلسالمية ‪.‬‬
‫‪ )4‬تشجيع املصارف على تقدمي خدمات عمليات البيع والشراء لألسهم والصكوك يف السوق الثانوية‪،‬‬
‫شرط أن يكون مصدر هذه األسهم والصكوك ملتزماً يف نشاطاته مع الشريعة ‪.‬‬
‫‪ )5‬تشجيع املصارف على تقدمي خدمات االكتتاب العام وزيادة رأس املال بضمان اإلصدارات أو تغطية‬
‫املتبقي من أس هم االكتت اب للجه ات اليت تعمل وفق اً للش ريعة اإلس المية‪ ،‬وميكن أن يك ون ذلك عرب‬
‫احلص ول على عمولة معلومة مقابل تك اليف حتص يل القيمة أو أية دراس ات أو محالت تس ويقية قد‬
‫جيريها املصرف ‪.‬‬

‫‪ ))1‬شلهوب ‪ ،‬علي محمد ‪ ،‬شؤون النقود وأعمال البنوك ‪ ،‬شعاع للنشر والعلوم ‪ ،‬حلب ‪ ،2007 ،‬ط‪ ،1‬ص‪.405‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ )6‬تسهيل عمليات قيام املصارف اإلسالمية بإنشاء شركات تابعة هلا ملساندهتا يف تنفيذ أعماهلا كعمليات‬
‫الوساطة يف األسواق املالية وأعمال التمويل والتأجري وإدارة األصول ‪.‬‬

‫وبدأت املصارف بعد هذه الفرتة يف اإلنتشار عرب ثالث مراحل خالل القرن العشرين ‪ ،‬فبدأت املرحلة األوىل من‬
‫العام ‪ 1971‬حىت ‪ . 1980‬واليت متثلت البداية احلقيقة لفكرة إنشاء املصارف اإلسالمية الرمسية باملنطقة العربية يف‬
‫عام ‪ 1971‬من خالل جتربة تأسيس بنك ناصر اإلجتماعي يف مصر ‪ ،‬حيث نص القانون املصري على عدم تعامله‬
‫بالفائدة وهو أول املصارف اليت طرحت تلك الفكرة ‪،‬وتبعه بأربع سنوات تأسيس أول مناذج املصارف اإلسالمية‬
‫وأمهها يف منطقة اخلليج الع ريب وهو بنك ديب اإلس المي يف اإلم ارات ع ام ‪ ، 1975‬وت والت بعد ذلك املص ارف‬
‫اإلسالمية يف الكثري من البلدان العربية واإلسالمية ‪.‬‬

‫وتق وم ه ذه املص ارف بعملي ات متنوعة تس اعد كلها على ت دعيم تنمية اجملتمع ‪ ،‬ومن اب رز ه ذه العملي ات‬
‫عمليات استثمارية لألموال املودعة لديها واالستثمار يعين (استخدام األموال الفائضة بغرض احلصول على ربح عرب‬
‫ف رتة من ال زمن)‪ .‬إن االس تثمار بال شك يعد من األعم ال املش روعة اليت يقرها ديننا احلنيف بل ي رغب فيها إال أن‬
‫ذلك مقيد ب أن تك ون أسس االس تثمار مش روعة‪ .‬وقد س يطرت األعم ال املص رفية اإلس المية على نس بة كب رية من‬
‫التع امالت املالية يف العديد من ال دول اإلس المية ‪ ،‬فعلى مس توى املنطقة العربية مثالً جند أن هن اك العديد من‬
‫املص ارف التقليدية اليت حتولت إىل املص رفية اإلس المية يف مجيع تعامالهتا ‪ ،‬كما أن النس بة الك ربى من املص ارف اليت‬
‫مت إنش اؤها يف املنطقة العربية خالل العش رين س نة املاض ية هي مص ارف إس المية ‪ .‬من ج انب آخر حتقق املنتج ات‬
‫املصرفية أيضاً تقدماً ملحوظاً لدى املؤسسات املالية العربية التقليدية‪ .‬أما على املستوى العاملي فنجد أن هناك العديد‬
‫من املصارف يف أوروبا تقوم بتقدمي بعض املنتجات اإلسالمية على الرغم من عدم إتباع مصارفها املركزية وأنظمتها‬
‫املالية احمللية لألنظمة املالية اإلسالمية ‪ ،‬ويرجع هذا النمو املتزايد هلذه األعمال إىل طلب العمالء للتعامل هبا وكذلك‬
‫ارتفاع العائد منها وإخنفاض مستوى املخاطرة فيها مقارنة باملصرفية التقليدية ‪.‬‬

‫صيغ التمويل في المصارف اإلسالمية‬


‫‪2‬‬
‫إن املص ارف اإلس المية تق وم بص ياغة الكثري من اخلدمات والتس هيالت ‪ ،‬فاملص ارف اإلس المية تق وم بعملي ات‬
‫خمتلفة هتدف مجيعها إىل ت دعيم التنمية يف اجملتمع وي أيت االس تثمار يف مقدمة العملي ات‪ ،‬ولالس تثمار اإلس المي طرقا‬
‫وأساليب متميزة وعديدة هتدف كلها إىل حتقيق الربح احلالل‪ .‬ومن أبرز صيغ التمويل ‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬المضاربة‬
‫كلمة املضاربة مأخوذة من الضرب يف األرض أي السري فيها‪ ،‬وتسمى عند أهل املدينة بالقراض من كلمة قرض‬
‫‪ ،‬وتعرف املضاربة بأهنا عقد بني طرفني أو أكثر يقدم أحدمها املال واألخر يشارك جبهده على أن يتم االتفاق على‬
‫نص يب كل ط رف من األط راف ب الربح بنس بة معلومة من اإلي راد‪ .‬وتعترب املض اربة هي الوس يلة اليت جتمع بني املال‬
‫والعمل بقصد اس تثمار األم وال اليت ال يس تطيع أص حاهبا اس تثمارها‪،‬كما أهنا الوس يلة اليت تق وم على االس تفادة من‬
‫خ ربات ال ذين ال ميلك ون املال‪ .‬وبالنس بة للمض اربة املص رفية فهي ش راكة بني عميل (مض ارب) أو أك ثر واملؤسسة‬
‫املالية (‪ .)1‬حبيث يوكل األول والث اين بالعمل والتص رف يف ماله بغية حتقيق ال ربح ‪ ،‬على أن يك ون توزيع األرب اح‬
‫حسب اإلتف اق املربم بينهما يف عقد املض اربة ‪ ،‬وتتحمل املؤسسة املص رفية كافة اخلس ائر اليت قد تنتج عن نش اطاهتا‬
‫مامل خيالف املضارب نصوص عقد املضاربة(‪. )2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫أشكال المضاربة‬
‫هناك شكلني للتمويل يف املضاربة لدى املصارف اإلسالمية هي‪:‬‬
‫المضاربة المشتركة‪:‬‬ ‫‪)1‬‬
‫توصيف املضاربة املشرتكة‬ ‫‪‬‬

‫هي أن يعرض املصرف اإلسالمي ـ بإعتباره مضاربا ـ على أصحاب األموال استثمار مدخراهتم ‪ ،‬كما يعرض‬
‫املصرف ـ بإعتباره وكيل عن أصحاب األموال ـ على أصحاب املشروعات االستثمارية استثمار تلك األموال ‪ ،‬على‬
‫أن توزع األرباح حسب اإلتفاق بني األطراف الثالثة ‪ ،‬واخلسارة على صاحب املال ‪.‬‬

‫‪ )( 1‬إرشيد ‪ ،‬محمود عبد الكريم ‪ ،‬الشامل في عمليات المصارف اإلسالمية ‪ ،‬دار النفائس ‪ ،‬عمان ‪ ،2007،‬ط‪ ،2‬ص‪.41،40‬‬
‫‪ )( 2‬شلهوب ‪ ،‬محمد علي ‪ ،‬شؤون النقود وأعمال البنوك ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.432‬‬
‫‪ )( 3‬إرشيد ‪ ،‬محمود عبد الكريم ‪ ،‬الشامل في عمليات المصارف اإلسالمية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪43‬ـ‪. 50‬‬
‫‪3‬‬
‫مراحل تنفيذ املضاربة املشرتكة ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يتق دم أص حاب رؤوس األم وال مبدخراهتم بص ورة فردية إىل املص رف اإلس المي ‪ ،‬وذلك الس تثمارها‬ ‫‪-1‬‬
‫هلم يف اجملاالت املناسبة ‪.‬‬
‫يقوم املصرف بدراسة فرص االستثمار املتاحة واملرشحة للتمويل ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫خيلط املصرف أموال أصحاب رؤوس األموال ويدفع هبا إىل املستثمرين كل على حدة ‪ ،‬وبالتايل تنعقد‬ ‫‪-3‬‬
‫جمموعة شركات املضاربة الثنائية بني املصرف واملستثمر ‪.‬‬
‫حتسب األرباح يف كل سنة بناءً على ما يسمى بالتنضيض التقديرييل(‪ )1‬أوالتقومي ملوجودات الشركة‬ ‫‪-4‬‬
‫بعد حسم النفقات ‪.‬‬
‫توزع األرباح بني األطراف الثالثة ‪ ،‬صاحب رأس املال ‪ ،‬املصرف ‪ ،‬املضارب ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫الفروق بني املضاربة املشرتكة واملضاربة الفردية ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫هناك عدة فروق منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬املضاربة املشرتكة هلا ثالثة أطراف ‪ ،‬هم صاحب رأس املال ‪ ،‬املصرف ‪ ،‬املضارب ‪ ،‬مجيعهم يستحقون‬
‫األرباح إن حصلت‪ ،‬يف حني املضاربة الفردية هلا طرفان صاحب املال واملضارب املستثمر‪.‬‬
‫‪ -2‬املضاربة املشرتكة فيها اخللط املتالحق لألموال املستثمرة يف املضاربة ‪ ،‬أما الفردية فليس فيها خلط ‪.‬‬
‫‪ -3‬املض اربة املش رتكة تق وم على أس اس اس تمرارية الش ركة ‪ ،‬ألن من ص فقاهتا ما تنتهي بس نة ومنها ما‬
‫حيتاج إىل أكثر من سنة ‪.‬‬
‫‪ -4‬املضاربة املشرتكة فيها ضمان لرأس املال ‪ ،‬يف حني الجيوز ذلك يف املضاربة الفردية ‪.‬‬
‫كيفية اقتسام الربح يف املضاربة املشرتكة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫عند اقتسام أرباح عمليات املضاربة تأخذ األموال اخلاصة للمصارف حصتها وأموال الودائع – احلساب اجلاري‬
‫– تأخذ حظها من ال ربح بنفس النس بة اليت تأخذ هبا أم وال الودائع االس تثمارية اليت ختلط ب إذن أص حاهبا‪ ،‬وجتري‬

‫‪ )(1‬يقصد بالتنضيض القدري في اللغة ‪ :‬من نضَّ المال إذا ظهر وحصل ‪ ،‬ويقال لما تيسَّر وحصل من الدين ناضا ً ؛ ويقــال ‪ :‬نضَّ الثمن إذا‬
‫حصل وتعجل‪ ،‬وفي اإلصطالح الفقهي هو تحويل المتاع إلى عين (دراهم أو دنانير) ‪ .‬نزيه حماد ‪ ،‬معجم المصطلحات االقتصادية ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫عملي ات املض اربة هبا بواس طة املص رف مباش رة أو عن طريق دفعها آلخ رين ‪ ،‬وميتلك املص رف نص يب إس تغالل‬
‫احلسابات اجلارية من غري أن يشرتك معه أصحاب الودائع االستثمارية ‪ ،‬بإعتبارها أمواالً مضمونة يف ذمته‪ ،‬على أن‬
‫يتحمل املصرف التكاليف اخلاصة باملضاربة ‪.‬‬

‫المضاربة المنفردة ‪:‬‬ ‫‪)2‬‬


‫وهي أن يق دم املص رف اإلس المي التمويل ملش روع معني ويق وم العامل باألعم ال الالزمة ‪ ،‬واألرب اح حسب‬
‫اإلتفاق‪ ،‬ولقد قللت املصارف اإلسالمية من هذا النوع إىل حد انعدامه‪ ،‬وذلك نتيجة ممارسات األفراد البعيدة عن‬
‫روح الشرع احلنيف‪ ،‬ويصلح هذا النوع من التمويل للمشروعات الصغرية ‪ .‬ويف حالة وجود دور للقيم واألخالق‬
‫يف املعامالت املالية كالصدق واألمانة وغريها؛ فإن ه ذا النوع من التمويل له دور كبري يف بناء الص ناعات الصغرية‬
‫واحلرف وغريها ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أنواع المضاربة‬
‫املضاربة نوعان ‪:‬‬
‫‪ )1‬املض اربة املطلقة ( تف ويض غري حمدود) ‪ :‬وهي ان ت دفع املال مض اربة من غري تع يني املك ان والزم ان وص فة‬
‫العمل‪ ،‬فاملضاربة املطلقة يكون للمضارب فيها حرية التصرف كيفما شاء دون الرجوع لرب املال إال عند هناية‬
‫املضاربة ‪.‬‬
‫‪ )2‬املضاربة املقيدة (تفويض حمدود) ‪ :‬وهي اليت يشرتط فيها رب املال على املضارب بعض الشروط لضمان ماله‪،‬‬
‫حيث يكون فيه تقييدات نوعية وزمانية ومكانية ‪.‬‬

‫شروط المضاربة(‪:)2‬‬

‫‪ .1‬جيب أن تكون قيمة املضاربة حمددة املبلغ والعملة‪ ،‬وأن تكون أعمال املضاربة مباحة ‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا قدم العميل أصوالً غري النقد (كآالت انتاجية مثالً) فيجب تقوميها باملال يف عقد املضاربة‪.‬‬
‫‪ .3‬جيوز أن يكون املال املضارب به متاحاً للمضارب حىت لو كان ديناً يف ذمة املضارب‪.‬‬

‫‪ )(1‬وحيد‪ ،‬أحمد زكريا‪ ،‬دليلك إلى العمل المصرفي‪ ،‬دار البراق‪ ،‬حلب‪ ،2010 ،‬ط‪ ،1‬ص‪.281‬‬
‫‪ )(2‬شلهوب‪ ،‬علي محمد‪ ،‬شؤون النقود وأعمال البنوك‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.434،433‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ .4‬تتحمل املؤسسة املالية مجيع اخلس ائر اليت قد تنتج عن عملي ات املض اربة‪ ،‬م امل بكن العميل طرف اً مس بباً هلذه‬
‫اخلسارة‪.‬‬
‫‪ .5‬ميكن االتف اق على نسب خمتلفة لتوزيع األرب اح بني املؤسسة املالية وعميله ا‪ ،‬على ان يتم حتدي دها بعقد‬
‫املضاربة‬
‫‪ .6‬جيب أن يشري العقد إىل كافة املس ؤوليات من تع دي وتقصري لكال الط رفني‪ ،‬وك ذلك األتع اب اليت تل زم على‬
‫كال الطرفني لآلخر ‪.‬‬
‫‪ .7‬بعد حل ول أجل عقد املض اربة واإلنته اء من التق ييم ‪ ،‬يت وجب على املؤسسة املالية إيف اء رأس املال للعميل‬
‫زائداً الربح إن وجد‪ ،‬ويف حال التأخر يف ذلك يعترب غبناً مامل يوافق العميل على هذا التأخري‪.‬‬
‫‪ .8‬الجيوز للمضارب االستدانة على حساب املضاربة‪ ،‬وهو دائماً الضامن لرأس املال ‪.‬‬
‫‪ .9‬جيوز ملؤسسة املالية اشرتاط احلصول على ضمانات من املضارب لضمان رد حقوقها‪.‬‬
‫‪ .10‬يف حالة وج ود دي ون للمض اربة التمويلي ة‪ ،‬ف إن مس ؤولية حتص يلها تقع على املؤسسة املالية وختصم تك اليف‬
‫حتصيلها من أرباح املضاربة إن وجدت حبكم أهنا داخلة يف تكاليف عمليات املضاربة ‪.‬‬
‫‪ .11‬اليضمن العميل رأس مال املضاربة إال يف حالة التعدي أو التقصري ‪.‬‬
‫‪ .12‬ميكن حساب أتعاب حتصيل الديون املشكوك هبا من األرباح على أساس أهنا جزء من نفقات تكلفة املضاربة‪،‬‬
‫كما جيب حتديد الفرتة اليت تعترب هبا الديون معدومة ‪.‬‬
‫‪ .13‬ميكن إقتس ام املب الغ الفائضة من خمصص ال ديون املعدومة إذا مل يتم اس تهالكها بالكام ل‪ ،‬وجيب أن يش ار إىل‬
‫النسبة احملددة لكال طريف العقد ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬المشاركات‬
‫‪6‬‬
‫املشاركة هي صورة قريبة من املضاربة والفرق األساسي بينهما أنه يف حالة املضاربة يتم تقدمي رأس مال من قبل‬
‫صاحب املال وحده ‪ .‬أما يف حالة املشاركة فإن رأس املال يقدم بني الطرفني وحيدد عقد املشاركة الشروط اخلاصة‬
‫بني األطراف املختلفة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫تعرف المشاركة ‪:‬‬
‫يقصد هبا ش ركة األم وال‪ ،‬وهي أي عقد ينشأ بني شخصني أو أك ثر يف رأس املال أو اجلهد اإلداراي بغ رض‬
‫ممارسة أعم ال جتارية ت در ال ربح ‪ .‬واملش اركة املص رفية عب ارة عن ص يغة اس تثمارية ومتويلية متوافقة مع الش ريعة‪،‬‬
‫وميكن أن تشرتك فيها عدة أطراف مع املصرف‪ ،‬وهتدف املشاركة مع املصرف من قبل األفراد إىل حتقيق أرباح من‬
‫وراء املش اركة باملال‪ ،‬بينما يبحث املص رف يف املش اركة عن متوي ل‪ ،‬والعكس ص حيح يف ح ال دخ ول املص رف يف‬
‫مشاركة بأعمال التجارة مع أحد عمالئه من التجار‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أنواع المشاركات‬

‫تتعد أنواع املشاركات وفقاً للمنظور إىل ‪:‬‬

‫المشاركة الثابتة (طويل األجل) ‪:‬‬ ‫‪)1‬‬


‫هي نوع من املش اركة تعتمد على مس امهة املصرف يف متويل جزء من رأس مال مش روع معني‪ ،‬مما يرتتب عليه‬
‫أن يك ون شريكاً يف ملكية ه ذا املشروع وشريكاً ك ذلك يف كل ما ينتج عنه ربح أو خسارة بالنسب املتفق عليها‬
‫والقواعد احلاكمة لش روط املش اركة‪ .‬ويف ه ذا الش كل تبقى لكل ط رف من األط راف حصص ثابتة يف املش روع‪،‬‬
‫الذي يأخذ شكالً قانونياَ كشركة تضامن او شركة توصية ‪.‬‬
‫المشاركة المتناقصة المنتهية بالتمليك ‪:‬‬ ‫‪)2‬‬
‫املشاركة املتناقصة أو املشاركة املنتهية بالتمليك هي نوع من املشاركة يكون من حق الشريك فيها أن حيل حمل‬
‫املص رف يف ملكية املش روع إما دفعة واح دة أو على دفع ات حس بما تقتضي الش روط املتفق عليها وطبيعة العملي ة‪،‬‬
‫ومن صور املشاركة املناقصة املنتهية بالتمليك ‪:‬‬

‫() شلهوب‪ ،‬علي محمد‪ ،‬شؤون النقود وأعمال البنوك‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.435‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫() وحيد‪ ،‬أحمد زكريا‪ ،‬دليلك' إلى العمل المصرفي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.276‬‬
‫‪7‬‬
‫الصورة األوىل ‪ :‬أن يتفق املص رف مع الشريك على ان يكون إحالل هذا الشريك حمل املص رف بعقد‬ ‫‪-1‬‬
‫مس تقل يتم بعد إمتام التعاقد اخلاص بعملية املش اركة‪ ،‬حبيث يك ون للش ريكني حرية كاملة يف التص رف‬
‫ببيع حصته لشريكه او غريه ‪.‬‬
‫الصورة الثانية ‪ :‬أن يتفق املصرف مع الشريك على املشاركة يف التمويل الكلي أو اجلزئي ملشروع ذي‬ ‫‪-2‬‬
‫دخل متوقع‪ ،‬وذلك على أساس اتفاق املصرف مع الشريك اآلخر حلصول املصرف على حصة نسبية‬
‫من صايف الدخل احملقق فعالً مع حقه باالحتفاظ باجلزء املتبقي من اإليراد أو أي قدر يُتفق عليه ليكون‬
‫ذلك اجلزء خمصص اً لتس ديد أصل ما قدمه املص رف من متويل ‪ .‬عن دما يس دد الش ريك ذلك التمويل‬
‫تؤول امللكية له وحده ‪.‬‬
‫الص ورة الثالثة ‪ :‬حيدد نص يب كل ش ريك حصص أو أس هم يك ون هلا قيمة معينة وميثل جمموعها إمجايل‬ ‫‪-3‬‬
‫قيمة املشروع أو العملية‪ ،‬وللشريك إذا شاء أن يقتين من هذه األسهم اململوكة للمصرف عدداً معين اً‬
‫حبيث تتناقص أسهم املصرف مبقدار ما وتزيد أسهم الشريك إىل أن ميتلك كامل األسهم فتصبح ملكية‬
‫كاملة ‪.‬‬
‫المشاركة المتغيرة ‪:‬‬ ‫‪)3‬‬
‫هي الب ديل عن التمويل باحلس اب اجلاري املدين‪ ،‬حيث مُي ول العميل ب دفعات نقدية حسب احتياجه مث‬
‫تؤخذحصة من األرباح النقدية أثناء العام ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫بعض أنواع الشركات في الفقه اإلسالمي‬

‫‪ )1‬شركة اإلباحة ‪:‬‬


‫وهي عبارة عن اشرتاك العامة يف حق متلك األشياء املباحة اليت ليست يف األصل ملك اً ألحد احلق يف أخذها أو‬
‫إحرازها كاملاء واملعادن ‪.‬واملقصود بالعامة مجيع الناس وأما حق التملك فهو حق القدرة على التصرف‪ .‬وهذه‬
‫الشركة تضم االشياء العامة اليت يشرتك فيها مجيع الناس ‪ ،‬وأباح هلم الشارع استعماهلا أو استهالكها‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫املاء ‪ :‬يشمل ماء البحر وماء األودية العظيمة وماء األودية اخلاصة وماء العيون واآلبار‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ )(1‬الهيتي‪ ،‬قيصر عبد الكريم‪ ،‬أساليب اإلستثمار اإلسالمي وأثرها على البورصات‪ ،‬دار أرسالن‪ ،‬دمشق‪ ،2006 ،‬ط‪ ،1‬ص‪.109-98‬‬
‫‪8‬‬
‫الكأل ‪ :‬وهو احلشيش أو العشب الذي ينبت يف أرض غري مملوكة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النار ‪ :‬ويراد هبا احلطب (الوقود) ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ )2‬شركة األمالك ‪:‬‬
‫وهي اشرتاك شخصني أو أكثر يف ملك عني معينة ذات قيمة مالية فال جيوز ألحدمها أن يتصرف بنصيب اآلخر‬
‫إال بإذنه وكل واحد منهما يف نصيب صاحبه كاألجنيب وتقسم إىل ‪:‬‬
‫‪ ‬شركة اإلرث ‪ :‬هي اجتماع الورثة يف ملك عني عن طريق املرياث ‪.‬‬
‫‪ ‬شركة الغنيمة ‪ :‬هي اجتماع اجليش يف ملك الغنيمة‬
‫‪ ‬شركة املبتاعني ‪ :‬هي أن جيتمع أثنان أو أكثر يف ملك الغنيمة ‪.‬‬
‫‪ )3‬شركة العقد ‪:‬‬
‫هي عبارة عن عقد بني طرفني أو أكثر على االشرتاك يف رأس املال واألرباح الناجتة عن استثماره وتقسم الشركة‬
‫إىل‪:‬‬
‫‪ ‬ش ركة العن ان ‪ :‬وهي أحد أن واع ش ركات العق ود اليت مت االتف اق فيها بني األط راف املتش اركة على ع دم‬
‫تص رف أي ش ريك إال ب إذن ص احبه ‪ .‬وتعترب من أنسب الص يغ االس تثمارية يف املص ارف اإلس المية مثل‬
‫املشاركة الدائمة واملشاركة املنتهية بالتمليك‪.‬‬
‫‪ ‬شركة املفاوضة ‪ :‬وهي عبارة عن اتفاق بني أثنني أو أكثر على املشاركة مبال يصح اإلشرتاك عليه‪ ،‬على‬
‫أن يتساويا يف رأس املال والربح والتصرف والدين ‪.‬‬
‫‪ ‬شركة األبدان ‪ :‬هي أن يشرتك صانعان اتفقا يف الصنعة أو اختلفا على أن يتقبال األعمال ويكون الكسب‬
‫بينهما ‪ .‬وتسمى شركة التقبل أيض اً ألن كل واحد من الشركاء ينوب عن صاحبه يف تقبل األعمال اليت‬
‫ستسند إليهم ‪.‬‬
‫‪ ‬ش ركة الوج وه ‪ :‬إطالق أسم الوج وه على ه ذه الش ركة م أخوذ من اجلاه أو الوج ه‪ ،‬ألن الق ائمني هبا‬
‫يتاجرون من وجاهة عند اآلخرين‪ ،‬معتمدين على ثقتهم هبم دون أن يكون هلم رصيد من مال ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫(‪)1‬‬
‫شروط المشاركة ‪:‬‬

‫‪ .1‬جيب أن يتم حتديد حصة كل مشارك يف رأس مال املشاركة‪ ،‬وميكن أن تكون املشاركات متفاوتة ‪.‬‬
‫‪ .2‬جيب أن يكون رأس املال متوفراً يف مكان أو حساب حمدد عند توقيع عقد املشاركة ‪.‬‬
‫‪ .3‬ميكن أن يقوم الشركاء بتوكيل أحدهم أو جمموعة منهم أو غريهم للقيام بأمور إدارة رأس املال ‪.‬‬
‫‪ .4‬جيب تق ييم مجيع أش كال املش اركات غري التقليدية (ك األرض مثالً) بقيمة عملة واح دة وحتدد بن اءً عليها نس بة‬
‫املسامهة يف رأس مال املشاركة ‪.‬‬
‫‪ .5‬مبجرد إنعقاد الشركة تنشأ عليها ذمة مستقلة للمشاركة ‪.‬‬
‫‪ .6‬جيوز أن يتم املشاركة بني جهات شخصية أو إعتبارية على حد سواء ‪.‬‬
‫‪ .7‬ميكن أن يتم توزيع األرب اح حسب اتف اق املش اركني‪ ،‬بينما جيب أن يتم توزيع اخلس ارة بني املش اركني يف‬
‫التساوي بناءً على نسبة مشاركتهم برأس املال ‪.‬‬
‫‪ .8‬ميكن أن ي دخل الش ركاء ب ديون هلم يف ذمة ش ركاء آخ رين ش ريطة أن يتم دفع كامل ال دين حلظة توقيع عقد‬
‫املشاركة ‪.‬‬
‫‪ .9‬يف حاالت التعدي واملخالفة لشروط عقد املشاركة من قبل أحد أطراف املشاركة ‪ ،‬فإنه جيوز اشرتاط ضمان‬
‫رأس املال‪ ،‬والجيوز االشرتاط يف غري هذه احلالة أبداً ‪.‬‬
‫‪ .10‬الجيوز حتديد ربح معني من دخل املشاركة عن فرتة حمددة أو كمبلغ حمدد ‪.‬‬
‫‪ .11‬ميكن أن ينص عقد املشاركة على السماح للمصرف يف أن بييع حصته بسعر معني بتاريخ حمدد‪ ،‬إال أنه اليلزم‬
‫الشركاء بالشراء‪.‬‬
‫‪ .12‬ميكن أن ينص عقد املشاركة على حتديد حصة أحد الشركاء حبد معني ليتم السحب منها عند احلاجة ‪.‬‬
‫‪ .13‬ميكن أن يعقد عميل أو ع دة عمالء اتفاق اً مع املص رف املش ارك بش راء حص ته يف املش اركة خالل ف رتة زمنية‬
‫حمددة‪ ،‬على أن يذكر ذلك يف عقد املشاركة ويكون العمالء غري ملزمني بذلك ‪.‬‬

‫‪ )(1‬شلهوب‪ ،‬علي محمد‪ ،‬شؤون النقود وأعمال البنوك‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.437،436‬‬
‫‪10‬‬
‫ثالثا‪ :‬المرابحة‬
‫هي بيع مبثل الثمن األول ال ذي مت الش راء به مع زي ادة ربح‪ ،‬أي بيع الش يء مبثل مثن ش راءه من الب ائع األول مع‬
‫ه امش من ال ربح معل وم ومتفق عليه أو مقط وع مثل دين ار أو بنس بة معينة من مثنه األص لي أو ماش ابه ذلك( ‪.)1‬‬
‫واملراحبة يف املصرف هي تقدمي طلب للبنك بأن يقوم بشراء سلعة معينة وبيعها للعميل مقابل ربح حمدد‪ ،‬وتأيت هذه‬
‫(‪)3‬‬
‫الصيغة التمويلية لتبية احتياجات العمالء من السلع(‪ .)2‬ويتميز بيع املراحبة يف املصرف حبالتني ‪:‬‬
‫احلالة األوىل ‪:‬‬
‫هي الوكالة بالش راء مقابل أجر ‪ .‬فمثالً يطلب العميل من املص رف اإلس المي ش راء س لعة معينة ذات أوص اف‬
‫حمددة‪ ،‬حبيث يدفع مثنها إىل املصرف مضافاَ إليه أجر معني‪ ،‬مع مراعاة خربة املصرف يف القيام مبثل هذا العمل ‪.‬‬
‫احلالة الثانية‪:‬‬
‫قد يطلب العميل من املصرف اإلسالمي شراء سلعة معينة حمددة األوصاف‪ ،‬بعد اإلتفاق على تكلفة شرائها مث‬
‫إض افة ربح معل وم عليه ا‪ .‬ويتض من ه ذا الن وع من التعامل وع داً من العميل بش راء الس لعة حسب الش روط املتفق‬
‫عليه ا‪ ،‬ووع داً آخر من املص رف بإمتام ه ذا ال بيع طبق اً ل ذات الش روط ‪ .‬ف البيع اخلاص للمراحبة يف املص رف يك ون‬
‫بصيغة اآلمر للشراء ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ضوابط االستثمار عن طريق بيع المرابحة لآلمر بالشراء‬

‫‪ .1‬حتديد مواصفات السلعة وزناً أو عداً أو كيالً أو وصفاً حتديداً نافياً للجهالة ‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يعلم املشرتي الثاين بثمن السلعة األول اليت أشرتى هبا البائع الثاين ( املشرتي األول) ‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يكون الربح معلوماً ألنه بعض من الثمن سواء كان مبلغاً حمدداً أو نسبة من مثن السلعة معلوم‪.‬‬
‫‪ .4‬أن يكون العقد األول صحيحاً ‪.‬‬
‫‪ .5‬أال يكون الثمن يف العقد األول مقابالً جبنسه من أموال الربا ‪.‬‬
‫‪ .6‬أن يتفق الطرفان على باقي شروط املواعدة من زمان ومكان وكيفية التسليم ‪.‬‬

‫‪ )(1‬إرشيد‪ ،‬محمود عبد الكريم‪ ،‬الشامل في عمليات المصارف اإلسالمية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.73‬‬
‫‪ )(2‬شلهوب ‪ ،‬علي محمد‪ ،‬شؤون النقود وأعمال البنوك‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.427‬‬
‫‪ )(3‬صوان‪ ،‬محمود حسن‪ ،‬أساسيات العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬دار وائل للنشر‪،‬عمان‪ ،2001 ،‬ص‪.152‬‬
‫‪ )(4‬وحيد‪ ،‬أحمد زكريا‪ ،‬دليلك إلى العمل المصرفي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.274،273‬‬
‫‪11‬‬
‫(‪)1‬‬
‫رابعاً ‪ :‬بيع السلم‬

‫وهو بيع شيء يقبض مثنه ماال ويؤجل تسليمه إىل فرتة قادمة وقد يسمى بيع السلف ‪ .‬فصاحب رأس املال‬
‫حيتاج أن يشرتي السلعة وصاحب السلعة حيتاج إىل مثنها مقدما لينفقه يف سلعته‪ .‬وهبذا جند أن املصرف أو أي تاجر‬
‫ميكن له أن يقرض املال للمنتجني ويسدد القرض ال باملال النقدي ألنه سيكون (قرض بالفائدة)‪ ،‬ولكن مبنتجات مما‬
‫جيعلنا أم ام بيع س لم يس مح للمص رف أو للت اجر ب ربح مش روع ويق وم املص رف بتص ريف املنتج ات والبض ائع اليت‬
‫حيصل عليها وهو هبذا ال يك ون ت اجر نقد وائتم ان بل ت اجر حقيقي يع رتف اإلس الم مبش روعيته وجتارته ‪ .‬وبالت ايل‬
‫يصبح املصرف اإلسالمي ليس جمرد مشروع يتسلم األموال بفائدة لكي يوزعها بفائدة أعلى ولكن يكون له طابع‬
‫خاص حيث حيصل على األموال ليتاجر ويضارب ويساهم هبا‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫شروط السلم‪:‬‬

‫‪ .1‬جيوز إجراء عقد السلم لشراء كل سلعة مباحة ‪.‬‬


‫‪ .2‬ال جيوز تقدمي عربون قبل إجراء التعاقد‪ ،‬بل جيب سداد كامل املبلغ عند التعاقد ‪.‬‬
‫‪ .3‬ميكن تأخري سداد الثمن ملدة ثالثة أيام‪ ،‬إذا مت االتفاق على ذلك أو قضى العرف بذلك ‪.‬‬
‫‪ .4‬جيب أن تكون السلعة حمددة الصفات واملعامل والكمية بشكل الجيعل جمال للتشابه مع غريها بأي شكل من‬
‫األشكال ‪.‬‬
‫‪ .5‬جيب أن يذكر مكان التسليم يف عقد السلم ‪.‬‬
‫‪ .6‬جيب أن يتم حتديد أجل عقد السلم‪ ،‬والذي يلزم البائع بتسليم السلعة املتعاقد عليها عند حلول أجل العقد‪.‬‬
‫‪ .7‬أذا حصل تأخري أو عجز من قبل البائع يف تسليم السلعة‪ ،‬فإن العقد يعد مفسوخاً‪ ،‬مامل يتفق الطرفني على‬
‫متديد العقد بشرط أال يدفع أي عوض نظري ذلك ‪.‬‬
‫‪ .8‬ال جيوز للمصرف أن يبيع بالسلم سلعة اشرتاها بالسلم ‪.‬‬

‫‪ )(1‬الحناوي‪ ،‬محمد صالج‪ ،‬المؤسسات المالية البورصة والبنوك التجارية‪ ،‬الدار الجاامعة‪ ،‬القاهرة‪ ،2001 ،‬ص‪.72‬‬
‫‪ )(2‬شلهوب‪ ،‬علي محمد‪ ،‬شؤون النقود وأعمال البنوك‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.423‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ .9‬ميكن أن يوكل املص رف ب ائع الس لعة الس تالمها ب دالً منه حل ول أجل التس ليم‪ ،‬كما ميكن للب ائع أن يق وم‬
‫ببيعها لصاحل املصرف إذا طلب منه ذلك ‪.‬‬

‫خامساً ‪ :‬االستصناع‬
‫(‪)1‬‬

‫االستصناع يف اللغة طلب الصنعة‪ ،‬وهو عمل الصانع يف حرفته ومصدر استصنع الشيء‪ ،‬أي دعا إىل صنعه‪ .‬أما‬
‫يف اإلص طالح فهو عقد يش رتي به يف احلال ش يء مما يص نع ص نعاً يل تزم الب ائع بتقدميه مص نوعاً مبواد من عن ده‬
‫بأوص اف خمصوصة ومثن حمدد ‪ ،‬وللمؤسسة املالية أن تقوم بتوس يط نفس ها ل دفع قيمة الس لعة املص نعة للص انع ب دالً‬
‫من العميل ‪ ،‬وبعد اإلنتهاء من التصنيع يقوم البنك ببيعها لعميله لقاء ما دفعه يف تصنيعها زائد ربح‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫شروط االستصناع ‪:‬‬

‫‪ .1‬يلتزم املصرف بتزويد العميل بالسلعة اليت مت اإلتفاق عليها عرب عقد اإلستصناع ‪.‬‬
‫‪ .2‬جيب أن يكون املبلغ الكلي لالستصناع معلوماً لدى املستصنع واملصرف ‪.‬‬
‫‪ .3‬ميكن تنفيذ متويل االستص ناع لش راء أي س لعة مص نعة ومباحة وحتمل أوص افاً معينة وحمددة‪ ،‬وه ذا ال يل زم‬
‫العميل بأية التزامات للصانع حيث أن اتفاقه يكون مع جهة التمويل ( املصرف ) ‪.‬‬
‫‪ .4‬يل تزم املص رف بتس ليم الس لعة املص نعة لعميل ه‪ ،‬وميكن أن يوكل طرف اً ثالث اً للقي ام بالتص نيع‪ ،‬والجيوز‬
‫للعميل(املستصنع) املشاركة يف صنع السلعة املصنعة‪ ،‬حيث أن ذلك من مسؤولية الصانع بشكل كامل‪ ،‬إال يف‬
‫حالة املسامهة باألرض للبناء عليها ‪.‬‬
‫‪ .5‬ميكن االتف اق بني العميل واملص رف‪ ،‬ب أن يق وم األول إما ب دفع املبلغ الكلي لالستص ناع للط رف الث اين عند‬
‫توقيع العقد‪ ،‬أو على أقساط يف مدة حمددة يتم االتفاق عليها بني الطرفني ‪.‬‬
‫‪ .6‬ال يتم تغيري قيمة عقد االستصناع إال إذا طلب العميل تغيري املواصفات ووافق املصرف على ذلك‪ ،‬حيث يلزم‬
‫توقيع عقد جديد يتم فيه حتديد القيمة اجلديدة زيادة أو نقصان ‪.‬‬

‫‪ )(1‬إرشيد‪ ،‬محمود عبد الكريم‪ ،‬الشامل في عمليات المصارف اإلسالمية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.117‬‬
‫‪ )(2‬شلهوب‪ ،‬علي محمد‪ ،‬شؤون النقود وأعمال البنوك‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.421‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ .7‬ميكن أن يق وم املستص نع باإلش راف على عملية ص ناعة الس لعة بنفسه أو يوكل من ين وب عنه (كجهة‬
‫استشارية) للتأكد من مطابقة السلعة املصنعة أثناء عملية تصنيعها للمواصفات اليت اتفق عليها املصرف‪ ،‬على‬
‫أال ينشأ عن ذلك أي التزام بينهما ( بني املستصنع والصانع ) ‪.‬‬
‫‪ .8‬ميكن أن يقوم املصرف نيابة عن عميله (املستصنع) ‪ ،‬يف حال حصوله على توكيل منه ببيع السلعة املصنعة إىل‬
‫طرف آخر‪ ،‬كما ميكن أن يوكل الصانع من قبل املصرف للقيام هبذه املهمة أيضاً ‪.‬‬
‫‪ .9‬ميكن أن يتضمن عقد االستصناع خدمات ما بعد البيع اليت تقدم عادة مع السلعة املصنعة‪ ،‬كالصيانة والضمان‬
‫‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫سادساً ‪ :‬التورق وشروطه‬

‫التورق لغة هو طلب الورق أي الدراهم ‪ ،‬حيث تعين كلمة ورق دراهم الفضة ‪ .‬والتورق هو شراء سلعة معينة‬
‫وإع ادة بيعها لط رف ث الث بغ رض احلص ول على نق د‪ ،‬وظهر ه ذا الن وع من التمويل لتمكني عمالء البن وك من‬
‫احلص ول على النقد بطريقة إس المية ب دالً من اللج وء للق روض التقليدي ة‪ ،‬حيث ميكن أن يق وم املص رف بش راء أو‬
‫متويل الس لعة املطلوب ة‪ ،‬ومن مث بيعها للعميل زائ داً رحباً حمدداً مث يق وم بييعها لص احل عميله وإض افة املبلغ حلس ابه‪،‬‬
‫وفيما بعد ميكن أن يقوم العميل بدفع مبلغ الشراء نقداً أو بالتقسيط ‪.‬‬

‫شروط التورق ‪:‬‬

‫‪ .1‬ال ميكن للمصرف أن يقوم ببيع السلع (نقداً أو أجالً) للعميل قبل شرائها ‪.‬‬
‫‪ .2‬ميكن أن يتم الشراء نقداً او مؤجالً أو على أقساط‪ ،‬وهذا اليؤثر يف صحة العقد شريطة أن يكون الثمن حمدداً‬
‫ومعلوماً لكال الطرفني عند توقيع عقد البيع ‪.‬‬
‫‪ .3‬جيب أن تك ون الس لعة اليت سيش رتيها العميل موج ودة يف خمازن الب ائع يف حلظة إمتام عملية ال بيع‪ ،‬ويفضل أن‬
‫يقوم املشرتي مبعاينتها بنفسه للتأكد من تواجدها ‪.‬‬

‫‪ )(1‬شلهوب‪ ،‬علي محمد‪ ،‬شؤون النقود وأعمال البنوك‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.426‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ .4‬ميكن للعميل توكيل املص رف ل بيع الس لعة اليت اش رتاها ب دالً من ه‪ ،‬إال ان التوكيل جيب أن حيصل عند توقيع‬
‫العقد أو بعده‪ ،‬والجيوز أن يشرتط املصرف توكيله ببيع السلعة يف العقد‪ ،‬حيث أن العقد والوكالة خمتلفان عن‬
‫بعضهما ‪.‬‬
‫‪ .5‬جيب ان يتم دفع قيمة الس لعة كامل ة‪ ،‬والميكن للمص رف أن يق وم بإمتام عملية ال بيع للعميل قبل قبض مثنها‬
‫كامالً ‪.‬‬
‫‪ .6‬يف حالة وجود العديد من السلع يف املخازن التابعة للمصرف‪ ،‬فإنه يلزم أن يتم حتديد السلعة اليت سيتم بيعها‬
‫للعميل يف كل مرة‪ ،‬وعند بيعها لطرف آخر فإنه جيب أن يتم حتديدها أيضاً حتديداً واضحاً ال لبس فيه‪.‬‬
‫‪ .7‬جيب أن ميكن املصرف عميله من قبض السلع إن طلب ذلك‪ ،‬وأن ينقلها إىل أي مكان يشاء أو بيعها ملن شاء‬
‫مباشرة أو توكيالً‪ ،‬كما أنه ميكن أن يوكل املصرف عنه يف ذلك إذا شاء ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫سابعاًـ ‪ :‬اإلجارةـ‬

‫اإلجارة من الناحية الشرعية هي عقد الزم على منفعة مقصودة قابلة للبذل واإلباحة ملدة معلومة بعوض معلوم‪،‬‬
‫واإلجازة املذكورة صورة مستحدثة من صور التمويل يف ضوء عقد اإلجارة‪ ،‬ويف إطار صيغة متويلية شائعة تسمح‬
‫بالتيسري على ال راغب يف متلك األص ول املعم رة مثل الس يارات والعق ارات واألص ول ذات القيم املرتفع ة‪ ،‬وميكن أن‬
‫يستفيد منها العمالء مبختلف شرائحهم ‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫أنواع اإلجارةـ‬
‫تصنف اإلجارة أو التأجري إىل ثالثة أنواع هي ‪:‬‬
‫‪ )1‬اإلجارة املنتهية بالتميلك ‪:‬‬
‫إن ص يغة الت أجري املنتهي بالتملك هي الص يغة الس ائدة يف املص ارف اإلس المية ‪ ،‬ويتض من عقد‬
‫اإلجيار املنتهي بالتمليك إلتزام املستأجر أثناء فرتة التأجري أو ل دى انتهائها بشراء األصل الرأمسايل‪،‬‬
‫وجيب أن ينص يف العقد بش كل واضح على إمكانية إقتن اء املس تأجر هلذا األصل يف أي وقت أثن اء‬

‫‪ )( 1‬وحيد‪ ،‬أحمد زكريا‪ ،‬دليلك إلى العمل المصرفي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.286‬‬
‫‪ ) )2‬صوان‪ ،‬محمود حسن‪ ،‬أساسيات العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬ص‪.169-167‬‬
‫‪15‬‬
‫مدة التأجري أو حني إنتهائها ‪ .‬كما ينبغي أن يكون هناك تفاهم واضح بني طريف العقد بشأن مثن‬
‫الشراء‪ ،‬مع األخذ بعني اإلعتبار جمموع قيم الدفعات اإلجيارية وتنزيلها من الثمن املتفق عليه ليصبح‬
‫املستأجر مالكاً لألصل ‪.‬‬
‫‪ )2‬التأجير التمويلي ‪:‬‬
‫تس تخدم ص يغة الت أجري التم ويلي أو "إج ارة اإلس رتداد الكامل لألصل الرأمسايل" يف ال دول‬
‫الصناعية والنامية‪ .‬وتعتمد هذه الصيغة على عقد يربم بني شركة التأجري التمويلي واملستأجر الذي‬
‫يطلب من الش ركة إس تئجار أجه زة وآالت حديثة ملص نع ما او مش روع ما يق وم بإدارته بنفسه ‪.‬‬
‫املؤجر ط وال ف رتة اإلجيار‪ ،‬بينما يق وم املس تأجر بإقتن اء األصل‬
‫وحيتفظ املؤجر مبلكية األصل َّ‬
‫واس تخدامه يف العملي ات االنتاجية مقابل دفع ات إجيارية خالل ف رتة العقد طبق اً لش روط معينة ‪.‬‬
‫وت رتاوح ف رتة اإلجيار ع ادة بني مخس س نوات إىل عشر س نوات حسب العمر اإلنت اجي اإلفرتاضي‬
‫لألص ول املؤجرة‪ .‬ويف معظم العق ود الت أجري التم ويلي يعطى املس تأجر حق متلك األصل بعد إنته اء‬
‫الفرتة احملددة ‪.‬‬
‫‪ )3‬التأجير التشغيلي ‪:‬‬
‫تتميز صيغة التأجري التشغيلي بإن إجراءاهتا شبيهة بصفقات الشراء التأجريي قصري األجل ‪ .‬مثالً‬
‫يق وم املؤجر ذو اخلربة يف تش غيل وص يانة وتس ويق االالت أو غريها من األص ول الرأمسالية بش رائها‬
‫لغائة تأجريها إىل مستأجرين لفرتات حمددة بدفعات إجيارية وشروط مغرية‪ .‬ويتحمل املؤجر تبعات‬
‫ملكية األصل من حيث الت أمني والتس جيل والص يانة مقابل قي ام املس تأجر ب دفع األقس اط وتش غيل‬
‫األصل‪ ،‬وتتفاوت فرتة اإلجيار بني ساعة واحدة وعدة شهور ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫شروط اإلجارةـ ‪:‬‬

‫‪ .1‬جيب أن تكون السلعة املؤجرة من السلع املباح استعماهلا ‪.‬‬


‫‪ .2‬جيب أن تكون السلعة من األصول ذات املنفعة‪ ،‬ويبقى أصل السلعة ثابتاً بعد حتصيل املنفعة‪ ،‬ويندرج حتت هذا‬
‫األدوات املب اين واالالت الص ناعية (ك آالت الغ زل والتعبئ ة) واألجه زة املكيانيكية والس يارات وما ش اهبها من‬
‫األصول الثابتة ‪.‬‬
‫‪ .3‬ميكن أن ينتهي عقد اإلج ارة بإرج اع الس لعة إىل املؤجر‪ ،‬أو أن يتملكها املس تأجر يف هناية العق د‪ ،‬على أن ينص‬
‫العقد صراحة على ذلك‪ ،‬أو أن يتفق كال الطرفني بالرتاضي على ذلك ‪.‬‬
‫‪ .4‬جيب حتديد املدة اليت س يتم إجيار الس لعة فيه ا‪ ،‬وحتديد املبلغ ال ذي سيس تحق للم ؤجر والطريقة اليت س يتم دفعه‬
‫هبا‪ ،‬كأن تكون دفعة واحدة بعد زمن حمدد أو دفعات حمددة يف أوقات متفرقة‪.‬‬
‫‪ .5‬جيوز للط رفني أن يقوما مبراجعة عقد اإلج ارة‪ ،‬كل ف رتة زمنية أو حسب ما يس تجد‪ ،‬واس تحداث تع ديالت‬
‫بالعقد أو إنشاء عقد جديد مبوافقة الطرفني‪ ،‬إذا مل ينص العقد على غري ذلك ‪.‬‬
‫‪ .6‬للمؤجر احلق يف حتديد قيمة السلعة املراد تأجريها والطريقة اليت يتم هبا دفع القيمة ‪ .‬كأن يتم االتفاق على قيمة‬
‫متناقصة أو متزايدة أو مببالغ خمتلفة‪ ،‬على أن يكون كل ذلك معلوماً متاماً للمستأجر حني إبرام عقد اإلجارة ‪.‬‬
‫‪ .7‬حيق ملالك السلعة‪ ،‬إذا رغب أن يبيعها لطرف ثالث قبل إنتهاء عقد اإلجارة‪ ،‬إال أن العقد يبقى سارياً كما هو‬
‫وبدون أي ضرر على املستأجر ‪.‬‬
‫‪ .8‬حيق للم ؤجر مطالبة املس تأجر ب التعويض عن األض رار اليت قد تلحق بالس لعة املؤجرة‪ ،‬إذا اس تخدمت بطريقة‬
‫خاطئة أو جائزة ال تتناسب مبا صنعت له‪.‬‬
‫‪ .9‬يف حالة رغبة املؤجر يف تغطية السلعة تأمينياً (كعقود الصيانة السنوية)‪ ،‬فإنه يتحمل تكلفة التأمني ‪.‬‬
‫‪ .10‬تستحق األجرة املتفق عليها فور تأجري السلعة‪ ،‬بالطريقة اليت ينص عليها العقد ‪.‬‬

‫‪ ))1‬شلهوب‪ ،‬علي محمد‪ ،‬شؤون النقود وأعمال البنوك‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.431‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ .11‬جيوز للمستأجر تأجري السلعة لطرف ثالث (تأجري من الباطن)‪ ،‬بعد موافقة املؤجر‪ .‬وهنا يتحمل املستأجر األول‬
‫املسؤولية كاملةً عما قد حيدث للسلعة من ضرر من املستأجر اجلديد ‪.‬‬
‫‪ .12‬جيوز أعادة تأجري كل سلعة أو عني ذات منفعة ما بقي أصلها ‪.‬‬
‫‪ .13‬جيوز للمؤجر أن حيصل على عربون لضمان إمتام عقد اإلجارة‪ ،‬ويف حال عدم إمتام العقد بسبب رغبة العميل‪،‬‬
‫فإن العربون يستحق كامالً للمصرف ‪.‬‬
‫‪ .14‬تس تحق األج رة للم ؤجر ط وال ف رتة اإلنتف اع ب العني املؤجرة‪ ،‬ويف ح ال ت وقفت االس تفادة منه ا(كتلفها أو‬
‫خراهبا)‪ ،‬فللمستأجر احلق يف إهناء العقد ‪.‬‬
‫‪ .15‬جيب أن حيدد العقد واجبات كل من املؤجر واملستأجر جتاه العني املؤجرة كالصيانة الدورية أو إصالح األعطال‬
‫‪.‬‬
‫‪ .16‬إذا نص عقد اإلج ارة على متلك املس تأجر للعني املؤجرة‪ ،‬ورغب املس تأجر يف متلكها يف ف رتة أقل فيمكن إب رام‬
‫عقد جديد يتم فيه حتديد املبالغ املستحقة واملدد اليت سيتم الدفع خالهلا لقيمة املتبقي من األقساط ‪.‬‬
‫‪ .17‬ميكن أن يق وم املص رف بتملك س لعة معينة بن اءً على رغبة عميل ه‪ ،‬ومن مث تأجريها إياه ا‪ ،‬كما حيق له بيعها أو‬
‫تأجريها بعد إنتهاء العقد لطرف آخر ‪.‬‬
‫‪ .18‬إذا اش رتى املص رف األصل املؤجرة للعميل املس تأجر‪ ،‬فيج وز للمص رف أن يس مي الثمن دون أن يك ون على‬
‫املستأجر االلتزام بذلك العقد‪ ،‬وال جيوز أن ينص عقد اإلجارة أو عقد البيع على أي إلزام بإعادة شراء العميل‬
‫لألصل بثمن معني ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ثامناً ‪ :‬البيع اآلجل ( البيع بالتقسيط)‬

‫ال بيع اآلجل هو أن يتم تس ليم الس لعة يف احلال مقابل تأجيل س داد الثمن إىل وقت معل وم س واء ك ان التأجيل‬
‫للثمن كله أو جلزء من ه‪ ،‬وع ادة ما يُس دد اجلزء املؤجل من الثمن على دفع ات وأقس اط‪ ،‬ف إذا ُس ددت القيمة م رة‬
‫وإذاس دد الثمن على دفع ات من بداية‬
‫واح دة يف هناية املدة املتفق عليها مع انتق ال امللكية يف البداية فهو بيع آج ل‪ُ ،‬‬

‫‪ )(1‬وحيد‪ ،‬احمد زكريا‪ ،‬دليلك إلى العمل المصرفي‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.290،289‬‬
‫‪18‬‬
‫تس لم الش يء املب اع مع انتق ال امللكية يف هناية ف رتة الس داد فهو بيع بالتقس يط ‪ .‬وتس لك املص ارف اإلس المية طريق‬
‫البيع اآلجل أو البيع بالتقسيط بثمن أكرب من الثمن احلايل يف حالتني ‪:‬‬

‫الحالة األولى‬

‫يف معامالهتا مع التج ار ال ذين ال يرغب ون يف اس تخدام أس لوب التمويل باملش اركة‪ ،‬وه ذه الطريقة هي الب ديل‬
‫لعملية الشراء بتسهيالت يف الدفع اليت متارسها املصارف التجارية ‪.‬‬

‫الحالة الثانية‬

‫يف املع امالت اليت يك ون فيها املبلغ املؤجل كب رياً وطويل األجل ‪.‬ولقد ت بني من الواقع العملي اس تخدام ه ذه‬
‫الصيغة يف مصرف فيصل اإلسالمي السوداين لتمليك وسائل االنتاج الصغرية للحرفيني مثل سيارات األجرة‪ ،‬وهو‬
‫ما ميارسه أيض اً مصرف ناصر االجتماعي املصري‪ .‬ومن أنسب املشروعات اليت ميكن للمصارف اإلسالمية متويلها‬
‫باس تخدام ه ذا األس لوب هو بيع الوح دات الس كنية‪ ،‬ف البيع اآلجل (التقس يط) يف ه ذه احلالة هو الب ديل املناسب‬
‫لسلفيات املباين بالفائدة اليت متارسها املصارف التقليدية‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫تاسعاًـ ‪ :‬المزارعة وشروطها‬

‫هي عب ارة عن دفع األرض من مالكها إىل من يزرعها أو يعمل عليه ا‪ ،‬ويقوم ان باقتس ام ال زرع بينهم ا‪ ،‬وتعترب‬
‫املزارعة "عقد شركة" بأن يقدم الشريك اآلخر العمل يف األرض ‪ .‬ومتويل املصرف اإلسالمي للمزارعة هو نوع من‬
‫املشاركة بني طرفني ‪:‬‬

‫الطرف األول ‪ :‬ميثله املصرف اإلسالمي بإعتباره مقدم التمويل املطلوب للمزارعة ‪.‬‬

‫الطرف الثاين ‪ :‬ميثله صاحب األرض أو العامل (الزارع) الذي حيتاج إىل متويل ‪.‬‬

‫‪ )(1‬صوان‪ ،‬محمود حسن‪ ،‬أساسيات العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.178،177‬‬
‫‪19‬‬
‫شروط المزارعة ‪:‬‬

‫‪ .1‬أهلية املتعاقدين (صاحب األرض والعامل عليها) من النواحي القانونية والنية والسلوكية ‪.‬‬
‫‪ .2‬أن تكون األرض صاحلة للزراعة‪ ،‬مع حتديدها وبيان ما يزرع فيها ‪.‬‬
‫‪ .3‬بيان مدة الزراعة إن كانت مثالً لسنة أو سنتني أو ملدة معلومة ‪.‬‬
‫‪ .4‬أن يكون الناتج بني الشريكني مشاعا بني أطراف العقد‪ ،‬وبالنسبة املتفق عليها ‪ .‬أي جيب حتديد نصيب كل‬
‫الطرفني ‪.‬‬
‫‪ .5‬بيان من يقدم البذر من الطرفني ومن الذي اليقدم‪ ،‬ألن املعقود عليه خيتلف بإختالف البذر‪ .‬فإذا كان من قبل‬
‫صاحب األرض كان املعقود عليه منفعة األرض‪ ،‬وإذا كان من قبل العامل فاملعقود عليه منفعة العمل ‪.‬‬
‫‪ .6‬بيان نوعية املزارعة‪ ،‬أي نوع احملصول الذي سيزرع ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عاشراً ‪ :‬المساقاة‬
‫لغة ‪ :‬مأخوذة من السقي‪ ،‬وذلك أن يقوم الشخص على سقي النخيل والكرم ومصلحتها‪ ،‬ويكون‬
‫له من ريعها جزء معلوم ‪.‬‬
‫اصطالحاً ‪ :‬معاقدة على دفع الشجر والكروم إىل من يصلحها جبزء معلوم من مثرها‪ .‬أو هي نوع‬
‫ش ركة على أن تك ون األش جار من ط رف والرتبية من ط رف آخر وأن يقسم الثمر احلاصل بينهم ا‪،‬‬
‫واملساقاة مشروعة كاملزارعة وفيها سد حلاجة أصحاب األشجار الذين ال دراية هلم يف تعهد األشجار‬
‫فيحتاجون إىل معاملة من له خربة يف ذلك‪ ،‬فجوزت املساقاة حتقيقاً ملصلحتهما‪.‬‬

‫‪)(1‬إرشيد‪ ،‬محمود عبد الكريم‪ ،‬الشامل في عمليات المصارف اإلسالمية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.150‬‬
‫‪20‬‬
‫(‪)1‬‬
‫تطبيق المساقاة في المصارف اإلسالمية ‪:‬‬
‫تعترب املساقاة نوعاً متخصصاً من " املشاركة" يف القطاع الزراعي بني طرفني ‪:‬‬
‫الطرف األول ‪:‬‬
‫ميثله املصرف اإلسالمي الذي يقوم بتمويل مشروعات مياه الشرب أو مشروعات الري واستصالح‬
‫األراضي لزراعتها وتطويرها باستخدام التكنولوجيا احلديثة‪ ،‬ومن مث إدارة مشروعات املياه والري على‬
‫مبدأ الرحبية التجارية ‪.‬‬
‫الطرف الثانيـ ‪:‬‬
‫ميثله صاحب البستان أو الشريك القائم عليه بالسقي واملواالة خبدمته حىت تنضج الثمار‪ .‬وقد يكون‬
‫الطرف الثاين طالب التمويل الذي ميتلك أرض اً ويرغب يف تطويرها وزراعتها بإستغالل مياهها اجلوفية‬
‫ولعل مشروعات متليك األراضي الصحراوية للشباب‬
‫أو نقل املياه إليها من موقع يتميز بغزارة مياهه ‪َّ .‬‬
‫أو متليك خرجيي كليات الزراعة أراضي معينة ذات مساحة حمددة للقيام بزراعتها وسقايتها‪ ،‬تعد نوع اً‬
‫من املشاركات التنموية اليت جيدر أن توليها املصارف اإلسالمية ما تستحقها من العناية واألولوية ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الحادي عشر‪ :‬القرض الحسن‬

‫عرفنا أن املص ارف اإلس المية ال متنح املتع املني معها قرضا ب املعىن ال ذي تق وم ب ه املص ارف التقليدية كما أهنا ال‬
‫تق وم خبصم الكمبي االت كما هو احلال يف املص ارف التقليدية‪،‬وذلك ألنه ال جيوز للمص رف تقاضي أية زي ادة عن‬
‫املب الغ املمنوحة يف ه ذه احلالة فأميا ق رض جرمنفعة فهو رب ا‪ .‬ولكن هن اك ح االت يك ون فيها املتعامل مع املص رف‬
‫اإلسالمي مضطرا للحصول على نقد ألي سبب من األسباب فقد يحتاج نقودا للعالج أو للتعليم أو للسفر وغريها‬
‫وليس من املعقول أن ال يليب املصرف اإلسالمي حاجة هذا الزبون لسببني مها‪:‬‬

‫‪ ))1‬صوان‪ ،‬محمود حسن‪ ،‬أساسيات العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.180‬‬
‫‪ ))2‬سمحان‪ ،‬حسين محمد‪ ،‬العمليات المصرفية اإلسالمية‪ ،‬مطابع الشمس‪ ،‬عمان‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ .1‬إن مصلحة هذا الزبون مرتبطة باملصرف اإلسالمي فهو يودع نقوده فيه ويشرتي منه ويتعامل معه يف مجيع‬
‫أموره اجملدية مما يعين استفادة املصرف من الزبون‪.‬‬
‫‪ .2‬أن هناك مسؤولية اجتماعية تقع على عاتق املصرف وهو مد يد العون واملساعدة للمجتمع الذي يعمل فيه‬
‫وأهم ما ميكن أن يقحمه ألعضاء هذا اجملتمع هنا هو إبعادهم عن االقرتاض بالفائدة لذلك يتم منح أي فرد‬
‫من أفراد اجملتمع املسلم هذا القرض سواء كان زبون املصرف أم ال‪.‬‬

‫مصادر تمويل صندوق القرض الحسن‬

‫‪ .1‬يتم متويل صندوق القرض احلسن من أموال املصرف اخلاصة ‪.‬‬


‫‪ .2‬األموال املودعة لدى املصرف على سبيل القرض (حسابات االئتمان)‪.‬‬
‫‪ .3‬األموال املودعة من قبل اجلمهور يف صندوق القرض احلسن اليت يفوضون املصرف بإقراضها للناس قرضا‬
‫حسناً‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الثانيـ عشر ‪ :‬االستثمار في الشركات االستثمارية واألوراق المالية‬

‫االستثمار في شركات االستثمار‪:‬‬

‫تعرف تلك الشركات بأهنا شركات متخصصة يف بناء وإدارة احملافظ االستثمارية‪ ،‬حيث تقوم هذه الشركات‬
‫بتلقي األموال من مستثمرين من خمتلف الفئات لتقوم باستثمارها يف حمافظ (صناديق)وكونه من استثمارات خمتلفة‪،‬‬
‫ومث توزيع أرباح وخسائر هذه االستثمارات على املشاركني مقابل حصول شركة االستثمار على نسبة من األرباح‪.‬‬
‫كما هو معروف فإن املصارف اإلسالمية لديها فائض سيولة (يف بعض األحيان)ال تستطيع أن تستثمرها لذلك تقوم‬
‫ه ذه املص ارف ب دفع تلك األم وال إىل ش ركات اس تثمارية وبش رط أن تك ون احملفظة االس تثمارية اليت تق وم ه ذه‬
‫الشركات بتكوينها ال حتتوي على أصول حمرمة شرعا (مثل السندات اليت حتمل الفائدة الثابتة) ‪.‬‬

‫‪ ))1‬سمحان‪ ،‬حسين محمد‪ ،‬العمليات المصرفية اإلسالمية‪ ،‬مرجع سابق الذكر ‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫‪22‬‬
‫االستثمار في األوراق الماليةـ‬

‫تقوم املصارف اإلسالمية باالستثمار يف األوراق املالية عن طريق شراء أسهم شركات يكون نشاطها األساسي‬
‫غري خمالف ألحك ام الش ريعة اإلس المية وقد أج از الفقه اء ذلك‪،‬فعلى س بيل املث ال جيوز للمص رف اإلس المي ش راء‬
‫سهم يف مصنع احلديد والسيارات ولكن ال جيوز له شراء أسهم يف مصنع للخمور أو يف بنوك ربوية‪.‬‬

‫المراجع‬
‫إرشــيد ‪ ،‬محمــود عبد الكــريم ‪ ،‬الش امل في عملي ات المص ارف اإلس المية ‪ ،‬دار النفــائس ‪ ،‬عمــان ‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ ،2007‬الطبعة الثانية ‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫الحنــاوي‪ ،‬محمد صـالح‪ ،‬المؤسس ات المالية البورصة والبن وك التجارية‪ ،‬الـدار الجاامعــة‪ ،‬القــاهرة‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪. 2000‬‬

‫سمحان‪ ،‬حسين محمد‪ ،‬العمليات المص رفية اإلس المية(مفه وم ومحاس بة)‪ ،‬مطابع الشــمس‪ ،‬عمــان‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫بدون سنة الطبع ‪.‬‬

‫شلهوب ‪ ،‬علي محمد ‪ ،‬شؤون النقود وأعمال البنوك ‪ ،‬شعاع للنشر والعلوم ‪ ،‬حلب ‪ ،2007 ،‬الطبعة‬ ‫‪.4‬‬
‫األولى ‪.‬‬

‫صوان‪ ،‬محمودـ حسن‪ ،‬أساسيات العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬دار وائل للنشر‪،‬عمان‪ ،2001 ،‬الطبعة‬ ‫‪.5‬‬
‫األولى ‪.‬‬

‫الهيــتي‪ ،‬قيصرـ عبد الكــريم‪ ،‬أس اليب اإلس تثمار اإلس المي وأثرها على البورص ات‪ ،‬دار أرســالن‪،‬‬ ‫‪.6‬‬
‫دمشق‪ ،2006 ،‬الطبعة األولى ‪.‬‬

‫وحيد‪ ،‬أحمد زكريا‪ ،‬دليلك إلى العمل المصرفي‪ ،‬دار البراق‪ ،‬حلب‪ ،2010 ،‬الطبعة األولى ‪.‬‬ ‫‪.7‬‬

‫‪24‬‬

You might also like