Professional Documents
Culture Documents
الخاتـــــمة
المصادر و المراجع
1
المقدمة :
لقد أصبح من الضروري العمل على قياس المخاطر التي تواجه البنوك بغاية تجنبها
و الحد منها في حالة وقوعها مما يجنب البنك الوقوع في ما يعرف باألزمات المصرفية
التي تنجر عنها عوائد تؤثر سلبا على مدى استمرارية البنك و نجاحه.
2
المبحث األول :مفاهيم عامة حول النظم االحترازيةـ و المخاطر المصرفيةـ
النظم االحترازية هي عب ارة عن قواع د للتس يير في الميدان المص رفي ،وال تي على
المؤسسات التي تتعاطى االئتمان احترامها من أجل ضمان سيولتها وبالتالي مالءتها تجاه
المودعين حتى تكتسب العمليات المصرفية نوعا من الثقة.
-وخاص ة التمكن من المقارن ة بين أداء البن وك والمخ اطرة المتع ّرض له ا باس تعمال
معايير مشتركة (النسب القانونية) ذات تطبيق عام وإ جباري.
السيولة.
النظم االحترازية في الجزائر في :نسب المالءة ،نسب ّ
تتمثل ّ
برزت فكرة إلزام البنوك باحترام قواعد احترازية نتيجة لضعف اإلجراءين السابقين
المطبق ان من ط رف البن وك المركزية المتمثّلين في نظ ام الملج أ األخ ير لإلق راض و نظ ام
التأمن على الودائع.
ٌ
3
المطلب الثاني :مفهوم المخاطر المصرفيةـ
يع رف Westonالمخ اطر المص رفية كمفه وم على ّأنه ا ع دم الثق ة من حقيق ة نت ائج
نش اط معين وح دث معين بحيث ّأنن ا ال نك ون على يقين مم ا سيحص ل في المس تقبل وبن اء
على ذلك فإن المخاطرة المصرفية تنشأ من أن نشاطا معينا يمكن أن يترتب عليه أكثر من
نتيجة واحدة في المستقبل .
إن ظاهرة المخاطرة هي الفرصة التي يمكن من خاللها تفادي الخسارة الناتجة عن
ّ
عدم تأكد الذي يحيط بنتائج القرارات المستقبلية ،وهذا التعريف ال يصلح للتحليل ألنه ال
يمكن قياسه.
ومن ه يمكن الوص ول إلى تحديد مفه وم المخ اطرة المص رفية كم ا يلي " تع رف
بأنه ا احتمالية تع رض البن ط إلى خس ائر غير متوقع ة وغير مخط ط له ا و /أو
المخ اطرة ّ
تذب ذب العائ د المتوق ع على اس تثمار معين .أي إن ه ذا التعريف يش ير إلى وجه ة نظ ر
الم راجعين( )AUDITEURSوالم دراء للتعب ير عن قلقهم إزاء اآلث ار البنكية الناجم ة عن
أح داث مس تقبلية محتمل ة الوق وع له ا ق درة على الت أثير على تحقيق أه داف البن ك المعتم دة
وتنفيذ استراتيجياته.
تقس م مص ادر المخ اطرة بحسب ن وع المخ اطر ال تي تس ببها فهن اك مص ادر المخ اطر
النظامية و مصادر المخاطر الالنظامية.
4
تشمل مصادر المخاطر النظامية علي مخاطر القوة الشرائية و مخاطر معدل الفائدة
و مخاطر السوق.
تعرف مخاطر القوة الشرائية على ّأنها إمكانية عدم الكفاية العوائد المستقبلية الناتجة
عن االس تثمار في الحص ول على الس لع و الخ دمات ال تي يمكن الحص ول عليه ا باألس عار
الحالية.
يك ون ه ذا الن وع من المخ اطر كب يرا في حال ة االس تثمار في حس ابات التوف ير أو
التامين على الحياة أو السندات أو أي من االستثمار الذي يحمل معه معدل فائدة ثابت فإذا
ارتف ع مع دل التض خم يرتف ع مع ه التض خم فتنخفض القيم ة الحقيقية لالس تثمار ,و ذل ك
النخف اض قيمت ه الحالية و يش كل االس تثمار في األس هم العادية في معظم األحيان حماية
للمس تثمر من مخ اطر الق وة الش رائية علي أس اس أن أس عار األس هم في الس وق الم الي
يس تجيب غالب ا للظ روف التض خمية ف ترتفع هي األخ رى مم ا يحاف ظ علي القيم ة الحقيقية
لالستثمار فيها,و بذلك تحمي المستثمر من المخاطر التي يتعرض لها حامل السند.
5
و تنش أ ه ذه المخ اطر كنتيج ة الحتم ال وق وع بعض األح داث المحلية أو العالمية
العامة كإجراء تغيرات هامة في النظام االقتصادي للدولة ذاتها أو لدول أخرى ترتبط معها
بعالقة وثيقة أو نشوب حرب أو حدوث تغيرات في تفضيل المستهلكين.
توج د للمخ اطر الالنظامية مص ادر متع ددة و من أهمه ا مخ اطر اإلدارة و مخ اطر
الصناعة و مخاطر الدورات التجارية الخاصة.
مخاطر اإلدارة : Management riskو يقصد بها تلك المخاطر الناجمة عن )1
ضعف إدارة شركات محددة مما يؤدي إلى وقوعها في لخطاء تنجم عنها خسائر في تلك
الشركات دون غيرها.
مخ ــاطر الص ــناعة :Industrial riskتنجم ه ذه المخ اطر عن ظ روف تخص )2
الص ناعة كوج ود ص عوبة في توف ير الم واد األولية الالزم ة للص ناعة ,و وج ود خالف ات
مستمرة بين العمال و إدارة المصنع و كذلك التأثيرات الخاصة للقوانين الحكومية المتعلقة
بالرقاب ة على التل وث و ت أثيرات المنافس ة األجنبية على الص ناعة المحلية و هن اك أيض ا
التأثيرات المستمرة في األوراق و تفضيالت المستهلكين في االقتصاديات المتطورة فضال
عن التأثيرات المتعلقة بظهور منتجات جديدة أو تكنولوجيا جديدة فقد اثر ظهور الطائرات
بشكل كبير على الصناعات المتخصصة بعمليات الخزن.
مخـــاطر الـــدورات التجاريـــة الخاصة :Special business cycle risks )3
ويقص د به ا ال دورات التجارية ال تي يقتص ر تأثيره ا على منش اة معين ة أو ص ناعية معين ة
وتحدث في أوقات غير منتظمة و ألسباب خارجة عن ظروف السوق المالي لذا يصعب
التنبؤ بحدوثها.
6
المطلب الثالث :محاولة تقييم النظم االحترازية في الجزائر
بص فة عام ة تعتم د معظم البن وك العمومية على أنظم ة قديم ة وال مركزية لقياس
وتسيير المخاطرة .ال تقدم هذه األنظمة حسابات موثوق بها في الوقت ،وال خدمات مناسبة
شهرا).
للعمالء (تقديم القروض يمكن أن يتطلب ً 18
بأي حال من األحوال ،ال يمكن اعتبار القوانين واألنظمة والتي هي أساس اإلشراف
أن ملكية الدول ة الواس عة للبن وك يمكن أن تعرق ل األداء
البنكي ،قاص رة ش كليا ،غ ير ّ
الموض وعي والحيادي للمص ارف العمومية .ه ذه المس ألة بال ذات تض ع اإلط ار للش روط
المسبقة لإلشراف المصرفي الفعلي.
في الحقيق ة هن اك تس اؤالت وش كوك عديدة ح ول ت وفر الش روط المس بقة لإلش راف
المصرفي الفعلي بالجزائر ،تتمثل هذه الشروط في:
يت أثر اإلش راف باآلج ال المعرقل ة في سياس ية اإلفص اح ،نقص المه ارات ل دى
حد سواء ،وكذا بالحدود الغامضة للمسؤوليات.
والمسيرين على ّ
ّ المشرفين
فيم ا يخص النظ ام المص رفي الجزائ ري ،يمكن مالحظ ة تط ّور في إكم ال البنية
القانونية والضبطية لإلشراف المصرفي.
7
تم تضييق مجال منح االعتماد للمص ارف ،بعدما كان األش خاص ذوي الخبرة
فمثال ّ
المح دودة في تس يير البن وك يتحص لون عليه في الماض ي ،إض افة إلى أن ق انون النق د
مدفوعا بالكامل .كانت العواقب وخيمة
ً والقرض 10-90ال يتطلب أن يكون رأس المال
في 2003بإفالس أكبر بنك خاص بأصول تصل إلى %3من الناتج المحلي العام.
أن الس لطات ال ت زال تحت اج إلى االس تعمال األش مل للوس ائل المتاح ة (بم ا فيه ا
غ ير ّ
العقوبات) من أجل ضمان تطبيق القواعد المنصوص عليها قانونا.
يجب القضاء على اآلجال الطويلة في اتباع عدد من المجاالت المقننة سلفًا مثل:
والرقابة.
إخضاع منح االعتمادات ،ومسار مساهمي البنوك للتحليل ّ
إمكانية التش غيل في اآلج ال المح ّددة لتقنية التّرحيل الض بطي أي تق ديم المعلوم ات
المحاسبية القانونية الالّزمة لعملية اإلشراف.
المجمع.
ّ اإلشراف
فعالية التفتيش (في/و خارج الموقع).
جي د نح و
وموجه ة بش كل ّ
ّ بخص وص حمالت التف تيش ،رغم ّأنه ا موج ودة حاليا
المخاطرة المادية ،غير ّأنها ال تهتم بشكل كاف بجودة األصول ،بالضمانات والمؤونات.
وأخ ًيرا مراجع ة دور وتواج د الدول ة في النظ ام المص رفي بم ا يحف ظ له ذا األخ ير
سالمته من األزمات التي يمكن أن تعصف به.
9
المبحث الثاني :النظم االحترازيةـ وسيلة مراقبة المخاطر المصرفية
10
-3عـــدم تماثـــل المعلومـــات بين البنـــوك و الســـلطات اإلشـ ــرافية :إن ت دخل الس لطات
اإلش رافية المتمثل ة في البن وك المركزية به دف تعزيز الثق ة في النظ ام المص رفي وحماية
البنوك السليمة التي تعاني من مشكل ظ رفي في السيولة من خط ر اإلفالس يتم من خالل
إجرائيين أساسيين :
نظام التأمين على الودائع )L’Assurance de Dépôts(:وهذا بهدف منع حدوث
خسائر كبيرة للمودعين في حالة إفالس بنك ما ،حيث بفضل هذا النظام يصبح المودعين
أقل اندفاع لسحب أموالهم.
نظام الملجأ األخير لإلقراض ()Le Préteur en Dernier Ressortـ :هدفه منع
ح دوث إفالس للبن وك ال تي ل ديها مرك ز م الي ق وي وق درة على الوف اء بالتزاماته ا و لكنه ا
تواجه عجز مؤقت في السيولة.
ولكن تط بيق ه ذين اإلجرائ يين يمكن أن يحف ز البن وك على إتب اع تص رفات أك ثر
خط ورة نتيج ة ل بروز مخ اطر س وء النية في التعام ل به ذين اإلج راءين ألنهم يدركون أن
شبكة الضمان الحكومية ستغطي عن النتائج السلبية التي يمكن أن تحدث وهذا ما سيؤدي
إلى إضعاف انضباط السوق البنكي ،و يمكن توضيح ذلك كما يلي :
نظــام الملجــأ األخــير لإلقــراض ومشــكل الخطــر األخالقي :إن ت دخل البن وك
المركزية لتوف ير الس يولة للبن وك عن د الحاج ة القص وى ل ذلك يمكن أن يول د ظ اهرة
الخط ر األخالقي ،نتيج ة ت راخي السياس ة اإلقراض ية في ض بط الس وق البنكي و
تحفيزها للبنوك على تحمل لساطر إضافية وأن تكون أقل حيطة في تسييرها للسيولة
،ومن جهة أخرى يمكن للمودعين أن يعتبروا هذا اإلجراء بمثابة ضمان لهم لقدرة
البنوك على الوفاء بالتزاماتها عند تاريخ االستحقاق ،وبما أن هؤالء الدائنين قد تم
إقن اعهم بطريق ة غير مباش رة بإمكانية س حب أم والهم ب دون تحم ل أي خس ائر سوف
11
يجعلهم غير مهتمين بمراقبة هذه البنوك مقارنة مع الوضعية التي ال يطبق فيها هذا
اإلجراء.
نظام التأمين على الودائع ومشكل الخطر األخالقي :تطبيق هذا النظام لو
أثار إيجابية باعتباره أداة فعالة لكبح تخوف المودعين ومنع تدافعهم للسحب ،إال أنه
يمكن أن يؤدي إلى بروز خطر سوء النية خاصة في حالة ما إذا كان قسط التأمين
الم دفوع من ط رف البن وك مس تقل عن حجم المخ اطر ال تي س وف تتحمله ا ،ألن ه
سيرسل إشارات خاطئة للمتعاملين سواء بنوك أو مودعين بأنهم في منأى من خطر
السيولة نتيجة لهذه األقساط ،كما أنه سوف يحفز البنوك على المساهمة في تدويل
مش اريع أك ثر خط ورة على اعتب ار أنه ا تخلص ت من مسؤولية دف ع الودائ ع في حال ة
اإلفالس وفي نفس الوقت سوف تجعل المودعين أقل تحفيز ألداء مراقبة فعالة على
البنوك.
)1اتفاقية بازل األولى :أقرت اللجنة عام 1988اتفاقية بازل Iو التي تضمنت معيارا
موحدا لكفاية رأس المال والذي يضع حد أدنى للعالقة بين رأس المال بمفهوم أك ثر ش موال
واألص ول و االلتزام ات العرض ية الخط رة المرجح ة ب أوزان )وال ذي تم تحديده بمع دل
%8بحلول نهاية ديسمبر )1992حيث أصبح هذا المعيار ملزما للمصارف كمعيار دولي
للداللة على المركز المالي للمصرف.
)2اتفاقيــة بــازل الثانيــة :أق رت اللجن ة س نة 2004اتفاقية ب ازل ، IIحيث ج اء اإلط ار
الجديد ليع زز متطلب ات رأس الم ال و ت دعيم أم ان وس المة البن وك وك ذا تقوية اس تقرار
النظ ام الم الي الع المي من خالل ع رض القواع د الالزم ة للبن وك لتق دير متان ة رأس ال دال،
وتوفير نظام شامل إلدارة المخاطر ،وتدعيم انضباط السوق من خالل تحسين الشفافية في
12
إعداد التقارير المالية من قبل المصارف ،حيث تقوم هذه االتفاقية على ثالث دعائم أساسية
:
* الحد األدنى لرأس المال.
* المراجعة الرقابية لمتطلبات رأس المال.
* انضباط السوق.
يمكن إب راز األه داف المرج وة من وراء ف رض قواع د احترازية على البن وك في
محورين أساسيين هما :
)1حماية أموال المودعين و توفير الضمان الكافي لكي يكون النشاط البنكي يتم وفق أسس
ص حيحة وذل ك من خالل التأك د من أن البن وك تتب ع أس لوب ح ذر في تس يير وظائفه ا بغية
تجنب ضياع أموال المودعين
)2ضمان سالمة و استقرار النظام المصرفي والمالي والمحافظة على ثقة المتعاملين بهذا
النظام أي حمايته من الخطر النظامي بشكل يمكنه من تفادي الوقوع في األزمات النقدية
التي تؤثر على االستقرار االقتصادي الكلي للبالد.
الخاتمة :
13
المصادر و المراجع :
-1أحمد شعبان محمد علي ،انعكاسات المتغيرات المعاصرة على انقطاع المصرفي و
دور البنوك المركزية ،الدار الجامعية ،مصر ،الطبعة األولى .2007 ،
-2جل ولي نس يمة ،م دى امكانية تط بيق البن وك الجزائرية لمق ررات اتف اق ب ازل 2
المتعلق ة بأس اليب قياس مخ اطر البن وك ،م ذكرة تخ رج لنيل ش هادة الماجس تير
تخصص مالية دولية ،جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان .2011،2012 ،
-3خالد وهيب الراوي ،إدارة المخاطر المالية ،دار المسيرة للنشر و التوزيع ،عمان
.2011
-4عبد المطلب عبد الحميد ،العولمة واقتصاديات البنوك ،الدار الجامعية .2005 ،
14