You are on page 1of 14

‫المقدمــة‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفاهيم عامة حول النظم االحترازيةـ و المخاطر المصرفيةـ‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم النظم االحترازية‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مفهوم المخاطر المصرفية‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬محاولة تقييم النظم االحترازيةـ في الجزائر‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬النظم االحترازية وسيلة مراقبة المخاطر المصرفية‬

‫المطلب األول ‪ :‬أسباب تطبيق النظم االحترازية‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬النظم االحترازية و فق مقترحات لجنة بازل‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬أهداف النظم االحترازيةـ المطبقة في الميدان المصرفي‬

‫الخاتـــــمة‬

‫المصادر و المراجع‬

‫‪1‬‬
‫المقدمة ‪:‬‬

‫لقد تعاظمت المخاطر المصرفية وتغیرت طبیعتها في ظل تطورات التحرر المالي‬


‫ومستحدثات العمل المصرفي وتنامي استعمال أدوات مالیة جديدة ساعد على خلقها التقدم‬
‫التكنولوجي الهائل في الصناعة المصرفیة ‪ ،‬دفع البنوك إلى تبني سياسة تقييمها للمخاطر‬
‫ونظم فعال ة للرقاب ة عليه ا وإ دارته ا واالل تزام بم ا ج اء في مق ررات وتوص يات لجن ة ب ازل‬
‫للرقابة المصرفية خصوصا في ظل الطابع الدولي الذي تتميز به‪.‬‬

‫لقد أصبح من الضروري العمل على قياس المخاطر التي تواجه البنوك بغاية تجنبها‬
‫و الحد منها في حالة وقوعها مما يجنب البنك الوقوع في ما يعرف باألزمات المصرفية‬
‫التي تنجر عنها عوائد تؤثر سلبا على مدى استمرارية البنك و نجاحه‪.‬‬

‫ففي إط ار م ا تق دم يمكن الق ول أن معرف ة المخ اطر وتقويمه ا وإ دارته ا أص بح يمث ل‬


‫حجر األساس في نجاح المصارف وازدهارها و تحقيقها ألهدافها‪ ،‬وربما كان ذلك يشكل‬
‫ال دافع األق وى لقيام لجن ة ب ازل للرقاب ة واإلش راف المص رفي في إص دار العديد من‬
‫اإلرشادات الخاصة بإدارة كل نوع من أنواع المخاطر المصرفية‪ .‬ومن األسباب الحقيقية‬
‫ال تي قادتن ا إلى القيام به ذا البحث ه و تبيان مفه وم النظم االحترازية لمراقب ة المخ اطر‬
‫االحترازية ما دفعنا لتقسيم هذا البحث إلى مبحثين جاء عنوانهما كالتالي ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفاهيم عامة حول النظم االحترازيةـ و المخاطر المصرفية‪.‬ـ‬


‫المبحث الثاني ‪ :‬النظم االحترازية وسيلة مراقبة المخاطر المصرفية‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬مفاهيم عامة حول النظم االحترازيةـ و المخاطر المصرفيةـ‬

‫لق د ارتأين ا في ه ذا القس م من البحث التط رق إلى ك ل من مفه وم النظم االحترازية‬


‫ثم مفهوم المخاطر المصرفية (المطلب الثاني) ‪ ،‬و أخيراً محاولة تقييم‬
‫(المطلب األول) ‪ّ ،‬‬
‫النظم االحترازية في الجزائر (المطلب الثالث)‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم النظم االحترازيةـ‬

‫النظم االحترازية هي عب ارة عن قواع د للتس يير في الميدان المص رفي ‪ ،‬وال تي على‬
‫المؤسسات التي تتعاطى االئتمان احترامها من أجل ضمان سيولتها وبالتالي مالءتها تجاه‬
‫المودعين حتى تكتسب العمليات المصرفية نوعا من الثقة‪.‬‬

‫تتمثل أهداف التنظيم االحترازي فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تقوية الهيكل المالي للبنوك (مؤسسات القرض)؛‬

‫‪ -‬تحسين أمن المودعين؛‬

‫‪ -‬مراقبة تطور مخاطرة البنوك؛‬

‫‪ -‬وخاص ة التمكن من المقارن ة بين أداء البن وك والمخ اطرة المتع ّرض له ا باس تعمال‬
‫معايير مشتركة (النسب القانونية) ذات تطبيق عام وإ جباري‪.‬‬

‫السيولة‪.‬‬
‫النظم االحترازية في الجزائر في‪ :‬نسب المالءة ‪ ،‬نسب ّ‬
‫تتمثل ّ‬

‫برزت فكرة إلزام البنوك باحترام قواعد احترازية نتيجة لضعف اإلجراءين السابقين‬
‫المطبق ان من ط رف البن وك المركزية المتمثّلين في نظ ام الملج أ األخ ير لإلق راض و نظ ام‬
‫التأمن على الودائع‪.‬‬
‫ٌ‬

‫‪3‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مفهوم المخاطر المصرفيةـ‬

‫تعريف المخاطر المصرفية ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫يع رف ‪ Weston‬المخ اطر المص رفية كمفه وم على ّأنه ا ع دم الثق ة من حقيق ة نت ائج‬
‫نش اط معين وح دث معين بحيث ّأنن ا ال نك ون على يقين مم ا سيحص ل في المس تقبل وبن اء‬
‫على ذلك فإن المخاطرة المصرفية تنشأ من أن نشاطا معينا يمكن أن يترتب عليه أكثر من‬
‫نتيجة واحدة في المستقبل ‪.‬‬

‫إن ظاهرة المخاطرة هي الفرصة التي يمكن من خاللها تفادي الخسارة الناتجة عن‬
‫ّ‬
‫عدم تأكد الذي يحيط بنتائج القرارات المستقبلية‪ ،‬وهذا التعريف ال يصلح للتحليل ألنه ال‬
‫يمكن قياسه‪.‬‬

‫ومن ه يمكن الوص ول إلى تحديد مفه وم المخ اطرة المص رفية كم ا يلي " تع رف‬
‫بأنه ا احتمالية تع رض البن ط إلى خس ائر غير متوقع ة وغير مخط ط له ا و‪ /‬أو‬
‫المخ اطرة ّ‬
‫تذب ذب العائ د المتوق ع على اس تثمار معين ‪ .‬أي إن ه ذا التعريف يش ير إلى وجه ة نظ ر‬
‫الم راجعين(‪ )AUDITEURS‬والم دراء للتعب ير عن قلقهم إزاء اآلث ار البنكية الناجم ة عن‬
‫أح داث مس تقبلية محتمل ة الوق وع له ا ق درة على الت أثير على تحقيق أه داف البن ك المعتم دة‬
‫وتنفيذ استراتيجياته‪.‬‬

‫مصادر المخاطر المصرفية ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫تقس م مص ادر المخ اطرة بحسب ن وع المخ اطر ال تي تس ببها فهن اك مص ادر المخ اطر‬
‫النظامية و مصادر المخاطر الالنظامية‪.‬‬

‫مصادر المخاطر النظاميةـ‬

‫‪4‬‬
‫تشمل مصادر المخاطر النظامية علي مخاطر القوة الشرائية و مخاطر معدل الفائدة‬
‫و مخاطر السوق‪.‬‬

‫مخاطر القوة الشرائية ‪:‬‬ ‫‪)1‬‬

‫تعرف مخاطر القوة الشرائية على ّأنها إمكانية عدم الكفاية العوائد المستقبلية الناتجة‬
‫عن االس تثمار في الحص ول على الس لع و الخ دمات ال تي يمكن الحص ول عليه ا باألس عار‬
‫الحالية‪.‬‬

‫بأنها المخاطر التي تواجه المستثمر في الموجودات المالية و‬


‫و كذلك يمكن تعريفها ّ‬
‫الناتجة عن التأكد حول اثر التضخم في العوائد التي تحققها هذه الموجودات‪.‬‬

‫يك ون ه ذا الن وع من المخ اطر كب يرا في حال ة االس تثمار في حس ابات التوف ير أو‬
‫التامين على الحياة أو السندات أو أي من االستثمار الذي يحمل معه معدل فائدة ثابت فإذا‬
‫ارتف ع مع دل التض خم يرتف ع مع ه التض خم فتنخفض القيم ة الحقيقية لالس تثمار‪ ,‬و ذل ك‬
‫النخف اض قيمت ه الحالية و يش كل االس تثمار في األس هم العادية في معظم األحيان حماية‬
‫للمس تثمر من مخ اطر الق وة الش رائية علي أس اس أن أس عار األس هم في الس وق الم الي‬
‫يس تجيب غالب ا للظ روف التض خمية ف ترتفع هي األخ رى مم ا يحاف ظ علي القيم ة الحقيقية‬
‫لالستثمار فيها‪,‬و بذلك تحمي المستثمر من المخاطر التي يتعرض لها حامل السند‪.‬‬

‫مخاطر معدل الفائدة ‪:‬‬ ‫‪)2‬‬

‫بأنها التقلبات الناجمة عن عوائد األوراق المالية نتيجة‬


‫تعرف مخاطر معدل الفائدة ّ‬
‫للتغيرات الحاصلة في مستويات معدالت الفائدة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫و تنش أ ه ذه المخ اطر كنتيج ة الحتم ال وق وع بعض األح داث المحلية أو العالمية‬
‫العامة كإجراء تغيرات هامة في النظام االقتصادي للدولة ذاتها أو لدول أخرى ترتبط معها‬
‫بعالقة وثيقة أو نشوب حرب أو حدوث تغيرات في تفضيل المستهلكين‪.‬‬

‫مصادر المخاطر الالنظامية ‪:‬‬

‫توج د للمخ اطر الالنظامية مص ادر متع ددة و من أهمه ا مخ اطر اإلدارة و مخ اطر‬
‫الصناعة و مخاطر الدورات التجارية الخاصة‪.‬‬

‫مخاطر اإلدارة ‪ : Management risk‬و يقصد بها تلك المخاطر الناجمة عن‬ ‫‪)1‬‬
‫ضعف إدارة شركات محددة مما يؤدي إلى وقوعها في لخطاء تنجم عنها خسائر في تلك‬
‫الشركات دون غيرها‪.‬‬
‫مخ ــاطر الص ــناعة ‪ :Industrial risk‬تنجم ه ذه المخ اطر عن ظ روف تخص‬ ‫‪)2‬‬
‫الص ناعة كوج ود ص عوبة في توف ير الم واد األولية الالزم ة للص ناعة ‪,‬و وج ود خالف ات‬
‫مستمرة بين العمال و إدارة المصنع و كذلك التأثيرات الخاصة للقوانين الحكومية المتعلقة‬
‫بالرقاب ة على التل وث و ت أثيرات المنافس ة األجنبية على الص ناعة المحلية و هن اك أيض ا‬
‫التأثيرات المستمرة في األوراق و تفضيالت المستهلكين في االقتصاديات المتطورة فضال‬
‫عن التأثيرات المتعلقة بظهور منتجات جديدة أو تكنولوجيا جديدة فقد اثر ظهور الطائرات‬
‫بشكل كبير على الصناعات المتخصصة بعمليات الخزن‪.‬‬
‫مخـــاطر الـــدورات التجاريـــة الخاصة ‪:Special business cycle risks‬‬ ‫‪)3‬‬
‫ويقص د به ا ال دورات التجارية ال تي يقتص ر تأثيره ا على منش اة معين ة أو ص ناعية معين ة‬
‫وتحدث في أوقات غير منتظمة و ألسباب خارجة عن ظروف السوق المالي لذا يصعب‬
‫التنبؤ بحدوثها‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬محاولة تقييم النظم االحترازية في الجزائر‬

‫بص فة عام ة تعتم د معظم البن وك العمومية على أنظم ة قديم ة وال مركزية لقياس‬
‫وتسيير المخاطرة‪ .‬ال تقدم هذه األنظمة حسابات موثوق بها في الوقت‪ ،‬وال خدمات مناسبة‬
‫شهرا)‪.‬‬
‫للعمالء (تقديم القروض يمكن أن يتطلب ‪ً 18‬‬

‫بأي حال من األحوال‪ ،‬ال يمكن اعتبار القوانين واألنظمة والتي هي أساس اإلشراف‬
‫أن ملكية الدول ة الواس عة للبن وك يمكن أن تعرق ل األداء‬
‫البنكي‪ ،‬قاص رة ش كليا‪ ،‬غ ير ّ‬
‫الموض وعي والحيادي للمص ارف العمومية‪ .‬ه ذه المس ألة بال ذات تض ع اإلط ار للش روط‬
‫المسبقة لإلشراف المصرفي الفعلي‪.‬‬

‫في الحقيق ة هن اك تس اؤالت وش كوك عديدة ح ول ت وفر الش روط المس بقة لإلش راف‬
‫المصرفي الفعلي بالجزائر‪ ،‬تتمثل هذه الشروط في‪:‬‬

‫السياسيات الكلية السليمة والمتعبة بثبات‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫القواعد الهيكلية العمومية المتطورة بشكل كاف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االلتزام الفعلي بقواعد السوق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفعال في مشاكل المصارف‪.‬‬
‫البت ّ‬ ‫‪‬‬
‫كفاية درجة الحماية النظامية أي السرعة في التأقلم مع األزمة وحلّه ا قب ل أن‬ ‫‪‬‬
‫تمتد إلى النظام المصرفي ككل‪.‬‬

‫يت أثر اإلش راف باآلج ال المعرقل ة في سياس ية اإلفص اح‪ ،‬نقص المه ارات ل دى‬
‫حد سواء‪ ،‬وكذا بالحدود الغامضة للمسؤوليات‪.‬‬
‫والمسيرين على ّ‬
‫ّ‬ ‫المشرفين‬

‫فيم ا يخص النظ ام المص رفي الجزائ ري‪ ،‬يمكن مالحظ ة تط ّور في إكم ال البنية‬
‫القانونية والضبطية لإلشراف المصرفي‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫تم تضييق مجال منح االعتماد للمص ارف‪ ،‬بعدما كان األش خاص ذوي الخبرة‬
‫فمثال ّ‬
‫المح دودة في تس يير البن وك يتحص لون عليه في الماض ي‪ ،‬إض افة إلى أن ق انون النق د‬
‫مدفوعا بالكامل‪ .‬كانت العواقب وخيمة‬
‫ً‬ ‫والقرض ‪ 10-90‬ال يتطلب أن يكون رأس المال‬
‫في ‪ 2003‬بإفالس أكبر بنك خاص بأصول تصل إلى ‪ %3‬من الناتج المحلي العام‪.‬‬

‫تبني "عق ود نجاع ة" بين الحكوم ة‬


‫تم في إدارة االقتص اد الوط ني‪ ،‬ه و ّ‬
‫تط ّور آخ ر ّ‬
‫ومديري البنوك‪ ،‬والتي صاحبت عملية رسملة القروض‪ .‬تهدف هذه العقود إلى تحسيس‬
‫المديرين بمسؤولياتهم في احترام نسب مالءمة رأس المال والنسب االحترازية الموضوعة‬
‫مفرقة بذلك بين تسيير وملكية البنوك العمومية‪.‬‬
‫من طرف بنك الجزائر‪ّ ،‬‬

‫أن الس لطات ال ت زال تحت اج إلى االس تعمال األش مل للوس ائل المتاح ة (بم ا فيه ا‬
‫غ ير ّ‬
‫العقوبات) من أجل ضمان تطبيق القواعد المنصوص عليها قانونا‪.‬‬

‫يجب القضاء على اآلجال الطويلة في اتباع عدد من المجاالت المقننة سلفًا مثل‪:‬‬

‫والرقابة‪.‬‬
‫إخضاع منح االعتمادات‪ ،‬ومسار مساهمي البنوك للتحليل ّ‬ ‫‪‬‬
‫إمكانية التش غيل في اآلج ال المح ّددة لتقنية التّرحيل الض بطي أي تق ديم المعلوم ات‬ ‫‪‬‬
‫المحاسبية القانونية الالّزمة لعملية اإلشراف‪.‬‬
‫المجمع‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اإلشراف‬ ‫‪‬‬
‫فعالية التفتيش (في‪/‬و خارج الموقع)‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫جي د نح و‬
‫وموجه ة بش كل ّ‬
‫ّ‬ ‫بخص وص حمالت التف تيش‪ ،‬رغم ّأنه ا موج ودة حاليا‬
‫المخاطرة المادية‪ ،‬غير ّأنها ال تهتم بشكل كاف بجودة األصول‪ ،‬بالضمانات والمؤونات‪.‬‬

‫أن الم وارد‬


‫أم ا فيم ا يخص الس لك المه ني للمش رفين‪ ،‬يعت بر ص ندوق النق د ال دولي ّ‬
‫أن المستقبل المه ني‬
‫الرقابة غير كافية‪ ،‬كما ّ‬
‫والموازنات الموضوعة من أجل مختلف أوجه ّ‬
‫للمشرفين وشروط العمل المرضية يجب أن تشجع بشكل ٍ‬
‫واف داخل بنك الجزائر‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫على المش رفين أن تك ون لهم المس ؤولية الحص رية لتق ييم إح ترام النظم االحترازية‪.‬‬
‫ويثبت وا س لطتهم‪ ،‬وأن يكون وا أك ثر اس تقباال إلش ارات التنبيه‪ ،‬بحيث يتم‬
‫يوط دوا ّ‬
‫عليهم أن ّ‬
‫المقررة لتدارك ما ال يحمد عقباه وفقًا للقوانين‪.‬‬
‫تطبيق العالجات ّ‬

‫يجرنا إلدراج االقتراحات التالية‪:‬‬


‫هذا ما ّ‬

‫الرجوع إلى المالءة الدائمة‪.‬‬


‫إعادة هيكلة تشغيلية جذرية من أجل ّ‬ ‫‪‬‬
‫تقوية الحاكمية في البنوك العمومية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحديث المعلومات حول النشاط المالي طبقا لألسس والمعايير الحديثة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تقوية دور سلطات اإلشراف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إدخال وتقوية مناهج تحليل المخاطرة في عملية اإلقراض‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وأخ ًيرا مراجع ة دور وتواج د الدول ة في النظ ام المص رفي بم ا يحف ظ له ذا األخ ير‬
‫سالمته من األزمات التي يمكن أن تعصف به‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬النظم االحترازيةـ وسيلة مراقبة المخاطر المصرفية‬

‫تطرقن ا في ه ذا المبحث إلى ك ل من أس باب تط بيق النظم االحترازية في مراقب ة‬


‫ثم النظم االحترازية و ف ق مقترح ات لجن ة ب ازل‬
‫المخ اطر المص رفية (المطلب األول) ‪ّ ،‬‬
‫(المطلب الث اني) و أخ يرا اإلحاط ة ب أهم أه داف النظم االحترازية المطبق ة في الميدان‬
‫المصرفي (المطلب الثالث) ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬أسباب تطبيق النظم االحترازيةـ في مراقبة المخاطر المصرفية‪.‬ـ‬

‫م ع م رور ال زمن اتض ح أن البن وك الزالت تع اني من مش كل ع دم تماث ل للمعلوم ات‬


‫بينه ا وبين معظم الم ودعين و المقترض ين و ك ذا الس لطات الرقابية كم ا أن الم يزة ال تي‬
‫تكتس بها البن وك مقارن ة م ع ب اقي المؤسس ات المالية الغ ير بنكية في مج ال المعلوم ات هي‬
‫غير مطلقة و تتغير وفق عدة معايير أساسية‪.‬‬

‫‪ -1‬عدم تماثل المعلومات بين البنوك و المودعين ‪ :‬يمكن أن يبرز مش كل س وء النية‬


‫في عالق ة البن ك ب المودعين و ال ذي ب دوره يجع ل البن ك يواج ه خط ر الس يولة ‪ ،‬ذل ك ألن‬
‫المودعون ليس لهم القدرة على معرفة مكونات محفظة القروض الخاصة بالبنك‪ ،‬كما أن‬
‫عق د اإليداع الخ اص ب الودائع تحت الطلب يحتم على البن ك أن يك ون ج اهزا في أي وقت‬
‫لتحويل هذه الودائع إلى قيمتها اإلسمية‪ ،‬و لهذا ففي حالة تنبؤ المودعين بأن البنك يمكن أن‬
‫يتعرض إلى خطر اإلفالس فسيندفعون إلى سحب أموالهم‪.‬‬
‫‪-2‬عـدم تماثــل المعلومــات بين البنــوك و المقترضــين ‪ :‬إن البن ك ه و عرض ة لن وعين من‬
‫ع دم تماث ل المعلوم ات في إط ار عالقت ه بالمقترض ين ‪ ،‬و ال تي له ا ت أثير كبير على قدرت ه‬
‫في الس داد ‪ ،‬األول ه و متمث ل في مش كل االختيار الس يئ و ه و اختيار الفئ ة الس يئة من‬
‫المقترض ين ‪ ،‬و الث اني متمث ل في خط ر س وء النية المرتب ط بحال ة ع دم اليقين في ق درة‬
‫المقترضين على احترام التزاماتهم و فقا لعقد اإلقراض‬

‫‪10‬‬
‫‪ -3‬عـــدم تماثـــل المعلومـــات بين البنـــوك و الســـلطات اإلشـ ــرافية ‪ :‬إن ت دخل الس لطات‬
‫اإلش رافية المتمثل ة في البن وك المركزية به دف تعزيز الثق ة في النظ ام المص رفي وحماية‬
‫البنوك السليمة التي تعاني من مشكل ظ رفي في السيولة من خط ر اإلفالس يتم من خالل‬
‫إجرائيين أساسيين ‪:‬‬
‫‪‬نظام التأمين على الودائع‪ )L’Assurance de Dépôts(:‬وهذا بهدف منع حدوث‬
‫خسائر كبيرة للمودعين في حالة إفالس بنك ما‪ ،‬حيث بفضل هذا النظام يصبح المودعين‬
‫أقل اندفاع لسحب أموالهم‪.‬‬
‫‪‬نظام الملجأ األخير لإلقراض (‪)Le Préteur en Dernier Ressort‬ـ ‪ :‬هدفه منع‬
‫ح دوث إفالس للبن وك ال تي ل ديها مرك ز م الي ق وي وق درة على الوف اء بالتزاماته ا و لكنه ا‬
‫تواجه عجز مؤقت في السيولة‪.‬‬

‫ولكن تط بيق ه ذين اإلجرائ يين يمكن أن يحف ز البن وك على إتب اع تص رفات أك ثر‬
‫خط ورة نتيج ة ل بروز مخ اطر س وء النية في التعام ل به ذين اإلج راءين ألنهم يدركون أن‬
‫شبكة الضمان الحكومية ستغطي عن النتائج السلبية التي يمكن أن تحدث وهذا ما سيؤدي‬
‫إلى إضعاف انضباط السوق البنكي‪ ،‬و يمكن توضيح ذلك كما يلي ‪:‬‬

‫نظــام الملجــأ األخــير لإلقــراض ومشــكل الخطــر األخالقي ‪ :‬إن ت دخل البن وك‬ ‫‪‬‬
‫المركزية لتوف ير الس يولة للبن وك عن د الحاج ة القص وى ل ذلك يمكن أن يول د ظ اهرة‬
‫الخط ر األخالقي ‪ ،‬نتيج ة ت راخي السياس ة اإلقراض ية في ض بط الس وق البنكي و‬
‫تحفيزها للبنوك على تحمل لساطر إضافية وأن تكون أقل حيطة في تسييرها للسيولة‬
‫‪ ،‬ومن جهة أخرى يمكن للمودعين أن يعتبروا هذا اإلجراء بمثابة ضمان لهم لقدرة‬
‫البنوك على الوفاء بالتزاماتها عند تاريخ االستحقاق‪ ،‬وبما أن هؤالء الدائنين قد تم‬
‫إقن اعهم بطريق ة غير مباش رة بإمكانية س حب أم والهم ب دون تحم ل أي خس ائر سوف‬

‫‪11‬‬
‫يجعلهم غير مهتمين بمراقبة هذه البنوك مقارنة مع الوضعية التي ال يطبق فيها هذا‬
‫اإلجراء‪.‬‬
‫نظام التأمين على الودائع ومشكل الخطر األخالقي ‪ :‬تطبيق هذا النظام لو‬ ‫‪‬‬
‫أثار إيجابية باعتباره أداة فعالة لكبح تخوف المودعين ومنع تدافعهم للسحب‪ ،‬إال أنه‬
‫يمكن أن يؤدي إلى بروز خطر سوء النية خاصة في حالة ما إذا كان قسط التأمين‬
‫الم دفوع من ط رف البن وك مس تقل عن حجم المخ اطر ال تي س وف تتحمله ا‪ ،‬ألن ه‬
‫سيرسل إشارات خاطئة للمتعاملين سواء بنوك أو مودعين بأنهم في منأى من خطر‬
‫السيولة نتيجة لهذه األقساط ‪ ،‬كما أنه سوف يحفز البنوك على المساهمة في تدويل‬
‫مش اريع أك ثر خط ورة على اعتب ار أنه ا تخلص ت من مسؤولية دف ع الودائ ع في حال ة‬
‫اإلفالس وفي نفس الوقت سوف تجعل المودعين أقل تحفيز ألداء مراقبة فعالة على‬
‫البنوك‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬النظم االحترازيةـ و فق مقترحات لجنة بازل‬

‫‪ )1‬اتفاقية بازل األولى ‪ :‬أقرت اللجنة عام ‪ 1988‬اتفاقية بازل ‪ I‬و التي تضمنت معيارا‬
‫موحدا لكفاية رأس المال والذي يضع حد أدنى للعالقة بين رأس المال بمفهوم أك ثر ش موال‬
‫واألص ول و االلتزام ات العرض ية الخط رة المرجح ة ب أوزان )وال ذي تم تحديده بمع دل‬
‫‪ %8‬بحلول نهاية ديسمبر ‪ )1992‬حيث أصبح هذا المعيار ملزما للمصارف كمعيار دولي‬
‫للداللة على المركز المالي للمصرف‪.‬‬
‫‪)2‬اتفاقيــة بــازل الثانيــة ‪ :‬أق رت اللجن ة س نة ‪ 2004‬اتفاقية ب ازل ‪ ، II‬حيث ج اء اإلط ار‬
‫الجديد ليع زز متطلب ات رأس الم ال و ت دعيم أم ان وس المة البن وك وك ذا تقوية اس تقرار‬
‫النظ ام الم الي الع المي من خالل ع رض القواع د الالزم ة للبن وك لتق دير متان ة رأس ال دال‪،‬‬
‫وتوفير نظام شامل إلدارة المخاطر‪ ،‬وتدعيم انضباط السوق من خالل تحسين الشفافية في‬

‫‪12‬‬
‫إعداد التقارير المالية من قبل المصارف‪ ،‬حيث تقوم هذه االتفاقية على ثالث دعائم أساسية‬
‫‪:‬‬
‫* الحد األدنى لرأس المال‪.‬‬
‫* المراجعة الرقابية لمتطلبات رأس المال‪.‬‬
‫* انضباط السوق‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬أهداف النظم االحترازيةـ المطبقة في الميدان المصرفي‬

‫يمكن إب راز األه داف المرج وة من وراء ف رض قواع د احترازية على البن وك في‬
‫محورين أساسيين هما ‪:‬‬

‫‪)1‬حماية أموال المودعين و توفير الضمان الكافي لكي يكون النشاط البنكي يتم وفق أسس‬
‫ص حيحة وذل ك من خالل التأك د من أن البن وك تتب ع أس لوب ح ذر في تس يير وظائفه ا بغية‬
‫تجنب ضياع أموال المودعين‬
‫‪)2‬ضمان سالمة و استقرار النظام المصرفي والمالي والمحافظة على ثقة المتعاملين بهذا‬
‫النظام أي حمايته من الخطر النظامي بشكل يمكنه من تفادي الوقوع في األزمات النقدية‬
‫التي تؤثر على االستقرار االقتصادي الكلي للبالد‪.‬‬

‫الخاتمة ‪:‬‬

‫إن وج ود نظ ام مص رفي ق وي ه و أم ر ض روري لس المة النظ ام االقتص ادي وذل ك‬


‫ب النظر إلى الس مات الخاص ة ال تي تنف رد به ا البن وك ال تي تجعله ا عرض ة لفق دان الثق ة من‬
‫ط رف األع وان االقتص اديين ‪ ،‬وله ذا ك ان الب د من وج ود أنظم ة احترازية تعم ل على‬
‫اس تقرار النظ ام المص رفي‪ .‬و في ه ذا اإلط ار تبنت لجن ة ب ازل قواع د دولية ه دفها وقاية‬
‫األنظمة المصرفية من الخطر النظامي الذي يهددها‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المصادر و المراجع ‪:‬‬
‫‪ -1‬أحمد شعبان محمد علي ‪ ،‬انعكاسات المتغيرات المعاصرة على انقطاع المصرفي و‬
‫دور البنوك المركزية ‪ ،‬الدار الجامعية ‪ ،‬مصر ‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2007 ،‬‬
‫‪ -2‬جل ولي نس يمة ‪ ،‬م دى امكانية تط بيق البن وك الجزائرية لمق ررات اتف اق ب ازل ‪2‬‬
‫المتعلق ة بأس اليب قياس مخ اطر البن وك ‪ ،‬م ذكرة تخ رج لنيل ش هادة الماجس تير‬
‫تخصص مالية دولية ‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد ‪ ،‬تلمسان ‪.2011،2012 ،‬‬
‫‪ -3‬خالد وهيب الراوي ‪ ،‬إدارة المخاطر المالية ‪ ،‬دار المسيرة للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان‬
‫‪.2011‬‬
‫‪-4‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬العولمة واقتصاديات البنوك ‪ ،‬الدار الجامعية ‪.2005 ،‬‬

‫‪14‬‬

You might also like