Professional Documents
Culture Documents
أ.د ميثم العيبي اسماعيل ،أ.م.د عصام عبد الخضر سعود ،م.د اسراء سعيد صالح
سياسات مالية
المرحلة الثالثة
الدراسات الصباحية والمسائية
السياسات المالية /قسم االقتصاد /المرحلة الثالثة /2021-2020 /الكورس الثاني
أ.د ميثم العيبي اسماعيل ،أ.م.د عصام عبد الخضر سعود ،م.د اسراء سعيد صالح
يعكس مفهوم السياسة المالية تطلعات واهداف المجتمع الذي تعمل فيه ،فقد استهدف
المجتمع قديما اشباع الحاجات العامة وتمويلها من موارد الموازنة العامة ومن ثم ركز
االقتصاديون جل اهتمامهم على مبادئ الموازنة العامة وضمان توازنها ،ولما كان
اختيار الحاجات العامة المطلوب اشباعها يتطلب من المسؤولين اتخاذ ق اررات ،وان هذه
الق ار ار قد تحدث اثار متعارضة احيانا فتثير مشكلة كيفية التوفيق بين هذه االهداف
المتعارضة وتحقيق فعاليتها على نحو مرغوب ،وفي ضوء تلك التوفيقات والتوازنات
يتكون اساس ومفهوم السياسة المالية.
يفيض الفكر المالي بتعريفات مختلفة لمفهوم السياسة المالية نسوق بعضها على سبيل
المثال وليس على سبيل الحصر االتي:
. 1انها مجموعة السياسات المتعلقة بااليرادات العامة والنفقات العامة بقصد تحقيق
اهداف محددة.
. 2انها سياسة استخدام ادوات المالية العامة من برامج االنفاق وااليرادات العامة وادارة
الدين ،لتحريك متغيرات االقتصاد الكلي مثل الناتج الوطني ،التشغيل ،االدخار،
االستثمار ،والعدالة االجتماعية ،وذلك من اجل تحقيق االثار المرغوبة وتجنب االثار
غير المرغوبة فيها على كل من الدخل والناتج ومستوى التشغيل وغيرها من المتغيرات
االقتصادية.
.3مجموعة من االساليب والقواعد واالجراءات والتدابير التي تتخذها الدولة الدارة
النشاط المالي لها بأكبر كفاءة ممكنة ،لتحقيق مجموعة من االهداف االقتصادية
واالجتماعية والسياسية خالل فترة زمنية محددة.
السياسات المالية /قسم االقتصاد /المرحلة الثالثة /2021-2020 /الكورس الثاني
أ.د ميثم العيبي اسماعيل ،أ.م.د عصام عبد الخضر سعود ،م.د اسراء سعيد صالح
وقد تطور هذا المفهوم حسب الدور الذي كانت تمارسه الدولة في النشاط االقتصادي،
فقد كانت السياسة المالية سياسة محايدة في المرتكزات الفكرية الكالسيكية ،ولكن بعد
ظهور النظرية العامة الكينزية بعد أزمة الكساد العظيم ،1929اذ ُع ّد كينز ان السياسة
المالية فعالة ويمكن من خاللها تحقيق االستقرار المالي والحد من الكساد ,بالتنسيق مع
السياسة النقدية ،وان هذا التطور في دور الدولة المالي انعكس على مفهوم السياسة
المالية واصبحت السياسة المالية سياسة متدخلة .اذ تم التركيز على األدوات المالية التي
يمكن من خاللها زيادة حجم اإلنفاق العام ،والتأثير على حجم الطلب الكلي ،فكلما ازداد
حجم الطلب الكلي دفع المنتجين لزيادة حجم التوظيف من العمالة ورأس المال والمواد
األولية ،األمر الذي يؤدي لزيادة اإلنتاج وزيادة حجم الدخل الوطني.
-2مفهوم السياسة المالية من وجهة نظر المدرسة الكالسيكية.
ان الفكر الكالسيكي يرتبط بأفكار بعض االقتصاديين أمثال ادم سمث وجون استيوارت
ميل وريكاردو ،ويرى أولئك االقتصاديين ان اليد الخفية Invisible Handوألية السوق
قادرة بمفردها على توجيه الموارد االقتصادية نحو استخداماتها المثلى وتحقيق التوازن
التلقائي بين الطلب الكلي والعرض الكلي وتحقيق الدخل التوازني على مستوى االقتصاد
القومي دون حاجة الى تدخل الحكومة.
ويخلص الكالسيك الى ضرورة استبعاد الدولة من التدخل في النشاط االقتصادي اال في
اضيق الحدود مثل القيام باالنفاق على بعض السلع والخدمات العامة مثل االمن والدفاع
والعدالة وبعض مشروعات البنية االساسية التي اليقدم عليها االفراد لعدم ربحيتها هذا
باالضافة الى ضرورة مراعاة الحياد المالي لنشاط الدولة وذلك فيما يتعلق باالنفاق
الحكومي والضرائب بحيث يتم دائماً تحقيق التوازن الحسابي بجانب الموازنة العامة
للدولة (تساوي النفقات وااليرادات).
السياسات المالية /قسم االقتصاد /المرحلة الثالثة /2021-2020 /الكورس الثاني
أ.د ميثم العيبي اسماعيل ،أ.م.د عصام عبد الخضر سعود ،م.د اسراء سعيد صالح
وعلى اساس ذلك يعرف الكالسيكيون السياسة المالية بأنها" :عملية تغيير حجم اإلنفاق
الحكومي ،أو اإليراد العام؛ لخلق توازن حسابي بينهما ،وذلك في حالة عدم التوازن بين
جانبي الميزانية العامة للدولة ،أو باألحرى عند وجود تباين بين حجم النفقات العامة
وحصيلة إيرادات الدولة ،تقوم الدولة بتغيير أحد جانبي الميزانية لغرض خلق التوازن
بينهما يالحظ من خالل التعريف السابق تركيز الكالسيكيين على تحقيق التوازن المالي
من خالل السياسة المالية ،حيث نادوا بتخفيض اإلنفاق العام بشكل مستمر ،كي ال تقع
الدولة في حالة العجز ،كما أروا أن لجوء الحكومة لالقتراض العام من الجمهور يجب
أن يكون ناد اًر ومحصو اًر بعدد من الحاالت االستثنائية كتمويل اإلنفاق العسكري ،وتنفيذ
المشروعات التي ال يقدم عليها األفراد مثل مشاريع الخدمات ،وتمويل النفقات االستثنائية
غير المتوقعة مثل المواسم الرديئة والكوارث.
-3مفهوم السياسة المالية من وجهة نظر المدرسة الكينزية.
بعد أن سادت النظرية الكالسيكية لفترة طويلة من الزمن و ما أملته على السياسة المالية
من دور محدود و قاصر ،فإن التطورات الكبيرة السياسية و االقتصادية التي أحاطت
بالعالم في الثالثينات و األربعينات من القرن الماضي ،متمثلة في الكساد العالمي
والحرب العالمية الثانية أدت إلى تغيير بعض المفاهيم في الدول الرأسمالية ،حيث بدأت
الدعوة إلى المزيد من التدخل الحكومي في الحياة االقتصادية في محاولة للحد من
اآلثار المترتبة عن هذه الظروف .أوضح كينز أن االقتصاد القومي ال يتصف
بالتصحيح الذاتي دائماً ،فالقوة التصحيحية التلقائية تتسم بالضعف ،كما أن االقتصاد
القومي أساساً غير مستقر ،ومن ث َّم فالتدخل الحكومي ضرورة ال مفر منها للتأثير على
المستوى العام للنشاط االقتصادي و تصحيح الخلل في آليات السوق ،وذلك من خالل
تعديل الحكومة لوضعها المالي أي االنتقال بدور الدولة من مرحلة الدولة الحارسة إلى
مرحلة الدولة المتدخلة.
السياسات المالية /قسم االقتصاد /المرحلة الثالثة /2021-2020 /الكورس الثاني
أ.د ميثم العيبي اسماعيل ،أ.م.د عصام عبد الخضر سعود ،م.د اسراء سعيد صالح
ومنه كانت النظرية الكينزية نقطة تحول في الفكر االقتصادي والسياسة المالية ،وقد بدأ
التحليل الكينزي بنقد التحليل التقليدي و رفض قانون ساي لألسواق الذي يتضمن أن
العرض يخلق الطلب المساوي له و تلقائية التشغيل الكامل ،وخلص التحليل الكينزي إلى
أن مستوى التشغيل و اإلنتاج إنما يتوقف على الطلب الكلي الفعال ،وأن الطلب ال
يتحدد تلقائياً عند المستوى الذي يحقق التشغيل الكامل لموارد المجتمع اإلنتاجية.
ووفقاً للتحليل الكينزي ،فإن توازن التشغيل الكامل ال يتحقق تلقائياً كما تذهب إليه
النظرية التقليدية ،وإنما قد يتحقق التوازن عند مستوى أقل من التشغيل الكامل ،وبالتالي
يخلص التحليل الكينزي إلى أن االنحراف عن التشغيل الكامل هو الوضع المعتاد في
النظام االقتصادي ،بمعنى أن هناك قدر من البطالة اإلجبارية تظهر في سوق العمل .و
نتيجة لكل هذا تخلت السياسة المالية عن قواعدها التقليدية (سالفة الذكر) واتخذت
مفهوماً وظيفياً و أصبحت ذات معنى أوسع من المعنى السابق ،فهي تعني وفقاً للمفهوم
الكينزي ،مجهودات الحكومة لتحقيق االستقرار وتشجيع النشاط االقتصادي ،فتعدت
أهدافها النطاق المالي لتساهم في تغيير البنيان االقتصادي واالجتماعي للدولة ،ولذلك
أُطلق عليها اسم السياسة المالية المتدخلة لتمييزها عن السياسة المالية المحايدة،
وأصبحت الدولة هي المسؤولة في نهاية األمر عن سالمة و قوة االقتصاد الوطني ككل،
كما أصبحت السياسة المالية أداة رئيسية ومسؤولة عن تحقيق التوازن االقتصادي عند
مستوى التوظيف الكامل للموارد اإلنتاجية عن طريق التأثير على الطلب الفعال في
االقتصاد وتتمتع السياسة المالية في هذا الشأن بالقدرة على التأثير المباشر على مستوى
النشاط االقتصادي.
وقد اهتم كينز بالطلب الكلي والمحددات التي تؤثر فيه وهي االنفاق االستهالكي
واالستثمار الحكومي وصافي التجارة الخارجية ورأى ان السياسة المالية بشقيها وهي
االنفاق الحكومي والضرائب يمكن لها ان تؤثر على الطلب الكلي وبالتالي اعادة التوازن
مرة اخرى لالقتصاد القومي ،ففي حالى الكساد يمكن اتباع سياسة مالية توسعية (زيادة
السياسات المالية /قسم االقتصاد /المرحلة الثالثة /2021-2020 /الكورس الثاني
أ.د ميثم العيبي اسماعيل ،أ.م.د عصام عبد الخضر سعود ،م.د اسراء سعيد صالح
االنفاق الحكومي وتخفيض الضرائب) أما في حالة التضخم يمكن اتباع سياسة مالية
انكماشية (تخفيض االنفاق الحكومي وزيادة الضرائب)
وقد عرف الكينزيين السياسة المالية بأنها" :األدوات التي تتدخل الدولة من خاللها
لتوجيه االقتصاد الوطني وإحداث تغيرات واضحة ،بحيث تؤدي الى زيادة حجم اإلنتاج
والتشغيل ومعدالت النمو االقتصادي"
يالحظ أن السياسة المالية الكينزية هي سياسة توسعية ال تقف عند حدود التوازن
المالي ،فالسياسة المالية من وجهة النظر هذه هي وسيلة لتحقيق هدف اقتصادي عام،
وليست غاية بحد ذاتها ،حيث رأى الكينزيون أنه يمكن استخدام اإلنفاق العام والقروض
العامة والضرائب وغيرها من األدوات المالية لتحقيق األهداف االقتصادية المرجوة كزيادة
الطلب الكلي ،وتحفيز المنتجين ،وزيادة التشغيل للخروج باالقتصاد من حاالت يعاني
منها إلى حاالت أفضل ،كما يرى الكينزيون أنه يمكن االعتماد على اإلصدار النقدي
في حاالت نقص القروض العامة أو عدم اإلقبال عليها من قبل المواطنين ،حتى لو
أدى ذلك اإلصدار إلى التضخم والسيما في الدول ذات النظام اإلنتاجي المرن.
ولقد بدا منطقياً نجاح هذه األسس للسياسة المالية عند تطبيقها في اقتصاديات الدول
المتقدمة ،حيث أمكن باستخدامها المساهمة في إخراج اقتصاديات هذه الدول من أزمة
الكساد الكبير ومعالجة الضغوط التضخمية التي ظهرت خالل الحرب العالمية.
ولقد دفع هذا النجاح ألسس السياسة المالية ببعض االقتصاديين إلى المطالبة بتطبيق
نفس األسس التي أتبعت في الدول المتقدمة على اقتصاديات الدول النامية للنهوض
بمستويات النشاط االقتصادي والقضاء على البطالة اإلجبارية والمقنعة ورفع حجم
اإلنتاج و الدخل الوطني ،ومنه تحقيق أهداف التنمية االقتصادية ،وعلى هذا ظهر إلى
جوار السياسة االقتصادية سياسة مالية تتفق معها وتستخدمها الدولة للتأثير عليها
وتوجيهها الوجهة التي تراها و ي في هذا التأثير تزداد قوة كلما اتسع مدى نشاط الدولة
االقتصادي.
السياسات المالية /قسم االقتصاد /المرحلة الثالثة /2021-2020 /الكورس الثاني
أ.د ميثم العيبي اسماعيل ،أ.م.د عصام عبد الخضر سعود ،م.د اسراء سعيد صالح
زيادة في معدل نمو عرض نقد مستقر سنويا ،ذلك ان السياسة المالية ان لم تكن
مصحوبة بتغيرات نقدية ستؤدي الى رفع اسعار الفائدة وتقييد االنفاق الخاص.
ثاني ًا:أدوات السياسة المالية:
إن مفهوم السياسة المالية يتعلق أساسا باإلجراءات والق اررات التي تستخدمها السلطات
المالية لتجديد النشاط المالي للدولة وأيضا األدوات التي تمكنها من التدخل في النشاط
االقتصادي وتحديد إمكانية تأثيرها على جميع المتغيرات االقتصادية.
لقد اتضح مما تقدم أن السياسة المالية تعني استخدام الحكومة للضرائب واإلنفاق العام
والموازنة العامة من أجل تحقيق االستقرار االقتصادي وتحقيق العدالة االجتماعية ،كل
كذلك في إطار تحقيق أهداف التنمية االقتصادية واالجتماعية.
هناك ثالث أدوات أساسية للسياسة المالية هي :اإليرادات العامة ،النفقات العام،
والموازنة العامة للدولة ،وهذه األدوات يتم استخدامها على النحو التالي:
أ -زيادة أو تخفيض الضرائب.
ب -زيادة أو تخفيض اإلنفاق العام.
ج -استحداث فائض أو عجز في الموازنة العامة للدولة.
وان السياسة المالية تمر عبر قنوات ثالثة هي:
االيرادات العامة ،من عوائد االمالك العامة وضرائب ورسوم ،وتراخيص وثمن عام،
وغرامات مالية ،وقروض واصدار نقدي جديد واعانات.
االنفاق العام ،ويشمل ذلك جميع النفقات العامة للحكومة واجهزتها وهيئاتها ،سواء أكانت
نفقات عادية ام انمائية.
ادارة العجز ،او الفائض في الموازنة ،وكيفية تمويله ومصادر ذلك التمويل ،واستراتيجية
ادارة الدين العام.
وبناء على ذلك يمكن ادراج أدوات الساسة المالية ووسائلها على النحو االتي:
السياسات المالية /قسم االقتصاد /المرحلة الثالثة /2021-2020 /الكورس الثاني
أ.د ميثم العيبي اسماعيل ،أ.م.د عصام عبد الخضر سعود ،م.د اسراء سعيد صالح
.1السياسة الضريبية:
الضرائب واحدة من ادوات السياسة المالية الهامة التي تستطيع الدولة من خاللها ان
توفر االيرادات واستخدامها لتوجيه االقتصاد بالشكل الذي تبتغيه الدولة وتمويل نفقاتها
العامة فضالً عن تحقيق االستقرار االقتصادي واالجتماعي.
وتعد االيرادات الضريبية بشكلها المباشر وغير المباشر عنص اًر هاماً في ايرادات الدول
المتقدمة والدول النامية على حد سواء ،كما تسهم االيرادات الضريبية في مختلف دول
العالم في تمويل خطط التنمية المطروحة من قبل الحكومات عن طريق الخدمات
المختلفة التي تقدمها الدول لشتى القطاعات االقتصادية .
ومن خالل استخدام السياسة الضريبية تمكن الدولة من تحقيق اهداف هامة هي :
االهداف المالية :تعد االيرادات المالية عصب الحياة ،والغرض االساس من الضريبة
في معظم الدول هو الحصول على مورد مالي لتمويل النفقات العامة ،مما يجعل الدول
تهتم بتلك االيرادات الضريبية ،ومحاولة توظيفها لخدمة السياسة االقتصادية.
االهداف االقتصادية :ان الحكومات والسلطات توجه السياسة الضريبية لخدمة اهدافها
االقتصادية ،واهمها رفع كفاءة استخدام الموارد االقتصادية وتوجيه النشاط االقتصادي
وخدمة الصناعة الوطنية والتشغيل ،وتتمثل االهداف االقتصادية بالتالي:
أ-تشجيع الصناعات المحلية وحمايتها من المنافسة الخارجية :وتلجأ الدول لحماية
بعض الصناعات المحلية التي قد التكون قادرة على منافسة الصناعات المستوردة ،عن
طريق فرض الضرائب على السلع المستوردة وهذا بدوره يعمل على رفع اسعار السلع
المستوردة ويؤدي الى خلق ظروف منافسة افضل للسلع المصنعة محلياً.
ب-معالجة الركود االقتصادي :ان الدورات االقتصادية (الرخاء والركود) ،هي سمة من
سمات النظام االقتصادي المعاصر ،ومثل هذه الدورات لها تأثير سيء على االقتصاد
الوطني ولذلك يمكن اللجوء الى الضريبة او على االقل بعض انواع الضرائب لمعالجة
مدد (الركود واالنكماش) ،اذ يقل الشراء واالستهالك وتتكدس المنتجات فتقوم تقوم
السياسات المالية /قسم االقتصاد /المرحلة الثالثة /2021-2020 /الكورس الثاني
أ.د ميثم العيبي اسماعيل ،أ.م.د عصام عبد الخضر سعود ،م.د اسراء سعيد صالح
الحكومات بزيادة القوة الشرائية لدى االفراد من ذوي الدخول المتدنية ،وذلك بتخفيض
المعدالت الضريبية الدخل وزيادة االعفاءات الضريبية.
ج-تستخدم السياسة الضريبية كأداة لتوجيه االستثمار :فحينما ترغب الدولة في تشجيع
االست ثمار في القطاع الزراعي مثال ،او الصناعي او قطاع البناء ،فأنها تقوم بتخفيض
سعر الضريبة على االرباح الناتجة من االستثمار في تلك القطاعات او اعفائها من
الضريبة كلياً ،وذلك لكي يتم توجيه االستثمارات والموارد نحوها.
االهداف االجتماعية :ان هناك عدد من االهداف االجتماعية التي يمكن تحقيقها من
خالل فرض الضريبة ،ويمكن تلخيص تلك االهداف بالتالي:
أ.اعادة توزيع الدخل بين افراد المجتمع :اي عدم تركز الثروات في ايدي عدد قليل من
افراد المجتمع ،فيتم فرض ضرائب اعلى على ذوي الدخول المرتفعة وضرائب اقل
واعفاءات على اصحاب الدخول المنخفضة
ب.تحقيق العدالة والمساواة في فرض الضريبة :وذلك من خالل مساهمة كل فرد في
االعباء والتكاليف العامة بحسب مقدرته المالية ،ومن خالل فرض الضريبة على
الطبقات الغنية وتخصيص مواردها لزيادة دخول الطبقات الفقيرة وهذا ما يعرف بأعادة
توزيع الدخل القومي.
ج.الحد من بعض العادات السيئة او غير المرغوب بها في المجتمع :فهناك بعض
العادات او التصرفات التي تكون غير محببة او مرغوب بها ،وتعمل الدولة على
محاربتها والحد منها ،مثل التدخين والمسكرات وبعض السلع الترفيهية .وقد تلجأ الدولة
في هذه الحالة الى فرض ضرائب عالية على مثل هذا النوع من السلع للحد من
استهالكها من قبل االفراد لما لهذه السلع من تأثيرات سلبية على المجتمع.
كما ان تشجيع عادات او تصرفات مرغوبة من قبل المجتمع يمكن ان يتم ايضا من
خالل استخدام سياسات ضريبية متساهلة.
االهداف السياسية :تعد السياسة الضريبية من اهم االدوات المالية التي تستخدمها
الحكومات لتنفيذ سياستها العامة التي ينتج عنها اثار سياسية ،وقد كان للضريبة اثر هام
السياسات المالية /قسم االقتصاد /المرحلة الثالثة /2021-2020 /الكورس الثاني
أ.د ميثم العيبي اسماعيل ،أ.م.د عصام عبد الخضر سعود ،م.د اسراء سعيد صالح
في التاريخ السياسي للمجتمعات والشعوب ،اذ كانت احياناً سبباً في نشوب الثورات او
قيام االنتفاضات او تغيير انظمة الحكم القائمة .
االهداف الثقافية :ت ستعمل السياسة الضريبية كأداة للمحافظة على التراث الثقافي
للمجتمعات سواء بتمويلها للبرامج الموضوعة لهذا الغرض او بتقديم مزايا ضريبية من
خالل اعفاء الدخول الناجمة عن اتعاب االعمال الفنية كعوائد التأليف والعروض الفنية
والمسرحية من ضريبة الدخل.
اآلثار االقتصادية للسياسة الضريبية
اتضح لنا فيما سبق كيف تطور دور الدولة في العالم المعاصر ،فأصبح يشمل إلى
جانب وظائفها التقليدية كافة النشاطات االقتصادية األمر الذي يستلزم توفر الموارد
االقتصادية الالزمة لذلك.
ولما كانت الضريبة تمثل المصدر الرئيسي لإليرادات العامة للدولة وأفضل أداة
تستخدمها الدولة للتدخل في النشاط االقتصادي والتأثير على الحياة االجتماعية،وفي
إطار هذا الدور كل الضرائب يتعين علينا أن نتعرف على اآلثار االقتصادية للضريبة
دون غيرها من اإليرادات األخرى .اذ ان هناك العديد من اآلثار االقتصادية للضرائب
من أهمها.
إن فرض الضريبة على المداخيل المنخفضة ينجم عنها انخفاض في االستهالك واإلنتاج
مما يؤدي إلى انخفاض الدخل الوطني ومن ثم نقص إيرادات الدولة ،ونجد نفس األثر
في حالة فرض ضرائب غير مباشرة على السلع الكمالية يؤدي انخفاض االستهالك،
غير أن األثر ال ينعكس على مقدرة األفراد على اإلنتاج (عدم تأثر اإلنتاج).
السياسات المالية /قسم االقتصاد /المرحلة الثالثة /2021-2020 /الكورس الثاني
أ.د ميثم العيبي اسماعيل ،أ.م.د عصام عبد الخضر سعود ،م.د اسراء سعيد صالح
إن فرض الضرائب؛ مباشرة كانت أو غير مباشرة ،تبعا لقواعد معينة ،يسمح للدولة
بتوجيه كل من االستهالك واإلنتاج تبعا الحتياجات وظروف االقتصاد الوطني ،وذلك
من ناحية التأثير الكلي على حجم االستهالك وحجم اإلنتاج.
-2األثر على االدخار واالستثمار.
إن فرض الضرائب المباشرة ذات الصنف التصاعدي تقلل من القدرة على االدخار،
وبالتالي تقليل استعداد األفراد على االستثمار.
إن فرض ضرائب غير مباشرة على السلع الكمالية يزيد من االدخار ،أما في حالة فرض
هذه الضرائب على السلع الضرورية ينقص من االدخار االختياري ،ومن ناحية أخرى
فإن فرض ضريبة على أرباح األسهم في شركات األموال بمعدل أقل من الضريبة
المفروضة على األرباح غير الموزعة ،فإن هذا يؤدي حتما إلى تقليل األموال االحتياطية
بمعنى نقص االستثمار الذاتي وفي نفس الوقت يؤدي إلى ارتفاع دخول األفراد نتيجة
زيادة التوزيعات ،وقد يؤدي هذا إلى زيادة االدخار.
كما أن فرض ضرائب على األموال المودعة بالبنوك ينتج عنه واحد من االثنين :اما
زيادة االستثمار المباشر أو االكتناز.