You are on page 1of 11

‫خطة البحث‬

‫المقدمة‬
‫المبحث األول‪ :‬نشأة وتعريف السندات الدولية‬

‫المطلب األول‪ :‬نشأة السندات الدولية‬


‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف السندات الدولية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تصنيف واصدار السندات الدولية‬


‫المطلب األول‪ :‬تصنيف السندات الدولية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬العوامل التي تؤثر على سوق السندات الدولية‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مزايا و مخاطر السندات الدولية‬


‫المطلب األول‪ :‬مزايا و مخاطر السندات الدولية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬سوق السندات االوربية (سوق لندن)‬
‫مقدمة‬

‫من أكثر المصطلحات تداوال في الفترة األخيرة هو سوق السندات الدولية والذي انتشر بشكل كبيرا جدا‪،‬‬
‫فبناء على انتشار االنترنت والحصول على معلومات أكثر عن األسواق المالية في جميع أنحاء العالم‬
‫جعل سوق السندات الدولية أكبر فرصة للمتداولين‪ ،‬والذي من خالله يتم كسب عوائد أعلى وتنويع‬
‫المحفظة‪ J‬التجارية‪ ،‬مما يسمح بظهور أدوات مالية جديدة مثل عقود تبادل أسعار الفائدة والعملة‬
‫ألصحاب السندات واالستفادة من األسواق الخارجية‪ ،‬فالسند معروف أنه مستند قانوني تعترف به‬
‫الجهة التي أصدرته وتلتزم بموجبه بدفع مبلغ معين مقابل إقراض قيمة السند المكتوبة عليه ” القيمة‬
‫االسمية “كما تلتزم بدفع الفوائد المنصوص عليها في السند وتحسب أسعار الفائدة على أساس القيمة‬
‫االسمية للسند وبغض النظر عن اختالف سعر السند في سوق األوراق المالية‪ ،‬ولكن ماذا عن السندات‬
‫الدولية؟ هذا ما نورده في البحث بشكل مفصل‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬نشأة وتعريف السندات الدولية‬

‫المطلب األول‪ :‬نشأة السندات الدولية‬

‫في مطلع العقد السادس من القرن الماضي بالضبط‪ 3‬في سنة ‪1963‬م كانت بداية إصدار هذه السندات‬
‫واتسع التعامل بها وأصبحت‪ 3‬تشكل أداة للقروض الدولية طويلة األجل وبالعمالت الدولية المختلفة‪ .‬وبدأت‬
‫السندات الدولية تحتل موقعها كوسيلة استثمار على النطاق‪ 3‬الدولي وأصبحت خالل فترة زمنية قصيرة‬
‫تشكل جزءا هاما في تكوين الحافظة المالية االستثمارية‪.‬‬

‫والجدير‪ 3‬بالذكر أن عمليات االقتراض مقابل سندات دولية تخضع للكثير من التقلبات‬

‫والتغيرات‪ 3‬يمكن مالحظتها بين عام وآخر‪ .‬وذلك تبعا لتطورات األوضاع النقدية والمالية وبخاصة فيما‬
‫يتعلق بتقلبات أسعار‪ 3‬الفائدة وأسعار‪ 3‬صرف العمالت الدولية‪ .‬وقد استخدمت الدول الصناعية المتقدمة سوق‬
‫السندات الدولية بصورة أكبر من الدول النامية التي لجأت إليها مؤخرا والسبب في ذلك يرجع إلى المركز‬
‫االقتصادي القوي‪ .‬إضافة إلى عوامل الثقة واالستقرار السياسي‪ 3‬واالجتماعي في الدول المتقدمة التي تعتبر‬
‫أفضل الضمانات بالنسبة للدائنين في حين أن الدول النامية تفتقر لمثل هذه الضمانات األساسية للنمو‬
‫االقتصادي واالجتماعي‪ 3.‬وكانت الغالبية العظمى للمقترضين بواسطة السندات الدولية مؤسسات‪ 3‬أمريكية‬
‫وذلك عن طريق‪ 3‬فروعها في أوروبا‪ 3‬حتى عام ‪1969‬م ومع بداية العقد السابع بدأت المؤسسات‪ 3‬غير‬
‫األمريكية تدخل في هذه السوق المالية وكانت الحكومات وشركات‪ 3‬القطاع العام في أوروبا هي السباقة إلى‬
‫استخدام‪ 3‬السندات الدولية باإلضافة إلى مؤسسات التنمية الدولية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف السندات الدولية‬

‫يعرف السند بأنه مستند قانوني تعترف به الجهة التي أصدرته‪ ،‬وتلتزم‪ 3‬بموجبه بدفع مبلغ معين مقابل‬
‫إقراض قيمة السند المكتوبة عليه " القيمة اإلسمية " كما تلتزم بدفع الفوائد المنصوص عليها في السند‬
‫وتحسب أسعار الفائدة على أساس القيمة اإلسمية للسند وبغض النظر عن اختالف سعر السند في سوق‪3‬‬
‫‪1‬‬
‫األوراق‪ 3‬المالية‪.‬‬

‫يقصد بالسندات الدولية وهي السندات التي تصدر‪ 3‬في بلد ما لصالح مقترض أجنبي وأصبحت‪ 3‬في المدة‬
‫الحالية أحد أهم التوظيفات االستثمارية طويلة األجل ولهذا أصبحت تمثل جانبا مهما من في محفظة‬
‫االستثمارات‪ 3‬المالية ألي مؤسسة وترجع أهمية السندات الدولية عموما إلى كونها‪:2‬‬

‫‪ 1‬بني هاني حسين‪ " ،‬األسواق المالية " دار الكندي للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2002،‬‬
‫‪ 2‬الحسين تقي الدين‪ " ،‬التمويل الدولي "‪ ،‬دار مجدالوي للنشر‪ ،‬األردن‪.1999 ،‬‬
‫أداة مالئمة لتوظيف‪ 3‬هذه األموال في مجاالت مضمونة وقليلة المخاطر‪ 3‬أيضا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أداة استثمارية طويلة األجل تساهم في إعادة توزيع‪ 3‬المدخرات على المقرضين على المستوى‬ ‫‪‬‬
‫الدولي‪.‬‬
‫أداة ذات سيولة مرتفعة رغم طول آجال استحقاقها‪ 3‬حيث يمكن التنازل عنها بالبيع في السوق‪3‬‬ ‫‪‬‬
‫الثانوية‪.‬‬

‫وتنقسم السندات إلى‪ :‬السندات األوروبية والسندات األجنبية‬

‫أ‪ -‬السندات األوروبية‪ :‬هي عبارة عن السندات التي يصدرها المقترضون المنتمون إلى دولة معينة‬
‫خارج حدود‪ 3‬دولتهم في سوق رأس المال لدولة أخرى وبعملة تختلف عن عملة الدولة التي تم فيها‬
‫طرح هذه السندات لالكتتاب‪ ،‬فمثال لو قامت شركات أمريكية ببيع سندات في لندن مقيمة بالمارك‪3‬‬
‫األلماني فإن هذه السندات توصف‪ 3‬باألوروبية‪.‬‬

‫وعملية إدارة وتنظيم‪ 3‬اإلصدار تتم عن طريق بنوك االستثمار‪ 3‬أو التجمعات المصرفية مقابل عمولة‪،‬‬
‫ويتم بعد ذلك تشكيل مجموعات البيع المتكونة من مجموعة البنوك والوسطاء واسعة االنتشار‪ 3‬التي‬
‫تتولى تسويق‪ 3‬اإلصدارات بين المستثمرين النهائيين " المؤسسات واألفراد"‪ 3‬وتكون عادة الفوائد‬
‫المستحقة على هاته السندات معفاة من الضرائب‪.‬‬

‫ب‪-‬السندات األجنبية‪ :‬وهي عبارة عن سندات دولية يصدرها‪ 3‬المقترضين الذين ينتمون لدولة معينة‬
‫خارج حدود‪ 3‬دولتهم في أسواق رأس المال لدولة أخرى‪ ،‬وبعملة نفس الدولة التي طرح السندات فيها‪،‬‬
‫فمثال لو باعت شركة صناعة السيارات األلمانية " ‪ " OPEL‬سندات إلى الواليات المتحدة فإن هذه‬
‫السندات ستقيم بالدوالر‪ 3‬األمريكي بوصفها سندات أجنبية‪ ،‬ويتمم طرح وبيع هذه السندات بواسطة‬
‫التجمعات المصرفية‪ .‬وفي السوق الثانوي‪ 3‬تتداول هذه السندات األجنبية بانتقالها من مصدريها‪3‬‬
‫األصليين إلى مشترين جدد‪ .‬وتتميز‪ 3‬هذه السنوات بانخفاض تكاليف عملية اإلصدار‪ 3‬بالمقارنة بتكاليف‬
‫‪3‬‬
‫إصدار السندات األوروبية‪.‬‬

‫‪ 3‬بني هاني حسين‪ " ،‬األسواق المالية " دار الكندي للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2002،‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تصنيف واصدار السندات الدولية‬

‫المطلب األول‪ :‬تصنيف السندات الدولية‬

‫تختلف السندات من حيث جهة اإلصدار‪ ،‬ومن حيث الجهة المانحة للقرض وكذلك تصنف حسب جنسية‬
‫البلد " السندات األجنبية " وحسب عملة البلد" األورو دوالر‪ ." 3‬كما تتصف كذلك حسب فترة االستحقاق‬
‫فمنها سندات قصيرة وأخرى‪ 3‬متوسطة وأخرى طويلة األجل‪ ،‬ونذكر هنا بعض التصنيفات األكثر‬
‫استعماال‪:‬‬

‫‪ -1‬تصنيف السندات الدولية حسب الجهة المصدرة للسند‪:‬‬

‫يمكن أن تكون الجهات المصدرة للسندات على مستويات مختلفة من حيث السلم اإلداري والحكومي‪ 3‬ومن‬
‫حيث األهمية السياسية واالقتصادية وعلى هذا األساس يتحدد نوع وجهة القرض الذي يمكن منحه للجهات‬
‫العامة أو الخاصة‪ ،‬والجهات التي لها الحق في طلب القروض مقابل سندات هي الخزانة العامة والبلديات‬
‫في بعض الدول إضافة إلى مؤسسات القطاع العام ومؤسسات التنمية الدولية التي لها صفة اعتبارية‬
‫والمؤسسات المالية والمصرفية المعروفة دوليا‪ ،‬من حيث مركزها المالي القوي وهذه الجهات هي‪:4‬‬

‫الخزينة العمومية‪ :‬تقوم الخزينة العامة بطلب القروض الخارجية مقابل سندات‪ .‬وهذا ال يصح‬ ‫‪)1‬‬
‫دائما من أجل الحصول على اإليرادات غير االعتباطية فحسب‪ .‬بل من أجل التأثير على حجم‬
‫العمل في البالد‪ .‬فإذا كان االقتصاد الوطني‪ 3‬يمر بمرحلة االنكماش " ركود " فإن طلب القروض‬
‫الخارجية مقابل سندات يساعد على تحريك االقتصاد‪ 3‬الوطني‪ .‬وذلك عن طريق‪ 3‬زيادة حجم اإلنفاق‬
‫العام " مكرر االستثمار‪ ." 3‬ونتيجة لذلك ستكون زيادة اإليرادات العامة لفترة طويلة‪ .‬وهكذا يمكن‬
‫تسديد قيمة القرض األصلية مع الفوائد‪.‬‬
‫البلديات‪ :‬في بعض الدول التي تطبق النظام الالمركزي‪ 3‬ونظرا لتمتع هذه البلديات واإلدارات‬ ‫‪)2‬‬
‫المحلية لموازنات‪ 3‬شبه موازنات شبه مستقلة فإن القوانين أجازت لها اللجوء إلى إصدار السندات‬
‫الخارجية حسب الحاجة إلى ذلك‪.‬‬
‫المؤسسات‪ 3‬والشركات والمصالح العامة‪ :‬حق لبعض المؤسسات والشركات العامة والهيئات طلب‬ ‫‪)3‬‬
‫القروض مقابل إصدار سندات ولكن هذه العملية خاضعة لموافقة الجهات الرسمية التي تحدد نوع‬
‫وجهة القرض وكيفية طرح السندات وشكل هذه السندات‪.‬‬
‫مؤسسات‪ 3‬التنمية الدولية والمؤسسات المالية والمصرفية الدولية‪ :‬بالنظر إلى المركز المالي‬ ‫‪)4‬‬
‫المتميز لمثل هذه المؤسسات‪ 3‬دوليا‪ .‬ولضخامة رؤوس أموالها إضافة إلى الضمانات التي تقدمها‬

‫‪ 4‬بني هاني حسين‪ " ،‬األسواق المالية " دار الكندي للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪2002،‬‬
‫لها الحكومات‪ .‬فإنها قد أصبحت الجهات الرئيسة إلصدار السندات وطرحها‪ 3‬في األسواق المالية‬
‫الدولية‪ ،‬بهدف تجميع المدخرات وتوفيرها وتوفيرها‪ 3‬للمستثمرين في جميع أنحاء العالم‪.‬‬

‫‪-2‬تصنيف السندات حسب الجهة المانحة للقرض‪:‬‬

‫إن الجهات التي تمنح القروض للقطاع العام والخاص تختلف هي األخرى من حيث الموقع أو المركز‪3‬‬
‫االقتصادي‪ 3‬والمالي‪ ،‬ومن حيث األهمية السياسية والقدرة على خلق االئتمان والقدرة على منح‬
‫القروض وتتدرج‪ 3‬من حيث األهمية من المصرف‪ 3‬المركزي إلى المصارف والمؤسسات المالية‬
‫والمصرفية وشركات التأمين وصناديق االدخار‪ 3‬واالستثمار‪ 3‬إلى القطاع الخاص من أفراد وشركات‬
‫وهذه الجهات هي‪:5‬‬

‫المؤسسات المالية المصرفية‪ :‬هذه المؤسسات تمنح القروض لكل طالب عند توفر‪ 3‬الشروط‪3‬‬ ‫‪)1‬‬
‫األساسية لمنح القرض والقروض المصرفية ال تمنح إال على أسس اقتصادية مصرفية بحتة‬
‫وتتعلق بالربحية والسيولة النقدية وحسابات القرض‪.‬‬
‫صناديق االدخار‪ 3‬والشركات الوسيطة‪ :‬تعتبر شركات التأمين وصناديق االستثمار‪ 3‬وغيرها من‬ ‫‪)2‬‬
‫مراكز التوفير‪ 3‬من المؤسسات‪ 3‬التمويلية التي يحق لها استثمار أموالها في شراء السندات‬
‫والتعامل بها‪.‬‬
‫القطاع الخاص " أفراد وشركات "‪ :‬يقوم القطاع الخاص باالكتتاب في سندات القرض‬ ‫‪)3‬‬
‫بصورة اختيارية عن طريق شراء السندات واألوراق المالية األخرى ذات المردود المرتفع‬
‫وقد استخدمت طرق جديدة لإلغراء مثل المكافآت والحوافز‪ 3‬المشجعة‪.‬‬

‫‪ -3‬تصنيف السندات حسب جنسية البلد " السندات األجنبية "‪:‬‬

‫ويقصد بها السندات األجنبية هي تلك السندات التي تباع في القطر األجنبي وتحسب بعملة ذلك البلد فمثال‬
‫عندما تقوم شركة " ‪ " Volvo‬سويدية ببيع سندات في الواليات المتحدة األمريكية فيتم تقييم السندات‬
‫بالدوالر‪ 3‬باعتبارها سندات أجنبية‪.‬‬

‫‪ -4‬تصنيف السندات حسب عملة البلد " سندات األورو دوالر "‪:‬‬

‫‪ 5‬بني هاني حسين‪ " ،‬األسواق المالية " دار الكندي للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪2002،‬‬
‫وهي عبارة عن سندات مقيمة بالدوالر األمريكي‪ 3‬تطرح لالكتتاب في دولة أوروبية فتقيم باألورودوالر‬
‫وتصبح سندات دين أورودوالر‪ 3.‬فمثال عندما تصدر شركة جزائرية سندات محررة بالدوالر األمريكي‪3‬‬
‫‪6‬‬
‫وقامت بطرحها‪ 3‬لالكتتاب في أسواق‪ 3‬رأس مال أوروبية فهذه السندات يطلق عليها " سندات أورودوالر "‬

‫المطلب الثاني‪ :‬العوامل التي تؤثر على سوق السندات الدولية‬

‫هناك عوامل كثيرة تؤثر‪ 3‬على تطور سوق السندات الدولي من أهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬الضرائب‪ :‬ال شك في أن مستوى الضرائب على السندات يؤثر تأثيرا مباشرا على سوق السندات‬
‫الدولي‪ ،‬وقد كان لتخفيض الضرائب أو إلغائها األثر الكبير في تطور هذا السوق وهذا ما حصل فعال في‬
‫سوق‪ 3‬سندات اليورو‪3.‬‬

‫‪ -2‬توزيع المناطق الزمنية‪ :‬إن التوزيع‪ 3‬الزمني لألسواق الرئيسية الدولية كان من العوامل الرئيسية‬
‫المساعدة لسوق‪ 3‬السندات الدولي‪ ،‬فقد أمكن بفضل أسواق لندن ونيويورك وطوكيو‪ 3‬تداول السندات على‬
‫مدار ساعات اليوم وأمكن تحويل جزء كبير من سندات البنوك األلمانية والسويسرية واإلنجليزية وغيرها‬
‫إلى أسواق نيويورك‪ 3‬وطوكيو كما أمكن تحويل سندات نيويورك وطوكيو ألسواق‪ 3‬أوروبا‪3.‬‬

‫‪ -3‬التغيرات القانونية والتنظيمية‪ :‬إن التغيرات القانونية والتنظيمية جنبا إلى جنب مع الوضع التنافسي‬
‫للسوق‪ 3‬تؤثر تأثيرا كبير اعلى هذا السوق‪ ،‬فقد ساعد تنظيم كل من سوق لندن ونيويورك‪ ،‬وإيجاد‪ 3‬مؤسسات‬
‫مثل اليوروكلير‪ 3‬و السيدال‪ ,‬على ضبط وتنظيم‪ 3‬عملية تبادل السندات‪ ,‬كما أن المنافسة الكبيرة بين‬
‫المؤسسات‪ 3‬التي تتعامل بالسندات ساعد على تطور‪ 3‬السوق وازدياد‪ 3‬حجمه أيضا‪.‬‬

‫‪ -4‬حصة قروض البنوك المجمعة والتقليدية من سوق اإلقراض‪ :‬إن حجم سوق السندات سواء سندات‬
‫اليورو‪ 3‬أو السندات األجنبية يتأثر بمقدار قروض البنوك المجمعة والتقليدية الممنوحة في أسواق‪ 3‬اإلقراض‪،‬‬
‫فعلى أثر أزمة المديونية العالمية‪ ،‬في بداية الثمانينات والتي ترتب عليها توقف‪ 3‬عدد كبير من الدول عن‬
‫تسديد قروضها‪ 3‬المجمعة‪ ،‬قلصت البنوك كثيرا من حجم اإلقراض السيادي‪ ،‬مما أدى إلى لجوء العديد من‬
‫الدول غير المتعثرة إلى سوق السندات الذي ازدهر‪ 3‬بقوة على حساب سوق القروض المجمعة‪.‬‬

‫‪ -5‬التنويع في إصدار السندات‪ :‬إن انتشار األدوات الجديدة في مجال السندات‪ ،‬كالسندات ذات سعر الفائدة‬
‫العائم والسندات المرتبطة باألسهم والسندات التي ال تحمل سعر فائدة والسندات ذات الضمان بالتملك كل‬
‫ذلك ساعد على اتساع رقعة السندات‪ ،‬وقد كان للجهود المبذولة من قبل المقترضين لتخفيف تكلفة‬

‫‪ 6‬الحسين تقي الدين‪ " ،‬التمويل الدولي "‪ ،‬دار مجدالوي للنشر‪ ،‬األردن‪.1999 ،‬‬
‫‪7‬اقتراضهم‪ 3،‬والخبرات العالية التي وظفوها باإلضافة إلى سعي بنوك االستثمار المتخصصة إلى تطوير‬
‫خدمة عمالئها األثر األكبر في خلق هذه األدوات‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مزايا و مخاطر السندات الدولية‬

‫المطلب األول‪ :‬مزايا و مخاطر السندات الدولية‬

‫‪ -1‬مزايا السندات الدولية‪:‬‬

‫تتميز السندات الدولية بالعديد‪ 3‬من المزايا أهمها‪:‬‬

‫تعدد عمالت اإلصدار‪ :‬تصدر السندات الدولية بعمالت مختلفة ويبقى الدوالر‪ 3‬هو العملة المفضلة إلصدار‬
‫هذه السندات يليه المارك األلماني ويهتم‪ 3‬كل من المقرضين والمقترضين في هذه السوق عند اختيارهم‪3‬‬
‫لعملة القرض على توقعاتهم المستقبلية ألسعار‪ 3‬صرف إحدى العمالت الدولية فالمقترض يتجنب اإلقراض‬
‫بعمالت قوية أما المقرضين فالعكس‪.‬‬

‫جمع المدخرات وإعادة توزيعها على نطاق دولي‪ :‬يقوم سوق السندات الدولية بتجميع المدخرات‬ ‫‪‬‬
‫على اختالف أحجامها وإعادة توزعها على نطاق دولي واسع بين مختلف فئات المقترضين الذين‬
‫يفضلون هذا النوع من االقتراض‪ .‬أو الذين تجبرهم السياسة النقدية السائدة على اللجوء إلى‬
‫االقتراض من هذا السوق‪ 3.‬وفي مثل هذه الحالة تمثل سوق السندات الدولية حلقة وصل بين‬
‫المدخرات المتوفرة عالميا واالحتياجات إلى مصادر‪ 3‬تمويل طويلة األجل‪ ،‬سواء لتمويل خططها‬
‫خطط التنمية في الدول النامية أو لتمويل العجز في ميزان المدفوعات لدول أخرى‪.‬‬
‫السيولة النقدية العالية‪ :‬تمتاز بالسيولة العالية وإمكانية تحويلها إلى نقود عن طريق بيعها عند‬ ‫‪‬‬
‫الحاجة وتكون السندات مكفولة ومضمونة من قبل الجهة التي أصدرتها‪ " 3‬المصارف‪ 3‬والحكومات‬
‫"‪.‬‬
‫انعدام‪ J‬حق المراقبة واإلشراف‪ :‬في بعض القروض يجد المقرض نفسه مجبر على صرف‬ ‫‪‬‬
‫القروض في إوجه محددة وللجهة التي منحت القرض حق مراقبة أوجه الصرف‪ .‬وطريقة العمل‬
‫والتنفيذ‪ .‬ومدى‪ 3‬نجاح المشروع المراد تمويله‪ .‬أما بالنسبة للسندات الدولية فإن الجهة التي أصدرت‬
‫السندات ال تلتزم بأوجه استثمار محدد‪ .‬كما ال تسمح بالمراقبة واإلشراف‪ 3‬على المشاريع المزمع‬
‫‪8‬‬
‫تنفيذها‪.‬‬

‫‪ 7‬بني هاني حسين‪ " ،‬األسواق المالية " دار الكندي للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪2002،‬‬
‫‪ 8‬الحسين تقي الدين‪ " ،‬التمويل الدولي "‪ ،‬دار مجدالوي للنشر‪ ،‬األردن‪1999 ،‬‬
‫‪-2‬مخاطر التعامل بالسندات الدولية‪:‬‬

‫تقوم السندات الدولية بالعمالت الدولية المختلفة " عملة اإلصدار " أي أن سوق السندات الدولية‬
‫مرتبط ارتباطا‪ 3‬وثيقا بأسواق‪ 3‬العمالت وما يسودها من اضطرابات‪ 3‬وتقلبات مستمرة تؤدي في النهاية‬
‫تؤدي إلى التأثير على قرارات‪ 3‬المستثمرين من جهة وإلى زيادة القيود التي تلجأ إليها السلطات النقدية‬
‫المحلية من جهة ثانية‪ .‬وذلك بهدف حماية االقتصاد الوطني‪ 3‬من النتائج السلبية التي تصاحب تلك‬
‫التقلبات في األسواق النقدية والمالية الدولية‪ .‬مما يضطرها في األخير إلى إعادة تقييم العملة‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك فقد يتحمل المستثمر " المقرض " في السندات الدولية خسارة غير متوقعة عندما‬
‫يكون أجل التسديد خالل مرحلة يمر بها االقتصاد‪ 3‬الدولي بحالة من التضخم النقدي وانخفاض القوة‬
‫الشرائية للنقود‪ .‬ألنه شارك في االكتتاب بنقود ذات قوة شرائية عالية ولكنه يتسلم عند االستحقاق سند‬
‫القرض نقودا ذات قوة شرائية منخفضة‪.‬‬

‫ونستنتج من هذا أن سوق‪ 3‬السندات الدولية مرتبط جوهريا بما يسود سوق العمالت الدولية من مظاهر‬
‫االستقرار أو عدم االستقرار وذلك من حيث العرض والطلب أو من حيث أسعار الفائدة لمختلف‬
‫اآلجال‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬سوق السندات االوربية (سوق لندن)‬

‫تعتبر لندن أهم مركز مالي أوروبي‪ 3،‬كما تحتل المركز الثاني بعد نيويورك في العالم‪ .‬ويعود نشاط‬
‫بورصة لندن إلى القرن السابع عشر(ق‪ ،)17‬حيث بدأت الحكومة البريطانية وبعض الشركات‬
‫التجارية الكبرى بتجميع رؤوس‪ 3‬األموال من خالل بيع األسهم والسندات‪ .‬ومع تزايد حجم‬
‫االستثمارات المالية‪ ،‬ظهر نوع من المتعاملين يؤدي دور الوساطة بين بائعي ومشتري األوراق‪3‬‬
‫المالية‪.‬‬

‫وتؤدي‪ 3‬بورصة لندن دورين رئيسيين‪ ،‬فهي تمثل مصدراً لرؤوس األموال بالنسبة للبريطانيين‬
‫واألجانب‪ ،‬كما أنها تعتبر‪ 3‬مركزاً عالميا للتعامل باألوراق المالية‪.‬‬

‫وقد شهدت اإليرادات البريطانية الصافية من الخدمات المالية خالل النصف الثاني من القرن‬
‫العشرين‪،‬‬

‫وتشير اإلحصائيات‪ 3‬والدراسات َّ‬


‫أن عدد األوراق المالية المسجلة في بورصة لندن يزيد عن ‪6000‬‬
‫سهم‪ ،‬تقدر بنسبة ‪ %50‬من إجمالي األوراق‪ 3‬المالية المسجلة في األسواق المالية األوروبية‪ ،‬منها‬
‫‪ 2000‬سهم لشركات دولية وأوروبية‪ ،‬وبالنسبة للسندات فسوق‪ 3‬لندن المالي يعتبر من أول األسواق‬
‫األوروبية‪ ،‬وأكبرها في هذا المجال‪ ،‬ذلك ألن معظم السندات الصادرة في السوق المالي الدولي مسجلة‬
‫في سوق لندن‬

‫خاتمة‬
‫لقد حاولنا من خالل البحث المتواضع معالجة موضوع‪ 3‬األسواق المالية الدولية منذ ظهوره وتطوره‬
‫وخصائصه والخدمات التي يوفرها للمتعاملين ونظرا للدور العظيم الذي يقوم به في حركة التمويل الدولي‪3‬‬
‫ومن خالل توفيره لموارد مالية ضخمة للدول النامية لتمويل احتياجاتها‪ 3‬التنموية ولمعالجة العجز في‬
‫موازين مدفعاتها‪ 3‬بتكلفة منخفضة وبدون شروط‪ 3‬على استعمال هذه القروض‪.‬‬

‫وال شك أن ثورة تكنولوجيا‪ 3‬االتصاالت والمعلومات وما نتج عنها من تخفيض في كلفة التعامل الخارجي‬
‫أدت كلها إلى تعزيز‪ 3‬نمو التبادل التجاري الدولي وزيادة أهمية وأحجام‪ 3‬المعامالت المالية الدولية‪ ،‬وبالتالي‪3‬‬
‫التركيز‪ 3‬أكثر على األسواق‪ 3‬المالية الدولية لما توفره من تسهيالت في التعامل‪.‬‬

You might also like