Professional Documents
Culture Documents
المقدمة
المبحث األول :نشأة وتعريف السندات الدولية
من أكثر المصطلحات تداوال في الفترة األخيرة هو سوق السندات الدولية والذي انتشر بشكل كبيرا جدا،
فبناء على انتشار االنترنت والحصول على معلومات أكثر عن األسواق المالية في جميع أنحاء العالم
جعل سوق السندات الدولية أكبر فرصة للمتداولين ،والذي من خالله يتم كسب عوائد أعلى وتنويع
المحفظة Jالتجارية ،مما يسمح بظهور أدوات مالية جديدة مثل عقود تبادل أسعار الفائدة والعملة
ألصحاب السندات واالستفادة من األسواق الخارجية ،فالسند معروف أنه مستند قانوني تعترف به
الجهة التي أصدرته وتلتزم بموجبه بدفع مبلغ معين مقابل إقراض قيمة السند المكتوبة عليه ” القيمة
االسمية “كما تلتزم بدفع الفوائد المنصوص عليها في السند وتحسب أسعار الفائدة على أساس القيمة
االسمية للسند وبغض النظر عن اختالف سعر السند في سوق األوراق المالية ،ولكن ماذا عن السندات
الدولية؟ هذا ما نورده في البحث بشكل مفصل.
المبحث األول :نشأة وتعريف السندات الدولية
في مطلع العقد السادس من القرن الماضي بالضبط 3في سنة 1963م كانت بداية إصدار هذه السندات
واتسع التعامل بها وأصبحت 3تشكل أداة للقروض الدولية طويلة األجل وبالعمالت الدولية المختلفة .وبدأت
السندات الدولية تحتل موقعها كوسيلة استثمار على النطاق 3الدولي وأصبحت خالل فترة زمنية قصيرة
تشكل جزءا هاما في تكوين الحافظة المالية االستثمارية.
والجدير 3بالذكر أن عمليات االقتراض مقابل سندات دولية تخضع للكثير من التقلبات
والتغيرات 3يمكن مالحظتها بين عام وآخر .وذلك تبعا لتطورات األوضاع النقدية والمالية وبخاصة فيما
يتعلق بتقلبات أسعار 3الفائدة وأسعار 3صرف العمالت الدولية .وقد استخدمت الدول الصناعية المتقدمة سوق
السندات الدولية بصورة أكبر من الدول النامية التي لجأت إليها مؤخرا والسبب في ذلك يرجع إلى المركز
االقتصادي القوي .إضافة إلى عوامل الثقة واالستقرار السياسي 3واالجتماعي في الدول المتقدمة التي تعتبر
أفضل الضمانات بالنسبة للدائنين في حين أن الدول النامية تفتقر لمثل هذه الضمانات األساسية للنمو
االقتصادي واالجتماعي 3.وكانت الغالبية العظمى للمقترضين بواسطة السندات الدولية مؤسسات 3أمريكية
وذلك عن طريق 3فروعها في أوروبا 3حتى عام 1969م ومع بداية العقد السابع بدأت المؤسسات 3غير
األمريكية تدخل في هذه السوق المالية وكانت الحكومات وشركات 3القطاع العام في أوروبا هي السباقة إلى
استخدام 3السندات الدولية باإلضافة إلى مؤسسات التنمية الدولية.
يعرف السند بأنه مستند قانوني تعترف به الجهة التي أصدرته ،وتلتزم 3بموجبه بدفع مبلغ معين مقابل
إقراض قيمة السند المكتوبة عليه " القيمة اإلسمية " كما تلتزم بدفع الفوائد المنصوص عليها في السند
وتحسب أسعار الفائدة على أساس القيمة اإلسمية للسند وبغض النظر عن اختالف سعر السند في سوق3
1
األوراق 3المالية.
يقصد بالسندات الدولية وهي السندات التي تصدر 3في بلد ما لصالح مقترض أجنبي وأصبحت 3في المدة
الحالية أحد أهم التوظيفات االستثمارية طويلة األجل ولهذا أصبحت تمثل جانبا مهما من في محفظة
االستثمارات 3المالية ألي مؤسسة وترجع أهمية السندات الدولية عموما إلى كونها:2
1بني هاني حسين " ،األسواق المالية " دار الكندي للنشر والتوزيع ،األردن.2002،
2الحسين تقي الدين " ،التمويل الدولي " ،دار مجدالوي للنشر ،األردن.1999 ،
أداة مالئمة لتوظيف 3هذه األموال في مجاالت مضمونة وقليلة المخاطر 3أيضا.
أداة استثمارية طويلة األجل تساهم في إعادة توزيع 3المدخرات على المقرضين على المستوى
الدولي.
أداة ذات سيولة مرتفعة رغم طول آجال استحقاقها 3حيث يمكن التنازل عنها بالبيع في السوق3
الثانوية.
أ -السندات األوروبية :هي عبارة عن السندات التي يصدرها المقترضون المنتمون إلى دولة معينة
خارج حدود 3دولتهم في سوق رأس المال لدولة أخرى وبعملة تختلف عن عملة الدولة التي تم فيها
طرح هذه السندات لالكتتاب ،فمثال لو قامت شركات أمريكية ببيع سندات في لندن مقيمة بالمارك3
األلماني فإن هذه السندات توصف 3باألوروبية.
وعملية إدارة وتنظيم 3اإلصدار تتم عن طريق بنوك االستثمار 3أو التجمعات المصرفية مقابل عمولة،
ويتم بعد ذلك تشكيل مجموعات البيع المتكونة من مجموعة البنوك والوسطاء واسعة االنتشار 3التي
تتولى تسويق 3اإلصدارات بين المستثمرين النهائيين " المؤسسات واألفراد" 3وتكون عادة الفوائد
المستحقة على هاته السندات معفاة من الضرائب.
ب-السندات األجنبية :وهي عبارة عن سندات دولية يصدرها 3المقترضين الذين ينتمون لدولة معينة
خارج حدود 3دولتهم في أسواق رأس المال لدولة أخرى ،وبعملة نفس الدولة التي طرح السندات فيها،
فمثال لو باعت شركة صناعة السيارات األلمانية " " OPELسندات إلى الواليات المتحدة فإن هذه
السندات ستقيم بالدوالر 3األمريكي بوصفها سندات أجنبية ،ويتمم طرح وبيع هذه السندات بواسطة
التجمعات المصرفية .وفي السوق الثانوي 3تتداول هذه السندات األجنبية بانتقالها من مصدريها3
األصليين إلى مشترين جدد .وتتميز 3هذه السنوات بانخفاض تكاليف عملية اإلصدار 3بالمقارنة بتكاليف
3
إصدار السندات األوروبية.
3بني هاني حسين " ،األسواق المالية " دار الكندي للنشر والتوزيع ،األردن.2002،
المبحث الثاني :تصنيف واصدار السندات الدولية
تختلف السندات من حيث جهة اإلصدار ،ومن حيث الجهة المانحة للقرض وكذلك تصنف حسب جنسية
البلد " السندات األجنبية " وحسب عملة البلد" األورو دوالر ." 3كما تتصف كذلك حسب فترة االستحقاق
فمنها سندات قصيرة وأخرى 3متوسطة وأخرى طويلة األجل ،ونذكر هنا بعض التصنيفات األكثر
استعماال:
يمكن أن تكون الجهات المصدرة للسندات على مستويات مختلفة من حيث السلم اإلداري والحكومي 3ومن
حيث األهمية السياسية واالقتصادية وعلى هذا األساس يتحدد نوع وجهة القرض الذي يمكن منحه للجهات
العامة أو الخاصة ،والجهات التي لها الحق في طلب القروض مقابل سندات هي الخزانة العامة والبلديات
في بعض الدول إضافة إلى مؤسسات القطاع العام ومؤسسات التنمية الدولية التي لها صفة اعتبارية
والمؤسسات المالية والمصرفية المعروفة دوليا ،من حيث مركزها المالي القوي وهذه الجهات هي:4
الخزينة العمومية :تقوم الخزينة العامة بطلب القروض الخارجية مقابل سندات .وهذا ال يصح )1
دائما من أجل الحصول على اإليرادات غير االعتباطية فحسب .بل من أجل التأثير على حجم
العمل في البالد .فإذا كان االقتصاد الوطني 3يمر بمرحلة االنكماش " ركود " فإن طلب القروض
الخارجية مقابل سندات يساعد على تحريك االقتصاد 3الوطني .وذلك عن طريق 3زيادة حجم اإلنفاق
العام " مكرر االستثمار ." 3ونتيجة لذلك ستكون زيادة اإليرادات العامة لفترة طويلة .وهكذا يمكن
تسديد قيمة القرض األصلية مع الفوائد.
البلديات :في بعض الدول التي تطبق النظام الالمركزي 3ونظرا لتمتع هذه البلديات واإلدارات )2
المحلية لموازنات 3شبه موازنات شبه مستقلة فإن القوانين أجازت لها اللجوء إلى إصدار السندات
الخارجية حسب الحاجة إلى ذلك.
المؤسسات 3والشركات والمصالح العامة :حق لبعض المؤسسات والشركات العامة والهيئات طلب )3
القروض مقابل إصدار سندات ولكن هذه العملية خاضعة لموافقة الجهات الرسمية التي تحدد نوع
وجهة القرض وكيفية طرح السندات وشكل هذه السندات.
مؤسسات 3التنمية الدولية والمؤسسات المالية والمصرفية الدولية :بالنظر إلى المركز المالي )4
المتميز لمثل هذه المؤسسات 3دوليا .ولضخامة رؤوس أموالها إضافة إلى الضمانات التي تقدمها
4بني هاني حسين " ،األسواق المالية " دار الكندي للنشر والتوزيع ،األردن2002،
لها الحكومات .فإنها قد أصبحت الجهات الرئيسة إلصدار السندات وطرحها 3في األسواق المالية
الدولية ،بهدف تجميع المدخرات وتوفيرها وتوفيرها 3للمستثمرين في جميع أنحاء العالم.
إن الجهات التي تمنح القروض للقطاع العام والخاص تختلف هي األخرى من حيث الموقع أو المركز3
االقتصادي 3والمالي ،ومن حيث األهمية السياسية والقدرة على خلق االئتمان والقدرة على منح
القروض وتتدرج 3من حيث األهمية من المصرف 3المركزي إلى المصارف والمؤسسات المالية
والمصرفية وشركات التأمين وصناديق االدخار 3واالستثمار 3إلى القطاع الخاص من أفراد وشركات
وهذه الجهات هي:5
المؤسسات المالية المصرفية :هذه المؤسسات تمنح القروض لكل طالب عند توفر 3الشروط3 )1
األساسية لمنح القرض والقروض المصرفية ال تمنح إال على أسس اقتصادية مصرفية بحتة
وتتعلق بالربحية والسيولة النقدية وحسابات القرض.
صناديق االدخار 3والشركات الوسيطة :تعتبر شركات التأمين وصناديق االستثمار 3وغيرها من )2
مراكز التوفير 3من المؤسسات 3التمويلية التي يحق لها استثمار أموالها في شراء السندات
والتعامل بها.
القطاع الخاص " أفراد وشركات " :يقوم القطاع الخاص باالكتتاب في سندات القرض )3
بصورة اختيارية عن طريق شراء السندات واألوراق المالية األخرى ذات المردود المرتفع
وقد استخدمت طرق جديدة لإلغراء مثل المكافآت والحوافز 3المشجعة.
ويقصد بها السندات األجنبية هي تلك السندات التي تباع في القطر األجنبي وتحسب بعملة ذلك البلد فمثال
عندما تقوم شركة " " Volvoسويدية ببيع سندات في الواليات المتحدة األمريكية فيتم تقييم السندات
بالدوالر 3باعتبارها سندات أجنبية.
-4تصنيف السندات حسب عملة البلد " سندات األورو دوالر ":
5بني هاني حسين " ،األسواق المالية " دار الكندي للنشر والتوزيع ،األردن2002،
وهي عبارة عن سندات مقيمة بالدوالر األمريكي 3تطرح لالكتتاب في دولة أوروبية فتقيم باألورودوالر
وتصبح سندات دين أورودوالر 3.فمثال عندما تصدر شركة جزائرية سندات محررة بالدوالر األمريكي3
6
وقامت بطرحها 3لالكتتاب في أسواق 3رأس مال أوروبية فهذه السندات يطلق عليها " سندات أورودوالر "
هناك عوامل كثيرة تؤثر 3على تطور سوق السندات الدولي من أهمها:
-1الضرائب :ال شك في أن مستوى الضرائب على السندات يؤثر تأثيرا مباشرا على سوق السندات
الدولي ،وقد كان لتخفيض الضرائب أو إلغائها األثر الكبير في تطور هذا السوق وهذا ما حصل فعال في
سوق 3سندات اليورو3.
-2توزيع المناطق الزمنية :إن التوزيع 3الزمني لألسواق الرئيسية الدولية كان من العوامل الرئيسية
المساعدة لسوق 3السندات الدولي ،فقد أمكن بفضل أسواق لندن ونيويورك وطوكيو 3تداول السندات على
مدار ساعات اليوم وأمكن تحويل جزء كبير من سندات البنوك األلمانية والسويسرية واإلنجليزية وغيرها
إلى أسواق نيويورك 3وطوكيو كما أمكن تحويل سندات نيويورك وطوكيو ألسواق 3أوروبا3.
-3التغيرات القانونية والتنظيمية :إن التغيرات القانونية والتنظيمية جنبا إلى جنب مع الوضع التنافسي
للسوق 3تؤثر تأثيرا كبير اعلى هذا السوق ،فقد ساعد تنظيم كل من سوق لندن ونيويورك ،وإيجاد 3مؤسسات
مثل اليوروكلير 3و السيدال ,على ضبط وتنظيم 3عملية تبادل السندات ,كما أن المنافسة الكبيرة بين
المؤسسات 3التي تتعامل بالسندات ساعد على تطور 3السوق وازدياد 3حجمه أيضا.
-4حصة قروض البنوك المجمعة والتقليدية من سوق اإلقراض :إن حجم سوق السندات سواء سندات
اليورو 3أو السندات األجنبية يتأثر بمقدار قروض البنوك المجمعة والتقليدية الممنوحة في أسواق 3اإلقراض،
فعلى أثر أزمة المديونية العالمية ،في بداية الثمانينات والتي ترتب عليها توقف 3عدد كبير من الدول عن
تسديد قروضها 3المجمعة ،قلصت البنوك كثيرا من حجم اإلقراض السيادي ،مما أدى إلى لجوء العديد من
الدول غير المتعثرة إلى سوق السندات الذي ازدهر 3بقوة على حساب سوق القروض المجمعة.
-5التنويع في إصدار السندات :إن انتشار األدوات الجديدة في مجال السندات ،كالسندات ذات سعر الفائدة
العائم والسندات المرتبطة باألسهم والسندات التي ال تحمل سعر فائدة والسندات ذات الضمان بالتملك كل
ذلك ساعد على اتساع رقعة السندات ،وقد كان للجهود المبذولة من قبل المقترضين لتخفيف تكلفة
6الحسين تقي الدين " ،التمويل الدولي " ،دار مجدالوي للنشر ،األردن.1999 ،
7اقتراضهم 3،والخبرات العالية التي وظفوها باإلضافة إلى سعي بنوك االستثمار المتخصصة إلى تطوير
خدمة عمالئها األثر األكبر في خلق هذه األدوات.
تعدد عمالت اإلصدار :تصدر السندات الدولية بعمالت مختلفة ويبقى الدوالر 3هو العملة المفضلة إلصدار
هذه السندات يليه المارك األلماني ويهتم 3كل من المقرضين والمقترضين في هذه السوق عند اختيارهم3
لعملة القرض على توقعاتهم المستقبلية ألسعار 3صرف إحدى العمالت الدولية فالمقترض يتجنب اإلقراض
بعمالت قوية أما المقرضين فالعكس.
جمع المدخرات وإعادة توزيعها على نطاق دولي :يقوم سوق السندات الدولية بتجميع المدخرات
على اختالف أحجامها وإعادة توزعها على نطاق دولي واسع بين مختلف فئات المقترضين الذين
يفضلون هذا النوع من االقتراض .أو الذين تجبرهم السياسة النقدية السائدة على اللجوء إلى
االقتراض من هذا السوق 3.وفي مثل هذه الحالة تمثل سوق السندات الدولية حلقة وصل بين
المدخرات المتوفرة عالميا واالحتياجات إلى مصادر 3تمويل طويلة األجل ،سواء لتمويل خططها
خطط التنمية في الدول النامية أو لتمويل العجز في ميزان المدفوعات لدول أخرى.
السيولة النقدية العالية :تمتاز بالسيولة العالية وإمكانية تحويلها إلى نقود عن طريق بيعها عند
الحاجة وتكون السندات مكفولة ومضمونة من قبل الجهة التي أصدرتها " 3المصارف 3والحكومات
".
انعدام Jحق المراقبة واإلشراف :في بعض القروض يجد المقرض نفسه مجبر على صرف
القروض في إوجه محددة وللجهة التي منحت القرض حق مراقبة أوجه الصرف .وطريقة العمل
والتنفيذ .ومدى 3نجاح المشروع المراد تمويله .أما بالنسبة للسندات الدولية فإن الجهة التي أصدرت
السندات ال تلتزم بأوجه استثمار محدد .كما ال تسمح بالمراقبة واإلشراف 3على المشاريع المزمع
8
تنفيذها.
7بني هاني حسين " ،األسواق المالية " دار الكندي للنشر والتوزيع ،األردن2002،
8الحسين تقي الدين " ،التمويل الدولي " ،دار مجدالوي للنشر ،األردن1999 ،
-2مخاطر التعامل بالسندات الدولية:
تقوم السندات الدولية بالعمالت الدولية المختلفة " عملة اإلصدار " أي أن سوق السندات الدولية
مرتبط ارتباطا 3وثيقا بأسواق 3العمالت وما يسودها من اضطرابات 3وتقلبات مستمرة تؤدي في النهاية
تؤدي إلى التأثير على قرارات 3المستثمرين من جهة وإلى زيادة القيود التي تلجأ إليها السلطات النقدية
المحلية من جهة ثانية .وذلك بهدف حماية االقتصاد الوطني 3من النتائج السلبية التي تصاحب تلك
التقلبات في األسواق النقدية والمالية الدولية .مما يضطرها في األخير إلى إعادة تقييم العملة.
باإلضافة إلى ذلك فقد يتحمل المستثمر " المقرض " في السندات الدولية خسارة غير متوقعة عندما
يكون أجل التسديد خالل مرحلة يمر بها االقتصاد 3الدولي بحالة من التضخم النقدي وانخفاض القوة
الشرائية للنقود .ألنه شارك في االكتتاب بنقود ذات قوة شرائية عالية ولكنه يتسلم عند االستحقاق سند
القرض نقودا ذات قوة شرائية منخفضة.
ونستنتج من هذا أن سوق 3السندات الدولية مرتبط جوهريا بما يسود سوق العمالت الدولية من مظاهر
االستقرار أو عدم االستقرار وذلك من حيث العرض والطلب أو من حيث أسعار الفائدة لمختلف
اآلجال.
تعتبر لندن أهم مركز مالي أوروبي 3،كما تحتل المركز الثاني بعد نيويورك في العالم .ويعود نشاط
بورصة لندن إلى القرن السابع عشر(ق ،)17حيث بدأت الحكومة البريطانية وبعض الشركات
التجارية الكبرى بتجميع رؤوس 3األموال من خالل بيع األسهم والسندات .ومع تزايد حجم
االستثمارات المالية ،ظهر نوع من المتعاملين يؤدي دور الوساطة بين بائعي ومشتري األوراق3
المالية.
وتؤدي 3بورصة لندن دورين رئيسيين ،فهي تمثل مصدراً لرؤوس األموال بالنسبة للبريطانيين
واألجانب ،كما أنها تعتبر 3مركزاً عالميا للتعامل باألوراق المالية.
وقد شهدت اإليرادات البريطانية الصافية من الخدمات المالية خالل النصف الثاني من القرن
العشرين،
خاتمة
لقد حاولنا من خالل البحث المتواضع معالجة موضوع 3األسواق المالية الدولية منذ ظهوره وتطوره
وخصائصه والخدمات التي يوفرها للمتعاملين ونظرا للدور العظيم الذي يقوم به في حركة التمويل الدولي3
ومن خالل توفيره لموارد مالية ضخمة للدول النامية لتمويل احتياجاتها 3التنموية ولمعالجة العجز في
موازين مدفعاتها 3بتكلفة منخفضة وبدون شروط 3على استعمال هذه القروض.
وال شك أن ثورة تكنولوجيا 3االتصاالت والمعلومات وما نتج عنها من تخفيض في كلفة التعامل الخارجي
أدت كلها إلى تعزيز 3نمو التبادل التجاري الدولي وزيادة أهمية وأحجام 3المعامالت المالية الدولية ،وبالتالي3
التركيز 3أكثر على األسواق 3المالية الدولية لما توفره من تسهيالت في التعامل.