You are on page 1of 48

‫المحور االول ‪ /‬مفهوم ووظائف السياسة المالية‬

‫يعد تصميم وتنفيذ السياسات االقتصادية الكلية مقيداً‪ ،‬بسبب القلق إزاء آثار السياسة المالية‬
‫ومدى قدرتها في التأثير على الناتج المحلي والتشغيل في األمد القصير‪ ،‬وهذا ما يتطلب‬
‫توضيح مفهومها‪ ،‬والوظائف التي تؤديها لبلوغ اهدافها وعلى النحو األتي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم السياسة المالية ‪.‬‬
‫تحضى السياسة المالية بمكانة مهمة بين السياسات االقتصادية الكلية‪ ،‬إذ تمثل أداة رئيسة‬
‫يمكن للحكومة استعمالها في توجيه مسار النشاط االقتصادي‪ ،‬ومعالجة ما يتعرض له من هزات‬
‫وأزمات‪ ،‬وذلك بفضل أدواتها وبما يؤهلها من تحقيق معدالت تشغيل مرغوبة واستقرار نسبي في‬
‫األسعار في إطار سعيها الستحثاث النمو‪ ،‬واعادة توزيع الدخل بشكل عادل‪ ،‬مما تطلَب من‬
‫الحكومات إن تحدث تغيي اًر شامالً في رسم سياستها المالية بالشكل الذي يسهم في كبح تلك‬
‫المشاكل واألزمات‪ ،‬أو تدارك أثارها ونتائجها‪ .‬ومن ثم تحقيق االستقرار االقتصادي‪.‬‬
‫فالسياسة المالية (‪ )Fiscal Policy‬تجيز للحكومة التدخل في الحياة االقتصادية من خالل‬
‫توظيف أدواتها‪ ،‬لتحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية والسياسية الجديدة ‪ ،‬وبما يسمح في‬
‫معالجة األوضاع االقتصادية السائدة سواء كانت حاالت كساد أم تضخم‪ ،‬إذ تشير إلى أنها‬
‫مجموعة األهداف والتوجهات واإلجراءات والنشاطات التي تتبناها الحكومة للتأثير في االقتصاد‬
‫القومي والمجتمع بهدف المحافظة على استق ارره العام وتنميته ومعالجة مشاكله ومواجهة كافة‬
‫الظروف المتغيرة ‪ ،‬والتي ترتبط بالتغير المطلوب في الضرائب واألنفاق الحكومي‪ ،‬بغية تحقيق‬
‫آثار مرغوبة وتجنب اآلثار غير المرغوبة على الدخل واألسعار واإلنتاج والتوظيف‪ ،‬بطريقة‬
‫تراعي تأثير هذه األدوات على تخصيص الموارد وتدفق األموال‪ ،‬ومن ثم تأثيرها على فاعلية‬
‫هذه المتغيرات من اجل المساعدة في تخفيف حدة تقلبات دورة اإلعمال التجارية‪ ،‬والمساهمة في‬
‫الحفاظ على النمو في ظل اقتصاد خالي من التضخم المتقلب والمرتفع‪ ،‬فضال عن تحقيق‬
‫مستويات مرغوبة للتوظيف يمكن من خاللها تهيئة مقومات لتحديد الحاجات العامة التي يتعين‬
‫على الحكومة األخذ بها في تدبير ما يلزمها من موارد‪ ،‬والتي غالبا ما تهدف إلى التخفيف من‬
‫اآلثار السلبية على الطلب الكلي‪ ،‬ودعم ثقة المستهلكين والمستثمرين فضال عن الشركاء‬
‫التجاريين الرئيسين في حالة انخفاض الصادرات‪.‬‬
‫تتمحور هذه التغيرات في السياسة المالية بطريقة تلقائية أو ذاتية‪ ،‬وتسمى ضوابط تلقائية‬
‫(‪ (Built- in Stabilizers‬تعمل دون الحاجة إلى تدخل من قبل الحكومة‪ ،‬إي من داخل‬
‫النظام المالي فتزيد أو تنقص التدفقات الحكومية تلقائياً إلى باقي االقتصاد القومي ومنه استجابة‬

‫‪1‬‬
‫للتغيرات في الظروف االقتصادية‪ ،‬ففي حالة االنكماش أو الكساد تعمل السياسة المالية على‬
‫زيادة التدفقات النقدية الحكومية نحو المشاريع واألفراد‪ ،‬مما ينعكس في الحد من انخفاض‬
‫الدخول الفردية القابلة للتصرف‪ ،‬ومن ثم الحفاظ على اإلنفاق االستهالكي واالستثماري‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل مضاعف االستثمار ‪ .‬والعكس في حالة التضخم‪ .‬وهكذا تعمل هذه المؤثرات التلقائية‬
‫على التخفيف من حدة التقلبات االقتصادية‪ ،‬فهي مسايرة التجاه الدورة االقتصادية وتتبعها ركوداً‬
‫ورواجاً‪ ،‬ففي حالة اتجاه االقتصاد إلى الكساد‪ ،‬تحقن النشاط االقتصادي مما ينسحب تلقائيا إلى‬
‫تعزيز عجز الموازنة‪ ،‬والعكس في حالة الرواج إذ يولد هذا البرنامج أث ار مرغوباً مما يساعد على‬
‫ضبط مستوى الطلب الكلي أو تحفيزه دون تغيير في السياسة المالية ‪.‬‬
‫اال أ ن مجريات اإلحداث التي عصفت باالقتصادات العالمية أظهرت بعض التناقضات‬
‫واألخطاء في السياسة المالية التلقائية‪ ،‬والتي حفزتها عوامل االستقرار الذاتية‪ ،‬فالنقص الدوري‬
‫في الطلب الكلي يستلزم نفقات حكومية كبيرة جداً إذا ما أريد تحقيق مستوى منخفض من‬
‫البطالة‪ .‬األمر الذي استلزم االهتداء إلى سياسة مالية مرنة تأخذ بنظر االعتبار مراقبة التقلبات‬
‫الدورية في النفقات واإليرادات ومن ثم تقدير موازنة مختلفة لكل مستوى من مستويات الدخل‬
‫القومي‪ ،‬التي يشار أليها بعمل التعديل الدوري(‪)Cyclically Adjustment‬أو توازن الموازنة‬
‫المعدل دوريا ( ‪ )Cyclically Adjustment Budget Balance‬والذي من خالله يمكن تقديم‬
‫رؤية أوضح ألسس العجز القصير األمد او الفائض الناجمين عن تقلبات دورة اإلعمال‪ ،‬وذلك‬
‫عن طريق توسيع النشاط االقتصادي أو تقليصه حسب الحاجة عبر الدورات االقتصادية‪ ،‬من‬
‫خالل تغييرات مميزة في أدواتها‪ ،‬والمتمثلة باألنفاق واإليرادات الحكومية لتصحيح مسار الناتج‬
‫وتحقيق االستقرار االقتصادي‪.‬‬
‫ويمكن التمييز بين أداتين رئيستين تستخدمهما الحكومة في مجال السياسة المالية المرنة للتأثير‬
‫في النشاط االقتصادي هما‪:‬‬
‫التغيير في معدل األنفاق ‪ ،‬يعكس التغيير في مقادير النفقات الحكومية المعدلة بعد‬ ‫‪- 1‬‬

‫استبعاد اثر العوامل الدورية المتحققة‪ ،‬عندما يكون الناتج عند مستواه الممكن‪ ،‬وتتوقف‬
‫درجة تأثير األنفاق على مدى كفاءة استخدامه ونوع اإلنفاق‪ ،‬إذ يؤثر األنفاق العام في‬
‫مجمل المتغيرات الكلية ومنها الناتج الممكن من خالل زيادة القدرة اإلنتاجية‪ ،‬وزيادة الدخل‬
‫المكتسب لألفراد‪ ،‬ومن ثم إلى أنفاق إضافي يحفز على أنتاج جديد ودخل اكبر(اثر‬
‫المضاعف)‪ .‬ويختلف تأثير اإلنفاق في تلك المتغيرات حسب نوعه واتجاهه‪ ،‬والتوقيت‬
‫المناسب لتعديالت السياسة المالية‬
‫‪ - 2‬التغيير في معدل اإليرادات ‪ ،‬وتمثل تغيير مقصود في مقادير اإليرادات الحكومية‪ ،‬اذ‬

‫‪2‬‬
‫تمارس اإليرادات تأثي اًر في الحد من التضخم‪ ،‬ال سيما ان المعدالت الضريبة المرتفعة تكبح‬
‫اإلنفاق ألتبذيري‪ ،‬فضال عن ان فرض الضرائب التصاعدية على الدخل تسهم في إعادة‬
‫توزيعه‪ ،‬ومن ثم تعظيم الكفاءة االقتصادية وتعزيز مرونة االقتصاد لمواجهة الصدمات‪.‬‬
‫تتوقف خيارات الحكومة لتوظيف السياسة المالية المرنة وذلك لضمان استجابة االقتصاد‬
‫بشكل مناسب للصدمات‪ ،‬اذ يكمن نجاح السياسة المالية بشكل عام من حيث الوقت المسموح‬
‫لرد الفعل بحدوث الموائمة والفاعلية وخفض التكاليف‪ ،‬والذي يتوقف على كيفية استجابة‬
‫االقتصاد وتحديد فيما إذا كانت التغييرات المقصودة في بنود الموازنة مؤازرة باتجاه تحقيق‬
‫االستقرار االقتصادي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬وظائف السياسة المالية ‪.‬‬
‫تضطلع السياسة المالية بثالث وظائف أساسية هي‪:‬التخصيص‪ ،‬التوزيع‪ ،‬وتحقيق االستقرار‬
‫االقتصادي ‪.‬‬
‫ترتبط وظيفة التخصيص)‪ )The Allocation Function‬بدور السياسة المالية في تعظيم‬
‫الكفاية اإلنتاجية‪ ،‬السيما عند فشل السوق في تحقيق الكفاءة االقتصادية المثلى لتخصيص‬
‫الموارد التي تظهر من خالل المبالغة واإلسراف في أنتاج السلع الكمالية سعيا وراء الربح‪ ،‬أو‬
‫تراجع إنتاج السلع الضرورية‪ ،‬فالسياسة المالية لها اذرع فاعلة في تخصيص اإلنفاق العام‬
‫ومجاالته‪ ،‬والذي تترجم فوائده إلى انجازات اقتصادية واجتماعية‪ ،‬وعندما تكون المنافع الحدية‬
‫االجتماعية اكبر من التكاليف الحدية االجتماعية ‪ ،‬فهناك مكاسب إضافية من تخصيص المزيد‬
‫من األموال‪ ،‬إلى إن تصل للحد الذي يتساوى فيه المنافع الحدية االجتماعية مع التكاليف الحدية‬
‫االجتماعية‪ ،‬والتي يكون عندها التخصيص فعال‪ ،‬وبعدها إذا تم تخصيص المزيد من األموال‬
‫فان التكاليف الحدية ستتجاوز المنافع الحدية‪ ،‬ومن ثم يحصل اإلسراف في التخصيص المالي‪.‬‬
‫إما وظيفة التوزيع )‪ )The Distribution Function‬فترتبط بالسعي نحو توظيف أدوات‬
‫السياسة المالية لبلوغ العدالة في توزيع الدخل الوطني كأسبقية أولى في الحد من الفقر‬
‫والبطالة‪ .‬من خالل التأثير في مستوى األنفاق الحكومي‪ ،‬بغية زيادة الدخول القابلة لألنفاق‪،‬‬
‫والعكس فان فائض الموازنة يمكن أن يقلل من الدخول القابلة لألنفاق من خالل فرض ضرائب‬
‫تصاعدية على الدخول المرتفعة‪ ،‬واعادة توزيع الدخل المتاح‪ .‬إذ ان التفاوت الكبير نسبياً في‬
‫توزيع الدخل يمكن االستدالل عليه وفقا لمقياس جيني الذي تتراوح قيمته بين ( الصفر والواحد‬
‫الصحيح)‪ ،‬ففي البلدان ذات التفاوت الكبير في توزيع الدخل يتراوح بين(‪ ،)0.70 – 0.50‬بينما‬
‫في البلدان التي تقترب من المساواة في توزيع الدخل يتراوح بين(‪ )O.35 – O.20‬من هنا تبرز‬

‫‪3‬‬
‫أسباب اجتماعية واقتصادية متعددة تستلزم تقليل هذا التفاوت‪ ،‬وذلك بإعادة توزيع الدخل‬
‫الوطني‪.‬‬
‫أما وظيفة االستقرار )‪ )The Stabilization Function‬فترتبط بالعمل على تهيئة بيئة‬
‫اقتصادية مستقرة ( خفض معدل التضخم والعجز المالي) لتهيئة مقومات النمو االقتصادي‬
‫المستدام وتحقيق التشغيل الكامل للقوى العاملة واالستثمار المرغوب للموارد المتاحة‪ .‬من خالل‬
‫تأثيراتها التوسعية المباشرة وغير المباشر على الطلب والعرض‪ ،‬فزيادة األنفاق الحكومي‬
‫وتخفيض الضرائب أثناء مدة الركود سيعمل على حقن تيار الدخل وتحفيز الطلب‪ ،‬السيما إذا‬
‫كانت هذه الزيادة موجهة نحو الشرائح التي تتميز بارتفاع الميل الحدي لالستهالك‪ ،‬كما ان‬
‫تخفيض معدالت الضرائب تحفز العرض الكلي ما دام هذا التخفيض يدعم الحافز إلى‬
‫االستعمال المنتج والكفء للموارد‪ .‬إما تخفيض اإلنفاق الحكومي وزيادة الضرائب خالل مدة‬
‫الرواج فسيعمل على الحد من الضغوط التضخمية‪ ،‬وهذا األمر سيقود إلى تعظيم متطلبات هدف‬
‫االستقرار االقتصادي ليتواءم مع هدف النمو المستدام‪.‬‬
‫وبهذا تمتلك السياسة المالية دو اًر متعدد األبعاد‪ ،‬فهي تهدف إلى تعزيز متطلبات االستقرار‬
‫ومقومات النمو االقتصادي وضمان العدالة االجتماعية‪ .‬وتتباين وظائفها من بلد إلى أخر تبعا‬
‫للفلسفة االقتصادية واالجتماعية السائدة‪ ،‬فضال عن درجة التقدم االقتصادي‪ ،‬ففي البلدان‬
‫المتقدمة تهدف للحفاظ على االستقرار االقتصادي‪ ،‬أما في البلدان النامية يتم توظيفها لكسر‬
‫الحلقة المفرغة للتخلف‪ ،‬والتي وقعت في فخ التوازن المنخفض‪ ،‬السيما ان عدم اللحاق بركب‬
‫البلدان المتقدمة ناجم عن الفجوة المادية المتمثلة بالنقص في رأس المال المادي (آالت‪ ،‬مصانع‪،‬‬
‫طرق‪ ،‬اتصاالت)‪ ،‬والفجوة المعرفية المتمثلة بالنقص في رأس المال المعرفي ( المعرفة عن‬
‫األسواق‪،‬التوزيع‪. )..،‬‬

‫ثالثا‪ :‬إجراءات السياسة المالية‪.‬‬


‫تتوقف فاعلية السياسة المالية على الحالة الراهنة لالقتصاد سواء كان في حالة رواج أم‬
‫انكماش‪ ،‬إذ يمكن ان تؤثر على الطلب الكلي انخفاضاً وارتفاعاً باستعمال التغييرات الضريبية‬
‫واالنفاقية من اجل تحفيزه واستق ارره عند مستوى التشغيل وبما يساعد على ردم الفجوة بين الناتج‬
‫الحقيقي والممكن‪ ،‬وفي هذا اإلطار هناك سياستين أحداهما توسعية لمواجهة حالة الركود‪،‬‬
‫واألخرى انكماشية لمواجهة حالة التضخم‪.‬‬
‫فالسياسة المالية التوسعية‪ ،‬تتضمن اإلجرائين اآلتيين‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫ا‪ -‬تخفيض الضرائب من حيث المعدل أو المجال‪ ،‬وهذا ما يزيد من متوسط الدخل الفردي القابل‬
‫للتصرف مما يشجع على زيادة اإلنفاق الخاص(االستهالكي واالستثماري)ومن ثم يحفز النشاط‬
‫االقتصادي بشكل عام ‪.‬‬
‫ب‪ -‬زيادة اإلنفاق الحكومي‪ ،‬وهو ما يسهم مباشرة في رفع الطلب الكلي ويضمن مستويات دخل‬
‫معينة للعاطلين عن العمل وذوي الدخول المنخفضة ‪.‬‬
‫يستلزم هذا اإلجراء مؤازرة السياسة النقدية (‪ )Monetary Policy‬إذ تكمن مهمتها بإبقاء‬
‫الناتج المحلي الحقيقي بالقرب من الناتج الممكن ‪ ،‬والتي تقوم على أسلوب توقف ثم تحرك‬
‫(‪ )Stop-and-Go‬بدال من كبح عرض النقد بقوة بعد زيادته مرات عدة ‪ ،‬إذ من خالل زيادة‬
‫عرض النقد ينعكس على انخفاض سعر الفائدة‪ ،‬والذي يحفز االستثمار فاالستهالك بوصفه احد‬
‫مكونات الطلب الكلي‪.‬‬
‫إما فيما يتعلق بالسياسة المالية االنكماشية فإنها تشمل اإلجرائين‪:‬‬
‫ا‪ -‬زيادة الضرائب لتقليل الدخل القابل للتصرف ومنه انخفاض الطلب على السلع والخدمات ومن‬
‫ثم انخفاض مستوى األسعار‪.‬‬
‫ب‪ -‬تخفيض اإلنفاق الحكومي‪ ،‬وذلك لتقليل الطلب الكلي المباشر‪،‬إذ يعد اإلنفاق الحكومي جزء‬
‫مهم من هذا الطلب في أسواق السلع والخدمات والموارد ‪.‬‬
‫مؤازرة السياسة النقدية هنا هو تخفيض عرض النقد وبما يتماشى مع السياسة االنكماشية‪،‬‬
‫لموائمة سعر الفائدة وتعديالته استجابة للتطورات في االقتصاد الحقيقي‪ ،‬سواء كانت معدالت‬
‫البطالة تلوح بالتزايد من خالل التيسير النقدي‪ ،‬وسيحصل االقتصاد على حافز مناهض للركود‪،‬‬
‫أم لكبح جماح ارتفاع األسعار من خالل تخفيض عرض النقد‪ ،‬مما يمارس نوعاً من االنضباط‬
‫يكبح أسعار الفائدة المرتفعة‪ .‬فمع بداية العقد التاسع من القرن المنصرم وبعد مدة قصيرة من‬
‫إعادة توحيد المانيا‪ ،‬تطلب الجزء الشرقي نفقات عالية نسبياً‪ ،‬وبأكثر من أمكانية زيادة الضرائب‬
‫الصافية لتغطيها فتم التمويل بالعجز في الموازنة العامة‪ ،‬غير إن السياسة النقدية التي عملت‬
‫على استقرار المستوى العام لألسعار فرضت أسعار فائدة عالية نسبياً مما أسهم في تقليص‬
‫الطلب اإلجمالي‪ .‬اما في المملكة المتحدة فقد اختلفت هذه الصورة‪ ،‬إذ تبنت الحكومة سياسات‬
‫توافقية في ثمانينيات القرن الماضي بموجبها دعمت السياسة النقدية االنكماشية الهادفة إلى‬
‫تقليص الطلب اإلجمالي بسياسة مالية انكماشية تكفل منع العجز في الموازنة العامة‪ ،‬وقد أسفر‬

‫‪5‬‬
‫عن هاتين السياستين زيادة في البطالة بحوالي الضعف من (‪ )3 -5.1‬ماليين شخص‪ ،‬وبعد‬
‫ازدياد البطالة وظهور فوائض العرض اتخذت الحكومة سياسات توسعية(نقدية ومالية) آنية‪ ،‬وهو‬
‫ما ينبغي الموائمة بين أدوات السياستين وبالقدر الذي يسمح في بلوغ االستقرار االقتصادي‪،‬‬
‫السيما إن فاعلية السياستين المالية والنقدية تتوقف على انحدار كل من منحنيات(‪ )IS‬و(‪،)LM‬‬
‫والتي تتوقف على اثر كل متغير للسياسة المعنية‪ .‬ومن ثم يعد تنسيق السياستين المالية والنقدية‬
‫ضروري بهدف استقرار الطلب اإلجمالي ليكون قريبا من مستوى الناتج الممكن‪.‬‬

‫اربعا‪ :‬معوقات السياسة المالية‪.‬‬


‫يرتبط اختيار السياسة االقتصادية المناسبة لمواجهة المشاكل التي تنتاب النشاط‬
‫االقتصادي‪ ،‬سواء كان تضخم أم بطالة إلى حد كبير بمدى قدرتها على تحقيق أهدافها بكفاءة‪،‬‬
‫وعلى مدى فاعلية األداة المستعملة‪ ،‬فضال عن وضع العوامل االقتصادية واالجتماعية والسياسية‬
‫السائدة داخل االقتصاد‪ .‬إال انه حتى لو كانت السياسة المالية ناجعة‪ ،‬فأنهما قد ال تكون محققة‬
‫لالستقرار االقتصادي وذلك بسبب الفجوات الزمنية (‪ )Time – Lags‬المرتبطة بها والتي تتمثل‬
‫بطول المدة الزمنية الواقعة بين الصدمة الدورية واالستجابة الفعالة لسياسة االستقرار إزاء تلك‬
‫الصدمة‪.‬‬
‫وهناك ثالث فجوات زمنية هي‪:‬‬
‫أ– فجوة اإلدراك (االعتراف))‪ :(Recognition Lag‬هو الوقت الذي تظهر عنده الحاجة إلى‬
‫العمل والوقت الذي يستغرقه أصحاب القرار الدراك حالة االقتصاد من ناحية ركود أو رواج‪.‬‬
‫ب‪ -‬فجوة اإلنجاز )‪ :)Implementation Lag‬هي المدة بين الوقت الذي عنده تدرك الحاجة‬
‫إلى العمل ووقت التغير الفعلي في السياسة المرغوبة‪ ،‬وتكون طويلة بالنسبة للسياسة المالية وهو‬
‫ما يعود إلى أسباب اقتصادية وسياسية تتعلق بالتغييرات في اإلنفاق الحكومي وبرامج الضرائب‬
‫وذلك الن هناك وقتا لتسليم العروض المقدمة للحكومة وابرام العقود الجديدة‪ ،‬وقد يكون‬
‫المتعاقدون غير قادرين على بدء عملهم بالشكل الصحيح ولذلك فان تأثير الزيادة في اإلنفاق‬
‫الحكومي ال يظهر سريعا‪ ،‬فضال عن ذلك انه في حالة إقرارها فان تنفيذ السياسات يتطلب وقتا‬
‫إضافيا قد يطول اعتمادا على كفاءة المنفذين وتعاون الجهات المعنية‪ ،‬وهو ما يتطلب إعطاء‬
‫الحكومة صالحيات لتغيير اإلنفاق ومعدالت الضرائب‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ت‪ -‬فجوة االستجابة(‪ : )Response Lag‬هي المدة بين التغير الفعلي في السياسة وبين بدء‬
‫سريان تأثير التغير على االقتصاد تأثي اًر فعليا‪.‬‬
‫مع وجود هذه الفجوات الزمنية قد يظهر اثر السياسة الجديدة على االقتصاد في وقت لم‬
‫تعد هذه السياسة ضرورية أو مالئمة بسبب تغير الوضع االقتصادي‪ ،‬وطبيعة المشكلة التي‬
‫كانت قائمة‪ ،‬ومن ثم فأنها تؤدي إلى عدم استقرار االقتصاد بدالً من إن تسهم في استق ارره‪ .‬لذلك‬
‫وفي ضوء الفجوات الزمنية الطويلة‪ ،‬ال يكفي التعرف على واقع االقتصاد الحالي فحسب‪ ،‬بل‬
‫ينبغي االستشراف المستقبلي التجاهات االقتصاد‪ ،‬واذا كانت التنبؤات دقيقة ستكون ناجعة في‬
‫صياغة سياسات اقتصادية محققة لالستقرار‪ ،‬ومن ثم ال تعد مشكلة الفجوات الزمنية خطيرة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫المحور الثاني‪ /‬متطلبات السياسة المالية‬
‫انبثقت في سياق صنع السياسات االقتصادية أهدفاً متزايدة األهمية‪ ،‬والتي تتجلى بالقواعد‬
‫عد‬
‫لتكون دليل يمكن إن تسترشد بها السياسة المالية في دعم وتحقيق االنضباط المالي‪ ،‬الذي َ‬
‫الشرط الضروري لتحقيق سياسة مالية ذات طابع متوازن ومتكافئ ‪.‬‬
‫اوال‪ -‬مفهوم االنضباط المالي ‪.‬‬
‫يعد تصميم األطر الفنية للسياسة المالية استناداً إلى الخيارات االقتصادية واالجتماعية غاية‬
‫في األهمية من اجل تصميم برامج مالئمة تحد من االنتكاسات االقتصادية واالجتماعية وتكبح‬
‫جماحها وتأثيراتها على الناتج والتشغيل واالستقرار‪ ،‬ومن ثم يقوي من مصداقية السياسة المالية‪،‬‬
‫لبلوغ أهدافها في تحقيق االستقرار وتحسين مناخ التنمية‪ ،‬وهو ما يعني إن قدرة وكفاءة السلطات‬
‫المالية مرهون باالنضباط المالي بوصفه مقياساً لها‪ .‬إذ يعبر االنضباط المالي عن " قدرة‬
‫الحكومة في المحافظة على تنفيذ العمليات المالية بشكل سلس ويضمن السالمة والرخاء المالي‬
‫على المدى الطويل"‪ .‬وهو منظور متعدد يمتد إلى سنوات بشأن وضع الموازنة وآليات الحفاظ‬
‫على الوضع المالي واالستقرار على مدى دورة اإلعمال التجارية‪ .‬بوصفه مقياساً لقدرة السياسة‬
‫المالية على كبح اإلفراط في اإلنفاق ومن ثم العجز‪ ،‬وهو ما يتعين على الحكومة إن تغطي‬
‫نفقاتها الحالية من اإليرادات الحالية‪ ،‬أو إن ال يتجاوز العجز المالي نسبة معينة من الناتج‬
‫المحلي اإلجمالي‪ ،‬بحيث يكون تقدير اإلنفاق العام في ضوء اإلمكانات المالية المتاحة وليس‬
‫حسب الحاجات المالية التي تتقدم بها الوحدات والهيئات اإلدارية المختلفة‪ ،‬األمر الذي يستلزم‬
‫ايالء المزيد من االهتمام لالحتياجات الحالية والمستقبلية وتصحيح الميل الخاطئ للحفاظ على‬
‫االنضباط المالي السليم‪ ،‬ومن ثم يعد كجزء من عملية مراقبة الموازنة وضمان تنفيذها واعتمادها‬
‫في الوقت المناسب لتوجيه العمليات المالية الحكومية‪ ،‬اذ إن الممارسات السليمة للموازنة ينبغي‬
‫إن تؤطر بآليات تحد من حاالت االنكماش االقتصادي والصدمات غير المتوقعة‪ ،‬لتشكل ضوابط‬
‫مؤسسية تضع حدود للق اررات المالية الحكومية‪ ،‬ومن ثم يعكس فاعلية التخصيص وكفاءة األداء‪،‬‬
‫والترتيبات الرامية إلى انتهاج سياسة مالية تستجيب لمتطلبات االقتصاد‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬أهمية االنضباط المالي‪:‬‬
‫تكمن أهمية االنضباط المالي إلى حد بعيد في تعزيز النمو على المدى الطويل‪ ،‬إذ إن‬
‫كبح العجز وتحقيق فائض في الموازنة يعد شكال من إشكال االدخار‪ ،‬وبارتفاعه تزيد األصول‬

‫‪8‬‬
‫المملوكة وارتفاع الدخل القومي في المستقبل‪ ،‬وهو ما تجسد في حالة االقتصاد التركي فبعد إن‬
‫كان يرزخ تحت وطأة تخلف النظم المالية والتضخم الجامح في تسعينيات القرن الماضي‪،‬‬
‫استطاع إن يتجاوز األزمة من خالل تنفيذ برنامج اقتصادي يستند على االنضباط المالي طويل‬
‫اآلجل جنباً إلى جنب مع سياسة نقدية موجهة نحو االستقرار ‪ ،‬فضال عن ذلك فقد أتاح‬
‫بدال من اللجوء لزيادة‬ ‫االنضباط المالي احتواء العجز في بلغاريا لعامي ‪1155‬و ‪1151‬‬
‫الضرائب لتأمين المزيد من األموال‪ ،‬ومن ثم الحفاظ على البيئة المالية المستقرة مقارنة بعدم‬
‫اليقين المتزايد ‪ ،‬إذ يفضي االنضباط المالي إلى تهيئة األسس الالزمة لخلق بيئة اقتصادية‬
‫مستقرة وقابلة للتنبؤ‪ ،‬إال أن تمادي الحكومات بإنفاق المزيد وباستمرار أكثر من استدامة التمويل‪،‬‬
‫ومن ثم العجز واللجوء إلى االقتراض‪ ،‬ينعكس بتكاليف كبيرة على االقتصاد تفوق قدرته على‬
‫إنتاج الفائض المطلوب وبما يكفي لمواجهة تزايد وتيرة الديون وخدمتها‪ ،‬ومن ثم تبرز الحاجة إلى‬
‫االنضباط المالي لكبح التحيز في سلوك السياسة المالية التي تترك تكاليف على االقتصاد‪ ،‬إذ‬
‫ينقسم التحيز إلى ثالث فئات ‪:‬‬
‫‪ -5‬سياسة مالية متذبذبة إذ إن سوء توظيف السياسة المالية يولد تقلبات في النشاط االقتصادي‪،‬‬
‫السيما على الناتج واالستهالك واالستثمار‪ ،‬فضال عن تأثيراتها غير العادية على تقلبات دورة‬
‫اإلعمال‪ ،‬وبما ينعكس بانخفاض معدالت النمو على المدى الطويل‪.‬‬
‫‪ -1‬السياسة المالية الدورية‪ ،‬تشير األدلة التجريبية إلى إن السياسة المالية المسايرة للدورة‬
‫االقتصادية‪ ،‬تنعكس سلباً على األداء االقتصادي حيث يزداد اإلنفاق في أوقات الرخاء اكبر من‬
‫زيادة الضرائب‪ .‬األمر الذي حدا ببلدان االتحاد األوربي في اآلونة األخيرة عند تحليلها لخطط‬
‫الموازنة للبلدان األعضاء‪ ،‬التأكيد على أهمية تجنب السياسة المالية التلقائية‪ ،‬كونها تحد من‬
‫فاعلية المثبتات التلقائية‪ ،‬وتترك موقف مالي ال يتوافق مع حالة االقتصاد‪ ،‬ومن ثم تضاعف من‬
‫حدة التقلبات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -3‬العجز المفرط‪ ،‬والناجم عن حقيقة إن الحكومات ال تستوعب بالكامل تكلفة الديون‪ ،‬مما‬
‫يستلزم تعديل كبير في السياسة المالية للعودة إلى مسار مستدام‪ ،‬وهو ما يترك آثا اًر سلبية على‬
‫االقتصاد تتجسد بتكاليف إضافية على اإلنتاج بسبب عدم اليقين الذي يثبط الحافز على‬
‫االستثمارات الجديدة‪ ،‬ومن ثم تقييد النمو طويل األجل‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ثالثا‪ -‬االنضباط المالي واالستدامة المالية‪.‬‬
‫تعد االستدامة المالية من العناصر المهمة في االستقرار وهي متعلقة أساسا بالعجز‬
‫وتمويله ونسبته إلى الدخل القومي‪ ،‬وآثاره في الطلب الكلي والتضخم‪ .‬إذ يمثل العجز المالي‬
‫أمالءات األمر الواقع والتي من الصعب مقاومتها‪ ،‬السيما من جهة اإلنفاق حيث ال يمكن النزول‬
‫دون حد أدنى تفرضه الضغوط االجتماعية والسياسية‪ ،‬إما اإليرادات فيتعذر زيادتها فوق حد‬
‫أعلى في مدة قصيرة من الزمن‪ .‬تمثل االستدامة المالية المقدار األقصى من رصيد الدين‬
‫الحكومي المسموح به ضمن شروط التوازن في مدة زمنية تتجاوز الموازنات السنوية‪ .‬تبرر‬
‫سياسة الدين الحكومي بأهمية وضرورة سد العجز الذي نشأ إما بسبب الخفض الضريبي لتحفيز‬
‫االقتصاد‪ ،‬أو لمواجهة نفقات أضافية البد منها‪ ،‬وفي كل األحوال تكون عناصر الفضاء المالي‬
‫حاضرة وأهمها عجز الموازنة واتجاه حركته وآفاق الترصين المالي لتحقيق الفائض األساس‪،‬‬
‫والتحسب للنفقات الطارئة والنمو االقتصادي ومعدالت التضخم وأسعار الفائدة‪ ،‬إلى جانب هذه‬
‫المتغيرات‪ ،‬يؤخذ ثقل الدين مقاساً بنسبته إلى متوسط إيرادات الموازنة والناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬
‫ومع ارتفاع هذه النسب يرتفع الضغط على الموازنة لخدمة نفقات المديونية‪ ،‬ويزداد خطر‬
‫االستدامة عند ارتفاع سعر الفائدة أو هامش المخاطر المضاف على سعر الفائدة المرجعي (وهو‬
‫العائد على الدين الحكومي األلماني في حالة أوربا)‪ ،‬إي تنشأ حلقة تغذية سلبية بين سعر الفائدة‬
‫وثقل المديونية‪ .‬ومع تزايد العجز ورصيد الدين يزداد خطر الفشل االئتماني السيادي‪ ،‬ما يدفع‬
‫المستثمرين طلب عالوة إضافية لتعويض الخسارة الناجمة عن احتماالت عدم السداد‪ ،‬وان العجز‬
‫الحالي له تأثير على أسعار الفائدة طويلة األجل على السندات الحكومية‪ ،‬ومن ثم تصبح العالقة‬
‫بين إنفاق الحكومة وايراداتها‪ ،‬العجز والفائض‪ ،‬أداة لسياسة اقتصادية من اجل السيطرة على‬
‫التضخم وكبح البطالة وتحفيز النمو‪ ،‬أكثر منها لتمويل نشاطات الحكومة في األمن والخدمات‬
‫وما إليها‪ ،‬السيما هناك فرق بين تمويل حجم من اإلنفاق الحكومي ضروري إلدامة النشاط‬
‫االقتصادي والحيلولة دون اتساع البطالة‪ ،‬وبين تمويل آخر بالتوسع النقدي يتجاوز كثي اًر سقف‬
‫الطاقة اإلنتاجية الكلية ويقترن بتضخم جامح بسبب ذلك التوسع‪ .‬وقد تخسر فجأة موارد العملة‬
‫األجنبية(كما حصل في العراق زمن الحصار االقتصادي في نهاية القرن المنصرم) فينخفض‬
‫سعر صرف العملة الوطنية في السوق‪ ،‬ونتيجة لذلك يرتفع المستوى العام لألسعار‪ ،‬وتزداد‬
‫التكاليف النقدية للخدمات العامة‪ ،‬مما يستدعي زيادة اإلنفاق الحكومي لمسايرة ارتفاع التكاليف‪،‬‬

‫‪11‬‬
‫لكن اإليرادات الحكومية ال تستجيب وتتسع فجوة التمويل‪ ،‬فتلجأ الحكومات للبنوك المركزية‪ .‬ومع‬
‫هذا النمط من التمويل واإلنفاق باإلصدار النقدي والتضخم يبقى االقتصاد الوطني دون المستوى‬
‫االعتيادي لألداء‪ ،‬مما يعني إن التضخم ناجم ليس بسبب تجاوز الناتج الفعلي للناتج الكامن‪ ،‬أو‬
‫انخفاض نسبة البطالة دون المعدل الطبيعي لها‪ ،‬بل تولد أساسا من سوق الصرف‪.‬‬
‫تواجه الحكومات الحاجة لتخفيض العجز المالي الهيكلي‪ ،‬وفي نفس الوقت تمس الحاجة‬
‫بأهمية التوسع في اإلنفاق‪ ،‬نظ اًر لآلثار البالغة على الطلب الكلي والناجم عن خفضه‪ ،‬وعندما‬
‫ترتفع المطلوبات على الحكومة وتنخفض إيرادات الضرائب‪ ،‬يكون تمويل العجز من الداخل‬
‫والخارج عالي التكاليف‪ ،‬أو غير متاح تلجأ الحكومات إلى البنوك المركزية‪ ،‬إذ أقدمت بنوك‬
‫مركزية على شراء سندات دين حكومي فضال عن الحواالت‪ ،‬وتوسعت في ذلك لتخفيف عبء‬
‫اإلنقاذ المالي على الحكومات‪ ،‬فقد قام االحتياطي الفيدرالي األمريكي بعملية شراء واسعة لألوراق‬
‫المالية ليضيف أكثر من تريليون دوالر إلى ميزانيته ‪ ،‬ومن ثم فان البنوك المركزية عند تعاملها‬
‫مع أدوات الدين الحكومي بيعاً وشراء‪ ،‬ليس بهدف تسهيل تمويل الموازنة العامة‪ ،‬أو تنقيد الدين‬
‫فحسب‪ ،‬بل هذه من جملة ما تهتم به فعال‪ ،‬وهو ما كشفت عنه أزمة الديون اليونانية من تفاعل‬
‫بين الحكومة والبنك المركزي‪ ،‬وان ضعف إي منهما يؤدي إلى حلقة مفرغة من عدم اليقين‬
‫السيما ان كلفة اإلخفاق السيادي ترتبط بعالقة عكسية مع النمو‬ ‫واضطراب االقتصاد‪.‬‬
‫االقتصادي‪ ،‬تتجلى تأثيراتها السلبية بنسبة تتراوح بين(‪ ) 2 – 0.5%‬وبمتوسط انخفاض ال يقل‬
‫عن( ‪ .)1.2%‬فضال عن السياسات المالية غير المستدامة يمكن إن تعرض الجدارة االئتمانية‬
‫الدولية للبلد إلى الخطر(زيادة تكلفة االقتراض في المستقبل) ‪ .‬وهو ما ينبغي التقييد بحدود‬
‫التمويل المتاح‪ ،‬وبما يسمح بالحفاظ على االنضباط المالي السليم‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬القواعد المالية المتبعة لتحقيق االنضباط المالي ‪:‬‬


‫تحظى مرونة التعامل مع التقلبات الدورية على قدر كبير من األهمية ‪ ،‬السيما أوقات‬
‫الرخاء‪ ،‬مما يترك مجاال كافياً لالستجابة المناهضة للدورات االقتصادية والظروف السيئة وغير‬
‫المواتية‪ .‬إذ تم االهتداء إلى نهج قابل للتطبيق لبلوغ أهدافها‪ ،‬وذلك من خالل القواعد المالية‬
‫"وهي قيود عددية دائمة توضع على مجاميع الموازنة تحدد بأهداف رقمية‪ ،‬يعبر عنها بمؤشر‬
‫موجز للنتائج المالية‪ ،‬من خالل تحديد المؤشر التشغيلي الذي تنطبق عليه بغية توجيه السياسة‬

‫‪11‬‬
‫المالية ‪ ،‬وتمتاز بالبساطة وسهولة رصدها وتشغيلها ونقلها للمستفيدين‪ ،‬وتخدم أهداف متعددة‪،‬‬
‫يأتي في مقدمتها تعزيز االستدامة المالية‪.‬‬
‫لكبح العجز والقدرة على اإليفاء بالتزاماتها المستقبلية‪ ،‬وضمان المصداقية والمسؤولية المالية‬
‫الذي يمهد إلى توظيف فعال لألموال العامة وتجنب اإلفراط في اإلنفاق العام ‪ ،‬السيما أنها‬
‫تنطوي على خصائص أساسية هي ‪:‬‬
‫‪ -5‬أنها تمثل قيد يربط ق اررات السياسة المالية بالمتغيرات االقتصادية الكلية‪.‬‬
‫‪ -1‬هي بمثابة مؤشر ملموس لتوجيه السياسة المالية نحو تحقيق أهدافها بشكل أدق‪.‬‬
‫يمكن لهذه القواعد إن تساعد الحكومات في تحقيق هدف االنضباط المالي‪ ،‬وبما يكفل وضع‬
‫السياسة المالية على مسار مستدام طويل اآلجل‪ .‬إذ تلجأ الحكومة إلى اعتماد القواعد المالية‬
‫بغية تحقيق جملة أهداف من أهمها األتي ‪:‬‬
‫‪ -5‬احتواء أو القضاء على التحيز للعجز في إدارة السياسة المالية‪ ،‬وكبح اإلفراط في اإلنفاق‪،‬‬
‫السيما في أوقات الرخاء‪ ،‬إي ضبط النفقات العامة بما ينسجم مع اإليرادات العامة وعدم اإلفراط‬
‫باإلنفاق والذي يؤدي بدوره إلى العجز وتراكمه (الدين العام)‪ ،‬لضمان المسؤولية المالية والقدرة‬
‫على تحمل أعباء الديون‪.‬‬
‫‪ - 1‬استيعاب التكاليف اإلقليمية ووضع إطار للتنسيق ألفضل مزيج للسياسة النقدية –المالية‪،‬‬
‫للتخفيف من هذه اآلثار‪ .‬والتي تشتمل على القواعد المالية وأطر الموازنة على المدى المتوسط‬
‫لدعم سياسات مالية تنتهج تدابير أكثر تحوطاً وأكثر توازناً‪ ،‬والتحسب للصدمات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -3‬ضمان تحقيق االستقرار االقتصادي من خالل أقامة توازن أفضل بين االستدامة المالية‬
‫والمرونة المالية وهو األصل في القواعد المالية‪ ،‬كما هو الحال في اليابان بعد الحرب العالمية‬
‫الثانية‪.‬‬
‫‪ -4‬احتواء دور الحكومة ودعم المساواة بين األجيال‪ .‬إي عدم تحميل أجيال المستقبل عبء‬
‫نفقات حالية‪ ،‬والذي يؤدي إلى تراكم الدين لتحقيق منافع حالية‪ ،‬ويتحمله جيل المستقبل‪.‬‬
‫يكمن التحدي الذي يشوب القواعد المالية االفتقار إلى المرونة‪ ،‬السيما عند مواجهة صدمات‬
‫كبيرة مثل األزمة المالية العالمية (ضعف التكيف مع الصدمات)‪ ،‬واذا ما ألغيت هذه القواعد أو‬
‫تم تجميدها خالل الصدمات‪ ،‬فإنها تفقد مصداقيتها‪ ،‬فضال عن ذلك قد تؤدي القواعد إلى التركيز‬
‫على اإلنفاق الكلي بدال من عناصر اإلنفاق (تشتيت االنتباه من أولويات اإلنفاق)‪ ،‬إذ تقع أضرار‬

‫‪12‬‬
‫التخفيض على برامج االستثمار‪ ،‬وتخصيصات مكافحة الفقر ودعم مستوى المعيشة للعوائل‬
‫واطئة الدخل‪.‬‬
‫خامسا‪ -‬أنواع القواعد المالية‪-:‬‬
‫تنقسم القواعد المالية إلى ‪:‬‬
‫‪ .5‬قاعدة عجز الموازنة (‪:) deficit – budget rule‬‬
‫تستهدف خفض عجز الموازنة العامة إلى مستوى معين‪ ،‬وذلك من خالل ترشيد اإلنفاق‬
‫العام ورفع كفاءته‪ .‬وتبعاً التفاقية " ماستريخت " لالتحاد األوربي التي تضع الحد األقصى لعجز‬
‫الموازنة العامة المسموح به للدول األعضاء في االتحاد األوربي بحيث ال يتجاوز نسبة (‪)%3‬‬
‫من الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬ويمثل هذا الهدف األساس في تنظيم عجز الموازنة العامة لضمان‬
‫تحقيق االستدامة المالية(‪ .)Fiscal Sustainability‬والدافع وراء ذلك إن زيادة العجز يلغي‬
‫تأثير اإلنفاق العام أو التخفيض الضريبي على الطلب الكلي‪ ،‬السيما انه يتطلب أموال وفيرة‬
‫لتغطيته‪ ،‬ومن ثم مزاحمة القطاع الخاص مما يحد من فاعلية السياسة المالية لتحقيق االستقرار‪،‬‬
‫ومن جانب أخر فأن تخفيض العجز نسبة إلى الناتج المحلي اإلجمالي يؤدي إلى زيادة نمو‬
‫متوسط نصيب الفرد من الناتج بحدود(‪)%0.5- 0.25‬‬
‫‪ -2‬قاعدة الدين (‪.)Debt rule‬‬
‫تهدف إلى تحديد حداً آمناً إلجمالي الدين العام لما يمكن إن يتحمله المجتمع دون حدوث‬
‫آثار سلبية على االستقرار والنمو االقتصادي‪ ،‬إذ يرى خبراء صندوق النقد الدولي إن نسبة الدين‬
‫العام‪ /‬الناتج المحلي ينبغي أن ال يتجاوز(‪ ،)%01‬إال إن هذه النسبة ال يمكن االعتماد عليها في‬
‫تحديد نسبة مثالية للدين العام‪ ،‬السيما إن هذه النسبة تختلف من بلد آلخر تبعاً الختالف العديد‬
‫من العوامل والمتغيرات‪ ،‬ومن ثم فحجم الدين يتحدد بعاملين هما‪ :‬حجم الدخل القومي عند‬
‫مستوى قريب من التشغيل الكامل للموارد‪ ،‬وطبيعة النظام الضريبي وأثره على الكفاءة الحدية‬
‫لرأس المال والميل لالستهالك‪.‬‬
‫‪ -3‬قاعدة اإلنفاق(‪.)Expenditure rule‬‬
‫تضع حداً لإلنفاق الكلي أو اإلنفاق الجاري من حيث القيمة المطلقة أو معدالت النمو او‬
‫كنسبة مئوية من الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬مع مدة زمنية تتراوح غالبا ما بين (‪ )1 -3‬سنوات‪،‬‬
‫والتي يمكن إن توظيفها على النحو المالئم كأداة تشغيلية مطلوبة للتأثير على تضييق فجوة‬

‫‪13‬‬
‫اتساع الدين‪ ،‬السيما عندما تكون متزامنة مع قاعدة الدين أو قاعدة توازن الموازنة‪ ،‬فانها توفر‬
‫أداة تنفيذية لتحقيق االنضباط المالي الذي يتسق مع القدرة على تحمل الديون‪.‬‬
‫‪ -4‬قاعدة اإليرادات(‪.(Revenue rule‬‬
‫تحدد القيود العليا والدنيا لإليرادات المتوقعة بغية الحد من األعباء الضريبية المفرطة‪ ،‬وتحسين‬
‫تحصيل اإليرادات الفعلية كنسبة إلى الناتج المحلي اإلجمالي‪،‬إذ إن طابعها الدوري يتبع الدورة‬
‫االقتصادية رواجاً وانكماشاً‪ ،‬قد يكون من الصعب فرض قيود لتنميتها‪.‬‬
‫‪ -5‬القاعدة الذهبية(‪:(Golden rule‬‬
‫السممماح بمماالقتراض خممالل الممدورة االقتصممادية محممدد إلغ مراض تمويممل االسممتثمار العممام فقممط‪،‬‬
‫والذي من شأنه تعزيز البنية التحتية واستحثاث النمو االقتصادي‪ ،‬فضال عن ذلمك فمان االسمتثمار‬
‫الخاص ال يتوقف على مقدار ونوعية العمل ورأس المال الموظفة فحسمب‪ ،‬بمل يعتممد علمى نوعيمة‬
‫البيئمة التمي يعممل فيهما وممدى تموفر الخمدمات األساسمية( نقمل واتصماالت وغيرهما) وممن ثمم تحسمين‬
‫اإلنتاجية الكلية‪.‬‬
‫تج ممدر اإلش ممارة إل ممى إن البل ممدان الغني ممة ب ممالموارد الطبيعي ممة الناض ممبة تواج ممه مجموع ممة تح ممديات‬
‫والمرتبط ممة بطابعه مما الفري ممد( الم ممرض الهولن ممدي‪ ،‬السياس ممة المالي ممة القص مميرة اآلج ممل‪ ،‬إخف مماق النم ممو‬
‫االقتصممادي علممى المممدى الطويممل‪ ،‬محدوديممة الوص ممول إلممى أس مواق رأس المممال الدولي مة)‪ .‬ذل ممك إن‬
‫إي مرادات الم موارد الطبيعيممة الناضممبة فممي حممد ذاتهمما ال تضمممن إدارة سممليمة لالقتصمماد الكلممي‪ ،‬اذ إن‬
‫الموازنة العامة تشهد نسباً مرتفعة إلى الناتج المحلي سواء فمي الفموائض أم العجمز‪ ،‬وممن ثمم زيمادة‬
‫أيراد المورد الطبيعمي ترفمع منحنمى اإلنفماق الحكمومي إلمى األعلمى سمواء بداللمة المزمن‪ ،‬أو بالعالقمة‬
‫مممع النمماتج المحلممي اإلجمممالي‪ ،‬وعنممدما يممنخفض اإليمراد يتعممذر أنمزال المنحنممى إلممى األسممفل‪ ،‬ومممن‬
‫جانب أخر فان اإلي اردات المتأتيمة همي متقلبمة تبعما لعواممل السموق الدوليمة‪ ،‬والتمي تجمد طريقهما فمي‬
‫تقلبممات إجمممالي اإلنفمماق فممي هممذه البلممدان بممأكثر مممن (‪ )60%‬مقارنممة بالبلممدان التممي تفتقممر للمموارد ‪،‬‬
‫مم مما تف ممرض عل ممى الحكوم ممات انته مماج سياس ممة مالي ممة مس ممايرة لل ممدورة االقتص ممادية تمي ممل إل ممى زي ممادة‬
‫اإلنفمماق عنمدما ترتفممع اإليمرادات علممى مشمماريع ضممعيفة التصممميم والتنفيممذ بتكمماليف مرتفعمة‪ ،‬واذا ممما‬
‫تعسممرت اإلي مرادات فممان الحكومممة تعجممز عممن تنفيممذ البنيممة التحتيممة الجديممدة‪ ،‬فضممال عممن عممدم القممدرة‬
‫على دفع مستحقات العاملين فيها‪ ،‬وهو ما ينعكس تأثيره على القطاع الخاص بمنفس الدرجمة التمي‬
‫يستثمر فيها عندما يتلقى عقوداً حكومية‪ ،‬إذ تتوقف نشاطاته عند توقف اإلنفاق الحكومي‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫وبغي ممة االهت ممداء القاع ممدة المالي ممة المناس ممبة الت ممي تص مملح للتطبي ممق ف ممي البل ممدان الغني ممة ب ممالموارد‬
‫الطبيعيممة‪ ،‬فقممد دعمما صممندوق النق مد الممدولي إلممى تبنممي سمميناريو مسممتوحى مممن فرضممية الممدخل الممدائم‬
‫لفريمدمان (‪ ،)Permanent Income hypothesis‬تجعمل اإلنفماق الحكممومي منتظمما يوصممف‬
‫بخممط اتجمماه عممام يتوسممط تقلبممات اإلي مرادات المحتملممة والمترتبممة علممى تغي مرات األسممعار‪ ،‬وذلممك مممن‬
‫خممالل إنشمماء صممناديق تممودع فيهمما الموجممودات الماليممة فممي السممنوات التممي تتسممم بالعوائممد التصممديرية‬
‫العالية بغية استخدامها في سنوات الحقمة غيمر مواتيمة تختمل فيهما شمروط التبمادل التجماري المدولي‪.‬‬
‫إذ بلغ عدد الصناديق بحدود (‪ )44‬صندوق في عام ‪ ، 1112‬تغطمي ألكثمر (‪ )34‬بلمد‪ ،‬فمالبعض‬
‫سنت قواعد تحد من اإلنفاق كنسبة إلى الناتج المحلي بما ال يتجماوز(‪()40%‬مثمل بوتسموانا)‪ .‬فمي‬
‫حممين قيممدت كممل مممن اسممتراليا وبيممرو نسممبة الممدين العممام إلممى النمماتج المحلممي‪ .‬والممبعض األخممر مممن‬
‫البلممدان اعتمممدت قاعممدة سممقف اإلي مرادات المفروضممة التممي تممدخل فممي الموازنممة إذ شممرعت كممل مممن‬
‫المكسمميك ونيجيريمما وتيمممور الشمرقية قانونمما ملزمماً لإليمرادات‪ .‬وفممي غانمما تممم تخصمميص (‪ )70%‬مممن‬
‫متوسط إيرادات النفط ولمدة سبع سنوات للموازنة‪ ،‬والمبلغ المتبقي يتم إيداع (‪ )30%‬في صمندوق‬
‫األجيم ممال المقبلم ممة‪ ،‬و(‪ (%70‬تم ممودع فم ممي صم ممندوق االسم ممتقرار لتخفيم ممف العجم ممز غيم ممر المتوقم ممع فم ممي‬
‫اإليرادات ‪.‬‬

‫إن تصميم قواعد مالية تعكس متطلبات وحاجة االقتصاد وظروفه الداخلية‪ ،‬وممهدة لتحسمين‬
‫األداء الحكمومي وتحفممز االسمتثمار الخمماص‪ ،‬تجعممل الحكوممة أكثممر مسمماءلة لاللتمزام بالقواعممد‪ ،‬فهممي‬
‫بمثابممة عتبممات يهتممدى به مما‪ ،‬ومرسمماة لمصممداقية التع ممديل المممالي الممالزم‪ ،‬وم ممن ثممم تكممون ض ممرورية‬
‫لترسيخ التوقعات الطويلة اآلجل بشأن المالءة المالية‪ .‬والتي ينبغي إن تتضممن خصمائص محمددة‬
‫جيمدا‪ ،‬وتمتمماز بالبسمماطة وسممهولة رصمدها وبممما تخممدم أهممداف مختلفمة يممأتي فممي المقممام األول تعزيممز‬
‫االنضباط المالي‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬المسار المالي في العراق للمدة(‪)2112-2113‬‬
‫ابتداء‬
‫ً‬ ‫تقتضي االجرآءات التي تعتمدها الحكومة للتأثير في األداء االقتصادي الكلي‪،‬‬
‫معرفة مسار السياسة المالية ونطاق تأثيراتها عبر أداتها الرئيسة المتمثلة بالموازنة العامة في‬
‫التصدي للتقلبات االقتصادية الدورية التي يتعرض أليها اقتصاد البالد وكيفية المحافظة على‬
‫مستويات االستقرار‪ ،‬من خالل تقييم بعض أوجه أدارة الطلب الكلي والقدرة على تعجيل النمو في‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬
‫استمدت السياسة المالية المطبقة في العراق خالل المدة (‪ )1152-1153‬ومن خالل الموازنة‬
‫العامة أهدافها من سياسات الحكومة التي استلهمتها من خطط التنمية الوطنية‪ ،‬اذ وضعت‬
‫محاور أساسيه لبرنامجها الذي أعلنته‪ ،‬غير ان التحديات التي واجهها اقتصاد العراق‪ ،‬فرضت‬
‫ترتيب أول وياتها وبما ينسجم مع ظروف المرحلة والتي يأتي في مقدمتها تحرير العراق من هيمنة‬
‫الجماعات اإلرهابية‪ ،‬مما ادى الى تحويل جزء كبير من الموارد لدعم العمليات العسكرية وعلى‬
‫حساب األهداف التنموية‪ .‬ومع ذلك فقد أشرت المرحلة تحققاً نسبياً ألهداف السياسة المالية‬
‫المتعلقة بضبط النفقات وترشيدها‪ ،‬فضالً عن زيادة اإليرادات غير النفطية في ظل التحوط‬
‫للظروف والمستجدات التي تفرضها المتغيرات على الساحة الدولية‪ .‬وبذلك يؤشر للسياسة المالية‬
‫قدرتها المرحلية المرنة في تجاوز األزمة بأقل الخسائر وضمان توفير المال من مصادر مختلفة‬
‫سواء كانت داخلية أم خارجية لتغطية النفقات الحرجة‪ ،‬ونجاحها في تحقيق رؤيتها لتغيير‬
‫استجابتها من متطلبات التنمية ضمن الخطة الوطنية إلى استجابة لمتطلبات األزمة‪ .‬يمكن تتبع‬
‫مسار السياسة المالية المطبقة في العراق للمدة (‪ )1152-1153‬من خالل اآلتي ‪-:‬‬

‫أوالً ‪ :‬هيكلية الموازنة العامة في العراق خالل المدة (‪)2112-2113‬‬

‫يعتمد االقتصاد العراقي على النفط بشكل كبير جداً والذي يعد من الصناعات كثيفة رأس‬
‫المال‪ ،‬ومن ثم فان زيادة االعتماد علية ينعكس بمزيد من التحديات التي تواجه االقتصاد الكلي‬
‫وتزداد حدة هذه المشاكل عندما توظف إيراداته بشكل يعيق أو يكبح التنوع االقتصادي‪ .‬وبغية‬
‫تتبع هيكل الموازنة العامة بشقيها اإليرادات والنفقات يمكن توضيحها من خالل اآلتي ‪-:‬‬

‫‪16‬‬
‫‪- 1‬اإليرادات العامة ‪:‬‬
‫تعد العوائد المالية التي تحصل عليها الحكومة أو إحدى هيئاتها‪ ،‬ذات أهمية في إستراتيجية‬

‫السياسة المالية‪ ،‬والتي تخصص لتمويل األنفاق الحكومي العام‪ .‬إذ يتكون هيكل اإليرادات الجارية‬

‫في العراق من اإليرادات النفطية‪ ،‬واإليرادات الضريبية ‪ ،‬واإليرادات األخرى ( والتي تتضمن إيجار‬

‫ممتلكات تابعة للحكومة من الدور واألراضي‪ ،‬وايرادات خدمات الحكومة المركزية للغير وغيرها )‪.‬‬

‫أثرت التحديات السياسية واالقتصادية واألمنية التي واجهها العراق خالل المدة(‪ )1152 – 1153‬اذ‬

‫كان لتراجع اسعار النفط في األسواق العالمية تداعيات كبيرة على الموازنة العامة والتي انعكست‬

‫على مجمل األداء االقتصادي بانخفاض حجم اإليرادات ومن بيانات الجدول (‪ )5‬للمدة (‪-2013‬‬

‫‪ ) 2017‬يتضح بان باإليرادات العامة قد سجلت في عام ‪ (113840.1( 2013‬مليار دينار‬

‫وبنسبة اسهام الى الناتج المحلي االجمالي بلغ (‪ )%45.0‬ويعزى ذلك إلى ارتفاع مساهمة اإليرادات‬

‫النفطية في مكونات اإليراد العام بسبب تحسن أسعار النفط في السوق الدولية‪ ،‬مما سهل من‬

‫إمكانية الحصول على إيرادات كافية لتغطية النفقات المتزايدة‪ ،‬والتي عوضت النقص في نسبة‬

‫إسهام الضرائب واإليرادات األخرى ‪ ،‬االمر الذي انسحب على ضعف مساهمتها في اإليرادات‬

‫العامة‪.‬‬

‫وفي عام ‪ 1154‬انخفضت االيرادات العامة لتصل الى (‪ )511340.0‬مليار دينار وبنسبة‬
‫(‪ ) % 32.0‬الى الناتج المحلي االجمالي ثم استمرت باالنخفاض لتصل في عامي ‪1151‬‬
‫و‪ 1150‬الى (‪ ) 00421.3‬و (‪ ) 14412.3‬مليار دينار على التوالي لتسجل مانسبته‬
‫(‪ )%34.5‬و (‪ )%12.0‬الى الناتج المحلي االجمالي وذلك بسبب انخفاض اإليرادات‬
‫النفطية‪،‬هذا التراجع في اسعار النفط ومن ثم إيراداته ترتب عليه تحديات كبيره واجهها اقتصاد‬
‫العراق والمتمثلة بشحه مصدر التمويل األساس إلى جانب التحديات األخرى المتمثلة باالرتفاع‬
‫تكاليف الحرب على اإلرهاب وزيادة نفقات إيواء ودعم النازحين في المخيمات مما ولد ضغوطا‬
‫إضافية على الموارد المالية‪ ،‬وانخفاض نسبتها الى الناتج المحلي االجمالي بسبب تفاقم الضعف‬

‫‪17‬‬
‫واالختالالت الهيكلية وكلفة التعامل مع االزمة‪ ،‬األمر الذي دفع السلطة المالية لمواجهتها من‬
‫خالل مجموعة من اإلجراءات التصحيحية ذات الصلة المعززة للموازنة لضبط األوضاع المالية‬
‫والحصول على التمويل المناسب من مصادر متنوعة مثل(رفع اسعار تذاكر السفر‪ ،‬وكارتات‬
‫شحن الموبايل‪ )...،‬تتسم بالديمومة وترفد الموازنة العامة‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1152‬بلغت االيرادات العامة (‪ )22331.2‬مليار دينار وبنسبة (‪ )%34.3‬من‬
‫الناتج المحلي االجمالي‪ ،‬وهذه الزيادة ناجمة عن تحسن اسعار النفط في االسواق العالمية‪ .‬وكما‬
‫موضح في الجدول (‪ )5‬والشكلين (‪ )5‬و (‪.)1‬‬

‫جدول (‪)1‬‬
‫إجمالي اإليرادات العامة ونسبتها الى الناتج المحلي اإلجمالي (باألسعار الجارية)‬
‫خالل المدة (‪)2112-2113‬‬
‫(مليار دينار)‬
‫نسبة اإليرادات الى الناتج‬ ‫الناتج المحلي اإلجمالي‬ ‫إجمالي اإليرادات العامة‬ ‫المؤشرات‬
‫المحلي اإلجمالي (‪)%‬‬ ‫(باألسعار الجارية) (‪)2‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)3=1/2‬‬ ‫السنة‬

‫‪41.4‬‬ ‫‪223572.5‬‬ ‫‪113840.1‬‬ ‫‪2113‬‬

‫‪3..4‬‬ ‫‪244332.2‬‬ ‫‪115374.4‬‬ ‫‪2114‬‬

‫‪34.1‬‬ ‫‪1.4471‬‬ ‫‪44421.3‬‬ ‫‪2115‬‬

‫‪22.4‬‬ ‫‪1.4.24.1‬‬ ‫‪5441..3‬‬ ‫‪2114‬‬

‫‪34.3‬‬ ‫‪225222.4‬‬ ‫‪22335..‬‬ ‫‪2112‬‬

‫المصدر ‪ :‬البنك المركزي العراقي ‪ ،‬التقرير االقتصادي السنوي للسنوات ‪.2112-2113‬‬


‫‪ -‬بيانات الناتج المحلي االجمالي ‪ ،‬الجهاز المركزي لالحصاء‪ ،‬مديرية الحسابات القومية‬

‫‪18‬‬
‫شكل (‪)1‬‬
‫اإليرادات العامة للموازنة خالل المدة (‪)2112-2113‬‬

‫شكل (‪)1‬‬
‫نسبة االيرادات الى الناتج المحلي للمدة (‪)1152 - 1153‬‬

‫‪19‬‬
‫هذه االيرادات المتحققة يجسدها هيكل االوعية المولدة لها‪ ،‬فمن خالل تتبع مسار هيكل‬
‫االيرادات العامة والتي يوضحها الجدول (‪ )1‬يتضح بان إجراءات السلطة المالية تجسدت برفع‬
‫الضرائب سواء كانت على الدخول والثروات ام على السلع‪ ،‬فبالنسبة الى الضرائب المفروضة‬
‫على الدخول والثروات فقد ارتفعت من (‪ )5321.1‬مليار دينار عام ‪ 1154‬لتصل إلى‬
‫(‪ )5054.2‬مليار دينار عام ‪ 1151‬والى (‪ )3112.1‬مليار دينار عام ‪ ، 1150‬والى‬
‫(‪ )4133.4‬مليار دينار عام ‪ .1152‬اما الضرائب السلعية ورسوم االنتاج فقد ازدادت من‬
‫(‪ )442.1‬مليار دينار وبنسبة مساهمة في االيرادات العامة بلغت (‪ )%1.1‬لتصل الى‬
‫(‪ )5204.1‬مليار دينار وبنسبة مساهمة في االيرادات العامة بلغت (‪ )%1.3‬وذلك في عام‬
‫‪ ، 1152‬ويعزى ذلك الى فرض ضرائب على رواتب الموظفين وبنسبة (‪ )%3.4‬من الراتب‬
‫االسمي لدعم القوات االمنية والجهد العسكري في مواجهة قوى االرهاب ‪ ،‬الى جانب رفع‬
‫اسعار تذاكر السفر ورسوم السياحة‪ ،‬ورفع اسعار كارتات الشحن للموبايل واالنترنت وبنسبة‬
‫(‪ )%11‬عما كانت عليه االسعار قبل هذه المدة‪ .‬اما حصة الموازنة من إرباح القطاع العام‬
‫فقد شهد انخفاضاً من (‪ )1145.3‬مليار دينار عام ‪ 1154‬وبنسبة مساهمة (‪ )%1.4‬لتصل‬
‫إلى (‪ )5141.3‬مليار دينار وبنسبة اسهام في االيرادات العامة بلغت (‪ )%5.0‬عام ‪،1151‬‬
‫والى (‪ )041.4‬مليار دينار وبنسبة مساهمة في االيرادات (‪ )%5.3‬عام ‪ ،1150‬ثم استمر‬
‫االنخفاض ليصل الى(‪ )211.4‬مليار دينار وبنسبة أسهام (‪ )%1.2‬عام ‪ ،1152‬ويعزى ذلك‬
‫إلى توقف اغلب المشاريع واالنشطة الحكومية السيما في المناطق التي تعرضت الى االحتالل‬
‫واالعباء المالية اإلضافية التي فرضها قرار تحويل رواتب شركات التمويل الذاتي الى التمويل‬
‫المركزي‪ .‬فيما سجلت اإليرادات األخرى ارتفاعا من (‪ )5450.5‬مليار ديناروبنسبة اسهام‬
‫(‪ )%5.34‬عام ‪ 1154‬لتصل الى (‪ )2113‬مليار دينار وبنسبة(‪ )%54‬من االيرادات‪،‬عام‬
‫‪ ،1151‬ثم وصلت الى (‪ )5402‬مليار دينار وبنسبة مساهمة في االيرادات بلغت (‪)%3.4‬‬
‫عام ‪ ،1150‬وفي عام ‪ 1152‬سجلت (‪ )1152.1‬مليار دينار وبنسبة (‪ )%1.2‬هذا التذبذب‬
‫في حصة االيرادات االخرى ناجم عن ظروف عدم االستقرار التي عاشها اقتصاد العراق‪.‬‬
‫اما اإليرادات التحويلية فقد سجلت ارتفاعاً من (‪ )5242.2‬مليار دينار عام ‪ 1154‬وبنسبة‬
‫مساهمة في االيرادات (‪ )%5.00‬عام ‪ ،1154‬لترتفع الى (‪ )1513.3‬و(‪ )3111.1‬مليار‬
‫دينار وذلك في عامي ‪1151‬و ‪ 1150‬وبنسبة مساهمة في االيرادات بلغت (‪)%3.1‬‬
‫و(‪ )%1.0‬على التوالي‪ .‬اال انها انخفضت في عام ‪ 1152‬لتصل الى (‪ )1111.1‬مليار‬

‫‪21‬‬
‫دينار وبنسبة مساهمة في االيرادات بلغت (‪ .)%1.4‬كما سجلت الرسوم المفروضة على‬
‫السلع المستوردة والمماثلة للسلع التي يتم انتاجها محليا زيادة طفيفة فبعد ان كانت (‪)040.1‬‬
‫مليار دينار وبنسبة مساهمة (‪ )%1.0‬عام ‪ ، 1154‬وصلت في االعوام الالحقة الى‬
‫((‪ )014‬و(‪ )002‬و(‪ )244.1‬وبنسبة مساهمة في االيرادات بلغت (‪ )%5‬و(‪ )%5.1‬و(‪)51‬‬
‫على التوالي‪ ،‬وتعزى هذه الزيادات الطفيفة الى تحويل دخول البضائع من المنافذ الحدودية‬
‫المتعددة للعراق الى المنافذ الحدودية القليم كردستان بسبب فرض الرسوم الكمركية وتفعليها في‬
‫المنافذ الحدودية الواقعة تحت سيطرة الحكومة المركزية‪ ،‬في حين بقت الرسوم الكمركية للمنافذ‬
‫من االقليم ثابتة ولم تتغير الى جانب ان معظم السلع الغذائية والكهربائية معفاة من الرسوم‪،‬‬
‫مما شجع ذلك اغلب المستوردين المحلين لتغيير جهة دخول البضائع‪ .‬والجدول (‪)1‬‬
‫والشكل(‪ )3‬يوضحان هيكل اإليرادات العامة في العراق ونسب مساهمتها للمدة المدروسة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫جدول (‪)2‬‬
‫هيكل اإليرادات العامة في العراق للمدة (‪ )2112-2114‬ونسب اإلسهام‬
‫(مليار دينار)‬
‫نسبة‬ ‫نسبة‬ ‫نسبة‬ ‫نسبة‬ ‫السنة‬
‫‪4102‬‬ ‫‪4102‬‬ ‫‪4102‬‬ ‫‪4102‬‬
‫المساهمة ‪%‬‬ ‫المساهمة ‪%‬‬ ‫المساهمة ‪%‬‬ ‫المساهمة ‪%‬‬ ‫المؤشرات‬

‫‪4270‬‬ ‫‪2212074‬‬ ‫‪4072‬‬ ‫‪2242270‬‬ ‫‪2274‬‬ ‫‪2020472‬‬ ‫‪44700‬‬ ‫‪4212472‬‬ ‫اإليرادات النفطية‬

‫‪274‬‬ ‫‪222274‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪244472‬‬ ‫‪472‬‬ ‫‪020472‬‬ ‫‪072‬‬ ‫‪024272‬‬ ‫الضرائب على الدخول والثروات‬

‫‪472‬‬ ‫‪022272‬‬ ‫‪074‬‬ ‫‪22472‬‬ ‫‪172‬‬ ‫‪24272‬‬ ‫‪172‬‬ ‫‪24472‬‬ ‫الضرائب السلعية ورسوم اإلنتاج‬

‫‪071‬‬ ‫‪24474‬‬ ‫‪074‬‬ ‫‪22474‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪21471‬‬ ‫‪172‬‬ ‫‪22274‬‬ ‫الرسوم‬

‫‪174‬‬ ‫‪21174‬‬ ‫‪072‬‬ ‫‪24474‬‬ ‫‪072‬‬ ‫‪012272‬‬ ‫‪472‬‬ ‫‪422072‬‬ ‫حصة الموازنة من إرباح القطاع العام‬

‫‪170‬‬ ‫‪2274‬‬ ‫‪170‬‬ ‫‪2071‬‬ ‫‪170‬‬ ‫‪4270‬‬ ‫‪1712‬‬ ‫‪2274‬‬ ‫اإليرادات الرأسمالية‬

‫‪474‬‬ ‫‪441472‬‬ ‫‪272‬‬ ‫‪214172‬‬ ‫‪274‬‬ ‫‪402272‬‬ ‫‪0722‬‬ ‫‪022472‬‬ ‫اإليرادات التحويلية‬

‫‪474‬‬ ‫‪440274‬‬ ‫‪272‬‬ ‫‪042271‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪442271‬‬ ‫‪0722‬‬ ‫‪020270‬‬ ‫اإليرادات األخرى‬

‫‪01171‬‬ ‫‪2222274‬‬ ‫‪01171‬‬ ‫‪2221472‬‬ ‫‪01171‬‬ ‫‪2222172‬‬ ‫‪01171‬‬ ‫‪01224272‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر ‪ :‬البنك المركزي العراقي ‪ ،‬دائرة اإلحصاء واألبحاث ‪ ،‬التقرير االقتصادي السنوي للسنوات ‪ 2112-2114‬متفرقة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫شكل (‪)3‬‬
‫مكونات اإليرادات العامة للدولة للمدة(‪)2112 - 214‬‬

‫‪ -2‬تحليل النفقات العامة ‪:‬‬


‫تعد النفقات العامة من أهم المتغيرات االقتصادية التي تمارس تأثيرها في مجمل النشاط‬
‫االقتصادي من خالل توظيفها إلشباع الحاجات العامة‪ ،‬وفقا لالعتبارات االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ .‬تنبع أهمية النفقات العامة من خالل تعاظم دور الحكومة وتوسع سلطتها وزيادة‬
‫تدخلها في الحياة االقتصادية ‪ ،‬اذ ترجع أهميتها من خالل كونها األداة التي توظفها الحكومة‬
‫ومن خالل سياستها االقتصادية الى تحقيق أالهداف التي تسعى إليها‪ ،‬فهي تظهر الحاجات‬
‫العامة وكيفية تمويلها‪ ،‬لتجسد تطور االجراءات المتبعة من قبل الحكومة والتي يستدل عليها من‬
‫خالل تزايد حجم النفقات في الموازنة العامة سنويا‪ .‬وفي العراق فقد اولت الحكومة النفقات العامة‬
‫اهتماما كبي ار لتتزايد سنة بعد اخرى وحسب مقتضيات وحاجة االقتصاد‪.‬‬
‫فمن معطيات الجدول (‪ )3‬يتضح بان اإلنفاق العام في العراق تزايد بفعل توقيع عقود جوالت‬
‫التراخيص مع الشركات النفطية العالمية‪ ،‬مما مكن الحكومة من الحصول على وفرة في‬

‫‪23‬‬
‫إاليرادات حفزتها على زيادة اإلنفاق‪ ،‬السيما أطالق المبادرات لتطوير القطاع الزراعي‬
‫والصناعي‪ ،‬فضال عن مبادرات تطوير الكوادر العلمية من خالل فتح قنوات إلكمال الدراسات‬
‫العليا في الخارج‪ ،‬وهو ما انعكس في استمرار زيادة النفقات السيما في شقها الجاري‪ ،‬لتسجل في‬
‫عام ‪ )552512.0( 1153‬مليار دينار وبنسبة (‪ )43.5%‬من الناتج المحلي اإلجمالي‪ .‬وفي‬
‫عام ‪ 1154‬وبسبب عدم أقرار الموازنة العامة‪ ،‬واستمرار التداعيات التي فرضتها التطورات‬
‫السياسية واألمنية( واستناداً إلى قانون اإلدارة المالية والدين العام رقم (‪ )95‬لسنة ‪ 1114‬الذي‬
‫خول وزير المالية صرف ما يعادل (‪ ) 12 / 1‬من موازنة العام السابق وبشكل شهري )‪ ،‬تم‬
‫تقليص اإلنفاق العام وابقاءه دون مستويات اإلنفاق التي تحققت في عام ‪ 1153‬وذلك بما يتوافق‬
‫مع اإليرادات النفطية التي اخذت باالنخفاض االمر الذي تطلب ضغط النفقات وتوجيهها لتلبية‬
‫متطلبات ادامة العمليات العسكرية ضد التنظيمات االرهابية‪ ،‬مما انعكس بانخفاضها لتصل الى‬
‫(‪ )43110.1‬مليار دينار وبنسبة (‪ )%35.4‬من الناتج المحلي االجمالي باالسعار الجارية‪.‬‬
‫اما في عام ‪ 1151‬فقد انخفضت النفقات العامة من (‪)41453.0‬مليار دينار وبنسبة‬
‫(‪ )%30.1‬من الناتج المحلي االجمالي‪ ،‬لتصل في عام ‪ 1150‬الى (‪)02102.4‬مليار دينار‬
‫وبنسبة (‪ )%34.11‬من الناتج المحلي االجمالي‪ ،‬وذلك بسبب انخفاض اإليرادات المتأتية من‬
‫مبيعات النفط والناجمة عن انخفاض اسعاره في السوق العالمية والتي تمثل عصب تمويل‬
‫الموازنة العامة لالقتصاد العراقي‪ ،‬مما حدا بالحكومة الى فرض حالة التقشف وضغط النفقات‬
‫العامة‪.‬‬
‫اما في عام ‪ 1152‬فقد شهدت النفقات العامة تحسناً نسبياً اذ بلغت (‪ )21421.5‬مليار دينار‬
‫وبنسبة (‪ )%33.4‬من الناتج‪ ،‬بسبب زيادة اإليرادات النفطية نتيجة التحسن التدريجي ألسعاره‬
‫والذي ساعد في توجيه أكثر للموارد المالية نحو اإلنفاق هذه التغيرات انعكست على نسبة النفقات‬
‫العامة الى الناتج المحلي االجمالي وباالسعار الجارية ‪ ،‬وكما موضح في الجدول (‪ )3‬والشكلين‬
‫(‪ )4‬و(‪.)1‬‬

‫‪24‬‬
‫جدول (‪)3‬‬
‫إجمالي النفقات العامة ونسبتهاالى الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الجارية خالل المدة (‪)2112-2113‬‬
‫(مليار دينار)‬

‫نسبة النفقات العامة‬ ‫الناتج المحلي اإلجمالي‬ ‫إجمالي النفقات‬ ‫المؤشرات‬


‫الى الناتج (‪)%‬‬ ‫باألسعار الجارية‬ ‫العامة‬
‫السنة‬

‫‪43.5‬‬ ‫‪273587.5‬‬ ‫‪119127.6‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪31.4‬‬ ‫‪244332.2‬‬ ‫‪73554.2‬‬ ‫‪2114‬‬

‫‪34.2‬‬ ‫‪1.4471‬‬ ‫‪213.2.5‬‬ ‫‪2115‬‬

‫‪34.15‬‬ ‫‪1.4.24.1‬‬ ‫‪42142.4‬‬ ‫‪2114‬‬

‫‪33.4‬‬ ‫‪225222.4‬‬ ‫‪254.1.1‬‬ ‫‪2112‬‬


‫‪ -‬المصدر‪ :‬البنك المركزي العراقي ‪ ،‬النشرة االحصائيةالسنوية للسنوات (‪)1152-1153‬‬
‫‪ -‬بيانات الناتج المحلي االجمالي ‪ -‬الجهاز المركزي لالحصاء – مديرية الحسابات القومية للسنوات (‪)1152-1153‬‬

‫شكل (‪)4‬‬
‫اجمالي النفقات العامة والناتج المحلي االجمالي للمدة (‪)1152 - 1153‬‬

‫‪25‬‬
‫شكل (‪)1‬‬
‫نسبة النفقات العامة الى الناتج المحلي االجمالي للمدة (‪)1152 - 1153‬‬

‫وبغية متابعة مسار النفقات العامة في العراق للمدة (‪ )1152-1153‬بشقيها الجاري واالستثماري‬
‫فمن خالل الجدول (‪ )4‬و الشكل (‪. )0‬‬
‫فقد شهدت النفقات الجارية خالل هذه المدة تذبذباً واضحاً ارتفاعاً وانخفاضاً فبعد ان سجلت‬
‫(‪ )24240.4‬مليار دينار في عام ‪ 1153‬انخفضت لتصل (‪ )14011.1‬مليار دينار عام‬
‫‪ 1154‬ومعدل نمو (‪ )%11.0-‬وبنسبة مساهمة (‪ )%21.1‬في النفقات العامة وفي عام‬
‫‪ 1151‬فقد بلغ (‪ )15431.4‬مليار دينار وبمعدل نمو (‪ )%55.0-‬ونسبة مساهمة (‪)% 23.0‬‬
‫غي اجمالي النفقات وفي عام ‪ 1150‬بلغت ( ‪ ) 15523.4‬مليار دينار وبمعدل نمو ( ‪-‬‬
‫‪ )%5.3‬وبنسبة مساهمة (‪ )%20.3‬ويعزى ذلك الى الصدمة المزدوجة التي تعرض لها اقتصاد‬
‫العراق والمتمثلة بالحرب ضد التنظيمات االرهابية وماتطلبته من زيادة في االنفاق ‪ .‬وفي عام‬
‫‪ 1152‬عاودت النفقات الجارية لتصل الى ( ‪ )12111.2‬مليار دينار وبمعدل نمو ( ‪)%51.3‬‬
‫وبنسبة مساهمة في النفقات العامة بلغت ( ‪ )%24.1‬وذلك بسبب تحسن االيرادات النفطية الى‬
‫جانب انتفاء الحاجة الى االنفتق العسكري بعد دحر التنظيمات االرهابية ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫جدول (‪)4‬‬
‫النفقات العامة والنفقات الجارية ونسب اإلسهام بالنفقات العامة للمدة (‪)1152-1153‬‬
‫مليار دينار‬

‫معدل‬ ‫معدل‬
‫نسبة‬
‫النمو‬ ‫النفقات‬ ‫النمو‬ ‫إجمالي‬
‫المساهمة‬ ‫السنة‬
‫السنوي‬ ‫الجارية‬ ‫السنوي‬ ‫النفقات‬
‫بالنفقات‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪66.1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪78746.8‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪119127.6‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪70.2‬‬ ‫)‪(25.6‬‬ ‫‪58625.5‬‬ ‫)‪(29.9‬‬ ‫‪43110.1‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪73.6‬‬ ‫)‪(11.6‬‬ ‫‪51832.8‬‬ ‫)‪(15.7‬‬ ‫‪21322.1‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪76.3‬‬ ‫)‪(1.3‬‬ ‫‪51173.4‬‬ ‫)‪(4.7‬‬ ‫‪67067.4‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪78.2‬‬ ‫‪51.3‬‬ ‫‪12111.2‬‬ ‫‪51.0‬‬ ‫‪21421.5‬‬ ‫‪2017‬‬

‫معدل النمو السنوي‬


‫(‪)6.953‬‬ ‫(‪)10.778‬‬
‫المركب‬

‫المصدر ‪ :‬البنك المركزي العراقي ‪ ،‬دائرة اإلحصاء واألبحاث ‪ ،‬التقرير االقتصادي السنوي ‪ ،‬للسنوات (‪.)1152-1153‬‬
‫‪ -‬االرقام بين االقواس قيم سالبة ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫شكل (‪)4‬‬
‫النفقات العامة والنفقات الجارية للمدة (‪)2112 - 2113‬‬

‫وللوقوف على التغيرات الحاصلة في مكونات النفقات الجارية وابواب الصرف والتي يمكن ان‬
‫يستدل عليها من بيانات الجدول ( ‪ ) 1‬الذي يوضح ان فقرة التعويضات الموظفين قد استحوذت‬
‫على الحصة االكبر فقد ارتفعت من ( ‪ )14432.0‬مليار دينار عام ‪ 1154‬لتصل الى‬
‫(‪ ) 31015.0‬مليار دينار عام ‪ ، 1151‬ثم وصلت في عام ‪ 1150‬الى ( ‪ )35433.2‬مليار‬
‫دينار وفي عام ‪ 1152‬وصلت الى ( ‪ )31400.1‬مليار دينار لتسجل نسبه التقل عن (‪)%11‬‬
‫من ابواب الصرف للنفقات الجارية ‪.‬‬
‫اما المستلزمات السلعية الالزمة الدامة عمل انشطة الحكومة ودوائرها فقد شهدت تقليص في‬
‫مجمل ما مخصص لها فبعد ان كانت في عام ‪ )3044.2 ( 1154‬مليار دينار‪ ،‬ثم وصلت الى‬
‫( ‪ )5014.1‬مليار دينار في عام ‪ ، 1151‬والى (‪ )5145.2‬مليار دينار عام ‪ ، 1150‬ثم‬
‫وصلت الى (‪ )1211.1‬مليار دينار عام ‪. 1152‬‬
‫اما المستلزمات الخدمية فقد شهدت هي االخرى انخفاضا من ( ‪ )5014.0‬مليار دينار عام‬
‫‪ 1154‬لتصل الى ( ‪ ) 213.2‬مليار دينار عام ‪ . 1152‬اما فرة الرعاية االجتماعية فقد‬
‫انخفضت من ( ‪ )54303.2‬مليار دينار عام ‪ 1154‬لتصل الى ( ‪ ) 55442.2‬مليار دينار‬
‫عام ‪ 1151‬ثم وصلت الى ( ‪ )51311.0‬مليار دينار عام ‪ 1150‬والى ( ‪)54411.0‬‬
‫ملياردينار عام ‪ . 1152‬اما فقرت المنح واالعانات فقد انخفضت من (‪ )2341.4‬مليار دينار‬

‫‪28‬‬
‫عام ‪ 1154‬لتصل الى ( ‪ )0412.0‬مليار دينار عام ‪ . 1152‬وهكذا بالنسبة الى بقية ابواب‬
‫الصرف لمكونات النفقات الجارية فقد انخفضت صيانة الموجودات من ( ‪ ) 133.3‬مليار دينار‬
‫عام ‪ 1154‬لتصل الى ( ‪ ) 314.1‬مليار دينار عام ‪ . 1152‬والنقات الراسمالية انخفضت من‬
‫(‪ ) 400.0‬مليار دينار لتصل الى ( ‪ )551.1‬مليار دينار ولنفس المدة الى جانب انخفاض‬
‫حصة االلتزامات والمساهمات من مكونات النفقات الجارية اذ انخفضت من ( ‪ ) 532.0‬مليار‬
‫دينار عام ‪ 1154‬لتصل الى ( ‪ ) 21.3‬مليار دينار عام ‪ . 1152‬وكما موضح في الجدول‬
‫(‪ )1‬والشكل (‪: )2‬‬

‫‪29‬‬
‫جدول (‪)5‬‬
‫أبواب الصرف لمكونات النفقات الجارية للمدة (‪)2112-2114‬‬
‫(مليار دينار)‬
‫‪2112‬‬ ‫‪2114‬‬ ‫‪2115‬‬ ‫‪2114‬‬ ‫أبواب الصرف‬

‫‪32744.5‬‬ ‫‪31733.4 32451.4 27432.4‬‬ ‫تعويضات الموظفين‬

‫‪253.2‬‬ ‫‪471.7‬‬ ‫‪571.3‬‬ ‫‪1454.4‬‬ ‫المستلزمات الخدمية‬

‫‪2.22.5‬‬ ‫‪1241..‬‬ ‫‪1457.2‬‬ ‫‪3447..‬‬ ‫المستلزمات السلعية‬

‫‪357.5‬‬ ‫‪322.4‬‬ ‫‪424.2‬‬ ‫‪533.3‬‬ ‫صيانة الموجودات‬

‫‪112.2‬‬ ‫‪.5.7‬‬ ‫‪144.5‬‬ ‫‪444.4‬‬ ‫النفقات الرأسمالية‬

‫‪4752.4‬‬ ‫‪4514.1‬‬ ‫‪4217.1‬‬ ‫‪.371.7‬‬ ‫المنح واإلعانات وخدمة الدين‬

‫‪.5.3‬‬ ‫‪27..‬‬ ‫‪137..‬‬ ‫‪13..4‬‬ ‫االلتزامات والمساهمات‬

‫‪234.7‬‬ ‫‪51.4‬‬ ‫‪54.1‬‬ ‫‪24‬‬ ‫البرامج الخاصة‬

‫‪14722.4‬‬ ‫‪11351.4 11442.. 14343..‬‬ ‫الرعاية االجتماعية‬

‫‪5.125.2‬‬ ‫‪51123.4 51732.7 57425.5‬‬ ‫مجموع النفقات الجارية‬

‫‪ -‬المصدر‪ :‬البنك المركزي العراقي ‪ ،‬دائرة االحصاء واالبحاث النشرة االحصائية السنوية للسنوات ‪-1154‬‬
‫‪. 1152‬‬

‫‪31‬‬
‫شكل(‪)2‬‬
‫أبواب الصرف للنفقات الجارية للمدة (‪)2112 - 2114‬‬

‫اما جانب النفقات االستثمارية خالل المدة (‪ )1152 – 2013‬فقد سجلت انخفاضاً‬
‫ملحوظاً فبعد ان كانت (‪ )41341.2‬مليار دينار عام ‪ 1153‬انخفضت لتصل (‪) 14231.2‬‬
‫مليار دينار عام ‪ 1154‬وبمعدل نمو (‪ )%34.3-‬ونسبة مساهمة ( ‪ )%12.4‬من اجمالي‬
‫النفقات العامة ‪ ،‬ثم وصلت الى ( ‪ ) 54104.2‬مليار دينار عام ‪ 1151‬والى ( ‪) 51424‬‬
‫مليار دينار عام ‪ 1150‬وذلك لسبب شحت االيرادات مماانعكس بانخفاض االنفاق العام وتكريسه‬
‫لسد االعباء المالية اإلضافية كالرواتب والدعم للمناطق التي تعرضت للعمليات العسكرية مما أثر‬
‫سلباً على حصة اإلنفاق االستثماري من إجمالي النفقات العامة‪ .‬وفي عام ‪ 1152‬ارتفعت حصة‬
‫النفقات االستثمارية لتصل الى ( ‪ ) 50404.4‬مليار دينار وبمعدل نمو بلغ ( ‪ ) %3.0‬وبنسبة‬
‫اسهام ( ‪ )%15.4‬من اجمالي النفقات العامة ويعزى ذلك الى االنفراج الحاصل في االوضاع‬
‫التي سبق وان عاشها اقتصاد العراق ‪.‬‬
‫ولتتبع ابواب الصرف للنفقات االستثمارية فمن بيانات الجدول (‪ )0‬الذي يجسد أبواب‬
‫صرف اإلنفاق االستثماري ونسب اإلسهام خالل المدة (‪ )1152-1154‬يتضح بان القطاع‬
‫الصناعي ال يزال يستحوذ على الحصة األكبر من إجمالي اإلنفاق االستثماري اذ ارتفع من‬
‫(‪ ) 554121.2‬مليار دينار عام ‪ 1154‬لتصل الى ( ‪ )54241‬مليار دينار عام ‪ 1151‬والى‬

‫‪31‬‬
‫جدول (‪)0‬‬
‫النفقات العامة والنفقات االستثمارية ونسب اإلسهام بالنفقات العامة للمدة (‪)1152-1153‬‬
‫مليار دينار‬

‫معدل‬
‫النمو‬ ‫النفقات‬ ‫معدل النمو‬ ‫إجمالي‬
‫نسبة االسهام‬ ‫السنة‬
‫السنوي‬ ‫االستثمارية‬ ‫السنوي ‪%‬‬ ‫النفقات‬
‫‪%‬‬
‫‪33.9‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪40380.7‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪119127.6‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪29.8‬‬ ‫)‪(38.3‬‬ ‫‪24930.7‬‬ ‫)‪(29.9‬‬ ‫‪43110.1‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪26.4‬‬ ‫)‪(25.5‬‬ ‫‪18564.7‬‬ ‫)‪(15.7‬‬ ‫‪21322.1‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪23.7‬‬ ‫)‪(14.4‬‬ ‫‪15894‬‬ ‫)‪(4.7‬‬ ‫‪67067.4‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪21.8‬‬ ‫‪3.0‬‬ ‫‪50404.4‬‬ ‫‪51.0‬‬ ‫‪21421.5‬‬ ‫‪2017‬‬

‫معدل النمو‬
‫(‪)20.09‬‬ ‫(‪)10.78‬‬
‫السنوي المركب‬
‫المصدر‪ -:‬البنك المركزي العراقي ‪ ،‬تقرير االقتصاد العراقي للسنوات (‪)1152-1153‬‬
‫‪ -‬االرقام بين االقواس قيم سالبة‪.‬‬
‫شكل (‪)4‬‬
‫اجمالي النفقات العامة والنفقات االستثمارية للمدة (‪)1152 - 1153‬‬

‫‪32‬‬
‫(‪ )53122.1‬مليار دينار عام ‪ 1150‬والى ( ‪ )54113.0‬مليار دينار عام ‪ 1152‬ويعود‬
‫ذلك إلى هيمنة نشاط النفط كونه نشاط كثيف رأس المال ومن ثم يتطلب أموال كبيرة لديمومته‬
‫بغية تمويل األنشطة االقتصادية األخرى ‪ ،‬ويليه قطاع المباني والخدمات فبعد ان سجل‬
‫(‪ ) 3115.2‬مليار دينار عام ‪ 1154‬انخفض ليصل الى ( ‪ ) 5232.3‬مليار دينار عام‬
‫‪ ، 1151‬والى ( ‪ ) 1154.2‬مليار دينار عام ‪ ، 1150‬والى ( ‪ ) 5215.4‬مليار دينار عام‬
‫‪ . 1152‬كما شهد قطاع النقل واالتصاالت انخفاضا من ( ‪ ) 214.1‬مليار دينار عام ‪1154‬‬
‫ليصل الى ( ‪ ) 025.2‬مليار دينار عام ‪ 1151‬والى ( ‪ ) 123.0‬مليار دينار و ( ‪) 112.4‬‬
‫مليار دينار لعامي ‪ 1150‬و‪ . 1152‬ويليه قطاع التربية والتعليم اذ انخفضت حصته من‬
‫(‪ )125‬مليار دينار ليصل الى ( ‪ ) 114.0‬مليار دينار و ( ‪ ) 04.0‬مليار دينار ثم وصل الى‬
‫( ‪ ) 21.4‬مليار دينار للمدة المدروسة اما القطاع الزراعي فقد انخفضت حصته بشكل كبير‬
‫فبعد ان كان ( ‪ ) 021.5‬مليار دينار عام ‪ 1154‬انخفضت لتصل الى ( ‪ ) 132.0‬مليار دينار‬
‫والى ( ‪ ) 45.1‬مليار دينار لعامي ‪ 1150‬و ‪ 1152‬على التوالي وهو مايعكس حجم االهمال‬
‫والتهميش الذي تعرض له وكان االجدر تخصيص نسبه اكبر له من النفقات االستثمارية لياخذ‬
‫دوره في رفد االقتصاد الوطني من المنتجات الغذائية الى جانب ما يعانيه هذا القطاع من مشاكل‬
‫متمثلة في شحة اغلب الموارد والمقومات التي تساعد في نموه ‪ ،‬وكما موضح في الجدول‬
‫والشكل(‪. )2‬‬

‫‪33‬‬
‫جدول (‪)2‬‬
‫أبواب الصرف للنفقات االستثمارية خالل عام ‪2112-2114‬‬
‫(مليار دينار)‬
‫‪2112‬‬ ‫‪2114‬‬ ‫‪2115‬‬ ‫‪2114‬‬ ‫أبواب الصرف‬

‫‪41.2‬‬ ‫‪23..4‬‬ ‫‪.17.7‬‬ ‫‪422.1‬‬ ‫القطاع الزراعي‬

‫‪14213.4‬‬ ‫‪132.2.5‬‬ ‫‪14272.1‬‬ ‫‪145.5.2‬‬ ‫القطاع الصناعي‬

‫‪222.7‬‬ ‫‪223.4‬‬ ‫‪421..‬‬ ‫‪.54.2‬‬ ‫قطاع النقل واالتصاالت‬

‫‪1.11.7‬‬ ‫‪2114.2‬‬ ‫‪1.32.3‬‬ ‫‪3151.2‬‬ ‫قطاع المباني والخدمات‬

‫‪.1.14‬‬ ‫‪47.4‬‬ ‫‪254.4‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫قطاع التربية والتعليم‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪5344‬‬ ‫اخرى‬

‫‪14444.5‬‬ ‫‪157.4.11 17544.2 24.31.2‬‬ ‫مجموع النفقات االستثمارية‬

‫‪ -‬المصدر‪ :‬البنك المركزي العراقي ‪ ،‬النشرة االحصائية السنوية للسنوات (‪. )1152-1154‬‬

‫شكل (‪).‬‬
‫أبواب الصرف للنفقات االستثمارية للمدة (‪)2112 - 2114‬‬

‫‪34‬‬
‫يتضح مما تقدم أن النمط العالي من التخصيصات الجارية الذي يهيمن على الموازنة العامة‬
‫والتي تمثل ما نسبته أكثر من(‪)80%‬من إجمالي اإلنفاق العام‪ ،‬ولم تترك لالستثمار والتنمية‬
‫الحقيقيين إال النصيب الجزئي(‪ ،(20%‬فهي ال تزال تشكل نسبة كبيرة من إجمالي النفقات العامة‬
‫لتسجل النفقات الجارية معدل النمو السنوي المركب (‪ ، )%0.21-‬في حين بلغ معدل النمو‬
‫السنوي المركب للنفقات االستثمارية (‪ )%11.12-‬لينعكس ذلك في انخفاض معدالت النمو‬
‫المركب للنفقات العامة (‪ )%51.24-‬ومن ثم فان تخفيض النفقات الجارية ال يتمتع بالمرونة‬
‫الكافية نظ اًر لحساسية مكوناتها‪ ،‬وما لذلك من تداعيات اجتماعية سلبية‪ ،‬والتي تمس حياة معظم‬
‫المواطنين فضال عن قدرتها العالية على االمتصاص واالنتفاع والتنفيذ المالي‪ .‬بينما تنحرف‬
‫الطاقة االستيعابية للمشاريع االستثمارية وهبوطها عن معدالت االنتفاع الحقيقي والمالي‪ .‬وكما‬
‫يوضحها الجدول (‪ )4‬والشكل (‪. )51‬‬
‫جدول (‪)4‬‬
‫مليار دينار‬ ‫النفقات العامة (الجارية واالستثمارية) ونسب اإلسهام بالنفقات العامة‬

‫معدل‬ ‫معدل‬ ‫معدل‬


‫نسبة‬
‫نسبة‬ ‫النمو‬ ‫النفقات‬ ‫النمو‬ ‫النفقات‬ ‫النمو‬ ‫إجمالي‬
‫المساهمة‬ ‫السنة‬
‫االسهام‬ ‫السنوي‬ ‫االستثمارية‬ ‫السنوي‬ ‫الجارية‬ ‫السنوي‬ ‫النفقات‬
‫بالنفقات‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪33.9‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪40380.7‬‬ ‫‪66.1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪78746.8‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪119127.6‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪29.8‬‬ ‫)‪(38.3‬‬ ‫‪24930.7‬‬ ‫‪70.2‬‬ ‫)‪(25.6‬‬ ‫‪58625.5‬‬ ‫)‪(29.9‬‬ ‫‪43110.1‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪26.4‬‬ ‫)‪(25.5‬‬ ‫‪18564.7‬‬ ‫‪73.6‬‬ ‫)‪(11.6‬‬ ‫‪51832.8‬‬ ‫)‪(15.7‬‬ ‫‪21322.1‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪23.7‬‬ ‫)‪(14.4‬‬ ‫‪15894‬‬ ‫‪76.3‬‬ ‫)‪(1.3‬‬ ‫‪51173.4‬‬ ‫)‪(4.7‬‬ ‫‪67067.4‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪21.8‬‬ ‫‪3.0‬‬ ‫‪50404.4‬‬ ‫‪78.2‬‬ ‫‪51.3‬‬ ‫‪12111.2‬‬ ‫‪51.0‬‬ ‫‪21421.5‬‬ ‫‪2017‬‬

‫معدل النمو‬
‫(‪)20.09‬‬ ‫(‪)6.95‬‬ ‫(‪)10.78‬‬ ‫السنوي‬
‫المركب‬

‫المصدر‪ -:‬البنك المركزي العراقي ‪ ،‬تقرير االقتصاد العراقي للسنوات (‪)1152-1153‬‬


‫‪ -‬االرقام بين االقواس قيم سالبة‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫شكل (‪)51‬‬
‫اجمالي النفقات العامة والنفقات الجارية واالستثمارية للمدة (‪)1152 - 1153‬‬

‫‪- 3‬العجز أو الفائض في الموازنة العامة ‪:‬‬


‫كمحصلة للتطورات التي حصلت في اإليرادات والنفقات العامة في االقتصاد العراقي‬
‫خالل المدة (‪ )1152-2013‬سجلت الموازنة العامة عج اًز مالياً خالل األعوام ‪1154‬‬
‫و ‪ 1151‬و ‪ 1150‬فبعد ان كان العجز بحدود (‪ ) 1142.1‬مليار دينار عام ‪1153‬‬
‫وبنسبته (‪ )%5.2‬من الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الجارية ارتفع العجز المالي‬
‫ليصل الى ( ‪ ) 15431.4‬مليار دينار وبنسبة ( ‪ ) %4.1‬الى الناتج المحلي‬
‫االجمالي وذلك في عام ‪ . 1154‬وفي عام ‪ 1151‬وصل العجز الى ( ‪) 3212.1‬‬
‫مليار دينار وبنسبة ( ‪ ) %1.15‬من الناتج المحلي االجمالي ‪.‬اما في عام ‪1150‬‬
‫فقد ازداد العجز ليصل الى ( ‪ ) 51014.5‬مليار دينار وبنسبة ( ‪ )%0.4‬الى الناتج‬
‫المحلي وذلك بسبب انخفاض اسعار النفط مما اثر على حجم االيرادات ‪،‬اذ وصل‬
‫سعر البرميل في بداية عام ‪ 1150‬بحدود ( ‪ ) 12‬دوالر ‪.‬الى جانب زيادة النفقات‬
‫العسكرية بشكل كبير ‪ ،‬فضالً عن توقف بعض حقول النفط في المناطق الواقعة تحت‬
‫سيطرة التنظيمات اإلرهابية ‪ ،‬األمر الذي ادى الى حدوث زيادة في العجز‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫وفي عام ‪ 1152‬حققت الموازنة العامة فائض بلغ ( ‪ ) 5441.4‬مليار دينار وبنسبة‬
‫(‪ )%1.4‬الى الناتج المحلي ويعود ذلك الى التحسن التدريجي في اسعار النفط ومن‬
‫ثم زيادة االيرادات العامة‪ ،‬فضالً عن توقف العمليات العسكرية بعد تحرر المناطق من‬
‫العصابات اإلرهابية (داعش)‪ .‬وكما هو موضح في الجدول(‪ )2‬والشكل (‪.)55‬‬

‫جدول (‪).‬‬
‫العجز او الفائض في الموازنة العامة خالل المدة (‪)2112-2013‬‬
‫(مليار دينار)‬
‫السنة‬

‫‪2112‬‬ ‫‪2114‬‬ ‫‪2115‬‬ ‫‪2114‬‬ ‫‪2013‬‬

‫المؤشرات‬

‫‪22335..‬‬ ‫‪5441..3‬‬ ‫‪66470.3‬‬ ‫‪105386.6‬‬ ‫‪113840.1‬‬ ‫إجمالي اإليرادات‬

‫‪254.1.1‬‬ ‫‪42142.4‬‬ ‫‪70397.5‬‬ ‫‪83556.2‬‬ ‫‪119127.6‬‬ ‫إجمالي النفقات‬

‫‪1845.8‬‬ ‫(‪)12457.1‬‬ ‫(‪)3.22.2‬‬ ‫)‪(21830.4‬‬ ‫(‪)5287.5‬‬ ‫العجز أو الفائض‬

‫‪225222.4‬‬ ‫‪1.4.24.1‬‬ ‫‪1.4471‬‬ ‫‪266332.7‬‬ ‫‪273587.5‬‬ ‫الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الجارية‬

‫‪1.7‬‬ ‫(‪)4.4‬‬ ‫(‪)2.11‬‬ ‫)‪(8.2‬‬ ‫(‪)1.9‬‬ ‫نسبة العجز الى الناتج‬

‫المصدر‪ :‬البنك المركزي العراقي ‪ ،‬النشرة االحصائيةالسنوية للسنوات ‪. 1152 -1153‬‬


‫‪ -‬االرقام بين االقواس قيم سالبة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫شكل (‪)11‬‬
‫اجمالي االيرادات العامة واجمالي الفقات العامة والعجز او الفائض والناتج المحلي االجمالي للمدة (‪)2112- 2113‬‬

‫ثانياً ‪ -‬تطورات الدين العام ‪:‬‬


‫‪ .1‬الدين الداخلي‬
‫سجل الدين الداخلي ارتفاعاً خالل المدة (‪ )1152-1153‬فبعد ان كان (‪ )4111.1‬مليار دينار‬
‫عام ‪ 1153‬وبنسبة(‪ )%5.0‬من الناتج المحلي االجمالي باالسعار الجارية‪ ،‬ارتفع ليصل الى‬
‫(‪ )2111.1‬مليار دينار عام ‪ 1154‬وبنسبة (‪ )%3.0‬من الناتج المحلي اإلجمالي‪ .‬واستمر‬
‫باالرتفاع ليصل في عام ‪ 1150‬الى (‪ )42301.3‬مليار دينار وبنسبة (‪ )%14.11‬من الناتج‬
‫المحلي االجمالي‪ .‬ثم وصل الى (‪ )42024.4‬مليار دينار وبنسبة (‪ )%15.5‬من الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي وذلك في عام ‪ ،1152‬ويعزى هذا الى ازدياد الحاجة لمصادر تمويل النفقات المتنامية‬
‫ب سبب التحديات التي واجهها اقتصاد العراق والمتمثلة بزيادة االعباء االقتصادية واالجتماعية‬
‫والعسكرية والسياسية المفروضة‪ ،‬اال ان هذا االرتفاع كان ضمن نطاق السيطرة السيما ان‬
‫استدامة الدين ترتبط بالقدرة على تدويره ‪ ،‬وكان للبنك المركزي دور كبير في ضمان تدوير الدين‬

‫‪38‬‬
‫الداخلي عبر تيسير السيولة واستخدام المزيد من أدوات الدين‪ ،‬وكما موضح في الجدول (‪)51‬‬
‫والشكلين (‪ )51‬و (‪: )53‬‬
‫جدول (‪)11‬‬
‫تطورات الدين الداخلي خالل المدة (‪)2112-2113‬‬
‫(مليار دينار)‬
‫المؤشرات‬
‫نسبة الدين الى‬ ‫الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫الدين العام الداخلي‬
‫الناتج (‪)%‬‬ ‫باألسعار الجارية‬
‫السنة‬

‫‪1.4‬‬ ‫‪273587.5‬‬ ‫‪4255.5‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪3.4‬‬ ‫‪244332.2‬‬ ‫‪.521.1‬‬ ‫‪2114‬‬

‫‪14.5‬‬ ‫‪1.4471‬‬ ‫‪32142.7‬‬ ‫‪2115‬‬

‫‪24.15‬‬ ‫‪1.4.24.1‬‬ ‫‪42342.3‬‬ ‫‪2114‬‬

‫‪21.1‬‬ ‫‪225222.4‬‬ ‫‪42427.7‬‬ ‫‪2112‬‬

‫المصدر‪:‬البنك المركزي العراقي ‪ ،‬المديرية العامة لإلحصاء واألبحاث ‪ ،‬النشرة السنوية لسنوات (‪.( 1152-1153‬‬

‫شكل (‪)12‬‬
‫الدين الداخلي والناتج المحلي االجمالي للمدة (‪)2112-2013‬‬

‫‪39‬‬
‫شكل (‪)13‬‬
‫نسبة الدين الداخلي الى الناتج المحلي االجمالي للمدة (‪)2112- 2113‬‬

‫‪ .2‬الدين الخارجي‬
‫شهد الدين الخارجي خالل المدة (‪ )1152-1153‬تغيرات محدوده في حجمه فبعد ان كان عام‬
‫‪ )21354( 1153‬مليار دينار وبنسبة ( ‪ )%10.4‬من الناتج المحلي االجمالي انخفض ليصل‬
‫الى ( ‪ ) 04514.1‬مليار دينار وبنسبة ( ‪ )%11.0‬من الناتج المحلي وذلك في عام ‪ 1154‬ثم‬
‫ارتفع وفي عام ‪ 1151‬لصل الى ( ‪ )04121.4‬مليار دينار وبنسبة (‪ )%31.13‬من الناتج‬
‫المحلي االجمالي ليصل الى ( ‪ ) 25414.4‬مليار دينار وبنسبة ( ‪ )%30.10‬من الناتج المحلي‬
‫وذلك في عام ‪ 1150‬هذا االرتفاع يعود الى الحاجة لتغطية النفقات المتزايدة وال سيما‬
‫االستيرادات والتي تشكل المعدات العسكرية الجزء االكبر منها الى جانب المستلزمات السلعية‬
‫والخدميةاالخرى بسبب قصور الناتج المحلي عن تلبية الطلب المتنامي ليتم تعويضه عن طريق‬
‫االستيراد ‪ .‬وفي عام ‪ 1152‬بلغ الدين الخارجي ( ‪ )24530.0‬مليار دينار وبنسبة (‪)%34.05‬‬
‫من الناتج المحلي االجمالي ويعزى هذا االرتفاع بشكل أساسي الى ثبات الدين التجاري للدائنين‬
‫والمتراكم من السنوات السابقه وتعويضات حرب الكويت ‪.‬والجدول (‪ )55‬والشكلين (‪ )54‬و (‪)51‬‬
‫توضح ذلك‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫جدول (‪)11‬‬
‫تطورات الدين الخارجي خالل المدة (‪)2112-2013‬‬
‫(مليار دينار)‬
‫المؤشرات‬
‫نسبة الدين الى‬ ‫الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫الدين العام الخارجي‬
‫الناتج (‪)%‬‬ ‫باألسعار الجارية‬
‫السنة‬

‫‪26.43‬‬ ‫‪273587.5‬‬ ‫‪72318‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪25.4‬‬ ‫‪266332.7‬‬ ‫‪47127.2‬‬ ‫‪2114‬‬

‫‪35.23‬‬ ‫‪194681‬‬ ‫‪475.1.4‬‬ ‫‪2115‬‬

‫‪36.26‬‬ ‫‪196924.1‬‬ ‫‪21414.7‬‬ ‫‪2114‬‬

‫‪34.61‬‬ ‫‪225722.4‬‬ ‫‪27134.4‬‬ ‫‪2112‬‬

‫المصدر‪:‬البنك المركزي العراقي ‪ ،‬المديرية العامة لإلحصاء واألبحاث ‪ ،‬النشرة االحصائيةالسنوية (‪. )1152-1153‬‬

‫شكل (‪)14‬‬
‫تطورات الدين الخارجي خالل المدة (‪)2112-2013‬‬

‫‪41‬‬
‫شكل (‪)15‬‬
‫نسبة الدين الخارجي الى الناتج المحلي االجمالي للمدة (‪)2112- 2113‬‬

‫ويمكن اجمال الدين العام الداخلي والخارجي ونسبته الى الناتج المحلي االجمالي من خالل الجدول (‪)12‬‬

‫جدول (‪)12‬‬
‫الدين العام في العراق ونسبته الى الناتج االجمالي باالسعار الجارية للمدة (‪)2112-2113‬‬
‫مليار دينار‬
‫نسبة الدين‪/‬الناتج‬ ‫الناتج المحلي االجمالي‬ ‫الدين العام‬ ‫السنة‬
‫المحلي االجمالي ‪%‬‬
‫‪27‬‬ ‫‪223572.5‬‬ ‫‪24523.5‬‬ ‫‪2113‬‬
‫‪2..2‬‬ ‫‪244332.2‬‬ ‫‪22447.2‬‬ ‫‪2114‬‬
‫‪51.2‬‬ ‫‪1.4471‬‬ ‫‪111233.2‬‬ ‫‪2115‬‬
‫‪41.3‬‬ ‫‪1.4.24.1‬‬ ‫‪117242.1‬‬ ‫‪2114‬‬
‫‪55.2‬‬ ‫‪225222.4‬‬ ‫‪125715.4‬‬ ‫‪2112‬‬

‫‪42‬‬
‫المحور الرابع‪ -‬تطبيق القواعد المالية في اقتصاد العراق‪.‬‬
‫تعد القواعد المالية من المؤشرات المهمة والتي يستدل من خاللها على مدى قدرة االقتصاد‬
‫في بلوغ االستقرار االقتصادي‪ ،‬ومن ثم فان وضع قواعد مالية صريحة وواقعية وامكانية تطبيقها‬
‫من شأنها إن تسهم في تعزيز مناعة االقتصاد الوطني ودرء الصدمات التي يمكن ان يتعرض‬
‫لها‪.‬‬

‫ومن خالل بيانات الجدول(‪ )53‬الذي يوضح النسب المسموح بها لكل قاعدة من القواعد‬
‫المالية‪ ،‬ومدى إمكانية تطبيقها في اقتصاد العراق للمدة (‪ ،)1152-1153‬يتضح بان اقتصاد‬
‫العراق قد تجاوز النسب المسموح بها لبعض القواعد السيما قاعدة العجز ‪ /‬الناتج والتي كانت‬
‫النسبة المسموح بها بحدود (‪ . )%3‬اما قاعدة الدين ‪ /‬الناتج فهي االخرى شهدت اقتراب اقتصاد‬
‫العراق من الحدود الحرجة وتجاوز النسبة المقررة (‪ )%01‬وهو مايوضح عدم مرونة االقتصاد‬
‫وقدرته في دعم عملياته بسبب عدم التنوع االقتصادي وتراجع مساهمة انشطته الرئيسة السيما‬
‫الزراعة والبناء والتشييد وغيرها من االنشطة ‪ ،‬اما قاعدة اإليرادات ‪ /‬النفقات فقد تجاوزت الحدود‬
‫الحرجة في بعض السنوات ‪ 1153‬و ‪ 1151‬و‪ 1150‬الى جانب اقترابها من حد الخطر في عام‬
‫‪ 1152‬اما القاعدة الذهبية والتي تجيز االقتراب في السنوات العجاف الغراض تمويل النفقات‬
‫االستثمارية حص ار فهي قد وصلت الى نسب متطرفة السيما في السنوات ‪ 1154‬و‪، 1150‬‬
‫ويعزى ذلك إلى الديون المتراكمة من السنوات السابقة‪ ،‬مما خلف تركه ثقيلة على االقتصاد‪،‬‬
‫قيدت من تهيئة مقدمات صحيحة للنمو واالستقرار‪ ،‬مما حدا بالحكومة إلى تسوية الديون السابقة‬
‫مع صندوق النقد والبنك الدوليين ‪ ،‬وهما المؤسستان اللتان ألزم قرار مجلس األمن العراق‬
‫بالتعامل معهما وعدهما بوابة الدخول إلى نادي باريس لحل مشكلة المديونية الخارجية‪ ،‬والتي‬
‫ساعدت االتفاقية الطارئة لبلدان ما بعد الصراع الموقعة في عام ‪ 1114‬من حصول العراق على‬
‫خصم في مديونيته الخارجية وبنسبة (‪ )80%‬على إن يواصل االتفاق مع الصندوق ضمن ما‬
‫يسمى بترتيبات االستعداد االئتماني بين األعوام ‪ 1111‬ونهاية عام ‪ ،1114‬وان جل تلك‬
‫االتفاقية قد نصت على مسألة تالزم خفض المديونية بإصالح المؤسسات المالية بما يحقق‬
‫الشفافية ويرفع من الجدارة االئتمانية للعراق ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫جدول (‪)53‬‬

‫القواعد المالية‬

‫عجز الموازنة‪/‬النفقات‬ ‫عجز‪ -‬فائض‬ ‫الدين‪ /‬الناتج‬


‫اإليرادات‪/‬النفقات‬
‫االستثمارية (القاعدة الذهبية)‬ ‫الموازنة‪/‬الناتج‬ ‫المحلي‬ ‫السنة‬
‫‪%100‬‬
‫اقل من ‪%100‬‬ ‫المحلي ‪%3‬‬ ‫‪%60‬‬

‫)‪(13.1‬‬ ‫‪95.6‬‬ ‫)‪(1.9‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪2013‬‬


‫)‪(87.6‬‬ ‫‪126.1‬‬ ‫)‪(8.2‬‬ ‫‪29.2‬‬ ‫‪2014‬‬
‫)‪(21.2‬‬ ‫‪94.4‬‬ ‫)‪(2.01‬‬ ‫‪51.7‬‬ ‫‪2015‬‬
‫)‪(79.6‬‬ ‫‪81.1‬‬ ‫)‪(6.4‬‬ ‫‪60.3‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪11.2‬‬ ‫‪102.4‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪55.7‬‬ ‫‪2017‬‬

‫‪ -‬االرقام بين االقواس قيم سالبة ‪.‬‬

‫في عام ‪ 1154‬وما تاله سجل اقتصاد العراق مؤشرات سلبية للقواعد المالية والذي يتجسد‬
‫بتجاوز النسب المعيارية المعتمدة فيها‪ ،‬ويعود ذلك إلى التحديات التي واجهها اقتصاد العراق‪،‬‬
‫من حيث تزايد اإلنفاق العسكري‪ ،‬وتزايد موجات النزوح الداخلي‪ ،‬بسبب العمليات العسكرية ضد‬
‫التنظيمات اإلرهابية في المناطق الغربية والشمال الغربي من العراق‪ ،‬وما يتطلبه من زيادة‬
‫اإلنفاق لتوفير الغذاء والدواء واإليواء للنازحين‪ ،‬فضال عن انخفاض اإليرادات النفطية‪ ،‬األمر‬
‫الذي يعكس هشاشة االقتصاد وعدم قدرته لمواجهة األزمات‪ ،‬كونه اقتصاد أحادي الجانب‪.‬‬

‫وبغية تجاوز هذه العقبات والتقلبات غير المرغوبة ينبغي إتباع القواعد المالية الساندة‬
‫لضمان سياسة مالية فاعلة تسعى إلى تحقيق استقرار النشاط االقتصادي في العراق‪ ،‬السيما‬
‫وانها تعد صمام آمان للممارسة العملية للسياسة المالية‪ ،‬إال إن ضمان تحقيق السياسة المالية‬
‫لدورها النظري في تحفيز االقتصاد ينبغي إن تتزامن مع قواعد أخرى مؤازرة‪ ،‬والتي تتمثل‬
‫بالقواعد اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -5‬ضمممان الموائمممة ممما بممين األدوات الماليممة التممي تممؤثر علممى جانممب الطلممب وجانممب العممرض فممي‬
‫االقتصمماد‪ :‬إذ تعتمممد السياسممة الماليممة الحاليممة علممى جانممب الطلممب الكلممي فممي االقتصمماد مممن ناحيممة‬
‫اس م ممتعمال الضم م مرائب وتمويله م مما للنفق م ممات الجاري م ممة للحكوم م ممة( الت م ممي تطغ م ممى حجمم م ماً عل م ممى النفق م ممات‬
‫االستثمارية)‪ ،‬وهو ما ينبغي على الحكوممة إن تضممن اسمتعمال اإليمرادات الضمريبية ممع المثبتمات‬

‫‪44‬‬
‫المالية التلقائية بشكل يحفز النمو االقتصادي‪ ،‬عن طريق زيادة دخول الشرائح الفقيمرة ممن السمكان‬
‫(ف ممي جان ممب الطل ممب)‪ ،‬وتموي ممل نفق ممات اس ممتثمارية م ممن ش ممأنها تحس ممين نوعي ممة الع ممرض الكل ممي ف ممي‬
‫االقتصاد‪.‬‬
‫‪ -1‬األخذ بعين االعتبار اآلثار طويلة األمد للق اررات التابعة للسياسة المالية‪ :‬ينبغي للق اررات التي‬
‫تتخممذ بشممأن السياسممة الماليممة إن تأخممذ بعممين االعتبممار الفوائممد والتكمماليف االقتصممادية علممى األمممدين‬
‫القص ممير والطوي ممل‪ ،‬وذل ممك انطالقم ماً م ممن إن تموي ممل النفق ممات االس ممتثمارية (أو الجاري ممة) ع ممن طري ممق‬
‫القممروض‪ ،‬علممى سممبيل المثممال‪ ،‬يترتممب تكمماليف علممى األجيممال الالحقممة مممما يضممر باسممتدامة هممذه‬
‫السياسات‪ ،‬فضال عن ذلك ينبغي للسياسة المالية إن تكون استباقية لمراحل الدورة االقتصادية‪ ،‬ال‬
‫إن تكون رد فعل متأخر( يتحقق ذلمك عمن طريمق اعتمماد المثبتمات الماليمة التلقائيمة)‪ ،‬بعبمارة أخمرى‬
‫توظيف السياسة المالية االستنسابية لكبح مسببات االنحراف وتصحيح مسار النشاط االقتصادي‪،‬‬
‫وال تقتصر على تخفيف اثر هذا االنحراف من خالل توظيف السياسة المالية التلقائية‪.‬‬
‫‪ -3‬التغير في السياسة المالية ينبغي إن يكون تدريجياً ومتوقعاً‪ :‬تتبوأ السياسة المالية اهمية كبيرة‬
‫فمي القم اررات االسممتثمارية للمسمتثمرين‪ ،‬سمواء المحليمين ام االجانمب‪ ،‬لممذا فمان إي تغيممر فمي السياسممة‬
‫الماليممة ينبغممي إن يكممون متوقع ماً وان يممتم بشممفافية‪ ،‬وذلممك مممن منطلممق الحفمماظ علممى اسممتقرار البيئممة‬
‫التشمريعية للحكومممة‪ ،‬السمميما إن التغيممر فممي السياسممة الماليممة مممن شممأنه إن يعممرض المسممتثمرين إلممى‬
‫تكاليف إضافية ويزيد من درجة المخاطر‪.‬‬
‫‪ -4‬ضمان المواءمة ما بين السياسة الماليمة والسياسمة النقديمة‪ :‬يعمد التبماطؤ الزمنمي ممن التحمديات‬
‫التممي تواجممه عمممل السياسممتين الماليممة والنقديممة‪ ،‬وان اختلفممت مممن حيممث طممول المممدة بممين السياسممتين‪،‬‬
‫السيما إن فجوة االعتراف ما بين اتخاذ القرار وتحقيق األثر المطلوب على االقتصاد‪ ،‬هي اقصر‬
‫بالنسممبة للسياسممة النقديممة‪ ،‬مقارنممة بالسياسممة الماليممة‪ ،‬ومممن ثممم فممان ضمممان اسممتباقية السياسممة النقديممة‬
‫للسياسممة الماليممة‪ ،‬ينبغممي تناسممق السياسممتين وعممدم تناقضممها‪ ،‬إذ فممي وقممت االنكممماش االقتصممادي‪،‬‬
‫ينبغي للسياسة النقدية إن تتخذ إجراءات توسعية من شأنها تحفيز النمو االقتصمادي‪ ،‬لتتكاممل ممع‬
‫السياسة المالية التي تخدم ذات الهدف‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫مما تقدم يتضح الدور المتواضع الذي تضطلع به السياسة الماليةة فةي تصةحيح مسةار اقتصةاد‬
‫العراق‪ ،‬والذي يتجلى من خالل االتي‪:‬‬

‫‪ -5‬يمث ممل االس ممتقرار االقتص ممادي الش ممرط الض ممروري للنم ممو‪ ،‬إال أن الش ممرط الك ممافي يتمث ممل ب ممدور‬
‫االنضباط المالي كحاضنة لالستقرار والنمو والحد من الفقر‪ ،‬ومن ثم فان تصميمه يقتضمي دممج‬
‫وتحديد قنوات انتقال أثاره لحث النمو طويل اآلجل‪.‬‬
‫‪ -1‬مممن خممالل القواعممد الماليممة يمكممن اظفمماء طممابع مهممم لتصممحيح الح موافز المشمموهة والحممد مممن‬
‫التممماهي فممي اإلنفمماق‪ ،‬السمميما فممي أوقممات الرخمماء‪ ،‬ومممن ثممم سممتفرض هممذه القواعممد الضموابط الماليممة‬
‫الالزمة للحد من العجز المالي‪.‬‬
‫‪ -3‬يترتب على تطبيمق القواعمد أثما ار مختلفمة وحسمب الطريقمة التمي تسمتجيب بهما السياسمة الماليمة‬
‫للصدمات‪ ،‬ففيما يتعلق بالصدمات الناتجة عمن النماتج فمان قاعمدتي تموازن الموازنمة أو المدين عمادة‬
‫ممما تهيممئ درجممة مممن المرونممة لتمموفير التمويممل الممالزم ومممن ثممم تسممهم بخفممض التقلبممات الدوريممة التممي‬
‫تنتاب االقتصاد‪.‬‬
‫‪ -4‬إن معضلة اإلنفاق في أبواب الموازنة على الجوانب التشمغيلية أو ذات الطبيعمة االسمتهالكية‪،‬‬
‫ابتمدءاً مممن الرواتمب واألجممور والنفقمات التحويليممة والمشمتريات الحكوميممة ممن السمملع والخمدمات باتممت‬
‫متالزمممة مممع سممهولة معممايير الصممرف‪ ،‬وأضممحت أسممعار تكاليفهمما ال تتناسممب والعائممد المتحقممق مممن‬
‫أنفاقها‪.‬‬
‫‪ -1‬إن تعاظم الفوائض في الموازنة العامة الناجمة عن ضعف تنفيذ المشاريع االستثمارية‪ ،‬يعنمي‬
‫تعظيم ماً لالدخممار المفضممي إلممى إحبمماط االسممتثمار‪ ،‬مممما يقممود مسممتقبالً إلممى هبمموط االدخممار نفسممه‬
‫بسبب تدهور مستويات الدخل‪ ،‬وهو ما أشبه بالعجز الحقيقي على الرغم من دوران عجلة النشماط‬
‫النفطي الممول لإلنفاق في األنشطة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -0‬تعممد مؤشمرات القواعممد الماليممة ايجابيممة فممي بعممض سممنوات مممدة الد ارسمة‪ ،‬وهممذا التحسممن ال يعممزى‬
‫إلى انضباط السياسة المالية‪ ،‬بقدر ما يعكس الطفرة في أسعار المنفط فضمال عمن كميمات اإلنتماج‪،‬‬
‫وهو ما أثبته هشاشة الوضع المالي في السنوات ‪ 1154‬و‪ 1151‬و‪. 1150‬‬

‫‪46‬‬
‫االمر الذي يستلزم اتباع خطوات عمليةة لضةمان تطبيةق متطلبةات السياسةة الماليةة مةن خةالل‬
‫التي‪-:‬‬
‫‪ -5‬افرز ارتفاع مستوى تراكم الديون في معظم االقتصاديات العالمية تكاليف على االقتصاد‬
‫الكلي‪ ،‬ومن ثم اقتضت الحاجة االهتداء إلى االنضباط المالي بوصفة متطلب ألفاق السياسة‬
‫المالية في أداء وظائفها ومدى قدرتها في توطيد االستقرار‪ .‬إذ أن سياسات االقتصاد الكلي‬
‫تستلزم نظام مالي قوي ومستقر لضمان انتقال أثارها إلى االقتصاد الحقيقي‪ ،‬وهي في ذات الوقت‬
‫تساعد على ضمان استقرار النظام المالي‪ ،‬للحفاظ على التشغيل والنمو جنباً إلى جنب مع‬
‫مستويات األسعار‪.‬‬
‫‪ -1‬ينبغي تصميم السياسة المالية كجزء من اإلصالحات األوسع نطاقاً وتأثي اًر في سلوك العوامل‬
‫الم مؤثرة مسممتقبالً‪ ،‬وبممما ينسممجم ومتطلبممات الشممفافية واإلش مراف العممام‪ ،‬والحممد مممن تكلفممة السياسممات‬
‫المالية غير المالئممة‪ ،‬ممن اجمل ضممان المسمؤولية الماليمة والقمدرة علمى تحممل المدين‪ ،‬وهمي محمددة‬
‫بضموابط ال يمكممن تجاوزهمما أو تغييرهما بسممهولة‪ ،‬ومممن ثممم يهيممئ المرونممة الكافيممة للتنفيممذ وبممما يسمممح‬
‫بزيادة االنضباط المالي‪ ،‬ومن ثم رفاهية اجتماعية عالية‪.‬‬
‫‪ -3‬أالمساك باإلنفاق الحكومي وعدم السماح باالستجابة التامة لزيادة المورد النفطي‪ ،‬من خالل‬
‫تحديد نسبته من الناتج المحلي بحيث ال تتجاوز (‪ )40%‬مثال‪ ،‬مهما بلغت إيرادات النفط‪ ،‬أو‬
‫على األقل إال يتزايد اإلنفاق الجاري بأعلى من نمو الناتج غير النفطي‪ ،‬وتوجيه الزيادة في‬
‫اإليراد النفطي نحو االستثمار لتطوير البناء التحتي االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وبذلك تصبح من‬
‫مقومات االستقرار‪.‬‬
‫‪ -4‬تبني سياسة مالية قادرة على توليد استثمارات محركة للعجلة االقتصادية من خالل إعادة‬
‫تخطيط أولويات اإلنفاق االستثماري في القطاع الحقيقي‪ ،‬عبر تحريك أنشطة عالية اإلنتاجية‬
‫تستطيع جذب قوة العمل والتصدي للبطالة‪ ،‬والتي ال يمكن للقطاع الخارجي عبر سياسة الباب‬
‫المفتوح الراهنة منافستها‪.‬‬
‫‪-1‬إنشاء صناديق للثروة السيادية وتنويعها بمختلف األدوات المالية‪ ،‬سيما إن موارد النفط‬
‫يصعب امتصاصها عن طريق التنويع الحقيقي فينبغي تنويعها مالياً‪ ،‬ولغايات تتعلق باالعتماد‬

‫‪47‬‬
‫على سياسات استقرار وانسيابية عالية في تمويل النفقات العامة عند تعرض موارد البالد إلى‬
‫تغيرات فجائية أو غير مرغوبة إثناء السنة المالية‪.‬‬
‫‪ -0‬االهتمام بالدور التمويلي للضرائب‪ ،‬كونها ال تنصرف إلى تنمية القطاع غير النفطي‬
‫فحسب‪ ،‬بل تحرير اإلنفاق العام من سيطرة سعر النفط وتقلباته‪ ،‬والذي تحكمه عوامل خارجية‬
‫تتصف بعدم التأكد‪.‬‬

‫‪48‬‬

You might also like