You are on page 1of 20

‫عنوان الدرس‪ :‬مشاكل محاسبية معاصرة‬

‫عنوان المقطع ‪ :1‬محاسبة التضخـم‪Inflation Accounting :‬‬

‫أهداف المقطع ‪:1‬‬

‫التعرف‬
‫ّ‬ ‫الهدف من هذا المقطع هو تعريف الطالب بالمشكلة المحاسبية للتضخم‪ ،‬حيث يم ّكنه من‬
‫والتدرب على إعادة عرض القوائم المالية بمختلف الطرق المستخدمة في معالجة آثار التضخم على‬
‫عناصر الميزانية‪ ،‬كما سيتعرف ضمنياً على المعيار المحاسبي الدولي رقم ‪" 29‬التقرير المالي في‬
‫االقتصاديات ذات التضخم المرتفع"‪.‬‬

‫ملخص المقطع‬ ‫الفقرة ‪3‬‬ ‫الفقرة ‪2‬‬ ‫الفقرة ‪1‬‬ ‫مقدمة‬ ‫المحتوى‪:‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫تمتد مشكلة التضخم التي تعاني منها مختلف اقتصاديات دول العالم إلى محاسبة المؤسسات‬
‫االقتصادية كذلك‪ ،‬السيما فيما يتعلّق بموضوعية وحقيقة قوائمها المالية‪ ،‬فاالرتفاع المستمر للمستوى العام‬
‫لألسعار قد يخلق تشوها في المعلومات المتحصل عليها من القوائم المالية‪ ،‬مما ينتج عنه ق اررات خاطئة‬
‫تخص نشاط المؤسسة ككل‪ ،‬حيث أن المحاسبة التقليدية ال تفصح عن الحقائق المتغيرة سواء كانت‬
‫متعلقة بنتيجة العمليات المالية أم بالمركز المالي أو ما كان متعلقا بعناصر الميزانية‪ ،‬مما أدى إلى‬
‫محاولة الجهات المتخصصة إليجاد طرق وأساليب محاسبية لمعالجة مشكلة التضخم على القوائم المالية‪.‬‬

‫وتبنيها من طرف لجنة معايير المحاسبة الدولية في‬


‫ورغم استخدام مثل هذه األساليب منذ عقود‪ّ ،‬‬
‫المعيار رقم ‪ 29‬تحت عنوان "التقرير المالي في االقتصاديات ذات التضخم المرتفع"‪ ،‬إال أنه ال يوجد‬
‫إجماع دولي حتى اآلن حول هذا الموضوع‪ ،‬وبناء على ذلك فإن اللجنة ترى ضرورة إجراء المزيد من‬
‫الدراسات قبل التفكير في إلزام المنشآت بإعداد قوائم مالية أساسية باستخدام نظام شامل وموحد لمعالجة‬
‫تغيرات األسعار‪.‬‬

‫رجوع إلى األعلى‬


‫الفقرة ‪ :1‬مـاهية محاسبة التضخم‪:‬‬
‫هدف الفقرة ‪ :1‬توصيف المشكلة المحاسبية للتضخم‪ ،‬وتوضيح أثر التضخم على ق اررات المؤسسة في‬
‫اآلجال القصيرة‪ ،‬المتوسطة والطويلة‪ ،‬وباألخص على قوائمها المالية‪.‬‬

‫‪ .1.1‬توصيف المشكلة المحاسبية للتضخم‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫درس‪ :‬مشاكل محاسبية معاصرة‪ :‬محاسبة التضخم‬
‫تعتبر مشكلة التضخم المرتبطة باالرتفاع المستمر في المستوى العام لألسعار من أهم المشاكل‬
‫المعاصرة التي يواجهها المحاسبون‪ ،‬فالمحاسبة أساسا تعتبر أن النقود هي الوحدة الرئيسية للقياس والتي‬
‫بدورها تتأثر تأث ار مباش ار بتقلبات المستوى العام لألسعار‪ ،‬وظاهرة التغير في المستوى العام لألسعار ليست‬
‫أن اهتمام المحاسبين في مختلف تنظيماتهم المهنية أخذ يزداد‪،‬‬
‫جديدة‪ ،‬لكن الجديد في األمر هو ّ‬
‫خصوصا منذ السبعينات‪ ،‬وذلك من خالل ما أنتجه من دراسات حديثة حول المشكلة‪ ،‬ومن العوامل‬
‫األساسية التي أدت إلى هذا االهتمام ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الزيادة المستمرة في المستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة االهتمام بدقة قياس البيانات المحاسبية‪.‬‬
‫‪ ‬تعدد البدائل في االستثمارات وخلقه لمشكلة عدم اتخاذ الق اررات بسهولة دون االعتماد على‬
‫بيانات محاسبية دقيقة‪.‬‬
‫‪ ‬اتجاه مهنة المحاسبة إلى محاولة إرساء األسس والمبادئ النظرية للمحاسبة‪.‬‬

‫هذه العوامل أدت إلى إعادت النظر في دقة القياس المحاسبي بهدف زيادة منفعة البيانات المحاسبية‬
‫لمتخذي الق اررات وللمستفيدين منها‪ ،‬وبذلك أصبح من الضروري معالجة هذه المشكلة محاسبيا‪.‬‬

‫‪ .2.1‬أثر التضخم على ق اررات المؤسسة في األجل القصير‪:‬‬

‫تخلق مشكلة التضخم صعوبات في اتخاذ الق اررات السليمة في األجل القصير‪ ،‬ومن بين هذه الق اررات‬
‫المتأثرة بالتضخم ما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬التضخم وتسيير المخزون‪ :‬يؤثر التضخم على قيمة المخزون‪ ،‬وذلك ألن دورة المخزون تعرف‬
‫يستمر فيها التضخم‬
‫ّ‬ ‫تجديدا مستم ار في ظل التغيرات العامة لألسعار‪ ،‬ويختلف أثره حسب المدة التي‬
‫وحسب دوران المخزون‪ ،‬فإن كانت مدة دوران المخزون سريعة يعاد تقييمه دون أن يؤثر عليه التضخم‪،‬‬
‫أما إذا كانت المدة ضعيفة فالمخزون يتأثر بالتضخم ويؤثر سلبا على النتائج‪ ،‬وعليه فإن التضخم يؤثر‬
‫على الق اررات المتعلقة بالمخزون‪ ،‬حيث تلجأ إدارة الوحدة االقتصادية أو المساهمون بتغيير سياسة التخزين‬
‫بحسب فترات اإلنتاج‪ ،‬ونفس الشيء بالنسبة للمؤسسات التجارية‪ ،‬فتأثير التضخم على سياسة التخزين‬
‫يظهر حسب الق اررات التي تتخذ لتحسين مدة دوران المخزون‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫درس‪ :‬مشاكل محاسبية معاصرة‪ :‬محاسبة التضخم‬
‫ب‪ .‬التضخم وتسيير الخزينة‪ :‬إن التدفقات النقدية مرتبطة أساسا بدورة االستغالل‪ ،‬أما التدفقات‬
‫الناتجة عن عمليات خارج االستغالل فهي متأثرة بالتضخم‪ ،‬وفي هذه الحالة تزداد احتياجات الخزينة أكثر‬
‫فأكثر حتى تكون أكبر من الموارد‪ ،‬والتدفقات الناتجة عن نشاط االستغالل تتأثر كذلك بالتضخم وينتج‬
‫هذا األثر عن أثر التضخم على المخزون‪ ،‬وبالتالي تتأثر الخزينة‪.‬‬
‫ج‪ .‬التضخم وتوزيع األرباح‪ :‬إذا كانت الوحدة االقتصادية تعتمد على مبادئ المحاسبة التقليدية‪،‬‬
‫خاصة مبدأ التكلفة التاريخية‪ ،‬فإنها قد تتحصل على أرباح وهمية وليست حقيقية‪ ،‬وينتج عن ذلك توزيع‬
‫أرباح اعتبارية ظاهرية أكبر من األرباح الحقيقية وتدعيم غير موضوعي لقدرة التمويل وحصص األرباح‬
‫الموزعة‪.‬‬
‫د‪ .‬التضخم وتسيير التنبؤات‪ :‬يسمح التنبؤ بتقدير كل احتياجات المؤسسة من الموارد الخاصة بنشاط‬
‫االستغالل‪ ،‬كما يحدد كل اإليرادات وكل النفقات‪ ،‬والتضخم قد يشوه كل هذه المعطيات وبالتالي ال يسمح‬
‫باتخاذ ق اررات صحيحة في حالة التقدير والمقارنة بين المؤسسات السيما المنافسة منها‪.‬‬

‫‪ .3.1‬أثر التضخم على ق اررات المؤسسة في اآلجال المتوسطة والطويلة‪:‬‬

‫إن الصورة التضخمية للقوائم المالية للمؤسسة تؤدي إلى معلومات غير دقيقة حولها‪ ،‬فكل تشوه في‬
‫هذه المعلومات من شأنه خلق حالة تذبذب واختالل في إدارة المؤسسة‪ ،‬وهذا ما يؤثر على الق اررات‬
‫المتخذة في العمليات المالية االستثمارية وتخصيص النتيجة‪ ،‬وكذلك على ق اررات الجمعية العامة‬
‫للمساهمين خصوصا تجاه البنوك ومصالح الضرائب‪.‬‬

‫تقوم أغلب المؤسسات بعملية البرمجة قبل عملية التخطيط المالي‪ ،‬ووضع خطة مالية ألجل طويل‬
‫عملية صعبة تزداد صعوبتها بحسب مدتها الزمنية التي تغطيها الخطة‪ ،‬ورغم وجود تعديالت على الخطة‬
‫والتصحيحات المتكررة والدورية‪ ،‬وفي ظل التغيرات السعرية‪ ،‬فإنه يجب مراعاة بعض األسس والمبادئ‬
‫المالية الستم اررية تطبيق الخطة على الوجه الصحيح‪ ،‬فمشكلة التضخم مالزمة للعديد من عمليات‬
‫التخطيط‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫أ‪ .‬التضخم وتغيرات التموين‪ :‬عند شراء المؤسسة لمواد أولية أو منتجات أو عند استيرادها من‬
‫الخارج‪ ،‬فإنها تقوم بالتجارة في ظل التضخم وتسمح بانتقال آثاره في ظل ارتفاع األسعار‪ ،‬أي أنه عند‬
‫استيراد المواد األولية يعني استيراد التضخم من اآلخرين "التضخم المستورد"‪ ،‬وبالتالي انتقاله إلى‬
‫المؤسسات المستوردة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫درس‪ :‬مشاكل محاسبية معاصرة‪ :‬محاسبة التضخم‬
‫ب‪ .‬التضخم وتغيرات األجور‪ :‬تمثل نفقات األجور متغيرة صعبة بالنسبة للمؤسسات‪ ،‬خاصة فيما تعلق‬
‫منها بأثر تغيرات األجور على أسعار السلع والخدمات في السوق‪ ،‬فكل ارتفاع في األجور يؤدي إلى زيادة‬
‫الطلب على سلعة أو خدمة معينة‪ ،‬وبذلك ترتفع األسعار وبالتالي خلق موجة تضخمية‪ ،‬ومنه فالق اررات‬
‫المتعلقة بتخطيط األجور تتأثر بالتضخم الذي يفرض مراجعتها وتصحيحها عدة مرات حسب الظروف‬
‫االقتصادية‪ ،‬وحسب ما تتطلبه كل مرحلة وحسب السياسات المالية والنقدية التي تعتمدها الدولة‪.‬‬

‫ج‪ .‬التضخم وتجديد البرامج‪ :‬تسعى المؤسسات إلى تجديد برامجها اإلنتاجية لمسايرة التطور‬
‫التكنولوجي‪ ،‬السيما في الدول النامية‪ ،‬حيث تلجأ إلى استيراد التجهيزات التكنولوجية الحديثة‪ ،‬مما يجعلها‬
‫تعيد النظر في برامجها االقتصادية‪ ،‬حيث تبقى هذه البرامج عرضة للتعديل على المدى الطويل‪ ،‬وبذلك‬
‫ستتأثر الق اررات المالية المتعلقة بتجديد البرامج بالتغيرات السعرية غير المستقرة‪.‬‬

‫‪ .4.1‬أثر التضخم على القوائم المالية للمؤسسة‪:‬‬

‫يستند اإلطار العام لنموذج القياس المحاسبي على مجموعة الفرضيات والمبادئ المحاسبية المتعارف‬
‫عليها‪ ،‬والتي تعتبر األساس الذي يقوم عليه قياس الدخل المحاسبي وتحديد المركز المالي للوحدات‬
‫االقتصادية‪ ،‬حيث أن هذه المبادئ تأثرت بظاهرة التضخم ولكنها لم تأخذ آثاره في االعتبار عند إعداد‬
‫البيانات والمعلومات المحاسبية‪ ،‬ومن هذه الفرضيات هي فرضية ثبات القوة الشرائية لوحدة النقود ومبدأ‬
‫التكلفة التاريخية الذي تشتق منه‪ ،‬وتقضي فرضية ثبات القوة الشرائية لوحدة النقود بوجوب أن ترتكز‬
‫التقارير والقوائم المالية المحاسبية على وحدة قياس ثابتة‪ ،‬وهو ما يعني بأن التغيرات التي تط أر على وحدة‬
‫القياس ليست على درجة كبيرة من األهمية‪ ،‬ومن ثم ال تؤثر على صحة القياس المحاسبي‪ ،‬لذلك يمكن‬
‫تجاهل التغيرات في القوة الشرائية لوحدة القياس‪ ،‬ويشتق من هذه الفرضية مبدأ التكلفة التاريخية الذي‬
‫يتطلب تسجيل جميع معامالت الوحدة المحاسبية بالقيمة الفعلية في تاريخ إتمامها حتى تعكس المحاسبة‬
‫األحداث المالية كما تمت بالفعل‪ ،‬ومن ثم تقاس األصول المملوكة للوحدة المحاسبية وجميع النفقات‬
‫المرتبطة بتلك األصول بالتكلفة األصلية وقت االقتناء‪ ،‬ونتيجة لذلك فإ ّن المحاسبة التقليدية لم تعط أهمية‬
‫لمشكلة القيمة المتغيرة لوحدة القياس بسبب التغيرات في مستويات األسعار‪ ،‬حيث أن تطبيق مدخل التكلفة‬
‫التاريخية يسبب مشاكل كثيرة وأخطاء في القياس المحاسبي‪ ،‬ألن نتائجه ال تعكس المركز المالي ونتائج‬
‫أعمال الوحدة االقتصادية بصورة حقيقية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫درس‪ :‬مشاكل محاسبية معاصرة‪ :‬محاسبة التضخم‬
‫فإنه‬
‫وحسب المعيار الدولي للمحاسبة رقم ‪" 29‬التقرير المالي في االقتصاديات ذات التضخم المرتفع"‪ّ ،‬‬
‫يتم استخدام العديد من األساليب لغرض إعداد المعلومات التي تأخذ في االعتبار تغيرات األسعار‪ ،‬وأحد‬
‫تلك األساليب هو األخذ باالعتبار التغير في المستوى العام لألسعار فقط (أي القوة الشرائية العامة)‪،‬‬
‫وهناك أسلوب آخر يوضح التكلفة الجارية بدال من التكلفة التاريخية‪ ،‬وبذلك يتم االعتراف بالتغيرات‬
‫أن هناك أسلوبا ثالثا يجمع بين كال األسلوبين‪.‬‬
‫الخاصة في أسعار األصول‪ ،‬كما ّ‬
‫رجوع إلى األعلى‬
‫الفقرة ‪ .2‬المعالجة المحاسبية للتضخم وفق أسلوب القوة الشرائية العامة‪:‬‬

‫هدف الفقرة ‪ :2‬توضيح اإلطار المحاسبي لمعالجة التضخم بأسلوب القوة الشرائية العامة‪ ،‬مع توضيح‬
‫كيفية معالجة العناصر النقدية وغير النقدية للقوائم المالية في حالة تغير األسعار‪.‬‬

‫‪ .1.2‬اإلطار المحاسبي لمعالجة التضخم بأسلوب القوة الشرائية العامة‪:‬‬

‫يتضمن أسلوب القوة الشرائية العامة (أو أسلوب المستوى العام لألسعار "‪)"General Price Level‬‬
‫تعديل كل أو بعض عناصر القوائم المالية بالتغير في المستوى العام لألسعار‪ ،‬ويؤكد مؤيدو هذا المدخل‬
‫على أن هذا التعديل ما هو إال تعديل لوحدات القياس المستخدمة وال يغير من أساس القياس األصلي‪،‬‬
‫وفي ظل هذا األسلوب فإن صافي الربح يعكس عادة آثار التغير في المستوى العام لألسعار على‬
‫االستهالك‪ ،‬وتكلفة البضاعة المباعة وصافي العناصر النقدية وذلك باستخدام أحد األرقام القياسية‬
‫المناسبة‪ ،‬كما يتم التقرير عن صافي الربح بعد المحافظة على القوة الشرائية العامة لحقوق المساهمين في‬
‫المنشأة‪.‬‬

‫وطبقا لهذا األسلوب‪ ،‬فإنه يتم تعديل وحدة القياس وذلك على أساس التكلفة التاريخية‪ ،‬أي أن التعديل‬
‫يتم على ضوء التغيرات الطارئة على القدرة الشرائية لوحدة النقد‪ ،‬ويعتمد تعديل البيانات المحاسبية على‬
‫األرقام القياسية لألسعار‪ ،‬ونتيجة لالعتماد على األرقام القياسية فإن من مزايا هذا المدخل هو البساطة‬
‫عند إجراء التعديل والموضوعية‪ ،‬ويمكن فهمـه بسهولة‪ ،‬فضال عن ذلك فإن إعداد األرقام القياسية ليس‬
‫من اختصاص المحاسب ولكنها تعد بواسطة هيئات حكومية متخصصة في االحصاء االقتصادي‪ ،‬ولكن‬
‫يقع على المحاسب عبء اختيار الرقم القياسي المناسب عند التعديل لتسهيل العملية والحصول على‬
‫نتائج أفضل‪ ،‬ويعد الرقم القياسي ألسعار المستهلكين أكثر المقاييس استخداما‪ ،‬ويتم إصداره بمعرفة‬

‫‪5‬‬
‫درس‪ :‬مشاكل محاسبية معاصرة‪ :‬محاسبة التضخم‬
‫الجهات المختصة كل شهر أو ثالثة أشهر وال يخضع ألي تعديل بعد نشره‪ ،‬في الجزائر مثال يقوم بذلك‬
‫الديوان الوطني لالحصائيات (‪.)ONS‬‬

‫عند تطبيق هذا األسلوب‪ ،‬يتم تصنيف عناصر القوائم المالية لغايات إعادة العرض على أساس‬
‫المؤشر العام لألسعار إلى فئات على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -‬يتم التفرقة بين العناصر النقدية والعناصر غير النقدية‪ :‬حيث يقصد بالعناصر النقدية تلك‬
‫األصول وااللتزامات التي تتحدد بعدد ثابت من وحدات النقود بغض النظر عن التغيرات السعرية‪ ،‬ومن‬
‫أمثلة األصول النقدية‪ :‬البنك‪ ،‬الصندوق‪ ،‬الزبائن‪ ،‬المدينون وأوراق القبض‪ ،‬ومن أمثلة االلتزامات النقدية‪:‬‬
‫الموردون‪ ،‬الدائنون ‪ ،‬أوراق الدفع والقروض‪.‬‬

‫أما العناصر غير النقدية فيقصد بها العناصر التي ال تمثل قيمتها عدد ثابت من وحدات النقود‪ ،‬حيث‬
‫تتذبذب أسعارها طبقا للتغيرات السعرية‪ ،‬ومن أمثلة األصول غير النقدية‪ :‬األصول الثابتة الملموسة وغير‬
‫الملموسة وما يرتبط بها من مخصصات‪ ،‬المخزون وما يرتبط به من مخصص ارتفاع األسعار‪،‬‬
‫المصروفات المقدمة‪ ،‬ومن أمثلة الخصوم غير النقدية‪ :‬رأس المال‪ ،‬األسهم العادية واألرباح المحجوزة‪.‬‬

‫‪ -‬يتم التعديل بالتفرقة بين حسابات المركز المالي وحسابات النتيجة‪ :‬مجموعة حسابات المركز‬
‫المالي يتم تعديلها على أساس المستوى العام لألسعار عند اقتناء العنصر المراد اقتنائه وحتى تاريخ إعداد‬
‫قائمة المركز المالي المعدلة‪ ،‬أما مجموعة حسابات النتيجة‪ ،‬وهي تتمثل في اإليرادات والمصروفات‬
‫ويفترض أنها تتدفق جميعها بصفة دورية منتظمة خالل السنة‪.‬‬

‫تم اإلشارة إليه من قبل‪ ،‬فإن القوة الشرائية للنقود تتأثر بتغيرات األسعار‪ ،‬فكلما ارتفع المستوى‬
‫كما ّ‬
‫العام لألسعار انخفضت القوة الشرائية للنقود‪ ،‬ويمكن توضيح ذلك بالمثال التالي‪:‬‬

‫عند افتراض أن الرقم القياسي للمستوى العام لألسعار في سنة األساس مثال سنة ‪ 2000‬كان يساوي‬
‫‪ ،%100‬وأصبح في سنة ‪ 2005‬يساوي ‪ %125‬فعندئذ تكون القوة الشرائية في سنة ‪ 2005‬بالنسبة لسنة‬

‫= ‪ ، 0.8‬يعني ذلك أن ارتفاع األسعار بـ ‪ 25‬بالمائة أدى إلى‬ ‫األساس (‪ )2000‬تعادل ‪ %80‬أي‬
‫‪100‬‬
‫‪125‬‬
‫انخفاض القوة الشرائية بـ ‪ ،%20‬وهنا يتضح أن التغيرات السعرية العامة تؤدي إلى التغير في وحدة‬
‫القياس‪ ،‬وعند المحاسبة وفقا لتغير في المستوى العام لألسعار يجب تحقيق التجانس لوحدة النقد‪ ،‬ويتم‬
‫ذلك وفقا للمعادلة التالية‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫درس‪ :‬مشاكل محاسبية معاصرة‪ :‬محاسبة التضخم‬
‫بيانات تاريخية وفقاً‬ ‫الرقم القياسي ألسعار سنة القياس‬
‫‪x‬‬ ‫بيانات تاريخية وفقاً لوحدة نقد ثابتة القيمة (متجانسة) =‬
‫لوحدة نقد اسمية‬ ‫الرقم القياسي ألسعار سنة األساس‬

‫• مثـــال ‪:1‬‬

‫بافتراض أن إحدى الشركات أصدرت أسهم قيمتها ‪ 60000‬ون مقابل حصولها على مخزون سلعي‬
‫قيمته ‪ 60000‬ون‪ ،‬وكان الرقم القياسي لألسعار في نهاية السنة الجارية ‪ ،%105‬وأن عملية التبادل‬
‫حدثت عندما كان الرقم القياسي لألسعار ‪ ،%100‬وبفرض أن نشاط هذه الشركة اقتصر على هذه‬
‫العملية‪ ،‬فعندئذ تظهر الميزانية في نهاية العام متضمنة مخزون قيمته ‪ 60000‬و‪.‬ن‪ ،‬ورأس مال مستثمر‬
‫قدره أيضا نفس القيمة وفقا للقيمة االسمية‪ ،‬وعند إعداد هذه الميزانية وفقا لقيمة النقد في نهاية السنة نتبع‬
‫اإلجراءات التالية‪:‬‬

‫‪ 63000 = x‬و ن‪.‬‬ ‫المخزون وفقا لوحدة نقد نهاية السنة‪60000 :‬‬
‫‪105‬‬
‫‪100‬‬

‫‪ 63000 = x‬و ن‪.‬‬ ‫رأس المال المستثمر وفقا لوحدة نقد نهاية السنة‪60000 :‬‬
‫‪105‬‬
‫‪100‬‬

‫• مثـال ‪:2‬‬

‫بافتراض أن الشركة ‪ A‬اشترت مبنى بقيمة ‪ 500000‬و ن في سنة ‪ 2011‬حيث أن الرقم القياسي‬
‫لألسعار كان ‪ ،%160‬وفي نهاية سنة ‪ 2014‬كان ‪ ،%200‬وفي نهاية سنة ‪ 2015‬أصبح ‪.%220‬‬

‫المطلوب‪ :‬تحديد قيمة المبنى نهاية سنتي ‪ 2014‬و‪2015‬؟‬

‫الحــل‪:‬‬
‫‪ -‬لإلفصاح عن قيمة المباني في ميزانية ‪ 2014‬باستخدام وحدة النقد في نهاية تلك السنة تظهر كما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ 625000 = x‬و ن‪.‬‬ ‫قيمة المبنى وفقا لوحدة النقد نهاية السنة هي‪500000 :‬‬
‫‪200‬‬
‫‪160‬‬

‫‪ -‬وعند اإلفصاح عن قيمة المباني في ميزانية سنة ‪ 2015‬باستخدام وحدة النقد في نهاية سنة ‪2015‬‬
‫يجب أن تعدل قيمتها سنة ‪ 2014‬على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ 687500 = x‬و ن‪.‬‬ ‫قيمة المبنى وفقا لوحدة النقد نهاية السنة هي‪625000 :‬‬
‫‪220‬‬
‫‪200‬‬

‫‪7‬‬
‫درس‪ :‬مشاكل محاسبية معاصرة‪ :‬محاسبة التضخم‬
‫أو يمكن بطريقة بديلة تعديل قيمة المبنى بطريقة مباشرة كما يلي‪:‬‬

‫= ‪ 687500‬و ن‪.‬‬ ‫قيمة المبنى وفقا لوحدة النقد نهاية سنة ‪ 2015‬هي‪x 500000 :‬‬
‫‪220‬‬
‫‪160‬‬
‫وعليه يمكن أن تظهر البيانات في الميزانية المقارنة في ‪ 2015/12/31‬باستخدام قيمة وحدة النقد‬
‫السائدة في نهاية سنة ‪ 2015‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫السنة‬

‫‪687500‬‬ ‫‪687500‬‬ ‫قيمة المبنى (و ن)‬

‫حيث يتضح من البيانات التي ظهرت في الميزانية أنه لم تحدث زيادة في حساب المباني خالل سنتي‬
‫‪ 2014‬و‪ ،2015‬ألن القيمة تم تحديدها باستخدام وحدة نقد متجانسة القيمة‪ ،‬وبذلك تتوفر في البيانات‬
‫خاصية القابلية للمقارنة‪.‬‬
‫مثـال ‪:3‬‬
‫فيما يلي ميزانية مأخوذة تم تعديل بياناتها وفقا لقيمة وحدة النقد في نهاية السنة الجارية‪ ،‬وبافتراض أن‬
‫الرقم القياسي لمستوى األسعار في بداية السنة كان ‪ ،%190‬وفي نهاية السنة أصبح ‪ ،%250‬وأن‬
‫مخزون آخر الفترة تم شراءه عندما كان الرقم القياسي ‪ ،%200‬وأن األرض تم شراؤها عندما كان الرقم‬
‫القياسي ‪ ،%150‬وكذلك أنه عند إصدار أسهم رأس المال كان الرقم القياسي ‪.%200‬‬

‫الميزانية في ‪/12/31‬ن‬

‫التكلفة‬ ‫التكلفة التاريخية‬ ‫التكلفة‬


‫معامل‬ ‫معامل‬
‫الخصوم‪:‬‬

‫األصول‪:‬‬

‫التكلفة التاريخية‬
‫التاريخية المعدلة‬ ‫المعدلة‬ ‫التاريخية‬
‫التحويل‬ ‫و ن اسمية‬ ‫التحويل‬ ‫و ن اسمية‬
‫(و ‪.‬ن ‪ .‬م)‬ ‫(و‪ .‬ن ‪ .‬م)‬

‫‪100000‬‬ ‫‪250/200‬‬ ‫‪80000‬‬ ‫رأس المال‬ ‫‪50000‬‬ ‫‪250/150‬‬ ‫‪30000‬‬ ‫األراضي‬


‫‪50000‬‬ ‫‪250/200‬‬ ‫‪40000‬‬ ‫المخزون‬
‫‪10000‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫الموردون‬ ‫‪20000‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪20000‬‬ ‫الزبائن‬
‫‪30000‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪30000‬‬ ‫القروض‬ ‫‪60000‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪60000‬‬ ‫النقدية‬
‫‪30000‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪30000‬‬ ‫أ‪ .‬محتجزة‬

‫‪180000‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪150000‬‬ ‫المجموع‬ ‫‪180000‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪150000‬‬ ‫المجموع‬

‫ما يالحظ على هذه الميزانية هو‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫درس‪ :‬مشاكل محاسبية معاصرة‪ :‬محاسبة التضخم‬
‫تعدل الحسابات النقدية والزبائن والموردون والقروض ألنها عناصر نقدية ومحددة القيمة بغض‬
‫‪ .1‬لم ّ‬
‫النظر عن التغير في المستوى العام لألسعار‪.‬‬

‫‪ .2‬اقتصار التعديل على العناصر غير النقدية باإلضافة إلى أسهم رأس المال‪ ،‬وتم التقويم باستخدام‬
‫وحدة النقد السائدة في نهاية السنة وفقا للتغير في المستوى العام لألسعار‪.‬‬

‫‪ .3‬لم تعدل األرباح المحتجزة بطريقة مباشرة ألنها تعكس محصلة التغيرات في المستوى العام‬
‫لألسعار‪ ،‬لذلك فقد ارتفع رصيدها من ‪ 30000‬و ن إلى ‪ 40000‬و ن‪ ،‬وهو األمر الذي يحافظ على‬
‫توازن الميزانية‪.‬‬

‫‪ .2.2‬معالجة العناصر النقدية في حالة تغير األسعار‪:‬‬

‫ما يمكن مالحظته في األمثلة السابقة أن التعديل اقتصر على العناصر غير النقدية‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫أسهم رأس المال‪ ،‬بغرض إضفاء خاصية القابلية للمقارنة على المعلومات المحاسبية والمحافظة على رأس‬
‫تم توضيحه سابقاً‪ ،‬فإنه يجب التمييز بين العناصر النقدية والعناصر غير النقدية‬
‫المال النقدي‪ .‬لكن كما ّ‬
‫عند تعديل البيانات وفق مدخل التكلفة التاريخية المعدلة‪ ،‬و ذلك ألن تعديل العناصر النقدية يسفر عن‬
‫أثر مختلف‪.‬‬

‫ومع أن العناصر النقدية التي تظهر في الميزانية ال تحتاج إلى تعديل وفق للتغيرات في المستوى‬
‫العام لألسعار ألن طبيعتها تعتبر وحدات نقدية جارية‪ ،‬إال أن هذه العناصر قد تحقق للمؤسسة مكاسب أو‬
‫تحملها خسائر في القوة الشرائية أثناء فترات التغير في المستوى العام لألسعار‪ ،‬فقد تحقق المؤسسة أرباح‬
‫وقد تتحمل خسائر حسب صافي مركزها النقدي والذي يحدد بإيجاد الفرق بين أصولها النقدية والتزاماتها‬
‫النقدية‪ ،‬وبذلك يتوقف تحقيق المؤسسة لصافي مكاسب أو تحملها لصافي خسائر في فترة معينة على ما‬
‫إذا كان صافي العناصر النقدية موجبة أو سالبة‪ ،‬و تكون العناصر النقدية موجبة عندما تزيد األصول‬
‫النقدية على االلتزامات النقدية‪ ،‬وتكون سالبة في حالة العكس‪ ،‬ولذلك يتوقف حدوث مكاسب أو خسائر‬
‫على طبيعة المركز النقدي وفق الجدول التالي‪:‬‬
‫طبيعة صافي المركز النقدي في حالة تغيرات األسعار‬

‫حالة انخفاض األسعار‬ ‫حالة ارتفاع األسعار‬ ‫طبيعة المركز النقدي‬


‫أرباح‬ ‫خسائر‬ ‫صافي المركز النقدي موجب‬
‫خسائر‬ ‫أرباح‬ ‫صافي المركز النقدي سالب‬

‫‪9‬‬
‫درس‪ :‬مشاكل محاسبية معاصرة‪ :‬محاسبة التضخم‬
‫وطبقا للمحاسبة باستخدام وحدة نقد متجانسة حسب مدخل التكلفة التاريخية يجب تحديد األرباح‬
‫والخسائر في القوة الشرائية باستخدام وحدة النقد في نهاية العام‪.‬‬
‫• مثـال‪:‬‬
‫في تاريخ ‪ 2015/12/31‬كان لدى الشركة ‪ ،B‬والتي تعمل في اقتصاد عالي التضخم‪ ،‬األصول‬
‫والخصوم التالية‪:‬‬
‫نقدية‪ 6000 :‬دينار‪ ،‬ذمم مدينة‪ 4000 :‬دينار‪ ،‬ذمم دائنة‪ 3000 :‬دينار‪ ،‬استثمار في سندات‪5000 :‬‬
‫دينار‪ ،‬قرض بنك قصير األجل ‪ 2000‬دينار‪.‬‬
‫المطلوب‪ :‬عند إعادة عرض القوائم المالية للشركة ‪ B‬هل سيظهر أرباح أم خسائر قوة شرائية للعناصر‬
‫النقدية؟‬
‫الحـل‪:‬‬
‫يوجد لدى الشركة ‪ B‬صافي أصول نقدية تبلغ ‪ 10000‬دينار‪ ،‬ألن مجموع األصول النقدية‬
‫(‪ – )5000+4000+6000‬مجموع الخصوم النقدية (‪ ،10000 = )2000+3000‬وبالتالي سيظهر لدى‬
‫الشركة خسائر حيازة قوة شرائية‪ ،‬نظ ار ألن األصول النقدية أكبر من الخصوم النقدية وأن الشركة تعمل‬
‫في اقتصاد يعاني من تضخم‪( .‬الحالة األولى في الجدول السابق)‪.‬‬
‫رجوع إلى األعلى‬
‫الفقرة ‪ .3‬المعالجة المحاسبية للتضخم وفق أسلوب التكلفة الجارية‪:‬‬

‫هدف الفقرة ‪ :3‬توضيح اإلطار المحاسبي لمعالجة التضخم بأسلوب التكلفة الجارية‪ ،‬حيث يتم محاسبة‬
‫عناصر الميزانية وفقاً للقيمة الجارية بوحدة نقد اسمية‪ ،‬ثم توضيح أسلوب مزج األسلوبين (القوة الشرائية‬
‫العامة والتكلفة الجارية) من خالل المحاسبة وفقاً للتكلفة الجارية بوحدة نقد متجانسة‪.‬‬

‫‪ .1.3‬اإلطار المحاسبي لمعالجة التضخم بأسلوب التكلفة الجارية‪:‬‬

‫إن المدخل الذي يعتمد عليه أسلوب التكلفة الجارية (أو القيمة الجارية ‪ )Current Value‬هو التغيرات‬
‫ّ‬
‫السعرية الخاصة وليست العامة‪ ،‬فالتغيرات السعرية هي نتيجة عوامل نوعية ترتبط بنوعية السلع والخدمات‬
‫التي تتعامل فيها المؤسسة‪ ،‬وتؤدي إلى زيادة أو نقص أسعار السلعة أو الخدمة بمعزل عن أسعار باقي‬
‫السلع والخدمات األخرى‪ ،‬ومن هنا فليس من الضروري أن ترتفع أسعار كل السلع والخدمات بنفس النسبة‬

‫‪10‬‬
‫درس‪ :‬مشاكل محاسبية معاصرة‪ :‬محاسبة التضخم‬
‫التي ارتفع بها المستوى العام لألسعار‪ ،‬فقد يرتفع سعر سلعة معينة بما يفوق نسبة التضخم نتيجة‬
‫ألهميتها وعالقتها النسبية بباقي السلع‪.‬‬

‫فعند استخدام أسلوب القوة الشرائية العامة‪ُ ،‬يالحظ أن المؤسسة قد تحقق أرباحاً أو تتحمل خسائر على‬
‫صافي أصولها النقدية نتيجة التغير في المستوى العام لألسعار‪ ،‬وعلى العكس من ذلك فإنه وفقا لمدخل‬
‫التكلفة الجارية قد تحقق المؤسسة أرباحاً أو تتحمل خسائر مقابل حيازة األصول غير النقدية نتيجة التغير‬
‫في األسعار الخاصة‪ ،‬وعليه فإن من المآخذ الرئيسية على القوة الشرائية العامة هو قيامه على افتراض‬
‫أساسي يتمثل في أن جميع السلع والخدمات غير النقدية تتأثر بنفس نسبة الزيادة في األسعار‪.‬‬

‫يمكن تطبيق أسلوب التكلفة الجارية باستخدام العديد من الطرق‪ ،‬التي تقوم بصفة عامة على التكلفة‬
‫االستبدالية كقاعدة رئيسية للقياس‪ ،‬إالّ أنه في حالة زيادة القيمة االستبدالية عن كل من القيمة القابلة‬
‫فإنه عادة ما يتم استخدام القيمة القابلة للتحقق أو القيمة الحالية أيهما أكبر‬
‫للتحقق والقيمة الحالية‪ّ ،‬‬
‫كأساس للقياس‪.‬‬

‫تتمثل عادة التكلفة االستبدالية ألصل معين في التكلفة الجارية للحصول على أصل مماثل سواء كان‬
‫جديدا أو سبق استعماله‪ ،‬أو التكلفة الجارية للحصول على طاقة أو خدمات إنتاجية مماثلة‪ ،‬وتتمثل القيمة‬
‫القابلة للتحقق في صافي القيمة البيعية الحالية لألصل‪ ،‬وتقدر القيمة الحالية على أساس التقدير الحالي‬
‫لصافي التدفقات النقدية المستقبلية الناتجة عن األصل بعد خصمها بشكل مالئم‪.‬‬

‫كما تستخدم عادة األرقام القياسية الخاصة كوسيلة لتحديد التكلفة الجارية لبعض عناصر من الميزانية‪،‬‬
‫وبصفة خاصة تلك العناصر التي لم تحدث بشأنها معامالت مؤخ ار أو التي ال تتوافر عنها قوائم أسعار‬
‫أو إذا كان من غير العملي استخدام قوائم األسعار لتلك العناصر‪.‬‬

‫وعموما تتطلب طرق التكلفة الجارية االعتراف بآثار التغير في األسعار الخاصة عند حساب كل من‬
‫االستهالك وتكلفة البضاعة المباعة‪ ،‬كما تتطلب البعض منها إجراء تسويات تعكس أثر التغير في‬
‫األسعار على صافي العناصر النقدية‪ ،‬بما فيها الخصوم طويلة األجل‪ ،‬وينتج عن ذلك في ظل ارتفاع‬
‫األسعار خسارة عند حيازة صافي أصول نقدية‪ ،‬أو مكاسب عند حيازة خصوم نقدية‪ ،‬والعكس صحيح في‬
‫حالة انخفاض األسعار‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫درس‪ :‬مشاكل محاسبية معاصرة‪ :‬محاسبة التضخم‬
‫‪ .2.3‬المحاسبة وفقا للتكلفة الجارية مع استخدام وحدة نقد اسمية‪:‬‬

‫يمكن اتباع نفس اإلجراءات التي سبق استخدامها في األسلوب السابق عند تعديل البيانات التاريخية‬
‫بالتغيرات في المستوى العام لألسعار‪ ،‬ويعتبر هذا المدخل من أكثر المداخل قبوال عند المحاسبة وفقا‬
‫ألساس التكلفة الجارية‪ ،‬ولذلك فقد أوصى به مجلس معايير المحاسبة المالية األمريكي باستخدامه عند‬
‫إعداد القوائم المالية اإلضافية التي تلحق بالقوائم المالية التقليدية‪.‬‬

‫ال يركز أساس التكلفة الجارية على الدخل االقتصادي فقط‪ ،‬ولكن يساعد على تحديد األرباح والخسائر‬
‫الناتجة عن حيازة األصل‪ ،‬فوفقاً للمبادئ المحاسبية المتعارف عليها يتحقق الدخل عند نقطة البيع عن‬
‫طريق المقابلة بين أسعار المبيعات والتكلفة التاريخية للبضاعة المباعة‪ ،‬أما في ظل المحاسبة وفقا للتكلفة‬
‫الجارية يمكن إعادة تقويم األصل خالل الفترة المحاسبية بصرف النظر عن بيعها‪ ،‬وينتج عن هذا‬
‫االعتراف بأرباح أو خسائر نتيجة حيازة األصل‪ ،‬وهناك نوعين من األرباح والخسائر عن الحيازة؛ أرباح‬
‫أو خسائر الحيازة المحققة و أرباح أو خسائر الحيازة غير المحققة‪ ،‬وهذه األخيرة ناتجة عن العناصر غير‬
‫النقدية التي في حيازة المؤسسة حتى تاريخ التعديل‪ ،‬و تحسب بالفرق بين التكلفة الجارية والتكلفة‬
‫التاريخية لتلك العناصر‪ .‬أما األرباح أو الخسائر عن الحيازة المحققة فهي ناتجة عن العناصر غير‬
‫النقدية التي تم بيعها أو استنفدت خدماتها في اإلنتاج‪ ،‬وتحسب بالفرق بين التكلفة الجارية والتكلفة‬
‫التاريخية لتك العناصر‪.‬‬

‫مثـال ‪:1‬‬

‫في تاريخ ‪/12/31‬ن ظهرت أرصدة ميزان المراجعة إلحدى الشركات كما يلي‪:‬‬

‫المبالغ (و‪ .‬ن)‬ ‫العناصر‬


‫‪300000‬‬ ‫آالت‬
‫‪250000‬‬ ‫مخزون أول المدة‬
‫‪500000‬‬ ‫مشتريات‬
‫‪6000‬‬ ‫زبائن‬
‫‪130000‬‬ ‫النقدية‬
‫‪90000‬‬ ‫مصروفات مختلفة‬
‫‪500000‬‬ ‫رأس المال‬

‫‪12‬‬
‫درس‪ :‬مشاكل محاسبية معاصرة‪ :‬محاسبة التضخم‬
‫‪50000‬‬ ‫أوراق الدفع‬
‫‪585000‬‬ ‫مبيعات‬
‫‪30000‬‬ ‫موردون‬

‫‪50000‬‬ ‫أرباح محتجزة‬

‫وبافتراض أن الشركة تم تكوينها في بداية هذه السنة وترغب في إعداد قوائم مالية ملحقة باستخدام‬
‫مدخل التكلفة الجارية‪ ،‬كما أنها قد قامت الشركة بالعمليات التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬تم شراء اآلالت عند تكوين الشركة‪ ،‬حيث كان الرقم القياسي الخاص لهذه اآلالت عند الشراء‬
‫‪ %100‬وارتفع في نهاية السنة إلى ‪ ،%140‬وكان معدل اإلهتالك ‪ %10‬سنويا‪.‬‬

‫‪ .2‬تكلفة الوحدة من المخزون أول المدة ‪ 20‬ون‪ ،‬و تتبع الشركة طريقة الوارد أوال صادر أوال ‪،FIFO‬‬
‫وقد كانت حركة البضاعة خالل السنة كما يلي‪:‬‬

‫سعر التكلفة‬ ‫المبيعات‬ ‫سعر التكلفة‬ ‫المشتريات‬ ‫الفترة‬


‫(و ن)‬ ‫(وحدة)‬ ‫(و ن)‬ ‫(وحدة)‬
‫‪21‬‬ ‫‪15000‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫النصف األول‬

‫‪18.5‬‬ ‫‪9000‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫النصف الثاني‬

‫مع العلم أن كل عملية بيع تتم بعد كل عملية شراء‪.‬‬

‫المطلوب‪:‬‬

‫‪ .1‬حساب أرباح أو خسائر الحيازة المحققة وغير المحققة‪.‬‬


‫‪ .2‬إعداد القوائم المالية باستخدام مدخل التكلفة الجارية‪.‬‬
‫الحــــل‪:‬‬
‫‪ .1‬أرباح أو خسائر الحيازة المحققة وغير المحققة‪:‬‬

‫• بالنسبة لألصول الثابتة‪:‬‬

‫أ‪ .‬تحديد أرباح أو خسائر الحيازة غير المحققة‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫درس‪ :‬مشاكل محاسبية معاصرة‪ :‬محاسبة التضخم‬
‫=‪ 420000‬و ن ‪.)1(..........‬‬ ‫التكلفة الجارية‪ 300000 :‬‬
‫‪140‬‬
‫‪100‬‬
‫التكلفة التاريخية‪ 300000:‬و ن‪.)2(.............‬‬
‫أرباح الحيازة غير المحققة (‪ 120000=300000-420000= )2( -)1‬و ن‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد اإلهتالك العام‪ :‬يتم استخدام متوسط الرقم القياسي لألسعار بين بداية ونهاية السنة بدال من‬
‫الرقم القياسي نهاية السنة‪ ،‬بافتراض أن االهتالك يحدث بانتظام على مدار السنة‪.‬‬

‫‪100  140‬‬
‫=‪.120‬‬ ‫متوسط الرقم القياسي لألسعار هو‬
‫‪2‬‬

‫=‪ 360000‬و ن‪.‬‬ ‫متوسط التكلفة الجارية ‪ 300000‬‬


‫‪120‬‬
‫‪100‬‬
‫اإلهتالك على أساس المتوسط ‪ 36000= %10 x 360000‬و ن‪.‬‬
‫‪ -‬تسوية مخصص اإلهتالك‪:‬‬
‫مخصص اإلهتالك بالتكلفة الجارية هو ‪ 42000= %10 x 420000‬و ن ‪(........‬أ)‪.‬‬
‫مخصص اإلهتالك على أساس المتوسط هو ‪ 36000‬و ن ‪(.......‬ب)‪.‬‬
‫فرق مخصص اإلهتالك هو (أ) – (ب)=‪ 6000‬و ن‪.‬‬

‫ب‪ -‬تحديد أرباح أو خسائر الحيازة المحققة‪:‬‬


‫اإلهتالك على أساس تاريخي ‪ 30000=%10 x 300000‬و ن ‪(......‬ج)‪.‬‬
‫أرباح الحيازة المحققة هي (ب) – (ج) =‪ 6000‬و ن‪.‬‬

‫• بالنسبة للمخزون‪:‬‬

‫‪ -‬حركة البضاعة‪:‬‬

‫النصف الثاني‬ ‫النصف األول‬


‫التكلفة (و ن)‬ ‫عدد الوحدات‬ ‫التكلفة (و ن)‬ ‫عدد الوحدات‬ ‫البيان‬
‫‪20‬‬ ‫‪7500‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪12500‬‬ ‫مخزون أول المدة‬
‫‪21‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫مشتريات‬

‫‪14‬‬
‫درس‪ :‬مشاكل محاسبية معاصرة‪ :‬محاسبة التضخم‬
‫‪17500‬‬ ‫‪22500‬‬ ‫بضاعة متاحة‬

‫‪18.5‬‬ ‫(‪)9000‬‬ ‫‪21‬‬ ‫(‪)15000‬‬ ‫مبيعات‬


‫‪--‬‬ ‫‪8500‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪7500‬‬ ‫مخزون ‪12/31‬‬

‫‪ -‬تحديد أرباح أو خسائر الحيازة‪:‬‬

‫النصف األول من السنة‪:‬‬

‫أ‪ .‬تحديد أرباح أو خسائر الحيازة غير المحققة‪:‬‬

‫من مخزون أول المدة ‪ 12500= )18-21( x 12500:‬و ن‪.)1(...........‬‬


‫من المشتريات‪ 30000= )18-21( x 10000 :‬و ن‪.)2(...........‬‬
‫أرباح الحيازة غير المحققة‪ 42500= )2( – )1( :‬و ن‪.‬‬
‫ب‪ .‬تحديد أرباح أو خسائر الحيازة المحققة‪:‬‬
‫تكلفة المبيعات بالقيمة الجارية‪ 315000 = 21 x 15000:‬و ن‪.‬‬
‫تكلفة المبيعات بالتكلفة التاريخية‪:‬‬
‫من مخزون أول المدة ‪ 250000= 20 x 12500 :‬و ن‪.‬‬
‫من المشتريات ‪ 45000= 18 x 2500 :‬و ن‪.‬‬
‫أرباح الحيازة المحققة‪ 20000 = )45000 + 250000( – 315000:‬و ن‪.‬‬

‫النصف الثاني من السنة‪:‬‬


‫أ‪ .‬أرباح أو خسائر الحيازة غير المحققة‪:‬‬
‫من مخزون أول المدة ‪ ) 18750 (= ) 21 – 18.5( x 17500 :‬و ن (خسارة)‪.‬‬
‫من المشتريات ‪ )5000( = )18 – 18.5( x 10000 :‬و ن (خسارة)‪.‬‬
‫خسائر الحيازة غير المحققة ‪ 23750= 5000+18750:‬و ن‪.‬‬
‫ب‪ .‬تحديد أرباح أو خسائر الحيازة المحققة‪:‬‬
‫تكلفة المبيعات بالقيمة الجارية ‪ 166500= 18.5 x 9000 :‬و ن ‪.‬‬
‫تكلفة المبيعات بالتكلفة التاريخية‪:‬‬
‫من مخزون أول المدة ‪ 135000 = 18 x 7500 :‬و ن ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫درس‪ :‬مشاكل محاسبية معاصرة‪ :‬محاسبة التضخم‬
‫من المشتريات ‪ 31500 = 21 x 1500 :‬و ن ‪.‬‬
‫أرباح أو خسائر الحيازة المحققة ‪ ( 0= )31500 + 135000( – 166500:‬ال توجد ال خسائر وال‬
‫أرباح محققة)‪.‬‬
‫‪ .2‬إعداد القوائم المالية باستخدام مدخل التكلفة الجارية‪.‬‬
‫من خالل ما سبق يمكن إظهار كل من قائمة الدخل وقائمة المركز المالي في ‪ /12/31‬ن‪.‬‬
‫أ‪ .‬قائمة الدخل‪:‬‬

‫قائمة الدخل في ‪ /12/31‬ن‬

‫التكلفة الجارية‬ ‫التكلفة التاريخية‬ ‫البيان‬


‫‪585000‬‬ ‫‪585000‬‬ ‫المبيعات‬
‫(‪)481500‬‬ ‫(‪)461500‬‬ ‫تكلفة المبيعات‬
‫‪103500‬‬ ‫‪123500‬‬ ‫مجمل الربح من العمليات (‪)1‬‬
‫‪90000‬‬ ‫‪90000‬‬ ‫مصروفات مختلفة‬
‫‪36000‬‬ ‫‪30000‬‬ ‫إهتالك‬
‫‪126000‬‬ ‫‪120000‬‬ ‫المصروفات (‪)2‬‬
‫(‪)22500‬‬ ‫‪3500‬‬ ‫صافي الربح (‪)3(=)2(-)1‬‬
‫‪26000‬‬ ‫‪--‬‬ ‫مكاسب الحيازة المحققة‬
‫‪3500‬‬ ‫‪3500‬‬ ‫صافي الربح‬

‫من خالل الجدول يمكن مالحظة ما يلي‪:‬‬

‫(‪ :)1‬مجمل الربح من العمليات= المبيعات – تكاليف البيع‬


‫(‪ :)2‬المصروفات= مصروفات ‪ +‬االهتالك‬
‫(‪ :)3‬صافي الربح = إجمالي الربح من العمليات – المصروفات‬
‫ويمكن مالحظة أيضاً‪:‬‬

‫‪ -‬المبيعات لم تعدل ألنها تظهر بأسعار البيع الجارية خالل الفترة‪ ،‬وبذلك فهي تعكس القيم الجارية‪.‬‬
‫‪ -‬تم تعديل االهتالك باستخدام متوسط الرقم القياسي لألسعار إلى الرقم القياسي نهاية السنة‪ ،‬بافتراض‬
‫أن االهتالك يحدث بانتظام على مدار السنة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫درس‪ :‬مشاكل محاسبية معاصرة‪ :‬محاسبة التضخم‬
‫‪ -‬تكلفة البضاعة قدرت حسب التكلفة الجارية بـ ‪ 481500‬و ن‪ ،‬أما على أساس التكلفة التاريخية فقد‬
‫كانت ‪ 461500‬و ن‪.‬‬
‫‪ -‬مكاسب الحيازة المحققة = أرباح الحيازة على المخزون ‪ +‬أرباح الحيازة المحققة على اآلالت‪.‬‬
‫‪ -‬األرباح المحققة معترف بها على أساس التكلفة الجارية‪ ،‬ولكن على أساس التكلفة التاريخية غير‬
‫معترف بها‪.‬‬
‫‪ -‬صافي الربح النهائي = مكاسب الحيازة المحققة ‪.)3( +‬‬

‫ب‪.‬قائمة المركز المالي‪:‬‬

‫قائمة المركز المالي في ‪ /12/31‬ن‬

‫التكلفة‬ ‫التكلفة‬ ‫التكلفة‬ ‫التكلفة‬


‫الخصوم‬ ‫األصول‬
‫الجارية‬ ‫التاريخية‬ ‫الجارية‬ ‫التاريخية‬
‫‪425000‬‬ ‫‪425000‬‬ ‫رأس المال‬ ‫‪420000‬‬ ‫‪300000‬‬ ‫آالت‬
‫‪146750‬‬ ‫‪50000‬‬ ‫أرباح محتجزة‬ ‫‪141250‬‬ ‫‪152500‬‬ ‫مخزون آخر المدة‬
‫‪3500‬‬ ‫‪3500‬‬ ‫أرباح السنة‬ ‫‪6000‬‬ ‫‪6000‬‬ ‫زبائن‬
‫‪42000‬‬ ‫‪30000‬‬ ‫مخصص اإلهتالك‬ ‫‪130000‬‬ ‫‪130000‬‬ ‫النقدية‬
‫‪50000‬‬ ‫‪50000‬‬ ‫أوراق الدفع‬
‫‪30000‬‬ ‫‪30000‬‬ ‫موردون‬
‫‪697250‬‬ ‫‪588500‬‬ ‫المجموع‬ ‫‪697250‬‬ ‫‪588500‬‬ ‫المجموع‬

‫من خالل الجدول يمكن مالحظة ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬األصول وااللتزامات النقدية تم اإلفصاح عنها وفقا لقيمتها االسمية ألنها بطبيعتها تعكس القيم‬
‫الجارية‪ ،‬وبذلك ال تحتاج إلى تعديل‪.‬‬
‫‪ -‬المخزون واآلالت ظهرت في القائمة وفقا ألساس التكلفة الجارية في نهاية السنة‪.‬‬
‫‪ -‬رأس المال لم يعدل ألنه يفترض وفقا ألساس التكلفة الجارية مع استخدام وحدة نقد اسمية أن القوة‬
‫الشرائية لوحدة النقد ثابتة‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لألرباح المحتجزة خاضع لتوازن الميزانية‪.‬‬

‫‪ .3.3‬المحاسبة وفقا للتكلفة الجارية مع استخدام وحدة نقد متجانسة‬

‫‪17‬‬
‫درس‪ :‬مشاكل محاسبية معاصرة‪ :‬محاسبة التضخم‬
‫فإن هناك بعض الطرق المحاسبية التي تقوم بالمزج بين األسلوبين‬
‫كما تم اإلشارة إليه في البداية‪ّ ،‬‬
‫السابقين‪ ،‬أسلوب القدرة الشرائية العامة وأسلوب التكلفة الجارية‪ ،‬ففي الواقع ال يوجد تعارض بين مدخل‬
‫وحدة النقد المتجانسة ومدخل التكلفة الجارية‪ ،‬وال يعتبر أحدهما بديال عن اآلخر فكل منهما يعالج مشكلة‬
‫مختلفة عن األخرى‪ ،‬ولكن يختلف كال المدخلين في أسلوب المحافظة على رأس المال‪ ،‬فالمحاسبة وفقا‬
‫لوحدة النقد المتجانسة ( القيمة الجارية لوحدة النقد) تستهدف المحافظة على رأس المال النقدي‪ ،‬أما‬
‫المحاسبة وفقا ألساس التكلفة الجارية فتستهدف المحافظة على رأس المال الحقيقي أو االقتصادي‪،‬‬
‫ونتيجة لذلك ساد االتجاه نحو الجمع بين المدخلين باعتبار أن مدخل وحدة النقد المتجانسة يأخذ بعين‬
‫االعتبار أثر التغيير في المستوى العام لألسعار ومدخل التكلفة الجارية يعكس أثر التغييرات في األسعار‬
‫الخاصة‪ ،‬ولذلك طبق المدخالن في مدخل يطلق عليه "أسلوب التكلفة الجارية مع استخدام وحدة نقد‬
‫متجانسة"‪ ،‬حيث يعتمد هذا األسلوب على التكاليف التاريخية المعدلة‪ ،‬وال يختلف عن األسلوب السابق‬
‫(معدلة بالمستوى العام لألسعار)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫في كيفية القياس إال في تغيير وحدة النقد االسمية بوحدة نقد متجانسة‬

‫• مثـال‪:‬‬

‫بافتراض أن إحدى الشركات اشترت قطعة أرض في ‪ 2010/1/1‬بمبلغ ‪ 200000‬ون عندما كان‬
‫الرقم القياسي لألسعار ‪ ،%120‬وفي ‪ 2014/12/31‬أصبح الرقم القياسي للمستوى العام لألسعار‬
‫‪ ،%150‬بينما كانت التكلفة الجارية لألرض في ذلك التاريخ ‪ 500000‬ون‪.‬‬

‫المطلوب‪ :‬حساب األرباح والخسائر غير المحققة باعتماد التكاليف الجارية ووحدة النقد المتجانسة‬

‫الحل‪:‬‬

‫وفقا لمدخل وحدة النقد المتجانسة تصبح التكلفة التاريخية المعدلة لألرض هي‪:‬‬

‫‪ 250000 = 200000‬ون‪ ،‬إذن زادت قيمة األرض بـ ‪ 50000‬ون‪ ،‬وهي تعتبر من‬
‫‪150‬‬
‫‪120‬‬
‫األرباح للمحافظة على رأس المال النقدي‪.‬‬

‫وعند حساب قيمة األرض على أساس التكلفة الجارية مع استخدام وحدة نقد اسمية يكون‪:‬‬
‫(‪ 300000=)200000 -500000‬ون‪ ،‬وهي عبارة عن أرباح غير محققة‪.‬‬

‫كبير من األرباح غير‬


‫وعند مقارنة الفارق بين األسلوبين نجد أن األرباح المحققة للشركة تضم جزءا اً‬
‫حقيقي نتيجة آثار التضخم‪ ،‬ويمكن تحليله كما يلي‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫درس‪ :‬مشاكل محاسبية معاصرة‪ :‬محاسبة التضخم‬
‫التكاليف الجارية لألرض ‪ .500000‬و ن ‪)1(.....................‬‬
‫التكلفة التاريخية المعدلة ‪ 250000‬ون متجانسة‪)2(..............................‬‬
‫الجزء الحقيق من األرباح الغير محققة =(‪ 250000=)250000-500000‬ون ‪)3(..............‬‬
‫التكلفة التاريخية باستخدام وحدة نقد اسمية ‪ 200000 :‬و ن ‪)4( ......................‬‬
‫الجزء التضخمي من أرباح الحيازة غير المحققة (‪ 50000=)4(-)2‬ون ‪.)5(.............‬‬
‫جملة األرباح غير المحققة‪ 300000=)5( +)3( :‬ون يالحظ من هذا التحليل أن جملة الحيازة غير‬
‫المحققة تقدر بـ ‪ 300000‬ون‪.‬‬

‫يالحظ على هذه األرباح أنها غير حقيقية‪ ،‬ألن هناك جزءا منها يرجع إلى االرتفاع العام لألسعار‬
‫وقدره ‪ 50000‬و ن‪ ،‬أما األرباح غير المحققة الحقيقية فهي تقدر بـ ‪ 250000‬و ن‪.‬‬

‫ويالحظ كذلك من هذا التحليل أنه يفصح عن أثر التغيرات في كل من األسعار العامة واألسعار‬
‫الخاصة على عنصر واحد فقط‪ ،‬أما تطبيقه على القوائم المالية بصفة شاملة فهو يحتاج إلى دقة وعناية‬
‫أكثر إلعداد هذه القوائم المعدلة‪.‬‬

‫ويمكن اإلشارة في األخير إلى أن اعتماد هذا األسلوب‪ ،‬أي أسلوب التكلفة الجارية مع استخدام وحدة‬
‫النقد المتجانسة‪ ،‬أنه ال تختلف أرباح أو خسائر القوة الشرائية على العناصر النقدية إذا ما قورنت باألرباح‬
‫والخسائر التي يتم التوصل إليها باستخدام أساس التكلفة التاريخية مع استخدام وحدة نقد متجانسة القيمة‪،‬‬
‫ألن صافي العناصر النقدية يظهر عادة بالقيم الجارية‪.‬‬

‫رجوع إلى األعلى‬


‫ملخص المقطع ‪:1‬‬

‫فإن مشكلة محاسبة التضخم ترتبط‬


‫نتيجة اعتماد النظام المحاسبي التقليدي على مبدأ التكلفة التاريخية‪ّ ،‬‬
‫بتأثير التضخم على المعلومات المحاسبية وعلى عناصر القوائم المالية‪ ،‬واألساليب التي يجب استخدامها‬
‫لمواجهة القصور في المعلومات المحاسبية‪.‬‬

‫فإنه‬
‫وحسب المعيار الدولي للمحاسبة رقم ‪" 29‬التقرير المالي في االقتصاديات ذات التضخم المرتفع"‪ّ ،‬‬
‫يتم استخدام العديد من األساليب لغرض إعداد المعلومات التي تأخذ في االعتبار تغيرات األسعار‪ ،‬وأحد‬
‫تلك األساليب هو األخذ باالعتبار التغير في المستوى العام لألسعار فقط (أي القوة الشرائية العامة)‪،‬‬

‫‪19‬‬
‫درس‪ :‬مشاكل محاسبية معاصرة‪ :‬محاسبة التضخم‬
‫وهناك أسلوب آخر يوضح التكلفة الجارية بدال من التكلفة التاريخية‪ ،‬وبذلك يتم االعتراف بالتغيرات‬
‫أن هناك أسلوبا ثالثا يجمع بين كال األسلوبين‪.‬‬
‫الخاصة في أسعار األصول‪ ،‬كما ّ‬

‫إن الفرق بين األسلوب األول (القوة الشرائية العامة) واألسلوب الثاني (التكلفة الجارية) يتمثل في أن‬
‫األسلوب األول يعتمد على المستوى العام لألسعار‪ ،‬فيقوم بتعديل عناصر القوائم المالية التي تتأثر‬
‫أن األسلوب الثاني (القيمة‬
‫بالتضخم باستخدام مؤشر واحد يطلق عليه المؤشر العام لألسعار‪ ،‬في حين ّ‬
‫الجارية) يقوم بتعديل عناصر القوائم المالية بالتغير في قيم أو أسعار كل عنصر وحسب درجة تأثر ذلك‬
‫فإن من المآخذ الرئيسية على أسلوب القوة الشرائية العامة (المستوى العام‬
‫العنصر بارتفاع األسعار‪ .‬وعليه ّ‬
‫لألسعار)‪ ،‬هو قيامه على افتراض أساسي يتمثل في أن جميع السلع والخدمات غير النقدية تتأثر بنفس‬
‫نسبة الزيادة في األسعار‪.‬‬
‫رجوع إلى األعلى‬

‫‪20‬‬
‫درس‪ :‬مشاكل محاسبية معاصرة‪ :‬محاسبة التضخم‬

You might also like